مجلة زهرة البارون عدد 97

Page 1

‫الوباء الذي ينخر جسد األمة هو‬ ‫التملق بكل أبعاده السياسي ‪،‬‬ ‫الثقافي ‪ ،‬االجتماعي‬

‫سامية البحيري‬

‫‪1‬‬


‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخري‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬سناء الطائي‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫ليلي جواد ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.......................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫الدكتور إبراهيم خليل العالف في رسالة ماجستير ‪7..............‬‬ ‫امير البحار الجزائري ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪14...........‬‬ ‫سليم بين الطبيب والمهندس ‪ /‬محمد الجبوري ‪23.................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫حمبي ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ‪24.........................................‬‬ ‫خوش وصلة ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪25................................‬‬

‫شعر‬ ‫الصمت والقول ‪ /‬سالم الخباز ‪26...................................‬‬ ‫لماذا احبك ‪ /‬عبد الرزاق علي احمد ‪27............................‬‬ ‫حماقة الغياب ‪ /‬نرجس عمران ‪28.................................‬‬ ‫لي عذران ‪ /‬رمزي الناصر ‪29....................................‬‬ ‫كفاك يا قلب ‪ /‬احمد محمد ‪30......................................‬‬

‫‪3‬‬


‫حوارات‬ ‫سامية البحري ‪ /‬قاسم الغراوي ‪31................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪48................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫جرعة من الوعي ‪ /‬مريم عبد الناصر ‪52........................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫ثقافة الحوار ‪ /‬قاسم الغراوي ‪55..................................‬‬

‫‪4‬‬


‫مجهورية فيطي واحلكومة اجلديدة‬ ‫حتت عنوان‬ ‫قالوا هلا ال تتبولي صبحت خمريه‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫في البداية كلمة اعتذار لسوء المصطلح المستخدم في المقال ولكن هو مثل‬ ‫شعبي دارج لكن ال يوجد اسوء من هذا للتعبير عن ما يجري في جمهورية فيطي‬ ‫وبعد سنوات عديدة من العذاب والدمار اثر الحروب بالوكالة واستخدام أصحاب‬ ‫العقول الغبية والنفوس الطامعة التي ال تمتلك أي من المبادئ السياسية والوطنية او‬ ‫حتى الوعي االدراكي لمفهوم الحياة البشرية فقد انتفض قسم من جمهورية فيطي في‬ ‫االمس القريب ولكن حلفاء الشيطان تكاتفوا ضد الجموع المنتفضة على سوء اإلدارة‬

‫‪5‬‬


‫والخدمات وطالب الشعب من األحزاب السياسية والدينية تغير الواقع الذي الدولة التي‬ ‫هي عليه وانطلقت الوعود بالتغير نحو األفضل ومثل هذا الوعد يجب ان يكون له‬ ‫قاعدة ينطلق منها في بناء الدولة اما عن الكلمات الذين يطلقوها القائمون على‬ ‫الجمهورية فهم ما بين لص وقاتل وكاذب ومنافق وتابع للغير وكل هؤالء ليس لهم‬ ‫القدرة على أنشاء دولة والسبب بسيط الن القاعدة تقول فاقد الشيء ال يعطيه ومن هنا‬ ‫يجب ان نفهم مع من سوف نتعامل فالص الن يترك أي من األموال تنجو من يده‬ ‫والقاتل الن يستطيع ان يترك تلك العادة التي تمرس عليه وكل الدراسات النفسية‬ ‫واالجتماعية تؤكد ما جاء هنا اما عن اتباع األنظمة الخارجية فهم عبارة عن شله‬ ‫منحرفة موتورة ال اصل لها وال انتماء وهناك نماذج تجمع كل ما ذكرت ويضاف لها‬ ‫صفة النفاق وهؤالء هم األخطر على واقع الدولة النهم يمتلكون أدوات الهدم ال البناء‬ ‫من خالل ممارسات التي قاموا بها من بيع وشراء المناصب التي ممكن منها جني‬ ‫المال بشكل كبير وهم من اطلق الوعود باإلصالح والقضاء على الفاسد وهم فاسدون‬ ‫لصوص العصر فتنصب (مدي) جديد لجمهورية فيطي فكانت اول القصيدة كفر بكل‬ ‫المبادئ التي تلزم تأسيس دولة رصينة وهذا مستبعد في جمهوريتنا التي نتحدث عنها‬ ‫خالل العشرين سنة القادمة وهذا ليس توقع او ضرب من الغيب انما هو واقع ملموس‬ ‫وال جدال في هذا الن السراق لن يصبحوا يومنا ما أمناء وال القتلة سوف يرجعوا تلك‬ ‫األرواح التي ازهقوها والغرب ان لهؤالء طبول تروج لهم ما يفعلون وهم أصحاب‬ ‫نظرية ان الماضي ال يموت وهو متجدد اال ان يصل االمر لمصالحهم يصبح الماضي‬ ‫طي النسيان فهم أصحاب فعل فالن هذا وقال فالن هذا ولكن ما من احد سائلهم ماذا‬ ‫فعلتم انتم أصحاب الخراب فكل من على سلطة الحكم ما بين صغير وكبير هم أناس‬ ‫فاشلون خدمتهم الصدفة وقد طرحت السينما المصرية في الثمانيات من القرن الماضي‬ ‫هذا الموضوع عندما قدم الفنان المتألق احمد زكي رحمه هللا قضية الوزير بالغلط‬ ‫وكأنها قراءة مستقبلية لما يحدث اليوم فالوزارات ليست دكاكين تباع وتشترى او‬ ‫سيارات االيفا الروسية الصنع ذات الطابع العسكري التي كان الناس يضربون بهم‬ ‫المثل سواق االيفا والغريب ان هؤالء هم الحمقى في العالم وتخيل انت عندما يكون‬ ‫الحاكم احمق كيف سيكون حال الوطن وال حاجه االن للمخيلة ولكن انظر الى‬ ‫جمهورية فيطي سوف ترى كيف يحكم االحمق في البلد وما نحن نعاني منه اليوم اما‬ ‫عن المغفلين الذين ينشدون اإلصالح ومحاربة الفساد نقول لهم ( قالوا لها ال تتبولي‬ ‫صبحت مخريه ) ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫إبراهيم خليل العالف‬ ‫واسهاماته يف الكتابة التارخيية املعاصرة‬ ‫يف رسالة ماجستري‬

‫نوقشت يوم االثنين ‪ 2018-12-3‬في كلية التربية ‪ -‬جامعة سامراء‪-‬‬ ‫العراق ‪ ،‬رسالة ماجستير بعنوان‪ ( :‬إبراهيم خليل العالف وإسهاماته في الكتابة‬ ‫التاريخية المعاصرة ) ‪،‬والتي قدمها الطالب احمد هادي حسين الجبوري بإشراف‬ ‫االستاذ الدكتور عادل محمد العليان‪ .‬وكان االستاذ الدكتور توفيق خف ياسين‬ ‫السامرائي رئيس لجنة المناقشة‪ ،‬وإلى جانبه الدكتور هزبر حسن شالوخ من جامعة‬

‫‪7‬‬


‫ديالى‪ ،‬والدكتور أنس عبد الخالق عايد من جامعة تكريت‪ ،‬وانتهت المناقشة بمنح‬ ‫الطالب شهادة الماجستير بتقدير إمتياز‪ .‬وفي ادناه خالصة الرسالة والتي جاء فيها ‪:‬‬ ‫والباحث ‪ ،‬ينتهي من سرد ‪ ،‬وتحليل شخصية األستاذ الدكتور إبراهيم خليل العالف ‪،‬‬ ‫وتوضيح إسهاماته في الكتابة التاريخية المعاصرة ‪ ،‬وجد أن العالف ينتمي إلى إحدى‬ ‫القبائل العربية العريقة في الموصل وهي (قبيلة عنزة) ‪ ،‬وجده أحمد الحامد العالف ‪،‬‬ ‫كان يمتلك محالت لبيع الحنطة والشعير ‪ ،‬ولذلك نسب إلى مهنة جده ‪ ،‬كما هو معهود‬ ‫في مدينة الموصل بشكل خاص ‪ ،‬والمدن العراقية بشكل عام ‪ ،‬وخاصة من حيث‬ ‫اإلشارة إلى اإلنتماء للحرفة أو المهنة‪.‬‬

‫وخالل سني حياته ‪ ،‬ومسيرته الوظيفية الطويلة الممتدة منذ سنة ‪ 1969‬وحتى‬ ‫‪ 2013‬تقلد العالف العديد من الوظائف العلمية ‪ ،‬واإلدارية منها مدرس في متوسطة‬ ‫فتح في الشورة في نينوى ‪ ، 1970 – 1969‬وأصبح بعدها مديرا لمتوسطة فتح‬ ‫الشورة من ‪ 1972 – 1970‬لينتقل بعدها إلى بعشيقة قبل نقل خدماته من وزارة‬ ‫التربية الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ‪.‬‬ ‫في جامعة الموصل وعند مباشرته فيها في ‪ 15‬أيلول ‪ 1975‬عمل مقررا لقسم‬ ‫التاريخ في كلية اآلداب في جامعة الموصل من ‪ . 1977 – 1975‬ورئيسا لفرع‬ ‫التاريخ في كلية التربية في جامعة الموصل للفترة ‪ . 1979 – 1978‬ورئيسا لقسم‬ ‫العلوم اإلجتماعية في كلية التربية في جامعة الموصل للفترة من ‪. 1980 – 1979‬‬ ‫ومديرا لمركز الدراسات اإلقليمية (التركية سابقا) ‪ ، 1988 – 1986‬وعمل كذلك‬ ‫رئيسا لقسم التاريخ في كلية التربية في جامعة الموصل منذ ‪ . 1995 – 1980‬ومن‬

‫‪8‬‬


‫اإلسهامات العلمية واإلدارية للعالف أنه عمل مديرا لمركز الدراسات اإلقليمية‬ ‫(التركية سابقا) في جامعة الموصل للفترة من ‪ 2003 – 1995‬ومن ‪– 2006‬‬ ‫‪ 2013‬إذ أصدر العديد من الكتب مع تنظيم إرشيف وتطوير المركز وتوسيع اهتماماته‬ ‫البحثية ‪ .‬وعمل عضوا لمجلس جامعة الموصل للمدة من ‪ 1997 – 1995‬حيث أسهم‬ ‫في تطوير الجامعة علميا وإداريا عمل أمينا لتحرير موسوعة الموصل الحضارية في‬ ‫جامعة الموصل وعضوا لمجلس أمناء الموسوعة العربية الكبرى – المنظمة العربية‬ ‫للثقافة والعلوم (اليونسكو) للفترة من ‪ ، 2003 – 1999/2/9‬لإلعداد إلصدار‬ ‫موسوعة عربية كبرى ‪ .‬وشغل الدكتور العالف منصب عضو مجلس كلية التربية في‬ ‫جامعة الموصل للمدة من ‪ 2003 – 1998‬إذ ساهم في تنفيذ خطط كلية التربية في‬ ‫مجال البحث والتطوير والتدريس ‪ ،‬وعمل رئيسا لتحرير مجلة ( دراسات إقليمية )‬ ‫التي يصدرها مركز الدراسات اإلقليمية في جامعة الموصل ‪ ،‬وعضو اللجنة العلمية‬ ‫للمكتبة االفتراضية في رئاسة جامعة الموصل ‪.‬‬ ‫وللعالف كتابات كثيرة على شبكة المعلومات العالمية (اإلنترنت)‪ ،‬وقد نشر عددا‬ ‫كبيرا من الدراسات والمقاالت وهو رئيس اتحاد كتاب اإلنترنت العراقيين ‪ ،‬وعضو‬ ‫إتحاد كتاب اإلنترنت العرب وعضو جمعية اإلنترنت العالمية ‪ ،‬عمل رئيسا للجنة‬ ‫الترقيات العلمية في كلية التربية االساسية بجامعة الموصل ‪ ،‬وعضو اللجنة‬ ‫االستشارية للثقافة والفنون – محافظة نينوى في وزارة الثقافة واإلعالم ‪ ،‬وعضو‬ ‫لجنة النظر في موضوع منح شهادة الدكتوراه الفخرية – جامعة الموصل ‪ .‬وعمل‬ ‫رئيسا لتحرير مجلة (أوراق تركية معاصرة )‪ ،‬فضال عن أنه عمل عضوا في هيئة‬ ‫تحرير مجالت عديدة منها‪( :‬آداب الرافدين) ‪ ،‬و (أوراق موصلية) ‪ ،‬و (مجلة الموصل‬ ‫التراثية) ‪.‬‬ ‫ويشغل األستاذ الدكتور العالف اليوم العضوية في هيئات إستشارية لعدد من المجالت‬ ‫العلمية المحكمة داخل العراق وخارجه وأبرز هذه المجالت األكاديمية المحكمة (مجلة‬ ‫دراسات إقليمية) التي يصدرها مركز الدراسات اإلقليمية في جامعة الموصل ومجلة‬ ‫(بحوث الشرق األوسط) التي يصدرها (مركز بحوث الشرق األوسط والدراسات‬ ‫المستقبلية) بجامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية‪.‬‬ ‫نشر عددا كبيرا من الدراسات والمقاالت التي تناولت مختلف مجاالت الحياة وليس‬ ‫في مجال التاريخ فقط ‪ .‬وكان لتلك المقاالت والدراسات صدى كبيرا عند القراء ‪.‬‬ ‫وقد انصرف بعد تقاعده سنة ‪ 2013‬إلى ممارسة الكتابة اإللكترونية من خالل مدونته‬ ‫(مدونة الدكتور إبراهيم العالف) التي يرتادها المئات يوميا وصفحته في (الفيسبوك)‬ ‫التي يتابعه فيها ما يقارب (‪ )10,000‬متابع يوميا ‪ .‬فضال عن موقعه الفرعي في‬ ‫(الحوار المتمدن ) االلكتروني إذ بلغ عدد قراءه أكثر من مليون و‪ 600‬الف قارئ‬ ‫وهو اليوم رئيس إتحاد كتاب اإلنترنت العراقيين الذي يضم اكثر من (‪ )500‬عضوا‬

‫‪9‬‬


‫‪ ،‬وقد أصبح يطلق عليه (رائد التدوين اإللكتروني في العراق) و(شيخ الفيسبوك‬ ‫العراقي) ويؤكد هذا أن ما ينشره ومنذ سنة ‪ 2009‬على صفحات التواصل اإلجتماعي‬ ‫له صدى واسعا ويأتي هذا من رؤيته إلى أن له رسالة تنويرية يريد إيصالها إلى‬ ‫القارئ بقصد تأكيد مبدأي الحرية والتقدم‪.‬‬ ‫وبدأ النشر في الصحف والمجالت‬ ‫الورقية ‪ ،‬منذ أن كان طالبا في المتوسطة‬ ‫ومارسها كهواية منذ ستينيات القرن‬ ‫الماضي وتحديدا في سنة ‪ 1964‬وقد‬ ‫حصل الباحث على عدد من بواكير‬ ‫مقاالته في جريدة (فتى العراق)‬ ‫الموصلية ومن الطريف أنها تدور حول‬ ‫(فضل التاريخ)‪.‬‬ ‫ألف األستاذ الدكتور إبراهيم العالف‬ ‫العديد من الكتب تجاوز عددها األربعين‬ ‫كتابا ‪ ،‬وحضر ندوات ومؤتمرات كثيرة‬ ‫داخل العراق وخارجه فضال عن أنه منح‬ ‫العديد من كتب الشكر والتقدير ‪ ،‬ومنح‬ ‫وسام المؤرخ العربي من إتحاد‬ ‫المؤرخين العرب منذ ‪ 15‬تموز ‪1986‬‬ ‫تقديرا لجهوده في خدمة التاريخ العربي‬ ‫‪.‬كما كرم من جهات رسمية وشعبية ‪.‬‬ ‫لقد وجد الباحث أن األستاذ الدكتور إبراهيم العالف ‪ ،‬كان واليزال ‪ ،‬مبدئيا في تعامله‬ ‫مع الحياة ‪ ،‬على الرغم من الظروف السياسية واالقتصادية الصعبة التي عاصرها ‪،‬‬ ‫ولم يتأثر بمغريات الحياة المادية ‪ ،‬وكان عزوفا ‪ ،‬عيوفا ‪ ،‬مترفعا ‪ ،‬نزيها عمل من‬ ‫أجل الناس ‪ ،‬عامال بحديث الرسول الكريم محمد صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬خير الناس‬ ‫من نفع الناس" ‪ ،‬وهو يردد باستمرار على أنه يسعى أن يكون مفتاحا للخير ‪ ،‬مغالقا‬ ‫سأَلت ُ ُكم ِّمن أَجر فَ ُه َو لَ ُكم ِّإن‬ ‫للشر ‪ ،‬وكثيرا ما يؤكد أن شعاره اآلية الكريمة ‪( :‬قُل َما َ‬ ‫علَى َ ِّ‬ ‫ش ِّهيد ) سورة سبأ اآلية ‪. 47‬‬ ‫علَى ُك ِّل شَيء َ‬ ‫ّللا َو ُه َو َ‬ ‫ي ِّإ َال َ‬ ‫أَج ِّر َ‬ ‫إعتمد الباحث في إعداد هذه الرسالة على مصادر متنوعة ‪ ،‬بتنوع موضوع الدراسة‬ ‫‪ ،‬يمكن مالحظتها من خالل الهوامش وقائمة المصادر ‪ ،‬وتأتي في مقدمتها الوثائق‬ ‫الشخصية للعالف الموجودة في حوزته ‪ ،‬وأوامر إدارية ‪ ،‬والعديد من كتب الشكر‬ ‫والتقدير تضمنتها الرسالة ‪ ،‬وكتب تثبت مشاركته في الندوات والمؤتمرات ‪ ،‬وقد‬ ‫شكلت المقابالت الشخصية واإللكترونية التي أجراها الباحث مع األستاذ الدكتور‬

