مجلة عدد 27

Page 1

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني‬

‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫عدد ‪27‬‬


‫هيئة حترير جملة‬ ‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬ ‫مستشار اجمللة‬ ‫د‪ .‬امحد ميسر‬ ‫املحررون‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫احمد محمد عيس ى‬ ‫مصر‬

‫هادية قصبة فرحات‬

‫شريف العرفاوي‬

‫الجزائر‬

‫تونس‬


‫مقال افتتاحي‬ ‫اجليش االلكرتوني‬ ‫حتت عنوان‬ ‫رأي الشارع االفرتاضي‬ ‫بقلم الشاعر البارون األخري ‪ /‬حممود صالح الدين‬

‫جيش الكتروني كلمة مبالغ به نوعا ما وحكاية التجييش على الشبكة العنكبوتية‬ ‫امر من وحي الخيال ذهب به بعض املفكرين لتبرير الفشل في الحياة واجاد شماعه‬ ‫جديدة للتعليق عليه ما يعاني منه املجتمع وقد يقول البعض ان هذا ليس صحيح‬ ‫كما أقول كما حصل في االحداث في مصر يكون الرد هو انما حصل في مصر‬ ‫التجييش كان قناع فقط ال اكثر لعمليات استخباراتية ألسقاط النظام ال اكثر‬ ‫والدليل ان لو كان هناك تجييش لفكر معين وهو ما أعلن عنه أيام الثورة لم‬ ‫كانت مصر تعاني والبلدان األخرى اما لو اردنا تصنيف هذا الذي يحدث هو راي‬ ‫من ال راي لهم فقط اتباع ‪ ،‬غسلت عقولهم في نظريات مغلوطه وتراكمات الزمن‬ ‫والتاريخ والفطرة التي بني االنسان عليه ومن هنا تنطلق مصطلح ( الشارع‬ ‫االفتراض ي) الذي نحن بصدد الحديث عنه وانا لهذا ال انكر نظريات العمل املنظم‬ ‫في إدارة هذا الشارع ولكن ليس لدرجة تجييش الجيوش االلكترونية انما هي عملية‬ ‫ثرثرة في مقهى االلكتروني يتبدل البعض اآلراء لينتهي الجدال النهايات املعتادة في‬ ‫مثل هذا الحوارات مثل الشجار والسب ولو كانت الشبكة توفر خدمة القتال لم‬ ‫تأخر عنه احد وهنا استثني النخبة الحقيقية من هذا الكالم ألنني ملست بعض‬ ‫األفكار التي تدعو لبناء املجتمع بقواعد سليمة وتوظف الشبكة لهذا وهنا ليس‬ ‫هناك قواعد في الشارع االفتراض ي الن الشارع الحقيقي ليس له قواعد االن وهذا‬ ‫يعكس على اآلراء واألفكار املطروحة وتصل بعض األحيان لدرجة التفاهات وقد‬ ‫ينزعج البعض منه غير مدرك نظرية الشارع االفتراض ي وما له وما عليه وهنا يأتي‬

‫‪1‬‬


‫دور التثقيف واجاد قواعد نحن من نضعه ونعمل به وإقناع الناس بهذا الن هذا‬ ‫واجب املثقف في الشارع وليس املثقف الذي يحتمي باملحيط االكاديمي ليصنع له‬ ‫صومعه بحجة انه فوق مستوى الشارع هذا أيضا فكر مغلوط الن الثقافة ليس‬ ‫حكر الحد وال فيه جلب شهادة انما هي قراء وعمل في مضمار الحياة ال استنتاج‬ ‫املفاهيم التي تدل على الثقافة وليس هذا الذي نحن بصدد الحديث عنه ‪ ،‬انما‬ ‫اريد الحديث عن ما يحدث في الشارع االفتراض ي وكيفية التميز بهذا املكان وهو‬ ‫اجاد لك فكر يعمل بروح الجماعة للوصول للهدف املنشود من خالل طروحات‬ ‫انت تقدمه وتعمل عليه للنهوض باملجتمع من خالل هذه النافذة وإبراز مهارتك في‬ ‫إيصال الفكر الذي تحمله للمجتمع من خالل ادرك املفاهيم للشارع العام‬ ‫الحقيقي واالفتراض ي وليس هناك اختلف فيه سوى انك تكلم شخص ال تراه ‪ ،‬وال‬ ‫يهمك ان لم يلتف حولك احد فاذا اقنعت شخص واحد فقط انت منتصر ويكفي‬ ‫هذا فحسب رأي الن هذا الشخص بالغد سوف يكون له عائلة يطعمهم من ما‬ ‫زرعت انت وعلم ان الحضارات بنية ليس في سنه او سنتين كما يتصور البعض‬ ‫فالحضارة اصلها كلمة قال احدهم وعمل به اخر واحبه الناس بعدها تبنى‬ ‫الحضارة ‪ ...‬وهللا ولي التوفيق‬

‫‪2‬‬


‫قراءات‬ ‫قرية االرجبية يف املوصل ‪..‬أقدم قرية زراعية يف العامل‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ متمرس ‪-‬جامعة املوصل‬ ‫قرية االربجية ‪ ،‬سألني عنها أحد األصدقاء‬ ‫وقال‬

‫ارجو ان تكتب عنها فقلت له‬

‫قبل بضعة أيام تحدثت عنها امام فريق‬ ‫وكالة‬ ‫ايزابيل‬

‫رويترز االعالمي‬

‫واإلعالمية‬

‫وكان الحديث عن الرواية‬

‫البريطانية البوليسية‬

‫اجاثا كريستي‬

‫التي عاشت فيها أي في قرية االربجية وتزوجت زوجها اآلثاري الشهير ماكس ما لوان‬ ‫عندما كان ينقب فيها سنة ‪ 1933‬وفيها تعرفت عليه وتزوجا ‪.‬‬ ‫وقلت له ان االربجية ومعناها بالتركمانية رجال الشعير أو من يزرع الشعير ويبيعه‬ ‫وهناك من يقول انها اي الكلمة تركمانية تتكون من مقطعين اربه اي الشعير وجيه‬ ‫اي املنطقة (اي منطقه الشعير ) وهي اقدم قرية زراعية ليس في العراق وانما في‬ ‫العالم قاطبة ؛ ففيها عرف االنسان القديم الزراعة زراعة الشعير والحنطة ‪..‬‬ ‫واضفت انها ال تبعد عن دار سكني االن في حي النور سوى أقل من كيلو متر واحد‬ ‫‪ ،‬وانها االن تقع في حي القادسية الثانية وهي تقع في شرقي مدينة املوصل وعلى بعد‬ ‫بضعة اميال من مركز املوصل في باب الطوب وفيها تل اثري يعرف بتل االربجية ‪.‬‬ ‫وقد كتب عنها االستاذ جمال بابان في كتابه ( أصول أسماء املدن واملواقع العراقية‬ ‫) الجزء االول وقال انه في سنة ‪ 1933‬جرت فيها تنقيبات وخاصة في تل االربجية‬ ‫وقامت بالتنقيب بعثة اثرية بريطانية برئاسة ماكس ما لوان واسفرت التنقيبات‬ ‫عن حقيقة رائعة وهي ان القرية تقوم في موضع هذا التل ـ وانها اقدم قرية زراعية‬

‫‪3‬‬


‫في العالم ‪ .‬وقد عاشت هذه القرية في نهاية االلف السادس قبل امليالد ولكنها‬ ‫استمرت حتى اواخر عصر العبيد والدليل على ذلك يعتمد على وجود فخاريات‬ ‫من عصر العبيد في الطبقات ‪ 1-4‬وعلى وجود مسمار فخاري يكثر وجوده بين اثار‬ ‫عصر العبيد في املواقع االثارية في جنوب العراق كما يقول اآلثاري ماكس ما لوان‬ ‫‪ Mallowan‬في كتابه مع روس ‪ Rose‬واملوسوم ‪Excavation at Tell :‬‬ ‫‪Arpchiyah-IRAQ-1935‬‬ ‫وقد كتب عنها ماكس مالوان في مذكراته التي ترجمت الى العربية ‪ .‬كما كتب عنها‬ ‫االستاذان بشير فرنسيس وكوركيس عواد في املجلة االثارية العراقية الشهيرة‬ ‫(سومر )وفي العدد (‪ ) 17‬سنة ‪ 1961‬وعلى الصفحة (‪ ) 44‬وقاال ‪ :‬ان موقع قرية‬ ‫االربجية كان آهال بالسكان وهؤالء السكان إمتهنوا الزراعة وتربية املواش ي وصنع‬ ‫الفخار وقد كشفت فيها البعثة البريطانية نحوا من عشرة أدوار مختلفة للسكن‬ ‫الواحدة فوق االخرى ‪.‬‬

‫وفي الحقيقة ال نعلم االسم القديم لقرية االربجية فما يزال االسم مجهوال عند‬ ‫العلماء اآلثاريين ‪.‬‬ ‫لكن مما ينبغي ذكره ان اآلثاري ماكس ما لوان اكتشف فيها اوان فخارية مما يدل‬ ‫على انها كانت مكانا ومركزا مهما لصناعة الفخار والريب ان االثار املكتشفة في هذا‬

‫‪4‬‬


‫املوضع تمثل لنا صورة زاهية لحضارة عراقية زاهية غابرة ترجع الى حقبة كان‬ ‫االنسان في بدء خروجه من العصر الحجري ‪.‬‬ ‫لقد وجدت في االربجية دور مشيدة باللبن ‪ ..‬كما لوحظ ان شوارعها كانت مبلطة‬ ‫بالحجارة وان اواني الفخار التي اكتشفت فيها من الفخار كانت مزينة بشتى النقوش‬ ‫ومختلف االلوان وبدقة فائقة ‪.‬‬ ‫عمل في التنقيب في هذه القرية االثاري البريطاني ماكس مالوان سنة ‪ 1933‬وقد‬ ‫ذكر الدكتور بهنام ابو الصوف في الفصل الذي كتبه في (موسوعة حضارة العراق‬ ‫) بغداد ‪ 1985‬ان ماكس مالوان انتقل من اور ‪ -‬الناصرية حيث كان يعمل مساعدا‬ ‫ل(وولي ) الى االربجية ‪ ،‬وهي موقع صغير يبعد قليال الى الشرق من نينوى العاصمة‬ ‫االشورية فيما بعد تغطي سطحه وسفوحه كسرات من فخاريات حلف امللونة ‪.‬وقد‬ ‫اراد مالوان من حفره في حفره في هذا املوقع التحقق من عائدية انواع فخاريات‬ ‫حلف امللونة وتسلسل تواجدها الزمني في طبقات متعاقبة نتيجة تنقيبات علمية‬ ‫دقيقة بموقع جديد بعد ان ظهرت انواع منها ممزوجة مع فخاريات سامراء في‬ ‫اسفل حفرة الجص في قوينجق وقبلها اكتشف من قبل البارون ماكس فون اوبنهايم‬ ‫بشكل عرض ي في تل حلف (كوزانا ) على الفرات في شمال سوريا ‪.‬‬ ‫وقد علق احد االصدقاء من قرية االربجية وهو ابو منتظر الحمداني على مسودة‬ ‫مقالي هذا فقال ‪":‬عندي اضافتين اولها أنه بعد انتهاء عملية التنقيب سنة ‪1933‬‬ ‫اجري سباق ضاحية من تل قوينجق مرورا بالخوصر وإلى موفع العمل والفائز‬ ‫األول تم منحه هدية عباره عن بقرة والثاني خروف والثالث ‪ 100‬بيضة على ما‬ ‫اعتقد ‪.‬واملالحظة الثانية ان العالم األثار ي ما لوان استرخص من صاحب االرض‬ ‫القريبة من املوقع لكي يضع املخيم واسمه عبدالرحمن آغا ومازال أحفاده موجودين‬ ‫لحد االن "‬ ‫اما الدكتور تقي الدباغ فقد كتب عن االربجية في الفصل الذي كتبه في كتاب‬ ‫( الثورة الزراعية والقرى االولى في‬ ‫(حضارة العراق ) الجزء االول بعنوان‬

