مجلة زهرة البارون عدد 110

Page 1

1


‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫قاسم الغراوي‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫ماجد حامد الحسيني‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬ ‫نور كاظم ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.........................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫ديزموند ستبوارت ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم خليل العالف ‪8......................................‬‬ ‫شخصيات تراثية (الطنطل ) ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪18.......................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫الحظر الرحيم ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪23...........................................‬‬ ‫كناية ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪24...........................................................‬‬

‫شعر‬ ‫قصيدة امل ‪ /‬نرجس عمران ‪25......................................................‬‬ ‫السفرة األخيرة ‪ /‬علي مباركي ‪27....................................................‬‬ ‫لوحة شتاء سيرتي ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪28...........................................‬‬ ‫سيدة النور ‪ /‬سامية البحري ‪29......................................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪30...................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫نشاط ثقافي‬ ‫النشاط الثقافي في الموصل ‪33.......................................................‬‬

‫شاعر من الموصل‬ ‫احمد السعرتي ‪ /‬ماجد الحسيني ‪34..................................................‬‬

‫قراءة في كتاب‬ ‫شبه حرب ‪ /‬قاسم الغراوي ‪36.......................................................‬‬

‫ملف العدد‬ ‫الهند بلد العجائب ‪38.................................................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫الدين شماعة األخطاء ‪ /‬نور كاظم ‪42..............................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫ثوابت السياسة العراقية ‪ /‬قاسم الغراوي ‪44........................................‬‬

‫‪4‬‬


‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫الخالف الحقيقي ‪ ،‬وهنا يأتي العمل‬ ‫الفني الرائع بتسليط الضوء على هذه‬ ‫القضية من خالل عمل سينمائي لكبار‬ ‫عمالقة السينما المصرية وهما ( عادل‬ ‫امام ‪ ،‬وعمر الشريف ) وهو من اخراج‬ ‫رامي امام وتأليف يوسف معاطي وهو‬ ‫يصنف من االعمال النقد االجتماعي‬ ‫يأخذ حالة الخطاب الديني المزدوج‬ ‫ودور السلطة في االستفادة من‬ ‫الصراعات التي تنجم من تلك‬ ‫الممارسات وقد قدم العمل فكرة عدم‬ ‫اندماج الخطابات الدينية في المجتمع‬ ‫وهذا ما ال احد يعترف به من الطرفين‬ ‫ولقد كانت هناك صورة جميلة جدا‬ ‫وهي التناغم االجتماعي بعيد عن‬

‫من تفاهات بعض البشر ان يعيب في‬ ‫دين معين مثل اإلسالم او المسيحية او‬ ‫حتى اليهودية وكل هذا في قاموسي‬ ‫غير صحيح فاألدين مصدرها واحد‬ ‫ولكن هناك مشكلة الخطاب الديني الذي‬ ‫يتبناه رجال الدين وحتى تلك الروايات‬ ‫التاريخية التي لها صله بالدين وهي‬ ‫قضية قديمة متجددة على مر العصور‬ ‫فليست المشكلة بنوعية الدين ولكن‬ ‫اصل المشكلة في العقلية التي تأخذ‬ ‫الدين كغطاء ‪ .‬ويصل االمر بأحدهم‬ ‫اخذ دور هللا في الحكم على ما في‬ ‫األرض ‪ ،‬وال يزكي النفس اال هللا فكل‬ ‫العقليات التي تتكلم بسم الدين تهمش‬ ‫االخر بدون استثناء ‪ ،‬وهنا يولد‬

‫‪5‬‬


‫العدائي الى العائلة الوحدة من خالل‬ ‫الصراع على المصالح الشخصية وقد‬ ‫يذهب العالم الى ما يعرف بالتوحد‬ ‫وانتهاء ما يسمى بالتكافل االجتماعي‬ ‫واإلنساني ومن الصور الرائعة في هذا‬ ‫العمل هو في نهاية العمل عندما كان‬ ‫هناك صراع مسلم مسيحي واضرام‬ ‫النار في المسكن خرجت المرأة‬ ‫المسيحية شبه عارية قام الرجل المسلم‬ ‫بسترها في ما كان يرتدي وهكذا أيضا‬ ‫فعل الرجل المسيحي مع العائلة‬ ‫المسلمة فلم يترك العائلة وأصر على‬ ‫البقاء وانقاذهم من النار وهذا اذ دل يدل‬ ‫على ان اصل البشر إنسانية وما دونها‬ ‫مكتسب ويجب على المجتمع االن‬ ‫اظهار هذا الجانب الحسن من شخصية‬ ‫البشر على وجه األرض ومن الغريب‬ ‫ان لخطاب الكراهية نتائج كارثية ومنها‬ ‫صناعة األسلحة الفتاكة والحروب‬ ‫العالمي وقد يستغرب القراء من هذا نعم‬ ‫هو الخطاب الذي يكون السبب في كل‬ ‫الحروب وكل الكوارث العالمية وهنا‬ ‫يأتي العمل في توضيح نوعية الخطاب‬ ‫العدائي في ترسيخ العداوة بين أبناء‬ ‫الوطن الواحد وقد نجح المؤلف في‬ ‫عرض كل الصور للجماعات الراعية‬ ‫للخطاب من جميع األطراف وقد كان‬ ‫هناك إخفاقات في سياق العمل منها‬ ‫تغيب الجانب الحكومي والسياسي بما‬ ‫يجري ولهؤالء دور أساسي في ديمومة‬ ‫الصراع بين جميع األطراف لالستفادة‬ ‫من ما يحدث لمكاسب تحت عنوان فرق‬ ‫تسد وهي سياسات الدول التي هي كانت‬

‫صورة األديان وان االنسان بطبعه‬ ‫التعايش وان من بصنع الخالف هي‬ ‫تلك العقول الغير قادره على فهم جوهر‬ ‫األديان وان هللا لم ينزل األديان لصراع‬ ‫على وجه األرض انما لتنظيم الحياة‬ ‫عليها وحفظ حقوق البشر واذا عدنا‬ ‫بتاريخ هذا الخطاب وهو يبدأ ببداية‬ ‫الحياة على األرض ف ادم عليه السالم‬ ‫لم يزرع بين األبناء العداوة وهم من‬ ‫صلب رجل واحد ال غيره على وجه‬ ‫األرض فكان القتل نتيجة لهذه‬ ‫االيدلوجية التي لم يتخلص منها البشر‬ ‫وهي لغة اليوم للناس وهنا تكمن الحاجه‬ ‫الى تغير هذا الخطاب فمن وصل اليوم‬ ‫للقمر ال يلق به ان يتبنا خطاب الكراهية‬ ‫وتهميش االخر وصنع المسافات بين‬ ‫الناس ووضع الحدود والقيود وفي‬ ‫سياق العمل تبرز شخصية الشيخ حسن‬ ‫الذي هو باألصل مرقص وتهافت‬ ‫الناس عليه على السمع دون التيقن من‬ ‫حقيقة االيمان فالناس هي من تصنع‬ ‫الهالة وتساهم في تضخيم االحدث‬ ‫والشخوص على ما يردد عنها وحتى‬ ‫شخصية المسيحية التي كانت في سياق‬ ‫العمل تأخذ نفس المنحى من التهويل‬ ‫والتضخيم في إيجاد األسباب للصراع‬ ‫المفتعل بين األديان ولكن يبقى لكل‬ ‫االدين مصدر واحد هو هللا الرحمان‬ ‫الرحيم كما يقال في اإلسالم وهللا محبه‬ ‫أيضا عند المسيحية فمن اين تأتي تلك‬ ‫الكراهية وذلك الخطاب الذي أوصل‬ ‫العالم الى الهاوية وال يقف االمر عند‬ ‫مسالة األديان فقد تسلل الخطاب‬

‫‪6‬‬


‫العالم ولهذا كان الفلم هو مسمار من‬ ‫النار في نعش الخطاب العدائي السائد‬ ‫في عالم اليوم ‪.‬‬

‫الدافع األكبر في تأجيج نوعية هذا‬ ‫الخطاب وقلب العالم الى حلبة صراع‬ ‫دموي يدفع ثمنه األبرياء من الناس في‬

‫‪7‬‬


‫في آذار – مارس سنة ‪ 1960‬أصدرت‬ ‫(جمعية الوعي القومي ) في القاهرة ‪،‬‬ ‫وضمن سلسلة كتب شهرية كتابا قيما‬ ‫ألفه أحد االكاديميين االنكليز المهتمين‬ ‫بشؤون الشرق االوسط الحديث وهو‬ ‫االستاذ ديزموند ستيوارت وكان عنوان‬ ‫الكتاب مترجما (ناصر العرب) ‪.‬‬ ‫وقد جاء في المقدمة التي كتبها االستاذ‬ ‫أمين شاكر رئيس جمعية الوعي القومي‬

‫‪8‬‬


‫عاش االستاذ ديزموند ستيوارت شطرا‬ ‫من حياته في لبنان ‪ .‬كما زار مصر‬ ‫عدة مرات ‪ .‬ومن المؤكد ان معرفته‬ ‫الوطن العربي ‪ ،‬وإقامته في عدد من‬ ‫العواصم العربية مكنته من دراسة‬ ‫تاريخ الشرق االدنى والشرق االوسط‬ ‫الحديث دراسة عميقة ‪.‬‬

‫ان ديزموند ستيوارت ( ‪- 1924‬‬ ‫‪ ) 1981‬احد كتاب االنكليز القالئل‬ ‫الذين فهموا القضايا العربية ‪ ،‬ودرسوها‬ ‫على الطبيعة في هدوء العالم الحريص‬ ‫على استجالء حقائق االمور ‪.‬‬ ‫عرفنا االستاذ ديزموند ستيورات استاذا‬ ‫للغة واالدب االنكليزي في دار‬ ‫المعلمين العالية ببغداد (كلية التربية‬ ‫فيما بعد ) خالل السنوات االولى من‬ ‫االربعينات من القرن الماضي ‪.‬‬

‫ومع أن الكتاب هذا ليس كتابه االوحد‬ ‫عن الوطن العربي ‪ ،‬بل ان له كتبا‬ ‫اخرى عن (تاريخ الشرق االوسط‬ ‫الحديث والمعاصر ) ‪ ،‬فإنه في هذا‬ ‫الكتاب الذي حمل عنوانا رومانسيا ‪،‬‬ ‫يؤرخ لمرحلة حاسمة من تاريخ مصر‬ ‫الحديث والمعاصر ‪ .‬فهو يورد آراءه‬ ‫بطريقة موضوعية متحررة من العقد ‪،‬‬ ‫البغيضة‬ ‫االستعمارية‬ ‫واالفكار‬ ‫والتقليدية التي تسيطر على عقول كثير‬ ‫من الكتاب االنكليز ‪.‬‬

‫كتبت في احد كناشاتي انه في خريف‬ ‫سنة ‪ 1948‬وصل االستاذ ديزموند‬ ‫ستيوارت الى بغداد بعد ان تعاقد مع‬ ‫وزارة المعارف ( التربية ) العراقية‬ ‫ليدرس مادة االدب االنكليزي في‬ ‫المؤسسات الجامعية العراقية ‪ .‬وقد‬ ‫عاش في بغداد وكان على صلة‬ ‫بالحركة الثقافية العراقية آنذاك‬ ‫وبجماعة (الدب الضائع ) االدبية ‪ .‬وقد‬ ‫نشر في سنة ‪ 1952‬سيرته الذاتية عن‬ ‫حياته في العراق بعنوان ‪:‬‬