‫‪10‬‬


‫إبراهيم العالف العمود الفقري الذي استندت عليه الرسالة في كل فصل من فصولها‬ ‫الثالثة ‪ .‬ولقد كان األستاذ الدكتور إبراهيم العالف شديد الحرص على تزويد الباحث‬ ‫بما لديه إلتمام الدراسة ‪ ،‬مع الحث المستمر من قبله عن عدم التأثر به ‪ ،‬وضرورة‬ ‫التجرد‪ ،‬ومراعاة شروط المؤرخ الناجح بموضوعية كبيرة ‪ ،‬وال ننسى الرسائل‬ ‫اإللكترونية التي كان يرسلها للباحث إلى الدكتور العالف ‪ ،‬ويجيب فيها عن األسئلة‬ ‫الموجهة له باستمرار ‪ ،‬وما كانت تحويه من ملفات فيها مادة علمية كبيرة تسد حاجة‬ ‫الباحث ‪ ،‬فضال عن الرسائل اإللكترونية من أبنائه وتالميذه الذين لم يدخروا جهدا في‬ ‫مساعدة الباحث ‪ ،‬وهم جميعهم اآلن أساتذة جامعيين أكفاء ‪ ..‬أما الرسائل واألطروحات‬ ‫فقد استعان الباحث بجزء قليل منها والتي لها صلة بموضوع الدراسة وقد أفاد الباحث‬ ‫من هذه الدراسات األكاديمية في التعرف على األساليب التي بموجبها تتم مالحقة‬ ‫ودراسة (الشخصية) والوقوف على إسهاماتها المعرفية‪.‬‬ ‫لقد قدم الدكتور العالف للمدرسة التاريخية العراقية والمدرسة التاريخية العربية‬ ‫الكثير من اإلنجازات في مجال الدرس التاريخي والبحث التاريخي ويتضح هذا من‬ ‫الكم الكبير من الكتب والبحوث والدراسات والمقاالت التي نشرها واليزال يتواصل‬ ‫حتى كتابة هذه السطور مع قرائه وطلبته والباحثين في شتى أنحاء العالم فهو ومن‬ ‫خالل شبكة المعلومات العالمية (اإلنترنت) يؤدي رسالة تنويرية وال يتوانى من أن‬ ‫يجيب يوميا على العديد من الرسائل واالستفسارات ويقدم اإلستشارات والنصائح‬ ‫لطلبة البحث العلمي التاريخي بصدر رحب ونفس طويل وغرضه في ذلك أن يبقى‬ ‫االهتمام بالتاريخ وبدرسه على أفضل ما يكون ‪.‬‬ ‫وكما سبق أن قدمنا فإنه يؤكد على أن مهمته هي أن يكون علم التاريخ علما شعبيا ‪،‬‬ ‫ومرتكزا أساسيا ليس للركون إليه بل لإلنطالق من خالله نحو النهوض ‪ ،‬والتقدم ‪،‬‬ ‫وبناء المجتمع السليم ‪ ،‬وأن يكون التاريخ وسيلة ليس إلثارة األحقاد والحروب بل‬ ‫للتعاون بين الشعوب واألقوام ‪.‬‬ ‫ومن خالل الدراسة تبين لنا أن إسهامات االستاذ الدكتور ابراهيم خليل العالف في‬ ‫الكتابة التاريخية المعاصرة كثيرة ‪ ،‬منها انه يؤكد ‪ ،‬وفي كثير من كتاباته على ان‬ ‫التاريخ علم للتغيير ‪،‬ومعنى هذا ان الحياة في صيرورة دائمة ‪ ،‬ومستمرة ‪ .‬والتاريخ‬ ‫يسجل أحداث هذه الحياة التي تتقدم الى االمام‪ ،‬واليمكن بأي حال من االحوال ان‬ ‫تعود الى الوراء ؛ فالزمن يتقدم ‪ ،‬واالنسان البد له ان يتابع حركة الزمن ‪ .‬ومن هنا‬ ‫‪ ،‬فالمؤرخ حتى ُيسجل حركة االنسان في الفضاء الزمني والمكاني ‪ ،‬عليه ان يكون‬ ‫واعيا بما يحدث ‪ ،‬أمينا على ما يسجل ‪ ،‬شجاعا في قول ما يجب ان يقال ‪ ،‬منصفا‬ ‫مع من يسجل لنشاطهم ‪ ،‬ذو مروءة وإنصاف ‪.‬‬ ‫وينتهج الدكتور العالف في كتاباته نهجا جديدا ‪ ،‬فالتاريخ عنده لم يعد تاريخا للحكام‬ ‫‪ ،‬والسالطين والملوك فقط ‪ ،‬بل هو تاريخ الشعب ‪ ..‬تاريخ البسطاء من الناس ‪..‬‬

‫‪11‬‬


‫تاريخ العاملين النشيطين ‪ ..‬تاريخ المهمومين والمستضعفين ‪ ..‬ولم يعد التاريخ سياسيا‬ ‫فحسب بل بات تاريخا لالحداث االجتماعية ‪ ،‬والمتغيرات االقتصادية ‪ ،‬والتحوالت‬ ‫الثقافية ‪.‬‬ ‫واالهم من هذا كله ‪ ،‬انه ينتهج في كتاباته التاريخية ‪ ،‬ومنذ زمن بعيد ( التأريخ‬ ‫للموضوع ) وليس ( للفترة الزمنية ) او( لعهد سياسي معين ) ومعنى هذا انه يوثق‬ ‫لنمط من الحياة في موضوع معين ‪ ،‬ولكن اليغفل تحديده بفترة زمانية ‪ ،‬وبموقع مكاني‬ ‫‪.‬‬ ‫وهو يقول ان المؤرخ الجديد ‪ ،‬أي المؤرخ الذي يكون مستعدا دوما الن يتجدد‪،‬‬ ‫ويجدد منهجه ‪ ،‬واسلوبه في الكتابة التاريخية ‪ ،‬عليه ان يؤمن بأن هناك دوما تقدما‬ ‫علميا ‪ ،‬وتراكما معرفيا ‪ ،‬واسلوبا جديدا في طرح المفاهيم واالفكار ‪ ،‬فليس من‬ ‫المعقول ان يكرر نفسه ‪ ،‬ويرجع الى ستينات القرن الماضي ليقتبس افكارا ومفاهيم‬ ‫عفا عليها الدهر ‪.‬ويضيف ‪ " :‬انه –لالسف الشديد – هناك من اليزال يتشبث بمفاهيم‬ ‫الستينات مثال ولكن علينا ان نعي ان هذا ليس هو االسلوب الصحيح في معالجة قضايا‬ ‫الربع االول من القرن الحادي والعشرين ؛ فالمفاهيم تغيرت ‪ ،‬والفضاء الزماني‬ ‫والمكاني لم يعد كما كان عليه في الستينات وما قبلها ‪.‬إذن قضايا عصرنا تغيرت ‪،‬‬ ‫وموضوعات عصرنا تطورت‪ ،‬ومن هنا فأساليبنا في معالجة تلك القضايا وتلك‬ ‫الموضوعات يجب ان تتغير ‪ ،‬وتتطور ‪ ،‬وان نبحث عن اسلوب جديد أو اساليب‬ ‫جديدة لعرض منتوجنا التاريخي على الناس" ‪.‬‬ ‫يؤكد الدكتور العالف في بعض مداخالته التاريخية على مسألة مهمة وهي انه‬ ‫يعرف بوجود مدارس دينية ‪ ،‬وقومية ‪ ،‬وماركسية ‪ ،‬وليبرالية في مجالي الفلسفة‬ ‫والتاريخ ‪ ،‬ومفاهيم هذه المدارس التتغير ‪ ،‬وهي معروفة لكن " يجب علينا ان نستفيد‬ ‫من كل تلك المدارس تبعا للموضوع الذي نكتب فيه ‪ ،‬والقضية التي نعالجها ‪ ،‬والضير‬ ‫في ذلك ‪.‬‬ ‫والمؤرخ الحصيف هو من اليعتمد على تفسير معين او تفسير واحد للقضايا‬ ‫وللموضوعات التي يتناولها ‪ ،‬بل البد ان يأخذ بتعددية التفاسير ‪ ،‬والنظريات ؛ فالحياة‬ ‫معقدة‪ ،‬واالحداث متشابكة ‪ ،‬واليمكن ان يكون وراءها تفسير واحد ‪.‬لكن يمكن ان‬ ‫نرجح التفسير الديني عندما نعالج موضوعا يتعلق بالدين‪ ،‬ونرجح التفسير الماركسي‬ ‫اذا تناولنا موضوعا يتعلق بالحياة االقتصادية ‪ ،‬ونرجح نظرية البطل في التاريخ عندما‬ ‫نعالج شخصية كان لها دورها في التاريخ ‪".‬‬ ‫ونقطة اخرى وقفنا عليها ونحن نحلل إسهامات الدكتور العالف في الكتابة التاريخية‬ ‫وهي " أن المؤرخ ينبغي أن الينشغل بالقضايا الكبرى ‪ ،‬ويهمل القضايا الصغيرة‬ ‫في التاريخ ؛ فللقضايا الصغرى تاريخ ‪ ،‬كما للقضايا الكبرى ‪ ،‬ولالشياء الصغيرة في‬

‫‪12‬‬


‫الحياة تاريخ ‪ ،‬كما لالشياء الكبرى وللشخصيات الهامشية تاريخ ‪ ،‬كما للشخصيات‬ ‫الرئيسة تاريخ‪.‬‬ ‫ومن المؤكد اننا نتعلم من كتاب الرواية االدبية طريقة التعامل مع الشخوص‪ ،‬وطريقة‬ ‫فهم حركة اولئك الشخوص على المسرح فليس ثمة بطل واحد بل البد ان يكون في‬ ‫المشهد عديد من االبطال‪.‬‬ ‫ويجب ان نعرف ان هناك مشاكل تعترض التاريخ االسالمي العربي ‪ ،‬ومشاكل‬ ‫تعترض التاريخ الحديث " ‪ ..‬وهو في محاضراته مع طلبة الدراسات العليا يقول دوما‬ ‫‪ ":‬ان الدين هو مشكلة التاريخ االسالمي ‪ ،‬وااليديولوجية مشكلة التاريخ الحديث ‪،‬‬ ‫وكثير منا كتب في التاريخ القومي ‪ ،‬فأنتج كتبا تصلح الن تدرس في مدارس االطفال‬ ‫والناشئين ‪ ،‬لكنها الترتقي الى ان تكون مؤلفات في التاريخ يُعتد بها ‪ ،‬وهذا يقودنا الى‬ ‫مسألة البد ان نقف عندها وهي ان التاريخ في كل العالم يُكتب بمستويات متعددة ‪ ،‬فما‬ ‫يكتب لتالميذ المدارس االبتدائية غير ما يكتب لطلبة الجامعة" ‪.‬‬ ‫الدكتور العالف يعترف بأن للتاريخ مضار ‪ ،‬كما ان للتاريخ فوائد ومضاره تظهر‬ ‫عندما يستخدم للهدم وإلعادة االمة الى الوراء ‪ ،‬وزرع الحقد والكراهية بين البشر ‪،‬‬ ‫لذلك فهو يقرر حقيقة مهمة وهي " ان التاريخ كله ليس اال مسيرة االنسان نحو‬ ‫اقرار الحق ‪ ،‬واقرار العدالة ‪ ،‬واقرار الحرية ‪.‬والمؤرخ اليمكن ان يكون رجعيا ‪ ،‬بل‬ ‫البد ان يكون المؤرخ تقدميا متنورا متحررا يؤمن بأن التاريخ مسيرة الى االمام وان‬ ‫هناك عوامل تدفع التاريخ الى االمام ومن هذه العوامل ( الحرب ) ونتائجها ‪.‬‬ ‫واخيرا ‪ -‬وليس آخرا ‪ -‬يظل الدكتور العالف يؤكد ‪ ،‬ان على المؤرخ ان يكون ذو‬ ‫رسالة تقوم على ان يجعل من (التاريخ ) درسا من اجل البناء ‪ ،‬والتنمية ‪ ،‬والتقدم‬ ‫‪ ،‬والسالم ‪ ،‬والحب‪ ،‬والتعاون بين الشعوب‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫امري البحار اجلزائري‬ ‫الريس حممد بن علي امللقب‬ ‫بـــــ محيدو‬ ‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫هو محمد بن علي الملقب بحميدو ‪.‬‬ ‫ولد في حي القصبة بالجزائر‬ ‫العاصمة سنة ‪ ،1770‬وقيل‬ ‫( ‪1773‬م ) ‪،‬كان أبوه خياطا‬ ‫بسيطا ومعروفا عند أهل القصبة ‪،‬‬ ‫وهو من عائلة جزائرية تعود جذورها‬ ‫إلى مدينة يسر ‪ .‬ويسر هي عاصمة إمارة الثعالبة في القرن الرابع عشر الميالدي ‪،‬‬ ‫والثعالبة قبيلة عربية تعود في نسبها إلى بني ثعلبة بن بكر بن وائل إحدى قبائل ربيعة‬ ‫بن نزار ‪.‬‬ ‫لم يكن الطفل حميدو مهتما بحرفة أبيه بل كان معجبا بالقصص و الحكايات التي‬ ‫يسمعها عن رياس البحر في ذلك الوقت و ذات يوم قال ألبيه ‪ ":‬سأصبح رئيسا للبحر‬ ‫عندما أكبر ‪ "..‬لكن والده أجابه بأنه ال يستطيع أن يصبح قائد أسطول ألنه جزائري‬ ‫و ليس تركيا ( حيث كان الشائع منذ وطأت أقدام " آل بربروس العظام " أن األتراك‬ ‫هم الذين يتولون المناصب الهامة في البحرية)‪ .‬عشق " حميدو " البحر وتوجه إليه‬ ‫منذ صغره فكان يتردد على السفن و يشارك البحارة في رحالتهم مثل الرايس شلبي‬ ‫الذي أعجب بشجاعته و بحنكته الفريدة ‪ .‬قدر عدد البحارة الجزائريين في عهد الرايس‬

‫‪14‬‬


‫حميدو أشهر قادة البحرية الجزائرية إلى أكثر من ‪ 130‬ألف بحار‪ ،‬ومن أشهر السفن‬ ‫الحربية الجزائرية وقتها ( رعب البحار‪ ،‬مفتاح الجهاد‪ ،‬المحروسة ) وغيرها ‪.‬‬ ‫الرايس حميدو بن علي جزائري األصل‪ ،‬كان أبوه خياطا متواضع الحال‪ .‬عشق البحر‬ ‫وتوجه إليه من صغره حيث التحق بالبحرية الجزائرية وعمره لم يتجاوز ‪ 13‬سنة‬ ‫حتى رقي ووصل إلي رتبة أمير للبحر‪ ،‬وكان لصعوده هذا وتسيده على إمارة البحرية‬ ‫الجزائرية يتزامن مع قيام الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للحكم ‪.‬‬