‫‪5‬‬


‫العراق ) وقال ان قرية االربجية من اقدم القرى الزراعية في العالم وهي نفسها‬ ‫(تبة رشوة ) وقد اكتشف تل االربجية االثاري في سنة ‪ 1928‬وفي سنة ‪ 1933‬نقبت‬ ‫فيه البعثة البريطانية كما نقبت فيه سنة ‪ 1971‬بعثة عراقية وتثير االواني الفخارية‬ ‫التي اكتشفت في االربجية االهتمام لروعتها وانتظام شكلها وجمال زخارفها وفيها‬ ‫القدور والصحون واالطباق واالقداح والجرار واالباريق ‪.‬اما الزخارف فهي ذات‬ ‫اشكال متناسقة كالنقوش الهندسية والنباتية والحيوانية مثل االزهار واوراق النبات‬ ‫والشجيرات والطيور واالفاعي والغوالن ورؤس الثيران وبعدة الوان ‪.‬وتشير سعة‬ ‫القرية التي اكتشفت بقاياها في تل االربجية الى تقدم قرى الفالحين من حيث‬ ‫التنظيم واساليب البناء واصبحت االربجية بفضل ذلك اقرب ما تكون الى مدينة‬ ‫صغيرة نقدم فيها بناء البيوت بيوت السكن وترتيبها في شوارع مبلطة باألحجار‬ ‫الطبيعية ‪.‬‬ ‫ومع ان الطين بقي املادة الشائعة في بناء البيوت اال انه ظهر كذلك استعمال اللبن‬ ‫‪.‬وفي االربجية اكتشفت عشرة مبان من االبنية املدورة التي اكتشف مثلها في قبرص‬ ‫وكريت ‪.‬ويبلغ قطر هذه املبان ما بين خمسة ونصف متر وسبعة امتار وهي مشيدة‬ ‫من الطين على اسس من الحجارة على هيئة خاليا نحل ‪ ،‬ويظن انها كانت تسقف‬ ‫معقودة ‪ ،‬ووجد للبعض منها مدخل امام البناء بشكل حجرة مستطيلة ‪.‬‬ ‫ويعتقد األثريون العراقيون ان بعض املباني املوجودة في مركز قرية االربجية نوعا‬ ‫من املعابد الدينية او دواوين الستقبال الضيوف ‪ .‬ووجد ايضا في قرية االربجية‬ ‫فضال عن الفخار واملباني السكنية االت وادوات زراعية وبقايا حيوانات مدجنة‬ ‫تدل على ان اهل القرية عرفوا الزراعة وتدجين الحيوانات ومها االغنام واملاعز‬ ‫واملاشية ومارسوا الزراعة والرعي كما وجدت ايضا انواع جيدة من القالئد والتمائم‬ ‫الحجرية واالقراص الحجرية الصغيرة واملزخرفة بخطوط مستقيمة او متقاطعة‬ ‫كانت تستخدم كسدادات طينية للجرار واالواني الفخارية املنزلية التي تحفظ فيها‬ ‫الدهون او الزيوت كما وجدت رؤوس عص ي حجرية ودمى حجرية وتماثيل بشرية‬ ‫لإللهة األم التي صنعت بصورة امرأة بدينة تضع يديها على ثدييها وجسمها مزين‬

‫‪6‬‬


‫بخطوط ونقط يظن انها نوع من الوشم ‪ .‬ووجدت في القرية ايضا مجموعة من‬ ‫املغازل واملخاريط وكرات املقالع الطينية واغلب اآلالت واالدوات اعدت من حجر‬ ‫الصوان او الزجاج البركاني وقد دفن اهل القرية موتاهم البالغين في القبور ودفنوا‬ ‫االطفال في جرار فخارية ‪.‬‬ ‫وايا كان االمر فإن اختبار كربون ‪ 14‬اكد ان قرية االربجية تعود الى نحو ‪5077‬‬ ‫سنة مضت ‪.‬‬ ‫حقا انني محظوظ فأنا اعيش في قلب التاريخ في العراق وفي املوصل وعلى مقربة‬ ‫من اقدم القرى الزراعية في العالم وهذا مما يجعلنا ‪-‬حقا ‪ -‬أشعر بالفخر وانا‬ ‫اتنسم عبق التاريخ وعبق الحضارة االنسانية التي توافد للكشف عنها عدد كبير‬ ‫من الباحثين واملؤرخين واآلثاريين ومن مختلف دول العالم ومما كشف في هذه‬ ‫املواقع ومنها االربجية والنمرود واور ونينوى وبابل تمأل متاحف العالم وكلها تومئ‬ ‫الى العراق انه حقا كما قال ويكرام احد الرحالة واملبشرين اإلنكليز‬ ‫(مهد البشرية ) ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫األديب هايل املذابي وإنطاق املسكوت عنه يف "سفر‬ ‫احلديقة "‬ ‫قراءة‬ ‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫استهالل‬ ‫حينما ترفض االستبداد بكل أشكاله ‪ ،‬وتأبى الذل‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬وتتمرد ‪،‬وتقاوم ‪،‬وال تثق حتى بعبير وردة ‪ ،‬حتما‬ ‫سيسكنك الوعي املتألم وتعجز عن مسك الواقع‬ ‫واملوضوعية‪.‬‬ ‫وحين يسيطر على الخطاب العام خطاب الهامش‬ ‫واملسكوت عنه ‪ ،‬في مجتمع تتنازعه في تكوينه‬ ‫ُ‬ ‫الثنائية ‪ ،‬مع تأثير ثقافي كبير لثقافة راكزة ومهيمنة بفعل التاريخ والحضارة القديمة‬ ‫‪..‬عندها ستشعر أن قلبك تسكنه ملكة الورود وال تدفع لك اإليجار ومنها تدخل بطرح‬ ‫ُّ‬ ‫أسئلة شائكة ومتشابكة داخل اإلطار الكلي ألزمة الحداثة وأزمة الوعي الثقافي حتى ُيخرج‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫بسفر الحقيقة‪ ،‬ويطلق لك حارس‬ ‫الليلك من األرض املوات‪ ،‬ويمزج بالرغبة ِسفر الحديقة ِ‬ ‫املعنى طيور التفكير في أسفار الزمان ‪..‬‬ ‫عندها وعلى مدارج الالوعي يتحول بنا التفكير نحو الخطاب الوجودي باعتباره فعال ّية‬ ‫إنتاجية يعكس لنا الرؤيا ‪،‬وتظهر أمام أعيننا تفاحة املشتهى عبر حلم وردي يجعلنا نصافح‬ ‫بمنتهى الدهشة قول هيغل ‪ " :‬الحقيقة هي الكل ‪ ،‬ولكن الكل مثل الجوهر في عملية تحقيقه‬ ‫وانتهائه بواسطة تطوره "‪.‬‬ ‫و عليه يتجلى السؤال في رصد ما وراء الواقع ‪ :‬وجود هذا الجوهر في أعماق الالوعي هل‬ ‫يحد من صراع الضدين في النفس البشرية ؟‬

