عدد 30

Page 1

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني عدد ‪30‬‬

‫أداء االستاذ الجامعي العلمي والتربوي في العراق‬ ‫الواقع والطموح‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬

‫مكتب عقارات دراكوال‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫وجه البسام‬ ‫نرجس عمران‬

‫اإليدز‬ ‫قضية الضمير اإلنساني أطفال‬

‫يضرب العاصمة بغداد‬

‫الشوارع‬ ‫ناز عدنان عثمان‬

‫بقلم‬

‫رواء خلف السوداني‬

‫‪1‬‬

‫تصميم‬ ‫البارون األخير‬


‫هيئة تحرير‬ ‫جملة‬ ‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫مستشار المجلة‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫المحررون‬ ‫احمد محمد عيس ى‬

‫زهرة محمد‬

‫مصر‬

‫الجزائر‬ ‫هادية قصبة فرحات‬

‫شريف العرفاوي‬

‫الجزائر‬

‫تونس‬

‫رواء خلف السوداني‬

‫رسل الساعدي‬ ‫العراق‬

‫العراق‬

‫‪2‬‬


‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪4..................................................................................................................................................‬‬ ‫أداء األستاذ الجامعي والتربوي في العراق ‪ /‬د ‪ .‬إبراهيم خليل العالف ‪6..................................................................‬‬ ‫عراب الشعر فائز حداد ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪8..........................................................................................................‬‬ ‫موسوعة االسر املوصلية ‪ /‬د‪ .‬محمد نزار الدبا غ ‪17...............................................................................................‬‬ ‫االيدز يضرب العاصمة بغداد ‪ /‬رواء خلف السوداني ‪35......................................................................................‬‬ ‫مصطفى الشيخ املراه ف ي القصيدة ‪ /‬عمر صالح ‪39...............................................................................................‬‬ ‫قضية ضمير اإلنساني ‪ /‬نازك عدنان ‪43..............................................................................................................‬‬ ‫العبه ‪ /‬فراس فتحي يونس ‪45..............................................................................................................................‬‬ ‫حديث العقل ‪ /‬ضياء الطيب ‪46.........................................................................................................................‬‬ ‫الشعر والشعراء وضياع الهوية ‪48......................................................................................................................‬‬ ‫مكتب العقاري دراكوال ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ‪52.......................................................................................................‬‬ ‫كريم بن زينه‪ /‬حسام الطحان ‪54......................................................................................................................‬‬ ‫الهوان ‪ /‬ملياء العلوي ‪55....................................................................................................................................‬‬ ‫سيد الكالم ‪ /‬عبد الستار الزهيري ‪57..................................................................................................... ............‬‬ ‫وجه البسام ‪ /‬نرجس عمران ‪58........................................................................................................................‬‬ ‫انا امراه تسافر ‪ /‬مريم خضراوي ‪61...................................................................................................................‬‬ ‫حديث الهدهد ‪ /‬هدهد ‪65...............................................................................................................................‬‬ ‫اكرهك واحبك ‪ /‬شذى االقحوان املعلم ‪67......................................................................................................‬‬ ‫تحول ‪ /‬محمد عاشور ‪69................................................................. ..............................................................‬‬ ‫غصن الزيتون فضيله معيرش ‪73...................................................................................................................‬‬ ‫عالم املراه ‪ /‬زهرة محمد ‪75..................................................................................................... ......................‬‬ ‫شباب رافض للزواج‪ /‬رسل ثامر الساعدي ‪76...............................................................................................‬‬ ‫أقالم شابه ‪/‬‬ ‫صالح الدين الطباش ‪ _ 79 ..‬من انت ومن اين ‪ /‬سمر ضهرو ‪ _ 80..‬فلسفة املرايا‪ /‬حمزه العبيدي‪82 ..‬‬ ‫حوريه‪ /‬صورية حمدوش ‪ _ 82..‬زي ما انت ‪ /‬مي عادل‪ _ 84..‬ختامه مسك‪/‬حاتم الطائي ‪86 ...‬‬

‫‪3‬‬


‫مقال افتتاحي‬

‫احلب ال ميوت‬ ‫حتت عنوان‬ ‫اوجع ال يعلم به اال اهلل‬ ‫مقال بقلم الشاعر البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫نتكلم نضحك ونعمل ونرد على هذا وذاك ال احد يعلم ما يحمل القلب من‬ ‫خباياه شيء الحياة تحمل أشياء ال نستطيع البوح به وال حتى الصراخ الذي‬ ‫هو وسيلة تعبير عن ما يجري معنا وال احد يهتم حتى وآللئك الذين هم اقرب‬ ‫من أي احد وكان االمر ال يعني احد والغريب ان الناس أصبحت تحمل في‬ ‫الصدور الصخر بدل القلب في الغيابات تموت أشياء في القلب بشكل موجع‬ ‫ونحن ال نستطيع البوح به الحد وهذه هي كما عرفته ال شيء يجدي انما كنت‬ ‫انا اكتب للحجر وهذه هي الحقيقة الذين يحملون القلوب ال يحتاجون حتى‬ ‫لكتابة حرف واحد وانا االمر لم يكن عندي وقت فراغه يمتلئ في الحديث‬

‫‪4‬‬


‫بيننا كما ان األشياء التي كانت اكبر من حروف تتراصف لتصنع شيء يشغلنا‬ ‫ولم تكن هذا واأليام افتقده كثيرا وال استطيع البوح بهذا وال حتى ان اكتب له‬ ‫حرف واحد الن األلم يمنع الحروف ويمنع القلب والروح من الصراخ بشكل‬ ‫عالي يسمع ما في األرض والسموات وليعلم الجميع ان االشتياق نصف الحب‬ ‫وان األفعال النصف االخر ومن يريد ان تستمر الحياة ال يجري خلف‬ ‫التفاهات واختالق المشاكل من ال شيء الن االمر يدل على صاحبه وان اكبر‬ ‫جريمة يرتكبه االنسان التنازل عن الكرامة بحجة الحب ألنه بهذا يسقط نفسه‬ ‫من عين الذي ال يدرك هذا وال يقدره فالحفاظ على الكرامة ال ينقص من‬ ‫الحب الن بعض األشخاص يفهمون ان الحب اشغال الوقت وهذا اكبر خطاء‬ ‫يرتكبه االنسان بحق ذاته التي كرمه هللا عز وجل وان الحب حظوظ نعم هذه‬ ‫حقيقة وان اسوء أنواع الحب ان تحب من ال يشعر بك وال يعر لك أي اهتمام‬ ‫وهذا هو الذي يستغل الناس الناس فالحب ليس وقت فراغ ابحث عن من يملى‬ ‫هذا الوقت وال من يكون لي عبد يجب ان ينفذ ما اطلبه وانا ال اقدم شيء‬ ‫بحجة انك انت من تحب وهذا قمة االنانية والتي تخلق االرتباك في أي عالقه‬ ‫ليست الحب فقط االنانية تلك الصفة التي تبيح لك كل األمور التي تمنعه عن‬ ‫االخرين والتي هي سكين التي تقتل به القلوب وحتى ذلك المالك الطاهر الذي‬ ‫يدخل حياتنا ال يخلو من تلك الصفة وان االمر هو عدم التفكير اال بذات وخلق‬ ‫األقنعة التي نمتلكه وان االمر ليس بيدنا فنحن ال نرى اال الجانب الحسن من‬ ‫الموضوع وهو من نحب مالك طاهر ولكن هو كذلك ولكن ال يمنع من ان‬ ‫يمتلك تلك الصفة االنانية التي تقتل كل األشياء الجميلة التي تولد بعفوية ال‬ ‫يعرفه البعض اال بلغة الحسابات ماذا قدمت لي ليكون الحب بيننا اه تملئ‬ ‫القلب حصره وقد يكون هذا الشيء الذي دوم يقتل األشياء الجميلة بدم بارد‬ ‫ال رحمة فيه ولكن هللا يعلم ما تحمل القلوب وهو الذي خلق الخلق وهو من‬ ‫سوف يحاسب ونحن يجب علينا ان نحمل الوجع بجميع األلوان ألننا نحن من‬ ‫مشينا بهذا الطريق واسال هللا ان يرمي الرحمة في قلوب البشر لينشر الحب‬ ‫بين الناس بعد ما كان بينهم من كراهية اللهم امين‬

‫‪5‬‬


‫قراءات‬

‫أداء االستاذ اجلامعي العلمي والرتبوي يف العراق الواقع‬ ‫والطموح‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ متمرس – جامعة الموصل‬ ‫اوال البد لي ان اشكر االخوة االساتذة‬ ‫المسؤولين عن صفحة رابطة األساتذة‬ ‫الجامعيين ‪ ..‬ومما يفرحني حقا ان‬ ‫معظمهم من الشباب‪ ..‬فالشباب هم أمل‬ ‫البالد‪ ،‬ونحن نعول عليهم كثيرا بحكم‬ ‫عمرهم ‪ ،‬وما يتمتعون به من حيوية‬ ‫وديناميكية وها نحن اليوم في مواجهة مشكلة طرحها الشباب من االساتذة‬ ‫والمتعلقة بأداء االستاذ الجامعي في العراق ‪ :‬أداءه العلمي ‪ ،‬وأداءه التربوي‪،‬‬ ‫واداءه الثقافي ‪ ،‬واداءه المجتمعي ‪.‬‬ ‫وإذا كنت ممن يرى ان وظيفة االستاذ الجامعي ومهامه تقترب كثيرا من مهمة‬ ‫ووظيفة عالم الدين الذي ينبري لنشر الفضيلة ‪ ،‬والصدق ‪ ،‬وحب العمل ؛‬ ‫فأنني اقول ‪ -‬وبصراحة ومن خالل تجربتي التي تمتد لنصف قرن تقريبا ‪-‬‬ ‫أن االستاذ الجامعي في العراق لم يصل الى المستوى العالمي لمعايير االستاذ‬ ‫الجامعي ألسباب عديدة بعضهما يتعلق بالظروف الموضوعية ‪ ،‬وبعضها‬ ‫يتعلق بظروف ذاتية ‪..‬اعداده ليس بالمستوى المطلوب ‪ ..‬تكوينه العلمي‬ ‫وتكوينه الثقافي ضعيفان ‪ ..‬اتقانه للغة اجنبية واحدة اليزال دون المستوى‬ ‫المطلوب ‪ ..‬هندامه وظهوره بالمظهر الالئق ليس بالمستوى المطلوب ‪..‬‬ ‫تحمسه للعمل ونكرانه للذات واستغناءه عن المغانم ليس بالمستوى المطلوب‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫ومن هنا فأنني دائما أقول وأكرر أمام طالبي وأمام االخرين ان في جامعاتنا‬ ‫ارقاما كثر ورموزا قلة ؛ ففي كل تخصص ال نرى من الرموز اال بعدد‬ ‫اصابع اليد ‪ ..‬أما الكثرة فهم االقرب الى الموظفين أو المعلمين الجامعيين مع‬ ‫احترامي ألخواني الموظفين والمعلمين الجامعيين ‪.‬‬ ‫التعليم في الجامعة رسالة ‪ ،‬وقلما وجدت من يشعر بأهمية وقيمة هذه الرسالة‬ ‫‪ .‬وقليال ما وجدت من يعمل من اجل ان يؤدي هذه الرسالة ‪..‬كيف نقبل ان‬ ‫يدخل االستاذ الى قاعة الدرس ‪ ،‬وهو يمسك بالسبحة وليس بيده ال حقيبة وال‬ ‫ملف وال حتى ورقة ؟ كيف نقبل أن يتمازح االستاذ الجامعي مع زمالئه‬ ‫وطلبته وبصوت عال ؟ كيف نقبل ان يظهر االستاذ الجامعي في الجامعة‬ ‫وهو ال يرتدي المالبس الالئقة ؟ كيف نقبل من االستاذ الجامعي ان ال يعرف‬ ‫اال القليل من اللغة االنكليزية مثال ؟ كيف نقبل من االستاذ الجامعي ان ال‬ ‫يعرف الجديد من المصادر ؟ كيف نقبل من االستاذ الجامعي ان ال يٌدرب‬ ‫طلبته على المنهجية العلمية ؟ كيف نقبل من االستاذ الجامعي ان ال يشارك‬ ‫في الندوات والمؤتمرات داخل البلد وخارجه ؟ كيف نقبل من االستاذ‬ ‫الجامعي ان ال يعرف كيف يعمل الكمبيوتر وهو يجهل فوائد االنترنت ؟كيف‬ ‫نقبل من استاذ يتباهي بأنه لم يقرأ منذ ‪ 15‬سنة جريدة ؟‬ ‫اذا كيف نقول ان هذا استاذ جامعي ‪ .‬نعم قد يعمل في الجامعة وقد يتسلم راتبا‬ ‫جيدا ‪ ..‬وقد يدرس وقد يكتب بحثا ولكن كل ذلك ال يؤديه كما يجب ‪ ..‬انه‬ ‫يكتب بحثا ليترقى ويشارك في الندوات في خارج العراق للتسوق وينافس‬ ‫زميله في الدراسات العليا لكي يقال انه يدرس في الماجستير والدكتوراه‬ ‫‪..‬ماهي اآلراء التي يطرحها للطلبة ؟ ماهي االساليب التي يسلكها لكي يدرب‬ ‫الطلبة على التفكير والتحليل ؟ماهي السلوكيات التي يقدمها لطلبته لكي يحذو‬ ‫حذوه ويقتدوا به ؟ ‪..‬ال شيء ‪.‬اذا البد ان نقف لنراجع مسيرتنا ؛ فاألستاذ‬ ‫الجامعي في أعلى سلم الوظيفة في العراق‪ ..‬كانوا في عهود سابقة يختارون‬ ‫الوزراء من اساتذة الجامعة ‪...‬اذا البد ان نراجع موقفنا لكي نكون اساتذة‬ ‫بحق وحقيق ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ّ‬ ‫عراب الشعر فائز احلداد بني "غرانيق األمس‬ ‫و‬ ‫مرايا آدم‬ ‫قراءة‪ :‬د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫استهالل‬ ‫حين يكون الشاعر عاشقا كمجذوب ‪،‬‬ ‫ومصلوبا كيسوع ‪،‬وحين يستأثر الكف‬ ‫بالضمير ويحدث التالمس الحسي‬ ‫مع كل الحروب التي نعيشها ضمن‬ ‫المساحات المحيطة بنا ‪ ،‬و تنفعل‬ ‫ذائقتنا الشعورية‬ ‫االنفعالية‬

‫وتفجر الرؤيا‬

‫في الالوعي ‪ ،‬تصبح‬

‫االستعارة استراتيجية خطاب تنمي طاقة اللغة "‪ .‬قد ال يكون ذلك ‪ ،‬وقد‬ ‫يكون بفضل التصور اللساني – البنيوي حصل االنفعال واالنتقال من‬ ‫اعتبار الكلمة م ْعقِد االستعارة ‪،‬إلى الجملة ‪ ،‬ومنها إلى الخطاب‪.‬‬ ‫شاع ٌر استثنائي‪:‬‬ ‫فائز الحداد شاع ٌر استثنائي ‪،‬بري ٌء من ن ِكرات الضاد في مجرورها‪ ،‬هو‬ ‫الذي يعكس من خياله أروع الصور الشعرية النافذة ما بين "مرايا آدم "‬ ‫و"غرانيق األمس" ‪.‬‬ ‫خطاب شعري خاص‪:‬‬ ‫استخدم الشاعر الحداد كريح جامحة اللظى االستدراج المعنوي في فعل‬ ‫االستعارة ‪،‬وبأسلوب تحفيز االكتشاف ‪،‬من خالل صنع رموزه المعنوية التي‬

‫‪8‬‬


‫تؤدي إلى التركيب الفهمي ‪ ،‬ليكشف الخطاب الشعري عن رئة شعرية‬ ‫ثالثة‪ ،‬وحرص واضح على تأسيس خطاب شعري خاص ‪ ،‬وتتداخل مجراته‬ ‫الضوئية عبر "مرايا آدم" ‪،‬لتشكل معالم خطاب شعري يشدد على البنية‬ ‫المجازية ‪ ،‬وعلى طاقات اللغة ‪.‬‬ ‫بنية مفتوحة‪:‬‬ ‫في هذا السِّياق التَّجديديِّ تندرج شعرية "فائز الحداد " ‪،‬الذي يشكل صوتا‬ ‫شعريا مجدِّدا ‪ ،‬مبتدعا صعاليكه المراهنين على بياضه‪ ،‬ببالغة مفعمة بحياة‬ ‫المجازات َّ‬ ‫الخالقة‪ ،‬واالستعارات الموغلة في القبض على المنفلت من خزائن‬ ‫الوجود‪ ،‬والمشرعة على تآويل مختلفة ‪،‬إنها البنية المفتوحة على المعرفة‬ ‫المتراكمة في ذاكرة الذات التي تلمح وال تصرح ‪ ،‬وتحدث في الذائقة‬ ‫االرتباك والدهشة كآخر رمية نرد خلف حجب المعاني ‪.‬‬ ‫تلك هي البالغة الشعرية المؤسسة على تراكم معرفي ‪،‬ووعي جمالي يفضي‬ ‫إلى أسئلة في فراغ داكن قد تضعنا في مواجهة معرفية خوفا من المصير‬ ‫المجهول ‪ ،‬ليبدأ الشاعر باإلشارة إلى كيفية انهزام الذات عندما يحدث‬ ‫الخراب الروحي وقد استطاع أن يحقق الرمز الذاتي الذي يعطي البعد‬ ‫الجوهري في فكرة المرايا وما تؤول إليه من مساحة داللية تعمق المعنى‬ ‫وتوصله اإلشارة إلى المعنى ‪/‬الحب‪:‬‬ ‫الحب ‪..‬ذلك المهرج في شعري‬ ‫كلما أعوذه في المعنى تمادى في الغرور "‪.‬ص‪124-‬‬ ‫فيبدو الحب‪ /‬المعرفة سالح الشاعر الحديث‪ ،‬حيث تظهر تلك األسلحة عبر‬ ‫المرايا العاكسة للمعنى الذي هو ابن الواقع ‪،‬لكن حين تفقد الحروف تيجانها‬ ‫وتشطبك الوقائع من اسماء اإلرهاب هل تحتاج العودة الى "مرايا آدم " أو‬ ‫"غرانيق األمس " الى أي ذريعة أو مناسبة او سجالت مدنية أو محكمة‬ ‫عرفية لالعتراف بك‪..‬؟‬ ‫العتبات األولى‪:‬‬ ‫ومهما تكن النتيجة تتبارى الكتب الصادرة من بطون المطابع فيما بينها‬ ‫حول جماليات العتبات األولى لها ‪ ،‬ويقصد هنا بالعتبات األولى الغالف‬ ‫والعنوان واإلهداء ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫وعلى هذا األساس نرى أهمية اللوحة التشكيلية في "مرايا آدم " ‪ ،‬ألنها بنية‬ ‫مكونة من كليات خاصة وقواعد متمفصلة يمكن أن تخضع للتحليل والقراءة‬ ‫النقدية – كما تقول جوليا كرستيفا في مقالة اللغة المرئية ‪.‬‬ ‫وإذا كانت العالقة حتمية بين لغة اللوحة التشكيلية والعنوان أو بين اإلهداء‬ ‫‪ ،‬فهذا يعني أن تشاكل أو تماثل اللوحة او العنوان موجود في مخزوننا‬ ‫المعرفي الثقافي المرئي او المقروء لذا فالصورة التي تخرج عبر مرايا‬ ‫الذات هي عبارة عن عالقة بين أنا ‪/‬الصورة واآلخر ‪ /‬النص في ظل رغبات‬ ‫االنزياح التي يمكن أن يقوم بها المتلقي لتمثيل هذا العمل كله مع الواقع‬ ‫المعيشي والمرجعي ‪.‬‬ ‫وبشكل بصري إدرامي عالي الصوت نشعر كأنه يصرخ على مصير‬ ‫اإلنسان وما تؤول إليه الحروب من خراب في كل شيء‪ ،‬لكي يحقق توازنا‬ ‫إدراميا تصاعديا داخل خطابه الشعري‪.‬‬ ‫ويحضر باجو بقوله ‪ ":‬من المغري جدا اعتبار الصورة شيئا مماثال ومطابقا‬ ‫للواقع ‪ ،‬لكن هذا معناه الوقوع مباشرة في فخ (الوهم المرجعي ) لذلك‬ ‫يستمر في بناء جملته اللسانية ذات الصوت الرؤيوي ن التي تحقق البيان‬ ‫الوجودي في حركة الحياة وفقدان اإلنسان خلود اللحظات التي تجعله يعيد‬ ‫اكتشاف الحياة وفق مصيرها ‪،‬لذلك يحاول عراب الشعر أن يعطي مراياه‬ ‫مسحة فنية تبعد العمل عن البنية السطحية ‪ ،‬سواء من خالل الصورة الذهنية‬ ‫‪ ،‬أو من خالل متخيله الذهني ‪.‬‬ ‫مختبر المرايا‪:‬‬ ‫ولم يزلْ " الحداد" يتلو اعتراف الخبز من منبر الجوع‪ ،‬معتبرا شعره مختبر‬ ‫وقهر سفارة الخوف‪،‬‬ ‫يتجاوز مسرح الموت‪،‬‬ ‫المرايا ‪ ،‬وقدماه الزمان و بذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكأن دماءه حبر الكتاب ‪ ،‬في النون والقلم ‪ ..‬لم يزلْ رافضا‪ ،‬أن يكون عريسا‬ ‫للدم المقترح في قوافل القتلى ‪ ،‬يعرف َّ‬ ‫أن مدينته‪ /‬قصيدته هاربةٌ من قبض ِة‬ ‫المالك الكاتم الصوت إلى مآذن اآله المعبَّأة بأبجدية الذكر‪ ،‬يزخر بالتفرد‪،‬‬ ‫ويستكين لنجمة مائلة للضحى‪ ..‬لندركه بحرا ال يعوم‪!..‬‬ ‫يقول ‪" :‬فأنا عالمة استفهام كبيرة ‪..‬يا حبيبتي‬ ‫ولي نصف سؤال بمريمة ‪ ..‬تتبتَّل عنادا‬

