مجلة زهرة البارون العدد 223

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫رئيس التحرير البارون االخير محمود صالح الدين‬

‫اصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الخامسة‬

‫حوار يف رحاب االدب‬ ‫الشاعر العراقي‬ ‫عدنان اجلميلي‬ ‫اعداد‬ ‫ليالس زرزور‬ ‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫احملتويات‬ ‫افتتاح ‪6...................................................................‬‬ ‫مقال‬ ‫ي‬

‫قراءات‬ ‫حكاية هذا االسبوع ‪ /‬ابو عثمان الرساج ‪8...................................‬‬ ‫الطات ‪11..............................‬‬ ‫حيات ‪ /‬موفق‬ ‫محطات تشكلية يف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عل ‪13.............‬‬ ‫المعرض الفوتغر ي‬ ‫اف السنوي الشامل ‪ /‬صباح سليم ي‬ ‫قراءة يف نص الشاعر فائز الحداد ‪ /‬حسي عجيل الساعدي ‪15........‬‬ ‫وارفق بأبناء الغباء كانهم مرض ‪ /‬تغريد العبيدي ‪24......................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫من مذكرات حمي ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسي ‪27............................‬‬ ‫ذكريات استحضتها عودة طالبان ‪ /‬حسام الطحان ‪28..................‬‬

‫شعر‬ ‫تور االرادة ‪ /‬اسماعيل خوشناو ‪29...........................................‬‬ ‫الحسين ‪30.....................................‬‬ ‫دفء الشتاء ‪ /‬ماجد حامد‬ ‫ي‬ ‫اهدابك السمر ‪ /‬ليليان مره ‪32................................................‬‬ ‫صدور عارية ‪ /‬صورية حمدوش ‪33..........................................‬‬ ‫الورتات ‪34.................................................‬‬ ‫حية فتاة ‪ /‬صالح‬ ‫ي‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫اذا ضاقت الدنيا عليك فارفع للسماء يديك ‪ /‬محمد ابو الحسن ‪35...‬‬ ‫الن نفد الزيت من قنديلها ‪ /‬د‪ .‬احمد ميرس ‪36........................‬‬ ‫اىل ي‬ ‫ر‬ ‫ات ‪37......................................................‬‬ ‫نينوى ‪ /‬خليل الرس ي‬ ‫مورقة الشغف أنت ‪ /‬حسام محمد ‪38......................................‬‬ ‫الكعن ‪40............................................‬‬ ‫احبك بصمت ‪ /‬جميل‬ ‫ي‬ ‫الغضب ‪ /‬عبي عربيد ‪41.......................................................‬‬ ‫قيس وليل ‪ /‬قيس هادي كريم ر‬ ‫الرسف ‪42..................................‬‬ ‫البشيه ‪43..............................................‬‬ ‫اليوم عاد ‪ /‬د‪ .‬أميه‬ ‫ي‬ ‫كات ‪44..................................‬‬ ‫تراتيل يف زمن المستحيل ‪ /‬نجم الر ي‬ ‫كلمات ‪ /‬ألمار العبيدي ‪45.....................................................‬‬ ‫معطف شتاء ‪ /‬مرفت هالل ‪46...............................................‬‬ ‫ذاكرت ‪ /‬د‪ .‬زهي جب ‪48...................................................‬‬ ‫يف‬ ‫ي‬ ‫تقض ما فاتها ‪ /‬جواد البضي ‪49............................................‬‬ ‫ي‬ ‫أيام ‪ /‬احمد خلف ‪50...................................................‬‬ ‫أقلب ي‬

‫شعن‬ ‫شعر‬ ‫ي‬ ‫بيا ترافه ‪ /‬محمد البديري ‪51..................................................‬‬ ‫الطات ‪52...........................................‬‬ ‫عمر متعوب ‪ /‬ابو طيبة‬ ‫ي‬ ‫الكنات ‪53....................................................‬‬ ‫مشيتك ‪ /‬حيدر‬ ‫ي‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت يىل ‪ /‬رشا الراوي ‪54.............................................‬‬

‫مرسم المجلة‬ ‫عل ‪57........................................‬‬ ‫لوخة وحكاية ‪ /‬حسي حمه ي‬

‫حوار‬ ‫الجميل ‪ /‬ليالس زرزور ‪62.................................‬‬ ‫الشاعر عدنان‬ ‫ي‬

‫اقالم شابة‬ ‫حرف واحد ‪ /‬عادل جبار ‪69..................................................‬‬ ‫روح ممزقة ‪ /‬سينو ابراهيم ‪71................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫ً‬ ‫عاشوراء والمعاقون فكريا ‪ /‬قاسم الغراوي ‪72.............................‬‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫افغانستان ‪ ..‬ماذا حيدث هناك‬ ‫حتت عنوان‬ ‫اللعب مع الكبار‬ ‫بقلم البارون االخري ‪ /‬حممود صالح الدين‬ ‫هلل ذرك ابو رامي االستاذ الكبير في كل شيء وهو المبدع عادل امام اختصر‬ ‫كل ما سوف يكتب في عمل منذ بداية التسعينات (اللعب مع الكبار) وختصرها‬ ‫بكلمة ان ال مكان لصغار في هذه اللعبة والن يكونوا يوما ما سوى قرابين‬ ‫تقدم لديمومة اللعبة فقط ال غير وقدم العمل في ذلك الوقت قضية قتل الحلم‬ ‫وما ادراك ما الحلم وهو يرمز لحلم العيش بصورة صحيحة واذا عدنا للتاريخ‬ ‫وستعرضنا تاريخ كل من وثق بالكبار في معاركهم سوف نعرف ما يدور‬ ‫هناك ومن تلك الصور هي صورة التعاون المشترك بين الحكومة المصرية‬ ‫واالتحاد السوفيتي كما كان يسمى وصفقة االسلحة الفاسدة انذاك وكانت‬ ‫السبب في خسارة المعركة وصورة أخرى عندما وثق بهم الرئيس السابق‬ ‫صدام حسين وقلت رئيس النه التاريخ وال احد ينكر هذا وهو من خسر الحرب‬ ‫وحتل العراق في ذلك الوقت فال ثقة في لعبة السياسة والكل يعمل بالمثل‬ ‫المصري الشعبي (الذي تغلبو العبو) وهذه حقيقة السياسة الدولية والضحية‬ ‫هي الشعوب ومنذ قرون ونحن نعيش دور الخراف التي تهجن وتذبح عند‬ ‫الطلب وهنا ياتي السؤال ماذا يحدث هناك والجواب بختصار هي لعبة الكبار‬ ‫ولو نظرة لالحداث من حولك سوف تعلم لم ارمي له فاالمريكان والكيان‬ ‫الصهيوني و أوربا من طرف وروسيا والصين من الطرف االخر اما عن‬ ‫سيوف تلك المعركة والتي هي معرضة للكسر هي تركيا وايران ودول‬ ‫المنطقة العربية وقد يسال احدكم االن ما شأن كل ما ذكرت بما يحدث في‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫افغانستان والجواب بسيط جدا فامريكا الن تضرب ايران وتركيا الن تتوقف‬ ‫عن اطماعها التوسعية والقطار الصيني السريع الن يتوقف بتهديدات‬ ‫االمريكية االقتصادية بسبب تأخر الوقت وهنا امريكا قررت قطع الطرق‬ ‫على الجميع فكان اتفاق مع الجماعات االصولية (طالبان) أي نعم اتفاق فليس‬ ‫االن بستطاعة النظام االمريكي فعل شي ولم تعد امريكا االمس هي ذاتها‬ ‫اليوم فقررت اعطاء السلطة لمن يكون بامكانه سكين في خاصرة الجميع‬ ‫فتكون مصدر ازعاج في المنطقة ومن فوائد تلك العملية هي فتح جبة شرقية‬ ‫للنظام االيراني واستكمال عملية االستنزاف له والثانية هي قطع الطريق‬ ‫لمشروع الصين العظيم وهو طريق الحرير اما عن الثالثة هي عدم امكانية‬ ‫استرجاع الحلم لما كان يسمى باالتحاد السوفيتي وهنا تطبيق لنظرية ضرب‬ ‫ثالث عصافير في حجر واحد واذا عدنا للمعاير السياسة ما قد حصل وهو‬ ‫ليست هزيمة على االطالق المريكا ومن معها ولكن هو انتصار عظيم سوف‬ ‫يكون له نتائج ال يمكن الحصول عليها من ايقامة الحروب التقليدية وهذه هي‬ ‫ايقونة السياسة الحديثة وكان لسان الحال يقول ( اللهم اضرب الظالمين‬ ‫بالظالمين وخرجنا من بينهم سالمين) وهنا المثل يضرب وال يقاس لسبب‬ ‫بسيط ان الجميع هم اساس الظلم ما عن االنسانية وقضاياها العبثية فليس لها‬ ‫اي وزن يذكر وتلك الصور التي نرى ونسمع بها من العاصمة كابل هي طبله‬ ‫سوف تستعمل بعد فترة للعودة للمنطقة بعد تحقق االنجازات للحكومة‬ ‫االمريكية وهنا يجب أعادة التفكير من الذين يراهنون على هذا وذاك أقول‬ ‫لهم ليس هناك عزيز في عالم السياسة والن يكون احدكم عندهم اكثر من‬ ‫شخصية جاسوس يمكن االستغناء عنه بعد اتمام العملي ويجب عليكم ان‬ ‫تهتموا بمقدرات الشعب والمراهنة مبدأ التكافل االجتماعي والشعبي للنهوض‬ ‫بالدولة ال الجري خلف السراب للتفاجئ انك تقف على منصة الجلد لتذبح بدم‬ ‫بارد وفي نهاية ما بدأت أستشهد بقول القائد العربي سعد زغلول عندما قال‬ ‫(مافيش فايده) ‪ ..‬وليرحم هللا الجميع‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫حكاية هذا االسبوع‬

‫سيادة رئيس‬ ‫جملس الوزراء‬ ‫بقلم ابوعثمان السراج‬

‫سيادة رئيس مجلس الوزراء المحترم‬ ‫مرحبا بسيادتكم في ارض الموصل الحدباء ‪...‬‬ ‫حللتم اهال ووطئتم سهال‪...‬‬ ‫تابعنا االخبار التي تحدثت عن زيارة معاليكم لمدينة الموصل تلك الزيارة‬ ‫التي كنا ننتظرها ومنذ أمد بعيد ‪ ،‬ومما اثار انتباهنا واهتمامنا في زيارتكم‬ ‫الميمونة هذه هو قيام سيادتكم بزيارة المنطقة القديمة في الساحل االيمن من‬ ‫الموصل تلك الزيارة التي تمثل قمة االهتمام المباشر من قبل اعلى هرم‬ ‫الدولة بما تعاني منه المدينة ومحاولة تخفيف وطأة المآسي التي تعاني منها‬ ‫قطاعات واسعة من اهل الموصل والتي مضى على معاناتها جراء الوضع‬ ‫المتردي فيها وغياب دور الدولة في المساهمة في وضع حد لكل هذه‬ ‫المشاكل التي تعيشها المدينة منذ فترة طويلة وقد قاست فيها ما قاست وخاصة‬ ‫سكان المنطقة القديمة في الساحل االيمن التي دمرت الدور والمساكن فيها‬ ‫على رؤوس أصحابها ودفن الكثير منهم تحت انقاضها بعد ان عاشوا ابشع‬ ‫صور الخوف والجوع والعطش وال تزال معاناتهم مستمرة حتى اليوم دون‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫حلول سوى بعض المحاوالت الفردية والشخصية والتي ال تسمن وال تغني‬ ‫من جوع فكان البد من وضع حلول سريعة لمعالجة ما وصلت اليه المنطقة‬ ‫من تدهور في البنية التحتية لها لكن ومع االسف فان االمال تالشت من طول‬ ‫فترة االنتظار وكثرة الوعود التي ذهبت ادراج الرياح وعزوف اكثر‬ ‫المسؤولين الحكوميين الذين قدموا الى الموصل عن زيارة تلك المنطقة‬ ‫المدمرة وحقيقة ماكنا ندري مالسبب من هذا العزوف‬ ‫هل هو بسبب ترتيب جدول زيارات المسؤولين من قبل لجان االستقبال في‬ ‫المدينة ؟؟ أم هي اسباب تتعلق بسياسة الدولة العليا ؟؟ النعلم !! ‪،‬‬ ‫وكذلك فإننا ندعوا معاليكم لزيارة المجمع الطبي الكبير في الساحل االيمن‬ ‫ايضا لالطالع على واقع البنية التحتية الصحية المتردي بشكل لم يسبق له‬ ‫مثيل في مدينة يسكنها اربعة ماليين نسمة ‪...‬‬ ‫ونحن نؤكد انها ليست بشكوى امامكم ضد أحد من المسؤولين في المحافظة‬ ‫لكنها المعاناة التي نعيشها والتي نود ان تأخذ حيزا كبيرا من اهتمامكم‬ ‫وعنايتكم اثناء زيارتكم الكريمة لمدينتنا ‪...‬ونود اعالمكم سيادة رئيس‬ ‫الوزراء ان معاناة الموصل كبيرة وتنوء عن حملها الجبال الراسيات نظرا‬ ‫لطبيعة وكمية الضرر الذي تعرضت له وواجهته من احداث دامية تقشعر‬ ‫لها االبدان وتشيب من هولها الوادان والموصل اليوم تأمل من عطف سيادتكم‬ ‫االلتفات اليها والبحث عن حلول لمشاكلها ومعاناتها ومعاناة اهلها ‪...‬‬ ‫لقد‪.‬عانت الموصل واهلها من حرب ضروس اتت على األخضر واليابس‬ ‫جراء جريمة نكراء ارتكبت في ليلة ظلماء بيعت فيها الموصل لقاء ثمن‬ ‫بخس دراهم معدودة فاغتيلت المدينة ونحرت من الوريد الى الوريد وبدم‬ ‫بارد ممن كانوا يتولون حمايتها ورعاية اهلها الذين خانوا العهد وضيعوا‬ ‫االمانة وأولئك هم الفاسدون‪...‬‬ ‫لفد عانت الموصل من تهميش وتغيب مدمر للكفاءات الفكرية والعلمية‬ ‫والسياسية واالقتصادية فبها وحجب الرأي الناصح في أهلها وبتعمد وسبق‬ ‫اصرار شديدين وذلك الغتيال صوتها ووأد فكرها النير المضيء وانتم اعلم‬ ‫بمنزلة الموصل وقيمتها الذي يحكيه تاريخها المشرق الوضاء فالموصل‬ ‫كانت ومازالت مخ العراق النابض كما وصفها الملك فيصل االول رحمه‬ ‫هللا وهي التي انجبت واحتضنت المفكربن والعلماء والمثقفين والفنانين‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫واالدباء والسياسيين والقادة العسكريبن الذين كتبوا تاريخها بأسطر من ذهب‬ ‫وسيظل ابناءها يفخرون بها ابد الدهر ‪...‬‬ ‫وكلنا نعلم يا سيادة الرئيس ان كل ذلك انما هو جزء من تركة ثقيلة من‬ ‫الفساد والخراب المتراكم والذي يعم العراق كله من شماله الى جنوبه ومن‬ ‫شرقه الى غربه والذي حملتموه فوق اعناقكم بتسنم جنابكم للمنصب الرفبع‬ ‫الذي تشغلونه اليوم وهي مسؤولية كبيرة اعانكم هللا عليها ووفقكم لمعالجتها‬ ‫وانتم تمارسون سلطاتكم الدستورية ضمن توافقات سياسية متعددة قد ال‬ ‫تتوافق مع مسعاكم او مع وجهات نظركم في مواجهة تلك المسؤوليات وهي‬ ‫عقبة كبيرة قد تؤثر في مسعاكم وجهودكم والتي نأمل من هللا ان يوفقكم‬ ‫وبعبنكم للتغلب عليها‬ ‫سيادة رئيس الوزراء ‪...‬‬ ‫اننا نتساءل امام معاليكم هل يحق لنا اليوم ان نتفاءل بوجود بصيص من‬ ‫األمل في نهاية هذا النفق المظلم الطويل الذي نعيشه ‪ ...‬ام إنه مجرد سراب‬ ‫يحسبه الضمآن ماءا ‪...‬‬ ‫ولكم فائق التقدير واالحترام‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫حمطات تشكيلية يف حياتي‬ ‫موفق الطائي‬

