مجلة زهرة البارون عدد 83

Page 1

‫ر‬

‫‪1‬‬


‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬ ‫سكرتري التحرير‬ ‫زهرة حممد‬ ‫اجلزائر‬ ‫اهليئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراين‬ ‫د‪ .‬أحالم غامن‬ ‫د‪ .‬سناء الطائي‬ ‫د‪ .‬امحد ميسر‬ ‫د‪ .‬امحد جاراهلل‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫الصحفيون العاملون‬ ‫امحد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫ليلي جواد ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫احملتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5............................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫رعد كوران ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7......................................................‬‬ ‫لبراق عبد الجليل ‪ /‬احمد الشيخاوي ‪11.................................................‬‬ ‫انتقاء بشذا الجنان ‪ /‬أمال الفتالوي ‪17..................................................‬‬ ‫حرية الصحافة ‪ /‬عبد الرسول الكعبي ‪11...............................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫بيض وطماطة ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ‪22....................................................‬‬ ‫مؤسسات ولكن ‪ /‬حسام الطحان ‪21.....................................................‬‬

‫شعر‬ ‫مري نسيم العطر ‪ /‬رحيم الالمي ‪23....................................................‬‬ ‫أجراس فالتقرع تقرع ‪ /‬جمال الرمضاني ‪25...........................................‬‬ ‫اسمي لميا ‪ /‬لمياء العلوي ‪22............................................................‬‬ ‫غصة ‪ /‬نرجس عمران ‪27...............................................................‬‬ ‫الظبي ‪ /‬مصطفى الحاج حسين ‪21......................................................‬‬ ‫مسافر ‪ /‬فتحي مهذب ‪31.................................................................‬‬ ‫رصاص الجالدين ‪ /‬طاهر مصطفى ‪32................................................‬‬ ‫دفء العيون ‪ /‬ماجد سوداني ‪33.........................................................‬‬ ‫أتعطش البصرة ‪ /‬مهند عزاوي دمحم ‪32.................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫عامل املرأة‬ ‫كلمات أنثى ‪ /‬زهرة دمحم ‪37..............................................................‬‬ ‫أبواب المجلة ‪33..........................................................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫من أنت أيها المجهول ‪ /‬نهى الحسيني ‪35...............................................‬‬ ‫حروف على جدار القلب ‪ /‬براء الزيدي ‪37............................................‬‬ ‫حي انا ام ميت الزلت ‪ /‬آمينه حامد ‪33.................................................‬‬

‫مسك اخلتام‬ ‫للموصل اشتاكيت ودوني ‪ /‬قاسم الغراوي ‪52..........................................‬‬

‫‪3‬‬


‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫أوربا من ال يعرفها ‪ .‬والواقع الذي كان يفرض من رجال الدين ذلك الوقت ‪ ،‬فليست‬ ‫هي أوربا اليوم من النظافة فكان القساوسة ورجال الدين في الكنيسة يحرم االستحمام‬ ‫‪ .‬وبقت القارة العجوز تفوح منها رائحة العفن وليس فقط على مستوى الحياة ولكن‬ ‫بلغ االمر فيها ان جثث الموتى كان ال احد يهتم بها اال تلك العربات المرعبة التي‬ ‫تقوم بجمع الجثث لتسير بها الى المقبرة ‪ ،‬وهناك بعض الجثث تتحلل وال يحملها احد‬ ‫كما كنا نقرأ في الروايات االوربية واالعمال السينمائية ‪ ،‬وقد يظن البعض ان تلك‬ ‫المشاهد من نسيج خيال المؤلف ولكنها عين الحقيقة التي يجهله الكثير من الناس ‪.‬‬ ‫وكنت هناك تقوص غريبة عن الواقع الذي هم عليه االن فقد كانت هناك مرويات ان‬ ‫االستحمام يسبب لألطفال هشاشة الجسد ‪ ،‬وهذه احد الروايات التي كان يروجها رجال‬ ‫الدين في ذلك الوقت ‪ ،‬وقد بلغ االمر بهم ان الرجل ال يستحم اال لمرة وحدة طوال‬ ‫الحياة ‪ ،‬وقد يكون هذا االمر الوحيد هو اقتراب الزواج لحدهم او يكون قد الم به‬ ‫مرض معين ‪ ،‬وحتى عندما يتم هذا فال يكون للصابون او مساحيق الغسيل عالقة‬ ‫باألمر ‪ .‬وان أوربا كانت تعاني من هذا ‪ ،‬وقد يكون بسبب سلطة رجال الدين وفرض‬ ‫تلك الروايات التي تحمل الكثير من الخرافات ‪ ،‬وان أوربا عاشت فترة تسمى العصور‬ ‫المظلمة لتسلط رجال الدين على مجريات الحياة للفرد او المجتمع ‪ .‬وكل ما ترى اليوم‬

‫‪5‬‬


‫كان بسبب فصل الدين عن الدولة وتشريع القوانين التي تخدم الفرد ‪ ،‬وان قضية‬ ‫االستحمام هي صورة واحدة من العديد من الصور التي كانوا عليه في ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫ومن ساهم في هذا مبدأ اذا لم تكن معنا فأنت ضدنا فكل من كان يخالف الكنيسة هو‬ ‫مهرطق او ملحد او ساحر فتكون نتيجة واحدة ال غير اما القتل والتحريق ‪ ،‬وهو على‬ ‫قيد الحياة التي تنتقدها اوروبا في االراضي العربية ‪ .‬فال شوارع نظيفة وال اناقة وال‬ ‫مناظر عمرانية لفترة طويلة من التاريخ االوربية ‪ .‬وهذا هو كان نتيجة بعدم تقبل‬ ‫الشك لتلك الممارسات التي كانت تفرض على المستوى الشخصي ‪ .‬والغريب باألمر‬ ‫ايضا ان سبب تحريم االستحمام هو تحريم الفرد النظر لجسده وهو عاري ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يدعوا للسخرية من تلك االفكار الرجعية التي ال تمت للرب بصلة وهي تخدم تلك‬ ‫الشلة التي كانت تتحدث بسم الرب وتنسى ان هللا من خلق الجمال والجمال ليس له‬ ‫عالقة بالقذارة ‪ .‬انما هي اصول تعارف عليه البشر ان النظافة امر مهم في تقديم‬ ‫االنسان المتحضر الصانع للحضارة ‪ .‬وقد كانت ألوروبا موجات من االمراض الفتاكة‬ ‫منها الطاعون الذي حصد ارواح الكثير من النفوس االوروبية‪ ،‬ذلك الوقت ويذهب‬ ‫بعض المؤرخين في اوروبا لنكران تلك االسباب التي جعلت من القارة العجوز عبارة‬ ‫عن مكب للقذارة خوفا من التعرض للمعتقدات الدينية ‪ .‬وهذا امر ال يقبل الجدال فليس‬ ‫من الغريب ان بعض الذين يكتبون التاريخ يخفون الحقائق ‪ ،‬ومنها ما ذكرت ومنها‬ ‫سياسي وهناك مقولة تقول ان التاريخ يكتبه المنتصر ‪ .‬وهذا غير صحيح ‪ ،‬وال يمت‬ ‫للواقع بصلة انما يكتب التاريخ رجال الظل والظلمة ‪ .‬ولو كان االمر كما يقال لم‬ ‫وصلنا اخبار الطغاة والجبارين في األرض ‪ .‬وقد ساهمت االقالم االوربية في محو‬ ‫تلك القرون من القذارة لتحسين صورة الفرد األوروبي ‪ ،‬وهذا ما نجح فيه هم وقد‬ ‫ذهبوا لخزن تلك االحداث في الروايات واالعمال السينمائية ليدخل بها عنصر الخرافة‬ ‫عندما يحتاج االمر للتكذيب ‪ .‬ولكن يبقى االمر هل كل ما ذكرت كان محض صدفة‬ ‫والطبيعة البشرية ‪ ،‬والجواب هنا يكون بالنفي القاطع ‪ ،‬انما هي ممارسات متخلفة‬ ‫كانت لرجال الدين ذلك الوقت وهنا يأتي في مبدأ فصل الدين عن الدولة والصراع‬ ‫الطويل الذي استمر لقرون بين رجال الحياة ورجال الدين وانتصار الحياة على التخلف‬ ‫‪ .‬الن الرب هو الذي خلق الحياة وانتصر للحياة على وآللئك الذي يفترون على الرب‬ ‫الكذب ‪ .‬كما يحدث االن على االراضي العربية وتلك الروايات التاريخية التي هي‬ ‫بمثابة زيت على النار ويجب على المجتمع قطع مدد الزيت لتلك النار لتنهض الحياة‬ ‫بالشكل الصحيح الذي يرده هللا عز وجل ‪ .‬ولكن يجب ان يكون للمجتمع كلمة واحدة‬ ‫في حب الحياة والتغير المنشود لرسم مالمح االنسان المعاصر وترك نظرية (انظروا‬ ‫للدول االوروبية كيف هي) ولكن بدل ذلك الحديث أبعث عن سبب ذلك التغير لألحسن‬ ‫والعمل عليه بشكل جوهري ال التمسك في التقليد االعمى الذي سوف يقودنا الى‬ ‫الهاوية ‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫آخر الكلمات التي قالها لنا وتحمل مدلوالت كثيرة هي ‪ :‬لي عند صحبي‬ ‫األحبة ‪ ..‬رجاء ‪:‬‬ ‫أن ارفعوا يا أصدقائي لفظة (دكتور) في مخاطبتي‬ ‫فأنا لست دكتورا‬ ‫انما ‪ ،‬أنا ‪ :‬رعد طاهر باقر َكوران‬ ‫وأكنّى بـ "‬ ‫" " أبي أحمد‬ ‫بوركتم ورعاكم الرب في عليائه‪"...‬‬ ‫كتب عنه صديقه االستاذ محسن الجيالوي في موقع "الحوار المتمدن " مقاال‬ ‫جاء فيه ‪ ":‬الدكتور رعد طاهر باقر َكوران‪ ،‬من مواليد الكوت ‪ ،1152‬من‬ ‫قبيلة َكوران الكوردية المنتشرة في كوردستان حيث قسم من أبنائها توزعوا‬

