مجلة زهرة البارون العدد 214

Page 1

‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫رئيس التحرير البارون االخري حممود صالح الدين‬

‫اصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكرتوني ‪ /‬السنة اخلامسة‬

‫‪1‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫‪2‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5...............................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫حكاية هذا االسبوع ‪ /‬ابو عثمان السراج ‪7.................................‬‬ ‫في ذكرى احتاللها الموصل مدينتي ‪ /‬د‪ .‬هادي حسن العالوي ‪10.......‬‬ ‫يولد الشاعر وفي فمه صك الغفران ‪ /‬سعدون محسن ضمد ‪14..........‬‬ ‫بغداد اوبزوفر ‪ /‬حاتم الطلياني ‪16..........................................‬‬ ‫ما تعارف منها ائتلف ‪ /‬تغريد العبيدي ‪18.................................‬‬ ‫مقهى البجاري ‪ /‬صباح سليم علي ‪21......................................‬‬ ‫فكر صح ‪ /‬لميس الدفاعي ‪23...............................................‬‬ ‫أدب ساخر‬ ‫كشمشاية ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪26......................................‬‬ ‫امريكا يابان عراق ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪28.................................‬‬ ‫شعر‬ ‫شهقة وزفير ‪ /‬كرم االعرجي ‪29...........................................‬‬ ‫في حضرة العمل ‪ /‬د‪ .‬احالم غانم ‪30......................................‬‬ ‫غابة الشرك ‪ /‬د‪ .‬وليد جاسم الزبيدي ‪32...................................‬‬ ‫انا والقصيدة ‪ /‬رزاق مسلم الدجيلي ‪32....................................‬‬ ‫لقاء رغم المشيب ‪ /‬فاتن ابراهيم حيدر ‪35.................................‬‬ ‫مسافات ‪ /‬د‪ .‬أميرة البشيهي ‪37.............................................‬‬ ‫عمى البصر ‪ /‬اسماعيل خوشناو ‪38.......................................‬‬ ‫حديث الليل ‪ /‬د‪.‬منى عثمان ‪39.............................................‬‬

‫‪3‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫من قتلني ‪ /‬عالء حمد ‪40...................................................‬‬ ‫تغريبة ‪ /‬فوز العلوي ‪41....................................................‬‬ ‫ثالث قصائد ‪ /‬للشاعر المكسيكي ‪43.......................................‬‬ ‫قصص ونصوص‬ ‫ليلة عرس عبود اللباخ ‪ /‬صباح شاكر ‪44.................................‬‬ ‫امراة ورجل من مدينتي ‪ /‬محمد سامي عبد الكريم ‪46...................‬‬ ‫شجرة المساء ‪ /‬وجدان عبد العزيز ‪47....................................‬‬ ‫ال ظل لرحلتي ‪ /‬حسين على ‪49...........................................‬‬ ‫مسافات ‪ /‬صالح حاتم ‪54..................................................‬‬ ‫رحالت اوديسيوس ‪ /‬برشنك أسعد الصالحي ‪55.........................‬‬ ‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬رشا الراوي ‪58........................................‬‬ ‫مرسم المجلة‬ ‫المشاعر ليست محصورة بين البشر فقط ‪ /‬حسين حمه علي ‪61........‬‬ ‫ملف العدد‬ ‫اندونيسيا جنة االرض ‪65..................................................‬‬ ‫مسك الختام‬ ‫الى صديقي ‪ /‬قاسم الغراوي ‪68...........................................‬‬

‫‪4‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫مقارنة بني اجلامعات‬ ‫العربية والغربية‬ ‫حتت عنوان‬ ‫شتان بني االرض والسماء‬ ‫بقلم البارون االخري ‪ /‬حممود صالح الدين‬ ‫ما سوف يكتب ليس مقارنة لسبب ان المقارنة في هذا الموضوع تعتبر‬ ‫ساذجة ولكن سوف استعرض الصور بينهما في البداية يجب االعتراف ان‬ ‫هناك فارق زمني بين االثنين يمتد الى ماليين السنوات الضوئية ولم يكتب‬ ‫هذا المقال من ما يسمع او يقال ولكن عن سنوات في العمل الجامعي دامت‬ ‫اكثر من ثماني وعشرون عام ومازلت مستمر هنا يجب ان نسترجع الذكرة‬ ‫في انحدار المستوى التعليمي في الدول العربية هو من اوائل الثمانينيات‬ ‫القرن الماضي لغاية يومنا هذا ولو كنت تريد ان تعرف مدى تقدم الدول‬ ‫انظر الى القضاء والتعليم فاذا ما وجدت انهم بخير فعلم ان البلد متقدم‬ ‫والمشكلة في الجامعات العربية ان البحث او االستاذ قد تحول عمله من‬ ‫باحث علمي او عالم الى مصدر لكسب المال لتأمين الحياة وسبل الترفيه‬ ‫حتى مع أولئك الذين يقاتلون للحصول على درجة االستاذية وهناك صور‬ ‫في الجامعات بصراحة معيبة الى حد كبير وبدأت المشكلة من حالة العوز‬ ‫وعدم االكتفاء في ما يتقضى البحث في الحرم االكاديمية فكنا نرى االستاذ‬ ‫الجامعي يعمل اعمال تسيء لشخصية االستاذ الجامعي حتى وصل في بعض‬ ‫االحيان انه يتنازل عن شخصيته فقط للحصول على فرصة التعين فيرضى‬ ‫ان يعمل في االعمال االدارية ويستمر بها حتى بعد حصوله على شهادة‬ ‫الماجستير او الدكتوراة وذلك لعدم امتالكه قدرات علمية تجعله يزاول مهنة‬

‫‪5‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫التدريس او البحث العلمي على حد سواء وما يعيب الجامعات العربية ان‬ ‫المواد البحثية هي بدأئية ال ترتقي الى المستوى البحثي الرصين وبينما العالم‬ ‫له باحثين يبحثون في طرق الهبوط على سطح القمر ترى االستاذ العربي‬ ‫يبحث في مسائل خالفية ساذجة في التاريخ او مادة اللغة العربية اما عن ما‬ ‫يخص المواد العلمية البحتة مثل الرياضيات او الكيمياء فهنا حدث بال حرج‬ ‫فالكثير من الباحثين يستعين بمترجمين وهو الحاصل على درجة االستاذية‬ ‫وهذه كارثة ومصيبة اذا ما صح التشبية وهذا ايضا ان المركز البحثية في‬ ‫الجامعات العربية هي عبارة عن اماكن للنفي لالستاذ المغضوب عليه او‬ ‫الموظف ولكن لو عدنا بالنظر الى المراكز البحثية في الجامعات العربية‬ ‫لوجدنا ان الدول او قادة دول تستعين بالمراكز البحثية في اتخاذ القرار وال‬ ‫الوم بهذا سياسة بعض الجامعات ولكن هي سياسة دول تعمل على كسر‬ ‫شخصية االستاذ والقضاء على الضواهر العمرانية في النهج العلمي اليوم‬ ‫وهذا ال يعني ان الجامعات العربية اليوم ليس لها نشاطات ولكن اكثر تلك‬ ‫النشاطات هي وهمية تحاط بهالة اعالمية القناع الراي العام اننا لنا جامعات‬ ‫رصينة وهذا حال الكثير من الجامعات في البلدان العربية ولو كنا نريد ان‬ ‫نرى شاهد حي للفرق الزمني بيننا فيكون السيد (مارك) ومشروع الفيس‬ ‫بوك وهو مشروع تخرج تحول لظاهرة عالمية ولكن السؤال اين مشاريع‬ ‫االساتذة العرب من هذا الجواب يكون كلها احبار على ورق وترقيات‬ ‫ومجالت بحثية وبعثات الى الجامعات الغربية ال يستفاد منها سوى ما يسمى‬ ‫بالغة الحسابات بدل سفر اما عن المضامين العلمية البحثية فالنتيجة ال شيء‬ ‫ويبقى الحال على ما هو عليه وللحصول على تقدم علمية او اكاديمي يجب‬ ‫مراعاة االشياء التي قد تساهم في بناء صروح اكاديمية رصينة فاالول هو‬ ‫االبتعاد عن اكاذيب االعالم الوهمية ومواجهة الحقيقة ان هناك خلل والثاني‬ ‫هو تغير تلك السياسات االكاديمية التي تصب في ان الجامعة مقاطعة يمكن‬ ‫امتالكها والعمل على دعم العقول التي تريد ان تسابق الزمن للحصول على‬ ‫رصانة علمية لتلك الجامعة وهنا كان استراض للواقع االكاديمي في اغلب‬ ‫الدول العربية ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫‪7‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫تمر علينا هذه االيام الذكرى ‪ 152‬لعيد الصحافة العراقية حيث صدرت اول‬ ‫جريدة عراقية ""الزوراء""التي صدرت في مثل هذا اليوم الخامس عشر‬ ‫من حزيران عام ‪ ١٨٦٩‬م‬ ‫ولتسليط الضوء على نشأة وتكوين الصحافة العراقية البد من الوقوف عند‬ ‫هذا التاريخ والبحث في حيثيات هذا الوليد وفي هذا الظرف الذي مر به‬ ‫العراق آنذاك حيث السيطرة العثمانية على البالد واستشراء االمية بين ابنائه‬ ‫وحالة الفقر والحرمان الموغلة في اطناب المجتمع العراقي‪.‬‬ ‫وتبدأ قصة الصحافة العراقية مع تعيين الوالي مدحت باشا على العراق حيث‬ ‫جلب معه مطبعة من باريس وصارت تطبع فيها الجريدة‪ ،‬ثم اسس بعدها‬ ‫مدرسة صناعية في بغداد ‪ ,‬وكان من بين اهدافها سد حاجة المطبعة إلى‬ ‫العمال الفنيين والمرتبين وكان الهدف االساسي للجريدة هو اعادة الثقة‬ ‫المفتقدة ما بين المواطن والسلطة‪ .‬ويشكل ظهور هذه الجريدة عالمة تحول‬ ‫بارزة وانعطافة للتحول إلى الحياة الحضارية والتقدم الذي كان يتسارع في‬ ‫العالم وخصوصا في أوروبا‪.‬‬ ‫والزوراء صحيفة رسمية أسسها الكاتب أحمد مدحت أفندي وهو في الوقت‬ ‫نفسه أول من تولى رئاسة التحرير فيها‪ .‬توالها بعده عزت الفاروقي وأحمد‬ ‫الشاوي البغدادي وطه الشواف ومحمد شكري اآللوسي وعبد المجيد الشاوي‬ ‫وجميل صدقي الزهاوي ‪. .‬‬ ‫اهتمت الزوراء بنشر أخبار تتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية بالدرجة‬ ‫الرئيسية إضافة إلى نشر الفرمانات ومقاالت في الشؤون الثقافية والسياسية‬ ‫والصحية‪ .‬كما اهتمت بانتقاد ظاهرة الفساد في أداء اإلدارات الحكومية‪.‬‬ ‫وتعتبر الزوراء مصدرا تاريخيا هاما لتقييم األوضاع السياسية واالجتماعية‬ ‫السائدة في العراق خالل تلك الفترة‪.‬‬ ‫لقد صدرت الزوراء باربع صفحات من الحجم المتوسط على الرغم من ان‬ ‫بعض مؤرخي الصحافة العراقية قد ذهبوا إلى انها كانت تصدر بصفحتين‬ ‫أو بثماني صفحات‪ ،‬ولكن اعداد الجريدة الصادرة تشير وبشكل حاسم إلى‬ ‫ان صدورها كان باربع صفحات على الرغم من ان الزوراء قد صدرت‬ ‫بشكل استثنائي في بعض الفترات باكثر من اربع صفحات‪.‬وبشكل عام‪،‬‬

