مجلة زهرة البارون عدد 120

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫اصدرات مؤسسة البارون للنشر االلكرتوني ‪ /‬السنة الثالثة ‪2019‬‬

‫‪1‬‬

‫رئيس التحرير ‪ :‬البارون األخري‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬ ‫نور كاظم ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫مقال افتتاحي ‪5...............................................................‬‬

‫احكام التاريخ ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.......................................‬‬ ‫هل رمضان شهر الطاعات ‪ /‬د‪ .‬احمد ميسر ‪12...........................‬‬ ‫الحكمة من زكاة الفطر ‪ /‬رافع السراج ‪17.................................‬‬

‫والية بطيخ ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪20....................................‬‬ ‫ذكريات امتحانية ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪22....................................‬‬

‫سهام الخذالن ‪ /‬محمد الالمي ‪23...........................................‬‬ ‫مشاكسات رجل طائر ‪ /‬فتحي مهذب ‪25...................................‬‬

‫حسام والعصفور ‪ /‬نرجس عمران ‪26.....................................‬‬ ‫الجالد ‪ /‬حسين علي ‪31.....................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪34.........................................‬‬

‫يوسف حبي ‪ /‬ماجد حامد الحسيني ‪37.....................................‬‬

‫سذاجة الحب نورس عزيز ‪40.............................................‬‬ ‫فلسفة الحب ‪ /‬مريم الدليمي ‪41............................................‬‬

‫الخليج على فوهة بركان ‪ /‬قاسم الغراوي ‪44.............................‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫ليغضب من يغضب كل ما سوف يكون هنا حقيقة وليس من وحي الخيال‬ ‫ويجب تعريف الوطن وليس هو كما يردد االنتهازيون انه ارض وسماء‬ ‫ولكن التعريف الحقيقي للوطن هو عبارة عن حزمة حقوق وواجبات اما‬ ‫الواجبات فما يسمى بالوطن متميز في فرض الواجبات اما عن الحقوق فهي‬ ‫منسيه بامتيا ز فعندما تذهب الستحصال األوراق الرسمية تفرض عليك‬ ‫موافقات وهمية وبعد استحصال تلك الموافقات في حلقة وهمية تكون الصدمة‬ ‫في العدد الهائل الذي يقف في طابور طويل امامك وهذه الظاهرة هي على‬ ‫مدار السنة وهي تثقل كاهل الموطن البسيط وليس هذا فحسب ولكن أيضا‬ ‫تلك المستشفيات التي ال تمت لإلنسانية بصلة جملة وتفصيل فتلك الرسوم‬ ‫التي تدفع من المواطن هي ليست رمزية كما يردد المسؤولين والمستفز في‬ ‫الموضوع ليست تلك الرسوم ولكن الخدمات الطبية المعدومة مع الممارسات‬ ‫للكادر الطبي لبعض األطباء في عملية تسليب واضطهاد المرضى وعدم‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫االهتمام بالحاالت المرضية اال بمقابل مادي وهنا يسقط الجانب اإلنساني في‬ ‫الموضوع وغيرها الكثير فالكهرباء والماء والطرق وحتى التسهيالت المالية‬ ‫واإلدارية كلها تعاني من حالة اهمال متعمد غير