‫وفي هذا الكتاب يبدأ بحديث عن تاريخ‬ ‫مصر منذ عملية الغزو الفرنسي التي‬ ‫قادها الجنرال نابليون بونابرت على‬ ‫مصر سنة ‪ 1798‬وعرفت في االدبيات‬ ‫التاريخية الفرنسية ب ( الحملة‬ ‫الفرنسية) ‪.‬‬

‫‪The Memoirs of Alcibiades‬‬ ‫وله عدة مقاالت منشورة في مجلة‬ ‫(صوت الدار ) التي كانت تصدرها‬ ‫(دار المعلمين العالية ) ورأيت له مقاال‬ ‫في أحد أعداد سنة ‪ 1956‬عن (لورنس‬ ‫العرب) ‪ .‬ومن كتبه كتابه‬ ‫(تاريخ الشرق االوسط الحديث أو معبد‬ ‫جانوس ) الذي ترجمه االستاذ زهدي‬ ‫جار هللا الى اللغة العربية‬

‫إن أمانة المؤلف العلمية ؛ تظهر في‬ ‫سرده لسلسلة الحقائق التاريخية التي‬ ‫شهدها تلك الحقبة المهمة ‪ ،‬وبيانه لمدى‬ ‫ما كان لها من أثر كبير في إنضاج‬ ‫الوعي القومي ‪ ،‬واالدوار القيادية التي‬ ‫قام بها االدباء ‪ ،‬والكتاب ‪ ،‬ورجال‬ ‫الدين في محاربة االحتالل واالستعمار‬ ‫‪.‬ثم يشرح للقارئ كيف إمتزجت هذه‬

‫‪9‬‬


‫وقد ظلت القناة (دولة داخل دولة ) حتى‬ ‫حانت اللحظة المناسبة والحاسمة‬ ‫لتأميمها سنة ‪ ، 1956‬فعاد الحق الى‬ ‫اصحابه بعد أن إغتصبه األجانب قرابة‬ ‫ال‪ 100‬سنة ‪.‬‬

‫االتجاهات المتعددة لتؤلف شيئا جديدا‬ ‫يأخذ صورة اندماج الزعامة العسكرية‬ ‫مع الجبهة الشعبية ليقفا امام الطغيان‬ ‫الذي يتمثل في حكم الخديوي ‪ ،‬وسيطرة‬ ‫العناصر االجنبية وكيف لم تنجح‬ ‫االنتفاضات الوطنية كما حدث للحركة‬ ‫العرابية التي كادت ان تنجح لوال‬ ‫تواطؤ القصر مع االنكليز ‪.‬‬ ‫ويتتبع المؤلف بعد ذلك تاريخ االسرة‬ ‫المالكة ابتداء من حكم الوالي محمد‬ ‫علي باشا ‪ 1848-1805‬حتى آخر‬ ‫ملك من ملوكها وهو الملك فاروق الذي‬ ‫خلع إثر ثورة ‪ 23‬تموز‪-‬يوليو سنة‬ ‫‪. 1952‬ومما يلفت النظر في ما دونه‬ ‫االستاذ ديزموند ستيوارت في هذا‬ ‫الكتاب انه يذكر في صدق وحيادية‬ ‫ودقة ودون تحيز ما فعله ابناء هذه‬ ‫االسرة خالل فترات حكمهم المتعاقبة‬ ‫‪.‬كما يؤكد ان الحقائق التاريخية في‬ ‫الوطن العربي تسير جنبا الى جنب مع‬ ‫تطور الفكرة العربية القومية ‪،‬‬ ‫وانطالقها في كل شبر من أرض‬ ‫العرب ‪.‬‬ ‫من النقاط التي ركزعليها المؤلف (قناة‬ ‫السويس ) وموقعها في التاريخ‬ ‫المصري والعالمي الحديث ‪.‬كما أفرد‬ ‫للقضية الفلسطينية وتأثيراتها في تاريخ‬ ‫المنطقة عامة وتاريخ مصر خاصة‬ ‫اهتماما وقال انه بالرغم من ان‬ ‫المصريين حفروا قناة السويس بدمائهم‬ ‫‪ ،‬ودموعهم ‪ ،‬وعرقهم اال ان وجودها‬ ‫كان سببا في تغلغل النفوذ االجنبي في‬ ‫كل شأن من شؤون الحياة في مصر ‪.‬‬

‫أما مأساة فلسطين ‪ ،‬فكانت الفصل‬ ‫الدامي في تاريخ الشرق العربي‬ ‫الحديث ‪ ،‬وهي التي أوضحت حقيقة‬ ‫اهداف االستعمار تجاه البالد العربية‬ ‫حين تواطأ مع الصهيونية العالمية‬ ‫القتطاع جزء عزيز ومهم من قلب‬ ‫الوطن العربي وتسليمه لليهود الذين‬ ‫جاؤوا فلسطين من اطراف الدنيا ليكون‬

‫‪10‬‬


‫الموضوعي ‪ ،‬أن يثبت أن الروابط بين‬ ‫العرب ليست روابط عاطفية بل هي‬ ‫روابط اقتصادية واجتماعية ولغوية‬ ‫ودينية تنبع من صميم الواقع ‪ ،‬ومن‬ ‫تاريخ الشعب العربي العريق ‪،‬‬ ‫ومصالحه ‪ ،‬وآماله ‪ ،‬وأالمه ‪،‬‬ ‫وتطلعاته ‪.‬‬

‫موطئ قدم لالستعمار الغربي يستعيد‬ ‫منه سيطرته واستغالله لكل الدول‬ ‫العربية التي نشأت بعد انهيار الدولة‬ ‫العثمانية عقب الحرب العالمية االولى‬ ‫وانسالخ البالد العربية عنها ‪.‬‬ ‫ويوضح المؤلف كيف كانت حرب‬ ‫فلسطين سنة ‪ 1948‬من بين االسباب‬ ‫المباشرة التي عجلت ليس في قيام ثورة‬ ‫‪ 23‬يوليو –تموز ‪ 1952‬بل في كثير‬ ‫من الثورات العربية الالحقة ومنها‬ ‫بالطبع ثورة ‪ 14‬تموز – يوليو‬ ‫‪. 1958‬‬

‫شيء جميل ان يلحق االستاذ ديزموند‬ ‫ستيوارت بكتابه نص حواره الذي‬ ‫اجراه مع الرئيس جمال عبد الناصر ‪،‬‬ ‫وفي الحوار يلقي الرئيس عبد الناصر‬ ‫الضوء على كثير من مشاكل مصر‬ ‫والدول العربية ‪ .‬ويعد هذا الحوار‬ ‫مكمال وتصحيحا لما ذهب اليه المؤلف‬ ‫من آراء تتعلق بمعنى القومية العربية ‪،‬‬ ‫وهي ‪ ،‬كما قال المؤلف ‪ ،‬المبدأ الذي‬ ‫يقوم على أسس ثابتة مستمدة من‬ ‫التاريخ العربي ‪ ،‬والصالت الوثيقة‬ ‫والعريقة التي تربط بين الشعب العربي‬ ‫الذي يسكن المنطقة الواقعة بين الخليج‬ ‫العربي والمحيط االطلسي ‪.‬‬

‫لقد قدم االستاذ ديزموند ستيورات وهو‬ ‫الذي خبر اوضاع العرب وعاش بينهم‬ ‫فترة من الزمن ‪ ،‬وتعرف على رجاالت‬ ‫فكرهم ومثقفيهم تحليال دقيقا لتطورات‬ ‫الحوادث التي أدت الى قيام الثورة‬ ‫المصرية ‪ ،‬ورسم خطوطا واضح‬ ‫لمعالمها ‪ ،‬وسياساتها الداخلية‬ ‫والخارجية ‪ ،‬واالسس التي قامت‬ ‫عليها ‪.‬‬

‫وحسنا فعل االستاذ ديزموند ستيوارت‬ ‫عندما جال في شوارع القاهرة ‪ ،‬واطلع‬ ‫على ما حصل من تقدم وبناء في كل‬ ‫مفاصل الحياة ‪ ،‬وهذا كله أعطى للكتاب‬ ‫مصداقية كبيرة أهلته لكي يأخذ مكانا‬ ‫متميزا في المكتبة التاريخية العربية‬ ‫المعاصرة ‪.‬‬

‫ولم ينس ان يبين موقف مصر من‬ ‫سياسات االستقطاب الدولي ‪ ،‬وانقسام‬ ‫العالم بين المعسكرين الرأسمالي‬ ‫واالشتراكي ‪.‬كما يقف المؤلف عند‬ ‫سياسة الرئيس جمال عبد الناصر‬ ‫الخارجية في انتهاج الحياد االيجابي‬ ‫وعدم االنحياز ألي من المعسكرين‬ ‫العالميتين والتي جنبت مصر ويالت‬ ‫الحرب الباردة ومشكالتها ‪.‬‬ ‫إن مما يلفت النظر ‪ ،‬أن المؤلف‬ ‫إستطاع ‪ ،‬ومن خالل عرضه التاريخي‬

‫‪11‬‬


‫وهنا التقيت االستاذ الدكتور زكي‬ ‫نجيب محمود استاذ الفلسفة المعروف‬ ‫في مقهى كروبي بوسط القاهرة وقلت‬ ‫له ‪:‬‬ ‫– إسمع ‪..‬إن بلدكم على ابواب ثورة‬ ‫…فمتى تحدث ياترى ؟‬ ‫نظر الي االستاذ الدكتور زكي نجيب‬ ‫محمود بعد ان وضع كتابا كان يقرأ فيه‬ ‫جانبا وقال‪:‬‬ ‫– إنك لم تكد تمضي في مصر اسبوعا‬ ‫‪ ،‬فمن اين وصلت الى هذا اليقين الذي‬ ‫تتحدث به ‪،‬حقا إن في الغيب ثورة ‪.‬‬ ‫وراح المؤلف يتحدث عن حادثة فبراير‬ ‫–شباط ‪ ، 1942‬وكيف فقد ( حزب‬ ‫الوفد ) نفوذه ‪ ،‬واصبح الملك بعد تدخل‬ ‫االنكليز المباشر في مصر مجرد‬ ‫صورة ضعيفة في أذهان الناس ‪.‬لقد‬ ‫وصل الشعب بعد ان تفاقمت المشاكل‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬ ‫على يقين ان االحزاب تحولت الى طبقة‬ ‫من االنتهازيين الذين يتخذون الحكم‬ ‫سلما للوصول الى اغراضهم دون‬ ‫اهتمام بمطالب الشعب ‪.‬‬

‫لنعود الى ما دونه االستاذ ديزموند‬ ‫ستيوارت في كتابه (ناصر العرب ) ‪،‬‬ ‫ومن ذلك قوله انه ترك العاصمة‬ ‫العراقية بغداد سنة ‪ ، 1949‬حيث كان‬ ‫يعمل استاذا في قسم اللغة االنكليزية في‬ ‫دار المعلمين العالية ‪ ،‬وسافر الى‬ ‫القاهرة لقضاء عطلة الربيع فيها وفي‬ ‫طريقه الى فندق سمير اميس رأى‬ ‫اقواس النصر مرفوعة للضباط‬ ‫البواسل العائدين من معركة الفالوجا‬ ‫بفلسطين تحية لما بذلوه من أعمال‬ ‫التضحيات والبطولة ‪.‬‬