‫‪8‬‬


‫ْ‬ ‫" ِسفر الحديقة "‬ ‫ُ‬ ‫لهايل املذابي ‪ ،‬الذي حاول العمل على إعمال عقل املتلقي بلغة حوارية تماثل الحقيقة‬ ‫في ُمحاولته الوصول إلى الحدود الفاصلة في تدبير وتصوير أشكال املمانعة واملقاطعة‬ ‫والتجاوز في قراءة الواقع املعاش ‪،‬ويتمثلها في عرض عذابات شخصية ألفراد يعيشون في‬ ‫املجتمع على طريقتهم‬ ‫ّ ُ‬ ‫تحضرت لتناول وجبة‬ ‫لذلك ‪ ،‬عندما طالعني " ِسفر الحديقة " لألستاذ هايل علي املذابي‪،‬‬ ‫غنية بالفلسفة والرموز العميقة‪ّ ،‬‬ ‫دسمة من الثقافة السمعية والبصرية ‪ّ ،‬‬ ‫مشبعة بكل أنواع‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫العطور املستخلصة من زيوت عطرية معتقة‪ ،‬والعابقة برائحة السوسن والليلك والنرجس‬ ‫وزهرة الصبار‪ ،‬ليأتي التوازن املائي و معجزة الوالدة من جديد عبر عباد الشمس و رشة‬ ‫ّ‬ ‫إبداع من ماء الورد يتقن املذابي تقديرها بالكم بدقة متناهية ‪ ،‬وبعدها …لك أن تتمتع‬ ‫برائحة لن تنسيك األيام رائحتها…ليداهمك شعور الكاتب ‪:‬أن "مصير الحر مرهون برؤية‬ ‫َ‬ ‫البنفسجة "‪ ..‬و يتوازى القول ‪" :‬ال أحد يحب َ‬ ‫قيوده‪ ،‬ولو كانت من ذهب"‪.‬‬ ‫مجموعة من األدلة‪:‬‬ ‫يتشكل املعنى الرمزي والسيميائي للقصة القصيرة من طبيعة وحساسية ورؤية وفضاء‬ ‫وأنموذج السرد الذي تتكشف عبره داللية القصة القصيرة‪،‬و يدرك جيدا املذابي أن القيمة‬ ‫السيميائية تكمن في العالقة القائمة بين الدال واملدلول ‪،‬وال تقوم على علة من العلل‬ ‫املنطقية أو الطبيعية ‪،‬إنما بنظام القصة القصيرة جدا وبنيتها الخاصة جدا ‪،‬التي تحمل‬ ‫التيمة على جنح تشكيل ّ‬ ‫مرمز قصدي مترابط ‪،‬بوسائل لغوية بالغية صرفة قابلة للفهم‬ ‫والقراءة والتأويل‪ ..‬ولذلك بنى املذابي نصه على عقدية الرمز ‪،‬كي ينجز تعدد التأويل‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬ويدخل القارئ حديقة خلف حقيقته‪ ،‬ويحقق للقارئ مقوالت بارت (موت الكاتب ‪،‬‬ ‫هسهسة اللغة ‪،‬تفجير النص ولذته )‪ ..‬ويمكننا أن نرى حاشية حضور املؤلف كانت رهنا‬ ‫بحروف ‪ /‬بزهور سفر الحديقة وهي محاولة جادة من املؤلف العودة إلى املنبع األول ‪،‬وإقامة‬ ‫مداميك ملحاربة الظلم ‪،‬وفي العقل الباطن إعادة ترتيب أسئلة املثقف القاص في مجتمعه‬ ‫ورسالته املرتبطة بالتعاطف مع املهمش واملظلوم واملقهور ‪ ،‬وذلك باستحضار رائحة‬ ‫الزهور كي يعطي الخطاب مسارا مختلفا في استحضار املاض ي إلى الحاضر وقراءة الواقع ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫لنقف خلف نوافذ الرؤيا وندرك مع "جاك دريدا "‪ :‬بأن الفهم هو إعادة بناء الداللة‬ ‫القصدية للنص ‪ ،‬ولذلك علينا االهتمام بما وراء النص وإنطاق املسكوت عنه في "سفر‬ ‫الحديقة "‪.‬‬ ‫هنا يتجذر في الالوعي الجمعي شعور بالخوف وبالعجز وبالعبثية ‪ ،‬هذا جعلني أمارس لعبة‬ ‫التجاهل والتحايل في عزل الكاتب واالستطرادات اللغوية الكتشاف "لذة النص" فيما حواه‬ ‫من سنن ورموز وإشارات يكاد أمرها مكشوفا بسبب االرتباطات املباحة لعناصر التأويل‬ ‫‪..‬وهو بذلك يقدم تصويرا ماديا للغة باعتبارها انعكاسا للمحيط ‪.‬‬ ‫وبأفكاره املتناسقة واتجاهاته ومبادئه الواضحة يحيلنا األديب الباحث هايل علي املذابي‬ ‫ْ‬ ‫عبر " ِسفر الحديقة " إلى مجموعة قصص قصيرة قضايا وجودية‪ ،‬ويغوص بنا في مكنونات‬ ‫النفس البشرية حتى العمق‪ ،‬فهو يفلسف الحدث ويتدخل في تفاصيله‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويحفز في منطقة‬ ‫َّأول ما يثير قارئ أي كتاب هو عنوانه‪ ،‬ألنه يستجمع مختلف مكوناته‪،‬‬ ‫القراءة شهوة التأويل ‪،‬ويسعى ليكون داال على مختلف عوامله‪ ،‬وفي داللته العامة على ما‬ ‫يتضمنه من أبواب وفصول‪ ،‬وما تحمله من قضايا وأفكار تتطابق مع ما يوحي به أو يومئ‬ ‫إليه‪.‬‬ ‫ويعرف ليو هويك (‪)leo Hoek‬العنوان على النحو التالي‪ ":‬مجموعة من األدلة ‪ ...‬التي‬ ‫يمكن أن تثبت في مقدمة نص لتعينه‪ ،‬وبيان محتواه الشامل‪ ،‬وإغراء الجمهور املستهدف‪".‬‬ ‫وألن العالمة عند "سوسير "‪ :‬اتحاد ال ينفصل بين دال ومدلول والدال تصور سمعي يتشكل‬ ‫من سلسلة صوتية يتلقاها املستمع وتستدعي إلى ذهنه تصورا ذهنيا مفهوما هو املدلول‬ ‫"‪.‬جاءت النصوص "الدليل لكل من مأل اليأس قلوبهم أن اإلحسان لوردة هو قمة التغيير‬ ‫في حياة املرء‪،‬وبرزخ انتقال إلى عوالم املحبة األبدية ‪،‬ومبعث يستحق الحياة من أجله‪..‬ص‪-‬‬ ‫‪41‬‬ ‫لكن عندما يسكنه الضوء ‪،‬وتسكنهم عتمة ‪ ..‬فهل ُ‬ ‫سي َه ّ ِربون عتمتهم إلى ضوئه ‪،‬أم س ُي َه ّ ِر ُب‬ ‫ضوءهم إلى عتمتهم‪!..‬؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحثنا تساؤالت الكاتب على التفكير في األدلة والزمان‪ ،‬أم أن الزمان يتعذر التفكير فيه‬ ‫قبل إدراك الفرق بين الخطيئة والحقيقة والحديقة؟‬

‫‪10‬‬


‫هل هو هروب بأقنعة الزهور من حقيقة الذات إلى إدانة كائنات صنعها الالوعي في مصانع‬ ‫العطور الزائفة ؟‬ ‫وقد نفلح كما قد أفلح (بارت ) حين قال ‪ ":‬إن فصل النص عن ماضيه ومستقبله ‪،‬يجعله‬ ‫نصا عقيما ‪ ،‬ال خصوبة فيه ‪ ،‬أي أنه نص بل ظل ‪".‬‬ ‫في هذا السياق يبدو لنا النص املذابي كظل ثابت من القيم تتسم بالترابط والتواصل‬ ‫‪،‬و أن املاض ي ال ينفصل عن املستقبل فهذا التعدد بتصنيف املبنى وتنسيق املعنى يقود‬ ‫إلى حركة ال تبتغي التوقف وال تقبل السكونية‪ ،‬تعطي طرفا من القول وتفتح بابا واسعا‬ ‫لتعدد ال يحد في تنوع معاينة التي ال تقبل االختزال‪.‬‬ ‫لذلك ‪،‬لن نقف عن البحث ‪ ،‬ولن نتمكن من الكشف ‪،‬ولن نتسرع الوصول إلى أفق‬ ‫الكينونة أو استشراف القواسم املشتركة بين معنى الحقيقة والحديقة و لكن علينا‬ ‫املحاولة واالستفادة من تجربة هيجل‪ :‬الحقيقة النهائية تتكشف شيئا فشيئا من خالل‬ ‫تطور تاريخ األفكار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فهل الزمان هو العدم ذاته‪ ،‬أي أن الزمان والعدم هما الش يء ذاته؟‬ ‫نواة املجموعة‪:‬‬ ‫ال يتجلى الزمان بوصفه معنى إال في أفق كينونة إنسانية يقظة تخط لذاتها مشروعا ز ًّ‬ ‫مانيا‬ ‫أو تار ًّ‬ ‫يخيا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وهذا ما جعل الكاتب يعنون مجموعته القصصية ب" ِسفر الحديقة "‪ ،‬كمعرض أزهار و أ‬ ‫فكار و كمقطع استهاللي يشكل نواة املجموعة ويبين تمفصالتها األساسية وطفولتها املدهشة‬ ‫كالتوليب ‪.‬‬ ‫وانبجاس الشاهد املمانع من ضلع الحقيقة حجة مضيئة على موهبة الكاتب إذ يقول‬ ‫‪" :‬من أين لألمل أن ينبجس لوال ضلع اليأس الذي ينسلخ منه ‪،‬كما ينسلخ النهار من ضلع‬ ‫الليل ‪ ،‬تماما مثلما انسلخت التوليب من ضلع لقاء أبدي‪..‬؟‪-52‬‬ ‫و رغم اليأس الذي يعشعش في قلب الوجود وفي الوقت ذاته يشكل خلخلة واستفزاز‬ ‫ْ‬ ‫السفر ‪.‬‬ ‫للقارئ‪ ،‬يجعله يقبل بنهم على قراءة هذا العمل لفك طالسيم هذا ِ‬ ‫البعد الفلسفي‪:‬‬

‫‪11‬‬


‫من هذا املنطلق العنوان "سفر الحديقة "يفصح بقوة عن موضوع املجموعة القصصية‪،‬‬ ‫املوسومة بجمالية عناوينها (حلم وردي ‪،‬الليلك ‪،‬األقحوانة ‪،‬البنفسجة ‪،‬املانوليا‪ ،‬البيلسان‬ ‫‪،‬السوسنة ‪،‬عباد الشمس ‪،‬زهرة الصبار ‪،‬التوليب ‪ ،‬النرجس ‪ ،‬الياسمين ‪ )...‬بمعنى أن األديب‬ ‫هايل املذابي يفكك التجربة القصصية الحديثة ويعيد تشكيلها وفق رؤية جديدة مشحونة‬ ‫ببعد تأملي فلسفي في أعماق كينونة اإلنسان‪ ،‬وهذا املدلول يتأكد من خالل التوغل في قراءة‬ ‫سفر الحديقة ‪.‬‬

‫لعل القاص هنا أراد االحتراز من أي قراءة غير واعية تدعي أن متن القصة تحريف لسفر‬ ‫التكوين املقدس ‪ ،‬كما أن عتبة العنوان ‪/‬هذه الرؤيا تمهد إلى املبنى املولوج فيه ينتابه ما‬ ‫ينتاب الواقع إذا أعد الحلم صياغته ‪ ،‬فالحلم الوردي ينقص ويزيد في ماهية وصور‬ ‫املوجودات ‪.‬‬ ‫تتميز لغة املذابي بكونها تتجاوز استخدام اللغة املباشرة التي تنبني على الخاصة التقريرية‬ ‫الجافة الخالية من كل رونق بالغي وجمالي‪.‬‬ ‫فاألديب يوظف في بعض األحيان تعابير قائمة على املجاز واملشابهة واستعمال الرموز‬ ‫لتشخيص األحداث واملواقف وتجسيدها ذهنيا وإيحائيا وجماليا‪.‬‬ ‫وهذا يوضح أن املذابي قد استفاد من التقنيات الغربية ‪/‬البصرية على مستوى الكتابة‬ ‫القصصية (املنولوج‪ .‬األسلوب غير املباشر الحر‪ .‬فالش باك‪ .‬استشراف املستقبل‪.)...‬إذ ال‬ ‫يكتب املذابي نصا إال وجعل له عنوانا تصنيفيا ثانيا بيانيا من حيث الرؤية السمعية‬ ‫والبصرية والشعرية ‪.‬‬ ‫وهنا في "سفر الحديقة " نجد النصوص التي كتبت بأسلوب السرد التعبيري محققة لقص‬ ‫شعري نموذجي ‪ ،‬نجدها تقدم تحت تصنيفات تجديدية من حيث البو لوفونية بتعدد‬ ‫األصوات والفسيفسائية بلغة املرايا والترادف التعبيري ‪.‬‬ ‫هكذا يمرر الكاتب أوال‪ ،‬في صمت‪ ،‬تلك املذابح البشعة التي ارتكبت في حق إنسانية اإلنسان‬ ‫بل و "ينجح" في حذلقة عجيبة و مقلقة في تنزيل مفردات فلسفته النسقية على هذا الواقع‬ ‫املأساوي‪ ،‬فتتبدى فلسفة تبريرية ال غبار على نزعتها التبريرية ‪ ،‬فأمام التسطير ‪ /‬الروح املطلق‬