مسبوقة في التاريخ ويبقى‬ ‫الوطن ألصحاب النفوذ في السلطة والمال والغريب ان كل من يتولى زمام‬ ‫األمور تكون هناك فكرة يحملها ماذا سوف اصلح الستغل الوضع لتامين‬ ‫نفسي وهذا بسبب خلل فكري في صناعة القادة وهم ال يعرفون عن هذا‬ ‫شيء وقد يكون هناك أشياء في هذا الوطن لها وجود وهو الرابط به فانت‬ ‫ال تملك ارض وال دار وال وظيفة او سيارة ولكل هذا تأثير في إيجاد رابط‬ ‫وطني فمن ال يملك أي من ما ذكرت ليس مواطن وال ينتمي للوطن وقد‬ ‫تكون هذه الكلمات مستفزه للبعض وما عاد مهم الن الوضع الراهن ينذر ب‬ ‫خطر كبير يلوح في األفق وفي احد المرات سالت احد الذين يقفون في‬ ‫الطابور الطويل الستخراج جواز السفر ما الذي يجبرك للوقوف في هذا‬ ‫الطابور المقيت هل سوف تسافر فأجاب ب ((ال)) وعندها كان الذهول قد‬ ‫اصابني وقلت لماذا اذا ان لم يكون هناك سفر فلما الجواز أجاب ((يمعود‬ ‫هذا البلد ما امان حتى من يصير اقلب)) وهذه الكلمات لها مدلول خطير ان‬ ‫صح المقصود منه ومن داللته ان ليس هناك أي ارتباط في الوطن وانعدام‬ ‫الثقة بين المواطن والسلطة القائمة على هذا البلد وهنا يكون هناك صور‬ ‫لواقع مرير مقرف يعيشه المواطن كل يوم وبعدها يأتي احد الحمقى يتهم‬ ‫الناس بالعمالة ضد الوطن وهي تهمه باطلة شرعا ً وقانونا ً لسبب بسيط ان‬ ‫ليس هناك وطن وهو عبارة عن اكذوبة ‪ ...‬ولهذا كتبت‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫من خالل تجربتي في تدريس التاريخ ودراسته وألكثر من نصف قرن‬ ‫استطيع التأكيد على ان للتاريخ احكام وقوانين وسنن البد من معرفتها لفهم‬ ‫ما حدث ويحدث في التاريخ البشري ‪.‬‬ ‫وقد انتبه لهذه الحقيقة عدد من فالسفة التاريخ ‪ ،‬ومنهم المؤرخ والفيلسوف‬ ‫البريطاني كولنجوود الذي الف ومنذ الثالثينات من القرن الماضي كتابان‬ ‫اولهما اسماه ( فكرة التاريخ ) والثاني أسماه ( فكرة الطبيعة ) ‪.‬‬ ‫ومما اكده كولنجوود أنه ‪ ،‬كما ان هناك قوانين تحكم الطبيعة أقصد القوانين‬ ‫التي تتحكم بالمطر والرياح والزالزل والبراكين ‪ ،‬فإن هناك قوانين تحكم‬ ‫التاريخ فاالمور ليست سائبة ‪ ،‬بل ان السنن الطبيعية والتاريخية هي من‬ ‫تتحكم في االحداث التاريخية ‪ ،‬وبسير حركة االنسان ‪ ،‬والبد من معرفتها ‪.‬‬ ‫و االنسان في حياته ‪ ،‬ومنذ ان خلقه هللا على ظهر هذا الكوكب يعيش وفق‬ ‫سنن معروفة وغاية محددة بسم هللا الرحمن الرحيم ( أفحسبتم إنما خلقناكم‬ ‫عبثا ) صدق هللا العظيم والهدف والغاية من خلق االنسان هو ان يُعمر‬ ‫االرض‪ ،‬ويقيم الحضارات بسم هللا الرحمن الرحيم ( وما خلقنا االنس‬ ‫والجن اال ليعبدون ) والعبادة هنا بمفهومها العام ليست فقط اداء الطقوس‬ ‫الدينية من قبيل الصالة والصوم والزكاة والحج ‪ ،‬وانما ايضا بناء الحضارات‬ ‫‪ ،‬وممارسة عمران االرض ‪ ،‬واقامة المزارع والصناعات والسدود وتحقيق‬ ‫رفاهية االنسان واقامة العدل وتحقيق المثل والقيم االنسانية في العدالة‬ ‫والحق والخير والمساواة وغير ذلك مما هو معروف عند االنسان ‪.