‫‪8‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫كانت صفحات الزوراء االربع مقسمة إلى قسمين‪ :‬صفحتان باللغة التركية‬ ‫وصفحتان باللغة العربية وكانت الصفحتان العربيتان ترجمة حرفية‬ ‫للصفحتين التركيتين‪ .‬وكانت تصدر في بعض االحيان باللغة التركية وحدها‬ ‫وربما يعود ذلك إلى عدم وجود محرر عربي في تلك الفترة أو إلى عدم‬ ‫اكتراث اإلدارة الحاكمة بالطبعة العربية ومن ثم بالجمهور الذي ينشر له تلك‬ ‫الطبعة‪.‬‬ ‫ولم تكن لغة الجريدة العربية على مستوى واحد من الجودة اثناء فترات‬ ‫صدورها اذ كانت في بعض االحيان حسنة االسلوب ذات لغة سليمة‬ ‫وواضحة وفي احيان اخرى كانت ذات لغة سقيمة ورديئة وهذا ما كان‬ ‫يعكس اسلوب ومستوى مترجمها أو محررها العربي فاذا كان اديبا متمكنا‬ ‫من اللغة ظهر ذلك على المواد المنشورة والعكس صحيح‪.‬‬ ‫وكانت الزوراء جزءا من آلية اإلدارة العثمانية فهي تابعة اداريا وماليا الدارة‬ ‫الوالية وكان العاملون فيها من الجهاز الوظيفي الحكومي ومن ثم كانت تعبر‬ ‫عن سياسة الوالية فلم يظهر في الصحيفة ما يتعارض مع السياسة العثمانية‬ ‫الن الزوراء لم تكن صحيفة رأي وال كانت تنشر افكارا التنسجم مع سياسة‬ ‫اإلدارة الحاكمة وفي الواقع كانت معظم مواد الجريدة مكرسة لنشر االنظمة‬ ‫والقوانين والمراسيم واالعالنات الرسمية واالهلية‪.‬‬ ‫وقد جعلها والي بغداد وهو من سلطنة الدولة العثمانية حيث خضع العراق‬ ‫لحوالي ‪ 400‬سنة من الحكم العثماني من عام ‪ 1535‬وحتى عام ‪1917‬‬ ‫لسان حال الوالية وقد استمرت في الصدور مدة ‪ 48‬عاما ً حتى بلغ مجموع‬ ‫ما صدر منها (‪ )2607‬اعداد حيث صدر العدد االخير في ‪ / 11‬اذار ‪/‬‬ ‫‪ 1917‬وبقيت الجريدة الوحيدة في بغداد حتى صدور الدستور العثماني سنة‬ ‫‪1908‬م حيث ظهرت في العراق عدة جرائد باللغة العربية‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫يف ذكرى احتالهلا‬ ‫املوصل مدينيت‬ ‫د ‪ .‬هادي حسن عليوي‬ ‫(أنا هادي حسن عليوي) ‪ ..‬تربيتُ منذ طفولتي إنني عراقي فقط ‪ ..‬وعشتُ‬ ‫ولم أفرق يوما ً بين عراقي وعراقي أبداً‪.‬‬ ‫ـ حتى عندما كنتُ مسؤوالً لم أعين احد من أبناء مدينتي‪ ..‬أو من أقربائي‪..‬‬ ‫أو من أبنائي على حساب اآلخرين‪.‬‬ ‫ـ ولم أعامل أبنائي بمعاملة تختلف عن بقية طالبي أبداً‪ ..‬بل على العكس‬ ‫بأعذار مشروعة عن‬ ‫كنتُ أتشدد مع أبنائي‪ ..‬وأتساهل في بعض األمور‬ ‫ٍ‬ ‫الطلبة اآلخرين‪.‬‬ ‫ـ بداية العام ‪ 1970‬عينتُ رئيسا ً لمؤسسة الثقافة العمالية في الموصل‪..‬‬ ‫ومشرفا ً عاما ً على الثقافة العمالية في شمال العراق (أي في محافظات‬ ‫السليمانية وأربيل ودهوك)‪.‬‬ ‫ـ ذهبتُ الى الموصل ألول مرة في ‪ ..1970 / 1 / 19‬ألجد أناسا ً أكثر من‬ ‫لي كل مساعدة من دون طلب‪ ..‬ومن دون‬ ‫كونهم طيبون‪ ..‬كانوا يقدمون ً‬ ‫ضيف عليهم‪.‬‬ ‫منية‪ ..‬بل كان يعتبرون ذلك واجباً‪ ..‬ألنني‬ ‫ُ‬ ‫ـ الموصليون أيها األصدقاء عراقيون أصالء‪ ..‬ولوالهم لذهبت الموصل الى‬ ‫تركيا العام ‪ ..1925‬لموقفهم العراقي األصيل‪ ..‬فجميعهم صوتوا الى عراقية‬ ‫الموصل باستثناء بيتين أو ثالثة بيوت فقط (يعرفهم الموصليون جيداً)‪.‬‬ ‫ـ الموصليون يحاسبون أنفسهم قبل غيرهم‪ ..‬يوزنون بالقسطاط كما أمر هللا‪..‬‬ ‫ال يغشون في معامالتهم‪ ..‬صادقين‪ ..‬لم يكذب احدهم معي‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫ـ ولم يساومني في قضية‪ ..‬وعندما أطلب شيئا ً اشعر بالخجل حيث يأتيني‬ ‫بأقرب وقت‪ ..‬بال منية‪.‬‬ ‫ـ في شهر رمضان تشعر إنكً في وسط مدينة السالم‪ ..‬والمحبة‪ ..‬والدين‪..‬‬ ‫والغفران‪ ..‬في رمضان تجد في كل مكان من الموصل‪ ..‬الخشوع‪.‬‬ ‫ـ آداب رمضان مجسدة في كل ممارساتهم‪ ..‬يقدمون الفطور للمحتاج قبل‬ ‫أنفسهم‪.‬‬ ‫ـ ال تجد متسوالً في الشارع‪( ..‬عيب‪ ..‬فالجيران واألقرباء يتكفلون به‬ ‫وعائلته)‪ ..‬وهللا إنهم يمارسون أخالق وسلوك محمد وعلي بكل تفاصيلها‪.‬‬ ‫ـ سنتان لم اشعر بها سوى بالراحة‪ ..‬وصدق الكالم‪ ..‬والعالقات الطيبة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويعتز‬ ‫ويعتز بعراقيته‪..‬‬ ‫ويعتز بعروبته‪..‬‬ ‫يعتز بدينه‪..‬‬ ‫ـ شعب طيب‬ ‫بموصليته‪.‬‬ ‫الموصل‪ ..‬بيد داعش‪:‬‬ ‫ـ اليوم تمر الذكرى السابعة الحتالل الموصل‪:‬‬ ‫ـ داعش قتل من المدنيين في الموصل أكثر من ‪15,000‬‬ ‫ـ جرح أكثر من ‪20,000‬‬ ‫ـ غيب أكثر من ‪15,000‬‬ ‫ـ دمر داعش البنى التحتية للبلد بنسبة أكثر من ‪ 50‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫ـ وقبل ذلك استحوذ على ‪ 400‬مليون دوالر كانت مودعة في بنوك الموصل‪.‬‬ ‫ـ كل ذلك وما زال المتسبب الرئيسي معزز ومكرم‪ ..‬حر وطليق!‬ ‫ـ بكيتُ الموصل خالل السنوات األخيرة أكثر من مرة‪ ..‬وأنا أجد بعض‬ ‫مسؤوليها ينفخون في جراب مثقوب‪ ..‬مثلما ينفخ بعض مسؤولي بغداد‬ ‫بالطائفية المقيتة‪.‬‬ ‫ـ حتى إنني أسأل أهل الموصل على هؤالء المسؤولين فيقولون‪( :‬هؤالء‬ ‫أناس نستحي أن نقول أنهم موصليون)‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫تحرير الموصل‪:‬‬ ‫ـ ومرت في محنتها الكبيرة‪ ..‬بعد أن حررتها أيدي قواتنا بكل صنوفه وبدعم‬ ‫شبابها وشيبها‪ ..‬فإنني وطيد الثقة بأنها ستمر‪.‬‬ ‫ـ وانتهت المحنة‪ ..‬فأهل الموصل أناس صابرون‪ ..‬شجعان‪ ..‬ال يطأطؤون‬ ‫رؤوسهم ألحد‪ ..‬ولن يقبلوا بهؤالء الجهلة أعداء اإلسالم في صفوفهم‪..‬‬ ‫وسوف يلفظوهم‪ ..‬مثلما لفضوا غيرهم من أعداء العراق‪.‬‬ ‫ـ نحن معكم أيها الموصليون األباة‪ ..‬دما ُء أبناء العراقيين اختلطت بدمائكم‬ ‫على ارض الرسل واألنبياء‪ ..‬دفاعا ً عن الموصل العراقية‪.‬‬ ‫ـ شمروا أيها الموصليون عن سواعدكم‪ ..‬وأعيدوا بناء الموصل أحسن مما‬ ‫كانت عليه‪ ..‬وال تتأثروا من بعض ردات الفعل من بعض الجهلة والمتخلفين‪.‬‬ ‫ـ نحن نعتز بعراقيتنا‪ ..‬وبديننا‪ ..‬وبمذهبنا‪ ..‬ونسير على نهج مرجعيتنا التي‬ ‫قالت‪( :‬السنة أنفسنا)‪.‬‬ ‫ـ زرتُ الموصل قبل ‪ 2003‬عشرات المرات بل كل صيف كنتُ فيها‪..‬‬ ‫ووجدتها تتغير نحو األفضل ثقافةً وعمراناً‪.‬‬ ‫ـ أما بعد ‪ 2003‬فالتغيير حاصل ليس في الموصل فحسب‪ ..‬بل في كل المدن‬ ‫العراقية‪ ..‬فالبصرة التي ال تعرف الطائفية‪ ..‬ضربتها الطائفية بإطنابها‪.‬‬ ‫ـ صحيح الموصل تغيرت بعد ‪ ..2003‬لكن بمسؤوليها من البيتين أو الثالثة‬ ‫وبقي أكثر‬ ‫بيوت التي ذكرتها في مقالتي هذه وتسلموا المسؤولية فيها‪..‬‬ ‫ً‬ ‫الموصليين عوائل أصيلة‪ ..‬ومثلما الطائفية المقيتة ضربت الجنوب فقد‬ ‫ضربت الشمال‪.‬‬ ‫ـ فرحتُ فقد انقشعت الغمة‪ ..‬وثقتي عالية بأن يعود الموصليون الى أصلهم‬ ‫الشريف‪ ..‬فلكل قاعدة استثناء‪.‬‬ ‫زيارة‪ ..‬بكاء‪ ..‬وليس فرح‪:‬‬ ‫ـ زرتُ الموصل في ‪ 2019 / 1 / 12‬إلجراء اختبارات الكفاءة المهنية‬ ‫لصحفيي نينوى‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫ـ بكيتُ على الموصل‪ ..‬وأنا أشاهد المدينة القديمة مدمرة وخربة ومحروقة‪..‬‬ ‫وجسور الموصل مدمرة‪.‬‬ ‫بكيتُ في جامع ألنوري‪ ..‬وأنا أجد عشرات األطفال اليتامى‪ ..‬ليس لهم‬ ‫معيل‪ ..‬وال احد يسأل عنهم‪.‬‬ ‫ـ بكيتُ على حي الشفاء‪ ..‬الذي كنتُ أسكن فيه‪ ..‬فلم أجد دارا ً واحدة ليست‬ ‫غير محروقة وال غير مدمرة‪.‬‬ ‫ـ وبكيتُ على أهل حي الشفاء‪ ..‬فال ادري ماذا حل بهم‪ ..‬وترحمتُ على‬ ‫أمواتهم وشهدائهم‪.‬‬ ‫ـ الحنق على مسؤولي الموصل‪ ..‬من محافظها‪ ..‬ومجلس محافظتها‪..‬‬ ‫ونوابها‪ ..‬وكل مسؤوليها‪.‬‬ ‫ـ فال َه ًم لهم سوى نهب ما تبقى من خرائب المدينة‪ ..‬واكل لحوم أبنائها وهم‬ ‫أحيا ًء‪.‬‬ ‫(أَيُ ِحبُّ أ َ َح ُد ُك ْم أ َ ْن يَأ ْ ُك َل لَ ْح َم أ َ ِخي ِه َم ْيتًا فَ َك ِر ْهت ُ ُموهُ)!!‬ ‫ـ ال تصدقوا بالتصريحات‪ ..‬فالبشر قد تغيرت‪ ..‬ويبقى األصالء هم األقلية‪..‬‬ ‫وننتظر‬ ‫ـ الى شباب الموصل‪ ..‬هل سيشمرون على أيديهم ليبنوا مدينتهم ؟؟؟؟؟‪.‬‬ ‫ـ أيها الموصليون‪:‬‬ ‫ـ ال تنتظروا الحكومة االتحادية‪ ..‬وال حكومتكم المحلية‪ ..‬وال ممثليكم في‬ ‫مجلس النواب‪ ..‬وال أي كتلة سياسية‪ ..‬وال المساعدات الدولية‪.‬‬ ‫ـ ابنوا مدينتكم طوبة‪ ..‬طوبة‪ ..‬ويسجل التاريخ لكم شرف التضحية من اجل‬ ‫موصلكم‪.‬‬ ‫صالةِ ِإ َّن‬ ‫صب ِْر َوال َّ‬ ‫ـ واصبروا‪ ..‬وصابروا ‪ ( ..‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ا ْست َ ِعينُوا بِال َّ‬ ‫َّللاُ َع َملَ ُك ْم‬ ‫س َي َرى َّ‬ ‫َّللا َم َع ال َّ‬ ‫(وقُ ِل ا ْع َملُوا فَ َ‬ ‫صا ِب ِرينَ )‪ ....‬واعملوا بكل جهودكم‪َ :‬‬ ‫َّ َ‬ ‫سولُهُ َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ )‪.‬‬ ‫َو َر ُ‬

‫‪13‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫يولد الشاعر ويف فمه صك الغفران‬ ‫سعدون حمسن ضمد‬ ‫االبداع لوحده ال يكفي لتحويل المبدع إلى رمز حضاري‪ ،‬المبدع ليس عظيما ً‬ ‫بإبداعه‪ ،‬بل بإنسانيته‪ ،‬لذلك فالمتنبي ليس إنسانا ً عظيماً‪ ،‬هو شاعر مهم بال‬ ‫وحول كرامته إلى‬ ‫خالف‪ ،‬لكنه كإنسان مارس االزدواجية بصورة ف ّجة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫سجادة تحت احذية السالطين‪ .‬لذلك على ثقافتنا‪ ،‬عندما تقدمه ألجيالها‪ ،‬أن‬ ‫تذ ُكر صفة االبتذال فيه بنفس مناهج التعليم التي تطرحه فيها باعتباره شاعرا ً‬ ‫مبدعا ً وخالقاً؛ وإذا لم تفعل ذلك تكون قد خانت الذائقة واألخالق والمبادئ‪،‬‬ ‫ودفعت نشأها ليكونوا منافقين ووصوليين ومن دون كرامة كما كان المتنبي‬ ‫عندما قال مخاطبا ً كافور اإلخشيدي‪:‬‬ ‫أَبا المسك هل في الكأس فضل أنالهُ‬ ‫وتشرب‬ ‫حين‬ ‫ُ‬ ‫فإني أغنّي منذ ٍ‬

‫ضيعةً أو ِواليةً‬ ‫إذا لم تَنُط بي َ‬

‫وهَبت على مقدار َكفّى زماننا‬ ‫ب‬ ‫قدار َكفَّ َ‬ ‫يك تَطلُ ُ‬ ‫ونفسي على ِم ِ‬

‫ب‬ ‫فجود َُك يكسوني وشغلُ َك َيسلُ ُ‬

‫قال هذه القصيدة الذليلة عندما أراد من كافور ان يجعله والياً‪ ،‬فل ّما لم يفعل‬ ‫قال فيه‪:‬‬ ‫نامت نواطير مصر عن ثعالبها‬

‫ّ‬ ‫اس مناكي ُد‬ ‫إن العبيد أل ْن َج ٌ‬ ‫مكرمةً‬ ‫ي ُ‬ ‫من علّ َم األ ْسود المخص ّ‬

‫ي إمام اآلبقينَ ِب َها‬ ‫َ‬ ‫صار الخَص ّ‬

‫الصي ُد‬ ‫أقومهُ البيض أم آباؤهُ ِ ّ‬ ‫أم أُذنهُ في يد النّ ّخاس داميةً‬

‫تشتر العب َد إالّ والعصا معهُ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬

‫أم قدره وهو بالفلسين مردو ُد‬

‫فقد ب ِشمن وما تفنى العناقي ُد‬ ‫فالحر ُمستَعب ٌد والعب ُد معبو ُد‬ ‫ّ‬

‫‪14‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫صدر إلى األجيال باعتباره رمزا ً تاريخيا‬ ‫تصوروا هذا االزدواج من شاعر يُ َّ‬ ‫وثقافياً‪ ،‬كيف يكون الرمز مبتذالً وازدواجيا ً ومن دون مبادئ إلى هذه‬ ‫الدرجة؟‬ ‫أنا هنا ال اجادل في شاعرية المتنبي وال في قدرته الهائلة على االبداع‪ ،‬لكنني‬ ‫اناقش في تغطية ثقافتنا الش ْعرية على عورته‪ .‬وهي تريد أن تكرر فعلتها‬ ‫الشنيعة اليوم وتريد منّا أن نسكت‪ ،‬نسكت على تغطيتها لطائفية الشاعر‬ ‫وعنصريته واستهانته بأرواح ودماء مواطنيه‪.‬‬ ‫عندما نغطي على نفاق الشعراء وازدواجيتهم وطائفيتهم ودعمهم للعنف‬ ‫والتطرف لمجرد أنهم شعراء‪ ،‬ثم ال نكتفي بذلك بل نتعامل معهم باعتبارهم‬ ‫رموزا ً ثقافية‪ ،‬فإننا والحال هذه نشوه اخالق أطفالنا ونخلط عندهم بين‬ ‫الفضيلة والرذيلة‪.‬‬ ‫هذا الحكم ال ينطبق على شاعر دون آخر‪ ،‬حتى الجواهري علينا ان نضع‬ ‫في هامش كل قصيدة من قصائده الموجودة في المناهج التعليمية إشارة إلى‬ ‫مدائحه التي كالها عند الطغاة والمستبدين‪ .‬علينا أن نخبر أطفالنا بان الذي‬ ‫خرج على ظلم صدام امتدح ظلم حافظ األسد‪ ،‬وإذا لم نفعل ذلك فإننا نخون‬ ‫األمانة‪.‬‬ ‫ما مشكلتنا مع عبد الرزاق عبد الواحد؟ ما مشكلتنا مع عباس چيچان؟‬ ‫نعم يمكن الفصل بين قصائد الشاعر وبين اخالقه‪ ،‬ال بين الشاعر وأخالقه‪.‬‬ ‫والفرق أننا يمكن أن نمجد القصيدة وال نمجد قائلها‪ ،‬في حال لم يكن مستحقا ً‬ ‫التمجيد‪ .‬شعره يبقى متداوال ومحترماً‪ ،‬لكنه كإنسان ال يستحق االحترام‬ ‫عندما يكون طائفيا أو عنصريا‪ ،‬وال يستحق الذكر الطيب‪ ،‬عندما يقف بصف‬ ‫اإلرهاب‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫بغداد اوبزرفر‬ ‫حامت الطلياني‬ ‫هناك محطات لكل واحد منا في‬ ‫الحياة تأبى أن تفارقه حتى وإن فارقها ؛‬ ‫تبقى مطبوعة في ذهنه يتصفحها كأنه‬ ‫يتصفح كتابا يقرأه اول مرة ويعود اليها‬ ‫بين حين وآخر ليفكر ماذا لو انه فعل كذا‬ ‫بدال من كذا ولكن ما فعله كان قد تقرر‬ ‫وحالوة االشياء انها تسير كما كان مقرر‬ ‫لها أن تحدث ‪.‬‬ ‫تقدمت في منتصف تسعينيات القرن الماضي للعمل كمترجم في دار المأمون‬ ‫للترجمة والنشر رغم عزوف الكثير من الشبان حينها عن التعيين لقلة الراتب‬ ‫الذي ال يكاد يكفي ليومين ومع ذلك التحقت بالعمل ولم يدر في خلدي اني‬ ‫سأعمل كصحفي في جريدة بغداد اوبزرفر الى ان دعاني مدير الدار ذات‬ ‫يوم واخبرني انه تم تنسيبي للعمل فيها في الكادر المسائي فقبلت بذلك رغم‬ ‫ممانعة الكثيرين حتى ان احدهم قال لي ان الجريدة هي مقبرة المترجمين‬ ‫غير ان ذلك االمر خدمني حيث انه وفر لي فرصة العمل نهارا ‪.‬‬ ‫التحقت بالعمل ذات مساء البدأ العمل تحت رعاية مترجم الرئيس الراحل‬ ‫صدام حسين الذي يعود الفضل له في تعليمي كيفية تحرير الخبر الصحفي‬ ‫وكنت اعمل في قسم االخبار الخارجية ومما ساعدني في ذلك اني كنت‬

‫‪16‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫متابعا شغوفا لالخبار وبعد مدة أحيل سكرتير تحرير الوجبة المسائية على‬ ‫التقاعد ألجد االنظار تتجه الي في الحلول محله ‪.‬‬ ‫وصدر امر اداري بتعييني سكرتيرا للتحرير في الوجبة المسائية وهو‬ ‫امر اثار حفيظة وحسد البعض من الموظفين مما ادى الى الكثير من‬ ‫المضايقات في العمل ولكني لم التفت لذلك وعملت بجد لكي اكون اهال لهذا‬ ‫المنصب ولكن تبين لي فيما بعد ان هناك من يريد ان يحتكر موهبة الموظف‬ ‫الدؤوب لنفسه ولمصلحته واقصد به رئيس التحرير الذي فوت علي الكثير‬ ‫من الفرص بحجة ان الجريدة ال يمكن ان تستغني عني وفي المقابل يتم‬ ‫ترشيح من هو ادنى مني في المستوى لكي يعمل مراسال في وكالة رويترز‬ ‫لالخبار او يرشح اخرين الى الدراسات العليا مما اضطرني اخيرا الى تقديم‬ ‫استقالتي من الجريدة اذ اكتشفت متأخرا ان هناك اشياء اكبر من ان تكون‬ ‫مثابرا في عملك وهي المحسوبية والواسطة على حساب العمل والمثابرة‬ ‫وهنا تذكرت النصيحة التي نصحني بها احدهم بأن جريدة بغداد اوبزرفر‬ ‫هي مقبرة المترجمين الكتشف انها فعال مقبرة الموهوبين الذين ليس لهم سند‬ ‫يسندهم ‪...‬‬

‫‪17‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫إن النجاح في تعزيز األلفة من خالل معرفة نمط الشخص والتي تعد من‬ ‫إحدى الوسائل التي تساعد على قراءة عقول اآلخرين‪ ،‬فواقعنا مبني على‬ ‫ثالثة أنماط أساسية وهي البصري والسمعي والحسي‪ .‬وصحيح أننا نستخدم‬ ‫جميع هذه األنماط ولكن هناك نمط واحد يطغى على بقية األنماط بالدرجة‬ ‫األولى‪...‬‬ ‫فاالستمتاع بمشاهدة وفحص األمور والتحدث بشكل سريع واستخدام الكثير‬ ‫من اإليماءات هي من سمات الشخصية البصرية‪ ،‬كما أن لديهم ذاكرة قوية‬ ‫ألنهم يتذكرون كل ما يقرأونه كما أن لديهم القدرة على رؤية هذه الكلمات‬ ‫في عقولهم‪ .‬ومن العبارات التي يستخدمونها دائما ً هي «دعنا نركز على هذا‬ ‫الموضوع»‪.‬‬ ‫أما الشخصيات السمعية‪ ،‬فهم يميلون لألصوات الجميلة‪ ،‬وتجدهم يبدعون‬ ‫في التحدث مع اآلخرين ويعتبرون مستمعين من الطراز األول‪ ،‬كما أنهم‬ ‫يجيدون استرجاع كل ما تم التحدث عنه بسهولة‪ ،‬باإلضافة إلى أنهم‬ ‫يتحسسون جدا ً لنبرة المتحدث ويتأثرون إذا تم توبيخهم‪ .‬وال تحب هذه‬ ‫الشخصية أن يجبرها أحد في االستعجال ألداء أية مهمة ألنهم يفضلون إتمام‬ ‫العمل على أكمل وجه‪ .‬من العبارات التي يستخدمونها «هل تسمعني»‪.‬‬ ‫والشخصية الحسية هي كتلة من المشاعر وليس بإمكان أي أحد التعبير عن‬ ‫مشاعر السعادة والحب أفضل من هذه الشخصية‪ ،‬كما أنهم يفضلون حاسة‬ ‫اللمس في التعبير عن مشاعرهم من خالل المصافحة واألحضان‪ ،‬وأغلب‬