‫‪12‬‬


‫‪ /‬العقل الكوني الذي يجسده سفر الحقيقة في هذه الحديقة الغنية بألوان وأنواع الزهور‪،‬‬ ‫ال مهرب إال التالش ي الفيزيقي و املعنوي حيث يقول ‪:‬‬ ‫"لم أكن أعرف معنى الحرية ‪،‬قبل أن أصادفها‪ ،‬مثلما لم يع " سبارتاكوس " وأشياعه ال"‬ ‫جالديتورات" أنهم كانوا أحرارا إال عندما صادفوا ورود الجنوب‪..‬تماما مثلما سيدرك العالم‬ ‫أن تمثال الحرية أكبر كذبة في التاريخ حين يعرف أن فرنسا أكبر مروج لثقافة الورود في‬ ‫العالم ‪"..‬ص‪4-‬‬ ‫عدم إمساكنا بمفهوم الحرية ‪ ،‬وفقدان ماهيتها‪ ،‬اسئلة عامة ومجردة‪ ،‬تضعنا اإلجابة عليها‬ ‫في مواجهة مباشرة مع حقيقة العبودية ‪.‬‬ ‫وبذلك التسطير يمهد الكاتب لتصور قديم حديث لحقيقة الحرية ‪ ،‬محدثا بذلك انتقاال‬ ‫نوعيا وموازيا من تناول مسألة الحقيقة‪/‬الخطيئة ‪ /‬في إطار معرفي إلى تناولها في سياق‬ ‫أنطولوجي‪ .‬لينتهي بنا قبل أن يبدأ إلى ما قد انتهى إليه هيدجر ‪":‬إلى أن قيمة اإلنسان‬ ‫الحقيقية تكمن في تعرضه للحقيقة وتعرضه لنورها‪ ،‬وهذه الحقيقة هي الشمس الساطعة‬ ‫ال ينظر إليها في عالقتها باملعرفة بل في عالقتها بالوجود"‪.‬‬ ‫ليعيد لنا رائحة سقراط عبر سفر الحديقة رافضا بشدة األفكار املتزمتة واملنغلقة ‪ ،‬مؤمنا‬ ‫بالحقيقة ‪/‬ومركزا على تأكيد قيم العدالة والحب والفضيلة ألنها هي املعرفة ‪،‬وأهمية‬ ‫الجدل العقالني ومعرفة الذات ‪ ،‬ألن الذين يعرفون الصواب يتصرفون دائما بطريقة‬ ‫صحيحة ‪.‬‬ ‫ويدركون أن الحرية ليست في املكان والزمان بل هي في اإلرادة ّ‬ ‫الحرة التي تعيش في ضمير‬ ‫اإلنسان ووجدانه وضميره ورؤيته ورؤياه ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫إال أن الالفت للنظر ‪،‬تعاد خالصة املعنى الفلسفية لسفر الحديقة إلى عتبة العنوان‬ ‫‪/‬الحقيقة التي يختم في هذا الوعي "تعيش هذه األزهار سنوات مديدة ‪ ،‬وعمرا طويال ‪،‬وكانت‬ ‫نعم الخلف ألبيها في الحكم ‪،‬وعرف عنها ما عرف عنه من حكمة ‪" ،‬ولعل الوحدة السردية‬ ‫االختتامية ‪ ،‬تشير إلى مغادرة املكان الضيق واالنطالق نحو املكان الواسع ‪ ،‬حيث تستطيع‬ ‫اللغة أن ّ‬ ‫تتحرر والرائحة أن تنطلق خارج سلطة الحديقة‪.‬‬ ‫وهو وإن كان رأيا ذاتيا إال أنه مثير ويدفع بك إلى لذة الكشف‪ ،‬فتعيد القراءة مرة ومرة حتى‬ ‫تخرج بنتيجة منطقية‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫خالصة املعنى ‪:‬‬ ‫يطاوع "املذابي " الواقع والخيال والتاريخ واالسطوري فيرسم دنياوات مختلفة غير قابلة‬ ‫للتدجين‪ ،‬لها رؤيتها الخاصة املنفتحة على مسارات الشعر والحكاية‪ ،‬وتشكيل اللغة‬ ‫األسطورية في املدار ضمن الفراغ املسكوت عنه في سفر الحديقة ‪.‬‬ ‫ويعيد " املذابي "بفعل ذلك غرس جذوره ويحدد من جديد مكان ذلك الغرس ‪ ،‬إنه يرمي‬ ‫في املاض ي بكل ما يفلت من إدراكه في الحاضر ‪ ،‬أن التاريخ هو مأوى اإلنسان وهو مصدر‬ ‫تعدد وجوهه ووجوده لتبدو املالمح الفلسفية في هذه الحديقة وتمثل إبداع كاتبنا ‪،‬‬ ‫فكانت املجموعة حقيقة أسفار‪ ،‬وتساؤالت دنيوية تنتظر إجابة إن لم تأت أبدا‪ -‬قد تأتي من‬ ‫سفر الحديقة ‪ ،‬كأسطورة نرجسية ‪ ،‬كزهرة " ليلك يكلل لي كل مريض"‪.‬‬ ‫ال شك أن الجهل ‪ ،‬املرض ‪ ،‬الوهم ‪ ،‬النرجسية كلها أمراض تسكننا ‪ ،‬فال حقيقة أبدا‪،‬‬ ‫بل ما نراه حديقة ‪/‬حقيقة إن هو إال أسفار ‪/‬أوهام بألوان أزهار مختلفة‬ ‫زرعناها ‪ /‬صنعناها في خضم صراعنا من أجل البقاء فتحولت إلى حقائق كما قال‬ ‫نيتشه ‪.‬‬ ‫ونحن بها نستعذب قيودنا التي تعصمنا إلى جدار كهف أفالطوني نرى عليه ظالل‬ ‫النجوم في ليالي السحر فنحسبها الحقيقة‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫وجهة نظر‬ ‫فراس فتحي يونس‬

‫أهم املشاكل والتحديات السياسية‬ ‫التي ستؤثر على الجانب األمني‬ ‫( محافظة نينوى ) ما بعد التحرير ‪..‬‬ ‫واحده من أهم املشاكل والتحديات السياسية ما بعد عملية تحرير محافظة نينوى‬ ‫من التنظيم االرهابي مستقبل املحافظة وكيفية إدارة املحافظة ومن هيا الجهة التي‬ ‫ستؤول اليها ادارة املحافظة من حيث ال(والءات)السياسية ‪..‬علما ان التركيبة‬ ‫السكانية للمحافظة والحدود االدارية من اصعب واعقد املحافظات العراقية ‪...‬لو‬ ‫اخذنا جانب بسيط من التركيبة السكانية فإن سكان املحافظة بحدوده اإلدارية‬ ‫املعلومة ومن ضمنها مركز املدينة (املوصل) ‪،‬يتكون من خليط سكاني متنوع ومتعدد‬ ‫(القوميات واالديان والطوائف واملذاهب )وبهذا التنوع هناك اختالف من ناحية(‬ ‫العادات والتقاليد واللغات واللهجات ) هذه االختالفات لها تأثيرها (السلبي وااليجابي‬ ‫) على املحافظة من حيث االستقطاب وخصوصا بجانبها السياس ي وقد يستغل من‬ ‫بعض االحزاب السياسية والتيارات الدينية والشخصيات السياسية املتصارعة‬ ‫للهيمنة على ادارة املحافظة إما لخدمة مصالحهم الشخصية او لخدمة دول اقليمية‬ ‫او حتى دولية ‪...‬وهذا سوف ينعكس سلبآ ويؤثر على ظاهرة عدم االستقرار السياس ي‬ ‫واالمني للمدينة ‪ ...............‬تبقى وجهة نظر تحياتي لكم‬

‫‪15‬‬


‫أدب ساخر‬

‫دوملة نيمار‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫صديقي املعقد بالغ في تفاوضه مع بائع الخضراوات على الرصيف من اجل الحصول‬ ‫على كيس بصل (خاص بالدوملة) بسعر يناسب جيبه ‪..‬البائع ما ان علم بالغاية من‬ ‫البصل وادرك اهميته في استقرار بيت صديقي اصر على طلب سعر عال جدا ‪..‬اما‬ ‫صديقي فاصر بدوره على تخفيض السعر ‪..‬وكنت انا الضحية بينهما تحت شمس‬ ‫حارقة ال ناقة لي وال جمل والدوملة ‪..‬لذلك ابتعدت عنهما قليال ال جري اتصاال ‪..‬فانتبه‬ ‫صديقي وناداني سائال ‪ :‬بمن تتصل ‪..‬‬ ‫اجبته ‪ :‬بناصر الخليفي ‪..‬‬ ‫ منو هذا‬‫هذا شخص زنكين (ثري جدا ) يكدر يحسم اية صفقة بنقوده الكثيرة ‪..‬فلعله يحسم‬‫صفقة البصل مالتك مثلما حسم صفقة نيمار ‪..‬ب ‪222‬مليون يورو‬

‫‪16‬‬


‫ومنو نيمار‬‫هذا بهارات مال دوملة ‪..‬ومال كرة القدم ‪..‬‬ ‫املدهش في االمر ان بائع الخضراوات عندما سمع حوارنا وافق مباشرة على السعر‬ ‫الذي عرضه صديقي لصفقة كيس البصل ‪..‬‬ ‫سالته ‪..‬عمو شنو اللي غير رايك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ابني انا ريالي مدريدي ‪..‬وانت هسه بشرتني باحسن خبر ‪..‬الن كان عند الريال‬ ‫عقدة من نيمار وهسه خلصنا منه ‪..‬وابتهاجا بالخبر السعيد نزلت سعر البصل…‬ ‫صديقي اللي مو رياض ي كان مثل االطرش بالدوملة ‪..‬اقصد بالزفة… شال كيس البصل‬ ‫على كتفه وصاح هللا يخلي نيمار و الريال…‬ ‫طبعا انا ما عدت اتحمل… هذا الجو الريالي الذي ‪،‬يذكرني برائحة البصل ‪..‬‬ ‫ركبت بالسيارة وتركت صديقي‪ ..‬وقلت له ساخرا ‪ :‬خلي يفيدك البصل و الريال وباريس‬ ‫سان جيرمان… والخليفي‬ ‫ومباشرة توجهت بسرعة ميس ي للبيت ‪..‬‬ ‫اما صديقي فوصل للبيت وصاير من الحرارة مثل البصلة املشوية…‬ ‫وهو يصيح ‪..‬البو الريال ‪..‬‬

‫‪17‬‬


‫إفالطون ‪ ...‬ملن ال يعرفه‬ ‫يشار نديم‬ ‫بعد البحث والتحري تبين أن إفالطون‬ ‫ليس يونانيا كما يدعي املستشرقون‬ ‫الذين يزيفون التاريخ ويشوهونه‬ ‫فإفالطون رجل من املوصل ومن‬ ‫عائلة موصلية عريقة كان جده يبيع‬ ‫جبن العرب في منطقة امليدان‪ ،‬وال تزال دكانه شاخصة تتحدى األزمات وأبوه من‬ ‫أعيان املوصل عمل جابيا في مصلحة نقل الركاب ‪ ،‬ثم تدرج في املناصب حتى صار‬ ‫مديرا للمركز الدولي للبحوث وللدراسات املختصة باألنسنة‪ ،‬أما إفالطون فقد أصدر‬ ‫جريدة ثقافية أدبية رياضية جامعة ثم نال شهادة الدكتوراه من جامعة ماساشيو‬ ‫تس الصينية وقيل أنه تعلم الفلسفة منهم ‪ ،‬كما أنه نقل إلينا مهنة التداوي باإلبر‬ ‫الصينية ‪ ،‬وكتب عشرات الكتب في الفلسفة وقيل إنه استلهم معظم أفكاره بين‬ ‫جنبات جايخانة الشرق في السرجخانة حيث ألحان أم كلثوم والعبي الدومينة‬ ‫والطاولي ‪ ،‬وتتمحور فلسفته في جعل مركز املدينة بما فيها من عربات لبيع الخس‬ ‫والباذنجان ومحالت لبيع عجينة الفالفل الجاهزة وشربت الزبيب املطعم بالكافور‬ ‫والنعناع مدينة خيالية يهرع إليها عمالقة االقتصاد والفن ‪ ،‬وقيل إنه اختصر مدينته‬ ‫في عربة تتجول أسماها عربة إفالطون‪ .‬نسيت أن اقول لكم أن إفالطون بكسر الهمزة‬ ‫غير أفالطون بفتحها وبين كسرالهمزة وفتحها تطير الرؤوس وتنثلم الفؤوس‬