‫وقد استطاع حميدو أن يستولي علي واحدة من أكبر القطع البحرية لألسطول البرتغالي‬ ‫وأطلق عليها (البرتغالية) ثم أضاف إليها سفينة أمريكية أسماها (الميريكانا)‪ ،‬وأرسل‬ ‫إليه الرئيس األمريكي بعض سفن لتأديبة‪ ،‬ونشبت معركة كبرى مات خاللها‪ ،‬وانتهت‬ ‫بموته أسطورة بحرية كبري‪.‬‬ ‫الحدث التاريخي هو نواة التاريخ وسبب قيامه‪ ،‬والتاريخ في صفحاته متعدد‬ ‫االتجاهات‪ ،‬واالبطال هم الذين يصنعون تاريخهم‪ ،‬ومثلما وجد أبطال من الملوك‬ ‫واألمراء والقادة والفرسان والشعراء من الرجال والنساء الذين وفاهم التاريخ‬ ‫والمؤرخون حقهم ونالوا مكانتهم المميزة في الذاكرة الشعبية‪ ،‬وشاعت سيرهم‬ ‫وحفظت أخبارهم في سجالت المؤرخين وعند الخاص والعام‪ ،‬فان كثيرين غيرهم‬ ‫من المغمورين في التاريخ الذين ال يقلون عن هؤالء بطولة وتأثيرا لم يأخذوا حقهم‬ ‫في الشهرة في الذاكرة الشعبية ولم تنل سيرهم وأفعالهم حظها في الذيوع‪ ،‬أو ان‬

‫‪15‬‬


‫انتشارها ظل محصورا في إطار مكاني محدود وفي افق معرفي ضيق‪ .‬وقد يكون‬ ‫مرد ذلك لعدة أسباب منها طغيان أحداث كبرى واشتهار شخصيات أخرى في زمنهم‪،‬‬ ‫مما كانت شهرتهم على حسابهم‪ ،‬أو سقوط أماكنهم ومناطقهم في دائرة اإلهمال‬ ‫والنسيان لبعدهم عن مواطن الحضارة ومراكز المعرفة‪ ،‬وال يعني ذلك أنهم مجهولون‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫قد يكون هؤالء المغمورون معروفين لدى أهل العلم من المتخصصين والباحثين أو‬ ‫يكونون مشهورين في بلدانهم أو طوائفهم أو جماعاتهم‪ ،‬لكن سيرتهم لم تتجاوز اإلطار‬ ‫الجغرافي أو الزماني الذي صنعوا أحداثه‪.‬‬

‫من هو حميدو‬ ‫هو محمد بن علي الملقب بحميدو‪ .‬ولد في حي القصبة سنة ‪ ،1770‬من عائلة جزائرية‬ ‫تعود جذورها إلى مدينة يسر‪ .‬ويسر هي عاصمة إمارة الثعالبة في القرن الرابع عشر‬ ‫الميالدي‪ ،‬والثعالبة قبيلة عربية تعود في نسبها إلى بني ثعلبة بن بكر بن وائل احدى‬ ‫قبائل ربيعة بن نزار‪.‬الرايس حميدو بن علي كان من كبار البحارة المشهورين في‬ ‫زمانه وهو جزائري األصل‪ ،‬كان أبوه خياط بسيطا‪ ،‬عشق البحر وتوجه إليه منذ‬ ‫صغره وترقى من بحار إلى ضابط ثم إلى أمير للبحر‪ ،‬ولم يكن البحارة الجزائريون‬ ‫قراصنة كما أطلق عليهم األوربيون‪ ،‬ولكنهم كانوا إضطرو بعد سقوط دولة األمويين‬ ‫األندلس في إسبانيا للجهاد من أجل حماية شواطئهم ومدنهم وحجاجهم وتجارهم من‬ ‫القرصنة األوربية بمرور الوقت تحولت لحرفة بكل قوانينها وشروطها‪ ،‬وقد كان‬ ‫تسلط السفن اإلسبانية والبرتغالية وحصارهم لشواطئ الجزائر هو الذي دفع باألهالي‬ ‫إلى أن يطلبوا العون من الباب العالي في تركيا عام ‪ ،1515‬وجاء األسطول العثماني‬ ‫إلى الجزائر منقذا‪ ،‬ولم يرد األساطيل المسيحية فقط‪ ،‬ولكنه حاصر الشواطئ اإليطالية‬ ‫والبرتغالية‪ ،‬وفي عام ‪ 1529‬كان خيرالدين بربروس‪ ،‬أو ذو اللحية الحمراء أميرا‬ ‫للبحار في الجزائر يفرض سيطرته على مدخل البحر األبيض‪ ،‬وصل عدد البحارة‬ ‫في عهده إلى قرابة ‪ 13000‬فرد[محل شك]و من أشهر السفن الحربية الجزائرية‬ ‫وقتها "رعب البحار"‪" ،‬مفتاح الجهاد" ‪" ،‬المحروسة" وغيرها‪ ،‬أين تمكن هذا‬ ‫األسطول من الوصول بعملياته إلى اسكتلندا والمحيط األطلسي‪.‬وكان صعود الرايس‬ ‫حميدو وتسيده على إمارة البحرية الجزائرية في بداية القرن التاسع عشر يتوافق مع‬ ‫قيام الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للحكم‪ ،‬وقد استطاع أن يستولي على واحدة من‬ ‫أكبر سفن األسطول البرتغالي وأطلق عليها (البرتغالية)‪ ،‬ثم أضاف إليها سفينة أمريكية‬ ‫هي (الميريكانا) إضافة إلى سفينته الخاصة كان أسطوله الخاص يتكون من هذه السفن‬ ‫الثالث ومن أربعة وأربعين مدفعا فرضت سيادتها على البحر ألكثر من ربع قرن‪،‬‬ ‫وكان وسيما وشجاعا وكانت تتوفر له فرص كثيرة يعرف كيف يستغلها‪ ،‬فقد تصادف‬ ‫صعود نجمه مع الفوضى التي سادت في أعقاب الثورة الفرنسية‪ ،‬في ‪ 1776‬كانت‬

‫‪16‬‬


‫الواليات المتحدة األمريكية قد وقعت على معاهدة مع الجزائر تدفع بموجبها أتاوة‬ ‫مقابل حماية وسالمة سفنها‪ ،‬وعندما جاء الرئيس جيفرسون إلى الحكم رفض الدفع‪،‬‬ ‫فأعلنت الجزائر الحرب على الواليات المتحدة األمريكية بدعم من عاصمة‬ ‫اإلمبراطورية العثمانية اإلسالمية في تركيا وأصبحت السفن األمريكية بمنزلة غنيمة‬ ‫ثمينة للبحارة الجزائريين ‪ .‬وأرسل الرئيس األمريكي بعض سفنه الحربية لطلب‬ ‫إستفسارات من حاكم الجزائر‪ .‬وصدفة التقى الرايس حميدو هذه السفن بالقرب من‬ ‫الشواطئ اإلسبانية فنشبت معركة كبرى ولكن غير متكافئة‪ .‬حيث كان الرايس حميدو‬ ‫يقود سفينة حربية واحدة فقط مقابل تسعة سفن حربية أمريكية‪ ،‬وعند بداية المعركة‬ ‫فإن الحظ لم يبتسم للرايس حميدو فأصابت قذيفة مدفع قوية سفينته "مفتاح الجهاد"‬ ‫استشهد على إثرها ‪ ،‬يقال أنه قبل إستشهادة طلب من بحارته رميه في البحر في حال‬ ‫إستشهادة‪ ،‬وفي يوم ‪ 17‬جوان سنة ‪ 1815‬انتهت أسطورة بحرية كبرى‪ ،‬دافع عن‬ ‫شواطئ بالده حتى الموت‬ ‫قدر عدد البحارة الجزائريين في عهد الريس حميدو أشهر قادة البحرية الجزائرية إلى‬ ‫أكثر من ‪ 130‬ألف بحار‪ ،‬ومن أشهر السفن الحربية الجزائرية وقتها رعب البحار‪،‬‬ ‫مفتاح الجهاد‪ ،‬المحروسة وغيرها‪ .‬كما تمكن األسطول الجزائري من الوصول‬ ‫بعملياته إلى اسكتلندا والمحيط األطلسي‪ ،‬حيث قتل الرايس حميدو سنة ‪ 1815‬في‬ ‫معركة مع البحرية البرتغالية واألميركية‪.‬‬ ‫لم يكن الريس حميدو الذي لم تشهد البحار مثله في شجاعته‪ ،‬تركيا‪ ،‬لكنه كان جزائريا‬ ‫أصيال‪ ،‬وهو ابن لخياط متواضع الحال‪ ،‬عشق البحر وتوجه إليه منذ صغره وترقى‬ ‫من بحار إلى ضابط‪ ،‬ثم إلى أمير للبحر‪ .‬كان صعود الريس حميدو وتسيده على إمارة‬ ‫البحرية الجزائرية يتوافق مع قيام الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للحكم‪ ،‬وما أعقبه‬ ‫من فوضى عارمة في أوروبا‪ ،‬تمكن خاللها الريس حميدو من انتهاز هذه الفرصة‬ ‫لتقوية األسطول الجزائري‪ ،‬واستطاع أن يستولي على واحدة من أكبر سفن األسطول‬ ‫البرتغالي وهي سفينة «البورتقيزية» المزودة بـ ‪ 44‬مدفعا وعلى متنها ‪ 282‬بحارا‪.‬‬ ‫ثم أضاف إليها سفينة أميركية هي «أمريكانا»‪ ،‬إضافة إلى سفينته الخاصة‪ .‬كان‬ ‫أسطوله الخاص يتكون من هذه السفن الثالث‪ ،‬ومن أربعة وأربعين مدفعا فرضت‬ ‫سيادتها على البحر ألكثر من ربع قرن‪.‬‬ ‫أميركا تدفع الضريبة للجزائر‬ ‫وفي زمن قيادته للبحرية الجزائرية فرض الريس حميدو ضريبة على الواليات‬ ‫المتحدة‪ .‬فبعد أن نالت أميركا استقاللها عن بريطانيا بدأت السفن األميركية ترفع‬ ‫أعالمها ألول مرة اعتبارا من سنة ‪1783‬م‪ ،‬وأخذت تجوب البحار والمحيطات‪ .‬وقد‬ ‫تعرض البحارة الجزائريون لسفن الواليات المتحدة‪ ،‬فاستولوا في يوليو ‪1785‬م على‬

‫‪17‬‬


‫إحدى سفنها في مياه قادش‪ ،‬بعد ذلك استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تابعة‬ ‫للواليات المتحدة األميركية وساقوها إلى السواحل الجزائرية‪.‬‬ ‫ولحداثة استقالل الواليات المتحدة ولعدم توفرها على قوة بحرية رادعة‪ ،‬كانت عاجزة‬ ‫عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية‪ ،‬فقد اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع‬ ‫الجزائر في ‪ 5‬سبتمبر ‪1795‬م‪ ،‬تدفع بموجبها واشنطن مبلغ ‪ 62‬ألف دوالر ذهبا‬ ‫للجزائر لقاء حرية المرور والحماية لسفنها في البحر المتوسط‪ .‬وتضمنت هذه‬ ‫المعاهدة ‪ 22‬مادة مكتوبة باللغة التركية‪.‬‬ ‫وهذه الوثيقة من الوثائق النادرة والفريدة‪ ،‬فهي تعد المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة‬ ‫غير اإلنكليزية التي وقعت عليها الواليات المتحدة األميركية منذ تأسيسها حتى اليوم‪،‬‬ ‫وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الواليات المتحدة بدفع ضريبة‬ ‫سنوية لدولة أجنبية‪ ،‬وبمقتضاها استردت الواليات المتحدة أسراها‪ ،‬وضمنت عدم‬ ‫تعرض البحارة الجزائريين لسفنها‪.‬‬

‫الحرب مع أميركا‬ ‫عندما جاء الرئيس جيفرسون إلى الحكم رفض دفع االتاوة المقررة‪ ،‬وردت البحرية‬ ‫الجزائرية باالستيالء على السفن األميركية العابرة للبحر المتوسط‪ .‬على اثر ذلك‬ ‫أرسلت الواليات المتحدة األميركية قطعة بحرية إلى المتوسط ألجل االنتقام للهجمات‬ ‫التي تعرضت لها سفنها في سنة ‪ ،1812‬وكانت هذه القطعة بقيادة كومودور دوكاتور‪،‬‬ ‫وكان من المهام المكلف بها هذا القائد اجبار الجزائريين على تقديم اعتذار للواليات‬ ‫المتحدة واسترجاع األسرى األميركيين وانهاء دفع االتاوة المفروضة على السفن‬ ‫األميركية في المتوسط والسماح لها بحقوق الزيارة‪ .‬وأرسل الرئيس األميركي بعض‬ ‫سفنه للقضاء على الريس الكبير‪ ،‬ونشبت معركة كبرى‪ .‬وبالرغم من تفوق السفن‬ ‫الجزائرية‪ ،‬فإن قذيفة مدفع قوية أصابت الرايس حميدو قسمته إلى نصفين‪ .‬ولقي حتفه‬ ‫يوم ‪ 16‬يونيو ‪ ،1815‬وأم حاكم البالد حينها الداي عمر باشا شخصيا صالة الغائب‬ ‫التي أداها الجزائريون على روح بطلهم الرايس حميدو‪ ،‬وأعلن الحداد في كل أنحاء‬ ‫الجزائر لمدة ثالثة أيام‪.‬‬

‫تطور القوة البحرية الجزائرية‬ ‫بعد سقوط الحكم العربي في األندلس عام ‪ 1492‬تعرضت سواحل المغرب العربي‬ ‫في تونس والجزائر والمغرب لغزوات مسلحة من قبل اسبانيا والبرتغال‪ ،‬وتدخل‬ ‫العثمانيون فساعدوا أمير البحر بابا عروج الذي اصطدم باألسبان على طول السواحل‬ ‫الجزائرية إلى ان قتل في احدى المعارك ‪.1518‬‬

‫‪18‬‬


‫وتولي أخاه خير الدين بربروسا (ذي اللحية الحمراء) الذي وجد نفسه يواجه حملة‬ ‫مكونة من ‪ 40‬سفينة حربية أرسلها شارلكان ملك اسبانيا وإمبراطور الدولة الرومانية‬ ‫المقدسة‪ ،‬التي تضم كل من اسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا بهدف‬ ‫القضاء على القوة البحرية الجزائرية‪.‬‬

‫ونزلت القوات االسبانية «بسيدي فرج» غرب مدينة الجزائر والتحمت مع القوات‬ ‫الجزائرية بقيادة خير الدين‪ ،‬فانهزم األسبان هزيمة كبرى‪ ،‬بعدها تمكن خير الدين من‬ ‫إخضاع معظم األراضي الجزائرية‪ .‬وفي سنة ‪1529‬م طرد األسبان من قلعة برج‬ ‫الفنار (صخرة البنيون) التي كانت تهدد مدينة الجزائر‪.‬‬ ‫ومن اجل رد هزيمته السابقة جاء شارل الخامس (شارلكان) ملك اسبانيا غازيا بنفسه‬ ‫الجزائر على رأس حملة بحرية تحتوي على ‪ 65‬بارجة و‪ 451‬سفينة نقل تحمل‬ ‫‪ 35730‬مقاتال وعـُهد بقيادتها إلى قادة شجعان وذوي خبرة وهم أندريا دوريا‬ ‫وفيرانتي األول غونزاغا وهرنان كورتيس‪ .‬ورست الحملة أمام مدينة الجزائر في‬ ‫الخامس عشر من اكتوبر ‪1541‬م وعملت على محاصرة العاصمة‪ .‬ونشبت الحرب‬ ‫بين الطرفين طوال ‪ 12‬يوما‪ ،‬ثارت خاللها الزوابع البحرية وهاجت العواصف الجوية‬ ‫واضطربت األمواج‪ ،‬فقتل فيها ‪ 12000‬من األسبان‪ ،‬كما حطمت زوبعة بحرية أزيد‬ ‫من ‪ 250‬سفينة من األسطول االسباني‪ .‬واضطر شارلكان ان ينسحب منهزما‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫وفي سنة ‪1609‬م امر فيليب الثالث ملك اسبانيا أن يطرد كل األندلسيين الموريسكيين‪،‬‬ ‫وساهم األسطول الجزائري بترحيل عشرات األلوف من األندلسيين المطرودين من‬ ‫األندلس‪.‬‬

