مجلة زهرة البارون عدد 93

Page 1

‫‪93‬‬

‫‪93‬‬

‫أس بوعية‬

‫شعارنا‬ ‫الحيادية والموضوعية والصدق‬ ‫حوار‬ ‫الغراوي‬ ‫قاسم‬ ‫‪1‬‬


‫‪93‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخري‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬سناء الطائي‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫د‪ .‬احمد جارالله‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫ليلي جواد ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫‪93‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5...........................................................................‬‬

‫السيد محمد يونس السيد وهب ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪6.................................‬‬ ‫الهان عمر ‪ /‬عبد الرزاق احمد الشاعر ‪12.............................................‬‬ ‫روائع الفن المعماري ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪14.................................‬‬

‫حمار وبومة ‪ /‬د‪ .‬احمد جار الله‬ ‫‪18......................................................‬‬ ‫خاطرة ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪19...........................................................‬‬

‫كلمات ‪ /‬غسان عزيز ‪20................................................................‬‬

‫خارج الجسد داخل الطبيعة ‪ /‬فتحي مهذب ‪22..........................................‬‬ ‫ديوان الحياة ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪23.....................................................‬‬ ‫رقية الحضور ‪ /‬سليمان العوجي ‪24....................................................‬‬ ‫مواجد عاشق ‪ /‬غزوان علي ‪26.........................................................‬‬ ‫وضع الحياء نرجس عمران ‪28.........................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫‪93‬‬

‫فلسفة األلم ‪ /‬سوسن االدرسي ‪29........................................................‬‬ ‫نعم انا العاشق المجنون ‪ /‬د‪ .‬حازم الطائي ‪31..........................................‬‬

‫الثالثة واالربعون ‪ /‬هند حيدر ‪33........................................................‬‬

‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪34......................................................‬‬

‫مؤسسة الكاشف نيوز ‪ /‬قاسم الغراوي ‪37..............................................‬‬

‫غيمة الحزن ستمر ‪ /‬زينب الناصري ‪40...............................................‬‬

‫العشيرة في الميزان ‪ /‬قاسم الغراوي ‪42................................................‬‬

‫‪4‬‬


‫‪93‬‬

‫بقلم البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫دروس وعبر في كتاب الله يجلها‬ ‫صغار العقول وهو معلمنا األول‬ ‫وفي قضية غزة على وجه التحديد‬ ‫ما يحدث هو تهريج وعملية انتحار‬ ‫جماعي فالكهرباء من إسرائيل‬ ‫والوقود من إسرائيل والغذاء من‬ ‫إسرائيل وكل شيء يمر عبر‬ ‫إسرائيل واليوم يدفع الناس الثمن‬ ‫بسبب الغباء السياسي الذي يعاني‬ ‫منه العرب كافة بال استثناء وبهذا‬ ‫لست مع أحد فالذي مثلي يرجح العقل في كافة التصرفات البشرية اما منطق القوة‬ ‫فهناك مثل إنكليزي جميل جدا يقول (( اذ طالت اليد قصر العقل )) وأمتلك الصواريخ‬ ‫المحدودة ليست شجاعة ‪ .‬فهم اليوم كذلك الثور الذي يحاول نطح الجدار فغزة‬ ‫وحدودها مع مصر ليست قادرة على حفظ االمن فيها والغريب ان من يقرع طبول‬ ‫الحرب هم غير قادرين على البناء او توفير حتى اقل الحقوق في العيش الكريم‬ ‫للمواطن الفلسطيني ويذهب التحدث عن القتال والتحرير ويذكرني بالخطاب الديني‬ ‫عند بعض المحسوبين على الدين اإلسالمي كالدعاة الذين يؤمن بان الله سوف ينزل‬

‫‪5‬‬


‫‪93‬‬ ‫له الفرج وهو قاعد ال يتحرك وما حدث هو عبارة عن قرقعة إعالمية مدفوعة االجر‬ ‫لصرف األنظار عن قضية تشغل العالم وهي تصدير اإلرهاب وطرق مكافحة هذه‬ ‫الظاهرة ونعود ألبطال غزة االسطوريون أي نعم استحقوا هذا اللقب االن األسطورة‬ ‫هي حكايات من الخيال فالعرب منذ قديم االزل لم يخرجوا النساء واألطفال للقتال‬ ‫وانتم تجعلون من كل هؤالء حطب لنار ال اخر لها غير مكترثين لحجم الدمار وسفك‬ ‫الدماء على األرض المقدسة فقط كل ما يهم هؤالء هو انهم ينفذون اجندة خارجية‬ ‫تملى عليهم من الجهات التي يتم الضغط عليه هذه األيام وان القتال الغير متكافئ هو‬ ‫عملية انتحار ال شك في هذا فبدل الدخول بمعارك عبثية قم انت وغيرك بإيجاد السبل‬ ‫لالكتفاء الذاتي الذي سوف يغيظ الطرف الثاني وعند تحقيق هذا وأمتلك القدرة على‬ ‫المجاراة الطرف االخر في الحرب ادخل الحرب وكلنا معكم ولكن بيتك اليوم من‬ ‫زجاج وترمي الناس بالحجر هذا نوع من أنواع الحمق والذي ال تحسدون عليه فالله‬ ‫الن يدافع عن الذين ال يأخذون باألسباب فالحرب في الفلسفة هي قدرتك على هزيمة‬ ‫خصمك وليس ضربه فقط فان الرصاصة التي الن تقتل الذئب هي كفيله باستفزاز‬ ‫الذئب الذي سوف يقوم بتقطيع اوصالك بال رحمة فالحرب خدعه أي ان الحرب ال‬ ‫تخلوا من العقل وليس الحرب ان تملك عصى خشبية تبارز السيف بها ولو نظرة الى‬ ‫جهات الصراع فال مقارنة تذكر بينهما وهذه حقيقة يجب االعتراف بها فانت ال تملك‬ ‫البنية التحتية للمجتمع وتذهب لتقاتل من هو اقوى منك في العدد والمعدات فقضية‬ ‫الصراع ليست باتت ان تجمع الناس بالخطب الحماسية والتصفيق والتهريج في وسائل‬ ‫االعالم انما هي امتلك قدرات عسكرية متقدمة تجعل لك اهداف بمرمى النيران تحبط‬ ‫بها الطرف االخر من الصراع ام ما حدث في االمس هو نوع من العبثية القاتلة التي‬ ‫يدفع ثمنها األبرياء فما ذنب ذلك الطفل ان يقتل لتكون انت بطل العناوين في نشرات‬ ‫االنباء والصحف وليصفق لك المغفلون على انك جلبت الدمار للمدينة وأهلها ولهذا‬ ‫نحن اليوم بأمس الحاجة لتغير الخطاب الديني والسياسي واشراك العقول في اتخاذ‬ ‫القرارات المصيرية فحياة البشر ليست ملك الحد وال يحق لك بحجة الدفاع عن الله‬ ‫ان تصادر الحياة التي رسمها الله للبشرية ولهذه المشكلة جذور تاريخية قديمة بنية‬ ‫عليه بناء غير صحيح وتبدأ من انتصار الثورات العربية وتلك الكذبة التي ابتلعها‬ ‫العرب وصدقوا انفسهم بها فتلك الحذاء التي ضرب بها المستعمر ذاته اليوم بعض‬ ‫الشعوب العربية تقبلها لعودة االستعمار الغير مباشر وهذه أيضا حقيقة وهنا استغرب‬ ‫بعض الشخوص على المواقع االجتماعي ان تتحول الى طائر الببغاء يردد ما ال يفهم‬ ‫وسوف يبقى الحال على ما هو عليه وسوف تراق الدماء كل يوم فتاريخ سوف يتجدد‬ ‫بذلك الخطاب وبتلك الممارسات وتلك الشخوص التي هي اقرب للحماقة وهنا نسال‬ ‫الله ان يغير الحال وانا مؤمن بقوله ‪ِ ﴿ :‬إن اللّه ال يُغ ِيّ ُر ما ِبق ْوم حتى يُغ ِيّ ُرواْ ما ِبأ ْنفُ ِس ِه ْم﴾‬

‫‪6‬‬


‫‪93‬‬

‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫منذ اكثر من اربعة عقود عرفت الكاتب‬ ‫والمؤرخ السيد محمد يونس السيد وهب ‪،‬‬ ‫وكنت ازوره في داره بمدينة تلعفر ‪ .‬وكان‬ ‫انسانا نبيال ورجال فاضال وكاتبا مهتما‬ ‫بتاريخ تلعفر وله عالقات واسعة مع عدد‬ ‫من السياسيين والمؤرخين واساتذة‬ ‫الجامعات والمثقفين والسيد محمد يونس‬ ‫السيد وهب ‪ -‬كما يقول االستاذ السيد‬ ‫عبدالله محمد طاهر الموسوي في مقالة‬ ‫له ‪ -‬ينتمي الى عشيرة السادة الموسويين‬ ‫التي تتمركز في قضاء تلعفر في مركز‬ ‫المدينة القلعة القديمة والجزء الجنوبي من‬ ‫حي القادسية وحي ‪ 7‬نيسان والجزء‬ ‫الجنوبي من حي المثنى وقرية هارونة‬

‫‪7‬‬


‫‪93‬‬ ‫وقرية سجعة(صلوقيو) وقرية قبك التابعة لناحية العياضية وهم يتكلمون اللغتين‬ ‫العربية والتركمانية ويمتلكون االف الدوانم من االراضي الزراعية الصالحة لزراعة‬ ‫الحنطة والشعير ‪.‬وكانت لهم وقفة مجيدة خالل ثورة ‪ 1920‬الكبرى فهم من اوائل‬ ‫الذين أوقدوا نيران الثورة ضد المحتلين االنكليز في ‪ 4‬حزيران سنة ‪ 1920‬والتي‬ ‫امتدت لتكون شاملة لكل العراق ووصلت ذروتها في الرميثة يوم ‪ 30‬حزيرن ‪1920‬‬ ‫وكان لها تأثير في تغيير بريطانيا لسياستها ومنها الموافقة على ترشيح االمير فيصل‬ ‫بن الحسين شريف مكة ملكا على العراق وتتويجه في ‪ 21‬اب سنة ‪. 1921‬‬