‫‪18‬‬


‫أقدم مولد كهرباء يف التاريخ‬ ‫حسام الطحان‬

‫تقول الدراسات المسمارية ان العراقيين اول من استخدموا المولدة الكهربائية‬ ‫وكان ذلك في عهد الملك سرجون االكدي ‪ ،‬وكان سرجون يعطي لكل بيت ‪4‬‬ ‫أمبيرات مقابل ‪ 7000‬دينار لالمبير الواحد وظل سعر التشغيل هذا على حاله حتى‬ ‫مساء هذا اليوم ‪ ،‬علما ان التشغيل كان يبدأ في الساعة الثانية ظهرا بتوقيت اكد‬ ‫واور ‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1996‬اضطر العراقيون للعودة الى املولدات ثانية ‪ ،‬وفي منطقة وادي حجر‬ ‫كان ( ع ) اول من نصب مولدة في املنطقة وكان يجمع االشتراكات بنفسه اذ كان‬ ‫يذهب الى املشتركين ‪ ،‬قبل ان تصبح ألصحاب املولدات ادارة وحسابات ويأتي‬

‫‪19‬‬


‫املشتركون ليسددوا ما بذمتهم ‪ ،‬ع هذا لم يكن صاحب املولدة بل كان مسؤوال‬ ‫عنها واملولدة الحد امليسورين من اصدقائه الن ع كان ( حافي وميت من جوعه‬ ‫وكان متدين يلبس عقجين ) ‪ ،‬بعد مدة اصبح ع شريكا في املولدة ‪ ،‬ثم اشتراها‬ ‫لنفسه وهكذا في بضع سنين اصبح يملك ‪ 5‬مولدات ‪.‬‬ ‫جاءني ع ذات يوم لجمع االشتراك فطلب مني ان احضر اشتراك الصالون النسائي‬ ‫املقابل لألستوديو ألنه حسب رأيه الديني ان صاحبة الصالون فاجرة وفاسقة‬ ‫والعياذ باهلل ‪ ،‬وكانت فرصة طيبة لي ان اسلم على الجميلة صاحبة القامة الطويلة‬ ‫الشامخة واللكنة السورية السيدة اكرام ‪.‬‬ ‫قال ع ذات يوم في بداية صعوده نحو املال واملجد ‪ :‬بس هللا ينطيني اال اتزوج ‪،‬‬ ‫فاعطاه هللا فتقدم للزواج من شابة بعمر ابنته خفيفة لعوبة ‪ ،‬وحين علمت‬ ‫زوجته باالمر طردته من البيت وقالت ‪ :‬تحملت معاك الضيم والفقر وااليجارات‬ ‫وهسة من هللا انطاك تتزوج عليا وهللا اشعل اهل اهلك ‪.‬‬ ‫طغى ع واشترى له قطعة ارض في احد االحياء الراقية وراح يبذخ في املصاريف‬ ‫على البناء فقلت له ‪ :‬مال شوية شوية على كيفك الناس تشوف وتحسد ال تبالغ‬ ‫بالصرف ‪ ،‬فقال وهللا حسام اريد ابذر تبذير ‪ ،‬اريد اطلع القهر مال ايام زمان ‪.‬‬ ‫هذا جزء من سيرة احد اصحاب املولدات احفاد سرجون االكدي ‪ ،‬هكذا بدأت‬ ‫مأساتنا مع الهة املولدات في العراق ‪ ،‬وال استبعد ان تنزل على الساحة السياسية‬ ‫كتلة جديد باسم ‪ :‬تجمع اصحاب املولدات التكنوضراط ‪ ،‬واذا حدث ذلك فمن‬ ‫دبش تشوفون وطني بعد ‪.‬‬ ‫وسالمنا الى الحاجة ام عباس ‪.‬‬ ‫وسالمتكم يا اهل الفالة واملكوار ‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫شعر‬

‫واصلت الرحلة موشوم‬

‫رحلتي‬

‫محمود الدرويش‬

‫في صفحة شرقك سطر‬ ‫هو ملح في جرح الناي‬ ‫تعلو‬ ‫يعلو‬ ‫تذبل‬ ‫يذبل‬ ‫تتهاوى أجزائك في أجزائك‬ ‫تتباهى بالوتر األول‬ ‫تسبل أوجاعك لألفق‬ ‫وعلى أشرعة بيضاء‬ ‫تكتب تاريخ األمواج‬ ‫وأجاج صمتك منهي‬ ‫تتحارب فيه األحرف تستاء‬ ‫من عود ينزف‬ ‫من فيثار يعشوشب فيه الحزن‬ ‫سلم أمرك للبرق املتنائي‬ ‫سلم أمرك لسراب الصحراء‬ ‫تاريخك يكتبه الظمأ‬ ‫تكتبه األمطار األولى‬

‫‪21‬‬


‫فواه الظالم‬ ‫الشاعرة ملياء العلوي‬ ‫في تل التبجح‬

‫يفيض نسكا وتهجدا‬

‫اله الشمس ات‬

‫انزوي ‪.....‬‬

‫يرمق برعم اخصب‬ ‫ذنوب‬

‫يروي االرض صالوات‬ ‫في هيكل الحب دعات‬

‫اقتلع من الشمس‬

‫يورق ازاهيرا مرتعي‬

‫صوت مزق الصمت‬

‫رداء‬

‫يقتات من سنفونيتي‬

‫يزهر نبضا من سواد‬

‫بقاء‪..‬‬

‫وجع يقتات‬ ‫ُ‬ ‫فتات الخبز‬

‫يا أنا‪......‬‬

‫جوهري صوت الريح‬

‫ُ‬ ‫اجاج املاء‬ ‫اجن‬

‫يدنو من عزلتي‬

‫ميثولوجيا اغريقيه‬

‫عزلتي‪.....‬‬

‫اله وسماء‬

‫سبات سرمدي‬

‫عاكفا في اليم‬

‫ينبئ بدنو الصقيع‬

‫يتزمل‬

‫اقراط امي صخب‬

‫ُبرد عطاء‬

‫مفتاح باب‬

‫مداد كلماتي سيول‬

‫يرسم الربيع ورودا‬

‫يم قاموس ي‬

‫بين جيدي ومعصمي‬

‫برزخ منجدي‬

‫خرير ماء يالزم‬ ‫االنواء ظل‬

‫قصفة السماء‬ ‫شعاع‬

‫من افواه الظالم‬ ‫يترع املوت غداة البين‬ ‫يسربل خطواتي‬ ‫بين نحري ومرقدي‬ ‫يولد ينجلي‬ ‫يأفل نجم‬ ‫يهوي وينحني‬ ‫هل اجرم العشق‬ ‫يا سادتي‬

‫‪22‬‬


‫على قيد خفقة‬ ‫نرجس _عمران‬ ‫سورية‬ ‫شارع مضرج بالحنين‬ ‫شوق ينتفض‬ ‫في ذاكرة الرصيف‬ ‫نسمات الغياب‬ ‫تجرح خد املفارق‬ ‫حيث كان الهوى‬ ‫َ‬ ‫أبواب القلوب طارق‬ ‫رجل بنكهة األحالم‬ ‫كان هنا على قيد خفقة‬ ‫أمل ‪.....‬‬ ‫وشم كتف العمر‬ ‫إنذوى اليوم قهرا على ورقة‬ ‫ال تسكن حفيف الشجر‬ ‫يخرسك الهبوب لحظة الفرقة‬ ‫كن صوت إياب في السفر‬

‫‪23‬‬


‫دونك تاهت معاني الرفقة‬ ‫ُ‬ ‫ألبس ذكراك ثوبا من حرير‬ ‫تلبسني فراشة‬ ‫لم تنجبها شرنقة‬ ‫وأطير وأعود ألطير‬ ‫بك موكبي االغنى‬ ‫ال رفعة الطبقة‬ ‫ال يعنيني بذخ‬ ‫ملك وال أمير‬ ‫ُ‬ ‫الرقة‬ ‫في‬ ‫يشة‬ ‫بت‬ ‫وكأني‬ ‫ر‬ ‫ِ‬

‫‪24‬‬


‫وضـــــى األفكـــــــــــار‬ ‫شذى االقحوان املعلم‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫العق ُل ‪..‬‬ ‫لن ت ْح َزن أ ّيها‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫من فوض ى أفكا ِر َك ‪...‬‬ ‫ْ َ َ ُ‬ ‫َوما ِزلت ت ْب َحث َع ْن‬ ‫ْأبواب‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حاو ُل فت َحها ‪..‬‬ ‫ت ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫خوم ذا ِت َك‬ ‫على ت ِ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ّ‬ ‫صور تط ِرق الذاكرة‬ ‫و‬ ‫َت ّ‬ ‫تحدى فصو َل ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫عناد َك ‪..‬‬ ‫لل إلى َع ْق َ‬ ‫َت َت َس ُ‬ ‫لك الباط ِن‬ ‫َ‬ ‫تدق ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫َو ت ُدق ‪..‬‬ ‫َ َُ َ َ ْ‬ ‫عب‬ ‫املت‬ ‫تضع رأسك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫كفيك‬ ‫في‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تحاو ُل ك ْسر ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أوهامك ‪..‬‬ ‫**‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َتل َهث ور َاء امل ْجهو ِل‬ ‫ْ‬ ‫تستجدي‬

‫ُ‬ ‫في غ ْرب ِت َك‬

‫َ‬ ‫ت ْلي ُق باإلنسان‬

‫ُحلما ‪..‬‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫تغزل ُه ن ْج َمة في ْليل‬

‫فحصا ُر َك‬

‫ْ‬ ‫لم َي ْس َم ْع ‪..‬‬ ‫َ َ‬ ‫صوت َك‬ ‫***‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الالجىء‬ ‫أنت‬

‫ّ‬ ‫َ‬ ‫عنة‬ ‫س ْرمدي الل ِ‬ ‫َ‬ ‫وأنت ْ‬ ‫شريد‬ ‫غياب‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫الشمس‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫بان‬ ‫وزحم ِة الغر ِ‬

‫بال ْ‬ ‫وطن‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫تنش ُد األمان‬

‫أنا الالجىء التائه‬

‫ّ‬ ‫لكن‬

‫في غياب شمس‬

‫أشالءك َ‬ ‫تتب ْع ُثر‬

‫االنسانية‬ ‫َ‬ ‫وأنت أخي ‪..‬‬ ‫ُْ‬ ‫ملاذا تقتلني إذا ‪..‬؟!‬ ‫ملاذا ؟ ‪ُ ..‬تحاو ُل‬ ‫ْ َ‬ ‫أن ت ْج َع َل ‪..‬‬

‫َ‬ ‫مثل أوراق تطفو‬ ‫ُ ْ‬ ‫تنقع الحرمان‬ ‫في مس ِ‬ ‫كثيرة هي الوجوه‬ ‫ْ​ْ َُ‬ ‫حاضره‬ ‫واألقنعة ُ ‪ِ ..‬‬ ‫َ‬ ‫وأنت َح ُ‬ ‫بيس الزمان‬ ‫واملكان ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تحاو ُل اكتشاف‬