‫‪7‬‬


‫في مدن وسط وجنوب العراق‪ ،‬أديب متعدد المواهب‪ ،‬فهو شاعر وناقد‬ ‫وكاتب مسرحي‪ ،‬دكتوراه فلسفة‪ ،‬اختصاص أدب عربي‪ ،‬يعمل االن كأستاذ‬ ‫جامعي‪ ،‬عضو االتحاد العام لألدباء والكتاب العراقيين‪ ،‬عضو اتحاد‬ ‫المسرحيين العراقيين‪ ،‬مؤسس جماعة المسرح العراقي الحر ‪ 2223‬عمل‬ ‫عميدا لكلية االداب – جامعة واسط – الكوت ‪.‬‬ ‫أديب وكاتب وشاعر وناقد وأكاديمي له الكثير من الدراسات والبحوث‬ ‫والمؤلفات المختارة بعناية ( المنشورة والمخطوطة ) مثل " صالح الجعفري‬ ‫شاعرا ‪ ..‬دراسة فنية ‪ ،‬وهي رسالته للماجستير‪ ، " .......‬التناص في القص‬ ‫الروائي العربي الحديث في العراق" وهي أطروحته للدكتوراه ‪ ،‬الزمن في‬ ‫الشعر ( دراسة فنية تطبيقية )‪ ،‬الثقافة في مدن العراق ( الحلقة ‪ 1‬النجف)‪،‬‬ ‫طرفة ابن العبد ‪ :‬النظرة إلى الوجود ( دراسة)‪ ،‬المناخ األسطوري في رواية‬ ‫البيركامو ( الغريب ) دراسة‪ ،‬التأثير والتأثير بين النقد العربي والنقد الغربي‬ ‫( دراسة )‪ ،‬السينما والشعر ( دراسة)‪.‬‬ ‫وهو كاتب جيد ‪ ،‬ومثابر ‪ ،‬وله نتاجات غزيرة للمسرح نذكر منها‬ ‫المسرحيات التالية‪ -:‬عهد الياسمين‪ ،‬النزول عند رغبة مدينة (مونودراما‬ ‫مسرحية)‪ ،‬ابتداء من الخاتمة‪ ،‬األسماء تشم النسيم‪ ،‬الصهيل‪ ،‬صراخ‬ ‫األجنة‪...‬‬ ‫وله في الشعر الدواوين التالية‪ -:‬سيناريوهات لسيما الجسد‪ ،‬الجهات الخمس‬ ‫وغيرها‬ ‫والدكتور رعد كوران الذي توفي صباح يوم الثالثاء ‪ 11‬شباط سنة ‪2213‬‬ ‫رحمه هللا ‪ -‬كاتب مقالة ‪ ،‬كان له حضور الفت في الكثير من الزوايا الثقافية‬‫الجادة لصحافة الوطن في الداخل‪...‬له صفحة على الفيسبوك وموقع خاص‬ ‫به وكان صديقي وكنا نتحدث قبل ايام من وفاته ‪......‬‬

‫‪3‬‬


‫من شعره هذه القصيدة ‪:‬‬

‫‪1‬‬


‫نعم أُطفأت االنوار ‪......‬وتوارى الممثلون‪ ......‬وخرج الناس فقد رحل رعد‬ ‫طاهر كوران ‪............‬رحل الى االبد ‪.....‬من يجيبني من يعلق على ما‬ ‫اكتب ؟‪...‬افجعني الخبر يا عزيزي الدكتور حسن مجاد واقول لقد شعرت‬ ‫منذ زمن بأن الرجل سيودعنا ‪..‬كنت احس ان ثمة نبرة حزن في كالمه‬ ‫وتعليقاته ‪...‬رحمك هللا صديقنا وانا هلل وانا اليه راجعون ‪...‬بأسمي وبأسم‬ ‫اتحاد كتاب االنترنت العراقيين اعزي بوفاته وادعو هللا ان يتغمده برحمته‬ ‫الواسعة ‪.‬رحمك هللا ابا احمد والهمنا واهلك وذويك وطلبتك ومحبيك الصبر‬ ‫وانا هلل وانا اليه راجعون‬

‫‪12‬‬


‫احمد الشيخاوي‬ ‫شاعر و ناقد مغربي‬

‫ي جدّا وأنأى ما يكون عن حاالت االنعزال المرضية‪ ،‬التشبّث بالتفاصيل األعمق‬ ‫صح ّ‬ ‫و األكثر توغال في الذاكرة ‪،‬أو لنقل تلفا حتّى‪ ،‬وذلكم حين تحاصر الذات أوجاع‬ ‫الشيخوخة‪ ،‬وتنثال الجسد متعثّرا بفوضى الجوارح‪ ،‬أسئلة الموت المحرجة‪.‬‬ ‫إذ الكتابة بوصفها أوبة أو عودا مخمليا إلى القصي من مضارب الطفولة البعيدة‪ ،‬ال‬ ‫سلها ذات‬ ‫تتبرج بزخم وكثافة الصور المض ّمخة بمعاني الحياة التي قد تتو ّ‬ ‫يمكن إالّ أن ّ‬ ‫طمرتها التجارب ح ّد اإليذان بانقضاء فتيلها المتو ّهج‪،‬تمهيدا لعمر إضافي أو مرحلة‬ ‫استشراف مغر ومدغدغ بطقوسيات تجاوز نوبات زحف الموت إلى مخيلة خصبة ال‬ ‫تسأم تجريبية تشبيب الروح في بدايات تشكل مالمح خريف العمر ‪ ،‬و إعادة تأهيلها‬ ‫‪ ،‬ال يُقعدها مثبّط عن المكابرة واستئناف النضال اإلبداعي والحياتي على ح ّد سواء‪،‬‬