‫‪18‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫قراراتهم تكون مبنية على المشاعر‪ .‬ومن العبارات األكثر استخداما ً هي‪:‬‬ ‫«كيف تشعر حيال هذا األمر»‪.‬‬ ‫بمجرد تمييز نمط الشخص الذي تتعامل معه ستتمكن من فتح باب األلفة فيما‬ ‫بينكم‪ ،‬وذلك بالتحدث باللغة التي تتوافق مع شخصيته‪ .‬فإذا تم الرد على‬ ‫الشخص الحسي في وقت محنته بعبارة «أنا أشعر بمدى األلم الذي تشعر‬ ‫به» تكون قد نجحت في فتح أول باب لأللفة معه‪...‬‬ ‫بإمكانك أن تُنشئ رابطة تناغمية عميقة مع من تحب أو مع األسرة‬ ‫واألصدقاء بكل سهولة ‪..‬بينما قد تحدث صعوبة كبيرة في التقاط أفكار‬ ‫األشخاص الجدد في محيطك لذا قد تجد نفسك تكرر بعض العبارات السلبية‬ ‫فقط ألنك لم تستطع التقاط أفكارهم بشكل واضح وبالتالي تنعدم األلفة معهم‬ ‫قال خير من وطئت قدماه الثرى‪ ،‬رسول هللا محمد صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫(األرواح جنو ٌد مجنَّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)‪...‬‬ ‫فاألرواح لها قدرة على التخاطر وإدراك خبايا األنفس وأثرها عميق بعمق‬ ‫تجاذب تلك األرواح‪ ،‬فالقلب الطيب من الناس ّ‬ ‫يحن إلى شكله‪ ،‬والشرير نظير‬ ‫ذلك يميل إلى نظيره ومن يشاكله‪ ،‬كل إنسان له شبيه روحي يتناسب معه‪،‬‬ ‫فكما أن هناك من يحبك بال سبب‪ ،‬فإن هناك أيضا ً من يكرهك بال سبب‪...‬‬ ‫قد تُعجب روحك بروح إنسان آخر تحس بمشاعر ال تعرف لها تفسيرا ً وال‬ ‫تجد لها أثراً‪ ،‬فقط سوف ترتسم على جبينك ابتسامة تع ّجب وتحس بشعور‬ ‫يمازج قلبك وفرح يداعب وجدانك وقد تستغرب أن جمع هللا بينكما بموقف‬ ‫عجيب وغريب‪ ،‬هذه المواقف تجعل اإلنسان يتأمل ويتفكر‬ ‫إن مسألة تآلف األرواح التي تشابهت في الطباع والمزاج أو التركيب النفسي‬ ‫عكس تلك األرواح المختلفة في الطباع واألمزجة أو التركيبات النفسية‬ ‫المعقدة‪ .‬إن تجاذب األرواح من أسمى وأرقى العالقات اإلنسانية‪ ،‬ألن الوجوه‬ ‫واألشكال تتكرر‪ ،‬أما األرواح فال تتكرر‪ ،‬فعالم األرواح يتعدى الشكليات‬ ‫والماديات حيث التجانس في الطباع الباطنة واألخالق الخفية يورث تجاذب‬ ‫األرواح‪ ،‬وهذا ما يسمى بالتخاطر العاطفي أو تجاذب األرواح‪...‬‬ ‫أرواح التقت واتفقت واشتاقت‪ ،‬يجمعها تجانس عجيب يساق بعضها إلى‬ ‫بعض‪ ،‬ويقول جبران خليل جبران‪" :‬ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن‬

‫‪19‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫المحبة تأتي بالمعاشرة الطويلة‪ ،‬إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم‬ ‫الروحي"‪.‬‬ ‫غالبا ً عندما تحب روحا ً عابرة فتلك الروح تحب ما بداخلك‪ ،‬وهذا هو مبدأ‬ ‫تجانس األرواح‪ ،‬مما يعني تدفق الحب بسهولة وانعقاده بال تكلف أو مقدمات‪،‬‬ ‫إن التوافق بين إنسان وآخر ال يكون بسبب توافق عمري وال جنسي وال‬ ‫لوني أو بطول العشرة وال بالرفقة المستمرة‪ ،‬ولكنه سر من أسرار التوافق‬ ‫الروحي‪ ،‬واتحاد األرواح في المفهوم الطاقي وتجاذبها هو توافق وتشابه في‬ ‫الهاالت والذبذبة العالية والمرتفعة‪ ،‬فعندما يتناغم الفكر وتتعانق األرواح‬ ‫تتحطم أمامها كل المفاهيم المادية ليخلق توافق روحاني حيث تأخذنا األقدار‬ ‫لنتقابل مع أرواح تتجانس معنا‪ ،‬نحس بما يحسون ونستشعر ما يستشعرون‬ ‫وكأن هناك رابطا بين أحاسيسنا‪ ،‬والطبيعة شاهدة من حولنا على التوافق‬ ‫والتنافر‪ ،‬ففي الكيمياء هناك أيونات تتفاعل وتتجاذب‪ ،‬وفي الفيزياء عناصر‬ ‫تتآلف وتتنافر‪ ،‬وتجاذب األرواح أقوى أنواع التجاذب‪ ،‬ألنها األصدق‬ ‫إحساسا ً واألكثر عمقا ً‪...‬‬ ‫فالحب ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي‪ ،‬وهو نتيجة انسجام‬ ‫طبائع يكمل بعضها البعض اآلخر ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة‪...‬‬ ‫لقد استقرت حكمة هللا – عز وجل – في خلقه وأمره على وقوع التناسب‬ ‫والتآلف بين األشباه‪ ،‬وانجذاب الشيء إلى موافقه ومجانسه‪ ،‬وهروبه من‬ ‫مخالفه‪ ،‬ونفرته عنه كل ذلك بالطبع كما يقول ابن القيم رحمه هللا‪.‬‬ ‫ويرى أن ِسر التمازج واالتصال في العالم العلوي والسفلي‪ ،‬إنما هو‬ ‫التناسب والتشاكل‪ ،‬والتوافق‪ ،‬وسر التباين واالنفصال‪ ،‬إنما هو بعدم التشاكل‬ ‫والتناسب‪ ،‬وعلى ذلك قام الخلق واألمر‪ ،‬فالمثل إلى مثله مائل‪ ،‬وإليه صائر‪،‬‬ ‫والضد عن ضده هارب‪ ،‬وعنه نافر‪ ،‬وقد قال تعالى { ُه َو الَّذِي َخلَقَ ُك ْم ِم ْن‬ ‫اح َدةٍ َو َج َع َل ِم ْن َها زَ ْو َج َها ِل َي ْس ُكنَ ِإلَ ْي َها} [األعراف‪...]189 :‬‬ ‫نَ ْف ٍس َو ِ‬

‫‪20‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫مقهى البجاري‬ ‫جدلية الزمن‬ ‫املاضي واحلاضر يف حوارات املثقفني‬ ‫صباح سليم علي‬ ‫المقاهي لم تزل تربض مستكينة في ذاكرة المثقفين‪. .‬حيث كانت هي المكان‬ ‫الذي يرتاده كل فئات المجمتع المختلفة‪ .‬وكان لكل مقهى رواده‪ .‬الذي تربطهم‬ ‫أعتبارات أجتماعية أو مهنية‪ .‬واليعني هذا أن المقهى الواحد مقتصر على‬ ‫رواد معينين ‪..‬لكن يبقى المقهى هو المجال الحيوي الذي يجلس به مختلف‬ ‫أبناء المجتمع‪ .‬فتجد فيه المثقف‪.‬والسياسي والموظف ‪..‬الغني والفقير‪.‬‬ ‫‪.‬المتنور والظالمي ‪..‬أنه بانوراما الواقع األجتماعي‪ .‬ومن خالله تظهر‬ ‫المواقف السياسية للبعض من‪ .‬مرتاديه‪ .‬وفي فترات سياسية سابقة‪ .‬كل لكل‬ ‫حزب سياسي ‪..‬قومي أو ماركسي أو أسالمي ‪.‬مقهى خاص يلتقون به‪ .‬حتى‬ ‫الفنانون واألدباء والمتفلسفون لهم مقاهي يرتادوها ‪.‬لكن كل هذا الشتات كانوا‬ ‫يلتقون في نقطة واحدة هي الوطنية وحب الوطن ‪..‬الكالم والحوار وتبادل‬ ‫األخبار واللقاءات على مواعيد أو بدونها‪ .‬تحدث في المقاهي ‪..‬حيث تتسع‬ ‫الحياة فيها حتى وأن كانت راكدة أو مكررة‪ .‬فهي برلمانات شعيية مصغرة‪.‬‬ ‫أذ تشهد فيها الحوارات السياسية‬ ‫والثقافية والتقاطعات والمشادات الكالمية‪ .‬والطروحات بكل أشكالها‬ ‫وأنواعها‪ .‬وفيها يسري خيال األدباء والكتاب ففيها ظهرت الكثير من الرؤى‬ ‫واألفكار الجديدة‪ ..‬فالمقاهي تزيد من حيوتنا وخبرتنا منذ بواكير حياتنا‬ ‫الثقافية‪. .‬فمقهى البجاري ومنذ سبعينيات القرن الماضي ذو خصوصية أذ‬ ‫كانت المكان المفضل لألدباء والفنانين والتربويين والرياضيين‪ .‬حيث تحتدم‬

‫‪21‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫فيه النقاشات والحوارات يسودها روح الصداقة‪.‬واأللفة والتأزر‪.. .‬صباح‬ ‫اليوم السبت الموافق‬ ‫‪ /١٢‬حزيران ‪.. ٢٠٢١ /‬كان اللقاء في واجهة المقهى واسعا"‬ ‫ومتنوعا" بالحضور المتميز فقد أمتلئت قتبات المقهى الخشبية بعدد من‬ ‫المثقفين والتربويين‪ .‬وكان الحوار منفصال" لكل مجموعةعلى حدا ‪.‬فاألدباء‬ ‫أنصب حوارهم علي الجانب الثقافي وأخر الكتب األدبية ألتي صدرت‪.‬ومنها‬ ‫رواية الفليقوس للروائي حسين رحيم وأمور ثقافية أخرى‪ .‬أما التربويوين‪.‬‬ ‫فكانت حواراتهم منصبه حول األشراف التربوي‬ ‫ومستجدات العملية التربوية في المدينة‪. .‬رغم أنهم حاليا" متقاعدون‪ .‬لكن‬ ‫حنينهم لماضيهم التربوي يشدهم ألى تذكرتلك الصور الجميلة التي عاشوا‬ ‫في خضمها ‪.......................‬‬ ‫الحاضرون ‪..‬التربويوين ‪..‬األستاذ زهير جمليران ‪..‬الخطاط والتشكيلي‪.‬‬ ‫طارق الشبلي ‪..‬الدكتور حميد مرعي الصوفي ‪ ..‬المشرف التربوي الكاتب‪.‬‬ ‫شامل الشبلي ‪..‬المشرف التربوي شامل يونس البك ‪..‬مدير األعدادية الشرقية‬ ‫األستاذ مثنى محمد صالح ‪...‬الباحثون واألدباء ‪...‬الباحث شعالن العنزي‬ ‫السبعيني القاص‪..‬المعتصم عبد الهادي ‪..‬الناقد ‪.‬شاكر محمود الجميلي‬ ‫‪..‬القاص والناقد‪ .‬محمد سامي عبد الكريم ‪..‬القاص والناقد‪ .‬قاسم حسن علي‪.‬‬ ‫‪..‬الرياضي الجوال‪ .‬خالد السواح‪ .‬الصور بعدسة الناشط في مجال حقوق‬ ‫األنسان‪ .‬عبد الجبار أبراهيم العنزي ‪.....‬‬

‫‪22‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫فكر صح‬ ‫مليس الدفاعي‬ ‫ما تعتقده كفكر سلبي سوف يجذب ً‬ ‫فعال سلبيًا أو يحدث بسبب ترددات‬ ‫االهتزاز والطاقة المتشابهة التي يتشاركونها‪.‬‬ ‫هذا هو السبب في أنه من المهم جدًا أن تظل إيجابيًا وأن تفكر بشكل إيجابي‬ ‫فقط ألنك إذا فعلت ذلك ‪ ،‬فسوف تجذب اإليجابية إلى حياتك مما سيخلق حياة‬ ‫أكثر سعادة وصحة لنفسك ولكل من حولك ‪.‬‬ ‫الخطوات األساسية حول كيفية تطبيق قانون الجذب هي كما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬يجب أن تجد لنفسك مكانًا لطيفًا لالسترخاء للجلوس لفترة أو حتى‬ ‫االستلقاء‪ .‬يجب أن تكون هادئة قدر اإلمكان وسلمية قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫صف عقلك قدر المستطاع وابذل قصارى جهدك حتى ال تدع أي أفكار تدخل‬ ‫ِ‬ ‫إلى ذهنك ‪ ،‬وإذا فعلوا ذلك فقط دعهم يمرون ويريح عقلك مرة أخرى‪.‬‬ ‫ضا جدًا للعقل ألنه يمكن أن يزيد من قوة عقلك وبالتالي‬ ‫التأمل مفيد أي ً‬ ‫سيساعدك هذا في كل شيء تضعه في ذهنك ‪..‬‬ ‫‪ -2‬تصور ما تريد‪ .‬عندما تبدأ في تخيل ما تريده ‪ ،‬يجب أن تكون متأكدًا‬ ‫بشأن ما تريده وال تشك في أي من أفكارك‪ .‬هذه هي االهتزازات التي تطلقها‬ ‫للكون ‪ ،‬لذا تأكد من أنها مثالية بقدر ما يمكنك صنعها‪ .‬تأكد من أنه شيء‬ ‫ترغب حقًا في تحقيقه وأنه شيء لديك الكثير من الحماس من أجله‪ .‬عندما‬ ‫تبدأ في تخيل ما تريد ‪ ،‬يجب عليك استخدام جميع حواسك الخمسة لتصور‬ ‫كيف سيكون لديك هذا الشيء أو الموقف‪ .‬يجب أن تشعر بالعاطفة بأن امتالك‬ ‫هذا الشيء أو الموقف سيمنحك (اإلثارة ‪ ،‬الفرح ‪ ،‬السعادة ‪ ،‬إلخ) يخزن‬

‫‪23‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫عقلك الباطن هذا الشعور كما تحدثنا عنه سابقًا ‪ ،‬ثم يزودك بدوره بالشيء‬ ‫الذي تريده حتى تشعر هذه المشاعر مرة أخرى وهذه المرة حقيقية‪.‬‬ ‫‪ -3‬يجب أن تسأل الكون عما تريده‪ .‬يجب أن تفكر فيما تريد وترسل تلك‬ ‫الصور واألفكار الذهنية إلى الكون (تفعل ذلك تلقائيًا بمجرد التفكير فيه)‪.‬‬ ‫الكون سيجيب‪.‬‬ ‫يجب أن تتحلى بالصبر قدر اإلمكان وتستمر في تخيل الكون وسؤاله قدر‬ ‫المستطاع‪ .‬تذكر أنه كلما كانت صورك وأفكارك الذهنية أكثر تعمقًا ‪ ،‬زادت‬ ‫سرعة منحك الكون ما تريد (هذا ألنك تكون أكثر تحديدًا بشأن ما تريده)‪.‬‬ ‫ضا أن تكون شاكرا ً وتظهر تقديرك‪ .‬فقط قل شكرا لك‪ .‬بسيط‪.‬‬ ‫تذكر أي ً‬ ‫‪ -4‬اكتب ما تريده‪ .‬إنه ألمر قوي للغاية أن ترى ما تريد كتابته بخط يدك‪.‬‬ ‫يجب أن تكتب عن ما تريده بالتفصيل كما لو كنت تخبر الكون عنه بقدر ما‬ ‫تستطيع‪ .‬اكتب في المضارع كما لو كان لديك بالفعل هذه الرغبة أو الرغبة‪.‬‬ ‫كلما نظرت إلى ما كتبته ‪ ،‬كلما تم تخزينه في عقلك الباطن ‪ ،‬وبالتالي كلما‬ ‫ظهر ما تريده بشكل أسرع‪.‬‬ ‫انظر إلى ما كتبته كل يوم قدر المستطاع‪ .‬كلما فعلت هذا كلما كان ذلك‬ ‫أفضل‪ .‬يمكنك حتى لصقها فوق سريرك في السقف ‪ ،‬لذلك عندما تستيقظ ‪،‬‬ ‫يكون هذا هو أول شيء تراه‪ .‬يمكنك حتى لصقها على باب دوالبك حتى‬ ‫تتمكن من رؤيتها عندما تحصل على مالبسك لهذا اليوم‪.‬‬ ‫ما تراه هو ما تؤمن به وما تراه يتغذى في عقلك الباطن ويخلق لك عقلك‬ ‫الباطن ما هي رغباتك الحقيقية‪.‬‬ ‫اصنع لوحة األحالم‪ .‬سيساعدك هذا على معرفة ما تهدف إلى تحقيقه‪ .‬تذكر‬ ‫‪ ،‬إذا كان بإمكانك رؤيته في ذهنك ‪ ،‬فيمكنك حمله بين يديك!‬ ‫‪ -5‬يجب أن تشعر بما سيكون عليه الحال عندما تحصل على ما تريده بالفعل‪.‬‬ ‫اشعر بالعاطفة التي ستشعر بها عندما يكون لديك ما تريده‪ .‬يجب أن تستخدم‬ ‫كل حواسك الخمس (اللمس ‪ ،‬الشم ‪ ،‬السمع ‪ ،‬التذوق والبصر) لتشعر وتتخيل‬ ‫ما يشبه أن تحصل على ما تريد‪ .‬على سبيل المثال الجيد سأستخدم سيارة‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫يجب أن تسمع كيف سيصدر المحرك عند قيادته ‪ ،‬يجب أن تشم رائحة‬ ‫المقاعد الجلدية ‪ ،‬يجب أن ترى من خالل الزجاج األمامي حيث تقود السيارة‬ ‫ويجب أن تشعر بعجلة القيادة تحت يديك‪ .‬كلما كانت هذه المشاعر أفضل‬ ‫وأكثر حيوية ‪ ،‬كلما جذبت ما تريده بشكل أسرع‪ .‬هذه خطوة مهمة ألن هذه‬ ‫المشاعر واألفكار ترسل اهتزازات بتردد معين إلى الكون ومن ثم تجذب‬ ‫هذه االهتزازات اهتزازات ذات ترددات مماثلة‪ .‬مثل يجذب مثل‪.‬‬ ‫لذلك ‪ ،‬كلما كانت هذه االهتزازات أقوى ‪ ،‬زادت قوة االهتزازات التي تنجذب‬ ‫إليك ‪ ،‬وكلما كانت هذه االهتزازات أقوى ‪ ،‬كلما حصلت على ما تريده بشكل‬ ‫أسرع‪.‬‬ ‫كثيرا هو أنها ستبقى في رأسك بشكل أفضل‪.‬‬ ‫السبب في تكرار هذه األشياء‬ ‫ً‬ ‫‪ -6‬يجب أن تكون شاكرا ً وتُظهر االمتنان تجاه كل ما لديك والذي أعطاك‬ ‫إياه الكون في المقام األول‪ .‬نعم ‪ ،‬ربما أعطاك شخص ما األشياء المادية‬ ‫ولكن الكون خلق الظروف لك للحصول على ما تريد‪.‬‬ ‫كلما زاد االمتنان الذي تُظهره تجاه الكون ‪ ،‬تبدأ األشياء األفضل واألفضل‬ ‫في الحدوث لك‪ .‬الكون يفعل كل شيء من أجلك ‪ ،‬لذا كل ما عليك فعله هو‬ ‫أن تكون شاكرا ً وإظهار االمتنان‪ .‬الكون ينتظر فقط أن تطلب ‪ ،‬عليك فقط‬ ‫أن تعرف ذلك ‪ ،‬وتقدره وتتوقعه‪ .‬فكر في كل األشياء الرائعة التي حدثت‬ ‫لك حتى هذه اللحظة بالذات واشكر الكون على هذه األشياء‪ .‬كن محددًا بشأن‬ ‫ما أنت ممتن له حتى تكون الرسالة أكثر وضو ًحا‪.‬‬ ‫سيؤدي إظهار االمتنان إلى تسريع عملية تلقيك لما تريده‪.‬‬ ‫‪ -7‬يجب أن تثق في الكون وتؤمن أنك ستحصل على ما تطلبه‪ .‬سوف يمنحك‬ ‫الكون ما تريده حقًا وعليك فقط أن تصدق ذلك‪ .‬كلما آمنت أكثر كلما حصلت‬ ‫على المزيد‪ .‬الثقة في الكون هي خطوة جيدة ومهمة ألنها تظهر للكون أنك‬ ‫تؤمن به والكون يحترم ذلك‪ .‬هذا هو الشيء الوحيد الذي يرغب فيه الكون‪.‬‬ ‫يجب أن تتذكر أال تفقد إيمانك أبدًا بسبب الوقت الذي قد تستغرقه الرغبة في‬ ‫الظهور‬

