مجلة زهرة البارون العدد 212

Page 1

‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫رئيس التحرير البارون االخري حممود صالح الدين‬

‫اصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكرتوني ‪ /‬السنة اخلامسة‬

‫‪1‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫‪2‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫احملتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪6.............................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫حكاية هذا االسبوع ‪ /‬ابو عثمان السراج ‪8...............................‬‬ ‫اتجاهات العراق ‪ /‬د‪ .‬هادي حسن عليوي ‪10.............................‬‬ ‫الشاعر كرم االعرجي ‪ /‬عالء حمد ‪14...................................‬‬ ‫قراءة في مجموعة سماء من الخشب ‪ /‬رسمية محيبس ‪17..............‬‬ ‫قوة اتخاذ القرار ‪ /‬تغريد العبيدي ‪22......................................‬‬ ‫الوقت كالسيف ‪ /‬منى حنا عباد ‪24........................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫فتافيت ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪27........................................‬‬ ‫دنكة ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪28................................................‬‬

‫شعر‬ ‫كالم تحدي ‪ /‬أحمد خليف الحسين ‪29.....................................‬‬ ‫غربة ‪ /‬نرجس عمران ‪31.................................................‬‬ ‫اقلعت عن صمتي ‪ /‬رحيم خلف الالمي ‪32...............................‬‬ ‫سليل المطر ‪ /‬سامي مطر ‪34.............................................‬‬

‫‪3‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫أيموت يا ابي من كان بين هذه المقامات ‪ /‬سامية البحري ‪35...........‬‬ ‫قبطاني ‪ /‬د‪ .‬أميرة البشيهي ‪37............................................‬‬ ‫لنا عطور‪ /‬ايلي جبر ‪38...................................................‬‬ ‫الرسم فوق الرمال ‪ /‬ساهر االعظمي ‪40.................................‬‬ ‫الى حسناء ‪ /‬ناصر مطر فالح ‪41.........................................‬‬ ‫اخترتك قدري ‪ /‬قطيف فارس ‪42.........................................‬‬ ‫استراحة ‪ /‬زينب عبد الكريم التميمي ‪43..................................‬‬ ‫مالي سواك ‪ /‬سمر الديك ‪44..............................................‬‬ ‫شوقي اليها ‪ /‬سعد هللا الكبيسي ‪45........................................‬‬ ‫قبلة عرجاء ‪ /‬ايلي جبور ‪46..............................................‬‬ ‫انشوة الطين ‪ /‬احمد القيسي ‪48...........................................‬‬ ‫لن تخذلني وهي سمائي ‪ /‬مظفر الواسطي ‪50...........................‬‬ ‫اشواق ‪ /‬سالم الكريزي ‪52...............................................‬‬ ‫ارتد كبريايئك ‪ /‬قمر عبد الرحمن ‪54....................................‬‬

‫قصة قصرية‬ ‫يوم تكلمت مع الباشا ‪ /‬لوصيف تركية ‪55...............................‬‬ ‫العزيز ‪ /‬رعد االمارة ‪57.................................................‬‬ ‫الحق ‪ /‬بيشوي كمال ‪59..................................................‬‬ ‫بيت جدي ‪ /‬بلقيس خيري شاكر البرزنجي ‪60..........................‬‬

‫‪4‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫عامل املرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬رشا الراوي ‪63......................................‬‬

‫مرسم اجمللة‬ ‫هل انتبهوا اليه ‪ ..‬هل سيدعوه يدخل ؟ ‪ /‬حسين حمه علي ‪66.........‬‬ ‫لوحة لفنان لؤي نزار الموقدي ‪67.......................................‬‬

‫ملف العدد‬ ‫الكاظمية ‪68...............................................................‬‬

‫مسك اخلتام‬ ‫ازمة المياة ‪ /‬قاسم الغراوي ‪72...........................................‬‬

‫‪5‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫اجلنس يف عاملنا العربي‬ ‫حتت عنوان‬ ‫ما بني السر والعلن‬ ‫بقلم البارون االخري ‪ /‬حممود صالح الدين‬ ‫الجنس كلمة على افواه البشر في عالمنا العربي بغض النظر عن الديانات‬ ‫ولكن ما ال يعرفه العرب ان الجنس من اساسيات الحياة اذا ما كانت في‬ ‫االمس او اليوم او الغد ومن يردد انها على معرفة كاملة بهذا الجانب من‬ ‫الحياة فهو يكذب على ذاته حتى اولئك الذي يرددون انهم اصحاب‬ ‫االختصاص ففي عالمنا العربي ال تكون هناك مصارحه في هذا الموضوع‬ ‫اال في ليلة الزفاف وهذا كان باالمس وهذا بسبب االخالقيات التي كان يتمتع‬ ‫بها المجتمع في ذلك الوقت واهم تلك االخالقيات هي العار ويستبعد فيها‬ ‫االخفاق في الحياة الزوجية فكل ما تعرفه البشرية في العالم العربي عن‬ ‫قضايا الجنس هي تلك الدقائق الحيوانية دون االنتباه الى القضايا النفسية التي‬ ‫قد تصيب كل من الطرفين فالجنس العربي تعريفه هو ارضاء رغبات الرجل‬ ‫بعيد عن ما تشعر به المرأة من خالل تلك الممارسة وبقية هذه الحالة عبر‬ ‫قرون مضت وهذا يسمى بالمصطلح العلمي الكبت الجنسي فكل شيء سري‬ ‫ال يمكن االفصاح عنه وهناك الكثير من االمراض النفسية تنتج عن هذه‬ ‫الحالة فاكثر حاالت الشذوذ عند النساء سببها الكبت الجنسي فانا مزلت على‬ ‫يقين ان ممارسات النساء الشاذة سبب امراض نفسية فكان هناك عملية تعتيم‬ ‫على هذا الموضوع حتى اذا ما طرح الموضوع كمنهج دراسي تقوم مديرة‬ ‫المدرسة او يكون اشتهاد من المعلمة بحجب هذا الدرس مع انه الموضوع‬ ‫منهجي علمي ويرجع البعض على ان هذا ياتي من واعز ديني وهذا غير‬ ‫صحيح انما هي العادات والتقاليد وقضية العار فكان البغاء يمارس بالسر‬ ‫وحتى يومنا هذا ولكن مع اختالف الطرق ولكن الغريب ما حدث بعد دخول‬

‫‪6‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫التكنلوجية الى عالمنا العربي فكنا باالمس يكتفي الشاب بتلك المجالت التي‬ ‫يكون بداخلها صور لنساء عارية وكانت هذه حصريا ً للرجال فقط اما اليوم‬ ‫تحول االمر بطريقة اكثر ريبا ً من السابق ولكن بقيا االمر سرا ً فتحولت‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي الى غرفة يمارس بها الجنس بشكل كامل فالفتاة‬ ‫لم يعد لديها رادع اخالقي او ديني لممارسة الجنس ولو كان عبر شاشة‬ ‫الهاتف والذي يثير االستغراب ان فتاة اليوم اصبحت اكثر جهل من االمس‬ ‫فهناك من يحرض على هذه الممارسات بينهن وهذا الى حاالت الشذوذ بين‬ ‫النساء اصبحت على نطاق واسع فيرددون بينهم (ان خانك الرجل قومي‬ ‫بنفس العمل) وهذه تصريح بنشر الفاحشة وهنا تكمن المصيبة والمجتمع‬ ‫مازال في غيبوبة من ما يجري ونشر الفاحشة اصبح اليوم حرية مطلقة بين‬ ‫التجمعات النسائية فما عادت المرأة تخشى على سمعتها وال على صورتها‬ ‫امام ذاتها ولكن ما ال تعلمه المرأة او الفتاة اذا ما كنتي تفعلي هذا لغرض‬ ‫الزواج فهو الن يتزوجك لسبب بسيط وهو ان السبب الذي كان يدفع الرجل‬ ‫او الشاب للزوج قد حصل عليه من خالل تلك الممارسات على شاشة الهاتف‬ ‫فما الذي يدفعه للزواج بك ولو امتنعتي عن هذا سوف يجد العشرات يحققن‬ ‫له ما يريد وهذه حقيقة يجب على المرأة االعتراف بها والمجتمع ايضا ً ولكن‬ ‫يبقى الجانب التوعوي بين النساء ضعيف جدا وهذا بسبب قلة التوعية‬ ‫النسائية ونظرية المساواة بين الرجل والمرأة وهذا بما يخص المرأة اما‬ ‫الرجل فاللرجل حكاية ايضا وليس هو ببعيد عن ما يجري فترى احدهم في‬ ‫الصباح يحدث عن االخالق والقيم واذا ما كانت الفرصة فعل ما فعل وهنا‬ ‫عندما ياتي للزواج يتحدث عن انه يرغب بالزواج بفتاة ليس لها ماضي قمة‬ ‫االزدواجية والغريب ان الكثير من الرجال لم يمر عليهم مثل عربي يقول‬ ‫(التي لم تصنها ذيالها الن تصونها رجالها) والمراد من هذا المثل ان المرأة‬ ‫هي الحامي الوحيد لذاتها وان الرجال لو فعلوا ما في السموات او االرض‬ ‫الن يقوم باكثر مما تريد المرأة وهذه حقيقة ايضا والمراد من هذه السطور‬ ‫ان الجنس هي جانب من الحياة يرد له ايضا عملية تثقيف وتهذيب ليس‬ ‫الصلح المجتمع ولكن للحفاظ على ما تبقى من قيم اخالقية وانسانية وفي‬ ‫نهاية ما بدأت الن اقول انني نبي ادعوا لالخالق ولكن وجدت هناك خلل‬ ‫في هذا الجانب من الحياة يحب الحديث عنه ‪..‬‬ ‫اللهم اصلح هللا الجميع وانا اولهم‬

‫‪7‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫حكاية هذا االسبوع‬ ‫رصيف الكتب‬ ‫اعمار وجتديد‬ ‫ابو عثمان السراج‬ ‫ازدحم الرصيف المحاذي لسياج جامعة الموصل بعشرات المثقفين‬ ‫والمفكرين والفنانين ومجموعة من الصحفيين والمصوريين في مساء يوم‬ ‫الجمعة ‪ ٢٠٢١ / ٥ / ٢٨‬وذلك لحضور حفل افتتاح رصيف الكتب بعد‬ ‫اعادة اعماره باشراف االستاذ صالح الوراق وتنفيذ بلدية الموصل وتمويل‬ ‫من منظمة )‪ (USAID‬وبحضور رئيس جامعة الموصل االستاذ الدكتور‬ ‫قصي االحمدي واالستاذ رضوان الشهواني مدير بلدية الموصل حيث تزين‬ ‫الرصيف بحلته الجديدة والجميلة وتغطيته بالسقوف التي تقي رواده من‬ ‫حرارة الصيف الحارقة او مطر الشتاء وبذلك يتهيا الرصيف من جديد‬ ‫ليكون منبرا ثقافيا جماهيريا تنطلق منه االبداعات الفكرية والفنية والثقافية‬ ‫لرواده ومباشرة امام المتابعين ‪ ،‬دون الحاجة لحجز القاعات والصاالت‬ ‫والتي بدا بريقها يضعف شيئا فشيئا ويقل حضورها خاصة بعد تفشي داء‬ ‫كورونا الذي يمنع االختالط والتواجد في االماكن المغلقة والمزدحمة ‪..‬‬ ‫لذلك كان وجود رصيف الكتب ضرورة ملحة تفرضها وتمليها الظروف‬ ‫التي تقيد من نشاطات المراكز والمنتديات الثقافية والفنية ‪ ...‬الذي يفتح‬ ‫المجال للعطاء الفكري والثقافي والفني ليأخذ دوره في تفديم ابداعاته‬ ‫والتعبير عن تالقه في عرضه على منصة رصيف الكتب ‪ ...‬والذي طالما‬ ‫شهد الكثير من االبداعات والرقي سواء في االدب والشعر او في عرض‬

‫‪8‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫اللوحات التشكيلية للكثير من الشباب الموهوبين او تنظيمه لمعارض‬ ‫التصوير الفوتغرافي او تنظيمه للعروض المسرحية التي ويؤديها مجموعة‬ ‫من الشباب الذين تدعمهم بعض االنشطة الثقاقية وتمنحهم الفرصة لعرض‬ ‫نتاجاتهم عبر رصيف الكتب او احتضانه ابساطات بيع الكتب باسعار‬ ‫مخفضة لرواد رصيف الكتب والذي اصبح اليوم منبرا عالية‬ ‫وله منزلته وسمعته العالية وبفض متابعة ومثابرة القائمين عليه بارك هللا‬ ‫فيهم ورعاهم واخص منهم بالذكر االستاذ الكبير صالح الوراق الذي بذل‬ ‫حهدا ملحوظا في انشاء رصيف الكتب ومن ثم اعادة اعماره بحلته الجديدة‬ ‫الراقية ‪ ..‬ورصيف الكتب الذي يطلق عليه (البراند الثقافي الموصلي‬ ‫األكبر)‪ ،‬الذي كسر حاجز األبراج العاجية واالنعزال الثقافي‪ ،‬وساهم في‬ ‫تقوية األواصر بين المحبين للثقافة وتوفير مساحة للطفل والمرأة‪ ...‬والذي‬ ‫مترا‪ ،‬واآلن مساحته ‪1000‬‬ ‫بدأ نشاطه الفعلي قبل ‪ 4‬سنوات بامتداد ‪ً 40‬‬ ‫متر مربع‪ .‬ها هو اآلن يرفع عرش الثقافة النينوائية‪ ،‬تم تأهيله من قبل‬ ‫‪ USAID ICRI-Ta'afi /‬وإشراف بلدية الموصل مشكورين‪.‬‬ ‫هذا وقد شهد يوم الجمعة (كرنفاالً) حقيقيًا وبحضور كبير من المثقفين‬ ‫والمبدعين والهواة على اختالف أجناسهم ومعتقداتهم‪ ،‬وبعض المسؤولين‬ ‫ورؤساء جامعات محافظة نينوى وبعض القادة العسكريين وكل الفرق‬ ‫التطوعية والمؤسسات والمقاهي الثقافية‪...‬‬ ‫ونتمنى مساهمة جميع مؤسسات الدولة في دعم نشاطات رصيف الكتب‬ ‫الموصلي والذي اصبح عالمة من عالمات الموصل ودالة تؤشر لقيمة‬ ‫الموصل الثقافية والفكرية والموصلية وهو انعكاس مشع لعمق البعد الثقافي‬ ‫الذي تحمله الموصل رغم كثرة اوجاعها واالمها وما عانت منه من ثقل‬ ‫الظالمية البشعة التي حاولت اطفاء جذوة الموصل الفكرية والثقافية والفنية‬ ‫باشاعة الزيف والكذب والخرافات الظالمية لكنها اصطدمت بصالبة‬ ‫ومتانة شعاع الحضارة الموصلية الضاربة في عمق التاريخ والمتأصلة‬ ‫في نفوس اهليها ورواد ثقافتها ‪...‬‬ ‫حفظ هللا النوصل واهلها‬