‫من مباحث الكتاب ‪:‬‬ ‫مقدمة‬

‫لكن ديزموند ستيورات قال انه التقى‬ ‫شابا تحدث اليه بلغة انكليزية ركيكة‬ ‫عن مصر‪ ،‬لكن احد رجال البوليس‬ ‫منعه من الحديث فالتفت الشاب وقال ‪:‬‬

‫مصر قبل ثورة ‪1952‬‬ ‫من نابليون الى كرمر‬ ‫الثورة‬

‫– ها انت ترى الحرية التي نتمتع‬ ‫بها !!‬

‫‪12‬‬


‫عن العرش ‪ ،‬وازيلت طبقته الفاسدة ‪،‬‬ ‫واصدرت الثورة قانون االصالح‬ ‫الزراعي ‪ ،‬وانتشرت الجمعيات‬ ‫التعاونية في الريف‪ ،‬وانبثت في القرى‬ ‫مراكز لتربية الماشية التي تباع للفالح‬ ‫باالقساط المريحة ‪ ،‬وامتدت الخدمات‬ ‫الطبية واالجتماعية ‪ ،‬واهتمت الثورة‬ ‫بكهربة المدن واالرياف ‪ ..‬كما ركزت‬ ‫على الصحة ‪ ،‬والتعليم ‪،‬والجامعات ‪،‬‬ ‫والصناعة ‪ ،‬وانتهجت الثورة سياسات‬ ‫داخلية وخارجية إهتمت بالمصريين ‪،‬‬ ‫ومصالحهم ‪.‬‬

‫العهد الحاضر وسياستنا مع العالم‬ ‫الخارجي ‪:‬حوار مع جمال عبد الناصر‬ ‫النهضة الشاملة‬ ‫من الطريف ان االستاذ ديزموند‬ ‫ستيوارد جرب شرب الحشيشة في‬ ‫القاهرة سنة ‪ 1950‬أي قبل الثورة‬ ‫‪ 1952‬ووصل الى قناعة ‪ ”:‬ان‬ ‫الحشيش هو المالذ الوحيد لشعب حائر‬ ‫‪ ،‬بائس ‪ ،‬وهو الوسيلة الوحيدة للتنفيس‬ ‫عن االالمهم والهروب من واقع‬ ‫حاضرهم الذي اليكاد يرضيهم ‪،‬وان‬ ‫االفضل قبل ان نطلب من هؤالء الناس‬ ‫االمتناع عن تدخين الحشيش ان نعالج‬ ‫مشكلة الفقر السائدة بينهم ونعلمهم‬ ‫طريقة إستغالل أوقات الفراغ استغالال‬ ‫صحيحا منتجا حتى نمأل الفراغ المدمر‬ ‫في حياتهم ” ‪.‬‬

‫في الحوار مع الرئيس جمال عبد‬ ‫الناصر نجد بأن الرئيس قال انه منذ‬ ‫دراسته الثانوية كان وزمالئه في الثورة‬ ‫على صلة بالحركة العربية القومية ‪،‬‬ ‫وكان ما كان يحدث في الوطن العربي‬ ‫‪ ،‬له صدى في نفوسهم ‪ ،‬وانه معجب‬ ‫بشخصية الرسول الكريم محمد صلى‬ ‫هللا عليه وسلم الذي كان ” باعتقادي‬ ‫زعيما ‪ ،‬وقائدا لشعبه جاهد من اجل‬ ‫اخراجهم من الظلمات الى النور ‪،‬‬ ‫وجمع شملهم ‪ ،‬ووحد كلمتهم حول مبدأ‬ ‫وشريعة ‪،‬وتعلمت من دراساتي‬ ‫لشخصية الرسول الكريم فضيلتي‬ ‫الصبر والكفاح ” ‪.‬كما اعجب الرئيس‬ ‫عبد الناصر بشخصية غاندي زعيم‬ ‫الهند ‪ ..‬الرجل الصامت المسالم ومن‬ ‫الشخصيات التي اعجب بها نلسون‬ ‫بسبب قصة تدل على البطولة‬ ‫والتضحية في سبيل غيره ‪.‬وقال عبد‬ ‫الناصر انه منذ سنة ‪ ، 1934‬قرأ‬ ‫مؤلفات مصطفى كامل وقرأ لطه حسين‬

‫يقول المؤلف بعد بضعة سنوات من‬ ‫اندالع ثورة ‪ 23‬تموز –يوليو ‪1952‬‬ ‫‪ ”:‬واالن وقد مضى على الثورة بضعة‬ ‫أعوام أرى والمس تغييرا واضحا في‬ ‫حياة الناس وخاصة الطبقة المتوسطة‬ ‫‪،‬واول ما يستلفت النظر هو شعور‬ ‫الفرد بكرامته واعتزازه بقوميته ؛‬ ‫فالفالح ‪ ،‬والعامل ‪ ،‬ورجل الشارع كل‬ ‫يسير مرفوع الرأس ‪ ،‬موفور الكرامة‬ ‫‪ ،‬يحس بكيانه ‪ ،‬ويشعر أنه يؤدي واجبه‬ ‫بإخالص لبناء الوطن ” ‪.‬فالثورة قدمت‬ ‫الكثير من االنجازات ‪ ،‬وأحدثت انقالبا‬ ‫في النظم االجتماعية الداخلية بالبالد ‪،‬‬ ‫وسارت الثورة من البداية بخطى‬ ‫حريصة ‪ ،‬فقد عزل الملك الفاسد فاروق‬

‫‪13‬‬


‫دون حراسة ‪...‬ان فى حب الشعب‬ ‫لعبدالناصر ما يدعو الى التفاؤل‬ ‫بمستقبل زاهر للمصريين جميعا ‪..‬‬

‫وتوفيق الحكيم ” ولكن قراءآتي كانت‬ ‫مزاجا من القصص والتاريخ وقد زاد‬ ‫اهتمامي على االخص بتاريخ مصر في‬ ‫القرن التاسع عشر ثم عكفت على‬ ‫دراسة الثورة الفرنسية ‪ ،‬وقرأت تاريخ‬ ‫حياة زعمائها مرة بعد مرة‬ ‫…واعجبني فولتير وشخصيته الهادئة‬ ‫…وقرأت رواية (قصة مدينتين ) التي‬ ‫الفها شارلز ديكنز ‪ ،‬وتعلمت منها كيف‬ ‫يمكن ان تصبح الثورة بيضاء ” ‪.‬وعن‬ ‫نابليون يقول عبد الناصر ‪ ”:‬لقد‬ ‫أبغضته من صغري عندما قرأت في‬ ‫تاريخ الحملة الفرنسية انه نصب مدافعه‬ ‫على المقطم وضرب القاهرة ” وقال‬ ‫لديزموند ستيوارت ‪ ”:‬صدقني رغم‬ ‫انني قدت هذه الثورة ؛ فإني اكره‬ ‫الحرب ‪ ،‬واكره سياسة العنف ”‬ ‫‪.‬واضاف ‪ ”:‬ان الشعوب في حاجة الى‬ ‫المبادئ أكثر من حاجتهم الى‬ ‫االنتصارات الحربية ‪..‬وإال ما جدوى‬ ‫الثورة اذا لم تمنح الفرد حرية وكرامة‬ ‫وعدالة ”‪.‬‬

‫انهم يتبعونه ويسيرون وراءه صفا‬ ‫واحدا متماسكا لتحقيق االمااللعريضة‬ ‫واالعمال الضخمة التى ربما ناء‬ ‫بحملها هرقل ‪...‬‬ ‫لقد استطاع عبدالناصر ان يسترد‬ ‫لمصر حريتها المسلوبة ‪..‬وها هو يبذل‬ ‫الجهود الجبارة للتغلب على المشكالت‬ ‫االقتصادية ‪..‬‬ ‫لقد تحدثت مع سيادته فى العديد من‬ ‫الموضوعات ايقنت بعدها بسعة‬ ‫اطالعه وعمق خبراته ونفاذ بصيرته‬ ‫ومعرفته الدقيقة بالقانون والتاريخ‬ ‫واالحداث العالمية كبيرها وصغيرها‬ ‫وبمنتهى الدقة فى استخدام االلفاظ‬ ‫وباسلوب شيق وجذاب وبلغة انجليزية‬ ‫سليمة اجاب سيادة الرئيس على كل‬ ‫اسئلتى ‪"..‬‬ ‫كتاب ديزموند ستيوارت وثيقة تاريخية‬ ‫ذات قيمة كبيرة ؛ فالمؤلف يعد شاهد‬ ‫عيان ‪ ..‬رأى ‪ ،‬وسمع ماحدث في مصر‬ ‫الثورة ‪ ..‬وكان قريبا الى شعب مصر‬ ‫‪ ،‬وقادة مصر وقمين بشبابنا ان يقرأوا‬ ‫هذا الكتاب بتأن وتدبر كبيرين ‪.‬‬

‫ومما قاله ديزمونت ستيوارت ‪ " :‬وال‬ ‫ادل على تاييد الشعب للرئيس‬ ‫عبدالناصر ومقدار الحب الخالص الذى‬ ‫يكنونه لزعيمهم من انه يسير بعربته‬ ‫المكشوفة فى شوارع القاهرة المزدحمة‬

‫‪14‬‬


15


16


‫طنطل هو كائن اسطوري متحول يتلبس في اي شكل إنسان حيوان او جماد يخرج‬ ‫في الليل وكان العرب قديما يخافون منه واالسم ماخوذ من األساطير السومرية في‬ ‫العراق‪.‬‬