‫****‬

‫مراكبي ‪..‬‬ ‫ّت ْغ َر ُق في ْ‬ ‫بح ِر‬ ‫ّ‬ ‫الن ْسيان‬

‫جدية َج ْ‬ ‫ْأب ّ‬ ‫ديدة‬

‫‪25‬‬


‫ومضات البنفسج‬ ‫**************‬

‫أحمد عيسى‬

‫عرفتها أنثى هادئة‬ ‫فلما اقرتبت منها ‪ ..‬أشرقت‬ ‫كتبت هلا قصيدة ‪ ..‬ابتسمت‬ ‫ويا ضياعي أنا‬ ‫كشفت كتفيها ‪ ..‬شهق اليامسني‬ ‫والتفت ‪ ..‬القمر‬ ‫‪26‬‬


‫قالت أحبك ‪ ..‬وقفت أنا ‪ ..‬هي مضت‬ ‫يسكن رأسي اآلن عش عصافري‬ ‫وضعت وردة فى شعرها ‪..‬‬ ‫الربيع أعلن استقالته‬ ‫أحب القمر جدا ‪ ..‬أكلمه ‪ ..‬أسهر معه ‪ ..‬أكتب له‬ ‫هو أيضا حيبها ‪...‬‬ ‫أرى أن كل النساء مجيالت ‪ ..‬ولسن كلهن طيبات‬ ‫هي من أطيب النساء‬ ‫نظرت بعيني ‪ ..‬طلبت أذكر امسها‬ ‫وما زلت السماء متطر ‪..‬‬ ‫قلبي صديقي ‪ ..‬أنا مواله ‪ ..‬عنيد ‪ ..‬جسور‬ ‫وضعت يدها عليه‬ ‫قلبي ‪ ..‬قلبي ‪ ..‬أين أنت ‪!!..‬‬

‫‪27‬‬


‫نظرة‬ ‫شريف العرفاوي‬ ‫يكفي من املحبوب عاجل نظرة‬ ‫يحي كل الفؤاد ويزهر‬ ‫تغيب عن عيني سحائب عابرة‬ ‫من بعد أن كانت بخدي تمطر‬ ‫يعود قلبي نابضا في طلعته‬ ‫ويحس بوجع الحياة ويشعر‬ ‫نظرت وهتفت للقلب برموشها‬ ‫ورمشها بالزهر معطر‬ ‫نظرت عيوني حتي جاء هتافها‬ ‫وبعشق حبي بات قلبي ينظر‬ ‫في وجهها كل البدور تجمعت‬ ‫وبعينها فاض الجمال يقطر‬ ‫ذابت عيوني في بحار جمالها‬ ‫يا ليت غرقت هناك فقبرت‬ ‫هذا شعوري عند عاجل نظرة‬ ‫ما الحال لو بالقرب دوما تحظر‬

‫‪28‬‬


‫عالم املراه‬

‫‪29‬‬


‫أزياء‬

‫‪30‬‬


‫أقالم شابة‬

‫العراق عشق ال ينتهي‬

‫هادية قصبة فرحات‬ ‫الجزائر‬ ‫سوف انتظرك حتي تعود‬ ‫أيها احملارب هيا جود‬ ‫فعطر عرقك والبارود‬ ‫أعذب من رائحة املطر‬ ‫يف أرض اجلدود‬ ‫اشتقت لكالمك اجملنون‬ ‫وملغامراتك يف الصحون‬ ‫فأنا علي العهد و احلنني‬ ‫وبيتك ليس موصود‬ ‫بل مفتوح كاملعهود‬

‫‪31‬‬


‫وانا يف انتظارك يا حمبوب‬ ‫أيها احملارب هيا جود‬ ‫النصر يف ركابكم‬ ‫واألرض ستعود‬ ‫أبشر يا أم احملارب‬ ‫فهو غدا سيعود‬ ‫فالعراق أرض العهود‬ ‫أرض املوت واجلنود‬ ‫أرض اجلنة واخللود‬ ‫أيها احملارب هيا جود‬ ‫فحبك هو انتصاري‬ ‫بعد طول انتظاري‬

‫‪32‬‬


‫احلب عندي عبادة‬ ‫بقلمي صورية حمدوش ‪/‬الجزائر‬ ‫الحب عندي عبادة‬ ‫لهذا أبحث عن إاله‬ ‫فقد تذوقت حب رجل‬ ‫فكان الذوق حنظل‬ ‫فتقيأ قلبي املرارة‬ ‫وقال أنت أميرة فوق إمارة‬ ‫ما لذي جعلك تنزلين من كرس ي العرش‬ ‫كنت أظن أن األحاسيس جيش‬ ‫لكنها هزمت في أول املعركة‬ ‫لهذا عدت أدراجي إلى اململكة‬ ‫وقررت أن أرتقي إلى درجة إالهة‬ ‫فجل الرجال عبيد أو كهنة‬ ‫وقلبي نقي‬ ‫ال يقبل إال حب إاله أوني‬ ‫و في هذه األزمنة‬ ‫انقطع الوحي‬ ‫‪33‬‬


‫فيسبوك‬ ‫وصار الحب‬ ‫ِ‬ ‫انتحرت شرايين قلبي‬ ‫وجفت مدامعي‬ ‫فالقلوب صارت شريانها خيوط الالسلكي‬ ‫وخالياه بطاريات الشحن املنتهي‬ ‫تبحث عن حب جنس ي‬ ‫ال تعرف بالروح ترتقي‬ ‫لو عرفت كيف يكون الحب عبادة‬ ‫والتحليق في سعادة ال تنتهي‬ ‫وأن الوصال تاج السعادة‬ ‫وامللك ملك ولو لم يتوج بتاج مرئي‬ ‫فحسرتاه على الحب األبدي‬ ‫صار الحب مجرد دعابة‬ ‫لفترة وينتهي‬ ‫وتقبر القلوب في قبر الوجع املنس ي‬ ‫فتعيش في عالم برزخي‬ ‫ال للحياة تنتمي‬ ‫والهي في جنة النعيم تنتش ي‬

‫‪34‬‬


‫نبضة قلب‬ ‫بقلمي د‪ .‬محمد احمد‬

‫احتار قلبي يف نبضاته‬ ‫و جتمد قلمي بني سطوره‬ ‫وكالهما يعرب عن خلجاته‬ ‫للقلب نبضات كهمسات القلم بتعبريه‬ ‫هذا يبوح بني السطور بأنينه‬ ‫وذلك يرجتف شوقا ‪ ،‬رمبا عشقا من انينه‪،‬‬ ‫كالهما دون استئذان يظهر حنينه‬ ‫ما بالك يا نفسي دمرتك اآلهات‬ ‫حىت صرت دوما تعاني صرع الذكريات‬ ‫وحديقة عمري ما ازهرت تألقا بالسنبالت‬ ‫فهي تنتظر قدوم الفرحة منك ‪ ،،،‬وهيهات‬ ‫‪35‬‬


‫وحايل متأمال ان يفرحه حضورك بال اهات‬ ‫لكن حلمي مل يأتي امله فعاش السكات‬ ‫واشجار حرويف التي اينعت مل تعد مثمرات‬ ‫فقلبي رافق حريف لكل االسى والويالت‬ ‫يصارعان االمل واالذى سويا بكل اخللجات‬ ‫لينبض قلبي متأملا‬ ‫ويكتب حروف العذاب يل قلما‬ ‫تعال يا امال واتبعه يا حلما‬ ‫فتحقيق ما اصبو تعدى املعجزات‬

‫‪36‬‬


‫سرياليات‬ ‫مؤيد بهنام‬ ‫الخفاش‪١/‬‬ ‫خفاش الليل‬

‫يبحث عن قلب آخر‬ ‫يمتلئ احزانا قابلة‬ ‫لاللتهام !‬

‫سرق قلبه وطار به‬ ‫إلى مكان مجهول !‬

‫هو خاطب الخفاش‬

‫في صحوه‬

‫اذا عليك أيها الطائر‬ ‫الليلي‬

‫كان يسمع دقات قلبه‬ ‫انى اتجه !‬

‫أن ال تجد قلبا كقلبي !‬

‫قلبه له‬ ‫همس في روحه‬ ‫ما استطعت التهام‬ ‫أحزان قلبك‬ ‫ولذا أعيده إليك كما‬ ‫هو !‬ ‫اي قلب تملك ؟‬

‫ثم غادره‪..‬‬ ‫ومنذ تلك اللحظة‬ ‫وهو يبحث عن‬ ‫الجنون الذي يمنحنه‬ ‫حريته‬ ‫ومازال !‬

‫في هداة الليل‬ ‫أعاد الخفاش‬

‫وما عقولهم سوى‬ ‫سجن لهم‬

‫المجنون‪٢/‬‬ ‫الرجل المجنون‬

‫انا‪٣/‬‬

‫همس في أذنه‬

‫أنا مازلت افكر‬

‫الذين يطاردونني‬ ‫ويرمونني بالحجارة‬

‫بالخفاش الذي يأكل‬ ‫هموم القلب‬

‫ال عقول لهم‬

‫عله يراودني ليلة ما !‬

‫وأضاف‪:‬‬

‫أنا ما زلت أيضا‬ ‫أتساءل‬

‫قالها الخفاش بوجوم‬

‫هؤالء هم المجانين‬ ‫الحقيقيون !‬

‫وحلق بعيدا‬

‫الرجل المجنون‬

‫من العاقل ومن‬ ‫المجنون !‬

‫همس له ايضا‪:‬‬ ‫جنوني هو حريتي‬

‫‪37‬‬


‫لن استسلم‬ ‫عبد الستار الزهيري ‪//‬العراق‬

‫لن استسلم‬ ‫ولن ادع الهوان‬ ‫يدب في حياتي‬ ‫سأواصل السباحة‬ ‫وإن كانت‬

‫للفرح‬

‫مستحيلة‬

‫طريقا‬

‫حتى لو رأيت املسمار‬

‫وإن كانت فرحة عذراء‬

‫يدق نعش ي‬

‫أخرسها الصباح‬

‫والرعب يغلف‬

‫القاتم‬

‫قادم املجهول‬

‫فالواحة الخاوية‬

‫لن أساوم‬

‫جف ماؤها‬

‫وسأقاوم‬

‫وابتعد عنها‬

‫فحبك صدق‬ ‫ِ‬

‫طائرها‬

‫وليس غواية‬

‫لن أذهب بعيدا‬

‫سأحاول أن أجد‬

‫سأكرر‬ ‫‪38‬‬


‫ولن أيأس‬

‫أنازع سكرات الوصل‬

‫كل ش يء حولي صامت‬

‫بسبب الصمت املقيت‬

‫ال صوت مآذن‬ ‫وال أجراس كنائس‬

‫فجسور الحروف‬ ‫ُهدمت‬

‫فالصالة‬

‫ليضيع معها العمر‬

‫أصبحت صامتة‬ ‫ُ‬ ‫أجهضت السعادة‬

‫من جديد‬ ‫لكن سأواصل‬

‫عند مخاض‬

‫وأتحدى‬

‫األمل‬

‫رغم هروب األمنيات التي‬

‫ولكن‬

‫هي في رحيل‬

‫لن استسلم‬

‫مستمر‬

‫فإني مقاتل عنيد‬

‫كل ما حولي‬

‫حتما سينتفض التأريخ‬

‫حزين‬

‫رغم أني‬

‫بائس‬

‫أعاني‬

‫أضواء القناديل خافتة‬

‫فال وطن لي‬

‫األحجار ترتل تراتيل‬

‫فأنا اليوم‬

‫قاسية‬

‫كالجئ اتنقل‬

‫أعشاب الحقل‬

‫‪39‬‬


‫صفراء‬

‫ليقاوم عواصف الخريف‬

‫يابسة‬

‫اللعينة‬

‫تبعثرها نسمة هواء‬

‫وقسوة الشتاء‬

‫خجلة‬

‫الحزينة‬

‫لكني‬

‫لننتظر باألخير‬

‫سأواصل‬

‫بزوغ فجر‬

‫سأحاول ترميم ما هدم‬

‫حلم ‪...‬او‪ ..‬حالم جميل‪.‬‬

‫وسأناشد الفؤاد‬

‫جميل‪.‬‬

‫بأن يعاود‬ ‫وسأبني قصرا‬ ‫جديدا‬ ‫أساسه الحب الصادق‬

‫‪40‬‬


‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مقدمات لسفر الكالم‬ ‫علي مسعود‬