‫‪11‬‬


‫بل تف ّجر في الذات أمال ُمنسيا ومواسيا لم تك لتطفئ بمثله ظمأ وجدانيا أو تشفي به‬ ‫غليال ملء عمق الجراحات‪ ،‬في سابق العهد‪.‬‬ ‫وهنا تبرز وظيفة التحول الذاتي استطرادا في تبوأ منازل النضج الذهني المنقذ لما‬ ‫تبقّى من ذبالة روحية‪،‬بغية القذف بالذات المبدعة ّ‬ ‫والزج بها في أتون عوالم بديلة قد‬ ‫سر من إيقاعات مغالبة حياة الشيخوخة‪،‬وال تفسد مذاق حواس تهترئ وتتقادم‬ ‫ال تك ّ‬ ‫وتوسع معاني توليفة الشهواني والصوفي لديها وقفا على اجتراح‬ ‫رويدا رويدا‪،‬بل ّ‬ ‫جرائر اإلبداع االستثنائي والمغاير مالئمة وتوأمة لتصاعدية منسوب النضج وتسارع‬ ‫تو ّهجه عقال وعاطفة‪.‬‬ ‫إنها كتابة إخراج‪ ،‬تضع الجسد في إطاره الطوباوي‪ ،‬مشرعة الذاتية على أسئلة‬ ‫الموت‪ ،‬خدشا بفلسفة تأجيل اآلني‪ ،‬أو غوصا في محاوالت تضميده باألحرى‪ ،‬قفزا‬ ‫إلى إلهامات الرتوشات الغيبية المغدقة على الروح إذ ترعى شبابها بحذر‪،‬من الطاقات‬ ‫االيجابية ومناهل األمل البرود‪ ،‬عدل ما يجفف اللحظة المتوعّكة بمثالب الشيخوخة‪،‬‬ ‫مجنّبا إياها فخاخ االنهزامية الضاغطة والدافعة باتجاه تأدية المزيد من الضرائب‬ ‫والدمغات الجبائية التي قد تفرضها معايير هذه الشيخوخة المتر ّهلة‪.‬‬ ‫تجربة انبعاث‪،‬ممتدة في تربة االنقراض الوشيك وممسوسة بغرائبيته وسيرة ظالله‪،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫معزز للمغالبة الذاتية التي عبرها ومن خالل تعاليمها فقط‪،‬تظفر القصيدة‬ ‫انفالت‬ ‫يبرر‬ ‫بعنفوان األبد وترتقي سلّم الخسارات كمعادل لقرابين المقايضة الوجودية التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫المستفز ‪،‬و المرتّب بوشاياته مشاهد الشيخوخة المنذورة‬ ‫بياضاتها حجم الصمت‬ ‫مطرز اللغز بجملة الغيبيات ال ُملهمة والمتسببة بجالل هذا النزيف‬ ‫الستنطاقات الفناء‬ ‫ّ‬ ‫المر المكنّى عطالة عن الحياة‪ ،‬بل كتابة تنرسم‬ ‫على قلقه وتشكيكيته‪ ،‬هذا النزيف‬ ‫ّ‬ ‫لتجليات الذاكرة الطفولية في لبوس شيخوخة قاهرة بهواجسها وأسئلتها وعدميتها‪.‬‬ ‫قبل أن نعود الستكمال هذه المعالجة‪ ،‬يجدر بنا التوقّف عند هذه الفسيفساء كغيظ من‬ ‫فيض لصاحبنا‪ ،‬وهو يعلن حربا نفسية على جهات العري والغضاضة والثغور‬ ‫الملغومة بخيوط سم حقبة من حياة اإلنسان تدعى شيخوخة‪ ،‬فيخرج بفضل مخياله‬ ‫الج ِشع األكول ‪ ،‬وروحه الشابة المرحة‪ ،‬و طفولة قصائده‪ ،‬مزهوا يتل ّمظ عناقيد‬ ‫االنتصار على عطالة وعبثية الحياة‪.‬‬

‫[ أحدّق بعيد ‪..‬‬ ‫ال يشء يف الفق ‪،‬‬ ‫ال يشء عىل امتداد البرص‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫سوى طفل هناك يتأمل الغروب ‪،‬‬ ‫ترىب بني الكتب يصقل اللكامت‪.]...‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫[ترسب اجلليد اىل عرويق ‪،‬‬ ‫عرب شظااي مسام جدلي ‪...‬‬ ‫و أان أرقب الساحل املوتور‬ ‫متلفعا ابلصمت ‪،‬‬ ‫متلفعا ابلغياب ‪،‬‬ ‫و اخلوف ‪،،،‬‬ ‫متلفعا‬ ‫برضاض قليب املكسور]‪.‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫[ألفيت قرب الثقب السود ‪،‬‬ ‫سؤالا فاتنا‪:‬‬ ‫هل أصابك عشقي ؟؟‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫أان الروضة اليت يه أنت ‪،‬‬ ‫أنت النجم اذلي هو أان‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫برجة السؤال ‪،‬‬ ‫وصعقة السؤال ‪،،‬‬ ‫بكيت حىت ‪،،،،،‬‬ ‫حىت نط من عيين قوس قزح ‪.‬‬ ‫حىت ‪،،،،‬‬ ‫رأيت النجم و الروضة ‪،‬‬ ‫تعش با أمايم ‪،‬‬ ‫ميارسان طقوسا انبضة ‪،‬‬ ‫بشعر احلياة‪.].‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫حرريين من جسدي‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫حرريين من الاش هتاء والشهوة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫حرريين من عقدة لساين‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫حرري بويح كل‪ :‬أنين أراك ربوة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫تمثر العناق والقبل والانصهار‬ ‫ابلعروة‪.‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫[ ويشدو بقليب شا ٍد وعبده‬ ‫‪13‬‬


‫نش يدا يسامر لييل الطويل‬ ‫وأنت اي أنس مشعة‬ ‫تفيض بوحدة يويم الطويل‬ ‫كرمي هو القلب ما راعين‬ ‫اذا ما ورودي س باها ادلّ خيل‬ ‫تفوح بعيدا فال حول يل‬ ‫عيل خبيل خبيل]‪.‬‬ ‫شذاها ّ‬ ‫‪...................‬‬ ‫[ ّ‬ ‫ترش بعطفها قلبا ولوها‬ ‫فيغرق يف نعمي من جنان‬ ‫به تزهو احملبة يف منال‬ ‫وقد أحضت هل طوع البنان‬ ‫لمك نسجا زمان الشح ودا‬ ‫به َو ِردا الصفا بال دانن]‪.‬‬ ‫إنها شعرية ترشق برمزية التموقع في منطقة المابين‪،‬تتز ّمل بروح الكوميديا السوداء‪،‬‬ ‫سليقة‬ ‫وتتشبّع بكنوز ومرجانات خارطة األمجاد مثلما صانت سجالّت خلودها ريشة ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫األولى‪،‬ولطخ عذريتها وبياضاتها المغرية بتدلي عناقيدها‪ ،‬فحول ديوان العرب‪،‬‬ ‫وأستحضر هنا على وجه المثال ال الحصر شعراء خفّة الظل من طراز أبي العتاهية‪،‬‬ ‫وأحسب البعض م ّما دأب أن يُجريه أبو الشيماء‪ ،‬على لسان هذه اللوحة الكالمية‬ ‫المشتهاة في جميع أحوالها‪ ،‬ويض ّخه في شرايين إرساليته التعبيرية ‪ ،‬أسرارا مثقلة‬ ‫صانية‪ ،‬وسابحة مع أفالك‬ ‫بمعنى سؤال الفناء والتبدد‪ ،‬معارضة مؤثثة للمغايرة الن ّ‬

