مجلة زهرة البارون عدد 113

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫مقال افتتاحي ‪5..............................................................‬‬

‫الملك فيصل الثاني والموصل ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪8.....................‬‬ ‫حوار حضاري مربك ‪ /‬سامية البحري ‪15.................................‬‬ ‫ضحكات مرهونة باقدارها ‪ /‬محمود الفضلي ‪26..........................‬‬

‫من حديث مواطن مع نفسه في الحلم ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ‪29...............‬‬ ‫كل النساء كيدهن عظيم ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪30...........................‬‬

‫قصيد العمق ‪ /‬نرجس عمران ‪31.........................................‬‬ ‫كنت بريقا ً لغيري ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪33.................................‬‬ ‫األصعب أنت ‪ /‬وليد جاسم الزبيدي ‪34...................................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫من قصص من الحزن الموصلي ‪ /‬رافع السراج ‪35.....................‬‬

‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪38........................................‬‬

‫احمد شهاب ‪ /‬ماجد حامد الحسيني ‪41....................................‬‬

‫لندن مدينة الضباب ‪43.....................................................‬‬

‫الثقافة بين التازيم والتكريم ‪ /‬قاسم الغراوي ‪46...........................‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫للبيع وكتب عليه يوجد لدينا امانة‬ ‫ويوجد انتماء وإخالص وحب‬ ‫الوطن ويوجد في نهاية هذا المحل‬ ‫االفتراضي لوحة صغيرة ال تكاد‬ ‫ان تنظر مكتوب عليها ال يوجد‬ ‫صدق وبهذا يكون ال يوجد لدينا‬ ‫صدق وبهذا يتالشى كل شيء‬

‫في اآلونة األخير تحول الوطن‬ ‫لمحل لبيع السلع التي ال تصلح‬ ‫للبيع ومنها المواطنة واالنتماء‬ ‫وهذه أصبحت ظاهرة منتشرة‬ ‫بشكل واسع وتحول الوطن لواقع‬ ‫افتراضي عن دكان يحتوي على‬ ‫عدد كبير من اللوحات االعالنية‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫الماضي وهي شعارات زمن‬ ‫الكذب ولقد كان لها األثر في تمرير‬ ‫كذبة الوطن المزعوم ووطن اليوم‬ ‫الذي نتحدث عنه طماع يأخذ منا‬ ‫كل شيء وال يعطي شيء يذكر‬ ‫يأخذ الدماء والسنوات التي تذهب‬ ‫بدون أي جدوى والحب كما نعرف‬ ‫عنه عطاء متبادل اما حب األوطان‬ ‫في هذا الزمان ال يرتقي الى‬ ‫مستوى الحب ولكن حوله‬ ‫االنتهازيون الى طماع يأخذ منا‬ ‫الدماء بال مقابل وسوف يغضب‬ ‫البعض من هذا وهذه الكلمات ليس‬ ‫لزمن معين ولكن لم نرى فترى‬ ‫كان فيها الوطن معطاء وهنا يأتي‬ ‫دور الثقافة العامة التي تبني‬ ‫األوطان وهي حق الجميع في‬ ‫العيش بشكل عادل دون التفريق ال‬ ‫على أساس عرقي او ديني او حتى‬ ‫تحصيل دراسي وجعل المجتمعات‬ ‫حلبة صراع يأخذ بها القوي كل‬ ‫شيء من الحلقة األضعف وينتج‬ ‫هذا من الطرف األضعف شخص‬ ‫ناقم او حاقد على الوطن بسبب تلك‬ ‫التصرفات التي ال تنتمي الى العقل‬ ‫وال تحمل أي نوع من االخالق‬ ‫ولقد كانت هناك نتائج كارثية لتلك‬ ‫الممارسات ومنها تلك الفئات‬ ‫المنحرف التي ساهمت في تخريب‬ ‫األوطان ولتجنب تلك الوالدة لهذه‬

‫ويتحول الى كذبه كبيرة ال ارض‬ ‫لها على الواقع ومن هنا يتحول الى‬ ‫جحيم ومن هنا يأخذ الوطن لقب‬ ‫((دكان بكو)) وهو باألصل‬ ‫مصطلح يستخدم بالعراق وسورية‬ ‫ويقصد بها الدكان الذي ال يبيع‬ ‫شيء وسيطرة المتخلفين زمام‬ ‫األمور زاد في الطين باله وزاد‬ ‫الثقل على المواطن من الناحية‬ ‫المعيشية والحياتية وهذا ال يخص‬ ‫بلد معين فكل البلدان النامية وعلى‬ ‫راسها دول الشرق األوسط التي‬ ‫تعاني من األنظمة المستبدة التي‬ ‫تلبس القناع الديمقراطي وتقوم في‬ ‫فرض القيود على المواطن البسيط‬ ‫وقد ظهرت في األيطار‬ ‫الديمقراطي طبقية جديدة اكثر سوء‬ ‫من األنظمة التي رسمت تقسيم‬ ‫الناس وهو طبقة المتعلمين‬ ‫واحتكارهم ثروات البلد بحجة انهم‬ ‫االحق في العيش وفرص المعيشة‬ ‫وهذا غير صحيح فالغبي والذي‬ ‫فشل في التعليم ال يجب ان يحكم‬ ‫عليه بالموت او تهان كرامته وهذه‬ ‫حقيقة ولألسف فالكثير منا عندما‬ ‫يكون قد اكمل دراسته او حصل‬ ‫على منصب يظن نفسه االحق في‬ ‫العيش وفرص العمل في بلد يقال‬ ‫عنه انه ملك الجميع وقد كانت هذه‬ ‫الكذبة تردد علينا منذ القرن‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫يعاني اليوم من الفقر والتشرد‬ ‫والتفكك االسري وهذا ما يصعب‬ ‫علينا بناء مجتمع بشكل صحيح‬ ‫وهنا اريد ان اختم ما بدأت بقول‬ ‫للا اله يُغه ِيّ ُر هما ِبقه ْوم‬ ‫هللا تعالى (( ِإن ّ ه‬ ‫هحتى يُغه ِيّ ُرواْ هما بِأ ه ْنفُ ِس ِه ْم)) صدق هللا‬ ‫العظيم‬

‫األنواع من الشرائح يجب تحكيم‬ ‫العقل وتغليب اإلنسانية على كل‬ ‫المصطلحات التي تحمل طابع‬ ‫شخصي وعندما يكون هذا يكون‬ ‫العالم هو جنة هللا االفتراضية على‬ ‫األرض لكن حدوث هذا في الوقت‬ ‫الحاضر هو ضرب من المستحيل‬ ‫بسبب تشبع العقل البشري في‬ ‫المكتسبات االنية والشخصية وهنا‬ ‫يجب االهتمام بالطفل الذي اصبح‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫في حلقات سابقة ‪ ،‬تحدثت عن عالقة الملك فيصل االول مؤسس الدولة‬ ‫العراقية الحديثة ‪ ،‬بمدينة الموصل ‪ ،‬وقلت أنه سماها ( رأس العراق ) ‪،‬‬ ‫وتحدثت عن ولده الملك غازي الذي قتل في حادث سيارة في نيسان ‪1939‬‬ ‫‪ ،‬وغضب الموصليين ‪ ،‬واتهامهم االنكليز المستعمرين بقتله لهذا هاجوا‬ ‫وماجوا وتوجهوا نحو القنصلية البريطانية وقتلوا القنصل البريطاني مونك‬ ‫ميسن ‪.‬‬ ‫واليوم اتحدث لكم عن ولده فيصل الثاني الذي كان عندما قُتل والده الملك‬ ‫غازي ‪ ،‬طفال صغيرا (فيصل من مواليد ‪ 2‬مايس –ايار ‪ ) 1935‬لذلك‬ ‫نصب خاله االمير عبد االله ليكون وصيا عليه ‪ ،‬واستمر االمر هكذا حتى‬ ‫سنة ‪ 1953‬حين بلغ سن الرشد وهي السنة الثامنة عشرة حيث تسلم سلطاته‬ ‫االدارية ملكا على العراق وقد بقي على الحياة حتى ‪ 14‬تموز سنة ‪1958‬‬ ‫حيث اندلعت الثورة ‪ ،‬وقتل واطيح بنظام الحكم الملكي وتأسست جمهورية‬ ‫العراق ‪.‬‬ ‫الذي اريد ان اقوله ان الملك فيصل الثاني ‪ ،‬وبعد تسلمه سلطاته الدستورية‬ ‫‪ ،‬حرص على ان يكون ملكا رشيدا ‪ ،‬وقد تدرب تدريبا جيدا وتخرج من‬ ‫افضل المعاهد المدنية والعسكرية في العراق وبريطانيا وكان له اساتذة‬ ‫متميزين اذكر منهم الدكتور مصطفى جواد والدكتور خالد الهاشمي‬ ‫والدكتور عبد العزيز الدوري والعقيد الركن عالء الدين محمود والمدام‬ ‫تيبولييه والدكتور لوبون واالستاذ سعدي الدبوني ‪.‬‬ ‫لقد حرص الملك فيصل الثاني وحتى قبل توليه العرش سنة ‪ 1953‬ان‬ ‫يزور االلوية والمدن العراقية ومنها الموصل ‪ ،‬فقد قام بجوالت استطالعية‬ ‫وقرأ الكثير عن تاريخ العراق وجغرافيته واقتصاده واطلع على حجم‬ ‫المشاكل والتحديات التي يواجهها‬ ‫وكانت لديه رؤية واضحة تجاه بلده العراق ‪ ،‬ولكن نفوذ خاله وولي عهده‬ ‫االمير عبد االله بن الملك علي ملك الحجاز كان طاغيا عليه ‪ ،‬وحد من كثير‬ ‫مما كان يريده الملك ويتمناه لخير العراق وشكل االمير عبد االله ونوري‬ ‫السعيد رئيس وزراء العراق المزمن (‪ )14‬وزارة ثنائيا حاكما اتصف‬ ‫حكمهما باالستبداد ومصادرة الحريات والحيلولة دون وصول الجيل الجديد‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫الى الحكم واالبقاء على نفس الوجوه الحاكمة سواء في الوزارات او البرلمان‬ ‫واقصد مجلسي النواب واالعيان ‪.‬‬