‫الاريد ان ادخل في تفاصيل ما جرى في تلعفر فلقد كتبت عن هذا‬ ‫في كتابي المشترك مع عدد من المؤرخين العراقيين اقصد كتاب (المفصل في تاريخ‬ ‫العراق المعاصر ) ‪ ،‬لكني اقول ان ال السيد وهب ومنهم السيد عبد المطلب والسيد‬ ‫عبد الله تعاونوا مع الضباط الشريفيين الذين جاؤوا من سوريا في مطلع حزيران سنة‬ ‫‪ ، 1921‬واسقطوا مع عدد من ابناء عشائر تلعفر قلعة تلعفر في ‪ 4‬حزيران ‪1920‬‬ ‫وقتلوا الميجر بارلو معاون الحاكم السياسي والكابتن ستيوارت وقد نالهم من قصف‬ ‫الطائرات البريطانية ما نالهم من تدمير وتهجير وقتل وكان تجمعهم مع الضباط‬ ‫الشريفيين امثال جميل المدفعي وجميل ال خليل وعبد الحميد الدبوني وممن اجتمع‬ ‫بهم في قرية قبك السيد سليمان اعا السيد وهب وبحضور الشيخ صالح ال خضير‬ ‫رئيس عشيرة الجحيش ومع رؤساء عشائر الكركرية وشمر وبقية العشائر التلعفرية‬ ‫في المنطقة وقد توجهوا الى مدينة تلعفر واجتمع الجميع في بيت السيد عبدالله اغا ال‬

‫‪8‬‬


‫‪93‬‬ ‫سيد وهب التلعفري وبعد ذلك‬ ‫اتفقوا على القيام بالهجوم على‬ ‫قلعة تلعفر وقتل من فيها من‬ ‫افراد الجيش البريطاني واثناء‬ ‫الهجوم استشهد الشيخ صالح‬ ‫ال خضير رئيس عشيرة‬ ‫الجحيش وبعد ساعات جاءت‬ ‫امدادات الجيش البريطاني‬ ‫وبدأت الطائرات البريطانية‬ ‫تقصف تلعفر قصفا شديدا ‪،‬‬ ‫وانسحبت العشائر الى خارج‬ ‫تلعفر وسمي االنسحاب (قاجا‬ ‫قاج ) أي اهربوا ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك صدر بيان من‬ ‫السلطات البريطانية المحتلة‬ ‫يقضي بتغريم رئيس عشيرة‬ ‫السادة السيد عبد الله السيد‬ ‫وهب بمبلغ (‪ ) 82‬الف‬ ‫روبية قبل الموافقة على عودته‬ ‫وجماعته الى مساكنهم في‬ ‫داخل تلعفر وفعال دفع المبلغ‬ ‫من قبل رئيس عشيرة السادة‬ ‫الموسويين السيد عبدالله اغا ال‬ ‫سيد وهب ‪.‬‬ ‫يقول االستاذ ذنون قره باش في‬ ‫مقالة له ‪ ":‬كان السيد عبدالله‬ ‫السيد وهب يجري اتصاالت مع‬ ‫الضابط الشريفي عبدالحميد‬ ‫الدبوني الذي كان يمثل معاون‬ ‫الحاكم العسكري آنذاك بالتنسيق‬ ‫مع رؤساء عشائر تلعفر‬ ‫والعشائر العربية األخرى في‬ ‫المنطقة‪ .‬إذ عقد اإلجتماع‬ ‫السري للثوار في دار السيد‬

‫‪9‬‬


‫‪93‬‬ ‫عبدالله ونتيجة إيمانهم الجريء إلعالن الثورة ضد المحتل اإلنكليزي‪ ،‬في اإلجتماع‬ ‫تم اإلتفاق بعد أن توحدت المواقف وصدقت النوايا وقرروا باإلجماع على القيام‬ ‫بالثورة في الرابع من حزيران ‪1920‬م وإن دل هذا على شيء يدل على تماسك‬ ‫وتكاتف وتالحم عشائر تلعفر وطنيا واجتماعيا " ‪.‬‬ ‫كان السيد محمد يونس بن السيد عبد الله السيد وهب حاضرا في بعض احداث ثورة‬ ‫تلعفر حتى انه الف كتابا عنها بعنوان ‪ ( :‬اهمية ثورة تلعفر في ثورة ‪ ) 1920‬روى‬ ‫فيه االحداث ‪.‬‬ ‫وقد قام السيد عبد الله السيد وهب بإعتباره عضوا ورئيسا لجمعية الدفاع الوطني‬ ‫بدور مهم في الفاع عن عائدية والية الموصل للدولة العراقية ووقف ضد مطالب‬ ‫االتراك فيها ‪. 1926-1925‬وقد قابلته لجنة عصبة االمم وقال لهم بالحرف الواحد‬ ‫اننا النريد ال االتراك وال االنكليز نحن عراقيون ونريد حكومة عربية مستقلة ‪.‬‬ ‫وكان السيد محمد يونس السيد وهب عضوا في مجلس ادارة قضاء تلعفر منذ شهر‬ ‫ايلول سنة ‪ 1930‬اي بعد وفاة والده السيد عبد الله السيد وهب في ‪ 30‬تموز سنة‬ ‫‪. 1930‬كما انتخب نائبا في مجلس النواب العراقي خالل العهد الملكي ولعدة مرات‬ ‫منها في الدورة االنتخابية الحادية عشرة من ‪1‬كانون االول ‪ 1947‬الى ‪ 22‬شباط‬ ‫‪ 1948‬وفي الدورة االنتخابية الثانية عشرة والتي امتدت من ‪ 21‬حزيران ‪1948‬‬ ‫الى ‪ 29‬تشرين الثاني ‪ 1948‬والدورة السادسة عشرة والتي انتهت في ‪ 9‬من حزيران‬ ‫سنة ‪. 1958‬‬ ‫وقد يكون من المناسب القول ان السيد محمد يونس كان له ديوان كبير يؤمه عدد من‬ ‫رؤساء العشائر والمثقفين ذلك انه كان بعد شخصية إجتماعية بارزة معروفة في‬ ‫المنطقة وباألخص بين سكان مدينة تلعفر وصاحب كلمة مسموعة في عشيرته بالذات‪،‬‬ ‫وكثيرا ما كان من يحضر هذا الديوان يسمع احاديث شتى ويتعلم من خاللها حب‬ ‫البلد وأهله وحسن المعاملة واستقبال الضيوف وأسلوب الكالم وآدابه واالصغاء‬ ‫وخدمة الناس دون مقابل وكان السيد محمد يونس معروفا بالتواضع والحكمة‬ ‫والشجاعة والضيافة والكرم ‪.‬‬ ‫االستاذ عبد الوهاب النعيمي رحمه الله القاص والكاتب والصحفي ه من قدم لكتاب‬ ‫السيد محمد يونس عبد الوهاب الموسوم ( تاريخ تلعفر قديما وحديثا ) والذي طبع في‬ ‫مطبعة الجمهورية بالموصل سنة ‪ 1967‬قال ان االستاذ محمد يونس السيد وهب‬ ‫تصدى لتدوين تاريخ تلعفر هذه المدينة الحصينة التي لها تاريخها ولها تقاليدها‬ ‫وعاداتها ولها امتيازاتها ايضا وهي وان تك مدينة صغيرة اال ان االحداث المتتابعة‬ ‫التي انبثقت منها توحي بأنها شيء مهم يجب ان نكرس جهودنا لحقيقتها ‪ .‬واضاف‬ ‫ان االستاذ محمد يونس السيد وهب اثبت في كتابه ان اهل تلعفر دافعوا عن العراق‬ ‫ووقفوا ضد العثمانيين وضد االنكليز وما كتبه –يعد بحق – مصادر تاريخية موثوق‬

‫‪10‬‬


‫‪93‬‬ ‫بها في تفاصيل احداثها وقد خدم –بكتابه –هذا التاريخ وخدم االجيال الحاضرة‬ ‫واالجيال التي ستأتي ‪.‬‬ ‫قد نتفق مع السيد محمد يونس السيد عبد الوهاب في اطروحاته وكتاباته لكننا البد ان‬ ‫نشيد بجهوده في توثيق الكثير من معالم التاريخ التلعفري الحديث خاصة وانه قد اطلع‬ ‫اثنان من جهابذة التاريخ على ما كتبه وهما السيد عبد الرزاق الحسني واالستاذ‬ ‫كوركيس عواد الذين –كما قال –عاونوه في مشروعه البحثي في تلك المرحلة المبكرة‬ ‫من التاريخ العراقي المعاصر ‪.‬والشيء الجميل في الكتاب انه عاد الى عدد كبير من‬ ‫المصادر والمراجع فضال عن مشاهداته العيانية ‪.‬‬ ‫فقط اريد ان اقول لمن يقرأ ما كتبته انني عرفت السيد محمد يونس السيد عبد الوهاب‬ ‫من اشد الناس حبا لتلعفر ومن اكثر الناس حماسا لتدوين تاريخها وارثها وتوضيح‬ ‫دورها في التاريخ القديم والوسيط والحديث واعده انا رائدا من رواد التاريخ المحلي‬ ‫في العراق ‪.‬رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪93‬‬