‫‪15‬‬


‫اإلضافة والتجديد وعدم االنزالق إلى مستنقعات االجترار والنسخ اإلبداعي الذي ال‬ ‫طائل يرتجى منه‪.‬‬ ‫للردى‪ ،‬منغّصة بذلك فصول‬ ‫قد تستأسد المعاناة‪ ،‬وتزرع في دائرة الذاتي ألف ثغر ّ‬ ‫الشيخوخة‪،‬وراجمة بجمر خريف العمر‪ ،‬لكن‪...‬‬ ‫مسرح اإلقامة في الطفولة البعيدة جدا ‪ ،‬يبدّل جلد القصيدة بالتمام ‪ ،‬ويستنبت معنى‬ ‫الروح لمنطق المطلق‬ ‫موازيا للحياة الواقعية ‪،‬ومن ثم تتعالى إيقاعات الدّندنة مخضعة ّ‬ ‫الضاج بإمالءات االنفالت والذود بسالح الحلمية بغية استرداد حالة التوازن الذي ال‬ ‫يجعل الشيخوخة شبحا أو عدوا مهاب الجانب‪.‬‬ ‫تحرشت بنا مغناطيسية الهديل‬ ‫تلك هي المعية المغلّفة ببكارة أوراق الصمت‪ ،‬مهما ّ‬ ‫صع برضاض ونثار أوجاعنا‪.‬‬ ‫المر ّ‬ ‫ذلكم جنون الكتابة المرتقية بالنص فوق مستوى حياة مد ّججة بأسئلة الموت التي قد‬ ‫تولّدها وتسقي كأل مراعيها هواجس الشيخوخة‪.‬‬ ‫الفض فوك أيها السبعيني المشاكس بأوراق شيخوخة تغازل بطفولة الذاكرة وذاكرة‬ ‫الطفولة‪.‬وليكن آخر قولنا قبل أن يسدل الستار على فصول العمر منّا و المنثور بال‬ ‫معنى وبنكهة القبض الطفولي على جمرة الحياة ‪،‬أو احتشام قوس قزح في خدود‬ ‫األبكار‪ ،‬ليكن قصيدة تكفّن ذواتنا بجحيمية القصائد المخلفة أثرا فردوسيا في القلوب‬ ‫العاشقة‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫أمال الفتالوي‬ ‫تناسى أين هو؟ وحلّق في عالم بعيد رائع الجمال‬ ‫حينما ش ّم عطرها‪ ..‬بقي يحدّق بها ويناجيها بك ّل‬ ‫حب‪ ،‬خاطبها بك ّل صبابة‪:‬‬ ‫بك‬ ‫كن ِ‬ ‫ت وما تزالين حلمي األثير ‪ ..‬رزقني هللا ِ‬ ‫بعد ابتهالي إليه في أسداف ليالي عمري ‪..‬‬ ‫خاطبته وناجيته‪:‬‬ ‫إلهي‪ ..‬ارفق بعبدك الضعيف‪ ..‬ال ت ُ ِحله أسيرا لهوى الرغبات تتقاذفه األخيلة‪ ..‬إلهي‬ ‫ارزقني بزوجة من اختيارك وتدبير مقاديرك‪ ..‬تسرني إذا رأيتها وتحفظني إذا غبت‬ ‫عنها‪ ..‬تذكرني بآخرتي وتعينني على دنياي‪..‬‬ ‫غاليتي كانت هذه دعواتي‪ ،‬وقد استجاب ربّي‪ ،‬إذ جرت تدابيره؛ بأن التقينا تحت أفياء‬ ‫إرادته ج ّل وعال‪ ،‬وكان أن حفظتيني في غيابي ذلك الغياب الذي دعاني إليه الواجب‬ ‫ي‪ ..‬وال أنسى ذلك اليوم الذي قررتُ فيه أن أمتطي صهوة السواتر‪ ،‬فنحن‬ ‫الشرع ّ‬ ‫قلبك‪ ،‬ما يخشى لسانك‬ ‫فرسان هذا الزمان‪ ..‬في ذلك اليوم كانت عيونك تنطق بما في ِ‬ ‫بوحه‪ ..‬ولكن تغلبت روحك التي غذتها يد الرحمة اإللهيّة على ك ّل هواجس الخشية‪..‬‬ ‫أتذكرين؟‬ ‫وكنت حائرا تخشى أن‬ ‫نعم أيّها الغالي أذكر جيدا ذلك اليوم‪ ،‬كان الوقت عصرا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫قرأت في عيوني كالم القلب‪ ..‬قرأتُ أنا أيضا ما يجول‬ ‫أعارضك في قرارك‪ ،‬ومثلما‬ ‫َ‬ ‫في خاطرك‪ ،‬وسرعان ما بددت كلماتي حيرتك وأنا أشدو لك بها (اذهب وعين هللا‬ ‫ترعاك)‪ ،‬ومع مغيب الشمس غابت مخاوفي ومخاوفك‪ ،‬وأنزل هللا عز وجل سكينته‬ ‫علينا‪.‬‬ ‫أطمئنك باستمرار‪،‬‬ ‫ي عهدا أن أحافظ على نفسي قدر المستطاع‪ ،‬وأن‬ ‫نعم وقد أخذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت عل ّ‬ ‫لك ذلك‪ ،‬بل تعدى األمر إلى أن تتواصلي مع عوائل َمن معي من المقاتلين‪،‬‬ ‫وكان ِ‬ ‫والقوة والبطولة‪ ،‬وال أنسى كيف أ ّن‬ ‫وتشدّي من أزرهم‪ ،‬وتبثي فيهم روح اإليثار‬ ‫ّ‬ ‫ت بها إلى أن تعافت‪.‬‬ ‫رفيقي زيدا شكرني؛‬ ‫ألنك راعيت والدته وهي مريضة‪ ،‬واعتني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫وكذلك صديقي منتظر الذي أبدى ك ّل آيات االمتنان؛‬ ‫ألنك قمت بتدريس ابنه‪ ،‬وكن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت بجانب‬ ‫أنك كن ِ‬ ‫سببا في نجاحه‪ ،‬ورفيقي إيهاب كان في غاية ال ّ‬ ‫سعادة حينما علم ِ‬

‫‪17‬‬


‫مشوشا عليها كونها وحيدة‪ ،‬صدقيني كم أنا‬ ‫زوجته وهي تلد ابنه البكر؛ ألنّه كان‬ ‫ّ‬ ‫ت حقا من انتقاء البارئ عز وجل ؛ ألنّني وكلته أمري في‬ ‫بك‪ ،‬فأن ِ‬ ‫فخور ِ‬ ‫زواجي‪ ،‬ونعم ما اختار لي‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫الصحفي‬ ‫عبد الرسول جلوب سيد الكعبي‬ ‫من دولة العراق‬

‫الصحافة من أهم الوسائل المتقدمة التي تضمن لإلنسان الحرية‪ ،‬بحيث يمكن القول إن‬ ‫حرية الصحافة تعد مقياسا لحرية الشعوب‪ ،‬فحرية الرأي والتعبير تكمن في جريدة أو‬ ‫كتاب أو في خطاب مصور أو مطلع‪.‬‬ ‫وقد نصت على هذه الحريات اإلعالنات الوطنية واإلقليمية والدولية‪ ،‬وجميع الشرائع‬ ‫والدساتير العالمية انطالقا من الشريعة اإلسالمية مرورا باإلعالنات العالمية وصوال‬ ‫إلى الدساتير الوطنية‪.‬‬ ‫فالصحافة إذن تلعب دورا هاما في نقل مختلف األفكار ولها دور سياسي واجتماعي‬ ‫هام في تنوير العقول ورفع اللبس ونشر الحقائق للناس‪ ،‬لكن بالرغم من كل هذا‪ ،‬ال‬ ‫تعفى من المسؤولية عندما يتجاوز الصحفيون الحدود بإحداثهم أضرار تمس الفرد‬ ‫وحتى النظام العام للدولة التي يقعون تحت نظامها القانوني‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫عندما يخرج المواطن صالح سعيد البومة‪ .‬من بيته فانه يفكر بتغيير العالم واحداث‬ ‫ثورة كبرى في قوانينه وحضارته ومخترعاته العلمية ‪..‬وعندما يعود الى البيت فانه‬ ‫يفكر ب ( شنو راح يتغدى ) فقط ‪..‬اما في المساء فانه يفكر ( شنو رح يلعب طاولي‬ ‫لو دومينو وشنو يتعشى ثريد لو بيض وطماطة )‬ ‫وعندما يضع راسه على الوسادة اواخر الليل فانه ال يحلم اال ب ( الكتلة االكبر )…‬

‫‪22‬‬


‫حسام الطحان‬

‫على المؤسسات التعليمية في العراق ان تولي اهتماما اكبر بعلم النفس والطب‬ ‫النفسي ‪ ،‬فنسبة كبيرة من الشعب دخلت في منطقة العوق النفسي ‪ ،‬لذا يجب‬ ‫على الحكومة ان تزيد اهتمامها بتوفير مالك بشري كبير من المتخصصين‬ ‫في الطب النفسي ‪ ،‬واال فاننا سنرى بعد سنوات قليلة شعبا كامال يركض‬ ‫حافيا في الشوارع وهو يالحق شيطانا يتراءى له ويشتمه ‪ ،‬شيطان يستفزه‬ ‫ويقول له ‪ :‬انت مطي وتظل مطي ‪ .....‬وخلي تفيدك الكتلة االكبر ‪...‬‬

‫‪21‬‬


‫رحيم خلف الالمي‬

‫مري ‪..‬كأن الوقت يذحبه الذهول‬ ‫أنا بأنتظار القادم اجملهول ‪ ..‬يطويين األفول‬ ‫وترقيب ساعات قليب ‪ ..‬اذ تدق بال طبول‬ ‫وثبور آمايل ‪ ..‬نسيم العطر ‪ ..‬يسبق خطويت‬ ‫وجتر أقدامي الرياح ‪...‬اىل الرحيل‬ ‫اَمضي كقنديل العجائز ‪ ..‬يف املساء‬ ‫والتيه يتبعين ‪ ..‬كظلي يف الوصول ‪..‬اىل احملال‬ ‫مري ‪..‬كان البوح ‪ ..‬يكتم صحويت‬ ‫ويقول يف وجل ‪ ...‬تعال‬ ‫انا ما ازال ‪ ..‬كما ازال‬

‫‪22‬‬


‫وبرفقة األشواق ‪ ..‬تنثرين األماين ‪..‬يف الوصال‬ ‫مري ‪ ..‬غدوت اليوم ‪ ..‬طارقيت ‪..‬جتوب نواظري‬ ‫واحدق اللحظات ‪ ..‬يرمقين السؤال‬ ‫مري ‪ ..‬كان اليوم عيد ‪ ..‬واجلراحات ابتهال‬ ‫كوين ‪ ..‬نواقيس الطقوس برحليت‬ ‫او يف حرويب ‪ ..‬اجلرح أومسيت‬ ‫كان املوت اهداين ‪ ..‬نياشني النضال‬ ‫وكأنين ‪ ..‬أدركت ان املوت ‪..‬‬ ‫يستهوي النعوش ‪..‬كما النحيب‬ ‫وأصابع األقدار ‪ ..‬ترسم من بقايا الشوق ‪..‬‬ ‫وصالً للحبيب ‪ ..‬مع احلبيب‬ ‫مري ‪ ..‬سكون اجلرح ‪ ..‬يزنف يف هليب‬ ‫مري ‪ ..‬غداة مدامعي ‪..‬‬ ‫أمست ترآق ‪ ..‬بوجنيتَ ‪ ....‬بال رقيب‬ ‫مري ‪..‬كما الذكرى ‪..‬‬ ‫مع األيام تنطق ‪...‬يف املدارات ‪..‬السؤال‬ ‫وتدور ‪..‬واألقدر ختبو ‪..‬‬