‫جذورها‬ ‫ـ يوجد تشابه بين األسطورة و«الميتافور» أو المجاز اللغوي فاألسطورة تعبّر عن‬ ‫نظام رمزي ثقافي يماثل النظام الرمزي اللغوي وكال النظامين يبحث عن التواصل‬ ‫واالستمرارية‪ ،‬فاألساطير ال تعرف الفناء أو الموت فهي حية تنفذ فى نصوص اإلنسان‬ ‫بآلة الرمز‪ ،‬وحتى نوضح هذه الصورة والدرجة من التشابه البد أن نعيد تعريف‬ ‫األسطورة بوصفها نظاما رمزيا؛ إذ يتميز مصطلح األسطورة بالمرونة فيمكن للباحث‬ ‫أن يعرفه بحسب التوظيف الذي يسعى إليه الباحث‪ ،‬ولقد تصدّى العديد من الباحثين‬ ‫في عدّة مجاالت لدراسة األسطورة وقد حاول كل باحث إيجاد صيغة تعريف‬ ‫لألسطورة وقد اختلفوا في ذلك فكل باحث يتناول األسطورة من ناحية فمنهم من حاول‬ ‫تعريفها بمضمونها‪ ،‬أما من حيث هي (أو في ذاتها) أو بالمقارنة مع أشكال سردية‬ ‫أخرى مثل «القصة العجيبة» أو «القصة الشبيه تاريخية» ذات الصبغة األسطورية‬ ‫أو الخرافة‪ ،‬ومنهم من نظر إليها من زوايا أخرى باعتبارها شكال سرديا أو نظاما‬ ‫رمزيا (عجينة ‪ ،1994‬ج‪ :1‬ص ‪ 63‬و‪ .)68‬فاألسطورة لها مستوى سطحيا وآخر‬ ‫عميقا هو الذي يشتمل على المعنى الباطن أو الرمزي المنبثق من خالل عناصرها‬ ‫بناء على أن عناصر األسطورة ليست الدالئل اللغوية بقدر ما هي الرموز (عجينة‬ ‫‪ ،1994‬ج‪ :1‬ص ‪ .)72‬لذلك يعرفها الفيلسوف الفرنسي غيلبار دورن بأنها «نظم‬ ‫لوقائع رمزية في مجرى الزمان»‪ ،‬ويلتقي معه بول ريكور من خالل التعريف اآلتي‪:‬‬ ‫«األسطورة حكاية تقليدية تروي وقائع حدثت في بداية الزمان وتهدف إلى تأسيس‬ ‫أعمال البشر الطقوسية حاضرا‪ ،‬وعموما إلى تأسيس جميع أشكال الفعل والفكر التي‬ ‫بواسطتها يحدّد اإلنسان موقعه في العالم‪ .‬فاألسطورة تثب األعمال الطقوسية ذات‬ ‫الداللة وتخبرنا عما يتالشى بعدها التفسيري بما لها من مغزى استكشافي وتتجلى من‬ ‫خالل وظيفتها الرمزية؛ أي فيما لها من قدرة على الكشف عن صله اإلنسان بمقدساته»‬ ‫(عجينة ‪ ،1994‬ج‪ :1‬ص ‪ .)72‬ومن أشهر األساطير التي وظفتها العامة في الرمزية‬ ‫والمجاز هي تلك التي ارتبطت بالمخلوقات األسطورية كالعمالقة والغول والسعلوة‬ ‫والطنطل‪،‬‬

‫الطنطل في اللغة‬ ‫ـ ال نعلم بالتحديد أصل كلمة طنطل لكنها تتشابه مع اسم المخلوق األسطوري اليوناني‬ ‫‪ Tantalus‬الذي اعتبر من المخلوقات التي ترهبها الناس والذي دخل المجاز اللغوي‬

‫‪17‬‬


‫أيضا وتحول إلى كلمة تستخدم في اللغة اإلنجليزية‪ .‬كذلك يمكن رد كلمة الطنطل‬ ‫للعربية فقد يكون أصلها الطمل أو الطملول وهو الشخص اللئيم والعاري من الثياب‬ ‫وهذا وصف قريب من وصف العامة للطنطل‪ ،‬جاء في معجم تاج العروس مادة‬ ‫فاحش‪ ،‬الذي ال يبا ِلي ما صنع ‪ ...‬وقال ابن‬ ‫الرجل ْال ِ‬ ‫«طمل»‪ِ « :‬‬ ‫الط ْمل‪ ،‬بِ ْالكس ِْر‪َّ :‬‬ ‫ي ِ‪ّ ِ :‬‬ ‫اللّص ‪ ...‬أو‬ ‫الط ْمل ‪ ...‬اللَّئيم‪ ،‬ال يبا ِلي ما صنع‪ .‬وأيضا‪ :‬األ ْحمق‪ .‬وأيضا‪ِ :‬‬ ‫األعْرابِ ّ‬ ‫ب‪ ،‬وأكثر ما يوصف ب ِه ْالقانِص‪ ،‬نقله َّن ابن دريْد‪ ،‬ما عدا ِ ّ‬ ‫الط ْمالل‬ ‫اري ِمن ال ِث ّيا ِ‬ ‫هو‪ْ :‬الع ِ‬ ‫ب» ‪.‬‬ ‫‪ ...‬والط ْملول‪ ،‬كز ْنبور‪ ،‬وفي‬ ‫بعض النسخِ‪ :‬كزبيْر‪ ،‬غلط‪َّ :‬‬ ‫اري ِمن ال ِث ّيا ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرجل ْالع ِ‬

‫رمزية الطنطل‬ ‫ــ باإلضافة إلى أن «الطنطل» كائن أسطوري فقد تحول الطنطل إلى نوع من الرمز‬ ‫الذي يرمز ألي مصدر خطر يتوهم الفرد أنه يهدده‪ ،‬وقد يكون هناك خطر حقيقي أو‬ ‫مجرد وهم أو أن مصدر الخطر هذا حقيقي لكنه ال يمثل خطرا حقيقيا‪ ،‬وفي الغالب‬ ‫فإن الجماعات الشعبية تستخدمه كرمز لمصدر خطر وهمي‪ ،‬وقد استخدمت هذه‬ ‫الرمزية في الشعر كقصيدة «الطنطل» للشاعر حكمت الناهي التي يقول فيها‪:‬‬

‫يا زارع الخوف فينا أال تخجل‬ ‫يا ملجم اآلراء واألحرار تكبل‬ ‫ملنا الصمت وأعيانا الطنطل‬ ‫‪18‬‬


‫هذه الرمزية ليست حصرا على «الطنطل» فقط فقد تستخدم رمزية السلعوة أو السعلوة‬ ‫أو الغول أو أي كائن أسطوري آخر‪ .‬وقد أصبحت رمزية الطنطل نادرة االستخدام‬ ‫عند الجماعات الشعبية في البحرين لكنها اقتصرت على تشبيه شخص بالطنطل‪ ،‬فيقال‬ ‫فالن طنطل أي أحمق أو «أهبل» أو شخص نكرة وهذا قريب من رمزية الطنطل‬ ‫احديدة الطنطل»‪.‬‬ ‫الرائجة في العراق والمستخدمة في المثل الشعبي « ْ‬

‫احْ دَيدَة الطنطل‬ ‫احديدة وتكتب أحيانا ْحديدة وهي تصغير لكلمة حديدة والتي تعني قطعة من الحديد‪،‬‬ ‫ــ ْ‬ ‫وقد أعتادت الجماعات الشعبية في الخليج العربي استخدام قطعة صغيرة من الحديد‬ ‫أو سكين أو منجل لتضعه أسفل الوسادة عند النوم وذلك كنوع من الحماية ضد الجن‬ ‫أو التابعة أو الجاثوم‪ ،‬وكذلك تستخدم الطريقة ذاتها للحماية من الطنطل‪ .‬والجماعة‬ ‫احديدة الطنطل» كنوع من السخرية فهي تشبه شيء ما أو‬ ‫الشعبية تستخدم المثل « ْ‬ ‫شخص ما أنه احديدة الطنطل أي أن هذا الشيء أو الشخص (التافه) تتوهم جماعة ما‬ ‫أن بمقدوره أن يمنع خطرا قادما من مصدر أسطوري (ال وجود له في الواقع)‪.‬‬ ‫والمفارقة هنا أن الجماعة الشعبية التي تمارس طقس وضع سكين تحت الوسادة كنوع‬ ‫من الحماية هي الجماعة ذاتها التي صاغت مثاال يسخر من هذا الطقس‪ .‬ويبدو أن‬ ‫رمزية «احديدة الطنطل» تشير إلى ثقافة تتبعها العديد من الجماعات الشعبية في‬ ‫العديد من الثقافات وهي ثقافة تتض ّمن تقديس شيءأو شخص ال ينفع وال يضر معتقدة‬ ‫أن هذا الشيء أو الشخص هو ما يمنع عنها الخطر األسطوري الذي يهددها‪.‬‬ ‫يعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود إلى اسطورة احفيظ والتي تناقلتها‬ ‫االجيال في جنوب العراق‪ ،‬حيث تقول‪ :‬في قديم الزمان كانت هناك مملكتان كبيرتان‬ ‫في جنوب وادي الرافدين هما مملكتا”العكر‪ ،‬أبو شذر واخيهما احفيظ “ وقد ازدهرت‬ ‫الحياة فيهما‪ ،‬فبنوا المدن والمعابد المقوسة والمزخرفة واحاطوها باالسيجة”المسنايات‬ ‫“ حفاظا عليها من الفيضان واهتموا بزراعة بساتين النخيل والفاكهة حتى‬ ‫اصبحت”جنة هللا على االرض “ ولكنهم تجبروا وكفروا وخرجوا عن طاعة”االله “‬ ‫فغضب عليهم وقلب مدنهم بالزلزال واغرقهم بال طوفان واصبحت هذه المدن االن‬ ‫ركاما اثريا والتي تسمى اليوم”االشن “ ثم انزل الطناطل والجن لتحرسها ومن هذه‬ ‫االشن”العكر‪ ،‬أبو شذر‪ ،‬احفيظ‪ ،‬الواجف‪ ،‬وغيرها “ وهذه االسطورة تشبه لحد ما‬ ‫ملحمة كلكامش وقصة الطوفان قبل خمسة االف سنة‪ ،‬ويؤيد ذلك الرحالة البريطاني‬ ‫كافن يونغ في كتابه”العودة إلى االهوار‪ ،‬صفحة ‪ “ 40‬حيث يقول‪ :‬هناك قصص كثيرة‬ ‫تروى عن الطناطل حول نيران المساء ويقال انها تحرس كنزا غامضا عن جزيرة‬ ‫اخفتها بالسحر عن عيون البشر‪ .‬ويقصد بذلك الكنز الذهبي الذي يحرسه طنطل احفيظ‬ ‫في عمق االهوار الوسطى‪ .‬وتتخذ الطناطل اسماءها من أسماء االهواء واالشن‬

‫‪19‬‬


‫والكواهين مثل طنطل أبو اغريب‪ ،‬طنطل ام العبيد‪ ،‬طنطل أبو اسميج‪ ،‬طنطل داور‪،‬‬ ‫طنطل صلين‪ ،‬ويشرف احفيظ على عشرات الطناطل في االهوار وله السيطرة التامة‬ ‫عليها‪ .‬وقد تسبب هذه الطناطل بعض العاهات والعوق او الجنون او بعض التشوهات‬ ‫في الجسم عند اصطدامها مع البشر‪ ،‬ولكن البعض منها تبني صداقات مع رعاة‬ ‫الجاموس”المعدان “ بعد ان يقدموا لها خبزة تمن مشوية”حناية “ بدون ملح النه ال‬ ‫يحب الملح ويطلق عليه اسم ثان”ماصخ “ وبالرغم من عظمته هذه وشجاعته‬ ‫ومراوغته لكنه يخاف من االبرة والمخيط واية آلة حديدية فينهزم عندما تشهر بوجهه‬ ‫فيختفي من غابات القصب‪..‬‬