‬‬ ‫االنسان وضمن عمره الزمني ‪ ،‬هو مخلوق كرمه هللا ‪ ،‬وخلقه في أحسن‬ ‫تقويم ‪ ،‬وفضله على غيره مما خلق ‪ ،‬لذلك فهو يسير في حياته وفق عقله‬ ‫وارادته بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ( :‬وهديناه النجدين فإما شاكرا وإما‬ ‫كفورا ) وعليه ان يستخدم عقله في تحقيق مصالحه الشخصية والمصالح‬ ‫العامة للمجتمع ‪.‬‬ ‫وفي كل حركته ‪ -‬كما قلنا ‪ -‬يخضع لسنن وقوانين واحكام مصداقا لقوله‬ ‫تعالى بسم هللا الرحمن الرحيم (سنة هللا التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة‬ ‫هللا تبديال ) ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫والسنن والقوانين واالحكام كثيرة منها على سبيل المثال ان الظلم واالستبداد‬ ‫اذا دام دمر ‪ ،‬وان من يظلم ومن يعيث في االرض فسادا سوف تكون نهايته‬ ‫سيئة ومدمرة ‪ ...‬وثمة ايات في القرآن الكريم وفي الكتب المقدسة االخرى‬ ‫تفصح عن ذلك ‪ ،‬وتبين سوء عاقبة المكذبين بسنن هللا وآياته ومن امثلة ذلك‬ ‫ما حدث القوام سبقونا عاثوا في االرض فسادا ‪ ،‬وظلموا واستبدوا في الخلق‬ ‫ومن هؤالء قوم لوط وقوم فرعون وقوم عاد واصحاب الرس وثمود ‪.‬بسم‬ ‫هللا الرحمن الرحيم ‪( :‬قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في األرض فانظروا‬ ‫كيف كان عاقبة المكذبين ‪ .‬هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين) ‪ .‬لذلك‬ ‫على االنسان ان يفهم من خالل دراسته للتاريخ ما حدث لغيره بسبب ظلمهم‬ ‫واستبدادهم ‪.‬‬

‫وهناك ما يشير الى ان على االنسان ان يعي حقيقة محددة ؛ وهي االعتراف‬ ‫بفضل هللا عليه فاهلل سبحانه وتعالى هو من خلقه وكرمه وجعله في أحسن‬ ‫تقو يم ومن هنا فيجب عليه ان يشكر هللا على نعمائه أناء الليل واطراف‬ ‫النهار وعليه ان الينكر فضل من يقدم له الخير واالحسان وان يتعلم ان‬ ‫يشكر من يمد اليه يد المعروف فمن اليشكر الناس اليشكر هللا وأن الجحود‬ ‫ونكران الفضل نهايته ليست مسرة وان استمر في الجحود وارتكاب‬ ‫المعاصي فإن النعم سوف تزول بسم هللا الرحمن الرحيم (ذلك بأن هللا لم يك‬ ‫مغيرا ً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن هللا سميع عليم ) ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وهناك مسألة البد ان يعرفها االنسان ويدركها ويتعلمها من دراسته للتاريخ‬ ‫ومعرفته بأحكامه وقوانينه وهي ان الحياة دول بين الناس ‪ ،‬وبناء الحضارات‬ ‫يتطلب العمل ويتطلب التمسك بقيم رفيعة واخالق راقية واالنسان هو أداة‬ ‫التقدم وغايته والتغيير اي تغيير المجتمع الى ما هو افضل يتطلب التغيير‬ ‫الداخلي ان ان على االنسان نفسه ان يبدأ بتغيير نفسه بسم هللا الرحمن‬ ‫الرحيم ( إن هللا اليغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ‪.‬‬ ‫ومن المؤكد ان التاريخ يعلمنا ان هناك دورة للحياة وهناك دورة لالمم وهناك‬ ‫دورة للحضارات ‪ ،‬فهناك حضارات سادت ثم بادت فالحضارة العربية‬ ‫االسالمية ‪ -‬كما يقول المؤرخ والفيلسوف الفرنسي فردناد برودل ‪-‬‬ ‫استمرت تمارس دور االستاذ لالمم حتى القرن الرابع عشر الميالدي حين‬ ‫اخلت السبيل للغرب الذي تقدم وازدهرت الحضارة فيه ‪.‬وهكذا هناك تراتبية‬ ‫تعاقبية بين الدول واالمم ‪...