‫‪23‬‬


‫بني افالك الوجوم ‪ ..‬تسكعا صوب ارحتال‬ ‫يل بني اطناب املسافات ‪ ..‬جمرات عناء واعتالل‬ ‫انا مولع بالريح ‪ ..‬تذروين بقايا من تراب ‪..‬‬ ‫بني ‪...‬سهل ‪ ......‬اوجبال‬ ‫ال أطيق اهلجر‪ ..‬لكن‬ ‫اهنا األيام ‪ ....‬تَبلوين الرحيل‬ ‫غادر األفق ‪..‬‬ ‫كاشباح هتيم االرض ‪ ..‬يف جسد حنيل‬ ‫وحمطات ظاليل ‪..‬‬ ‫تستفز الشمس ‪..‬باألفق متيل‬ ‫ال أوآري ‪ ..‬اِن يف قليب ‪ ..‬ركام من عويل‬ ‫ويح روحي ‪ ....‬اهنا قَدرٌ حمال‬ ‫قَلبيين بني أحضان املراثي ‪..‬‬ ‫واَبكي فوق القرب ‪..‬‬ ‫أشجاين نواعي ‪..‬واجلراحات أبتهال‬

‫‪23‬‬


‫جمال الرمضاني‬

‫‪25‬‬


‫لمياء العلوي‬ ‫تونس‬ ‫الشمس تنام علي وجهي‬

‫اتبيحون الكذب والنفاق والرياء‬

‫فيشع ضياء‬

‫اتتجملون بمساحيق جبلة للضعفاء‬

‫وحروفي عزف من وجع‬

‫اتودون الثناء والمجد لعجزكم‬

‫ويداي سماء‬

‫وترددون الحرية وانتم االذالء‬

‫ال اسرف وجعي على اعتابه‬

‫ال استسيغ انبطاحكم وال احابي‬

‫فأوجاعي انفتي و غربة نكباء‬

‫فانا ولدت من امة العظماء‬

‫في كل شبر من ضادي الم‬

‫االان اتلفت كرامتي على ابوابكم‬

‫وبراعمي تسقى جوارح ودماء‬

‫فكم عريقا دنسه تخاذلكم والرياء‬

‫ال تسألوني عن مهانتي فمهانتي‬

‫تحابون الغريب ولبعضكم نواصال‬ ‫وقناء‬

‫نقش على جماجم السفهاء‬

‫اياعروبة ندت لركبها جبين الدهماء‬

‫سفيهنا يقتادنا ونحن رعية بلهاء‬

‫فأينعت حروب داحس والغبراء‬

‫تبع يضلنا الخزي وطريقنا الرمداء‬

‫اوطاننا طرائد و فرائس درداء‬

‫سراول شبابنا من الدبر التوت‬

‫ياأمة جعل منا الغرب مطية‬

‫حتى تدنت باشعوب دنست الحياء‬

‫انثى العهر وروائحها البغاء‬

‫نبيح ماحرم ونقتفي الذل‬ ‫ونعلن انا من االسالم براء‬

‫‪22‬‬


‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬

‫‪27‬‬


23


‫مصطفى الحاج حسين‬ ‫رض‬ ‫َما تَب ِكي ِمنهُ األ َ ُ‬

‫بال َكا ِد لَ َم َحت بَس َمت ُ ِه‬

‫اريخ‬ ‫ُه َو الت ِ‬ ‫ان‬ ‫قَ َذ َ‬ ‫ارة ُ الز َم ِ‬ ‫ان‬ ‫و ُمخَلفَاتُ اإلن َ‬ ‫س ِ‬ ‫أرض يَ َد ِك‬ ‫اعط ِه يا‬ ‫َف ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِليُقَ ِبّلها َويَعتَذ ُِر‬ ‫َعن َجرائِ َم َوقَ َعت ِب َح ِقّ ِه‬ ‫َولَم يَرت َ ِكبها‬ ‫ق‬ ‫تَ َ‬ ‫ِ‬ ‫سب َبت لَ ِك بالضي ِ‬ ‫واالنز َعاجِ‬ ‫ي بِ َدربِ ِك‬ ‫َما َكانَ ِليَم ِش َ‬ ‫ف‬ ‫عر ُ‬ ‫لَو َكانَ يَ ِ‬ ‫سيُلَ ّ ِو ُ‬ ‫ار ِك‬ ‫ثا ِ‬ ‫أن َد َمهُ َ‬ ‫ِخض َر َ‬ ‫صبُوا لَهُ ال ِ ّ‬ ‫اك‬ ‫ش َر َ‬ ‫ُهم نَ َ‬ ‫الور ِد‬ ‫اِخت َ َبؤُوا في قَل ِ‬ ‫ب َ‬ ‫اِقت َ َربوا ِمنهُ على شَك ِل‬ ‫َف َراشَات‬ ‫س ُل يَق ُ‬ ‫ط ُر ِمن‬ ‫كانَ ال َع َ‬ ‫ض ِح َكاتِ ِهم‬ ‫َ‬ ‫َوكانت أيادِي ُهم تَش ِبهُ الندى‬ ‫َدر ُهم لَهُ َكانَ ُمبَا ِغتَا‬ ‫غ ُ‬

‫‪21‬‬


‫َاج َر ُهم‬ ‫َخن ِ‬

‫على أَن يَ ُكونَ َد ُمهُ‬

‫َو ُحضنُهُ لَم يَزَ ل َعا ِلقَا‬

‫وك‬ ‫نبيذا ِلش ِ‬ ‫اج ِه‬ ‫مو ِ‬ ‫َ‬ ‫أحرقُوا َو َه َج أ َ َ‬ ‫وح ِه‬ ‫هَد ُموا قَا َمةَ بَ ِ‬ ‫س َرقُوا ِمنهُ أَجنِ َحةَ الص َدى‬ ‫َ‬ ‫ظنُّوا أَن الص َدأ َ‬ ‫َ‬

‫كانوا أص ِدقَا َء‬ ‫يَكتُبُونَ األ َمانِي‬

‫اح ِهم‬ ‫رو ِ‬ ‫لَن َيتَخَث َر في أ َ َ‬ ‫ت‬ ‫َوأن ال َك ِل َما ِ‬

‫على َدفَاتِ ِر ُ‬ ‫طفُولَتِ ِهم‬

‫ب على ِشفَا ِه ِهم‬ ‫لَن تَتَخَش َ‬

‫َيص َ‬ ‫َيم‬ ‫طادُونَ الغ َ‬ ‫ق‬ ‫ِليُو ِل ُموا ِلل ُ‬ ‫ض َحى ُخبزَ الر ِحي ِ‬ ‫صي َدت َ ِه كانَت أَنقَى‬ ‫وألَن قَ ِ‬ ‫َوأَرقَى‬

‫ماتُوا ‪..‬‬

‫ِور ِهم‬ ‫في ُ‬ ‫صد ِ‬ ‫كر ِهم‬ ‫س ِم َع قَهقَ َها ِ‬ ‫َ‬ ‫ت َم ِ‬ ‫ص َر لَح َمهُ ال َمش َوي‬ ‫أب َ‬ ‫عيُونِ ِهم‬ ‫نار ُ‬ ‫على ِ‬

‫َاج َرهم‬ ‫والصمتُ يَ ِق ُّ‬ ‫ض َحن ِ‬ ‫و َ‬ ‫ف‬ ‫فر ُ‬ ‫ظلت قَ َ‬ ‫صا ِئ ُدهُ ت ُ َر ِ‬ ‫في أعالي ال ُخلُو ِد‬