‫‪9‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫اجتاهات العراق‬ ‫بني الشراكة الوطنية‬ ‫واألغلبية السياسية‬ ‫د ‪ .‬هادي حسن عليوي‬ ‫الشراكة الوطنية‪ ..‬قاعدتها عقد اجتماعي وحقوق متساوية لكل الموطنين في‬ ‫الحياة السياسية واالجتماعية والثقافية للمجتمع والدولة بشكل فاعل‪.‬‬ ‫ـ وتحقيق هذه الشراكة ونجاحها انما هو الشرط الموضوعي لنجاح المشروع‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫ـ وما ينبغي أن يحصل عليه المواطن من مكاسب (ديمقراطية) ابتداء من‬ ‫حقه ب(االمن) الراسخ‪ ..‬وانتها ًء بمطالب كثيرة مرتبطة بحقوقه االخرى‬ ‫كمواطن وكانسان‪.‬‬ ‫ـ ولعل الشراكة الوطنية نفسها من بين العديد من العوامل االخرى المعيار‬ ‫االكثر أهمية في اختيار النموذج المناسب للديمقراطية‪.‬‬ ‫ـ فيما التطبيق الفعلي لمشروع الشراكة الوطنية في العراق‪ ..‬خالل مسيرة‬ ‫السنوات الثمانية عشر سنة الماضية‪ ..‬اتسمت بإخفاقات جسيمة وتباطؤ في‬ ‫بناء الدولة‪ ..‬ليأخذ مفهوم المحاصصة‪.‬‬ ‫ـ انعكست المحاصصة في عدم قدرة مواجهة الكثير من تركات الماضي‬ ‫الثقيلة‪ ..‬ليضاف اليها تردي كبير في تقديم الخدمات العامة وتفشي الفساد‪..‬‬ ‫وغياب الكفاءة للكثير من الصف االول والثاني في قيادة الدولة‪.‬‬ ‫ـ واتساع البطالة‪ ..‬وتصاعد في مستويات الجريمة‪ ..‬وضعف في تطبيق‬ ‫القانون‪ ..‬كل ذلك عرقلة السير في انضاج المشروع الوطني وتعزيز بناء‬ ‫الدولة االتحادية‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫ـ وإذا كان اختيار النموذج الديمقراطي التوافقي ‪ ..‬الذي اعتمدته التجربة‬ ‫العراقية (العملية السياسية)‪ ..‬أدى الى تجريد العملية الديمقراطية من‬ ‫وظيفتين أساسيتين‪ ..‬هما‪( :‬الرقابة والمساءلة) لألداء الحكومي‪.‬‬ ‫ـ لتحل محلهما عمليات (الترضية والمجاملة) والصفقات غير المشروعة‪.‬‬ ‫ـ فان ما نشهده اليوم من تحركات إلصالح سياسي‪ ..‬وظهور قوى اجتماعية‬ ‫جديدة‪ ..‬ورفض شعبي لنظام المحاصصة‪ ..‬والمطالبة الجادة والمستمرة‬ ‫لإلصالح الحقيقي‪.‬‬ ‫ـ مقابل استمرار كتل سياسية كبيرة بموقفين متضادين ومتناقضين‪ ..‬أضف‬ ‫الى ذلك التمسك بتالليب الدستور‪ ..‬ومحاوالت محمومة من جميع الكتل‬ ‫السياسية لتحقيق مكاسب فئوية أو شخصية أو حزبية على حساب مصالح‬ ‫الشعب العليا‪ ..‬وخرق دستوري وقانوني فاضح‪.‬‬ ‫ـ وإفراغ بعض المبادئ الديمقراطية من مضامينها‪ ..‬لنعيش أوضاعا قد تسير‬ ‫في طريق اعاقة المسيرة الديمقراطية‪ ..‬والعودة الى الصراع وتكريس مفاهيم‬ ‫الهيمنة السياسية‪ ..‬بدال من المصالح العليا للوطن والشراكة الحقيقية‪.‬‬ ‫ـ ان المشهد السياسي الحالي أخذ يبتعد شيئا فشيئا عن الطائفية وتداعياتها‬ ‫اإلحباطية المعقدة‪ ..‬لكننا في نفس الوقت نعيش أمام نخب سياسية تحاول‬ ‫لوي عنق الحقيقة بطروحات ال يمكن تفسيرها دستوريا وال ديمقراطيا‪.‬‬ ‫ـ ان الشراكة الحقيقية ال تعني أبدا مناصب ووزارات وتقسيم مغانم‪ ..‬وال‬ ‫فرض ارادات‪ ..‬وال اتفاقات بين كتل وشرعنتها من دون معرفة الشعب‬ ‫بمضامين تلك االتفاقات‪.‬‬ ‫ـ ان الشراكة الوطنية تعني مشاركة حقيقية لممثلي الشعب وفق االستحقاق‬ ‫االنتخابي الحقيقي النزيه‪ ..‬وليس انتخابات بقوانين توضع لخدمة قوى‬ ‫سياسية معينة‪ ..‬اضف لذلك التزوير الفاضح لتلك االنتخابات!‬ ‫ـ اما االغلبية السياسية فال تعني أرقاما مجردة أي (‪ ) 1+ 50‬و ‪..% 49‬‬ ‫معارضة شكلية ال تقدم وال تنتقد بموضوعية‪ ..‬بل العمل على عرقلة العمل‬ ‫الحكومي والبرلماني‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫ـ وال تهدد من قبل الغالبية بكل االشكال والصيغ العقابية وبفضح وكشف‬ ‫ملفات‪ ..‬أو بتهميشها‪ ..‬أو بتخوينها‪.‬‬ ‫ـ بل ان االغلبية السياسية أدارة للعملية السياسية بالتضامن والتفاعل مع‬ ‫المعارضة الحقيقية‪ ..‬التي ارتضت بمأل ارادتها أن تشكل المعارضة لقناعتها‬ ‫ان برنامجها السياسي يحتوي مبادئ وفقرات ال يتضمنها برنامج االغلبية‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫ـ فقررت ان تكون في الصف المقابل لمتابعة تنفيذ برنامجها ومراقبة االداء‬ ‫الحكومي ومساءلة الوزراء عن اعمالهم والتميز في العمل البرلماني ومتابعة‬ ‫حقوق المواطنين عموما وناخبيها ومؤيديها ثانيا‪ ..‬مثلما قد تشكل حكومة‬ ‫ظل مستعدة لتسلم مسؤوليات الحكومة في حالة اخفاق حكومة االغلبية‬ ‫واستقالتها‪.‬‬ ‫ـ ان المصلحة الوطنية تفرض تشكيل حكومة قوية ودستورية ومن عناصر‬ ‫كفوءة ومشهود بنزاهتها‪ ..‬وببرنامج وطني واضح وشفاف ومقبول من‬ ‫الجميع‪ ..‬أو مقبول بأصوات الغالبية العظمى ‪.‬‬ ‫ـ واحترام رأي االقلية بمحاولة االخذ بآرائها‪ ..‬وتعديل مشاريع القوانين بما‬ ‫تلبي كل اآلراء الوطنية‪ ..‬وبغير ذلك تكون حكومة االغلبية السياسية حكومة‬ ‫تخويف وإلقاء قبض لمن يعارضها بشتى التهم‪.‬‬ ‫انتفاضة تشرين‪ ..‬االصالح والتغيير‬ ‫وكانت انطالقة تظاهرات تشرين ‪ 2019‬تهدف في حقيقتها الى االصالح‪..‬‬ ‫واذا كانت البداية مطلبية لتعبن البطالة‪ ..‬فإنها في حقيقة الواقع العراقي‬ ‫ومتطلبات المرحلة‪ ..‬تطورت واصبحت تمثل‪:‬‬ ‫‪1‬ـ الرفض والتضاد والتناقض الشعب مع واقع ما بعد ‪ ..2003‬حتى وصلت‬ ‫األمور إلى الطريق المسدود‬ ‫‪2‬ـ عدم شرعية ودستورية العملية السياسية‪ ..‬التي انحرفت عن اقامة نظام‬ ‫برلماني اتحادي‪ ..‬وفق الدستور‪.‬‬ ‫‪ -3‬ال السلطة الحالية وقواها قادرة على اجتياز واقع الفشل والفساد والتخريب‬ ‫المتعمد‪ ..‬الذي جاء نتيجة تخلف مفاهيمها الوطنية عن ذلك‪..‬‬

‫‪12‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫‪ -4‬عدم إمكانية فهم حركة المجتمع ومتطلبات الحكم الرشيد كواحد من‬ ‫أساليب الحكم الناجحة في تأمين الحقوق والواجبات‪ ..‬وال الشعب قادر على‬ ‫أن يمنح المزيد من الثقة والوقت لهذه السلطة وقواها وقد جرب كل أشكال‬ ‫التصبر‪ ..‬ومحاولة فسح المجال للقوى المؤثرة عليها أن تفعل ما يمكن أن‬ ‫يكون أفق حل أو محاولة للتصحيح‪.‬‬ ‫ـ من هنا وجد الشعب وخاصة الفئات األكثر تضررا ً من تحوالت ‪2003‬‬ ‫وما بعدها وهم الغالبية من أبنائه أنهم أمام خيارين ال ثالث لهما‪:‬‬ ‫ـ إما الصدام مع السلطة والمنظومة السياسية واسترجاع القرار السياسي‬ ‫والسلطوي منها ألنها ال تصلح لقيادة هكذا شعب وبهذه المقدرات والخبرات‪.‬‬ ‫ـ أو الرضوخ التام لها مما يعني المزيد من االستبداد والطغيان والفشل‪ ..‬مع‬ ‫المزيد من الفساد والنهب‪.‬‬ ‫ـ لقد حدّد الداعون والمنظمون لهذه التظاهرات ثم االحتجاجات ثم الوصول‬ ‫إلى حالة الثورة وهم على معرفة تامة بأن الحل يكمن تغيير جذري للعملية‬ ‫السياسية الحالية المنحرفة‪.‬‬ ‫ـ فهي عملية بتر وتطهير ومعالجة جذرية لسرطان أكل العراق جسدا ً وروحا ً‬ ‫وقوة ومستقبالً‪.‬‬ ‫هذا هو خيار الثورة خيار التغيير الشامل والجذري والضروري كي يتخلص‬ ‫العراق من أزمته الطاحنة‪.‬‬ ‫ـ هذه النقطة األهم واألساسية في بناء روح االنتفاضة وهيكلها الخارجي‪..‬‬ ‫إنها امتلكت مبرراتها وامتلكت أدوات العمل الثوري وإن كان غير منظم‬ ‫ظاهرياً‪.‬‬ ‫أن الثورة شعارها وهدفها ورؤيتها باستكمال تام وحقيقي وجذري لعملية‬ ‫تغيير شاملة لكل أوجه وأسس ومنطلقات وأساليب العملية السياسية الراهنة‬ ‫وبناءها السياسي والفكري‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫املقرتب الفلسفي للمعاينة‬ ‫النصية يف نصوص‬ ‫الشاعر العراقي كرم األعرجي‬ ‫عالء محد ‪ /‬العراق‬ ‫المقاربات الفلسفية تعددية وليست محصورة بزاوية فضائية معينة‪ ،‬فعندما‬ ‫نكون مع الصورة الشعرية وتعددها‪ ،‬فنحن في منطقة اللغة الفلسفية‪ ،‬والتي‬ ‫تقودنا إلى عناصر االختالف‪ ،‬وكذلك إلى عنصر الدهشة ومنظومتها‬ ‫النص والنصية والحاالت الفنية التي تتمتع بها‬ ‫المتعددة‪ ،‬لذلك ومن خالل‬ ‫ّ‬ ‫قصيدة الشاعر العراقي كرم األعرجي‪ ،‬نحاول أن نبين المتناهي‬ ‫والالمتناهي‪ ،‬وكذلك قيمة البنية النصية في الشعر العربي الحديث‪..‬‬ ‫النص الشعري كما يبدو لنا نتيجة انفعاالت غير واعية‪ ،‬أي تكون التلقائية‬ ‫ّ‬ ‫النص في مساحة من الجنون‬ ‫مشدودة بالضرورة‪ ،‬لذلك وج ّل مانالحظه أن‬ ‫ّ‬ ‫خارج العقلنة المتوارثة أو المتتبعة في بقية الفنون‪ ،‬والتي تعتمد على التفكير‬

‫‪14‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫المباشر؛ بينما في الشعرية نتجاوز تلك المباشرة حتى من ناحية تفكيرنا‪،‬‬ ‫وعندما نؤكد حول التفكر‪ ،‬فنحن في حالة من الخيال التفكري والتي تمنحنا‬ ‫النص‬ ‫مساحتها الواسعة بالسطو على الجمل غير المألوفة لكي نبرقع بها‬ ‫ّ‬ ‫الشعري‪..‬‬ ‫تتالقى المادة الفلسفية بالمادة الشعرية على عدة مستويات‪ ،‬لو أخذنا المستوى‬ ‫اللغوي فسوف نكون مع فلسفة اللغة وتشعباتها التي يرسمها الباث عادة‪ ،‬ولو‬ ‫أخذنا الصيغة الرمزية فسوف نالحظ أن الرموز تالحقنا بشكليها الغامض‬ ‫نص‪ ،‬والشاعر يهدم ويبني من جديد‬ ‫والتوضيحي‪ ،‬ولو كنا مع أساسيات ال ّ‬ ‫فسوف نكون في فضاء التصوير والتصورات النصية وكذلك األبعاد الخيالية‬ ‫والتي لها األثر والفعالية في تراكمات الصور وإن كانت جزئية ولكنها من‬ ‫النص الشعري في التأسيس والبناء‪ ..‬سنكون مع أساسيات اللغة‬ ‫أساسيات‬ ‫ّ‬ ‫النص‬ ‫باعتبارها تغلف المحسوس والتجريدي وهي الوسيلة العظمى في‬ ‫ّ‬ ‫الشعري‪ ،‬ومنها يوظف الشاعر قصديته المعتمدة في الهدم والبناء وإعطاء‬ ‫النص الشعري‪ ..‬وفي هذه الحالة تتصدى اللغة‬ ‫المنحى الداللي وقواعد داللة‬ ‫ّ‬ ‫النص وتطرد الهفوات واالعتناء بآليات االستعارة‬ ‫لك ّل ماهو غريب عن‬ ‫ّ‬ ‫وتحوالت المعاني من المعنى المتداول إلى حاالت التأويل الخاصة‪..‬‬ ‫‪ -1‬باعتبار اللغة لها القدرة على التحوالت من المعنى العام إلى المعنى‬ ‫النص الشعري‪،‬‬ ‫الخاص؛ وفي هذه الحالة نكون مع فلسفة التأويل في رصد‬ ‫ّ‬ ‫زائدا حاالت االستدالل المتشعبة والتي تخدمنا في الغور بواسطة اللغة إلى‬ ‫النص والوقوف مع الدال والمدلول‪..‬‬ ‫أعماق‬ ‫ّ‬ ‫‪ -2‬باعتبار اللغة حالة مجردة تحيل إلى التركيبات اللغوية مع عالقاتها في‬ ‫النص الشعري‪ ،‬حيث تتزاحم المعاني والتأويالت من خالل هذه االشتغاالت‬ ‫ّ‬ ‫والتي تؤدي إلى النوع‪ ،‬وتفسير لحالة الجملة المتواصلة والتي تعتمد‬ ‫الالمألوف باعتبار الشاعر في ديمومة تلقائية خارج المباشرة‪..‬‬ ‫‪ -3‬باعتبار اللغة شبكة من الخصوصية النصية والتي تنتمي إلى الكليات‬ ‫النص الشعري وتفاعالت الدال‬ ‫الداللية‪ ..‬وهذا يساعدنا إلى االندماج مع‬ ‫ّ‬ ‫والمدلول‪..‬‬ ‫‪ -4‬باعتبار اللغة حالة من الرمزية‪ ،‬وال ينسف الجمال إال الجمالية‪ ،‬وفي هذه‬ ‫الحالة هناك عالقات متواصلة مع العالم الداخلي المدجج بالمعاني والعالم‬

‫‪15‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫الخارجي والباعث للمعاني‪ ،‬وهذه العالقات تؤدي إلى الالمتناهي‪ ،‬فالرمزية‬ ‫حالة داللية غير متناهية وهي التي تؤدي إلى مبدأ التأويل الالمتناهي‪..‬‬ ‫(( التوجد عالمة تكون استداللية أو مرجعية أو اختالفية لذاتها‪ .‬وتكون هذه‬ ‫العالقات ُمفضلة في مخلتف النظريات‪ ،‬ولكن المسارات التأويلية الفعلية هي‬ ‫أش ّد تعقيدا وال يُمكن تحليلها بإيجاد عالقات قابلة للوصف بطريقة بسيطة‪.‬‬ ‫وعلى سبيل المثال‪ّ ،‬‬ ‫فإن االستدالالت التأويلية ليست صورية‪ ،‬ولكنها تنتمي‬ ‫كما يسميه راسل االستدالل الحيواني‪ ،‬أي إذا قارنا بين المسارات التأويلية‬ ‫وبين العمليات الحسابية والمنطقية‪ّ ،‬‬ ‫فإن المسارات التأويلية هي األكثر قربا‬ ‫النص‬ ‫من السيررورات اإلدراكية المتعلقة بالتعرف على األشكال – فنون‬ ‫ّ‬ ‫وعلومة – فرانسوا راستيي – ترجمة‪ :‬ادريس الخطاب ))‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫النص الشعري في العمق الفلسفي‪ ،‬هي تلك‬ ‫إن الشبكة الكبرى والتي تدعم‬ ‫ّ‬ ‫للنص معرفة‬ ‫الشبكة التي تبدأ بتأويل وتنحدر إلى تأويالت أخرى‪ ،‬ويكون‬ ‫ّ‬ ‫النص الشعري‬ ‫تقابلية نصية‪ ،‬أي إمكانيات تواجد أدوات جديدة في عمق‬ ‫ّ‬ ‫والتي تقودنا إلى تمثيل موسوعي غير متناهي‪ ..‬نحن هنا نبيّن مدى إمكانية‬ ‫النص‪ ،‬باعتبار العنونة لها خاصيتها المستقلة‪ ،‬ومن العالقات‬ ‫وتأثيرات جسد‬ ‫ّ‬ ‫النص أو نحو الباث أو لها‬ ‫التي تكونها‪ ،‬هي تلك التأويالت التي تنحدر نحو‬ ‫ّ‬ ‫مناسبتها الخاصة؛ وليس من الضروري أن يبين الشاعر تلك المناسبة من‬ ‫النص‪ ،‬فاإلستقاللية لها مملكتها في التعبير التأويلي‪..‬‬ ‫خالل جسد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن الكتابة وضمن القول الشعري الحدود لها‪ ،‬فهي تجتاز الزمنية وتلغي‬ ‫تحديدها‪ ،‬فالفعل الزمني ومن خالل تأثيره في الجملة‪ ،‬نالظ ظهوره بين‬ ‫الحين واآلخر‪ ،‬وإال فالزمنية اليفكر بها الشاعر عندما يغوص في الفعل‬ ‫الكتابي‪ ،‬طالما المكانية لها رصدها التوضيحي من خالل تواجد الشاعر ومن‬ ‫خالل بيئته التي ينتمي إليها ومن خالل الفعل المكاني أيضا‪ ،‬فليس من‬ ‫الضروري تحديد زمنية الكتابة‪ ،‬فهي حالة مفتوحة لجميع األزمنة‪ ،‬لذلك‬ ‫نقول أن الشاعر يجتاز المحدود ويبقى في مناطق المحدودة‪ ،‬أو يعبر مافوق‬ ‫المحدود‪ ،‬ليختار عالمه الخاص بواسطة الذات التي تدور من حولها العوالم‪..‬‬ ‫عندما نذهب إلى االستعارة‪ ،‬ومنها االستعارة المتقابلة واالستعارة المشابهة‪،‬‬ ‫فسوف نالحظ في نصوص الشاعر العراقي كرم األعرجي‪ ،‬تختلف مضامين‬ ‫االستعارة‪ ،‬فاالستعارة المتقابلة‪ ،‬يقابلها بالضد‪ ،‬بينما االستعارة المشابهة‬