‫منذ وعينا األول في مرحلة الدراسة االبتدائية‪ ،‬كان هناك هاجس كبير يدفعني‬ ‫الى االهتمام بمادة (الرسم) وكانت تلك الحصة واحة للفرح نمارس فيها‬ ‫طقوسنا الطفولية بنوع من الحرية المحدودة داخل جدران (الصف) ومع‬ ‫معلمنا األول المرحوم الفنان علي إحسان الجراح وعبثنا بتلك األشكال‬ ‫الحيوانية التي كان توزع علينا لنطبعها فوق ورق (األبرو الملون) ثم نقصها‬ ‫ثم نلصقها في دفتر الرسم بكل متعة واعجاب بأنفسنا‪ .‬من هنا بدأت رحلتي‬ ‫مع الفن التشكيلي‪ ،‬التي اخذت في مرحلة الدراسة المتوسطة ابعادا اخرى‬ ‫أكثر دقة وتوجيه من قبل مدرسو مادة الرسم (المرحوم عبد الحميد الحيالي‬ ‫وعبد الغني الجوالي والمرحوم منيرطه)‪ ..‬في مرحلة الدراسة اإلعدادية‬ ‫تبلورت األشياء والمفاهيم وتحول ذاك العشق الى فعل فني تمددت مساراته‬ ‫نحو فضاءات أرحب رسخت هذا العشق لهذا الفن اإلنساني الجميل‪ .‬كان‬ ‫لألستاذ الفنان عادل الحيالي الدور الكبير في توجيه بوصلتنا نحو التجديد‬ ‫واالبتكار من خالل ما وفره لنا من إمكانات فنية ومعنوية الذي فتح لنا باب‬ ‫مرسمه الصغير‪ ..‬اينعت ثمارها عبر مشاركتنا في العديد من المعارض‬ ‫القطرية والخاصة‪ ..‬وكان أبرزها ذاك المعرض المشترك بين طالب الفن في‬ ‫اإلعدادية الغربية واالعدادية الشرقية الذي شارك فيه (اياد الحسيني وإبراهيم‬ ‫فرحان وموفق الطائي ومؤيد اللوس) ومن اإلعدادية الشرقية (خليف محمود‬ ‫ولوثر ايشو ومزاحم محمد صالح)‪..‬كان لهذه البدايات تأثيرا كبيرا على‬ ‫مسارنا الفني‪ ،‬والذي عمقت اهتمامنا بهذا الفن من خالل مشاركاتنا في‬ ‫المعارض الجماعية والخاصة والتي كانت تقيمها نقابة الفنانين ومديرية‬ ‫النشاط المدرسي وجمعية التشكيليين العراقيين في نينوى‪ .‬الزال جهدنا الفني‬ ‫التشكيلي متدفقا‪ ،‬لكونه يمثل لنا وسيلة لتوصيل افكارنا وخطابنا الفكري‬ ‫واإلنساني والجمالي‪.‬و للفن التشكيلي المكانة المميزة في اهتماماتي‪ ،‬فقد‬ ‫وظفت قدراتي الفنية وتسخيرها بتجاه تقديم رسالة إنسانية تنبض بالفكر‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫والجمال وقد ترجم ذلك عبر اقامتي للمعارض الشخصية والمشتركة الى‬ ‫جانب تصميمي للعشرات من اغلفة الكتاب األدبية للعديد من األدباء العراقيين‬ ‫والعرب‪ ،‬وكذلك تصميمي للملصات والفولدرات الخاصة بالمسرحيات‬ ‫والنشاطات الفنية المنوعة االخرى التي كانت تقام في الموصل ولمختلف‬ ‫المؤسسات الرسمية والفنية‪.‬وتزامنا مع هذا الجهد الفني كان لنا مسارا فنيا‬ ‫اخر تمثل باستخدام امكانات البرامج التصميمية في الحاسوب ‪،‬والتي وظفتها‬ ‫في تصميم الصحف والمجالت الى جانب توظيف تلك القدرات الهائلة في‬ ‫اخراج العشرات من اللوحات الفنية والتي تمخضت عن اقامة ثالثة معارض‬ ‫شخصية ‪،‬و معرض فني مشترك مع الفنان بيان مرعي ضم ثالثين لوحة فنية‬ ‫‪،‬حملت العديد من المضامين اإلنسانية والجمالية وقد ترك المعرض انطباعا‬ ‫طيبا عند المشاهدين ‪،‬واعتبروه خطوة اولى مميزة في استخدم (الديجتال)‬ ‫لصالح الفن التشكيلي وتوظيف تلك االمكانات لتوصل الخطاب اإلنساني‬ ‫والجمالي بإطار فني تغلفه الحداثة والتطور الكبير الذي يشهده القرن الواحد‬ ‫والعشرين في مجال التقنيات الحديثة منها هذه البرامج الخاصة بالتصميم‬ ‫والرسم‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫املعرض الفوتوغرايف‬ ‫السنوي الشامل‬ ‫دورة الفنان الفوتوفرايف‬ ‫الراحل رياض العلكاوي‬

‫صباح سليم علي‬

‫حضرنا صباح اليوم الخميس الموافق ‪/١٢‬آب‪ ٢٠٢١ /‬أفتتاح المعرض‬ ‫الفوتوغرافي السنوي الشامل ألذي أقامته الجمعية العراقية للتصوير‬ ‫فرع نينوى‪ .‬بالتعاون مع جمعية التشكيليين العراقيين‪...‬فرع نينوى‬ ‫‪..‬على قاعة جمعية التشكيليين ‪..‬تحت عنوان الصورة‬ ‫الفوتوغرافية‪..‬فضاءات جمالية مختلفة ‪...‬دورة الفنان الفوتوغرافي‬ ‫الراحل ‪..‬رياض‪ .‬العلكاوي ‪..‬وقد شارك في المعرض ( ‪ ) ٣٨‬فوتوغرافي‬ ‫عراقي من الداخل ومقيم في خارج العراق ‪..‬المشاركة التشريفية الناقد الفني‬ ‫والمصور الفوتوغرافي الموصلي هيثم فتح هللا عزيزة ‪..‬مقيم حاليا" في‬ ‫األردن‪ .‬والفوتوغرافي أنور درويش أفتتح المعرض السيد محافظ نينوى‬ ‫األستاذ نجم الجبوري حضر حفل األفتتاح الفوتوغرافي العالمي صباح‬ ‫الجماسي رئيس الجمعية العراقية للتصوير لثالث دورات سابقة‪.‬‬ ‫والفوتوغرافي الرائد نور الدين حسين ‪..‬ورئيس جمعية التشكيليين الفنان‬ ‫خليف محمود المحل‪ .‬والنحات طالل صفاوي ‪ ..‬والفنان ناطق عزيز وجمع‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫من الفوتوغرافيين ‪ .‬وعدد من مثقفي مدينة الموصل ‪ ..‬والفنانين‬ ‫الفوتوغرافيين وبعض المطلعين على هذا الفن يعلمون ليس هناك فن تقني‬ ‫أكثر غزارة من الفوتوغراف ألنه وببساطة المادة الصورية الحية ألتي تحيط‬ ‫بكل التفاصيل ‪.‬مثلما تعكس بذات الوقت والدقة الجوانب المتعددة من يقظة‬ ‫الحياة والسر هنا اليرتبط فقط بأهتمامات القاعدة العريضة من مزاولي هذا‬ ‫الفن الرفيع كهوية أو وسيلة من وسائل البحث المعرفي والعلمي بغية التوصل‬ ‫من خالله ألى حقائق جديدة في أطار الدراسة والتوجه واألختصاص‪ .‬بل وألى‬ ‫جانب هذا ضع في األولوية ظهور أجيال جديدة من وسائل األبصار المتطورة‬ ‫ألتي أستطاع من خاللها المصور أن ينظر لعالمه بذات السعة واألنفتاح‬ ‫والتوهج وال يكتفي من بعد ذلك أال حين يقلب بصره بأستحضار مكثف للذات‬ ‫مع الحقائق المعاشة ‪.‬‬

‫وسمات الوقت‪ .‬ومتغيرات الزمن مستعيرا"بهذا المعنى العدسات القصيرة‬ ‫ألتي تقربه من الموضوع أكثر وبالسياق عين السمكة التي تعطيه أنفراجا"‬ ‫تقوسيا" وثانيا"عدسة عين الطائر المنفرجة على المحيط في األعلى‪ .‬حيثما‬ ‫أراد في أطاللته على الحقائق المرئية القريبة منها والبعيدة ‪.‬نعزو ذلك‬ ‫األهتمام ألى محترفي هذا الفن من الباحثين عن الضوء واللون كسرين من‬ ‫أسرار النجاح في العملية الفرتوغرافية ‪.......................‬‬ ‫الصور بعدسة التراثي الموصلي ‪...‬فخري الجوال‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫(نص اجلسد) و (لذة النص)‬ ‫قراءة يف نص الشاعر "فائز‬ ‫احلداد"‬ ‫(هيبتان)‬ ‫بقلم‪ /‬حسني عجيل الساعدي‬