‫َو ِمن قَلبِ ِه َمبعَ ُ‬ ‫الرؤيَا‬ ‫ث ُ‬ ‫َه َد ُروا أَب َجدِيتَهُ‬

‫مصطفى الحاج حسين ‪.‬‬ ‫إسطنبول‬

‫واتفَقُوا‬

‫‪32‬‬


‫فتحي مهذب‬ ‫جهزت حصاين‬

‫أغزو قرى ومدائن‪..‬‬

‫مثل بوذي هارب‬

‫وعلى كتفي ببغاء هندي‪..‬‬

‫من جواسيس يف خميلته‪..‬‬

‫أبصر ثريان تتحاور‪..‬‬

‫أممت مست املطلق‬

‫نشأت يف شقق نظيفة‪..‬‬

‫بأمسال خلقة‪..‬‬

‫تبتلع ضبابا طازجا‪..‬‬

‫أطلقت بلبال حمنطا‪..‬‬

‫مث تدخل بوابة صدري‪..‬‬

‫وردته رسالة من مومياء‪..‬‬

‫أبصر قسا يستقبل غرقى‬

‫شكرين متثال‪..‬‬

‫يف هبو كنيسة‪..‬‬

‫حيرس بييت من هواجس‬

‫يصعدون تلة ماضيهم‬

‫يولسيس‪..‬‬

‫ويتالشون‪..‬‬

‫(ضيفي منذ سقوط أوديب يف هاوية‬ ‫الطابو)‪..‬‬

‫‪31‬‬


‫طاهر مصطفى ‪ /‬العراق‬ ‫يا ليتين انتبهت هلذا الزمن‬

‫القهر وصراع النفس‬

‫األرعن‬

‫آه يا وجه سور الفصول‬

‫زمن اهلزائم واللعب بامليسر‬

‫الناعس فوق أحالمي‬

‫زمن ميشي باملقلوب‬

‫هتف لتراتيل أحزان ألعباد‬

‫ميزج حقيقة حاضر‬

‫وبراعم شقوق التاريخ‬

‫بقدسية أصوات النحيب‬

‫ء‬

‫هي صور لصيحات مجاجم‬

‫وصرخات الوقت‬

‫حتمل أغصان األشجار‬

‫هترول خلف سنني املوت‬

‫فوق زمن ممزوج باإلحباط‬

‫قتلت صوت نداءات‬

‫اجلامث فوق ليل‬

‫هدمت سور بيوت األطفال‬

‫يقتل ارض الفوالذ‬

‫وأنا وحلمي األعرج‬

‫خبنجر حجر الضمري‬

‫ولد يف سراديب عمري‬

‫وزوبعة مالذ الوقت‬

‫تاركاً خلفي ماضي يهرول‬

‫امسع صوتا قادماً‬

‫كحصاناً ابيض بغابات‬

‫على أطراف قطار الشرق‬ ‫‪32‬‬


‫ال ادري ملا توقف القطار‬

‫ما زلت اروي احلكاية‬

‫أمام جدار صمت األبواب‬

‫بركان حيتاج قدح شرارة‬

‫أهو قاتل رفع سيفه‬

‫إىل قبلة تغري مسارها‬

‫ليقطع سعفات النخيل‬

‫لقلوب أطفال محلت احلجارة‬

‫ويتربص مييناً ويساراً‬

‫ما زلت اخفي بقايا وجه‬

‫ويركض هنا وهناك‬

‫جمروح برصاص اجلالدين‬

‫خيلق دوامة القرية املهجورة‬

‫محل ألوانه السرمدية‬

‫وينثر األمراض يف رياح القصب‬

‫على رايات خشبية مصلوبة‬

‫هي شديدة جتللت مبقاصل املشانق‬

‫يف زنزانات البارود األسود‬

‫مهومها تفتعل ظلمة زمان سافل‬ ‫أمام قتلة يصلبون نور الفجر‬

‫‪33‬‬


‫ماجد دمحم طالل السوداني‬ ‫العراق ‪ -‬بغداد‬ ‫ارض السواد تتمخض نار‬ ‫ارجوحة بايدي غدر الزمان‬ ‫وطين يبكي يبحث عن الدفءِ‬ ‫يف صدقِ العيون‬ ‫عن بقايا وطين السليب‬ ‫تتمخضُ اجلبال فتلد ذئاب‬ ‫تشعلُ الوطن نار وهليب‬ ‫تغلقُ عن احملبني الدروب‬ ‫احبث عنكِ بني الوجوهِ‬ ‫عن امرأةٍ تلد رجال‬ ‫وتعشق احلياة‬ ‫عطرها شذا للوطن‬ ‫امرأة قتلوا يف قلبها االنسان‬ ‫مات حبيبها‬ ‫واصبح من اهلِ القبور‬ ‫بفعل قاتل جبان‬

‫‪33‬‬


‫الكل يبحث عن ضوءِ النهار‬ ‫عن مهسةِ صدقٍ تصدر من الثغرِ‬ ‫عن كلماتِ حبٍ من الشفاهِ‬ ‫الغرية تسقي احلب يف قلوبِ النساء‬ ‫دموعهن تفضح االشتياق للعناق‬ ‫تسمع لضلوعي هسهسه عند القاء‬ ‫تفضح لقاء نظرات العيون بالعيون‬ ‫تبحث عن رجلِ كلمة وفعل‬ ‫يعيد الضحكة لالطفال والنساء‬ ‫يرسم بسمة فرح على مبسمِ الشهداء‬ ‫يضمد جراح الوطن‬ ‫يعلمها الضحك بدل البكاء‬ ‫يغري مالبسها السوداء‬ ‫يلبسها بدلة عرس بيضاء‬ ‫يعدها بزفة عرس مع ليلة حناء‬ ‫حيافظ على ظلها‬ ‫لينام حتت طيفها حني التعب‬ ‫ويتذوق من فمها طعم الرطب‬ ‫ويبقى دفء العيون‬ ‫ميسح عن جبني الوطن ‪ ...‬اهلم وحزن السنني‬

‫‪35‬‬


‫مهند عزاوي دمحم‬ ‫من العراق‬ ‫اذآ قد عطش العراق‬ ‫نار البصرة اذا شعلت‬ ‫ال تبقي شيء ما حرقت‬ ‫ال عشب أخضر قد يبقى‬ ‫ال سورآ حيمي ما أخذت‬ ‫فل يعلم ساسة األمة‬ ‫نار احلق هناك اندلعت‬ ‫ال يؤخذ حق و مطالب‬ ‫يترصد لينال ما طمعت‬ ‫فل حيمي اهلل بصرتنا‬ ‫وحيق احلق ما بقيت‬ ‫ويعيش شعبها بأمان"‬ ‫وال تبقى نارآ ما طفيت‬ ‫‪32‬‬