‫‪10‬‬


‫أكبر بسؤالين في قطاف الصلوات‬ ‫كما لي كلمةٌ‬ ‫أفصح من ألف صورة ومرآة !!‬ ‫إليك‪..‬‬ ‫فعشقي ِ‬ ‫دين كلمة ال صورة صليب‬ ‫بلى ‪..‬‬ ‫بك هاتفا ‪:‬‬ ‫سأظل ِ‬ ‫حي على الحب "‪.‬‬ ‫وحي الخطيئة ‪:‬‬ ‫قبل وحي الخطيئة كيف لنا العبور من (اناضوليات) الستكشاف امرأة ‪..‬لن‬ ‫تغادر المعنى إلى (اإلبداع) المبحر في العاصفة ‪،‬وليل المنفى ناتئ كسنارة‬ ‫العقول ‪..‬؟‬ ‫ما بين غرانيق األمس و‪/‬مغالِيق النص وجد الحداد ما أضلته برودة السؤال‪،‬‬ ‫حتى كأنه مخبوء له في نبضات الضوء‪".‬‬ ‫تأخذنا العناوين إلى تأكيدات داخل النص ضمن مجموعة من السياقات‬ ‫‪،‬كسياقات الحدث أو الوصف أو التركيب اللغوي أو الداللي فكريا أو حياتيا‬ ‫‪ ،‬وهذا يعني أن العنوان يدخل بعد وصية آدم التي سطرها برحيق من‬ ‫ذهب المعنى ورفعها إلى «مرايا آدم» ‪"..‬فأي رحيق له ‪..‬لتمضي إليه كل‬ ‫العناوين‪..‬؟‬ ‫ك المغري يا إمامة الذهب‪..‬‬ ‫"آه‪ ..‬كم أحببت حرف ِ‬ ‫كأنك ترسمينني على ربابة عمياء‪..‬ليكسرني قوسها‬ ‫ِ‬ ‫فأغني جرح شعورك الحزين ‪" !..‬ص‪/ 35 -‬غ‪.‬أ‬ ‫ينطلق من الحيرة والتساؤل متنقال "بين العواصم والحانات ‪..‬في القبور‬ ‫والوجوه ضد إرهاب الخبز"‪ ..‬ونقرأ له هذا المقطع من وصية يوسف ‪:‬‬ ‫وصية يوسف‬

‫‪11‬‬


‫ودم هابيل‪ ..‬فتناسل أخوتي في‬ ‫آدم يا أبت ‪ ":‬ذنبك أنجبتني ‪ ،‬بين سكين قابيل ِ‬ ‫الذئاب ؟!ص‪/ 7-‬م‪.‬آ‬ ‫فائز ‪،‬على أربعة ممالك شعرية يقوم اسمه ‪ ،‬لذلك لم يفاجئنا عرَّاب الكلمة ‪،‬‬ ‫وقد تربع على عرش النثر ‪ ،‬صولجانه قلمه ‪ ،‬وقصيدته مرايا آدم األرجوانية‬ ‫‪ ،‬ومثلما كان يوليوس قيصر الملك ‪ ،‬بدا فائز الحداد قيصر الشعر‪" ..‬قارعا‬ ‫ت الطبول وعمائم الرقص "‪..‬آويا‬ ‫رؤوس الدراويش والحشاشين وصلعا ِ‬ ‫للصالة ‪ ..‬بال مناد ‪.‬‬ ‫عودنا فائز الحداد ألكثر من غواية على العيش في بذرة النبوءات ومضارعة‬ ‫السؤال وتشكالتهما في الكتابة الشعرية ‪ ،‬أو ليس هو العراب و من أحب‬ ‫اإلقامة في حدودهما؛ ما دامت هويته كالفراغات يمألها بصبره الجميل ‪-‬‬ ‫فال صبر سوى الملح على الجرح‪/‬والسكين عين الليل ص‪/ 16-‬م‪ .‬آ‬ ‫كما قال‪:‬‬ ‫أي الوداعات ‪ ..‬في الصبر الجميل ؟‬ ‫أي حمى نبية ‪..‬كالفراغات أملؤها بصبري‬ ‫وأتاح له الشعر‪/‬الصبر أن يمشي على هدب حلمه يتعرف إلى حقيقة نفسه‬ ‫على نحو عميق جدا؛ وهذا العمق دفعه إلى االنفتاح على ثورة جديدة " في‬ ‫ثورة ال تحدها الخرائط وال تناجزها المنابر بالدعوات في "الحسين "‪،‬‬ ‫يمثلها " رسول المياه " حامال دمه بغصن ياسمين‪ ،‬باحثا في صحرائهم عن‬ ‫الظل الذي عصا صلوات التحرر والسؤال الذي أقام الحجة على الماء‪،‬‬ ‫فشكلت اآله زفير الشكِّ في بالدة اليقين حينما توقفت ساعة الحلم عن‬ ‫الدوران ‪.‬‬ ‫وكانت الزفرة عند مستقر اآللهة نارا سفرا جوانيا مع براءة ‪ ،‬من " وكالء‬ ‫هللا على األرض " وهو يواصل بأفقه المعرفي أن يكيد الصحارى برضابين‬ ‫من مطر ويسأل ‪:‬‬ ‫"عن ساللة المفتاح ورقدة الحارس ورشوة الباب" ص‪/104‬م‪.‬آ‬ ‫"كيف صاغ األنبياء قالئد العبيد ‪..‬من جلود الربابات ؟"ص‪/ 129-‬م ‪.‬آ‬

‫‪12‬‬


‫هذه المشهدية التصويرية المشغولة باألسئلة توضح قدرة تميز وحدة العمل‬ ‫الشعري عن "الحداد " بالمنطقية الشعرية ‪ ،‬فاألجزاء تترابط ترابطا سببيَّا ‪،‬‬ ‫وتتوالد األفكار بعضها من بعض ‪ ،‬وتؤدي ذلك بوساطة اإليحاء الفني والخيال‬ ‫‪ ،‬ورغم ذلك فإنَّها مختلفة في ذاتها ‪ ،‬تتصارع ن فتدفع في تصارعها العفوي‬ ‫الذاكرة في اشتعال األسئلة ‪.‬‬ ‫" متى الشعر يرفع الشوق إلى حجة السؤال ؟‬ ‫في تجريد الصورة ‪ ،‬وخربشات األهداب ‪ ،‬ونزول ماء الكحل !! ص‪14 -‬‬ ‫‪/‬غ‪.‬‬ ‫و على مشارف القصيدة تشرئب المعاناة ‪،‬ويتكرر السؤال ويتلون األنين‬ ‫‪،‬وهو ال يفرط في احتوائه للمكان واحتواء المكان له ‪..‬بغض النظر عن‬ ‫االتفاق أو االختالف حول مفهوم أصبح ثابتا لدينا ‪،‬أن المعاني جزء من‬ ‫النفس تدرك بالقلب ال بالعقل ‪ ..‬لكن كيف يحتال اللفظ على المعنى ‪..‬؟‬ ‫هل يستمد شعريته من فجواته السردية واتصال العناوين بالجمل المتباعدة ‪،‬‬ ‫بما يشكل انزياحه السَّردي وافقه المجازي ويبدو هذه في "مافيا امرأة" يقول‪:‬‬ ‫في بعض بعضي تقوى الطبيعة‬ ‫بعضنا المالك للسماوات‬ ‫سأفيض بما أتهجى عنك في كتب الجسد المقدس‬ ‫فعا ‪..‬بمافيا امرأة متهمة بي‬ ‫حتى ابتالع السهم ‪..‬وهبوط المنارة ‪"..‬ص‪/ 70-‬م‪.‬آ‬ ‫الثنائيات الضدية ‪:‬‬ ‫تنمو القصيدة الحدادية عبر الثنائيات الضدية واللفظية ‪،‬وهذه الثنائية تمثل‬ ‫رؤيا الشاعر للوجود ‪ ،‬ثنائية القيد واإلطالق ‪ ،‬الحركة والسكون ‪ ،‬مع أنه‬ ‫يتحرك بعفوية وبتلقائية شديدة في سجادة صورته الشعرية حيث تفقد‬ ‫الكلمات والصور مدلوالتها العادية وتتحول إلى قوس قزح يلون مراياه‬ ‫الصوفية ‪ ،‬فيعيد إلى الكلمات سحر حضور طزاجتها األولى حيث تقوم‬ ‫صوره الثنائية بحركة متكاملة ومتناغمة بين عالقات التشابه والتضاد ‪..‬‬

‫‪13‬‬


‫أرمل الهواجس ِ‪ ،‬يعتريه‬ ‫ويبدو كقصيدة متعددة األبعاد ‪،‬ومع هذا يظهر مثل‬ ‫ِ‬ ‫الظل ويرفضه ‪،‬وفي ثمالة القلب تتدفق هذه النداءات في تالفيف العبارة‬ ‫لتفجر المعنى المتكور في عمق هذا العبث‪ ،‬وتضيء تلك المساحات المظلمة‬ ‫والمحرمة من ذات الشاعر‪ ،‬عبر سيول من كالم بوحي مختنق بين سياقات‬ ‫اللحظة التي تطارد سمسار المعنى‪.‬‬ ‫وبهذا التصوير كثيرا ما يعمد الشاعر لتجسي ِد حاالتِه الشعرية المتمرِّ دة ‪:‬‬ ‫الهواجس ‪ ،‬يعتريني الظل وأرفضه ‪..‬‬ ‫أرمل‬ ‫"مثل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دون حبيب ِة الشب ْ‬ ‫اك‬ ‫أنا وريحي التي ما طاوعتني على نهم بعضنا‬ ‫وما تطاوعني أنثى الشباك ‪ ،‬كشفة الباب‬ ‫وبت أتسول السؤال ‪ "..‬ص‪/ 25-‬غ‬ ‫معانقة المعنى‪:‬‬ ‫إن النَّبرة ال ِّشعرية المهيمنة في بناء المتخيل الشعري في خطاب "فائز‬ ‫الحداد " هي نبرةٌ حادةٌ ‪،‬جهيرةٌ ‪،‬كثيفةٌ ذلك أن غريزة التذوق اإلنساني ال‬ ‫تصل إلى عمقها اإلنساني إال بما تقتنصه المخيلة من الواقع ‪،‬وتحوله الطاقة‬ ‫الجوانية ‪ ،‬في تأملها الباطني للذات المبدعة إلى فيض من العالمات المتعالقة‬ ‫‪.‬‬ ‫السرد الالمسرود‪:‬‬ ‫وهو نو ٌ‬ ‫ع من السَّرد حدده جيرالد برنس بأنَّه ‪":‬سر ٌد يكون فيه السَّارد غائبا ‪،‬‬ ‫سر ٌد تتشكل فيه الشعرية‪ ،‬من عالق ِة األشيا ِء المتجاورة في الفضاء الشعري‬ ‫‪،‬وتعلو فيه درجات الحيادية والموضوعية ‪.‬‬ ‫فيشبه سرد الحداد في الخطاب الشعري ما يعرف ‪ ،‬في الفنِّ التشكيل ِّي بفنِّ‬ ‫ت األشيا ِء‪ ،‬في‬ ‫الطبيع ِة الصامتة ‪ ،‬حيث تتولد الدالالت الجمالية من عالقا ِ‬ ‫المشهد ‪ ،‬على هذا النَّحْ ِو ‪:‬‬ ‫"من اآلن‪ ،‬ورافضا ‪،‬بكل اعتذار الغوى ‪..‬‬

‫‪14‬‬


‫أعصر رئتي كليمونة حامضة ‪،‬وأقذفها في الفراغ‬ ‫فالزمن الذي ال أمسك ب ِه ‪..‬ال تعنيني ساعته"ص‪/112-‬م‪.‬آ‬ ‫صفوة المعنى ‪:‬‬ ‫اعتمد عراب ال ِّشعر "فائز الحداد" على الترادف أو التقابل في المعنى‬ ‫‪،‬رغم أنه مارس بشكل واضح لعبة تحطيم مرايا آدم ‪/‬النسق اللغوي واستطاع‬ ‫بحضوره الشعري المتميز أن يحقق صورة النص الحديث وهو التجاوز‬ ‫المستمر لكل ما هو مألوف أو سائد ‪.‬‬ ‫و نخلص َّ‬ ‫أن قصيدة الحداد لقطة سردية متضمنة غرابة ذات معنى خاص‬ ‫بها لذلك نالحظ ‪ " ،‬غرانيق األمس" سارت وفق السيرورة الحداثية التي‬ ‫تميل إلى المنطق العجائبي ‪،‬الشعري ‪،‬التأملي ‪،‬االيحائي ‪،‬االستكشافي‪ ،‬وأيضا‬ ‫جاءت "مرايا آدم " مختلفة في نسقها وتركيبها ولغتها‪ ،‬إال أنها مشبعة بحرارة‬ ‫العشق ‪،‬وحاملة ألبعاد التناقض وحبال من األسئلة ‪.‬‬ ‫هل ارتباط الشاعر بمعنى المعنى هو الذي يحيلنا إلى التخييلي وما يستلزمه‬ ‫من أدوات في بناء معنى المعنى ؟‬ ‫أم أن البالغة تأتي بمثابة ‪"،‬اختصار طبيعي للتخييلي "(كلود لوغين)‬ ‫وسفر في قلب العواصف الحدادية لكشف مغاليقها واالنطالق في رحلة بوح‬ ‫شعري وتعري أمام القصيدة لمعانقة المعنى الكامن في مرايا آدم ‪/‬الحياة‬ ‫والذات ‪.‬‬ ‫ولعل الشاعر وحده من يتفكه بتفاح الخطيئة وبخمرات العنب ‪،‬و يسبح‬ ‫برتقالة الشعر ‪ ،‬ويلغي التفاح من سجل البتوالت في الكتابة فاتحا النوافذ‬ ‫على الذات بكل خصوصياتها وتفاصيلها الزمانية والمكانية‪ ،‬مشكال سلسبيال‬ ‫جماليا يروي به عشاقه‪ ،‬فيالمس ذات القارئ ليمطر فيه شالالت نبيذ من‬ ‫عيون هللا ‪.‬‬ ‫وكشفها اليوم كفيل باستكشاف "هوية جمالية " حداثية ‪،‬تستلهم الطريق‪/‬‬ ‫أدوات التحليل المعاصرة ‪،‬وتستفز ذاكرة البيان العربي كي نصل إلى ما‬ ‫وصل إليه قول أندريه بِ ِريتون‪ ” :‬ما من شيء أصْ عب هذه األي َِّام ‪،‬من أن‬ ‫صيد ِة ن ْثر”‪.‬‬ ‫يكون اإل ْنسان‪ ،‬شا ِعر ق ِ‬

‫‪15‬‬


‫وتبقى صور المرايا أصدق قوال وأكبر مساحة من الجواب ‪،‬و قائما من‬ ‫جيل إلى جيل ‪:‬‬ ‫كيف نتشارك قدرية الحياة في معنى الوجود ورموزه الحية ؟‬

‫‪16‬‬


‫ُ‬ ‫موسوعة األسر املوصلية يف القرن العشرين‬ ‫للمؤرخ والباحث أزهر العبيدي‬ ‫عرض‬ ‫د‪ .‬محمد نزار الدباغ‬

‫صدر حديثا كتاب (موسوعة األُسر الموصلية في القرن العشرين) للمؤرخ‬ ‫الموصلي أزهر العبيدي وبواقع ‪ 600‬صفحة من القطع الكبير في طبعته‬ ‫األولى سنة‪1437‬هـ‪2015/‬م‪ ،‬إذ جاء الطبع والتنضيد من قبل المؤلف ‪،‬‬ ‫وخط الغالف للخطاطة جنة عدنان أحمد عزت ‪،‬حيث بذل فيه المؤلف جهدا‬ ‫مضنيا في الجمع واالستقصاء والبحث واالستنتاج والمقابالت مع العديد من‬ ‫الشخصيات ‪ ،‬ولعل من المفيد أن نذكر ما تفضل به أستاذنا الدكتور إبراهيم‬

‫‪17‬‬


‫العالف من أن هذه الموسوعة أستغرق العمل فيها زهاء العشرة سنوات في‬ ‫معرض حديثه عنها على صفحته الشخصية على الفيس بوك ‪.‬‬ ‫ومما جاء في مقدمة الم َُؤلِف‪((:‬منذ أمد بعيد وأنا أفكر في إصدار كتاب جامع‬ ‫ألسماء وأنساب األسر الموصلية التي عاشت ضمن سور مدينة الموصل‬ ‫القديمة في الزمن الماضي حبا بمدينتي وأهلها الكرام‪ ،‬إذ صدرت فيما مضى‬ ‫الكثير من الكتب التي اهتمّت بدراسة األسر واألنساب الموصلية‪ ،‬كانت في‬ ‫معظمها مختصرة وتتناول عددا محدودا من األسر المعروفة في المدينة‬ ‫والذائعة الصيت تبعا لشهرة أحد أفرادها أو عدد منهم‪ .‬لذلك يصعب ا ّتخاذ‬ ‫تلك الكتب أساسا لمعرفة ودراسة مكوّ نات المجتمع الموصلي القديم‬ ‫والتوصل إلى الحجم التقريبي لسكان المدينة القديمة داخل سور الموصل‪.‬‬ ‫كما يصعب معرفة أنساب عدد كبير من األعالم الموصلية وبخاصة من‬ ‫نشأوا في أسرة أهملت بسبب صغر حجمها أو لكونها كادحة أو غير معروفة‬ ‫‪ ...‬لذلك ف ّكرت في توثيق أسماء وأنساب هذه األسر في موسوعة شاملة‬ ‫تجمع األسر الكبيرة منها والصغيرة والمعروفة وغير المعروفة والغنية‬ ‫والمتواضعة دون تمييز ودون إضافة ألقاب التفخيم والتعظيم مثل‪ :‬المرحوم‬ ‫والكبير والمعروف والذائع الصيت والسيئ الصيت‪ ،‬وتجنب النبز مثل‬ ‫المجنون أو األقرع أو األعور أو الشقي الذي يسيء إلى عدد من األسر‬ ‫والذي يطلقه األعداء ضدها‪.‬‬ ‫لقد عملت في هذه الموسوعة على توثيق أنساب ‪ %98‬من األسر الموصلية‬ ‫إن لم يكن كلّها‪ ،‬وتوصلت من خالل دراستي واطالعي على وثائق‬ ‫ومشجّ رات أنساب العديد من هذه األسر إلى حقيقة مهمة تشير إلى أن الكثير‬ ‫منها نشأت واستمرت في النشوء والبقاء من ذرية شخص واحد على طول‬ ‫الخط فيما مضى‪ ،‬والسبب في ذلك كثرة األوبئة واألمراض السارية التي‬ ‫كانت تفتك بالناس في غياب العناية الطبية والوقاية من األمراض بالتلقيح أو‬ ‫إتباع اإلرشادات الصحية فضال عن كثرة الحروب وسوق رجال تلك األسر‬ ‫إلى مناطق نائية ال رجعة منها مثل الحدود الروسية وسيناء والتي كانت‬ ‫تسمّى (السفر برلك) أو (السفر بر) في العهد العثماني‪ .‬وهناك سبب آخر‬ ‫لقلة أفراد عدد من األسر الموصلية هو كثرة إنجابهم للبنات وقلة الذكور في‬ ‫األسرة‪ ،‬وكانت هذه الحالة تع ّد من المصائب الكبرى التي تصيب األسر على‬ ‫وفق عادات وتقاليد ذلك الزمان الذي يحبّذ فيه إنجاب الذكور والخشية من‬

‫‪18‬‬


‫إنجاب اإلناث‪ .‬لذلك كان الك ّتاب ال يعيرون أهمية لشخص واحد من أسرة‬ ‫موصلية ال امتداد لها وليس لها سمعة ذائعة في األسواق والمحالّت (األحياء)‬ ‫التي يعمل ويقطن فيها رب األسرة‪.‬‬ ‫وكنت أج ّد إلكمالها في حياتي ألشهد نجاحها إن شاء هللا‪ ،‬وأوصيت ولدي‬ ‫الشهيد ليث الذي كان يرافقني في جوالتي لجمع المعلومات من األسر‬ ‫الكريمة أن يعمل على إكمالها إن لم أتمكن من ذلك‪ .‬واحتوت الموسوعة‬ ‫على أنساب أكثر من (‪ )2300‬أسرة وهي معظم األسر الموصلية العريقة‬ ‫التي عاشت في المحالّت داخل سور الموصل وفي الجوبات (باب الطوب‬ ‫– النبي شيت – العﮕﻴدات) وفي محلّة النبي يونس‪ ،‬وأسر محدودة سكنت‬ ‫الموصل خالل القرن وبخاصة في الخمسينيات منه ممن ظهر منهم أعالم‬ ‫كبار خدموا المدينة خدمة جليلة‪ ،‬وكان الب ّد من رد الجميل لهم طالما استمروا‬ ‫في العطاء والسكن في المدينة التي أصبحوا جزءا ال يتجزأ من مجتمعها‬ ‫الحضري‪.‬‬ ‫وقد ورد عدد أسر الموصل بأنه (‪ )2050‬أسرة في كتاب رحلة جون فيليب‬ ‫نيومان إلى الموصل عام ‪1875‬م المترجم من قبل األستاذ صالح سليم علي‬ ‫إذ يقول‪( :‬ومن بين ثالثة آالف وثالث مائة أسرة في الموصل هناك ‪200‬‬ ‫أسرة يهودية وألف ومائة أسرة مسيحية وألفين وخمسين أسرة محمدية‬ ‫مسلمة)‪ ،‬وهذا الرقم تقريبي كما ظهر لي إذ أن هناك أسر منقرضة وأسر لم‬ ‫أتوصل لها لمجهولية عناوينها بينت بعضها في الملحق (أ) أما عدد السكان‬ ‫التقريبي فقد قدرته سلطة االحتالل البريطاني عام ‪ 1921‬بحوالي ‪ 100‬ألف‬ ‫نسمة من الذكور واإلناث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وثقت معلومات هذه األسر عدا قلّة منها وبخاصة التي انقرضت بموت‬ ‫الرجل الوحيد فيها حسب عشائرهم لكي نميّز بين األسر ذات األلقاب‬ ‫المتشابهة في االسم أو المهنة على األغلب‪ ،‬فعلى سبيل المثال ال الحصر‬ ‫نجد لقب أسر (الصائغ) التي بلغت نحو (‪ )30‬أسرة موزعة في عدد كبير‬ ‫من العشائر وكذلك (الدباغ ‪ )44‬و(الص ّفار ‪ )33‬و(العالّف ‪ )24‬و(الخ ّشاب‬ ‫‪ )19‬و(اليوزبكي ‪ )14‬وغيرهم كما في الملحق (ج)‪ ،‬فعند التعريف بأسرة‬ ‫ما يقولون أنّ هذه األسرة من الصائغ الحمدانية أو العبيدية‪ ،‬والب ّد من‬ ‫االستعانة بكتابي (أسماء وألقاب موصلية) لشرح معنى األلقاب‪ .‬أما األسر‬