‫عصر رئاسة البحر‬ ‫ومع زيادة نشاطهم تحررت طائفة رياس البحر من السلطة المركزية السطنبول‬ ‫وتوجيهاتها ولم تعد تدفع إال عشر مداخيلها لخزينة الدولة العثمانية واتجهت إلى أعمال‬ ‫الجهاد المباشرة‪ .‬وكانت سفنهم خفيفة الحركة مجهزة بالمدفعية وببحارة متمرسين‪،‬‬ ‫وقد هاجموا السفن األوروبية المبحرة في طرق التجارة المتوسطية‪ .‬كانت الجزائر‬ ‫خالل الفترة من ‪1671 - 1518‬م والية عثمانية تتلقى المساعدة المالية والعسكرية‬ ‫من الخالفة‪ ،‬وقد اهتم الحكام في هذه المرحلة بتحرير موانئ البالد من السيطرة‬ ‫اإلسبانية وفرض سيطرة األسطول على الحوض الغربي للبحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪1671‬م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رئاسة البحر‬ ‫السلطة‪ ،‬وهم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبالد يلقب‬ ‫بالداي‪ .‬والتزم الدايات بحفظ االرتباط مع الدولة العثمانية باعتبارها خالفة إسالمية‪،‬‬ ‫لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما يتعلق بالشؤون الخاصة للبالد‪.‬وفي عهد رئاسة البحر‬ ‫تطورت البحرية الجزائرية وغدت أقوى الدول في حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫هاجمت سردينيا والسواحل الشرقية ألسبانيا‪ ،‬وأغارت على سواحل الممالك االيطالية‬ ‫كصقلية ونابولي‪ ،‬وهددت بذلك الصالت البحرية بين ممتلكات اإلمبراطورية األسبانية‬ ‫وممتلكاتها في إيطاليا‪ .‬وفشل األوروبيون في إيقاف عمل البحرية الجزائرية‪ ،‬وعجزت‬ ‫سفنهم الضخمة عن متابعة سفن البحرية الجزائرية الخفيفة وشل حركتها‪ .‬وتشير‬ ‫بعض المصادر التاريخية الى انه في عام ‪ 1641‬اضطر البرلمان البريطاني لالنعقاد‬ ‫في جلسة طارئة لمناقشة أنباء عن أن عدد البحارة البريطانيين المحتجزين في الجزائر‬ ‫بلغ نحو ‪ 5‬آالف بحار‪ ،‬وفي عام ‪ 1700‬كتبت قصة شعبية بريطانية بعنوان «ذي‬ ‫الجيريان بايروت» اي القرصان الجزائري‪ ،‬وهي قصة مغامرات لتخويف االطفال‬ ‫وال تزال تباع في بريطانيا‪ ،‬وفي مطلع القرن التاسع عشر ظهر كتاب «ذي الجيرين‬ ‫سباي إن كاليفورنيا» اي الجاسوس الجزئري في كاليفورنيا‪.‬وصار لرجال البحر‬ ‫الجزائريين مكانة مرموقة في مدينة الجزائر‪ .‬وكان ركوب البحر مهنة وجاذبة‪ ،‬وهو‬ ‫ما أغرى الكثير بدخول البحرية واالنتظام ضمن صفوفها‪ ،‬حتى أن عددا كبيرا من‬ ‫األسرى المسيحيين كانوا يعلنون إسالمهم وينخرطون في سلك البحرية‪.‬‬ ‫وبعد أن كانت أعمال البحرية الجزائرية تتسم بطابع جهادي تمثل في صد هجمات‬ ‫المالك األوروبية المسيحية في سواحل المغرب العربي‪ ،‬تحول نشاطها الى الطابع‬ ‫التجاري‪ ،‬وصارت تلك األعمال حرفة لطلب الرزق‪ .‬وعادت هذه األعمال بالغنى‬ ‫الوافر على البالد نتيجة للغنائم التي يحصلون عليها‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫كان االسم الحقيقي للدولة الجزائرية هو «أيالة الجـزائر›› وأحيانا اسم «جمهورية‬ ‫الجزائر›› أو «مملكة الجزائر››‪ ،‬وبهذه األسماء أبرمت عشرات المعاهدات مع دول‬ ‫العالم‪.‬‬

‫شخصيته‬ ‫في قلب العاصمة الجزائرية‪ ،‬وتحديدا في ساحة الشهداء ينتصب تمثال شامخ لواحد‬ ‫من أشهر ربابنة البحر الجزائريين‪ ..‬إنه الريس حميدو بن علي‪ ،‬احد امهر رؤساء‬ ‫البحر الجزائريين‪ ،‬الذي فرض السيطرة الجزائرية على البحر المتوسط وارغم الدول‬ ‫االوروبية على دفع اتاوات وضرائب لضمان حق المرور في البحر المتوسط‪ .‬جابت‬ ‫سفنه المحيط االطلسي واصطدم مع البحرية االميركية في معركة دامية أدت الى‬ ‫مصرعه عام ‪ .1815‬ورغم ان الريس حميدو مشهور في التاريخ الجزائري‪ ،‬وهناك‬ ‫ضاحية في غرب العاصمة الجزائرية تحمل اسمه‪ ،‬اال ان الكثيرين في العالم العربي‬ ‫يجهلون سيرة هذا الربان الجزائري الشجاع‪.‬‬ ‫هجمات متكررة على الجزائر‬ ‫أدى تنامي القوة البحرية الجزائرية الى تجييش القوى األوروبية لحمالت عسكرية‬ ‫لغزو الجزائر‪ ،‬وفي القرن السادس عشر كانت اسبانيا مصدرا لمعظم الغزوات‬ ‫والحمالت على الجزائر‪ .‬ومنتصف القرن السابع عشر انضمت دول اخرى الى اسبانيا‬ ‫منها‪:‬‬ ‫ الحملة البريطانية على مدينة الجزائر عامي ‪.1670 - 1660‬‬‫ الحملة الفرنسية على الجزائر وشرشال عامي ‪.1683 - 1682‬‬‫ الحملة األسبانية على وهران في يوليو ‪1732‬م‪.‬‬‫ حملة أكسموث سنة ‪ 1816‬بدعوى تنفيذ قرار مؤتمر فيينا‪.‬‬‫ معركة ميناء الجزائر ضد القوات الفرنسية في ‪ 4‬أكتوبر ‪1827‬م‪.‬‬‫وفي مؤتمر فيينا عام ‪1815‬م ومؤتمر اكس الشابيل ‪1818‬م طرحت قضية القوة‬ ‫البحرية الجزائرية‪ ،‬وسعت الدول األوروبية ألن تتحالف ضد الجزائر من أجل القضاء‬ ‫على القوة البحرية الجزائرية في البحر المتوسط‪.‬‬ ‫* أتاوات أوروبية للجزائر‬ ‫كانت الدول األوربية تدفع اتاوات للجزائر في عهد رئاسة البحر‪ ،‬واورد المؤرخ‬ ‫الفرنسي ليون فالبير ما تدفعه دول أوروبا إلى الجزائر لحماية سفنها في البحر‬ ‫المتوسط على النحو التالي‪:‬‬

‫‪21‬‬


‫• مملكة الصقليتين‪ :‬تدفع مبلغ ‪ 44‬ألف بياستير سنويا منها ‪ 24‬ألفا نقدا والباقي في‬ ‫شكل بضائع‪.‬‬ ‫• مملكة توسكانيا اإليطالية‪ :‬تدفع ‪ 23‬ألف بياستير كلما جددت قنصلها بالجزائر‪.‬‬ ‫• مملكة سردينيا االيطالية‪ :‬تدفع مبلغا كبيرا من المال كلما جددت قنصلها بالجزائر‪.‬‬ ‫• البرتغال‪ :‬تدفع مبلغ ‪ 44‬ألف بياستير سنويا‪.‬‬ ‫• إسبانيا‪ :‬تدفع مبالغ مالية كلما جددت قنصلها‪.‬‬ ‫• النمسا‪ :‬تدفع هدايا دورية مباشرة وعن طريق الدولة العثمانية‪.‬‬ ‫• إنجلترا‪ :‬تدفع ‪ 600‬جنيه إسترليني كلما جددت قنصلها‪.‬‬ ‫• هولندا‪ :‬تدفع ‪ 600‬جنيه إسترليني‪.‬‬ ‫• أمريكا‪ :‬تدفع ‪ 600‬جنيه إسترليني‪ ،‬ثم ارتفعت إلى ‪ 62‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫• مملكتا هانوفر وبريم األلمانيتان‪ :‬تدفعان مبالغ مالية كبيرة كلما جددتا قناصلها‪.‬‬ ‫• السويد والدانمارك‪ :‬تدفعان مبالغ مالية كبيرة سنوية في شكل مواد حربية قيمتها‬ ‫‪ 400‬بياستير‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫سليم بني الطبيب واملهندس‬ ‫محمد صالح ياسين الجبوري‬ ‫سليم طفل لم يتجاوز من العمر(‪)5‬‬ ‫اعوام‪ ،‬ذكي يمارس االلعاب‬ ‫األلكترونية في جواله‪ ،‬ويحرص على‬ ‫متابعتها‪ ،‬وهو يخوض معارك مستمرة‬ ‫مع أخيه الذي يصغره بسنتين‪ ،‬سليم‬ ‫يتعلم في البيت أساسيات القراءة‬ ‫والكتابة‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬امنيته ان يكون‬ ‫طبيبا لمعالجة الفقراء بدون مقابل‪ ،‬أو‬ ‫الناس‬ ‫ليخدم‬ ‫مهندسا‬ ‫يكون‬ ‫والمدينة‪،‬عندما يرى موسم هطول‬ ‫االمطار وعدم وجود شوارع ومجاري‬ ‫لتصريف المياه‪ ،‬التنقل بين احياء‬ ‫المدينة بصعوبة‪ ،‬سليم يسأل إخوه‬ ‫األكبر عن أسباب دخول المياه الى‬ ‫البيوت‪ ،‬وانقطاع الكهرباء‪ ،‬ويسأل عن‬ ‫السبب‬

‫في عدم صيانتها‪ ،‬هذه األعمال التي‬ ‫تحتاج صيانة في الصيف‪ ،‬لتجنب‬ ‫الكوارث في الشتاء‪ ،‬سليم يفكر في‬ ‫نفسه أيهما األفصل ان يكون طبيبا‬ ‫يعالج المرضى‪ ،‬ام يكون مهندسا يقدم‬ ‫خدمات للمدينة والناس ‪،‬هذا السؤال‬ ‫متروك للقراء‪ ،‬أن حب الوطن يدفع‬ ‫االنسان لخدمته والتضحية من أجله‪،‬‬ ‫و الحب بأنواعه من طبيعة األنسان‪،‬‬ ‫اتمنى لكم الصحة والسالمة‪ ،‬ومدينة‬ ‫خالية من المشاكل‪ ،‬كباقي مدن العالم‬ ‫المتطورة‪ ،‬مدينة تحتوي على جميع‬ ‫الخدمات‪.‬‬

‫‪23‬‬


โ ซู ุญู ุจโ ฌ โ ซุฏโ ช .โ ฌุงุญู ุฏ ุฌุงุฑู ู ู ุง ู ุงุณู ู โ ฌ โ ซู ู ู ุซุฑุฉ ู ู ุงุดุฏุงุช ุงู ู ุงุณ ู ู ู ุณุคู ู ู ู โ ช.โ ฌู ุญู ุงู ู ุดู ุงู ุช ุงู ู ู ู ู ุฉ ู ุฑุฑู ุง ุชุดู ู ู ู ุฑู ุฉ ุฎุงุตุฉโ ฌ โ ซุจุงู ู ู ุงุดุฏุงุช ู ุงุงู ู ุงุดู ุฏ ู ู ุญุชุงุฌ ุจุถุนุฉ ุฏู ู ู ู ุฏู ุงุจู โ ช..โ ฌู ู ุชู ู ู ุงู ู ู ุงุดุฏุงุช ุงู ู ุงุนู ุฉโ ฌ โ ซู ุณู ู ุฉ ุงู ู ุตู ู ุงู ู ู ู ู ุจ โ ค ุงู ู ุณุคู ู ู ู โ ฆ ู ุงุฐุง ู ู ุชุตู ุงู ู ู ุงุดุฏุงุช ุงู ู ุงุนู ุง ู ุณู ุถุทุฑโ ฌ

โ ซุงู ู ุงุถุงู ุฉ ุฑุงู ุตุฉ ุดุฑู ู ุฉโ ฌ

โ ซ๐ โ ฌ

โ ซุงู ุงุซู ุชู ู โ ช..โ ฌุญุณุจ ุงุงู ู ู ุงุน ู ุนู ุงู ู ู ุงุดุฏุงุช ุชุตู ุจุตุฑู ุง ุจุดู ู ุงุณุฑุน โ ช..โ ฌโ ฌ โ ซู ู ู ุง ู ุงู ุงู ุดุงุนุฑ ุงุจู ุงู ุทู ุจ ุญู ุจู โ ช:โ ฌโ ฌ โ ซุงู ุชุณู ู ุงู ู ู ุงุดุฏุงุช ุงู ุฑู ู ุนุฉ ู ู ุงุงู ุฐู โ ฌ โ ซุญุชู ู ุฑุงู ุนู ู ุฌู ุงู ุจู ุง ุงู ุฑู ุต โ ช..โ ฌโ ฌ

โ ซโ ช24โ ฌโ ฌ


‫خوش وصلة‬ ‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫للعراقيين مصطلحات غريبة وعجيبة للتعبير بطريقة رمزية عن االشياء وعن‬ ‫االشخاص حتى ‪.‬‬ ‫وربما يكون مصطلح خوش وصلة اكثرها غرابة ويستخدمه‬ ‫الشباب للتعبير عن اعجابهم بفتاة جميلة يفوق جمالها الوصف االعتيادي ‪ ،‬علما ان‬ ‫وصلة تعني ايضا قطعة قديمة من القماش نستخدمها لمسح الطباخ والنوافذ والسيارات‬ ‫وربما ‪....................................‬‬

‫‪25‬‬


‫الصمت والقول‬ ‫شعر سالم الخباز‬ ‫رأيتُ طريق الناس عدال عن العدل‬ ‫ولم أر فيهم ذا صواب والعقل‬ ‫فان جهلت نفس مقادير فعلها‬ ‫فما جهلت نفس مقادير فعلها‬ ‫نغذ خطانا مدلجين كأننا‬ ‫ركائب تاهت في دجون وفي ليل‬

‫وهل جمع االضداد غير عرى االصل‬

‫وما السير اال الموت والموت واصل‬

‫وإن فنيت نفس فإن فناءها‬

‫سرتُ قدم او ال فذلك للشكل ‪..‬‬

‫حياة لميالد التجدد في الكل ‪..‬‬

‫إذا اجتمع االضداد فاآلصل واحد‬

‫من الصمت ما يغني عن القول‬ ‫واللغا ‪..‬‬ ‫فكن حذرا عند المقالة والفصل‬ ‫فأنت بما أبديت القيت ماترى‬ ‫وانت بما اخفيت ممتلك القول‬ ‫فإنا بعصر من عجيب خصاله‬ ‫إذا صدق االنسان في القول والفعل‬