37


33


31


‫اعداد ‪ :‬قاسم الغراوي‬ ‫ديكارت هو رياضي و فيزيائي وفيلسوف‬ ‫فرنسي مرموق عاش في الفترة من عام‬ ‫‪ 1512‬حتى عام ‪ 1252‬ميالدية ‪ .‬وقد‬ ‫خلد ديكارت اسمه في ميدان الرياضيات‬ ‫باكتشافه االحداثيات الكارتيزية التي ال‬ ‫غني ألي تلميذ في المدرسة عنها ناهيك‬ ‫عن الرياضيين والفيزيائيين ‪ .‬وكتاب‬ ‫ديكارت “تأمالت فى الفلسفة االولية” يعد‬ ‫من االعمال الكالسيكية الخالدة وهو‬ ‫ينتمى الى ميدان نظرية المعرفة ‪ .‬ذلك‬ ‫الميدان اللذى يهتم بدراسة مالذي يمكن لألنسان ان يعرفه وماهى حدود تلك المعرفة‪.‬‬ ‫وكان هدف ديكارت من هذا الكتاب ان يصنع أساسا صلبا يمكن ان تقوم فوقه العلوم‬ ‫المختلفة‪ .‬حيث الحظ ديكارت ان كل العلوم تعتمد فى جوهرها على الفلسفة‪ .‬لكن‬ ‫الفلسفة فى حد ذاتها متنازع فى شأنها‪ .‬وهناك فلسفات بعدد الفالسفة‪ .‬فاراد ديكارت‬ ‫ان يحل هذا التناقض وان يختبر كل شئ فى معارفنا من البداية الى النهاية حتى يتأكد‬ ‫من سالمة كل شئ‪ .‬وقد شبه ديكارت ذلك بان تفاحة فاسدة واحدة بامكانها افساد سلة‬ ‫كاملة من التفاح‪ .‬وافضل طريقة للتخلص من التفاحة الفاسدة هو اخراج كل التفاح من‬ ‫السلة وفحصه تفاحة تلو االخرى‪ .‬و ال نعيد تفاحة مرة اخرى الى السلة حتى نتيقن‬ ‫من سالمتها تماما!‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫وكتاب التأمالت هو عمل ادبى رائع‪ .‬وقد صاغه ديكارت بصيغة ضمير المتكلم انا‬ ‫مما يحفز القارئ على التفاعل مع افكار الكتاب و ال يكتفى بتلقيها بصورة سلبية‪ .‬بل‬ ‫هو يتخيل نفسه فى مكان الكاتب ويعيش تجربته و يعايش افكاره‪ .‬وهذا الكتاب مكون‬ ‫من ‪ 2‬اجزاء وفيما يلى سنري تلخيصا الفكار الكتاب‪ .‬وطبعا هى ليست ترجمة حرفية‪.‬‬ ‫والبقاء روح الكتاب سابقى الصياغة بصورة ضمير المتكلم انا‪ .‬ثم بعد الملخص يأتى‬ ‫التعقيب والنقد‪.‬‬ ‫التأمل االول‪ :‬فى صغرى تعلمت كثيرا من االشياء ولكنى عندما كبرت ادركت ان‬ ‫بعض ما تعلمته لم يكن صحيحا بل تيقنت انه كان خاطئا تماما‪ .‬وهذه الحقيقة كانت‬ ‫تزعجنى‪ .‬فهناك ما تسلل الى افكارى ومازال ربما قابعا هناك وهو غير صحيح‪.‬‬ ‫وراودتنى دائما رغبة ملحة فى مراجعة كل ما تعملته فى حياتى وان انظر اليه نظرة‬ ‫نقدية موضوعية ال غاية لها اال الوصول الى الحقيقة‪ .‬و كنت دوما اؤجل هذا االمر‬ ‫العتقادي انني لست ناضجا بما فيه الكفاية واننى غير مؤهل لذلك‪ .‬ولكننى اليوم بعد‬ ‫ان وصلت الى هذه المرحلة اللتى ال استطيع ان اشكو فيها من قلة النضج وبعد ان‬ ‫حققت فى حياتي مكسبا ماديا يعصمنى من العوز والفقر فى االيام الباقية من عمري‬ ‫اشعر انه بامكانى القيام بهذه المهمة االن‪ .‬بل علي العكس اشعر اننى اليمكننى تأجيل‬ ‫هذا االمر لوقت الحق‪ .‬النه ربما تكون اللحظة المناسبة قد ضاعت حينئذ‪ .‬وفى مسعاي‬ ‫لن اترك حجرا قائما فى مكانه‪ .‬سأختبر كل شئ ولن اقبل اى شئ مسلما به هكذا‬ ‫بدون ان اتأكد بشكل حاسم من صحته‪ .‬سأشكك فى كل شئ وسأنظر الى كل شئ‬ ‫بنظرة نقدية‪ .‬فالمتهم عندي مذنب حتى تثبت براءته‪ .‬واذا كلل مسعاى بالنجاح ساصل‬ ‫الى الحقائق االساسية فى حياتنا اللتى ال سبيل الى التشكيك فيها‪ .‬واللتى يمكن اعتبارها‬ ‫اساسا مستقرا يمكننا البناء عليه وتطوير باقى العلوم منه‪ .‬اما اذا كلل مسعاى بالفشل‬ ‫فسادرك وقتها انه الشئ مضمون فى هذه الحياة و الشئ فى الدنيا يعلو فوق مستوى‬ ‫الشك والشبهات‪.‬‬ ‫المنطق السليم يقول اال تثق ثقة مطلقة بمن خدعك ولو مرة واحدة من قبل‪ .‬وانا اعلم‬ ‫ان حواسى قد خدعتنى مرات من قبل‪ .‬فاحيانا تصور لى حواسى االشياء على غير‬ ‫حقيقتها‪ .‬فربما رأيت من على بعد برجا عاليا مستديرا وعندما اقتربت منه وجدته‬ ‫مربعا! اذن فانا لن اثق بحواسى النها غير معصومة من الخطأ‪ .‬لكن من ناحية اخرى‬ ‫فان حواسى احيانا تقدم لى تصورات واضحة بثقة من الصعب ان اشكك فيها‪ .‬فكيف‬ ‫يمكننى ان اتشكك مثال فى اننى االن اقرأ مقالة فى ميدان فلسفى؟ وانا اشعر بجسمى‬ ‫ووزنى وواقعى الموجود حولى! االجابة على هذا االعتراض سهلة‪ .‬فقبل مرة حلمت‬ ‫ايضا اننى اقرأ مقالة فى ميدان فلسفى!! وبالرغم من اننى كنت احلم كنت اشعر‬

‫‪31‬‬


‫بالموقف كما لوكان حقيقيا ولم يتوان الى خاطري مطلقا اننى كنت احلم‪ .‬اذن فما اللذي‬ ‫يضمن لى االن اننى ال احلم ايضا؟ واننى لست جالسا اقرأ مقالة بل ان هذا مجرد‬ ‫حلم؟!‬ ‫العنوان ‪ :‬مقالة عن المنهج العلمي‬ ‫العنوان األصلي (بالفرنسية) ‪Discours de la méthode:‬‬ ‫المؤلّف ‪ :‬رينيه ديكارت ‪René Descartes‬‬ ‫"أنا أشك إذن أنا موجود" مقولة اشتهرت على لسان قائلها ديكارت الذي لم يكن‬ ‫افالطون وال ارسطو وال حتى االنسان الذي يثير الشك في كل ما حوله مع هذا الكتاب‬ ‫نقضي اوقاتا على صفحاته بين الشك واليقين وفلسفة ديكارت ومنهجه يكون سبقيها‬ ‫عرض للفلسفات القديمة والحديثة والوسطى نناقش نظرية المعرفة والتمييز بين النفس‬ ‫والبدن واثبات وجود هللا واألخالق وقيادة العقل للبحث عن الحقيقة ايضا نتعرف على‬ ‫بعض من حياة ديكارت وشخصيته فإلى الدراسة والمناقئة والفلسفات القديم منها‬ ‫والحديث للحديث مع ديكارت في هذا الكتاب‪.‬‬ ‫العنوان ‪ :‬التأ ّمالت‬ ‫العنوان األصلي (بالالتينية) ‪Meditationes de prima philosophia:‬‬ ‫المؤلّف ‪ :‬رينيه ديكارت ‪René Descartes‬‬ ‫هذه التأمالت هي سيرة ديكارت الماورائية‪ ،‬وهي من افخر المصنفات الفلسفية إطالقا‪.‬‬ ‫إنها حكاية ديكارت ذاتا‪ ...‬حكاية فكرة الخاص في لولبياته الصاعدة‪ ،‬حلزونيا‪ ،‬إلى‬ ‫أسمى سماوات التجريد والتذهين‪ ،‬فيها يثبت "رنيه ديكارت" وجود هللا وأن نفس‬ ‫اإلنسان تتميز عن جسمه‪ ،‬واضعا براهينه وحجمه على هذه األفكار وذلك في ترتيب‬ ‫واضح متين‪ ،‬يكون من شأنه أن يظهرها لجميع الناس كبراهين صحيحة‪.‬‬

‫‪32‬‬


33


33


‫نهى الحسني‬ ‫مزعج‬ ‫هادئ انت بشكل مزعج‬ ‫بصمتك القاتل بتجاهلك‬ ‫الهتتم لشيء التنظر اىل الفتيات‬ ‫ملن تتأنق اذا… !! نعم لنفسك‬ ‫حاول ان تقلد بقية الشباب ان جتذب‬ ‫اي فتاة اليك لكي أحس انك عادي‬ ‫مزعج‬ ‫هل انت شخص واقعي‬ ‫ال فأنت شخص متكرب‬ ‫اظن انك تتصنع التكرب ففي داخلك‬ ‫تدور حروب وخراب وانت جمرد بقايا انسان‬ ‫هل اعتقادي صحيح !‬ ‫الزلت اتسائل‬

‫‪35‬‬


‫يف كل مرة اضطر لتغري رأي فيك‬ ‫الاحترمك اكثر او اغري رأي فيك‬ ‫ألقول انت لست مثل البقية‬ ‫هل فكرت يوما بأن برودك يزعجين‬ ‫انت مزعج‬ ‫تسبح يف حبر هائجوعكس التيار‬ ‫لكنك ختطو على اليابسة‬ ‫بسالم تاركا خلفك فوضى وانتقام‬ ‫الحتاول تقليد احد‬ ‫هل انت من كون اخر‬ ‫هل كالمي صحيح ام انك‬ ‫يف الواقع مثل البقية سطحي و شبه انسان‬ ‫لكنك التشبه احد فقط انت انت‬ ‫ختطو كمالك كموسيقى هادئة‬ ‫انت انت كأنك هدوء بعد عاصفة‬ ‫انت ياانت مللت وانا اتسآل من انت‬ ‫من انت ايها اجملهول‬ ‫وملاذا اضطر يف كل مرة ان احترمك‬ ‫رغم اين اكرهكَ !‬