‫‪16‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫فيقابلها بالشكل‪ ،‬ومن خالل هذه المضامين‪ ،‬ليس فقط االستعارة تكون نافذة‬ ‫مابين الشكل والضدّ‪ ،‬بينما هناك الحالة االستداللية التي لها األثر الفعال‬ ‫واشتغاالتها في موضوع االستعارة‪ ،‬وكذلك موضوع تجسيد األثر الداللي‪،‬‬ ‫وهي من الحاالت المهمة التي تقودنا نحو المألوف والالمألوف‪ ،‬فعالقة الفعل‬ ‫الفلسفي مع الجملة المألوفة يختلف مع الجملة الالمألوفة‪ ،‬وبواسطة االستدالل‬ ‫نستطيع أن نبين ذلك األثر وتأثيره في الجملة الشعرية‪ ،‬باإلضافة إلى حركة‬ ‫األفعال االنتقالية وتموضعها في األماكن الصالحة وتأثيرها على المعاني‬ ‫وامتدادها من جملة إلى أخرى‪..‬‬ ‫تتقبل المادة الفلسفية األشياء نفسها‪ ،‬والمادة الشعرية تحافظ عليها‪ ،‬ومن خالل‬ ‫هاذين المبدأين‪ ،‬نالحظ أن هناك عالقة من ناحية مضمون األشياء‪ ،‬فتحديد‬ ‫التعيين التفكري‪ ،‬يتم من خالل المادة الفلسفية‪ ،‬بينما عندما ننطلق بنفس‬ ‫التعيين نحو الالمحدود‪ ،‬فتكون من نصيب القصائدية والتي لها انفتاحها بهذا‬ ‫الفضاء الواسع‪ ،‬لذلك فالذات لم تكن حبيسة الفكر‪ ،‬وخصوصا التفكر‬ ‫المباشر‪ ،‬فالبد من حركة فعالة لهذه اإلمكانية من التفكر‪ ،‬فيميل الشاعر إلى‬ ‫التفكر الخيالي‪ ،‬ويكون المتخيل ذا مالبس خيالية ينقلنا عبر التجريد للصور‬ ‫الشعرية‪ ،‬وهذا مانسعى إليه والوقوف على ساحله في التنقيب عن المكون‬ ‫النص الشعري الحديث وفي مملكة الشاعر العراقي‬ ‫التصويري وأبعاده في‬ ‫ّ‬ ‫كرم األعرجي‪ ..‬يشكل الفعل الفلسفي فعالية نشيطة مع الفعل التخييلي‪،‬‬ ‫واالثنان يكونان مادة تعبيرية من ناحية البعد التصويري اآلني والمستقبلي‪،‬‬ ‫وتمر النقطة‬ ‫أو من ناحية تكوين الفعل االسترجاعي عبر منطقة الفالش باك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الثانية في محفظة الذات المتحولة‪ ،‬حيث تشكل خير خزان معرفي للمرجعية‬ ‫التصويرية‪ ،‬وكذلك المحفظة البصرية والتي تساعد على التذكر والتفكر من‬ ‫مر بها‪..‬‬ ‫خالل الخزان المشهدي الذي ّ‬

‫‪17‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫بني الطفولة واملنفى‬ ‫قراءة يف جمموعة مساء من خشب‬ ‫للشاعر زين العزيز‬ ‫رمسية حميبس‬ ‫شاب من الشطرة حمل حقيبته وغادر وكمعظم المهاجرين تعرض الشاعر‬ ‫ألهوال السفر‪.‬‬ ‫لم يكن يتوقع ان يكون الطريق متعبا هكذا لم يلتفت نحو مدينته التي غادرها‬ ‫كي ال تداهمه رغبة العودة مع انه يحملها معه كما يحمل جسد شقيقته‬ ‫الصغيرة قطر الندى التي غادرت هذا العالم وبقيت في روح الشاعر يخرجها‬ ‫كلما اراد والتي اهدى مجموعته اليها‬ ‫انا بائس كما تعلم يا هللا‬ ‫افتح يدي للريح‬ ‫وال ارى احدا يحضن قلبي‬ ‫هذا ما جاء في نص ‪ 1985‬من مجموعة الشاعر وهي مجموعة اصدرها‬ ‫في الغربة تتجلى فيها معاناته اثناء السفر والبحث عن وطن بديل عن تلك‬ ‫القرية التي غادرها والتي هي اكثر بوسا في العالم فهل هو مبرر للرحيل ام‬ ‫استعادة ماض مؤلم بكل ما فيه ' ماض يطل برأسه هنا وهناك في جميع‬ ‫صفحات المجموعة وتتمثل اهوال تلك الرحلة في نص كمن يفتح االبواب‬ ‫ويظل واقفا‬ ‫ان تخاف من الطريق‬

‫‪18‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫فان لك لغة ال تضر وال تنفع‬ ‫يصور لنا زين ما القاه في سفره هذا من مصاعب ومتاعب ان يحمل اسما‬ ‫لشخص ربما يكون ميتا وان يحمله كرصاصة تهديد‬ ‫يغلب التمرد على روح الشاعر وعلى صفحات كتابه والشعر‬ ‫تمرد ان لم يكن في الشكل ففي المضمون ‪ ،‬وتمرد زين العزيز ليس ترفا‬ ‫ابداعيا وانما موقفا والهرب من ماض يطارده بذكرياته المرة فالشعر اغتراب‬ ‫ولوعة وسلوك مختلف والشاعر شخص غير سوي يحاول اكتشاف العالم‬ ‫والعبث به واعادة بناءه( هذا الصبي الذي يحفر في تلة الرمل ‪ /‬عله يلمس‬ ‫يدا ناعمة تبحث هي ايضا عنه) فهل يمكن للشاعر اعادة بناء العالم مع ان‬ ‫ريلكه يقول ‪:‬‬ ‫هذا العالَم نشيّدهُ‪،‬‬ ‫فينهار‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ثم نشيّدهُ ثانيةً‪،‬‬ ‫فننهار ُ‬ ‫نحن‬ ‫ُ‬ ‫ياخذنا زين العزيز معه في رحلته نحو المنفى والمنفى كلمة فيها الكثير من‬ ‫التجني على الوطن الذي يختاره الشاعر بدراية تامة لكن المنفى لدى زين‬ ‫صديق يقدم له قهوة مرة ‪.‬‬ ‫مجموعة زين العزيز الجديدة والتي اهداها لشقيقته الصغيرة الراحلة بدأها‬ ‫بالفعل( كنا )‬ ‫كنا ثالثة اخوة ليعود بنا لماض ال يستطيع الخالص منه رغم المسافات‬ ‫يفرض وجوده عبر نصوص المجموعة حتى تلك التي ولدت في الغربة‬ ‫فالحب عنده ذهاب بال اياب ورحلة بال تلفت فهل افلح في ان ال يلتفت وهو‬ ‫يستعيد الماضي بكل لوعته يقول الشريف الرضي‬ ‫وتلفتت عيني فمذ خفيت‬ ‫عني الطلول تلفت القلب‬

‫‪19‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫شاعرنا هنا يحمله معه كيف ال وهو ما زال يستمع الى حشرجة الموت في‬ ‫صدر شقيقته الصغيرة‬ ‫فقلدت ذلك الصوت بالكتابة وكأن في صدري زوبعة‬ ‫تحرك اوراقا يابسة‬ ‫قالوا باني شاعر‬ ‫دون ان تسمعي حشرجة القصائد في حنجرتي‪.‬‬ ‫نص صوت احتكاك الصخور الى قطر الندى ص ‪24‬‬ ‫في نص بالونات ملونة عودة اخرى للطفولة يبداها بكلمة لو‬ ‫لو اشترينا بدنانير الطفولة‬ ‫ضحكة عتيقة من بائع البالونات الملونة‬ ‫قبل ان تحوله الحرب الى حفار قبور‬ ‫اذن الطفولة مرحلة مهمة في حياة زين العزيز تمطره بوجوه احبة غادروا‬ ‫وآخرين حولتهم الحرب الى حفاري قبور بدل بيع البالونات الملونة‬ ‫والضحكات البريئة هذا الماضي المثقل بالذكريات الحلوة والمرة يخطط‬ ‫الشاعر نصه بروح ما زالت هناك في اغوار الطفولة التي تكاد تالحقه من‬ ‫نص الى آخر يقول في ساعاتنا الورقية ص ‪77‬‬ ‫كنا نصنع الساعات من الورق المقوى ونلونها بطين الحدائق‬ ‫يقودنا الشاعر الى ساعات الطفولة وليلة العيد وما فيها من فرح وترقب لذيذ‬ ‫وفي نص نستبدل السكر بالملح يقول‬ ‫كنا صغارا‬ ‫نحب ليالي الحرب ألنها تشبه ليالي العيد‬ ‫الطفولة هاجس يهيمن على صفحات المجموعة رغم ما فيها من نصوص‬ ‫للحب ومساراته وما فيه من جنون ولذة وشغف‬ ‫لم يمت ذلك القلب الذي يخبئ رأسه كنعامة‬

‫‪20‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫بين نهدي عاشقة‪.‬‬ ‫ويقول في نص آخر تفوح منه رائحة العشق وأحالم الشباب‬ ‫ضعي جسدي تحت ثوب البسك اياه حر تموز‬ ‫ثوب مبلل بالعرق ورائحة النباتات‬ ‫ألعلمك رقصة الماء بال قدمين‬ ‫تستمر صياغات الولد الذي ال يملك سوى قدم واحدة في الشعر‬ ‫قدم كساق الخيزران اقفز بها واركل العمر‬ ‫ويعترف بان عكازة ال تكفي لمطاردة هر في الصحراء‪.‬‬ ‫لكن خلف هذا االعتراف تكمن رغبة قوية في تكوين تجربة شعرية سيكون‬ ‫لها شأن في المستقبل القريب‬

‫‪21‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫قوة إختاذ القرار‬ ‫تغريد العبيدي‬ ‫القرار هو عملية عقلية يقوم بها المرء الختيار طريقة القيام بفعل معين أو‬ ‫قول معين من بين عدّة خيارات ممكنة مع األخذ بعين االعتبار في أغلب‬ ‫األحيان األهداف المنشودة أو الطرق السليمة أو االراء المناسبة لشخصية‬ ‫متخذ القرار التي تحدد ماذا يهدف من اتخاذ القرار ‪ ...‬إن تقييم القرارات‬ ‫والعواقب المترتبة على أخذها هو موضوع اهتمام نظرية القرار؛ إذ تولي‬ ‫أهمية كبيرة للتدريب على حسن اتخاذ القرار؛ كما أصبح من الممكن استخدام‬ ‫وسائل تقنية تساعد على اتخاذ القرارات مثل نظام دعم قرار أو االستشارات‬ ‫االخرى من بعض االشخاص الذين يساعدونه في اتخاذ القرار وكذلك تأثير‬ ‫بعض العوامل االخرى ‪...‬‬ ‫في علم النفس‪ ،‬يعتبر اتخاذ القرار العملية المعرفية الناتجة عن اختيار المعتقد‬ ‫أو إجراء بين العديد من االحتماالت الممكنة‪ .‬وتقدم كل عملية من عمليات‬ ‫خيارا نهائيًا‪ ،‬قد يفضي إلى اتخاذ إجراء والتي قد أو قد ال تحث‬ ‫اتخاذ القرار‬ ‫ً‬ ‫على اتخاذ أي تصرف‪ ...‬فعند التفكير في أكثر األشخاص نجا ًحا‪ ،‬فإننا غالبًا‬ ‫نظرا‬ ‫ما نعزو سبب نجاحهم إلى قدراتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لما تلعبه هذه المقدرة من دور حاسم في مسيرة أعمالهم ووظائفهم‪ ،‬بل وحتى‬ ‫حياتهم الشخصية‪ ،‬فما هو المقصود بمهارات اتخاذ القرار بالضبط؟ وما‬ ‫الذي يمكن أن تفعله هذه المهارات لتجعل حياتنا أفضل؟ هل هي مهارة‬ ‫مكتسبة أو موهبة فطرية ال يمكن تعلّمها ؟‬ ‫تحديد المشكلة‪ ،‬أو التحدي أو الفرصة المتاحة‪ ...‬وضع قائمة بجميع الحلول‬ ‫الممكنة‪ ....‬تقييم تكاليف وإيجابيات وسلبيات ك ّل خيار من الخيارات‬

‫‪22‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫المطروحة‪ ....‬اختيار ح ّل واحد أو إجابة مناسبة من بين الحلول المقترحة‪....‬‬ ‫تقييم أثر القرار المتخذ وإجراء أي تعديالت أو تغييرات ضرورية‪...‬‬ ‫على الرغم م ّما يعتقده البعض من ّ‬ ‫أن اتخاذ القرار هو مهارة فطرية يولد بها‬ ‫تتطور وتنمو مع التدريب والتمرين‪.‬‬ ‫الفرد‪ ،‬إال أنّه في الواقع مهارة مكتسبة‬ ‫ّ‬ ‫إن كنت م ّمن ال يحسنون اتخاذ القرارات‪ ،‬ويشعرون بالحيرة عند لالضطرار‬ ‫لالختيار بين أمرين أو أكثر‪ ،‬فال تقلق ‪ ..‬كي تحسن القرار اجمع معلومات‬ ‫كافية عن الموضوع قبل أن تبدأ في التفكير باتخاذ قرار معيّن‪ ،‬احرص ّأوالً‬ ‫على فهم ك ّل العوامل والجوانب المتعلّقة بهذه القضية أو المشكلة‪ ..‬تحدّث مع‬ ‫األطراف ذات العالقة‪ ،‬واجمع المعلومات الكافية التي تحتاج إليها‪ .‬لكن ال‬ ‫قرارا دون أن تكون على دراية بكامل جوانب القضية‪ ..‬تجنّب‬ ‫تتخذ أبدًا‬ ‫ً‬ ‫اتخاذ القرارات المشحونة أو المبنية على العاطفة‪ ..‬إن كنت تستثمر عاطفيًا‬ ‫مشو ً‬ ‫شا‪ ،‬ويقودك ذلك‬ ‫في الموقف أو المشكلة التي أمامك‪ ،‬فقد يصبح تفكيرك ّ‬ ‫المتسرع‪ ،‬واستعن بدالً من ذلك‬ ‫إلى اتخاذ قرارات خاطئة‪ .‬تجنّب التفكير‬ ‫ّ‬ ‫بالتفكير العقالني‪ ،‬ف ّكر بالوقائع والحقائق بدالً من التفكير في مشاعرك‬ ‫صة‪...‬‬ ‫ورغباتك الخا ّ‬ ‫خذ وقتًا كافيًا التخاذ القرار‪ ..‬قد تشعر أحيانًا أنّك مستعجل التخاذ قرار‬ ‫معيّن‪ ،‬غير ّ‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫أن بعض هذه القرارات تكون كبيرة ومه ّمة‪ ،‬بل مصيرية أي ً‬ ‫ال تتع ّجل في مثل هذه الموقف‪ ،‬وخذ وقتًا كافيًا للتفكير في األمر‪ ،‬تذ ّكر أنّك‬ ‫مجبرا على اتخاذ قرار ما قبل أن تكون مستعدًّا له بما فيه الكفاية‪ .‬لكن‬ ‫لست‬ ‫ً‬ ‫ضا بحجة أنّك لست مستعدًّا بعد‪ ..‬الفكرة أن توازن بين الحالتين‬ ‫ال تؤجله أي ً‬ ‫لتتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب‪...‬‬ ‫ف ّكر في الموقف على المدى البعيد والقصير‪ ..‬احيانا ير ّكز البعض على حين‬ ‫اتخاذ القرارات على النتائج القريبة دون التفكير فيما قد يحصل على المدى‬ ‫البعيد‪ ،‬األمر الذي يجعلهم يندمون على قراراتهم فيما بعد‪ ..‬قارن بين سلبيات‬ ‫ي قرار‪ ،‬أحضر ورقة وقل ًما واكتب سلبيات‬ ‫وإيجابيات قرارك‪ ..‬قبل أن تتخذ أ ّ‬ ‫وإيجابيات قرارك هذا‪ ،‬ث ّم قارن بينها لتتوصل إلى القرار السليم ‪ ...‬فالذي‬ ‫ال يستطيع إعالة نفسه ‪ ،‬ال يمكن اتخاذ قرار بنفسه ‪...‬‬

‫‪23‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫الوقت كالسيف‬ ‫منى حنا عياد ‪ /‬مصر‬ ‫االنسان الذي يعرف كيف يستغل‬ ‫إن ٕ‬ ‫وقته في أعمال مفيدة ونافعة‪ ،‬يكون‬ ‫أكثر سعادة من أول ٔيك الذين يضيعون‬ ‫أوقاتهم من دون فا ٔيدة ‪ ،‬فالسعادة‬ ‫مرتبطة بما يقدمه المرء من أعمال‬ ‫نافعة ‪ ،‬فإذا أردت ان تحصل على‬ ‫السعادة فعليك أن تعرف كيف تنظم‬ ‫اوقاتك وتستغلها ‪ ،‬فالكثير من الناس‬ ‫ال يتمتعون بنوع من الرضا عن‬ ‫حياتهم وواقعهم بسبب عدم معرفتهم‬ ‫با ٔهمية الوقت‪ ،‬وهذا ما ينتج عنه الكثير من االضطرابات النفسية حسب ما‬ ‫ٔيوكده علماء النفس‪ ،‬فمعظم االٔمراض النفسية تنتج عن عدم الرضا عن‬ ‫الواقع‪.‬‬ ‫االنسان أن‬ ‫ومن أجل تنظيم واستثمار الوقت بصورة علمية وعملية على ٕ‬ ‫يحدد قا ٔيمة باالٔهداف التي يسعى للوصول إليها‪ ،‬سواء كانت شخصية أو‬ ‫عا ٔيلية أو اجتماعية أو غيرها‪ ،‬فوضوح االٔهداف وبلورتها تعتبر الخطوة‬