‫في التراث العراقي‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫طنطل هو كائن اسطوري متحول يتلبس في اي شكل إنسان حيوان او جماد يخرج‬ ‫في الليل ‪ ،‬وكان العرب قديما يخافون منه واالسم ماخوذ من االساطير السومريه في‬ ‫العراق والجزيره العربية ‪ ،‬يعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود إلى‬ ‫اسطورة احفيظ والتي تناقلتها االجيال في جنوب العراق حيث تقول ‪ :‬في قديم الزمان‬ ‫كانت هناك مملكتان كبيرتان في جنوب وادي الرافدين هما مملكتا العكر ‪ ،‬أبو شذر‬ ‫واخيهما احفيظ وقد ازدهرت الحياة فيهما ‪ ،‬فبنوا المدن والمعابد المقوسة والمزخرفة‬ ‫واحاطوها باالسيجة”المسنايات “ حفاظا عليها من الفيضان واهتموا بزراعة بساتين‬ ‫النخيل والفاكهة حتى اصبحت جنة هللا على األرض ولكنهم تجبروا وكفروا وخرجوا‬ ‫عن طاعة”االله “ فغضب عليهم وقلب مدنهم بالزلزال واغرقهم بالطوفان واصبحت‬ ‫هذه المدن اآلن ركاما اثريا والتي تسمى اليوم (االشن) ثم انزل الطناطل والجن‬ ‫لتحرسها ومن هذه االشن العكر ‪ ،‬أبو شذر ‪ ،‬احفيظ ‪ ،‬الواجف وغيرها ‪ ،‬وهذه‬ ‫االسطورة تشبه لحد ما ملحمة كلكامش وقصة الطوفان قبل خمسة آالف سنة ‪ ،‬ويؤيد‬ ‫ذلك الرحالة البريطاني كافن يونغ في كتابه”العودة إلى االهوار ‪ ،‬صفحة ‪ “ 40‬حيث‬ ‫يقول ‪ :‬هناك قصص كثيرة تروى عن الطناطل حول نيران المساء ويقال انها تحرس‬ ‫كنزا غامضا عن جزيرة اخفتها بالسحر عن عيون البشر ‪ ،‬ويقصد بذلك الكنز الذهبي‬ ‫الذي يحرسه طنطل احفيظ في عمق االهوار الوسطى ‪ ،‬وتتخذ الطناطل اسماءها من‬ ‫أسماء االهواء واالشن والكواهين مثل طنطل أبو اغريب ‪ ،‬طنطل ام العبيد ‪ ،‬طنطل‬ ‫أبو اسميج طنطل داور ‪ ،‬طنطل صلين ‪ ،‬ويشرف احفيظ على عشرات الطناطل في‬ ‫االهوار وله السيطرة التامة عليها ‪ ،‬وقد تسبب هذه الطناطل ببعض العاهات والعوق‬ ‫او الجنون او بعض التشوهات في الجسم عند اصطدامها مع البشر ‪ ،‬ولكن البعض‬ ‫منها تبني صداقات مع رعاة الجاموس”المعدان “ بعد ان يقدموا لها خبزة تمن‬ ‫مشوية”حناية “ بدون ملح النه ال يحب الملح ويطلق عليه اسم ثان”ماصخ “ وبالرغم‬

‫‪20‬‬


‫من عظمته هذه وشجاعته ومراوغته لكنه يخاف من اإلبرة والمخيط وأية آلة حديدية‬ ‫فينهزم عندما تشهر بوجهه فيختفي من غابات القصب ‪..‬‬ ‫والطنطل يعد رمز الشجاعة والبطولة لدى عرب االهوار فقد جاء في اهازيجهم احفيظ‬ ‫الشافك ماتت جنحانه ‪ ،‬وفي االمثال الشعبية جنك طنطل أبو اسميج ‪ ،‬ولإلنسان الملثم‬ ‫وصاحب المنظر المخيف”جنك طنطل “ او”قابل انا طنطل اكل ماصخ “ والكثير من‬ ‫ذلك في موروث الشعبي وبعد المد الحضاري وتطور المجتمع االهواري وكذلك بعد‬ ‫تجفيف االهوار عام ‪ 1992‬انتهت تقريبا معظم هذه االساطير والخرافات ولكنها تبقى‬ ‫متعلقة بموروث الشعبي لجنوب العراق مثل”عبد الشط السعلوه الطنطل ‪ ،‬عوج ابن‬ ‫عناق “ ‪..‬‬ ‫طنطل‪ ،‬الجمع طناطل‪ ،‬اسم مرعب ومخيف يهابه سكان االهوار وحتى االطفال منهم‪،‬‬ ‫فعندما ال ينام الطفل ليال ولسبب ما فما على امه اال تهديده به فتنادي عليه”نام اجاك‬ ‫الطنطل “ فيدب الخوف فيه وينام مرغما وصابرا على آالمه واسباب بكائه‪ ،‬وطنطل‬ ‫االهوار يختلف اختالفا كليا عما موجود منه في المدن واالزقة المظلمة والمقابر‬ ‫والصحاري ففي االهوار يكون شرسا ومؤذيا ويقطع الطرق على الصيادين‬ ‫والمسافرين بين قرية عائمة واخرى ويسيطر على مساحات واسعة ويحرم وصول‬ ‫البشر اليها لذلك تتكاثر االسماك والطيور فيها وتتشابك غابات قصبها وهناك عشرات‬ ‫القصص يرويها سكان االهوار في مضايفهم ودواوينهم‪ .‬وهي دائما قصص مخيفة‬ ‫ومنها قصة”احفيظ “ الجبار والذي ال تستطيع اية قوة في هذا الكون قهره‪ ،‬او طنطل”ام‬ ‫العبيد “ في اهوار المجر الكبير وهو على هيئة عبد اسود‪ ،‬والطناطل دائما تسكن‬ ‫االهوار البعيدة واالشن والممرات المائية”كواهين “ وتهاجم اإلنسان اذا كان بمفرده‬ ‫وتطلق اصواتا غريبة وتبدل احجامها واشكالها باية لحظة لتثير الرعب في نفوس‬ ‫المسافرين‪ .‬وعندما نسأل كبار السن من عرب االهوار فكان جوابهم بانها شياطين‬ ‫خارجة عن طاعة هللا سبحانه وتعالى ويربطون ذلك باساطير‬ ‫الطنطل‪ :‬المخلوق األسطوري في الخليج العربي‬ ‫ــ يعتبر الطنطل في الخليج العربي من المخلوقات األسطورية وقد وصف بأكثر من‬ ‫وصف إال أن تلك التوصيفات للطنطل تتشابه في بعض الصفات كالطول مثال‪ ،‬فقد‬ ‫وصف فالح حنظل الطنطل في معجمه عن ألفاظ دولة اإلمارات العربية‪ ،‬مادة طنطل‪،‬‬ ‫بأنه‪« :‬كائن من االشباح طويل القامة عظيم الجسم‪ ،‬وتقال كناية عن الشخص الطويل‪.‬‬ ‫قال لي أحمد امين المدني‪( :‬وهو ما كنا نسمع عن وجوده في دبي وتروى عنه أساطير‬ ‫تفزع الصبيان ليال)»‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫وذكر حنظل في معجمه أيضا اعتقاد أهل بغداد بالطنطل‪« :‬وعند أهل بغداد كان العوام‬ ‫يزعمون أن (الطنطل) يظهر ليال بصفة إنسان هائل الحجم‪ ،‬عظيم الطول‪ ،‬عاري‬ ‫البدن‪ ،‬يقف في األزقة وقد فتح رجليه فتدلت خصيتاه بحيث تمس رؤوس المارة‪ ،‬ولم‬ ‫يعرف عنه انه يفترس الناس‪ ،‬بل كان يخيفهم فقط‪ ،‬ويضحك عليهم إذا رعبوا من‬ ‫رؤيته»‪.‬‬ ‫أما عن زعم أهل الكويت في الطنطل فقد روى القناعي في كتابه «صفحات من تاريخ‬ ‫الكويت» عن خرافات أهل الكويت ومنها «الطنطل»‪« :‬ومنها (الطنطل)‪ ،‬وهو‬ ‫يوصف بطول الجسم طويل الخصا بحيث إذا مشى يسمع لها صوت‪ ،‬وهو يتمثل‬ ‫للسارين في الليل ويلعب عليهم ولكن الحيلة في دفعه أن يكون مع الساري مسلة‪ ،‬فاذا‬ ‫رآه صاح (هات المسله)‪ .‬فهو يهرب منها خوفا على خصيتيه من غرز المسلة فيهما»‬ ‫(القناعي ‪ ،1988‬ص ‪.)77‬‬ ‫وشبيه بذلك وصف الطنطل في البحرين‪ ،‬وتطلق لفظة الطنطل في البحرين كصفه‬ ‫إنطل أي شخص طويل‪ ،‬وتستخدم أيضا لوصف‬ ‫للشخص الطويل‪ ،‬ويقال أيضا‪ :‬واحد ِ‬ ‫الشخص الذي أرسل لجلب حاجة أو شخص لكنه رجع خاوي اليدين أو وحيدا فيقال‪:‬‬ ‫جيْه يطنطل أي جاء خاوي اليدين أو وحيدا‪.‬‬

‫صفات طنطل‬ ‫ـ والطنطل يعد رمز الشجاعة والبطولة لدى عرب االهوار فقد جاء في‬ ‫اهازيجهم”احفيظ الشافك ماتت جنحانه “ وفي االمثال الشعبية”جنك طنطل أبو اسميج‬ ‫“ ولإلنسان الملثم وصاحب المنظر المخيف”جنك طنطل “ او”قابل انا طنطل اكل‬ ‫ماصخ “ والكثير من ذلك في موروث الشعبي وبعد المد الحضاري وتطور المجتمع‬ ‫االهواري وكذلك بعد تجفيف االهوار عام ‪ 1992‬انتهت تقريبا معظم هذه االساطير‬ ‫والخرافات ولكنها تبقى متعلقة بموروث الشعبي لجنوب العراق مثل”عبد الشط‪،‬‬ ‫السعلوه‪ ،‬الطنطل‪ ،‬عوج ابن عناق “‬

‫‪22‬‬


‫احمد جارهللا ياسين‬ ‫اصدقائي اختلفوا معي في الرأي فيما اكتب ‪ ..‬الن االمور كلها في الحياة قابلة لرؤيتها‬ ‫من عدة زوايا للنظر ‪..‬‬ ‫لكن اذا شعرتم بان االختالف معي تحول الى مايزعجكم او يثير الملل لديكم فارجوا‬ ‫منكم استخدام ( الحظر الرحيم ) على طريقة ( الموت الرحيم ) اي حظري من‬ ‫صداقتكم الني ال اريد ان اكون من دون قصد مصدر ذلك االختالف المزعج او المثير‬ ‫للملل ‪..‬وانا مستعد الجل اولئك االحبة من االصدقاء ان اتنازل له عن مقعدي في‬ ‫الخمسة االف مقعد المخصصة لكل واحد من صداقات الفيس بوك والحذف لن يغير‬ ‫العالم فالشمس ستستمر بالشروق والغروب واالنهار بالجريان وزواج عتريس من‬ ‫فؤادة سيبقى باطال ‪..‬والفيس بوك تفهم الطبيعة البشرية لذلك وضع اقتراحات عديدة‬ ‫الختيار االصدقاء الخمسة االف ‪..‬وكذلك لحذف من يثير مللنا‪ .‬او يزعجنا الن الود‬ ‫مع من نحذفه يبقى ولن يفسد بسبب اختالف الراي معه ‪..‬‬ ‫ارجوكم التتردوا في حذفي من صداقتكم او حظري الن ذلك وحده الحل االمثل بدل‬ ‫تحملي بوصفي مزعجا او مثيرا للملل بمنشوراتي وموضوعاتها المكررة في الفترة‬ ‫االخيرة وخاصة قضية السرقات ‪..‬التي تعني لي الكثير وال تعني شيئا الخرين ‪..‬وكل‬ ‫منا حر ‪..‬وليس مجبرا لقراءة ما يثير الملل في نفسه…وخير وسيلة لتجنب ذلك‬ ‫ضغطة زر بالحذف او الحظر ‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫حسام الطحان‬

‫سألت صديقا رأيته في الصناعة عن احد ( الفيترجية ) إلصالح عطب في سيارتي ‪،‬‬ ‫فقال لي ‪ :‬يمعود بطنو جبيرة ‪....‬‬ ‫ودعته وذهب الى الفيتر ذو البطن الكبيرة وقلت له ‪ :‬ارني بطنك ‪ ،‬فرفع قميصه فإذا‬ ‫ببطنه طبيعية الحجم كبطوننا ‪ ،‬فسألني عن السبب ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬سمعت من احد‬ ‫االشخاص ان ( بطنك جبيرة ) ‪ ،‬فضحك وقال ‪ :‬ال حبيبي هذه كناية عن الطمع‬ ‫والجشع ‪ ،‬والكناية كما تعلم احد فنون البالغة العربية مثل قولنا ‪ :‬كثير الرماد ‪ ،‬جبان‬ ‫الكلب ‪...‬‬ ‫في الحقيقة اعجبتني بالغة هذا الفيتر ومعرفته بالعربية وعلومها ‪ ،‬فودعته وذهبت‬ ‫الى فيتر آخر ‪....‬‬ ‫نعم هكذا احلم ان يكون الناس ‪ ،‬يحبون لغتهم االم ويحبون البالغة ويعرفون‬ ‫الزمخشري ‪.....‬‬

‫‪24‬‬


‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫ما أجمله من عمر ؟!!‬

‫من القصص والحكايات‬

‫يطارده ويصطادة ويهزمه السالم‬

‫لتقفي يومياتنا ‪...‬‬

‫أيامه مسترسله لوئام مستبد‬

‫هللا على النفوس ما أروعها ؟!‬

‫وسنواته تتنقل بين كفي األمان‬ ‫طواعية‬

‫وقد عرش الورد على أرواحها‬ ‫هللا على األناقة في الحسن ؟!‬

‫يهرمنا فيه خضار دائم لسعادة مورقة‬

‫وقد لبست المالمح من أسها حتى‬ ‫األساس‬

‫وفصوله األربعة ‪....‬‬ ‫متشابكة بحياة بهية الطلعة‬

‫هكذا بكل إكراه واختيار‬

‫المنبه في حنجرة العصافير‬

‫تنحى البغض جانبا قصيّا‬

‫وزجاجات العطر كوؤس الورد‬

‫ْ‬ ‫والذت العداوة خلف جدران النسيان‬

‫وعلى مفارق الوداع‬

‫ال ينال منا البؤس ‪...‬‬

‫نصينا أقواس اللقاء ‪....‬‬

‫ونحن سطور في قصيدة أمل‬

‫وتهرب النهايات السعيدة‬

‫لن تخترقنا ممرات غربة وضياع‬

‫‪25‬‬


‫ونقطف بتالت المسرات ‪....‬‬

‫وبنى صدرا في أجسادنا عمدانه‬ ‫الطمنأنية‬

‫ونحن ن ِرد االبتسام ِوردا‬ ‫عنا يغرب الحنين ‪....‬‬

‫وصروحه نشوة من رضا‬

‫فنحن نتبهرج الجمال بتدرج إبداع‬

‫واختمار من قناعة في خوابي اليقين‬ ‫‪...‬‬

‫يوما بعد يوم ‪....‬‬

‫آه ما أبهاه من زمن‬

‫تعزفنا الحياة ‪....‬‬

‫كم هو بديع هذا الحلم ؟!‬

‫ألحانا خالدة في أغنية من سكينة‬ ‫ابدية‬

‫الذي اخترق حاجز الخيال‬ ‫ليواكبنا مسيرة الوعد لحظة لحظة‬

‫من حديث ماء على لسان صباح‬ ‫ربيعي‬

‫ليوافينا اليقين ‪...‬أمان واعدة‬

‫في أذن الكون ‪....‬‬

‫فقط كونو على الموعد‬

‫يا ذاك الشهيق الذي أدمى الهوى‬

‫و تفائلوا خيرا تجدوه‬

‫حتى سكننا أنفاسا من طهر‬

‫‪26‬‬


‫علي مباركي‬ ‫أرى طيف الردى‬ ‫في حالة خضراء‬ ‫ذات حسن وبهاء‬ ‫بيمناه راية بيضاء‬ ‫حام حولي في هناء‬ ‫ثم عرج في السماء‬ ‫بروحي فارتقي‬ ‫إلى عنان السماء‬ ‫حتمي هو القضاء‬ ‫وللرحمان البقاء‬ ‫ولألراضي الفناء‬ ‫بكل ما فيها عزاء‬ ‫فيها وريقات صفراء‬ ‫منذ آألزل صماء‬ ‫يعشقها األغبياء‬ ‫بطيبها يلذ البسطاء‬ ‫ويدينها الحكماء‬ ‫لكل ما فيها من بالء‬

‫‪27‬‬


‫اسماعيل خوشناو‬ ‫سأقيم مع ٱل ِ ّ‬ ‫تاء‬ ‫ش ِ‬

‫أال تدْري‬

‫ح ْفلة ِوداد‬

‫ال يكون بعد ع ْهدِي‬

‫ت ٱلبرد‬ ‫على دبْك ِة حبَّا ِ‬

‫َّإال ْالممات‬

‫ت ْرقص قدماي‬

‫على فسْح ِة راحتي‬

‫نام ِل يدي‬ ‫ويترنَّم ْ‬ ‫اح ِتكاك أ ِ‬

‫ْ‬ ‫ذرات ْالبياض‬ ‫تضامنت َّ‬

‫الثلوج تسدل لونها‬

‫ِلترسم صورتها‬

‫وتدق على مهل‬

‫وفِ ْنجان ق ْهوتي‬

‫أسوار أذني‬

‫يداعب شفتي‬

‫ز َّملني ِم ْعطفي‬

‫وتسيل شذرات ٱلثَّلجِ‬ ‫ين أصابِعِ يدي‬ ‫ِم ْن ب ِ‬

‫بِ ْ‬ ‫ت‬ ‫ف الضَّحكا ِ‬ ‫عز ِ‬

‫بين حين و آخر‬

‫ت ْن ِطق شفتاي‬

‫تهب أبيات ِم ْن كلماتي‬

‫في ك ِّل ص ْوب‬

‫سأ ْن ِحت و ْقفتي‬

‫احتِفال‬ ‫صار ْ‬

‫اط صورة‬ ‫ِال ْلتِق ِ‬

‫ناظري‬ ‫أيا ِ‬

‫مع قصيدتي‬

‫عن صورةِ أميرتي‬

‫و فنجان ق ْهوتي‬

‫ت النَّاي‬ ‫ستار و ع ِزف ِ‬ ‫ر ِفع ال ِ ّ‬

‫ول ْوحة ث ْل ِجيَّة لها‬

‫اللوحات فا ِتنة‬

‫فت ْكت ِمل ِبذلك‬

‫ت ْغري بقص ِد ْاإلل ِتفات‬

‫اء ِسيرتي‬ ‫ل ْوحة ِشت ِ‬

‫ومع ك ِّل ِر ْجفة‬

‫‪28‬‬


‫سامية البحري‬ ‫أن ارحل ‪!!...‬‬ ‫تتسلل من خدرها كل يوم‬

‫حان دور الشمس‬

‫تمزق نسيج الدجى‬

‫دع خيوطها تخصب رحم األرض‬

‫تتهادى في خفر‬

‫يسجد القمر ‪...‬يقدم القرابين‬

‫ترسل أشعتها في شريان األرض‬

‫لحظة وصل كافية إلطفاء الحريق‬

‫القمر من هواها يحتضر‬

‫صوت يمزق جوف السماء‬

‫يتوارى خجال في الضفة األخرى‬

‫"الشمس والقمر بحسبان"‬

‫تولد ملحمة حب بين الشمس والقمر‬ ‫يقف القمر على ضفة نهر‬ ‫سأنتظرك هنا!!!‬ ‫لن أغيب‪......!!...‬لن أغادر للضفة‬ ‫األخرى‬ ‫األرض تستغيث من الدجى‬ ‫تضرب بجبالها جوف القمر‬ ‫صوت يمزق جوف السماء‬

‫‪29‬‬


‫زهرة حممد‬ ‫كانت على النافِذة تراقبه‬ ‫وهو يوزع قِطع احللوى علىَ أطفال احليّ‬ ‫وحيّن قال لهُ أحد األطفال أريدُ قِطعة كبرية‬ ‫أشار إىل نافذتها‪.‬‬ ‫‪30‬‬


31


‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪32‬‬


‫عقدت الرابطة العربية لآلداب والثقافة فرع الموصل مساء هذا اليوم الخميس جلستها‬ ‫الثقافية لتوقيع مجموعة الشاعر ماجد حامد الحسيني الموسومة (إيلينا ) وبعد افتتاح‬ ‫الجلسة من قبل عضو الرابطة السيدة يسرى الحسيني تقدم الدكتور هشام عبد الكريم‬ ‫والدكتور غسان عزيز األمين العام للرابطة لتقديم الشاعر‬ ‫والتعريف بمجموعته من الجهة النقدية حيث تناول الدكتور هشام عبد الكريم جانبا من‬ ‫ذكرياته مع صديقه الشاعر والتي تتيح له طبعا التوغل في نصوص الشاعر وتفكيك‬ ‫اشاراتها ورمزياتها وبالتالي استخالص تركيبة الشاعر الفكرية خاصة أن المجموعة‬ ‫في معظمها تنتمي إلى قصيدة النثر وهي القصيدة التي تجسد الهم اإلنساني من خالل‬ ‫صور ورموز مشفرة وسريالية أحيانا كذلك أثنى األستاذ غسان عزيز على مجهود‬ ‫الشاعر من خالل قراءة جميلة يجيدها األستاذ غسان عزيز وبعد االستماع الى بعض‬ ‫من النصوص بصوت الشاعر فتح باب المداخالت والنقاشات للجمهور الذي كان وفيا‬ ‫في حضوره برغم قساوة وشراسة الطقس لهذا اليوم وكانت هناك مداخالت اثنت على‬ ‫الشاعر ومجهوده كمداخلة األخ رافع حازم السراج وبعض األخوة اآلخرين ولكن ما‬ ‫مميز جلسة اليوم حضور شبابي كنت أتمناه دائما وبرغم المداخالت العنيفة لألخ علي‬ ‫خالد العيثان واألخ علي محمود جمعة حول المجموعة والنقد وحقيقة قصيدة النثر التي‬ ‫طالما كانت مثار اختالف في ارجاء الوطن العربي إال ان مداخالتهم أثارت نقاشا‬ ‫وتفاعال واسعا من الجميع اتسم بجمالية اإلنصات إلى الرأي اآلخر بصدر رحب وتقبل‬ ‫واحترام وجهات النظر المتباينة ‪.‬‬ ‫وبرأيي الشخصي فإننا بحاجة إلى االتصال والتواصل بين المؤسسات الثقافية‬ ‫واالندماج بين الفئات العمرية من أجل بناء بيئة ثقافية وفكرية صلبة ورصينة ونقية‬