‫‪32‬‬


‫براء حسين الزيدي‬

‫ون ِيف ْ َال ْ​ْشَا ِر‬ ‫أحببتك ِب َعدَ د َحبَّات َّالزيْ ُت ِ‬ ‫َج َعلْ ُتك ِط ْف اال تَدَ ا َعب فُراشات قَلْ ِيب ب َ ْني ْ َال ْزهَار‬ ‫ُوص ِيف ِح ِ ّيب كبحار ‪.‬‬ ‫ومسحت َكل تَغ ُ‬ ‫َو َما َذا فَ َعلْت أن َ‬ ‫ــت ! ! ! !‬ ‫غَ ْ​ْي َج َعلْ ِتين َو َح ْيدَ ة ُم ْس َتلْ ِق َية ب َ ْني َو َجع وْشار ‪ :‬؛ يُ َم ّ ِزق الْ َقلْب َوي َ ْب ِ​ِك‬ ‫ُّالروح باكء اا ُم ْ​ْنار ‪.‬‬ ‫َأ َه َذا َال يَ ْك ِفيك ِلتَأْ ِ​ِت َوت َْطلُب الثَّأْر‬ ‫ُك ّن ِ​ِب َولَو ِلب ِْضع َدقَائِق ِغ َفار‬ ‫َو ِف ْكر ِيف ْ َال ْمر َجيِّدا ا قَ ْبل َر ْم ُيك ِيل ِيف النَّار ‪،‬‬

‫‪37‬‬


‫امينة حامد‬

‫حي أنا ام ميت الزلت أجهل ذلك‪..‬‬ ‫وحدها نشوات الحنين تنجو من تعاقب عثرات يأسي الكاسرة عابرة هفوات االحتضار‬ ‫الساكن على نافذة االنتظار‪..‬‬ ‫أفتح شق الذكريات المهترئ على جدران البأس الصامت‪..‬‬ ‫بوسام هاالتي السوداء‪..‬‬ ‫اعبر نحو عالم االوجاع الشفافة التي تطيب خاطري الملهوف‪..‬‬ ‫انفذ واركض وانا اخبئ بعض االمنيات في جيبي تسقط تلك االمنيات مدهوسة بعجالت‬ ‫العقبات الخرساء‪ ..‬اعاقب نفسي فالقي بها في حفرة الموت المؤقت اعصر روحي‬ ‫بين ذرات الندم متغلغلة قي جوف ثكنات االلم اللذيذ حيث اشفي غليل غضبي واروي‬

‫‪33‬‬


‫هشاشة وجعي اليابسة بتنهداتي الندية التي تستقي زيادتها من مدامعي الفائضة في‬ ‫جوف روحي المعذبة التي تطالب بانتشالها من ذلك الجسد البارد كل ليلة تربي على‬ ‫ساحة الحرية الخرساء من نافذة الخالص مرتجية الوصول الى قرارة تحكم بالتحرر‬ ‫من خلف قضبان جسد بارد يدعي الثبات بينما تشتعل مقاومة زفرات الغضب من‬ ‫صميم فؤادي الملتهب وهي تنغز جسدي بشوك الهفوات الٔميل فال أميل‪..‬روحي فقط‬ ‫هي التي تتوجع‪..‬‬ ‫اليهمني فمظهري رصين وجثتي التميل‪...‬‬ ‫لن اميل هذا ما حظوت به جسد نحيل‪..‬‬ ‫خاطر مخضب بالهموم واحساس قتيل‪..‬‬ ‫بارد االطراف بشفاه مرتعشة‪..‬‬ ‫من هذا العالم الكبير القاسي لم احظ بشيء ابدا روحي تتألم وقلبي مليء بالثقوب وأنا‬ ‫حزين‪..‬‬ ‫ووحيد‪..‬‬ ‫ال املك سوى جسدي الذي يحتضن تلك المجزرة‪...‬‬ ‫فهل اميل به لتسقط معالمي كما سقطت معالم باطني الموجوع‪...‬‬ ‫فقط جسدي من نجى من تعاقب عثراتي وكرب مالئتي المتكررة‪...‬‬ ‫بينما يحمل أسمي الذنب على تلك المجزرة‪..‬‬ ‫وأمشي بين الناس بلقب الحزين المعتوه‪..‬‬ ‫أنا تائه وأجهل من أنا‪....‬فمن أنا‪..‬‬ ‫وأنا اتلوى ضاحكا محروق الروح في تلك الحفرة اللعينة‪..‬‬ ‫فمن أنا‪...‬‬

‫‪31‬‬


‫قاسم الغراوي‬ ‫من تحت عباءة الليل انسل الفجر متثائبا يمد‬ ‫بجناحيه على االفق وهو يالمس خيوط الشمس‬ ‫بعد طول انتظار‪.‬‬ ‫في الطريق الى شمال العراق انطالقآ من‬ ‫بغداد ونحن نتابع تلك الرحلة وما رافقها من‬ ‫ذكريات قديمة جميلة وحاضر اليم ونحن‬ ‫تتفرس حجم الدمار والخراب التي خلفتها‬ ‫المواجهات مع عصابات داعش في هذا الطريق الممتد بالموت والحياة والتحدي‬ ‫واالنتصار‪.‬‬ ‫بعد عناء الرحلة كانت الحافلة تنعطف بنا نحو الجانب االيسر من محافظة الموصل‬ ‫وهالنا ماراينا على ارض الواقع من دمار وركام يثقل وجه االرض في كل مكان ؛‬ ‫بنايات‪ ،‬دور‪ ،‬عمارات‪ ،‬دوائر‪ ،‬شوارع وارصفة نحن نرى ال كما نسمع او نشاهد في‬ ‫الصور او نقرا والتاثير الحي للوقائع الحية يترك تاثيرا مباشرا يستوطن الذاكرة‬ ‫ويستصرغ الضمائر وهو ينضب الما دون قرار‪ ،‬لم اتمالك نفسي فيما رايت حتى‬ ‫طافت دموعي في محراب حبي للموصل الحدباء وطاف في خاطري نوع الحياه‬

‫‪52‬‬


‫وصورة الحياة والسنين القاسية المؤلمة التي عاشها الموصليون ابان تلك الفترة‬ ‫السوداء التي مرت في تاريخهم‪.‬‬ ‫واستمرت الرحلة نحو الجانب االيمن بعد ان انعطفت الحافلة في الشارع القريب‪،‬‬ ‫اكوام هائلة من االثار التي تتقاسم الطريق وتزرع االلم والمعانات في نفوس‬ ‫الناظرين‪ .‬مرقد النبي يونس بقاياه راية للعراق خفاقة تخبرنا بان الظالم عم المحافظة‬ ‫سنينآ عجاف حتى امتد نور االنتصار بتضحيات معمدة بالدم ‪ ،‬وهجر الناس الجامع‬ ‫الكبير‪ ،‬فلهم فيه ذكريات االمس والحاضر القريب الدامي ‪ ،‬اما الغابات فامست يابسة‬ ‫تشكو غيث السماء وظلم االنسان بعد ان كانت منتجعا سياحيا رائعا وجميال فترة‬ ‫الثمانينيات وماقبلها حيث تستمتع باالقامة فيها وتستانس باجوائها‪ ،‬كل شيء تغير لم‬ ‫يبقى اي شيء على حاله تغير نحو زمن اخر تغيب فيه مظاهر الحياة الحقيقية التي‬ ‫يستشعرها الناس كما كانت سابقأ‪ .‬نعم كل شيء تغير اال االنسان العراقي االصيل‬ ‫وهو يواجه المحنة وااللم والموت والدمار لكنه يحلم بالحياة ويرسم االمل لغد افضل‬ ‫يقف على اعتاب االعوام القادمة بعد ان تخلص من داعش واذنابها‪ ،‬كانت رحلة‬ ‫معجونة بااللم واالمل بنفس الوقت وانا استمع الغنية تفاعل معها المسافرين في‬ ‫الحافلة‬ ‫(للموصل اشتاكيت ودوني) فايقنت ان للموصل مكانة في قلب العراق النابض ستحيا‬ ‫على امل جديد وتنهض باذن هللا وبوجود اهلها الطيبين الرائعين‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫يوماً ما ستبدو فخوراً بكل الصعاب‬ ‫اليت واجهتها حبياتك ‪ ،‬بكل حلظة‬ ‫خوف ‪ ،‬توتر ‪ ،‬قلق ‪ ،‬سهر ‪،‬‬ ‫ستبدو فخورًا جداً بعبورك ‪!.‬‬

‫‪52‬‬


‫البصرة تنتصر‬

‫‪53‬‬


33 ‫مجلة زهرة البارون‬

Tzozo000@gmail.com 53

https://magazineflowerbaron.wordpress.com


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.