جريدة شرارة آذار العدد 90

Page 1

‫العدد ‪90‬‬

‫‪2013-11-3‬‬

‫اجلوع �أو الركوع‬ ‫اجلوع حتى الركوع‪ ..‬يف �سوريا اجلوع �أو القتل واخرت‬

‫مقال يف الطائفية‬ ‫�سعاد نوفل‬ ‫جماهدوا �سوريا‬ ‫تل الزعرتي‬ ‫الكامريا واحلب‬

‫جل�أت القوات املوالية للرئي�س ال�سوري ب�شار الأ�سد �إىل احل�صار اجلزئي يف احلرب الأهلية‬ ‫لطرد مقاتلي املعار�ضة من املناطق ال�سكنية‪ .‬وقال �سكان و�أطقم طبية �إن هناك من ماتوا‬ ‫جوع ًا نتيجة ت�شديد احل�صار حول مناطق قرب العا�صمة دم�شق‪.‬‬ ‫وعند نقطة تفتي�ش تابعة للجي�ش تف�صل بني و�سط دم�شق الذي ت�سيطر عليه احلكومة‬ ‫وبلدات تقع يف ال�ضواحي ال�شرقية‪ ،‬اقرتب فتى نحيل على دراجة من جندي وتو�سل �إليه حتى‬ ‫ي�سمح له بدخول منطقة ال�ضواحي ال�شرقية بكي�س خبز وبع�ض املواد الغذائية الأ�سا�سية‪.‬‬ ‫رف�ض اجلندي لكن ال�صبي ظل يتو�سل �إليه قائ ًال «رغيف واحد فقط»‪.‬‬ ‫�صرخ اجلندي «�أقول لك‪ :‬ممنوع اللقمة‪ .‬ل�ست �أنا من ي�ضع القواعد‪ .‬من ي�ضعونها �أكرب‬ ‫مني ومنك وهم يراقبوننا الآن‪ .‬عد �إىل بيتك»‪ .‬و�أخذ اجلندي الذي بدا عليه االنزعاج‪ ،‬نف�س ًا‬ ‫عميق ًا عندما ابتعد الفتى وغاب عن الأنظار‪.‬‬ ‫يُظهر هذا امل�شهد ا�ستخدام احل�صار ك�سالح يف احلرب الدائرة على كافة الرا�ضي ال�سورية‪.‬‬ ‫ونادر ًا ما ي�سمح بدخول الغذاء والدواء �إىل املناطق املحا�صرة‪ ،‬كما تفر�ض قيود على‬ ‫حركة املدنيني منها و�إليها‪.‬‬ ‫وتقول الأمم املتحدة �إن �أكرث من مليون �سوري حما�صرون يف مناطق ال تدخلها امل�ساعدات‪.‬‬ ‫ح�صار حتى يف العيد‬ ‫وعند نقطة تفتي�ش يف و�سط دم�شق تردد �صوت م�س�ؤول �أمني يدعى �أبو حيدر وهو يقول‬ ‫«هي حملة اجلوع حتى الركوع‪ ...‬هيك نحنا من�سميها»‪ .‬ويزداد ا�ستخدام �أن�صار الأ�سد يف‬ ‫دم�شق هذه العبارة‪.‬‬ ‫ومل تع ّلق احلكومة ال�سورية على ما يرتدد عن جلوئها �إىل �سيا�سة التجويع ك�سالح يف‬ ‫احلرب وتقول �إن «الإرهابيني» يتخذون ال�سكان رهائن‪� .‬أما ع ّمال الإغاثة فيتحدثون عن‬ ‫منعهم من الدخول‪ .‬وي�ستخدم طرفا ال�صراع يف �سورية نقاط التفتي�ش لتق�سيم املناطق ومنع‬ ‫حركة مقاتلي اخل�صم و�أن�صاره‪.‬‬ ‫وفر�ض ح�صار جزئي �أو كلي على بلدات ت�سيطر عليها املعار�ضة �إىل ال�شرق واجلنوب‬ ‫والغرب من دم�شق‪ .‬وقال �أبو حيدر �إن اجلي�ش بد�أ يف ح�صار بلدتي قد�سيا والهامة اللتني‬ ‫تقطع ال�سيارة امل�سافة �إليهما �شما ًال من و�سط دم�شق عرب جبل قا�سيون يف ‪ 15‬دقيقة‪ .‬وقال‬ ‫�سكان بالبلدتني �إنه مت منع كثريين من مغادرتهما يف �أول �أيام عيد الأ�ضحى لزيارة �أقاربهم يف‬ ‫�أماكن �أخرى‪.‬‬ ‫وتتوقف فر�ص النجاح في عبور نقاط التفتي�ش على بطاقة الهوية حيث ي�سمح �أحياناً‬ ‫ملوظفي القطاع العام وطالب املدار�س باملرور بينما ي�ؤمر الآباء والأمهات بالبقاء‪ .‬وي�سمح للبع�ض‬ ‫مبغادرة البلدتني �سري ًا على الأقدام‪ .‬وحتدث �سكان عن نزوح حمدود ملدنيني خافوا من حدوث‬ ‫ق�صف مدفعي بعد احل�صار مثلما حدث يف مناطق �أخرى كان يتمركز فيها مقاتلو املعار�ضة‪.‬‬ ‫ومتنع نقطة التفتي�ش الرئي�سة معظم ال�سيارات من دخول البلدتني �أو مغادرتهما وي�ضطر‬ ‫النا�س �إىل ترك �سياراتهم وال�سري يف الطريق ال�سريع ملدة ‪ 20‬دقيقة وركوب و�سائل النقل العام‬ ‫على اجلانب الآخر‪.‬‬ ‫ويفت�ش اجلنود ال�سيارات والعابرين ملنع «تهريب» اخلبز وحليب الأطفال وال��دواء �إىل‬ ‫املناطق املحا�صرة وهي جرمية قد يحكم على مرتكبها باحلب�س‪ .‬وعند نقاط التفتي�ش ت�صطف‬ ‫طوابري طويلة من ال�سكان الذين يحاولون العودة �إىل ديارهم‪ ،‬ما يجربهم �أحيان ًا على االنتظار‬ ‫ل�ساعات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال ي�سمح لل�سيارات بدخول الهامة وهي بلدة ذات غالبية �سنية يدعم الكثري من �سكانها‬ ‫االنتفا�ضة ال�سورية يف حني �أن هناك مقدار ًا من احلركة يف قد�سيا حيث تعي�ش طوائف‬ ‫خمتلفة وع�شرات الآالف من ال�سوريني النازحني من �أجزاء �أخرى يف البالد‪.‬‬ ‫ال خبز‬ ‫جمع ال�سكان الفواكه واخل�ضروات من الب�ساتني القليلة التي كان ال يزال ب�إمكانهم‬ ‫الو�صول �إليها من دون مواجهة خطر الق�صف �أو نريان قنا�صة احلكومة‪ .‬ودفع مي�سورو احلال‬ ‫�أموا ًال ملهربني حتى يجلبوا �أكيا�س ًا من الدقيق وغريه من املواد الغذائية �أو الدواء‪.‬‬

‫التتمة �صفحة‪..2 ..‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.