‫‪33‬‬


‫اعداد ‪ :‬ماجد الحسيني‬ ‫ولد الشاعر الموصلي احمد عزت قاسم اغا بن عبد هللا افندي السعرتي في مدينته‬ ‫الموصل بتاريخ ‪ 1869/6/9‬وهو من عائلة ذات شان في المدينة ‪.‬‬ ‫دخل دار المعلمين التي تاسست انذاك في الموصل وتتلمذ على مديرها العالمة‬ ‫(رسول افندي) السليماني وقرأ عليه الكثير من العلوم منها تشريح االفالك والحكمة‬ ‫والمنطق وغيرها من العلوم العقلية والرياضية والطبيعية والفلسفية على اختالفها مع‬ ‫اللغة التركية والفارسية ونال الشهادة بتفوق ولما تقدم لالمتحان امام الوالي اعجب‬ ‫الوالي بذكائه الخارق واهداه ساعته وكانت من الذهب الخالص تقديرا لنبوغته وعلى‬ ‫الرغم من حداثته في االدب انذاك مع استاذه رسول افندي بمقطوعة ختمها بقوله‬ ‫مثل الرسول الذي ياتي الى االمم‪.‬‬ ‫حفظ القران الكريم ودرس على بعض العلماء االجالء علوم الدين والصرف والنحو‬ ‫واللغة واالدب والعروض‪.‬‬ ‫خالط الكثير من االدباء مثل سليمان بك الجليلي وحسن البزاز‪.‬‬ ‫له الفية على غرار الفية ابن مالك اال انها مبسطة ومطلعها‬

‫‪34‬‬


‫يقول في مفتتح المقال‬

‫احمد عزت في خلوص البال‬

‫اولهن يا اولي الظرافة‬

‫نوع حروف الجر واالضافة‬ ‫تعمل باسم واحد في الجر‬

‫فانها عشرون حرفا فادري‬

‫وقد امضى احمد عزت ربع قرن من عمره في التعليم وعند تقاعده اقيم له حفل كبيرا‬ ‫وقدمت هدية له باسم وزارة المعارف وهي عبارة عن علبة سكاير كبيرة نقش عليها‬ ‫اسمه وعبارة التكريم واسبابه‬ ‫وحينما زار الملك فيصل االول الموصل اقامت المدرسة للملك تكريما كبيرا قدم‬ ‫الطالب واالساتذة مسرحية صالح الدين االيوبي وانشد احمد عزت بين يديه قصيدة‬ ‫باعتباره مديرا للمدرسة فازت باعجاب الملك فيصل االول مطلعها‬ ‫نطق السرور مغردا في الموصل‬ ‫بزيارة الملك المعظم فيصل‬ ‫بعد تقاعده جعل منزله منتدى ادبيا حتى وافاه االجل في ‪ 1942/3/9‬وقد تجاوز‬ ‫السبعين من عمره على اثر اصابته بمرض الكلية وذات الرئة وقد اصدرت جريدة‬ ‫الهالل عددا خاصا باسم شادي معارف الموصل (يحيى ذكرى االربعين لفقيد العلم‬ ‫واالدب المرحوم االستاذ احمد عزت ال قاسم اغا السعرتي)‬

‫‪35‬‬


‫اعداد ‪ :‬قاسم الغراوي‬ ‫قواعد الحرب الجديدة‪:‬‬ ‫يضع الكاتبان مجموعة من القواعد للحرب الرقمية على مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬ ‫أوال‪ -‬باتت بيئة المعلومات الحديثة مستقرة‪ ،‬واإلنترنت هو اآلن وسيلة االتصاالت‬ ‫البارزة في العالم‪ ،‬وسيبقى كذلك في المستقبل القريب‪ .‬ومن خالل وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي ستنمو الشبكة من حيث الحجم والنطاق والعضوية‪ ،‬ولكن شكلها األساسي‬ ‫ومركزيتها بشأن نظم المعلومات لن يتغير‪.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬يعد اإلنترنت ساحة معركة وليس رسوال للسالم والتفاهم كما يقال‪ ،‬وإنما هو‬ ‫منصة لتحقيق أهداف فاعلين مختلفين‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬تغير ساحة المعركة دفع إلى التفكير في المعلومات نفسها‪ ،‬فمن المعلوم أن‬ ‫الحدث يكون قويًّا فقط إذا صدّقه الناس‪ ،‬ولذا يعمل “المقاتلون” على تزييف “الحقائق”‬ ‫فيما يصب في مصلحتهم‪ ،‬وذلك من خالل التالعب النفسي والسياسي والخوارزمي‬ ‫بها‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫رابعا‪ -‬لم تكن العالقة بين الحرب والسياسة بهذا التشابك من قبل‪ ،‬أما في الفضاء‬ ‫اإللكتروني فهناك تطابق تام بين الوسائل التي تؤدي إلى نجاح الجوانب السياسية‬ ‫والعسكرية لهذه المنافسة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬اتخذت السياسة عناصر من حرب المعلومات‪،‬‬ ‫في حين يتأثر الصراع العنيف بشكل متزايد بحروب الرأي عبر اإلنترنت‪ ،‬وهو ما‬ ‫يعني تحول مهندسي “وادي السيليكون”‪ ،‬حيث تنتج األعمال التقنية العالية‬ ‫واالختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا‪ ،‬دون قصد وسطاء قوة عالميين‪ .‬وتشكل‬ ‫قراراتهم ساحة المعركة التي يتقرر فيها كل من الحرب والسياسة‪.‬‬ ‫خامسا‪ -‬الجميع جزء من المعركة‪ ،‬ومحاطون بك ّم كبير من الصراعات على‬ ‫المعلومات‪ ،‬بعضها مرئي وبعضها غير مرئي‪ .‬وتهدف تلك الصراعات إلى تغيير‬ ‫مفاهيمنا عن العالم‪.‬‬ ‫سادسا‪ -‬في تلك الحرب الجديدة ال توجد أرضية محايدة‪.‬‬

‫‪37‬‬


38


‫الهند‬ ‫الهند رسميا جمهورية الهند (بالهندية‪ ،भारत गणराज्य) :‬هي جمهورية تقع في‬ ‫جنوب آسيا‪ .‬تع ّد سابع أكبر بلد من حيث المساحة الجغرافية‪ ،‬والثانية من حيث عدد‬ ‫السكان‪ ،‬وهي الجمهورية الديموقراطية األكثر ازدحاما بالسكان في العالم‪ .‬يحدها‬ ‫المحيط الهندي من الجنوب‪ ،‬وبحر العرب من الغرب‪ ،‬وخليج البنغال من الشرق‪،‬‬ ‫وللهند خط ساحلي يصل طوله إلى ‪ 7,517‬كيلومتر (‪ 4,700‬ميل)‪ .‬تحدها باكستان‬ ‫من الغرب‪ .‬وجمهورية الصين الشعبية‪ ،‬نيبال‪ ،‬وبوتان من الشمال‪ ،‬بنغالديش وميانمار‬ ‫من الشرق‪ .‬كما تع ّد الحكومة الهندية أن حدود جامو وكشمير مع أفغانستان هي ضمن‬ ‫حدود دولة الهند وذلك بحكم األمر الواقع نتيجة السيطرة الهندية على جامو وكشمير‪.‬‬ ‫تقع الهند بالقرب من سريالنكا‪ ،‬وجزر المالديف وإندونيسيا على المحيط الهندي‪.‬‬ ‫تعد الهند مهد حضارة وادي السند ومنطقة طريق التجارة التاريخية والعديد من‬ ‫اإلمبراطوريات‪ .‬كانت شبه القارة الهندية معروفة بثراوتها التجارية والثقافية لفترة‬ ‫كبيرة من تاريخها الطويل‪ .‬وقد نشأت على األراضي الهندية أربعة أديان رئيسية هي‬ ‫الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية‪ ،‬في حين أن الزرادشتية‪ ،‬اليهودية‪ ،‬المسيحية‬ ‫واإلسالم وصلت إليها في األلفية األولى الميالدية‪ ،‬وشكلت هذه الديانات والثقافات‬ ‫التنوع الثقافي للمنطقة‪ .‬تاريخيا‪ ،‬أسندت إدارة الهند إلى شركة الهند الشرقية البريطانية‬ ‫في وقت مبكر من القرن الثامن عشر‪ ،‬ثم استعمرت من قبل المملكة المتحدة في الفترة‬ ‫من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين‪ ،‬ثم استقلت الهند في عام‬ ‫‪ 1947‬بعد حركة الكفاح من أجل االستقالل التي تميزت على نطاق واسع بالمقاومة‬ ‫غير العنيفة‬ ‫على الصعيد اإلداري تعد الهند جمهورية فيدرالية‪ ،‬تتألف من ‪ 28‬والية وسبعة أقاليم‬ ‫اتحادية مع وجود نظام برلماني ديموقراطي‪.‬االقتصاد الهندي هو سابع أكبر اقتصاد‬ ‫في العالم وثالث أكبر قوة شرائية‪ .‬وبعد اإلصالحات المستندة على اقتصاد السوق عام‬ ‫‪ ،1991‬أصبحت الهند واحدة من أسرع اقتصادات العالم نموا كما أنها تصنف ضمن‬ ‫الدول الصناعية الجديدة ‪ .‬رغم ذلك‪ ،‬ما زالت البالد تواجه تحديات الفقر والفساد‬ ‫وسوء التغذية وعدم كفاءة أنظمة الرعاية الصحية العامة‪ .‬في الجانب العسكري تعد‬ ‫الهند قوة عسكرية إقليمية كما تصنف ضمن الدول المالكة لألسلحة النووية‪ .‬الجيش‬ ‫الهندي يتم تصنيفه على أنه ثالث أكبر جيش في العالم في حين تحتل الهند المرتبة‬ ‫السادسة في اإلنفاق العسكري بين الدول‪ .‬نظرا للكثافة السكانية الهائلة تملك الهند‬ ‫مجتمعا متعدد الديانات‪ ،‬كما أنه متعدد اللغات واألعراق‪ ،‬وتع ّد الهند أيضا موطن‬ ‫التنوعات في الحياة البرية بأنواع عديدة من المحميات‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫ما قبل التاريخ‬ ‫تعود أقدم داللة على وجود الحياة البشرية في الهند إلى العصر الحجري‪ ،‬حيث عثر‬ ‫على رسوم في مأوى صخري في بهيمبكتا في منطقة ماديا براديش‪ .‬أما أول‬ ‫المستوطنات البشرية الدائمة فقد ظهرت منذ أكثر من ‪ 9000‬سنة‪ ،‬وتطورت هذه‬ ‫المستوطنات بدورها تدريجيا إلى حضارة وادي السند‪ ،‬التي يعود تاريخها إلى سنة‬ ‫‪ 3300‬قبل الميالد في الهند الغربية‪ .‬وأعقب ذلك العصر الفيدي والذي أدى إلى‬ ‫تأسيس الهندوسية وبعض الجوانب الثقافية األخرى في بدايات المجتمع الهندي‪،‬‬ ‫وانتهت في سنة ‪ 500‬قبل الميالد‪ .‬في سنة ‪ 550‬قبل الميالد تقريبا‪ ،‬تأسست في جميع‬ ‫أنحاء البالد العديد من الممالك المستقلة والجمهوريات التي عرفت بـ ماهاجاناباداس‪.‬‬

