مجلة زهرة البارون عدد 92

Page 1

92

1


‫‪92‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬

‫للنشر الالكتروني‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬

‫الموصل‬

‫الجزائر‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬سناء الطائي‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫د‪ .‬احمد جارالله‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫ليلي جواد ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫‪92‬‬

‫مقال افتتاحي ‪5..........................................................................‬‬

‫طالل صفاوي ‪ ..‬الفنان واالنسان ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.............................‬‬ ‫التوترات المعاصرة في العالقات التركية االمريكية ‪ /‬د‪ .‬حامد السويداني ‪9........‬‬ ‫عصية الدمع ‪ /‬سامية البحري ‪11......................................................‬‬ ‫هيهات ان يفوز الخراب ‪ /‬رسول الحلو ‪22............................................‬‬

‫برمة ‪ /‬د‪ .‬احمد جارالله ياسين ‪22......................................................‬‬ ‫سم سم ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪25..........................................................‬‬

‫انا من الموصل ‪ /‬ماجد الحسيني ‪21...................................................‬‬ ‫مستعمرة قلب ‪ /‬د‪ .‬وليد الزبيدي ‪22...................................................‬‬ ‫مواسم الغياب ‪ /‬وعد أبو علوان ‪33....................................................‬‬ ‫جنوح العطاش ‪ /‬نرجس عمران ‪32...................................................‬‬

‫سالة اليه ‪ /‬نداء عادل ‪32...............................................................‬‬ ‫قالع الصد تجتاحها السيول ‪ /‬كامل الكعبي ‪35........................................‬‬

‫‪3‬‬


‫‪92‬‬

‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪31....................................................‬‬

‫ال تقنطوا ابدا ‪ /‬سوزان احمد ‪39......................................................‬‬ ‫رسمة من خيال ‪ /‬النرجس األبيض ‪22...............................................‬‬ ‫فتاة ذات الخمار األسود ‪ /‬حوراء العبيدي ‪23........................................‬‬ ‫خشخشة ذاكرة ‪ /‬نبأ علي موسى ‪25..................................................‬‬

‫كونوا أحرارا ‪ /‬قاسم الغراوي ‪21.....................................................‬‬

‫‪2‬‬


‫‪92‬‬

‫دولة إسرائيل بني املطرقة‬ ‫والسندان‬ ‫حتت عنوان‬ ‫السقوط بالفخ‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫بين مطرقة الشرق وسندان الغرب وقعت إسرائيل وقد يغضب البعض من ما سأكتب‬ ‫ولكنها الحقيقة والذين قد لهم دراية في االدب األوربي والغربي يعلم برسم الشخصية‬ ‫الرجل اليهودية وهناك صور عديدة لالضطهاد العالمي لليهود ومنها ما كان من حادثة‬ ‫حرق اليهود في المانيا النازية أيام حكم هتلر وغيرها الكثير من الصور في التاريخ‬ ‫ونكران هذا ليس من منطق العقل ولكن التعاطف قد يلعب دور في كتابة اآلراء بما‬ ‫يخص اليهود واليهودية ويردد البعض مجموعة من االقوال التي ليس لها شيء من‬ ‫الواقع بأن إسرائيل تحكم العالم وهذه اكذوبة كبيرة الغرض منها ترسيخ العداوة لليهود‬ ‫اما عن فكرة دفاع الغرب عن اليهود فهذه اعظم كذبة على وجه األرض فالغرب هو‬ ‫صاحب فكرة صناعة سجن كبير لليهود يسجن بها كل من يحمل الدين اليهودي وهنا‬ ‫تكون أصل الفكرة للمقال ويجب بالبداية لفهم الموضوع ان يكون لك المعرفة في‬ ‫حيثيات للتاريخ القديم والمعاصر للشعوب واليهودية ليست قومية وهذا امر ال جدال‬ ‫فيه ولكن للتخلص من اتباع الدين اليهودي في المجتمعات الغربية كان فكرة المعتقل‬ ‫الكبير لهذا المجتمع وكان لسان الحال اليوم يقول ان ليس لكم مفر العدو امامكم والبحر‬ ‫خلفكم وهذه ليست حياة لإلنسان العاقل وسوف يكون هذا المجتمع في حالة حرب‬ ‫على المدى الطويل وتلك االحالم بدولة قانون ومدنية ال ولن تتحقق ليس بالفترة القريبة‬

‫‪5‬‬


‫‪92‬‬ ‫او البعيدة وهي أحالم مستحيلة ليس من اآليطار العقل العربي فمن خطط لبناء فكرة‬ ‫دولة إسرائيل قد خطط إليجاد ساحة صراع طويل األمد ولها نتائج منها عزل اليهود‬ ‫عن مجتمعاتهم وتقليل التأثير الفكر اليهودي في المجتمع ‪ .‬اما عن ان إسرائيل ونها‬ ‫تحكم القرار األمريكي فهذا أيضا غير صحيح ولكن االصح ان المجتمع اليهودي‬ ‫وغيرها من المجتمعات التي ينادى الى تقرير المصير وغيرها هي أداة ضغط على‬ ‫بعض الدول في المنطقة لتنفيذ اجندة معينة منها اقتصادية او عسكرية والتلويح بها او‬ ‫حتى استفزاز االخر وقد كان هذا التخطيط له نتاج لم يحققها الغرب بأعظم الجيوش‬ ‫بالعالم وهي طريقة حكم العالم بطريقة جديدة وان جميع من تناول هذا الموضوع‬ ‫يأخذه من جانب واحد دون النظر للجانب االخر من القضية وان الحرب التي كانت‬ ‫تدور حول الشخصية اليهودية وهي فكرة كانت قديمة وليست كم يعلن عنها فقد كان‬ ‫لنابليون صاحب الثورة الفرنسية وهتلر ايضا الفكرة في إيجاد مكان عازل ويجمع بها‬ ‫اليهود واالستفادة من هذه الحالة ولقد وقع المجتمع اليهودية بالفخ وكان هذا خير من‬ ‫عملية إبادة جماعية لهؤالء فاألمر هنا اسهل بكثير وهو خلق صراع ديني المنتصر‬ ‫به هو انتصار لمن وجد اصل الفكرة وانا بهذا ليس دفاع عن اليهودية وال انتصار لهم‬ ‫ولكن يجب فهم العقل الغربي إليجاد الحلول للقضايا التي تخص العرب والمسلمين‬ ‫واما نظرية الدفاع عن الدولة اإلسرائيل هي فقد لديمومة الصراع الدائر في المنطقة‬ ‫وتشغيل مصانع األسلحة والترسانة العسكرية للدول العظمى والقروض للدول للتسلح‬ ‫وشراء المواد العسكرية وكلها عبارة عن عجلة مال تدور لجمع اكبر قدر ممكن جمعها‬ ‫من تلك الدول وهذا يشمل أيضا الجانب اإلسرائيلي فالحياة التي يعيشها اإلسرائيلي‬ ‫ليست سوى معتقل كبير تحت التهديد والخوف وهذه هي ليست حياة التي تحمل كل‬ ‫هذا وسوف يستمر الصراع وسوف يطول الن من وضع تلك الخطوط هو يعلم جيدا‬ ‫ان اقناع جماعة من الناس ان يبنوا لهم معتقل وسط ارض حرام كما يقال عنها في‬ ‫المصطلحات العسكرية ليس باألمر السهل ولكن بما خطط له كان الحجر الذي سوف‬ ‫يسقط عصفورين بحجر واحد فسقطوا في فخ حلم الدولة وكما يقول المثل العربي‬ ‫(طمعهم قتلهم) ‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫‪92‬‬

‫طالل صفاوي‬ ‫الفنان ‪..‬االنسان‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫طالل صفاوي فنان دؤوب‪ ،‬وإنسان رائع‪،‬ونحات متميز‪ .‬أعماله منتشرة ليس في‬ ‫الموصل وإنما في مدن عراقية أخرى‪ .‬معرفتي به تعود إلى ال‪ 53‬سنة الماضية ‪.‬‬ ‫وقد التقيته في بغداد أواسط الستينات من القرن الماضي عندما كنا ندرس في جامعة‬ ‫بغداد‪ .‬كنت أنا في كلية التربية‪ ،‬وكان هو في معهد الفنون الجميلة وقد تخرجنا في‬ ‫العام الدراسي ‪ 1912-1917‬وال تزال عالقتنا قائمة وقوية ويجمعنا االهتمام بالفن‬ ‫واألدب والثقافة واالهم من ذلك حب الموصل وعشقها ‪.‬‬ ‫ولد في مدينة الموصل سنة ‪ 1921‬وأكمل دراسته في مدارسها ثم سافر إلى بغداد‬ ‫ودخل معهد الفنون الجميلة وخالل دراسته فن النحت أسهم في معارض فنية منها‬ ‫معرض ‪ 12‬تموز ‪ .1919‬كما أسهم منذ ذلك الوقت في معارض كثيرة ليس من‬ ‫السهولة رصدها منها على سبيل المثال معرض السبعين ‪ ،1973‬ومعرض الخريف‬ ‫‪ ،2333‬ومعرض الخريف الرابع ‪. 2332‬لم يتوقف لحظة واحدة عن العمل‪ ،‬فلقد‬ ‫كان يحاضر في كلية الفنون بجامعة الموصل‪ .‬ومما يسجل له انه أسس متحف‬ ‫الموصل مع عدد من زمالئه‪ ،‬وتولى مسؤولية إدارته لسنوات‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫‪92‬‬ ‫أنجز أعماال التزال شاخصة في ساحات الموصل نذكر منها (تمثال السواس)‬ ‫و(اإلبريق الموصلي ) ‪.‬يحتاج فنه إلى دراسة متخصصة لكن من ابرز ما يقال في‬ ‫هذا الصدد انه فنان واقعي يؤمن بأهمية التراث ويمزج بإعماله التراثية بعضا من‬ ‫رموز المعاصرة ومجهوداته في تأسيس متحف تراث الموصل في مركز دراسات‬ ‫الموصل اليمكن تجاهلها على اإلطالق ‪.‬انه فنان رائد وإسهاماته في تطوير حركة‬ ‫النحت العراقي الحديث مهمة ولذلك فقد وضعت أعماله في الصدارة ومن يريد‬ ‫التفاصيل فليرجع إلى موقع الفنان العراقي(االلكتروني)‬ ‫‪http://www.iraqiartist.com‬‬ ‫فهناك قد خصصت له مكانة الشك انه يستحقها ‪.‬‬ ‫النقطة االخيرة التي اود التذكير بها وانا اكتب عن االستاذ طالل صفاوي هي انه من‬ ‫الفنانين الواقعيين وهو يرى ان الواقع عنده هو االصل وان محاوالته ‪،‬كفنان ‪ ،‬لتجسيد‬ ‫الواقع تجيء بعكس صوره ليست كما هي بل كما يريد ويحلم فالعمل الفني عنده اشبه‬ ‫بالحلم وهوكما قال في حوار مع االستاذ زهير غانم نشر في مجلة (العاملون في النفط‬ ‫) السنة ‪، 9‬العدد ‪، 92‬نيسان ‪ ) 1973‬يريد تحقيق رؤيته الفنية من داخله ومهمة‬ ‫الفنان عنده ليست نقل الواقع بقدر ما هي السعي لتغييره ‪.‬‬ ‫وقد وقف االستاذ طالل صفاوي ومنذ بواكير نشاطه الفني في سنة ‪ 1912‬ليقول ان‬ ‫دور الفن ليس هو نفسه وظيفته وان تكن العالقة القائمة بينهما مباشرة فالدور يعني‬ ‫اسهام العمل الفني في احداث التغيير والفنان يطرح دوما مشاركته في قضايا االنسان‬ ‫ومشاركته التكون آنة في اقصى اعتبار ودور الفن يتوقف على خصائص تكوينه ‪.‬‬ ‫أمد الله بعمر فناننا الكبير ومتعه بالعافية وزاده حكمة وابداعا والقا ‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫‪92‬‬