‫لقد ابتهج الموصليون أيما ابتهاج بتولي الملك فيصل الثاني العرش في اليوم‬ ‫الثاني من شهر مايس –ايار سنة ‪ ، 1953‬واقاموا مهرجانا كرنفاليا شبيها‬ ‫بمهرجانات الربيع التي كانوا يقيمونها ومنذ سنة ‪ 1969‬وحتى ‪. 2003‬‬ ‫وترون في الصورة المرفقة احد المواكب التي شاهدتها وهي تستعرض في‬ ‫شوارع الموصل المعروفة عندما كنت تلميذا في المدرسة االبتدائية‬ ‫والموكب الذي ترونه يمثل ( قصر الزهور ) وهو القصر الملكي ‪ ..‬كانوا‬ ‫مبتهجين حقا وكانوا يعلقون آماال كبيرة على تغيير الوضع والبدء بحركة‬ ‫اعمار وتطور ونهضة ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫لقد احتفت الصحف الموصلية ‪ ،‬بتولي الملك فيصل الثاني العرش واصدرت‬ ‫أعدادا خاصة زاخرة بالمقاالت والقصائد الشعرية ‪ ..‬ومنذ يوم ‪ 30‬نيسان‬ ‫سنة ‪ 1953‬احتشد اهالي الموصل ‪ ،‬وهي تهتف بحياة الملك الجديد واقامت‬ ‫الهيئة االدارية لنادي ابن سينا وهو ناد لالطباء في الموصل ‪ ،‬حفلة ساهرة‬ ‫فضال عن ما قامت به من ختان قرابة (‪ ) 200‬طفل واكسائهم مجانا بالتعاون‬ ‫مع جمعية حماية االطفال ‪ .‬وقد كتب تلميذي الدكتور عبد الفتاح علي يحيى‬ ‫البوتاني في كتابه (صفحات من الذاكرة الموصلية ) تفاصيل عن هذه‬ ‫االحتفاالت وقال انه في يوم الجمعة االول من مايس سنة ‪ ، 1953‬قامت‬ ‫رئاسة بلدية الموصل بنصب الزينات على مباني الدوائر والمؤسسات‬ ‫الحكومية ‪ .‬كما استعرضت قطعات من الجيش ليال حاملة المشاعل النارية‬ ‫في شوارع مدينة الموصل وفي الليلة نفسها اقامت ادارة نادي المحامين حفلة‬ ‫ساهرة ابتهاجا بالمناسبة ‪.‬‬ ‫وفي يوم السبت ‪ 2‬مايس سنة ‪ ، 1953‬استعرضت مدارس الموصل‬ ‫بتالميذها وطالبها وسياراتها المزدانة باالعالم العراقية ‪ ،‬والمناظر‬ ‫التاريخية ‪ ،‬واالزياء الشعبية الموصلية وتلتها المؤسسات االهلية والشركات‬ ‫التجارية ‪ ،‬والمعامل وذي المهن واالصناف ‪.‬وفي يوم التتويج ‪ 3‬من مايس‬ ‫‪ 1953‬اقامت متصرفية اللواء والئم غداء إلطعام الفقراء ‪ .‬وتبادل االهالي‬ ‫التهاني ووصفت الصحف الملك الجديد بأنه " قرة عين العراق ‪ ،‬وقلبه‬ ‫النابض ‪ ،‬ودماغه الحي ‪ ،‬وفكره الوقاد ‪ ،‬وقبلة االمة العربية ‪ ،‬وهدف‬ ‫انظارها وسفر امجادها ‪ ،‬وملتقى امالها ) ‪.‬‬ ‫وكتب شعراء من الموصل قصائد في تحية الملك الجديد ‪ .‬ومن هؤالء‬ ‫الشاعر ذو النون الشهاب وكانت قصيدته بعنوان (تتويج الملك المفدى ) ‪.‬‬ ‫كما نشرت مقاالت عديدة ومنها مقال بعنوان ( اعراس الكون ) ‪.‬اما االستاذ‬ ‫يوسف الصائغ الشاعر والكاتب والمربي وهو معروف بيساريته وانتماءه‬ ‫للحزب الشيوعي العراقي ؛ فقد نشر قصيدته بعنوان ( يوم التتويج ) اشاد‬ ‫فيها بالملك الشاب وقال عنه انه فيصل العرب ‪ ،‬ومعقد االمال ‪.‬‬ ‫ما اريد ان اقوله ان فترة تولي الملك فيصل الثاني سلطاته الدستورية ‪،‬‬ ‫ترافقت مع بعض التحوالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي شهدها‬ ‫العراق وخاصة بعد توقيع اتفاقية مناصفة االرباح مع شركات النفط ‪ ،‬ووضع‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫سياسة تنموية واضحة المعالم بعد تأسيس مجلس االعمار والذي قام بالكثير‬ ‫من المشاريع على مستوى العراق والويته ال (‪ ) 14‬وهي ان العراق كان‬ ‫مؤلفا من ألوية وهي اليوم محافظات منها لواء الموصل اي محافظة نينوى‬ ‫بلغة اليوم ‪.‬‬ ‫لقد زار الملك فيصل الثاني الموصل أكثر من مرة وكان يصطاف دوما في‬ ‫سرسنك ‪ ،‬ولديه قصر ملكي هناك ‪.‬كما كان على دراية تامة بأوضاع‬ ‫الموصل السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬وكان رئيس الديوان‬ ‫الملكي موصليا ‪ ،‬وهو عبد هللا بكر كما كان محاطا بسياسيين موصليين‬ ‫مخضرمين من امثال جميل المدفعي وعلي جودت االيوبي ‪.‬‬ ‫الذي اريد ان اقوله ‪ ،‬وانا كنت طفال صغيرا في مدرسة ابي تمام االبتدائية‬ ‫أنني شاهدت الملك فيصل وهو يزور الموصل ورأيت موكبه حيث كان خاله‬ ‫االمير عبد االله ولي العهد الى جانبه ‪.‬‬ ‫ومن زياراته التاريخية لمدينة الموصل زيارته لها يوم ‪ 27‬اذار سنة ‪1957‬‬ ‫‪ ،‬حيث وضع حجر االساس لعدد من المشاريع الكبيرة في الموصل وابرزها‬ ‫(معمل السكر ) الذي صمم لكي ينتج ‪ 35‬الف طن سنويا كما زار معمل‬ ‫النسيج القطني الذي صمم لينتج ‪ 20‬مليون متر مربع من االقمشة في السنة‬ ‫وتشغيل اكثر من ‪ 1200‬عامل وكان معمل النسيج القطني يعد من اضخم‬ ‫المشاريع الصناعية في المنطقة ‪.‬وافتتح الملك فيصل الثاني المشروع السكني‬ ‫الذي الحق بهذا المعمل الكبير ‪.‬‬ ‫وفي تلك الزيارة حرص الملك فيصل الثاني ان يزور مدينة نينوى عاصمة‬ ‫االمبراطورية االشورية وبواباتها الكبيرة ومنها بوابة نركال التي كان‬ ‫يحرسها عدد من الثيران المجنحة التي تذكرنا بعظمة االشوريين ‪.‬‬ ‫والصورة المرفقة هي للملك فيصل الثاني واالمير عبد االله وهما يزوران‬ ‫المتحف الحضاري في الموصل ويستمعان الى شرح تفصيلي عن المتحف‬ ‫وما يضمه من آثار من قبل االستاذ سعيد الديوه جي مدير المتحف آنذاك ‪.‬‬ ‫اما المشروع الكبير االخر الذي افتتحه الملك فيصل الثاني في تلك الزيارة‬ ‫فهو ( المجموعة الثقافية ) الصرح العلمي الكبير الذي كان يضم دار المعلمين‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫االبتدائية ومدرستي الزراعة والصناعة وقد تحدثت عن هذا الصرح العلمي‬ ‫الكبير في حلقة سابقة وقلت انه احتضن في مبانيه فيما بعد سنة ‪1967‬‬ ‫جامعة الموصل ‪.‬‬