‫عبد الرازق أحمد الشاعر‬

‫أستميح الراقصين في مولد السيدة "إلهان عمر" أن أضع حشوتين من القطن في أذني‬ ‫كي ال يؤثر طنينهم المزعج على قدرتي على الفهم والحكم‪ .‬فقد تعلمت طوال عمري‬ ‫أن أقف من ال ٓمشاهد موقف المتأمل المرتاب‪ ،‬قبل أن أضع أصابعي في حبر الواثقين‬ ‫الفوسفوري‪ .‬فدخول السيدة إلهان إلى ساحة الكونجرس األمريكي كأول نائبة مسلمة‬ ‫محجبة ليس فتحا لحصون الروم وال انتصارا لقيم العدالة والحرية كما يحلو للبعض‬ ‫أن يصور‪ ،‬وإن كان يمثل بعضا من التغير المحمود في مفاهيم الناخب األمريكي‬ ‫العنصرية‪.‬‬ ‫إلهان عمر الطفلة اضطرت تحت جحيم الحرب األهلية إلى مغادرة أرضها وديارها‬ ‫لتقيم في المخيمات الكينية مع أسرتها وآالف األسر النازحة‪ ،‬لتعاني األمرين في خيام‬ ‫لم ترتق أبدا إلى مستوى اإلنسانية‪ .‬وهناك‪ ،‬لم تستطع إلهان أن تلق حظا من التدليل‬ ‫يليق بسنواتها العشر وكونها الطفلة الصغرى‪ .‬وبعد أربع سنوات من المعاناة‪ ،‬تشاء‬ ‫العناية اإللهية أن تستجيب لكفي إلهان الصغيرين فتنتقل لإلقامة في والية مينسوتا مع‬ ‫أسرتها‪ .‬وهناك‪ ،‬يتجلى نبوغ الفتاة اليافعة فتتعلم اللغة اإلنجليزية في أشهر معدودات‪،‬‬ ‫وتعمل كمترجمة لمؤتمرات جدها المحلية‪ .‬ومع نهاية عقدها الثالث‪ ،‬تستطيع‬ ‫الصومالية الطموحة الحصول على بكالوريوس في العلوم السياسية وآخر في العالقات‬ ‫الدولية من جامعة نورث داكوتا لتدخل عالم السياسة من أوسع أبوابه‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪93‬‬ ‫واليوم‪ ،‬يصفق النواب األمريكيون المرأة استطاعت أن تغير كل شيء فيها وحولها‬ ‫إال لون بشرتها الداكن‪ ،‬وحجابها الذي بالكاد يستر جيدها‪ ،‬لتقف على ساقين من أمل‪،‬‬ ‫وتشكر أهالي مينسوتا الطيبين‪ ،‬الذين أستطاعوا أن يحتضنوا بطة صومالية عرجاء‬ ‫ويدفعوا بها نحو قبة البرلمان في تحد صارخ لميول رئاسية عنصرية تزدري العرب‬ ‫والمسلمين وتسيء إليهم في كل محفل‪.‬‬ ‫الصورة حتى اآلن وردية مخملية‪ ،‬واآلمال عريضة بحجم محيط الخراب الذي يقسم‬ ‫العالم إلى هاويتين‪ .‬فها هي الفتاة التي تعرضت للضرب على يد ثلة من العنصريين‬ ‫عام ‪ ،2014‬ترفع يمينها كتمثال حرية في زمن القهر وتبشر بمجتمع خال من‬ ‫العنصرية واإلسالموفوبيا والكراهية‪ .‬وكعارضة أزياء مدهشة‪ ،‬تسير إلهان في‬ ‫خطوات متناسقة لترصدها أعين الكاميرا في شبقية ال تخطؤها عين‪ ،‬لتتكفل بعمل‬ ‫دعاية مدفوعة لمن شارك أو بارك أو سمح أو صمت على دخولها قاعة الكونجرس‪.‬‬ ‫وال أعرف لماذا يذكرني المشهد بمتسلقي إيفرست الذين تدفع لهم الشركات المصنعة‬ ‫آالف الدوالرات مقابل الدعاية لمنتجاتهم‪.‬‬ ‫أخشى أن تتحول عرابة العروبة إلى خنجر مسموم يندفع تحت الخاصرة‪ .‬وأخاف أن‬ ‫يتحول الرمز إلى غواية تستهوي الطيبين ممن تخدعهم سرعة الخيل وألوان القبعات‪،‬‬ ‫فيمتدحون مهارة الغازي في إطالق الرصاص ويشمئزون إن حمل أبناء البالد األسلحة‬ ‫البيضاء دفاعا عن أكواخهم ومعتقداتهم‪ .‬وأريد هنا أن أتفق مع علمانيو الشرق على‬ ‫أن الحجاب ال يعني الفضيلة‪ ،‬والبشرة السوداء ال تدل بالضرورة على نقاء السريرة‪.‬‬ ‫ولو كان اإلسالم يعرف بالحجاب‪ ،‬لما تراجع المسلمون إلى هذا الدرك المخزي من‬ ‫جهل وتخلف واقتتال‪.‬‬ ‫الغريب أن أصحاب الرأي هنا والذين يهللون النتخاب إلهان هناك هم أنفسهم الذين‬ ‫يحاربون ارتداء الحجاب هنا‪ ،‬في ازدواجية منكرة لحقوق إنسان لم يعد من حقه‬ ‫ممارسة حرياته إال في الشتات‪ .‬أخشى أن يُستغل وجود إلهان وصاحبتها رشيدة طليب‬ ‫في أروقة الكونجرس في الترويج لعنصرية بغيضة ضد العرب والمسلمين‪ ،‬وأن يتم‬ ‫تحت سمعهما وبصرهما تمرير أشد القوانين إثارة للكراهية في تاريخ الشعوب‪.‬‬ ‫أذكر أن نجاح امرأتين مسلمتين دفعة واحدة في اجتياح عتبات الكونجرس أمر يثير‬ ‫اإلعجاب ويحفز األمل‪ ،‬ولوال خوفي مما قد تسفر عنه تلك الخطوة من لبس غير‬ ‫منطقي أو مبرر بين تاريخ المرأتين وأسس العقيدة‪ ،‬وخاصة بعد قراءتي لمقاالت‬ ‫تحاول النيل من عرض إلهان‪ ،‬وتتناول عالقاتها السابقة‪ ،‬لكنت أول المصفقين لتلك‬ ‫اإلفاقة المتأخرة لوعي أمريكي محتمل‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪93‬‬

‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫تقع مدينة شهارة إلى الشمال من محافظة‬ ‫عمران في الجمهورية اليمنية‪ ،‬وتبعد‬ ‫عنها نحو (‪ 90‬كيلو مترا)‪ ،‬ويمكن‬ ‫الوصول إليها من مدينة حوث وشهارة‬ ‫طبيعيا تشمل سلسلة جبلية يطلق عليها‬ ‫اسم سلسلة جبال األهنوم نسبة إلى قبائل‬ ‫األهنوم التي تسكنها‪ ،‬وتشتمل هذه‬ ‫السلسلة على جبل " شهارة الفيش "‬ ‫وجبل " شهارة األمير "‪ .‬ومدينة شهارة‬ ‫هي المركز اإلداري لمديرية شهارة‪،‬‬ ‫يرتفع هذا الجبل حوالي (‪ 3000‬متر)‬ ‫عن مستوى سطح البحر‪ ،‬كما تشتمل‬ ‫على جبل سيران الغربي والشرقي وجبل‬ ‫ذري‪ ،‬وجبل المدان‪ ،‬وجبال القفلة وعيشان ثم جبال ظليمة وبني سوط‪ ،‬وهي بالجنوب‬ ‫من السلسلة‪ ،‬ثم جبال الجميمة وبني جديلة‪ ،‬يحد هذه السلسلة الجبلية من الشمال وادي‬ ‫الفقم النازل من العشية إلى مور‪ ،‬وجنوبا وغربا وادي مور النازل من أخرف والبطنة‪،‬‬ ‫وشرقا سهل العصيمات وعذر‪ ،‬وقد قسمت شهارة إداريا إلى مديريتين (مديرية‬ ‫شهارة‪ ،‬ومديرية المدان)‬ ‫تقع مدينة شهارة على الجبلين المتقاربين الشرقي والغربي والذي يطلق عليهما (شهارة‬ ‫الفيش)‪ ،‬و(شهارة األمير)‪ ،‬ويربط بين الجبلين جسر (جسر شهارة) أقيم على األخدود‬