‫التوترات املعاصرة يف‬ ‫العالقات‬ ‫الرتكية األمريكية‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حامد السويداني‬ ‫رئيس قسم الدراسات التاريخية والثقافية‬ ‫مركز الدراسات اإلقليمية‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫في مباريات كرة القدم يتقابل الفريقان في الميدان وكل فريق يسعى للنيل‬ ‫واالنتصار على الفريق االخر ويحتك الالعبون بعنف ويتأذى البعض ويغضب البعض‬ ‫ولكن من مجرد انتهاء المباراة يتصافح الالعبون ويقبل احدهما االخر وربما تربطهم‬ ‫عالقات اجتماعية او تجارية خارج نطاق التنافس هكذا تقتضي اللعبة‪ ،‬وكذلك الحال‬ ‫في السياسة يتشنج البعض ويصرح كل واحد منهم ضد اآلخر ويكتب االعالم كذا‬ ‫وتنشر الصحافة كذلك لكنهم تحت الطاولة ويبتسمان ويتصافحان على تبادل المنفعة‬ ‫والمصلحة‪.‬‬ ‫وهذا االمر ينطبق على اهم حليفين هما الواليات المتحدة االمريكية وتركيا وهنا البد‬ ‫من القول ان تركيا اول بلد إسالمي يسارع في االعتراف بإسرائيل ويقيم معها اهم‬ ‫تحالف في الشرق األوسط وهذا التحالف باعتقادي ال يمكن ان يتراجع بتعاقب‬ ‫الحكومات سواء التركية او اإلسرائيلية لحاجة كل منهما الى االخر والتاريخ شاهد‬ ‫على ذلك وكذلك تركيا دولة مهمة في حلف الناتو بكل ما يعنيه الحلف من اهداف‬ ‫ومشاريع تستعمل فيها تركيا كأداة لمصالح الغرب والواليات المتحدة مقابل غض‬

‫‪9‬‬


‫‪92‬‬ ‫النظر عن انتهاكات حقوق االنسان تجاه االكراد الذي يتراوح عددهم ‪ 19‬مليون نسمة‬ ‫فضال عن تبني تركيا للثقافة االوربية وحلمها بالدخول الى االتحاد األوربي الذي‬ ‫يرفض باستمرار مسيرة االنضمام وتقتضي األمانة التاريخية الى اإلشارة الى‬ ‫اإلنجازات العظيمة والهائلة لحزب العدالة والتنمية الي تسلم السلطة في تركيا عام‬ ‫‪ 2332‬واحدث ثورة اقتصادية واجتماعية وسياسية ووحد السياسة التركية ضمن‬ ‫سياسة خارجية اثبتت نجاحها( تصفير المشكالت) في فترة معينة لوال احداث الربيع‬ ‫العربي الذي كشف عن تراجع السياسة التركية وخلق المشاكل لها في المنطقة العربية‬ ‫علما بانه كانت تركيا سابقا حكوماتها ائتالفية من عدة أحزاب مختلفة ايديولوجيا‬ ‫وعقائديا وكانت السياسة التركية مرتبكة وغير موحدة‪.‬‬ ‫ويغلب عليها عدم االستقرار فهي أكثر دولة شهدت انقالبات عسكرية ‪،1971-1913‬‬ ‫‪ 1997 ،1923‬فضال عن االغتياالت المستمرة بين اليمين المتطرف واليسار‬ ‫الثوري‪.‬‬ ‫واليوم تشهد العالقات التركية واألمريكية جملة من التوترات بين الحليفين على خلفية‬ ‫احداث االزمة السورية ودعم الواليات المتحدة لألكراد السوريين وكذلك اتهام تركيا‬ ‫للواليات المتحدة بانها وراء محاولة االنقالب العسكري في ‪ /15‬تموز‪ 2311/‬في‬ ‫تركيا وايواء زعيم حركة فتح الله كولن في أمريكا كذلك الحصار األمريكي على‬ ‫تركيا وهبوط الليرة التركية بشكل مخيف وكذلك ازمة القس األمريكي اندرو برانسون‬ ‫وكل هذه االتهامات تفتقد الى ادلة بدليل ان هذه االزمة لم يتوصل الطرفان فيها الى‬ ‫شيء‪ .‬ويمكن تحليل هذه العوامل وكما يلي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫محاولة االنقالب العسكري ‪ 15‬تموز ‪ 2311‬واتهام فتح الله كولن في‬ ‫جرت المحاولة االنقالبية التي قام بها افراد من المؤسسة العسكرية التركية‬ ‫وأدت الى مقتل العشرات من المواطنين االتراك وهزت البالد والتزال‬ ‫اثارها وتداعياتها حتى االن‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪92‬‬ ‫ابتداء البد من القول ان المحاولة االنقالبية اثبتت بان هناك معارضة لسياسات‬ ‫أردوغان في دفع البالد نحو الحكم المركزي من خالل التعديالت الدستورية التي تتيح‬ ‫له تغير نظام الحكم الى رئاسي ودكتاتوري وهذا ما حدث وما ال تقبله المؤسسة‬ ‫العسكرية التركية حامية العلمانية فالتجربة الديمقراطية التي أسسها اتاتورك وبانت‬ ‫ثمارها في تركيا وباعتقادي اجهز أردوغان عليها واليوم مكانة أردوغان في تركيا‬ ‫مثل مكانة القذافي في تركيا فقد جمع أردوغان جميع السلطات بيده وتفرد بالحكم‪.‬‬ ‫االمر االخر هو ان وقوف الشعب التركي ضد المحاولة االنقالبية ليس بالضرورة‬ ‫تعاطفا مع أردوغان لكن الشعب التركي الذي عاش حياة الحرية والديمقراطية وعانى‬ ‫من االنقالبات العسكرية ال يريد ان يرجع الى تلك الحقبة‪.‬‬ ‫وقد صرح أردوغان بان هذه المحاولة تقف ورائها جهات خارجية ووجه أصابع‬ ‫االتهام الى الواليات المتحدة االمريكية وكذلك رئيس وزرائه علي بن يلدريم وقادة‬ ‫كبار حزب العدالة والتنمية وعدوها (مؤامرة خارجية) وهنا االتراك باعتقادي يعيبون‬ ‫على العرب ويتهموهم (بنظرية المؤامرة) ولكنهم ايضا يبالغون فيها وهذا االمر‬ ‫موجود في وجدان الساسة االتراك منذ أيام الدولة العثمانية يعتقدون ان االوربيون‬ ‫يتأمرون عليهم‪.‬‬ ‫وفي هذه المحاولة اين الدليل الرسمي لضلوع الواليات المتحدة في دعم‬ ‫المحاولة االنقالبية وبصراحة الواليات المتحدة االمريكية عندما تريد شيء ال تفشل‬ ‫ولو لديها النية باإلطاحة باردوغان لنجحت في ذلك وبعد ذلك ذهب االتراك الى اتهام‬ ‫فتح الله غولن الموجود في مدينة بنسلفانيا االمريكية وأيضا ال يوجد دليل وتوترت‬ ‫العالقات وباعتقادي هذه االتهامات التركية هو تكتيك معمول به في عالم السياسة وهو‬ ‫تصدير المشكلة الى الخارج للحفاظ على الداخل التركي ولفت األنظار الى الخارج‬ ‫والسيطرة على الداخل خشية حصول تداعيات داخل المجتمع التركي كما قامت تركيا‬ ‫بموجة من االعتقاالت طالت الجيش والشرطة والقضاء وحتى التعليم والمؤسسات‬ ‫المدنية وفي هذا السياق تعززت القبضة األمنية واالستخبارية على الداخل التركي‬ ‫بدال من الجيش مما يوحي ان تركيا أصبحت دولة بوليسية واستخبارية‪.‬‬ ‫ال يوجد ادنى شك بان حركة تنظيم فتح الله غولن وعناصره متغلغلة داخل‬ ‫الدولة التركية وبشكل مخيف في الجيش والشرطة والقضاء والتعليم فضال عن‬ ‫الشركات والخدمات الوقفية والتجارة‪.....‬الخ‪.‬‬ ‫ولكن ليس هناك دليل قاطع بضلوع غولن لهذه المحاولة االنقالبية مما فسر‬ ‫البعض بان هذه المحاولة مفتعلة وذلك للتخلص وتطهير األجهزة التركية من هؤالء‬ ‫فأسمائهم موجودة واعتقلوا بسرعة فائقة مما يدل على نية الحكومة التركية بإلقاء‬ ‫القبض عليهم‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪92‬‬ ‫‪-2‬‬

‫االزمة السورية‬

‫تعد أمريكا االكراد السوريين األصدقاء العسكريين لها في الحرب على داعش‬ ‫اما تركيا فتعتبر وحدات حماية الشعب الكردية قوات إرهابية االمر الذي يؤدي الى‬ ‫تعميق الخالفات االمريكية التركية بشأن االزمة السورية‪ ،‬وصرح أردوغان " على‬ ‫السلطات االمريكية االختيار إذا ما كنت انا شريكها ام ان إرهابي كوباني هم شركائها"‬ ‫وهذا التصريح يبين اعتراف أردوغان بانه صديق حميم للواليات المتحدة‬ ‫االمريكية وان هذا الخالف هو عتاب األصدقاء فضال ان أردوغان لم يقل إذا ما كانت‬ ‫تركيا شريكة للواليات المتحدة بل قال (انا) وهنا تجذرت السلطوية والدكتاتورية في‬ ‫الخطاب السياسي التركي المعاصر‪.‬‬