‫لقد استقبل الملك فيصل الثاني في الموصل استقبال الفاتحين ‪ ،‬فأقيمت‬ ‫السرادقات ‪ ،‬واقواس النصر وخرج تالميذ وطلبة المدارس ‪ ،‬وهم يلوحون‬ ‫بالزهور واالعالم ترحيبا بالملك فيصل الثاني وترون صورة احد اقواس‬ ‫النصر الذي وضعه المقاول الذي بنى المجموعة الثقافية واسمه ( بهنام بطي)‬ ‫‪ ،‬وكما هو واضح في اعلى القوس حيث العبارة المكتوبة تقول (مقاول‬ ‫المجموعة الثقافية بهنام بطي يرحب بتشريف صاحب الجاللة الملك وسمو‬ ‫عهده المعظمين ) وعلى الجانب كتب ( عاش الملك ‪..‬عاش الوطن) ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وفي مايس – ايار سنة ‪ 1958‬اصطحبنا معلم التاريخ في مدرسة ابي تمام‬ ‫االبتدائية الى موقع دار الضباط مقابل االعدادية الشرقية قرب جامع الخضر‬ ‫عليه السالم للترحيب بالملك فيصل الثاني وولي عهده االمير عبد االله وقد‬ ‫رأيت الملك في السيارة وانا اقف الى جانب تالميذ وطلبة المدارس‬ ‫والمدعوين وجمع غفير من اهالي الموصل ‪.‬وقد نزل الملك من السيارة‬ ‫وافتتح الجسر الثاني في الموصل الذي سمي ب(جسر الملك فيصل الثاني )‬ ‫وسمي بعد ‪ ( 1958‬جسر الحرية) ثم عبر مع الموكب الى الجانب االيسر‬ ‫من الموصل وافتتح جسرا جديدا آخرا هو (جسر االمير عبد االله) والذي‬ ‫سمي فيما بعد ب ( جسر السويس) ‪.‬وكان الى جانب الملك متصرف‬ ‫الموصل عبد الكافي عارف (تسلم المسؤولية من ‪ 1957-10-1‬وفي عهده‬ ‫قامت الثورة في ‪ 14‬تموز ‪ 1958‬وتولى المتصرفية وكالة عبد المجيد‬ ‫البرواري يوم ‪) 1959-3-27‬‬ ‫اريد ان أُنهي حديثي عن الملك فيصل الثاني والموصل بالقول ان تلميذي‬ ‫الدكتور عبد الفتاح علي البوتاني وهو من عمل معي رسالته للماجستير‬ ‫واطروحته للدكتوراه في كلية االداب بجامعة الموصل قبل سنوات عديدة‬ ‫وكنت مشرفه اقول انه لم يكن موفقا وصائبا في قوله ان الموصل كما‬ ‫ابتهجت بفيصل الثاني فرحت بمقتله ‪.‬نعم الموصل أيدت ثورة ‪ 14‬تموز‬ ‫‪ ، 1958‬لكن الموصليين جميعا حزنوا على مقتل الملك الشاب (كان عمره‬ ‫‪23‬سنة ) ‪ ،‬وكانوا يعدونه بريئا مما قام به خاله ونوري السعيد وكانوا‬ ‫يعرفون انه كان مقيدا ‪ ،‬ولم يسمح له ال االمير عبد االله وال نوري السعيد‬ ‫ان يمارس سلطاته كما يجب ‪.‬نعم وانا اقول ان الموصليين وكل العراقيين‬ ‫حزنوا على مقتله واخذت الكثير من االشاعات تسري بين الناس ‪ ،‬على ان‬ ‫العراق سيشهد انتكاسات ومشاكل بسبب قتل الملك وقد سمعت انا ان امرأة‬ ‫موصلية عجوز رأت حلما ملخصه ان الملك وقف ينثر الرز على رؤوس‬ ‫الناس فتبرع كثيرون بتفسير هذا الحلم ‪ ،‬بأن العراق سيرى اياما صعبة‬ ‫وهكذا كان ‪.‬‬ ‫رحمة هللا على الملك الشاب فيصل الثاني لقد سقط شهيدا لكن العراق كان‬ ‫‪ -‬بحق – بحاجة الى التغيير وهكذا هو التاريخ ‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫بين مصر تحدث عن نفسها وبابل‬ ‫تحدث عن نفسها‬ ‫سؤال الهوية وأزمة االنتماء؟ ؟‬ ‫في حوار حضاري مربك بين شاعر‬ ‫النيل حافظ إبراهيم وشاعر الرافدين‬ ‫ضياء تريكو صكر‬ ‫عندما تضطلع القصيدة العربية بالمهام‬ ‫في سؤال حضاري كبير من يصنع المجد؟ ؟؟‬ ‫بقلم الناقدة واألستاذة الباحثة سامية البحري‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫أن تقف بين شاعر النيل حافظ إبراهيم وشاعر الرافدين ضياء تريكو صكر‪.‬‬ ‫‪..‬فأنت بين الماء والماء‬ ‫وعليك أن تكون "سباحا" ماهرا‬ ‫وال خوف علي وقد قدمت من عروس المتوسط ‪. .‬األيقونة الخضراء !!‬ ‫أن تقف أمام مصر وبابل في حوار عجيب‪،‬فريد‬ ‫عليك أن تعد العدة ‪...‬وأن تكون مدججا بمعارف مختلفة‬ ‫أن نرحل عبر الزمن ونوغل في رحم التاريخ‬ ‫ونصغي إلى حضارتين في تراتيل شاعرين‬ ‫أن تقول القصيدة مواقفها بطريقتها ما لم يقله التاريخ بطريقته!!‬ ‫يتكلم المكان والزمان والقيم والمبادئ‬ ‫نصغي إلى المجد يتشكل في رؤيتين مختلفتين‬ ‫هل هو الفخر والتفاخر أم هو الحنين واألنين ؟؟‬ ‫وأن يرى حافظ إبراهيم أن حضارة مصر أعرق الحضارات‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وأن يرى أن عظمة الشرق واستمراره يكمن في عظمة مصر وبقائها‪!! . .‬‬ ‫وأن ينشد حافظ إبراهيم قصيدته في حفل سياسي بهيج !!‬ ‫هل هو التعالي واالنغالق على األنا أو النحن ‪...‬؟؟‬ ‫‪+‬مظاهر االفتخار في قصيدة حافظ إبراهيم تجلت خاصة في تضخيم الذات‬ ‫ونكران األمجاد األخرى‬ ‫(أبني قواعد المجد وحدي )(أنا تاج العالء في مفرق الشرق)‬ ‫الحجة ‪:‬بناة األهرام (كفوني الكالم عند التحدي )‬ ‫وهي حجة مردودة عليه الن الحضارة الفرعونية حضارة تنتفح على معنى‬ ‫كوني واليمكن حصرها في الذاتي‬ ‫التفسير والتعليل‪:‬‬ ‫(فترابي تبر ونهري فرات ‪ #‬وسمائي مصقولة كالفرند)‬ ‫وهنا اعتراف ضمني بحضارة بابل بتوظيف قرينة دالة (فرات) في إطار‬ ‫تشبيه بليغ وهو ما اشتغل عليه الشاعر ضياء تريكو للرد عليه‬ ‫ثم تتوسع دائرة الفخر إلى جملة من المعطيات األخرى‬ ‫من أهمها ‪:‬‬ ‫_ الرجال ‪/‬األبطال ‪/‬االشاوس‬ ‫االفتخار بالذكاء والسيادة وحسن القيادة‬ ‫وهذا يتنزل ضمن الفترة التاريخية التي نشأت فيها القصيدة في اإلشارة إلى‬ ‫فترة المقاومة والنضال واختزالها في جملة من االعالم‬ ‫ورجالي لو أنصفوهم لسادوا ‪ #‬من كهول ملء العيون ومرد‬ ‫التفاخر بالتشريع‬ ‫انا ام التشريع قد أخذ الرو_ مان عني األصول في كل حد‬ ‫وتعلو الذات إلى أوجها عندما يصدح الخطاب‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫أنا إن قدر لي اإلله مماتي ‪ #‬ال ترى الشرق يرفع الرأس بعدي‬ ‫وقد كان اشتغاله مركزا على األهرامات كمعجزة حضارية‬ ‫(الهرم األكبر ‪ /‬النقوش‪/‬العلوم ‪/‬التحنيط )‬ ‫وكلها حقائق ال يمكن أن ننكرها‪...‬وهي تشمل حضارة عريقة‬ ‫اذهلت العالم على امتداد العصور‬ ‫وال يفوتنا أن نشير إلى أن قصيدة حافظ إبراهيم قد انطلقت بالمفاخرة باالمجاد‬ ‫والمآثر وانتهت بالوعظ واإلرشاد‬ ‫من خالل تقديم البديل في بناء دولة حديثة أساسها العلم واألخالق‬ ‫(وارفعوا دولتي على العلم واالخال_ق فالعلم وحده ليس يجدي‬ ‫الدعوة إلى الصبر في المقاومة‬ ‫(وتواصوا بالصبر فالصبر إن فا_رق قوما فماله من مسد‬ ‫الدعوة إلى الصفح‬ ‫( واصفحوا عن هنات من كان منكم ‪ #‬رب هاف هفا عن غير عمد )‬ ‫والتركيز على المنظومة القيمية كان من الركائز في خطاب شعراء مدرسة‬ ‫االحياء عموما ألنهم تمثلوا الخالص الحقيقي في هذه المنظومة‬ ‫وقد عول حافظ إبراهيم كثيرا على النسق اإلخباري الذي جعل الخطاب‬ ‫الشعري يبدو كتقرير صارم يفتقر إلى كثير من الشاعرية العذبة التي تميز‬ ‫الشعر في ذاته‬ ‫وهو ال يخرج بذلك عن المنظومة التي سادت مدرسته الشعرية عموما وما‬ ‫تتطلبه المرحلة التاريخية في تلك الفترة‬ ‫وتضخيم األنا ثابت في الذاكرة الشعرية العربية‬ ‫وتلك الحماسة الشديدة يفيض بها الخطاب الشعري العربي على امتداد‬ ‫العصور‪!!.. .‬‬ ‫وأن يمضي الزمن ‪..‬وتأتي أزمنة أخرى متتالية‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ويقف شاعر الرافدين ضياء تريكو صكر أمام "مصر تتحدث عن نفسها "‬ ‫وتلهب مشاعره كوكب الشرق وهي تصدح بحنجرتها الذهبية‬ ‫وقف الخلق ينظرون جميعا‬

‫أنا تاج العالء في مفرق الشرق‬

‫كيف أبني قواعد المجد وحدي‬

‫ودراته فرائد عقدي‬

‫وبناة األهرام في سالف الده‬

‫أنا إن قدر اإلله مماتي‬

‫ر كفوني الكالم عند التحدي‬

‫ال ترى الشرق يرفع الراس بعدي‬

‫فتولد في نفسه رغبة شديدة في الرد على هذا الصرح ‪..‬فيكون‬ ‫التحدي والتجلي‬ ‫وتولد اللحظة الشعرية المتوهجة ‪...‬وتدور اسطوانة الزمن دورة واحدة فإذا‬ ‫بنا أمام حضارة عريقة غارقة في التاريخ‬ ‫وتنتصب بابل تتحدث عن نفسها‬ ‫في لوحة متقنة اإليقاع والصور واللفظ والبناء‬ ‫تخرج من عمق العمق ‪...‬ومن سويداء القلب‬ ‫خفق القلب لظى عند التحدي‬