‬امم ودول تقوم وامم ودول تسقط وهكذل هذه‬ ‫التداولية بين البشر هي واحدة من قوانين التاريخ واحكامه ومن هنا فعلى‬ ‫االمم التي سقطت ان تتعظ وتعرف لماذا سقطت وما هي العوامل الداخلية‬ ‫والخارجية التي كانت وراء التدهور والضعف والسقوط ولعل من اهم اسباب‬ ‫التدهور هو الترف وفقدان االيمان بالقدرات وضعف االرادة بسم هللا الرحمن‬ ‫الرحيم ( وتلك االيام نداولها بين الناس وليعلم هللا الذين آمنوا ويتخذ منكم‬ ‫شهداء وهللا اليحب الظالمين ) ‪.‬‬ ‫وهنا نأتي الى ما تحدث عنه المؤرخ والفيلسوف العربي عبد الرحمن بن‬ ‫خلدون الذي عاش في القرن الرابع عشر ومما تحدث عنه كيف ان الترف‬ ‫يزيل النعم وكيف ان الفساد بأنواعه ينخر في أُسس الدول والمجتمعات ‪،‬‬ ‫ويسهم في ضعفها وسقوطها وكيف ان الترف يبدأ باالنتشار بين زعماء القوم‬ ‫وبين المترفين واالغنياء ثم يتسع ليشمل المجتمع كله والترف والفساد يؤدي‬ ‫الى السقوط سقوط الدول والمجتمعات بسم هللا الرحمن الرحيم ‪( :‬وإذا أردنا‬ ‫تدميرا)‬ ‫أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫الدول واالمم اذا عرفت دورها ومارست حياتها بصدق وبعدل ومساواة البد‬ ‫ان تسود ويكون لها مكانتها السامية بين غيرها من الدول واالمم في العالم‬ ‫ويقينا انها سوف تدوم وتنتصر في مواجهة التحديات التي تواجهها ‪.‬اما االمم‬ ‫والدول التي تتنكر لالنسان وتسهم في ان تتيح للفاسدين الفرصة لكي ينخروا‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫في جسدها فالعاقبة ستكون وخيمة فالمجتمع المتماسك مثل السفينة التي يبحر‬ ‫فيها اناس مجتمعون فإذا نخر احدهم في المكان الذي يجلس فيه بحجة انه‬ ‫مكانه فسيغرق هو وسوف تغرق السفينة كلها لذلك البد ان يتعاون ابناء‬ ‫المجتمع الواحد فيما بينهم لكي يوقفوا عمليات النخر والفساد واال هلكوا‬ ‫جميعا وتلك واحدة من اسباب السقوط والتدهور والخروج من التاريخ ‪.‬‬ ‫اذا بناء الحضارات واقامة العدل وتحقيق رفاهية االنسان يحتاج الى العمل‬ ‫والعمل الجماعي والتعاون والتكافل واالهم من كل ذلك البد من عدم السماح‬ ‫لمن يعمل على تفكيك المجتمع بإثارة الضغائن واشاعة اسباب الفرقة بين‬ ‫ابناء البلد الواحد بتسميات وتحت شعرات ما انزل هللا من سلطان ‪.‬‬ ‫وهكذا نستطيع ان نأتي بالكثير مما يدل على ان التاريخ مثل الطبيعة تتحكم‬ ‫فيه سنن واحكام وقوانين وعلينا معرفتها ومواجهتها ووضع الحلول لكل من‬ ‫يعترض مسيرة مجتمعنا وقديما قيل العاقل من اتعظ اي ان االمة او الدولة‬ ‫التي تفهم التاريخ وتعرف سننه واحكامه تكون قادرة على االستمرارية‬ ‫والديمومة ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫يستبشر الناس دوما بقدوم شهر رمضان كونه كما يصفونه بانه شهر‬ ‫للطاعات وهذه نقطة اولى تسجل ضد هذا النوع من التفكير التقسيمي وكأن‬ ‫الشهور االخرى شهور للمعاصي التي سيتم غسلها وفرمتتها وتصفيرها في‬ ‫شهر رمضان فمن يبحث عن الطاعات فهي موجودة في كل الشهور وكل‬ ‫االيام وكل اللحظات اما ان يخصص لها شهر بعينه لممارسة عبادة واحدة‬ ‫هي عبادة الصيام هي جزء من اجزاء منظومة العبادة الشاملة فذلك خطل‬ ‫في فهمنا لماهية العبادة قبل ان يكون خطال فكريا في فهمنا لماهية الحياة‬ ‫بأسرها‬ ‫باجراء جردة حساب بسيطة على مايقدمه الفرد المسلم من طاعات في شهر‬ ‫رمضان سنجد ان هذا الشهر في الحقيقة هو اقل شهور السنة من حيث‬ ‫الطاعات باستثناء اداء عبادة الصوم والتي هي عند كثيرين ليست سوى‬ ‫امتناع عن االكل والشرب لفترة محددة من الفجر الى المغرب ولو كان‬ ‫صياما حقيقيا لتمكنا من رصد تغيير ملموس في طريقة التفكير والمشاعر‬ ‫والسلوكيات لكن ان تبقى هي ذاتها في رمضان كما كانت قبل رمضان فذلك‬ ‫الدليل االكبر ان الصوم لم يكن في غالبه اال امتناعا عن الطعام والشراب‬ ‫ليس اال‬ ‫فالفرد المسلم اقل افراد المجتمعات البشرية عطاءا في هذا الشهر على‬ ‫االصعدة كافة‬ ‫فالعمل عبادة والدراسة عبادة ومساعدة المحتاجين عبادة والمساهمة في‬ ‫تخفيف معاناة الناس عبادة ‪ ..‬الخ من اجزاء منظومة العبادة الشاملة فأي من‬ ‫اجزاء هذه المنظومة الشاملة يتحقق على مستوى الفرد واالمة في مجتمعنا‬ ‫هل في رمضان ام في الشهور االخرى !!!‬ ‫فالعامل او الموظف المسلم في رمضان هو االقل اداءا لواجباته من بين كل‬ ‫عمال وموظفي الكرة االرضية وليس ذلك بسبب الصيام بل بسبب فهمه‬ ‫الخاطئ للصيام فبدال من ان يتقرب الى هللا في هذا الشهر الذي يعتبره شهرا‬ ‫للطاعات بأن ينجز عمله بطريقة افضل تجده يهمل عمله ويؤخر معامالت‬ ‫واحتياجات الناس ويلهي نفسه بقراءة القران في اثناء الدوام او يكثر من‬ ‫الصلوات النافلة في اثناء الدوام الذي هو واجب وفرض ديني قبل ان يكون‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫مدني يجب عليه القيام به على اتم وجه وخصوصا في هذا الشهر ان كان‬ ‫يريده ان يكون فعال شهرا للطاعات كما يدعي‬ ‫لكن ان يكتسب اثما بتركه لواجب انجاز عمله على اتم وجه ويلحق ضررا‬ ‫بمصالح الناس مقابل صالة نافلة فذلك الخطل بعينه الناجم عن شيوع وغلبة‬ ‫افكار الطقوسيين في مجتمعاتنا‬ ‫االمر ذاته تجده عند الطالب المسلم فبدال من ان يكون هذا الشهر شهر العطاء‬ ‫االفضل دراسيا الن الدراسة كما اسلفنا جزء من اجزاء العبادة فاننا على‬ ‫العكس م ن ذلك نجد ان مستواه يتراجع عن االشهر االخرى النه منهك من‬ ‫الصوم من جهة ويشغل نفسه باداء طقوس نافلة وليست فرض‬ ‫لساعات بعد االفطار‬ ‫كان من المفترض ان يقضي فترة مابعد االفطار الالصحي والذي اليلتزم‬ ‫اال القليل بحقيقة توجيهات الدين بخصوصه فيجعله مناسبة لتذوق والتهام ما‬ ‫لذ وطاب من انواع االطعمة واالشربة التي لم يكن يتناولها بهذه الطريقة في‬ ‫الشهور االخرى‬ ‫اليس المفترض بذلك الطالب ان يقضي فترة مابعد االفطار في‬ ‫االهتمام بدروسه فيتقنها ويحاول استيعابها ويبدع فيها كي ينفع بها امته التي‬ ‫تعيش عالة على االمم االخرى في كافة النواحي بدال من ان ينهك نفسه‬ ‫باالمتناع الجسدي عن الطعام فترة الصيام واالقبال عليه بشراهة اثناء‬ ‫االفطار وبعده مع اداء بعض الطقوس في حين يهمل واجب دراسته ويقضيها‬ ‫( تمشية حال ) حسب المصطلح الشعبي ولماذا كل ذلك ؟