‫‪24‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫االٔولى الستثمار الوقت بطريقة سليمة وفعالة‪ ،‬كما يجب وضع قا ٔيمة‬ ‫باالٔوليات‪.‬‬ ‫وبعد تحديد االٔهداف يجب ترتيب االٔولويات‪ ،‬عمالً بالقاعدة القا ٔيلة (ابدأ‬ ‫باالٔهم ثم المهم )‪ ،‬وهذا يعني أن كل فرد يجب أن يحدد قا ٔيمة با ٔولوياته حسب‬ ‫االٔهمية لما لذلك من تا ٔثير في سير االٔمور‪ ،‬كما يجب الوصول إلى االٔهداف‬ ‫المرسومة‪ ،‬ومن المهم جدا تحديد قا ٔيمة باالٔعمال التي يجب إنجازها خالل‬ ‫اليوم الواحد‪ ،‬وتدوين تلك االٔعمال في ورقة صغيرة أو دفتر مذكرات‪.‬‬ ‫وذلك بالقاعدة المعروفة “ال ٔتوجل عمل اليوم إلى الغد”‪ ،‬وأيضا يجب على‬ ‫االنسان أن يستثمر الوقت الضا ٔيع ويقصد به ذلك الجزء من الوقت الذي‬ ‫ٕ‬ ‫يخصصه ٕالنجاز اعمال ذات اهداف معينة إال أنه حال دون تحقيقها وجود‬ ‫معوقات غير متوقعة فمثالً قد نكون على سفر بالطا ٔيرة‪.‬‬ ‫االقالع لفترة قصيرة أو قد يتا ٔخر الضيف الذي تنتظره على‬ ‫فيتا ٔخر وقت ٕ‬ ‫الغداء أو العشاء‪ ،‬في مثل هذه الحاالت يجب ان تستثمر وقتك فيما يفيد‬ ‫ويمتع‪ ،‬كا ٔن تقرأ كتابا ً أو مجلة‪ ،‬او تمارس رياضة التفكير او الكتابة او تنجز‬ ‫أعماالً صغيرة‪.‬‬ ‫االنسان ان يطبق هذه القواعد يكون بذلك قد خطط ونظم وقته‬ ‫اذا استطاع ٕ‬ ‫بطريقة فعالة ومنتجة فاستثمار الوقت يعد الباب االٔول للنجاح‪.‬‬ ‫االنجاز واالخفاق‪ ،‬فمن بين‬ ‫إن االستخدام الصحيح للوقت يبين الفرق بين ٕ‬ ‫االٔربع والعشرين ساعة يومياً‪ ،‬يوجد عدد محدد منها للقيام باالٔعمال‪،‬‬ ‫واالستفادة من كل دقيقة شيء مهم جدا ً ٕالنجاز االٔعمال بشكل اقتصادي وفي‬ ‫الوقت الصحيح‪.‬‬ ‫ان تنظيم الوقت هو سر النجاح في الحياة‪ ،‬فإذا تتبعنا حياة المشاهير والعلماء‬ ‫ومن تميزوا في هذه الحياة نجدهم يحرصون على مسا ٔلة تنظيم اوقاتهم‬ ‫واستغاللها االستغالل االٔمثل‪ ،‬بكل ما هو مفيد ونافع‪ ،‬وتنظيم الوقت هو‬ ‫الموسسات التجارية والمصانع فقد عني الكثير من‬ ‫عامل من عوامل نجاح ٔ‬ ‫الموسسات فحرصوا‬ ‫علماء ٕ‬ ‫االدارة بدراسة عنصر الوقت وأهميته في نجاح ٔ‬ ‫على تنظيمه وحسن إدارته وتوجيه العاملين لحسن استغالله‪ ،‬كما يمكن‬ ‫اعتبار ان الوقت عامل من عوامل الرقي الحضاري في المجتمع‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫فالمجتمعات التي تحرص على حسن استغالل اوقاتها وتنظيمه هي‬ ‫المجتمعات االٔقدر على النهوض والرقي الحضاري‪ ،‬لذلك نجد المجتمعات‬ ‫المتقدمة تعمل على برمجة االٔفراد فيها على احترام الوقت وااللتزام به حتى‬ ‫تتحقق منظومة الرقي الحضاري‪.‬‬ ‫فترى على سبيل المثال وسا ٔيل المواصالت تصل في الوقت المحدد لها إلى‬ ‫مواقف الركاب وتنطلق من مكانها ايضا بدون تا ٔخير في حين قد نشهد‬ ‫مجتمعات اخرى تتسم بالعشوا ٔيية في كل شيء وعدم احترام الوقت الذي‬ ‫يسبب تراجع االٔمم وتخلفها‪.‬‬ ‫كما ان لالٔسر دورا ً مهما ً في تعليم ابنا ٔيهم كيفية استغالل اوقات فراغهم فيما‬ ‫يعود عليهم بالنفع في حياتهم التعليمية واليومية من خالل انخراطهم في اندية‬ ‫رياضية مثالً أو ثقافية لصقل مواهبهم وطاقاتهم‪ ،‬فى المراكز واالٔندية التي‬ ‫تسمح للشباب بمزاولة مواهبهم وقضاء اوقات فراغهم في أعمال مفيدة تعود‬ ‫عليهم بالنفع بدل االختالط بمن يعيشون في هذه الحياة دون هدف وأصدقاء‬ ‫السوء‪.‬‬ ‫فالوقت مهم والمحافظة عليه ضرورية وعدم استغالله واالستهتار به أمر‬ ‫بالغ الخطورة فهو رأس مال الشخص‪ ،‬ان خسره خسر كل شيء وإن حافظ‬ ‫عليه فالنجاح حليفه‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫فتافيت‬ ‫د‪ .‬امحد جاراهلل ياسني‬ ‫عندي صديق يرسل لي دائما فديوات عن كوارث ومصائب وعنتريات األمة‬ ‫وفواجعها وكنت انزعج منها جدا حد الدعاء عليه مازحا ‪...‬قبل يومين‬ ‫فاجأني بفديو طريف عن طريقة جديدة لقلي البيض ‪..‬‬ ‫حقيقة اسعدني هذا التغيير التنموي لديه وتحوله إلى عالم التفاؤل والطاقة‬ ‫االيجابية ولو بالبيض ‪ ..‬اليوم التقيته في السوق وباركت له التغيير في‬ ‫فديواته وتحسن نظرته إلى الحياة‪.. .‬فرد علي بنبرة حزينة وقال انه تطلق‬ ‫مؤخرا ‪ ..‬وان جلوسه في البيت وحيدا بعد الطالق ‪ ..‬اضطره لترك فديوات‬ ‫الكوارث والبحث عن فديوات االكالت السهلة ومنها قلي البيض ‪..‬‬ ‫اخواني ‪..‬انتبهوا للفديوات التي ترسلونها الي ‪..‬واال مصيركم جميعا بفضل‬ ‫دعواتي تقلون بيض ‪..‬‬

‫‪27‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫دنكة‬ ‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫عندما تراجع طبيبا في عيادته ويكون من اقاربك او اصدقائك ‪ ،‬يبدأ بالحديث‬ ‫عن المرض الذي تعاني منه ويبطش بك بمصطلحات طبية انكليزية وانت‬ ‫ال تفهم شيئا فتقول بين كل دقيقة واخرى ( هااااااا ) ‪ ،‬على اساس انك تفهم‬ ‫ما يقول ثم تقول له وهللا لم اكن اعرف هذه المعلومة ( طبعا ما تعرف انت‬ ‫اختصاصك طب الفالفل ) ‪.‬‬ ‫وكي تتفاعل اكثر مع الطبيب تقول ‪ :‬وهللا انا ما اشرب ماي اال بعد ما اغليه‬ ‫‪ ( ،‬ايباااااه ‪ ،‬هال بابن سينا ) ‪ ،‬والمرض الذي يتحدث عنه الطبيب ليس له‬ ‫عالقة بالماء ‪.‬‬ ‫ثم تحاول التخلص من هذا االحراج حين تشعر نفسك ( دنكة ) ‪ ،‬تقلب‬ ‫الموضوع وتقول لطبيبك ( ايه شكو ماكو بعد ‪ ،‬الحجي والحجية اشونهم ‪،‬‬ ‫ذاك اليوم شفت اخوك ريان ماشاءهللا كبران اتذكر من كان يزحف اشون‬ ‫كان مدلوع ‪ ،‬هي هاي الدنيا ) ‪.‬‬ ‫وفي نهاية الجلسة يكتب لك وصفة طبية وانت بال شك ال تفهم شيئا من خط‬ ‫االطباء ‪ ،‬فتنظر الى الورقة ثم تسأله ( بالنسبة لهذا الحب دكتور ابلعه قبل‬ ‫االكل اال بعد االكل ) فيسألك عن اي واحدة تقصد فتقول النقطة الثانية فيجيبك‬ ‫( الال هذا تحاميل ) تفيد بواسيرك ‪.‬‬ ‫تغادر العيادة وال تعرف ان كنت في ( السرجخانة ام في النبي يونس ) ‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫شعر‬

‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫كالم حتدي‬ ‫أمحد خليف احلسني‬

‫سـيّرتُ وجــدي كالمداد بأحرفي‬ ‫واخترتُ موضوعا ً يفي بــهـيامي‬ ‫حتّى جرى كالموج في معابدي‬ ‫فيضان روحي في الهوى المتسامي‬ ‫ومحيط كــوني شــاغل أفــالكه‬ ‫في بحــره األشـواق مـن إلــهــامي‬ ‫نـور يـلوح بأرض مــقــدسنا لهم‬ ‫ٌ‬ ‫هـلمــوا بني األعراب نجدة شامي‬ ‫نســرين نــابلس‪ ،‬الـفرات يـنـادي‬ ‫يــا أخــوة األنـجـاد أيــن هــمامي‬ ‫‪29‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫وغـردت أطــيارها‬ ‫نــاح الــيـمام‬ ‫ّ‬ ‫فـوق الـبساط نـشـيـدها أنـغـامي‬ ‫إعـــالن وحـــدتـها صمود بـالدنا‬ ‫شـعـب ‪ ،‬يــقاوم طـامـعا ً ‪ ،‬بسالم‬ ‫ٌ‬ ‫تـــزهـو مرابـعــنا بـــتـاريخ الهنا‬ ‫فـصالح شـاهد بحرها الـمترامي‬ ‫ٌ‬ ‫ومــواطن لألنــبــيـاء حــنــانـها‬ ‫فسقى بـها الرحـمن لي بـغــرامي‬ ‫أمـواجـنـا للقدس نــار جحافل‬ ‫حسن الجهاد فدونما استسالمي‬ ‫دع قبلتي‪ ،‬فالقدس تاج عروبتي‬ ‫وارحل بني صهـيون دون كالمي‬ ‫إن ترحــلوا عنها قبيل غـ ٍد فــذا‬ ‫خير لكم‪ ،‬فمـداد حــرف الـسـامي‬ ‫ٌ‬ ‫زيـتوننا لـيمـونـنـا أضـحى لَــ ُكم‬ ‫عـدوا ً لَــ َكم يــغــدو غــدا ّ كسهام‬

‫‪30‬‬


‫غربة‬

‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سورية‬ ‫أنا في حياتي أعيش تعيسا‬ ‫فلست سوى زفرة ودموع‬

‫أحلي مراري وأسعف لوعي‬

‫فمنذ تركت بالدي كأني‬

‫فما بي جروح تفوح دماء‬

‫أوافي مسيري بكل خنوعي‬

‫فجرح النفوس أالنا ضلوعي‬

‫فما لي صحاب سوى ذكريات‬

‫أرى وحشة في عيون الخفايا‬

‫وبعض خيال يضيء شموعي‬

‫كأني بغول دنا من خشوعي‬

‫فأين الشعور الجميل ؟ وأيني ؟‬

‫فأين الكمال وأين اكتمالي ؟‬

‫وأين أناس كرام بطوعي ؟‬

‫وشوقي نهيم ويرجو وقوعي‬

‫لماذا تهادوا جراحا وكربا ؟‬

‫ألوذ الرسائل أشكي جراحا‬

‫وفي القهر باتوا دوام النبوع‬

‫وهذا الشرود أحب ركوعي‬

‫أعيش بماض مضى منذ حين‬

‫فما بات همي نقودا وجاها‬

‫ويومي أنا غارق بالدموع‬

‫وكل همومي غدت في قنوعي‬

‫فليس األمان بنصب عيوني‬

‫بأن الغريب ثقيل بقدر‬

‫ومامن صديق يخيط جموعي‬

‫وأن القريب كريم الجموع‬

‫فقد شرذمتني ظروفي ألني‬

‫فما عشت عزا بغير بالد‬

‫أردت الرخاء بكل ربوعي‬

‫وال طبت عيشا وال خف روعي‬

‫فهل لي ببعض تراب بالدي ؟‬

‫بأرض نأت عن ضجيج هوايا‬ ‫بالدا ودهرا وجوع الرجوع‬

‫‪31‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫أقلعت عن صميت‬ ‫رحيم خلف الالمي‬ ‫أقلعت ُعن صمتي وبِحت ُ‬ ‫بصرختي ‪..‬‬ ‫وقرأت ُ أفكاري‬ ‫صياحي‬ ‫ِ‬ ‫بملء ِ‬ ‫ما عدت ُ أكتم ُ ُمذ غدوت ُ مفوها ً‬ ‫فَوشيت ُ في شعري نبّي ُ ِجراحي‬ ‫بدمي تفور ُ قصائد ٌ ومعاجز ٌ‪..‬‬ ‫كبرا ً تجول ُ بخاطر ِاالفصاح ِ‬ ‫بدمي تعج ُ عواصر ٌ تبتزني ‪..‬‬ ‫غضب ٌ تسوق ُ كعاصف ٍ برياح ِ‬ ‫أني اعتزلت ُ مزاعما ً آمنتُها ‪..‬‬ ‫سمي وبِعت ُ‬ ‫وحنِثت ُ في قَ َ‬ ‫صحاحي‬ ‫ِ‬ ‫ُمذ اَن حملت بجعبتي‬ ‫قلمي اِنتخى‬ ‫شبق القريض بدفتر ِ االلحاح ِ‬ ‫مابين ُحزني او نذائر َ مشئمي ‪..‬‬

‫‪32‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫ها قد سفكت ُ بِمقصل ٍ أفراحي‬

‫وكذا السبيل لنافح ٍ ومناشز ٍ ‪..‬‬

‫وكأنني ال أشتهي فَرحي اذا ‪..‬‬

‫هل يستوي العاقول بالقداح ِ‬

‫خرق َ الحصار بضحكة ٍ اتراحي‬

‫والليل ُ يبقى مظلما ً بفم ِ الدُجى ‪..‬‬ ‫هل تُحسب ُ ال ُ‬ ‫ظلُمات ُ كاالصباح ِ‬

‫انا مدمن ٌ ألمي تق َّمص َ عالمي ‪..‬‬

‫الدهر أغدق َ ُمهجتي بنوازل ٍ ‪..‬‬ ‫ُ‬

‫ب ال ُحزن ِ ِخطت ُ‬ ‫وبلون ِر ِ‬ ‫وشاحي‬

‫سارها اصالحي‬ ‫فَتكت ْ بِداء ِ ِع ِ‬

‫حتى اعتنقت ُ عقيدة ً صلت لها ‪..‬‬

‫س ِمه ِ ‪..‬‬ ‫سقم ٍ يدس ُ ِب ُ‬ ‫فغدوت في َ‬

‫فرض ُ الشرائع‬

‫ُحب َ الفضول ِ لنكهة ِ التفاح ِ‬

‫في ُخشوع ِ فالحي‬

‫هي عضة ٌ ملعونة ٌ بجزا ِئها ‪..‬‬

‫عذرا ً رفيق محبتي لسذاجتي ‪..‬‬ ‫ُ‬

‫ال تجزي عن‬

‫المزاح ِ مزاحي‬ ‫اَن ال تؤاخذ َ في ِ‬

‫صفح ٍ وال بسماح ِ‬

‫أسرفت ُ في شعري زئير قريحتي‬

‫حتى نُفيت كا أدم ٍ بعرائِها ‪..‬‬

‫وبها استعذت ُ نحائبي ونِواحي‬

‫أمضي سجين َ خرائب َ األشباح ِ‬

‫صبوتي‬ ‫نَدمي بجل ِد الذات ِ أحرق َ َ‬

‫كم واعض ٍ َيلتج ُ في إرهاصتي‬

‫وشَجن ْ بقلبي يستجير جماحي‬

‫متذرعا ً ندمي ببعض نياحي‬

‫ما أوثقت أسري فَزاغ َ تمردي ‪..‬‬

‫أطلقت ُ صوتي واست ِعنت ُ‬ ‫بصرختي ‪..‬‬

‫سراحي‬ ‫وتبَ َّجحت ْ كي ال تجود َ َ‬ ‫ذرف ُ دمعة ٌ‪..‬‬ ‫في مقلة التمساح ِ ت ُ َ‬

‫وقرأت ُ أفكاري‬

‫محض ُ افتراء ٍ دمعة ُ التمساح ِ‬

‫صياحي‬ ‫بملء ِ ِ‬

‫‪33‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫سليل املطر‬ ‫سامي مطر‬ ‫دعيني ابعثر بعض العواطف‬ ‫وانزف احاسيسي المرهفه‬ ‫قطرة قطرة في نشيج البعاد‪.‬‬

‫واجعل عظامي سماد‪.‬‬

‫دعيني اثور على‬

‫دعيني اسافر‬

‫صمت قلبي‬

‫على بحر عينيك‬

‫واحضانه البارده‬

‫حتى ينام التعب‬

‫كي تنامين في الدفيء‬

‫وحتى يموت الضماء‬

‫بين الشرايين‬

‫في عروقي‬

‫او في الفؤاد‪.‬‬

‫وحتى يفيق الرقاد‪.‬‬

‫دعيني احملق بعينيك‬

‫دعيني افر من الصمت‬

‫حتى تقوم القيامه‬

‫في العشق‬

‫واغرس نبضات قلبي‬

‫نحو الكالم االنيق الرصين‬

‫بحضنك‬

‫واعبر على شاطيء الوهم‬ ‫مثل الجياد‪.‬‬ ‫وللقصيد بقية‬

‫‪34‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫أميوت يا أبي‬ ‫من كان بني هذه املقامات‬ ‫سامية البحري ‪ /‬تونس‬ ‫أيا نفسي رويدك‪!!..‬‬