‫‪26‬‬


‫ملاذا أحبك‬ ‫عبد الرزاق علي احمد‬ ‫لماذا‬

‫وحزني غيم‬

‫ابتالء‬

‫يغطي المكان‬

‫أحبك ‪!!...‬‬ ‫يحيل‬

‫أسا‬

‫ويدنو جريئا‬

‫بين السؤال‬

‫وحزنا وفيرا‬

‫من كربالء‬

‫وبين جوابه‬

‫وجرح نداء‬ ‫لماذا‬

‫اعتراء‬ ‫لماذا‬

‫أحبك‬

‫حب‬

‫أحبك‬

‫سؤال ‪...‬‬

‫وشوق‬

‫لماذا تغيب‬

‫أسأل جرحي‬

‫ألم‬

‫النجوم‬

‫ألك انتهاء ‪!!...‬؟‬

‫وكبرياء‬

‫ببحر‬

‫فيقطر دمعي‬

‫الخيال‬

‫وأمضي‬

‫لماذا‬

‫وتعلو مراكب‬

‫لبكائي بكاء‬

‫أحبك‬

‫شوقي‬

‫لماذا الليل‬

‫لألختفاء‬

‫طويل وفيه‬

‫واالنتهاء‬

‫‪27‬‬


‫محاقة الغياب‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫هكذا انشق القمر‬

‫الهرمة أريد أن أستر عورة الحزن‬

‫عن روح المداد‬

‫علني أنفث روحا في جسد الوقت‬

‫أدركت أن بساط السماء‬

‫عل الشمس تشرق في قوافي الشرود‬

‫أصبح خاويا من النجوم‬

‫فأنهال علي حبا ورضا‬

‫روحي استسلمت لسياط السطور ‪.‬‬

‫أتوق لتسريح االبتسامات‬

‫و البذخ المترف بعتمة شاردة‬

‫في جدائل فرح‬

‫رفرف على أجنحة الرحيل‬

‫وتلك الحزانة تريد أن تستفرغ كل‬ ‫مالبسي‬

‫وأصبح خاوي الوفاض من األمل‬

‫في أن ألبدو كل الفصول في يوم‬

‫حاك ثوبه من دموع‬

‫أي بهرج ال يضفي جماال‬

‫في رحلة ترفض اإلياب‬ ‫أين أنت يا معتمرا ذكرى ؟!‬

‫كبهرج حضورك‬

‫هبني منك أنسجة الجمال‬

‫ال تزد من حماقة الغياب القسري‬ ‫وخذني إليك ببساطة‬

‫ألحيك ثوبا لهذه الثواني الهالكة‬

‫أنت لن تعود ‪.......‬‬

‫‪28‬‬


‫لي عذران‬ ‫رمزي الناصر‬

‫وقد بان لي عذران عدت بأول‬ ‫وأخفيت ثان يف رباك يعول‬ ‫وقد كان بي صرب يعفره اجلوى‬ ‫فال احلب جيدي ال وال الشوق يسأل‬ ‫وال احلرب ذو ذكر حين حلرفها‬ ‫وال الشعر حمفوف اخلصال فيقبل‬

‫‪29‬‬


‫كفاك يا قلب‬ ‫أحمد محمد‬ ‫سورية‬ ‫قلب‬ ‫َ‬ ‫كفاك يا ُ‬ ‫ق اشتعاال‬ ‫بلهي ِّ‬ ‫ب الشو ِّ‬ ‫هواك‬ ‫ال الهوى‬ ‫َ‬ ‫وال الليالي تلمل ُم‬ ‫لهفةَ القلب حتى خياال‬ ‫ما الحب إن لم‬ ‫إن لم تفترش‬

‫يركب‬ ‫َ‬ ‫عصف الموجِّ‬ ‫مزهوا والشوقَ مختاال‬

‫عشب صدري‬ ‫َ‬

‫قلب‬ ‫فأنا يا ُ‬

‫ق كل ليلة‬ ‫سحاباتُ الشو ِّ‬

‫ال أرتضي حبا صامتا‬

‫وترتع في واحاتي‬

‫ُ‬ ‫اللقاء‬ ‫جنون‬ ‫س سه‬ ‫ِّ‬ ‫لم يم َ‬

‫ري ُم البوادي‬

‫لهفة ودالال‬

‫ق اختياال‬ ‫ِّ‬ ‫وترف من الشو ِّ‬ ‫وترت َل معي‬ ‫ق‬ ‫سمفونيةَ العش ِّ‬ ‫سرب حمام‬ ‫َ‬ ‫يمتد وس َع خارطتي‬ ‫يذوب معي‬ ‫ُ‬ ‫ويشتع ُل كل لحظة اشتعاال‬

‫‪30‬‬


‫حوار صحفي مع األستاذة‬ ‫سامية البحري‬ ‫حوار ‪ :‬اإلعالمي قاسم الغراوي‬

‫من وجهة نظري أنت شاملة لكل معاني األدب والثقافة وتحملين هموم أمة عانت‬ ‫سياسيا واجتماعيا وتراجعت متخلفة عن بقية األمم ‪ .‬أعتقد ستكون أسئلتي في أكثر‬ ‫من محور‬ ‫ج ـ أوال مرحبا بك اإلعالمي القدير قاسم الغراوي ‪ ،‬ويشرفني جدا هذا اللقاء الفكري‬ ‫والثقافي‪.‬‬ ‫أشكرك على هذا الكالم الجميل أستاذ قاسم ‪ ،‬أن تراني بهذا الثراء فهذا فخر لي عظيم‬ ‫صحيح أنا احمل هموم هذه األمة التي أصبحت أمة عرجاء بعد أن كانت أمة‬ ‫رمزا‪..‬صنعت الحضارة وأهدتها إلى الغرب‪..‬‬

‫‪31‬‬


‫أمة قدمت لإلنسانية جملة من العلوم والفنون واآلداب لم يسبق إليها ‪..‬‬ ‫أمة " قدمت أثمن هدية وهي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهدت أمام الغرب‬ ‫طريقة لمعرفة أسرار الطبيعة وتسلطه عليها اليوم "‬ ‫أمة قدمت علماء في الكيمياء والطبيعة والحساب والجبر والجيولوجيا وحساب المثلثات‬ ‫وعلم اإلجتماع‬ ‫وقد احتفل المستشرقون بكل هذه الدررأذكر على سبيل المثال المستشرقة األلمانية "‬ ‫زيغريد هونكة"‬ ‫في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب " وهو كتاب ثري يحتفل بالحضارة‬ ‫العربية كأروع احتفال‬ ‫ممكن أن يتعرف القارئ على األستاذة سامية البحري‬ ‫ج ـ في الحقيقة لم أتعود أن أتحدث عن نفسي وكنت أخير تقديم نفسي عبر أعمالي‬ ‫وكتاباتي‬ ‫تجد سامية في كل ما أكتب من نصوص مختلفة‪..‬‬ ‫ويمكن أن أقول أني أحمل أكثر من بعد ‪...‬أو اكثر من توجه‪...‬‬ ‫وأحب أن أسكب كل ذلك في صورة واحدة هي صورة المرأة العربية المكافحة‪،‬‬ ‫المدافعة عن قناعاتها‬ ‫أوال‪..‬ثم عن قضايا األمة التي خرجت من رحمها‪..‬ألن اإلنسان إذا لم يكن قادرا على‬ ‫أن يقول نفسه‬ ‫فلن يستطيع أن ينفتح على آالم غيره‪...‬وال على قضايا مجتمعه وعصره‪..‬‬ ‫األستاذة سامية البحري‪..‬األستاذية في اللغة العربية وآدابها‬ ‫الشهادات العلمية ‪ :‬شهادة في األدب ـ في الحضارة ـ في النقد األدبي ـ في الدراسات‬ ‫اللسانية ـ‬ ‫في الجماليات وتاريخ الفن ‪............‬‬ ‫شغوفة بالبحوث التي تتصل بالبيداغوجيا وعلم التربية ‪...‬قدمت بحثا هاما حول‬ ‫النص المسرحي وكيفية التناول في عملية التدريس‪..‬من منطلقين ‪..‬المسرح التاريخي‬ ‫مسرحية مراد الثالث للحبيب بولعراس‬ ‫والمسرح الذهني السد لمحمود المسعدي ‪..‬‬ ‫ساهمت من خالله في تدعيم حضور النص المسرحي في البرامج الرسمية ‪....‬‬

‫‪32‬‬


‫مولعة بكل الفنون الراقية ( موسيقى ‪ /‬غناء ‪ /‬مسرح‪)...‬‬ ‫عملت في ميدان المسرح منذ كنت تلميذة في المرحلة الثانوية‪..‬وشاركت في مسرحيات‬ ‫هامة من إنتاج المسرح المدرسي وكلها تتناول قضايا مصيرية كالقضية الفلسطينية ‪..‬‬ ‫أرى أن المسرح هو الوسيلة االمثل لتقديم جملة من الحلول العملية لإلنسان والمجتمع‪..‬‬ ‫وهو يمكن أن يخلق شعوبا متطورة ومنفتحة على القيم الكونية من جمال وخير وسالم‬ ‫(أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما )‬ ‫أحلم بتكوين "صالونا أدبيا ثريا " على غرار تلك الصالونات الضخمة التي ساهمت‬ ‫في اكتشاف تجارب أدبية كبيرة كصالون مي زيادة الذي كان يضم عمالقة االدب في‬ ‫تلك الفترة كالعقاد وطه حسين وغيرهما‪...‬ويكون منفتحا على كل الفنون االخرى‪...‬‬ ‫سامية المرأة‪ :‬إمراة عربية مثقفة تحلم بإقامة دولة السالم األبدي‪ ..‬ترسم دربا وطريقا‬ ‫للضائعين‪ ..‬تضيء قنديال ألطفال شردهم "الشيطان" وسرق منهم المأوى‬ ‫والرغيف‪...‬تسكن في دهاليز الفجيعة‪...‬عصية الدمع‪...‬تحمل حرفا مقدسا نقيا خالصا‬ ‫تنزل ذات قصيدة كلحظة وحي ‪...‬نفخه الرحمان في الفؤاد كما نفخ عيسى في رحم‬ ‫مريم البتول‪...‬تضرب في األرض زادها حلما وقصيدة وسؤاال ترفعه إلى هللا هل‬ ‫أراه إذ أراك ؟‬ ‫وأناجيه في نجواك ؟؟‬ ‫إمراة عنيدة‪..‬تعشق التمرد ‪ ...‬تدعي القوة‪..‬لكنها تخاف من الصراصير والفئران‪..‬‬ ‫تحلم بكسر الحدود وإلغاء الجغرافيا ‪..‬دمها الذي يجري في شرايينها بكل االلوان‪..‬‬ ‫وجدتك في أكثر من مكان ‪ .‬أين تضعين نفسك في اإلختصاص الدقيق ؟ شاعرة‬ ‫‪..‬ناقدة‪ ..‬روائية ‪..‬قاصة‪ ..‬أكاديمية ؟؟‬ ‫ج ـ في الحقيقة أنا ال احب أن أتموقع ‪...‬أحب التنويع واإلختالف ‪..‬‬ ‫بدأت شاعرة‪..‬كتبت أول مجموعة شعرية لي في المرحلة الجامعية بعد وقفات عديدة‬ ‫مع الخاطرة‬ ‫وتلك النصوص األولى التي تكون ممزوجة بالعثرات والنجاحات‪..‬في المرحلة‬ ‫الثانوية‪..‬‬ ‫أول مجموعة لي كانت بعنوان "تيممي ذاكرتي عله يتطهر الماء" أشرف على تقديمها‬ ‫أستاذي في األدب العربي في ذلك الوقت وشجعني على نشرها‪..‬عندما كنت أستعد‬ ‫لنشرها وقعت مناوشات‪..‬وكانت الرقابة مسلطة خاصة على الطلبة‪..‬وكنت أعتبر من‬ ‫" المشاكسين" ‪..‬كان ذلك يقلق عائلتي ‪..‬ودفعت نتيجة الضغط الذي مورس علي إلى‬

‫‪33‬‬


‫حرق المجموعة في حالة هستيرية أذكرها إلى اآلن تأثرا بما فعله التوحيدي‪...‬ثم‬ ‫غادرت عالم الكتابة‪..‬وانقطعت إلى الدروس حتى المرحلة الثالثة ‪..‬ثم عدت إلى الكتابة‬ ‫بعد التغييرات التي حدثت في الوطن العربي عموما ‪..‬وفي وطني خاصة وظهور‬ ‫حريات جديدة أهمها حرية التعبير وهي المكسب الوحيد تقريبا بعد كل هذه العواصف‪..‬‬ ‫أما النقد فهو يدخل ضمن تخصصي‪...‬كتبت القصة القصيرة ‪..‬كتبت الشعر‪..‬وكتبت‬ ‫النقد‬ ‫ولدي في كل هذه المجاالت مجموعة من‬ ‫مخطوطات‪..‬‬

‫األعمال الجاهزة للنشر في شكل‬

‫أما الرواية فأنا بصدد كتابة عمل روائي كان حصيلة عملي النقدي حول الرواية‬ ‫العربية الحديثة‬ ‫سأقدم فيه جملة من الرؤى الفنية الجديدة‪..‬‬ ‫لم أكن أفكر في النشر مطلقا‪..‬لكن الحظت في آخر أمسية شعرية حضرت فيها ترحيبا‬ ‫كبيرا من الجمهور بالتوجه الذي اخترته لنفسي‪..‬بل استغربوا حينما قلت لهم ليس لدي‬ ‫منشورات ورقية‬ ‫وبناء عليه أستعد لخوض تجربة النشر عبر أعمال شعرية أوال تحمل عناوين مثيرة‬ ‫للجدل‬ ‫أفضل أن أصرح بها عند النشر النهائي ‪..‬وما توفيقي إال باهلل العظيم‬ ‫لوحظ أنك تزينين بروفايلك بشخصية نفرتيتي ماذا تعني لك هذه الشخصية ؟‬ ‫ج ـ شخصية نفرتيتي شخصية مختلفة في الحضارة الفرعونية‪..‬كانت لها مساهمات‬ ‫فعلية وكبيرة‬ ‫تتميز بالقوة والذكاء والغموض إلى جانب الجمال ‪..‬شخصية تشدني كثيرا وقد كانت‬ ‫اختيار كل المحيطين بي لتمثلني في هذا العالم و أصبحت هي الوجه الثاني الذي‬ ‫أحمله‪..‬وهي اإلسم الثاني الذي أعرف به‬ ‫أجد تقاربا كبيرا بيني وبينها ‪.....‬‬ ‫تعد القراءة بذور المعرفة في عقل اإلنسان فالقراءة هي السبيل الوحيد لإلبداع وتكوين‬ ‫المبدعين والمخترعين واألدباء والمفكرين وهي الوسيلة التي نكتشف من خاللها ثقافة‬ ‫األفراد ورقي المجتمعات‬ ‫واألمم القارئة هي األمم القائدة ‪ .‬أين موقع أمتنا بين األمم ؟‬ ‫ج ـ سؤال جميل والذع في نفس الوقت ‪..‬‬