‫أرض زهوا كيف ال‪ ،‬واألصل‬ ‫عندي‬

‫أنا من في الشرق يبني المجد‬ ‫وحدي‬

‫قد بكى الفرعون تاجا في زمان‬

‫أنسيت األسد في بابل تبني‬

‫ذا زماني‪،‬ليس قبلي‪ ،‬ليس بعدي‬

‫ما سمعت الزأر يوما بعد أسدي‬

‫ودعاة العدل في األهرام جاروا‬

‫أم تناسيت فراتا في بالدي‬

‫إن تغاضوا عن سخاء وهو صفدي‬

‫يهب الدنيا حياة حين ورد‬

‫ومياهي من زالل أنت تدري‬

‫وفروع المجد من دجلة تضفي ال‬

‫سأل التاريخ نيال ليت يجدي‬

‫وحضارة بالد الرافدين واحدة من الحضارات القديمة‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫تميزت بقيامها عند نهري دجلة والفرات اللذان لعبا دورا كبيرا في نشوء‬ ‫هذه الحضارة‬ ‫وتعد حضارة بالد الرافدين اقدم حضارة في التاريخ اإلنساني‬ ‫وفي بالد الرافدين ظهرت مملكة قوية وهي المملكة البابلية‬ ‫وقد قسمت إلى عصور ثالثة لكل عصر مميزاته الحضارية‬ ‫_العصر البابلي القديم‬ ‫_العصر البابلي الوسيط‬ ‫العصر البابلي الحديث‬ ‫‪++‬مظاهر االفتخار في قصيدة ضياء تريكو صكر ‪:‬لعبة األساليب وإتقان‬ ‫الصنعة الشعرية ‪:‬‬ ‫استند الشاعر في رده على الشاعر حافظ إبراهيم إلى جملة من المآثر شكلها‬ ‫في صور مجازية وأسلوب مميز يتجلى كالتالي‬ ‫_األسد ‪ :‬رمز =مجاز= استعارة تصريحية تختزل معاني االقدام والبطش‬ ‫(أنسيت األسد في بابل تبني ‪ #‬ما سمعت الزأر يوما بعد أسدي‬ ‫أم تناسيت فراتا في بالدي ‪ #‬يهب الدنيا حياة حين وردي‬ ‫وقد عاضد هذه الصورة األسلوب من خالل االستفهام الذي أفاد التعجب‬ ‫وقد يرتقي إلى اإلنكار‪.. .‬إنكار الموقف الذي أدلى به حافظ إبراهيم‪. .‬‬ ‫إضافة إلى النفي المطلق "ما" إضافة إلى لعبة االشتقاق في جذر (ن‪،‬س‪،‬ى)‬ ‫من خالل الفعلين ( نسيت‪ /‬تناسيت)‬ ‫فاألول إرادي والثاني يعني التظاهر‬ ‫وهذا التعالق االسلوبي البنائي يؤدي جملة من المقاصد من أهمها المواجهة‬ ‫الهادفة‬ ‫كما استند إلى التفصيل والتأكيد في لعبة االستدالل و الحجاج‬ ‫وفروع المجد من دجلة تضفي ال _أرض زهوا كيف ال‪،‬واألصل‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫لذلك وجد في معارضة قصيدة حافظ إبراهيم بعض الشفاء‪. .‬باالرتحال في‬ ‫الزمن إلعادة األمجاد والتغني بها في زمن لم يعد يحتفي بهذه األمجاد‪. .‬زمن‬ ‫ضيع البوصلة ال يعرف سكان هذا الزمن من أين جاؤوا‪. .‬وكيف جاؤوا‪.‬‬ ‫‪.‬ومن هم ؟؟‬ ‫في ظل والدة الوثنية الجديدة وهي العولمة وعبادة كل ماهو مادي! !‬ ‫ومن هنا تتجلى نقاط االختالف بين زمني القصيدتين فزمن مصر تتحدث‬ ‫عن نفسها هو زمن التغني باالنتماء والتفاخر بالوطنية لما فرضته المرحلة‬ ‫التاريخية في ذلك الوقت‪. .‬‬ ‫فكانت الجماهير في حاجة إلى هذا الشحن الشعوري الذي يساعد على‬ ‫المقاومة‬ ‫أما زمن بابل تتحدث عن نفسها فهو زمن التهاوي الحضاري والسقوط‬ ‫المدوي لكل ما يرسخ الذات في أصولها وجذورها ويجعلها تشعر بانتمائها‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بل أكثر من ذلك وأشد مرارة تراجع مفهوم الوطنية وكل المفاهيم األخرى‬ ‫الداعمة له‬ ‫وهنا يكمن الخطر الحقيقي ألننا نصبح أمام كوارث إنسانية رهيبة‪. .‬أخطرها‬ ‫فقدان اإلنسان العربي الشعور باالنتماء‬ ‫وهو ما أدى إلى استغالله في عمليات تدميرية مختلفة لذلك وجد الشاعر في‬ ‫تلك األمجاد الغابرة بعض الشفاء وبعض العزاء‬ ‫فلم يكن في مواجهة مع حافظ إبراهيم في ذاته بقدر ما كان في مواجهة مع‬ ‫واقعه المأزوم‬ ‫فرأى في التذكير بتلك األمجاد إمكانية للتحفيز وتحريض الضمير العربي‬ ‫على النهوض من سباته وإعادة استقراء ذاك الماضي الكبير الذي يعد‬ ‫مرجعية ثرية على جميع المستويات وهو خزان خصيب بالتجارب الكبيرة‬ ‫والثرية!!‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫إذن القصيدة العمودية تكسر كل تلك القيود المفروضة عليها قديما خاصة‬ ‫في مستوى المواضيع فتهدم القيد "األغراضي " لتنتج مواضيعها الخاصة‬ ‫انطالقا من واقعها وبأدواتها الخاصة‬ ‫وقد أثبتت أنها بإمكانها أن تنخرط في بناء مشروع حضاري كبير بطرح‬ ‫السؤال الملح اليوم بطريقة فنية مضمنة من يبني المجد اليوم؟ ؟‬ ‫وعنه تتفرع جملة من األسئلة األخرى‬ ‫كيف يمكن بناء هذا المجد؟ ؟‬ ‫وهل يمكن ألي طرف أن يدعي ملكيته لهذا المجد؟ ؟‬ ‫وهل يمكن إعادة البناء والتشييد في ظل المناخات الرديئة السائدة اليوم؟ ؟‬ ‫لقد وقع إثارة جملة من النقاط الهامة حول قصيدة الشاعر ضياء تريكو في‬ ‫عالقته بقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم‪ .. .‬وهذا ليس بمستنكر في األدب وهو‬ ‫مطلوب جدا في النقد لتطوير اآلراء والنظريات واغناء الحوار‬ ‫وباعتباري أشتغل على المدونة الشعرية الضخمة للشاعر ضياء تريكو فإن‬ ‫كل ما يثار حول خطابه الشعري يستوقفني بالضرورة إذ أرى في ذلك ثراء‬ ‫وإثراء في آن‪..‬‬ ‫ومن أهم النقاط هي مسألة المعارضة في عالقتها بمفهوم التناص واستحضار‬ ‫النص الغائب واستثماره أو محاكاته‬ ‫أو االنتصار عليه ‪..‬‬ ‫والمعارضة هي نظم قصيدة على نهج قصيدة سبقتها مع االشتراك معها في‬ ‫الوزن والقافية والموضوع‪..‬‬ ‫وقد تطور هذا الشكل األدبي مع مدرسة االحياء‬ ‫خاصة مع رائدها سامي البارودي وكذلك احمد شوقي‬ ‫وغيرهما ممن نسج على منوال الفحول في عصور مختلفة‬ ‫وقد مثل هذا النوع من القصائد ملمحا من مالمح ارتباط هؤالء بالشعر‬ ‫العربي القديم ارتباطا وثيقا‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وهذا يتفاعل مع طبيعة مذهبهم الشعري وطبيعة عالقتهم بالماضي ورؤيتهم‬ ‫للتراث وكيفية التعامل معه‬ ‫وهذا في حد ذاته مبحث مستقل ال يتسع له المقام‬ ‫وإن بدت عالقتهم بالتراث عالقة تقديس وارتباط وثيق‬ ‫بعيدا عن التخطي والتجاوز‬ ‫وقد تأسست المعارضة من خالل قوانين ثالثة ضبطها النقاد وهي ‪:‬‬ ‫_االجترار ‪:‬استمرار النص الغائب ‪/‬المحاكاة‬ ‫_االمتصاص‪ :‬قبول للنص الغائب ‪/‬تقديسه‬ ‫_ الحوار ‪ :‬نقد النص الغائب وإفراغه من بنياته المثالية‬ ‫وبالنظر في قصيدة الشاعر ضياء تريكو "بابل تتحدث عن نفسها " نأتي‬ ‫على جملة من المعطيات التي نستند إليها لتقرير جملة من النتائج ‪...‬‬ ‫اوال أن الشاعر قد تجاوز تلك الضوابط للمعارضة منها مسألة الوزن فنظم‬ ‫نصه على بحر الرمل عوضا عن الخفيف الذي هو بحر قصيدة حافظ إبراهيم‬ ‫وفي ذلك تجاوز واختالف كبير ‪...‬وهو ضرب من التحدي‬ ‫والنأي عن القصيدة موضوع المعارضة‬ ‫فالخفيف بحر يتركب من تفعيلة الرمل (فاعالتن) مكررة مرتين وبينهما‬ ‫تفعيلة واحدة للرجز ذات الوتد المفروق‬ ‫(مستفع لن) في الشطر الواحد‬ ‫فاعالتن ‪/‬مستفع لن‪ /‬فاعالتن ×‪2‬‬ ‫أما الرمل بحر قصيدة ضياء وهو بحر أحادي التفعيلة‬ ‫فاعالتن ‪/‬فاعالتن‪/‬فاعالتن ×‪2‬‬ ‫وهو بحر يتميز بعذوبة في اإليقاع ويتفاعل جدا مع مقام القصيدة الذي قام‬ ‫على ضرب من التغني باالمجاد والمآثر‪..‬كما أنه ال يتاح للعديد من الشعراء‬ ‫لما يتميز به من دقة في النظم ‪...‬‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫إضافة إلى ذلك تمكن الشاعر باقتدار وذكاء شعري عرف به من تجاوز‬ ‫قانون االجترار وقانون االمتصاص للمعارضة لينخرط مباشرة في القانون‬ ‫الثالث وهو الحوار‬ ‫فبدا محاورا بارعا للنص األول متجاوزا له على جميع المستويات‬ ‫فقد أنتج نصا جديدا مختلفا كليا عن النص الذي يحاوره بل صاغ بأدواته‬ ‫الخاصة والمبهرة لوحة متكاملة البناء ‪..‬متفردة اللفظ والصياغة‪..‬‬ ‫وقد تجلى ذلك منذ االستهالل المتقن جدا‬ ‫وقد تفوق على االستهالل في قصيدة حافظ‬ ‫تفوقا تشهد له الحروف والكلمات في قوله‬ ‫خفق القلب لظى عند التحدي ‪#‬‬ ‫أنا من في الشرق يبني المجد وحدي‬ ‫ونعلم قيمة االستهالل في الخطاب الشعري القديم والذي يمثل حلقة الوصل‬ ‫األولى بين الشاعر والمتلقي!!‬ ‫إضافة إلى ظاهرة التصريع التي أضفت نغمية عذبة على البيت‬ ‫إذن استطاع الشاعر ضياء تريكو أن يدخل في حوار مع قصيدة حافظ‬ ‫إبراهيم رغم اختالف الزمان والمكان والدوافع غايته نقد النص الغائب‬ ‫باستحضاره وتفجيره من الداخل الحيائه من جديد ‪...‬والمقصود باالحياء هنا‬ ‫هو بعث الروح في النص من جديد وليس تقديسه ‪...‬أو تقديس التراث كما‬ ‫كان مذهب مدرسة االحياء‬ ‫ألن الشاعر ضياء تريكو ينتمي إلى مدرسة جديدة وهي التجديد في القصيدة‬ ‫العربية العمودية‬ ‫ولم نصنفه هذا التصنيف من فراغ ‪...‬بل لنا في مدونته الشعرية العمالقة من‬ ‫الحجج والبراهين ما ال يتسع له المقام وسنعرض كل ذلك في أوانه‬ ‫بناء عليه لم تكن قصيدة ضياء تريكو إال صوتا جديدا مختلفا في األسلوب‬ ‫واللفظ والبناء ‪..‬‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ولم تكن "وقع الحافر على الحافر" حسب عبارة القدامى‬ ‫بل تجاوزت حتى نظرية التناص () ‪intertextuality‬‬ ‫في معناها المحدود إلى معنى أرحب في اعتبار أن كل‬ ‫عمليتي االستدعاء والتحويل‬