‫صدق في الحب‬ ‫سوى العصافير‬

‫وقد يتآمر عليك كل‬ ‫االعضاء‬

‫لم أعرفك ‪..‬لم أكن‬ ‫أنت ‪..‬وما كنت أنا‬

‫إلى أين ؟؟‬

‫ستكتشف يوما‬

‫وأنت الساكنة داخلي‬

‫أننا ضعنا‬

‫ولكن تمتد بيننا‬ ‫المسافات‬

‫في دوامة الوهم‬

‫حين أطبقت عليك‬

‫مالمحك ال تشبهني‬ ‫ومالمحي ضاعت‬ ‫في الدروب‬

‫دعيني‬

‫بين الخطوب‬ ‫والخطوب‬

‫فهذا الجسد شق عليه‬ ‫الرحيل‬

‫تعب الكالم من‬ ‫الكالم‬

‫هذا الجسد قرر أن‬ ‫يخلعني‬

‫وحالنا ما استقام ‪!!..‬‬

‫كما يخلع األمير‬ ‫الظالم‬

‫كفاك سفرا‪..‬كفاك‬ ‫شجنا‪..‬‬

‫في مؤامرة لقيطة‬

‫أيا نفسي !!‬

‫وقد تقطعت بك‬ ‫الدروب ال أحد‬

‫استعيرت من كتاب‬ ‫تاريخ قديم ال تعط‬ ‫كلك حتى ال تموت‬ ‫بنظام األجزاء‬

‫‪35‬‬

‫وحين أردنا الخروج‬ ‫تحولت كل المنافذ‬ ‫إلى جدران‬ ‫ليس أشد من أن‬ ‫تتحول إلى سجين‬ ‫فكرة أو سجين‬ ‫شعور السجين‬ ‫السياسي يا صديقي‬ ‫أرحم من سجين‬ ‫الكلمات‬ ‫"مت فارغا "ما‬ ‫استطعت‬ ‫غدا تحلق فوق‬ ‫ضريحك الكلمات‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫ال لتبكيك‪.. .‬‬ ‫بل لتسخر منك‬ ‫الكلمات‬ ‫أغنى منطقة على‬ ‫هذه األرض‬ ‫ليست أفريقيا‬ ‫السمراء‬ ‫وال بالد العرب‬ ‫وال بالد الهند‬ ‫وال ‪...‬وال‪...‬ثم ‪..‬ال‬ ‫وال قلب عاشق في‬ ‫زمن مضاد للعشق‬ ‫وال قلب راهب في‬ ‫زمن مضاد للصدق‬ ‫وال سجل شاعر في‬ ‫زمن مضاد للشعر‬ ‫أغنى منطقة يا‬ ‫صديقي على هذه‬ ‫األرض‬ ‫مقبرة‬

‫كم مقبرة تعج‬ ‫بالكلمات ‪!!!........‬‬

‫كان قلبي الشقي‬ ‫شهيد الكلمات‬

‫تغص الكلمات‬ ‫بالكلمات‬

‫ال تبك _يا أبي _‬ ‫بعدي‬

‫وروحي تغص‬ ‫بالكدمات‬

‫فاهلل أعد لي جنة‬

‫كان قلبي الشقي‬ ‫شهيد الكلمات‬

‫من الكتب فيها‬ ‫السموأل‬ ‫وعنترة وجرير‬ ‫والفرزدق‬

‫هكذا ‪..‬اكتب يا‬ ‫معلمي‬

‫و المتنبي والجاحظ‬

‫على ضريحي ذات‬ ‫رحيل بال كلمات !!‬

‫وفيها النواسي رائد‬ ‫الكأس والنص‬

‫تلك تالوة العصافير‬ ‫فوق رأسي‬

‫وفيها نيتشه‬ ‫وماركس‬

‫ال تقرأ فوقي _تلك‬ ‫اآليات _‬

‫والمذنب األكبر‬ ‫سقراط‬

‫فقط كفن جسدي‬ ‫بدفاتري وقراطيسي‬

‫وفيها المعري رائد‬ ‫الكلمات‬

‫وغسلني بمدادي‬

‫أيموت يا أبي‬

‫و اتل فوق صدري‬ ‫تلك الكلمات‬

‫من كان بين هذه‬ ‫المقامات ‪...‬؟؟؟؟‬

‫‪36‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫قبطاني‬ ‫د‪ .‬أمريه البشيهي‬ ‫الريح إذا أتت بنسا ٔيمك ‪. . . . .‬‬ ‫َو ِ ّ‬ ‫عطرا ً ِلقَ ْلبِي ووجداني‬ ‫َكم أني أنتظر عودتك ‪. . . . .‬‬ ‫وباقه ْاأل َ ْزهَار فِي أحضاني‬ ‫لرويتك ‪. . . .‬‬ ‫ُمتَلَ ِ ّه ٌ‬ ‫ف قَ ْلبِي ٔ‬ ‫َوال َّ‬ ‫ش ْوق َي ِسي ُل ِم ْن ِش ْريانِي‬ ‫َو ْالعَيْن ضريره ِم ْن بَ ْعدِك ‪. . . .‬‬ ‫ت َ َراك فَ َرحه ِفي االٔحالمي‬ ‫فمتي تِرسو سفينتك ‪. . . .‬‬ ‫وتطفي ش ّ‬ ‫َط نيراني‬ ‫ٔ‬ ‫ف َم ْوج بحرك ‪. . . .‬‬ ‫َو َي ِج ّ‬ ‫ِلتُب ِْحر بَيْن أحضاني‬ ‫وأكون أنا سفينتك ‪. . . .‬‬ ‫َوت َ ُكون أنت قبطاني ‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫لنا عُطور‬ ‫ايلي جرب ‪ /‬لبنان‬ ‫لألرض‬ ‫نحن اْقتنعنا وقلنا‬ ‫ِ‬ ‫أرض َغنّي‬ ‫يا‬ ‫ُ‬ ‫نحن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ب الذي ُج َّن‬ ‫لحن الترا ِ‬ ‫ِّ‬ ‫مطمئن‬ ‫نام إلى‬ ‫لتبر ٍ َ‬ ‫ُ‬ ‫نحن اقتنعنا بأنّا‬ ‫َولدنا الري َح في د ُِّن‬ ‫ودلقنا الماء ُحسنا ً‬

‫وقفة ال ُمستغني‬

‫في حسبُ ِك ال ُمتمنّي‬

‫صرنا كروما ً‬ ‫نحن ع َ‬

‫نحن غرسنا وحصدنا‬

‫ألمرنا المتح ِنّ ِن‬ ‫وسكبناك كأسا ً‬ ‫ِ‬

‫الوجدان وقفنا‬ ‫وساعة‬ ‫ِ‬

‫أرض ُمنِّي‬ ‫سنابالً يا‬ ‫ُ‬ ‫وساعةَ ُ‬ ‫نحن نظرنا‬

‫ما بع َدهُ من ترنّي‬ ‫انفاس‬ ‫يا غابةً ُحسنُ ِك‬ ‫ٌ‬

‫ت ألطيافنا ترني‬ ‫وقف ِ‬ ‫نحن ِظ ُّل آجال ٍ‬

‫الى القلوب ِ بلحن ِ‬

‫سه خبت ل َ‬ ‫ظ ِّن‬ ‫ونف ُ‬ ‫نحن ُو ِلدنا و ُكنّا‬

‫نحن ع ِشقنا الحصا َد فبرينا‬ ‫االرض مناجل‬ ‫من لَد ُِن‬ ‫ِ‬

‫الرض بالتجنّي‬ ‫قبل ا‬ ‫ِ‬

‫ومن يُقنع بع ُد أعناق السنابل‬

‫‪38‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫لوتر االرض ِ‬ ‫أالّ تطرب ِ‬ ‫منها نحن برينا‬ ‫حدائق محددة م َّد الحصاد‬ ‫طوت اليها ظهورنا بج ِ ّد عناد‬ ‫تالمس‬ ‫وأحبت ان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هر المحبَّة ِبعد جهاد‬ ‫ط َ‬

‫ق الزيزفون‬ ‫بعطر أورا ِ‬

‫الجبين األسمر‬ ‫وعرقَ‬ ‫ِ‬

‫بالمرجِ بالهرج ِ‬

‫س َّكر‬ ‫وزنده‬ ‫الفاتر ُ‬ ‫ِ‬

‫بالرقص ِ واللقاء‬

‫يا حبذا لو تُحي ُكنا‬

‫شهر من جنّي الغالل‬ ‫في ٍ‬ ‫وكلّها حالل الى جبين العمل‬

‫بزيت إعتاق ِ الزيتون‬

‫وكلنا أمل لخاطر ِاألجيال‬

‫ق الصعتر‬ ‫بعر ِ‬

‫تأتي وتروح‬ ‫كزهر َم َّر‬ ‫ٍ‬ ‫طرهُ است َ َم َّر‬ ‫ِع ُ‬ ‫وما زال يفوح ‪...‬‬

‫‪39‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫الرسم فوق الرمال‬ ‫ساهر األعظمي‬ ‫امتلكت دفتر وسوف‬ ‫ارسم طريقا سار به االنبياع‬ ‫دعني انفث سيكارتي‬ ‫كي افرغ‬

‫والتحف حنانك الذي‬

‫رئتي من حزن الكبرياء‬

‫يمسد اظلعي‬

‫فلن اخدع موطني‬

‫تبا لكل وقاحة العيد‬

‫انا ارفرف بجناحي‬

‫كيف يقدم والزمن شهيد‬

‫حزنا فانا يتيما‬

‫كيف وحشرجة صدري‬

‫في احضان الطاعه‬

‫والسعال شديد اصبحت‬

‫كيف اعرف كل‬

‫ضئيل اصارع‬

‫الشموس الراحله عبثا‬

‫االوهام‬

‫وسنين المي الضائعه‬

‫ايها الراحل دون مواعيد ها‬

‫ما زلت ابتهل دعائي‬

‫صبابة ذكرياتي لم يبقئ منها‬

‫خلف موقدي‬

‫شئ جديد‬ ‫سوئ ظاللك‬ ‫وعتمة الليل الغريب‬

‫‪40‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫اىل حسناء‬ ‫ناصر مطر فاحل‬ ‫يالي ُل انطوى‬ ‫فيك النوى يقتت ُل‬ ‫لحسناءٍ وشاحها على الصدر‬

‫التستوقفي‬

‫ينهم ُل‬

‫ي البعد ٓ والملل‬ ‫ف َّ‬ ‫لك مني عاشقا ً‬ ‫ِ‬

‫الور ُد عندي‬ ‫فكم ُه َو االجم ُل‬

‫لياله ‪ ،‬واللي ُل‬

‫ماعا َد ينفعني‬

‫سلب ِ‬ ‫ت العقلٓ‬

‫مادا َم ْ‬ ‫ت نداوتهُ الذب ُل‬

‫ومن َعلَ ْي ِه الفع ُل‬

‫ت للهوى‬ ‫ياخاطيةَ الخطوا ِ‬

‫رؤياك أبصرني‬ ‫ِ‬

‫تمته ُل‬

‫وال أرتج ُل‬

‫التتمايلي على األرض‬

‫الضرير‬ ‫أنا‬ ‫ُ‬

‫ففيها ْ‬ ‫من يشتع ُل‬

‫لصاحب ِة الهوى مقب ُل‬

‫منك‬ ‫ذاب‬ ‫الشعر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫لساقي ٍة تسقي عبدا ً هللِ‬

‫واالنام ُل ‪،‬تتأم ُل‬

‫يعتل ُل‬

‫لغازية القلب‬

‫ب سل ِّالجب ُل‬ ‫أنا اب ُْن المضار ِ‬

‫مكتح ُل‬ ‫والعين‬ ‫ِ‬

‫لوادي ِه على األرض‬ ‫فكيف يحتم ُل‬

‫‪41‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫اخرتتك قدري‬ ‫قطيف فارس‬ ‫أللقاك لؤلؤة لعمري‬ ‫أفرغت كل كؤوس خمري‬ ‫فجرت في روحي براكين عشقي‬

‫رسمتك فردوسا لمجهول في‬ ‫عشقي‬

‫مزقت في دفاتري كل شكوكي‬

‫انتزعتك من قوانين كوني‬

‫وأمام العهد كنت اختياري‬

‫أردتك وعلى ثقة ملحمة عمري‬

‫كم جمعت صدى كلماتك في‬ ‫روحي‬

‫غيرت بك مسار إبحاري‬ ‫ألنك جزيرة سكنتك منذ والدتي‬

‫حفظتها تراتيل همسي‬

‫تاه في حبك ميالدي‪...‬‬

‫كم تخيلتك قناديل ليلي‬ ‫وكم من نجوى أحرقت صدري‬

‫طافت في شوارع روحك‬ ‫ذكرياتي‬

‫أحرقت آهاتي‪.......‬‬

‫عصف الياسمين بأوراق عمري‬

‫ضممتك مابين دمعتي وضباب‬ ‫حزني ياحبيبا‪......‬‬

‫ليزرعني في قلبك نخيال شامخا‬

‫حطمت في قلبي كل أصنامي‬

‫سال عسال‪ ..‬تخمر بنار أشواقي‬ ‫أللثم فيه حالوة حبك في حنيني‬ ‫وألتوج قلبك‪ ...‬أسطورة حكايتي‬ ‫فأتحدى قراري‪ ..‬وأختارك قدري‬

‫‪42‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫إسرتاحة‬ ‫زينب عبد الكريم التميمي‬ ‫على قارعة الطريق‬

‫نخل‬

‫البعاد‬

‫غمض جفنه‬ ‫يُ‬ ‫ُ‬

‫يشتف راحةً وسهاد‬ ‫ُّ‬

‫ْ‬ ‫تتعجل‬ ‫مهال ال‬

‫خلف الوعي‬

‫حسبهُ أن انتهاء‬

‫الرقاد‬ ‫صح َو ُّ‬

‫يسترق لحظا ً من‬ ‫زمن‬

‫لذاك القهر‬ ‫َ‬

‫قهر‬ ‫َ‬ ‫ماضيك ٌ‬

‫يسدل للعمر ستارا ً‬

‫وذاك العناء‬ ‫َ‬

‫وغدك مجهول‬ ‫َ‬

‫مهلك ‪..‬‬ ‫َ‬

‫المآب‬

‫يغفو على شفا‬ ‫االنتظار‬

‫صحو‬ ‫التتعج ّل‬ ‫َ‬ ‫الرقاد‬

‫يخفي سؤاالً‬

‫هروب لحظةَ القمع‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫طعون ذات‬

‫المقصوم‬ ‫فظهرك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يأبى السوات‬

‫هل من نجاة؟‬ ‫جفنك‬ ‫إن صحا‬ ‫َ‬ ‫من طول سبات!‬

‫وهر ُم روح‬

‫وكفيك تنعى‬ ‫َ‬

‫أعياها الخوار‬

‫والعظام‪..‬‬

‫إجترار بال مهاد‬ ‫ٌ‬

‫العين‬ ‫قرير‬ ‫ن ْم‪ ..‬ن ْم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ال تعج ّل‬

‫تعب ينس ُّل‬ ‫فال َ‬

‫ملحف كطالعة‬

‫وال وج َع يرو ُم‬

‫الصحو‬ ‫ففي‬ ‫َ‬ ‫مر الجوابْ‬ ‫َّ‬

‫‪43‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫الطير شدا‬ ‫ياعاشقا ً تزورني كلّما‬ ‫ُ‬ ‫الروحِ والحشا‬ ‫َ‬ ‫سكنت حنايا ّ‬ ‫انفطر بمحيّاك‬ ‫هواك‬ ‫أدمنَ قلبي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومازا َل على طو ِل المدى‬

‫ماك عسى الغما ُم يرس ُل الودقَ‬ ‫رح َ‬ ‫ْ‬

‫مسر الديك ‪ /‬فرنسا‬

‫ب متي ٍّم ويروي الظما‬ ‫بقل ٍ‬ ‫قلبي العلي ُل ماعا َد يحتم ُل البينَ‬ ‫والقلب اكتوى‬ ‫الصبر‬ ‫نف َد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شهُ قهرا ً‬ ‫ليلي كنهاري أعي ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحزن‪ ،‬واالٔسى‬ ‫زادهُ‬ ‫ياحبيبا ً ز ْدني وصالً زدني عشقا ً‬ ‫هوتك وقلبي مااكتفى‬ ‫روحي‬ ‫َ‬ ‫الروحِ ُج ْد لي بغي ٍ‬ ‫ث‬ ‫رح َ‬ ‫ْ‬ ‫ماك يامنيةَ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الغيث همى‬ ‫فوادي كلّما‬ ‫ُ‬ ‫يزهر ٔ‬ ‫كفاك عندا ً‬ ‫أيا صبرا ً‬ ‫ويحك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٔي والنوى‬ ‫ماعدتُ أحتم ُل النا َ‬ ‫سواك‬ ‫ٔنساك ومالي‬ ‫َ‬ ‫كيف ا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫للقياك وماانتهى‬ ‫يخفق‬ ‫وقلبي‬ ‫َ‬

‫‪44‬‬

‫مالي سواك‬

‫نضيي الكونَ عشقا ً‬ ‫ا ْقتربْ‬ ‫ُٔ‬ ‫ندحرعتمةَالليل ونحيا األمال‬ ‫ُ‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫شوقي اليها‬ ‫سعداهلل الكبيسي‬ ‫شوقي إليك ال يثمن‬