‫‪34‬‬


‫القراءة فعل يطهر اإلنسان من الداخل وهو ما يمكن أن يحقق له تلك التعادلية المطلوبة‬ ‫بين الجوهر والمادة حتى أني يمكن أن أقول بضرورة تأسيس كوجيتو حول القراءة "‬ ‫أنا أقرأ إذن أنا موجود"‬ ‫وإذا انتفت عملية القراءة ينتفي الوجود اإلنساني ‪...‬هي التي تجعلك إنسانا‪..‬‬ ‫فالقراءة يمكن أن تأخذك إلى عالم آخر خارق‪..‬يمكن أن تعيش كل األزمنة وكل‬ ‫الحضارات‪..‬وتقابل تلك الشخصيات وترى الخوارق‪...‬يمكنك ان " تشعر بصقيع‬ ‫موسكو وتشم رائحة أرض أمستردام‪..‬‬ ‫وأن ترى القبح والجمال يتعايشان في مساحة واحدة ‪...‬أن تبكي أن تفرح في نفس‬ ‫اللحظة‪..‬‬ ‫يعني الذي ال يقرأ ال يرى نفسه وال يرى اآلخر‪..‬يحكم على نفسه بالموت البطيء‪..‬‬ ‫أما عن موقع أمتنا بين األمم يمكن أن أصفه بالمخجل او الكارثي‪...‬وأقول هذا بكل‬ ‫أسف وحزن وألم‪..‬‬ ‫وقد يصل معدل القراءة لدينا إلى سطرين او اقل للفرد الواحد خالل السنة‪..‬مقابل‬ ‫معدالت مذهلة يحصدها اآلخر الطرف المقابل الذي نعيش معه هذا الصدام‪..‬‬ ‫وهذا مؤلم‪..‬الننا أمة اقرأ‪..‬وهي أول دعوة ‪..‬دعوة إلى التفكر والبحث وليس إلى القتل‬ ‫والذبح والسحل‪..‬‬ ‫وقد أرجع ذلك إلى عدة أسباب من اهمها غياب ثقافة القراءة‪..‬ثقافة الكتاب‪..‬منذ النشأة‬ ‫االولى‪..‬‬ ‫الكل مسؤول عن ذلك‪..‬االسرة المدرسة المجتمع والدولة‪...‬إنتاج فرد يقرأ هي مسؤولية‬ ‫كل هؤالء‪..‬‬ ‫واقترح سن قوانين في هذه المسألة ‪..‬والسعي إلى تطبيقها حتى نعيد لفعل القراءة هيبته‬ ‫وقيمته‪..‬‬ ‫السبب الثاني غزو الثقافة الرقمية للبيت العربي ‪...‬البيت العربي يعيش تحت غزو‬ ‫كبير‪ ..‬مستلب ‪.‬مخترق من طرف هذه الثقافة الرقمية التي يصعب مقاومتها اليوم‪..‬‬ ‫إن مواجهة الحقيقة أمر في غاية األهمية ألنه يزيل عنا كل ما في حياتنا من قيم تافهة‬ ‫سطحية‪ ،‬هشة‪ ،‬هل استطاع المثقف العربي مواجهة واقعه المر وحارب القيم التافهة‬ ‫الدخيلة على اإلبداع ؟‬

‫‪35‬‬


‫ج ـ أرى أن المثقف العربي يحاول مواجهة واقعه المر بطرق مختلفة‪..‬ولعل الكتابة‬ ‫طريقة من الطرق الممكنة‪..‬لكن تلك المواجهة ينقصها الكثير من الوعي والتحدي‬ ‫واالصرار‪..‬ألنه في بعض األحيان‬ ‫يسقط في الهروب من الواقع عندما يصطدم بذاك الواقع ‪..‬والهروب له أشكاله‪..‬إما‬ ‫بالعيش في األحالم‬ ‫وإما بتزييف الواقع حتى نراه جميال‪..‬وإما باالنخراط فيه من حيث ال ندري إذ نصبح‬ ‫نكرس قيمه وندعم مرارته وآالمه‪..‬‬ ‫لكن هل حارب القيم الدخيلة على االبداع ؟ ال أعتقد ذلك‪...‬فالكثير من األعمال تكرس‬ ‫تلك القيم التافهة‬ ‫الدخيلة على االبداع‪ ،‬ربما ألنها ترى أن ذلك أسهل وهو السبيل لتحقيق مآرب شخصية‬ ‫ينقصنا في الحقيقة أن نتعلم المواجهة‪..‬مواجهة أنفسنا أوال‪..‬مواجهة اآلخر‪..‬مواجهة‬ ‫المجتمع‪..‬مواجهة العراقيل‪..‬مواجهة عديد الحقائق‪..‬‬ ‫وفعل المواجهة يمكن أن يمكننا من إعادة بناء أنفسنا من جديد‪..‬وبناء مجتمعنا‪..‬دولنا‬ ‫وحضارتنا‪..‬‬ ‫يجب أن نكف عن ثقافة الترميم ونؤمن بثقافة الهدم البناء‪...‬‬ ‫واإلبداع وسيلة هامة تساعد على كل هذا ألنه عمل مناط بالفكر والفكر هو الكفيل‬ ‫بخلق إنسان منسجم مع ذاته ومحيطه‪..‬يؤمن بالقيم ويعمل على تكريسها الننا نحتاج‬ ‫بالفعل إلى قيم‬ ‫ويؤسفني أن أقول هذا ؟ ونحن حضارة قيم باألساس أصبحنا نبحث عن قيم باتت‬ ‫مغتربة في واقعنا كما نحن غرباء‪..‬ولعل مرارة الغربة في واقعك هي أمر غربة وقد‬ ‫عاش المثقف العربي على امتداد العصور هذا النوع من االغتراب ولعل أبرز تجربة‬ ‫أتوقف معها هي تجربة الفيلسوف التوحيدي الذي ذاق معنى الفاقة والفقر والمرارة‬ ‫واالغتراب الفكري في واقع مزر ومر كما كان المعري ‪..‬‬ ‫في حين ينفق أكثر الناس أيامهم في الجري خلف المال أو خلف زيادة الشهرة بطريقة‬ ‫ما ‪.‬‬ ‫السؤال األكثر أهمية ماذا ستترك من بعدك كمثقف وكاتب ؟‬ ‫ج ـ نعم سؤال قد يراود البعض خاصة من الذين خبروا العملية االبداعية الخالصة‬ ‫بعيدا عن البراغماتية المقيتة‬ ‫ماذا ستترك بعدك أيها المثقف؟‬

‫‪36‬‬


‫المثقف الحقيقي لن يترك ثروة مادية ألن المثقف العربي ال يجني ثروة مما يكتبه‪..‬‬ ‫بل يعيش في فاقة وخصاصة وقد ال يصل إلى امتالك أدنى ما يحقق له كرامته كإنسان‬ ‫أوال‬ ‫لقمة العيش والمأوى‪..‬لكن قد يترك ثروة كبيرة وقيمة عالية لمن يعرف ذلك‪ ..‬أن يترك‬ ‫جملة من القيم‬ ‫أن يترك جملة من الرؤى الفكرية والفلسفية حصيلة تجارب ثرية تهدى لألجيال القادمة‬ ‫من بعده‪..‬‬ ‫أن يترك رسالة حب وخير وسالم‪..‬أن يؤسس دستورا للمعرفة والفكر يمكن من‬ ‫التعايش السلمي بين أفراده‬ ‫يقولون أن رفة جناح فراشة في افريقيا يمكن أن تتسب اعصارا في فلوريدا إلى أين‬ ‫وصل صوت قضيتنا كعرب وهل دوت أصواتنا في أقصى العالم النتزاع حقوقنا‬ ‫واثبات وجودنا وثقافتنا أم الزلنا صامتين في الداخل مستسلمين إلى اقدارنا ؟‬ ‫ج ـ سؤال محزن فعال‪..‬إلى أين وصل صوتنا ؟‬ ‫في الحقيقة نحن " نصوت" باستمرار وأصواتنا تحدث ضجيجا فحسب ‪..‬‬ ‫الننا ال نحسن الكالم‪..‬نحن نتقن التصويت " تسمع جعجعة وال ترى طحينا"‬ ‫نحن نعيش تناقضا حادا بين الظاهر والباطن ‪..‬في الظاهر نحن نولول ‪..‬نعم تحول‬ ‫الحديث عن قضايانا المصيرية إلى ضرب من العويل والندبة‪..‬وكأنه يسكننا حنين‬ ‫غريب للبكاء والرثاء والتفجع‪..‬‬ ‫والباطن نحن نستسلم للقدر بل نحن أصبحنا أمة قدرية ألغت الفعل واإلرادة والعقل‬ ‫واغتالها االستسالم والضعف وحتى تلك " الولولة" والصخب يرتبط بمناسبات ظرفية‬ ‫كإحياء النكسات‪..‬‬ ‫حالنا يرثى لها ويتطلب المراجعة وال يكون ذلك في تقديري إال بإحياء ثقافة الجماهير‬ ‫ومقاومة ثقافة الزعماء والقادة‪..‬‬ ‫ماهي االعاصير التي تتركها بعدك ؟ السؤال الذي تتجنب التفكير فيه ألنه مخيف‬ ‫وصعب ‪.‬هل ألننا ال نمتلك أي فكرة عما نفعل في هذه الحياة ؟‬ ‫ج ـ نعم ‪ ..‬نحن ال نمتلك أي فكرة عما نفعله في هذه الحياة ألننا نفتقر للتخطيط ‪..‬نحن‬ ‫نعيش في ضبابية‬

‫‪37‬‬


‫نحن لم نتعلم أن نخطط لحياتنا ‪..‬لمصائرنا ‪..‬لمستقبلنا‪ ..‬نحن نعيش في متاهة‪..‬لذلك‬ ‫نأتي إلى هذه الدنيا ونغادر دون أن ندرك كنهها وال ابعادها ‪..‬وال طعمها‪..‬وال‬ ‫رائحتها‪..‬وال ‪...‬‬ ‫هكذا نمضي مع العابرين‪..‬بحقائب خاوية وذاكرة مشحونة بالوجع واأللم‬ ‫ماهي القيم االنسانية واألدبية التي يجب أن نعيشها اآلن والتي تمتد إلى ما‬ ‫بعد زمننا كما عاشت قيم األولين فينا من أالدباء والمصلحين واإلجتماعيين وغيرهم‬ ‫في الحياة ؟‬ ‫ج ـ شكرا على هذا الطرح‬ ‫نعم ماهي القيم االنسانية واألدبية ؟‬ ‫بالفعل نحن في أزمة قيم وكنت قد تحدثت في مقال خاص حول ما نفتقر إليه من قيم‬ ‫في واقعنا المعاصر‪..‬‬ ‫من أهم القيم االنسانية هي الحب والرحمة ‪..‬بالحب يمكننا أن نصل إلى بقية القيم ألنه‬ ‫هو النور الذي‬ ‫نهتدي به إلى الخير‬ ‫نحن حضارة تمتلك أكبر مدونة في الغزل والحب لكن ال تتقن الحب ‪.‬ألننا نميل إلى‬ ‫العنف بكل أشكاله‬ ‫وهذا مؤسف‪..‬‬ ‫أما القيم األدبية فهي االلتزام بقضايا اإلنسان في جوهره بقطع النظر عن توجهاته‬ ‫وعقيدته ولونه وجنسه‬ ‫يمكننا عبر الحب وااللتزام بقضايا اإلنسان أن نبني غدا أفضل فكما يقول كانط ( كل‬ ‫شيء له ثمن واإلنسان له قيمة) وهذه القيمة ال تتحقق في ظل " تشيئة" اإلنسان والقيم‬ ‫‪..‬كما نرى في العصر الحديث‬ ‫ولعل المشاهد المرعبة للقتل والسحل والذبح والجرائم التي ترتكب باسم إعادة النظام‬ ‫ومقاومة الشر وغيرها‪..‬تقف دليال على ذلك‪..‬ما يحدث في العراق وسوريا واليمن‬ ‫وفلسطين يقف حجة على قذارة العصر الحديث‬ ‫وبشاعة األنظمة القائمة‪..‬هذه جرائم حرب والذين يقفون وراءها مجرمو حرب‪..‬‬ ‫ويجب محاسبتهم بمقتضى القانون الدولي والمنظمات المناهضة للعنف ‪..‬‬ ‫ماهو الوباء الذي ينخر جسد األمة ويجعلها متأخرة وفي ذيل قوائم األمم األخرى ؟‬

‫‪38‬‬


‫ج ـ الوباء الذي ينخر جسد األمة هو التملق بكل أبعاده السياسي ‪ ،‬الثقافي ‪،‬‬ ‫األجتماعي‪..‬‬ ‫نحن لم نتخلص من ثقافة التملق والتزلف وهذا وباء كبير ألنه من خالله تتناسل بقية‬ ‫األوبئة‬ ‫ألنه يغيب الطاقات الحقيقية التي تكون قادرة على صناعة األمة ويفسح المجال أمام‬ ‫الذين ال يمتلكون أدنى مقومات القيادة السياسية أو الثقافية أو االجتماعية ‪..‬ومن هنا‬ ‫يعتلي المناصب من ال جدارة له ‪..‬‬ ‫بل األقدر على ممارسة التملق هو األكثر كفاءة في نظر البعض‪..‬لذلك نرى اليوم‬ ‫من هم في مناصب ال يستحقونها نتيجة هذا التملق الذي يصنع نتائج وهمية في‬ ‫اإلنتخابات وغيرها‬ ‫واألدهى أن ينخرط المثقف ضمن هذا السرب ليشرع لهذا التملق ألن المثقف مازال‬ ‫يرزخ تحت وطاة ثقافة " البالط" لكن بصورة " معصرنة"‬ ‫ومازال محكوما بالزيف والوهم لتحقيق مآرب شخصية أقل ما يقال عنها سطحية‬ ‫وساذجة‪...‬‬ ‫يتخلى الناس عن كل مسؤولية ويطالبون المجتمع بأن يراعي مشاعرهم وإحساسهم‬ ‫ويتمسكون بيقينيات عشوائية ويفرضونها على اآلخرين‪ .‬هل هو اإلحساس بعقدة‬ ‫النقص أم الخوف من محاولة فعل شيء ذي قيمة والفشل فيه ؟‬ ‫ج ـ اإلثنان معا‪..‬هو إحساس بعقدة النقص ألن هذا الفرد يرى في نفسه نقصا يعيشه‬ ‫منذ صغره‬ ‫وينمو هذا المركب في داخله حتى يكبر ويدعمه الخوف من المحاولة والخوف من‬ ‫الفشل‪..‬‬ ‫وكل هذا يعود إلى النشأة األولى ‪..‬االسرة هي المحيط األول المسؤول عن ذلك‪..‬نحن‬ ‫نفتقر إلى قواعد تربية سليمة ألننا نحن من يزرع كل هذا النقص والخوف في أطفالنا‬ ‫منذ الصغر‪..‬‬ ‫نحن نتقن المنع واإلستبداد‪ ..‬ونمارس ذلك دون وعي ‪..‬فالطفل عندما يحاول أن‬ ‫يكتشف العالم في بداياته نكبته‪ ..‬ال تفعل‪ ..‬اجلس في هدوء‪ ..‬سر على الرصيف‪ ..‬ال‬ ‫تنظر هنا أو هناك‪..‬‬ ‫ثقافة المنع‪ ..‬ثم عندما يكبر ثقافة التحريم ‪...‬هذا حالل وهذا حرام‪ ..‬والجحيم‪...‬وكل‬ ‫هذه المقوالت تخرج للمجتمع كائنات مريضة ومعقدة ‪..‬ومطواعة ‪..‬وجاهزة لتكون‬ ‫طعما سهال لصناع اإلرهاب والموت‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫علينا أن نراجع كل المنظومات االجتماعية والتربوية والسياسية ‪..‬‬ ‫وأولها منظومة األسرة‪ ..‬التي هي الكفيلة بتكوين الفرد السليم فكرا وجسما‪...‬‬ ‫لكن لألسف دور االسرة تراجع ‪..‬إن لم نقل تخلت عن مهامها كليا وأصبح الطفل كائنا‬ ‫غريبا عن محيطه‪...‬تشارك في إنتاجه عدة أطراف دخيلة تغتاله كل لحظة‪..‬‬ ‫كتب بوموفسكي ذات يوم " سوف نموت جميعا‪ ،‬سنموت كلنا‪ .‬يا لهذا السرك هذا‬ ‫وحده كاف ألن يجعل الواحد منا يحب اآلخر لكننا النفعل هذا ‪ .‬توافه الحياة تداعب‬ ‫أحاسيسنا وهي تصيبنا بالذعر ايضا نحن بشر يأكلهم الالشيء"‪....‬لماذا تفتقر مجتمعنا‬ ‫لهذا الحب وتتسم بالعنف حتى في اللغة وخصوصا اإلعالم ؟‬ ‫ج ـ أعيد كل هذا إلى العاطفة ‪...‬الجفاف العاطفي ‪..‬القحط العاطفي هو المتسبب االول‬ ‫في العنف‬ ‫وكل هذا يقترن بالتنشئة االولى ‪..‬األسرة ‪..‬الرحمة والسكينة‪..‬كلها مفاهيم سقطت‬ ‫‪..‬األسرة أصبحت مجرد عقد بين طرفين أو مؤسسة اقتصادية راسمالية في غالب‬ ‫االحيان ‪..‬‬ ‫ال تقيم وزنا للعاطفة‪..‬وقد خرجت بذلك عن مهامها‪..‬‬ ‫والعنف قضية كبرى في المجتمعات العربية وليس في اإلعالم فقط‪..‬‬ ‫أما عن اإلعالم فالمسالة أكبر وأشد خطورة ألن انتشار العنف في اإلعالم يشرع له‬ ‫اجتماعيا كممارسة وهذا يجب التنبيه إليه وإعادة هيكلته ‪..‬ألن اإلعالم يدخل إلى كل‬ ‫البيوت ودون استئذان وهو ضروري‬ ‫فالبد أن يقدم رسالة سامية وهادفة للمجتمع ‪..‬‬ ‫وقيامه على العنف يعود إلى عدة أسباب منها الذاتي والموضوعي وأهمها على‬ ‫اإلطالق عدم القدرة على تقبل الرأي المخالف وتقبل اآلخر المختلف‪..‬‬ ‫في الخبر الصحفي عادة ما تكون هناك استفهامات ستة حتى يستوفي الخبر شروطه‬ ‫من خالل اإلجابات عن كل ما يمت بصلة للخبر ويبرز أهم سؤال يطرح للطبقة المثقفة‬ ‫والكتاب والشعراء بانتظار االجابة هو لماذا؟ باعتقادك ماهو السؤال الكبير الذي تودين‬ ‫طرحه عليهم ؟‬ ‫ج ـ متى يتصالح اإلعالم مع المثقف والمفكر والشاعر والفيلسوف حتى يكون له دور‬ ‫الريادة وحتى يتحقق االزدهار المأمول ؟؟‬