‫نص قائم على‬

‫والمبدع وحده من ينجح في العمليتين ‪...‬فيعيد نضد الفسيفساء لتظهر لوحة‬ ‫جديدة تقوم على تذويب وتنظيم وتحويل النصوص المستدعاة ‪.‬‬ ‫الشك أن الفترة التي جاء فيها حافظ إبراهيم هي فترة تختلف عن الفترة التي‬ ‫جاء فيها ضياء تريكو صكر كما أن المدرستين تختلفان فاألول لالحياء ينتمي‬ ‫والثاني للتجديد نصيرا ‪..‬جمعهما الشكل أو القالب العمودي للقصيدة العربية‬ ‫وفرقتهما المواضيع والمقاصد وطرق البناء وكيفية الصنعة الشعرية‬ ‫كما أن حافظ إبراهيم كان ينتمي إلى فترة تاريخية دقيقة جدا (االستعمار )‬ ‫طوعته الدعوة إلى التحرر مما جعل منه شاعرا ينتمي إلى الحركة الوطنية‬ ‫التي تتطلب الكثير من الحماسة وشحن المشاعر ‪..‬‬ ‫وبهذا يختلف عن ضياء تريكو صكر الذي لم يخدم دعوة سياسية معينة وال‬ ‫عقيدة بالذات بل كان في خدمة الوطن كمفهوم مستقل عن كل المؤسسات‬ ‫الحزبية وااليديولوجيات المقيتة والمذاهب المتقاتلة‬ ‫فطوع خطابه الشعري لخدمة العراق ممثال في ترابه ومائه‬ ‫ونخيله وهوائه‪.. .‬‬ ‫فأتقن خطابه الشعري في مختلف المواضيع التي صاغها فلذلك ال نكاد نميز‬ ‫في حسن السبك وقوة اللفظ بين قصائده المختلفة والمتجددة‬ ‫إذن إن المواجهة بين الشاعرين هي مواجهة شعرية فحسب ‪،‬‬ ‫ولعله من الضروري أن نلتزم الحياد فال نحاول االنتصار لشاعر على اآلخر‬ ‫بيد أن النص يفرض علينا أن يكون لنا انتماء السيما أن الفروق الواضحة‬ ‫بين المدرستين تحتم ذلك فمدرسة االحياء هي إعادة تشكيل الشكل العمودي‬ ‫بكثير من "االنضباط "و التقيد والمحافظة والمحاكاة‬

‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫مما جعل النص يأتي في شكل صارم فيه صنعة قد تصل إلى حد التكلف‬ ‫أحيانا وتغيب فيه تلك الطاقة الشعورية الخالبة ‪/‬الخالقة في آن‪..‬‬ ‫أما مدرسة التجديد التي نصنف ضمنها شاعرنا الكبير ضياء تريكو صكر‬ ‫‪:‬شاعر الرافدين‪/‬فارس القريض ‪/‬شاعر بغداد‪/‬‬ ‫عاشق الضاد ‪...‬‬ ‫فهي مدرسة أعادت تشكيل الوعاء القديم وبكثير من "الجمالية" والفنية العالية‬ ‫وطاقة شعورية مدهشة مراوحة بين قوة اللفظ وبالغة الصور الشعرية‬ ‫وثراء المعجم وشرف المقصد‬ ‫إذن إن مطلب المجد اتخذ عدة أشكال في الذاكرة العربية منذ نشوء الشعر‬ ‫العربي الذي كشف لنا عن مآثر وقيم سعى إليها العرب‪.. .‬كما كشف لنا عن‬ ‫رؤاهم و فلسفاتهم المختلفة‬ ‫فطلبوا المجد عبر السيف كما تجلى في شعر الحماسة عموما‬ ‫وطلبوا المجد عن طريق القرطاس والقلم‬ ‫ولعمري يبقى طلب المجد عن طريق القرطاس والقلم أنبل أنواع المجد يمكن‬ ‫أن يبقى خالدا على مدى الدهر‬ ‫والتاريخ كفيل بانصاف هذه التجربة الشعرية الفذة‬ ‫(مقتطف من دراسة نقدية تطبيقية حضارية )‬ ‫بين مصر تحدث عن نفسها وبابل تحدث عن نفسها سؤال الهوية وأزمة‬ ‫االنتماء‬ ‫عندما تنخرط القصيدة العمودية في بناء مشروع حضاري ضخم ‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫محمود الفضلي‬ ‫قول يحتاج منا لوقفة وتفسير على‬ ‫ضوء معطياته ‪ ..‬ألننا نعيش في‬ ‫زمن تشابكت فيه االمور ببعضها‬ ‫وتعقدت فيه المسائل الى حد‬ ‫التخمة من الجدال والى الحالة‬ ‫الحادة من االستقطاب ‪ .‬حيث دفع‬ ‫الكثير منا الى فتح المسكوت عنه‬ ‫النهم اغتالوا بوحشية واصرار‬ ‫مسبق احالمنا بهوامشهم النفعية وفقدنا بذلك وعي الناس واختلت كل‬ ‫الموازين وبات المسحوقين من شعبي بحاجة الى جرعة رعاية مركزه‬ ‫لتستعيد انفاسها مرة اخرى لكي ال تموت احالم الوطن وتسحق رغبة شعبنا‬ ‫بالتطلع والطموح ‪.‬‬ ‫لقد تناثرت امال وطننا الحبيب النها خضعت بال قيد لديمقراطية التذوق الن‬ ‫السياسة في عالمنا اليوم عبارة عن تصارع كل الناس النهم طرفا فيها ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫جاء التغيير بكل ما حمله من تطلعات واحالم خاضعة للتحقيق من خالل‬ ‫المساحة الكبيرة المفتوحة التي الزمته وانتفضتةامال وطموحوالمقهورين‬ ‫بأن كل شيء سيكون على ما يرام ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ ...‬جئنا وسينهض المارد ومعه كل التمنيات وسنحقق لكم الكثير الكثير‬ ‫وسنصل معكم الى ابعد ما يتصوره البعص ‪.‬‬ ‫ضحكنا بعمق وبفرحة تمالؤها الثقة باننا سنكون يوما ما منارا لشعوب‬ ‫المنطقة‪ ..‬وبدأت المسيرة ترافقها كل مستلزماتها من مال فائض عن‬ ‫المطلوب ورجال دولة ( سياسة ) بانتظار فعل ما وااليفاء بما قالوه ‪...‬‬ ‫وتسابقت السنين عام يتبعه عام وال شيء تحقق ‪.‬‬ ‫طال االنتظار وتراكمت اوجاع شعبي تلهبها سياط الظلم والحرمان افرزت‬ ‫بعض الصيحات الخجولة ومع كل صيحة تتعالى ضحكاتهم ‪..‬يصنعون‬ ‫بمهارة الثعالب المهانة لشعبهم ‪ ..‬والئمهم مغموسة بالدماء الزكية التي تسقط‬ ‫كل يوم ‪ ..‬يتكلمون بالف لغة ويتغامزون لبعضهم ‪ ..‬يتصورون ان في الوطن‬ ‫حفنة من العراة ال يفهمون ‪ ..‬كل االشياء دخلت عندهم في خط العدم‬ ‫والجرعات المسكنة التي يتناولها المواطنون المفجوعون سرعان ما يفيق‬ ‫منها ليشكل حالة تقترب من االنفجار لكنها تسكن بايعاز لتستعد لتتناول‬ ‫اخرى ‪ ...‬سقطت مدن وربما بيعت واالجندات الخارجية تعمل بجهد للقضاء‬ ‫على ما تبقى من كل ما هو جميل في وطني الحبيب ‪.‬‬ ‫اللعبة لم تعد تجدي وبان المكشوف وال نتمنى ان تستمر على الرغم من‬ ‫تحملنا الجزء االكبر من مسؤولية وجودهم ‪.‬‬ ‫نعم طال االنتظار ‪ ...‬يقينا ال نملك القدرة والقوة المركبة لمحاربتهم والقضاء‬ ‫عليهم والتي تتصف بها االوطان االخرى لكننا سنحاربهم هذه المرة من‬ ‫مواقع لها قدسية ومن اماكن كثيرة جدا يسكنها من هم قريبون من هللا الخالق‬ ‫نشد فيها عزمنا بقوة الدعاء وبالبخور وبالصالة في الكنائس والمساجد ركعا‬ ‫وجلوس وسيمنحنا قدرنا ( بعد حين ) ‪!!!!...‬‬ ‫وشاح النصر ووسامه ‪..‬‬ ‫عندها ستعلو ضحكاتنا لعنان السماء نتمنى ان ال يطول‪ ..‬اال‪.......‬‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫احمد جارهللا ياسين‬ ‫وننتظر الن المواطن في الوطن يعطي الوطنية ابوابنا مفتوحة مقبولية‬ ‫للجميع والمربع االول ونعاهد الشعب الواحد واالثنين والثالثاء‪ ..‬والحصة‬ ‫التموينية الن مجلس المحافظة وهناك دستور ولذلك ‪ ..‬غاز ‪..‬غاز ‪..‬نحن‬ ‫نطالب ونستنكر ويجب ويجب ويجب ‪..‬ونشجب واطالب بالحقوق كافة‬ ‫وتصفية هكذا مع الديمقراطية‪ ..‬ويجب‪..‬وكللليش ‪… ..‬‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫اال انت يا فهيمة‬ ‫هذا ما كتبه احد عشاق الجيل الجديد على الجدار الخارجي للمجمع الثاني ‪،‬‬ ‫وال ادري ربما اراد ان يوصل رسالة للفتاة المقصودة كي تعمل له مكيدة‬ ‫كما فعلت زليخة بيوسف الصديق ‪....‬‬ ‫ابو خنة يريد يصير نبي ‪....‬‬