‫الجسد كينونة ومؤشر أولي على الكون والوجود‪ ،‬وجمالياته أحدى مظاهر‬ ‫األشتغاالت الشعرية‪ .‬حتى أضحى مثيرا ً للجدل في الدراسات األدبية والنقدية‪،‬‬ ‫بأعتباره بؤرة داللية ينطلق منها خيال الشاعر‪ ،‬فينتج دالالت رمزية‬ ‫ووتعبيرية‪ .‬فالجسد في الشعر الحداثي‪ ،‬عالم حسي بحت ذو أبعاد تشكيلية‬ ‫وشعرية متنوعة‪ ،‬له الحضور المكثف‪ ،‬في الشعر العربي‪ .‬ومن مشتقات هذا‬ ‫الجسد يبرز الجسد األنثوي الذي تمظهر بصورة أكثر إثارة‪ ،‬و (صراحة‬ ‫جنسية ودقة في تصوير المفاتن الجسدية‪ ،‬التي تشكل فلسفة جديدة في الشعر‬ ‫الحداثي)‪ ،‬فهو أكثر أختراقا ً من قبل الشعراء‪ ،‬وهذا بمثابة أستكناه للمسكوت‬ ‫عنه‪ .‬حيث ركز الشعراء على أجزاء الجسد األنثوي المختلفة‪ ،‬وتحدثوا عنه‬ ‫بأسهاب‪ .‬فهناك من تعامل معه وفق رغبات شهوانية‪ ،‬ونظرة ضيقة للمرأة‪،‬‬ ‫عد كاهنا ً فى‬ ‫تبرزها كجسد يثير الغرائز‪ ،‬وحاضن لتلك الرغبات‪ .‬وهناك من ُ‬ ‫معبد الجسد‪ ،‬ال بهدف إثارة الغرائز‪ ،‬لكنه يريد الخروج به عن المسكوت‬ ‫عنه‪ ،‬وإبراز دالالته الرمزية‪( .‬فقد نلمس مفردات جسديّة المرأة وبيولوجيتها‪،‬‬ ‫كما نلمس رمزيّة هذا الجسد ومجازاته الّتي تتركها األلفاظ المشعّة في النّص‪،‬‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫فجغرافية الجسد هي جغرافية النّص‪ ،‬واستبطان الجسد األنثوي هو استبطان‬ ‫ي‪ ،‬وتمثّل لخصائصه)‪" ،‬االخضر بن السايح‪ ،‬سرد الجسد‬ ‫للفضاء النص ّ‬ ‫وغواية اللغة‪ ،‬قراءة في حركية السرد األنثوي وتجربة المعنى‪ ،‬ص‬ ‫‪."122،128‬‬ ‫إن ثيمة الجسد األنثوي شكلت موضوعا ً جوهرياً‪ ،‬وحجر ارتكاز في أغلب‬ ‫نصوص الشعراء‪ .‬واشتغالهم على هذه الثيمة ليس بجديد على األدب العربي‪،‬‬ ‫فالتراث الشعري العربى ممتلئ بالكتابة عن الجسد وجمالياته‪.‬‬ ‫فالجسد االنثوي ليس كفكرة جمالية فحسب‪ ،‬وإنما ركيزة فنية‪ .‬فكان له‬ ‫الحضور األوفر في النتاج الشعري‪ ،‬فهو ملهم الشعراء حين تغنوا به‪ ،‬فأجادوا‬ ‫الوصف واستباحوا جغرافيته بما فيها‪ ،‬وأظهروا صوره الشعرية بأسلوب‬ ‫تشكيلي يجسد كل مكوناته‪.‬‬ ‫إن أستثمار الجسد األنثوي في النص الشعري له دالالت ومحموالت‪ ،‬فهو‬ ‫نص أثارة‪ ،‬إلن البعد الرمزي له يجعلنا أن نقرأه كنص‪ ،‬له لغته وبالغته‪،‬‬ ‫ودالالته المنفتحة على النص‪ .‬والشاعر (فائز الحداد) أعتمده في نصه‪ ،‬كبؤرة‬ ‫مركزية أستقطب بها عالم النص كله‪ .‬فهو (يلج بوابة الجسد األنثوي من خالل‬ ‫لغته الخاصة‪ ،‬وانفعاالته المتفردة‪ ،‬وصوته المتميّز دون وساطات)‪" ،‬إبراهيم‬ ‫الحجري‪ ،‬المتخيل الروائي العربي‪ ،‬الجسد‪ ،‬الهوية‪ ،‬اآلخر‪ ،‬ص‪."32‬‬ ‫********‬ ‫العنونة جانب مهم في الدراسات النقدية الحديثة‪ ،‬ومؤثر في تكوين داللة النص‬ ‫الشعري‪ ،‬فهي العتبة النصية األولى‪ ،‬والمدخل الى قراءته‪ ،‬والعتبة النصية‬ ‫ضرورة ال يمكن االستغناء عنها ألنها تساعد القارئ على فك ما يضمره‬ ‫النص‪ ،‬فال معنى للنص من دونها‪ ،‬تسهم في األنفتاح على النص‪ ،‬وغيابها‬ ‫يؤدي إلى تشتته‪ .‬أن البعض يرى أن العالقة بين العتبة النصية والنص هي‬ ‫عالقة جدلية‪ ،‬تضفي على النص جمالية‪ ،‬تحفز القارئ على فهمه واإلحاطة‬ ‫به‪ .‬أضافة الى كونها ذا قيمة سيميولوجية‪ ،‬وعالمة من العالمات الدالة على‬ ‫بنية النص‪ ،‬كرمز قابل للتأويل‪ ،‬له أمتدادته في النص‪ .‬وموجه داللي لقراءة‬ ‫النص وأختزال مضمونه‪ .‬فهو (يشكل عنصرا ً أساسيّا ً في النّص ال سيما في‬ ‫ي الذي يمكن من خالله الولوج إلى عالم‬ ‫النّص النّثر ّ‬ ‫ي‪ ،‬فهو المفتاح اإلجرائ ّ‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫النّص‪ ،‬وكشف أسراره)‪" ،‬سيرة جبرا الذّاتيّة في البئر األولى وشارع‬ ‫األميرات‪ ،‬خليل شكري هياس"‪.‬‬ ‫لقد أتخذ الشاعر "فائز الحداد" من العنوان إشارة وعالمة دالة‪ ،‬هي بمنزلة‬ ‫هوية النص‪ ،‬فكان موفقا ً في كشف دالالته‪ ،‬وإعطاء آفاقا ً داللية أوسع‪ ،‬مع‬ ‫اإلحتفاظ بغموض نسبي وقدرة إيحائية‪.‬‬ ‫النص الذي بين أيدينا نصا ً مبنيا ً بناء شعريا ً وجماليا ً‪ ،‬بأدوات إبداعية مكثفة‪.‬‬ ‫فهو نص يشتغل على رؤى فنية وجمالية‪ ،‬ومشحون برموز ودالالت‬ ‫وإيحاءات تفتح الباب على مصراعيه أمام التأويل‪.‬‬ ‫الشاعر "فائز الحداد" أجتهد في أختيار العنوان بما يالئم المضمون‬ ‫ألعتبارات فنية ال تخلو من الجمالية النصية‪ ،‬إلنه المدخل للنص‪ ،‬يستثمر به‬ ‫الدالالت والصور الشعرية المشحونة باإليحاءات المتاحة أمام المتلقي‪ .‬فجاء‬ ‫على صيغة تميزت باقتصاد لغوي‪ ،‬يحمل المتلقي على التأويل‪ ،‬وعنوان‬ ‫النص (هيبتان) مفردة لها إيحاء سايكولوجي‪ ،‬تنتج منه دالالت جمالية في‬ ‫تشكيل النص‪ ،‬من خالل قدرته اإليحائية التي تسهم في أستشراف النص‪ .‬إذ‬ ‫تدل مفردة العنوان على صفة لـ(النهد) بطريقة غير مألوفة‪ ،‬وتعبير عنه‬ ‫بصورة شعرية‪ .‬فهو (عنوان أرتدادي) خرج من رحم النص‪ ،‬يميل إلى‬ ‫اإلنزياح اللغوي (يؤطره إذ يشار به إلى النص فيصبح كالدال على مدلوله‬ ‫حقيقيا ً كان أم تخيليا ً)‪" ،‬سلمان كاصد‪ ،‬عالم النص‪ ،‬ص‪."15‬‬ ‫اإلجال ُل‬ ‫هيبتان (مفرد َهيْبة‪ :‬اسم‪ ،‬مصدره ه َ‬ ‫َاب‪ ،‬والـ َهيْبةُ‪ :‬الـ َمهابةُ‪ ،‬وهي ِ‬ ‫الهاء)‪ ،‬إن إطالق‬ ‫والـ َمخافة‪ .‬وهابَهُ يَهابُه َهيْبا ً و َمهابةً‪ ،‬واأل َ ْم ُر منه هَبْ ‪ ،‬بفتح‬ ‫ِ‬ ‫لفظ الهيبة فيما يتعلق بـ(النهد) هو أصدق لفظ كصفة غالبة عليه‪ ،‬ألن كل‬ ‫شيء له صفة معينة تميزه عن غيره من أعضاء الجسد‪ .‬فيصنع له مهابة‬ ‫وإجالالً في النفوس‪ ،‬والهيبة‪ ،‬صفة ذاتية مميزة أكسبها الشاعر لـ(النهد)‪ ،‬أراد‬ ‫أن يتحلى بها‪ ،‬فيضفي تميزا ً على أنوثة المرأة‪ ،‬تجذب إليها األنظار‪ .‬فهو أكثر‬ ‫أجزاء الجسد جذبا ً للرغبة وعالمة مركزية مميزة للغريزة الجنسية‪ ،‬وإيقونة‬ ‫دالة‪ ،‬ومعبرة عن تجليات (الليبيدو)*؟!‬ ‫(أتناثر كالماء‪ ،‬راقصا فوق أصابعي‪..‬‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫وأنحدر كفيض جنون المطر‪..‬‬ ‫في منعرجات الجسد‪ ،‬وأتجمع في تويج الزهرة‪)..‬‬ ‫فهو يغدو ثيمة داللية في النص بتشكيلته الظاهرة‪ ،‬كأول عتبة نصية‪ ،‬وداللته‬ ‫المنفتحة على النص المكتنز بتفاصيله‪ .‬لما يمثله من حمولة داللية كثيفة‪،‬‬ ‫ومنزلق من ثيمة الجسد األنثوي‪ ،‬المثير لذهن المتلقي‪ ،‬بما يملك من خاصية‬ ‫متفردة‪ ،‬فهو (منتج ومتلق)‪ .‬فالشاعر "فائز الحداد" يسمو به ــ النهد ــ وهو‬ ‫يرفع الثوب في علو يشير إلى حسن القوام‪.‬‬ ‫سموك ما تشاء الجبال رفعة‪..‬‬ ‫دونك‬ ‫(‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وما تجلجل الملوك في هوامش العروش)‬ ‫وبما إن (النهد) من أبرز مفاتن المرأة الحسية‪ ،‬نجده يتجلى في قصائد الشعراء‬ ‫كعنوان بارز للهوية األنثوية‪ ،‬وأشد مناطق الدهشة واإلثارة حيوية‪ ،‬بل كينونة‬ ‫دالة عليه‪ ،‬وتجلي جمالي أنثوي كامن فيه‪ ،‬حتى عد مركزا ً للذة‪ .‬وقد بالغ‬ ‫الشعراء بوصفه وتشبيهاته وما فيه من شهوة لألرتواء الجنسي والعاطفي‪.‬‬ ‫ذكر النهد كثيرا ً في األدب والشعر العربي قديما ً وحديثا ً‪ .‬فقد شبهوا الشعراء‬ ‫النهدين بـ(الرمان في استدارته)‪ ،‬وبـ ( ُحق العاج لصفائه)‪ ،‬و(بياضه بالمرمر‬ ‫الناصع) وأطلقوا على المرأة (الكاعب)‪ ،‬وقد ذكر هذا الوصف في قوله تعالى‪:‬‬ ‫إن للمتقين مفازا‪ ،‬حدائق وأعنابا‪ ،‬وكواعب أترابا)‪ ،‬سورة النبأ ‪ ،31‬قال‪:‬‬ ‫( ّ‬ ‫"أبا الثناء األلوسي" في (روح المعاني)‪( ،‬وكواعب أترابا)‪ ،‬جمع كاعب وهي‬ ‫المرأة التي تكعب ثدياها واستدار مع ارتفاع يسير ويكون ذلك في سن‬ ‫البلوغ)‪ ،‬وما ذلك إالّ لما يحتله من جسد األنثى من موقعٍ يهبها هويتها األنثوية‪.‬‬ ‫ص ْد ِر‬ ‫عن ال َّ‬ ‫ي‪ِ ،‬إذا ارتَف َع َ‬ ‫فـالنهد ليس اسما بقدر ما هو وصف (يقال نَ َهدَ الث َّ ْد ُ‬ ‫ي ناهد وناهدة‪ .‬ومنه اشتق‬ ‫َ‬ ‫وصار لَهُ َح ْجم‪ .‬ويقال‪ :‬نهدت ْال َم ْرأَة َك ْعب ثديها فَ ِه َ‬ ‫العرب اسم النهد)‪.‬‬ ‫******‬ ‫نحن نعرف أن الشعر الحداثي يعتمد في بنائه على بنى رمزية وتأويلية‪،‬‬ ‫وتفيض بدالالت مفتوحة ومتجددة‪ ،‬تمنحه تعدد في القراءات‪ .‬والنص الحداثي‬ ‫ي ِ شرط بل إنَّه يختار تماما ً المنطقة‬ ‫ي ِ شرط‪ ،‬والينمو تحت أ ّ‬ ‫(الينطلق من أ ّ‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫ويجلّي طبقاتها بسلسلة من االحتماالت)‪" ،‬العقل الشعري‪،‬‬ ‫غير المشروحة‬ ‫ِ‬ ‫خزعل الماجدي"‪.‬‬ ‫والشاعر "فائز الحداد" شاعر حداثي بكل ما تحتويه صفة الحداثة من تمرد‬ ‫وتجديد‪ ،‬جسدَ وعيا ً مغايرا ً يعبر به عن ذاته‪ .‬ورب سأل يسأل‪ ،‬هل نص‬ ‫الشاعر "فائز الحداد" (غواية أنثى أم غواية قصيدة أو جسد قصيدة أم جسد‬ ‫امرأة؟ و َمن يغوي َمن‪ ،‬القصيدة أم األنثى؟)‪.‬‬ ‫إن لغة النص جاءت مكثفة‪ ،‬ومفعمة باألنفعال والمشاعر واألحاسيس‪ .‬وغنية‬ ‫بإنزياحاتـها الرمزيـة‪ ،‬وأستعاراتها‪ ،‬وإيحاءاتها المجازية‪ ،‬وبث اللذة الجمالية‬ ‫فيه‪ ،‬فأظهرت نصا ً ذات طاقات ترميزية‪ .‬و (بناء لغوي‪ ،‬يتمظهر داخل سلسلة‬ ‫تركيبية وداللية متعددة المسارات والمستويات) ‪" ،‬أحمد اليبوري‪ ،‬دينامية‬ ‫النص الروائي‪ ،‬ص‪."67.‬‬ ‫في نص الشاعر "فائز الحداد"‪ ،‬بما يحتويه من داللة تخيلية ورغبة‪ ،‬ما هي‬ ‫إال إشارة أيروسية تحولها اللغة الى صورة حسية تلتقطها مخيلة القارئ‪ ،‬إلن‬ ‫هذه اللغة‪ ،‬تتغنى بالجسد األنثوي حتى تبرز مفاتنه‪ .‬من خالل آليات الصورة‬ ‫الشعرية كاألدوات البالغية من أستعارة أو تشبيه أو غيرها‪ ،‬مما يجعل القارئ‬ ‫يعيد قراءة أي نص ويعيد تخيله بوصفه صورة مرئية تحمل دالها ومدلولها‪،‬‬ ‫ولغة ذات إغراء جمالي وتعبيري‪ ،‬وهذا أسلوب وتكنيك خاص بالشاعر‪،‬‬ ‫واألستمتاع باللذة النصية وجمالياتها‪ ،‬التي تدل على تلك الرغبة‪ .‬إلن اللذة‬ ‫النصية تقتضي وجود قارئ يحس بـ(لذة النص) الذي بين يديه قادر على سبر‬ ‫أغواره وأستكشاف مواطن اإلبداع والجمال فيه‪ ،‬فيصبح مشاركا ً في عملية‬ ‫صياغة النص‪ .‬إلةزن اللذة النصية حسب ما يذهب اليه "روالن بارت" هي‬ ‫(تلك اللحظة التي يتبع فيها جسدي أفكاره الخاصة؛ ذلك ألن أفكار جسدي‬ ‫ليست أفكاري)‪.‬‬ ‫والشاعر "فائز الحداد" مارس غوايته الفنية عبر صوره الشعرية‪ ،‬مثل ما‬ ‫مارس الجسد األنثوي غوايته عبر مفاتنه‪ ،‬في النص شكل (النهد) نقطة اإلثارة‬ ‫األولى‪ ،‬والمهيمنة عليه‪ ،‬مما أعطت للنص أناقة شعرية‪ ،‬وقدرة على خلق‬ ‫لغته الشعرية‪ ،‬التي ترتقي بالحسي الى الصوفي‪ .‬فقد وظفه بدقة‪ ،‬لما يمثله من‬ ‫حمولة داللية كثيفة‪ ،‬وإشارات رامزة لفعل اللذة‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫(تنغمس الروح برعشة اللذّة ‪ ،‬كبلورة س ّكر في خمر!!)‬ ‫لهاثك نبيذا ونار !!)‬ ‫(ويسكبني كأس‬ ‫ِ‬ ‫تكلم الشاعر عن تكورات (النهد)‪ ،‬األداة لتوليد اللذة‪ ،‬وإيقونة الجسد األنثوي‪.‬‬ ‫وعادة ً (اإليقونات تعلق على الجدران في المنازل والكنائس وأحيانا ً تتدلى‬ ‫على الصدور)‪ ،‬فجمال الصدر يكون ببروز النهدين‪ ،‬وكانت العرب قديما ً‬ ‫تنسب المرأة إلى النهد فسمتها ناهدا ً لبروز نهديها‪ ،‬وجمال النهدين من بين ما‬ ‫تغنى به الشعراء عند وصف محبوباتهم‪ .‬والشاعر "فائز الحداد" جعل له‬ ‫قداسة صوفية‪ ،‬نرى فيه جمالية لغة التوصيف في أدق صورها‪ .‬فكثف الرؤى‬ ‫الصوفية في وصفه الذي يفيض جماالً‪.‬‬ ‫لك هيبتان تضارعان الوجود فتنة‬ ‫( ِ‬ ‫الغوى‪)..‬‬

‫(فاتحة صدري بصالة الوعد‪..‬‬ ‫ت!‬ ‫وعدك بالحسنا ِ‬ ‫ِ‬

‫لك اعتبار المعابد‪..‬‬ ‫( ِ‬

‫لمراياك الراهبة يا تحفة‬ ‫سأبته ُل‬ ‫ِ‬ ‫النساء)‬

‫بناهدات القباب وقداسة الجسد!)‬

‫فنراه يقترب من المرأة إقترابا ً ناعماً‪ ،‬يغازلها تارة ً ويداعبها تارة ً أخرى‪.‬‬ ‫اكتمالك بآية المالك‪)..‬‬ ‫وأو ّحد‬ ‫ِ‬

‫المرهف أن‪....‬‬ ‫نبضك‬ ‫( لي بهامس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أتحسس رنين النهد برهافة الناقوس‬

‫كذلك هو في نظرته للمرأة‪ ،‬تمثل جمالية خطابه الشعري‪ ،‬لها حضورها‬ ‫المميز والمتميز‪ ،‬حتى أحالها إلى معبد‪ .‬فإشتغل على ثيمة الجسد وتضاريسه‪،‬‬ ‫الذي شكل بؤرة جنسية متكاملة‪ ،‬أتخذ من الحسية الجمالية‪ ،‬معنى للجمال في‬ ‫مفهومه المطلق‪ .‬من خالل أستغالل وظيفة اللغة البصرية في أقتحام المسكوت‬ ‫عنه‪ .‬ففي مجموعته الشعرية‪( :‬روزالين)‪ ،‬الصادرة عن دار العراب بدمشق‬ ‫‪ ،2012‬يقول الشاعر "فائز الحداد"‪:‬‬ ‫(والفيروز كأغاني فيروز تهز‬ ‫بجدوى‬

‫(يا امرأة‪..‬‬ ‫تأكلني كواعبها برعشة األرض‬

‫سلي مئذنة النهد حين أوذن بالفالح‬ ‫!؟‬

‫وال يأخذني غير نرجسها المتباهي)‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫يمتلك الشاعر "فائز الحداد" في نصه الشعري طاقة تعبيرية وتصويرية أتية‬ ‫من حالة شعورية وأنفعالية مبنية على بعد تشكيلي‪ .‬فقد أستطاع أن يضع‬ ‫الجسد في بؤرة (الالوعي)‪ ،‬وراهن على تجاوز حدود اللغة‪ ،‬التي ُوضعت‬ ‫للتعبير عن المعنى‪ .‬وأستنطق بنحو جمالي أنفعالي (النهد)‪ ،‬بأوصاف ال تخلو‬ ‫من الدالالت و (التعمق في أظهار المشاعر الحسية من دون التطرق الـى‬ ‫العملية الجنسية)‪" ،‬سلطة الجنس‪ ،‬أسامة غانم"‪.‬‬ ‫المتأمل في نص الشاعر "فائز الحداد"‪ ،‬له داللته على عمق التجربة الشعرية‪،‬‬ ‫فهو يمتاز بالتركيز والتكثيف بمعنى إختزال النص ببضع كلمات‪( ،‬كلما‬ ‫ضاقت العبارة اتسعت الرؤيا) كما يقول "النفري"‪ ،‬وهذه ميزة تجعل منه ــ‬ ‫النص ـ بعيدا ً عن األستغراق في التفاصيل‪ ،‬ومحاولة أستنطاق لغته للكشف‬ ‫عن المعنى‪ ،‬وهذا محور شاعريته‪ ،‬إلن الشاعرية تمثل (إيجازا ً في العبارة‬ ‫وتركيزا ً في المعنى ‪،)...‬ــ بحسب سوزان برنار ــ ‪ ،‬فالشاعر "فائز الحداد"‬ ‫يحمل في نصه هاجس جمالي ووجودي كوني‪ .‬مالك ألدواته الشعرية ومبتكر‬ ‫ألسلوبه الخاص‪ ،‬وحريص على أشاعة الجمال داخل نصه‪ ،‬واألعتناء بلغته‬ ‫الشعرية‪ ،‬وفق رؤية إبداعية وعمق شعري‪ ،‬وذائقة شعرية‪.‬‬ ‫(ففي فرادة‬ ‫خميالت‬

‫القوارير‬

‫وفطنة الحلمة في اشتهاء الشفاه‬

‫خمائل‬

‫ينبضك كأمنية‬ ‫فقلبي المازال‬ ‫ِ‬ ‫يرتجف لهفة‪)..‬‬

‫انهمارك‬ ‫تُسكر عاطفتي في طراوة‬ ‫ِ‬ ‫وتقرأني قراءة األجنحة للريح‪..‬‬ ‫********‬