‫‪19‬‬


‫المسيحية فقد كتب عنها الصديق المربّي بهنام حبابة وهو منها وأعلم وأدرى‬ ‫بها‪.‬‬ ‫ولع ّل ما انفردت به موسوعتي هذه عن كتب النسب األخرى هو في تدوين‬ ‫وتوثيق اسم جد األسرة ليبقى ذكرى لألوالد واألحفاد بعد زمن طويل‪،‬‬ ‫ووقفت على أسماء كبارها وأعالمها ووجهائها من الشهداء والمتوفين‬ ‫ّ‬ ‫تعتز بهم مدينة الموصل‪ ،‬إذ ضمّت الموسوعة بين صفحاتها‬ ‫واألحياء الذين‬ ‫أسماء أعالم األسر الموصلية التي سكنت مدينة الموصل في القرن العشرين‬ ‫وما قبله واستمرت خالله‪ ،‬وأسماء األجداد األوائل ممن خدموا في الجيش‬ ‫ّ‬ ‫موظفين‬ ‫العثماني ضبّاطا ّ وقادة انكشارية (األغوات) وفي الحكومة العثمانية‬ ‫ورجال دين (الباشوات والبيكات واألفندية والﭽلﺒﻴة)‪ ،‬ومن بعدهم الوزراء‬ ‫ّ‬ ‫والموظفين في العهدين العثماني والملكي‪ ،‬والرجال الذين‬ ‫والنواب والعلماء‬ ‫عملوا في الزراعة وتجارة المواشي واألقمشة واألغذية‪ ،‬وبناة الجوامع‬ ‫والمساجد ومجدديها‪ ،‬والعاملون في الحرف والمهن اليدوية مثل باعة الفرش‬ ‫والسجّ اد (األطرقﭽﻴة)‪ ،‬ودبّاغو الجلود والص ّقالون والسرّ اجون‪ ،‬وصانعو‬ ‫السيوف والخناجر (الﺴوفاﭽﻴة)‪ ،‬وبائعو المئة حاجة (اليوزبكيّة)‪ ،‬وبائعو‬ ‫السكر والشاي (القوطﭽﻴة)‪ ،‬وصانعو الحلويات (الﺤالوﭽﻴة والﺸﮑرﭽﻴة)‪،‬‬ ‫العطاريات التي كانت تنوب عن األدوية الحالية ( ّ‬ ‫ّ‬ ‫العطارون)‪،‬‬ ‫وبائعو‬ ‫والحاكة وبائعو األقمشة ( ّ‬ ‫البزازون)‪ ،‬وبائعو اللحوم (القصّابون)‪ ،‬وبائعو‬ ‫المواد التموينية والغذائية (الب ّقالون وب ّقالو الﮕﻤرك)‪ ،‬والصناعيون من‬ ‫أصحاب مكائن عمل الثلج ومكائن طحن الحبوب ومعامل تعبئة المشروبات‬ ‫الغازية والمرطبات والمعامل األخرى‪ ،‬وصانعو األطعمة (الﮑﺒاﺒﭽﻴة‬ ‫والﭙاﭽﭽﻴة والقلﻴﭽﻴة)‪ ،‬وأصحاب األماكن التراثية (الحمامات والمقاهي‬ ‫ومحالّت الحالقة والطب الشعبي)‪ ،‬ثم من جاء بعدهم من الصناعيين‬ ‫والمهنيين في النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬ ‫واحتوت الموسوعة على أسماء أسر الشخصيّات السياسية والوطنية من‬ ‫رؤساء الوزارات والوزراء‪ ،‬والمدراء العامين ومدراء المصارف‬ ‫ّ‬ ‫والموظفين والمحاسبين والمدققين‪ ،‬والضبّاط القادة واآلمرون وضباط‬ ‫الصف والجنود والشهداء المشاركون في الحروب العثمانية (السفر برلك)‬ ‫والحرب العالمية األولى (‪ )1920-1917‬وحركة رشيد عالي الكيالني‬ ‫‪ 1941‬وحرب فلسطين ‪ 1948‬وحزيران ‪ 1967‬وتشرين ‪ 1973‬وحرب‬

‫‪20‬‬


‫الخليج األولى (‪ )1988-1980‬وحرب الخليج الثانية (‪،)1991-1990‬‬ ‫وأساتذة الجامعات من التدريسيين وحملة الدكتوراه ودرجة أستاذ دكتور أو‬ ‫(الﭙروفيسور)‪ ،‬ورؤساء الجامعات وعمداء الكليّات‪ ،‬والمث ّقفون من الجيل‬ ‫الحالي ومن سبقهم من األطباء والصيادلة والقضاة والمحامين والمهندسين‬ ‫ّ‬ ‫والموظفين والمعلمين والمدرسين والمدراء والمشرفين التربويين ومن‬ ‫ضمنهم سيدات فاضالت ّ‬ ‫توثق أسماءهن ألول مرة‪ ،‬ومن األدباء والشعراء‬ ‫والفنانين في الغناء وقراءة المقام والرسم والتمثيل والنحت والخط والزخرفة‪،‬‬ ‫والشخصيّات التراثية والفتوّ ات والرياضيين‪ .‬وإني أعتذر لعدم ذكر بعضهم‬ ‫بسبب وجود أعداد كبيرة من المثقفين واألعالم في أسرة ما تتطلب كتابة‬ ‫صفحات عنهم في الوقت الذي خصصت فيه أسطر محدودة لكل أسرة وهي‬ ‫‪ 5‬أسطر (‪ )A4‬للصغيرة و‪ 10‬أسطر للكبيرة‪ .‬كما أخص كثيرا من سيدات‬ ‫الموصل الفاضالت اللواتي لم تظهر أسماءهنّ في الموسوعة بسبب عدم‬ ‫تزويد ذويهنّ لي باألسماء‪.‬‬ ‫ر ّت ُ‬ ‫بت صفحات الموسوعة البالغة (‪ )600‬صفحة تبعا لألحرف األبجدية كي‬ ‫أضمن العدالة في التسلسل لجميع العشائر واألسر دون تفضيل واحدة على‬ ‫األخرى‪ ،‬وابتدأت بصفحات خصصتها لألسر التي أطلقت عليها تسمية‬ ‫(المستقلّة)‪ ،‬وقد قصدت بهذه التسمية األسر التي ال تنتمي إلى عشيرة معينة‬ ‫إذ يقولون عند سؤالهم‪( :‬نحن األسرة الفالنية ‪ ...‬وال نرتبط بعشيرة)‪ ،‬كما‬ ‫وضعت ضمن هذه التسمية األسر المفردة التي تنتمي لعشيرة ولكنها وحيدة‬ ‫ُ‬ ‫اتبعت األسلوب‬ ‫لكي ال تشغل صفحة خاصة تزيد في حجم الموسوعة‪ .‬ثم‬ ‫عينه في التسلسل ضمن صفحات العشائر أي حسب األحرف األبجدية دون‬ ‫تقديم أو تأخير ألحد‪ .‬واحتوت معلومات كل أسرة على اللقب الذي عرفت‬ ‫به في المجتمع وأي لقب آخر إن وجد‪ ،‬واسم الجد الثالثي أو الرباعي حسب‬ ‫ما تحتفظ به األسرة من أسماء صحيحة ال موضوعة‪ ،‬واسم المحلّة القديمة‬ ‫التي سكنها األجداد ألول مرة في مدينة الموصل القديمة ضمن السور‪ ،‬ثم‬ ‫أسماء ومهن وجهاء األسرة من المتوفين أوال واألحياء ثانيا مع ذكر مهنهم‬ ‫أو وظائفهم وبخاصة الوظائف العليا ومن تميزوا بمهن أو أعمال أخرى‬ ‫عرفوا بها ضمن المدينة‪ .‬وختمت الموسوعة بجملة من المالحظات‬ ‫واالستنتاجات التي خرجت بها نتيجة العمل الطويل في إعدادها‪ ،‬آمل أن تفيد‬ ‫القراء األعزاء وأهل مدينتي الكرام والباحثين األفاضل‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ُ‬ ‫بذلت جهودا كبيرة في جمع المعلومات لعدة سنوات من مختلف محالّت‬ ‫لقد‬ ‫المدينة المتباعدة وفي مختلف الظروف الجوية واألمنية‪ ،‬وقد شاركني جمع‬ ‫كبير من األصدقاء والمعارف الكرام في الحصول على المعلومات المطلوبة‪،‬‬ ‫وأبدى أرباب األسر ومثقفوهم األفاضل تعاونا تاما في تقديم كل ما طلبته‬ ‫منهم بترحيب كبير على الرغم من التم ّنع الذي يبديه الموصلي عند سؤاله‬ ‫عن نسبه‪ ،‬وإني أشكر الجميع على هذه الروح الطيبة والشعور األخوي‬ ‫الكريم‪ .‬وأعانني االنترنت والفيس بوك في االتصال بالعديد من كبار وأبناء‬ ‫األسر للحصول على معلومات أسرهم في الموصل وفي داخل العراق‬ ‫وخارجه في مختلف دول العالم‪ ،‬إذ أجابني عدد منهم مشكورا ّ على الفور‬ ‫وأجاب آخرون بعد كتابات وتأكيدات مملّة‪ ،‬وإني أعذرهم بسبب عدم وجود‬ ‫معلومات جاهزة لديهم‪ ،‬ومع هذا فقد كانت المعلومات كثيرة والحمد هلل‪.‬‬ ‫وليعلم القارئ الكريم أن عناوين وأسماء كبار ك ّل أسرة من هذه األسر جمعت‬ ‫من عشرات الكتب والمصادر والوثائق ومنها كتب األعالم والشخصيّات‬ ‫الموصلية كافة والكتب التاريخية التي تبحث في تاريخ الموصل ومحالّتها‬ ‫في القرن العشرين وما قبله والجرائد والمجالت الصادرة في الفترة نفسها‬ ‫وأشجار النسب القديمة والوثائق العثمانية واإلجازات العلمية لرجال الدين‬ ‫وسجالت التسجيل العقاري والبلدية والمحاكم الشرعية فضال عن كتبي التي‬ ‫كانت حجر األساس في هذه الموسوعة مثل‪( :‬أٍسماء وألقاب موصلية)‬ ‫و(جادة باب لﮕش) و(محلّة الباب الجديد) و(العبيد في الموصل)‪ .‬وكذلك من‬ ‫شاشات التلفزيون والفتات الحزن السوداء‪-‬النعي‪ -‬والفتات أصحاب المهن‬ ‫كافة‪ ،‬ومن ثم تم جمع المعلومات عن أسرة العلم بجوالت ميدانية‪ .‬وفي معظم‬ ‫األحيان قد أحصل على اسم العلم من مصدر ما واسم والده من مصدر آخر‬ ‫وج ّده من مصدر ثالث‪ ،‬وكذلك اسم عشيرته وأفراد أسرته مما ّ‬ ‫يتعذر إدراج‬ ‫الهوامش التي تزيد على عدد أسطر المعلومات نفسها واكتفيت بذكر‬ ‫المصادر والمراجع والوثائق في نهاية الموسوعة‪.‬‬ ‫وأحبّ أن أشير إلى أني قد اعتمدت في تدوين أنساب الناس في هذه‬ ‫الموسوعة على قاعدة‪( :‬إن الناس مأمونون على أنسابهم) وقدمت التوثيق‬ ‫على التشكيك وذلك ألن الطعن في األنساب من الكبائر التي نهى الرسول‬ ‫(صلى هللا عليه وسلم) عنها‪ ،‬لذا فاني أتوجه إلى المشككين بسؤالي‪ :‬كيف‬ ‫يكون شعوركم وحالكم إذا طعن في نسبكم ؟ إن من يطعن في أنساب الناس‬

‫‪22‬‬


‫هو المطعون في نسبه‪ .‬وأعود للتذكير بما كنت أؤكد عليه في كتاباتي دائما‬ ‫‪ :‬من الصعب بل من المستحيل إرجاع القبائل الحالية إلى أصولها وأجدادها‬ ‫األوائل لعدم وجود مدونات قديمة تربط الماضي بالحاضر‪ .‬وهذا القول‬ ‫ألساتذة اجتماع من المملكة العربية السعودية موطن العرب والقبائل منهم‬ ‫الدكتور محمد ناصر العبودي صاحب كتاب (معجم جغرافية الجزيرة‬ ‫العربية السعودية) وأيده الدكتور حمد الجاسر والكاتب أحمد وصفي زكريا‬ ‫صاحب كتاب (عشائر الشام)‪ .‬وسأزيد ذلك توضيحا في (المالحظات‬ ‫واالستنتاجات)‪.‬‬ ‫آمل أن أكون بعملي هذا قد قدمت للمكتبة الموصلية كتابا مهما تفتقر إليه‪،‬‬ ‫وقدمت لمدينتي وأبنائها سجال تاريخيا يوثق نسب أعالمها وأسرها العريقة‪،‬‬ ‫ومادة غنية للباحثين في أحوال المجتمع الموصلي‪ ،‬وعذرا من التقصير‬ ‫والسهو فالكمال هلل وحده وأرجو الكتابة لموقعي على الفيس بوك‪( :‬المؤرخ‬ ‫أزهر العبيدي) لتعديل أي خطأ أو إضافة معلومات أسرة جديدة أو أي‬ ‫معلومات إضافية ‪ ...‬وللجميع فائق الشكر والتقدير وهللا المو ّفق))‪.‬‬ ‫وجاء تقديم هذا الكتاب بقلم االستاذ الدكتور هاشم يحيى المالح (عضو‬ ‫المجمع العلمي العراقي واألستاذ المتمرس في كلية اآلداب –جامعة‬ ‫الموصل) إذ ذكر فيه شهادته على هذه الموسوعة الموصلية الجليلة ‪ ،‬يقول‬ ‫الدكتور المالح‪((:‬تعد موسوعة األسر الموصلية في القرن العشرين تتويجا‬ ‫لعدد من األعمال المهمة التي أنجزها اللواء الركن المتقاعد أزهر العبيدي‬ ‫من أجل خدمة مدينته الموصل وأهلها وتراثها الحضاري‪.‬‬ ‫لقد تميّز العبيدي منذ تعرّ فت عليه قبل حوالي ربع قرن بصفات الباحث‬ ‫المجد‪ ،‬الصبور‪ ،‬الذي يسعى للبحث عن المعلومات المتصلة ببحثه من‬ ‫مضانها المتنوعة بك ّل جدية ونزاهة‪ .‬ولم تكن المادة العلمية لبحوثه ومؤلفاته‬ ‫محصورة في كتب معينة أو مكتبات معروفة‪ ،‬بل كانت معظمها معلومات‬ ‫متناثرة في ذاكرة أبناء مدينة الموصل وأوراقهم ومذكراتهم الشخصية إن‬ ‫وجدت‪ .‬فكان على المؤلف وهو الضابط المرموق ذو الرتبة العالية أن يقصد‬ ‫الناس في مكاتبهم وبيوتهم طالبا منهم بكل لطف وتواضع أن يزودوه بما‬ ‫لديهم من معلومات عن أسرهم وذويهم كي يكتب عنهم ويبرز أعمالهم‬ ‫وتاريخهم‪ .‬وقد لمست بنفسي هذه الصفات لدى المؤلف الفاضل وهو يقوم‬

‫‪23‬‬


‫بتأليف باكورة أعماله عن (إمارة العبيد الحميرية) و(العبيد في الموصل)‬ ‫سنة ‪.1993‬‬ ‫ولم تقتصر مؤلفات األستاذ العبيدي على االهتمام بأنساب أبناء مدينة‬ ‫الموصل وبخاصة منهم العبيد‪ ،‬بل تجاوزها إلى االهتمام باألنساب العربية‬ ‫عامة‪ ،‬وانتقل منها إلى دراسة التاريخ الحضاري للمدينة‪ ،‬فكتب عن اللهجات‬ ‫الموصلية والمقارنة بين الفصحى ولهجات الموصل العامية‪ .‬وقد قاده ذلك‬ ‫إلى العناية بالقصص والحكايات الشعبية الموصلية‪ ،‬وما يتصل بها من‬ ‫عادات وقيم وأفكار‪.‬‬ ‫كما أن عناية األستاذ العبيدي بدراسة أنساب العوائل الموصلية قد دفعته إلى‬ ‫دراسة (األسماء والكنى واأللقاب الموصلية) فضال عن دراسة األماكن‬ ‫والمحالّت التي تعيش فيها األسر الموصلية‪ .‬لذا فقد نشر كتابا عن (محلّة‬ ‫الباب الجديد) وآخر عن محلّتي (باب لكش وجامع خزام)‪.‬‬ ‫ولم يكن بوسع العبيدي أن يكتب عن التراث الثقافي والحضاري الموصلي‬ ‫دون أن يُعنى بالكتابة عن تاريخ المدينة الحضاري وعلى مدى قرن من‬ ‫الزمان على األقل (القرن العشرين)‪ ،‬فأصدر لنا كتابا أسماه (الموصل أيام‬ ‫زمان) وأعادت طبعه الدار العربية للموسوعات في لبنان باسم (الموصل‬ ‫عبر التاريخ)‪ .‬ولم تقتصر أعمال األستاذ العبيدي في مجال البحث والتأليف‬ ‫على الكتب التي أشرت إليها في السطور السابقة بإيجاز‪ ،‬بل أنه قد أنجز‬ ‫العديد من البحوث والمؤلفات األخرى وهي معدة للنشر‪.‬‬ ‫إن ما تق ّدم يشير إلى أننا أمام قامة ثقافية كبيرة في مجال البحث التاريخي‬ ‫الحضاري الحديث والمعاصر‪ .‬ويبدو أن العبيدي مسكون بحبّ مدينته‬ ‫الموصل‪ ،‬حريص على توثيق ودراسة تراثها خوفا عليه من االندثار‬ ‫والضياع‪ .‬إنه يعيش أزمة الهوية‪ ،‬ويشعر بخطورة التحديات التي يواجهها‬ ‫المجتمع الموصلي وثقافته من قبل الحضارة الغربية وتحدياتها (العولمية)‬ ‫في إطار صراع الحضارات‪ .‬لذا فان موسوعة األسر الموصلية في القرن‬ ‫العشرين تعد بحق محاولة للمحافظة على هوية الموصل الثقافية في مواجهة‬ ‫الهويات األخرى سواء أكانت محلّية أم إقليمية أم عالمية‪ .‬كما أنها تعد محاولة‬ ‫شاملة لتوثيق وتوضيح معالم هوية األسر الموصلية ومآثر أبرز رجاالتها‬ ‫وأفرادها‪...‬‬

‫‪24‬‬


‫إن قيام الموسوعة بإبراز الهوية العامة للموصل والهويات الخاصة لألسر‬ ‫الموصلية سيجعل منها وثيقة تاريخية يستند إليها أبناء الموصل لالعتزاز‬ ‫بمدينتهم وأسرهم‪ .‬وهو أمر سيلقى على عاتق المصدر مسؤولية أي سهو أو‬ ‫خطأ أو تقصير في المعلومات الواردة بها وبخاصة ما يتصل بأسماء أفراد‬ ‫األسر وأعمالهم‪ .‬وهنا أجد أن من المهم أن يدرك القارئ أن المؤلف قد أخذ‬ ‫أسماء أبناء األسر الموصلية عن هذه األسر نفسها‪ ،‬ومن ثم فإنه كان من شبه‬ ‫المستحيل عليه أن يحيط علما بأحوال آالف األسماء على الرغم من حرصه‬ ‫على التدقيق وتالفي األخطاء‪ .‬أما بالنسبة لدقة أنساب األسر فإن المؤلف قد‬ ‫اعتمد قاعدة (الناس مؤتمنون على أنسابهم) فلم يسع إلى التشكيك في أنساب‬ ‫الناس والطعن فيها ألن ذلك مما ال يتفق مع روح التراث وتعاليم الدين‬ ‫الحنيف‪ .‬وأخيرا فإن الموسوعة ال تع ّد جدوال إحصائيا بأسماء األسر‬ ‫الموصلية وأبنائها جميعا‪ ،‬وإنما هي عمل علمي يسعى لتدوين أسماء معظم‬ ‫األسر الموصلية المعروفة واإلشارة إلى أبرز أبنائها بحسب ما تتذكره هذه‬ ‫العوائل نفسها وما توصّل إليه المؤلف من معلومات من خالل المصادر‬ ‫المتيسرة بين يديه‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬فإن كاتب هذا التقديم يشعر بأن المؤلف األستاذ أزهر العبيدي قد‬ ‫بذل جهدا كبيرا في انجاز هذه الموسوعة وقدم مادة علمية ثمينة للباحثين في‬ ‫مجاالت التاريخ الحضاري وعلم االجتماع لالستفادة منها وتحليلها وتقديم‬ ‫دراسات جديدة عن المجتمع الموصلي وأبنائه وثقافته‪.‬‬ ‫لقد كان طموح المؤلف وهو يكتب هذه الموسوعة أن يصل فيها من حيث‬ ‫الدقة والشمول إلى درجة الكمال‪ ،‬ولكن العقل والشرع قد قررا استحالة ذلك‪،‬‬ ‫ألن الكمال هلل وحده‪ .‬وقد قال الرسول محمد (صلى هللا عليه وسلم)‪":‬إذا حكم‬ ‫الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران‪ ،‬وإن حكم واجتهد ثم أخطأ فله أجر"‪.‬‬ ‫فالمجتهد مأجور على عمله في كل األحوال ‪ ....‬وفي الختام أشهد أن الباحث‬ ‫التراثي األستاذ أزهر العبيدي كان مجتهدا في بحثه عن الحقيقة‪ ،‬مخلصا في‬ ‫خدمة مدينته وأهله وثقافته‪ .‬داعيا من هللا تعالى أن ينعم عليه بأجر المجتهدين‬ ‫المخلصين‪ .‬وهللا الموفق للصواب))‪.‬‬ ‫ومن خالل مطالعة الموسوعة نجد ان المؤلف قد أحاط بأنساب وأسماء معظم‬ ‫أبناء المدينة وهذا يدل على شمولية ودقة هذا العمل والجهد الكبير المبذول‬