‫‪40‬‬


‫ماهي معايير النجاح والفشل في تقييم النصوص األدبية في وقت غياب الناقد وانتشار‬ ‫الكتابات الهابطة ‪ .‬أال توجد ضوابط للنشر أم اصبحت األمور ألغراض الربح المادي‬ ‫واالنتشار فقط ؟‬ ‫ج ـ ما نلحظه اليوم هو غياب ضوابط صحيحة للنشر وسيطرة األغراض الشخصية‬ ‫كالسعي إلى الربح المادي والركض نحو اإلنتشار وحب الظهور والشهرة على حساب‬ ‫الجودة‪..‬‬ ‫وما نالحظه هو تهافت الجميع على النشر وتهافت بعض دور النشر على القبول بغاية‬ ‫الربح المادي‬ ‫وهو ما يفسر أن األدب أصبح " سلعة" خاضعة لقانون الربح والخسارة‪..‬‬ ‫في بعض األحيان تنشر األعمال دون مراجعة لغوية وهذه إساءة كبيرة لألدب ‪.‬‬ ‫ألن قيمنا تحدد طبيعة مشكالتنا تلك التي تتعارض معها وألن طبيعة مشكالتنا تحدد‬ ‫جودة حياتنا لماذا هذا اإلنقالب في القيم والمبادئ اإلنسانية في مجتمعاتنا العربية ؟‬ ‫ج ـ يعود هذا االنقالب في القيم والمبادئ إلى انقالب في المفاهيم ‪..‬‬ ‫نحن نعيش أزمة في المفاهيم ‪..‬وأصبحنا نرى بالمقلوب ‪..‬فتلك القيم التي كانت أساس‬ ‫المجتمعات اإلنسانية أصبحت في المجتمعات الحديثة ضعيفة أو ربما ال قيمة لها‬ ‫أصال‪..‬هناك قيم دخيلة‬ ‫وأخرى من صناعة الواقع واإلنفتاح السلبي‪...‬وربما قد تخرج من رحم الواقع في‬ ‫ذاته‪..‬‬ ‫وكله يقرن بالتغيرات االقتصادية واالجتماعية والنفسية كذلك‪..‬‬ ‫وهذا ما أفرزته العولمة‪...‬نفي الخصوصية‪...‬ونفي القيم‪...‬وتحويل اإلنسان من قيمة‬ ‫إلى شيء‬ ‫وهذا خطير جدااا‪..‬‬ ‫غالبا ما تطرح المشاكل التي تواجه األدباء في عالمنا العربي لكننا نفتقر للحلول‬ ‫الحقيقية التي تسهم في اإلرتقاء بهم نحو األفضل‪ (..‬كثرة المشاكل وانعدام الحلول او‬ ‫قلتها )؟‬ ‫ج ـ يعود إلى كل ذلك ‪..‬المثقف العربي يعيش كل تلك األزمات ويعيش عدة مشاكل‬ ‫‪..‬قد يصعب الخروج بحلول موضوعية وسريعة وسهلة‪..‬ألن الواقع في حد ذاته‬ ‫أصبح أكثر تعقيدا‪..‬‬

‫‪41‬‬


‫والحلول في بعض األحيان قد ال تلبي ما يرنو إليه المثقف العربي وقد ال تغطي كل‬ ‫مشاكله‪..‬‬ ‫فالمشاكل أكثر من الحلول‪..‬‬ ‫نحن في عالم معقد وهو يزداد تعقيدا‪...‬‬ ‫التعبير اللغوي هل له عالقة بالخزين المعرفي للكاتب أم أن الكتابة موهبة زائد ثقافة‬ ‫وضربة حظ؟‬ ‫ج ـ اللغة أساسية وهي تكشف الزاد المعرفي للكاتب ‪..‬وهي ليست أداة للتواصل‬ ‫والتوصيل فقط بل هي لب العملية اإلبداعية وجوهرها‪..‬‬ ‫فبدون لغة صحيحة وثرية يبقى النص المنتج أعرج ‪..‬يشكو من عدة عالت إلى جانب‬ ‫الموهبة والثقافة ‪..‬‬ ‫كلها عوامل تتظافر من اجل إخراج النص األدبي إخراجا جميال وهادفا وله وظائف‬ ‫يسعى إلى تحقيقها وليس مجرد تزويق وتركيب و‪...‬‬ ‫أما الحظ اليوم يمكن ترجمته في الساحة الثقافية اليوم بالعالقات والمحسوبية‬ ‫والمغالطات ‪..‬‬ ‫وكلها يمكن أن تساعد على بروز بعض الفقاقيع على الساحة الثقافية‪..‬‬ ‫سرعان ما تذوب وتندثر ‪..‬ألن العمل اإلبداعي السليم هو األقدر على البقاء‬ ‫والمقاومة‪..‬‬ ‫برأيك هل يوجد أدب نسوي وأدب رجالي؟ ام أن األدب واحد وأفضلهما الذي يرتقي‬ ‫إلى مستوى اإلبداع؟ وهل أخذت المرأة العربية األديبة حقها وأثبتت وجودها في‬ ‫مجتمعاتنا ؟‬ ‫ج ـ أوال أنا ال اذهب مع هذا التصنيف ‪ :‬أدب نسوي وآخر رجالي‪..‬األدب ال يخضع‬ ‫لهذا التجنيس " الجيني" إذا شئنا‪..‬‬ ‫األدب واحد بقطع النظر عن جنس الكاتب ‪..‬ليس هناك نص ذكر ونص أنثى‪..‬ألن‬ ‫هذا التصنيف يكرس العنصرية المقيتة ويدعم الصراع والتصادم بين الجنسين ‪..‬‬ ‫وعلينا نحن العرب أن نكف عن هذا التصنيف المقيت الذي يحمل خلفية المجتمع‬ ‫العربي الشرقي الذي يؤمن بهذه التصنيفات ويدعم الذكورية‪..‬‬ ‫أما عن المراة العربية فقد قطعت اشواطا كبيرة‪..‬في نحت ذاتها إذ لم نعد بإمكاننا أن‬ ‫نتحدث عن المرأة كقضية ‪..‬انتهى هذا التصور في تقديري‪..‬‬

‫‪42‬‬


‫والمرأة قادرة على الكتابة في كل المجاالت وربما تتفوق على الرجل في مجاالت‬ ‫عديدة‪..‬‬ ‫في عالمنا الثالث تأثر نظام الجوائز والمكافآت وتقييم النصوص مبتعدا عما وضعت‬ ‫من أجله لجان التحكيم والقائمين على تقييم األاعمال االدبية مما مهد النتشار نصوص‬ ‫ال ترتقي إلى مستوى النشر برأيك ماهي األسباب ؟‬ ‫ج ـ األسباب واضحة ومطروحة على قارعة الطريق هي المحسوبية والعالقات التي‬ ‫تقوم على المصالح والصراعات الخفية بين األدباء‪...‬وقد يكون اإلنتماء اإليديولوجي‬ ‫أحيانا له الدور الفعال‪..‬‬ ‫وكلها أسباب موجودة ‪..‬وما خفي كان أعظم‪...‬‬ ‫سمى بعض النقاد قصيدة النثر بقصيدة المستقبل او قصيدة التمرد‬ ‫والفضاءات والتجاوز والتخطي‪ .‬هل أنت مؤمنة بالتآخي بين النمطين النثري والتفعيلي‬ ‫وبالتوازي ؟‬ ‫ج ـ قصيدة النثر حازت على اهتمام كبير من النقاد والشعراء فسميت بتسميات‬ ‫مختلفة‪..‬‬ ‫وكلها تسميات تصب في نفس التوجه فهي فيها التمرد ألنها تمردت على اهم مقوم‬ ‫من مقومات الخطاب الشعري وهو الوزن فقد شرعت لنفسها " انتهاك" قانون‬ ‫العروض ‪..‬حتى غدا هذا االنتهاك مغامرة في ذاته وهو ما أدى بها إلى خلق مساحات‬ ‫رحبة‪ ..‬مطلقة من القيود لممارسة حقها الشرعي وهو الشعر‪..‬‬ ‫أما مسألة التآخي بين النثري والشعري فال أقول بذلك‪ ..‬ألن النص المنتج وفق التسمية‬ ‫التي أطلقت عليه‬ ‫" قصيدة النثر" هو نص مربك كما هي تسميته ‪..‬وهو ما يجعلني أبتعد عن مسألة‬ ‫التآخي هذه ‪..‬الن كل منهما يعرف بضده ‪..‬واللقاء بينهما قد ينتج نصا "هجينا‬ ‫"بالضرورة ‪..‬والهجين ليس بالضرورة سيئا ‪..‬‬ ‫فإن أسقطت مقوم الوزن أو قانون العروض فقد حافظت على بقية الركائز كاللغة‬ ‫والتخييل‬ ‫وحاولت صناعة إيقاعا جديدا باعتبار أن كل مرحلة شعرية لها خصائصها ولها نقطة‬ ‫انطالق تميزها‪..‬‬ ‫لكن الالفت للنظر هو استسهال هذا الشكل ومحاولة الركوب عليه في كل حين ظنا‬ ‫منهم أنه متاح للجميع‪....‬‬

‫‪43‬‬


‫ضمن دراسة نقدية شاملة حول النص الشعري عن الشاعر ضياء تريكو صكر سلطت‬ ‫الضوء على دراسة نظام العالمات السيميائية لقصيدة الشعر العمودي‪ .‬كيف تقيمين‬ ‫هذه التجربة ؟ وهل قدمت أو تنوين تقديم مثل هكذا دراسات عن الشعر النثري؟‬ ‫ج ـ أوال سأشير إلى مسألة هامة وهي اختيار تجربة الشاعر ضياء تريكو كنموذج‬ ‫لدراسة نقدية حول القصيدة العمودية يعود إلى تفرد هذه التجربة لغة وأسلوبا وإيقاعا‬ ‫فهي تعيدنا إلى الزمن الجميل‪..‬‬ ‫زمن القصيدة الصافية‪ ،‬الرقراقة’ العذبة‪...‬‬ ‫قصيدة األمجاد العربية‪...‬والحرف العربي األصيل‪..‬والقيم والمبادئ ‪..‬تحيلنا على‬ ‫هويتنا وترسخ عالقتنا بتراثنا‪..‬وهي تربطنا بمقولة أساسية وهي أن الشعر ديوان‬ ‫العرب‪..‬‬ ‫وهذه التجربة قادرة على كسر الطوق الذي ضرب على القصيدة العمودية منذ اكتساح‬ ‫القصيدة الجديدة‬ ‫مع شعراء الحداثة الساحة الثقافية‪...‬‬ ‫ثم تجربة هذا الشاعر تصدر عن وعي حاد بقيمة اللغة كركيزة أساسية للعمل اإلبداعي‬ ‫وهو يؤمن ايمانا كليا بقيمة اللغة كجوهر العملية االبداعية وهو ما ال نجده عند‬ ‫المتخصصين‬ ‫وهو ما دفعني للحديث عن قيمة الموهبة كمكون أساسي في قول الشعر‪..‬‬ ‫فالشاعر له جذور عميقة في قول الشعر‪..‬شغف كبير ورثه عن والده الشاعر المرحوم‬ ‫تريكو صكر والذي كانت لي وقفة مع ديوانه الشعري وهو ديوان ضخم التزم فيه‬ ‫نظاما دقيقا علميا في صناعة القافية من األلف إلى الياء‪..‬‬ ‫فالمسألة بدت لي جينية في بعض األحيان حتى أني تساءلت مرة في تعقيب لي حول‬ ‫قصيدة له‬ ‫هل يمكن أن يكون لإلبداع جينات تورث لألبناء ؟؟‬ ‫ويبقى اإلشتغال على القصيدة العمودية من أصعب األعمال النقدية ألنها تمثل مجموعة‬ ‫من العلوم‬ ‫والناقد عليه أن يكون مدججا بالمعارف حتى ينجح في محاورته لغويا وايقاعيا‬ ‫وبالغيا‪..‬‬ ‫وهي قصيدة تتأسس ضمن سياج اإليقاع وال يمكن كسره أبدا ‪..‬‬

‫‪44‬‬


‫وبالتالي تطوقك وعليك أن تكون قادرا على تجاوز الطوق والتحليق بها بعيدا‪..‬حتى‬ ‫تنجح في الوصول إلى أغوارها‪..‬‬ ‫أما عن القصيدة الجديدة بكل تفريعاتها ‪...‬نعم قدمت دراسات حول رواد الشعر الحديث‬ ‫من أهمهم بدر شاكر السياب الذي يتميز بتجربة ثرية وغنية جدا تفوق التصور‬ ‫ولمدونته وقعها الخاص في عالم الشعر الحديث ‪...‬كما كان لتأثري به الدور الكبير‬ ‫في التوجه نحو ممارسة القصيدة الحديثة‪..‬‬ ‫وعن قصيدة النثر شاركت في نقاشات عديدة حولها ومن أهم ما توصلت له أني قلت‬ ‫ذات نقاش حول نص شعري لي بعنوان " تأمالت تحت ظل تلك الشجرة" وهو نص‬ ‫شعري يحمل أبعادا فلسفية ويراوح بين المنظور الفلسفي والديني ويحتاج إلى ناقد‬ ‫ثري جدا ليدخل إلى أغواره‪..‬وأغلب نصوصي تحمل هذا التوجه ألني أومن جدا‬ ‫بضرورة تجاور الفلسفة مع الشعر ومع األدب عموما ‪..‬‬ ‫لقد واجهت قصيدة النثر رفضا قاطعا من بعض النقاد الذين رفضوا التجديد ألنهم‬ ‫آمنوا أن "الشعرية" تتحدد على أساس الظاهرة المفردة اوهي ظاهرة اإليقاع أي الوزن‬ ‫والقافية والروي ‪..‬‬ ‫وفي تقديري أن الشعرية يمكن أن تتحدد على أساس الصورة أو الرؤيا أو‬ ‫اإلنفعال‪..‬وهو ما يمكن أن نسميه " لحظة التوتر" فهذه اللحظة بدت متحكمة في بناء‬ ‫اللحظة الشعرية‪..‬‬ ‫والتوتر ال يقتصر على صناعة شعرية الخطاب بل إنه أساسي في التجربة اإلنسانية‬ ‫بأكملها خاصة في واقعنا اليوم‬ ‫فاإلنسان اليوم أصبح أكثر توترا‪..‬فهو متوتر أمام واقعه ‪..‬أمام نفسه‪..‬أمام‬ ‫مصيره‪..‬أمام نصه‪...‬وحتى أمام هللا ألنه يشعر بالخوف من عدم الرضا ‪..‬إنه اإلنسان‬ ‫األعزل في عالم يشبه الغاب‪..‬‬ ‫أما طرح قصيدة النثر لقراءة سيميائية فهذا متاح جدا ومناسب جدا ألنه تفتح أمامك‬ ‫كناقد إمكانيات عديدة‬ ‫وإن وجدت تجربة شعرية تستجيب لكل المقومات لن أتردد في وضعها على المحك‬ ‫والكتابة حولها‬ ‫في الختام‬ ‫أشكرك جدا على هذه الفرصة الثمينة وأشكرك على هذا التنويع والثراء في الطرح‬ ‫وأشكرك جزيل الشكر على تتبعك لتجاربي اإلبداعية المختلفة نشرا وتوثيقا إيمانا‬ ‫بحرفي وتصديقا لمواقفي ‪..‬وإني فخورة جدا بحضرتك وبمواقفك الجريئة في تتبع‬