‫قلبي إليك قد روع الشوق‬

‫ببم بلغا‬

‫والمشاعر ا‬

‫واني ارتميت بروحك فوجدت‬

‫وكتبت الحروف إليك ودونتك‬

‫قبال‬

‫األسطورا‬

‫اهوى العيون وصوتك كان‬

‫رنين صوتك بالصباح يغرد لي‬

‫عذبا‬

‫لحنا‬

‫وانت المالك بطيف يغريني‬

‫وبالمساء كروان يغرد لي‬

‫حلما‬

‫طربا‬

‫فالبدر يكمن كل شهرا‬

‫أشتاق والروح تعزف للك موالي‬

‫نوره‬

‫معاتبا‬

‫ونورك بالسماء زاد لقلبي‬

‫وعتابك زاد عن حده زمانه‬

‫وهجا‬

‫موقدا‬

‫عاتبتك والعتاب كان لي‬

‫يا حلما كنت لي قصة بلقيس‬

‫أمال‬

‫لنزار‬

‫وبلغت بحبك جنان الخلد‬

‫فأنت رسالة حب وصدق حبك‬

‫راقيا‬

‫وافيا ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫قبلة عرجاء‬ ‫إيلي جبور‪ /‬لبنان‬ ‫فتسعفه وتستر حلقا ً‬ ‫ُم ْق َم ِط ّرا ً‬

‫أن أحبس ز ّخات‬ ‫المطر‬

‫بقلوب زاحفة‬

‫في شتاء وحدتي‬

‫لتطعم فجر أشواقي‬

‫أفئدة تستجمع‬ ‫انعطافات الحشو‬

‫بل‪..‬‬

‫إحتدامات مستترة ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫تلف العنق‬ ‫ّ‬

‫لتغوص في عشق‬ ‫سنَ ٍد منتظر‬ ‫َ‬

‫وتقرع أجراس ولي ٍد‬

‫كطائر برغبة تحليق‬ ‫ٍ‬ ‫ملتهبة‬

‫إليك‬ ‫أتوق ِ‬ ‫تتعرق‬ ‫وسيقان القمر‬ ‫ّ‬ ‫على فروة رأسي‬ ‫المتأ ّهبة‬

‫على يد خلي ٍل تشتهيه‬ ‫أوقاتي‬ ‫نداءات في األفق‬ ‫سل فراشات‬ ‫تتو ّ‬ ‫أن تتلقّف مراسيل‬ ‫أضاعت أختامها‬ ‫لثغر‬ ‫أن تتنبّأ ٍ‬ ‫مصيره‬

‫زمن‬ ‫على سحابة‬ ‫ٍ‬ ‫ظمئ‬ ‫كحائجة رئة األثير‬ ‫للهواء‬ ‫وكاقتماء الشاة لل َحبّ‬ ‫صيام مكره‬ ‫بعد‬ ‫ٍ‬ ‫تح ٍد هو‪..‬‬

‫قبل إمتحان العفّة‬

‫‪46‬‬

‫هوايةٌ أست ْغيِب بها‬ ‫طفولتي‬ ‫ٌ‬ ‫وامتهان ال ب ّد منه‬ ‫لطيران يزقزقني‬ ‫ٍ‬ ‫بيْد ّ‬ ‫أن السفر طويل‬ ‫س ْهد ذليل‬ ‫وال ُ‬ ‫اختبارات النضج‬ ‫أطايبك‬ ‫على أطباق‬ ‫ِ‬ ‫الكون جميل ّإال‪..‬‬ ‫ثمار البحار وأنام‬ ‫اليابسة المستوحشة‬ ‫في أغشية ديجورةٍ‬ ‫ال تحتفل‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫ّإال بإسمي‬ ‫إدمان يتصاعد دخانا ً‬ ‫ٌ‬ ‫تحت قلب يمناي‬

‫أردِي على‬ ‫كم ٍفم ْ‬ ‫بالط الليل؟‬

‫لفلسفات قُبَ ٍل أن‬ ‫تجرف أوتنتي‬

‫وكم عمر قصفتني‬

‫واأليسر يعزف‬ ‫تشبّبا ً ربابة الشوق‬

‫بعد حفالت شواء‬ ‫تحت المطر‬

‫على صفحات ليلة‬ ‫ومئة‬ ‫وإن شاءت‪..‬‬

‫وتصبو ّ‬ ‫عزة‬ ‫الغوص في لهاث‬ ‫زهر ٍة‬

‫وفي ربطات عنق‬ ‫القوارير في العباب‬

‫فلتستر ّد شفاهك ذ ّمة‬ ‫براءتها منّي‬

‫ّ‬ ‫ولكن ها حكمة‬ ‫غباوتي تنس ّل من‬ ‫مضاجعها‬

‫دون رائحة وصالها‬

‫إنفجار يدوي في‬ ‫ٌ‬ ‫شعيرات قُلّتي‬

‫لتتهامس في لعابي‬

‫بعد روتين موتي‬ ‫عند صراخ‬ ‫الصباحات‬

‫ولتمدحني بشرف‬ ‫مرة‬ ‫اإلحتراق بعد ّ‬

‫وبعدما أن تستر ّد‬ ‫حبّتا الكرز المعلّقتين‬

‫بأن أتوق لفصول‬ ‫الوسادات‬

‫على تضاريس مرآة‬ ‫ظهرك‬ ‫ِ‬

‫ولعنب الجسد‬

‫إله انتظاري‬

‫ولطين خاصرتك‬ ‫الناعم‬

‫وتضرعات شفاهي‬ ‫ّ‬ ‫العرجاء‬

‫التي تجمعنا بوهم‬ ‫قربها‬

‫بعد وعد اإلعتزال‬ ‫قبل كل إثم‬

‫بمصير‬ ‫فأكتفي‬ ‫ٍ‬ ‫يتناوب وزفراته‬

‫كم بطل أصاب‬ ‫عشقك؟‬ ‫ِ‬

‫نعم سأتوق إلله‬ ‫البحر أن يتع ّ‬ ‫شقني‬

‫وبحافة وجه مبتورة‬

‫تقلقل قنوات صدئة‬ ‫تتقهقر‬ ‫ٌ‬ ‫غفوات أعلنت‬ ‫حربها على ال ُه ُدب‬ ‫و َع ِشقَ ْ‬ ‫فجر‬ ‫ت مناديل ٍ‬ ‫با ٍل‬ ‫ألن تقولي ل ِس ْيفَة‬ ‫العشرين قرن‬ ‫وواحد‬

‫‪47‬‬

‫حتى المساء‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫انشـــودة الطيـــن‬ ‫أمحد القيسي ‪ /‬العراق‬ ‫أفــدي جمـالـك يستبـي ُح مشاعــري‬ ‫ق‬ ‫لـو القـ َ ِ‬ ‫ــوام بساحــر االٔحـــدا ِ‬ ‫ُح َ‬ ‫ُ‬ ‫ٔحـرفي بُـر َء النـَّـدى‬ ‫يـا مـن‬ ‫يطـرز ا ُ‬ ‫ق‬ ‫ش َّ‬ ‫َـف ُ‬ ‫الــورو َد َحــوا ِل َم االٔورا ِ‬ ‫َض ْ‬ ‫ب الكـَــرى‬ ‫ّــل جناحـاتي با ٔهـْــدا ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫س ِكينَـتي و ِعنــاقي‬ ‫َورسـي و َ‬ ‫يــا ن َ‬ ‫ارتعـاش بـرا َءتي‬ ‫عمـري و‬ ‫يا نخــ َل ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫هـَــزَ َج‬ ‫ِّ‬ ‫الصغـار بغــابة الــد ُّّرا ِ‬ ‫ي نَج َمــــةً ل ّمــــاحةً‬ ‫لـ ُ ْ‬ ‫ـــح في سمــا ٔي َ‬ ‫تُــذكي َّ‬ ‫الظــال ُم ت َ َو َّهــ َج ا َٔ‬ ‫ق‬ ‫ال ْشــوا ِ‬ ‫ضلُـ ِع ْي‬ ‫و ا ْغــــدِق ِب ِح‬ ‫رمـان يضـ ُّج با َٔ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫طـــرا ً يَنِ ُّ‬ ‫َم َ‬ ‫ق‬ ‫ـم االٔعمــا ِ‬ ‫ـث َعوالـ ِ َ‬ ‫ــــرتي‬ ‫ــوف َم َج َّ‬ ‫انّـي َالَٔحلَــــ ُم ا ْٔن تَطـ ُ َ‬ ‫فيــــك تَدلّــهَ الع ّ‬ ‫ق‬ ‫و أبـُـــ ّل‬ ‫َ‬ ‫شــــا ِ‬ ‫ِف َء َيمـــا َم ٍة‬ ‫هيــك‬ ‫ٕا ْذ ت َ ْشت َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫الــــرو ُح ِد ْ‬ ‫ق‬ ‫ه ِ‬ ‫ــر ثُمـالَ ِة التِ ّ ْ‬ ‫َيمـاء ِس ْح َ‬ ‫ـريـــا ِ‬

‫‪48‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫َحـرفــا ً يُ َ‬ ‫ب ُر ٔوى ال َمــدى‬ ‫ط ّ ِو ُح بالقُلـو ِ‬ ‫ق‬ ‫ــم الثُّلــوجِ و را ِٔيــ َع ِ ٕ‬ ‫اال ْشـــرا ِ‬ ‫ُحلُ َ‬ ‫ــك في َكآبَ ِة َوحشَـتِي‬ ‫لَ ْو‬ ‫بــات َوج ُه َ‬ ‫َ‬ ‫لَتَبلَّجــت مــن ثلجهـــا آفـــاقي‬ ‫ْ‬ ‫قطـــب الجمــــا ِد نُخيلتــي‬ ‫ٔينعــت‬ ‫و ال‬ ‫َ‬ ‫تور ْ‬ ‫ق‬ ‫و َّ‬ ‫دت ِو ْســ َع الفضـا الغيــدا ِ‬ ‫سـالم ِ‬ ‫فا ْقـــرأْ‬ ‫ب القطـــا‬ ‫هللا يــا ِس ْ‬ ‫ـر َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫وادي ال َح‬ ‫نيـــن بِ َدمعـــةَ ال ُم ْشــتا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٔرض نُبْـــ َل فُراتـنــا‬ ‫كانت تلــــوذُ اال ُ‬ ‫الطيــر دجلَـــةَ ِخ ْشــيةَ ا ٕ ْ‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫المـال ِ‬ ‫ِمـن قَبْـ ِل ا ْٔن يَّطـَـا َٔ الت ُّ‬ ‫ــراب فُـــراتُها‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫كــاف ال ُح‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ــروف ِج ِبــلَّةَ الميثــا ِ‬ ‫ـر صالتـنا‬ ‫الو‬ ‫في قُ ْ‬ ‫جـدان سٍـ ْف ُ‬ ‫ــرنَ ِة ُ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫فَت َ َو َّ‬ ‫ض ٔيي بتَنَ ُّخــــ ِل االٔعـــــــــرا ِ‬ ‫عطــــر شهــاد ٍة‬ ‫ٔرض‬ ‫و تَيَ َّمـمي فـاال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫شَـــ ْد َو اليما َمـ ِة في‬ ‫حنــين نيـــا ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجــوزاء ُك ْحــ ُل ِمدادِهــا‬ ‫من بسمة‬ ‫ِ‬ ‫و قَبَضـتُ من أث َ ِـر ال ُ‬ ‫موس َمحاقي‬ ‫ش ِ‬ ‫ب ُهويَّـتي‬ ‫صـرتُ في لُ َجـجِ الضَّـبا ِ‬ ‫أب َ‬ ‫ــاي و طينــتي َك ِعــراقي‬ ‫بُ ْ‬ ‫ـــــر ًء اْنتِ َم َ‬ ‫ُ‬ ‫ــراق يا وطــنَ النهـار و طينـتي‬ ‫أَ ِع‬ ‫أ تَـــرى َت ُ‬ ‫شــ ُّم تُـرابَها أعمــاقي ؟‬

‫‪49‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫لن ختذلين‬ ‫وهي مسائي‬ ‫مظفر الواسطي ‪ /‬العراق‬ ‫بين غصة ألم خانقة‬

‫ال ُ‬ ‫يتقن غير لغة‬ ‫البكاء‬

‫شواطي‬ ‫لترميه فوق‬ ‫ٔ‬ ‫الوجع‬

‫وبين شهقة شوق من‬ ‫نار‬

‫أنا المسكون بالهيب ِة‬ ‫والوقار‬ ‫ِ‬

‫محاولتي للعوم‬ ‫بخشبة أم ٍل مكسور‬

‫تركتني ‪..‬رمادا ً‬

‫أفق ُد ‪..‬هيبتي !!!‬

‫تالشت؛‬

‫ٌ‬ ‫صمت ووج ٌع‬ ‫سني كمعطف ٍ‬ ‫‪..‬يلب ُ‬

‫غيابك يلتهمني‬ ‫وج ُع‬ ‫ِ‬ ‫كغاب ٍة متوحشة‬

‫أمام واقع الموت‬ ‫المحتوم‬

‫وغضب جعل‬ ‫ٌ‬ ‫حروفي جمرا ً‬

‫ع‬ ‫ليتركني أناز ُ‬ ‫وحيدا ً مع حسرتي‬

‫لكن‪ ،‬مازال قلبي‬ ‫يخفق بشدة‬

‫تتناثر فوق وجوه‬ ‫ُ‬ ‫الورق الغريبة‬

‫ي تترقبُ ِك لحظةً‬ ‫عينا َّ‬ ‫للخالص‬

‫ُ‬ ‫ٔراهن على ي ٍد‬ ‫ا‬ ‫ستمت ُد لي‬

‫ا ُ‬ ‫عنك‪..‬‬ ‫ٔبحث‬ ‫ِ‬

‫بحار قد كسرت‬ ‫ٌ‬ ‫الريح أشرعته‬

‫من سماء الرحم ِة‬ ‫والحب‬

‫ها أنا‪....‬‬

‫كطف ٍل تا ٔي ٍه‬

‫‪50‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫تنتشلني من موتي‬ ‫هذا‬ ‫ما زلتُ أرنو‬ ‫خبز وشربة‬ ‫ِ‬ ‫لرغيف ٍ‬ ‫ماء‬

‫وستا ٔتي‪...‬‬

‫وقد أهدت لي الخلود‬

‫ال بد أن تا ٔتي‪..‬‬

‫بحضورك‬ ‫أمطريني‬ ‫ِ‬ ‫ياعشتار‬

‫كنسا ٔيم صباحٍ ممطر‬ ‫كشهق ِة ربيعٍ بارد‬ ‫أيها الغياب‬

‫الغياب‬ ‫أيها‬ ‫ُ‬ ‫المتوحش‬

‫لن تخذلني حبيبتي‬

‫ٔجعلك تتشفى‬ ‫لن ا‬ ‫َ‬ ‫بوجعي وحسراتي‬

‫أمام شماتتك المقيتة‬ ‫فعشتار بارعةٌ في‬ ‫قتال الحزن والفراق‬

‫فا ٔنا وبين أذرع‬ ‫الموت هذا‬

‫هي سيدة الوصال‬

‫أترقبُها بك ِل شوق‬

‫كيف تخذلني !!!!‬

‫‪51‬‬

‫فعبراتي تخنُقني‬ ‫صعب ان‬ ‫والرج ُل‬ ‫ٌ‬ ‫يبكي‬ ‫تعالي والتهميني‬ ‫دفعةً واحدة‬ ‫فا ٔنا ال زلتُ أراهن‬ ‫ق أخير‬ ‫على عنا ٍ‬ ‫للشمس نصابها‬ ‫يعي ُد‬ ‫ِ‬ ‫من جديد‪....‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫اشواق‬ ‫سالم الكريزي ‪ /‬العراق‬ ‫ٌ‬ ‫رايات ‪....‬‬

‫قد بانت نواياكم‬

‫يغلفهن الفكر‬

‫الشهوانية ‪....‬‬

‫المقضبن بالشرعنة‬

‫واتضحت معالم‬ ‫دولتكم‬

‫افتضضن بكارة‬

‫ذاتُ االنياب‬ ‫المنتصبة‬

‫عشر ربيعا ً‬

‫يا اصحاب اللحى‬ ‫العفنة‬

‫السوداء ‪.....‬‬ ‫حلم ذي اربعة‬ ‫ٍ‬ ‫حين ساد الظال ُم‬

‫واالفواه النتنة ‪....‬‬

‫فاضت الحناجر‬

‫ستطاردكم اللعنة‬

‫المهتري‬ ‫بالصراخ‬ ‫ٔ‬ ‫كم شروقا ً ؟‬

‫الى ما وراء التاريخ‬

‫ق‬ ‫ٕالشوا ٍ‬

‫في دولتكم الحمراء‬ ‫‪...‬‬

‫نجلب حتى تتنفس‬

‫كم شجرةٍ انتزعت‬

‫الضوء الجبلي‬

‫قال ٔيدها المكسوة‬

‫بعدما سالت براءتها‬

‫باصوات البالبل‬ ‫الحزينة ؟‬

‫فوق رايات خالفتكم‬

‫‪52‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫حتى صارت سوطا ً‬ ‫لجلد الجمال‬

‫ب يعلو‬ ‫ال صوت ح ٍ‬

‫كم حبيبا ً ‪.....‬‬

‫في مآذن ضما ٔيركم‬

‫اغلق نوافذه التي‬

‫وال شطآن تقبل اقدام‬

‫ال تصلحوا للعيش‬

‫كانت تزهر بضياء‬

‫العاشقين ‪....‬‬

‫في زمان الموسيقى‬

‫الفوانيس العتيقة ؟‬

‫يجب نفيكم الى‬ ‫ماقبل‬

‫والحب‬

‫ب التف‬ ‫كم غرو ٍ‬ ‫على اعناق‬ ‫َّ‬ ‫نزفن‬ ‫االمهات حتى‬ ‫شوقا‬ ‫ّْ‬ ‫والدهن ‪....‬‬ ‫ٕال‬

‫الرمال المملوء‬ ‫ببراز‬ ‫نُوقكم ‪.....‬‬

‫افترشوا لحاكم‬ ‫المقملة‬ ‫لعلكم تجدون ارضا ً‬ ‫تا ٔويكم‬ ‫انتم ال تمثلون‬ ‫الضوء‬ ‫االلهي ابدا ً ‪ .....‬ابدا‬ ‫فتبا ً لكم بعدد‬ ‫دموع العاشقين‬