‫إن لغة الشعر تعكس أبداع الشاعر وثقافته ومهاراته التعبيرية‪ ،‬وأول مهمات‬ ‫الشعر هي (أثارة المتعة)‪ ،‬على حد تعبير الشاعر "ت‪.‬س‪.‬اليوت"‪ .‬إلن لغة‬ ‫الشعر لغة ذات خصوصية‪ ،‬يقول الناقد الجمالي "عبد القادر الرباعي"‪(:‬لغة‬ ‫الشعر لغة التصوير المكثف‪ ،‬والخيال المتعقل الخالق)‪ .‬فالصورة الشعرية‬ ‫ركنا ً من أركان النص الشعري‪ ،‬تُبنى على أساس رمزي وجودي‪ ،‬فهي تمثل‬ ‫بنية النص األساسية‪ ،‬وبؤرته الجمالية‪ ،‬إلنها الداللة التي أرتكزت على لغة‬ ‫ذات حموالت‪ ،‬من خالل األتصال بمعجمها الداللي‪ ،‬كذلك هي وسيلة فنية‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫تحدد دقة اإلبداع وعمق اإلحساس في التجربة الشعرية‪ ،‬وعنصرا ً فعاالً في‬ ‫توهج النص من خالل مكوناتها‪ .‬ونص الشاعر "فائز الحداد" مشبع بالصور‬ ‫الشعرية الحسية وجمالياتها‪ ،‬ولكن في حدود التلميح دون التصريح‪ ،‬والمباشر‬ ‫صورة ليست بالضّرورة أستبدال شيء‬ ‫حين يتطلب األمر التصريح‪ .‬إلن (ال ّ‬ ‫ي كلمة حسيّة‬ ‫بشيء آخر‪ ،‬أو تشبيه شيء بشيء آخر‪ ،‬وإنّما قد تستدعي أ ّ‬ ‫صورة البيانيّة‪ ،‬فرونسوا مورو‪،‬‬ ‫أستجابة األشياء)‪" ،‬البالغة مدخل لدراسة ال ّ‬ ‫ترجمة محمد والي وعائشة جرير"‪.‬‬ ‫*******‬ ‫النص (هيبتان) نص يتميز بالتكثيف اللغوي الذى يجعل من المفردة الشعرية‬ ‫داخل سياق النص ضرورة‪ .‬إلنها تنتج رموزا ً وأشارات شعرية‪ ،‬إلن قيمة‬ ‫المفردة في وظيفتها الداللية‪ ،‬ومن هذه الرؤية نتعرف على معالمها‪ .‬والشاعر‬ ‫"فائز الحداد" أمتلك المفردة الشعرية‪ ،‬المعبرة عن مكنونها‪ ،‬والتي يمكن بها‬ ‫أستدراج ذهن المتلقي للنص‪ ،‬وأستقطابه وشده اليه‪ .‬لذلك يعد أختيار المفردة‬ ‫الشعرية في النص‪ ،‬جزءا ً من البنية الجمالية له‪.‬‬ ‫و(النهد) المفردة المهيمنة والمالزمة للنص‪ ،‬وجد فيها الشاعر "فائز الحداد"‬ ‫قيمة جمالية وطاقة داللية‪ ،‬يكررها ويوظفها في أشكال داللية متعددة‪ ،‬من‬ ‫أجل تأكيدها لغرض إثارة المتلقي‪ ،‬وترسيخ المعنى في ذهنه‪ ،‬فهي ترنيمة‬ ‫النص‪ ،‬التي تجاوز بها المعنى المعجمي المألوف‪ ،‬لتحمل دالالت وفقا ً لسياقها‬ ‫الشعري‪ ،‬يرسم من خاللها صورا ً شعرية ذات تدفق رومانسي‪ ،‬ومتعة شعرية‬ ‫متفردة‪ ،‬فـ(ال تقتصر داللة الکلمة على مدلولها فقط‪ ،‬وإنما تحتوي على کل‬ ‫المعاني التي قد تکتسبها ضمن السياق التعبيرى‪ .‬وذلک إلن الکلمات‪ ،‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬ال تتضمن داللة مطلقة بل تتحقق داللتها في السياق الذي ترد فيه‪،‬‬ ‫وترتبط داللة الجملة بداللة مفرداتها)‪" ،‬الداللة الجدلية المعطيات والسياق‪،‬‬ ‫رمضان حسانين جاد المولى"‪.‬‬ ‫فالنص (هيبتان) نصا ً توليدياً‪ ،‬ولد من رحم الجسد األنثوي‪ ،‬يكتنز في بواطنه‬ ‫الدالالت واإليحاءات الشعرية‪ ،‬وكثافة التشبيهات‪ ،‬التي تمظهرت كقيمة‬ ‫جمالية وفنية وداللية مهمة في تشكيل الصورة الشعرية والحسية التي تفيض‬ ‫أنوثةً‪ ،‬وجماالً في الوصف‪ ،‬تدور في فلك الجسد األنثوي‪ .‬فالنص يمتلك طاقة‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫شعرية ولغة شفافة‪ ،‬وتقنية فنية أسهمت في صياغة اإليقاع التصويري‪،‬‬ ‫صياغة متميزة‪ ،‬وكأن الشاعر يرسم تفاصيل النص بإحساس غريزي متقد‬ ‫بالشهوة‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫وارف ْق بأبناء الغباء‬ ‫كأنهم مرضى‬ ‫فإنّ اجلهل شيءٌ كالعمى‬ ‫تغريد العبيدي‬ ‫عرف الغباء بأنه الجهل وقلة الفطنة‪...‬ويقا ُل أنه البالدة وعدم االنتباه‪ .‬وكلمة‬ ‫يُ ُ‬ ‫الغباء في األصل تأتي بمعنى الخفاء‪...‬‬ ‫ومن انواع ِه‪..‬‬ ‫أوالً‪ :‬الغباء ال ُخ ْلقي‪ :‬وهو نقص في التكوين البيولوجي للدماغ ‪ ،‬فالعلة هنا علة‬ ‫طبيعة وليس لصاحبه ذنب في ذلك‪ .‬وهذا ما يسميه علم الطب بالقصور‬ ‫العقلي‪ .‬بعد أن كان يطلق عليه التخلف العقلي‪ ...‬واإلعاقة العقلية هذه تمنع‬ ‫صاحبها من ممارسة المهارات الطبيعية لإلنسان تام التكوين‪ .‬وجميع الدول‬ ‫التي تحترم اإلنسان‪ ،‬تقوم اليوم بوضع برامج خاصة لتطوير مهارات‬ ‫المعاقين عقليا ً‪...‬‬ ‫اال في بالدنا ‪...‬‬ ‫فاحترام اإلنسان مهما كان وضعه الجسدي واحدة من أهم القيم األخالقية‪...‬‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫ثانيا ً‪ :‬الغباء المنطقي‪ :‬والغباء المنطقي يحرم صاحبه من ربط األفكار ببعضها‬ ‫بعضاً‪ ،‬والحديث عن نتائج ال عالقة لها بالمقدمات‪ .‬وهذا يعني اإلخالل بمبادئ‬ ‫المنطق الصوري والواقعي‪...‬‬ ‫ثالثا ً‪ :‬الغباء العلمي‪ :‬وهو الغباء الناتج عن الجهل بالعلم‪ ،‬واإلقرار بنتائجه‬ ‫وأثره على الحياة‪ .‬وهؤالء األغبياء يفضلون الخرافات واألوهام والخزعبالت‬ ‫في تفسير الوقائع وأمور الحياة والمرض‪ ،‬تفسيرات ال عالقة لها بأسبابها‬ ‫الواقعية‪ .‬وإنكار مبدأ السببية الواقعية‪ .‬الغبي علميا ً يُقر بمبدأ السببية‪ ،‬لكنه يرد‬ ‫الوقائع إلى أسباب وهمية‪ .‬كأن يفسر المرض بدخول روح خبيث إلى الجسد‬ ‫مثالً ويذهب لذاك إلى المشعوذ وليس إلى الطبيب‪...‬‬ ‫رابعا ً‪ :‬الغباء العاطفي‪ :‬والغباء العاطفي هو الذي يتميز صاحبه بالتبلد وفقدان‬ ‫القلب المحب والتعاطف مع اآلخرين‪ ،‬والذي قد يصل بصاحبه إلى حد تحوله‬ ‫إلى قاتل‪ .‬فمن المعروف بأن اإليثار والتعاون والتعاطف مع مصائب البشر‬ ‫والمساعدة واحترام اآلخر‪ ،‬وتقدير الكبير والتودد لألطفال‪ ،‬جميعها عواطف‬ ‫إيجابية تجاه اآلخر‪ .‬أما إذا انتفت هذه العواطف من نفوس بعض البشر فاعلم‬ ‫بأنك أمام مشروع قتل‪...‬‬ ‫خامسا ً‪ :‬الغباء المصلحي‪ .‬وهذا الغباء ينتشر عادة عند أولئك الذين ينطلقون‬ ‫من أن الغاية تبرر الواسطة‪ .‬والطامة الكبرى عندما تكون الغاية وضيعة‬ ‫والواسطة أوضع‪ .‬إذ ذاك نحصل على كائن يعمل من منطلق‪ :‬كل شيء مباح‬ ‫إذا كان ذلك في مصلحتي‪ .‬واالنتهازية صورة فاقعة من صور هذا الغباء‪،‬‬ ‫فاالنتهازية كذب مستتر لغاية مرذولة‪....‬‬ ‫سادسا ً‪ :‬الغباء األخالقي‪ .‬يرتبط بالغباء العاطفي والغباء المصلحي نوع من‬ ‫الغباء سيئ النتائج هو الغباء األخالقي‪ .‬والغباء األخالقي هو إطاحة الفرد‬ ‫بكل القيم المرتبطة باحترام حق اآلخر‪ .‬فاحترام القيم والقواعد القيمية‬ ‫والقوانين الوضعية الناظمة لها هو الذي يجعل الحياة ممكنة‪ .‬وغيابها يجعل‬ ‫الوجود اإلنساني كله فوضى من سلب حقوق اآلخرين‪...‬‬ ‫سابعا ً وأخيراً‪ ،‬الغباء التاريخي ‪ :‬وهو نوع يصيب الطغاة والجماعات‬ ‫األيديولوجية وبخاصة الجماعات الدينية والقومية المتطرفة‪ .‬وجوهر الغباء‬

‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫التاريخ هو التسمر في اللحظة الحاضرة‪ ،‬أو العمل على استعادة لحظة ماضية‬ ‫من التاريخ‪ .‬وبالتالي نفي السيرورة التاريخية وعدم اإلقرار بمنطق التحول‬ ‫والتغير والجدة واختالف األحوال‪ .‬وهذا الغباء هو أخطر أنواع الغباء‪ ،‬ألنه‬ ‫مرتبط بسلوك الجماعات الفاعلة سلبا ً في الواقع‪ ،‬ويؤدي‪ ،‬حتما ً إلى توسل‬ ‫العنف‪ ،‬مهما كان نوعه ودرجته‪ ،‬لتحقيق ما ال يمكن تحقيقه مهما تسلح الوهم‬ ‫باإلرادة‪....‬‬ ‫ولعمري بأن حضور أي نوع من أنواع الغباء على نحو كبير في مجتمع من‬ ‫المجتمعات أمر يلقي بظله سوءا ً على الحياة المجتمعية‪ .‬أما إذا ظل محصورا ً‬ ‫في قليل من األفراد‪ ،‬غير الفاعلين اجتماعيا ً وسياسيا ً ومؤسساتياً‪ ،‬فالضرر‪،‬‬ ‫وال شك محدود جدا ً‪ .‬بل ال ينجو مجتمع من المجتمعات من وجود هذا الشكل‬ ‫أو ذاك من أشكال الغباء التي ذكرت‪...‬‬ ‫وإن عناء أن تفهم جاهال ‪ ...‬فيحسب جهال أنه منك أفهم‬ ‫متى يبلغ البنيان يوما تمامه ‪ ...‬إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم‬ ‫متى يرعوي عن سيء من أتى به ‪ ...‬إذا لم يكن منه عليه تندم‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫من مذكرات محار‬ ‫د‪ .‬امحد جاراهلل ياسني‬ ‫ال تقرأ ‪ ..‬أحيانا (الصفنة) هي القراءة األجمل ‪-‬‬ ‫ويسميها اإلنسان بالتأمل ‪..-‬‬ ‫تعلمك الصبر والتحمل والتفكر ‪..‬‬ ‫وتقنعك أن الحياة رمادية إلى االبد ‪..‬وافتح أذنيك كي تصغي إلى العالم وتسمع‬ ‫حتى مااليقال ‪..‬‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫ذكريات استحضرتها‬ ‫عودة طالبان‬

‫حسام الطحان‬

‫في زمن الدواعش افتتحت محطة لبيع البنزين في منطقة باب شمس‬ ‫وكان الطابور طويال جدا ‪ ،‬قال لي احدهم ‪ :‬فول من هذه المحطة بنزين‬ ‫رووووعة ‪ ،‬فذهبت لتعبئة السيارة فوجدت الفتة فوق المحطة كتب عليها ‪:‬‬ ‫بنزين شرط التفحيط ‪ ،‬فقلت هذا هو المطلوب ‪ ،‬المهم مألت السيارة‬ ‫من هذا البنزين وخرجت مسرورا ‪ ،‬وبعد يومين تعطلت السيارة ولم ينته‬

‫الموضوع اال باستبدال ( الفيت بم ) وتبين لي ان هذا البنزين شرط‬ ‫التضريط ‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫نُورُ الْإِرادة‬ ‫امساعيل خوشناو‬

‫َر َم ْ‬ ‫ت ِم ْن خ َْل ِفها‬ ‫ع ْم ٍر‬ ‫أ َ ْشال َء ُ‬ ‫ال بَقا َء ِل ِذ ْك ِر َم ْج ٍد‬ ‫يَ ُ‬ ‫ور ْالمعاني‬ ‫سوق النُّ ُ‬

‫وال ُج ْم َلة ِمنَ التَّهاني‬ ‫ع ِلّقَ ْ‬ ‫صماتُ ْال ُج ْه ِد‬ ‫ُ‬ ‫ت بَ َ‬

‫الرجوعِ ُخطانا‬ ‫ه َْل ِإلى ُّ‬ ‫أَو يَ ُج ُّرنا ْال َح ُّ‬ ‫ظ‬

‫على ال َّ‬ ‫ش ِ‬ ‫وارعِ‬ ‫ِمنَ ْاألَي َِّام ْالخَوالي‬

‫إِلى ْال َمعالي‬

‫يا قادِمونَ‬ ‫سوا‬ ‫ال تَيْأ َ ُ‬

‫وز ِه‬ ‫َعلى ُر ُم ِ‬ ‫َح ْشد ِمنَ ْاألَماني‬

‫اإلرادة ُ‬ ‫فَقَ ٰد نَو ِ‬ ‫ت ِْ‬

‫على كا ِه ٍل‬

‫غَريب‬

‫ورها‬ ‫أ َ ْن ت ُ ْش ِع َل نُ َ‬ ‫َم َّرة ً أ ُ ْخ َرى‬

‫ْال ُ‬ ‫ْص ُر‬ ‫عين تُب ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب َيصي ُح‬ ‫والقَ ْل ُ‬

‫فَقَ ْد ت َ َع َّودَ ْ‬ ‫ت‬ ‫ش ْكرا ً‬ ‫دون أ َ ْن تَرى ُ‬ ‫ِم ْن ِ‬

‫َو ِم ْن نَ ْسخِ ْالقبائِحِ‬ ‫يَتَأَلَّ ُم و يُعاني‬

‫كرار‬ ‫َعلى التِ ّ ِ‬

‫ُ‬ ‫ش ْعلَة‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫دفء الشتاء‬ ‫ماجد حامد احلسيين‬