‫لكن لم ترد الواليات المتحدة أي جواب رسمي على هذا التصريح ويعتقد أردوغان‬ ‫بأن وحدة حماية للشعب الكردي في سوريا هو الجناح المسلح لحزب االتحاد‬ ‫الديمقراطي الكردي الذي يتلقى أوامره من حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل من‬ ‫اجل حصول حكم ذاتي لألكراد في جنوب شرق تركيا‪.‬‬ ‫باعتقادي االزمة السورية هيا ليست خطيرة عن العالقات كما يتصور البعض‬ ‫فحتى في حالة إعطاء االكراد السوريين حكم ذاتي في سوريا ماذا ستفعل تركيا ال‬ ‫تستطيع فعل أي شيء سوى التعاون مع هذا الحكم الذاتي ودعمه في المجال‬

‫‪12‬‬


‫‪92‬‬ ‫االقتصادي واألمني والعسكري لتأمن وحدة تركيا خاصة إذا حصلت على تطمينات‬ ‫أمريكية بشأن وحدة تركيا كما حصل في العراق وإقليم كردستان‬ ‫فالعالقة بين إقليم كردستان وتركيا ممتازة في المجال التجاري واألمني والعسكري‬ ‫وحتى السياسي فباعتقادي تركيا ترغب في جعل سوريا والعراق بهذا النوع الفيدرالي‬ ‫المتنازع مع المركز أفضل لها مثال من عراق واحد قوي او سوريا قوية او وحدة‬ ‫سورية عراقية سياسية كما حدث في الماضي عن الوحدة بين العراق وسوريا التي‬ ‫اقلقت تركيا‪.‬‬ ‫االزمة السورية ستنجلي ويبقى الحلفين للواليات المتحدة االمريكية وتركيا‬ ‫صديقين حميمين وعندما تتضارب المصلحة االمريكية مع المصلحة التركية المنطق‬ ‫يقول على تركيا ان تكون حكيمة وال تنصدم بالبركان األمريكي ألنها ستشتعل‬ ‫وبصراحة االتراك عقالء في مجال السياسة ويعملون حسب حجمهم الطبيعي ولهذا‬ ‫وصلوا الى بناء دولة جيدة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ازمة القس اندرو برانسون‬

‫في عام ‪ 1993‬انتقل القس اندرو برانسون البالغ من العمر ‪ 53‬سنة من‬ ‫الواليات المتحدة الى تركيا للقيام بأعمال التبشير للكنيسة االنجيلية اال انه اتهم‬ ‫بالتجسس وقد تفرغ برانسون للتبشير في تركيا التي يعد ‪ %99‬من سكانها مسلمين‬ ‫والتبشير لم يعد محظورا في تركيا منذ عام ‪ 2333‬غير انه غير مرحب به إذ قتل‬ ‫عام ‪ 2337‬مبشر الماني وتركيان اعتنقا المسيحية واسس برانسون عام ‪ 2313‬كنيسة‬ ‫القيامة في ازمير‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪92‬‬ ‫بعد ست سنوات كان يريد تمديد تأشيرة اقامته اال انه اعتقل خالل موعد عادي‬ ‫في ‪ 7‬أكتوبر تشرين األول عام ‪ 2311‬بعد مرور ثالث شهور على محاولة االنقالب‬ ‫العسكري الفاشل في تركيا وحتى زوجته اعتقلت ولبضعة أيام قبل اطالق سراحها‬ ‫وبعد ‪ 13‬يوم من االعتقال كانت التهمة واضحة وهي ان برانسون عضو في منظمة‬ ‫إرهابية كما انه قام بأعمال تجسس والمشاركة في التخطيط في المحاولة اإلرهابية‬ ‫وتقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني المحظور وهي تهم يعتبرها سياسيون‬ ‫امريكيون ومراقبون دوليون مبالغ فيها‪.‬‬ ‫وعندما طالبت الحكومة االمريكية عام ‪ 2317‬بإطالق سراحه رد أردوغان‬ ‫لعرض يقضي باستبداله بالداعية فتح الله كولن المقيم في بنسلفانيا منذ العام ‪1993‬‬ ‫وترحيله الى تركيا لمحاكمته‪.‬‬ ‫باعتقادي هذه أيضا تهمة ليس لها ادلة وهيا ايضا تشبث االتراك في نظرية المؤامرة‬ ‫وأسلوب المقايضة أمريكا بالداعية فتح الله غولن وأيضا الواليات المتحدة االمريكية‬ ‫وتركيا مستفيدين من هذه الورقتين فأمريكا بإطالق سراح هذا القس الذي له شعبيته‬ ‫ببعض الواليات االمريكية قد يفيد الرئيس األمريكي دونالد ترامب لغايات انتخابية‬ ‫وكذلك قبول أمريكا بتسليم كولن لتركيا كما فعلوا في اختطاف عبدالله اوجالن مفيد‬ ‫لتركيا ودعم لحزب العدالة والتنمية‪.‬‬ ‫وتبقى تركيا وامريكا حلفاء وأصدقاء على حساب التضحية بشخصين‪.‬‬ ‫هبوط الليرة التركية والحصار األمريكي‪:‬‬ ‫بعد نجاح حزب العدالة والتنمية في تنمية اقتصاد تركيا وجعله قويا وبعد صعود‬ ‫روسيا القوي في عهد الرئيس فالديمير بوتين كند للواليات المتحدة االمريكية للسياسة‬ ‫العالمية والتي تنبأ العالم بوالدة محاور مناوئة للواليات المتحدة االمريكية باعتقادي‬ ‫ارادت تركيا مساومة الواليات المتحدة االمريكية في كثير من القضايا التي تهم تركيا‬ ‫وكذلك مسألة االنضمام الى االتحاد األوربي‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪92‬‬ ‫بدأت روسيا تستقطب تركيا الى جانبها وكذلك لم تلتزم تركيا في الحصار‬ ‫المفروض على إيران وأصبح الملف السوري هو الذي جمع وسوريا وتركيا وإيران‬ ‫وان األزمة السورية تهم هؤالء الدول الثالث خاصة وان الواليات المتحدة في هذه‬ ‫الملف لم تراعي مصالح تركيا بل على العكس أمدّت الفصائل الكردية السورية‬ ‫بالسالح‪.‬‬ ‫مما اضطرت الواليات المتحدة االمريكية الى معاقبة تركيا وضرب الليرة التركية‬ ‫وتحذيرها من مغبة الخروج من عن طوعها ال بل بدأت تركيا تهدد باالنسحاب من‬ ‫الناتو‪ ...‬الخ لكن هذه األمور في عالم السياسة أوراق ضغط في النهاية لم تستطيع‬ ‫تركيا ان تضحي بامتياز ‪ 73‬عام من التحالف مع الغرب وامريكا وإسرائيل مقابل‬ ‫أزمات طارئة‬ ‫وقد تبين من خالل هذه المقالة تشخيص األسباب التي أدت الى توتر العالقات بين‬ ‫الواليات المتحدة وتركيا الى مجموعة من األسباب منها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬األساس الفكري‪ /‬باعتقادي ان األساس الفكري لحزب العدالة والتنمية‬ ‫ومشروعه العثماني هو الذي جر تركيا الى منحى التباعد واالختالف مع المنظومة‬ ‫االمريكية والغربية فإجراءات أردوغان التي أبعدت تركيا عن الديمقراطية وادخالها‬ ‫في نظام رئاسي دكتاتوري تسلطي مصحوب بأيدولوجية عثمانية (إسالمية) تصطدم‬ ‫مع األيديولوجية الغربية‪.‬‬ ‫‪ -2‬رغبة الواليات المتحدة االمريكية بإدارتها الجديدة ترامب في إعادة إعطاء كل‬ ‫دولة وزنها الحقيقي بعدما تراجعت الواليات المتحدة في سياساتها وبروز إيران‬ ‫وروسيا وتركيا والصين كمشروع يقف بالند بالسياسات االمريكية واراد ترامب ان‬ ‫يعاقب هؤالء الدول التي تمادت على مكانة الواليات المتحدة االمريكية في فترة رئاسة‬ ‫أوباما‪ .‬وإعادة ترتيب الحلفاء من جديد وكل على حجمه‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪92‬‬

‫صلة املعنى باملبنى يف اخلطاب الشعري‬ ‫"عصية الدمع " للشاعر ضياء تريكو صكر‬ ‫‪Dhia Dhia Seger‬‬ ‫املعجم وتركيب الصورة الشعرية منوذجا‬ ‫سامية البحري‬ ‫مدخل ‪:‬الشاعر المبدع الراقي ضياء تريكو‬ ‫صكر شاعر ينتصر للغة باللغة ‪...‬‬ ‫يعشق الضاد ويتقن السفر في رحاب‬ ‫القريض وقد ترعرع بين أمهات المصادر‬ ‫ونهل من نهر عذب علمه تقنيات القصيدة‬ ‫وغرس فيه عشق الحرف وأبجدياته والده‬ ‫الكريم رحمه الله الشاعر تريكو صكر‬ ‫الذي مازال يذهلني كلما قرأت له‬ ‫وكلما سافرت في رحم ديوانه المعجزة ‪...‬‬ ‫وكتابات ضياء تريكو‪ ،‬هي كتابات تالمس الروح‬ ‫ألنها تخرج من صميم التجربة اإلنسانية الخالصة‪..‬‬ ‫وقد عرفته إنسانا نبيال راقيا وشاعرا مختلفا‬ ‫وروحا قدسيا نقيا خالصا‪..‬‬ ‫وكم يشرفني أن أقف مع نصوصه الثرية والمربكة‬ ‫وسيكون النموذج الذي سأعرضه االن‬ ‫قصيدة "عصية الدمع "‬