‬ ‫الن طالبنا صائم وهذا شهر الطاعات واليريد ان يفوت على نفسه فرصة‬ ‫تسجيل اسمه في قوائم الطائعين في هذا الشهر لكنه يرتضي المته ان تبقى‬ ‫في ذيل امم االرض وتعتمد عليهم من رأسها حتى اخمص قدميها في هذا‬ ‫الشهر كما في باقي شهور السنة ويدعي بعدها هذا الطالب واشباهه بأن‬ ‫فهمهم للدين والصيام هو الفهم الصحيح وان ماعداه ليس اال فهما شاذا‬ ‫اليحظى بالدرجة االدنى من المقبولية‬ ‫لو كان فعال شهرا للطاعات لما تم استغالل الفقير والمحتاج فيه بأبشع صورة‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫فالتاجر المسلم الطقوسي يتبرع بأجر مائدة افطار لبعض الفقراء الظاهريين‬ ‫في نفس الوقت الذي يكون فيه قد اذى االالف العوائل المتعففة والذين يحسبهم‬ ‫الناس اغنياء من التعفف عن طريق رفعه وتالعبه باسعار المواد الغذائية‬ ‫االساسية في هذا الشهر اضعافا مضاعفة ليدخل في جيبه ماليين الدنانير‬ ‫على حساب جوع وحيرة المتعففين‬ ‫فهل شهر رمضان هو شهر طاعات لهكذا نوعية من التجار ام انه شهر‬ ‫المعاصي لكونه الشهر الذي يحقق لهم اعلى نسبة استغالل للفقراء‬ ‫والمحتاجين واكثر شهر يتم فيه زيادة نسبة مالهم السحت‬ ‫في رمضان يقبل الناس على قراءة القران النه كما اسلفنا شهر الطاعات‬ ‫والشهر الذي انزل فيه القران لكن هذا القران الكريم لم ينزل ليقرأ في شهر‬ ‫رمضان فقط ويهجر في باقي الشهور كما انه لم ينزل ليتم ترديده بدون اي‬ ‫محاولة للتدبر والفهم او تطبيق ماجاء فيه فتجد ان البعض يفتخر امام المأل‬ ‫بأنه قد ختم القران قراءة الكثر من مرة في رمضان لكنك تجده هو نفس‬ ‫الشخص بكل اخطائه قبل تلك الختمات وبعدها فما الذي تغير ؟‬ ‫الم يطلع ذلك الشخص على حديث الرسول ( ص ) بان هنالك من يقرأ‬ ‫القران والقران يلعنه‬ ‫ام ان المسألة مسألة ارضاء مجتمع ومسايرته في ايجابياته وسلبياته كالقطيع‬ ‫بدون تفكر وتدبر ذاتي‬ ‫الم ينقد القران حالة متابعة المجتمع هذه في الصح والخطأ واعتبرها مثلبة‬ ‫فكرية كبرى عند المشركين الذين كانوا قد وجدوا ابائهم على امة وهم على‬ ‫اثارهم سائرون‬ ‫ماذكرته غيض من فيض مما يمارسه المسلم كفرد والمسلمين كأمة في هذا‬ ‫الشهر الفضيل تجعلني اتوقف كثيرا وبحذر امام مصطلحهم الشائع بأن‬ ‫رمضان هو شهر الطاعات‬ ‫فلسان حالهم يقول العكس تماما انه شهر اداء عبادة الصوم بطريقة منقوصة‬ ‫اليرضاها الدين وال العقل وال االنسانية في مقابل تضييع واهمال باقي اجزاء‬ ‫منظومة العبادة الشاملة في هذا الشهر اكثر من باقي شهور السنة االخرى‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫لذلك اتمنى ان نراجع حساباتنا في اطالق المصطلحات ومحاسبة االفراد‬ ‫والمجتمعات على اساسها وهي اصال مصطلحات مغلوطة وتطبيقهم لها‬ ‫مغلوط اكثر والنتيجة ان استمرت على هذا المنوال فحقيقة ان شهر رمضان‬ ‫هو شهر المعاصي ال شهر الطاعات وهللا المستعان‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫رافع حازم الياس السراج‬ ‫ما الحكمة من زكاة الفطر ما الحكمة‬ ‫من مشروعية الزكاة‬ ‫زكاة الفطر هي نوع من أنواع الزكاة‬ ‫التي فرضت على المسلمين والتي‬ ‫تكون قبل إنتهاء شهر رمضان‪ ،‬وتعتبر‬ ‫زكاة الفطر فريضة على ك ّل مسلم‬ ‫سواء كان كبير أو صغير‪ ،‬رجل أو‬ ‫امرأة ‪ ،‬فهذه الزكاة يخرجها المسؤول‬ ‫عن رعيّت ِه إذا كان لدي ِه أوالد أو عائلة يعيلها‪ ،‬فيجب أن يخرج على