‫‪14‬‬


‫‪93‬‬ ‫الفاصل بينهما وكانا الجبالن قديما يعرفان بجبل معتق‪ .‬ومدينة شهارة مدينة جميلة‬ ‫كانت فيها برك للماء وعين ماء كان يطلق عليها (المقل)‪ .‬ومباني المدينة قوامها‬ ‫األحجار تتخللها المساجد والقباب‪ ،‬وبعض الخرائب منها ما يعود إلى فترة إنشائها في‬ ‫منتصف (القرن الخامس الهجري) إنشاء مدينة " شهارة األمير "‪ ،‬وفيها ـ أيضا ـ‬ ‫حصن الناصرة ودار سعدان اللذان أقامهما العثمانيين في الفترة األولى لحكمهم اليمن‬ ‫في الفترة الممتدة من سنة (‪995‬هجرية) إلى العقد الثاني من (القرن الحادي عشر‬ ‫الهجري)‪ .‬وفيها جامع حسن ـ بناه ـ اإلمام " القاسم بن محمد " المتوفى في سنة‬ ‫(‪ 1029‬هجرية)‪ ،‬وقبره فيه مشهور‪ ،‬وفيها (سبعة مساجد) غير الجامع‪.‬‬ ‫ولشهارة طرق محكمة بين الجبال‪ ،‬وأبواب لكل طريق‪ ،‬منها باب النصر‪ ،‬وباب النحر‬ ‫وباب السرو‪ ،‬وعلى كل باب هناك حراس يقومون على حمايته‬ ‫أقيم هذا الجسر للربط بين جبلي (شهارة الفيش)‪ ،‬و(شهارة األمير)‪ ،‬وقد كانت الطريق‬ ‫بينهما تتطلب الكثير من الوقت والجهد حيث كان األهالي يلجأون للنزول إلى أسفل‬ ‫األخدود الفاصل بين الجبلين ثم الصعود إلى الجبل اآلخر‪ ،‬هذا هو األمر الذي جعل‬ ‫نقل الماشية والبضائع بين الجبلين يعتبر شبه مستحيل لصعوبة الطرق واألخاديد‬ ‫الفاصلة بين الجبلين ذات االنحدار الشديد‪ .‬أما بالنسبة لتاريخ بناء الجسر فقد بني في‬ ‫عام ((‪ 1323‬هجرية) ـ (‪ 1905‬ميالدية)) في عهد اإلمام يحيى بن محمد حميد الدين‪.‬‬ ‫وتعتبر الهندسة المعمارية للجسر واحدة من أهم سماته‪ ،‬فقد أقيم على أخدود شديد‬ ‫االنحدار يفصل بين جبلي شهارة الفيش وشهارة األمير يبلغ ارتفاعه من أسفله إلى‬ ‫أعلى قمة الجبل حوالي (‪ 200‬متر)‪ ،‬أقيم هذا الجسر على ارتفاع (‪ 50‬مترا) من‬ ‫أسفل األخدود‪ ،‬في منطقة يبلغ مسافتها (‪ 20‬مترا) ونتيجة لالرتفاع البالغ (‪ 50‬مترا)‬ ‫من قاع األخدود فقد بنيت في األسفل عدة جسور ونوبة ـ برج ـ تم االعتماد عليها في‬ ‫إقامة هذا الجسر إذ كانت تستخدم لنقل األحجار ومواد البناء إلى أعلى المنطقة التي‬ ‫اختيرت إلقامة الجسر والتي ُمهدت قبل البدء بالبناء عليها ألن صخورهـا ملساء‪ ،‬بعد‬ ‫ذلك أقيم جسما الجسر على الجبل الشرقي وعلى الجبل الغربي بلغ ارتفاع كل منهما‬ ‫(‪ 10‬أمتار)‪ ،‬وباالستناد على ذلكما الجسمين تم عمل عقد الجسر الذي ربط بين‬ ‫الجسمين ليصل بعدها طول الطريق بين الجبلين إلى (‪ 20‬مترا) وعرضها (‪ 3‬أمتار)‪،‬‬ ‫وال زالت آثار الجسور التحتية التي استخدمت لنقل مواد البناء إلى األعلى قائمة‪ ،‬أما‬ ‫النوبة فقد تهدمت مبانيها‪.‬‬ ‫هذا وقد أقيمت على جسم الجبل الغربي طريق حجرية مرصوفة تبدأ من بداية الجسر‬ ‫إلى األعلى ؛ ونتيجة لالنحدار الشديد للصخور فقد اضطر المعمار إلى بناء عقود لكي‬ ‫تقوم عليها عمارة الطريق المرصوفة وتعتبر الطريق المرصوفة والجسر تحفة‬ ‫معمارية رائعة وعمال هندسيا عظيما‪ ،‬إلى جانب أهميته في تسهيل حركة التنقل بين‬ ‫الجبلين‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪93‬‬ ‫جسر شهارة هو جسر اعتاد السياح والزوار لمدينة شهارة على زيارته العتباره أهم‬ ‫معالم المدينة ‪ ..‬بني في عهد اإلمام يحيى حميد الدين عام ‪ 1323‬هجرية ‪1905 -‬‬ ‫ميالدية و قد أقيم على أخدود شديد االنحدار ليربط بين جبلين شاهقين هما جبل شهارة‬ ‫الفيش وجبل شهارة األمير ويبلغ طول الجسر ‪ /20/‬مترا وعرض ‪ /3/‬أمتار ويقع‬ ‫الجسر على هوة أخدود عميق يصل عمقها إلى أكثر من ‪ /300/‬متر‪ ،‬وقد كانت‬ ‫الطريق بين الجبلين تستنزف الكثير من الوقت واإلرهاق والجهد والتعب والذي كان‬ ‫األهالي يلجأون إلى النزول حتى اسفل األخدود الفاصل بين الجبلين ثم الصعود إلى‬ ‫الجبل التالي‪ ،‬كما كان يستحيل نقل الماشية والبضائع االستهالكية بين الجبلين لصعوبة‬ ‫انحداراألخدود وجاء الجسر ليمد سرات الحياة والتعايش بين أهالي الجبلين بكل يسر‬ ‫وسهولة وقرب‪.‬‬ ‫المعجزة والعمارة ونمط الحياة ونمط سرد الحجارة والبناء وأهمها الجسر الهابط تحت‬ ‫أقدام زائره فكيف بني هذا الصرح األسطوري الذي ال يزال يحكي قصة المكان‬ ‫والزمان فارضا قوة االنتماء إلى أصالة الفن المعماري الهندسي اليمني ؟بعد انجاز‬ ‫عهد الى المهندس‬ ‫التحفة النادرة والقصر المشهود حصن نواش في مديرية القفلة ُ‬ ‫المعماري صالح عبدا لله السودي فريد عصره بناء الجسر ليربط الشهارتين شهارة‬ ‫الفيش وشهارة األمير ببعضيهما وإغالق الهوة السحيقة المرتفعة عن وادي القصبة أو‬ ‫وادي الحدين التي تحدثنا عنها لم نتمكن مقياسها الن هوتها تجلب الدوار واختالل‬ ‫الوزن إذا نظرت لها ولهذه الهوة كان أهالي الشهارتين يسيرون مسيرة يوم كامل‬ ‫للنزول والتزاور فيما بينهم إذ يبلغ الفاء مابين الشقين من خد الجبل إلى خذ الجبل‬ ‫الثاني حوالي اثني عشر مترا وبحكمة المهندس وبصيرته الهندسية المعمارية النافذة‬ ‫تمكن من اختيار مكانا ضيق على شفتي الجبلين الصخريين بارزا بالقضاض يتحمل‬ ‫أوزار قاعدة بناءه مما حدا به أن يضع خشب أشجار العتم ( شجرة العتم شجرة قوتها‬ ‫وصالبتها بصالبة الحديد ) وبها احكم إغالق الهوة وبعرض ثالثة أمتر األمر الذي‬ ‫ساعد على جلب حجارة من ذا الجبل لبناء برج (قصبة ) على ارتفاع ستة أمتار‬ ‫ليتمكن فيما بعد من بناء الجسر (العقد ) األول وبني له سياجا بارتفاع ستين سنتمترا‬ ‫وعرض أربعين سنتمتر ليمنع السابلة من السقوط إال أن هذا البناء ال يكفي لتكملة‬ ‫ساللم المدرجات الحجرية فعزم على ربط أخاديد الجبلين ببناء برج أخر فوق الجسر‬ ‫ال يشمخ كثيرا مثل سابقه ولكنه من خالل ذلك استطاع أن يكر بناء العقد أو الجسر‬ ‫عل مسافة أطولها اثني عشر مترا وبعرض مترين ونصف المتر وبعرض مترين‬ ‫ونصف حينها اكتمل الجسر الثاني وهد الجسر الذي قبله ليبقى الجسر الذي مكنه من‬ ‫بناء عتبات درج يصعب تعدادها وقد يتوهم من يرى هذه األعجوبة التاريخية والتحفة‬ ‫المعمارية النادرة أنها الجسر الوحيد الذي الزال باقيا وهذا ليس صحيحا ففي جهة‬ ‫الشمال بني عقد بعرض مترين وعلى حد مسافة أتاحت له بناء يتمكن من خالله‬ ‫مواصلة مستوى االرتفاع إلى جانبه عقد دخل من ضمن هيكل عتبات سلم تصل بك‬

‫‪16‬‬


‫‪93‬‬ ‫قمة الجبل بينما الجهة الغربية اعقد من الجهة األولى فركز على بناء ثالثة عقود‬ ‫لتصبح فيما بعد جزاءا مهما من جسد الجسر ليتمكن فيها امتداد عتبات السلم وبدونها‬ ‫ال يمكن للمرء أن يصل إلى مرامه‬

‫األسطى صالح‬ ‫ورد في الروايات أن الذي قام ببنائه وتصميم تركيبته الفنية والهندسية والمعمارية هو‬ ‫األسطى صالح الذي عرفه الناس بهذا االسم في العام ‪ 1905‬م و قد قيل في بعض‬ ‫الروايات أن األسطى صالح أصيب بهوس و جنون بعد أن انتهى من بناء الجسر حيث‬ ‫لم يستوعب عقله أنه قام بإنجاز شبه مستحيل تمثل في بناء الجسر بهذا الشكل بدون‬ ‫استخدام الي من الوسائل الحديثة التي تستخدم في عصرنا الحالي ‪.‬‬

‫تكلفة الجسر‬ ‫تشير المعلومات المحلية إلى أن بناء الجسر استغرق نحو ثالث سنوات تقريبا وأن‬ ‫تكلفته بلغت حوالي مائة ألف ريال ذهب (ريال فرانصي)العملة المتداولة آنذاك وهو‬ ‫مبلغ هائل في حينه ويعتبر الجسر تحفة معمارية رائعة وعمال هندسيا عظيما‪ ،‬حيث‬ ‫يمتاز بطابع معماري فريد ونوعي على مستوى الجزيرة العربية من حيث الدقة‬ ‫والتكوين والبناء واإلنشاء المالئم والطبيعة الجبلية والصخرية الشديدتين ولهذا توالى‬ ‫السياح األجانب والمحليين والعرب لزيارة هذا المكان والمعلم الحضاري والتاريخي‬ ‫الذي يعد روعة وآية في الجمال الفني واألعجاز العلمي القديم‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫‪93‬‬