‫‪11‬‬


‫‪92‬‬ ‫وهو نص ثري مفتوح على أكثر من قراءة‬ ‫وأكثر من نافذة‪،‬وهو ما يعطي النص الخلود‬ ‫_من العنوان إلى المتن رحلة تعالق وتناغم‪:‬‬ ‫عصية الدمع ___مركب إضافي أفاد التعريف ‪،‬و اختزل صورة الموصوفة التي‬ ‫قدمت في صورة ترمز للقوة والتحدي‬ ‫نلحظ هذا اإليقاع في مستوى اللفظ‬ ‫عصية ____الدمع‬ ‫فالدمع عصي وهو ضرب من األنفة أمام قوة الرزايا‬ ‫بعد أن كان حضور الدمع في القصيدة القديمة وسيلة‬ ‫للتنفيس والتصعيد ‪..‬‬ ‫وهذا المعنى المركزي للقصيدة بدا مبثوثا على امتداد القصيدة فأوغل في صناعة‬ ‫بنائها‬ ‫ويتجلى ذلك في األبيات التالية‬ ‫ب‪ 1‬ترقرق الدمع __ جملة خبرية مثبتة‬ ‫ما انهمرا ___ جملة خبرية منفية‬ ‫النفي جاء مطلقا لتأكيد ما تقدم من الخطاب بتوظيف‬ ‫األداة (ما) والتي أفادت النفي المطلق‬ ‫وهو ما يتناغم مع العنوان‪...‬‬ ‫احتباس الدمع في العينين يؤكد معنى العصيان الذي تجلى‬ ‫في العنوان‬ ‫إال أن لحظة االنزياح تجلت في عجز البيت األول‬ ‫"الكحل سال معتذرا" كبديل للدمع‬ ‫الكحل _ رمز للسواد‬ ‫وهو يكشف عن البواطن ‪،‬القتامة‪ ،‬المعاناة‬ ‫وهذا الترميز المكثف (اعتذار الكحل) يعمق المعنى ويؤصله‬

‫‪17‬‬


‫‪92‬‬ ‫في درجة قصوى من األلم‬ ‫لكن يبقى الطرح ممكنا‪.. .‬‬ ‫هل الكحل بدا معتذرا للدمع أم للموصوفة في ذاتها ؟‬ ‫أم للعين كمكون أساسي للدموع؟؟‬ ‫اإلجابة تنفتح على أكثر من إمكانية باعتبار لعبة الدوال‬ ‫فالكحل متعلق بالعين ‪،‬وهو أداة للزينة تتخذه المرأة‬ ‫وسيلة إلبراز مفاتن العين‪.. .‬‬ ‫وهو في ذاته لصيق بالدمع‪...‬‬ ‫إذا انهمر عاضده فسال على الخدين‬ ‫لكن هذا االنفصال بينه وبين الدمع يعمق داللة كبرى‬ ‫اشتغل عليها الشاعر وهي الحفر في بواطن الموصوفة‬ ‫عن طريق تغيير عالقة الدوال بالمدلوالت‬ ‫وهذه الطريقة في الخروج عن المألوف عرف بها الشاعر‬ ‫في نصوصه الشعرية وهي استعمال اللفظ في غير ما جرت عليه العادة وما سار‬ ‫عليه العرف الشعري‬ ‫ب‪ 2‬عصية الدمع _________ لكن جرحك في االيغال قد قطرا‬ ‫التقابل بين الظاهر والباطن‬ ‫التحدي ‪/‬المقاومة الجرح عميق يقطر‬ ‫وهنا ترتقي الصورة إلى ضرب من التجاوز الحاد‬ ‫فيصبح الدمع عاجزا عن نقل البواطن وابرازها ألن‬ ‫الجرح أعمق‪...‬‬ ‫ويصبح الجرح يعبر عن نفسه (وقد قطر)‬ ‫كثيرة لعمري االنزياحات في اللفظ في القصيدة‬ ‫ب‪2‬تلملم دمع األنبياء ___هنا تتجلى‬ ‫القداسة في أرقى تجلياتها ‪..‬‬

‫‪12‬‬


‫‪92‬‬ ‫الموصوفة تلملم دمع األنبياء __التفرد‪/‬السمو‪/‬االرتقاء‬ ‫لم يعد الدمع هو الدمع المتعارف عليه في المعاجم والمدونات الشعرية بل ارتقى إلى‬ ‫استحضار دمع األنبياء‬ ‫وهذا يؤكد قداسة هذه الموصوفة وتفردها واختراقها‬ ‫المألوف ‪.....‬‬ ‫ب‪ 9‬المحاجر ملء الدمع نازفة ___صورة بالغية خارقة‬ ‫فامتالء العين بالدمع جعلها تبدو نازفة‬ ‫والنزيف ينسب إلى الدم عادة إشارة إلى تدفقه الشديد‬ ‫وهذا المعنى يحيلنا إلى بيت شعري لعنترة بن شداد‬ ‫حين قال‬ ‫وقل طريحا تركناه وقد فنيت دموعه وهو يبكي بالدم القاني‬ ‫لكن المفارقة واضحة بين البيتين‬ ‫في طريقة تركيب الصورة‪.. .‬‬ ‫نتأمل الصورة جيدا‬ ‫عند عنترة ____ يبكي بالدم القاني‬ ‫عند ضياء_____ ملء الدمع نازفة‬ ‫فالصورة األولى بدت من الدرجة األولى في التعبير‬ ‫المجازي فهو مجاز عقلي يدرك من خالل عالقة الفعل بمتعلقه (يبكي بالدم القاني)‬ ‫والصورة الثانية بدت من الدرجة القصوى في التعبير المجازي (ملء الدمع نازفة)‬ ‫فالعين تنزف تماما كما الجرح‬ ‫وهو ما يتناغم مع المعنى في البيت الثاني‬ ‫(جرحك في االيغال قد قطرا)‬ ‫وهذا التماهي بين البيتين يؤكد حنكة الشاعر في بناء هندسة القصيدة من البيت‬ ‫األول إلى األخير‬ ‫حتى بدت كعقد ينتظم انتظاما محكما‪ ،‬إذا انفرطت حبة ذهب كل العقد‬

‫‪19‬‬


‫‪92‬‬ ‫ثم تأتي لحظة االنغالق في النص الشعري‬ ‫(بالدمع ال تبخلي يوما إذا انهمرا )‬ ‫وهي رسالة تقوم على النصح بتوظيف أسلوب النهي‬ ‫لكنه ليس ذاك النصح المقيت الذي قد يحول الخطاب الشعري الى منبر وعظي بل‬ ‫هو دعوة إلى تحرير الدمع‪...‬باعتباره‬ ‫وسيلة لالغتسال من الداخل‪..‬‬ ‫لقد خضع النص لبناء محكم داخلي تجاوز هندسة القصيدة العمودية ليؤسس هندسة‬ ‫يتفرد بها الشاعر ضياء تريكو‬ ‫وهي هندسة اللفظ والصورة‬ ‫وهي منطقة ال يمتلكها إال هذا الشاعر المختلف‬ ‫يسوسها بأدواته الخاصة والمبهرة‪. .‬‬ ‫كاللغة واألسلوب‪.... .‬‬ ‫عصية الدمع قصيدة ملحمة‪ ،‬والشاعر يشدو بشعره تلك الملحمة‬ ‫والموصوفة خارقة‪ ،‬وصورتها تتجاوز المألوف‬ ‫وقوة القصيدة تكمن في أن الكالم عاضد اآلالم‬ ‫وجع بوجع‪...‬ولحظة بلحظة‪....‬‬ ‫"فامتزج الحال بالمقال امتزاحا شعريا نادرا "‬ ‫وهو ما يكشف أن الشاعر لم يكتب هذا النص بحبره‬ ‫بل كتبه بجوارحه‪... .‬‬ ‫يغوص في أغوار الموصوفة ‪،‬ويعلم عنها الكثير‬ ‫فتأتيه الحروف مطواعة لتشكيل هذه اللوحة المأساوية‬ ‫وتتوغل القصيدة في رحم اإلبداع واالبتكار عندما تمتزج‬ ‫بأبيات حكمية تجلت في األبيات الشعرية التالية‬ ‫وهي الخامس والسابع والثامن وهي بمفردها تمثل مبحثا منفردا يستدعي التوقف‬ ‫والتأمل‬

‫‪23‬‬


‫‪92‬‬ ‫وأن يصل الشاعر إلى صياغة الحكمة في شعره‬ ‫يعني أنه يمتلك أدواته وقد خبر الحياة فأخرجها في حلة‬ ‫تكسر حدود الزمان والمكان‬ ‫فحقق لها الخلود ‪.....‬‬ ‫والحكمة خليلة الفلسفة وهي تنيط اللثام عن سعة اطالع‬ ‫هذا الشاعر المختلف الشغوف بالبحث والمعارف ينهل منها‬ ‫بال كلل وال ملل‪...‬‬ ‫ان قصائد ضياء تريكو منجم خصيب تستدعي التوغل والحفر(االركيولوجي) في‬ ‫الخطاب الشعري الغزير ولنا عودة مع نصوصه الثرية والمربكة في قادم االيام ان‬ ‫شاء الله علنا نظفر بالمعنى بقلب الشاعر وقد خبرنا ادواته وعثرنا على خارطة‬ ‫(النص الشعري) الذي يبدعه‪.‬‬ ‫وفقك الله في مسيرتك االدبية شاعرنا العربي االصيل ضياء تريكو صكر‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫‪92‬‬

‫هيهات إن يفوز اخلراب‬ ‫رسول مهدي الحلو‬ ‫العراق‬

‫إن الخراب الذي حل بالعراق لم يكن موعده اإلحتالل األمريكي بل هو حدث منذ بداية‬ ‫الحرب الثمان سنوات مع إيران وهناك من يرى أنه حدث قبل هذا الموعد أي بعد‬ ‫أنقالب( ‪.)1912‬‬ ‫إن اإلحتالل األمريكي الذي زاد من خراب العراق جاء‬ ‫نتيجة السياسات الطائشة التي قام بها رأس النظام السابق منذ إن أحتل الكويت وما‬ ‫جرى بعده من أحداث‪،،‬‬ ‫من هنا بدأ مشروع أسقاط النظام السابق الذي قادته دول الخليج بكل ما أوتيت من‬ ‫قوة بتحريك اللوبيات في األروقة الصهيو أمريكية وقد وفرت كل الغطاءات والمناخات‬ ‫سواء المتعلقة بالمد اإلعالمي أو اللوجستي ومنه أستخدام األراضي الخليجية ومياهها‬ ‫والقواعد العسكرية األجنبية الموجودة على أراضيها‪،‬‬ ‫ولم تتحسب تلك العقول الخاوية ماذا يكون بعد سقوط النظام؟‬