‫‪25‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫كشمشاية‬ ‫د‪ .‬امحد جاراهلل ياسني‬ ‫دخل رجل اشعث اغبر ‪ ..‬نحيل من شدة الجوع على الوالي في قصره‬ ‫‪..‬وكان االخير يتناول (القوزي )‪ ..‬فاندهش الوالي من منظره وسحب يده‬ ‫من الطعام ‪ ..‬وتغير لون وجهه ‪..‬والتمعت دمعة في عينيه ‪ ..‬ونهض من‬ ‫مكانه ‪..‬وتقدم نحو الرجل النحيل ‪..‬وقدم له ‪ -‬مبتسما ‪-‬بين سبابته واالبهام‬ ‫(كشمشاية) صغيرة واحدة ذات لون بني المع ‪..‬التقطها من هرم الرز الذي‬ ‫غطاه لحم ( القوزي ) ‪..‬‬ ‫فرح االشعث فرحا عظيما ‪..‬‬ ‫وقبل ان يغادر طلب من الوالي ان يسمح له بالتقاط سيلفي معه ومع‬ ‫(الكشمشاية) ‪ ..‬فاعتذر الوالي بكل تواضع وقال اخشى ان يحسب ذلك‬ ‫العمل رياء ونخسر اجر ( الكشمشاية ) ‪..‬‬ ‫فاغرورقت عينا االشعث بالدموع ‪..‬وانحنى ليقبل كف الوالي المطلية بدهن‬ ‫القوزي ‪..‬لكن االخير سحبها ‪..‬التزاما منه باجراءت التباعد االجتماعي‬ ‫ووصايا خلية االزمة ضد كورونا ‪..‬‬

‫‪26‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫ثم غادر االشعث قصر الوالي مسرورا حافيا رافعا بين اصبعيه‬ ‫(الكشمشاية)‪..‬بينما عاد الوالي لتناول القوزي بكفه… التي فاتت بالقوزي‬ ‫سريعا كما يفوت ميسي بدفاع لاير مدريد ذهابا وايابا ‪..‬‬ ‫****‬ ‫واجمع المؤرخون على ان مثل هذه االحداث والمواقف العظيمة‬ ‫في ذلك العصر الالمع من كثرة دهن القوزي فيه هي التي اسهمت بنهضة‬ ‫االمة وحافظت على نفوذها الذي شع نورا وعدالة من طريبيل الى خور‬ ‫عبدهللا ‪ ..‬عدا مؤرخ واحد من اقليم نيكاراغوا ‪ ..‬قال ‪ :‬لو منح الوالي حينذاك‬ ‫الفقير كشمشايتين ‪..‬لكانت االمة االن وصلت حدود الصين‪..‬وكنا نشرنا اكلة‬ ‫( القوزي ) حتى في بالد االندلس‪ ..‬وكان هذا المؤرخ لحظة مقولته تلك قبل‬ ‫قرون يتناول ( الجاجيك ) لذلك لم يأخذ بروايته الحقا طلبة الدراسات العليا‬ ‫‪..‬من باب الشك في صحتها ونزاهته ‪..‬‬ ‫****‬ ‫الحقا ايضا ‪..‬نالت تلك الكشمشاية شهرة واسعة وقيل انها من الكشمشايات‬ ‫التي غيرت مسار التاريخ ‪.‬‬ ‫****‬ ‫االشعث قيل انه لم يتناول الكشمشاية وانما احتفظ بها مجففة ‪..‬وكان يعرضها‬ ‫كل جمعة على الناس قرب سوق االربعاء بداخل زجاجة ( مال دواء السعال‬ ‫توسيرام) وسط صينية ‪ ..‬فكانوا يتباركون برؤيتها ولمس الزجاجة‬ ‫‪..‬ويرمون حولها النقود النها بنظرهم من انزه الكشمشايات في تاريخ االمة‬ ‫‪ ..‬حتى اغتنى االشعث منها وافتتح مطعما لل( القوزي ) عرف باسم قوزي‬ ‫الوالي ‪..‬وعندما علم الوالي بذلك من الفيس بوك غضب جدا الن االشعث‬ ‫استغل الكشمشاية واذهب اجرها وثوابها بفعله االنتهازي وارسل فرقة‬ ‫مدرعة اعتقلت االشعث ‪..‬واعادت ( الكشمشاية ) الى القصر معززة مكرمة‬ ‫‪..‬وقال المؤرخون ان هذه اول كشمشاية وطنية يعاد تحريرها بالقوة بدل‬ ‫المفاوضات ‪..‬في ذلك العصر الذي سمي بالعصر القوزي ‪..‬النه شهد انتشارا‬ ‫واسعا للطليان فيه ‪ ..‬فضال عن انتشار قناني التوسيرام ‪1258 ..‬م‬

‫‪27‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫أمريكا يابان عراق‬ ‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫يحافظ األمريكيون على أوزانهم واجسامهم الرياضية من خالل‬ ‫الذهاب إلى القاعات الرياضية وتناول البروتينات والمشروبات ذات الطاقة‬ ‫‪ ،‬وهذا ما ال يحبذه اليابانيون ويرون فيه إنهاكا ً للجسم ‪ ،‬فالياباني ال يهتم‬ ‫كثيرا بهذه الثقافة األمريكية وال يضع الذهاب إلى قاعات التمارين من ضمن‬ ‫أولوياته ‪ ،‬وبدال من ذلك كله يتبع أسلوبا يابانيا ً خاصا للحفاظ على وزنه‬ ‫ورشاقته ‪ ،‬إذ يمارس مجموعة من الطقوس التي تساعده في ذلك ‪ ،‬مثل‬ ‫المشي لمسافات طويلة وتناول األطعمة الخالية من النشويات واالستحمام‬ ‫بماء حار تصل درجة حرارته إلى ‪ ٤٠‬مئوية وممارسة رياضة اليوغا‬ ‫واإلكثار من تناول الخضار ‪ ،‬حتى غدت هذه الطقوس جزءا من الثقافة‬ ‫اليابانية ‪..‬‬ ‫في العراق يختلف األمر بعض الشيء ‪ ،‬فأبو ثرب يؤمن أن الكرش‬ ‫عز ‪ ،‬وأن الكرش المدور افضل من العضالت المفتولة ‪ ،‬وأن وليمة تقام في‬ ‫حي المالية فرصة قد ال تتكرر وأنها تساوي أالف القاعات الرياضية‬ ‫األمريكية ‪ ،‬ونصائح األطباء في ضرورة الحفاظ على الوزن والرشاقة ‪..‬‬

‫‪28‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫شهقة وزفري‬ ‫كرم االعرجي‬ ‫تخرج من حافظة العقل فكرتي‬ ‫ومن شهقة الدخان‬ ‫تغري الخيال؛؛‬ ‫هي دعابة تحمي سكوني البهيج‬

‫المسكونة جوف حجاب ورثته‬

‫ياه‬

‫صدفة من حرائق البيت‬

‫االماني ترافق النفس العميق‬

‫مكتوب فيها اسمي‬

‫اقصد‬

‫وسجادته المحشوة تسبيحا وقنوت‬

‫أمنية ثائرة؛ ألفهم الوجود‬

‫أن ال تختار امرأة‬

‫تلك التي تختار وحشتي في‬ ‫التجلي‬

‫وان تقعد طول العمر بال فاتنة‬ ‫تصوغ لك االماني‬

‫وتصاحب سحري المغامر‬

‫وتغسل قدميك‬

‫في فك طالسمه‬

‫لتذوب وتموت بطيئا في حرقتك‬

‫رياح ارواحها‬

‫آه‬ ‫من كيد النساء‬ ‫ليس كل النساء‪....‬‬

‫‪29‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫يف حَضْرةِ العملِ‬ ‫د‪ .‬أحالم غامن‬ ‫َ​َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫الحضت ْ‬ ‫العمل‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫الن‬ ‫ابتكار‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫األمل‬ ‫ة‬ ‫حض‬ ‫من‬ ‫أم‬ ‫ام‬ ‫الش‬ ‫مـن حضِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ـثال ‪...‬‬ ‫مــن الـشـآم إلــى الـدنيا إلـى ز َح ِـل‬ ‫ولـيـس كـاألس ِـد الـراسـي لـنـا م‬ ‫َ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫‪..‬‬ ‫مـن الـحر ِام إلـى األقـىص ‪ ،‬بـال زل ِـل‬ ‫نـ ْـس ٌـر ك ــأن الـث َّـريـا ره ـ َـن شــا ِرت ِـه‬ ‫َ‬ ‫فـك ُّـل ِش ْ‬ ‫ـلصال الـشـآم َو ِلــي‬ ‫ص‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـر‬ ‫ـب‬ ‫)‬ ‫(عدن‬ ‫إىل‬ ‫(حيفا)‬ ‫من‬ ‫ـعروبة‬ ‫ْأح َـيا ال‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫أودع ُ‬ ‫‪ ...‬شـعـائ َـر ال ِـعـل ِـم والـهـادي َـن لـل ُـس ُب ِل‬ ‫هللا ف ـيــه ك ـ َّـل َمـك ُـر َم ٍـة‬ ‫ق ــد‬ ‫َ‬ ‫نـقـول ‪ :‬يـا ُ‬ ‫ب ّـش ُـار مــا بـيـن ِغ ْ‬ ‫ـروح وال ُـمق ِل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ـم‬ ‫ـن‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ـا‬ ‫ي‬ ‫ـال‬ ‫م‬ ‫اآل‬ ‫ـنتىه‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل َّـبـي َـك يــا ُم ْـل َـه ًما يــا َم ْـن َـه َ‬ ‫ي ــا قــائ ًـدا َز َحـ َـم الـمـعن ب ِـح ْـك َ‬ ‫‪...‬‬ ‫ـثل‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪30‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ع ــادت بـحـضـرتك ال ـغ ّـراء كـال َـم َـه ِل‬ ‫ـرت الـ ِـغــربــان واه ـم ــة‬ ‫إذا ت ـنـ َّـمـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـلسطي ما يدعو إىل َ‬ ‫الو َج ِل؟‬ ‫ف ـهـل ُي َـب ْـس ِـم ُل باهلل الــذيـن غ ـ ُـووا ‪ ...‬ف يـف ف‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫وا َء ْمـ َ‬ ‫ـت َن ْـه َـج (عـل ٍّ‬ ‫‪...‬‬ ‫ـيالء وال َـجـل ِل‬ ‫ـن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـته‬ ‫غ‬ ‫ـال‬ ‫ب‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫)‬ ‫ـي‬ ‫ـور والـلـيل ِة الـل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ـقائد هـذا ال َـّش ِق مـن أس ٍـد ‪َ ..‬ي ِـح ُّـل مــا َعـقـد ال ُـعـربان ِمـ ْـن ِح َـي ِـل‬ ‫أع ِـظ ْم ب ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الممتد ف وطن ‪ ...‬رأي ـ ُ‬ ‫ـت ف ـيـك جـنـود هللا فــي رجـ ِـل‬ ‫المدى‬ ‫هذا‬ ‫د‬ ‫يا غم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـنقذ األعـر َ‬ ‫ـرق ‪ .‬يـأتـوا إلـيـك مــع الـغـفران فـي ظـل ِل‬ ‫غ‬ ‫ـن‬ ‫م‬ ‫اب‬ ‫فـأنـت مــن ي‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ٌ ‪ْ ُ ..‬‬ ‫َّ‬ ‫وأنـ َ‬ ‫اإلعالم والد َج ِل‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫غ‬ ‫ـل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ـغ‬ ‫ت‬ ‫ـئذنة‬ ‫م‬ ‫ـخ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ـالت‬ ‫ب‬ ‫ـدس‬ ‫ـق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َمـ ْ‬ ‫ـوات وال َـجد ِل‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـته‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ـم‬ ‫ح‬ ‫دس‬ ‫ـق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـياء‬ ‫أول‬ ‫ـن‬ ‫م‬ ‫ـاد‬ ‫ق‬ ‫ـن‬ ‫ـائر األص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وص ْـه َـو ُة ال َّـن ْ‬ ‫ـملة ‪َ .‬‬ ‫ـالص مـ ْـن أز ِل‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫واإل‬ ‫ـض‬ ‫س‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـنيك‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـعث‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـة‬ ‫فـآي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫‪..‬‬ ‫ـصورة األمـ ِـل الـهـادي عـلـى ال َـج َب ِل‬ ‫ب‬ ‫ىل‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ه تشه ي‬ ‫إنـي شهدت بعي ِ ين و ي‬ ‫ْ ّ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُْْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وف ك ِبدي ‪ ،‬ومـن يـفتش بـعد األس ِـد عـن أم ِـل ؟‬ ‫صوت‬ ‫ـي‬ ‫ف‬ ‫ـك‬ ‫أعـلنته ل‬ ‫ي ي‬ ‫َ ُ‬ ‫هـذي دم ُ‬ ‫أك ْ‬ ‫ـشق‪ ،‬وهـذا ُع ْـر ُ‬ ‫ـرم بـه ‪ ،‬م ْـن َو ِل ٍّـي ‪ ،‬فـاق ك َّل َو ِ يىل‬ ‫ـائدها‬ ‫سق ِ‬

‫‪31‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫غابةُ الشِّــــرْك‬ ‫د‪ .‬وليد جاسم الزبيدي ‪ /‬العراق‬ ‫في غاب ِة ال ّ‬ ‫ــر ِك‬ ‫ش ْ‬

‫سها‬ ‫ق يد ُّ‬ ‫وأورا ٍ‬ ‫""المخبرونَ ""‬ ‫بحر القصيدةِ‬ ‫حول ِ‬

‫نكتب‬ ‫بصور نساءٍ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫لهن غزالً‬ ‫ّ‬

‫والخروجِ عن الوزن‬ ‫والقافية‬ ‫تعــــــــا َل ‪ ...‬لنقرأ َ‬ ‫بعض النّ‬ ‫صوص‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫مث َل الّ‬ ‫لصوص‬ ‫ْ‬

‫أشجار تصنّ ْ‬ ‫مت‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫لت‪ ،‬فتألّ ْ‬ ‫فتش ّك ْ‬ ‫هت‬

‫نتحلّ ُق في صوفيّ ِة‬ ‫الوجدِ‪ ،‬كنتُ‬ ‫ألتقيك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الخمر‬ ‫في حدائق‬ ‫ِ‬ ‫ق بأريجِ أنثى‬ ‫المعت ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫تتسابق خيو ُل‬ ‫لنرسم قُ ْبلَةً‬ ‫خياالتنا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫شفَ ٍة‬ ‫على َ‬ ‫ل ْم ت َ ِطأْها رغبةٌ‬

‫القهر‬ ‫بعيدا ً عن‬ ‫ِ‬ ‫والمفترين‬ ‫ونبني بالدا ً – ولو‬ ‫بالخيال‪-‬‬ ‫كمث ِل البال ْد‪..‬‬