‫د‪ .‬احمد جارالله ياسين‬

‫صديقي صالح سعيد البومة قبل ايام اعترض على قصة قصيرة‬ ‫جدا لي الني ذكرت فيها ان بعض الناس يحتفظون بحمار في رأسهم ‪..‬وانه احيانا‬ ‫يخرج منه ليرفس هذا وذاك ‪..‬لكنه اليوم في احد شوارع المدينة راى اكثر من سيارة‬ ‫تعبر فوق الرصيف باستهتار لتتجاوز السيارات االخرى ‪..‬فقال لي ‪ :‬والله عندما‬ ‫رايتهم تذكرت الحمار الذي تحدثت عنه وانه لوال تحكمه براسهم لما اتخذوا مثل هذه‬ ‫القرارات ( الحميرية ) ‪..‬‬ ‫ولذلك اقتنع بالقصة ‪..‬وشجعني قائال ‪ :‬امض في طريقك واكتب لنا المزيد ‪....‬نحن‬ ‫معك ‪..‬‬ ‫فاجبته ‪:‬‬ ‫وكللللللللليييشششش‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫‪93‬‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫بعد ان حسم ملف الرواتب المدخرة ووصل مراحله االخيرة اقول ‪:‬‬ ‫اوال ‪ -‬ال تنشروا الخبر لحين شرائي لسيارة بسعر مناسب الن اصحاب المعارض‬ ‫يتربصون ليال ونهارا ويتابعون الموضوع خطوة بخطوة مع السيد مساعد رئيس‬ ‫الجامعة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪-‬‬

‫ال تقول سمسم اال تلهم‬

‫وعليهم عليهم ‪....‬‬

‫‪19‬‬


‫‪93‬‬

‫األستاذ غسان عزيز‬ ‫العراق‬

‫الكلمات طيور‪...‬‬

‫ففيه النجاة ‪..‬وفيه الغواية‪!...‬‬

‫رموز خفية‪...‬‬

‫يرتاوغ يف قلم معدني‪...‬‬

‫نكتب منها‪...‬مسالت حزن‬

‫‪....................‬‬

‫ونبض فؤاد‪...‬سرى‬

‫وحني تقام الوصايا‪..‬‬

‫من اول احلب‪...‬‬

‫وتلك املدينة تطفو‪...‬‬

‫حتى الغياب‪..‬‬

‫بانقاضها‪...‬‬

‫فكيف للحرف ان يتضمن‬

‫مل يتبق‪..‬من الكلمات‬

‫معناه‪...‬؟‬

‫اال‪...‬‬ ‫‪20‬‬


‫‪93‬‬

‫وجوها خيالية‪...‬‬ ‫ترتقي سلما من سراب ‪.‬‬

‫سيظل الكالم‪...‬‬

‫حتيلك بني شكوك الوجود‪....‬‬

‫ستبقى املراسيم ‪..‬‬

‫واشباهه‪...‬‬

‫حبلى‬

‫انه الصوت بني‬ ‫‪ ........‬الصدى‬

‫‪...‬سنبقى‬

‫‪ ----------‬والقصيد‪..‬‬

‫‪ ................‬ونذهب‪..‬‬

‫وعمر النهايات‪ ...‬والتجلي‬

‫يف سنن العابرين‪...‬‬

‫االخري‪...‬‬

‫فاقرا لنا الفاحتة‪!!!..‬‬

‫يضل باشيائه‪...‬‬

‫‪21‬‬


‫‪93‬‬

‫فتحي مهذب‬ ‫المغرب‬

‫يسمعون خرير أنهار‬

‫وتختلس فواكه قطبية‬

‫داخل صدري ‪..‬‬

‫من دب انئم في دهليز ‪..‬‬

‫أش باحا وشحاذين‬

‫قردة ترمي قشور موز على‬

‫يتظاهرون ضد ضباب‬ ‫يجر قتلى في مخيلتي ‪..‬‬

‫ذكرايتي المريرة ‪..‬‬ ‫لم أرهم منذ أخر رصاصة ‪..‬‬ ‫أهدنيها قناص في صالة‬ ‫الجلوس‪..‬‬

‫نباح سمكة سلمون‬ ‫على حافة يدي ‪..‬‬ ‫يدي التي تقاتل بشراسة‬

‫هاهم يحتمون بقلعة ظهري ‪..‬‬

‫جنودا فروا من ماريس تان ‪..‬‬

‫احتفاء بصليبيي الذي‬ ‫يلمع مثل مصابيح الرهبان ‪..‬‬

‫‪22‬‬


‫‪93‬‬

‫اسماعيل خوشناو‬ ‫العراق‬

‫َع ْيني َأ ْك ْ‬ ‫ملت ب َ ْدرها‬ ‫وبَد َأ ْت ِم ْن َأ ْج ِلها‬

‫قلبيي أن ْ َس َكب‬ ‫ُروحي اذا َاثر‬ ‫تَعالى َوخ َ​َطب‬

‫ِب َرفع ِ ألْ َعلَم‬

‫ا ْحساسي‬ ‫ِ‬ ‫ْرج ألْ َقلم‬ ‫َأخ َ‬

‫من‬ ‫ِم ْن َز ٍ‬ ‫تَ َرب َ ْ‬ ‫عت ذا ِك َرتي‬

‫َأ َاي َزه ُْر ُك ْن َت ألْ َح َكم‬ ‫ُك ْن َت َشا ِهداً لِل َّ ْح ِن‬

‫َوو َش َم ْت‬ ‫سماء ُك ِل سيرتي‬ ‫َ‬ ‫سأُضَ ِحي ِب ُحروفي‬

‫َو ُك ِل َأ ْوات ِر ألنَّغَم‬ ‫َع َر ْج ُت ِبقَ َصائِدي‬

‫َوقَصائِدي‬ ‫بين ِ‬ ‫يديك‬ ‫َ‬

‫و ِبأَلْو ِان لَوحاتِها أت َّ َسم‬ ‫قوسين‬ ‫فَ َ‬ ‫قاب ِ‬ ‫ِم ْن َم َعاليها‬ ‫فَأبْت َ َسم‬

‫س يدتي‬ ‫َأميرتي‬

‫‪23‬‬


‫‪93‬‬

‫سليمان أحمد العوجي‬

‫فراش ٌة ٍ‬ ‫همس‬ ‫ِ‬ ‫الصمت‬ ‫تحطُ على ِكف‬ ‫تفتح شرنق َة البال‬ ‫ُ‬ ‫تحتو ِيك دهش ُة الحضور‬ ‫تنحني أمنياتي‬ ‫أر ُيح َ‬ ‫الشوق وأنتظر‬ ‫لهاث ِ‬

‫انحنا َء قوس قزحٍ‬ ‫ِ‬ ‫لجالل المطر‪..‬‬

‫ايلرقية الحضو ِر المذهلة‬

‫ُ‬ ‫العمر عن التثاؤب‬ ‫يكف ُ‬ ‫ويجلو انظري ِه بشهق ِة اللون‬

‫وحل‬ ‫في رد ِ‬ ‫الغائب ِ‬ ‫لسان المكان‬ ‫عقد ِة ِ‬

‫باب في‬ ‫يش تع ُل الش ُ‬ ‫ِ‬ ‫فارغات الكؤوس‬

‫الغافي على ِ‬ ‫كتف النس يان‬ ‫علق ذاكرتي على‬ ‫أ ُ‬

‫ألمل ُم ماا َ‬ ‫نفرط من‬ ‫عق ِد القبل‪..‬‬

‫مشحب القدر‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫وأ ُ‬ ‫وقف عمري على‬ ‫متار ِيس الكهولة‬

‫القلب‬ ‫وأستندُ على جدا ِر ِ‬ ‫‪24‬‬


‫‪93‬‬

‫الهاجع ِة في خزائن اليأس‬

‫ريثما يصير الحضور بدر ًا‬ ‫وقب َل صافر ِة النهاي ِة‬

‫تحاصرني لغتي‬

‫اس تعين بأذكار الحما ِم‬ ‫ذن‬ ‫على أهل ِة المأ ِ‬ ‫ل ك َّم أفوا َه الحر ِيق‬

‫تعير ضلعي السائب‬ ‫وأس ُ‬ ‫حب ُأريق‬ ‫أغمس ُه في د ِم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ماكن‬ ‫يمر‬ ‫حضورك على ال ِ‬ ‫ُ‬ ‫الميت ِة‪...‬‬

‫قولي‪:‬‬

‫يح يباهي بكراماته‪...‬‬ ‫بأصابع ِ مس ٍ‬

‫هل كل هذا‬ ‫اذا ماأ ِ‬ ‫تيت!!!!‬

‫ذئاب القالم‬ ‫تحاصرني ُ‬ ‫وكل دساتي ِر اللغات‬

‫شغب دمي‬ ‫ُ‬

‫صير‪:‬‬ ‫كي أ َ‬

‫وأحتر ُاق أصابعي‬

‫بعض اله يرسم‬ ‫ان ًاي لتحزني‬

‫العقل المتساقط ِة‬ ‫وراق ِ‬ ‫أل ُّم أ َ‬ ‫وأصن ُع مجد ًا من خريف‬ ‫نهض ِ‬ ‫ي ُ‬ ‫عطرك من موت ِه‬

‫وزغاريدَ لتنهضي‬ ‫كما ًان لتش تعلي‬

‫وأكنس الرماد الحزين‬

‫بسعير المكاتيب‬

‫وقصائدَ لتوقدي فرح ًا‪.‬‬

‫على ِ‬ ‫جدث معاطفي‬

‫‪25‬‬


‫‪93‬‬

‫غزوان علي‬

‫يل الدَّمع ِ أعيننا‬ ‫مغرورقـات بس ِ‬ ‫وق ُ‬ ‫ــب َّ‬ ‫الينفك يصلينا‬ ‫الش ِ‬ ‫واله ُ‬

‫ننسى الوجوه وقد تمحى‬ ‫مالمحها‬ ‫فال يظ ُّل سواكـــــــم في مأقينا‬ ‫وتملؤون بعط ِر الــــور ِد أنفس نا‬

‫الصخر لو ْ‬ ‫انحت مراثينا‬ ‫تفتَّ ُت َّ‬

‫تصبح الدنيا رايحينا‬ ‫بكم ُ‬ ‫حتَّى ْ‬ ‫وت‬ ‫القلب أغني ًة‬ ‫سكنون بهــــذا ِ‬ ‫َ‬