‫‪25‬‬


‫فيه ‪ ،‬حتى اننا نجد أن أختياره لآليتين الكريمتين رقم (‪ 11‬و ‪ )13‬من سورة‬ ‫الحجرات جاء متوفقا مع أسم الموسوعة وموضوعها ‪.‬‬ ‫ووجه المؤلف شكره الخاص الى عدد من االكاديميين ومثقفي وشخصيات‬ ‫مدينة الموصل لمساعدتهم له في إعداد هذه الموسوعة وهم كل من ‪ :‬أ‪.‬د‪.‬احمد‬ ‫عبدهللا الحسو وأ‪.‬د‪.‬هاشم المالح وأ‪.‬د‪.‬إبراهيم خليل العالف وأ‪.‬د‪.‬سيار الجميل‬ ‫واللواء الركن علي إبراهيم القطان واالستاذ عامر سالم حساني واالستاذ‬ ‫قصيد النجماوي واالستاذ حسين السماك والحاج مظفر الصائغ ‪ ،‬واإلهداء‬ ‫هو سمة خاصة للمقربين في كل عمل علمي وثقافي وقد أهدى الم َُؤلِف هذا‬ ‫العمل الى روح والده ووالدته وروح ولده الشهيد ليث ‪ ،‬والى زوجته ‪،‬‬ ‫وإهداء عام ألبناء مدينة الموصل ‪ .‬ونجد أن أكبر عدد من اسماء االسر‬ ‫المستقلة التي تجمعها مهنة واحدة وردت بصيغة (آل‪/‬الدباغ) والتي جاءت‬ ‫بواقع (‪ )44‬وضمن الحديث عن األسر المستقلة نجد كذلك هناك أسماء األسر‬ ‫المنسوبة الى مكان أو بلد بعينه مثل (آل األتروشي) نسبة الى أتروش زيادة‬ ‫على أسر قدمت من خارج الموصل وسكنتها مثل (األرمنلي‪/‬األرمني)‬ ‫والذين قدموا من أرمينيا في الحرب العالمية األولى ‪ ،‬وهناك ايضا ذكر‬ ‫للعديد من األسر الدينية ضمن األسر المستقلة وعلى سبيل المثال ال الحصر‬ ‫نجد (آل الواعظ) ‪ ،‬فضال عن أسماء بعض األسر التي ارتبط ذكرها‬ ‫باألعمال المرتبطة بالقضاء والمحاكم مثل (آل القاضي) واألسر التي عملت‬ ‫في التشريفات ونالت مناصب عليا في الدولة العثمانية مثل أسرة(آل محضر‬ ‫باشي) وغيرهم الكثير ‪.‬‬ ‫ونجد أن المؤلف يذكر اسم االسرة المرتبطة بعشيرة مما عرفت به متبوعة‬ ‫ب(ألبو) مثل(ألبو حمدان)‪/‬الحمداني ‪ ،‬وأحيانا بصيغة أسمين متناظرين‬ ‫معروفين عند اهل الموصل مثل (البقارة‪/‬البجاري)‪،‬وترد أسماء العشائر‬ ‫بصيغة الجمع والمفرد لألسم الواحد مثل (الخزرج‪/‬الخزرجي)‪،‬يضاف اليها‬ ‫من كان يحمل صفة دينية مثل (السادة األعرجية)و(السادة الحسنية والحسينية‬ ‫والرفاعية وغيرها) ومنها ما عرف بثالثة أسماء للعشيرة الواحدة مثالها‬ ‫(عقيل‪/‬العقيلي‪/‬العجيلي)‪.‬‬ ‫وتنوعت أساليب جمع المادة لدى المؤلف في موسوعته فكانت المقابالت‬ ‫الشخصية والجوالت الميدانية للمؤلف وكتب المؤلف المتقدمة الذكر هي‬ ‫األساس التي قامت عليه هذه الموسوعة ‪ ،‬ثم نجد المقابالت التلفزيونية ‪،‬‬

‫‪26‬‬


‫فضال عن مواقع االنترنيت السيما التي تحدثت عن العشائر والقبائل واألسر‬ ‫فضال عن المحادثات والحوارات والمناقشات والتعليقات التي أجراها‬ ‫المؤلف مع العديد من وجهاء وكبار وممثلي االسر الموصلية على الفيس‬ ‫بوك والماسنجر والتي كانت رافدا في ايصال مواد مهمة عن تلك االسر مما‬ ‫اضيف الى الموسوعة حتى الحظات االخيرة من طبعها ‪ ،‬كذلك ال ننسى‬ ‫المراسالت‪/‬الرسائل الشخصية للمؤلف مع العديد من الشخصيات المثقفة‬ ‫واالصدقاء ‪ ،‬فضال عن الكتب(المصادر) والبالغ عددها (‪)64‬كتابا لعل‬ ‫أبرزها من غير كتب المؤلف ‪ ،‬كتب االخوين العمريين (محمد أمين خير‬ ‫هللا الخطيب وياسين الخطيب) وكتب المؤرخ االستاذ الدكتور ابراهيم العالف‬ ‫ومصنفات المؤرخ سعيد الديوه جي والمؤرخ احمد الصوفي والقس سليمان‬ ‫الصائغ والمؤرخ عبد المنعم الغالمي والدكتور داؤد الجلبي والباحث بسام‬ ‫ادريس الجلبي واالستاذ قصي آل فرج واالستاذ عماد غانم الربيعي‪ ،‬ومن‬ ‫المراجع المهمة التي وثقت ألسر الموصل هي أشجار النسب والوثائق‬ ‫العثمانية ثم المعاصرة التي تناقلها رجال االسر خالل العقود الفائتة من القرن‬ ‫المنصرم وكذلك االجازات العلمية والدينية ففيها نجد اسماء العديد من العلماء‬ ‫والشخصيات الدينية وطلبة العلم الموصليين ‪ ،‬وأضافة الى سجالت التسجيل‬ ‫العقاري والفرمانات العثمانية ودفتر(سجل) القيد العثماني لسنة ‪1839‬م ‪،‬‬ ‫ووثائق القسّام الشرعي لألسر ‪ ،‬وشهادات الجنسية العثمانية ‪ ،‬وسجل المقابر‬ ‫لبلدية الموصل ‪ ،‬وسجالت المحكمة الشرعية القديمة ‪ ،‬فضال عن الجرائد‬ ‫والمجالت الموصلية ‪،‬ووثائق بيع وشراء العقارات ‪ ،‬ودليل الهاتف لمدينة‬ ‫الموصل لسنة ‪1980‬م‪.‬‬ ‫وضمت الموسوعة مالحق منها الملحق(أ) والذي يضم األسر المتفرقة والتي‬ ‫هي تحت التدقيق ممن لم يتوصل المؤلف الى عناوينهم فضال عن عدم‬ ‫اتصالهم به لغرض توثيق المعلومات عن اسرهم والذين بلغ عددهم ‪115‬‬ ‫اسرة ‪،‬وجاء الملحق(ب)بجدول ضم اسماء القبائل‪/‬العشائر وبيان اعدادها‬ ‫والمالحظات عليها ان وجدت والبالغ مجموعها(‪)46‬تحت اسماءها الرئيسة‬ ‫وبمجموع بلغ (‪ )2300‬أسرة تحت العناوين الفرعية مما يندرج تحت القبيلة‬ ‫او العشيرة ثم المالحظات عليها ان وجدت ‪.‬أما الملحق(ج)فضم ترتيب اعداد‬ ‫االسر حسب المهن وبلغ عدد االسر المندرجة تحت المهن ما مجموعه(‪)84‬‬ ‫وتبعها المالحظات عليها ‪ ،‬في حين أن الملحق(د)ضم ترتيب اعداد االسر‬

‫‪27‬‬


‫حسب لقب الجد تحت عبارة(آل‪)...‬وبيان اعدادهم والمالحظات عليهم والبالغ‬ ‫عددهم (‪ )27‬تحت مسمياتهم ‪.‬وهناك الملحق(هـ)وجاء تحت عنوان بيوتات‬ ‫جامع خزام في بداية القرن العشرين(نموذج مصدر)والذي يندرج تحته‬ ‫(‪ )80‬اسم من اسماء سكنة هذه المنطقة مع ارقام دورهم ومنهم (حيو‪-‬‬ ‫حياوي‪)-‬وياسين أبناء يونس ‪ 3/21‬وهو والد جد المؤلف‪.‬أما الملحق(و)فضم‬ ‫نموذج مصور مخطوط من االرشيف العثماني لسنة ‪1839‬م ممثال بتتمة‬ ‫محلة الجامع الكبير ‪ ،‬والملحق(ز) جاء معنونا بأسماء أصحاب المقابر من‬ ‫سجل مقابربلدية الموصل (نموذج مصدر)وضم ‪ 113‬اسما ‪.‬وكان‬ ‫الملحق(ح) قد جاء ليوضح أسماء األجداد من سجالت المحكمة‬ ‫الشرعية(نموذج مصدر)ويضم ذكرا ألوقاف ودعاوى وشكاوي ومواريث‬ ‫‪.‬وأختتم الكتاب بخريطة ملونة وجميلة لمدينة الموصل لسنة ‪ 1904‬ضم‬ ‫مفتاحها ذكرا لثالثين محلة من محالت الموصل القديمة‪.‬‬ ‫وقد خرج المؤلف بعدد من المالحظات واإلستنتاجات المهمة بعد‬ ‫أعوام من البحث الطويل واالستقصاء في أصول األسر الموصلية العريقة‬ ‫والعمل ليل نهار في إعداد هذه الموسوعة الكبيرة‪ ،‬حيث ظهرت له مجموعة‬ ‫من الحقائق التي قد تفيد الباحثين والدارسين من بعده في دراستهم للمجتمع‬ ‫الموصلي وعشائره وأعالمه ومهنهم ومحالّتهم (أحيائهم) القديمة فأجملها بما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫عدم تطابق آراء شيوخ العشائر في تسلسل األسماء في شجرات األنساب‬ ‫فبعضهم يربط النسب مع أسماء عشيرة ال يؤيدها الشخص اآلخر ويحاول‬ ‫تفنيدها مصرا على رأيه‪ .‬وهنا أشير إلى القاعدة العلمية التي ذكرها الدكتور‬ ‫محمد ناصر العبودي في كتابه (معجم جغرافية الجزيرة العربية السعودية)‬ ‫والتي تشير إلى استحالة ربط نسب العشائر الحالية في الوطن العربي بنسب‬ ‫العشائر القديمة لوجود انقطاعات في شجرات األنساب تصل إلى مئات‬ ‫السنين منذ القرن الرابع حتى القرن الحادي عشر الهجريين‪ ،‬وتع ّد هذه‬ ‫القرون فترة مظلمة لم يكتب فيها حول النسب والقبائل والعشائر‪.‬‬ ‫عدم وجود أسماء األجداد األوائل لدى معظم األسر الموصلية لفقدانها أو‬ ‫على األرجح لعدم كتابتها وتداولها بين األجداد بسبب الجهل الذي كان سائدا‬ ‫في الفترة التي سبقت منتصف القرن العشرين‪ .‬لذلك ال تعرف هذه األسر‬

‫‪28‬‬


‫غير أسماء محدودة من أسماء األجداد وربما قام آخرون بإكمالها على وفق‬ ‫اجتهادات غير صحيحة وحسب مصادر شفوية‪.‬‬ ‫ابتعدت معظم األسر الموصلية عن حمل األلقاب العشائرية أو التباهي بها‬ ‫وبخاصة قبل التسعينيات من القرن العشرين‪ ،‬وبخاصة من يريد إخفاء نسبه‬ ‫العشائري ألسباب مختلفة وا ّتخذ اسم المهنة أو الجد بدال منها‪ .‬وبعض أفراد‬ ‫األسر يسمّي أسرته بـ(عشيرة) وال يعلم أن األسر الكبيرة تع ّد أفخاذا واألسر‬ ‫الصغيرة تع ّد فروعا في شجرة النسب‪ ،‬وأن كل مجموعة من األسر الكبيرة‬ ‫واألفخاذ تش ّكل عشيرة ال يقل تعداد البالغين فيها عن ‪ 2000‬فرد‪.‬‬ ‫مارس األجداد في األسر الموصلية المهن مثل تربية األغنام واألبقار واإلبل‬ ‫والخيل والمتاجرة بها‪ ،‬والحرف اليدوية مثل الحياكة والدباغة والنجارة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والبزاز‬ ‫والقزاز‬ ‫العطار والص ّفار‬ ‫والحدادة والصياغة والسمكرة‪ ،‬ومهن‬ ‫واليوزبكي والمالّح والشمّاع والبرذعي والطحّ ان والخبّاز وغيرها‪ ،‬في حين‬ ‫اتجه األوالد واألحفاد بعد إنشاء المدارس نحو الوظائف الحكومية مثل المعلم‬ ‫ّ‬ ‫والموظف والطبيب والضابط والمهندس والمحامي وغيرها‪ ،‬وبالتأكيد‬ ‫أحدثت هذه االنتقالة تغييرا كبيرا في بنية المجتمع الموصلي ومستوى‬ ‫المعيشة‪.‬‬ ‫منحت الدولة العثمانية مجموعة من األلقاب لعدد من األفراد ألغراضها مثل‬ ‫ُ‬ ‫الحظت أنه كان يمنح لوجيه أو ضابط واحد أو أكثر برتبة‬ ‫لقب (األغا) الذي‬ ‫مالزم من كل محلّة على أن يكون من األقوياء والمتنفذين‪ ،‬ويكلّف بقيادة‬ ‫أهالي محلّته من الخاضعين للخدمة اإلجبارية خالل األزمات والحروب‪ .‬كما‬ ‫منحت لقب (البك) لعدد أقل من الوجهاء المعروفين والموظفين الكبار‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والحظت أنّ هناك أشخاص ا ّتخذوا هذا اللقب دون موافقة السلطات‬ ‫واستمرت أسرهم في حمله من بعدهم‪ .‬أما لقب (الﭙاشا) فقد كان من نصيب‬ ‫حاكم الوالية (الوالي) والضباط من رتبة لواء‪ .‬وهذه األلقاب ألغيت بقانون‬ ‫عام ‪ 1936‬من الحكومة الملكية‪.‬‬ ‫تطوع عدد من أبناء األسر الغنية في الجيش العثماني بصفة ضبّاط‪ ،‬وبعد‬ ‫االحتالل البريطاني في العام ‪ 1920‬بقي معظمهم في العراق وش ّكلوا الجيش‬ ‫ّ‬ ‫الموظفين إلى تركيا وأقاموا‬ ‫العراقي‪ ،‬في حين انتقل عدد منهم مع عدد من‬ ‫هناك‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫تكاثرت األسر الموصلية من قبيلتي طي والعبيد بعد العام ‪1800‬م نتيجة‬ ‫الصراع على المأوى بين هاتين القبيلتين وقبيلة شمّر في منطقة سنجار‪ ،‬إذ‬ ‫هاجرت هذه األسر إلى المدينة األمينة وأ ّتخذ رجالها مختلف المهن المعروفة‬ ‫في المدينة وحملوا أسماءها بدل اسم القبيلة والعشيرة‪ .‬وتش ّكل ك ّل واحدة من‬ ‫قبيلتي طي والعبيد نسبة ‪ %15‬من سكان مدينة الموصل إذ بلغ عدد أسر‬ ‫كل قبيلة أكثر من (‪ )300‬أسرة وهذ العدد يعادل حجم أكثر من عشيرة من‬ ‫العشائر الحالية‪.‬‬ ‫من المالحظ أن معظم الدراسات ووسائل اإلعالم ما زالت لحد اليوم تهمل‬ ‫ذكر قبيلة العبيد بوصفها إحدى القبائل الكبيرة لمحافظة نينوى العتمادها‬ ‫على مراجع وكتب قديمة لم تصل لهذه الحقيقة من قبل‪ ،‬إذ أن في أطراف‬ ‫مدينة الموصل عشيرة البوحمد في قرى الحضر وغرب الموصل وعشيرة‬ ‫البوسيف في قرية البوسيف وعشيرة البورياش في قرى الريحانية وحميدات‬ ‫وبادوش فضال عن الـ(‪ )300‬أسرة في أحياء المدينة الذين أخفوا نسبهم خوفا‬ ‫من التبعات العشائرية وقد تم توثيق معلوماتهم في هذه الموسوعة وكتابي‬ ‫(إمارة العبيد الحميرية) و(العبيد في الموصل)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الحظت كثرة استعمال األسماء المطولة والدينية من قبل األجداد مثل‪ :‬محمد‬ ‫واحمد ومحمود‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬جرجيس‪ ،‬واختصارها‬ ‫لسهولة اللفظ إلى‪ :‬حمّو ‪ ،‬عبّو ‪ ،‬رحّ و‪ ،‬ق ّدو‪ ،‬ججّ و‪ .‬وقد وض ُ‬ ‫ّحت استخدام‬ ‫هذه األسماء وغيرها بالتفصيل في كتابي (أسماء وألقاب موصلية)‪،‬‬ ‫واستخدمت أسماء أخرى أكثر سهولة في اللفظ في الخمسينيات وما بعدها‪.‬‬ ‫ظهور مجموعة من األشخاص ممن ي ّدعون بمعرفة األسر واألنساب وقيامهم‬ ‫بربط بعض األسر على وفق اجتهادات شخصية مبنية على الحفظ أو‬ ‫(التواتر) كما يطلقون عليها وهي معلومات غير دقيقة وقابلة للنسيان‬ ‫والتحريف والطعن‪ .‬علما أن األرشيف العثماني لسنة ‪ 1839‬لم يذكر اسم‬ ‫أية عشيرة مع أسماء األسر مما يدل على أن هذه األسماء استخدمت في‬ ‫القرن العشرين فقط‪.‬‬ ‫نتيجة تغيّر المستوى المعاشي نحو األفضل وزيادة عدد أفراد األسر نشأت‬ ‫أحياء جديدة انتقلت إليها معظم األسر من المدينة القديمة في النصف الثاني‬ ‫من القرن العشرين مثل أحياء الثورة والطيران والضباط والزهور ثم‬

‫‪30‬‬


‫المجموعة والنور والمالية والمصارف والعربي والوحدة وغيرها‪ ،‬وبسبب‬ ‫بعد المسافات فضال عن المشاكل االجتماعية انقطعت الصلة بين الكثير من‬ ‫بيوتات هذه األسر وأصبح أبناء العم الطالب في الجامعة على سبيل المثال‬ ‫ال يعرف أحدهم أنه ابن عم اآلخر‪.‬‬ ‫اختالف بعض أفراد األسر فيما بينهم حول العشيرة التي ينتمون إليها فمنهم‬ ‫ينسبها لعشيرة معينة وآخر ينسبها لعشيرة أخرى‪ ،‬ولمعالجة ذلك أدعو كافة‬ ‫األسر الموصلية إلى عقد اجتماع شهري بين كبارها للتداول في شأن األسرة‬ ‫واالتفاق على نسب واحد إن كانوا مختلفين في ذلك‪ ،‬فمن غير المناسب أن‬ ‫تنقسم األسرة بين عدة آراء كل يؤيد الرأي الذي يميل له ويفضّله‪.‬‬ ‫لجوء معظم األسر إلى العشائر القوية والمعروفة للحماية كما كانت تفعل‬ ‫العشائر الصغيرة في الماضي‪ ،‬إذ كانت العشيرة الصغيرة ترتبط بالعشيرة‬ ‫الكبيرة ارتباطا تاما وقد تغيّر اسمها بمرور الزمن وتحمل اسم العشيرة‬ ‫الكبيرة‪ ،‬ولكنها تحافظ على نسبها وأسماء أجدادها‪ .‬لذلك نجد االختالف بين‬ ‫أفراد األسرة الواحدة‪ ،‬ويجري تغيير شجرة النسب تبعا لما ي ّدعيه كل منهم‪.‬‬ ‫وهذا خطأ كبير إذ ال يجوز تغيير شجرة النسب لألسرة وربطها بأسماء ال‬ ‫تعود لها في حالة تحالفها مع عشيرة أخرى ألن التحالف يختلف عن االنتماء‬ ‫للعشيرة نفسها‪ ،‬وفي حالة االنتماء يجب تطابق أسماء أجداد األسرة مع‬ ‫األسماء الموجودة في شجرة العشيرة‪.‬‬ ‫وجود أعداد كبيرة من األسر الصغيرة نشأت واستمرت من جد واحد أو‬ ‫اثنين وموت باقي الذكور مبكرا نتيجة األوبئة واألمراض وانعدام العناية‬ ‫الصحية‪ ،‬وبخاصة بعد قحط عام ‪1824‬م وطاعوني ‪1828‬م و‪1831‬م إذ‬ ‫تركت المدينة مقفرة وقضى نحو ‪ 100‬ألف نحبهم‪ .‬أو بسبب كثرة إنجاب‬ ‫البنات اللواتي ال يذكرن في شجرة النسب على الرغم من تميّز بعضهنّ في‬ ‫مهنة ما مثل تعليم األطفال في الكتاتيب والحياكة أو في عمل خيري كبناء‬ ‫الجوامع والمدارس‪.‬‬ ‫انقرضت مجموعة قليلة من األسر الصغيرة القديمة بوفاة آخر رجل فيها‬ ‫وقلة الذكور وكثرة اإلناث‪ ،‬ومع هذا فقد كان للمرأة الموصلية دور كبير في‬ ‫ش ّد روابط المجتمع الموصلي من خالل عالقات التزاوج بين األسر مما ولّد‬ ‫حالة صحية من االرتباط بينها‪ ،‬وكما كان يقول الناس‪( :‬أهل الموصل عمّك‬

‫‪31‬‬


‫خالك)‪ .‬وإن من المؤسف أن تفتقد هذه الموسوعة أسماء الكثير من نساء‬ ‫األسر الموصلية لعدم تقديم أسمائهن للمؤلف من قبل أصحاب الشأن أنفسهم‪،‬‬ ‫فضال عن عدم استجابة عدد من الفاضالت لطلباتي العديدة بمختلف الوسائل‬ ‫اإلعالمية والزيارات الشخصية‪.‬‬ ‫انتقلت مجموعة من األسر إلى بغداد ألسباب وظيفية وتجارية وسكنت‬ ‫محالّت األعظمية على األغلب‪ ،‬ومنهم عدد من أسر الوزراء والضباط‬ ‫ُ‬ ‫صلت‬ ‫وكبار الموظفين الذين تتطلّب وظيفتهم السكن في المركز‪ ،‬وقد ات‬ ‫بالعديد من كبارهم بالهاتف أو اإلنترنت ووثقت معلومات عدد كبير منهم‪.‬‬ ‫عُرف أهالي الموصل بتشبّعهم بالروح الوطنية والرجولة وحبهم للخدمة‬ ‫العسكرية مهنة األبطال‪ ،‬فكان منهم ضباطا في العهد العثماني ومنهم من‬ ‫ش ّكل الجيش العراقي في ‪ 6‬ك‪ ،1921 2‬ومنهم عدد كبير من الضباط‬ ‫والجنود تطوّ ع بعد التشكيل‪ .‬وشارك معظمهم في سوح المعارك الوطنية‬ ‫والقومية وأستشهد عدد منهم‪ .‬وفي الموسوعة أسماء أعداد كبيرة ال تخلو‬ ‫أسرة موصلية من واحد منهم على األقل بعضهم في ذمة هللا وآخرون‬ ‫ينتظرون في التقاعد م ّتعهم هللا بالصحة والعافية‪.‬‬ ‫ظهرت في التسعينيات مجموعة كبيرة من الشيوخ الجدد نتيجة تكاثر أفراد‬ ‫العشائر وتحوّ ل األفخاذ إلى عشائر والعشائر إلى قبائل ومنهم ممن ال تربطهم‬ ‫جذور مشيخة بأجدادهم‪ ،‬وفعل مثلهم عدد من أفراد األسر الموصلية في‬ ‫المدينة وسمّوا أنفسهم بالشيوخ‪ ،‬وهذا األمر أحدث انقساما ضمن األسر التي‬ ‫لم تعتد على هذه الحالة ووجود التنافس بين وجهاء األسرة الواحدة‪ .‬وفي‬ ‫ُ‬ ‫امتنعت عن تسمية عدد من الوجهاء بالشيوخ كي ال أثير‬ ‫الموسوعة‬ ‫الحساسيات والخصومات بين أفراد األسر‪ ،‬ومنزلة الشيخ الحقيقي ال تقاس‬ ‫بارتداء العباءة والكوفية والعقال وإنما بمقدار ما يقدمه من خدمات لعشيرته‬ ‫ويجب أن يكون ذا سعة في إطعام الضيوف من ماله الخاص ومساعدة‬ ‫المحتاجين من أبناء العشيرة‪.‬‬ ‫اعتمدت كتب النسب السابقة على تكرار أسماء عدد محدود من األسر الكبيرة‬ ‫واألسر المعروفة في المدينة واإلشادة برجاالتها‪ ،‬أما األسر األخرى فأهملت‬ ‫على الرغم من زيادة عدد أفرادها في النصف الثاني من القرن العشرين‬ ‫وظهور أعالم فيها يستحقون اإلشادة بهم وتوثيق نسبهم ومهنهم ووظائفهم‬