‫‪53‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫د كربيايئك‬ ‫ارت ِ‬ ‫يا ثورتي‪..‬‬ ‫يا نصرتي‪..‬‬ ‫يا عزتي‪..‬‬

‫قمرعبد الرمحن‬

‫وال تقدّم لهم‬ ‫التّبرير‪..‬‬

‫وازرع ال ّ‬ ‫شباب في‬ ‫ك ّل شيء‬

‫ّ‬ ‫بالظلم‬ ‫فهم من بدأوا‬ ‫الكبير‬

‫كي تروي ألف قص ٍة‬ ‫في ليالي النّصر‬ ‫وحدّق في اللّون‬ ‫القرمزي‬

‫الموت حياة في وجه‬ ‫ّ‬ ‫الطغاة‬

‫هي رو ُحك العنيدة‪..‬‬

‫هذا الوهج لن ينتهي‬ ‫مهما حضر وغاب‬

‫هي رو ُحك‬ ‫ال ّ‬ ‫شهيدة‪..‬‬

‫وهج النّصر يفتح لنا‬ ‫ألف باب وباب‬

‫دعها‪ ..‬دعها‪ ..‬تتقدّم‬ ‫وسلّم لها مفاتيح‬ ‫النّفس كي ال تندم‬

‫ٔفكارك‬ ‫لو كفّنوا ا َ‬ ‫الكفن‬ ‫اجعل من‬ ‫ِ‬ ‫مهد ُْك‬ ‫جرا ُحك تعاد ُل قيمة‬ ‫ٔفكارك‬ ‫ا ِ‬ ‫وحين تلقيها عليهم‪..‬‬ ‫صوت ثور ِت ْك‬ ‫تسم ُع‬ ‫َ‬ ‫إن جرحوك‬ ‫بلسانهم‪ ..‬اجرحهم‬ ‫بعينهم‬ ‫وإن قتلوك بمكرهم‪..‬‬ ‫اقتلهم بقلبهم‬

‫فساعة النّصر رجاء‬ ‫وطعم الكرامة إباء‬ ‫يا ثورتي‪..‬‬ ‫يا نصرتي‪..‬‬ ‫يا عزتي‪..‬‬ ‫الموت حياة في وجه‬ ‫ّ‬ ‫الطغاة‬ ‫حين يغيب عنك‬ ‫الربيع‬ ‫ّ‬ ‫ارت ِد كبرياءك‪ ..‬فهو‬ ‫البهاء المكتمل‬

‫‪54‬‬

‫جلنار العلم‪..‬‬ ‫جوري القلب‪..‬‬ ‫دحنون الدّم‪..‬‬ ‫وورد الحبّ ‪..‬‬ ‫وأيقن ا ّٔن رعاية‬ ‫االٔزهار هو الذي‬ ‫تحتاجه‬ ‫لتستمر شام ًخا بين‬ ‫االٔمم‬ ‫صمود‪..‬‬ ‫اسقهم ال ّ‬ ‫اسقهم االٔمل‪..‬‬ ‫النصرالبديع‬ ‫يُهدونك‬ ‫َ‬ ‫ث ّم ارت ِد كبريا َءك‪..‬‬ ‫فهو البهاء المكتمل ‪.‬‬


‫قصة قصرية‬

‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫يوم تكلمت‬ ‫مع الباشا‬ ‫لوصيف تركية ‪ /‬اجلزائر‬

‫أجلب كل مساء الشموع الملونة لزقاق مظلم ‪،‬تأنينى الشمطاء العرجاء على‬ ‫عجل تدفع لى وتأخذ ماجلبت تدفع لى بسخاء ‪،‬هذا كثير ‪ ..‬الغوانى يردنك‬ ‫أنت ويدفعن لك النك تطبق فمك‪ ..‬أطبقت فمى عن الثرثرة ألن الزقاق الذى‬ ‫يتأفف منه الجميع أجلب منه لقمتى ‪ ..‬ومانفعى بالثرثرة وقد عرضت‬ ‫بضاعتى على الرصيف وداستها أرجل الشرطة ‪،‬سابقى فمى مطبقا واردت‬ ‫تنويعا فى مبيعاتى ولكن الشمطاء بدت لى أكثر فطنة وطلبت الشموع ‪..‬‬ ‫كانت زوجتى تثرثر كلما استلقيت وأنا اتابع نشرة األخبار ‪،‬ال أرد عليها‬ ‫وكان سؤالها ال يتغير ‪ ..‬ماذا تبيع يارجل ؟!‬ ‫أبقيت فمى مطبقا حتى أفتحه متى حضر الطعام ‪ ..‬مررت على الشباب‬ ‫وتهكموا علي ‪،‬أنا ال ارتاد زقاق الرومنسية ولكن ‪..‬لم اكمل كالمى وأطبقت‬ ‫فمى مخافة ضياع تجارة الشموع ‪ ..‬أتصور مايحدث كل ليلة فى ذلك الزقاق‬ ‫المظلم الذى انعدم لعمود الكهرباء عند مقتل أنيسة على يد ابنها ‪،‬بقى الزقاق‬ ‫يعيش الظالم وكل انواع الرذيلة ولكن مايفعل ذلك المسؤول هنا؟!‪..‬‬ ‫شاهدنى‪ ،‬وحذرنى‪ ،‬من الثرثرة وأطبقت فمى ‪ ..‬أنا بائع الشموع وهذا ميقاتى‬ ‫الذى أدخل فيه الزقاق ‪ ..‬اجلبوه‪..‬‬

‫‪55‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫كما من رمى كيس زبالة ‪،‬وجدتنى داخل سيارة المسؤول وباشر التحقيق‬ ‫معى ‪ ..‬ماهى مهمتك عدا بيع الشموع‬ ‫هل أنت تتجسس على سوالف !!‬ ‫هل تعمل لصالح الباشا‬ ‫ياسيدى أنا بائع الشموع والوعالقة لى بهذا كله ‪..‬‬ ‫أدمى فمى وكسر آخر سن لى ‪..‬‬ ‫ورمانى خارجا‪..‬‬ ‫الشمطاء تأمرنى بمغادرة المكان وبعدم العودة وانا الذى اطبق فمه ‪.‬فهمت‬ ‫ان الشمطاء من تتجسس لصالح الباشا ولكن علي ان أتكلم واآلن ‪ ..‬صحت‬ ‫فى الزقاق أريد الحديث للباشا‪..‬بحوزتى الكثير من المعلومات ‪..‬‬ ‫مثلت امام يديه‪..‬‬ ‫يا سيدى انا ابيع الشموع فى هذا الزقاق حتى تنعم انت وامثالك بالرومنسية‬ ‫‪،‬اختار الشموع الحمراء الفرنسية ولكن لم اقترب يوما من مدخل البناية‬ ‫المهترئة واريد المساعدة احرس لكم غوانيكم وتدفعون لى بدل الشمطاء‪..‬‬ ‫تقصد العجوز ميمونة صاحبة النزل‬ ‫هل كان نزل ؟‬ ‫هل ميمونة هى من اخبرت ابن نفيسة عن مكان أمه حتى قتلها بطعنة سكين‬ ‫تسمر الباشا بمكانه وسوالف ‪،‬قد تكون فى خطر ‪..‬‬ ‫احرس سوالف واخبرنى بكل شاردة وواردة ‪..‬‬ ‫يوم تكلمت مع الباشا ‪،‬صرت ال أطبق فمى وانقل له كل معلومة ‪،‬صار لى‬ ‫هاتف وبدلة وسيارة تقلنى الى بيتى ‪..‬‬

‫‪56‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫العزيز‬ ‫رعد اإلمارة ‪ /‬العراق‬ ‫ْ‬ ‫انسابت األفعى النحيلة الُمرقّطة‬ ‫كنا نخوض في مياه الجدول الطويل حين‬ ‫س ْ‬ ‫كنت حركته‪ ،‬أما أنا فكدتُ أبلّ ُل نفسي من الذعر‬ ‫! َتس ّم َر أبي في مكانه و َ‬ ‫تحت َجسد األفعى‬ ‫والخوف الذي اكتسى مالمحي! وض َع أبي كلتا يديه‬ ‫َ‬ ‫المنساب برشاقة على صفحة المياه‪ ،‬رفعها بخفة وأزاحها بعيدا ً عن‬ ‫ْ‬ ‫إنتصبت قصباتها بكبرياء‪ .‬واصل أبي عمله‬ ‫مكان ِشباك الصيد‪ ،‬والتي‬ ‫ْ‬ ‫بصمت أما أنا فأخذ رأسي يتحرك مثل بندول الساعة‪ ،‬رحتُ أتلفّت يمينا‬ ‫وشماالً‪ ،‬لقد أدهشني مافعله أبي ذو العينين الزرقاوين‪ ،‬وادهشني أيضا ً‬ ‫سرعة اختفاء أفعى الماء المرقطة النحيلة‪ ،‬لكن أكثر ما أصابني بالحيرة هو‬ ‫ْ‬ ‫أقدامي ال ُمس َّمرة في وحل الجدول والتي ْ‬ ‫َهتف أبي بعد‬ ‫تتحرك‪،‬‬ ‫أبت أن‬ ‫َ‬ ‫لحظات بضرورة الخروج من المياه‪ ،‬ومنح السمك فرصة الدخول في فخ‬ ‫يقف على حافة الجدول‪ ،‬رحتُ أحد ُّق في قدميه المغروزتين في‬ ‫الشبكة‪ ،‬كانَ ْ‬ ‫كر َر نداءه ‪:‬‬ ‫الطين وأنا ارمش‪ّ ،‬‬ ‫لماذا تقف عندك؟ إخرج بسرعة‪ .‬أنتبه لحالتي‪َ ،‬عق َد مابينَ حاجبيه‪ ،‬م َّد يده‬‫جلس‬ ‫يقطر ماء‪.‬‬ ‫ذات العروق البارزة‪ ،‬أخذنا نح ّد ُق ببعضنا‪ ،‬كانَ سروالي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أبي وأخر َج من كيس الجوخ بعض حبا ٍ‬ ‫ت من التمر ورغيف خبز بيتي كبير‪،‬‬ ‫احمر وجهه‪ ،‬كنت أرتجف‪،‬‬ ‫عاودته نوبة الربو‪ ،‬ظ َّل يسعل للحظات حتى‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ثمة هواء بارد أخذ يَهبُّ اآلن‪ ،‬وجدته يحد ُّق في سروالي الذي ّ‬ ‫غطاهُ الوحل‬ ‫َدس قطعة كبيرة من الخبز في فمه وأخذ يلوكها‪ ،‬راح َيجول‬ ‫‪ ،‬نهض بعد أن َّ‬ ‫ويبحث بنشاط خالل العشب‪ ،‬جمع كمية البأس بها من األعواد الجافة‪َ ،‬ج ّرني‬ ‫من يدي دون أن ينبس بحرف ثم أضرم النار في األعواد الجافة‪ .‬كان الدفء‬ ‫نهض بعد أن‬ ‫قد شاع في أجسادنا‪ ،‬قضى أبي معظم الوقت في تأمل الشبكة‪،‬‬ ‫َ‬

‫‪57‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫التفت‬ ‫سعل مرتين وراح يخوض في الماء‪ ،‬حاولت الهبوط خلفه‪ ،‬لكنه‬ ‫َ‬ ‫بسرعة وأشار لي بالبقاء قرب النار المتوهجة! َقرفصتُ في مكاني وأنا‬ ‫ت‪ ،‬قد تكون األفعى في أي مكان! أخ َذ أبي يجس الشبكة التي بَ ْ‬ ‫أتلفّ ْ‬ ‫دت ثقيلة‬ ‫سمعتهُ ُيتمتم مع نفسه ويضحك بسرور‪ ،‬ثمة سمك كثير‪،‬‬ ‫بيديه الماهرتين‪َ ،‬‬ ‫لم يسمح لي بالنهوض‪ ،‬را َح يجم ُع السمك بنفسه ثم قام بدّس ِه في كيس رمادي‬ ‫طويل‪ ،‬أخذ بعدها يُ ّ‬ ‫نظف الشبكة مما علق بها من أعشاب واوساخ ثم لفها‬ ‫بعناية‪ ،‬ربط القصبتين مع بعضهما بحبل قصير ثم ثبتهما بقوة إلى جرف‬ ‫ْ‬ ‫َجمدت نظرته في وجهي‬ ‫الجدول‪َ ،‬شم َل المكان بنظرة متفحصة أخيرة ثم‬ ‫وأشار بحاجبه لي‪ .‬كان يسير أمامي بسرعة‪ ،‬لم أعد أتلّفتُ يمنة ويسرة! كنت‬ ‫َقدمي أبي الحافيتين المشققتين‪ .‬قبل أن نطرق الباب‪،‬‬ ‫فقط اُالحق بنظري‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫تبحث عني بنظراتها القلقة‪ ،‬لَ ْ‬ ‫معت‬ ‫كانت أمي قد فتحته على سعته‪ ،‬راحت‬ ‫عيناها وهي تواصل التحديق في سروالي الطيني اللون! قَبلّ ْ‬ ‫ت أختي يد أبي‬ ‫أسر ْ‬ ‫عت شقيقتي األخرى بحمل األغراض عنه‪ ،‬كان الماء الساخن في‬ ‫فيما َ‬ ‫وتوس َ‬ ‫ط أمي‬ ‫انتظار أبي كالعادة‪ ،‬لم يطل اغتساله كثيرا ً ‪،‬لكنه حين خرج َ‬ ‫والبنات راح يمزح معهن‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫_ نحن جائعان‪ .‬هكذا همس ألمي وهو ينظر لي‪،‬ثم تمتم بصوت حنون‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫_ دعيه يستحم أوالً‪َ .‬د ْ‬ ‫تعبث بخصالت شعري‪ ،‬كنت‬ ‫راحت‬ ‫نت أمي مني‪،‬‬ ‫ما أزال ارتجف‪ ،‬قالت ‪:‬‬ ‫أنت متعب‪ ،‬مريض حبيبي؟ ‪ .‬أشار لها أبي بيده ‪:‬‬ ‫هل َ‬‫اتركيه‪ ،‬أنه فقط مستبرد!‪ .‬أخ َذ أبي يضحك فجأة‪ ،‬وهو يقّل ُد حركة األفعى‬‫أخذت أمي وشقيقتاي يتابدلنَ النظر فيما بينهن وقد َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫علت الدهشة‬ ‫بيده‪ ،‬فيما‬ ‫محياهن!‪( .‬تمت)‬

‫‪58‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫احلق‬ ‫بيشوي كمال ‪ /‬مصر‬ ‫الحق ‪ ..‬الحق دا ٔيما ً مزعج الحق دا ٔيما ً مقلق لمن يحبون الباطل‪ ،‬الحق في‬ ‫هذا العالم ثقيل اكثر الناس ال يقبلونه‪ ،‬لذلك الحق في هذا الدهر دا ٔيما ً‬ ‫مضطهد‪.‬‬ ‫الخراف تنحر كل يوم‬ ‫الذ ٔياب تفتك باالخراف‪ ،‬ومع ذلك الزالت هناك خراف‪.‬‬ ‫كرامة االنسان في قول الحق‬ ‫من ال يستكرم باالحق تكون الكرامه التي يسعى اليها خزيا ً له امام ربه وامام‬ ‫الناس إذا ماتبقى في نفوسهم مكان للحق‪.‬‬ ‫فقط من ال يسكت عن الحق واليساوم تسكن فيه نعمة هللا وتزيده نعمه فوق‬ ‫نعمه‪.‬‬ ‫هذا التقوى عليه ابواب الجحيم هذا يبث الحق ولو مات شاهدا ً للحق‪ .‬شهادته‬ ‫ال تموت تقلق وجدان الناس تزلزل االرض مهما سعى المفسدون الى افساد‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫ولو ساير الناس الظالم خوفا ً منه فان قلوبهم الى المظلومين من اجل الحق‬ ‫هوالء يسيدونهم على انفسهم اذا لم يوجدوا معاندين في االثم‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫لذلك سيادة الحق غير منظوره باقيه الى قيام الساعه رغم كل الباطل‪..‬‬

‫‪59‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫بيت جدي‬ ‫بلقيس خريي شاكر الربزجني ‪ /‬العراق‬ ‫تنهيدات متتالية انهُ أنين الروح‪ ،‬شعور ُمع ِبّر عن آهاتي خلف ستارة‬ ‫ذاكرتي‪،‬‬ ‫الزال عالق هناك نفس عبق تلك الرا ٔيحة البهية منذ كان عمري أحد عشر‬ ‫عاما ً حيث كانت آخر زيارةٍ لي إلى بيت العا ٔيلة الكبير (بيت جدي) هناك‬ ‫حيث لم تنجبني أمي‪ ،‬ولدتُ في مدينة أُخرى‪ ،‬وقضيتُ ريعان طفولتي بعيدا ً‬ ‫عن ذلك القصر العتيق حيث يعيش فيه أعمامي وأوالدهم‪ ،‬لذلك أصب َح ْ‬ ‫ت‬ ‫مسقط‬ ‫عالقتي بهم سطحيةً لقد نشا ٔتُ وترعرتُ في مدين ٍة أُخرى بعيدة ً عن‬ ‫ِ‬ ‫رأس أبي واعمامي‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫زيارات كثيرة ٌ هناك الى إن تباعدت تلك الزيارات ثم‬ ‫كانت لي‬ ‫في طفولتي‬ ‫انقطعت أو أصبحت قليلةً جدا‪...‬‬ ‫وا ٓ‬ ‫ث تتصور أمامي‬ ‫الن أنا امام باب بيت جدي تض ُّج ذاكرتي بتلك االحدا ِ‬ ‫كا ٔنها حدثت للت ّ ِو‪ ،‬منازل أعمامي احدهما مجاور ل ٓ‬ ‫الخر من اليمين ومن‬ ‫اليسار واالٔمام ومن الخلف هكذا بترتيب معين‪ ،‬وال أتذكر شي ٔيا سوى ذلك‬ ‫الجيش الوافد الذي اليُع ُّد واليُحصى من أوالد عمومتي يتشاجرون ويلعبون‬ ‫دون كل ٍل أو ملل كا ٔنني دخلتُ لتلك المنازل وأقتطعتُ جزءا ً من صورتها‬ ‫ْ‬ ‫مضت ولن‬ ‫ٔيام‬ ‫لكي تبقى محفوظةً بذاكرتي عندما يهبُّ نسيمها تذكرني با ٍ‬ ‫تعود‪...‬‬ ‫عند ذهابي للقرية شاهدتُ بيوتا ً مجاورة ً لبيت جدي كا ٔنني في صغري قد‬ ‫تفسيرهُ‪ ،‬أهو ٌ‬ ‫لحن ما ٔلوف؟ أم‬ ‫ي لكن ال أعرف‬ ‫َ‬ ‫زرتها‪ ،‬في خيالي شي ٌء خف ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ي الُٔغني ٍة قديم ٍة ال أحد يتذكر لحنها؟‬ ‫صوت شج ُّ‬