‫ِ‬ ‫بأوتار ِ‬ ‫لحن‪ ..‬ولَ ْوحٍ‬ ‫ولَ ْو ِن‪..‬‬ ‫سيعلو البنا ْء‪ ..‬ويأتي‬ ‫الرجا ْء‬ ‫ّ‬ ‫ففي غاب ِة الشــ ِّ ْر ِك‬ ‫ف‬ ‫يغدو‬ ‫التصو ُ‬ ‫ّ‬ ‫فينا صالةْ‬ ‫درب‬ ‫وبع َد المتاه ِة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫النجــــاةْ‬ ‫تعـــــا َل صديقي‪– ..‬‬ ‫ْ‬ ‫وإن طا َل لي ٌل‪-‬‬ ‫فجر ‪ ،‬كهذا‬ ‫سيول ُد ٌ‬ ‫الحريق‬

‫إيــــــــــ ِه صــاحبي‬ ‫وأنت ِخلّي الما‬ ‫َ‬ ‫تخلّى عن ضفافٍ‬

‫فال سجنَ فيها وال‬ ‫اضطها ْد‬

‫ونبني بالداً‪ ،‬كأحلى‬ ‫البال ْد‬

‫جما ُل النسا ْء‪..‬‬

‫يوجعُها َج ْز ُر النقا ْء‬

‫ُ‬ ‫جنون الحيا ْء‬

‫فال دم َع فيها‪ ،‬وال‬ ‫موت فيها‪،‬‬ ‫َ‬

‫انقراض‬ ‫ومـ َ ُّد‬ ‫ِ‬ ‫األصدقا ْء‬

‫صوام ُع فيها ُ‬ ‫أنين‬ ‫ّفوف‬ ‫الد ْ‬

‫كأرض‬ ‫ِ‬ ‫المعـــــــــــــا ْد‪!!..‬‬

‫نغر ُد‬ ‫في‬ ‫زمن‪ُ ..‬كنّا ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الخوف‬ ‫قفص‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ندور عليها صفوفاً‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫صفوف‬ ‫ْ‬

‫‪32‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫انا والقصيدة‬ ‫رزاق مسلم الدجيلي ‪ /‬العراق‬ ‫انا والقصيدة‬ ‫صديقان في محراب الكلمة‪..‬‬ ‫احبها وتحبني‪..‬‬ ‫اشاكسها احيانا‪..‬‬ ‫او اغضب منها‪،.‬‬ ‫لكنها تعرف مدى عشقي لها‬ ‫*********************‬ ‫انا والقصيدة‬ ‫قلب واحد في جسدين‬ ‫ٌ‬ ‫اليعرف التوقف‪..‬‬ ‫يعرف سر المغازلة والتودد والعشق‬ ‫حين يرحل الجسد عن نصفه اآلخر‪.‬‬ ‫يجذبه القلب بقوة من أجل الحياة‬ ‫*********************‬ ‫انا والقصيدة‪،‬‬ ‫حلم الينتهي‪،.‬‬ ‫يستفزني دائما‬ ‫تمر بي في عالم الذاكرة‪،.‬‬

‫‪33‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫تشدني اليها‪،‬‬ ‫نشعر كطفلين يلعبان معا‪،‬‬ ‫ويقضيان وقتيهما في عالم الطفولة الالمنتهي‬ ‫**********************‬ ‫انا والقصيدة‪،‬‬ ‫أل ٌم‪ ،‬توجس‪ ،‬معاناة‪ ،‬ومكابدة‪،‬‬ ‫أراها حزينة على قارعة الطريق‬ ‫تشتكي آهاتها‪،.‬‬ ‫تبثٌني شكواها‬ ‫الي‬ ‫أشدها ً‬ ‫أضمها إلى قلبي متلهفا اليها‬ ‫ً​ً واجعلها تحس باألمان دائما وابدا‬ ‫****************************‬ ‫انا والقصيدة‪،‬‬ ‫عاشقان في محراب التهجد‪ ،‬والتوحد ‪ ،‬والعبادة‬ ‫تقف دائما إلى جنبي‬ ‫مثلما الجسد إلى ظلٍه‪،‬‬ ‫نرحل‪ ،‬نجيء‪ ،‬نفرح‪ ،‬ونحزن معا‬ ‫نعيش في صومعة واحدة‪،‬‬ ‫ألنها تعرف انني اغازلها دائما‬

‫‪34‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫م املَشيبِ‬ ‫لِقَا ٌء رغ َ‬ ‫فاتن ابراهيم حيدر‪ /‬سوريا‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫األ َ‬ ‫حوال َي ْس ُألن ْال َحبيبُ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الد ُمو ُع ب َما أج ُ‬ ‫َف ُت ْخ ِ ُ‬ ‫يب‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِي‬ ‫ُ ُ ُ َْ ْ ْ َُ َ ًْ‬ ‫دموع الوج ِد أذ ِرفها ط ِويًل‬ ‫هم ال َيخيبُ‬ ‫َو َس ْه ُم ْال ُح ِّب َس ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ْ ُ َّ َ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫وق َ‬ ‫ِس د ْم ِ يع‬ ‫ل‬ ‫حم‬ ‫ي‬ ‫بعثت الش‬ ‫ِ ِ‬ ‫األِسار َي ْك َت ُـب ْال َّله ُ‬ ‫َوف ْ َ‬ ‫يب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫َ َْ َ َ َ‬ ‫وق َج ْم َرته َس ًَلماً‬ ‫فألف ف‬ ‫ِ​ِ‬ ‫َو ْبر ًدا ُث َّم َأ ْي َن َع َما َيطيبُ‬ ‫ِ‬ ‫َف َه ْل َع َان ْد ُت باأل ْح ًَلم َقدراً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َو َبات ال ُحل ِم ِإ ْج َراما َو َع ْي ُب‬ ‫الروح ُع ْمقٌ‬ ‫َو َأ ْش َع ٌار َل َها ف ُّ‬ ‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ َّ َ َ ْ ُ َ َّ‬ ‫النحيبُ‬ ‫ت ِزيد الشوق يعلوها ِ‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ونا ُث َّم َش َّت َـتنا ٌ‬ ‫لقاء‬ ‫دن‬

‫‪35‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫ُ ُ َ‬ ‫َ ٌ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ب ِعيد كان يف حل ٍم ق ِريب‬ ‫َ َْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ً‬ ‫وأِسقنا ول ِكن كان وهنا‬ ‫َ​َ َ ْ َ​َ َ َ​َ ُ‬ ‫الغ ُروبُ‬ ‫عَل وه ٍن فداهمنا‬ ‫َ َْ ُ ُ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫نّشق َيا دنا َرغ ًما َو ِإنا‬ ‫س ِ‬ ‫ْصار ُم ْل َته ٌب َعجيبُ‬ ‫ب َنا ِاإل ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫مر‬ ‫و ِإن خان الزمان فرب ع ٍ‬ ‫المشيبُ‬ ‫به َي ْح ُلو ل َق َانا َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ​ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫أِس َ‬ ‫فت َيا ُحزنا َف َن ُ‬ ‫إن ْ َ‬ ‫حن‬ ‫و‬ ‫اإلِساف ُنور ُق ال َن ُذوبُ‬ ‫َعَل ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ​َ‬ ‫َ‬ ‫الدهر َوطرٌ‬ ‫اديات‬ ‫لنا يف ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ ِّ ُ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫الخ ُط ُ‬ ‫وب‬ ‫تزيننا المص ِائب و‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ​َ ُ َ‬ ‫لنا ِ يف ك ِّل ز ِاو َي ٍة د ُموع‬ ‫َوم ْن ُكلِّ‬ ‫الر َز َايا َن ْس َتثيبُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ َ ُ ُّ َ‬ ‫رب‬ ‫أتسأل ِ ين وتعلم أي د ٍ‬ ‫َ َ َْ َ ُ‬ ‫يث ْأت َع َب َنا ْال ُه ُروبُ‬ ‫سلكنا ح‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َو ِإنا َحيث َما قد ش َاء َع ْهد‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫سبوى بعد فرق ِتنا قلوب‬

‫‪36‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫مسافات‬ ‫د‪ .‬أمريه البشيهي‬ ‫َر ْغم ْالبُ ْعد والمسافات‬ ‫ار َوبِ َالد‬ ‫َو َر ْغم َما بَ ْينَنَا ِم ْن بِ َح ِ‬ ‫ع ْينِي‬ ‫َيا غا ٔيبا ً َع ْن َ‬ ‫بِ َعي ِْن قَ ْلبِي ا ََٔراك‬ ‫فوداي‬ ‫ا ََٔو ت َ ْد ِري أَنَّك ِفي ٔ‬ ‫ْس ِلي ِس َو ْ‬ ‫اك‬ ‫َوا َْٔن لَي َ‬ ‫االيَّا ُم ُم ْس ِر َعةً‬ ‫ت ْ َٔ‬ ‫َكم َم َّر ِ‬ ‫َولَ ْم َي ُم َّر ِح ِبّي فِي ه َ​َواك‬ ‫ْت َع ْن َع ْينِي‬ ‫ا ْٕن ِغب َ‬ ‫ِفي قَ ْل ِبي ا ََٔراك‬ ‫ت َم ْن يَ ْس ُك ُن َوتيني‬ ‫فَا َٔ ْن َ‬ ‫وروحي ت َ ْحيَا بلُقياك‬

‫‪37‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫عَمَى البصر‬ ‫امساعيل خوشناو‬ ‫أيُم ِكن‬

‫أرى الحياة من غير نظر‬

‫بلحظة أن تعمى البصر‬

‫زرعتُ حبا‬

‫وترى الحياة‬

‫قلعتُ شوكا‬

‫وكل الجمال من غير أثر‬

‫بنيتُ من قصائدي‬

‫جنون قيس‬

‫قصرا يطوف به القمر‬

‫له مبرر‬

‫ايمكن بلحظة‬

‫ذهاب ليلى‬

‫أن تعمى البصر‬

‫أعمى كل شئ‬

‫وكأنني‬

‫قد كنتُ بها‬

‫قد كنت في حكاية‬

‫أمير البشر‬

‫وانتهى الخبر‬

‫اصبحتُ اآلن لعبة‬

‫في البداية‬

‫بأيدي أطفال الغجر‬

‫يحلو كل شيء‬

‫كثيرا ما تمنيتُ جنون قيس‬

‫وفي النهاية‬

‫أجول الصحارى‬ ‫أُمسك بالقمر‬

‫يموت البشر‬

‫‪38‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫حديث الليل‬ ‫د‪ .‬منى عثمان‬ ‫في الليل‪.......‬‬ ‫يغرد طائر من‬ ‫عناقيد‬ ‫األمنيات المتدلية‬ ‫على جدران‬ ‫النداء‪......‬‬ ‫صوته‪.....‬‬ ‫مطر فوق نافذة قلبي‬ ‫دندنة في جنبات‬ ‫روحي‪.....‬‬ ‫عمر انتظاري‬ ‫المبهم في أروقة‬ ‫الشتات‪.......‬‬ ‫قبل تاريخ انطفائي‬ ‫ببضعة‬ ‫رجفات‪.......‬‬ ‫بعد صراخ اللهفة‬ ‫بغصن شغف‪.......‬‬ ‫نهري الغاضب من‬ ‫تواريخ‬ ‫النضوب‪......‬‬

‫مازال يرتجل‬ ‫الرحيل‪.......‬‬

‫وعلى أي الشواطئ‬ ‫أرسو‪.....‬‬

‫مازال يهمس‬ ‫للشواطئ أن‬ ‫تتصبر‪......‬‬

‫وقاربي أنهكته‬ ‫الثقوب‬

‫عمرا من الغيم‬ ‫والنوارس تحصي‬ ‫الخسارة‪.......‬‬ ‫على بساط الوقت‬ ‫أرمي هويتي ‪......‬‬ ‫أتساءلني‪......‬‬ ‫كيف أولد من جديد‬ ‫كيف أرسم للدروب‬ ‫خطوا وليدا‪.....‬‬ ‫لم يعرف الرحيل‬ ‫وال الفراق ‪....‬‬ ‫وال نزف اغترابا‬ ‫بأي ال ِشباك أصطاد‬ ‫حلمي الغارق في‬ ‫جب سحيق‪......‬‬

‫‪39‬‬

‫كيف أبدأ الرواية‬ ‫بعنوان الندى‪......‬‬ ‫بعدما تآكلها الظمأ‬ ‫‪....‬واعتراها‬ ‫التشقق‬ ‫وفي آخر السطور‬ ‫تقبع زنبقة‬ ‫وحيدة‪.......‬‬ ‫تتورد وهجا‬ ‫وتضوع بعطر‬ ‫البدايات‪.......‬‬ ‫وتناشد المنى أال‬ ‫يغيب‪.....‬‬ ‫أوتدري‪......‬‬ ‫أنا تلك الزنبقة‬ ‫وأنا المنى !!!‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫يف ظهبة النهر‬ ‫تتقافز النوارس محدقة بدفاتري‬ ‫المرمية عَل طاولة وحيدة‬ ‫كتف‬ ‫تباكم أجنحتها عَل ي‬ ‫ُ‬ ‫بزحمة تقليدية‬ ‫وتشعل المكان‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فر ُ‬ ‫أيت غرابا عجوزا‬ ‫يحمل سجادة‬ ‫وقنينة من ماء الجنة‬ ‫رأيته‬ ‫بسكي سوداء اللون‬ ‫ٍ‬ ‫تذبح غيمة بيضاء‪..‬‬ ‫وتختف بليلة حمراء‪..‬‬ ‫ي‬ ‫نفس الغراب‬ ‫رأيته ر‬ ‫ينب الفوض‬ ‫باللياىل‬ ‫عَل المحتفلي‬ ‫ي‬ ‫الدجلوية‪..‬‬

‫‪40‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫تغريبة‬ ‫فوز العلوي‬ ‫ستاتيني ملتحفا خطاياك‬

‫وياتيها زمان األنس محموال‬

‫حافي القلب لتقول لي ‪ :‬هيّا‬ ‫ارتقيني‪....‬‬

‫على الواح نوح‬ ‫‪....‬ال ال تقل مجروح‬

‫ال خيط عندي كما ترى‬

‫وال تقل لي تعتعتني الريح يا‬ ‫ر ّمانتي‬

‫ألخيط جلباب البالد‬

‫ألم يبلغك أني لم اعد شاعرة‬

‫هم سافروا شرقا‬

‫وصرت اصطاد السمك‬

‫وانا رايت ثيابهم مزقا‬

‫ما أجمل الشطآن وما ابهى ال ّ‬ ‫شبك‬

‫ورأيت نعالهم ال تقود إلى فالة‬

‫إذ يعلق الشبوط بين أرجوحتين‬

‫اجلس اقاسمك الفراغ‬

‫يناشدني أن اطلقيني يا لوزية‬ ‫العينين‬

‫وانا مثقوبة الكفين‬

‫ّ‬ ‫فلنغن كي يعود لنا الصدى‬ ‫او‬

‫وانا اقول بقسوة القرصان‬

‫ال لحن لي إال الذي خبأته من‬ ‫خيبتين‬

‫اصمت انت فريستي اليوم‬

‫أيام كانت االوتار انهارا‬

‫ال ليس ينفعك مجاز‬

‫وكان الليل خلخاال لعاشقة توقع‬ ‫اسم فارسها‬

‫وال زجاج المعنى إذ يتشظى‬ ‫على برك التإويل‬

‫فياتيها الصباح مض ّمخا بعطوره‬

‫ساصطاد اسفنج البالد وحوتها‬

‫‪41‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫اااه ياذنبي الوحيد‬

‫وبقايا اطباق الخزف‬

‫ويا نبيي الذي لم يحترز‬

‫من تيتانيك‬ ‫او ربما علقت بالواح سفينتي‬ ‫حورية من نهر دجلة تبكي وتعول‬

‫فتفرقت اوراقه مزقا وتشتت‬ ‫ّ‬ ‫الس ّمار‬

‫يا خذيني ولتحملي جرحي‬

‫مالي إذن مازلت واقفة هنا‬

‫إني كرهت هذا الماء المع ّكر‬ ‫بالدماء‬

‫ّ‬ ‫فزاعة في حقل قش ‪.‬‬ ‫حتما انا لن اتركك ولن اقايض‬ ‫مطلقا‬

‫وكرهت اصداف اوروك‬

‫بجواد ليلك ولن ابوح بسر قلبك‬ ‫للنجوم‬

‫هم كسروها وحشوها الغاما‬ ‫واصابعي بترت جميعا‬

‫سأشد قلبك في يدي‬

‫فلتحمليني وطفلة وقفت هناك‬

‫وأحط نصلك ها هنا ما بين كفي‬ ‫ويقيني‬

‫على اطالل تدمر‬ ‫لم يبق من ملكوتها اال حمامة‬ ‫مجروحة‬

‫حتى إذا اغتصبوا حروفي‬ ‫او اشعلوا في قمح ارضي‬

‫نسيت موال أبي فراس فناشدت‬

‫قطعوا وتيني‬

‫من ذا سيسعفها بنواحه وجراحه‬ ‫والطير ّأوبت زمرا‬ ‫تحدو خوافيها رياح من عدن‬ ‫واالرض أضيق من شجوني‬ ‫ودموعي أوسع من يمن ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫فجر‬

‫ثالث قصائد‬

‫الرم ِل‬ ‫فوقَ‬ ‫ْ‬ ‫صفور‬ ‫ع‬ ‫ِكتابةُ ُ‬ ‫ٍ‬

‫للشاعر املكسيكي‬

‫ذا ِكرة ُ ريح‪.‬‬ ‫يداي‬ ‫داي‬ ‫َي َ‬ ‫تائر َكيانِك‬ ‫تفتحان َ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬

‫أكتافيو بـاث‬

‫‪ALBA‬‬ ‫‪Sobre la arena‬‬ ‫‪escritura de pájaros:‬‬ ‫‪memorias del viento.‬‬

‫‪MIS MANOS‬‬

‫آخر‬ ‫تلبَسانك ُ‬ ‫عريا ً َ‬

‫‪Mis manos‬‬

‫تكشفان َعن أجسا ِد َجسدِك‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪abren las cortinas de tu ser‬‬