‫غدا ً سأكون‬ ‫لدفء الشتاء‬ ‫وأسدُ كل الشقوق‬ ‫أنا‬

‫من شهيق العشق‬

‫من بعض اللون المخملي‬

‫ت امرأة‬ ‫أن ِ‬

‫وضجيج احالم‬

‫ت البداوة َ‬ ‫باغت ِ‬

‫يرويها الهشيم‬

‫وانسلت بين الدروب‬

‫كم أحب‬

‫لكني كسرتُ كومةَ‬

‫ارتشاف الحنين‬

‫التمنيات‬

‫أو‬

‫التي تسترت عليها الدروب‬

‫جذوة من شعور‬

‫ت امرأة‬ ‫أن ِ‬

‫أنا حيران‬

‫كالليل أضناه السهاد‬

‫كيف تسربلت‬

‫نم ايها الليل‬

‫وضياؤها فجر‬

‫إختر نجوما ً‬ ‫للعاشقين‬

‫‪30‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫ظلك‬ ‫لم يعد‬ ‫َ‬ ‫مرسوما ً‬ ‫على خيام القبائل‬ ‫الشمس‬ ‫ستمد ُ لي‬ ‫ُ‬

‫تفضح االسرار‬

‫خيوط الضوء‬

‫من يفسر لي‬

‫ومياه النهر‬

‫بقايا من شواطيء‬

‫قوافل للضجيج‬

‫النهر‬

‫أنا ولدتُ‬

‫وسراديب ‪٠٠٠‬‬

‫كي أغني وأنادي‬

‫‪٠٠‬ومنارات‬

‫على شطي‬

‫ونشوة قهر‬

‫وعيوني تشتبك‬

‫تفتح دهشتي‬

‫مع مغارا ٍ‬ ‫ت‬

‫أنا هنا‬ ‫أعتق رغبتي‬ ‫وأهرق دمي‬ ‫وغنائي‬ ‫يقتله الحنين‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫أهدابك السمر‬

‫ليليان مره ‪ /‬سورية‬

‫سكن الليل‬ ‫على أهدابك شفق‬ ‫وهاج الفجر‬ ‫في عيناك شغف‬

‫والأنت في أصداء أفالكي‬

‫فكان المد‬

‫يصهل الكون‬

‫في البحر أغنية‬

‫في أقماره قدر‬

‫والجزر تهادى‬

‫قد يورق الزهر‬

‫في أصدافه السحر‬

‫على الطرقات في مدني‬

‫النبض على األقطاب مركون‬

‫مع راياتك البيض‬

‫بصيف منهك الحر‬

‫شموع العشق ذائبة‬

‫القر مارد‬ ‫ّ‬

‫كأنها الشهب‬

‫استوطن سفني‬

‫في حضن أحشائي‬

‫فال أنا براحلة الى روحي‬

‫وأنا المكتوب في سمائي‬ ‫قصة محارة غارقة‬ ‫في عمق الباء والحاء والراء‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫صدور عارية‬ ‫صورية محدوش ‪ /‬اجلزائر‬ ‫سياسة األرض المحروقة‬ ‫ظننتها عبارة باهتة‬

‫وإن غابت المعدات‬

‫قديمة قدم ثورتنا المجيدة‬

‫ففي شراينهم‬

‫ظننتها عبارة نحرت أجدادي‬

‫مايخمد كل األلسنة‬

‫رؤيتها بأم عيني‬

‫من نار مادية ومعنوية‬

‫وأنا بنت االستقالل‬

‫فكما تظافرت الجهود‬

‫لم يتحملها فؤادي‬

‫ذات نوفمبر‬

‫لم يتقبلها عقلي‬

‫اجتمعت بأغسطس‬

‫أي لعنة حلت بك‬

‫ولن تعود عشرية الدماء‬

‫أيتها الجنة‬

‫ألننا فقهنا الدرس جيدا‬

‫كلما اخمدنا نار الفتنة‬

‫وحبنا للجزائر‬

‫بنوا لها صرحا‬

‫لن يخمد‬

‫وحدهم الضعفاء يمكرون‬

‫ولن يستكين النبض‬

‫أما األقوياء فيجابهون‬

‫فقد اشتعلت بقلوبنا‬

‫ألسنة النيران‬

‫وصرنا كلنا ثكالى‬

‫بصدور عارية‬

‫وأمهات لكل المفقودين‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫حرية فتاة‬

‫صالح الورتاني ‪ /‬تونس‬

‫ما بك يا فتاتي الحائرة ؟‬ ‫بماذا تفكرين ؟‬ ‫حيرانة أنت دوما‬ ‫بين الصدق واليقين‬

‫جوعونا فقرونا أفلسونا‬

‫كذبوا عنك لما قالوا‬

‫بالعهدة بيننا أخلوا‬

‫مستقبلك زاهر‬

‫يا فتاتي لست وحدك في حيرتك‬

‫خانوا األمانة ضلوا‬

‫نحن مثلك ننتظر فرج هللا‬

‫طريق الهداية‬

‫كفانا عيش الكآبة‬

‫جمعوا المال الحرام‬

‫عشناها سنين في بلداننا‬

‫كدسوه وما ملوا‬

‫ظلما وغرابة‬

‫داسوا على كرامتنا‬

‫أتراه ينجلي الهم عنا‬

‫في التلفاز لما أطلوا‬

‫للعيش بمهابة‬

‫أوهمونا بأننا في رغد عيش‬

‫ننتظر الفرج يأتينا من هللا‬

‫لما علينا حلوا‬

‫فتاتي ال رتابة‬ ‫وهل نعيد الشدو والغناء‬ ‫مع صوت الربابة ؟؟؟‬

‫‪34‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫إذا ضاقت الدنيا عليك فارفع للسماء يديك‬ ‫حممدأبواحلسن‬ ‫إذا اجتمعت يوما ً‬ ‫عليك‬ ‫َ‬ ‫ب والخ ُ‬ ‫وب‬ ‫ط ُ‬ ‫ك ُل النوا ِئ ِ‬ ‫وتخلى ع ْن َك من كنت‬ ‫تظنهُ‬ ‫وضاقت‬

‫يوما ً‬

‫حبيب‬ ‫ُ‬ ‫ليرى هل‬ ‫الذي‬ ‫َ‬ ‫يبتليك َ‬

‫عليك الدنيا‬

‫نيب‬ ‫ترج ُع أوت ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫تصبروإلي ِه ِ‬

‫وأعياك من شد ِة كربها‬ ‫فر ُ‬ ‫يب‬ ‫ط التمل ُم ِل‬ ‫والنح ُ‬ ‫ِ‬ ‫وتسلل‬

‫إلى‬

‫فإذا‬

‫وعجيب‬ ‫عطائهُ ُمدهش‬ ‫ُ‬

‫نفسك‬ ‫َ‬

‫القنو ُ‬ ‫الرهيب‬ ‫واليأس‬ ‫ط‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وظننت‬ ‫َ‬

‫فال‬

‫ّ‬ ‫تجزعن‬

‫لحادِث ِة‬

‫ها ِلك‬

‫أمريعتريك‬ ‫الليالي ولكل ٍ‬

‫قريب‬ ‫ُ‬

‫حسيب‬ ‫قل إنما لي رب‬ ‫ُ‬

‫أتاك غوث من هللاِ الذي‬

‫ض ٍر‬ ‫إذا ابتالني‬ ‫اليوم ب ُ‬ ‫َ‬ ‫فغدا ً فرجهُ حتما ً‬ ‫قريب‬ ‫ُ‬

‫ال محالةَ‬

‫أنك‬ ‫َ‬

‫ما أعطى كان‬

‫عن‬

‫واليغيب‬ ‫يراك فالينا ُم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫هو هللاُ ربي وربكم‬ ‫بإخالص‬ ‫من ابتالهُ ثم‬ ‫ٍ‬ ‫يخيب‬ ‫دعاهُ أبدا ً لن‬ ‫ُ‬

‫‪35‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫ما بالك‬

‫اىل اليت نفد الزيت من قنديلها‬ ‫د‪.‬امحد ميسر‬

‫ماهو ذنبي ياترى‬ ‫الذي اجج نيرانك‬ ‫الصدق ذنبي و يا ليته‬ ‫كان من بعض اوزارك‬ ‫راجعي نفسك كي تعرفي‬ ‫من يستحق الرجم باحجارك‬ ‫اتركي بسالم قلبي المثخن‬ ‫بجراح من مدى امثالك‬ ‫طيبتي الحمقاء كما اسميتها‬ ‫ما أهلتني الن اكون يوما‬ ‫بطال لبعض اطماعك‬ ‫اسخري من طيبتي‬ ‫قدر ما تشائين‬ ‫لكن اخبريني‬ ‫بعد رحيلي‬ ‫لمن ستبيعين‬ ‫أوهامك‬

‫‪36‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫الحدباء كانت أ ّمة‬ ‫في نينوى‬ ‫ِ‬ ‫حفَ َر ْ‬ ‫األرض تأريخا ً لها‬ ‫ص ْخ ِر‬ ‫ِ‬ ‫تب َ‬ ‫أخبارها‬ ‫تواردَت‬ ‫ُ‬ ‫قب َل ال َمسيحِ َ‬ ‫المختار يعل ُم حالَها‬ ‫ورسولُنا‬ ‫ُ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫ت لها أ ُ َمم فكانَ خَرا ُجها‬ ‫َخ َ‬ ‫يأتي اليها وال ُملوكُ تَهابُها‬ ‫تهاب َمنِيَّةً‬ ‫فيها رجال ال‬ ‫ُ‬ ‫أن ْ‬ ‫سموا ْ‬ ‫لن يَ ِحل خَرابُها‬ ‫وتقا َ‬ ‫وودودَة‬ ‫ونساؤها َو ّالدَة َ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫ت أطفالَها‬ ‫وعلى الشجا َعة أر َ‬ ‫فيها المروءة ُ لم ْ‬ ‫تزل موجودة‬ ‫بشيوخها ونسائها ورجا ِلها‬ ‫ِ‬ ‫األرحام شيمةُ أه ِلها‬ ‫وتواص ُل‬ ‫ِ‬

‫نينوى‬

‫ياضها‬ ‫كر ُم الضياف ِة‬ ‫حاضر ِ‬ ‫بح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ا ْس ُمها‬ ‫أ ُّم‬ ‫الربيعين التي شا َ‬ ‫ِ‬ ‫دائن يُستبا ُح َجمالُها‬ ‫بين ال َم ِ‬

‫خليل الشرابي‬

‫تلك المدينةُ أصبَ َح ْ‬ ‫ت رمزا لنا‬ ‫َ‬ ‫وب ُحرق ٍة نبكي على أطال ِلها‬

‫‪37‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫مُورِقَةُ الشَّغَفِ َأنْتِ‬

‫حسام حممد‬

‫َو َردَّه َم ْب ِه َجة ِل ْل َحيَاةِ‬ ‫سةُ ْالقَ ِدّ‬ ‫س ِ‬ ‫امقَة ‪َ . .‬ميَّا َ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪َ . .‬رائِعَةُ‬ ‫َ‬ ‫ط ِريَّة أ َ ْن ِ‬ ‫ِحر‬ ‫ال ّ‬ ‫س ِ‬ ‫عو د ُ‬ ‫ص ُر ِك ُ‬ ‫ِخ ْ‬ ‫ان‬ ‫َّ‬ ‫الر ْي َح ِ‬

‫ْ‬ ‫ت‬ ‫إن ِغ ْب ِ‬ ‫تَاهَت َك ِل َماتِي‬

‫ورائِ َحت ُ ِك َرائِ َحةُ‬ ‫َ‬ ‫ْال َو ْر ِد‬

‫تَاهَت نَ ْفسِي‬

‫َك َال ُم ِك ِس ْحر َولَ َهان‬

‫َيا لَحنِي َو ِعش ِقي‬

‫َو َو ْج ُه ِك بَ ْدر ُم ْكت َ َم ُل‬ ‫ان‬ ‫ْاأل َ ْر َك ِ‬ ‫َوأ ُ َميَ ُّز َما يُميَ ُّز‬ ‫ْاألُنُوث َ ِة‬

‫يَا ذا ِك َرتِي ِحين‬ ‫سى ْال َك ْون‬ ‫أ َ ْن َ‬

‫أنَّك ُمت َ َو ِ ّجه َعلَ ْي ِه ُم‬ ‫ت البُ ْر َك ُ‬ ‫ان بِقَ ْلبِي‬ ‫أ َ ْن ِ‬ ‫ت َح َياتِي‬ ‫َغيَّر ِ‬ ‫يَا َجنَّةَ ُخلدِي‬

‫اري ِحين أَت َ ْوه‬ ‫يَا أف َك ِ‬ ‫يَا ُمل ِه َمتِى ‪. .‬‬ ‫شقُ ِك‬ ‫أع َ‬ ‫َّاخل‬ ‫َيا نَفَسِي الد ِ‬ ‫ق‬ ‫ِلالع َما ِ‬ ‫سدِى‬ ‫يُ َغذِّي َج َ‬

‫َيا َم َما ِتي‬

‫‪38‬‬

‫ق‬ ‫َو َي ْم َأل ُ قَ ْل ِبي ِبال ِع ْش ِ‬ ‫ئ‬ ‫الدَّافِ ِ ّ‬ ‫َيا را ِئ َحةُ ال ِع ْ‬ ‫ط ِر‬ ‫ِبا ْن ِفي‬ ‫يَا أ َ ْنقَى لَ َح َ‬ ‫ت‬ ‫ظا ِ‬ ‫ْالعُ ْم ِر‬ ‫ب ِم ْن أ َ َج ِلك‬ ‫ا ُ ْكت ُ ُ‬ ‫َك ِل َما ِتي‬ ‫اك ب ُك ِّل َج َما ٍل‬ ‫َوأ َ َر ِ‬ ‫ش َج ِر‬ ‫فِي ْال َو ْرد َو َ‬ ‫َّ‬ ‫الز ْيتُون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫فِي ال ِع ْ‬ ‫ط ِر َوث َ َم ِر‬ ‫التُّفَّاحِ ْاأل َ ْح َمر‬ ‫الر ْي َحان‬ ‫فِي َع ْو ِد َّ‬ ‫ش َج ٍر اللَّ ْي ُمون‬ ‫َو َ‬ ‫س ِمين‬ ‫فِي لَون ْاليَا َ‬ ‫َو َرا ِئ َح ِته‬ ‫ع ْنقُود ْال ِعنَب‬ ‫فِي ُ‬ ‫ال ُمتَدَلَّى‬ ‫فِي لَ ْح ٍن غرده البُ ْلبُل‬

‫أ َ َراك بِ ُك ّل ْام َرأ َ ٍة‬ ‫أ َ ْج َمل‬ ‫عودُ إلَي ِْك‬ ‫فَا ُ‬ ‫ع َم ْن‬ ‫َيا أ َ ْر َو َ‬ ‫َع ِشقَتنِي‬ ‫قَ ِب َلتْ ِني بعيوبي‬ ‫ب لَ َح َ‬ ‫ظاتِي‬ ‫ِباَص َع َ‬ ‫يَا ُم ْه َجة قَ ْلبِي‬ ‫ع ْينَيْك‬ ‫اعش َُق َ‬

‫َو ِس ْح َر َج َما َل ِك‬ ‫َّاخل‬ ‫ِبالد ِ‬ ‫صب َْر ِك ِحين‬ ‫اعشق َ‬ ‫ض ّل‬ ‫أَ َ‬ ‫َوثِقَتَك بِالعَودَةِ‬ ‫عود ُ ِلقَ ْل ِبك فَأَنَا‬ ‫سا ُ‬ ‫َ‬ ‫أ َ ْس ُكنُه‬ ‫ت‬ ‫ُم ْنذ ُو ِل ِدّ ِ‬ ‫َوقَ ْب َل أ َ ْن َي ْخلُقَ َهذَا‬ ‫ْال َك ْون‬ ‫أ َ ِحب ُِّك ِم ْن قَ ْل ِبي‬

‫‪39‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫احبك بصمت‬

‫مجيل لعييب الكعيب‬

‫الصمت ضجيج الكون وحقيقها‬ ‫الرحلة اليك بين الحنين ‪...‬آهاتها‬ ‫بعشقك صمت‪...‬عيناي دموعها‬ ‫لحبك صمت‪...‬الشفاة ابتسامتها‬ ‫أحالمك صمت ‪ ...‬اللقاء مرادها‬ ‫الهمس صمت ‪ ...‬تسمع صخبها‬ ‫اشواق لسمو محراب عبادتها‬ ‫طقوس‬