ك ّل‬ ‫شخص زكاة فطر فهي فرض ويجب اإللتزام بها‪ ،‬فقد قال عبدهللا بن عمر ‪-‬‬ ‫رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪" :‬فرض النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬صدقة الفطر‬ ‫والحر والمملوك‪( ،‬والصغير‬ ‫كر واألنثى‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ أو قال‪ :‬رمضان ‪ -‬على الذَّ ِ‬‫والكبير من المسلمين)‪ ،‬صا ًعا من تمر‪ ،‬أو صا ًعا من شعير‪ ،‬فعدل الناس به‬ ‫نصف صاع من بُ ّر"؛ متفق عليه[‪ ،]1‬وهذا دليل على ّ‬ ‫أن زكاة الفطر فريضة‪،‬‬ ‫والقيمة التي هي موضّحة في الحديث هو أن يستخرج المسلم جزء من التمر‬ ‫إختلف‬ ‫كف اليد تقريباً‪ ،‬أو شعير‪ ،‬أو أرز‪ ،‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫إلطعام اآلخرين‪ ،‬والصاع هي ّ‬ ‫العلماء حول وجوبها كأن يخرجها بالمال فهي محبّبة وال يوجد فيها مشكلة‬ ‫إذا أخرجها الشخص‪.‬‬

‫الحكمة من مشروع ّية زكاة الفطر‬ ‫تطهير الصائم ‪ّ :‬‬ ‫إن الصائم في شهر رمضان قد يقع في معصية معيّنة‬ ‫أو تقصير في الواجبات الربانيّة كالصالة أو شتم اآلخرين أو أي ذنب قد قام‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ع هللا تعالى هذه الزكاة لتطهير الصائم ليكون صيامهُ تام‬ ‫ب ِه اإلنسان‪ ،‬فقد شر َ‬ ‫األجر‪.‬‬

‫تعميم المشاركة ‪ :‬من أجم ُل شيء في رمضان هو شعور الناس ببعضها‬ ‫ب الشعور بالجوع‬ ‫البعض‪ ،‬فتجد الغني يرأف بحال الفقراء ألنّهُ قد ّ‬ ‫جر َ‬ ‫والعطش‪ ،‬فعندما يشعر الغني بهذا الشعور فهو شيء جميل واألجمل أن يقوم‬ ‫بإعطاء الفقراء وإخراج زكاة الفطر بإطعام الفقراء أو إنفاق الما ِل عليهم‪،‬‬ ‫فتصبح فرحة العيد والتي تستخرج هذه الزكاة قبل يوم عيد الفطر مع ّممة‬ ‫بحيث تج ُد في ِه الجمي ُع سعداء‪ ،‬فديننا يأمرنا ّ‬ ‫ويرأف‬ ‫بأن الغني يعطي الفقير‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يعين الضعيف‪ ،‬فديننا دين المساواة والعدل‪.‬‬ ‫بحال ِه‪ ،‬والقوي‬ ‫نقص مالُ​ُ​ُ من‬ ‫تزكية النفس ‪ :‬الزكاة بمعناها هي تطهير أو زيادة‪ ،‬وما‬ ‫َ‬ ‫صدقة‪ ،‬فالنفس تحتا ُج إلى شيء يط ّهرها وتكون قريبة هللِ ّ‬ ‫عز وجل‪ ،‬فاهلل‬ ‫غاضب منّا لفعل شيء معيّن أو فاحشة والعياذُ باهلل فنتصدّق‬ ‫تعالى قد يكون‬ ‫ُ‬ ‫غضب هللاُ علينا‪ ،‬فزكاة الفطر تعتبر طريقة لتطهير‬ ‫وهذه الصدقة تطفئ‬ ‫ُ‬ ‫التقرب من هللا تعالى‪.‬‬ ‫النفس ورقيّها لتصل الى درجات عالية من الرقي وهي ّ‬ ‫تقرب الناس من بعضها ‪ :‬أجم َل شيء في رمضان هو إجتماع العائلة‬ ‫ّ‬ ‫في وقت الغذاء‪ ،‬واجتماع األقارب في وقت العزائم‪ ،‬واجتماع الناس جميعها‬ ‫ج زكاة الفطر على جار ِه الفقير‬ ‫في زكاة الفطر‪ ،‬فتج ُد ذلك الشخص يخر ُ‬ ‫وتولّد روح المآخاة فيما بينهما وتزيد من ترابط الناس مع بعضها البعض‪،‬‬ ‫فأجمل ما يمكن أن يقدّمهُ اإلنسان في حيات ِه هي الرحمة والعطف على‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫اآلخرين‪ ،‬فهي صفة اإلنسان الحقيقي والذي يحم ُل جوهرة ثمينة بداخل ِه‪ ،‬فإن‬ ‫ماتت مات اإلنسان بح ّد ذات ِه‪.