‫‪30‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫قبل فقدان وعدة غيابات‬

‫وعلى مقل الشمس‬

‫تتكور الحياة بؤرة ه أمل ونعيم‬ ‫سرمدي‬

‫كانت تتأرجح نظرات ُحلم‬ ‫وأنفاس الوعد‬

‫يرفل جمالها بأثواب الرضا‬

‫وذاك النهار المدجج بالبساطة‬

‫البياض أناقةً‬ ‫يضاهي ضبابها‬ ‫ه‬

‫جمال‪ ..‬مكبل باالنتظار‬

‫النجاح مدعاة ُ استمرار‬

‫وساق تقودها خطوات إرادة‬

‫و الفشل مدعاة اصرار واستمرار‬

‫الدرب يمشي‬

‫ابتسامة تعبر المعاني‬

‫إلى حيث الوعد‬

‫لتستقر في أعلى ومنتصف القلب‬

‫والوعد مفتاح و القادم باب‬

‫تنبع من زمزم النقاء‬

‫وذاك السلسبيل شعر‬

‫العبير كان من زهر الروح‬

‫تنظمه أفواه الماء‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وأما الخضار ‪ ...‬سالم ‪...‬‬

‫ال ودا ‪..‬يشكي المكان‬

‫حاكته الفصول‬

‫ال مدى‪....‬يبكي الزمان‬

‫عيناك ‪ ....‬ساللم الخفقات‬

‫مدينة فاضلة تتوسد الحياة‬

‫إلى الدرك األعلى من اليقين‬

‫بعد فقدان وعدة وداعات‬

‫وهم جميعهم ‪...‬فواصل‬

‫تقطعت كل السطور‬

‫ال تنجب نقطة حمراء‬

‫وتالشت الكلمات‬

‫في أخر سطر في صفحة التمني‬

‫نضب قصيد العمق‬

‫و البهاء بمداه تقوله‬

‫في بيد األيام‬

‫األفواه‬

‫متسع لليابس ‪....‬يخترق الصميم‬

‫ال صدى يحكي األحزان‬

‫هي ُ‬ ‫حرق ويحترق‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫اسماعيل خوشناو‬ ‫عيش غيري‬ ‫دائما ً كنتُ بريقا ً ِل ِ‬

‫زهور بينه أناملي‬

‫طرحتُ نومي جانبا ً‬ ‫وأمسيتُ أُضي ُء ال ُّ‬ ‫ع‬ ‫شمو ه‬

‫إلي ِه تسري و تجري‬ ‫حياة عانقتْني في ُك ِّل يوم‬

‫لسواي في ُك ِّل ليل‬ ‫ه‬

‫قضاء ساعة‬ ‫ِل‬ ‫ِ‬

‫هدوء ألقى على يدي ِزما همهُ‬ ‫وعلى حاف ِة ْالمأوى‬

‫نام ْ‬ ‫واإل ْن ِس‬ ‫في خدم ِة ْاأل ِ‬ ‫عناء حاضرة‬ ‫كلماتي ِلني ِل ْال ِ‬

‫عزفتُ على مهل مواويلي‬

‫ض ِ ّحي ِبحروفها ِلضحكة‬ ‫تُ ه‬

‫هر هملهلهُ‬ ‫كثيرا ً ما أعْلنه‬ ‫معي الس ُ‬ ‫ه‬

‫أراها ِمن وج ِه غيري‬ ‫ه‬ ‫أردتُ أ ه ْن تهدُقه السعادة ُ‬

‫وأنا ق ْد مسحتُ ل ْف ه‬ ‫ظ تعبتُ ِم ْن‬ ‫أقاويلي‬ ‫س هو راحةُ‬ ‫بُ ْغيهةه ْ‬ ‫النوم‬ ‫أن تر ُ‬ ‫ِ‬

‫كل باب قب هل بابي‬ ‫فسعادة ُ آالف خير‬ ‫أن أهكونه سعيدا ً‬ ‫ِمن ْ‬

‫على‬ ‫ِ‬ ‫شاط ِئ ُك ِّل هم ْن كانه وجو ُدهُ‬ ‫سيري‬ ‫دواما ُ ِ‬ ‫لبقاء ْالحياةِ و ه‬

‫سواي‬ ‫ِلوحدي دون‬ ‫ه‬ ‫أبناء ِجنسي‬ ‫ِم ْن‬ ‫ِ‬

‫ختمتُ على راح ِة يدي ربي هع ْال ّ ِو ِد‬ ‫ُكلما صافحتُ ْام ِرأ ً‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫وليد جاسم الزبيدي‬ ‫ت أصعبْ ‪..‬‬ ‫أن ِ‬

‫أمنحهُ أعلى أشرعتي‬

‫من لغة تتحدّى شفتي‬

‫يقذفُني ‪ ..‬يتركني المركبْ ‪..‬‬

‫أشقى بتهجيها ‪ ..‬أتعبْ ‪..‬‬

‫ت األصعبْ ‪..‬‬ ‫أن ِ‬

‫من كرة ترمي ألعابا ً‬

‫من وحدةِ أمتِنا الكبرى‪..‬‬

‫فتثير الض ّجةه في الملعبْ ‪..‬‬ ‫ُ‬

‫من ثورة عالم أو كوكبْ ‪..‬‬

‫ت أصعبْ ‪..‬‬ ‫أن ِ‬

‫ت األعجبْ ‪..‬‬ ‫أن ِ‬

‫من طرق أتبعُها‪ ..‬تهربْ ‪..‬‬

‫ت األغربْ ‪..‬‬ ‫أن ِ‬

‫من غيم يُمطرني‪ :‬خوفا ً‪ ..‬حزنا ً‬ ‫أعجبْ ‪..‬‬

‫سياط عيو ِن ِك جلدي‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫شفاهك أسغبْ ‪..‬‬ ‫بين ميا ِه‬ ‫ِ‬

‫ت أصعبْ ‪..‬‬ ‫أن ِ‬

‫ت األصعبْ ‪..‬‬ ‫أن ِ‬

‫ُ‬ ‫يسكن أو يغضبْ ‪..‬‬ ‫من بحر‬

‫ت األصعبْ ‪..‬‬ ‫أن ِ‬

‫‪34‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫رافع حازم الياس السراج‬ ‫ام بشار امرأة مسنة في العقد السبعيني‬ ‫من عمرها كانت تسكن في منطقة شهر‬ ‫سوق مع اوالدها الثالثة وابنتها مع‬ ‫االحفاد الذين يبلغ تعدادهم ثمانية بين‬ ‫ولد وبنت وبعد اشتداد المعارك في‬ ‫الساحل األيمن ووصول‬