‫‪ ....‬للوضوء تيممها‬

‫اضناني البعد وآالم هجرانها‬ ‫تعالي ياكحلة العين وميلها‬ ‫نتعبد تمارس الشفاه حرمتها‬ ‫أوقد ميالد الحب شموعها‬ ‫تتراقص االنامل‪ ..‬تتشابك اكفها‬ ‫الليل ‪ ....‬احالم اللقاء آمالها‬ ‫هل العناق حالل في عدالتها‬ ‫احالم ألحالم والليل سميرها‬

‫‪40‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫الغضب‬

‫عبري عربيد ‪ /‬لبنان‬ ‫أناشدك وطني‬

‫انتزع ا اإلحساس منها‬

‫بكلمات مشتعلة‬ ‫باللّوم وبالعتب‬

‫والروح عن كثب‪.‬‬ ‫ّ‬

‫متأ ّججة بالخيبة‪،‬‬

‫ما رأيت يوما ّإال‬ ‫النّور الّذي كنت انتزعه‬

‫متف ّجرة ألكثر من‬

‫من واحات ّ‬ ‫الظالم‬

‫مليون ومليون سبب‬

‫ما ب ّ‬ ‫شرت بغير األمل الّذي‬

‫أدونها‬ ‫صرخة ّ‬

‫حاولت غرسه‬

‫من حبر قلب‬

‫في وجوه تغمرها اآلالم‬

‫بحبّك نزف والتهب‪.‬‬

‫لكنّهم أطفأوا‬

‫حييت ما حييت‬

‫آخر شعلة فيك‬

‫أنتظر يوما‬

‫و أحرقوا لمحة‬

‫أغنّي فيك‬ ‫سالم‬ ‫أنشودة ال ّ‬

‫قد اعتقدتها لحين‬ ‫نظرة أمل‪ ،‬فاستلّيت قلمي‬

‫مرضت بك وما شفيت‬

‫ألحرر روحي منك‬ ‫ّ‬

‫ولم أذعن الستسالم‬

‫وأكتب عنك‪،‬‬

‫وها أنا اليوم‬

‫قصيدة عنوانها الغضب‪.‬‬

‫أكتب كلمات‬

‫‪41‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫قيس وليلى‬

‫قيس هادي كريم الشريف‬ ‫قلمي‬ ‫كلماتي‬ ‫فراشتي‬

‫ولن تسكن قلبي‬ ‫غيرها‬ ‫قيس وليلى‬

‫ليس له عنوان‬ ‫وغريب عاش‬ ‫الغربة‬

‫وحمامة حبي‬

‫قصة عشق أزلية‬

‫فوق رأسك‬ ‫ترفرف‬

‫تعلموا ياعشاق مني‬

‫يندب وطنا ً بين‬ ‫اﻷوطان‬

‫ورددوا بصوت عال‬

‫ليلى حبيبتي‬

‫عاد قيس يحمل‬ ‫وردة‬

‫قيس قادم إليك‬ ‫من تحت الركام‬

‫وسنبلة ليزرعها‬

‫ما عدت أمزق ثيابي‬

‫تبا ً‬ ‫تبا ً‬ ‫وتبا ً‬ ‫لمن قال عني‬

‫في حقل مهجور‬

‫وال أكتب فيك شعرا ً‬

‫أني ال أجيد الحب‬

‫يسترحم عطف هللا‬

‫وكتابة قصيدة عشق‬

‫أين هللا ؟‬

‫لكني سأقاتل من أجل‬

‫أفيقوا وأعلموا‬

‫وهل ينسى هللا‬

‫أني قيس حبيبها‬

‫هذا المقسوم !‬

‫أن ال أفقدك ولن‬ ‫يضيع مني عنوانك‬

‫ال يمكن أن يخلدها‬

‫ال يعرف حبي إال‬ ‫أثنان‬

‫أنت وأنا ملحمة حب‬ ‫ويبقى عنوانها‬

‫أحد غيري‬

‫شهيد مات على حد‬ ‫الوطن‬

‫‪42‬‬

‫كالمجنون‬

‫قيس وليلى ‪..‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫اليوم عاد‬ ‫د‪ .‬أمريه البشيهي‬

‫ْاليَ ْوم َعاد‬ ‫الروح‬ ‫َو َعادَت ِلي ُّ‬ ‫ي ويبوح‬ ‫آ َ َّن ِل ْلقَ ْل ِ‬ ‫ب أ َ ْن يَ ْح ِك َ‬ ‫الر ِحيل‬ ‫بَ ْعد َّ‬ ‫َكان َك َّ‬ ‫الطيْر المدبوح‬

‫َو َعاد ِلي ال ِذّ ْك َريَات‬ ‫ْف َكانَ‬ ‫أَت َ ْذ ُكر َكي َ‬

‫يَأْن ِم ْن َو َجعٍ ْال ُج ُروح‬ ‫ْال َي ْوم َعاد‬

‫يبداء صباحنا‬ ‫بضحكات وقبالت َب ْينَنَا‬

‫َو َعاد النَّبْض ِلقَ ْل ِبي ِم ْن َجدِي ٍد‬ ‫لنقيم ْاأل َ ْع َياد‬

‫ْف َكانَ َحدِيثَنَا‬ ‫َكي َ‬ ‫ونظراتنا‬ ‫َو ْال ِع ْشق َي ْج َمع ش َْملَنَا‬ ‫أَت َ ْذ ُكر الهمسات‬

‫وننسي ُك ّل ْال َج َّراح والتنهيد‬ ‫ْاليَ ْوم َعاد‬

‫ات‬ ‫َو َكانَ ْال َي ْو ُم ُه َو أ َ ْمس الَّذِي َف َ‬ ‫اض ِري‬ ‫فحبك ْأمسِي َو َح ِ‬ ‫َودُونَك َحيَاتِي ت َ ُكون َم َمات ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫جنم الركابيتراتيل يف زمن املستحيل‬ ‫أراها ظ ّل ُمستعرا ً لظاها‬ ‫وتلك سيولُها بَلغ ْ‬ ‫َت ُزباها‬ ‫َ‬ ‫أرى األموا َج تعلو كالجبا ِل‬

‫الرتوق فما تُخا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫تصدّعت‬

‫ْ‬ ‫طغت حتى توسطها رداها‬ ‫أفاقت ساعةً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فغدت كسي ٍل‬

‫مخي ُ‬ ‫الرتق مقتفيا ً خطاها‬ ‫ط ّ‬ ‫الخطوب‬ ‫أذلّت كبرياءك ُم‬ ‫ُ‬

‫ت جمعُها وعال بكاها‬ ‫تَشت ّ َ‬

‫الغرور فما عساها‬ ‫زم‬ ‫ُ‬ ‫وقد ُه َ‬

‫فيوض‬ ‫ضا من‬ ‫أرانا هللاُ غي ً‬ ‫ِ‬

‫ْ‬ ‫بلغت حدّ التّراقي‬ ‫تقو ُل وقد‬

‫عسى نفس إذا سقمت شفاها‬

‫نفوس ثوبهُ الشؤ ُم كساها‬

‫أيحسب من رقى فوق السحاب‬ ‫ُ‬

‫فها هي ذي تُزلزلنا عيانًا‬

‫قاهرا ربّا ً براها !!!‬ ‫سي ُ ُ‬ ‫عجز‬ ‫ً‬

‫ت وما سواها‬ ‫ريا ُح ال ُمرجفا ِ‬ ‫ّ‬ ‫تشظت‬ ‫المفر وقد‬ ‫إلى أين‬ ‫ّ‬

‫ولوال من يُتمت ُم في دُجاها‬

‫العمر وانفصمت عراها‬ ‫مرايا‬ ‫ِ‬

‫قدرا كتوما‬ ‫أرى عجبًا أرى ً‬

‫وك ّل الئم يشكو الزَ مانا‬

‫سفا ً تُجلج ُل في سماها‬ ‫أرى ِك َ‬ ‫وهمهمةُ ّ‬ ‫الطلوعِ لها هدير‬ ‫سم َع مخترقًا مداها‬ ‫يص ّم ال ّ‬

‫لقد سم َع ال ّ‬ ‫شكايةَ فازدراها‬

‫فلوال عطفهُ لغدت يبابا‬

‫أ نبكي إن تظافرت الرزايا !!!‬ ‫ب و َم ْن جناها‬ ‫وم ْن‬ ‫ِ‬ ‫خطر الذّنو ِ‬ ‫ِ‬ ‫سم َع واكترثوا مليّا‬ ‫أصيخوا ال ّ‬ ‫أزف القُفو ُل فَ َم ْن وعاها ؟‬ ‫فقد‬ ‫َ‬

‫‪44‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫إذا سادَت ْ على النّاس ِ اللئام‬

‫كلمات‬

‫ع ْدل َوال َحق ّ‬ ‫َفال َ‬ ‫لَ ُكم ْ في القَ ْلب ِ جر ح ال يُداوى‬ ‫يُقام‬

‫َو إن ْ َم ّر َ الزَ مان ُ‬ ‫أَيا َمن ْ ُ‬ ‫ط ُهروا ِمن ْ ُك ّل ِ ِر ْجس ٍ‬ ‫يا ِكرام ُ‬

‫َوما قُلنا ِب ِهم ْ يعيى ال َكالم ُ‬ ‫عهود هللا ِ ِبال ُحب ّ ِ نَفيها‬ ‫َوبِاألَرواح ِ ما دمنا تُدام ُ‬

‫أملار العبيدي‬

‫ض ُكم ْ يا آل َطه‬ ‫َعجيب بُغ ُ‬ ‫َولإليمان ِ في هذا إن ِعدام‬ ‫عالها‬ ‫أ َ ِمثل الروح ِ ِمن ُكم ْ في ُ‬ ‫َوتعلوه ُ السيوف ُ َوالسِهام‬ ‫شَجى ِللدَ ْهر ِ يَبقى مابَقينا‬ ‫َونَوح ٌ ِمثْلَما ناح َ ال َحمام‬ ‫َو َلسنا ِبالنُساة ِ _ مانَسينا _‬ ‫ِليَ ْوم ٍ نالَ ُكم فيه ِ اللئام ُ‬ ‫الباطل َ َر ْغم َ اليَقين ِ‬ ‫أَباحوا‬ ‫ِ‬ ‫َوتيه َ النّاس ُ َيرعاها ال َ‬ ‫ظالم‬ ‫ّللا ِ يُطفى‬ ‫يُريدون َ ِلنور ِ ّ‬ ‫ّللا ِ باق ٍ كيف َ راموا‬ ‫َونور ُ ّ‬ ‫فَيا آل َ النَبي ّ ِ ما َحييت‬ ‫َعلَي ُكم ْ دائ َما ً ِمنّي السالم‬

‫‪45‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫معطف شتاء‬

‫ميرڤت هالل ‪ /‬مصر‬

‫حاولت أن أصفك‬ ‫بين سطور أشعاري‬ ‫جف حبري‬ ‫و لم يكفني‬

‫و رطب حر النهار‬

‫ولم يبرد ناري‬

‫من كان طائري‬

‫كيف لي أن أصف‬

‫نغرد أحرارا‬

‫من حكم بعد‬

‫ال منعنا قيد‬

‫التيه مساري‬

‫و ال طول أسوار‬

‫من مأل‬

‫من كان كمعطف شتاء‬

‫روحي بالحياة‬

‫احتواني دون أزرار‬

‫و دفق ماء‬

‫كان أروع أقداري‬

‫الهوى بأنهاري‬

‫مأل عيني حضورا‬

‫من منحني شعورا‬

‫و حين رأيته شكرت هللا‬

‫أعانني على‬

‫على نعمة االبصار‬

‫برد الليل‬

‫و إن همس في أذني‬

‫‪46‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫تعثرت ما عرفت‬ ‫يميني ‪ ..‬من يساري‬ ‫و إن دنا مني‬ ‫رفعت رايتي‬ ‫و كان انهياري يغار‬

‫و يمأل السطور‬

‫ويلومني‬

‫بحروف أشعاري‬

‫و أنا دون فهم أجاري‬

‫فال أستسيغ‬

‫فرضاه عني‬

‫بيت شعر‬

‫جل مناي و كل اختياري‬

‫ال ي َ‬ ‫طيب فيه‬

‫إن نأى عني‬

‫بأجمل الثمار‬

‫أشعل جحيمي وناري‬

‫أنا أحترف الشعر ألجله‬

‫فأنا شمس تسطع‬

‫و بستاني ال يخلو‬

‫حين يبدو‬

‫من األزهار‬

‫و إن غاب‬

‫فكيف يبعدني عنه‬

‫أتوه في مداري‬

‫مسافات بعد‬

‫رجوت قلمي‬

‫أو قيود حصار‬

‫أن يستجيب للنداء‬

‫أنت يا كل عشقي‬ ‫كن واثقا‬ ‫ال أحد بالكون‬ ‫في قلبي لك يباري‬

‫‪47‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫يف ذاكرتي‬

‫د ‪ .‬زهري جرب‬ ‫في ذاكرتي أشياء‬

‫تبحث عن حضن مستور‬

‫تسالني‬

‫في ذاكرتي أشياء أخرى‬

‫حب مفقود‬ ‫عن ُ‬

‫صوت‪ ,‬موسيقى وشجون‬

‫عن ألم‬

‫والناي والحاني تشدو‬

‫عن شوق جامح‬

‫عازفة الليل أغنية‬

‫عن فستان أبيض‬

‫تحمل رغبات المفتون‬

‫في ليلة زفتنا االولى‬

‫نحو سارية أشرعتي‬

‫كيف وكيف‬

‫نبُحر حيث البحر األحمر‬

‫كان جنون!!‬

‫ُ‬ ‫الشوق وحيث األخطر‬ ‫حيث‬

‫أسئلة في جوف الليل‬

‫رغابتي سلسلة جبال‬

‫صمت مطبق‬

‫مثل جبال األلب وأكثر‬

‫قناديل ليلتنا الحمراء‬

‫واحدة منها ياقمري‬

‫ق‬ ‫تبعث في نفسي قل ٍ‬

‫انت يا إمرأة الكرز‬

‫هل ذابت شمعتنا االولى‬

‫امتزجت نكهتها‬

‫في كوب الفنجان الموعود‬

‫بطعم فاكهة الدنيا‬

‫زغرودة عرس هادئة‬

‫وجميع تلك األلوان‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫تقضي ما فاتها‬ ‫جواد البصري ‪ /‬العراق‬

‫أبدا ً ال أعرفها !!‬ ‫ْ‬ ‫اختزلت المسافات‬ ‫هي التي‬ ‫وراودتني عن نفسها‪..‬‬ ‫الكوة والوكر‬ ‫ك النور بين ُّ‬ ‫شقّت طريقها‪...‬تلبستني‬ ‫راحت تصبّ في الروح‪..‬‬ ‫أ ْسوأ ُ معانيها‪...‬‬ ‫داعبتها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ابتعدت قليال‬ ‫ثم عادت بقوة ٍ‪....‬‬ ‫وخز‬ ‫تقضي ما فاتها من‬ ‫ٍ‬ ‫هي األحزان وحدها‪..‬‬ ‫دائمة الشروق في نفسي‬ ‫ال تغيّبها بيادر اإلبتسام‬ ‫و ال تُرجئها قوافل الصبر‬

‫‪49‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫أقلب أيامي‬

‫امحد خلف نشمي ‪ /‬العراق‬

‫أقلب أيامي‬ ‫أزيل عنها كثب النسيان‬ ‫جرداء ال حياة بها‬ ‫أستجدي وشالة القحط‬ ‫األبواب موصدة‬ ‫والباقي منها على عجل‬

‫‪50‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫بيا ترافه‬ ‫حممد البديري‬ ‫بيا وكاحة عين‬ ‫اشوفك‬