‫يَداي‬

‫‪te visten con otra desnudez‬‬ ‫‪descubren los cuerpos de tu cuerpo‬‬

‫تبدِعان ِل َجسدِك‬ ‫َجسدا ً آخر‪.‬‬ ‫اآلخـر‬

‫‪Mis manos‬‬

‫الرتمجـة عـن اإلسبانيـة‬

‫ابت َدعتُ وجها ً‬ ‫خلفهُ‬

‫عبـد الســالم مصبــاح‬

‫ِعشتُ ‪،‬‬

‫‪inventan otro cuerpo‬‬ ‫‪a tu cuerpo‬‬

‫‪EL OTRO‬‬

‫‪Se inventó una cara.‬‬

‫ت‪،‬‬ ‫ُم َ‬

‫‪Detrás de ella‬‬

‫وبُعثتُ ‪...‬‬

‫‪vivió,‬‬ ‫‪murió y‬‬

‫ت َكثيرة‪.‬‬ ‫َمرا ِ‬

‫‪resucitó‬‬

‫وجههُ‬ ‫ْ‬

‫‪muchas veces.‬‬

‫اليـوم‬

‫‪Su cara‬‬ ‫‪hoy tiene las arrugas de esa cara.‬‬

‫الوجه‪.‬‬ ‫َعليه تجاعي ُد هَذا َ‬

‫‪Sus arrugas no tienen cara.‬‬

‫يس لَها وجه‪.‬‬ ‫تجاعيده لَ َ‬

‫‪43‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫ليلة عرس‬ ‫عبود اللباخ‬ ‫صباح شاكر‬ ‫عبود اللباخ يشتغل خلفه ِعد األسطه عزيز ابو شوارب‪ ،‬عزيز‬ ‫ابو شوارب متزوج اثنين االولى اسمها ام عباس والثانيه عاگر ايصيحولها‬ ‫ام غايب‪ ،‬خيريه ام فاضل الحفافة جوارين بيت عزيز ابو شوارب إمگعده‬ ‫ابيتها تلث نزوله إيجار وحجتها البيت مديون للعقاري‪ ،‬ام عبود اللباخ گاعده‬ ‫نزل إيجار ابيت ام فاضل الحفافة ‪ ،‬عندها چنبر ابراس الدربونه اتبيع‬ ‫هلقاسمه هللا وما ِعدها من االوالد غير بس ابنها عبود وبنيه متزوجه‬ ‫باالعظميه ‪ ،‬عبود خطب فوزيه البِت الوسطانية من بنات األسطه عزيز ابو‬ ‫شوارب‪ ،‬ام عبود اشترت من سوگ الكاظم نيشان للبنيه تراچي وحلقه ذهب‬ ‫وگصتلها عبايه كلبدون‪ ،‬عبود اخذ خطيبته فوزيه طگ وياها صوره عد‬ ‫ياسين المصور ابسوگ الدباش ‪ ،‬نجله صديقتي بت جيرانه ام سعدي گالت‬ ‫صباح تعال انطگ صوره اني وياك مثل عبود وخطيبته ‪ ،‬ياسين المصور‬ ‫طردنه من الباب وگال ِمن هسه طالعة عينكم واحدكم بعده ابگد القندره‪،‬‬ ‫عبود أشتِره كنتور ابو بابين وچربايه سيسم عاليه باألقساط ‪ ،‬ام عبود فصلت‬ ‫مندر عرس او لحاف ابو النفرين ِعد النداف اللي چان محله بصف بيت‬ ‫ذيبان ابو الطرشي ‪ ،‬عبود اشتره حذاء من سوگ اإلستربادي وفصل قاط‬ ‫ستره وبنطرون عند الخياط ‪ ،‬عبود قبل ليلة الزفه عزم كل جماعته اللي‬ ‫يگعدون ابگهوة ابو عريبي على عشه ابمطعم الفوز بالكاظم‪ ،‬خيريه ام‬

‫‪44‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫فاضل الحفافة قبل الظهر اخذت عدة الشغل وراحت البيت العروس بلشت‬ ‫بيها هلس‪ ،‬حفافه وزواگة‪ ،‬وحلفت يمين بالعباس ماتاخذ وال فلس ‪ ،‬عبود‬ ‫ومناك إيطب يغسل ابحمام السوگ‪ ،‬عزيز‬ ‫اخذوه ربعه للحالق خيط وزيان‪ِ ،‬‬ ‫ابو شوارب ظل حاير إيحوص مستحي‪ ،‬الليله ايزفون بنته فوزيه‪ ،‬راح يم‬ ‫ومناك ايزور األمام الكاظم ‪ ،‬بس ِكسرت الشمس صار‬ ‫ربعه بالواليه ِ‬ ‫المغرب زفوها للعروس خطوتين من بيتهم البيت ام فاضل الحفافة‪ ،‬شموع‬ ‫وهالهل‪ِ ،‬ونسوان تغني (جبناها وجت ويانه) والبسته الثانيه (عبود ِجبنالك‬ ‫َمره من غير حمره مح َم َره) حطولها كرسي إبنص النسوان وما نسمع غير‬ ‫بس دگ الدنابگ والبستات مال ماليه راجحه بت ام قاسم العجميه‪ ،‬بعد‬ ‫ساعة وصلت زفة العريس والزفافه جابوه العبود من راس إلعگد للبيت‬ ‫مشايه‪ ،‬دگ اورگص لبو موزه‪ ،‬بذاك الوكت آني چان عمري ‪ ١٢‬سنه وعمر‬ ‫صديقتي نجله ‪ ٩‬سنين ‪ ،‬سألتني صباح يعني أشلون يتزوجون گلتلها اني‬ ‫بجمع ع َل صدري‪ ،‬وطبت‬ ‫ضح َكت وهَفتني ِ‬ ‫استحي أگول أنتي گولي‪ِ ،‬‬ ‫تركض الغرفة العروس‪ ،‬اني ركضت أگمز بهوسة الزفافة‪ ،‬والنسوان ِلبسن‬ ‫عبيهن‪ِ ،‬طلعن من غرفة العروس مغطيات عين ومطلعات عين ايبصبصن‬ ‫بالوجوه‪ ،‬العريس عبود دخل بالغرفة لعروسته وسد الباب‪ ،‬جماعته بالطارمه‬ ‫على فد دبچه وهوسه (أنچخ ابو سعود أنچخ ‪ -‬أنچخ) الوالده أم عبود لَفت‬ ‫وردحت أبكل حيلها ‪ ،‬بعد ربع ساعة فضه‬ ‫العبايه ع َل خصرها‪ ،‬بزخت ِ‬ ‫للشغله عبود وگام عل باب فتحها وطلع‪ ،‬شايل بيده راية النصر چفيه بيضه‬ ‫وتباركله‪ ،‬إتگول عبالك فتح خط بارليف ‪ ،‬هناك‬ ‫امطگعه بالدم والكل أتبوس‬ ‫ِ‬ ‫وما نسمع اال گبت عيطه للستار بغرفة العروس‪ ،‬تبين ُ‬ ‫ان صديقتي نجله‬ ‫كانت خاتله جوه الچربايه السيسم مال العرس وسامعه من الحيص للبيص‪،‬‬ ‫من طقطق لحد سالم عليكم ‪ ،‬عبود مايحس اال وحده غفل زرگت من جوه‬ ‫ابطه إنهزمت على فد ركضه للشارع‪ ،‬وعينك متشوف اال النور ثاني يوم‬ ‫فضيحة ليلة عرس عبود وصلت السابع جار ونجله صديقتي اكلت بسطه‬ ‫غسل اولبس ‪،،‬‬

‫‪45‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫امرأة ورجل من مدينيت‬ ‫حممد سامي عبد الكريم‬ ‫مديرة مدرسة كانت تفيض حبا وتعاون وحزم وهي تمارس مهنتها في‬ ‫المدرسة التي احبتها واجتهدت باقصى ما تستطيع كي تكون اما للطالبات‬ ‫واختا للمعلمات‪ ....‬وكانت سمعتها كالذهب في مديرية التربية‪ ...‬لكن لالسف‬ ‫طالها قانون التقاعد الجديد وهي التزال بنشاطها واوج عطاءها وكم ذرفت‬ ‫الطالبات والمعلمات دمعا سخيا لفراقها وكانت حفالت توديعها تحكي قصة‬ ‫حب بينها وبين عائلتها الكبيرة‪....‬‬ ‫اليوم تلقت اتصاال من حارس المدرسة‪.‬‬ ‫اهال ابو عبدهللا شلونك وشلون عائلتك ان شاء هللا بخير‬‫احنا بخير استاذة مفتقدين حضرتك‬‫كانت متعودة على استالم اتصاالت من طالبات ومدرسات يسألن عنها‬ ‫ويفتقدن وجودها‪ ....‬والحارس كانت تعامله بود ومثل اخ‪ ....‬وكانت شاكرة‬ ‫التصاله ولكنها لما احست بتلكؤ منه وتلعثم بالكالم تصورت انه في حاجة‬ ‫ويخجل ان يقول فالحت عليه وقالت له انها مثل اخته هل محتاج شئ انا‬ ‫بالخدمة‪ ...‬وكان كرمها وحبها لمساعدة االخرين يدفعانها الن تقدم قبل ان‬ ‫يطلب االخر‪ ...‬لكن ابو عبد هللا فاجأها قائال‪...‬‬ ‫ استاذة انا مثل اخوك واعرف انك لم تستلمي راتب منذ ثالثة اشهر واذا‬‫كنت بحاجة اليوم انا استلمت راتب‪ ....‬لن اعلق ولن اقول اكثر‪..‬‬ ‫انحنى لهذا الشهم الوفي‪ .....‬وانحني للسيدة التي زرعت طيبا فحصدته‬ ‫طيبا‪ ...‬انها امرأة من مدينتي وذاك رجل من مدينتي‪...‬‬ ‫انهم اوالد بلدي‪ ..‬حقا تخنقني العبرات‬

‫‪46‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫شجرة املساء‬ ‫وجدان عبدالعزيز‬ ‫درجت في الفترة األخيرة أن أغادر على‬ ‫عجل من أمري ‪ ،‬تاركا ً الطيور البيض‬ ‫والنهر واألشجار ‪ ،‬بعد أن تداهمني هالة‬ ‫الهموم ‪ ،‬وأنا في أوج السعادة في اعتيادي‬ ‫اليومي هذا ‪ ،‬ومعي صنارة الصيد‪ ،‬حتى‬ ‫الولد الرث الذي كثيرا ً ما حزنت عليه‬ ‫لم أعد أرسم له في ذهني صورة العمالق‬ ‫المتحدي‪ ،‬وهو يقود حماره المتعب وعربته‬ ‫المتآكلة‪ ،‬وبدأت أسرع أكثر من الالّزم إلخفاء صنارة الصيد بعد انهمار‬ ‫األسئلة على ذهني ‪ ،‬حيث أتيه وعالم الشجرة التي تظللني بأغصانها‬ ‫المتهدلة‪ ،‬وقد أفيق على زقزقات العصافير تتطاير من غصن إلى آخر على‬ ‫أني أعود‪ ،‬فأبحر كل مرة في وج ٍه ملكوتي أتفحصه داخل مخيلتي‪ ،‬وأريد‬ ‫أن أسر له ببعض مما أملك لكنني فورا ً أحجم عن هذا‪ ،‬حتى األغصان أظنها‬ ‫تحاول اإلنصات كان إحساسا ً غريبا ً ينتابني وتظل الهموم تهاجمني ـ أنا‬ ‫متأكد ومهما بحثت فلن أجد أحدا ً ّ‬ ‫يهز رأسه أكثر منها عالمة اإلنصات‪ ،‬قبلها‬ ‫كان رجالً هرما ً أهابه يكرر كلمة رائع‪ ،‬وبمرور الوقت وجدت رائحة الزيف‬ ‫واضحة في كلمة الرجل الهرم‪ ،‬قد اليعرف أنها مزيفة وهو مسكين واليعلم‬ ‫أني كشفت النقاب عنها في حيرة أحد المساءات‪ ،‬لكن(أنعام) بهدوئها الفائض‬

‫‪47‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫عن الحاجة تستقبل حكاياتي بوجه اليخلو من الصدق‪ ..‬منها عرفت زيف‬ ‫الرجل الهرم ومنها أحببت عصافير الشجرة‪..‬‬ ‫غير أني ومعادلة شبه معقولة مع انفعال(أحالم) السريع جدا ً أقف ومئات‬ ‫الحلقات تتداخل أمامي مع التصميم الواثق في اكتشاف المزيد وهذه حقيقة ال‬ ‫أنكرها‪ ،‬منذ زمن بعيد وأنا أستعمل صنارة الصيد‪ ،‬كان أبي ينهرني بشدة‪،‬‬ ‫ي بحكايات‬ ‫ويعدد مخاطر األمواج والنهر وعالم األسماك الغريب ويزيد عل ّ‬ ‫مرة أمام أخي الذي ابتلعت‬ ‫الغرق وأسماء الذين ابتلعتهم األمواج‪ ..‬كان ّ‬ ‫ي الجملة الكاملة وأوعدني ـ كإغراء‬ ‫الحرب الضروس شيئا ً منه ـ ألقى عل ّ‬ ‫منه ـ باختيار إحدى الفتاتين من أقارب أمي وراح أخي الجريح يوصيني هو‬ ‫اآلخر في أشد حاالت العبوس والتجهم‪ ،‬بيد أني أتساءل وأمارس مهنة الصيد‬ ‫وأرثي ألخي جرحه وأمكث ساعات طويلة‪ ،‬أدعو ألبي بالصبر والسلوان‪،‬‬ ‫وحين الرجوع أتحرى الطريق بصعوبة النغمار المكان بالظالم الحالك‪..‬‬ ‫وبعد مرور األيام اكتشفت أسباب إضافية ال أمتلك المزاج الكافي للغوص‬ ‫فيها‪ ،‬ألني في عجلة من أمري خاصة في الفترة األخيرة‪ ،‬وبدأت أكتفي بإلقاء‬ ‫التحية العابرة على الرجل الهرم‪ ،‬رغم هذا فإني أعيد مرات عديدة سمفونية‬ ‫الرقص اللذيذ على أنغام تحرك صنارة الصيد وانفراج أزمة الصمت وسمكة‬ ‫ذهبية تشاكسني بقوة‪ ،‬فأتذكر وعد أبي وأحاول الثبات‪ ،‬ثم ينتابني الشعور‬ ‫المبهم وهالة الهموم‪ ،‬فأسرع بهجرة المكان‪ ..‬قمر المساء بعناقه والشاطيء‪،‬‬ ‫وانفعال شفيف وسط قرصه يذكرني فجأة بأحالم وحركة أناملها السريعة‪،‬‬ ‫وهي تضرب األوراق على طاولتها الخاصة وترمقني بابتسامة باهتة‪ ،‬غير‬ ‫أني أحب هدوءها المنفعل‪ ،‬وتلكزني ذكراها كلما أخفيت صنارة الصيد‬ ‫ي امرأة‪ ،‬أشدد‬ ‫وانحدرت والشاطيء يحلو لي أن أكشف سري في ساحة أ ّ‬ ‫على الكتمان‪ ،‬وحينما غزتني الهموم وع ّكرت مزاجي في الصيد وددت البوح‬ ‫في ساحة أنعام تلك الفتاة المتزنة جدا ً لكن أحجمت تماما ً مثلما أحجمت في‬ ‫المرات السابقة مع أحالم وأحسست بالغربة تشدني إلى شجرة المساء‬ ‫المتهرئة ‪ ،‬بيد أن أبي بدأ يأكل سمك النهر الطري‬ ‫والصبي الرث والعربة‬ ‫ّ‬ ‫ويعيد لي صنارة صيدي ‪ ،‬حيث أهمل اختياره األول…‬