‫‪60‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫دا ٔيما يراودني ذلك الشعور لكنَّهُ يبدو حقيقةً‪،‬اليوم أتيتُ إليك أيها المنزل حتما‬ ‫ستعرفني‪،‬‬ ‫انا أبنتك المفقودة في كبري زياراتي قليلةً اليك لكن يراود ذاكرتي البا ٔيسة‬ ‫خناقا ٍ‬ ‫ت وأفكارا ً متشعبةً ومزدحمةً كثيرةً‪ ،‬في أحد االٔيام وأنا في عمر الثالثة‬ ‫والعشرين‪ ،‬حدث أن زرتهُ مرة ً حيث وقفتُ هناك إمام باب القصر العتيق‪،‬‬ ‫ولكن ياللهول الصدمة! هل حقا ما أرى؟‬ ‫ْ‬ ‫البوس والخراب‪،‬‬ ‫وبسرعة‬ ‫تالشت الصور القديمة الجميلة الٔشاهد منظر ٔ‬ ‫صدمتُ بمنظر القصر القديم الذي اصبحت ُجدرانُهُ باليةً‬ ‫ُ‬ ‫واسوارك؟‬ ‫أيها القصر القديم َمن ه َد َم ُجدرانَك‬ ‫َ‬ ‫يابيت جدي أين ضاع مفتاحك؟‬ ‫َمن ق َ‬ ‫ٔشجارك وتع َّد على شجرة البرتقال؟‬ ‫ط َع ا‬ ‫َ‬ ‫لماذا تآكلَ ْ‬ ‫ت بيبانك؟‬ ‫أين را ٔيحتُك الفخمة وعبقك العطر؟‬ ‫لماذا تجثو القطيعة والغربة على جدرانك؟‬ ‫كا ٔن أبوابك تبكي على ترفها السابق‪ ،‬يابيت جدي هل ماتت االٔفراح؟‬ ‫ْ‬ ‫اقترفت أيدينا ياحسرتاه! كلمة ندم التعيد شيء‬ ‫ربما‪...‬كل الذي حدث مما‬ ‫لوضعه المعهود‬ ‫أغلقنا أبواب المحبة وعلى الغربة نشا ٔت حياتنا‪،‬‬ ‫أصبح اعمامي مجرد جيران تفصلهم ابواب وجدران في هذا البيت هناك‬ ‫كركبة من خيوط العناكب الكثيرة والطالسم الشعوذة التي دفنت من قبل‬ ‫العواذل لهدم هذا البيت‪ ،‬لم يبقَ ال طع ٌم وال لون لهي ٔيت ِه الفخم ِة واختفى سحر‬ ‫صدرت من أح ٍد‬ ‫جماله القديم‪ ،‬ربما ماحدث لك كان بسبب خطي ٔية‬ ‫ٔ‬ ‫او من القا ٔيم با ٔمر دار بقية اعمامي‪ ،‬لماذا نقص عدد االٔفراد داخل المنزل؟‬ ‫روس‬ ‫أين موا ٔيدك الكبيرة العامرة با ٔلذ واطيب أصناف الطعام ويتصدرها ٔ‬ ‫الخرفان المشوية التي كانت تنحر لضيوف الدار الكبير؟‬

‫‪61‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫كان لبيت جدي والزال اسم كبير في تلك القرية التي لم أنشا ٔ بها الن جدي‬ ‫كان مختار القرية لمدة خمس وعشرين سنة وشيخ عشيرة بنفس الوقت!‬ ‫حفظك هللا ياجدي ياقطعة من قلبي وأنا في حديث الذات مع نفسي تقاطعني‬ ‫جدتي بصوتها المتعب ادخلي للمنزل! أحسستُ بغص ٍة كبير ٍة لم تع ْد االٔمور‬ ‫كما كانت سابقا لقد تغيرنا وتغير كل شيء ذهب مع من ذهبوا ورحل من‬ ‫رحلوا! ياترى هل لنا موعد؟‬ ‫هل لنا لقاء؟ هل سيعود سكان هذا المنزل له؟ أم أنه سيضيع في ذاكرة‬ ‫النسيان وينمحي ذكره؟‬ ‫أم سيخلد ذكره كما في االٔساطير مع من خلدوا؟‬ ‫هل سيعود لك مالك وجاهك؟‬ ‫(( أم سيادة تا ٔبى با ٔن تذهب لغير حامليها ))‬ ‫انها التليق إال با ٔهلها‪...‬‬ ‫سنغدو وننتظر مايخبا ٔ الزمان ربما يكون أفضل الني أشعر با ٔن مايحدث‬ ‫معي ليس محض صدفة بل تمهيد لحياة جديدة وشيء منتظر منذ االٔزل‬ ‫وسا ٔكون هناك يوما ما في قلب موطني الصغير وسينير المنزل بعودة سكانه‬ ‫وبقية أفراده له ويحل النور ويزهق الباطل‪،‬‬ ‫مومنة بالقدر‪...‬‬ ‫اني ٔ‬ ‫كن بانتظاري أيها المنزل العتيق‪.‬‬

‫‪62‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫عامل املرأة‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫رشا الراوي‬ ‫تصبح المعاناة جميلة‬ ‫عندما يقابل شخص ما‬ ‫المصائب الكبيرة بكل‬ ‫صدر رحب وابتسامة‬ ‫ليس من خالل قسوة‬ ‫المشاعر ولكن من خالل‬ ‫العقل النير المتفتح‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫أزياء‬

‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫‪64‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫‪65‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫مرسم اجمللة‬

‫هل انتبهوا اليه ؟‬

‫هل سيدعونه يدخل؟‬ ‫اعداد ‪ :‬حسني محه علي‬

‫"عند باب المدرسة (‪ ")1897‬لوحة عاطفية تجذب االنتباه للرسام الروسي‬ ‫نيكوالي باگدانوڤ‪-‬بيلسكي (‪.)1945-1868‬‬ ‫تتكون هذه اللوحة من صبي بمالبس رثة واقف عند باب احد الصفوف و‬ ‫هو ينظر الى داخله حيث يوجد العديد من الصبيان بعمره مركزين على‬ ‫كتابهم المدرسي ‪ .‬ال يبدو ان احدا ً منهم انتبه اليه و هو واقف عند الباب ‪،‬‬ ‫ولكن اذا ما امعنا النظر جيدًا نرى ان احدهم يختلس النظر تجاهه‪.‬‬ ‫السؤال االهم هنا هو هل ان هذا الصبي ينظر بتوق إلى هؤالء الصبيان أمالً‬ ‫انه بامكانه يوما ما سيكون احد تالميذ المدرسة ايضا ً ؟ام انه هنا هو متردد‬ ‫و يخشى الدخول الى غرفة الصف ؟ او قد يكون ان هذا اول يوم له و ال‬ ‫يعرف انه هل ينتمي الى هذا المكان ام ال ؟‬ ‫لإلحابة على هذه االسئلة علينا ان نلقي نظرة على فترة صبا هذا الرسام‬ ‫نفسه ‪ ،‬سنجد انه من المحتمل ان هذه اللوحة ما هي اال انعكاس لوضعه‬ ‫عندما كان صبيا ً ‪ .‬لقد كان هذا الرسام ابنا غير شرعي لفالح فقير الحال و‬ ‫ربما يوما ما قد وقف نفس وقفة هذا الصبي الذي نراه في هذه اللوحة‪.‬و نحن‬ ‫غير متأكدين في ما اذا كان االخرون قد سمحوا له بالدخول الى المدرسة‬ ‫آنذاك ‪ .‬لحسن الحظ انهم فعلوا ذلك و تم تمييز موهبته الفنية التي كان يمتلكها‬ ‫هناك و تمكن فيما بعد من االنتقال من مدرسة القرية الى األكاديمية‬ ‫االمبراطورية للفنون و التي كانت بداية لحياة مهنية ناجحة ‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫‪67‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫‪68‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫الكاظمية ‪ ،‬وهي أحد مناطق بغداد العريقة في جانب الكرخ‪ ،‬سميت بهذا‬ ‫االسم نسبة لوجود مرقد اإلمام موسى الكاظم ‪ ،‬وتحتوي على بعض عوائل‬ ‫الطبقة الراقية االرستقراطية حيث اشتغل بعض أهلها بصياغة وبيع الذهب‬ ‫وتحتوي على أشهر سوق للذهب في العراق حيت تعج بالمتبضعين وخاصة‬ ‫العرسان لشراء الذهب منها والمسمى بالنيشان لدى العراقيين‪ ،‬وتحتوي على‬ ‫شارع المحيط الراقي الذي سكنه نواب برلمان العهد الملكي‪ ،‬وهي من‬ ‫المناطق المقدسة لدى المسلمين ومن أشهر عوائلها بيت االستربادي حيث‬ ‫كانت هذه العائلة تربطها أواصر صداقة مع نوري السعيد رئيس الوزراء‬ ‫العراقي الراحل في العهد الملكي وعند هروبه التجأ إليها في انقالب حركة‬ ‫‪ 14‬تموز ‪1958‬م‪ .‬وكذلك وبيت الجمالي ومنهم رئيس الوزراء محمد فاضل‬ ‫الجمالي في عهد الملك فيصل الثاني‪ ،.‬وفي القرن التاسع عشر حتى‬ ‫الكاظ َميْن‪.‬‬ ‫أربعينيات القرن العشرين‪ ،‬كانت المنطقة تُس ّمى‬ ‫ِ‬ ‫الموقع‬ ‫تقع شمال العاصمة بغداد وعلى بعد ‪ 5‬كم في الجانب الغربي منها‪ ،‬وعلى‬ ‫الضفة الغربية لنهر دجلة بجانب الكرخ‪ .‬ويحدها من جهة الشرق نهر دجلة‪،‬‬ ‫ومن الغرب أراضي الغرابية‪ ،‬ومن الشمال أراضي التاجي‪ ،‬ومن الجنوب‬ ‫أراضي العكيدات‪ ،‬وترتبط بجانب األعظمية بجسر حديث يعرف بجسر‬ ‫االئمة‪ ،‬وترتبط من جهة الجنوب في منطقة الشالجية بجسر ‪ 14‬رمضان‬ ‫بجانب الرصافة‪ .‬وكانت تربطها بالعاصمة بغداد بخط سكة حديد حتى عام‬ ‫‪1946‬م‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫الديمغرافيا السكانية‬ ‫يبلغ عدد سكان مدينة الكاظمية حسب إحصاء وزارة التخطيط لعام ‪2014‬‬ ‫حوالي ‪ 1,500,000‬نسمة‪ ،‬والغالبية من سكانها هم من المسلمون العرب‬ ‫الشيعة مع وجود بعض البيوتات الفارسية التي تسكن المدينة منذ مئات‬ ‫السنين‪.‬‬ ‫التأسيس‬ ‫بنى أبو جعفر المنصور مدينة بغداد عام (‪ 145‬هـ)‪ ،‬وجعل موضع الكاظمية‬ ‫مقبرة خاصة سماها (مقبرة قريش الكبرى)‪ ،‬ولما توفي ابنه جعفر األكبر‬ ‫سنة (‪ 150‬هـ) كان أول َمن ُدفِنَ فيها‪ ،‬ولما توفي اإلمام اإلمام موسى الكاظم‬ ‫سنة (‪ 183‬هـ) ُد ِفنَ فيها‪ ،‬حيث سميت المدينة باسم الكاظمية تيمنا السم اإلمام‬ ‫الكاظم‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫المراقد‬ ‫تحتوي الكاظمية على مرقد اإلمام موسى الكاظم ومرقد حفيده اإلمام محمد‬ ‫الجواد‪ ،‬حيث يقع المرقدان في الروضة الكاظمية‪ ،‬وقد دفن في مقبرة قريش‬ ‫الست زبيدة بنت المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد وكذلك دفن أبنها‬ ‫أبو عبد هللا محمد األمين ‪ ،‬وقد دفن فيها القاضي أبو يوسف (قاضي القضاة‬ ‫في زمن الخليفة هارون الرشيد‪ ،‬وممن دفن فيها اإلمام أحمد بن حنبل والشيخ‬ ‫المفيد ‪ ,‬وقد بدء بناء الحضرة الكاظمية على يد إسماعيل الصفوي‪ .‬وعند‬ ‫فتح بغداد من قبل الخليفة سليمان القانوني زار المرقد وأمر بتكملة البناء‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫مسك اخلتام‬

‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫ازمة املياه‬ ‫حتديات احلاضر‬ ‫ورهانات املستقبل‬ ‫قاسم الغراوي‬

‫تتعرض منطقة الشرق االوسط منذ عقود الى ازمة مياه بسبب سوء توزيع‬ ‫الحصص المائية المتجهة من دول المنبع منها دجلة والفرات ومنبعها تركيا‬ ‫مرورا بسوريا والعراق وكذلك نهر النيل من اثيوبيا مرورا بالسودان‬ ‫وجمهورية مصر العربية ‪.‬‬ ‫بدات الدول تفكر في استخدام وسائل ضغط على دول اخرى لتحقيق غايات‬ ‫ومصالح تخدمها خصوصا الدول المتجاورة او المتشاطئة او تمر عبرها‬ ‫انهارا مشتركة دون مراعات للقوانين واالعراف والقرارات الدولية ‪ .‬وغالبا‬ ‫مايشير النزاع الى ان اطرافه على دراية بعدم التوافق في المواقف المستقبلية‬ ‫‪ ،‬لذا فالحلول مؤجلة دائما والتوجد نية لمن بيده هذه الورقة للحوار التفاقية‬ ‫تحسم هذا النزاع ‪ ،‬انما هناك بروتوكوالت تعاون وتفاهم اال انها التنهي‬ ‫المشكلة اساسا ‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2002‬استلم مقاليد السلطة في تركيا اوردغان وفي عام ‪2003‬‬ ‫سقط نظام صدام ‪ ،‬وطيلة هذه الفترة الممتدة ولحد االن وماقبلها لم تنجح‬ ‫الحكومة العراقية في انتزاع حقوقها المائية من نهري دجلة والفرات اللذان‬ ‫ينبعان من تركيا ‪ ،‬ورغم المفاوضات والزيارات بين وفود البلدين اال انها‬

‫‪72‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫لم تفضي الى نتيجة ‪ .‬ونعتقد ستبقى االمور معلقة بل ستكون سيئة في‬ ‫المستقبل ‪.‬‬ ‫تركيا اسست مشروع الكاب واكثر من ست سدود شرق االناضول وهي من‬ ‫ايحاء ومباركة ومساعدة امريكا والكيان الصهيوني وبمساهمة قروض من‬ ‫دول اوربية وخليجية ‪.‬‬ ‫ولم تكتفي تركيا بذلك فانشات سد اليسو لتخنق سوريا والعراق وتقلل‬ ‫الحصص الطبيعية لها ‪ ،‬وبتنا نشاهد بام اعيننا شحة المياه في النهرين مما‬ ‫اجبر العراق للتخلي (وهو بلد السواد) عن زراعة الكثير من المحاصيل‬ ‫الزراعية وخصوصا الرز الذي يحتاج الى كميات وفيرة من المياه ‪ ،‬وبات‬ ‫يستورد غالبية المحاصيل التي كان يصدرها في العقود السابقة ‪.‬‬ ‫ان استمرار مشكلة المياه يجعل من حالة الصراع او التعاون امرا قائما الن‬ ‫القوة فوق القانون الطبيعي وان عنصر السيادة القومية هي من تفرض وتوفر‬ ‫حالة االمن بمختلف انواعه ‪ ،‬اذا اخذنا بنظر االعتبار ان االمن المائي يوازي‬ ‫االمن العسكري والوطني والغذائي ‪ ،‬لهذا كان تهديد الرئيس السيسي واضحا‬ ‫في خطابه ومهددا بنفس الوقت الثيوبيا لعرقلتها وصول حصة مصر من‬ ‫مياه النيل بفعل بناء السد في اثيوبيا والزال التفاوض قائما دون حسم ‪.‬‬ ‫في العراق نحتاج الى وفد متمكن يضم خبراء وفنيين واختصاص وكسب‬ ‫جولة التفاوض لصالحنا الن العراق يمتلك ورقة ضغط اقتصادية حيث‬ ‫يستورد العراق من تركيا ماقيمته اكثر من ‪ 16‬مليار دوالر سنويا ‪.‬‬ ‫ان موقع تركيا الجيوستراتيجي بين الشرق والغرب وارتباطه الجيو سياسي‬ ‫مع اطراف دولية واقليمية منح تركيا القوة في استخدام هذا الملف ‪ ،‬وكذلك‬ ‫ملف تواجد حزب العمال الكوردستاني للضغط على العراق من اجل مكاسب‬ ‫بينما يفتقد العراق للحصول على مثل هذه المكاسب ‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪212‬‬

‫‪74‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.