‫تدور ابلدَّمع ِ تحكي عن مأسينا‬ ‫ُ‬ ‫جفان ِم ْن دع ٍة‬ ‫لون على ال ِ‬ ‫وتنز َ‬

‫حتَّى تس ي َل بك ْم سحـر ًا أغانينا‬ ‫والل ِه ما بعدك ْم ح ْ‬ ‫ـــالت محبتُنا‬

‫يفوح الشذا عطر ًا ونسرينا‬ ‫منكم ُ‬ ‫القلب يحملُنا‬ ‫نسعى اليكم وهذا ُ‬

‫وما سواك ْم سيبقى في محانينا‬ ‫لو قطعتنا س ُ‬ ‫يوف الهج ِر دامي ًة‬

‫على دروبكــــ ُم ْ‬ ‫سالت سواقينا‬ ‫اي أجم َل النَّ ِاس في عيني‬ ‫وأصبحهم‬ ‫وأرفـــع الخلق قدر ًا اي غوالينا‬

‫ورب الهــوى لس نا بسالينا‬ ‫اان ُّ‬

‫الحب لو‬ ‫مل الضُّ لوعِ بجم ِر ِ‬ ‫ْ‬ ‫شهقت‬ ‫الناعور انزفة‬ ‫جرا ُحنا مثلمـــا‬ ‫ُ‬

‫الص ِاب‬ ‫و ُ‬ ‫الص َ‬ ‫اب بعدَ َّ‬ ‫نشرب َّ‬ ‫نجرعُه‬ ‫كان يؤذينا‬ ‫والحا ُل ُ‬ ‫يفصح عما َ‬ ‫‪26‬‬


‫‪93‬‬

‫َم ْن َ‬ ‫العاشق المقتو ُل ِم ْن‬ ‫ينصف َ‬ ‫وجع ٍ‬ ‫الهم تشجينا‬ ‫أحزان ُه في ليالي ِ‬ ‫يُجنى علينا وما نجني على أح ٍد‬ ‫الجرح جمر ًا يصطلي فينا‬ ‫ونحم ُل َ‬

‫ُ‬ ‫يضحك َّبسام ًا ومؤتلق ًا‬ ‫والث َُّغر‬ ‫كيما ُ‬ ‫نغيض صدور ًا في تغاضينا‬ ‫نشكـــــــو مواج َعنا لل ِه نرف ُعها‬ ‫ونكت ُم ال َه لو ْ‬ ‫صارت كـوانينا‬ ‫الوصل مقمر ٌة‬ ‫ك ُّل الليالي بسح ِر ِ‬ ‫نور ب ِه تزهـــو مغانينا‬ ‫ُّ‬ ‫فالحب ٌ‬

‫نس تجدي الوص َل ح َّد ِ‬ ‫الموت‬ ‫نطلب ُه‬ ‫يكفي ب ِربك ُم اانَّ مســــــــاكينا‬ ‫ومختلق‬ ‫تعطفون على و ٍاش‬ ‫ٍ‬ ‫و َ‬

‫ِ‬ ‫طعنات غادر ٍة‬ ‫ُجرح اليو َم ِم ْن‬ ‫قد ن ُ‬ ‫الجرح يسمو في تعالينا‬ ‫لكنَّما ُ‬ ‫قد تُطل ُع ال ُرض ِم ْن أهاتنا شجر ًا‬

‫لمن كانوا أعادينا‬ ‫وتسمعون ْ‬ ‫تشرق َّ‬ ‫مس اال ِم ْن‬ ‫ال ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫نواظر ِكم‬ ‫ال ُ‬ ‫ينزف َّ‬ ‫الش ُعر اال ِم ْن قوافينا‬

‫ويُ ُ‬ ‫البدر حز ًان في أماسينا‬ ‫كسف ُ‬ ‫َمسح الدَّم َع ِم ْن راحاتنا ألم ًا‬ ‫قد ن ُ‬ ‫حتَّى تصير ب ِه الدنيا براكينا‬ ‫ْ‬ ‫ضلت مراكبنا في البح ِر اتئهة‬ ‫بين العاصي ِر ْقد ْ‬ ‫ضاعت مراسينا‬ ‫َ‬

‫‪................‬‬

‫‪27‬‬


‫‪93‬‬

‫نرجس عمران‬ ‫وعلى الفجر يفتح النور عينيه‬

‫وأبتل وأبتل من دون أمطار‬

‫لرتدي يومي اببتسامة مغسولة بطهر‬ ‫الماني‬

‫هذا الجمال جماله حل‬ ‫بمجرد أن ار َ‬ ‫تكبتك الفكرة‬

‫أزركش الصباح بوعود نحيلة‬

‫وأدتك الذكرى فريضة شوق‬

‫وأطويها لئال تلثمها من الرايح شفاه خيبة‬

‫اي ساكنا عمق المعصم‬

‫لبدو موانليزا في عينيك حين ترنو‬

‫أزراز قميص‬

‫وتضمني‬

‫القدر تلوح ابلمعصية‬

‫وأطلب ان تزيد عمقها معاني‬

‫اخلعني عن جنح المغيب‬

‫النظرة‬

‫واكتبني في سواد الليل‬

‫اي كحال في جفن االنتظار‬

‫أطفأ ضوء القمر‬

‫يزدان فيك حين حلول‬

‫وأخرس هسيس الس نا‬

‫فأعشق في قعره المكوث والبقاء‬

‫لنثب خلف النهار لحظة جنوح‬ ‫َ‬

‫حتى لو جلدني بس ياط الاللقاء‬

‫ونطوي الليل في وضح الحياء‬

‫ِ‬ ‫هات قرطك‬

‫ونباشر بعض ما تهدنيه الحالم‬

‫أذن النس يم في فراغ‬

‫بعض الحالم‬

‫لتعبق اكسسوارا في جسد الساعات‬

‫تبلغ الجل ابلفعال‬

‫هطول الهمس يغرق مسمعي‬ ‫‪28‬‬


‫‪93‬‬

‫بقلم سوسن االدريسي‬ ‫وكانت األمواج ترتمي بين‬ ‫أحضان النوارس وهي تحاول‬ ‫الهاربة‬ ‫األسماك‬ ‫التقاط‬ ‫المتراقصة على صفير الريح‬ ‫كنت أبحث عن هويتي الضائعة‬ ‫بين األصداف‬ ‫حينما كانت كالفراشة تتكئ على‬ ‫كتفي وتهمس‬ ‫أمي ضميني تعبت أريد أن أنام‬ ‫أطلت النظر في عينيها أحسست‬ ‫أن مقلتيها ترتعشان من شدة األلم‬ ‫تهت في تلك الرعشة‬ ‫سافرت فوق كل األجنحة و‬ ‫امتطيت كل الخيول الجامحة‬ ‫وأبحرت بين المحيطات تمنيت‬ ‫أن يطول السفر وال تنتهي‬ ‫رحلتي‬ ‫أصحو وهي تحتضن وسادتها‬ ‫وقد بثرت جدائلها المبرمة‬ ‫بشريطها القرمزي‬

‫‪29‬‬


‫‪93‬‬ ‫وتتابع النكسات بين الداء و الدواء‬ ‫مد و جزر نوارس تهاجر و أخرى تعود وال تزال الفراشة تلتف بالمالحف و تغفو‬ ‫على سريرها بين أحضان اللعين تكثر التأمالت وتغتسل روحها بين التسابيح تجول‬ ‫في دفاتر العابرين لترسو في ذاك الركن المرعب تنتظر جرعة الحياة كل خالياها‬ ‫تمردت لتصارع بعنف من أجل البقاء‬ ‫أخبرني ماذا تعرف عن وجع أم أرهقتها الحياة و القدر كتب لها أعظم الخيبات‬ ‫تطايرت كل األحالم و أين المنجمات‬ ‫انتهت الحياة بين اآلالم و الصرخات‬ ‫أمي إني أموت حينها مت أنا بين أحضان اللعين وهو ال يهدأ وال يستكين ال يعرف‬ ‫رحمة وال حنين بكل قسوة يسلب قرة العين‬

‫‪30‬‬


‫‪93‬‬

‫د‪ .‬حازم الطائي‬ ‫العراق‬

‫ايس يدتي‪.‬‬

‫فهل قصة غرامنا ماتت‬ ‫وؤدت ال‪.‬‬

‫طويل طريقي الى فؤادك طويل‪.‬‬

‫ال‪..‬وال سيبقى عشقك يمﻷ قلبيي‪.‬‬

‫فهمس أالمس‬

‫وروحي أنه ألغرام‬

‫الزال‪.‬‬ ‫أﻷصيل‪.‬‬

‫على فؤادي هواه عليل‪.‬‬

‫نعم أان في ألغربة وأنت‪.‬‬

‫ف ايس يدتي ‪ ..‬أحبك‬

‫أنت في عالمك ألمثالي‬

‫أصبح‪.‬‬ ‫من ألمس تحيل‪.‬‬

‫ألجميل‪.‬‬

‫فأنت تعلمي بأنه البديل لغيرك في‬ ‫قلبيي‪.‬‬

‫فهل تناسيتي دموعي وأهاتي‪.‬‬ ‫وسهراتنا على ضوء ألشموع‬ ‫وألقمر‪.‬‬

‫فجراحي منك تأن منك أأأه و عليك‪.‬‬

‫فأنها كانت كل حياتي وأطيب أوقاتي‪.‬‬

‫وروحي ونغسي وعقلي‬ ‫وقلبيي‪.‬‬

‫والزالت ابقية أاثرها‬ ‫تحفر‪.‬‬

‫وتش تهيي وصالك وضلك ألضليل‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫‪93‬‬