‫ورگص ويه‬ ‫حجولهن‬

‫شما‪..‬توضي الگمره‬ ‫كلها‪ ..‬بديرة الخد‬

‫مار من يمي‬ ‫عصاري‬

‫نزوات شفتيني‬ ‫التلوللي‪..‬‬

‫يلي مافكيتلك دگمه‬ ‫ابقميص الليل‬

‫بيا كباحة عين‬ ‫يالموجني منك‬

‫ابين رنات الحجل‬ ‫وفياي هدمك‬

‫يم صدر الثريه‬

‫أگعد بطرگ المالمه‬

‫ا‪ ...‬يالبريسم تهفي‬

‫وألهم بصبري‪..‬‬ ‫وإداري بيا ترافة‪..‬‬ ‫الماخذتني‬

‫وخلهه روحي‬ ‫اتهوف‬

‫ضل بعيد ابعيد‬

‫بين الشامه والخد‬

‫وانه ابغيرك ارمد‬

‫لو‪ ..‬برد جمار‬ ‫المسامر‬

‫شفت حتى الشام‬

‫ولنته يمي والني‬ ‫يمك‬ ‫مر بعد واسحنهه‬ ‫روحي‬ ‫من تمر خطوات‬ ‫حسراتي‪ ..‬ويه‬ ‫جدمك‬ ‫طشر ويه ذيال ثوبك‬ ‫عطر عمري‪..‬‬ ‫واحسب‪ ..‬بجف‬ ‫روحي اصمك‬

‫تصد والنار‪ ...‬تشتد‬ ‫يل يمر طيفي اعله‬ ‫عينك فوگ يصعد‬ ‫للثريه‬ ‫وكل نزيز‪ ..‬بعمري‬ ‫يصعد وادري بيك‬ ‫اتشوف شوكي‬ ‫وادري تتعمد تسلني‬

‫‪51‬‬

‫وال رخيت بشبگه‬ ‫معضدضل على‬ ‫المامش تعمد‬

‫فوك الصدر جودر‬ ‫نثر روحه‪ ..‬وراد‬ ‫بوسات يتفرهد‬ ‫ياعطش روحي‬ ‫بتوالي‪...‬الماكو‬ ‫راحه‬ ‫وزمزم عيونك‪..‬‬ ‫سگه شجم شوگ‬ ‫مرود‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫عمر متعوب‬ ‫ابو طيبة الطائي‬ ‫وهلل وللبشر مطلوب‬ ‫ونهر مابيه گطرة ماي‬ ‫فايض للسواجي اذنوب‬

‫رغم خلصته عمري اهموم ورغم‬ ‫عندي گلب مصيوب‬

‫ومكور للحزن واآله‬

‫ٳنثرت بذري ‪ ..‬وسگيته ادموع‬

‫من وجهي انقره المكتوب‬

‫وتانيته بصبر ايوب‬

‫لجل ناسي بعت عمري‬

‫گلت ايصير زرعي ويكبر وارتاح‬

‫وگلت فدوه عمر وبغير لم احباب‬ ‫مامحسوب‬

‫وٲحسب عمري ذاك الراح‬ ‫مامحسوب‬

‫ٳحرگت روحي وصرت شمعه‬ ‫وضويت ٳلهم‬

‫ٲثاريني ﭼـنت حلمان ‪..‬‬ ‫ومشيت اشگد سـﭼـﭺ ودروب‬

‫رغم ساف العمر كل لحظه بيه‬ ‫ايذوب‬

‫ورجعت النوب ‪ ...‬ابعمر متعوب‬ ‫وهلل وللبشر مطلوب‬

‫ٲطوح وٲبتشر وارتاح وٲنه‬ ‫بروحي حزن يعگوب‬

‫ونهر مابيه گطرة ماي ‪ ..‬فايض‬ ‫للسواجي اذنوب‬ ‫فايض للسواجي اذنوب‬ ‫سوالف ليل‬

‫‪52‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫مشيتك‬ ‫حيدر الكناني‬ ‫رحت رايه وترف لمناغه عبدهللا‬

‫مشيتك رايه رايه وكل عطش‬ ‫جازيه‬

‫رحت ماين‬

‫كسرت بخاطره ومعذور‬

‫وكلمن ودّع احبابه‬

‫النهر يندل اچفوفك وانت‬ ‫ماهاويه‬

‫ودّع احسين … سيفك ودّع‬ ‫اگرابه‪...‬‬

‫وشفتك شاورت خيمه وص ِلت‬ ‫ملهوف‬

‫ودّعه الماجراله ابراي‬ ‫مو گد جربتك كتّره النهر لبّعيد ‪..‬‬

‫گلي شسولفت ل حسين‬

‫طش اچفوفك اعله الكاع‬

‫گرصة زراگ‬ ‫شفت برگابهم ّ‬ ‫وخوف‬

‫بده موسم مناير‬

‫كلشي اگبال سيفك تاه‬

‫والطفوف اتريد ‪..‬‬

‫سهم للخيم ناوي ايروح‬

‫وبده سبعين ألف واهس يسولف‬ ‫طاح ‪ ..‬شانت عندك وشبّيت‬

‫رحت طافحله عين وروح‬

‫ترافكتوا ومشيتوا ارماح ‪..‬‬

‫رحت ماين رغم ما قاريه اجدامك‬ ‫هذيج الكاع‬

‫مشيتوا وهيه ّ‬ ‫خزره امن الرمح‬ ‫للجيش الخوف شما كبر…‬

‫رغم العثرت اكبالك ذنب رابي‬ ‫اعله غيض هللا‬

‫‪53‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫كلمات‬ ‫راقت لي‬ ‫رشا الراوي‬

‫أيتها المرأة إن‬ ‫الصمت هو زينة‬ ‫النساء‬ ‫‪54‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫‪55‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫‪56‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫اعداد ‪ /‬حسني محه علي‬ ‫اللوحة من اعمال الفنان الموصلي الراحل جالل الحسيني رحمه هللا و هي‬ ‫صورة شخصية للحاج شريف الساعاتي الذي بدأ عمله كمصلح للساعات‬ ‫بأنواعها منذ سنة ‪ 1910‬في باب السراي ‪،‬لفتت انتباهي اليوم هذه اللوحة في‬ ‫مركز الدقيقة للساعات السويسرية في شارع خالد بن الوليد و هذه حكايته ‪:‬‬ ‫الحاج شريف النعيمي من سكنة محلة الزوية في شارع الفاروق ‪ ،‬الحظ اهله‬ ‫انه كل فترة يخرج من الغرفة و ينظر الى الشمس ليعرف الوقت فقال له والده‬ ‫اذهب الى باب الطوب و اشتر لك ساعة ‪ ،‬و عندما عاد كانت الساعة ال تعمل‬ ‫‪ ،‬ارشده والده الى اول مصلح للساعات في باب السراي و هو عبد الفتاح‬ ‫الذي سافر الى الهند ليتعلم تصليح الساعات ‪ ،‬الذي قال له بعد فحصها ‪:‬‬ ‫غوح زتّا بالشط ‪ ..‬هاي الساعة ما تفيدك ‪ ..‬لكن والده قال له اذهب ثانية و قل‬ ‫له انا ابن فالن ‪ ..‬و فعل و لكن بعد محاوالت المصلح وجدها غير قابلة‬ ‫للتصليح ‪ ،‬فعاد الحاج شريف الى البيت و فكك الساعة و و نظف اجزاءها و‬ ‫استمر يحاول بها اربعة ايام الى ان اصلحها و بدأت تعمل ‪ ..‬فأخذها الى‬ ‫المصلح و تعجب من مهارته وقرر ان يشجعه و اعطاه مجموعة ساعات‬

‫‪57‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫عاطلة ليتعلم التصليح بها و هكذا تمكن من تصليح البعض منها و بدأ عمله‬ ‫كمصلح للساعات ‪.‬‬ ‫في احد االيام جاء الى الساعاتي عبد الفتاح ضابط تركي و معه مجموعة‬ ‫ساعات عاطلة و قال له اذهب الى السيد هناك في دورة الخبازين بباب‬ ‫السراي و هو سيصلح لك الساعات ‪ ،‬و فعال تمكن من اصالح البعض منها‬ ‫و سلمها للضابط التركي الذي تعجب من مهارته و عندما اعطاه مبلغا من‬ ‫المال مقابل عمله رفض الحاج شريف اخذ المبلغ الذي كان روبية و يعادل‬ ‫دينار وبعد اصرار الضابط اخذ المبلغ ‪.‬‬ ‫و قد قام بتعليم اكثر من اربعين شخصا ً من اهالي الموصل هذه المهنة و من‬ ‫ضمنهم الحاج جارهللا الساعاتي الذي كان محله في عمارة الحدباء في بداية‬ ‫شارع النجفي ‪.‬‬ ‫هذه الحكاية رواها لي ابنه الحاج وعدهللا الساعاتي (امدّ هللا في عمره )في‬ ‫جلسة صباحية اليوم في محله العريق الكائن في شارع خالد بن الوليد بعد ان‬ ‫اصلح لي ساعتي السويسرية ‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫‪59‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫اجملموعة الشعرية‬ ‫صرخات يف أقصى اجلثة‬ ‫في اجواء احتفالية كانت على رواق‬ ‫ملتقى الكتاب كان وقع أحتفالية‬ ‫توقيع‬

‫المجموعة‬

‫الشعرية‬

‫(صرخات في أقصى الجثة) عن دار‬ ‫نون للطباعة والنشر‬ ‫والمفكر واالديب‬

‫للشاعر‬ ‫والصحفي‬

‫الناشط االستاذ ماجد حامد الحسيني وهي ليست االولى والتي تلمس فيها دوام‬ ‫التجديدوهو فارس الثقافة الموصلية الحديثة وهو المثابر في جميع نشاطاته‬ ‫المتنوعة التي يبرز ابداعه فيها ويتالق في تقديمها فهو الشاعر‬

‫‪60‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫الملهم الذي يتحف القصيدة النثربة بتعبيراته الشعرية المرسومة بسطور‬ ‫وكأنها لوحات سريالية تحكي قصة القصيدة وتشرح معانيها والتي تتداخل‬ ‫بين كلمات القصيدة وجملها الشعرية ‪ ...‬وقد قدم االستاذ ماجد الحسيني‬ ‫للساحةالثقافية والفكرية الموصلية مجموعته الشعرية الجديدة التي حول‬ ‫ديوانه الشعري هو موجز ما سطر من روائع فكانت صرخات شاملة لكل‬ ‫جوانب الحياة المواطن الموصلي والحق يقال ان للشاعر حضور مميز يلهم‬ ‫الحاضرين االحساس بالعمق الثقافي الذي يمتلكه الشاعر ‪.‬‬

‫‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫ييي‬

‫‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫ولد في مدينة بغداد مثقفا ثقافة متنوعة األركان ‪..‬‬ ‫نظم الشعر بعدة مجاالت مختلفة حيث كتب الغزل والوصف والحكمة وقد‬ ‫أبدع في نظمه حتى صعد إلى القمة متسما بقوة العاطفة وسعة الخيال وسالسة‬ ‫األلفاظ وقوة التراكيب ‪..‬‬ ‫الشاعر عدنان ابراهيم محمود ( عدنان الجميلي ) من بغداد ‪...‬كتب الشعر من‬ ‫عمر ‪ 13‬عام ‪....‬‬ ‫عضو رابطة شعراء العرب وشعراء المتنبي ‪....‬نشرت له كثيرا ً من الصحف‬ ‫والمجالت ‪...‬واشترك بمسابقات شعرية كثيرة فاز بجميعها بالمركز‬ ‫األول‪.....‬متخصص بالغزل العفيف ومدرسة الشعر العباسي‪.....‬‬ ‫كان لنا معه هذا الحوار ‪..‬‬ ‫‪ -1‬متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها‬ ‫في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟‬ ‫كتبتُ الشعر العمودي بعمر ‪ 13‬عام تماما ً ولم يكتشف موهبتي أحد‪...‬وأتقنت‬ ‫نظم الشعر على األوزان بعمر ‪ 14‬عام بعد أن كنت أقرأ بنهم كل ماتقع عليه‬ ‫عيني من أشعار في الصحف والمجالت واقتناء دواوين لشعراء كبار ‪.....‬نعم‬ ‫كانت لظروف البيئة التي أعيش بها دور كبير جدا ً في ظهور موهبتي الشعرية‬ ‫‪....‬فهي شبه ريفية ( في أطراف مدينة بغداد) حيث البراري والمزارع الجميلة‬ ‫والمحيط اإلجتماعي الجميل ‪...‬كل هذا شجعني تماما ً وأعطاني فرصة للكتابة‬ ‫بهذه الخلوات الجميلة في أطراف المدينة ‪.......‬والفضل ألحد بإكتشاف‬ ‫درس اللغة العربية بصف الثاني متوسط( الثامن)‪.....‬قرأت‬ ‫موهبتي سوى ُم ّ‬ ‫له بيتين من اشعاري فاندهش جدا ً وشجعني على اقتناء دواوين معينة‬ ‫فاشتريتها ‪....‬‬

‫‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫‪ -2‬الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك ال يكفي النتاج ما نصبو إليه‬ ‫من إبداع ‪ ..‬ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة‪..‬‬ ‫إن عوامل نجاح الشعر الحقيقي تتلخص بالموهبة والمطالعة المستمرة للشعر‬ ‫القديم إلكتساب الخبرة المطلوبة وكذلك الثقافة العامة بكل تفاصيلها والصدق‬ ‫مع النفس عند الكتابة ‪.‬‬ ‫‪ _3‬كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر‬ ‫ذلك ؟‬ ‫ال أعتقد أن للحظ دور في مسيرة الشاعر وخلود قصائده ‪....‬ربما لفترة زمنية‬ ‫محدودة بسبب العالقات والتواصل ‪....‬ولكن الجيد واألصيل يبقى والرديء‬ ‫يذهب الى النسيان‪....‬والمعجم اللغوي هو نتاج المطالعة والثقافة الشعرية فإذا‬ ‫لم يكن لديه معجم لغوي اليمكن ألشعاره أن يبقى في األذهان ويقرأها‬ ‫األجيال‪.....‬‬ ‫‪ _4‬ما رأيك بالحركة األدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل‬ ‫اإلجتماعي السريعة‬ ‫نعم لقد ساعدت وسائل التواصل بتنشيط الحركة األدبية بشكل كبير جدا ً‬ ‫‪..‬ولكن أألكثرية صار دأبه النشر سريعا ً بدون إعادة النظر بما ينشر ‪..‬مما‬ ‫تسبب بوجود الكثير من النصوص الرديئة وأستطيع أن أقول أن ‪ 70‬بالمئة‬ ‫من الشعر المنشور ‪..‬اليرتقي لمستوى جيد‪...‬‬ ‫‪ _5‬هل يمكن القول أن المعلم هو األساس الطالق أي موهبة أدبية‬ ‫ال أعتقد هذا ‪...‬فالكثير جدا ً من الشعراء لم يجدوا معلم يشجعهم على اطالق‬ ‫مواهبهم أو لم يُعلموا المعلم أصالً‪......‬‬ ‫‪ _6‬ما رأيك بالنقد‬ ‫في العصور السابقة كان الذوق العام هو الناقد ‪...‬أما في العصر الحديث فقد‬ ‫برز دور الناقد بشكل كبير ‪....‬وبرأيي الشخص أن ناقد أي نص أدبي يجب‬ ‫أن يكون له باع طويل بهذا الفن ‪....‬‬ ‫وأنا مع النقد البناء في كل حال‪....‬‬

‫‪64‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫‪ _7‬هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر‬ ‫ال أبدا ً‪...‬بل أن الشعر العربي حاليا ً في أبهى صوره فهناك شعراء كبار نستمتع‬ ‫جدا ً بالمطالعة لهم ‪....‬وأستطيع أن أقول أن الشعر بوجود وسائل التواصل‬ ‫اإلجتماعي ومعرفة المواهب هو يمر اآلن بفترة ذهبية ‪......‬‬ ‫‪ _8‬أال تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم‬ ‫نعم هناك تباين كبير جدا ً فالشعر القديم أجمل وأتقن بكثير والشاعر الذكي‬ ‫والموهوب هو من يمزج نكهة الشعر القديم بالحاضر بإسلوب سهل ممتنع‪...‬‬ ‫‪ _9‬ما نوع الشعر المفضل لديك ؟ هل الشعر هو تعبير عن اإلحساس‬ ‫طبعا ً الشعر الحقيقي هو تعبير عن مكنونات الشاعر النفسية وإحساسه‪...‬وأنا‬ ‫بما تأثرت بشعراء الغزل العفيف وحسب ما اشعر‪ .‬أميل للغزل العفيف بكل‬ ‫جهدي الشعري ‪..‬ربما هو تأثري بأستاذي الشاعر العباسي ( العباس بن‬ ‫األحنف) الذي لم يكتب بيت واحد سوى في الغزل العفيف ‪.‬‬ ‫‪ _10‬هل الشعر صناعة‬ ‫ال ‪.‬فالشعر موهبة وإذا دخلت عليه الصناعة يدخل في الروتينية المقيتة وعدم‬ ‫الصدق عندها اليكون مبهرا ً ومدهشا ً‪....‬‬ ‫‪ _11‬ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن‬ ‫وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟‬ ‫الجواب‪...‬‬ ‫من الخطأ أن يكون هناك نص اسمه ( قصيدة النثر) فالشعر شعر والنثر نثر‬ ‫‪....‬نعم أن لهذه النصوص جمهور واسع وكبير‪...‬ولكني ال أصنف هذه‬ ‫النصوص على أنها شعر إطالقا ً‪....‬‬