‫‪32‬‬


‫وقد حاولت في هذه الموسوعة شمول األسر كافة التي سكنت المدينة القديمة‬ ‫دون تمييز‪.‬‬ ‫عدم اهتمام الكثير من شباب الجيل الحالي بأنساب أسرهم ومثلهم معظم‬ ‫الرجال كذلك‪ ،‬ويوكلون هذا األمر لشخص واحد من األسرة يجيد تنظيم‬ ‫شجرة النسب ويحفظ أسماء األجداد وتسلسل أسماء األسرة‪ .‬لكن بوفاة هذا‬ ‫الشخص تفقد األسرة كل المعلومات أو معظمها إن لم يدرّ ب ولده أو خلف‬ ‫له للحلول محله‪ .‬والحظت هذا األمر لدى الكثير من األسر عند مراجعتي‬ ‫لهم فيطلبون مني مراجعة الشخص الفالني من أبناء عمومتهم الذي لديه‬ ‫شجرة األسرة والمعلومات المطلوبة عنها‪.‬‬ ‫يبدي الموصلي منذ القدم بعض التم ّنع عند سؤاله عن نسبه وعشيرته‪،‬‬ ‫ويتخوّ ف آخرون من تقديم أسماء أسرتهم وبخاصة ممن لديهم مناصب أمنية‬ ‫أو سياسية‪ ،‬وأقولها بك ّل أسف أن بعضهم من المثقفين ومن يحمل درجة‬ ‫علمية‪ .‬وقد عانيت كثيرا من أمثال هؤالء وتمكنت من اقناع معظمهم أن هذه‬ ‫الموسوعة لتوثيق معلوماتهم خوفا عليها من النسيان والضياع‪ ،‬وقد سبق‬ ‫وأن ظهرت مجموعة كبيرة من الكتب الموصلية التي تتحدث عن أعالم‬ ‫المدينة ومحالّتها وس ّكانها‪ ،‬ولم نسمع يوما أن كتاب ما أضرّ بشخص معين‬ ‫أو أسرة موصلية‪.‬‬ ‫على الرغم من تدقيقي في توثيق أسماء المحالّت القديمة ألجداد األسر لكنّ‬ ‫جهل عدد من أبنائهم باسم محلّته الحقيقي جعل معلومات المحلّة لعدد من‬ ‫األسر غير دقيق‪ ،‬فقد تكون مجاورة على األغلب لمحلّته األصلية ‪ ...‬والسبب‬ ‫في ذلك عدم معرفة الحدود اإلدارية للمحلّة من س ّكانها‪ ،‬أو يغلب اسم محلّة‬ ‫على أخرى مثل محلّة باب لﮕش التي يغلب اسمها على محلّة جامع خزام‪.‬‬ ‫لم أذكر عناوين الوظائف الحكومية بعد عام ‪ 2003‬لكون الموسوعة تعني‬ ‫بما قبل عام ‪ ،2000‬أما الضبّاط المذكورين في الموسوعة فالرتب الكبيرة‬ ‫معظمهم متوفين أو في التقاعد والرتب الصغيرة متقاعدين ويعملون في‬ ‫القطاع الخاص‪ .‬كما أن معظم من أشير لهم باألعمال الحرة هم من الخريجين‬ ‫الذين لم يتم تعيينهم في الوظائف الحكومية‪.‬‬ ‫ومما يجب ذكره أن المؤلف من مواليد مدينة الموصل سنة ‪ ، 1946‬ألف‬ ‫العديد من الكتب والدراسات العسكرية والتاريخية والتراثية منها (الموصل‬

‫‪33‬‬


‫أيام زمان ‪-‬في طبعتين) و(إمارة العبيد الحميرية‪-‬في طبعتين)‪(،‬والعبيد في‬ ‫الموصل‪-‬جاء في ثالث طبعات)وكتاب(أسماء وألقاب موصلية‪-‬في ثالث‬ ‫طبعات)و(جادة باب لكش‪-‬في طبعتين)‪(،‬محلة باب الجديد‪-‬في‬ ‫طبعتين)و(موسوعة الموصل التراثية‪-‬في جزأين)وكتاب(الموصل في القرن‬ ‫العشرين‪-‬صور فوتوغرافية‪-‬في ‪200‬صورة) ‪،‬كذلك كتاب (الموصل عبر‬ ‫التاريخ) و(حكايات الموصل الشعبية باللهجتين الفصحى والعامية)والكتاب‬ ‫الذي نقدمه في هذا العرض وهو (موسوعة االسر الموصلية في القرن‬ ‫العشرين) وآخر كتاب أصدره المؤلف ‪-‬ترجمة‪ -‬قبل ايام قليلة هو كتاب(القيد‬ ‫العثماني لنفوس الموصل لسنة ‪1839‬م)‪.‬‬ ‫وله كتب تحت الطبع وهي ‪( :‬موصليات العبيدي االعمال الكاملة)و(مجموعة‬ ‫قصص تراثية)و(السينما في الموصل)و(الموصل في القرن العشرين –‬ ‫صور فوتوغرافية ‪ 1150‬صورة‪)-‬و(المذكرات من اربعة أجزاء)‪.‬‬ ‫وله أكثر من ‪ 120‬مقالة في الجرائد والمجالت العراقية والموصلية وعلى‬ ‫صفحات االنترنيت ومن االخيرة ما هو منشور في موقع بيت الموصل‬ ‫على الفيس بوك وعلى مواقع أخرى وهي ‪:‬‬ ‫أضغاث أحالم ‪ ،‬األُسر ‪ :‬الجلبي ‪ ،‬األُسر ‪ :‬الدباغ ‪ ،‬األسماء الموصلية ‪،‬‬ ‫األلقاب الموصلية(‪،)1‬األلقاب الموصلية(‪،)2‬الحافظ ‪ ،‬الخانات القديمة ‪،‬‬ ‫الدكتورة عزة السعرتي ‪ ،‬الفقير والليرة ‪ ،‬ألقاب المهن ‪،‬باب السراي ‪ ،‬تراث‬ ‫موصلي ‪ ،‬حوار مع أزهر العبيدي ‪ ،‬سعيد الشيخ متصرف الموصل ‪ ،‬شارع‬ ‫النجفي ‪ ،‬شارع غازي ‪ ،‬مختارو مدينة الموصل ‪ ،‬موسوعة األسر الموصلية‬ ‫‪ ،‬يوم موصلي أيام زمان ‪ ،‬ألقاب األسر المسيحية في الموصل ‪ .‬وأمنيتي‬ ‫القلبية للمؤلف أن يستمر في عطاءه الثقافي والتأليفي خدمة للموصل وأهلها‬ ‫وهللا الموفق ‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫اإليدز يضرب العاصمة بغداد‬ ‫بقلم‬ ‫رواء خلف السوداني‬ ‫االيذر او السيدا او متالزمة نقص المناعة المكتسب باإلنجليزية ‪AIDS‬‬ ‫وبالفرنسية ‪>SIDA <br‬‬ ‫هو مرض يصيب جهاز المناعي البشري ويسببه فايروس نقص المناعة‬ ‫فيروس اتش اي في (‪ )HIV‬وتؤدي الصابة بهذا الحالة المرضية الى التقليل‬ ‫من فعالية الجهاز المناعي لالنسان&‪ ;nbsp;&nbsp‬بشكل تدريجي ليترك‬ ‫المصابين به عرضه لالصابة بأنواع من العدوى االنتهازية واالورام وينتقل‬ ‫الفايروس نقص المناعة الى المصاب عن طريق حدوث اتصال غير مباشر‬ ‫بين الغشاء المخاطي&‪ ;nbsp‬ومجرى الدم وبين السائل الجسدي يحتوي‬ ‫هذا الفايروس مثل الدم او السائل المنوي للرجل او السائل المهبلي لألنثى او‬ ‫عن طريق لبن الرضاعة الطبيعية ‪>br<......‬‬ ‫او ينتقل من خالل االتصال الجنسي الغير أمن او من خالل نقل الدم ومن‬ ‫خالل ابر الحقن الملوثة بهذا الفيروس ويمكن ان ينتقل من االم الى جنينها‬ ‫خالل فترة الحمل او الوالدة او الرضاعة اومن خالل اي عملية تعرض‬ ‫اخرى ألي من السوائل الجسدية سالفه الذكر ‪.‬ويعتبر مرض االيدز حاليا‬ ‫(من االمراض الوبائية المتفشية)<‪>br‬‬ ‫ففي عام ‪ 2007‬تم تقدير عدد المصابين االحياء بهذا المرض حوالي ‪33.2‬‬ ‫مليون شخص كذلك فأن هذا المرض قد اودى بحياة ما يقدر بحوالي ‪2.1‬‬ ‫مليون شخص من ضمن ‪ 330.000‬الف طفل!!!<‪>br‬‬ ‫وقد ظهر ما يزيد عن ثالثة ارباع هذا الوفيات تحدث في ذلك الجزء من‬ ‫القارة االفريقية الذي في جنوب صحراء الكبرى مما يعيق هذا المرض‬ ‫تحقيق في النمو االقتصادي ويدمر راس المال البشري <‪>br‬‬ ‫_انواع المرض ‪>br<....‬‬

‫‪35‬‬


‫الفيروس يغير سريعا جدا قادر على التهرب من العديد من المضادات الجسم‬ ‫نظم الدفاع ‪ S‬هناك نوعين من فيروس نقص المناعة البشرية ‪>br<..‬‬ ‫ويمكن تصنيف السالالت الى اربع مجموعات رئيسية وقد تمثلت هذا‬ ‫المجموعات االربعة مقدمات لفيروس نقص المناعة الفردية في البشر واكثر‬ ‫من ‪ ٪90‬عدوى الفايروس نقص المناعة البشرية ومن ضمن مجموعة‬ ‫معروفه (م) هناك ما اليقل&‪ ;nbsp‬تسعه مميزة وراثيا االنواع الفردية او‬ ‫االطوار من فيروس نقص المناعة وهذا االنواع هي ( أ‬ ‫‪،‬ب‪،‬ح‪،‬د‪،‬و‪،‬ز‪،‬ح‪،‬ي‪>br<)،‬‬ ‫تعتبر اعراض مرض االيدز بشكل رئيسي ناتجآ لظروف صحية معينه من‬ ‫الطبيعي االتتطور بهذا الصورة لدى اشخاص الذين يتمتعون بجهاز مناعي‬ ‫سليم وتكون معظم الحاالت في صورة انواع من العدوى التي تتسبب فيها‬ ‫البكتريا والفيروسات والفطريات والطفيليات ومن هذا االعراض هي انواع‬ ‫من الحصى المختلفة والتعرق وخاصه (في اثناء فترات الليل ) وتضخم‬ ‫الغدد واالصابة باألعراض الحمى والصداع والرجفة وكذلك ضعف عام‬ ‫وفقدان الوزن ويعتمد نوع العدوى االنتهازية التي يصاب بها المرضى‬ ‫االيدز الى حد ما على مدى انتشار هذا االنواع من العدد في‬ ‫المنطقة&‪ ;nbsp‬الجغرافية التي يعيش بها هوالء المرضى‪>br<......‬‬ ‫في العراق سجلت اول اصابة عراقية بهذا الفايروس سنه ‪ 1986‬نتيجة‬ ‫استالم عدد من العراقيين المصابين بنزف الدم الوراثي للعالم الثامن‬ ‫المستورد من فرنسا<‪>br‬‬ ‫كانت وجبة المستوردة ملوثة بهذا الفيروس ولم يكن للعراق حينها برنامج‬ ‫خاص بالفيروس العوز المناعي حدثت العدوى بين هوالء المرض <‪>br‬‬ ‫واستحدث وزارة الصحة برنامج الوطني لمكافحة االيدز وبمرور الوقت‬ ‫توسعت فعاليات البرنامج ومكوناته تلبيه للتحديات الوبائية وتماشيآ مع‬ ‫المستجدات العلمية <‪>br‬‬ ‫وفي سنة ‪ 2000‬ظهرت توسعات كبيرة في هذا البرنامج وسمي (مركز‬ ‫الدراسات والبحوث المتالزمة) وتغير اسمه عام ‪ 2001‬الى (المركز الوطني‬

‫‪36‬‬


‫لإليدز ) وهو تابع لوزارة الصحة العامة ومسؤؤل على عالج عدوى فيروس‬ ‫العوز المناعي البشري وباقي العدوى المنقولة جنسيآ<‪>br‬‬ ‫وفي عام ‪ 2016‬اعلنت وزارة الصحة عدد االصابات بهذا الفيروس قد بلغ‬ ‫‪ 55‬حالة <‪>br‬‬ ‫واليوم قد عزة هذا الفيروس الخطير العراق من جديد واصبح من االمراض‬ ‫العصرية التي تهدد وباألخص بغداد ارتفع حاالت االصابة بمرض نقص‬ ‫المناعة االيدز بشكل عام والعاصمة بغداد بشكل خاص افضى لجملة من‬ ‫التساؤالت حول مسببات انتشار المرض بعد غياب تسجيل اي حالة بالمرض‬ ‫منذ اكثر من ‪ 30‬عام بحسب احصائيات الصحة العالمية والمحلية <‪>br‬‬ ‫حيث كشف مدير عام صحة الكرخ بغداد ان مديرته اصدرت مؤخرا ‪15‬‬ ‫حالة اضافية مصابة بهذا الفيروس ألفتنا ان هذا العدد يمثل اضعاف ما تم‬ ‫رصده في السنوات السابقة<‪>br‬‬ ‫وقد وضح مختصون ان انتشار مثل هكذا فيروس وارتفاع نسبته نتيجة‬ ‫انتشار المالهي وتفشي بعض الممارسات الطبية الخاطئة واستخدام اساليب‬ ‫غير صحية في محالت الحالقة ومراكز الوشم وايضا الممارسات الغير‬ ‫شرعية والغير األخالقية والبعيدة عن الدين واألعراف للشباب من خالل‬ ‫السفر والسياحة <‪>br‬‬ ‫ويذكر ايضآ ان حاالت المصابة قد ظهرت سابقآ في منطقة الطوايل في‬ ‫بغداد‪ .‬وان الطوايل تعتبر اكبر مراكز للممارسات الغير اخالقية في‬ ‫بغداد‪>br<.‬‬ ‫ووفق تقرير قدم على لسان مستشار اعالمي في وزارة الداخلية ان ثالثة من‬ ‫العامالت مصابات بهذا المرض يعملن في مراكز للمساج في وسط بغداد‬ ‫وهي بحسب ما شوهد تتواجد فيها عامالت من دول األسيوية يرجح انتشار‬ ‫االيدز بين كوادرها <‪>br‬‬ ‫وكذلك الحال في المالهي والنوادي الليلية والمقاهي التي تختفي تحت غطاء‬ ‫&‪;quot‬النوادي الترفيهية وهي التي يجري بداخلها ممارسات غير اخالقية‬ ‫تفشت على اثرها العديد من االمراض السرطانية وهذا يؤكد وجود نقص‬

‫‪37‬‬


‫مناعة بين العاملين فيها وعلى وجة الخصوص من النساء&‪ ;nbsp‬وهو ما‬ ‫يسهم بتفشي المرض <‪>br‬‬ ‫ويقول احد اعضاء&‪ ;nbsp‬اللجنة األمنية في بغداد ان مجلس محافظة بغداد‬ ‫صوت على الغاء اغلب المالهي والنوادي الليلية ومراكز المساج لما لها‬ ‫تاثير سلبي على المجتمع&‪ ;nbsp‬العراقي مشيرآ الى ان المجلس يستقبل‬ ‫شكاوي من اهالي لمناطق التي تتواجد بها هذا النوادي في الكرادة والجادرية‬ ‫والسعدون وغيرها بسبب ما يحدث بها من اعمال ال تناسب المجتمع العراقي‬ ‫وألتناسب اخالقية الناس وكذلك يسمعون االصوات الصاخبة في منتصف‬ ‫الليل وايضا الروائح الكريهة والمخلفات وما يصدر منها جميعآ تؤدي الى‬ ‫انتشار االمراض الخطيرة <‪>br‬‬ ‫وقد قامت وزارة الصحة بأجراء فحوصات شاملة في انحاء العاصمة بغداد‬ ‫وايضا فتحت مراكز لفحص جميع المواطنين من اجل سالمة الجميع لتالفي‬ ‫انتشار هذا الفيروس الخطير‬

‫‪38‬‬


‫مصطفى الشيخ‬ ‫املرأة هي القصيدة األنيقة األزلية يف طقوسي‬ ‫حاوره‪ :‬عمر الصالح‪-‬الموصل ‪-‬العراق‬ ‫ينحدر الشاعر مصطفى الشيخ من إحدى‬ ‫مدن ديالى التي عرفت بنسيجها االجتماعي‬ ‫المتكامل على مدى التاريخ ‪ ،‬انها (جلوالء)‬ ‫مدينة التعايش واإلخاء ذات الطبع االجتماعي‬ ‫والثقافي حاصل على شهادة البكالوريوس‬ ‫في كلية اآلداب‪/‬‬

‫قسم الترجمة اإلنجليزية‪،‬‬

‫ساهم في ترجمة العديد من النصوص إلى لغة األم و إلى األجنبية‪.‬‬ ‫نشرت له العديد من الصحف المحلية والدولية والمواقع اإللكترونية نصوصه‬ ‫الشعرية الرائعة التي خاطبت الوطن الذي يصفه بالحبيبة في أغلب االحيان‪،‬‬ ‫ومواضيع أخرى‪.‬‬ ‫فاز بالمرتبة األولى مرتين‪ ،‬و المرتبتان الثانية والثالثة أكثر من مرة‪ ،‬في‬ ‫عدة مسابقات شعرية داخل و خارج العراق‪ ،‬كما وحصل على جائزة ((وسام‬ ‫اإلبداع)) من مجلة حروف من الياسمين‪ ،‬شارك بقصيدتين (صدى الفصول)‬ ‫المشترك‪ /‬األصدار الثالث‪ ،‬الذي ض ّم نخبة من الشعراء العراقيين والعرب‬ ‫و (كتيب ُة القناديل) الذي يصف فيه المرأة في جنوب لبنان وقد ض ّم الديوان‬ ‫خيرة شعراء والعالم العربي‪ ،‬وصدر له ديوان (خيام َو بيتزا ) وآخر‬ ‫(طاووس الدهليز األحمر ) قيد الطبع‪.‬‬ ‫* متى بدأ ولعك في الشعر؟ وبمن تأثرت من الشعراء؟‬

‫‪39‬‬


‫**بدأ ولعي بال ِّشعر ُ‬ ‫مذ رؤيتي ألوّ ل جائع وأسمر مشرّ د في هذا البلد‬ ‫المغضوب علي ِه قبل والدت ِه بألف قصيدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تجرعت معهم سم القافية‪.‬‬ ‫لَم أتأثر كثيرا بشعراء العصر وخاصة الذين‬ ‫* القصيدة األولى لها احساس جميل وصدق عاطفي‪ ،‬لمن كتبت أولى‬ ‫قصائدك؟ ماهو الشعور الذي صدفك؟‬ ‫ُ‬ ‫نسجت أولى رصاصاتي لمعشوقتي (سولي) َوال ُّشعور الذي صادفني إ ّنني‬ ‫**‬ ‫سُّلطان َو ُك ّل مابقربي زواحف َوعدَ م‪.‬‬ ‫* أي األشياء تجبر الشاعر على كتابة القصيدة؟‬ ‫* أكتبُ حين يعثر الطفل أمامي أو أرى أشالء لجُ ثث مسافرة في سماء مدينتي‬ ‫(جلوالء)‪ ..‬أنقشُّ قصائدي ألمّي َوألرضي َولمحبوبتي َول ُك ِّل نخل ٍة مقنوص ٍة‬ ‫في ليل ّة زنجيّة‪.‬‬ ‫*من أين يستمد الشاعر أفكار قصيدته؟ وهل للبيئة اثر على نتاج الشاعر؟‬ ‫مخي ّ‬ ‫* أستم ُّد أفكاري بأفكاري وأنضِّد ّ‬ ‫بمخي‪.‬‬ ‫نعم الشك للبيئة دور ضخم وعمالق على أي شاعر في عصر ِه‪ ..‬أنا من‬ ‫عائلة فضّل الرب عليها بالعلم والمعرفة والحكمة والدين‪ ..‬جد أبي مفتي‬ ‫ديار ِه وامام وخطيب (مالّ جاسم) وكذلك ج ّدي وأبي حاليا‪ ..‬أما أنا يا هذا‬ ‫ُ‬ ‫انزلقت مِن ُك ِّل الخطوط المتوازية والمستقيمة وأبحرت في القصيدة‬ ‫المتشظية والبوهيميّة والسرياليّة كما يقولون ال ُّنقاد‪..‬‬ ‫أنا من شمال العراق ولهذ ِه الجغرافية سحر عجيب وإنعكاس ليزري علي‬ ‫َوعلى حرفي الهارب من حقل المألوف الثائر دائما بوجه الظلم والطغيان‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫* ماهي المعوقات التي تواجهك أثناء كتابة القصيدة؟ ومتى تبرز سمات‬ ‫الشاعر؟‬ ‫صباح ذبيح أو‬ ‫* ليست هناك معوقات مازالت (العبوة) تفطرُ علينا في ُك ِّل‬ ‫ٍ‬ ‫مسا ٍء قتيل‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تبرز سمات الشاعر حين يكونُ صادقا مع قصيدت ِه وروح ِه َوهذا أكثر ما‬ ‫يقلقني ويؤسفني وبل يمزقني في أكثر َوأغلب شعراء عصر البيتزا‬ ‫والفيسبوك‪.‬‬ ‫* ماهي أبرز القضايا التي تتناولها في قصائدك؟ وما هو السر الذي تضعه‬ ‫في نص "رباط اوباما"؟‬ ‫** أبرز القضايا الساخنة التي أتناولها هي قضية وطني المسلوب المكبّل من‬ ‫ُ‬ ‫أبصق بوجه البرلمان ومتى أبو ُل على قبت ِه الكاذبة‬ ‫الداخل والخارج وكيف‬ ‫المقرفسة على لُقم ِة المساكين‪..‬‬ ‫السِّر واضح َومكشوف في نص "ربطة أوباما" هو السخرية والتقليل من‬ ‫مكانت ِه وشأن ِه حين أجرهُ من ربطت ِه إذ أعتبرهُ (جحشا) ال أكثر‪ ..‬ألن ل ُه َن َفس‬ ‫َويد ما حصل من خراب في بالدي‪.‬‬ ‫* هل الشاعر ملزم بأن يكون بين األحداث الدائرة حوله؟ وكيف تبرز حسيّة‬ ‫القصيدة في هكذا أحداث؟‬ ‫* نعم وهذا من الضروري كي ُتثقف ُه وتغنيه بما يحدث ويحصل ل ُه وعلي ِه‬ ‫عبر قصيدة‪..‬‬ ‫ح ّتى يعي ويحسنُ الكتابة وترجمتها َ‬ ‫تبرز حسِّية القصيدة في ظل هكذا أحداث على مدى تأثر صاحبها َونقاء‬ ‫مشاعر ِه كإنسان أوال ومن ثم كمواطن ثانيا‪.‬‬ ‫* المرأة أحد طقوس كتابة القصيدة لدى الكثير من الشعراء؟ هل انت من‬ ‫هؤالء الشعراء؟ وماذا تعني لك المرأة كإنسان أوال‪ ،‬و كشاعر ثانيا؟‬