‫في ذاكرتي أأه أنها تتأكلني والتنسى‪.‬‬

‫وأان ألعاشق وصفوني ابلجنون‪.‬‬ ‫فياحبيبتي وما ألحياة‬

‫بأالله عليك هل أان واهم في‬ ‫ودادك‪.‬‬

‫من بعدك‪.‬‬

‫وألوصول اليك أصبح من ألمس تحيل‪.‬‬

‫ومن بعدك فأان الأس تحق ألعيش فيها‪.‬‬

‫ايمن ابلصبر أضنيتني وابلهجر‬

‫وأن قتلت أو قطعت وصلبوني‬ ‫في حبك‪.‬‬

‫ألمتني‪.‬‬

‫فهذا اليعننيني وسأكون أان شهيدا في‬ ‫حبك‪.‬‬

‫وابلحسرات بعتني وابﻵهات أخذتني‪.‬‬ ‫هل حبك أمسى من ألعدم‬

‫مادام عشقك يمﻵ كل‬ ‫جسدي وكياني‪.‬‬

‫وسراب‪.‬‬ ‫أأأه فحرام عليك ايس يدتي حرام‪.‬‬

‫وشفتاي وأحداقي وقلبيي وروحي‬ ‫وفكري‪.‬‬

‫أم يوما ما‬ ‫س يجمعنا ألقدر‪.‬‬

‫وأان من وصفوني‬

‫فال تبعدي عني وترميني لعزلتي‪.‬‬

‫بألجنون‪.‬‬

‫ووحدتي‬

‫نعم تعم أان المغرم فيك أالوحد‪.‬‬

‫وشجوني‪.‬‬

‫العاشق ألهائم‬

‫فأان أحببتك مﻵ فؤادي وعقلي‪.‬‬

‫ألمجنون‪.‬‬

‫فأان من بعدك الأكون‬

‫فكم عاشق مثلي أأه مجنون في هذا‬ ‫ألعالم‪.‬‬

‫ومن أكون‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫‪93‬‬

‫هند حيدر‬

‫الروضة حزينة قالت‪ :‬ياأمي طلبت منّا المعلّمة أن نزور طبيب‬ ‫عادت أختي فوفو من ّ‬ ‫األسنان‪ ،‬وأنا أخاف منه‪ ،‬قالت أ ّمي‪ :‬التخافي يا حبيبتي‪ ،‬سوف نذهب جميعا لالطمئنان‬ ‫على سالمة أسناننا‪.‬‬ ‫الطبيب ‪ ،‬واصطحبتنا مساعدته في جولة‪ ،‬لنشاهد العياده‪ ،‬واألدوات ا ّ‬ ‫ر ّحب بنا ّ‬ ‫لطبية‬ ‫‪ ،‬وكرسي المعاينة األزرق‪ ،‬قال ّ‬ ‫الطبيب‪ :‬يجب أن نعتني بنظافة أسناننا‪ ،‬باستخدام‬ ‫الفرشاة والمعجون ‪ ،‬ونتناول ّ‬ ‫ي( فاكهه‪ ،‬خضار‪،‬حليب‪ )..‬ونبتعد عن‬ ‫الطعام ال ّ‬ ‫صح ّ‬ ‫سكاكر ‪ ،‬والمشروبات الغازيّة ‪.....‬‬ ‫المثلّجات وال ّ‬ ‫ث ّم جلس الى مكتبه أمام شاشة الكومبيوتر قائال‪ :‬تعالوا ياأحبائي‪ ،‬لنشاهد كيف ّ‬ ‫ينظف‬ ‫التمساح أسنانه؟وهو (صاحب أقوى فك في العالم ‪ .‬يفتح التّمساح فمه ويأتي‬ ‫ّ‬ ‫طائر(القطقاط)وينقر بقايا ّ‬ ‫وينظفها جيّدا لتبقى قويّة‪.‬‬ ‫الطعام عن األسنان ‪،‬‬ ‫ث ّم أشار الى كرسي الفحص‪ ،‬فركضنا أنا وفوفو وفحصنا أسناننا‪ ،‬قال الطبيب‪:‬أحسنتم‪،‬‬ ‫أسنانكم سليمة‪ ،‬فرحنا كثيرا‪ ،‬ولم نعد نخاف من طبيب األسنان‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫‪93‬‬

‫زهرة محمد‬ ‫مدينه شوارعها بُن وسُكانها‬ ‫أصحاب املزاج احلُلو‬ ‫ال متوت‬

‫‪34‬‬


93

35


‫‪93‬‬

‫انصر ابراهيم‬ ‫‪36‬‬


‫‪93‬‬

‫حوار ‪ :‬قاسم الغراوي‬ ‫الخطاب اإلعالمي هو المنتج النهائي للعملية اإلعالمية والذي يهدف إلى التأثير‬ ‫واإلقناع‪ ،‬لدفع الجمهور إلى “الفعل” و”اإلنجاز” وربما اتخاذ مواقف ُمحددة تجاه‬ ‫أحداث أو قضايا بعينها‬

‫_ماهي رسالة االعالم الهادف في زمن غابت فيه‬ ‫قيم االعالم المهنية؟‬ ‫كما نعلم أن اإلعالم رسالة وهو السلطة الرابعة مهامنا تتركز في كشف الحقائق‬ ‫والملفات للفاسدين والسعي لكشف الزيف والتضليل ونقله إلى الشارع العراقي وصناع‬ ‫القرار من أجل ردع الفساد واالستبداد من البلد وقمع هكذا حاالت ‪ .‬ويجب ان تتمتع‬ ‫بالموضوعية والصدق والحياد والشجاعة وان يعبر عن معاناة المواطنين‪.‬‬

‫_متى بدات خطوة البداية وماذا تعني لك الكاشف؟‬ ‫الكاشف تأسست في عام ‪ 2015‬وهي وليدة معاناة الشعب العراقي ومظلومياته كما‬ ‫تسلط الضوء على الطاقات الشبابية وابرازها من خالل تاهيلهم وتدريبهم في مركز‬ ‫الكاشف للتأهيل الصحفي و المهني واطالقهم للعمل حتى يكونوا صوت الحق‬ ‫والحقيقة ‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫‪93‬‬

‫_ممكن نبذة مختصرة عن الوكالة وما وصلت اليه الوكالة االن؟‬ ‫وكالة الكاشف نيوز إخبارية محلية‬ ‫لتكون وكالة إخبارية دولية معتمدة من جهات‬ ‫حكومية ورسمية تحتوي على تبويبات كثيرة‬ ‫سياسية ومحلية واقتصادية وغيرها كثير‬ ‫تنقل االخبار على مدار الساعة وبكل دقة‬ ‫باسم (وكالة الكاشف نيوز‬ ‫ومهنية‬ ‫الدولية) ‪www.alkashfnews.com‬‬

‫واستحدثت فيما بعد‬

‫أصبحت الكاشف نيوز مؤسسة إعالمية‬ ‫تصدر عنها صحيفة الكاشف نيوز األسبوعية‬ ‫وإذاعة الكترونية تبث من ذي قار باإلضافة‬ ‫إلى قناة يوتيوب خاصة بها ومركز تدريبي‬ ‫هذا كله من أجل النهوض بالواقع اإلعالمي‬ ‫ورصد حاالت الفساد من خالل الوثائق‬ ‫والمحفوظات الموجودة لدينا‪.‬‬

‫_هل للمؤسسة ارتباطات بهيئات او‬ ‫مؤسسات معينة وما هو مصدر‬ ‫تمويلها؟‬ ‫الكاشف ليس لديها ارتباطات معينة باي جهة لتقدم لها الدعم المادي فهي عامة مستقلة‬ ‫والترتبط باي حزب او تيار او جهة سياسية ‪.‬‬

‫_لوحظ قلة اصدار صحيفة الكاشف نيوز الورقية والتركيز حول نشاط‬ ‫الوكالة االخبارية والصحيفة االلكترونية؟‬ ‫ان قلة إصدار الصحيفة يعود إلى رغبة القارئ في التصفح اإللكتروني لالخبار‬ ‫وخصوصا ونحن في زمن العولمة والتكنولوجية والصحف االن في تراجع نظرا‬ ‫للتقدم الحاصل في المجال اإللكتروني والحصول على كم هائل من المعلومات‬ ‫واألخبار خالل فترة زمنية قصيرة ونخشى أن تنعدم الصحف الورقية التي لها وقع‬ ‫مميز في يد القراء ‪.‬‬

‫_هل حققتم تواجدا بين القراء وسط الكم الهائل من الوكاالت االخبارية‬ ‫والصحفية بشقيها الورقية وااللكترونية؟‬

‫‪38‬‬


‫‪93‬‬ ‫الكاشف حققت نسبة متابعة كبيرة رغم زخم الوكاالت اإلخبارية لتميزها في نشر‬ ‫االخبار بكل دقة ومن مصادرها الموثوقة حيث أن لها اكثر من ‪ 10‬فروع في‬ ‫محافظات العراق تتمثل فيها مكاتبنا تزودنا باالخبار أوال بأول‪.‬‬

‫وقد حصلت مؤسسة الكاشف نيوز للصحافة واالعالم على كتب شكر من الوزارات‬ ‫والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ودروع في محافل كثيرة وخصوصا فرع‬ ‫نينوى لنقله بيان النصر واألحداث ماقبله ومامر على المدينة من هجمات داعش‬ ‫اإلرهابي‪.‬‬

‫_أبرز المحطات في حياتكم المهنية؟‬ ‫من أبرز نشاطات الكاشف ان لها جانب انساني في نقل مناشدات وهموم الناس عبر‬ ‫وسائلنا اليصالها بدورنا إلى الجهات المختصة ذات العالقة والحمد لله القت استجابة‬ ‫كبيرة باإلضافة الى مساعدة االيتام والفقراء والمحتاجين من خالل مساعدات عينية‬ ‫قمنا بها بأطراف بغداد لنجد مستويات تحت خط الفقر العانتهم ورفع الحيف عنهم ‪.‬‬ ‫كما أن الكاشف دور في نقل معاناة الجرحى والمصابين في وزارتي الدفاع والداخلية‬ ‫والسعي إلى استحصال حقوقهم من خالل زيارتنا إلى الوزارة والتعاون مع المواقع‬ ‫العسكرية ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫‪93‬‬