‫‪ _12‬كيف ترى الوطن في شعرك‬

‫‪65‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫الجواب‪...‬‬ ‫الوطن هو أجمل قصيدة في قلبي ‪....‬فهو الملهم األول وهو األب واألم‬ ‫والماضي والحاضر والمستقبل ‪...‬قلت في وطني‬ ‫الى ُحبّ العراق أرى القوافي‬ ‫كمثل الورد تخر ُج من شغافي‬ ‫ْ‬ ‫التسلني‬ ‫ب‬ ‫ي ال َمذاه ِ‬ ‫فمن أ ّ‬ ‫كاف‪....‬‬ ‫وفخر اإلسم‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫عراق ٌّ‬ ‫‪_13‬ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا‬ ‫العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل اإلتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ‬ ‫المجانية إحدى هذه العوامل ؟‬ ‫الجواب‪...‬‬ ‫نعم لقد قل انتشار الكتاب الورقي كثيرا ً في عالمنا العربي وربما في العالم‬ ‫كله‪...‬بسبب وسائل التواصل اإلجتماعي التي سهلت كل شيء ‪..‬وكذلك سرعة‬ ‫الوقت وتطور الحياة ومتطلباتها مما أدت هذه الحيثيات والتداعيات الى‬ ‫عزوف الكثير عن اقتناء الكتاب ‪..‬رغم أن الكتاب أجمل وأفضل من وسائل‬ ‫التواصل‪........‬‬ ‫‪ _14‬كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟‬ ‫الجواب‪...‬‬ ‫المرأة هي محور قصائدي فهي األميرة والحبيبة والملكة ‪...‬بل أن نظرتي‬ ‫وعقيدتي هي أن النساء مالئكة‪..‬واستطيع أن أقول أنه لوال المرأة لَما كان‬ ‫هناك شاعرا ً على وجه األرض‪......‬أما المرأة الشاعرة ‪..‬فهي مالك أنزله هللا‬ ‫من جنة الفردوس ألسعاد األرواح والقلوب‪.....‬‬ ‫إنــهُ الحبُّ اليُ َردُّ بَتاتا‪......................‬التقولي أوانهُ قـد فاتا‬ ‫إن أتى من علُ ّ ٍو ‪...‬‬ ‫فهو كالسي ِل ْ‬ ‫ْ‬ ‫الصخر في المدى أشتاتا‬ ‫إن أتى من علُ ّ ٍو ‪...‬يجع ُل‬ ‫َ‬

‫‪66‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫ّ‬ ‫عمري‪...........‬ال أرى من شرا ِكها إفالتا‬ ‫إن‬ ‫عينيك ياحياتي و ُ‬ ‫ِ‬ ‫هواك ال ُمحا ِل صرتُ دُموعا ً‪ ....‬تجع ُل الني َل أحمرا ً والفُراتا‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫كانَ يبغي ال ُخلودَ في ال ُحبّ ِ قلبي‪...........‬فتس ّجى بنار ِه ث َّم ماتا ‪..‬‬ ‫‪ _ 15‬هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أوال‬ ‫وأخيرا‪...‬‬ ‫عقيدتي في هذا هي أن العبرة ليست بإصدار الدواوين بل إصدار مايسر‬ ‫القلوب واألرواح من شعر حقيقي صادق‪....‬هناك الكثير ينشر دواوين ولكن‬ ‫من يراها؟‬ ‫فقط ليُقال أن فالن اصدر ديوانا ً‪....‬وليتني أقتني ديوانا ً واحدا ً رائعا ً جدا ً‬ ‫ومدهشا ً هذه األيام‪..‬‬ ‫‪ _16‬ما سر نجاح الشاعر‬ ‫هناك نجاحان ‪..‬نجاح آني تسببه العالقات والتواصل والحضور الكثير ‪..‬وهذا‬ ‫يُنسى بأسرع وقت ‪..‬والنجاح اآلخر الحقيقي هو على المدى البعيد ‪....‬وسر‬ ‫النجاح الثاني هو صدق الحرف والثقافة العالية واإلبداع وتوليد المعاني‬ ‫الجديدة ‪....‬‬ ‫حا َل الهوى بَيني وبَينَ ِوسادي‪ْ .............‬‬ ‫ت عالمة بما بفُؤادي ‪.‬؟؟‬ ‫هل أن ِ‬ ‫ب على سفوحِ الوادي‪..‬‬ ‫س ْ‬ ‫ب أشواق ِ‬ ‫ضبا ِ‬ ‫في القَل ِ‬ ‫ت ب ِه‪....‬مث َل ال َ‬ ‫إليك ر َ‬ ‫َوعلى َم َح ّ‬ ‫ت اشتياقي ل ْم ت َ ُك ْن‪ ..........‬إال الريا ُح تنو ُح فوقَ َرمادي‪.‬‬ ‫طا ِ‬ ‫ليل يُحي ُ‬ ‫فعج ْبتُ من توليف ِة األضْدا ِد‪..‬‬ ‫ط‬ ‫الشمس حينَ رأيتُها‪ِ ..............‬‬ ‫َ‬ ‫ب الشاعر ال َبــغدادي‪.‬‬ ‫الشام َّ‬ ‫أن عيونها‪.........‬فَت َ ْ‬ ‫قولوا ل َم ْن في‬ ‫كت بقل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ببحر فُؤاد ِه‪..............‬فغدَ ْ‬ ‫ضر َب ْ‬ ‫ت بـه األموا ُج كاألطوا ِد‬ ‫ت عواصفُها‬ ‫ِ‬ ‫وكأن بــَـ ْعدَ ثالثــ ٍة ميعادي ‪......‬‬ ‫فكأن ُروحي ْ‬ ‫من ثَمو ٍد في الهوى‪َّ .............‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ _17‬لمن تودع أسرارك وأراؤك الشخصية‬ ‫لقلبي وروحي فقط ‪.....‬‬

‫‪67‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫‪ _18‬لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول؟‬ ‫سأقول لقد قرأ أشعاري عاشق حقيقي وتأسى بها ‪....‬فكل هدفي هو إسعاد‬ ‫العشاق وزرع األمل والثقة في نفوسهم ‪....‬‬ ‫‪ _19‬ماهي كلمتك لجيل اليوم؟‬ ‫أتمنى من جيل اليوم رغم مصاعب الحياة وسرعة األيام أن يخصصوا ولو‬ ‫ساعة واحدة في اليوم للمطالعة األدبية ‪..‬شعرا ً أو نثرا ً أو ثقافةً‬ ‫عامة‪....‬فالمطالعة هي الركن الوثيق وسر النجاح وبكافة المجاالت‪....‬‬ ‫‪ _ 20‬كلمة تحب توجيهها إلى القراء ‪..‬‬ ‫أوالً ‪..‬اشكرك ياسيدتي على هذه اإللتفاتة الجميلة للتعريف بي ‪....‬‬ ‫ُ‬ ‫وأعتز بكل رأي وأتمنى للجميع النجاح‬ ‫وأشكر كل الذين قرأوا كلماتي‬ ‫والموفقية في الحياة ‪...‬‬ ‫أشكر لكم حضوركم ومتابعتكم أحبتي ‪..‬‬

‫‪68‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫حرفٌ‬ ‫واحد‬ ‫عادل جبار‬ ‫ت والمصطلحات التي هي دخيلة‬ ‫برزت في االونة االخيرة العديد ُ من المسميا ِ‬ ‫يزخر بهذه االلفاظ التي شوهت وجهه‬ ‫على المجتمع العراقي الذي بات‬ ‫ُ‬ ‫الحضاري ‪.‬‬ ‫والفرق حرف واحد بين (ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫شهرة و الشِهيره)‬ ‫فبهذا الحرف انقلبت جميع الموازين وخرجو لنا نماذج تحت مسمى (الشهيره)‬ ‫يصنعون النفسِهم مصطلحا ٍ‬ ‫سن ِة العامة‬ ‫ت خاصة يتداولونها وتُصبح على ال ُ‬ ‫هوالء الذي يبحثون عن (الشِهيره) العزة باالثم ويتخيلون‬ ‫من الناس وتأخذ ٔ‬ ‫في داخل انفسهم انهم صانعي محتوى مهم يخدم المجتمع ويدرجون انفسهم‬ ‫تحت مسميات كبيرة حتى تبدأ هذه المسميات باالنتشار شيء فشيء ‪.‬‬ ‫لكن المشكلة تكمن وحسب اعتقادي في المجتمع الذي يُبدي ترويجا سريعا‬ ‫لهوالء الذين يظهرون كالفقاعة دون سابق انذار ويبدأ الناس بتقبلهم ووضعهم‬ ‫ٔ‬ ‫والموثرين اجتماعيا ويتصدرون مواقع التواصل‬ ‫في خانة المشهورين‬ ‫ٔ‬ ‫االجتماعي ويكونون حديث الشارع العراقي‪.‬‬ ‫لهوالء يظنون من انفسهم انهم اصبحو‬ ‫وربما هذا الترويج من قبل المجتمع ٔ‬ ‫في مقدمة الركب الذي سيطور المجتمع ويسمو به نحو القمة ‪ .‬لكن سرعان‬

‫‪69‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫مايظهر لنا مصطلح من شخص اخر يبحث عن (الشهيره) حتى يتالشى ما‬ ‫قبله ويذهب كالصرخة في واد او نفخة في رماد‪.‬وايضا مصطلح ( الطشة)‬ ‫هو رديف لمصطلح (الشهيره) وهذا كله ناتج من عدم تطوير الذات وعدم‬ ‫تطوير القابليات الثقافية واالطالع الواسع كلها عوامل تجعل الجهل يستشري‬ ‫في عقول الناس‪.‬‬ ‫وما اعتقد وهو مايجب ان يكون ان النبدي تقبال واسعا لهكذا اشخاص‬ ‫هوالء‬ ‫ومصطلحات تطفو على السطح بين الفينة واالخرى حتى النجعل من ٔ‬ ‫اضحكوه لنا وان يعرفو قدرهم ومكانتهم بين المجتمع وان اليأخذو اكبر من‬ ‫حجمهم ويتمادون في تلفيق المفردات التي التسمن او تغني من جوع والتخدم‬ ‫المجتمع قيد انملة‪ ..‬لذلك يجب ان يُح ِكم الشخص عقله قبل قلبه على اي خطوة‬ ‫يُقدم عليها حتى اليكون محط انتقاد من قبل المجتمع‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫روح ممزقة‬ ‫سينو إبراهيم‬ ‫ال أريدُ‬ ‫أن أدخ َل الجنة‬ ‫أخشى أن‬ ‫أحرم أهلها‬ ‫من الجمال و السعادة‬ ‫بهذا الحزن‬ ‫الكامن في قلبي !‬

‫‪71‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫بعض القيم والثوابت المتعارف عليها التي يؤمن بها االنسان في العقائد‬ ‫والثقافات وبعض التقاليد واالحتفال بوقائع تاريخية كل حسب تصوره وقناعته‬ ‫وايمانه ومدى تاثره وتاثيره الجدال فيها اال بالتي هي احسن وفهمها‬ ‫ومطابقتها وصدقها وسندها وتاثيرها في المجتمع‪.‬‬ ‫من المشتركات التي اتفق عليها االحرار والغالبية العظمى في العالم والتي‬ ‫ناضلوا من اجلها وقدموا الغالي والنفيس هي مبدأ االيمان بقيم االصالح‬ ‫ومحاربة المفسدين لديمومة الحياة االنسانية واستمرارها بشكل يضمن كرامة‬ ‫االنسان وحريته‪ ،‬ولهذا كانت الثورات عبر التاريخ ضد التجبر والتسلط‬ ‫والفساد بقيادة اشخاص امنوا باالصالح والتغيير مهما كلفتهم رسالتهم‬ ‫االنسانية‪.‬‬ ‫ثورة الحسين بن علي (ع) سبط رسول هللا(ص)من هذه الثورات التي كانت‬ ‫وماتزال تحمل القيم االنسانية النبيلة باتجاه تغيير االوضاع السائدة وهو يقود‬ ‫ثورة االصالح والتغيير ضد الفساد والمفسدين ودفع الثمن برضا دون خوف‬ ‫او وجل وكان على بصيرة من امره‪ .‬وخلد التاريخ ذكراه من خالل احتفال‬

‫‪72‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫الماليين من المسلمين واالحرار في العالم الستذكار ملحمة الخلود والدروس‬ ‫المستنبطة منها‪.‬‬ ‫ومما يؤسف له حقا ان نقرا النصاف المثقفين بل الجهلة والمعاقين فكريآ‬ ‫الذين اليفقهون من التاريخ شيئا اال ماوافق اهوائهم ويحاولون جاهدين ان‬ ‫ينتزعوا من ذكرى عاشوراء كل قيم االصالح والتغيير ومحاربة الفاسدين‬ ‫وان يفرغوا ثورة الحسين بن علي من محتواها بل ذهبوا الى ابعد من ذلك‬ ‫وهو ان الحسين قتل بسيف جده ومنهم من يتحفنا بان الحسين خرج عن الحاكم‬ ‫وان كان ظالمآ واخر يقول عليه ان يقبل باالمر الواقع‪ ،‬ومن خالل متابعتي‬ ‫لمنشورات اصدقاء اقرا العجب من التعليقات على منشوراتهم فاحدهم يقول‬ ‫ان االحتفال بهذه المناسبة يدعوا للطائفية واخر يقول لماذا هذا الحزن عليه‬ ‫اكثر مما تحزنون على غيره بهذه الطريقة وكثيرآ من التفاهات واالسئلة التي‬ ‫تدل على جهل السائل وعدم المامه بمجريات حركة التاريخ لغاية استشهاد‬ ‫االمام الحسين‪ ،‬والغريب في االمر يحدثنا هؤالء بفخر عن حركة الثوار‬ ‫ويكتبون عنهم وعن ثوراتهم ويضربون لنا مثال غاندي وجيفارا ومانديال‬ ‫واخرين بفخر ‪ ،‬ويستكثرون قراءة بعض الحروف عن تاريخ سبط الرسول‬ ‫(ص) الذي قال فيه ‪( :‬حسين مني وانا من حسين) ‪ .‬الحسين الذي قاد ثورته‬ ‫بيقين وثبات وعزم وكان منارآ واليزال لكل ثوار العالم بشجاعته وعزمه‬ ‫وتضحياته من اجل االنسانية جمعاء وهو يحمل مشعل الحرية من اجل تحرير‬ ‫النفس من الخوف لمحاربة الفاسدين والظلمة وهو يقود راية االصالح ‪{ :‬إني‬ ‫لم أخرج أشرا ً وال بطرا ً وال ظالما ً وال مفسدا ً انما خرجت لطلب االصالح‬ ‫في امة جدي}‪.‬‬ ‫ايها المعاقون فكريا والجاهلون بحركة التاريخ والحاضر التزال ثورة الحسين‬ ‫قائمة التنتهي في هذا العالم فهي ثورة المظلوم ضد الظالم وهي ثورة‬ ‫المصلحين ضد الفاسدين وهي القيم االنسانية النبيلة وارادة الخير ضد قيم‬ ‫الفساد والشر وهي بالنسبة لنا ثورة النور والعلم ضد ارادة الجهل والظالم‬ ‫الذي تقبعون فيه والى االبد‪.‬‬

‫‪73‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪223‬‬

‫‪74‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.