‫‪22‬‬


‫‪92‬‬ ‫وما إن تم ذلك حتى بدأت الراديكالية من الداخل والخارج تنفذ إلى كل نقطة وزاوية‬ ‫وتغير كل م ْعلم وأثر وتغيّب الشخصيات المرتبطة بنظام األمس لتحل محلها‬ ‫الشخصيات المعارضة في الخارج والداخل من ثم تتشابك أذرعه األجندة اإلقليمية في‬ ‫داخل العراق كل يُريد جر النار إلى قرصه فما أنجلى الغبار إال والخليجيون صفر‬ ‫اليدين من العراق بالرغم من مساهمتهم الفعالة ألجل أسقاط نظامه‪ ،‬لقد غيّر الخليجيون‬ ‫سياستهم الداعمة والمؤيدة إلسقاط ذلك النظام بعد أقالسهم من العراق الجديد بزاوية‬ ‫معاكسة تماما فبدأوا بالتباكي عليه وعلى أيامه الماضية وصعّدوا من حال التدهور‬ ‫الذي حصل بعد االحتالل بشتى الوسائل والطرق حتى أنهم تمكنوا أحداث بعض‬ ‫الشروخ الطائفية في النسيج العراقي كما أنهم وفّروا الدعم اإلعالمي واللوجستي‬ ‫لمحاربة النظام الجديد ولم يعبؤوا بسقوط اآلالف من الضحايا األبرياء بواسطة‬ ‫العمليات اإلرهابية التي شهدها العراق بعد االحتالل مباشرة‪ ،‬وكذا لم تقتصر تلك‬ ‫األعمال على منطقة معينة أو جهة محددة بل شملت الطول والعرض من مدن العراق‬ ‫وحواضره وتوجت تلك المشاريع االنتقامية بظهور مشروع داعش على مسرح‬ ‫األحداث ( وهم من أبرز صانعيه وداعميه) وسقوط بعض المحافظات الشمالية‬ ‫والغربية بأيديهم ولم تفلح أيضا تلك المساعي في شيء يستحق الذكر‪ ،‬كل ذلك من‬ ‫أجل ترسيخ فكرة أفضلية الحياة لدى الرأي العام في كل مكان أبان عهد النظام السابق‬ ‫بغض النظر عما سوف تؤول إليه األوضاع في عراق ما بعد االحتالل‪.‬‬ ‫فليس من الغريب إن تنحو تلك الفعاليات واالنشطة الخليجية التخريبية منحى آخر بعد‬ ‫أن فشلت المناحي السابقة‪ ،‬وهو المنحى الثقافي واألدبي حيث أخذت تركز على‬ ‫اإلصدارات األدبية والثقافية التي تشير في صفحاتها إلى التخريب والدمار نتيجة‬ ‫االحتالل وما ترتب عليه‪ ،‬لتنمح لها الفوز والجوائز‬ ‫مع أنها ال تستحق كل ذلك حسب المختصين والنقاد‪ ،‬وليس حبا باإلنجازات العراقية‪،‬‬ ‫بل لمجرد أنها تحمل في طياتها ما يستأنس به أولئك المخربون الذين ال يريدون‬ ‫للعراق إن ينهض من جديد وإن يشوهوا صورة العراقيين بكل ما يستطيعون أمام‬ ‫الرأي العالمي‪.‬‬ ‫ومن هنا نوجه لهم هذا الكالم ونقول أنكم لم ولن تتمكنوا من العراق الحاضر بتأريخه‬ ‫وحضاراته وعمقه ولم ولن تتمكنوا من شعبه الذي عرف دسائسكم وحقدكم المبطن‬ ‫باألكاذيب واالفتراءات وها هو اليوم يقف بعنفوان وقد سحق على رأس الطائفية التي‬ ‫أردتموها منطلقا لفحيحكم وهلوساتكم‪ ،‬كما أنه يحث الخطى الواثقة نحو الحياة األخوية‬ ‫بين جميع طوائفه ومذاهبه وأقلياته وإلمكان لكم أيها القادة الخليجيون وال إلتباعكم وال‬ ‫لتسويالتكم‪ ،‬وهيهات إن يفوز الخراب‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫‪92‬‬

‫برمه‬ ‫احمد جارالله ياسين‬

‫بمناسبة زيارة المطر يحتفل الرومانسيون بالخروج من البيت والتجوال تحت المطر‬ ‫باتجاه شارع الغابات وتناول شاي على الفحم ‪..‬بينما يحتفل الواقعيون بالتجوال باتجاه‬ ‫( باجة االندلس ) في شارع الزهور وتناول ثلطعش قوطية بيبسي بعد ماعون الباجه‬ ‫‪..‬اما البوميون من جماعة صالح سعيد البومة فيحتفلون بالشتاء بتركيب فتيل جديد‬ ‫اصلي ( للصوبة ) استعدادا لتشغيلها ووضع بلوطتين على سطحها‪ ..‬وقوري شاي‬ ‫و(جدر ) صغير للبرمة ‪....‬وعلى بابها يعلقون ثلطعش زوج جواريب لتنشف من‬ ‫الغسل ‪..‬‬

‫‪22‬‬


‫‪92‬‬

‫سم سم‬ ‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫دخل طفيلي على رجل يأكل حبا ناعما فقال له ماذا تأكل ؟ فقال الرجل‬ ‫سم سم ‪ ،‬وكررها للتوكيد ‪ ،‬ومن هنا جاءت تسمية السمسم ‪.....‬‬ ‫قريبا من المصطلح ‪...‬‬ ‫ربما كان اهل الموصل اكثر شعوب االرض استخداما لكلمة سمسم في‬ ‫الفيسبوك ‪ ،‬وبدأ استخدام الكلمة بعد انتهاء معارك الموصل وعودة الموظفين الى‬ ‫دوائرهم ‪ ،‬إذ بدأت رحلة مطاردة الراتب المتوقف منذ سنتين ‪ ،‬واخذ الموضوع وقتا‬ ‫طويال وشهد مجاذبات كثيرة ومزايدات قذرة ‪ ،‬وظل موضوعا شائكا ‪ ،‬فما كان من‬ ‫موظفي الموصل اال ان ينزلوا الى ساحة الفيسبوك وينشئوا بعض الصفحات المطالبة‬ ‫باطالق الرواتب ‪ ،‬ومن هذه الصفحات بدأت رحلة كلمة ( سمسم ) ‪ ،‬وتأتي عادة في‬ ‫سياق المثل القائل ‪ :‬ال تقول سمسم اال تلهم ‪...‬‬ ‫ومنذ ذلك الوقت بدأت ادارة فيسبوك تولي اهتماما خاصا بهذه الكلمة واستفسرت عن‬ ‫معنى الكلمة عبر موظفيها العاملين معها من العراقيين ‪ ،‬وتحول السمسم الى قضية‬ ‫رأي عام ‪ ،‬وتم تدويل القضية ووصلت الى المحاكم الدولية وكاد االمر يصل الى‬ ‫حرب عالمية ثالثة لكن بعض ( الخيرين ) من بعض الجهات تدخلوا وحلوا المشكلة‬ ‫ولوالهم لقضى موظفو الموصل على السمسم نهائيا ‪..‬‬

‫‪25‬‬


‫‪92‬‬

‫أنا من املوصل‬ ‫ماجد حامد الحسيني‬

‫أنا من املوصل‬

‫مل يألفها‬ ‫ْ‬

‫يقاطع عيون‬

‫وعلى كتفي ينمو‬

‫مسجدً‬

‫املشردين‬

‫غبارُ املعارك‬

‫او‬

‫سوف احكي لكم‬

‫ويف زوايا االزة‬

‫نيب اهلل يونس‬

‫حنتسي الشاي‬

‫هل رأيتم‬

‫والبارود الساخن‬

‫عصفوراً‬

‫االسود‬

‫حيط على فوه‬

‫وعلى كتف‬

‫بندةي‬

‫حبيبيت‬

‫معلق على غصن‬

‫كامرية‬

‫شجرة‬

‫تُ ْم ِطرُ صورَ‬

‫هل مسعتم بكاء‬

‫البؤسِ‬ ‫‪21‬‬

‫حكاي‬ ‫اذكر فيها‬ ‫اخلبز اليابس‬ ‫( والراشي)‬ ‫اذكر فيها‬ ‫لون وجه الطفل‬ ‫الشاحب‬ ‫شفيت تغازل خد‬ ‫الطفل‬