‫َ َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫ملا تمازجنا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِب َوشم ِم ْن ندا‬ ‫َ ُ‬ ‫آن ْست من خلف الجبال‬

‫تونس‬

‫حكاية الشفق البعيد‬ ‫ها نسوة‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫قطعن كفا‬ ‫في سبيل األمنيات‬ ‫ُ‬ ‫فمن ترى‬ ‫َ َّ َ‬ ‫الق َ‬ ‫ميص بدمعة‬ ‫قد‬ ‫ّ‬ ‫ثم اختفى‬ ‫و ّ‬ ‫أسر لي‬ ‫َ‬ ‫َسف ُر الحكاية عندما‬ ‫ُ‬ ‫أعلنت ُبرئي‬ ‫من تجاعيد الهوى‬

‫‪41‬‬


‫يا ايها الباقي هنا‬ ‫ما عاد في السطر سواك‬ ‫اترع كؤوس الليل َ‬ ‫خمر الذكريات‬ ‫يا نافذا من بين‬ ‫والر ْ‬ ‫البداية ّ‬ ‫جوع‬ ‫أشالء‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َع ِن ْق ط ِريق َك‬ ‫زاد قصتك الجديدة واغتسل‬ ‫فه الش ْ‬ ‫بأنين صمت بات تذ ُ‬ ‫موع‬ ‫ر‬ ‫يا من اراك‬ ‫ُتع ُ‬ ‫يد إشباع األنامل بالرحيل املشتهى‬ ‫ِ‬ ‫أيقظ هواك‬ ‫اوقد لهيب الشوق‬ ‫ْ‬ ‫الضلوع‬ ‫من شهد تعتق في دهاليز‬ ‫أوقد حروفا تستنير بها خطاك‬

‫‪42‬‬


‫حلن اللقاء‬ ‫مصعب كيالن ‪ .....‬سورية‬ ‫تصفق لنا األشواق‬

‫وهي تعزف‬

‫تعزف لحن اللقاء‬

‫األهالت واألشواق‬

‫كعناق األرض العطش ى‬

‫ويندثر كل ذلك‬

‫للمطر‬

‫لتبقى األرواح هائمة‬

‫أو على خد عاشق‬

‫تدور في فلك‬

‫كسيل من قبل‬

‫تدور وتدور وتدور‬

‫ايقاع جديد‬

‫تتقطع األنفاس‬

‫تتراقص له‬

‫وتتالش ى الخطوات‬

‫العيون واألهداب‬

‫لنتوارى عن الجميع‬

‫وتسرح األكف‬

‫خلف أوراق الورود‬

‫في عالم حالم‬

‫على سطح كوكب‬

‫بدفء وخيال‬

‫من ياسمين‬

‫والقلوب تقترب تارة‬

‫على وتر اللقاء‬

‫وتبتعد تارة‬

‫أي لحن تعزفين‬

‫‪43‬‬


‫قصصت شعري‬ ‫منال محسن‬ ‫سأقص شعري‬ ‫كي ال اعرفني‬ ‫اكسر خصالتي‬ ‫اهشمها بمقص‬ ‫االنكسار كي‬ ‫ال انكسر‪......‬‬ ‫ابحث عني‬ ‫بنفس ي بخصالتي‬ ‫املتساقطة‬ ‫قصصت شعري‬ ‫فال مشبك اخر‬ ‫يستوعب شعري‬ ‫ال متسع له كي‬ ‫ينغرز بأشالء‬ ‫الخصالت‬ ‫قصصت شعري‬ ‫كي ال تعرفني‬

‫‪44‬‬


‫اشتقتلك‬ ‫حليم هاني‬ ‫امامي واقفة ملهوفة بجمالك‪،‬‬ ‫اغمضت عينيك بشال من حرير‪،‬‬ ‫أطراف اصابعي بحنية تتحرك‪،‬‬ ‫بهدوء وبلطف مرير‪،‬‬ ‫تعانق خبايا كنوز صدرك‪،‬‬ ‫من تحت لباسك باملخبأ اساطير‪،‬‬ ‫توقعات بالفكر مجهولة لك‪،‬‬ ‫ال تعلمين نهاية هذا املصير‪،‬‬ ‫تغدو عذاب حلو بشعورك‪،‬‬ ‫مدفوعة في جنون نحو نشوة كاملة التبرير‪،‬‬ ‫تتوقين تحرير جمال روعتك‪،‬‬ ‫ما تبقى من لباسك دون تحذير‪،‬‬ ‫تشعرين براءة ملس جسمك‪،‬‬ ‫رعشة باردة في حس جرير‪،‬‬ ‫بلطف مسحت خلف عنقك‪،‬‬ ‫حلو من شفافي جاهز التخمير‪،‬‬ ‫جفل كتفيك وارتعش جسدك‪،‬‬

‫‪45‬‬


‫إبرة نخزت روحك دون وجع الضمير‪،‬‬ ‫بقوة الرعشة انضموا اصابعك‪،‬‬ ‫لحظة الهيجان الصامت بالسكون الهدير‪،‬‬ ‫بالتجاوب مشلولة حركتك‪،‬‬ ‫يائسة سرعة البديهة عندك دون تأثير‪،‬‬ ‫كيف يمكنك فك ارتباطك‪،‬‬ ‫هذا وضع شغوف مغر ومثير‪،‬‬ ‫لذة املتعة تمنع هروبك‪،‬‬ ‫من جنة الخطيئة فيها عنوان للتفكير‪،‬‬ ‫شفتاي اقفلت على شففاك‪،‬‬ ‫في اللحظة املناسبة مع التحضير‪،‬‬ ‫دون تفكير انجرفت معي كلك‪،‬‬ ‫بعيدا في متعة سامية جوهرها التعبير‪،‬‬ ‫غيرة وعطش بعاطفتك‪،‬‬ ‫من املستحيل عليك ان تعقدين في االختيار و التبرير‪...‬‬ ‫بحبك‪...‬‬ ‫اشتقتلك‪...‬‬

‫‪46‬‬


‫ارتشفت النسيان‬ ‫نعمة عبد الهادي‬ ‫في فنجان قارئه‬ ‫في ليلة اختارها كاهن‬ ‫في ليلة اكتمال القمر‬ ‫في شتاء قارص‬ ‫في ساعة معوقة العقارب‬ ‫في عزاء اعضاء‬ ‫داخل متحف صورك ِ‬ ‫و مخطوطات البحث عن رسائلك ِ‬ ‫والحضور مفتوح‬ ‫لقد امتالءه حتى‬ ‫لم اعد اذكر ايهم غاب عني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫فقد َحض َرت ذكرياتنا‬ ‫التي انجبت اطفال‬ ‫ُ‬ ‫والوعود التي هي االخرى‬ ‫اصبحت جده للظهر السابع‬ ‫وموعد لقائنا الذي مض ى ولم تأتين‬ ‫حضر هو وايام اعتذارك ِ‬ ‫والكثير الكثير‪.‬‬ ‫لم يتخلف احد ممن يفرح بجعلي انساك ِ‬

‫‪47‬‬


‫سوى ليلة لقائنا اصبحت قالدة تنويم مغناطيس ي‬ ‫ُ‬ ‫تشد عيناي نحوها‬ ‫ترسم مكان اللقاء‬ ‫ويوم االثنين‬ ‫ساعة الجدار لبست النقاب‬ ‫خجله لكثرة ما نظرت اليها‪.‬‬ ‫وحين اكمالي ارتشاف الكأس‬ ‫ُ‬ ‫الجميع مني‬ ‫وحين فرغ‬ ‫ُ‬ ‫عل ُق روحي بك ِ‬ ‫واخذ كل ش يء ي ِ‬ ‫َ‬ ‫وتقسيمي ُلهم امليراث‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫شعر شعبي‬ ‫قصيدة شعر تفعيلة‬ ‫محمد على عاشور‬ ‫حبة رمل‬ ‫في حبة رمل‬ ‫وبنوته‬ ‫و موجة بحر بتغنى‬ ‫خطفنى هدوؤها وخدودها‬ ‫و وردايه فى خصلة شعر‬ ‫تدوبنى‪ .. .‬تهدهدنى‬ ‫وتحضنى بلحظ جميل‬ ‫ونن العين بياخدنى‬ ‫هناااك لبعيد‬ ‫لهمس الروح‬ ‫االقيها بتهمسلى و تلمسنى‬ ‫ويدخل نبضها قلبى‬ ‫فى حبة رمل‬ ‫وبنوته‬ ‫و موجة بحر بتغنى‬ ‫‪49‬‬


‫بورقة توت خفيت شوقى‬ ‫بحبك موووت يا بت االيه‬ ‫يا مالكه الفكر ويا القلب‬ ‫بضحكاية كحبات سكر‬ ‫ومنشوره على الشفه‬ ‫وشعر يطير مع الخفة‬ ‫يطير العقل وياها‬ ‫ومش ناس ى اناملها‬ ‫تداعب شعرة من راس ي‬ ‫بياضها لون بياض روحها‬ ‫فى حبة رمل‬ ‫و ضحكاي‬ ‫وبنوته‬ ‫و موجة بحر بتغني‬