‫القطعات‬

‫العسكرية الى المناطق‬

‫السكنية‬

‫‪35‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وازدياد القصف المدفعي والصاروخي باتجاه مقرات تواجد الدواعش والذين‬ ‫اتخذوا من االزقة الضيقة مالذا لهم وجعلوا من سكان تلك المناطق دروعا‬ ‫بشرية لحمايتهم كان نصيب بيت ام بشار ان يكون ملجأ للدواعش حيث سكن‬ ‫مع عائلة ام بشار اربعة دواعش واجبروا العائلة على البقاء في السرداب‬ ‫مع منعهم من الخروج او الهرب ومع تقدم القطعات العسكرية باتجاه المنطقة‬ ‫السكنية التي تسكنها عائلة ام بشار ترك الدواعش البيت وفروا ال جهة غير‬ ‫معلومة بعد ان اخذوا كل الخزين الغذائي والدوائي الذي كانت عائلة ام بشار‬ ‫قد خزنته للطوارئ فلم يبقى في البيت ما يسد حاجة الموجدين وهم ام بشار‬ ‫وابنها بشار وزوجته مع اربع اوالد صغار واخوه خالد وزوجته وثالث‬ ‫اوالد صغار ايضا وسعد الشاب المعتوه عقليا وشقيقتهم رغد وابنها الطفل‬ ‫والتي تركت بيت زوجها وجاءت لتعيش مع امها واخوانها المهم عندما هرب‬ ‫الدواعش من بيت أم بشار واقتراب قطعات الجيش من المنطقة مع اشتداد‬ ‫القصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين الجيش والدواعش قررت العائلة‬ ‫ترك البيت الستحالة البقاء فيه فهيئوا امرهم النزوح باتجاه قطعات الجيش‬ ‫فطلب بشار من والدته ان تصطحب االوالد الصغار مع سعد المعتوه الى‬ ‫راس الشارع ريثما يقومون هو واخوه خالد ومعهم نساؤهم وشقيقتهم رغد‬ ‫بجمع االشياء المهمة التي يحتاجونها مع المخشالت الذهبية لزوجة بشار‬ ‫وزوجة خالد وشقيقتهم رغد وكان بشار قد خبأ مبلغ من المال بحدود مليونين‬ ‫ونص مليون دينار في مكان لم يخبر احد عنها وقد حان وقتها لتنفعه حين‬ ‫ينزح الى الجانب االيسر من المدينة وبدا يخرجها من مخبأها تحت الدرج‬ ‫الذي يؤدي الى السرداب وانهمك الباقون في جمع مالبس االوالد وذهب‬ ‫البنات وكانوا مستعجلين لكثرة قصف الهاونات على البيوت المحيطة وبينما‬ ‫خرجت ام بشار المرأة العجوز مع االحفاد الثمانية وابنها المعتوه المجنون‬ ‫سعد باستعجال الى راس الشارع تنتظر بقية عائلتها لكن يد القدر كانت‬ ‫اسرع فقد سقطت ثالث قذائف هاونات على البيت فهدمته على رؤوس من‬ ‫كان فيه وهم بشار وزوجته وخالد وزوجته وشقيقتهم رغد فماتوا جميعا‬ ‫نتيجة لسقوط سقوف البيت عليهم جراء قصف الهاون لكن شهود العيان قالوا‬ ‫ان القصف كان من طيارة كانت تحوم في سماء المنطقة وكان البيت مؤشر‬ ‫لدى الجيش بانه وكر للدواعش فرصدته الطائرات ووجهت له القذائف‬ ‫لبصبح اثرا بعد عين واستشهاد من فيه فبقيت ام بشار المراة المسنة التي ال‬

‫‪36‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫تكاد تقوى على رعاية نفسها فكيف وقد فقدت اوالدها مع زوجاتهم وفقدت‬ ‫ابنتها معهم وبقي معها االحفاد الصغار الثمانية اكبرهم في السابعة من عمره‬ ‫وابنها سعد المعتوه في عقله كما لم يبقى معها اي مبلغ او اي حاجة ذهبية‬ ‫تعينها ومن معها كما فقدت هويات االحوال المدنية لها والحفادها وعادت‬ ‫مسرعة وهي تلطم على رأسها وتبكي بعدما سمعت بقصف بيتها لترى‬ ‫اوالدها لكنها لم تستطيع الولوج الى داخل البيت بسبب تراكم الحطام في‬ ‫مدخل البيت الذي اصبح ركام فوق ركام فعادت ادراجها الى االحفاد الذين‬ ‫كانوا يصرخون هلعا وخوفا وابنها سعد الذي يفر بعينيه يمينا ويسارا وهو‬ ‫اليدري وال يعي ما يحدث وتركت اوالدها جثث تنزف دما تحت انقاض‬ ‫البيت وتم نقلها مع احفادها الى الساحل االيسر وتولى اهل الخير توفير‬ ‫سكن مؤقت لهم لكنها ظلت تبكي فقد اوالدها بشار وخالد وزوجاتهم ومعهم‬ ‫ابنتها رغد التي فرت من الموت في منطقتها الزنجيلي لتأتي وتموت مع‬ ‫اشقاءها في بيت اهلها وقد تركوا لها اوالدهم لترعاهم مع ابنها سعد المعتوه‬ ‫الذي اليقوى على فعل شيء سوى االكل والنوم فكيف بها اليوم ‪..‬ال ادري‬ ‫وكل ما اعلمه انها االن تسكن في بيت وقد حدد لها ابو البيت استخدام المطبخ‬ ‫والحمام والتواليت دون بقية منافع البيت النه قد ترك اثاث بيته وسكن اربيل‬ ‫منذ دخول داعش‪...‬وام بشار تعاني االمرين من صعوبة الحياة وتوفير لقمة‬ ‫للصغار وبين مطالبة ابو البيت ايجار شهري للبيت الذي تسكنه مع االحفاد‬ ‫المساكين الذين فقدوا االب واالم دون جريرة او ذنب منهم سوى انهم من‬ ‫اهل الموصل المنكوبة ‪...‬‬

‫‪37‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪38‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪39‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪40‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫اعداد ‪ :‬ماجد حامد الحسيني‬ ‫ولد الشاعر الموصلي الدكتور احمد شهاب احمد في مدينته الموصل‬ ‫وبالتحديد في منطقة الرشيدية عام ‪ 1967‬حصل على الماجستير في االدب‬ ‫الحديث عام ‪ 2010‬من جامعة الموصل وعلى الدكتوراه في االدب الحديث‬ ‫عام ‪ 2013‬وبتقدير عال عمل في تدريس اللغة العربية مدة عشرين عاما‬ ‫في تربية نينوى وحصل على نسب عالية في االمتحانات الوزارية العامة‬ ‫وعلى العديد من كتب الشكر من تربية نينوى وذلك لتمثيلها في المهرجانات‬ ‫الشعرية ضمن النشاطات خارج المحافظة‬ ‫•‬

‫عضو االتحاد العام لالدباء في العراق‬

‫•‬

‫عضو اتحاد االدباء العرب منذ عام ‪1993‬‬

‫نشر قصائده في مجلتي الجسرة القطرية وسطور المصرية وبحوثه‬ ‫•‬ ‫في مجلة جيل المحكمة له‬ ‫‪ .1‬تحليل الخطاب النقدي المغامر – دار عالم الكتب الحديث اربد‬ ‫االردن‪ / 2015‬نقد‬ ‫‪.2‬‬

‫فضاء النص الشعري دار تموز دمشق ‪ / 2014‬نقد‬

‫‪.3‬‬

‫دفؤك يلتفت البرد اليه دار الحضارة القاهرة ‪ / 2010‬شعر‬

‫‪41‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫‪.4‬‬

‫قال انتظرني بجفرا دار نشر تموز دمشق ‪ / 2013‬شعر‬

‫‪.5‬‬

‫انثى يسعى المعنى اليها دار نشر ازمنة عمان ‪2010‬‬

‫‪.6‬‬ ‫الطبع‬

‫حضور الموت وايقاع الغياب في شعر موسى حوامدة ‪ -‬نقد – قيد‬

‫‪.7‬‬

‫شارك في مهرجانات شعرية عديدة داخل العراق وخارجه‬

‫‪ .8‬قام بمعية عدد من حملة الشهادات العليا بتأسيس ملتقى الرشيدية‬ ‫االدبي وقدم هذا الملتقى العديد من الدراسات والبحوث تناولت شعراء وادباء‬ ‫الموصل ونتاجاتهم االدبية‬ ‫‪.9‬‬

‫احالم حارس الهواء ‪ ،‬حوارات ‪ ،‬دار نشر تموز دمشق ‪2014‬‬

‫‪ .10‬شارك في مهرجانات امير الشعراء الدورة ‪ 2014‬الخامسة وصل‬ ‫الى المرحلة الثانية‬ ‫(هو)‬ ‫اراهُ قربي وقد انسى فانكره‬

‫اذكره‬ ‫وها انا صامت في السر‬ ‫ُ‬

‫سهُ‬ ‫واكرهُ الشي هء لكني امار ُ‬ ‫ُ‬

‫الدرب ال استطي ُع‬ ‫واعبر‬ ‫اعبرهُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫تنور ذاتي اذا يخبو‬ ‫سأشجرهُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫الف مشكلة‬ ‫وبين ذاتي وبيني ُ‬

‫يق ُّل في البال ان حاولتُ‬ ‫اكثره‬ ‫ُ‬

‫ويظهر حولي مث هل ُمعجزة‬ ‫يخفي‬ ‫ُ‬

‫في ك ْهف لذته والوقتُ ينثرهُ‬

‫ينثرها‬ ‫ال يعم ُل االن وااليا ُم ُ‬ ‫****‬

‫يتلو وصاياه واالال ُم‬ ‫تنصرهُ‬ ‫ُ‬ ‫الكاس محزونا ً‬ ‫ويشرب‬ ‫ُ‬ ‫ويكسرهُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬

‫محنت ِه‬ ‫قربي على اضواء ْ‬ ‫اراهُ ُ‬ ‫يع ّ‬ ‫اطراف لقمت ِه‬ ‫الفقر في‬ ‫شش‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫حو غيمتُه‬ ‫وال ّ‬ ‫تنقرهُ‬ ‫والطير ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص ُ‬