‫الرسم في كهف "اجانتا" في "اورانجاباد ماهاراشترا" في القرن السادس‬ ‫وفي القرن الثالث قبل الميالد توحدت معظم جنوب آسيا بداخل اإلمبراطورية المورية‬ ‫عن طريق شاندراغوبتا ماوريا وازدهرت في عهد اشوكا األكبر‪ .‬وفي القرن الثالث‬ ‫الميالدي‪ ،‬أشرفت ساللة جوبتا على ذلك العصر الذي اشير إليه قديما بـ "العصر‬ ‫الذهبي للهند"‪ .‬وقد شملت امبراطوريات جنوب الهند إمبراطورية تشالوكيا وأسرة‬ ‫تشوال وفيجاياناغارا وبفضل رعاية هؤالء الملوك ازدهر العلم والتكنولوجيا القديمة‬ ‫والهندسة والفنون والمنطق واللغة واألدب والرياضيات وعلم الفلك والدين والفلسفة‪.‬‬ ‫أعقب ذلك الفتح اإلسالمي في شبه القارة الهندية بين القرن ال ‪ 10‬والقرن ال ‪،12‬‬ ‫ليصبح جزءا كبيرا من شمال الهند تحت حكم سلطنة دلهي‪ ،‬ثم سقطت البالد الحقا‬ ‫تحت احتالل وحكم سلطنة مغول الهند‪ .‬وتحت حكم جالل الدين أكبر تمتعت الهند‬

‫‪40‬‬


‫بتقدم ثقافي واقتصادي وكذلك بانسجام ديني‪ .‬وبالتدريج قام أباطرة المغول بتوسيع‬ ‫إمبراطورياتهم لتصبح أجزاء كبيرة من شبه القارة الهندية تحت حكمهم‪ ،‬وكان من‬ ‫أهم حكام المغول في القارة الهندية هو الحاكم المغولي المسلم شاه جهان الذي ترك‬ ‫آثارا عظيمة ال زالت خالدة حتى اآلن تشهد مدى تقدم البناء في عصره ومن أعظم‬ ‫اآلثار هو تاج محل في أغرا الذي يزوره الماليين سنويا‪ .‬بينما كانت القوة المهيمنة‬ ‫في شمال شرق الهند لمملكة "أهوم" في آسام‪ ،‬وهي من بين الممالك القليلة التي لم‬ ‫تخضع للحكم المغولي‪ .‬وكان أول تهديد كبير واجه اإلمبراطورية المغولية في الهند‬ ‫من قبل الملك الراجبوتي ومهارانا براتاب في القرن ‪ 14‬وبعد ذلك من إمبراطورية‬ ‫هندوسية كانت تعرف بإمبراطورية ماراثا والتي سيطرت على جزء كبير من الهند‬ ‫في منتصف القرن ال ‪ .18‬منذ القرن الـ ‪ 16‬أسست القوى األوربية مثل البرتغال‪،‬‬ ‫وهولندا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬والمملكة المتحدة محطات تجارية استغلت الحقا النزاعات الداخلية‬ ‫لتأسيس مستعمرات في البالد‪ .‬وبحلول سنة ‪ 1856‬أصبحت معظم الهند تحت سيادة‬ ‫حكم شركة شرق الهند البريطانية‪ .‬وبعد مرور عام‪ ،‬حدث في جميع أنحاء البالد‬ ‫عصيان مسلح من قبل متمردين من قوات حربية ومن الممالك‪ ،‬وعرف ذلك بالثورة‬ ‫الهندية (‪ )1857‬أو ب"تمرد الجندي الهندي" كمصطلح متداول أكاديميا‪ ،‬وكانت هذه‬ ‫الثورة تشكل تحديا خطيرا لسلطة الشركة ولكن هذه الثورات فشلت عسكريا في‬ ‫النهاية‪ .‬ونتيجة لعدم االستقرار‪ ،‬أصبحت الهند تحت السيادة المباشرة لإلمبراطورية‬ ‫البريطانية‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫نور كاظم‬ ‫اإللحاد هي ظاهرة انتشرت في اآلونة االخيرة في العراق والبلدان العربية‬ ‫ومن يعتنقها ال يومن بوجود هللا ويدعي ان الكون قد وجد بال خالق وان المادة وجدت‬ ‫نتيجة تفاعالت وجدت بالصدفة الكونية ‪.‬‬ ‫انتشرت ظاهرة اإللحاد بشكل واسع في العراق بعد سقوط النظام بعدة سنوات بسبب‬ ‫انتشار التكنولوجيا بين أواسط الشباب والتطور واالطالع على الكتب والمعتقدات‬ ‫للدول العظمى التي تكون فيها الظاهرة فيها منتشرة منذ زمن بعيد‬ ‫لكن في العراق أصبحت حديثهم االول حيث انتشر الحديث عنها في المقاهي والنوادي‬ ‫الشبابية وفي الجامعات واألماكن العامة مثل سيارات الفورتات حيث يتجادل البعض‬ ‫كون البلد إسالمي وموالي الى أهل البيت‬ ‫في الحديث عنها بين مؤيد ومعارض لها ّ‬

‫‪42‬‬


‫ويستقبل بماليين الزائرين في كل عام حيث ينعتها البعض بانها دخيلة على البلد‬ ‫والهدف منها إيقاع الدين اإلسالمي الى الهاوية من قبل امريكا وإسرائيل والبعض‬ ‫االخر يقول بسبب األوضاع التى في البالد حيث اشارت احدى الصحف الفرنسية ان‬ ‫اكثر من ‪٪ 38‬؜ من الشباب العراقي اعتنق تلك الظاهرة ونعت األسباب لما يمر به‬ ‫البلد من اوضاع سياسية حيث تحكمه احزاب إسالمية اثارت روح التطرف بين ابناء‬ ‫الشعب الواحد وأصبح الموت مادة الغداء الدسمة التي نتقوى عليها وال حق للبشر في‬ ‫اي شيء من العيش لذلك ال يعترفون بوجود الخالق جزء منهم الجزء االخر يعترف‬ ‫بوجوده لكن ال يعتنق مبادئه كأنهم تنفسوا السعادة واالوكسجين في حياة كريمة بذلك‬ ‫نعم هي ثقافة واختالف فكر وان اإلسالم قال في القران ( خلقناكم شعوبا وقبائل‬ ‫لتعارفوا ان اكرمكم عند هللا اتقاكم ) قال اتقاكم لم يقل أبعدكم ولم يقرن نفسة بالسياسة‬ ‫التي نحن من وضعناها ونحن من اختارناهم قاطبة وجعلنا اعتناقهم للحياة الدينية سبب‬ ‫كل دمار وفساد في حياتنا ولو تمعنا باإلسالم كثيرا لوجدنا الحرية الراحة األمان‬ ‫االستقرار اإللهي وتكوين الرباني البعيد أتم البعد عن هؤالء الذين يغردون عنه باطل‬ ‫ولو بقينا نسير على هذا المنوال سوف نختنق جميعنا مع تلك الظاهرة‬ ‫يجب تكوين ندوات توعوية تدحر تلك الظاهر بين أواسط الجامعات والمدارس وحتى‬ ‫المخاطرات الدينية وعدم استخدام العنف بذلك حتى ال تكون ظاهر طاغية‬

‫‪43‬‬


‫قاسم الغراوي‬ ‫تعد السياسة الخارجية للبلدان والمتمثلة‬ ‫بوزارة الخارجية اللسان الناطق والمعبر‬ ‫عن مواقف الدولة وثوابتها ومتغيراتها‬ ‫وكذلك المحاور الناجح في اوقات‬ ‫األزمات بينها وبين الدول االخرى‪.‬‬ ‫وافضل السياسات هي التي تنأى بنفسها‬ ‫عن االستقطابات الدولية والمحاور‬ ‫اإلقليمية وافضل الدول من تنتهج‬ ‫سياسة مستقلة ال تساوم على ثوابتها‬ ‫التي التقبل الجدال والمناقشة وهي امن البالد ومصلحة الشعب‪.‬‬ ‫بعد تشكيل الحكومة العراقية وانتخاب رئاسة البرلمان والجمهورية ورئاسة الوزراء‬ ‫تميزت السلطة التشريعية ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية بنقطتين مهمتين‬ ‫وهما‪:‬‬ ‫اولها ‪:‬النشاط الدبلوماسي على المستوى االقليمي والدولي‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫ثانيا‪ :‬المواقف الثابتة للعراق تجاه األحداث الدولية‪ ،‬والناي بالبلد عن االستقطابات‬ ‫والمحاور‪.‬‬ ‫ومن خالل الجوالت والمؤتمرات والزيارات للبلدان اإلقليمية ودول الجوار كان‬ ‫لرئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح نشاطا واضحا ومواقفآ ثابتة تعبر عن موقف‬ ‫العراق حكومة وشعبا تجاه األحداث والحروب والتوترات في العالم والمنطقة العربية‪.‬‬ ‫كما انها تعبر عن اهمية العراق كبلد نجح في استيعاب الجميع‪ ،‬ونأى بنفسه عن كل‬ ‫المشاكل التي تعصف بالمنطقة‪ ،‬وعدم تدخله في شؤون االخرين رغم المآسي التي‬ ‫تعرض لها والخسائر الجسيمة التي تكبدها‪ ،‬فضال عن تعبيرها عن قدرة العراق الى‬ ‫المساهمة في استقرار المنطقة ككل ‪ ،‬وهذا ما عبر عنه رئيس الجمهورية برهم صالح‬ ‫الذي قال‪ ،‬ان “العراق يعيش لحظات تاريخية ‪ ،‬حيث عانى ما عانى نتيجة الصراعات‬ ‫االقليمية ‪ ،‬مبينا ‪ ،‬ان “دول المنطقة تتفهم ضرورة االستقرار ودعمه في العراق ليكون‬ ‫ساحة لتالقي المصالح‪.‬‬ ‫فالعراق اليوم ‪ ،‬رغم ما تعرض له من أشقائه العرب‪ ،‬اال انه استطاع بشكل او باخر‬ ‫ان يحمل شعار (عفا هللا عما سلف)‪ ،‬وهذا هو الذي شجع الدول العربية والخليجية‬ ‫الى االقبال على العراق اكثر وفتح قنواتها الدبلوماسية‪.‬‬ ‫ان الدول العربية رغم علمها بان العراق ال يحمل اي مشروع استهدافي لدول الخليج‬ ‫او المنطقة‪ ،‬اال ان هذه الدول كانت تتخذ من عالقة العراق الطيبة بايران ذريعة‬ ‫الستهدافه‪ ،‬لكن بعد ان وصلت الى قناعة بان عالقة العراق بايران لن تؤثر على‬ ‫عالقته بباقي الدول العربية وتوصلت لقناعة بان الدبلوماسية العراقية وثبات المواقف‬ ‫فيها عزز من وجود واهمية العراق كالعب أساسي وعنصر استقرار دولي وإقليمي‬ ‫سيكون له ثقال في المعادلة واثرا ايجابيآ في استقرار منطقة الشرق األوسط من خالل‬ ‫مواقفه البناء وااليجابية تجاه األحداث بعد أن نجحت السياسة العراقية في الثبات رغم‬ ‫المتغيرات‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪110‬‬

‫‪46‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.