‫‪92‬‬

‫هل رأيتم شجرة‬

‫اتذكر غضب‬

‫هذا دوي طبول‬

‫تغازل غصناً‬

‫العرب‬

‫احلرب‬

‫ملغوما‬

‫انا اعدو‬

‫ستعلق النياشني‬

‫اعلم أن ةلبكم‬

‫احبث عن دمي‬

‫على صدور‬

‫من اصداف دجل‬

‫املراق‬

‫الفقراء‬

‫أو من زجاج‬

‫يف اةبي الساس‬

‫وسيمأل املال‬

‫سوق (البلول)‬

‫احبث‬

‫جيوب االغنياء‬

‫سؤالي للعروب‬

‫عن شجريات‬

‫وتزدحم املقابر‬

‫عن التضامن‬

‫باكرات‬

‫باالغبياء‬

‫تعرتيين الكآب‬

‫مل يطمثهن طري‬

‫حينما‬

‫‪27‬‬


‫‪92‬‬

‫مستعمرة قلب‬ ‫وليد جاسم الزبيدي‬ ‫العراق‬

‫بنيَ عُزل ِ ةلبٍ‪ ،‬ينوسُ حجرْ‪..‬‬

‫أغانٍ برطان ِ (فيكتور جارا)‪....‬‬

‫يفتحُ مزاجلَ ممراتٍ حنوَ الرّوحِ‬

‫يُبكي زمناً كانَ يُسمّى‪ :‬عصرَ‬

‫يسمو‪ ،‬فيخفقُ‪ ،‬يُرتّلُ‬

‫احلريّ ِ والزهرْ‬

‫بنيَ دفّتيهِ‬

‫فيهِ (الليندي) بنظّارتهِ يقرأ وجهَ‬ ‫الفقرْ‪..‬‬

‫ورقٌ أصفرْ‪..‬‬

‫وطلّابٍ بتظاهرةٍ يزفّونَ عُرساً‬

‫فيهِ رائح ُ ترابٍ ‪ ،‬وعطرُ عنربْ‪..‬‬

‫خيفونَ جبيوبهم تعويذةَ‬

‫يسخرُ من ةضبانٍ‪ ،‬وأسيج ٍ‪..‬‬

‫(كورفاالن)‬

‫ممنوعاتٍ‪..‬‬

‫الشرط ُ تشمّ رائح َ يسارٍ مشويّ‬

‫ترةّبِ شرطيّ‬

‫عن ةربٍ‬

‫يف مقهىً أعمى‪،‬‬ ‫ودخانٍ ميتدُ مساواتٍ بفضاءٍ‬

‫يهرّون عليهم‪..‬‬

‫تعلوهُ‬ ‫‪22‬‬


‫‪92‬‬

‫تتجافى جنوبُهم بوجعٍ مقدّسٍ‬

‫نصفُ إلهٍ مذعورٍ من رائح ِ‬

‫يكتبونَ على احليطانِ بأناملِ‬

‫(الفودكا)‬

‫التفاحِ‬

‫واللونِ األمح ْر‬

‫بلونِ املاءِ‪ ..‬وطعمِ اللوز‪،‬‬

‫ةد كانَ وجههُ مأمتاً‪ ..‬وفكرهُ‬

‫بعدَ حنيٍ‪!...‬‬

‫سُالل ماءٍ مهني‬

‫خيفقُ علمٌ‪ُ ،‬يرّتلُ نشيداً‬

‫أزيزُ رصاص‪ ..‬دخان‪...‬‬

‫‪ ...‬وبنيَ دفّتيهِ‪ ،‬يقرأ (نريودا)‬

‫عُلبُ املوتِ‬

‫آخرَ ةصائدِ الثورةِ‬

‫بصورةِ (بينوشيت)‬

‫التصفيقُ‪ ....‬رصاصُ املُخربِ‬

‫نصفُ إلهٍ جمذوٍ​ٍ‬

‫يف ليلٍ يتآم ُر ‪ ،‬يغتالُ اللوح َ‬

‫ح ّطمَ مرايا املدنِ‬

‫واللونَ‬

‫أحرقَ صورَ شبابٍ يزهو بظلّ‬

‫رصاصاتٌ حتملُ صورةَ نصفِ‬

‫ربيع‬

‫إله‬

‫كي يرتّبعَ فوق مجاجمَ‬

‫بنتان ِ (نيكسون)‪،‬‬

‫يشربُ خنبَ املغدورينْ‬

‫وخبث(هرتزل)‪ ،‬ووةاح ِ‬ ‫إبليس‪..‬‬ ‫‪29‬‬


‫‪92‬‬

‫مواسم الغياب‬ ‫وعد أبو علوان‬ ‫سوريا‬

‫تناثرت على شرفاتي‬

‫و صوتك‬

‫و املطر يرةص على الزجاج‬

‫صدى خطواتك‬

‫أحفر أمسك يف ضباب‬

‫جنون غضبك‬

‫حزني‬

‫إشراة ابتساماتك‬

‫حروفه تشرق كالضوء‬

‫كل شيء ما زال مرتب يف‬

‫ترةص كالسحر‬

‫روحي‬

‫أتعلم اشتقت إليك حد‬

‫أخاف من الفراق‬

‫الوجع‬

‫أنت مرساة لروحي‬

‫عطرك‬

‫و شاطئ األمان‬ ‫‪33‬‬


‫‪92‬‬

‫عندما تعود‬

‫كما حتبها‬

‫سأرةص كاألطفال‬

‫و أتابع معك فلما شاهدته‬

‫و أشرتي البالونات امللون‬

‫عشرات املرات‬

‫أنثرها جبنون‬

‫لن أسألك عن نهايته‬

‫أعلق األزهار‬

‫ما أمجل تلك التفاصيل‬

‫لكن عطر حضورك أمجل‬

‫الصغرية‬

‫و أرق‬

‫يف حياتنا‬

‫عندما تعود‬

‫سحرها رائع‬

‫سأشرب معك القهوة‬

‫أشتاق إليك حد الوجع‬

‫‪31‬‬


‫‪92‬‬

‫جنوح العطاش‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫ذاك اإلحساس أرهق الطبيع‬

‫بدأت أمللم احلسن املتبعثر‬

‫على ضفاف لقاء يف متناول‬

‫يف رجاءات الفوضى‬

‫صدف‬

‫الصورة املتكامل يف مرمى عينيك‬

‫صدف كناوإياها‬

‫لن تربح أبعادي‬

‫على موعد مع اجلوري‬

‫وكأس الروح لن يفرغ‬

‫الذي أسرف باجلمال‬

‫من مخرة املنى‬

‫واختار شرفته وجنتينا‬

‫منذ عشقنا احتساء اللحظ‬

‫مع والدة أجبدي صامت‬

‫بأةداح الغراٍ معا‬

‫من مالمح العشق‬

‫أوافيك الوفاء كل دة‬

‫على أوتار القلب‬

‫وأرنو أإليك وكأنك ريح‬

‫حني اغرت يف صدري الشعور‬

‫دون أن تهيج تعصف أوصالي‬ ‫‪32‬‬


‫‪92‬‬

‫وكأنك كروٍ رغب‬

‫حتت رمح العقل‬

‫دون أن ختتمر تنتشي اخللجات‬

‫الصرب‬

‫كيف أزهقت روح املاضي ؟‬

‫اجلنون‬

‫حتى طمست معامل سنوات‬

‫جتلدنا عيوننا‬

‫وكأننا حلظ التقينا‬

‫حيرةنا القلب‬

‫دون إذن املوعد‬

‫نطفح أرواحنا‬

‫ودون أن حيني األجل‬

‫وتضيق األجساد‬

‫حان األجل حني نظرة‬

‫فنفصل حلما من جنوح‬

‫انقلب الوةت رأسا على عقب‬

‫فضفاض‬

‫فأصبحنا ضحي االنتظار‬

‫عل العشق يرمي األةفال‬

‫ننتظره فال ينتظرنا‬

‫ونرتكب أطهر األثاٍ‬

‫نسابقه فيسبقنا‬

‫دون سابق معصي‬

‫ويرتكنامعا‬

‫جبنوح العطاش‬

‫نشتاق كما الغياب‬

‫إىل هطول القبل‬

‫‪33‬‬


‫‪92‬‬

‫سالة إليه‬ ‫نداء عادل‬ ‫صرت أعرف إنني لم أكن يوما بهذا االكتمال‪ .‬باألمس قبل أن أغفل مرة أخرى عن‬ ‫الحياة‪ ،‬راجعت أعوامي األخيرة‪ ،‬عرفت أنني من بنيت هذه الروح بكل ما فيها من‬ ‫صالبة ظاهرة‪ ،‬وهشاشة داخلية أكاد معها أسمع تحطمي كل مرة مر فيها االنكسار‬ ‫هائما عبر روحي‪.‬‬ ‫أدركت إنني كلما حاولت إظهار ما بداخلي ال أحد سواي يراه‪ ،‬فالجميع يحبون رؤية‬ ‫الكمال الظاهر وال شيء يعنيهم بالمنكسرين‪ ،‬سوى ممارسة لعبة الفأس والشجرة‬ ‫ليغرسوا معاولهم جميعا في جسدها‪ ،‬دون هوادة‪ ،‬علهم يحظون يوما بكسرة من الروح‬ ‫تضيء لهم عوالم موتي القديم‪.‬‬ ‫ها أنا اكتب لك للمرة األولى ولكنني ال أملك الكلمات التي تحكي عن هذه النار المستعر‬ ‫بداخلي‪.‬‬ ‫باألمس حاولت مغادرة الفراش وسقطت‪ ،‬عدت إليه ونمت ساعات متواصلة‪ ،‬تجاوزت‬ ‫الـ‪ 12‬ساعة‪ ،‬لم أشعر بأحد أو بشيء‪ ،‬استيقظت اليوم‪ ،‬واأللم قاس جدا‪ ،‬كل الجسد‬ ‫يؤلم‪ ،‬وكل الروح ترتفع‪ ،‬تنظر إلي وتبتسم‪ ،‬ثم تعود ألشعر باأللم مرة أخرى‪.‬‬ ‫اكتشفت إنني استيقظت في ساعة ما وتحدثت معك‪ ،‬ال أذكر شيئا مما حدث‪ ،‬وال أظن‬ ‫أنه كان حلما‪ ،‬لكنني أعرف أنني دخلت البرزخ‪ ،‬ومنه عدت مرة أخرى‪ ،‬علني أخوض‬ ‫المعركة هذه المرة بقوة أكبر استمدها من داخلي الهش‪ ،‬داخلي الذي تحتدم معركته‬ ‫بين الباشق والقبرة‪ ،‬ال حياة لهما معا‪ ،‬وال حياة ألحدهما دون اآلخر‪.‬‬ ‫أعرف إنني أتخبط‪ ،‬لكنه األلم اللعين يلتهمني على طبق من غياب‪.‬‬ ‫محبتي أبتي‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫‪92‬‬

‫قِالعُ الصَدِّ تَجْتاحُها‬ ‫السيولُ‬ ‫َامل عبد ال ُحسين ال َك ْع ِبي‬ ‫ك ِ‬ ‫ق _ َب ْغدا ُد‬ ‫ال ِعرا ُ‬ ‫ْوار تَمنّعي إالّ ْ‬ ‫ص ّدِّي وا ْقت ُ ِّح َم ْ‬ ‫ماذا أَقو ُل وقَ ْد ُه ِّ ّد َم ْ‬ ‫واجها‬ ‫ت أس ُ‬ ‫بقوةِّ ْأم ِّ‬ ‫أن أَبْصم لها ّ‬ ‫ت قِّالعُ َ‬ ‫حضورها وق ْد َ‬ ‫صحراء‬ ‫وفاض على‬ ‫غ َم َر ودياني‬ ‫وضعف سواحلي ‪ ،‬وسطوةِّ سيو ِّل‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫س ْ‬ ‫وقيعان أ َ ْكواني ‪ ..‬يا لَغَ ْفلتي و َ‬ ‫الهصور‬ ‫الفارس‬ ‫ط َوتي وأَنَا‬ ‫شَتاتي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫غ ْفوتي أينَ َجلَدي و َ‬ ‫ِّ‬ ‫!؟ أينَ ُح ّراسي وأَسْلحتي وق ْد َمأل َ ْ‬ ‫الوه َُن‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫المتارس والنصو َل !؟ ه َْل أَصا َب ُهم َ‬ ‫س ّو َد ْ‬ ‫ت‬ ‫بالفرار وأ َ ْعلَنوا‬ ‫واإلنكسار أ ْم الذوا‬ ‫ُ‬ ‫اإلستسالم !؟ أينَ أقالمي وقَصا ِّئدي وقَ ْد َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫هبطت إلى‬ ‫اء وسماء الالزور ِّد ‪ ،‬اآلن وقَ ْد‬ ‫ض ِّ‬ ‫عال دخانُها األَسو ُد أرجا َء الفَ َ‬ ‫الصحف و َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عبير‬ ‫ببصيص نور تستنش ُق‬ ‫بالسطور تهتدي‬ ‫تعبث‬ ‫ق‬ ‫سو ُر‬ ‫ِّ‬ ‫األ َ ْر ِّ‬ ‫ض تَت َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫الو َر ِّ‬ ‫بياض َ‬ ‫ليس لها إالا اإلقرار ْ‬ ‫ْ‬ ‫رار وال الت َ َم ّرد والثَ َو َران وق ْد َكبّلتْها‬ ‫وإن‬ ‫كانت مسلو َبةُ ال َق ِّ‬ ‫زهور َ‬ ‫من عالم وردي المالمحِّ واأل َ ْ‬ ‫الدهشةُ‬ ‫وطوقتْها العذوبةُ وعانَقَها قلب ْ‬ ‫ياف واجتا َحها‬ ‫ط ِّ‬ ‫ّ‬ ‫سهم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫سلوى‬ ‫هام الغي ِّ‬ ‫ق يحملهُ لي ُل مشتاق طويل يخف ُ‬ ‫ب لَهُ طع ُم ال َ‬ ‫من ِّس ِّ‬ ‫ومذاق األ َ ْشوا ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت فيقط ُع السكونَ ويمنحني لحظات‬ ‫ويخترق‬ ‫ت‬ ‫ص ْم ِّ‬ ‫واء َر ْهب ِّة الشَتا ِّ‬ ‫من غ َْل ِّ‬ ‫جدار ال َ‬ ‫َ‬ ‫ترتجف ْ‬ ‫مشاعر مبهمة ويروعني‬ ‫أتحسس بصمت‬ ‫الشجون‬ ‫من هَو ِّل‬ ‫ألُصاف َح البُ ْع َد بيد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫طيف كنتُ أ َ ْخشاهُ مابر َح َي ْنكأ ُ الجرو َح ويدمي القُرو َح فتشت ُد معهُ آالمي وكلّما زا َد األَلَ ُم‬ ‫أصاب مقتب َل أيّامي وتكتم ُل‬ ‫زا َد معهُ حنيني واشتياقي فتغرقني الدموعُ ويزاولني شرخ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫النوم‬ ‫فكانت تَ ُم ّر بي في ُك ِّ​ّل يوم قب َل‬ ‫حملت البُشرى‬ ‫تلك المواعي َد التي‬ ‫الفصو ُل فأتذ ّك ُر َ‬ ‫ِّ‬ ‫ألوان‬ ‫بأحضان األ َ َم ِّل‬ ‫ت ُ َهدهدُني فأغفو‬ ‫ألرسم مالم َح من ِّ‬ ‫عالم خيالي على لوح ِّة تحناني ب ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬ ‫ال َ‬ ‫ْ‬ ‫طشي‬ ‫يف وق ْد‬ ‫أصبحت في ُ‬ ‫ط ِّ‬ ‫ق وجداني شيئا ألمسهُ يتناغ ُم َم َع إحساسي وأخفي َ‬ ‫ع ْم ِّ‬ ‫لرس ِّْم خ ِّ ّ‬ ‫ور‬ ‫ب ال ُخطى لنعدُوا في‬ ‫َط األَماني وتعدي ِّل ُم ْنعرجا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ت َد ْر ِّ‬ ‫واحتياجي َ‬ ‫روض ال ُحب ِّ‬ ‫أنغام األ َ َمل ‪.‬‬ ‫بملء الفَ ِّم‬ ‫ونشدُوا‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬

‫‪35‬‬


‫‪92‬‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫قد لا أكون ابنة السلطان و لكني‬ ‫ابنة لرجل علمني أنني فتاة‬ ‫كالملاك‬ ‫و لا يستحقني الا رجل ليس ككل‬ ‫الرجال‬

‫‪31‬‬


92

37


92

32


‫‪92‬‬

‫ال تقـنطـوا ابدآ‬ ‫سوزان أحمد‬ ‫أنـها الساعة الثانية ظهرآ‬ ‫لقـد نسيت تمامآ موعدنا سيكون‬ ‫بأنتظاري‬ ‫أخذت خطواتي مسرعه الى المكان‬ ‫الذي اتفقنا أن نلتقي به باالمس‬ ‫اخذت اسرع محترسه ان اليكون‬ ‫بصفوف المواعيد السابقة التي لم‬ ‫احضرها‬ ‫وعقلي اخذ يطير بعيد عني مع االفكار‬ ‫العديده‬ ‫هل سنلحق !‬ ‫سينتظرك ام سيغادر !‬ ‫اخرجت جزداني مسرعة‬

‫ليتك اتصلتي به واعتذرتي عن تأخيرك‬ ‫!‬

‫يا الهي لم احمل معي اي فراطه سوى‬ ‫ما يكفي أجره التاكسي الذي سوف‬ ‫استقله لكي ألحق بموعدنا‬

‫‪.....‬‬ ‫من مال الله‬

‫اخذت امشي بخطوات متثاقله ومتألمة‬ ‫اتقدم بها لـ االمام‬

‫الله يوفقك ‪،‬الله يعطيك الصحة ‪،‬‬ ‫رفعت رأسي فـ اذ بسائله تخرج امامي‬

‫‪39‬‬


‫‪92‬‬ ‫لم اكن ادرك اي شيء‬

‫فـ اذ بصوتها يركض نحوي بنبره‬ ‫شجيه وحزينة‬

‫حتى ساعتي التي اخذت تضع اميالها‬ ‫بصوت عالي على المنتصف‬

‫«الله يسعدك ويجمعك مع الي تحبي‬ ‫ويفتح عليك ابواب السعادة كلها »‬

‫واصلت سيري‬

‫يا له من موقف صعب‬

‫فـ اذ بـ اصوات السيارات الصاخبة‬

‫فـ انا اكره ان ارد سائل حرجه جدآ من‬ ‫الله ومن عبدته التي تقف امامي مع‬ ‫ابنها الذي اليبلغ من العمر سوى بضعه‬ ‫سنين‬

‫والشوارع المزدحمة بـ الناس التي‬ ‫طالما كانت مصدر انزعاجي وتقلب‬ ‫مزاجي عكرآ‬ ‫ما بالها وكأنها باتت معزوفة جديده‬ ‫تقتحم مسمعي‬

‫توقفت لتؤهله من الزمن اتطلع على‬ ‫جزداني الذي لم يكن به سوى الـ ‪133‬‬ ‫ليره التي اذ عطيتها لم ألحق بموعدنا‬ ‫الخامس واذ لم اعطيها يا ترى هل‬ ‫سيعاقبني الله على فعلتي هذه ويأخذ‬ ‫مني من سكن فؤادي‬

‫وكأن االجواء كلها تغيرت فجأة‬ ‫وصلت اخيرآ‬ ‫انظر الى ساعتي انها الثالثة‬ ‫اناظر المكان بلهفه وكلي يقين انه لن‬ ‫ينتظرني‬

‫نظرات ابنها المرمي على األرض‬ ‫اخذت تسرقني تعاتبني ال ال تكوني كـ‬ ‫المارين من جانبي‬

‫وسيغادر المكان ال ليس فقط المكان‬

‫الترحلي وتغعلي مثلهم فـ انا جائع جدآ‬ ‫لم تسطع والدتي ان تطعمني منذ األمس‬

‫بل قال سيهجر قلبي ايضا اذ خلفت‬ ‫موعدنا هذا !‬

‫اخذت كل ما احمله معي وضعته بين‬ ‫يديها‬

‫لم يكن موجودا‬ ‫جلست بنفس المكان‬

‫رجوتها ان اطعميه جيدآ واكسيه‬ ‫بمالبس سمكيه فـ البرد قاسي جدآ عليه‬

‫التقط انفاسي بصعوبه‬ ‫ما هذا المطر الذي بدأ يتساقط من عيني‬

‫اخـذت تناجي الله بـ اجمل الدعوات من‬ ‫اجلي‬

‫ال لم يكن مناسبا لك ان تنزل بهذه‬ ‫السرعه‬

‫تودعني تلك االبتسامة الساحرة التي‬ ‫اخذت ترسم على شفتي صغيرها‬

‫ليته انتظرني !‬

‫يالسعادتي بهذا‬

‫ليتني استطعت ان اوضح له ما حصل‬ ‫معي !‬

‫‪23‬‬


‫‪92‬‬ ‫اغمضت عيناي بشده‬

‫هل بدو لي صوته ام وهم الفراق !‬

‫اخاطب سمائي‬

‫فـ اذ بي افتح عيناي‬

‫قلبي يا الله اشدده بك‬

‫انه هو‬

‫ما فعلته كان ألجلك‬

‫شكرآ لك يا الهي‬

‫ألني احبك اكثر منه‬

‫اسف تأخرت عليك بسبب االجتماع‬ ‫الذي ظهر لي فجاءه‬

‫لهذا ال تتركني وحيده بعده‬

‫انتي من تتأخرين في العادة و لكن هذه‬ ‫المرة انا‬

‫كن معي يا الله‬ ‫كن معي وال تتركني ابدآ‬

‫لهذا تعادلنا‬

‫اسف اسف اعترف انا من تأخرت هذه‬ ‫المرة‬

‫اجل بالفعل تعادلنـا‬ ‫و سعيدة جدآ بقدومك ‪..‬‬

‫ما هذا الصوت !!!‬

‫‪21‬‬


‫‪92‬‬

‫رمسة من خيال‬ ‫النرجس االبيض‬ ‫رمستك بسم فوق شفاهي‬ ‫رمستك زورق حيمل أحالمي‬ ‫رمستك املِ يف عتم أيامي‬ ‫رمستك مشع تضيئ اليالي‬ ‫رمستك شوق وفرح وأغاني‬ ‫رمستك زهرة نرجس وحيدة‬ ‫رمستك مطر ومظل‬ ‫رمستك ندى تنعش صحراء أنتظاري‬ ‫وبعد مازينت رمسيت بألوان طيفك‬ ‫جئت أنت‬ ‫وهمشّت فوق رمسيت بفرشات‬ ‫كلماتك اليت أوجعت ةليب‬ ‫أتلفت رمسيت وشوهت خيالي ‪.‬‬ ‫‪22‬‬


‫‪92‬‬

‫فتاة ذات اخلمار االسود‬ ‫حوراء العبيدي‬ ‫من محافظة الديوانية‬

‫الملجأ الكبير والوحيد الذي يحتوي البشر بال ذل وال تكبر والشروط هو الباري عز‬ ‫وجل‬ ‫كان في حينا عائلة ( أبو مجد ) عائلة فقيرة وصغيرة‪ ...‬العم أبو مجد رجل كبير في‬ ‫السن‪ .‬لديه مجد وهند ابنائه الوحيدين زوجته توفت العام الماضي أثر مرضها بسرطان‬ ‫الثدي ( رحمها الله) كانت امرأة طيبة الخلق ومخلصة لزوجها وابنائها‪ ....‬زوجة مجد‬ ‫لم تحسن معاملة ألعم ابو مجد لطالما كانت تتذمر من أحظار طلباته البسيطة‪.......‬‬ ‫كانت خالف هند مع زوجة أخيها المتسلطة تزداد كل يوم حيث كان صراخهن يصل‬ ‫الى مسامع الجيران‬