‫أما همهُ خلفهُ والرو ُح ملتبس‬

‫‪42‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪43‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫لندن تعتبر مدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة ومن أكبر مدنها‪ ،‬وتقع على‬ ‫نهر التيمز الموجود في جنوب بريطانيا‪ ،‬وقد بلغ عدد سكان لندن في عام‬ ‫‪2013‬م ما يقارب ‪ 8416535‬نسمة للذين يعيشون على مساحة ‪1572‬كم‪،²‬‬ ‫ويوجد فيها أهم المراكز االقتصاديّة‪ ،‬والسياسيّة‪ ،‬والثقافيّة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫عدد كبير من الجامعات‪ ،‬والكليّات‪ ،‬والمعاهد‪ ،‬والمسارح‪ ،‬والمتاحف‪ ،‬وقد‬ ‫اتخذت العديد من الشركات العالمية‪ ،‬والمنظمات الدوليّة من لندن مقرا ً لها‪،‬‬ ‫فهي تع ّد ذات إدارة مستقلة في معظم مناطق العاصمة‪.‬‬

‫تسمية لندن بمدينة الضباب أطلق على مدينة لندن اسم مدينة الضباب‪،‬‬ ‫والسبب في ذلك ّ‬ ‫أن سكانها قد استخدموا الخشب من أجل الطاقة قبل الثورة‬ ‫الصناعية‪ ،‬وقبل استعمال الفحم‪ ،‬ونتيجة احتراق الخشب نتج عنه الدخان م ّما‬ ‫سبّب تكاثف الدخان في الجو على شكل ضباب‪ ،‬باإلضافة إلى وجود الضباب‬ ‫يتكون في فصل الشتاء‪ ،‬م ّما يسبب اندماجهما معا ً‬ ‫ليتكون‬ ‫ي الذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطبيع ّ‬ ‫ملوث‪ ،‬وكثيف ينتج عنه انعدام الرؤية في بعض األحيان‪ .‬أهم معالم‬ ‫دخان ّ‬ ‫مدينة لندن حديقة ريجنت بارك تع ّد حديقة ريجنت بارك من الحدائق الملكية‪،‬‬ ‫والتي تقع في الجهة الشمالية من وسط لندن‪ ،‬والتي يخضع أحد أجزائها‬ ‫لبلدية ويستمنستر‪ ،‬والجزء اآلخر تابع لبلدية كامدن‪ ،‬ويوجد في الحديقة كلية‬ ‫ريجنت‪ ،‬وحديقة حيوانات لندن‪ .‬ساعة بيج بن وساحة البرلمان تتكون ساعة‬

‫‪44‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫بج بن من أربعة وجوه‪ ،‬وهي جزء من مبنى البرلمان‪ ،‬وتع ّد من أكبر‬ ‫الساعات الموجودة في بريطانيا التي بلغ ارتفاعها حوالي ‪106‬م‪ ،‬ويعود‬ ‫سبب تسميتها إلى الجرس الضخم الذي يبلغ وزنه أربعة عشر طنا ً مع العلم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتدق األجراس فيها كل ربع ساعة‪ .‬عجلة‬ ‫بأن الساعة غير مفتوحة للزوار‪،‬‬ ‫الزمن عجلة الزمن هو المكان الذي يمكن من خالله مشاهدة لندن من فوق‪،‬‬ ‫وهذا المكان قريب من ساعة بيج بن‪ ،‬ويفصل الجسر بينهما‪ .‬قصر باكنجهام‬ ‫ي للملكة‪،‬‬ ‫ت ّم تأسيس قصر باكنجهام في عام ‪1705‬م‪ ،‬ويع ّد مقر اإلقامة الرسم ّ‬ ‫إذ يحتوي على تسع عشرة غرفة مع وجود معرض للصور‪ ،‬واثنتين‬ ‫وأربعين حديقة‪ ،‬علما ً ّ‬ ‫للزوار في شهري آب وأيلول‬ ‫أن القصر يفتح أبوابه ّ‬ ‫من ك ّل عام‪ .‬قصر كينسيجتون بني قصر كينسيجتون قبل ‪ 300‬سنة‪ ،‬وهو‬ ‫قصر الملكة ويلز ديانا‪ ،‬وفي السابق سكن فيه عدد من أفراد األسرة المالكة‪،‬‬ ‫صة بأفراد العائلة‬ ‫أ ّما في الوقت الحالي فتعرض فيه مالبس المناسبات الخا ّ‬ ‫ي يع ّد المتحف‬ ‫الملكيّة الحاكمة في القرن الثامن عشر‪ .‬المتحف البريطان ّ‬ ‫سط المتحف قبّة‬ ‫ي من أقدم المتاحف الموجودة في العالم‪ ،‬ويتو ّ‬ ‫البريطان ّ‬ ‫مصنوعة من الزجاج الحديث‪ ،‬واألستيل الصلب‪ .‬ميدان ترفلجار يوجد في‬ ‫ي في لندن‪ ،‬وتشتهر هذه الساحة باحتوائها‬ ‫ميدان ترفلجار أقدم نصب تذكار ّ‬ ‫على طائر الحمام الموجود بكثرة‪ .‬جسر لندن صنع جسر لندن من الحجر‬ ‫ي‪ ،‬وقد كان في السابق عبارة عن جسر خشبي‪.‬‬ ‫في العهد الرومان ّ‬

‫‪45‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫يسعى اإلنسان للتكامل واالبداع من‬ ‫خالل األنشطة التي تتالئم وقابلياته‬ ‫وتوجهاته بمجهوده الفردي او من‬ ‫خالل‬

‫انضمامه‬

‫للتجمعات‬

‫والمنظمات او النقابات او المنتديات‬ ‫ليقدم فيها خالصة جهده وابداعه‬ ‫وعادة مايتوج نشاطه وابداعه بتقييم‬ ‫من المعنيين عرفانا بما قدمه في‬ ‫الساحة التي يعمل بها ضمن‬ ‫اختصاصه‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫بعد عام ‪ 2003‬ومع دخول خدمات النت واستخدامات وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي في السوشل ميديا كانت هناك نشاطات متنوعة ونشر متنوع‬ ‫وكتاباتك متميزة وكتاباتك هابطة‪ ،‬ومع وجود اقالم رفدت الساحة الثقافية‬ ‫واالدبية بما تستحق لكنها أبت الحضور بما اليتالئم وحجم العطاء فظلت في‬ ‫الظل تكتب وتنتج وتبدع وتضيف لثقافة المجتمع الشيء الكثير وهي مؤمنة‬ ‫بأن التاريخ القادم سينصفها حتمآ ومايصح اال الصحيح ‪ ،‬وفي الجانب االخر‬ ‫ترتقي السلم الكتابات الهابطة وتشق طريقها لستولي على انتباه القاريء في‬ ‫شارع الثقافة اال ماندر من األشخاص الذين ينتقون كل ماهو قيم ومفيد‬ ‫للمستوى الثقافي الذين يتمتعون به ليميزوا بين الغث والسمين‪.‬‬ ‫ومع تردي أذواق الغالبية من المجتمع وتباينها تجاه الثقافة وفهمها والعمل‬ ‫على ارساء قيمها بفعل االنتشار السريع للمستويات الهابطة من الكتابات‬ ‫وتوفر وسائل النشر واباحتها وغياب دور وزارة الثقافة واإلعالم هذه‬ ‫السنوات عن أداء دورها الرقابي وتقييم النصوص والمساعدة في نشرها‬ ‫واحتضان اعالم االدب والثقافة الذين يشكلون رافدا مهما في ثقافة المجتمع‬ ‫قبل أن تعم الفوضى األدبية والثقافية لستولي على الشارع لتكون طاردة‬ ‫لكل ماهو جميل ورائع‪ ،‬ورغم قناعتنا بانه (اليصح اال الصحيح) ولكن‪..‬‬ ‫المتابع لغالبية المهرجانات التي تقيمها المنظمات والتجمعات والنقابات‬ ‫والمنتديات والمراكز لتقييم وتكريم مبدعين الثقافة واالدب واإلعالم نجد‬ ‫ولالسف غياب شخصيات مهمة لها حضور فاعل في الساحة األدبية بل ولها‬ ‫أثر من خالل المؤلفات والكتابات والنصوص التي تستحق التقدير والتقييم‬ ‫والتكريم ‪ ،‬وصعود المنصة أشخاصآ ليس لهم عالقة باالدب واألدباء وال‬ ‫بالشعر والشعراء وال بالصحافة وال باإلعالم ليتم تكريمهم بدروع وشهادات‬ ‫تقديرية وقالدات االبداع لجهودهم المميزة!!‬ ‫انا اتحدث هنا عن قامات االدب العراقي واالقالم الواعدة التي تركت بصمة‬ ‫والذين الزالوا يعانون من مشاكل كثيرة منها االمكانيات المادية في طبع‬ ‫كتاباتهم ومؤلفاتهم ونصوصهم واكتفوا بحياتهم الهادئة بعيدا عن الصخب‬ ‫وتسليط اضواء اإلعالم لثقتهم بنفسهم والترفع عن التملق ومسح األكتاف‬ ‫الحتفاظهم بكرامتهم اإلنسانية وصونها ادبيآ‪ ،‬ومما يؤلم ان يتم تكريم هؤالء‬

‫‪47‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬ ‫المبدعين من خارج البالد لينالوا المراتب المتقدمة في المنافسة عن أجمل‬ ‫رواية او قصة اونص‪.‬‬ ‫وبغياب الرقابة وانكفاء وزارة الثقافة واإلعالم والتخلي عن مسؤوليتها‬ ‫تجاه المبدعين من االدباء والكتاب والشعراء ستصعد بل صعدت وبسرعة‬ ‫طبقة من المتملقين والمنافقين ساعدها غياب الذائقة األدبية مع جود الفساد‬ ‫االخالقي والمهني ليكونوا عنوانآ جديدآ اال انها ستتهاوى حتمآ وماتبقى اال‬ ‫الكواكب في سماء االدب والثقافة تضيء لنا سماء االبداع والرقي في مسيرة‬ ‫تاريخ الثقافة واالدب واإلعالم‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪49‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 113‬مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪113‬‬

‫‪50‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.