‫‪41‬‬


‫** نعم‪ .‬المرأة هي القصيدة األنيقة األزلية في طقوسي وطقوس األولياء ومن‬ ‫ي ّدعي أن ُه نرجسي ومتكبر أمام النهد الشامخ أخبرهُ بأن (مصطفى الشيخ)‬ ‫يقول هو مُسيلمة العصر‪.‬‬ ‫المرأة تعني لي الجناح األيمن كإنسان َوالنبض األبيض كشاعر‪.‬‬ ‫* ماذا تعني لك هذه الكلمات (األيام‪ ،‬الشتاء‪ ،‬الغربة‪ ،‬الوطن‪ ،‬المكتبة)؟‬ ‫ُ‬ ‫حتفظ ب ُك ِّل قبل ٍة طبع ُتها على رؤوس األيتام وُ ُك ّل حذاء‬ ‫* األيام‪ :‬هي ُكرّ اسة َت‬ ‫رميت ب ِه ساسة العراق المشنوق على بوابة شاعرنا العظيم أبي ّ‬ ‫ُ‬ ‫الطيب‬ ‫عتيق‬ ‫ُ‬ ‫وشعرت بالضوء‪.‬‬ ‫المتنبي‬ ‫الشتاء‪ :‬أُنثى سمراء ترس ُم لي _ ليال رتيبا‪ ،‬كأسا محموما بالفودكا‪ ،‬فُنجانا‬ ‫وحلمة دافئة مستديرة‪.‬‬ ‫بيزنطيا‪ ،‬شمعة حمراء َ‬ ‫الغربة‪ :‬دهليز يدف ُع بي لكتابة قصيدة بال ّد ِم المائل هي الوطن‪.‬‬ ‫الوطن‪ :‬المالذ األوحد َوبيت مقدس أل ّنني أول ُد في ِه ح ّتى أموت َوال أح َد يتجرأ‬ ‫كان وطنا يحترم أهل ُه وشعبه‪..‬‬ ‫إخراجي منه‪ ..‬إن َ‬ ‫المكتبة‪ :‬هي التراث اليومي والبروتين الروحي بالنسبة لي َوأنا من بيت يهتم‬ ‫بشراء كتاب أكثر مما يهتم بشراء الديك الرومي‪َ ..‬ومكتبة أبّي المكسور‬ ‫اليراع خير سيمياء على ذلك‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫قضية الضمري اإلنساني (أطفال الشوارع )‬ ‫ناز عدنان عثمان‬ ‫كركوك العراق‬ ‫سأكتٌب عن أكثر األمور المأساوية في وقتنا الحاضر‪ ،‬سأتحدث عن أطفال الشوارع‬ ‫أكتب لهم وكأنني أراهم بين كلماتي وضعتهم بين عيناي بين ضميري‪ ،‬الضمير هو‬ ‫السالح األقوى في هذا الزمن ‪،‬لنٌحارب اليأس علينا أن نخاطب ضمائرنا أشع ٌر بأن‬ ‫ثمة كلمات مدفونة في أعين ٌكل طفل في الشارع وهنا بحروفي سأحاو ٌل أن أكتب عن‬ ‫نفوسهم الصامدة رغم الوجع ‪،‬لعلي بين الكلمات أنث ٌر سالمي إليهم وهم ال يعرفونني‬ ‫حق المعرفة ‪،‬ف ٌكل ما أتمناه أن أربت على أكتافهم على بعد مسافات بعيدة عنهم لعل‬ ‫هذه الكلمات تضحى كجناحان وتحلق إليهم كنسمة هواء باردة تلطف حرارة أجسادهم‬ ‫التي تحترق في الشمس كل يوم دون أن يجدوا من يحنوا عليهم ويحمل مأساتهم‬ ‫ٌ‬ ‫‪،‬أتحدث عن قضية من أهم القضايا في ال ٌمجتمع إنها‬ ‫‪،‬وفي الشتاء يتجمدون من البرد‬ ‫قضيتٌنا جمي ًعا علينا نحن أن نكون صوت السالم ‪،‬صوت الحياة ‪،‬في جوف ٌكل منا‬ ‫يرقد صوت ما‪ ،‬علينا إيقاظه من السبات الذي أصابهٌ لكي نٌنقض عددًا كبي ًرا من‬ ‫األطفال في الشارع ‪،‬تلك النفوس البريئة يذوقون الوجع وهم مازالوا في ربيع‬ ‫أعمارهم ال يدركون من الحياة شيئًا سوى األلم والسعي للعمل ٌكل يوم بدل أن يتعلموا‬ ‫‪...‬‬ ‫هؤالء األطفال أجيالٌنا القادمة هم من سيحكمون مصير العالم و ٌكل هذا تعتم ٌد على‬ ‫البناء الذي سينشئون عليه إن كان البيئة التي يعيشون فيه غير مؤهلة للعيش‪،‬‬ ‫فكيف ستثمر األشجار إن غرسناهٌم في بيئة قاحلة ال تروي ظمأهٌم هكذا سيكون‬ ‫مصير ٌكل طفل في الشارع ‪...‬سينمو خائر البٌنية‪ ،‬هزيالً ال يقوى على نوائب الدهر‪،‬‬ ‫وكيف يتحمل وهو الذي أتكىء على كاهله ٌ‬ ‫منذ الصغر بعبىء أكبر من سنه بدل أن‬ ‫يعيش كبقية األطفال ‪،‬أطفا ٌل الشوارع ضحية الظروف حكمت عليهم بالشقاء دون أن‬ ‫يدركوا السبب ال ذنب لهم ‪،‬سوى أن الوطن الذي يعيشون فيه قد ٌكثر فيه الحروب‬ ‫واألفات والكثي ٌر من األمور البشعة والظروف اإلجتماعية واإلقتصادية التي تدمي‬ ‫القلب وهو حي‪ ،‬إنني أرى األطفال مشردون في الشارع يعملون طيلة النهار وجوهم‬ ‫حزينة ‪،‬وقلوبهم يائسة إنني أكتٌب ل ٌكل طفل لن يستطيع أن يرى هذه الكلمات ولن‬ ‫يستطيع قرأته ٌربما ألنهم بدل أن " يتعلموا‪ ،‬ع ِملوا "‬ ‫وجدوا العمل والتشرد في الشارع وسيلة لينجوا من حياتهم البائسة منهم من مات‬ ‫والده في ظل الحرب ومنهٌ من توفيت والدتهٌ وتفككت أفراد أسرته ولم يجد سوى‬ ‫الشارع حضنًا يحتوي وحدتهٌ ومنهٌ من تجدهٌ يتسول بين أزقة وأخرى بسبب الفٌقر‬

‫‪43‬‬


‫مما جعلهٌ متسوألً مشردًا ومنهٌ من يهرب من عائلته بسبب ما يعيشهٌ من مشاكل‬ ‫فيلتجأ للشارع ويختلطٌ بأوالد أخرى يتطبع بنفس صفاتهم الفظاظة ‪ ،‬منهٌ من يتلقى‬ ‫العنف الجسدي والنفسي فيهرب للشارع بعيدًا عن العٌنف الذي يتلقاه في أسرة غير‬ ‫ٌمترابطة فأضحى الطف ٌل ضحية تٌستغل وتنتهك أبسط حقوق ِه ‪،‬من المؤلم أن تكتٌب في‬ ‫عصر أضحت الكلمات فيها ال تٌسمع رغم أن الكلمات صراخ بتنهيدة الصمت من‬ ‫الصعب أن ترى حقوق األطفال غير محمية أن ترى حقوقهم شريدة فقد بٌتنا في زمن‬ ‫قد ضاع منهٌ السالم لكن علينا أحياءهٌ بضمائرنا ‪،‬ألن صوتٌ الضمير سالم يقيظ الراقد‬ ‫تتطلب منا أن‬ ‫في كنف الغفلة لنبني أوطاننا بأطفال أقوياء أطفال الشوارع قضية‬ ‫ٌ‬ ‫نسعى لحمايتهم وإنقاذهم من بشاعة ما يداهمهم في هذا العالم علينا أن نكون اليد‬ ‫التي تربت على أكتاف أالمهم ونرمم شقوق أفكارهم من جديد بناء األطفال يحتاج‬ ‫ألساس قوي قد أضحينا في زمن قد ضاعت الحقوق وبتنا ال نقوى على إسترجاعها‬ ‫لكن علينا أن نكون أقوى من أن نٌهزم إنني أكتب وفي قلبي ٌحزن على أطفال ال أمد‬ ‫أكتب به جعلته صوتًا‬ ‫لهم بصلة لكن الذي تعلمتهٌ في الحياة أن هللا حين أنعم عليا بقلم‬ ‫ٌ‬ ‫كي أقول به الحق؛ جعلتهٌ يدًا تربت على أحزان األخرين بقلمي هذا أكتب عن أطفال‬ ‫الشوارع‬ ‫ربما لن نستطيع أن نشعر بهم ألننا نكتب لهم وكأننا خلف الكواليس نبكي على‬ ‫أذهب لمكان ما وهم‬ ‫مشاهدهم الحزينة والتي لم أراها إال من بعيد أحيانًا أراهم وأنا‬ ‫ٌ‬ ‫يائسون من الحياة وفي العين ألف كلمة تبكي؛ وإما أن أكون بمحاذاة النافذة في‬ ‫الحافلة؛ وعدت نفسي أن أكتًب لهم وأن أحي أصواتهم الصامتة مرة أخرى بقلمي‬ ‫الذي يشعر باألسى عليهم ٌربما سأجد القارئ الذي سيكون له ردة فعل حسب قانون‬ ‫نيوتن الثالث "لكل فعل ردة فعل "‬ ‫ولكل قضية‪ ....‬إنسانٌ بضمي ٌر حي حسب قانون القضايا الال ٌمنتهية نعم إنها قضية‬ ‫الضمير اإلنساني وها هي رسالتي تكتمل ببضع حب أرشه على جروحهم كي تدمل‬ ‫وحسب قانون الحياة‪ ،‬الصمت لن تنفعنا لذا قو ٌل الحق أمانة علينا إتمامها ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫ألعبه‬ ‫بقلم‬ ‫فراس فتحي يونس‬ ‫المخطط (القديم الجديد) في الحرب على التنظيمات األرهابية من المستفيد‬ ‫من كل ما يحصل في منطقة ( الشرق االوسط) من فوضى وعمليات عسكرية‬ ‫في سوريا والعراق ‪ ،‬لماذا يحاصر التنظيم االرهابي في مدينة الموصل‬ ‫وتدمر المدينة القديمة بالكامل مع هروب اغلب قادة التنظيم االرهابي واختفاء‬ ‫اغلب عناصر التنظيم من المحليين واألجانب على (طريقة التبخير) ؟! ولماذا‬ ‫يترك لعناصر التنظيم االرهابي المجال وفرصة للهروب من مدينة (تلعفر‬ ‫والعياضية والمحلبية) دون مقاومة شرسة تذكر ويختفي أغلب قادة التنظيم‬ ‫وليغادروا االراضي العراقية عبر الحدود السورية العراقية بحرية مطلقة‬ ‫وبكل سهولة ؟! وماحدث اخيرا في األراضي اللبنانية من صفقه بين حزب‬ ‫هللا وتنظيم داعش االرهابي لتهريب عائالتهم وقادة التنظيم االرهابي‬ ‫وترحيلهم الى الحدود (السورية العراقية) في منطقة غاية الخطورة وتعتبر‬ ‫تهديد صريح لألمن القومي العراقي لتكون نقطة تجمع لتلك المجاميع المسلحة‬ ‫والكل يعرف ان التنظيم االرهابي ال عهد له وال ميثاق وسوف تكون هذه‬ ‫المنطقة والشريط الحدودي في غاية الخطورة باعتباره منطقة رخوة أمنيين‬ ‫؟!‬ ‫تطرح هذه االحداث اكثر من سؤال وتحتاج الى اكثر من اجابة وتوضيح من‬ ‫قبل الحكومة العراقية وقوات التحالف و الحكومة السورية ‪ ،‬وهل سوف نشهد‬ ‫سيناريو جديد في المنطقة هذا ما سوف تكشفه االيام القادمة ‪....‬‬

‫‪45‬‬


‫حديث العقل‬ ‫بقلم‬ ‫ضياء الطيب عبادي‬ ‫مصر‬

‫كيف يبدأ حوار العقل ؟؟‬ ‫لقد خلق هللا اإلنسان ‪،‬وميزه بنعمة العقل‪ ،‬وهذا العقل يجعله أمام مسئولية كبيرة‬ ‫‪،‬بل إن مصير اإلنسان معتمد علي تفكيره من خالل عقله‪ ،‬إما أن يفكر ويطرح الئسئلة‬ ‫ويسعي لإلجابة عنها ‪،‬وإما أن يلهو ويلعب ول يبالي ‪٠‬‬ ‫في هذه اللحظة نجد أن عقل اإلنسان هو املرشد واملوجه إما إلي البحث والتساؤل‬ ‫املستمر ‪،‬وإما إلي النشغال باملاديات وحسب ‪٠‬‬ ‫لذلك عندما نقرأ قول هللا ‪-‬تبارك وتعالي ‪-‬وهو يصور لنا حال الكافرين‬ ‫(وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )امللك ‪١٠‬‬ ‫فاإلنسان العاقل يستخدم عقله ويسأل ليعرف من هو وملاذا هو مخلوق وإل لكان ما‬ ‫حوله من املوجودات أفضل منه‪٠‬‬

‫‪46‬‬


‫وإن العظيم في المر أن العقل قائسم مشترك عند كل بني آدم‪ ،‬وبالتالي ل عذر لحد‬ ‫في أل يبحث عن حقيقة نفسه ‪،‬وحقيقة ما حوله ‪٠‬‬ ‫يجب علي حوار العقل أل يتوقف ‪،‬وإل صارت حياة اإلنسان بال معني حقيقي ‪٠‬‬ ‫انظر أيها العاقل ‪،‬لقد صنع اإلنسان وابتكر ابتكارات جعلته قادرا علي الوصول إلي‬ ‫أشياء كثيرة ‪،‬حتي إنه خرج من نطاق كوكبه إلي الفضاء الخارجي ولكن ليكن العقل‬ ‫أيضا مركزا علي حوار يضمن لإلنسان السعادة ‪،‬أل وهو من أنا وملاذا أنا موجود‬ ‫فال يصح عقال ول يجوز منطقا أن يصل اإلنسان إلي كل هذه اإلنجازات ‪،‬ثم ل يجد‬ ‫جوابا واضحا عن حال مصيره ‪٠‬‬ ‫فهل جئت أيها اإلنسان لتأكل وتشرب وتنام وتشبع حاجاتك املادية فحسب ؟؟‬ ‫هل جئت أيها اإلنسان لتعطي الحرية لعقلك في البحث والبتكار من أجل الترف‬ ‫والرفاهية؟؟‬ ‫اجعل بينك وبين عقلك حوارا ل ينقطع ‪٠‬‬ ‫وليكن أئساس حوارك ئسؤلن مهمان‬ ‫وهما‬ ‫من أنت‬ ‫وملاذا أنت هنا‬ ‫ولن تشك أيها اإلنسان في أن وراءك هدفا عظيما وغاية كبري‬ ‫فما هي ؟؟‬ ‫في املرة القادمة إن شاء هللا‬

‫‪47‬‬


‫الشعر والشعراء وضياع اهلوية‬ ‫بقلم‬ ‫الشاعر األديب الدكتور احمد الجبوري‬ ‫يقول احد الفالئسفة ‪.‬إن مهمة الفن هي تحرير املعرفة من ائستعباد اإلرادة‬ ‫ونسيان الذات الفردية ومصالحها املادية ‪.‬والسمو بالعقل الى مرتبة تأمل‬ ‫الحقيقية الالإرادي ‪.‬فإن كان موضوع ( العلم) هو الكلي الذي يشمل جزئيات‬ ‫كثيرة ‪،‬فموضوع (الفن) هو الجزئي الذي يشمل الكلي ‪.‬ولهذا اصبح الفنان‬ ‫هو ذروة الكمال اإلنساني على طول الخط ‪.‬‬

‫واليوم ونحن نعيش في زمن الفوض ى (الشعرية) ما أحوجنا لنعرف القيمة‬ ‫الفعلية للشعر والشعراء ‪.‬‬ ‫فمنذ أن بزغ فجر علم املنطق على ربوع البشرية والتعريف الذي يعطيه‬ ‫املناطقة لإلنسان هو (حيوان ناطق)فهذا التفرد بهذه الخاصية هو ما يمتاز‬ ‫به النسان عن باقي املوجودات في عالم اإلمكان ‪.‬ومن هذه النقطة بالذات‬ ‫ً‬ ‫مترقيا ئسلم الحضارة حتى وصل الى حيث هو اآلن ‪.‬واذا ما‬ ‫إندفع هذا الكائن‬ ‫أردنا أن نضع خاصية (النطق) عند النسان تحت مجهر الفرز والعزل‬ ‫(باملنطوق)يظهر ً‬ ‫جليا إن الشعر هو الحلقة العلى في هذه املنظومة‪ .‬وعليه‬ ‫شغل الشعر مساحة كبيرة الحيز في إذهان الفالئسفة واملناطقة واملؤرخين‬ ‫وحتى الفقهاء ‪.‬وامتاز بحمل اللواء خاصته أقوام وأمم ‪.‬وأصبح هو رأس هرم‬ ‫كل الفنون واملقدم على غيره ملا يتوفر عليه من مفاصل التصوير والتتبع‬ ‫‪48‬‬


‫والتشخيص والتدقيق ‪.‬ولهذا ل ينازع الشعر فن آخر على منزلة الصدارة لنه‬ ‫بإختصار إختزال لكل الفنون ‪.‬كما ل يناقش أحد إن العرب أهل هذه‬ ‫الصناعة دون منافس يرقى ملستوى اإلعتداد بإمكانته الدبية ‪.‬‬

‫ولذالك حصر العرب الشعر تحت قاعدة تامة الدللة شاملة اإلنبساط وهي‬ ‫(الشعر كالم مقفى وموزون) وحتى ل يختلط الحابل بالنابل ‪.‬والغث بالسمين‬ ‫‪.‬عمموا لفظ (الدب)ليشمل الشعر والنثر على حد ئسواء ‪ .‬ولهذا ايضا فلسفة‬ ‫خاصة ‪.‬حتى ل يغمط حق النثر والناثرين ‪.‬والنثر يشمل الخاطرة والقصة‬ ‫القصيرة والخطبة والرئسائل الهلية والنصوص بمختلف أشكالها املسرحية‬ ‫والروائية واملفتوحة الى الكثير من ما يقع تحت عنوان النثر‪.‬‬

‫ول يخفى على اهل اإلختصاص من الدباء ما للنثر من مكانة فنية في الوقت‬ ‫ً‬ ‫شخصيا أعتقد إن النثر اليوم هو لغة الفن املعاصر‪ .‬كما ل‬ ‫الحاضر ‪ .‬بل‬ ‫ً‬ ‫خصوصا بعد وصول طالئع الدب‬ ‫يخفى على احد اإلبداع الكامن في النثر‬ ‫الروس ي الى حواضرنا الثقافية بعد أن ئسيطر الدب اإلنكليزي لردح من الزمن‬ ‫على هذه الحواضر وهذا أئسهم في بزوغ جيل من الناثرين لم يكن ليظهر في‬ ‫الوطن العربي لول هذا التأثر الذي بدأت مالمحه بالبروز أكثر فأكثر عند تطور‬ ‫أنظمة اإلتصالت وأهمها اإلنترنيت ‪.‬ولكن هذا المر كما إن له إيجابياته ‪.‬كان‬ ‫له ئسلبياته ايضا ‪.‬فهاؤلء املبدعين من أهل النثر يعانون بدورهم من مشكلة‬ ‫ضياع الهوية ‪.‬ولعلهم هم أنفسهم ‪.‬أكبر مشكلة في ضياع هوية الشعر‬ ‫والشعراء ‪.‬فمشكلة الكثير منهم انهم نازعوا الشعراء على وجودهم فأطلقوا‬ ‫‪49‬‬


‫على أنفسهم لقب (شاعر)وغفلوا عن إن هذا المر أخفى هويتهم اإلبداعية‬ ‫قبل يسبب للشعراء محنتهم الكبيرة اليوم‪.‬‬

‫وهذا هو الشق الول من محنة الشعر والشعراء اليوم‪ .‬أما الشق اآلخر من‬ ‫املشكلة هم الشعراء أنفسهم‪.‬فقد أنشغلوا بالشعر عن حفظ مكانة الشعر‬ ‫ً‬ ‫حتى راح كل من هب ودب يكتب ويسمي ما يكتبه شعرا ‪.‬وهذا حصل عندما‬ ‫لم يحافظ الشعراء على اختصاص الشعر بترجمة اإلنفعالت النفسية‬ ‫ً‬ ‫وأدخلوه مداخل هو ليدخل بها ً‬ ‫بغضا وائستعالئا وائستئثا ًرا منهم على اهل‬ ‫النثر فكأنهم يريدون إحتكار اإلبداع فال ترى منهم احد يكتب النثر إل عند‬ ‫ً‬ ‫اإلضطرار كل هذا خوفا من أن تقوم للنثر قائمة ‪.‬فنظموا الشعر في موارد غير‬ ‫موارده ‪.‬وباملقابل كانت ردة الفعل الطبيعية أن يستنقص البعض قيمة‬ ‫الشعر ويأتي ببدعة الشعر الحر وقصيدة النثر بل وصلت اإلئستهانة بالشعر‬ ‫أن يسمى الكالم املرئسل بالقصيدة في بعض الحيان‪.‬‬