‫_ماهي طموحاتكم باعتباركم رئيس مجلس ادارة وكالة الكاشف نيوز؟‬ ‫طموحي ان نحصل على الدعم الكافي لتغطية احتياجات المؤسسة من مستلزمات ونقل‬ ‫ورواتب وغيرها كي تزدهر الوكالة وتواصل مسيرها فالقطاع الخاص يكون مكلف‬ ‫غالبا وليس بمستوى الطموح االن وخصوصا نحن أصحاب قضية وقد تعرضنا إلى‬ ‫استهداف من جهات مجهولة المصدر لنقلنا أحداث حساسة على مستوى الساحة‬ ‫السياسية باالونه األخيرة لقمع حاالت الفساد‪ .‬وهو الهدف الرئيسي من نشاطنا للحد‬ ‫منها‪.‬‬

‫_ كلمة اخيرة‬ ‫اتمنى من الحكومة الجديدة ان تكون حكومة عدل وإنصاف وان ياخذ كل ذو حق حقه‬ ‫وخصوصا المواطنين تحت مستوى خط الفقر والنازحين والمتضررين من االخطاء‬ ‫العسكرية والحروب وان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب داعية الله عز‬ ‫وجل أن يحفظ العراق وأهله‪.‬‬ ‫وبدوري اتقدم بالشكر الجزيل لألستاذ محمود صالح الدين رئيس تحرير مجلة زهرة‬ ‫البارون وكذلك إلى األسرة الصحفية القائمة على مؤسسة الكاشف نيوز للصحافة من‬ ‫أصغرهم إلى كبيرهم وأخص بالشكر مدير التحرير لصحيفة الكاشف نيوز األستاذ‬ ‫الكبير بعطاءه قاسم الغراوي ال جراءه هذا الحوار المميز وان شاء الله نكون على‬ ‫قدر المسؤولية المناطة بنا والله ولي التوفيق‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫‪93‬‬

‫زينب محمد الناصري‬ ‫اليوم األول‬ ‫آنها الثانية عشر ليال الوقت الذي عدت به من حفلة أصدقائي في ذلك الوقت‬ ‫كان زقاقنا الضيق هادئا جدا دون صوت سوى تساقط المطر ورغم هذا الهدوء كنت‬ ‫أسمع ضجيج الناس في داخلهم ‪ ،‬كنت أشعر بقلوبهم المتألمة والمنكسرة جميعهم‬ ‫يوحون انهم نائمون لكنهم جميعهم يفكرون أم حيرى بأبنها الذي قال لها امي أتمنى‬ ‫أن اشتري الحلوى في المدرسة كأصدقائي‪ ،‬وأب يفكر بأيجار المنزل كيف يدبره‪ .‬بعد‬ ‫ذلك أكملت طريقي أسير ببطيء شديد لعلي ال اصل إلى بيتي الذي تملؤه الشجارات‬ ‫وفي هذه األثناء انطفئت االضواء أصبح الشارع مظلما وصوت البرق المرعب‬ ‫والظلمة جعلتني أتذكر القبر فتنفست بعمق حامدا ألني ما زلت حيا بعدها عندما دخلت‬ ‫إلى منزلي كنت أشعر بالخوف من الموت وفي الوقت آنذاك وجدت امي في الزاوية‬ ‫تجلس ‪ ،‬استطعت أن أميز دموعها عن المطر‬ ‫قالت لي بصوت حزين ‪:‬أ أجلب لك العشاء يا ولدي؟‬ ‫أجاب بتذمر‪ ...‬حساء كالعادة‬ ‫قالت بهدوء ‪ :‬نعم‬ ‫وبينما سمعتها تقول نعم عاد صوت البرق والرعد جعلني أركض رغم طول قامتي‬ ‫وسني إلى أمي ألضع راسي على كتفها لعل المطر يغسلني من ذنوبي وحينما وضعت‬ ‫امي يدها على راسي وبكت عند ذلك الوقت أعلنت توبتي‬

‫‪41‬‬


‫‪93‬‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫سرع والشتم‬ ‫إذا شئت ي ْوما أ ْن تسود عشيرة ‪ ...‬فبالحلم س ّد ال بالت ّ ّ‬ ‫العشيرة هي رابطة إجتماعية متحدة مكونة من مجموعة من االشخاص تجمعهم رابطة‬ ‫الدم والنسب (الجد الواحد غالبآ) فينشأ بينهما ما يسمى العقد اإلجتماعي المتماسك مما‬ ‫يزيد من تالحمها في المواقف والمناسبات اإلجتماعية المتعددة لتشكل مجتمعة كيانها‬ ‫ومنظومة العادات والتقاليد الخاصة بها والتي تعكس هويتها ومنظومتها االجتماعية‬ ‫واألخالقية التي تتفاعل بها مع المجتمع المحيط بها ‪.‬‬ ‫لكل عشيرة كبيرها أو رمزها الذي يتولى إدارة شؤون العشيرة وتنظيم أمورها ‪،‬‬ ‫وهذا الرمز أو الشيخ يتمتع بمقومات شخصية وقيادية تميزه عن غيره من ابناء‬ ‫العشيرة‪ ،‬فيكون رجال عاقال فطنا حكيما كريمآ شهمآ وصاحب أخالق عالية وتجربة‬ ‫حياتية واسعة مما يؤهله ان يكون قادرا لتنظيم وتنسيق شؤون العشيرة وذلك ببث‬ ‫روح التعاون والتآزر بين أفرادها‪.‬‬ ‫وهنا نتوقف لنطرح السؤال االتي‪:‬‬ ‫هل عمل (الشيوخ) القدوة على تعزيز السلوكيات اإليجابية ومحاربة اي سلوك فردي‬ ‫شاذ الينسجم مع منظومة قيم وعادات وتقاليد تلك العشيرة واخالقيات المجتمع؟ هل‬ ‫ضبط بوصلة افراد عشيرته باالتجاه الصحيح وعزز فيهم القيم االنسانية وعدم التجاوز‬ ‫على االخرين التفه االسباب؟ وهل كان امره نافذآ من قبل االفراد دون اي اعتراض‬ ‫منهم؟ وهل يقودهم الصالح ذات البين بدون ثمن او انتزاع الحقوق بالقوة مع العشائر‬ ‫االخرى دون مراعات لقوانين الدولة او حرمة دم االنسان وتهديد حياته للخطر؟‬ ‫االجوبة لهذه االسئلة متفاوتة بين عشيرة واخرى حسب البيئة وتوجهات وعقائد وفقه‬ ‫العشيرة‪ .‬فمانراه ونسمعه في الغالب ان (بعض) العشائر( افرادها) ولالسف الشديد‬

‫‪42‬‬


‫‪93‬‬ ‫تمادت في طريقة انذار المخطيء او الذي سبب ضررا او عاهة بحق احد افرادها‬ ‫ومارسوا بعنف مفرط ( الدكة العشائرية) من خالل الرمي بكافة االسلحة المتاحة وبث‬ ‫الرعب في نفوس افراد المجتمع حتى والتفه االسباب‪ ،‬نحن الننكر ان الجاني يجب‬ ‫ان ينال جزاءه العادل سواءآ كان قاصدآ بفعلته او غير قاصدآ‪ ،‬لكننا لسنا من يمثل‬ ‫القانون والمحكمة والدولة ‪ ،‬فالقانون حتما سيقتص من الجاني وهناك حق خاص لعائلة‬ ‫المتضرر وعام للمجتمع‪.‬‬ ‫البد للعشيرة ان تحافظ على مكانتها وتنال إحترام بقية العشائر من خالل ضبط‬ ‫سلوكيات أبنائها وافعالهم بكل حزم وصالبة‪ ،‬فعليها أن تحاسب المخطيء من ابنائها‬ ‫‪ ،‬ولعل من اهم وأخطر هذه االفعال هي استغالل ابنائها للدعم العشائري ليتجرأ‬ ‫لإلعتداء على حقوق اآلخرين وحرماتهم وممتلكاتهم‪ ،‬مستهترآ بكل القيم الدينية‬ ‫واألخالقية وبحرمة النفس البشرية التي حرم الله قتلها او اإلعتداء عليها اال بالحق‪.‬‬ ‫ان غياب او تغييب دور الكبار والرموز العشائرية من الرجال الصالحين من أصحاب‬ ‫القيم واألخالق الذين يخافون الله وال يضرهم من خالفهم في قول كلمة الحق‪ ،‬الذين‬ ‫ال يقبلون اإلساءة مهما صغر حجمها‪ ،‬وكان لهم الفضل‪ ،‬فيما تبقى لدينا من هذه القيم‬ ‫الصحيحة وظهور شخصيات ركيكة وغير واعية لخطورة دورها مدعية تمثيلها‬ ‫(كشيوخ) للعشيرة اسقط هيبة العشيرة وكان له األثر البالغ وهو السبب لما نراه في‬ ‫مجتمعنا من سلوكيات وأفعال جامحة ومشينة وغريبة على مجتمعاتنا وال تنسجم مع‬ ‫قيمنا وأخالقنا وعاداتنا وتقاليدنا‪.‬‬ ‫اننا أمام مسؤولية اخالقية تتطلب ان يساهم فيها الجميع في محاربة هذه السلوكيات‬ ‫الشاذة وال بد أن تعيد عشائرنا الموقرة بناء كيانها لكي تعود إلى ما كانت علية عبر‬ ‫تاريخها العريق والمشرف الذي كان صمام األمان والحاضنة االجتماعية‬ ‫ولكي تعود منظومة القيم واألخالق كما كانت علية والتي كانت هي هويتنا الوطنية‬ ‫التي حملها أجدادنا وأبنائنا ونالوا بفضلها إحترام العالم بأسره‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫‪93‬‬

‫لدى عيناكِ الطريق لصمودي رغم حطامي‬ ‫لذا حاولي اهللع لطوي الطرقات‬ ‫حني تشاهدين بهتان الواني ‪....‬‬

‫‪Baneen Loai‬‬

‫سيد قليب‬ ‫عقلي مهوس بتفكري بك‬ ‫قليب يتعاطى نبضات قلبك‬ ‫أنا ال أرى بعيين سواك‬ ‫وما زلت اجنرف بالتوتر عند مساع صوتك‬ ‫قليب خارج عن سطح إرادتي يا سيد قليب‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫‪44‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.