‫‪48‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫ال ظل لرحليت‬ ‫حسني علي ‪ /‬العراق‬ ‫أسن َد ظهره إلى جذع شجرة يستظل بظلها من لهيب الشمس وسط ضوضاء‬ ‫الباعة والمتجولين‪.‬‬ ‫زحام السيارات بأصواتها المزعجة و دخان عوادينها الخانق لألنفاس ينساب‬ ‫بين أنسجة الرئتين فيعانقها بشغف و يمضغها فينتج ذلك السعال والقيء‬ ‫األسود‪.‬‬ ‫أما أصوات أبواقها بكل ألوانه أمتز َج بأحاديث الناس بما في ذلك أصوات‬ ‫(تفحيط) عجالت المركبات حيث كل ذلك أنت َج توليفة موسيقية تارة لطيفة‬ ‫وتارة تصرع غشاء طبلة األذن وتُشتت األذهان‪.‬‬ ‫تزاحم بين ذرات الهواء منبثقا ً من طبقات الجو عكسه‬ ‫شعاع الشمس الذي‬ ‫َ‬ ‫زجاج السيارات المتزاحمة ومرايا واجهات المحالت بألوان بهية فتلقفه بؤبؤ‬ ‫عيناه المنهمرتان بدمع مآسي الحياة و صراعاتها المؤلمة كأفعى تراقص من‬ ‫تشاء و تُفرغ سمها بمن تريد ‪ .‬يحرق ذلك الدمع المعتصر من عيناه وجنتاه‬ ‫والتي تراكم عليها غبار الشوارع كل يوم يجوبها بال كلل وال ملل ويداه‬ ‫س من الحياة‬ ‫المتشققتان من خشب عربته المهترئ ‪ .‬ذلك الخشب استا َء و َي ِئ َ‬ ‫والطرقات في حرها وبردها وثلجها ولو كان له لسان لصر َخ وبكى و اشتكى‬ ‫‪ .‬تلقفته موجة من الهموم و المآسي‪ ،‬التي أخذت تعجنه شماالً وجنوبا ً حيث‬ ‫أعتلت صدره القابض على أنفاسه و شقت طريقها نحو قلبه لتعانقه عناق‬ ‫الملهوف بينما يغوص في أعماقها ويشرب من أنهارها كأسا ً بعد كأس ‪.‬‬ ‫أبواق السيارات تمزق أعصابه‪ ،‬تصيبه بالهذيان و القشعريرة تلتحف جسده‬ ‫وسط كل ما يعانيه من أهواء الناس و سفالة بعضهم‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫كل برهة تضاجعه الشدائد و تو ِغل في تقبيله األحزان‪ ،‬تعصر قلبه المدمي‪،‬‬ ‫أنقلب عليه لم يعد يسند ظهره‬ ‫وبين أنيابها يُلتهم بشراسة ‪ .‬حتى ذلك الجذع‬ ‫َ‬ ‫أصطف بمصاف مع ملذات الحياة وجموع الناس ‪ .‬تحول ذلك الخشب إلى‬ ‫سكاكين ت ُغرز في ظهره كلما غَضبت الحياة وتراكمت ِثقالها‪ .‬كل جوارحه‬ ‫ْ‬ ‫صرخت و لهيب تموز يعانقه بلهفة الغائب‪ .‬متثاقالً مخمورا ً باألشجان عا َد‬ ‫إلى ذلك الصفيح و انزوى في‬ ‫أحد أركان غرفته متأمالً تلك الصفائح المتأكلة بالصدأ كيف تحتضن عائلته‪٬‬‬ ‫فقد سئمت العيش بينهم‪ .‬تلفت نظره كومة ذباب تجمعت على عربته وتقتات‬ ‫من صناديق الخضرة الشبه فارغة حيث تأكل بنظام وبدون ضوضاء وكأنها‬ ‫في كوكب آخر غير كوكب الواقع الذي من حوله‪ ،‬هرج ومرج وقوي يفترس‬ ‫الضعيف ويسلب حقه في العيش‪.‬‬ ‫كميات النفايات أمست مساكن لعائالت تعاني شظف العيش وتقتات على‬ ‫فضالتها لتطعم صغارها‪.‬‬ ‫بين الحين واآلخر تصرعهم الحياة بينما هم مقيدة أعناقهم و أيديهم وأرجلهم‬ ‫باألغالل في سراديب الحياة تحت سطوة الظلم و جزارة الفقر والخوف ‪.‬‬ ‫تصبب العرق من جبينه و تخل َل شعيرات ذقنه‪ ،‬ذلك الجسد النحيل يسيح‬ ‫َ‬ ‫بعرق الهموم تحت مطارق العوز والفاقة فجبال األحزان تهاوت على فؤاده‬ ‫و تراكمت صخورها فال مناص للنجاة إلى بر العيش الكريم‪.‬‬ ‫سم َع وقع أقدام آتية نحوه‪ ،‬آمال برأسه و إذا بزوجته تحمل العشاء وضعت‬ ‫أمامه كسرة خبز و قليل من الزيتون مردفة‬ ‫_"كيف حالك حبيبي؟"‬ ‫_"بخير والحمدهلل" "أين االطفال؟"‬ ‫_"خلدوا إلى النوم بعدما تناولوا الطعام" "كيف شغل اليوم؟"‬ ‫_"كالعادة‪ ،‬الناس ارتدوا ثوب المصالح وتسلحوا بالمال و داووا الفقراء‬ ‫باإلهمال"‬ ‫_"حبيبي أملنا باهلل كبير"‬

‫‪50‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫"ونعم باهلل" بينما ينفث دخان سيجارته "أتعرفين أصبحنا نعرف هللا‬ ‫_‬ ‫فقط بالمناسبات إال القليل منا‪ ،‬اليوم أنظري إلى الحياة وما يجري‪ ،‬نقوم هلل‬ ‫ليالً ونهارا ً ونبكي على أستار الكعبة وبيننا من يشهق لرغيف الخبز باكيا ً‬ ‫ذليالً " آمال الوسادة قليالً و اتكأ عليها بعد أن إنتهى من تناول الطعام لينال‬ ‫قسطا ً من الراحة بعد يوم شاق ‪.‬أسند ظهره في اليوم التالي إلى صديقه الحميم‬ ‫مصابا ً باإلعياء واإلرهاق حيث قضى يومه متجوالً في األزقة‪ .‬ينساب من‬ ‫بين أصوات السيارات والناس صوت أجش يناديه‬ ‫ألتفت قليالً فإذا بشخص يرتدي ثياب فخمة و نظارة‬ ‫بينما يدنو من مسامعه‬ ‫َ‬ ‫سوداء مع إبتسامة و قهقهة خافتة‪.‬‬ ‫_"من؟ أنت!" عالمات الحيرة والعجب تمأل وجهه‪.‬‬ ‫_"نعم أنا‪ ،‬بهذه السرعة محيتني من دماغك؟"‬ ‫_"ال لم أنسى رفيق دربي لكن تعرف هموم الحياة وهواجسها"‬ ‫"لم أرك قط بهكذا مالبس وسيارة فارهة"‬ ‫_"يا صاحبي الدنيا ضحكت لي وأنا اآلن في مكان أُحسد عليه" مع قهقهة‬ ‫عالية!‬ ‫"ما رأيك أن تعمل معي وسيكون حالك أفضل و ربما أكثر مني؟"‬ ‫_"وما عملك؟"‬ ‫_"إذا أردت أن تحصل على أموال طائلة ال تسأل فقط أفعل ما أقول لك"‬ ‫_"عجيب! كيف أفعل شيء وال أعلم هل هو صائب أم خطأ"‬ ‫_"يا صديقي أسمع مني وسوف تترك عربتك و ثيابك البالية" مع ضحكة‬ ‫ساخرة "يا صاحبي أترى هذا أمامك كله بكبسة زر وأنا أريدك في مهمة‬ ‫ستكون من األثرياء"‬ ‫_"ما طبيعة العمل؟"‬ ‫_"أنت تبيع الخضرة وأنا أشفق على حالتك ولهذا أريدك معنا‪ ،‬فقط عليك‬ ‫أن تبيع كعادتك ونحن نحقن صناديق الطماطة"‬ ‫_"بماذا تحقنوها؟!" متعجباً‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫_"صديقي الناس معجونة بالهموم و الضياع عالقة في شبكة الروتين اليومي‪،‬‬ ‫تدور و تدور وال تجد مخرجا ً فنحن نريد لهم اإلسترخاء والنشوة وفي المقابل‬ ‫نستفيد من ذلك مادياً" مقهقها ً بسخرية‪.‬‬ ‫فزعا ً وعيناه ممتألتان بالغضب والخوف‪.‬‬ ‫_"ماذا؟!" ينتفض ِ‬ ‫_"ما بك يا عزيزي؟"‬ ‫_"هل أنت مجنون؟" صارخاً‪.‬‬ ‫_"يا صاحبي أموال وفيرة ستنهمر عليك كالمطر الغزير"‬ ‫_"ال يمكن أن أفعل ذلك ولو على ضرب عنقي"‬ ‫_"أترك المثاليات جانبا ً وعش حياة رغيدة"‬ ‫خير من شيك و ربطة عنق‬ ‫_"أبداً‪ ،‬األيادي المتسخة من أجل مال النظيف ٌ‬ ‫خيطت بالسحت"‬ ‫_"عزيزي أنظر إلي بعد أن كانت تطحن بي الحياة كما تفعل معك اآلن"‬ ‫_"أُفضل أن أعيش كحبات الحنطة في طاحونة الحياة وال أفعل هكذا شيء"‬ ‫_"أسمع مني‪ ،‬أنت عليك أن تدفع عربتك كالمعتاد ونحن نعمل ليالً " يصحبها‬ ‫بقهقهة عالية‪.‬‬ ‫_"آه لو كان لليل لسان لقال الكثير!"‬ ‫_"ومتى كان لليل لسان بينما هو دائما ً نائم" يسخر بإبتسامة عريضة‪.‬‬ ‫صفعه سيل من الهموم و أخذت تعصر قلبه وهو يتساءل هل هناك أشخاص‬ ‫بهذا اإلجرام و الجهل وال يبالون بإرواح البشر بل باعوا ضمائرهم للشر‬ ‫وتخلوا عن مبادئهم تحت سطوة المال وملذاته؟‬ ‫فالحياة التي يقودها العقل والبصيرة الثاقبة أفضل بكثير من حياة تُسيْرها‬ ‫أهواء البشر‪ .‬ثم يردف قائالً‬ ‫_"إن بعت مبادئك فماذا سيبقى لك؟"‬ ‫_"المال والنفوذ"‬

‫‪52‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫_"تبا ً لمال بال مبادئ‪ ،‬بال شرف‪ ،‬بال قيم‪ ،‬أكبر جريمة في الحياة أن يتنازل‬ ‫اإلنسان عن مبادئه"‬ ‫_"بماذا أستفدت من شهادتك الجامعية؟" بقهقهة ساخرة‬ ‫_"يكفيها أنها علمتني كيف أتعامل مع أمثالك و أعرفهم جيداً"‬ ‫_"يا صاحبي فرص الحياة أحيانا ً ضريبتها كبيرة"‬ ‫تاجر بها الجميع"‬ ‫_"إن السالم سلعة ثمينة‬ ‫َ‬ ‫_"إن فيما عشته أؤكد لك القالئل ممن يجدون السالم في عصرنا هذا"‬ ‫_" ِلئن أنت ومن هم على شاكلتك تغطون السالم بالدخان و الرماد"‬ ‫_"قلت لك دع المثاليات الترهات و أعمل معنا"‬ ‫ينتفض غاضبا ً و يدفعه بقوة "أرحل من هنا يا وضيع"‬ ‫يضحك بسخرية ثم يركب سيارته ويذهب‪.‬‬ ‫لم تعد قدماه تحمالنه من شدة الرعب و الحزن‪.‬‬ ‫إنهمرت تلك الدموع لتسقي خديه الشاحبان و تواسي نفسه من كالب توحشت‬ ‫ما عادت كومة عظام تُشبعها‪.‬‬ ‫عندما تُكمم أفواه الحكماء يتكاثر الحمقى كالطاعون يُمسي و يصبح في كل‬ ‫زقاق‪.‬‬ ‫بين جدران ذلك الرواق لم يكن للحياة وجود ففي كل خطوة رائحة الموت‬ ‫تزكم األنف‪.‬‬ ‫كل معاني اإلنسانية تساقطت في الحضيض حيث أحتضنت تلك الغرفة في‬ ‫نهاية الرواق ذلك الجسد المنهك تحت سطوة ألوان من العذاب و بقى يصارع‬ ‫ع بقضم أصابعه‬ ‫معدته أياما ً حتى انهارت كل دفاعاته فما كان منه إال أن شر َ‬ ‫واحدة تلو األخرى‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫مسافات‬ ‫صاحل حامت‬ ‫عبث المقل ام عزف ارغن المساء ‪ ...‬ام حيلة الصدف ال فرق ‪ ...‬تذرف‬ ‫العيون بقدر ما رأت ‪ ....‬لماذا السماء تكون جميله في لحظة ما ‪ ....‬لترسخ‬ ‫بقلوبنا تلك اللحظات ‪ ...‬الساعه الثانيه ظهرا الشمس لم اراها قط في الجمال‬ ‫الذي كانت عليه بتلك اللحظه‪ ...‬احاول عبور الجسر العتيق متجها نحو‬ ‫الجانب األيمن من مدينة الموصل ‪ .....‬األستدارة ماقبل الجسر ‪ ....‬سيارة‬ ‫اوشكت األصتدام بنا اين الرعب لم ارى شيء من هذا القبيل لم أرى إلى‬ ‫فتاة تجلس في المقعد األمامي كما انا اجلس‪ ...‬ابتسمت خجال لها ثم ابتسمت‬ ‫لي ايضا !! كانت تجلس بقرب رجل مسن اعتقد انه ابيها‪ ...‬كان يقود‬ ‫السياره بوجل ‪ ....‬وكان مشمأز من نظراتنا المتبادله ‪ ....‬صرنا فوق الجسر‬ ‫يال روعة المنظر كانت سيارتهم خلف سيارتنا مباشرة‪ ....‬كنت احملق في‬ ‫المرأت وفي كل مره كانت مبتسمه حتى بانت اسنانها شديدة البياض‪....‬‬ ‫الشمس والنهر والنوارس كانا معنا اجتمعن من أجلي كي اخلد تلك اللحظه‬ ‫في قلبي المنهك وذاكرتي ال ُم َه َّ‬ ‫شمه لم تفوتني فكرة االستماع على الراديو‬ ‫ألن من المعتاد سماع صوت أم كلثوم في الساعه الثانيه م ‪ .‬كان صوتها‬ ‫يصدح ويخترق نوافذ السياره ليسمعه جميع من على الجسر ‪ ...‬يال العجب‬ ‫االغنيه المفضله لدي‪ .‬اغدا القاك ‪ ....‬حتى النوارس كانت فرحه بسماع‬ ‫الكلمات‪ ...‬لكني كنت اقول عذرا أم كلثوم فأنا لم القاها بعد هذه اللحظه‬ ‫فكالنا ذاهب نحو مبتغاه‪ ...‬بعد عبورنا الجسر جعلتنا األقدار أن نسلك طريق‬ ‫واحد كنا نسير في نفس االتجاه كان ابيها قد انزعج من نظراتي المتلهفه نحو‬ ‫ابنته‪ ....‬فبدء يسير بهدوء كي ال أرى تلك الفتاة التي حتى اآلن ال أعرف‬ ‫اسمها ‪ ...‬فوصلنا إلى مفترق طرق فذهب كل منا بأتجاه ‪ ...‬ادركت انها‬ ‫نهاية القصه واني لن اراها بعد تلك اللحظه ‪ ...‬كل من سار في سبيله ‪....‬‬ ‫كنت اودعها بآخر النظرات الى ان تالشى مدى البصر‪ ...‬ومضيت نحو‬ ‫دربي وانتهت الحكيايه بتمرد الجغرافيه وطغيان المسافات ‪!! .....‬‬

‫‪54‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫رحالت اوديسيوس‬ ‫الصالح‬ ‫پرشنگ أسعد‬ ‫ي‬ ‫ُفتات قلبي‬ ‫أجمع‬ ‫َ‬

‫ُ‬ ‫ٌيستوطن‬ ‫هالك ٌعارم‬ ‫عمق صدري‬ ‫غربةٌ عارية ٌتوشح ُ‬ ‫يومياتي المكت ٔيبة‬

‫أتق ُّد نيرانا ً كمصنع‬ ‫الكبريت‬

‫ٔجوب العوالم َكا ٔني‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫سائحةٌ ماهرة ٌ‬

‫ُ‬ ‫ٔحترق كفوه ِة‬ ‫ا‬ ‫البركان‬ ‫ِ‬

‫ال تمل بسهول ٍة من‬ ‫كثرة التصدعات‬

‫ق‬ ‫أدفنها بعمي ِ‬ ‫خلجاتي‬ ‫أصارع ُالمنفى‬

‫أضيع ُبمتاهات ِالحي‬ ‫اة ِالعاقر ِة‬ ‫يدوي بمسمعي‬ ‫صوت ُ أجراس‬ ‫الكنا ٔي ِس‬ ‫وتدمع عيناي‬ ‫لذكرى الشهيد‬ ‫مفارقات ُ‬ ‫الزمان ِمتقلبة‬ ‫ا ٓ‬ ‫الراجيح‬ ‫ث عن‬ ‫كثرة البح ِ‬ ‫مواني السعادة ِبدل‬ ‫ٔ‬ ‫التعاسة‬

‫والتعقيدات‬ ‫واالسفار‬ ‫والمضايقات‬ ‫أستكشف الخبايا في‬ ‫دياجير هذه الزمان‬ ‫أرمق ُنظرا ٍ‬ ‫ت بعيدة‬ ‫غريبة عن هذا‬ ‫الكوكب‬ ‫ٔسير بضعة‬ ‫ا ُ‬ ‫خطوات ٍ‬ ‫علّي أصل ُلساح ِل‬ ‫البحر‬ ‫ِ‬ ‫طقوسي‬ ‫أمارس‬ ‫َ‬ ‫البري ٔيةَ‬

‫‪55‬‬

‫كما كنت صغيرة‬ ‫بعمر ِالزهرة ِ‬ ‫أستم ُع‬ ‫لرشقات ِالموج‬ ‫ِالبليغ ِة‬ ‫أتصالح ُمعهُ وأكون‬ ‫رفيقة ًودودة‬ ‫أداعب ُالمياه َأتحس‬ ‫س رطوبتها‬ ‫ُ‬ ‫الباردة َوالمتجمدة َ‬ ‫صوت ُتغاري ِد‬ ‫الطيور ِيريحني ‪....‬‬ ‫يخرجني من‬ ‫مصرع األيام ِ‬ ‫الباهت ِة‬ ‫ت حبيبي‬ ‫من ذكريا ِ‬ ‫ورفيقي‬ ‫االبدي ّالراحل أبي‬ ‫من تضحياتي غير‬ ‫المنتهية‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫أغامر كي أنسى‬ ‫ُ‬ ‫جمي َع‬ ‫شرا ٔيط ِاحزاني‬ ‫كا ٔسطوان ٍة قديمة ٍ‬ ‫تعود ُلعصر ِالملكة‬ ‫فكتوريا‬ ‫أو أغنيات خوليو‬ ‫اگلسياس‬ ‫يا ٔخذني إلى حيث‬ ‫نور االله‬

‫كنوتات ِبيتهوفن‬ ‫كسقوط ِتفاحة نيوتن‬ ‫كمعادالت ِأرخميدس‬ ‫وأقوال الحكم‬ ‫للقديس أوغسطين‬ ‫أجمعها كبسولةً‬ ‫لجرعات ِاالستمرار‬ ‫ية‬ ‫ترياقا ً تعيد مراسيم‬ ‫ِالبشر‬ ‫الفرح بوجوه‬ ‫ِ‬

‫أجلس ُعلى‬ ‫مصطبات ِفي الحق ِل‬ ‫أُخر ُج مذكرتي أدون‬ ‫ماحل بهذا الوطن‬ ‫ينتفضون شبابهم‬ ‫وينتفضون‬ ‫ويعودون باسطولهم‬ ‫البحري العريق‬ ‫أوديسيوس‬ ‫والمقاتلين الشجعان‬