‫ناهيك عن تقديس الشعراء للبحور الستة عشر التي تبدأ (بالطويل) وتنتهي‬ ‫(باملحدث)وكأن الخليل أبن احمد الفراهيدي ينطق من عند هللا ول يمكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا ً‬ ‫ً‬ ‫وفقا‬ ‫شعريا‬ ‫السماح لي احد من العروضين أن يستنبط بحرا‬ ‫للتفعيالت املتعارف عليها في علم العروض كما إن التعقيدات التي يمارئسها‬ ‫النقاد على القصيدة ئساهمت بشكل كبير جدا في بقاء الشعر يعيش حالة من‬ ‫ً‬ ‫الفوقية التي معها ل يمكن ان تكون شاعرا إل بعد أن تخوض في لجة علم‬ ‫النحو وعلم القافية وعلم البديع وعلم العروض والبيان والبالغة ولدب‬ ‫والقائمة تطول‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫ولهذا أعتقد إن ضياع هوية الشعرالعربي يتحمل جزء كبير منها الشعراء‬ ‫أنفسهم لنهم لم يسمحوا لآلخرين أن يثبتوا وجودهم على الساحة اإلبداعية‬ ‫فوصل المر الى أن يدعي الشاعرية عوام الناس وكل من أمسك بقلم ‪.‬ولذالك‬ ‫أعتقد إن مهمة إعادة الشعر الى مكانته تتطلب أن يعي الشعراء بالدرجة‬ ‫الولى دورهم في بناء حاضرة أدبية يشار لها بالبنان وأن يرتقوا بالشعر ملستواه‬ ‫الحقيقي وينزهوه عن الخوض في متاهات الهراء ‪.‬فهو رئسالة قبل أن يكون‬ ‫ش يء آخر‪.‬‬ ‫ُمذ كان عمري تسع أعوام أتى‬ ‫وحي القوافي ً‬ ‫طالبا ملسات‬ ‫ُ‬ ‫فعلمت إن الشعر ُ‬ ‫أنبل موقف‬ ‫بل ُ‬ ‫إنه من أقدس ُ‬ ‫الح ُرمات‬

‫وهللا من وراء القصد‬ ‫احمد ضياء العارفين‬

‫‪51‬‬


‫ادب ئساخر‬

‫مكتب عقارات دراكوال‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫ال ادري من اية نافذة احدثهم ‪..‬من الدين ‪..‬من المجتمع ‪..‬من االنسانية ‪..‬من‬ ‫المروة والنخوة ‪..‬من العرف والتقاليد ‪..‬من العشائرية ‪ ..‬من الجيرة ‪..‬من‬ ‫الكونفوشيوسية… من البوذية ‪..‬من االخوة ‪..‬من الضمير…‬ ‫فكل النوافذ تبدو مغلقة باحكام ‪..‬النهم ال يسمعون‪ ..‬واذا سمعوا ال يفقهون‪..‬‬ ‫فقلوبهم مقفلة ايضا ‪..‬وكذلك ضمائرهم ‪..‬وعيونهم ‪..‬‬ ‫جيوبهم مفتوحة فقط‬ ‫اولئك ثلة من صنف الدراكوليين (مصاصي الدماء) ‪..‬ممن رفعوا ايجارات‬ ‫عقاراتهم السيما السكنية امام نازحي الجانب االيمن ‪..‬جشعا وطمعا‬ ‫واستغالال ‪..‬وتلذذا ساديا بمعاناة هؤالء المساكين الذين نزح اغلبهم بالمالبس‬ ‫فقط ‪..‬‬

‫‪52‬‬


‫اقول للنازحين كونوا اقوياء بالحق و التدفعوا لهم اال ما تستطيعون عليه في‬ ‫ظل ظروفكم الصعبة التي ال يقدرها اولئك ‪..‬واذا ما طالبكم المستأجر‬ ‫بالزيادة ‪..‬ال تصغوا اليه كما لم يصغ لكم… وليذهب الى اقرب حائط او‬ ‫بوري كهرباء يضرب راسه فيه…‬ ‫فالموضة الجديدة اليوم ان ( بعض ) اصحاب العقارات السكنية خاصة‬ ‫يشترطون على المؤجر زيادة في االيجار كل شهر… واال فان العقار لن‬ ‫يكون من نصيبه التعيس ‪..‬‬ ‫هذا المال الذي تجمعونه من مآسي االخرين ‪....‬ليس ربحا كما تتصورون…‬ ‫انه من ضمن الخسر ‪..‬الذي وعدكم به هللا تعالى ‪ (..‬ان االنسان لفي خسر )‬ ‫‪..‬والاتصور انه من الربح الذي يثمره التواصي بالحق والصبر… وال هو‬ ‫من االيمان او العمل الصالح ‪..‬‬ ‫فهنيئا لكم في الدنيا هذا الخسران المستمر ‪..‬وسيجازيكم هللا تعالى ‪..‬بما‬ ‫تستحقون على ظلمكم للنازحين المقهورين المنكسرين المساكين ‪..‬وعلى‬ ‫مواقفكم المخزية وقسوة قلوبكم…‬ ‫وال ابوكم والبو حتى لاير مدريد معاكم… يامن وصفكم الشاعر مظفر‬ ‫النواب بما تستحقون في ديوانه‬

‫‪53‬‬


‫كريم بن زينة‬ ‫حسام الطحان‬

‫جلسنا في احدى الكازينوهات الصيفية ذات يوم في منطقة الجوسق ‪ ،‬فجاء‬ ‫طفل صغير ربما تجاوز العاشرة من عمره ليمسح المنضدة ‪ ،‬فقال له اخي‬ ‫بسام مازحا ‪ :‬انت بنزيمة ؟ فقال الفتى ‪ :‬اي عمو منين تعرف اني ابن زينة‬ ‫ليش تعرف امي ؟ شعرنا بحرج كبير وقلت له ‪ :‬روح ابني روح جيبلنا شاي‬ ‫وماي وما لك عالقة ال بزينة وببنزيمة ‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫شعر‬

‫اهلوان‬ ‫بقلم‬ ‫لمياء العلوي‬ ‫هوان ذكراك ضجيج‬ ‫ضجيج من الغيم يستفيض‬ ‫نازق اليايل مرا يفيض‬ ‫راهب الغيم مريض‬ ‫صحراء وركبان‬ ‫ونازحا يغني اين االوطان‬ ‫عربي يقدم الضاد قربانا‬ ‫ألل صهيون تنتكس االعالم‬ ‫ويكتب‪......‬‬ ‫اخلذالن لنا العنوان‬ ‫نعيد رسم خارطة الزمان‬ ‫كان يا ما كان‬ ‫حبر وربان‬

‫‪55‬‬


‫سندباد جيوب االقطار‬ ‫وطن من اهلند اىل االندلس‬ ‫ال يستهان‬ ‫يعتلي البدر االيوان‬ ‫ومير الزمان بضجيجه‬ ‫تاركا ‪.....‬‬ ‫خماضا عربيا يساير الزمان‬ ‫مهزوما يبكي عزا كان‬ ‫ويبتاع الذل الوانا‬ ‫كان ياما كان‬

‫‪56‬‬


‫سيد الكالم‬ ‫بقلمي‬ ‫عبدالستار الزهيري‬ ‫العراق‬ ‫سأترك خلفي كل‬

‫ألنسج قصيدة‬ ‫بأبيات‬

‫ال قرار له‬

‫سألملم كلماتي‬

‫خالية من الحروف‬

‫الضياع يتبعه ضياع‬

‫وأبوح بما لدي من‬

‫وهمس بال كالم‬

‫هكذا أنا بدونك‬

‫أهاتي‬

‫عند أعتاب الغياب‬

‫نبتة خاوي ‪..‬‬

‫سأغادر دنيا الصمت‬

‫هناك ‪..‬‬

‫كلمات شاردة‪..‬‬

‫وضجيج السكون‬

‫ستكون الحكاية‬

‫حروف ضائعة ‪..‬‬

‫أوراقي ‪ ..‬تأريخي‪..‬‬

‫عبارة عن تواريخ‬

‫تاهت مركبتي في‬

‫مجرد حكايات‬

‫بال أيام‬

‫صحار العرب‬

‫من زمن صار‬ ‫النطق‬

‫وسنين بال شهور‬

‫لملمت ما لملمت‬

‫فصول تأتي وأخرى‬

‫من حروفي‬

‫فيه غريب‬

‫تزول‬

‫وجمعت شتات‬ ‫َ‬

‫زمن فيه الوهم‬

‫والخريف سيد‬ ‫الفصول‬

‫كلماتي‬

‫والسراب للعين‬

‫رياحه مجنونة‬

‫خديعة‬

‫ال تبقي وال تذر‬

‫سأحاكي حروفي‬

‫مجرد تقلبات‬

‫في زمن صار‬ ‫الصمت‬

‫لتتدحرج أيامي‬

‫سيد الكالم‬

‫أشيائي‬

‫حقيقة‬

‫‪57‬‬

‫في واد سحيق‬

‫سأكون فارس‬ ‫للكلمة‬


‫ّ‬ ‫وجه البسام‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫إىل هناك‬ ‫ُ‬

‫‪........‬تلهث أنفاسي‬ ‫تعدو النظرات‬ ‫‪ ....‬إىل وجهك البسام‬ ‫ُ‬

‫تأطرت مناي‬ ‫‪ .....‬فارسا على فرس‬ ‫ُ‬ ‫اجلوارح جاحمة‬ ‫‪ ٌ .........‬مزقت اللجام‬

‫حيث أنت‬ ‫ُ‬

‫‪ ......‬وأنت أعز ناسي‬ ‫ُ‬ ‫الكل وجهته‬

‫‪58‬‬


‫‪ ......‬فأنت للعز مقام‬ ‫ُ‬

‫هناك أودعت‬ ‫‪........‬حلظك إحساسي‬ ‫السعد مقياسه‬ ‫‪ ......‬أنت على الدوام‬ ‫ٌ‬

‫روحي أمانة‬ ‫‪.........‬واألمانة رواسي‬ ‫معك لن متيد‬ ‫‪ .......‬مرساها سالم ‪...‬‬

‫أنا هنا‬ ‫‪......‬أعلن مني إفالسي‬ ‫روحي معك‬ ‫‪ ....‬واألوصال أصنام‬

‫‪59‬‬


‫إلتمس إلصبعي‬ ‫‪ .......‬طارة من حناس‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أبعث سكينة‬ ‫‪ ........‬من صميم الوئام‬

‫حني تغدو الدوائر‬ ‫‪.... ...‬مستقيما يف القياس‬ ‫فقط عندها‬ ‫‪...... ...‬أوافيك باخلصام‬

‫لماك مقصدي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ .......‬واليأس مني يقاسي‬ ‫سأصرع ألجلك‬ ‫‪ ..... ....‬احلالل واحلرام‬

‫‪60‬‬


‫انا امراة تسافر‬ ‫مريم خضراوي‬ ‫تونس‬ ‫على اجنحة السرت‬ ‫والشوق السافر‬ ‫كلما هف قلبي‬ ‫كقمر مهاجر‬ ‫ياخذني شوقي اىل حلم كافر‬ ‫اىل فوضى العواطف وحب ثائر‬ ‫حيررني من عبودية االنثى‬ ‫وجرح غائر‬ ‫كلما اشتاقت جورية اىل دمشقها‬ ‫ومتايلت زهرة النرجس‬ ‫وهفت للحب زهور الزمبق‬ ‫حريت جرحا يف قلب يرقص‬ ‫وجالت خباطري العاثر‬ ‫عذابات الرجولة‬

‫‪61‬‬


‫انا امراة قررت ان اكحل النهار‬ ‫وازين ليلي‬ ‫واشرتي جنوم املدار‬ ‫وابيع الضعف باحلرية‪...‬‬ ‫اناامراة ال اخفي ثورتي‬ ‫اعيش اجلرح و السعادة‪...‬‬ ‫اراهن على الفجر‬ ‫اذا الليل جن‬ ‫واراهن على الليل‬ ‫اذا الشمس احرتقت‬ ‫ففي احلنايا يعطر البيلسان‬ ‫وتنمو السنابل‪...‬‬ ‫الني احبث عن قلب شاعر‬ ‫ساسكن غمد فارس‬ ‫وامتطي صهوة املستحيل ‪...‬‬ ‫انا امراة احب‬

‫‪62‬‬


‫ال اخفي وال افاخر‬ ‫اذا ماذكرت احلب يورق االمل‬ ‫وينبت حلم يف اصل الشجر‬ ‫ويورق قلبي بالقضاء والقدر‪...‬‬ ‫فلماذا تقاتلني يا سافرا‬ ‫انقذتك دوما من احلرام‬ ‫وزرعتك خنال وجنيتك زيتونا‬ ‫ملاذا حتاصرني وتشوه وجه الصباح‬ ‫ملاذا ميوت احلب بذنبك‬ ‫ملاذا تقتلني وحلما مجيال‬ ‫يصورني زيتونة ويصريني شجره الغار‬ ‫تعتقد ان ثورتي عار‬ ‫واعلن اني على درب حلمي سائرة‬ ‫ال اعرف هزمية‬ ‫وال جيحدني االنتصار‪....‬‬

‫‪63‬‬


‫اخليال‬ ‫د‪ .‬عبدالستار البدراني‬

‫حاولت ‪،...‬‬ ‫دائما ‪،..‬‬ ‫أن أجتاز ‪،...‬‬ ‫عتبة اخليال ‪!...‬؟‪،‬‬ ‫ألقرأ ‪،..‬‬ ‫وجهي ‪...‬؟‪،‬‬ ‫حلظة ‪،..‬‬ ‫اكتمال ‪...‬؟؟؟!‪،‬‬ ‫هل ‪،...‬‬ ‫هذا ‪،..‬‬ ‫حمال ‪!!..‬؟‬

‫‪64‬‬


‫حديث اهلدهد‬ ‫الشاعرة‬ ‫هدهد‬

‫ليس يف احلب جماملة‬ ‫أما حب أو ال حب‬ ‫فهل تعلم أنين أحبك‪ .‬اعلم اذا اني أحبك‬ ‫هل تفهم مههمات وكلمات‪ .‬اعلم إني أحبك‬ ‫هل تشعر بأشواقي واحرتاقي‪ .‬اعلم أنى أحبك‬ ‫هل قرأت حديث عيناي‪ .‬اعلم إني أحبك‬ ‫أنت خارطيت ومنهجي‬ ‫وكل الدروب إليك تنتهى‬ ‫حبييب الكل يريد قليب‬ ‫وانا اريد قلبك‬ ‫الكل يريد حيب وأنا اطلب حبك‬ ‫‪65‬‬


‫احلب فسحة العمر وانت فسحيت‬ ‫فهل أراك تشاركين فرحيت‬ ‫يا سيدى أنت قاهري‬ ‫ارمحين من ظلمك‬ ‫ارمحين من هدوؤك‬ ‫ارمحين من حبك‬ ‫وابعدني عن طريقك‬ ‫فأنا مزروعة هنا‪....‬‬ ‫وال استطيع املغادرة‬ ‫امتدت عروقي يف أرضك‬ ‫امتدت كشجر األرز العتيق‬ ‫امتدت وامتدت وامتدت‪.‬‬

‫‪66‬‬


‫أكرهك وأحبك‬ ‫*******‬ ‫شذى االقحوان املعلم‬ ‫سوريا‬

‫وأعشق فيك‬ ‫طفالً مدلالً‬ ‫يناجي زهوي‬ ‫ويسمو بتألقي‬ ‫أكره لو تفرض علي رأياً‬ ‫وأعشقك‬ ‫لو بفكرك تقحم ذاتي‬ ‫أحب طيفك‬ ‫‪67‬‬


‫يسرب أعماقي‬ ‫وأحب اكتشافك أسراري‬ ‫قبل أن تنطق الكلمة‬ ‫شفاهي‬ ‫أكرهك وأحبك‬ ‫ثلجاً وناراً‬ ‫نلتقي‬ ‫ثم نفرتق‬ ‫ثم تدور رحى األيام‬ ‫بقمح الرغبات‬

‫‪68‬‬


‫قصة قصيره‬

‫حتول‬ ‫القاص محمد عاشور‬ ‫مصر‬

‫وهو جالس في المقعد الخلفي في " الميني باص " عائدا من عمله‬ ‫إلى بيته رآها تصعد " الميني باص " أعرض عنها مدعيا أنه لم يرها‬ ‫‪ ،‬وألن المقعد الجالس فيه خال إال منه ‪ ،‬وألنها تريد أن تجلس بجواره‬ ‫فقد جلست ومعها طفلها ‪ ،‬وعرف أنه طفلها ألنه ناداها مرة " ماما‬ ‫" ومرة أمي ‪.‬‬ ‫دارت في داخله عدة هواجس ولم يعرف ما هيتها ‪ ،‬وأسئلة لم يعرف‬ ‫لها إجابة لماذا جاءت وجلست بجواره ‪ ،‬مع أنه يوجد أماكن أخرى‬ ‫في " الميني باص " يا للوقاحة !أو هل يريدها أصال أو حتى يريد‬ ‫أن يراها ؟ ال يعرف ‪ .‬لقد أحبها في يوم من األيام وخطبها لكنهما‬ ‫انفصال وتزوجت ‪ ،‬رغم عنها أو بخاطرها ال يهم السبب ‪ ،‬فقد‬ ‫تزوجت ‪ ،‬وكره الزواج وأحجم عنه ‪ ،‬لكنه ما زال لآلن يحتفظ بدبلتها‬ ‫في بنصره األيمن فلم يطاوعه قلبه أن يخلعها ‪.‬‬ ‫جلست بجواره تختلس النظر إليه بين الفينة واألخرى ‪ ،‬وطفلها من‬ ‫تصرفاته يبدو أنه مشاغب ‪ ،‬وهو ال يحب الطفل المشاغب ‪ ،‬الطفل‬ ‫معه قطعة من العسلية أصابت يده وفمه بالزوجة ‪ ،‬وأصابت صدره‬ ‫بالبقع من لعابه السائل عليها ‪.‬‬ ‫" هل هذا هو الطفل الذي كان يحلمان به أثناء فترة الخطوبة ؟! لقد‬ ‫كان يتمنى أن يكون طفله األول شاعرا مثل " نزار قباني " وكانت‬ ‫هي تقول ال ‪ ..‬دكتور ‪ ...‬ويضحكان " عندما تذكر ذلك كاد أن يبكي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪69‬‬


‫إن الطفل يتلفظ بألفاظ غاية في القذارة ‪ ،‬ألفاظ تخنقه وتصيبه بالقرف‬ ‫من الطفل ‪ ،‬لقد سمعه يقول لها " يا وليه " وهي تنهره وتقول له ‪:‬‬ ‫عيب ما تقول كده قدام الناس ‪.‬‬ ‫قال في سره وهو خزين ‪:‬‬ ‫يااااه ‪ ..‬قدام الناس ! كل ما يعنيها الناس ‪ ..‬الناس فقط ‪.‬‬ ‫أخذ " الميني باص " يتخفف من بعض ركابه حتى خال الكرسي الذي‬ ‫يجلسان فيه إال منهما ‪ ،‬والذي أمامهما خال من كل ركابه ‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من ذلك ما زالت ملتصقة به ‪.‬‬ ‫ظل الطفل يتنقل في األماكن الخالية في السيارة ‪ ،‬وأخذت هي تتململ‬ ‫في جلستها حتى أقلقته ‪ ،‬وأحس أنها لن تتركه في حاله ‪.‬‬ ‫التفت إليها وهو يبتسم ابتسامة خفيفة لكن في داخله كان يمتلئ‬ ‫بالمرارة واالمتعاض ‪ ،‬ولكنه أحس أنها تريد أن تتكلم ‪ ،‬ألقى عليها‬ ‫السالم وسألها عن حالها ‪.‬‬ ‫وكأنها أتتها الفرصة ‪ ،‬وانطلقت تثرثر وتتكلم عن كل شيء وأي‬ ‫شيء ‪.‬‬ ‫نظر إلها وإلى حديثها ‪ ،‬ال تخلو جملة من ذكر النقود واإلنفاق والعمل‬ ‫والمكسب والخسارة ‪ ،‬وأعمال زوجها ومحالته التي تمأل طول البالد‬ ‫وعرضها ‪.‬‬ ‫ابتسم في داخله ألنه يعلم أن زوجها يمتلك محلين فقط ‪.‬‬ ‫لم تتوقف لحظة واحدة عن الكالم وهو يتابعها وبتفحص هيئتها ‪،‬‬ ‫ومالبسها ‪ ،‬ولهجتها التي تغيرت أو انقلبت ‪ ،‬كل شيء فيها أصبح‬ ‫على نقيضه ‪ ،‬فيبدو أنها سقطت على رجل يهوي اكتناز المال رغم‬ ‫غناه‪.‬‬ ‫‪70‬‬


‫تذكرها أيام خطبته لها ‪ ،‬عندما كان يجلس معها في بيتها وتكلمه ‪،‬‬ ‫كان حديثها حلوا ‪ ،‬ودائما كانت تقرأ له من أشعرا " نزار قباني "‬ ‫وكانت عند إلقائها لشعره يطرب ‪ ،‬وعندما كانت تجد كلمة ( النهد )‬ ‫كانت تموء موءا جميال كالقطة فيبتسم وتبتسم حتى تتخطاها ‪ ،‬ثم‬ ‫تتابع وهو نشوان يتابعها وهو مغمض العينين ‪.‬‬ ‫نظر إلى مالبسها ‪ ،‬لقد كانت فنانة في انتقاء مالبسها برغم رخصها‬ ‫‪ ،‬أما اآلن نظر إلى مالبسها ‪ ،‬ترتدي فستانا قديما‪ ،‬أكل منه الزمن‬ ‫وشرب ‪ ،‬به بعض األماكن من على الذراع قد خيط باإلبرة بلون‬ ‫مخالف تماما للون القماش ‪ ،‬وعلى رأسها طرحة لونها غريب لم يره‬ ‫من قبل ‪ ،‬بها بعض الورود الضائعة ‪ ،‬تذكر الورود القليلة التي كانت‬ ‫تقطفها له من قصرية الزرع عندما تتفتح في بلكونة بيتها ‪.‬‬ ‫نظر إلى يديها " يااااااه " تلك اليد البيضاء التي طالما وضعت في‬ ‫فمه حبات من الفول السوداني الذي تحمصه حتى يتحول إلى لون‬ ‫الحناء الذي يحبه ‪ ،‬لقد أصبحت اليد خشنة وفقدت جمالها ‪ ،‬هل اقتنت‬ ‫قفصا للعصافير في بيت زوجها كما كانت تقول إنها ستجعل في كل‬ ‫مكان في بيتنا قفصا للعصافير ؟ ‪ ..‬ال أعتقد !‬ ‫هكذا سأل نفسه ‪ ،‬وهكذا أجاب عليها‬ ‫جذبت الطفل من المقعد الذي أمامها‪ ،‬والطفل يرفض بشدة االنصياع‬ ‫لوالدته ‪ ،‬أخذ يراقب الطفل وهو يتملص منها ‪ ،‬مالبسه رثة غير‬ ‫متناسقة ‪ ،‬يلبس بنطلونا قديما ظهر فيه من حركاته وكثرة تملصه‬ ‫فتق من أسفله وظهرت منه عورته ‪.‬‬ ‫داهمته ضحكة مباغتة‪ ،‬وهو يرى عورة الطفل‪ ،‬لكنه ألجمها وكتمها‬ ‫في صدره وهو يتابع ثرثرتها ‪.‬‬ ‫يحاول الطفل أن يصرخ وهو يلعب في " الميني باص " بعدما خف‬ ‫من ركابه ‪ ،‬لكنها تحاول أن توقفه ‪ ،‬من حركاته الشديدة ودفعه لها‬ ‫أصاب ظهر يده وجهها " اقعد يا ابن الكلب " هكذا نطقت ‪ ،‬وضغطت‬ ‫‪71‬‬