‫‪50‬‬


‫قصة قصيرة‬ ‫‪ ......................................‬صرخة ‪................................................‬‬ ‫قصه بقلم سعيد دمشقي‬ ‫مره كل ش يء بسالم بعد الولوج للجامعة‬ ‫منطلقتا من جديد الى املحاضرة حيث‬ ‫العلم والرقي والتسامي ‪ .‬كانت تفكر في‬ ‫مستقبل راقي ووطن حر فتزداد عزما‬ ‫وتصميما ‪ ..‬وبعد ساعات من االرهاق‬ ‫والتعب انتهى كل ش يء وجاء وقت‬ ‫العودة الى البيت‪ ..‬امها في انتظارها وخمسه من األخوة واالخوات وبطونهم خاويه‬ ‫وال يوجد غير الرحمن راعي لهم توجهت الى الباب الخلفي كعادتها لكن حدث ما‬ ‫كانت تخشاه ‪ ........‬البواب اعترضها ‪.‬واستشاط غضبا بعد ان حذق بعينيه‬ ‫الواسعتين صارخا ‪::‬انت قفي قفي مكانك‪ ..‬هل الكل نيام ‪...‬الم يتفطن لك احد‬ ‫‪..‬؟ نظرت اليه نظرة مثقله بالم دون ان تبت بكلمه او حرف ولكنه اكمل مؤشرا‬ ‫‪..‬اما ان ترميني خارج وظيفتي او تدخليني السجن ‪...‬هيا اغربي عن وجهي واحتشمي‬ ‫ثانية بغطاء راسك وارتدي زيك الجامعي ‪.. ..‬انصرفت باكيه وهي تردد حسب هللا‬ ‫ونعم الوكيل لقد طفح الكيل ‪..‬من يشتري لي ذلك ‪..‬انهم ينسون العلم والتحضر‬ ‫ويكترثون لقطعة قماش‪........‬من يصرخ ويصحيهم‬

‫‪51‬‬


‫حنني الروح‬ ‫رشا الجزائرية‬ ‫باريس‬ ‫خلف بابي عالم يشبه عالمي‪ ،‬ارى الطبيعة غاضبة وغرور الريح‬ ‫يتصارع مع كبرياء المطر‪ ..‬فتطلق هي العنان لزخاتها وينفث هو مأل‬ ‫فاه ليرغم األشياء على طأطأه الرؤوس ‪،‬وتلك العصافير تنكمش في‬ ‫اعشاشها مثلي تموت كمدا‪ ..‬ليس لها اال ان تترجى السماء ‪.‬‬ ‫اسمع هزيز الريح يضرب على بابي بكلتا يديه‪ ..‬يدفع دفتي نافذتي الى انفراج‬ ‫وغلق سريعين ينفث مرة اخرى داخل روحي‪ ،‬يطفئ موقد احالمي‪...‬يسرق‬ ‫دفئي‪ ..‬و للحظة يعاودني صدى صوته " لم تعد تسكنك الحياة‪ ..‬ال نبض‬ ‫فيك يحيا وال حضن يشتاق " قالها لي بمرارة و يأس قبل ان يصفع الباب‬ ‫صفعة قوية خلفه ويرحل‪..‬‬ ‫منذ ان خرج في اول الصباح غاضبا لم يعد‪ ..‬لم يتصل‪ ...‬و لم يبعث حتى‬ ‫رسالة ‪.‬‬ ‫وكانت عيناي طوال اليوم تفتش بهاتفي تبحث عنه‬‫وبرغم شوقي فكبرياءي يقف باملرصاد بيني وبينه‪.‬‬ ‫ال اعرف كيف تسلل امللل الى مملكتنا وال كيف البرود تغلغل بيننا‪..‬‬ ‫توجهت الى مرآتي نظرت فيها‪...‬وكأن الذي بها غير وجهي‪ ،‬مالمحي بدت لي‬ ‫شاحبة و عيناي ذابلتان وكأنني مرض‪....‬ربما كان محقا بما قاله‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫على يساري خزانة مالبسه مددت يدي ‪...‬فتحتها تأملت أشياءه‪ ..‬ثيابه‬ ‫املعلقة‪ ..‬عطره‪...‬ساعة يده التي نسيها ألول مرة ‪،‬كل ش يء كان يشتاق‬ ‫له‪...‬هذا قميصه املعلق ينظر إلي بحنان اخذته‪ ..‬قربته مني‪ ..‬لففت ذراعاه‬ ‫حول رقبتي وشممته طويال‪ ،‬عطره يفوح منه ازدادت خفقات قلبي وفاضت‬ ‫دموع حنيني تشتكي مني إلي‪ ،‬احسست ان حبي له لم يمت بل كان في غفوه‬ ‫طرق الريح على بابي بدأ من جديد‪...‬ثم يستمر ثم يلح تجرني خطواتي‬ ‫املثقلة اليه ألحكم اإلغالق والقميص ما يزال يحتضنني بقوة‪...‬امد يدي الى‬ ‫مقبض الباب وتتملكني الدهشة ألراه يقف أمامي كما الهدية وابتسامته‬ ‫الجميلة ترتسم على شفتيه ونظراته الحنونة‪...‬تحتوي وحدتي‪ ...‬لم تكن‬ ‫هناك لحظة سكون بيننا‪ ..‬ارتمى شوقي و حنانه في عناق ‪..‬والقميص يختنق‬ ‫بيننا‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫ختامه مسك‬ ‫لك اهلل ايها الفقري‬ ‫حاتم الطائي‬ ‫في االسالم عامة توجد ركن يسمى الزكاة وهو يتضمن إخراجه من اموال‬ ‫االغنياء ومن فائض كل ما يدر على املسلم من ارزاق وفق شروط معينة‬ ‫ويكون استحصالها سنويا وباإلضافة الى الزكاة توجد الصدقات وهي غير‬ ‫مفروضة حسب علمي ولكنها تطوعية ‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫وفي املذهب الجعفري ‪ ،‬حل " الخمس " محل الزكاة وهو ش يء يقول عنه‬ ‫السيد كمال الحيدري وهو مرجع ديني معروف انه ال اصل له في التشريع‬ ‫االسالمي ولم ينص عليه اي واحد من ائمة اهل البيت االثني عشر ولكن‬ ‫هناك من قام بتمريره على انه فرض على كل مسلم شيعي ال لش يء اال‬ ‫لديمومة تسلطه الذي ال يكون اال باملال فمن يملك املال يملك السلطة ‪.‬‬ ‫وبعد احتالل العراق في عام ‪ 2003‬تم استحداث مؤسسة الكفيل في مدينة‬ ‫كربالء في العتبة العباسية والعتبة العباسية تشير الى مقام العباس بن علي‬ ‫بن ابي طالب وهو شخصية يحبها العراقيون لعدم تخليه عن اخيه الحسين‬ ‫بن علي رغم كل االغراءات التي قدمت له من السلطة وسمي الكفيل ألنه‬ ‫تكفل بتوفير الحماية إلخته زينب بنت علي ‪.‬‬ ‫مؤسسة الكفيل قامت اصال من استحصال اموال الخمس والصدقات وما‬ ‫يضعه الناس في ضريح العباس من اموال ‪ .‬واسبشر الناس وخاصة الفقراء‬ ‫خيرا بتأسيس هذه املؤسسة ألنهم تصوروا انها سوف تتكفل بتوفير الخدمات‬ ‫لهم ان لم يكن مجانا ولكن باسعار رمزية ‪ .‬واهم فروع املؤسسة التي اصبحت‬ ‫امبراطورية والذي له مساس مباشر بالناس هو مستشفى الكفيل ‪ .‬فهذا‬ ‫املستشفى يعد من اكبر الصروح الطبية في العراق ولكن تبين انه مشروع‬ ‫استثماري ليس له اي عالقة بكفالة الفقير ‪ .‬فقط من يملك املال هو الذي‬ ‫يستطيع تحمل تكاليف ونفقات العالج فيه ‪ .‬قال لي صديق والعهدة على‬ ‫الراوي ان ثمن البقاء لليلة واحدة في ردهة الطوارىء هو ستمائة دوالر اميركي‬ ‫اي ما يعادل حوالي سبعمائة وخمسين الف دينار عرقي للفرد الواحد ‪ .‬فقلت‬ ‫له طبعا هناك استثناءات او خصومات للطبقة الفقيرة فقال لي كل من يقول‬

‫‪55‬‬


‫لك ذلك فهو كاذب فال يسمح ألي فقير بالدخول الى املستشفى ومهما كانت‬ ‫حالته مستعجلة وملحة اال باستحصال مبالغ العالج املترتبة عليه بالكامل !‬ ‫ان من املعروف ان الزكاة انما جعلت ملساعدة الفقراء ولكن الذي يحصل‬ ‫عكس ذلك تماما فالذي يتبرع بزكاة الخمس هو من يستفيد في اآلخر من‬ ‫املشاريع التي يتم بنائها بامواله إلنه وال يخطر في بال احد ان الغني الذي‬ ‫يخرج زكاة الخمس سنويا من ماله يتم معالجته مجانا ‪ .‬ان هذا الغني يدفع‬ ‫مرتين املرة االولى لبناء املستشفى واملرة الثانية يدفع عن كل مرة يراجع فيها‬ ‫املستشفى للعالج ‪ .‬سؤال نطرحه على ادارة العتبة العباسية اين الفقير من‬ ‫كل هذا ؟‬

‫وهناك امر انا كنت شاهد عيان فيه ‪ .‬فقبل حوالي اربع سنوات الح علي احد‬ ‫اقاربي للذهاب لزيارة العتبات املقدسة في كربالء والنجف وكانت محطتنا‬ ‫االولى كربالء وكانت الرحلة مجانية بواسطة حافالت خاصة لهذا الغرض‬ ‫وعندما وصلنا الى املدينة نقلتنا الحافالت الى مدينة الزائرين وهي عبارة عن‬ ‫‪56‬‬


‫مجمع سكني مخصص لزوار االمامين الحسين والعباس ‪ .‬والحظت انه ينقسم‬ ‫الى قسمين قسم عبارة عن غرف فيها أسرة ‪ :‬سرير ارض ي وسرير معلق وفي‬ ‫كل غرفة خدمات خاصة ‪ .‬والقسم اآلخر عبارة عن قاعات كبيرة " جملونات‬ ‫" ليس فيها اسرة ولكن فيها فرش على االرض مرتبة على شكل صفوف متقابلة‬ ‫‪ .‬وال يوجد فيها ش يء غير الفرش ‪ .‬وقال لنا املشرف على الرحلة ان مكاننا في‬ ‫القاعة الثانية فقمنا باالستراحة ‪ .‬وبعد حوالي ساعة او اقل طلبوا منا ان‬ ‫ننتقل الى القسم األخر إلنه ال يليق بنا ان نبقى في هذا القسم وسمعت‬ ‫احدهم يقول انه هو من قام بالتوسط لدى ادارة املجمع قائال لهم انه ليس‬ ‫من املعقول ان يقوموا بإيواء الناس الواصلين واملثقفين الذين جاؤوا للزيارة‬ ‫من مناطق راقية في بغداد تضم صفوة املجتمع من تجار واطباء ومهندسين‬ ‫في قاعة ينامون فيها على فرش ارضية وليس فيها خدمات تذكر بينما يتم‬ ‫ايواء " اهل املحافظات " في القسم االخر الذي تتوفر فيه خدمات ‪ ..‬فقاموا‬ ‫بنقل اهل املحافظات الفقراء الى قاعتنا وانزلونا محلهم !‬ ‫اذن املسألة مسألة فقير وغني ومسألة وجاهة اجتماعية وكأنه يقول لهم ان‬ ‫املجمع قد تم تشييده بأموال هؤالء االغنياء وليس بأموال الفقراء وعليه‬ ‫يتوجب ان ينام الوجيه على السرير والفقير على الحصير !‬ ‫فعال لك هللا ايها الفقير !‬

‫‪57‬‬


‫الووووووووووووو‬

‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني ‪tzozo000@gmail.com‬‬ ‫موقع املجلة على الويب ‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.