‫‪23‬‬


‫‪92‬‬ ‫ّ‬ ‫بينهن بذهول‬ ‫في يوم من االيام عاد مجد من عمله وكانت أصواتهن تتعالى فهرع ليقف‬ ‫وسأل بغضب ع ّما يحدث‬ ‫فقالت زوجته بأن هند تجاوزت عليها بالسب والشتم‪ ..‬كالعادة صدقها وابرح هند‬ ‫ضربا حتى أغمي عليها‪...‬‬ ‫العم ابو مجد يسمع ويرى كل ذلك الظلم لكنه الحول والقوة له‪ ...‬في الواقع كان سبب‬ ‫عراكهن بأن هند شاهدت زوجة اخيها ترمي بعالج ابيها بالقمامة وهي تقول مت أيها‬ ‫العجوز ألحق بزوجتك لنرتح منك‪....‬مما دفع هند لألشتباك معها‪...‬‬ ‫يزوجو هند من صديقه ليتخلص منها هند كانت تبلغ‬ ‫وفي اليوم التالي أقنعت مجد بأن ّ‬ ‫الرابعة عشر عاما‪......‬‬ ‫أخبر مجد هند بأنه سيزوجها لصديقه حاولت أن تعترض حتى لقيت ما لقت من‬ ‫قبضاته العنيفة‬ ‫فذهبت ألبيها تبكي على ركبتيه وتقبله وتطلب رضاه فبكى لبكا ِّئها ودعا لها‪.....‬فالعم‬ ‫مر الكالم الذي‬ ‫أبو مجد رجل معاق و يتلو القرآن طول الوقت ويسمع من زوجة أبنه ّ‬ ‫لم يتجرعه أي أنسان‪..‬لكنه يكتفي بالرد( حسبي الله فهو نعم الحسيب )‪...‬‬ ‫وفي الليل جيء مجد بالشيخ وصديقه ليعقدا القرآن وزوجته تتراقص فرحا إلنتصارها‬ ‫بالخالص من هند ومن ثم ترمي بالعم في دار العجزة‪ ....‬لكن عند ذهاب مجد لغرفة‬ ‫هند ألحظارها ففوجأ بأنتحار هند والحبل ملتف على عنقها وأنتهى أمرها‪...‬‬ ‫بعد األنتهاء من مراسيم العزاء كما هي عاداتنا دخل مجد لغرفتها ليبكي من ندمه على‬ ‫مافعله لها فتفاجأ لوجود ظرف تركته هند على سريرها فه ام بفتحه لقد كتبت هند به‬ ‫جميع اسرار زوجته القبيحة وخياناتها له وأدعائاتها وسوء معاملتها ألبيهم أثناء غياب‬ ‫مجد عن البيت وأعطته دليل بأن يذهب الى حديقة البيت ويستخرج ماتخبئه زوجته‬ ‫في االرض من رسائل وصور لحبيبها الذي تخون مجد معه وبعد أثبات ذلك قام مجد‬ ‫بطرد زوجته وطلقها وأعتنى بوالده جيدا ‪...‬أما زوجته بعد طردها و طالقها بقيت‬ ‫تحت رحمة زوجة أبيها التي أشنع واقبح منها‪....‬‬ ‫التظلم أحدا فالتدري مايكون جزاء ظلمك غدا‪.....‬أرحم ليرح ُمك ربك‪ ....‬وماتقدمه‬ ‫اليوم تجده غدا‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫‪92‬‬

‫خشخشة ذاكرة‬ ‫نبأ علي موسى‬ ‫العراق ‪ /‬ديالى‬

‫في ليلة موحشة يعمها السواد والرياح الحاملة في طياتها غبارا شديدا في احدى القرى‬ ‫البعيدة المخيمة بخظار الطبيعة كانت تسكن امرأة عجوز مع زوجها الذي ذبلت سنين‬ ‫جسده الما من مرض الكلى المتزامن معه منذ مدة يعيشان حياتهم العادية والروتين‬ ‫اليومي البائس معا دون اطفال او احفاد على بعد اميال عن المدينة تنهض الجدة‬ ‫صباحا لتوهج النار على هدوء حتى يلهب النار األزرق فتغلي الشاي جالسة على‬ ‫االريكة المتطأطاة القديمة المتحركة ببطئ اماما وخلفا حتى ينهض العجوز متكئا على‬ ‫عكازتيه الخشبيتان يسعل تارة ويهدء في االخرة يشربا الشاي الساخن بعدها تذهب‬ ‫الى الغابة القريبة من منزلهما لتقطف ما زرعوه وأثمر حتى تحظر الطعام بينما‬ ‫العجوز يتصفح بكتبه القديمة من خالل نظارة على عينيه لقلة نظره يحين وقت الغداء‬ ‫فيجتمعان ليسردا ما بين الماضي واليوم وكيف بدأو تلك قصة العشق فيما بينهم عندما‬ ‫كانوا جيران في ذلك الحي وكيف كان يغمر عيناها خجال من الغزل الذي يشعه لها‬ ‫فتتذكر ذلك بكل بهجة لتتعالى ضحكاتها مبتسمة فتمسك يده لتقبلها بكل الهام على‬ ‫وعده لها فهاهما اليوم يوشكان ان ينهيا حياتهما معا وكيف الزالوا متمسكين برباط‬ ‫الحب بعيدا عن ضجيج العالم المخرب لزمن الحب وكأنهما يريدان تتويج حبهما في‬ ‫هذه األمسية بما بها من ذكريات ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪92‬‬

‫كونوا احرارآ‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫ض ال‬ ‫س ُك ْم ۖ‪َ ،‬ال َي ُ‬ ‫ض ُّر ُكم امن َ‬ ‫( َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم أَنفُ َ‬ ‫إ َذا ا ْهت َ َد ْيت ُ ْم )‪.‬المائدة ‪135‬‬ ‫من الخطأ جدا تعميم الحاالت السلبية‬ ‫أو اإلنحرافات الشخصية وإلصاقها‬ ‫بالجميع ‪ ،‬فذلك ظلم وجناية على‬ ‫البريئين وإن قلّوا ‪ ،‬وهو يمكن ان‬ ‫يكون دافعا لوقوع أشخاص آخرين في‬ ‫تلك اإلنحرافات أو السلبيات لفقدانهم األمل بالحالة المثالية أو الصورة النموذجية ‪ ،‬مع أنها‬ ‫موجودة حتما وفي عدة أفراد وإن لم نعرفهم ‪..‬‬ ‫التعميم مبني على تصور أولي ‪ ،‬أو على إستقراء ناقص ‪ ،‬وكالهما غير علمي وغير موضوعي‬ ‫‪،‬‬ ‫ثم إنه ينبغي التفريق بين من يخطأ أو يزل لضعف طاريء ‪ ،‬أو نزوة عابرة او لغغلة أو نسيان‬ ‫‪ ،‬بحيث تكون زلّته مؤقتة سرعان ما يجتنبها‪.‬‬ ‫فهذا ال يمكن أن يساوى أو يجعل في خانة واحدة ‪ ،‬مع من يرتكب األخطاء والسيئات بتعمد‬ ‫وإصرار وجرأة وعناد ‪ ،‬واليوجد عنده رادع ‪ ،‬واليحس بالندم ‪ ،‬بل قد يتباهى بما يفعله من‬ ‫السيئات ‪ ،‬والسلوك الغير صحيح والمنبوذ من الجميع إن لم يكن من النوع الذي يرائي أو ينافق‬ ‫أمام اآلخرين ‪ ،‬بحيث يظهر أمامهم الصالح المتصنّع ‪ ،‬ويخفي عنهم فساده الفعلي الذي يلتذ به‬ ‫ويصر عليه ‪.‬‬ ‫ان الخير موجود والصالح موجود والعفاف موجود ‪ ،‬وهناك عدد كبير من الناس يمتلكون النزاهة‬ ‫والشرف والصفات المثالية والنموذجية واليمكن ان نركن دائما او ننظر الى الجوانب السلبية‬ ‫والسيئة في االنسان‪،‬‬

‫‪21‬‬


‫‪92‬‬ ‫والبد دائما ان نتذكر قول الله تعالى ‪ ( :‬عليكم أنفسكم ‪ ،‬ال يضركم من ضل اذا إهتديتم ) ‪.‬‬ ‫والفكرة األساسية التي نريد التأكيد عليها هنا ‪ ،‬هي أن ال نسمح أبدا ألخطاء اآلخرين وسلبياتهم‬ ‫‪ ،‬أن تؤثر على إلتزامنا بديننا واخالقنا في مجتمعنا ومن حولنا ‪ ،‬وان نعلل بقاءاخطائنا وسلوكياتنا‬ ‫السلبية ببقاء سلوكيات االخرين السلبية كقولهم ( بقت علي) بتشديد الياء‬ ‫حتى لو كان هؤالء محسوبين على الدين أو ينتمون الى الدين ‪ ،‬او في مراكز السلطة العليا مهما‬ ‫كانوا ‪ ،‬قلوا أو كثروا ‪.‬‬ ‫فالتدين باالسالم وقيمه االنسانية ليس هو مجرد اإلنتماء او التحدث بإسمه ‪ ،‬وانما التدين هو‬ ‫اإللتزام الفعلي بأخالق ومباديء وقيم هذا الدين ‪ ،‬في القول والفعل ‪ ،‬وفي الظاهر والباطن ‪،‬‬ ‫وبدون ذلك اليكون الشخص او العنوان متدينا وال ملتزما باإلسالم‪ ،‬الدين اقوال مشفوعة باالفعال‪،‬‬ ‫والدين عمل وتطبيق لما نؤمن به‪.‬‬ ‫فال يكن تهاون اآلخرين أو تقصيرهم ‪ ،‬أو حتى إنحرافهم أو خيانتهم مهما كانوا ‪ ،‬اليكن ذلك سببا‬ ‫لخرابنا وفساد حياتنا وآخرتنا بحجة ان الجميع بهذه الكيفية ولماذا لم نكن مثلهم؟ وهذا خطا فادح‬ ‫اذ اليمكن لنا ان نتخذ االشخاص السلبيين او السيئين قدوة او صورة شائعة وان كانوا هم السائدين‬ ‫في المجتمع الن الله منحنا العقل لنفكر ونضع الموازين لتقييم تلك التصرفات والسلوكيات ومدى‬ ‫تطابقها مع العقل والدين واالخالق والقيم االنسانية الصحيحة‪،‬‬ ‫ولنتذكر دائما انها لو خليت قلبت ‪ ،‬وانه يوجد أكيدا من هو ثابت وملتزم ‪ ،‬واذا كان الجيد‬ ‫قليال فلنحاول أن نكثره ونزيده بثباتنا وإلتزامنا ‪ ،‬ليبقى الخير ويبقى األمل ‪..‬‬ ‫وكله بعين الله ‪ ،‬وأن ليس لإلنسان اال ماسعى ‪ ،‬وأن سعيه سوف يرى ‪ ،‬ثم يجزى الجزاء‬ ‫األوفى ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪92‬‬

‫مجلة زهرة البارون ‪92‬‬

‫‪22‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.