‫حيث الوجود حد‬ ‫الغرق‬

‫كإعادة ِكركرات ِالعا‬ ‫برين‬

‫ليعيدوا السالم‬ ‫لبالدهم‬

‫ما بين‬ ‫المكوث ِواالختباء ِ‬ ‫قرار‬

‫كأجداث ِالراحلين‬

‫كريعان اجدادهم‬ ‫المطوية‬

‫مابين تنافر و‬ ‫تجاذب تناقض‬ ‫مابين تناقض‬ ‫وإجابة حياة‬ ‫الكتمان‬ ‫مابين‬ ‫ِ‬ ‫والبوحِ ظلم‬ ‫مابين‬ ‫الغموض ِوعدم‬ ‫المواجهة تردد‬ ‫أسترعي‬ ‫أنتباه َالجميعِ‬

‫كبريق ِوقوعِ‬ ‫النيازك‬ ‫ق‬ ‫كجما ِل الشف ِ‬ ‫أعو ُد لمغامرتي‬ ‫أمتطي جوادي‬ ‫االصيل‬ ‫وأمرح ُفي‬ ‫عمق ِالغابات ِمعه‬ ‫ُبملي صوت ِه‬ ‫يصهل‬ ‫ٔ‬ ‫ِالكبير‬ ‫ليشعرني بنبله‬ ‫ِ‬ ‫أسير بحديقتي الملي ٔية‬ ‫بزهرة الليلك‬

‫‪56‬‬

‫كحفل ِة شواء ٍمدمي ٍة‬ ‫كتجمع ِعزاءٍ ساكن‬ ‫ق‬ ‫كلهف ِة العاش ِ‬ ‫لحرمان ِه‬ ‫لحبييت ِه البعيدة‬ ‫والمغتربة‬ ‫بفكر واح ٍد‬ ‫أجمعهما‬ ‫ٍ‬ ‫ب واح ٍد‬ ‫بقل ٍ‬ ‫ببوتق ٍة واحدةٍ‬ ‫بينبوع ٍواح ٍد‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫حتى يعو َد الوجو ُد‬ ‫للوجو ِد‬

‫ليهديني على كل‬ ‫ا ٓ‬ ‫الهات ِعلى‬ ‫مصيبتي‬

‫والحياة ُ للحيا ِة‬

‫وكبر كربتي وكظم‬ ‫غيظي‬

‫ب‬ ‫والقلب ُللقل ِ‬ ‫ُ‬ ‫أستكين بهدو ٔيي‬ ‫الموحش‬

‫أنادي الجميع‬ ‫الحتوا ٔيي‬

‫أتمايل ُ على‬ ‫جحيم ِالمعيقات ما‬ ‫مضى‬

‫وتجميع شتاتي‬ ‫المبعثرة‬

‫أتسامر ُ كاليتيم ِة‬ ‫وأنوح ُنوا ُح‬

‫من شر ِه الفق ِد‬ ‫والحرمان‬ ‫ِ‬

‫أناجي والدي‬ ‫بصلصا ِل الليالي‬

‫بت ُأهذي هذيان‬ ‫ب‬ ‫المغي ِ‬

‫كروية‬ ‫كي يا ٔتيني ٔ‬ ‫الموقن ِة‬ ‫نبي يوسف ٔ‬ ‫كدهش ِة نبي إبراهيم‬ ‫بالبشارة‬ ‫لزوجته ِالعاقر ِة‬ ‫كعدم ِتحمل كبر‬ ‫الشدا ٔي ِد‬ ‫كعدم ِتوقع االمور‬ ‫حسب شاكلته‬ ‫والبقاء‬ ‫بهمهمات ِالربّ ِ‬ ‫العلي‬

‫هذيان المنتشي‬

‫ت‬ ‫ولرحال ِ‬ ‫اوديسيوس العظيمة‬ ‫الملي ٔية‬ ‫ب‬ ‫بالعجا ٔيب ِوالغرا ٔي ِ‬ ‫الغامض ِة‬ ‫بكثرة ِالتفاصي ِل‬ ‫المعلنة با ٔش ِ ّد‬ ‫استفسارات ِه‬ ‫الٔخذ الحياةِ بمحم ِل‬ ‫الجد‬ ‫ِالعالم‬ ‫كي ال نق َع بفخ‬ ‫ِ‬ ‫النقيض‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫نستكين‬ ‫بوجود ِارواحنا‬

‫هذيان العجوز ِ‬

‫ونتوحد ُكتوحد ِقلبينا‬

‫باالمر‬ ‫ال غرابة‬ ‫ِ‬

‫فيا ٔخذني هذا الوجود‬

‫حينما‬ ‫تضرب ُالمشاعر‬ ‫بالمشاعر ِ‬

‫إلى حيث النور‬ ‫ا ٓ‬ ‫الله‬

‫َاألحزان‬ ‫تنتج ُأعظم‬ ‫ِ‬

‫إلى حيث الوجود‬ ‫وجودك ‪..‬‬

‫وأعود بنفسي للغرب ِة‬

‫حد الغرق‪!!!!....‬‬

‫وللوحدةِ في‬ ‫آن ٍواح ٍد‬

‫‪57‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫تتولد المشاعر عند مالمسة‬ ‫يد شخص ما‪ ،‬الصوت الصادر من‬ ‫الموسيقى‪ ،‬رائحة األزهار‪ ،‬الغروب‬ ‫الجميل‪ ،‬الحب‪ ،‬االبتسامة‪ ،‬األمل‬ ‫واإليمان‪ ،‬جميع األعمال المفيدة‬ ‫وغير المفيدة تؤثر على اإلنسان‬ ‫نفسه‪ ،‬ولها نتائج فسيولوجية أيضا‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫‪59‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫‪60‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫املشاعر‬ ‫ليست حمصورة ببين البشر فقط‬ ‫اعداد ‪ :‬حسني محه علي‬ ‫لوحة الكرب (‪ )1878‬للرسام اوغسطس شينك (‪.)1901-1828‬‬ ‫لوحة عاطفية و مؤثرة عن نعجة تحاول حماية صغيرها من دائرة غربان‬ ‫قاس من مشاهد عالم الحيوان‪ .‬مع ذلك فقد‬ ‫قاتلة تحيط بهما ‪.‬حقا انه لمشهد ٍ‬ ‫نالت هذه اللوحة االعجاب الى حد ما لوجود بعض من السجايا الشبيهة لدى‬ ‫البشر عند هذه النعجة ‪ .‬و نرى بنفس الوقت الحزن و العزيمة عند النظر‬ ‫الى هذه النعجة ‪.‬‬ ‫ُر ِس َمت هذه اللوحة في وقت بدأ الناس فيه االدراك بأن الحيونات ليست مجرد‬ ‫اشياء وجدت للمتعة و االستهالك وحسب ‪ ،‬بل لديها مشاعر و احاسيس‬ ‫ايضاً‪.‬‬ ‫(عن االنكليزية )‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫‪62‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫‪63‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫إندونيسيا ‪ ،‬رسميا ً جمهورية إندونيسيا (باإلندونيسية‪Republik :‬‬ ‫)‪ ،Indonesia‬هي دولة تقع في جنوب شرق آسيا وفي أوقيانيا‪ .‬إندونيسيا‬ ‫تضم ‪ 17508‬جزيرة‪ .‬ويبلغ عدد سكانها حوالي ‪ 238‬مليون شخص‪ ،‬وهو‬ ‫ما يجعلها رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان‪ ،‬كما أنها أكبر بلد ذو غالبية‬ ‫سكانية مسلمة وأكبر بلد أسترونيزي في العالم‪ .‬وتعد جاوة التي يعيش عليها‬ ‫أكثر من نصف سكان البالد أكبر جزيرة مأهولة بالسكان في العالم‪.‬‬

‫إندونيسيا هي جمهورية‪ ،‬مع وجود رئيس ومجلس تشريعي منتخب‪ .‬عاصمة‬ ‫البالد هي مدينة جاكرتا‪ .‬يشترك البلد بحدود برية مع بابوا غينيا الجديدة‬ ‫وتيمور الشرقية وماليزيا‪ .‬وتشمل الدول القريبة األخرى سنغافورة والفلبين‬ ‫وأستراليا واألراضي الهندية من جزر أندامان ونيكوبار‪ .‬وإندونيسيا هي أحد‬ ‫األعضاء المؤسسين لألسيان وعضو في مجموعة العشرين لالقتصادات‬ ‫الرئيسية‪ .‬االقتصاد اإلندونيسي هو الثامن العشر عالميا من حيث الناتج‬ ‫المحلي اإلجمالي االسمي والخامس عشر من حيث القوة الشرائية‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫أصل التسمية‬ ‫اقتبس اسم إندونيسيا من الكلمة الالتينية إندوس وتعني الهند‪ ،‬والكلمة‬ ‫اإلغريقية نيسوس وتعني جزيرة‪ .‬تعود التسمية إلى القرن الثامن عشر‪ ،‬أي‬ ‫قبل تشكيل جمهورية إندونيسيا‪ .‬وفي سنة ‪ 1850‬اقترح عالم األصول‬ ‫اإلنجليزي جورج إيرل إطالق مصطلح إندونيسيون ومصطلح مااليونيزيون‬ ‫على السكان القاطنين في األرخبيل الهندي والماليو‪ ،‬وفي نفس المنشور‬ ‫استخدم مصطلح إندونيسيا أحد تالمذة إيرل واسمه جيمس لوجان مرادفا ً‬ ‫لألرخبيل الهندي‪ ،‬رغم هذا فاألكاديميات الهولندية قد استخدمت مصطلح‬ ‫أرخبيل الماليو (بالهولندية‪Maleische Archipel) :‬؛ والهند الشرقية‬ ‫الهولندية (بالهولندية‪Nederlandsch Oost Indië) :‬في منشورات الهند‬ ‫الشرقية عوضا ً عن استخدام كلمة إندونيسيا ( هندي ‪Indië -‬الشرق ‪de‬‬ ‫ ‪Oost‬اإلرخبيل ‪Insulinde).‬وقد أصبح اسم إندونيسيا أكثر شهرة في‬‫األوساط األكاديمية خارج هولندا مع بداية القرن العشرين‪ ،‬واعتمدت‬ ‫المجموعات الوطنية اإلندونيسية هذا المصطلح للتعبير السياسي‪ .‬وقد عمم‬ ‫عالم األصول أدولف باستيان من جامعة برلين هذا االسم من خالل كتابه‬ ‫‪Indonesien oder die Inseln des Malayischen Archipels,‬‬ ‫‪( 1884–1894‬إندونيسيا وجزر أرخبيل الماليو‪ ،)1894-1884 :‬وأول‬ ‫عالم أندونيسي استخدم هذا االسم كان كي هجر ديونتارا عندما أسس مكتب‬ ‫صحافة في هولندا وكان اسمه‪( Indonesisch Pers-bureau :‬مكتب‬ ‫صحافة إندونيسيا) سنة ‪.1913‬‬

‫‪65‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫سماها المسعودي في كتابه مروج الذهب بالد المهراج وعرفت عند الكتاب‬ ‫المسلمين بأسماء جزرها‪ :‬جاوة وسومطرة وشبه جزيرة الماليو وبعض‬ ‫المسلمين يسمون سومطرة بجاوة الكبرى وجاوة بجاوة الصغرى‪.‬‬ ‫التاريخ‬ ‫يمكن االستنتاج من بعض بقايا حفرية إلنسان منتصب عرف باسم إنسان‬ ‫جاوة إلى أن اإلنسان كان يعيش في األرخبيل اإلندونيسي منذ مليوني سنة‬ ‫إلى ‪ 500,000‬سنة مضت‪ .‬وقد وصل اإلنسان العاقل (إنسان) إلى هذه‬ ‫المنطقة منذ نحو ‪ 45000‬سنة مضت‪ .‬أما الشعوب األسترونيزية الذين‬ ‫يشكلون غالبية السكان الجدد فقد وصلوا من جنوب شرق آسيا من تايوان‬ ‫في حوالي عام ‪ 2000‬قبل الميالد‪ ،‬وانتشروا من خالل األرخبيل إلى‬ ‫المناطق التي كانت تقتصر على الشعوب األصلية الميالنيزيية في مناطق‬ ‫الشرق األقصى‪ .‬وبسبب الظروف المثالية للزراعة‪ ،‬فقد استطاعوا زراعة‬ ‫الرز في الحقول الرطبة منذ وقت مبكر من القرن الثامن قبل الميالد‪ ،‬مما‬ ‫ساعد في ظهور القرى والبلدات‪ ،‬فازدهرت الممالك الصغيرة في القرن‬ ‫األول قبل الميالد وعزز موقف إندونيسيا البحري اإلستراتيجي بين الجزر‬ ‫وعزز تجارتها الدولية‪ ،‬بما في ذلك عالقاتها مع ممالك الهند والصين‪ ،‬التي‬ ‫أنشئت في فترة مبكرة قبل الميالد‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬فقد تميزت إندونيسيا‬ ‫بالتجارة بشكل أساسي‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫في القرن السابع الميالدي‪ ،‬ازدهرت مملكة سريفيجايا كقوة بحرية نتيجة‬ ‫للتجارة ولتأثيرات الديانتين الهندوسية والبوذية‪ .‬بين القرنين الثامن والعشر‬ ‫الميالديين‪ ،‬أما ساللتي سيلندرا البوذية ومملكة ماتارام الهندوسية الزراعيتين‬ ‫فقد ازدهرتا ثم انحسرتا في أراضي جاوة الداخلية‪ ،‬ثم تركت معالما ً دينية‬ ‫كبرى مثل بوروبودور التابعة لساللة سيندرا وبرامبانان التابعة لمملكة‬ ‫ماتارام‪ .‬وقد تأسست إمبراطورية ماجاباهيت الهندوسية في جاوة الشرقية‬ ‫في أواخر القرن الثالث عشر الميالدي‪ ،‬وتمدد نفوذها تحت حكم جاجاه مادا‬ ‫على جزء كبير من إندونيسيا‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫اىل صديقي‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫هل تشعر ياصديقي بانك تعيش‬ ‫افضل سنوات العمر وقد مر‬ ‫الكثير منها وانك في افضل‬ ‫حاالتك وتملك تجربة غنية‬ ‫رغم ماقدمت من التضحيات ؟‬ ‫فاذا قلت (نعم )‬ ‫فانك تشعر باالمل ‪ ،‬وان هللا‬ ‫معك ‪ ،‬وانك على قناعة بان‬ ‫(الدهر يومان ‪ :‬يوم لك ويوم عليك ‪ ،‬فإذا كان لك فال تبطر ‪ ،‬وإذا كان عليك‬ ‫فاصبر ‪ ) .‬كما قال اإلمام علي بن أبى طالب كرم هللا وجهه‬ ‫واما اذا قلت ( ال ) ياصديقي‬ ‫فانك بالشك التقدر مامقدر لالنسان من خير وتعب وراحة والم ورزق ‪،‬‬ ‫وعليه ان يعيش كل هذه التقلبات وان يتجاوزها بالصبر والتحدي ‪.‬‬ ‫وبالنتيجة عليه ان يعيش حياته مثل ما عاش في السنين الماضية على امل‬ ‫ان تتغير االحوال ‪ ،‬وان الحياة التزال مستمرة ولن تتوقف ‪ ،‬واما اذا انزويت‬ ‫وتوقفت عن التفاعل معها ستكون حتما في زاوية مظلمة ‪ ،‬وستمتد بينك‬ ‫وبينها فجوة عظيمة ومسافات طويلة تعود بك الى اعماق المجهول ‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫انت كما ارى اكثر صبرآ على ما مر بك من مرارة االيام وصراعك‬ ‫للتشبث بامل ان تحيا رغم االلم والتحديات ‪ ،‬وتلك ارادة قوية رغم مارافق‬ ‫رحلتك من اوجاع ياصديقي ‪.‬‬ ‫ولكن ؛ اليستوجب لما تبقى من عمرنا ان ندقق في اتفه االشياء او يثيرنا ما‬ ‫اليستحق ان نلتفت اليه‬ ‫بشأن‬ ‫سالم الدّاخلي ال تقلق‬ ‫وكما يقول دوستويفسكي‪ :‬هناك قاعدتان لتحقيق ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫األمور تافهة ‪.‬‬ ‫األمور التّافه وغالبية‬ ‫ِ‬ ‫ومن يتعامل مع الحياة بقلبه‪ ،‬تخدشه التفاصيل الصغيرة ‪ ..‬الصغيرة جدًا ‪.‬‬ ‫والمهم ان ال نظلم انفسنا او نظلم غيرنا ‪ ،‬ونجلد ذاتنا ‪ ،‬وان نعيش بعيدآ‬ ‫عن كل ما يعكر حياتنا ‪ ،‬فايامنا الباقية ال تستحق الوجع وال يوجد من يستحق‬ ‫ان نسحق من اجله لحظات الراحة والتفائل واالمل بالغد ‪ ،‬النها بالنتيجة‬ ‫ستسحقنا وندفع الثمن غاليا لذلك ‪.‬‬ ‫ان إدراك الواقع يحرر اإلنسان من قيود مجتمعه الخاطئة ‪ ،‬والجمال‬ ‫جرب أن تتعمد رؤية الجوانب اإليجابية من كل‬ ‫ياصديقي يبدأ من نظرتك‪ّ ..‬‬ ‫شيء يحصل معك ‪ ..‬ستنبهر من الرعاية التي يحيطك هللا بها ‪.‬‬ ‫اذا كنت تنتظر الراحة والسعادة بشكل دائم ‪ ،‬فأنت تنتظر المستحيل‪ ..‬الحياة‬ ‫ُجبلت على التعب ‪ ،‬واإليمان هو ما يُخفف عنا ‪.‬‬ ‫ال تعطي األحداث فوق ما تستحق وال تبحث عن قيمتك في أعين الناس ‪..‬‬ ‫إبحث عنها في ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام ‪ ..‬وإذا عرفت نفسك‬ ‫فال يضرك ما قيل فيك ‪.‬‬ ‫سنعيش بالطريقة التي نتمناها والنشرك بها احدا ‪ ،‬سنعيشها بامل واحالم‬ ‫ولحظات الصفاء التي تحاول ان تسرقها االيام منا عنوة وسنظل في صراع‬ ‫من اجل البقاء ‪..‬من اجل التشبث بالحياة وبرحمة هللا عز وجل وتوكلنا عليه‬ ‫سيكون مصيرنا ومستقر حياتنا بيده في اولنا واخرنا ‪.‬‬

‫‪69‬‬


‫جملة حدودها العامل أمجع جملة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪214‬‬

‫‪70‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.