‫على فمه لتسكته ‪ ،‬عضها الولد وانفلت منها وقام ليلعب ‪ ،‬وعاودت‬ ‫هي الثرثرة كأنها لم تقل شيئا ‪.‬‬ ‫تجهم وجهه وانقبض صدره " ابن الـــ ‪ " ......‬إنه لم يستطع أن‬ ‫ينطقها بينه وبين نفسه ‪ ،‬لقد سمع هذه الكلمة مرات ال يعرف عددها‬ ‫‪ ،‬لكنه لم يسمعها بهذا القبح ‪.‬‬ ‫هل هذا ما أصبحت عليه يا من عشت راهبا في محراب حبك ؟!‬ ‫خمس سنوات مرت لم أرك فيها وعندما أراك تكونين بهذا الحال ‪...‬‬ ‫سامحك هللا ‪ ..‬قالها في حزن وقلبه يعتصر ‪.‬‬ ‫نظر إلى الدبلة التي في إصبعه وكان كتب عليها اسمها من الداخل ‪.‬‬ ‫أطلق السائق بوق سيارته كي ينبههما ‪.‬‬ ‫أخذت الطفل ونزلت من " الميني باص " ‪ ،‬وظل ينظر إليها ويستدير‬ ‫بنصفه العلوي ويتابعها من خلف الزجاج و " المين باص " يتحرك‬ ‫وهي تلوح له بيد ‪ ،‬وباليد األخرى تقبض على معصم الطفل ‪ ،‬وأخذت‬ ‫تبتعد حتى اختفت ‪.‬‬ ‫اعتدل في جلسته ونظر إلى األمام وعلى وجهه ابتسامة حزينة ‪ ،‬خلع‬ ‫الدبلة ونظر إلى اسمها ثم وضعها في جيب سترته وأطلق لفكره‬ ‫العنان ‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫غصن الزيتون‬ ‫الكاتبة فضيلة معيرش‬ ‫دمع أمّه وحده يروي جفاف تراب بستان‬ ‫الحرية ‪ ،‬ويتسلل رويدا ليزيد من شقوق‬ ‫ظمئ‬ ‫روحه تنهد بزفرة تفوق سنوات ألمه‬ ‫العشر ‪ ،‬وقال ‪ :‬ليتني أراك ولو مرة أخيرة‬ ‫أبي ‪..‬؟‪.‬‬ ‫بصبر وإصرار اللبؤة لحظة دفاعها عن صغارها تجلس بمحاذاة بريق انتقامه‬ ‫بصوت يغيبه االنكسار قالت ‪ :‬يا ولدي نافذ والدك لم يمهلوه ألخذ دواء‬ ‫الضغط ‪.‬‬ ‫تنهد وهو ينبش التراب بغصن زيتون أخضر لم ينتبه كيف ومن اقتطعه من‬ ‫أعلى شجرة بالحقل ؟ ‪...‬شجرته الوارفة المفضلة التي طالما جلس يتفيأ‬ ‫عطشها بعد س ّد المحتل لآلبار الجوفية المحاذية بحجة قربها من مستوطناتهم‬ ‫الجديدة ‪ ،‬تخيل أنه يتسلقها لكن ساقه المبتورة جراء لغم طاله من ركن‬ ‫مطمور حال دون ذلك ‪ ،‬حلم بأن يشتري له والده ساق تكون على مقاس‬ ‫ساقه ‪ ،‬عندما يعود لعمله كبائع في إحدى المتاجر التي أفلس صاحبها ‪ ،‬أجاب‬ ‫أمّه دون النظر في مالمحها المنكسرة ‪ :‬سيقاوم أمّي ‪....‬‬ ‫بعينيه الصغيرتين يرقب ما تبقي من حقل الزيتون المحاذي لوجعه المفتوح‬ ‫‪ ،‬تشاركه شروده فراشات ملونة ما كان يخالها ستبقى على وفائِها وتحلق‬ ‫ملء األمل رغم حر الصيف المباغت ‪ ،‬و الحصار الضارب ح ّد األلم ‪...‬‬ ‫صمتت أمّه وقد تجمد ريق الكالم بحلقها ‪ ،‬صمت هو أيضا وبريق النخوة‬ ‫يلوح بين قبضة يديه الصغيرتين وهمس ‪ :‬أخذوا ساقي ‪...‬أخذوا أبي أخذوا‬ ‫أخي األكبر إسماعيل ‪ ...‬عندما رايته في المعتقل كان شاحبا يتكئ على عصا‬ ‫هزاله‬

‫‪73‬‬


‫بدا أصغر مني أماه ‪ ،‬يحدق بي وكأنه يمأل فضاء الضياع بعينيه دوني وهو‬ ‫الذي أحبني أكثر من نفسه ‪ ،‬أردفت أمّه ‪ :‬تلك النتوءات و و الندبات جعلت‬ ‫منه كهال قبل أوانه ‪..‬‬ ‫في مساء ذاك اليوم ارتجف باكيا منتفضا على إيقاع وجع متكرر بساقه‬ ‫الوحيدة لما أُخ ِبر بوفاة أخيه الوحيد إسماعيل ‪.. .‬‬ ‫اتسع بريق الحيرة بعينيه وبرد مجهول يسري بوريده وهو يكظم غيظه حتى‬ ‫ال تنتبه أمّه للخبر و قال ‪ :‬لن أكبر يا أمّي‬ ‫ال أريد أن أكبر ‪..‬هكذا عزمت ؟‪.‬أذكر قصيدة ألحمد مطر قرأتها لنا المعلمة‬ ‫قبل تهديمهم لمدرستنا ‪:‬‬ ‫يا صغيري ال تكبر‪ ... .‬قلت يومها للمعلمة ‪ :‬ليته قال ‪ :‬يا صغيري ليتك لم‬ ‫تولد ‪ ...‬وإن ولدت ال تلعب حتى ال يطالك لغم يذهب ببقايا أحالمك ‪ .‬صمتت‬ ‫أمّه وجف ريق الكالم بحلقها مرة أخرى‪...‬‬ ‫في صباح اليوم الموالي وهي تتجول بحقل الزيتون وأسفل شجرته المفضلة‬ ‫علِق بإحدى أغصانها ورقة كتب عليها ‪ :‬ال أريد أن أكبر يا أمّي ‪.‬‬ ‫َسمِعت بعدها انفجارا مدويا هز أركان القرية ‪..‬‬ ‫وبعض الفتية يهتفون ‪ :‬فعلها نافد فجر قنبلة يدوية الصنع قرب دورية للعدو‬ ‫وتطايرت أشالء جسده الصغير ‪ ،‬لحقت بساقه ‪ ،‬هناك قتلى من العدو أيضا‬ ‫‪ ،‬وسط الحشود فتحت أمّه كفيها تستقبل أول‬ ‫قطرات مطر دافئة ‪ ،‬وفي إحدى يديها غصن زيتون مبتور ال تدري كيف‬ ‫حملته‪ ،‬وسحابة شوق تمرّ فوق الحقل‪ ...‬تغطي ندوب جراحها وهي تزف‬ ‫شهديها معا ‪.‬‬

‫‪74‬‬


‫عالم املرآه‬ ‫حين تحب أحدا تصير حبا ‪ ،‬حين تكره تصير كرها ‪ ،‬و لكن إن استطعت‬ ‫أن ُتبقي على نفسك كما أنت فلن تحب أو تكره بالطرق العادية ‪ .‬لذلك ندرج‬ ‫على قول عبارة "وقع في الحب" ‪ ،‬ظاهرة الحب هي عبارة عن سقوط‬ ‫و الوقوع في الحب يعني أنك قد فقدت إدراكك لذاتك بسببه ‪.‬‬ ‫العشاق يغضبون ممن ال يعيش حالة الحب ‪ ،‬أنت ال تستطيع التواصل معهم‬ ‫ألنهم فقدوا منطقهم ‪ ،‬لم يعودوا "هم" تحولت كل طاقتهم إلى حب ‪ ،‬يأتلفون‬ ‫معه كليا ‪ ،‬ليس فيهم من يدرك ليشهد على ظاهرة الحب ‪.‬‬ ‫األمر مشابه في الكراهية ‪ ،‬الحب و الكره متماثالن ألنهما أخذ و تحويل‬ ‫لذات الطاقة ‪ ،‬جاذبية الحب و نفور الكراهية ‪ .‬حين تكون في الحب مشدودا‬ ‫إلى أحدهم فأنت تفقد جوهرك ‪ ،‬تفقد نفسك و يصبح الشخص اآلخر هو‬ ‫المحور أو الجوهر ‪ ،‬حين تكره أحدهم فأنت تنفر منه ‪ ،‬تفقد مركزيتك‬ ‫و إدراكك لذاتك ‪ ،‬يصبح هو المركز ‪.‬‬ ‫تذكر ‪ ،‬ليس باسترجاع و ليس بعد انتهاء األمر و لكن في ذات لحظة الحدوث‬ ‫‪ ،‬عندما يأتي الغضب ‪ ،‬أغلق عينيك ‪ ،‬تجاهل الحالة الخارجية و كن واعيا‬ ‫لما يدور في داخلك اآلن ‪.‬‬

‫زهرة حممد‬ ‫‪75‬‬


‫شباب رافض للزواج‬ ‫رسل ثامر الساعدي‬

‫انتشرت في اآلونة االخيرة حاله من عدم الرغبة بالزواج من قبل الجنسين‬ ‫سواء الرجل او المرأة‬ ‫وهناك عدة اسباب لتفشي هذه الظاهرة ‪..‬‬ ‫ سوء الحالة االقتصادية لدى الشباب وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف‬‫وتبعيات الزواج‬ ‫ كثرة البطالة وعدم وجود عمل وبالتالي عدم القدرة على فتح بيت وتكوين‬‫عائلة وتلبية احتياجاتهم‬ ‫ انعدام الثقة بين الطرفين‬‫ وجود وسائل التواصل االلكتروني التي اصبح البعض يستخدمها في غير‬‫محلها‬

‫‪76‬‬


‫ كثرة العالقات واالختالط المفرط بين االطراف اصبح يعطي رد فعل‬‫عكسي ‪..‬‬ ‫ الطاقة السلبية التي يبثها المحيطين من خالل حديثهم عن تجاربهم الفاشلة‬‫ الحروب ونتاجها الغير ايجابي وتأثيرها على نمط التفكير‬‫ هجرة الشباب لدول اخرى‬‫ التطور الحاصل بالمجتمع وتضاربه مع افكار البعض‬‫يولد تنافرات بين الطرفين‬ ‫مثال نحن في زمن من حق المرأه ان تعما واثبت نفسها وتصنع شخصية‬ ‫مستقلة من جه اخرى ياتي الرجل ليطلب منها ترك العمل ونسيان الشهادة‬ ‫والتعب والبقاء بالمنزل لمجالسة االطفال واالعتناء به فقط‬ ‫ومن هنا يأتي التنافر والرفض‬ ‫طبعا انا سامون موضوعية في كالمي وال اعمم الكالم فانا احدث عن بعض‬ ‫الحاالت في المجتمع‬ ‫نصيحة لكل الشباب العازف عن الزواج عليك التفكير جيدا انا اعلم صعوبة‬ ‫الوضع المادي وصعوبة الحصول على وظيفة واعلم نمط تفكيركم فانا من‬ ‫جيلكم ‪..‬‬ ‫لكن جمال ان يكون لك بيت وزوجة وطفل يحمل اسمك ويعينك في حياتك‬ ‫ويخفف عليك وحدتك عندما تكبر‬ ‫اكبر اغراء لتعاود التفكير اكثر في عزوفك‬

‫‪77‬‬


‫أزياء‬

‫‪78‬‬


‫أقالم شابه‬

‫حلب‬ ‫بقلمي صالح الدين الطياش‬

‫مدينة الشهباء ما أجملها كانت مثل الذهب‬ ‫شامخة بحضارتها زاهية الكل فيها يرغب‬ ‫معالم ومآتر تحكي للتاريخ من تكون حلب‬ ‫أرض الجمال والشهامة صامدة كماء عذب‬ ‫حسرة قلبي تقتلني كأني بركان من اللهب‬ ‫حلب الشامية لك هللا فأهلك الكل قد تغرب‬ ‫كيف سمحت لكم أنفسكم بهذا يا أمة العرب‬ ‫أما إكتفيتم مرارا من التدمير والسفك و النهب‬

‫‪79‬‬


‫من انت ومن اين‬ ‫سمر ضهرو‬ ‫باهلل عليك‬

‫فرط اشواقي‪،‬‬

‫هل سكنت ريف‬

‫ابصرتك اميري‬

‫العين‬

‫في عليا سمائي‪،‬‬

‫ام دخلت معبر‬

‫وقلبي معلق في‬

‫الشريان‪،‬‬

‫الجوى‪،‬‬

‫وطريقك ذو حدين‬

‫ووجدي مزن‪ ،‬ينادي‬

‫شوق‬

‫باعلى صوتا له ايا‬

‫وحنين ام انك بدأت‬

‫‪،‬عشقي‬

‫النزوح‬

‫وروحي تنادي‬

‫من خلف الضلوع‬

‫ف اختل‬

‫الى الوتين‬

‫مسمعه واصبحت‬

‫لتعلم قبل ان‬

‫روحه لروحي‪،‬‬

‫تقترب من خالجت‬

‫ترتل ابيات عشقا‬

‫الروح وتستكين‬

‫ومن شهقة االنفاسي‬

‫اني ما توسدت‬

‫لو نزلت على ارض‬

‫اال لعشقك‬

‫جرداء ال حياتها‬

‫وما رضيت‬

‫من شدة اشواقي‬

‫بالهوى‬ ‫له بديال ومن‬

‫‪80‬‬


‫فلسفة املرايا‬ ‫بقلم حمزة العبيدي‬

‫أنا املمتنع عن املرايا‬ ‫لكشفها يل اخلطايا‬ ‫☆☆☆‬ ‫فسرها إظهار اخلفايا‬ ‫دون اخلضوع للهدايا‬ ‫☆☆☆‬ ‫فيا ناظرا لنفسك تذكر القضايا‬ ‫فكم من نفس نشرت هلا دعاية‬ ‫☆☆☆‬ ‫فغاصت يف فلك مرآتك وباتت من الضحايا‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫حورية‬ ‫بقلم‬ ‫صورية حمدوش ‪ /‬الجزائر‬ ‫صمتك يشبه املنفى‬ ‫ألمرية إعتادت الدالل والغزل‬ ‫روحي شريدة عني‬ ‫فال يغرك هذا اهلدوء فهو ليس سالم‬ ‫إنه حروب باردة ألحالم‬ ‫والشوق يقد كل خاليا جسدي‬ ‫أما قلبي فقد اهرتأ من اخلصام‬ ‫وليته يرضى بالفطام‬ ‫قديس هو يف معبد حبك‬ ‫والروح جارية له ال تنام‬ ‫سجدت له مرارا ليعتقها‬ ‫لكنه جاحد بكل النعم‬ ‫كأنه فارس جمروح بروح منتقم‬ ‫يشحذ شوقي فهو اهلمم‬

‫‪82‬‬


‫واحلنني يغزله لينصبه خيم‬ ‫ليحاصرك جبيش على القمم‬ ‫الروح حيلق بها فوق الغمام‬ ‫ويزجرها ال أحب اللمم‬ ‫فأنا فارس مغوار ال أهزم‬ ‫وستلتف حويل كل النجوم‬ ‫لكنني سأرابط فوق الغيوم‬ ‫فإن مل تسقيه ذات يوم‬ ‫ويستفيق من سباته املشؤوم‬ ‫سأقبع عند سدرة املنتهى‬ ‫أترقب جميئه احملتوم‬ ‫فأحتضنه وأنتشي برحيقه املختوم‬ ‫أنا حورية البحار وعامل النجوم‬ ‫وبإذن اهلل يف عامل مسك اخلتام‬

‫‪83‬‬


‫زي ما انت‬ ‫الشاعرة‬ ‫مي عادل‬ ‫زي مـــــــــــا أنت‬ ‫مستحيل تتغيـــر‬ ‫كل حلظة متر بينا‬ ‫جوا عيني بتكرب اكرت واكرت‬ ‫بعشقك من يوم ما شوفتك‬ ‫جوا حلمي كتبت لك قصيده‬ ‫هو أنا أقدر حبيبي‬ ‫أنكر ‪..‬وانسي حبك‬ ‫ده أنت عمري‪ ..‬وأنت فرحي‬ ‫أنت بعد الزرع طرحي‬ ‫لو غلطت مرة ساحمي‬ ‫بس أوعى تبعد عني‬

‫‪84‬‬


‫يوم رحيلك يعىن موتي‬ ‫هو أنا أقدر يا عمري‬ ‫أنسى كلمة من كالمك‬ ‫أوعي حلظة تفكر‬ ‫قوم معايا نغني‪ ..‬ونضحك‬ ‫مستحيل أرحم فؤادي‬ ‫لو يف حلظة تشتكي‬ ‫وإن غلطت يا عمري غلطة‬ ‫ألجل خاطري اغفر‬ ‫السماح يا عيون مجيلة‬ ‫شوف عيوني الذليلة‬ ‫جيه تستسمح حبيبي‬ ‫أوعى يوم تتغري عليا وتبعد‬

‫‪85‬‬


‫مسك اخلتام‬ ‫ال ينفع معنا اال شخص كاحلجاج‬ ‫بقلم‬ ‫حاتم الطائي‬ ‫عندما كنت صغيرا كنت اسمع والدي واقاربنا واصدقائه دائما ما يرددون‬ ‫عبارة " نحن اهل العراق ال ينفع معنا اال الحجاج ! " وهذا الشيء اثار‬ ‫فضولي جدا وقررت ان اتعرف على الحجاج من كثب حيث كانت اجوبة‬ ‫والدي واقاربي عنه ال تشفي غليلي فلجأت الى كتب التاريخ لعلني اجد‬ ‫ضالتي فيها ‪.‬‬ ‫ال اريد ان اسهب في الموضوع ولكن ابى هللا اال ان نمر بأحداث تشبه الى‬ ‫حد كبير االحداث التي استدعت بالخليفة االموي عبد الملك بن مروان الى‬ ‫سؤال اهل حاشيته " من لي بالعراق ؟ " وكان كل من يقول انا له يسأله‬ ‫ماذا انت فاعل فيقول كذا وكذا فيقول له " لست له " وأتى دور الحجاح‬ ‫فقال له عبد الملك ما انت فاعل ؟ فقال له الحجاج " آخذ البريء بجريرة‬ ‫المذنب واألب بجريرة ابنه واإلبن بجريرة ابيه والجار بحريرة جاره‬ ‫والزوجة بجريرة زوجها فلم يدعه الخليفة يكمل كالمه وقال له " انت لها‬ ‫"!‬ ‫نعود الى العهد الذي ظهر فيه الحجاج فهو عهد فتن واضطرابات حدثت بعد‬ ‫استشهاد الحسين بن علي في كربالء من ارض العراق وهالك يزيد بن‬ ‫معاوية وحدوث فراغ في السلطة وتنصيب اهل الحجاز لعبد هللا بن الزبير‬ ‫خليفة لهم وانقسام البيت االموي في الشام الى ان تولى عبد الملك بن مروان‬ ‫الذي كان يدعى حمامة المسجد وهناك طريفة تقول انه كان يقرأ القرآن‬ ‫وسلموا عليه بالخالفة فصدق وقال " هذا فراق بيني وبينك ! " فقيل له في‬ ‫ذلك فقال هؤالء قوم ال يساسون بالقرآن وسأضطر الى اتخاذ اجراءات‬ ‫وتدابير ال تتفق مع تعاليم القرآن فكان ذلك وازود ‪.‬‬ ‫اما العراق فكان يموج بالفتن والصراعات من كل جانب وفي كل حدب‬ ‫وصوب وكان ساحة صراع كبرى وكان مفتاح السيطرة على االوضاع وفعال‬ ‫نجح الحجاج في السيطرة عليه بعد قتله لمصعب بن الزبير وصلبه ألخيه‬

‫‪86‬‬


‫عبد هللا في الحجاز واستتب الوضع للخليفة االموي عبد الملك بن مروان‬ ‫حتى قيل ان الخالفة االموية المروانية لم تستقم اال بسيف الحجاج ‪.‬‬ ‫واصبح الحجاج واليا على العراق وجمع له العراقين اي الكوفة والبصرة‬ ‫وهو الذي بنى مدينة " واسط " لتوسطها بين الكوفة والبصرة واتخذها‬ ‫مقرا له ويقال انه في نهاية حكمه جمع اهل العراق وخطب فيهم قائال "‬ ‫جئتكم قبل عشرين عاما وكانت لي لمة مثل لمة االسد داللة على كثافة شعر‬ ‫رأسه وخلع العمامة فاذا به اصلع ولقد اذهبتم بشعر رأسي ولم تبق منه‬ ‫ولو شعرة واحدة ‪ ...‬ماذا افعل بكم اكثر مما فعلت ‪...‬الى اخر الخطبة‬ ‫والدليل انه حتى الحجاج فشل في تطويع العراقيين في نهاية االمر ‪. .‬‬ ‫واﻵن نسمع من يقول انه ال ينفع مع العراقيين اال حجاجا شيعيا وتطور‬ ‫االمر الى ان نسمع من الشيعة انفسهم انهم باتوا يريدون " صداما شيعيا‬ ‫" ولم نسمع من احد منهم قوله مثال ال ينفع مع العراق اال علي بن ابي‬ ‫طالب ! رغم انهم يحبونه حبا جما الى حد التأليه ‪ ...‬يا ترى هل فشل علي‬ ‫بن ابي طالب في عهده فيما نجح فيه الحجاج وهل كان الحجاج بن يوسف‬ ‫الثقفي هو المقصود في دعاء االمام علي بن ابي طالب الذي كان يدعو به‬ ‫على اهل العراق بعد ان اذاقوه األمرين بحيث دعا عليهم " اللهم سلط عليهم‬ ‫غالم ثقيف " ؟!‬ ‫انه لمن المفارقة ان اجدادنا كانوا يترحمون على الحجاج وها نحن اﻵن‬ ‫اصبح الكثير منا يترحم على صنو الحجاج وهو صدام ! يا ترى اين يكمن‬ ‫الخلل ؟‬ ‫الغاية من الموضوع هو الى متى نظل نعول على االشخاص وخاصة الذين‬ ‫يسوسون الناس بالنار والحديد وكأننا عبيد ال نؤدب اال بالسياط ؟! أما آن‬ ‫األوان ألخذ العبرة من التاريخ البعيد والقريب وااللتفات الى بناء مؤسسات‬ ‫دولة ونظم حكم تغنينا عن عدالة فالن وظلم عالن‬

‫‪87‬‬


Magazine ‫الووو‬

Rose du baron Culturel Leterature Artestique

‫ألرسال النصوص‬ tzozo000@gmail.com|

88

‫موقع الويب للمجلة‬ /https://magazineflowerbaron.wordpress.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.