‫‪45‬‬


‫الوضع السياسي في العراق وفي الوطن العربي عموما ‪...‬وأرجو من هللا أن يوفقك‬ ‫في كل ما تسعى إليه‪..‬وأرى أنه يجب أن يحتل أمثالك المواقع القيادية في اوطانهم‬ ‫ليكون البديل أفضل‪..‬وهي لحظة تستحق الكفاح والتضحية ‪..‬‬ ‫وأود أن أقول أن أغلب أعمالي النقدية في كل األجناس األدبية كان منطلقها العراق‬ ‫‪..‬سواء في القصة أو الرواية أو الشعر‪...‬‬ ‫حتى أني قلت مرة ( أنا عراقية الهوى‪....‬تونسية الشريان)‬ ‫وأفتخر بذلك باعتبار أن العراق كان وسيظل منبع اإلبداع وقبلة الحرف المقدس مهما‬ ‫جار عليه الزمان‬ ‫وخذلته الحكومات المتعاقبة‪...‬ألنه منبت األدباء والحكماء والشعراء‪...‬‬ ‫وهو منبت صاف‪..‬عذب‪..‬نقي‪..‬‬ ‫تحية تقدير تليق بمجلسكم هذا‬ ‫واسمح لي أن أختم بقصيدة لي لم تنشر بعد ‪..‬وهي إهداء لهذا اللقاء الثري والممتع‬ ‫إلى المدائن العربية‬ ‫دمشق ـ بغداد ـ صنعاءـ القدس‬ ‫تلك المذبوحة من الشريان إلى الشريان‬

‫أيا صنعاء‪...‬‬

‫هذا الجنون يشبهني‬

‫على بابها يتمطى العسكر‬

‫دمشق‪...‬‬

‫في دهاليز القبيلة‬

‫تلك الخرائب ليست أنت‬

‫تصب فاتنة في طعم السكر‬ ‫يغ‬ ‫ُ‬

‫ما أنت إال الفتكة البكر‬

‫وأنت ؟؟ أيا قدس‪..‬‬

‫وعشقك‪...‬‬

‫يا ال ُمعلقةُ في قلوب األنبياء‬

‫خرير في األعين النجل‬

‫يغتالك أبولهب في مطلع الفجر‬

‫بغداد‬

‫والعرب‪....‬يا أمتي‪....‬‬ ‫ُ‬

‫أيا بغداد ‪.....‬‬

‫وتنتحب‬ ‫في سباتها تبكي‬ ‫ُ‬

‫ثدي خصيب يُدر الحليب األسود‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الوطن ؟؟‬ ‫والوطن‪...‬ما‬

‫يترشفه الغربان في كؤوس من العسجد‬

‫في عرف ساستنا؟؟‬

‫صنعاء‬

‫ُ‬ ‫الوطن ـ يا ولدي ـ في عرف ساستنا‬

‫‪46‬‬


‫قطعة من الخشب تمشي على أربع‬

‫دمهم ترياق‪...‬‬

‫والمجانين ؟؟‬

‫يروي شريان القصيدة‬

‫المجانين ـ يا وجعي ـ فقط‬

‫هذا الجنون يشبهني‬

‫من تسكنهم تلك المدائن‬

‫من الخضراء دلَفتُ‬

‫ويستوطنهم الوطن‬

‫أحم ُل في أحشائي‬

‫فإذا هم كالذبيح فيه‬

‫وجعا‪.......‬أس َميتُه‬ ‫وطــــــــــــــــــــــــــــــــــــني‪......‬‬

‫من الوريد إلى الوريد‬

‫‪47‬‬


‫كلمات راقت لي‬ ‫زهرة محمد‬

‫في مدن الحنين‬ ‫تشتعل الذكريات ‪..‬‬ ‫وتتساقط الحكايات‬ ‫يابسة على نبض تاه‬ ‫بين فصل جف حنينه ‪..‬‬ ‫وفصل تتعرى منه الحروف‬

‫‪48‬‬


49


‫ناصر إبراهيم‬

‫‪50‬‬


‫مواهب وبراعم‬ ‫افنان كنعان فاتح‬ ‫مواليد ‪١٩٩٤‬‬ ‫من محافظة كركوك‬ ‫مهندسة تقنيات البيئة والتلوث‬ ‫الكلية التقنية‬ ‫منذ الصغر كنت أمتلك شغف األعمال‬ ‫اليدوية وبعد تخرجي من الكلية‬ ‫تفرغت ألحقق حلمي وبدأت بمشروع‬ ‫صغير ؛ في بادئ األمر فتحت صفحة‬ ‫على الفيس بوك وبدأت بعمل مسكات‬ ‫للعروس وأطواق الورد كنت فقط‬ ‫أعمل لمحافظة كركوك لكنيومآ بعد‬ ‫يوم الحظت الدعم من الكثير من‬ ‫الناس ومن‬

‫مختلف‬

‫المحافظات‬

‫وأصبح الطلب ألعمالي تزداد فقمت‬ ‫بعمل توصيلية لمختلف المحافظات في‬ ‫العراق واألن والحمدهلل أصبح مشروعي أوسع‬

‫‪51‬‬


‫جرعة وعي‬ ‫مريم عبد الناصر‬ ‫عندما ركنت نفسي بعيدا عن االخرين بدأت بحصد نجاحات متعددة في وقت اطلقوا‬ ‫علي مريضة نفسيا لسبب اني لم اشاركهم في احاديثهم السطحية وعقولهم المتعفنة‬ ‫خبثآ‪،،‬‬ ‫احببت كل شيء بسيط املكه ونظرت لنفسي بحب وثقة امام انتقادهم عندما اعتقدوا‬ ‫ان الذي افعله غرورا وانانية فقط ألني لم اسمح لثرثرتهم تأخذ حيز من يومي‪،،‬‬ ‫تركت الجميع بكامل ارادتي عندما ظنوا ان ال أحد يستطيع العيش معي لكوني فتاة‬ ‫واعية ال أرغب با اي احد يدخل حياتي اال ما يشابهني في التفكير والوعي‪،،‬‬ ‫خسرت ‪ 11‬كيلو غرامآ في وقت ال يتجاوز الشهر ونصف النهم ال يعلموا ما تفعل‬ ‫اإلرادة اتهموني انني نحفت بسبب دواء ما لم يعلموا عندما يتبرمج العقل الباطن على‬ ‫شيء يبدأ الجسم باالستجابة كانت اجمل واروع حدث في حياتي‪،،‬‬ ‫منها وعلمت ان باستطاعة اي انسان فعل كل شيء دون تردد او خوف مجرد ما‬ ‫ينوي ذلك‪،،‬‬ ‫العقل الالوعي الى أالن العلماء النفسيين عجزوا عن وصفه لما له من قدرات اليمكن‬ ‫تخيلها والتصورها‪،،‬‬ ‫بدأت انصت لصوت ذاتي الداخلي ورتبت الفوضى العارمة التي خلفتها المواقف‬ ‫واالشخاص في‪،،‬‬ ‫كمثل من يستيقظ عقله فجأة لجمع شتاته واعادة النظر في كل المفاهيم التي ترسخت‬ ‫والمعتقدات المكذوبة التي اورثناها بالفهم الخاطئ التي ليس لها تفسيرات علمية او‬ ‫نص قرأني ذكرها‪،،‬‬ ‫بدأت ارسم حياتي بمثل ما أريد ليس كما يريد االخرين‪ ،،‬دفعت بالتي هي أحسن مع‬ ‫كل انسان تسبب يومآ بكسري من اعماق قلبي اشكره لواله لما وصلت لما انا عليه‪،،‬‬

‫‪52‬‬


‫تقبلت كل ما حدث معي وصافحته بكل حب ربما عدة شهور احدثت نقلة في الوعي‬ ‫نقلتني من الظالم الى النور‪،،‬‬ ‫الخالصة مما سبق هو ان هناك اشياء كان البد لها ان تحدث لكي تنهض وترمم داخلك‬ ‫وتبدأ من جديد‬ ‫هناك اشخاص كانوا البد ان يخذلوك حتى تعتمد على نفسك‪..‬‬ ‫هناك مواقف كانت البد ان تأتي لكي تنضج وعيآ وتكبر عقآل‪..‬‬ ‫هناك غياب كان البد ان يحدث لكي تعلم ان ليس كل غياب خسارة بعض الغياب‬ ‫يمنحك حياة جديدة التتخليها‪..‬‬ ‫ال تتذمروا من الصعاب فألتعرف ما وراها من خير في الغيب يتجهز لك بعدها لتساهم‬ ‫في زيادة نضجك‬ ‫خلقكم هللا ألجل رسالة احسنوا ختامها بمواقف مشرفه أبدو راقبوا ماذا تفعلون طوال‬ ‫اليوم خصص ساعه لنفسك اسئل ربما لم تجد اجابة صريحة من أنا؟‬ ‫ماذا اريد من الحياة؟ ماهي اهدافي؟ اولوياتي؟ ماذا سأصبح بعد عامان من أالن؟‬ ‫التضعوا اعماركم هدر وتقضوها في الدردشات التي التسمن وال تغني عن جوع‪..‬‬ ‫انتبهوا لعاداتكم اليومية وسلوكياتكم التي تقومون بها‬ ‫ما لصح منها وما لخطأ‪..‬‬ ‫الفتيات اليوم سطحيات لدرجة التعلم كيف تدير جزء من النقاش اال ما غلب النقاش‬ ‫لمصطلحات ال تمت باألنوثة صلة‬ ‫ثقي ال الموضة وال استايل الشعر وال الميكاب وال الرشاقة التي قضيتي ساعات تهتمي‬ ‫ت يومآ عقلك فارغ وسطحيآ‬ ‫بها وحملتي عقلك مع قدمك دون اهتمام ستنقذك ان اكتشف ِّ‬ ‫تتعرف على مجتمع او بيئه مثقفه ستجدين نفسك بضيق ال تعلمي ماذا‬ ‫اولها عندما‬ ‫ِّ‬ ‫تعرف كيف تجيبين‪..‬‬ ‫يقولون وال‬ ‫ِّ‬ ‫اجعلي عقلك في سلم األولويات واظهري مكامن قوته باالهتمام من خالل تغذيته‬ ‫بالمعلومات المفيدة‪..‬‬ ‫بعدها ضعي مظهرك وأناقتك فهي ضرورية ايضآ لكن ستتخلى عنك في اول حديث‬ ‫يكشف عن قدرة عقلك هل جماله مطابق لجمال مظهرك‪..‬‬

‫‪53‬‬


‫النشاط الثقافي في الموصل‬ ‫في الرابطة العربية لآلداب والثقافة‬ ‫أمسية الشاعر‬ ‫الكبير (أبو يعرب)‬ ‫بخطى رصينة سارت الرابطة العربية‬ ‫لآلداب والثقافة فرع الموصل بجانب‬ ‫أخواتها من الملتقيات الثقافية تنشد‬ ‫القيمة اإلنسانية فحصدتها نجاحا بأن‬ ‫صارت وجهة مهمة للثقافة ومثقفيها‬ ‫وها هي اليوم تضيف لبنة متينة إلى‬ ‫برجها المتنامي ولونا جميال إلى لوحة‬ ‫الموصل الثقافية في جلسة تميزت‬ ‫بالتميز وكيف ال وقد ارتآها وقدم لها‬ ‫أستاذ التاريخ المتمرس البروفيسور‬ ‫ابراهيم العالف وادار الجلسة عندليب‬ ‫الرابطة ولسانها الفصيح الرائع ماجد‬ ‫حامد الحسيني أما الضيف فهو حكاية‬ ‫أكبر من الكلمات وأطول من ذاكرة القلم‬

‫هو تاريخ احتاج الى ابراهيم العالف‬ ‫وماجد الحسيني ليرفعا عنه ستارة األيام‬ ‫إنه الشاعر إبراهيم علي عبدهللا‬ ‫الجبوري المكنى أبو يعرب الذي أخذنا‬ ‫على حصان شعره األصيل إلى‬ ‫مضارب القبائل العربية العريقة جامحا‬ ‫بخيالنا إلى ماض نعزي به حاضرنا‬ ‫جلسة ركض بها الوقت سريعا مستدركا‬ ‫شغفنا بعذوبة األصوات الصادحة على‬ ‫منصة ملتقى الكتاب تاركا إيانا على‬ ‫أمل جلسة أخرى تعدو بنا في مضارب‬ ‫الفكر واإلبداع‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫ثقافة الحوار‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫ال يمكن ألي مجتمع ان ينهض باعباء‬ ‫مسؤولياته ويبني ثقافته دون‬ ‫االنفتاح على الثقافات االخرى‬ ‫والتفاعل معها بالية االنفتاح‬ ‫االيجابي والحوار المتمدن‬ ‫الذي يرتقي بتلك الثقافة‬ ‫البناءة نحو الرقي‪.‬‬ ‫إن الصراعات والنزاعات‬ ‫الدائمة‪ ،‬ال تنشأ من وجود‬ ‫اإلختالف والتنوع‪ ،‬وإنما‬ ‫تنشأ من العجز عن إقامة نسق‬ ‫مشترك يجمع الناس ضمن اسس‬ ‫وقيم متفق عليها دون االخالل بها من‬ ‫خالل الوعي بمتطلبات الحوار البناء‪.‬‬ ‫في مجتمعاتنا العربية ولدت ثقافة العنف بدال من ثقافة الحوار المتمدن وامتد الى‬ ‫وسائل االعالم من خالل عنف اللغة التي تعتبر الوسيلة في ايصال االفكار ونقدها‬ ‫والتفاعل معها دون اللجوء الى ذلك العنف الذي المبرر له وهذا ماالحظناه في البرامج‬ ‫الحوارية التي تتجاوز االعراف االخالقية والمهنية نحو العنف اللفظي‪.‬‬ ‫والحوار بين اإلنسان وأخيه اإلنسان‪ ،‬من النوافذ األساسية لصناعة المشتركات التي‬ ‫ال تنهض حياة إجتماعية سوية من دونها‪ .‬وعليه فإن الحوار ال يدعو المغاير أو‬

‫‪55‬‬


‫المختلف إلى مغادرة موقعه الديني أو الثقافي أو السياسي‪ ،‬وإنما هو الكتشاف المساحة‬ ‫المشتركة وبلورتها‪ ،‬واإلنطالق منها مجددا ومعا في النظر إلى األمور‪...‬‬ ‫إن عظمة أي ثقافة هي في إنفتاحها‪ ،‬وقدرتها على تأصيل مفهوم الحوار والنقد في‬ ‫مسيرتها ‪ ،‬فمن خالل الحوار يتم اكتشاف معارف وثقافات شعوب من جراء االنفتاح‬ ‫والتواصل اذ اليمكن االنغالق في زمن اصبح فيه العالم قرية عالمية صغيرة تجمع‬ ‫هذا الكم الهائل من الثقافات دون ايجاد وسيلة فعالة للتفاعل معها اال وهو الحوار‬ ‫الواعي البناء‪ .‬باعتبار إن الثقافة الحوارية‪ ،‬هي المهاد الضروري إلى التقدم‬ ‫اإلجتماعي والسياسي والحضاري‪.‬‬ ‫فالحوار يعيدنا جميعا إلى إكتشاف ذواتنا‪ ،‬ويقوي خيارات التواصل والتعارف‪ ،‬ويدفعنا‬ ‫جميعا إلى التخلي عن تلك الخيارات العنفية‪ ،‬التي تمارس النبذ واإلقصاء وتبني قيم‬ ‫التفاهم واالنسجام واحترام افكار واراء االخرين دون المساس بهم وبانسانيتهم‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫صور من الموصل‬

‫‪57‬‬


‫مجلة زهرة البارون ‪97‬‬

‫‪58‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.