‬‬ ‫الشعور بالفرح والرضا ‪ :‬عندما يأتي عيد الفطر وقد كان فيها العبد‬ ‫صائم وملتزم في صالت ِه‪ ،‬ويقرأ القرآن‪ ،‬وكان يعامل اآلخرين برفق وطيبة‪،‬‬ ‫ث ّم تأتي زكاة الفطر مك ّملة على ما أدّاهُ العب ُد لربّ ِه‪ ،‬فهي وسيلة للسعادة‪ّ ،‬‬ ‫إن‬ ‫السعادة الحقيقيّة هي الزكاة ّ‬ ‫بأفضل‬ ‫ألن الذي يعطي ويتصدّق فاهلل يجازي ِه‬ ‫َ‬ ‫م ّما أعطى بالسعادة وسعة في الرزق وهذا وعد هللا‪ ،‬فالزكاة من معناها تد ّل‬ ‫على جوهرها وهي الزيادة في المال وزيادة في السعادة والشفاء من‬ ‫األمراض ّ‬ ‫ألن الصدقة تداوي المريض لقول الرسول صلى هللا علي ِه وسلّم ‪:‬‬ ‫(داووا مرضاكم بالصدقة) وكيف ال تكون عظيمة وهي الركن الثاني بعد‬ ‫الصالة في اإلسالم‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫التحسن الكبير في التيار الكهربائي الحكومي يقابله سوء اكبر في موقف‬ ‫كثير من الناس بالتبذير والهدر في الطاقة الكهربائية واليوم رايت محال‬ ‫يشغل في النهار مايقارب من ‪200‬مصباح مقسمة على ثالثة اشرطة معلقة‬ ‫في الهواء‪ ..‬وهي موضة سيئة جدا بدات االنتشار في المدينة السيما امام‬ ‫محالت المرطبات والموالت والمطاعم‪ ..‬الن المدينة بدات توا تتعافى من‬ ‫ازمة الكهرباء‪ ..‬وهذا الكم من الهدر يدفع ثمنه اخرون عندما تتراجع‬ ‫الكهرباء بسبب الضغط والتحميل الكبير عليها من المستخدمين اصحاب‬ ‫االشرطة الضوئية ‪..‬فنحن في الموصل التي خرجت توا من حرب طاحنة‬ ‫ولسنا في باريس ‪..‬‬ ‫اما في واجهات البيوت فان التبذير وصل ذروته حتى الصباح تبقى االضوية‬ ‫مضيئة تحت الذريعة الخرافية التي تقول ان الحرامي لن يحاول سرقة بيت‬ ‫اضواؤه مشتعلة ليال الن ذلك دال على تواجد سكانه فيه ‪..‬وال يدرك الذين‬ ‫يبقون االضوية صباحا ان ذلك داللة ايضا على عدم تواجدهم في البيت واال‬ ‫لو كانوا موجودين لقاموا باطفاء االضوية وياهال بالحرامي…‬ ‫تريدون وطنا معافى ومسؤولين من المالئكة‬ ‫فعالجوا اوال سلوكياتكم الخاطئة ‪..‬‬ ‫وانتم تهدرون الكهرباء‪ ..‬بال حس بالذنب‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وانتم تسيرون عكس طرق السير وتتجاوزون االرصفة واالشارات‬ ‫وانتم ترمون النفايات عشوائيا من السيارات‬ ‫وانتم تغشون في البيع والشراء‬ ‫وانتم ترتشون وتدفعون الرشاوي‬ ‫وانتم تاخذون السلفيات مع الفاسدين‬ ‫ولديكم استعداد لشراء اسئلة االمتحانات باي ثمن‬ ‫وانتم تنتخبون بدافع العشيرة او الحزب او البطانيات وليس بدافع الكفاءة‬ ‫‪..‬‬ ‫وانتم تشعلون ‪ 200‬مصباح عبثا امام محل واحد ‪..‬و‪ 10‬سبالت في بيت‬ ‫واحد ‪..‬و‪ 40‬سبلتا في مول ‪..‬‬ ‫وال كلللليييششش وال بطيخ والهم يحزنون‬ ‫*****‬ ‫مالحظة ‪:‬‬ ‫الخطاب موجه الى شعب الصومال الشقيق ‪..‬‬ ‫نسخة من اامنشور الى سكان ‪ :‬كاراكاس في فينزويال‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫كنت أراقب في إحدى القاعات االمتحانية قبل سنوات ‪ ،‬وأثناء سير االمتحان‬ ‫أصيبت إحدى الطالبات بصداع ودوار فطلبت من إحدى الزميالت‬ ‫التدريسيات ان تذهب وتطمئن عليها ‪ ،‬فقالت إنها بحاجة لبعض السكريات‬ ‫فما كان من التدريسية إال أن تذهب مسرعة إلحضار عبوة عصير كارتونية‬ ‫‪ ،‬فشربتها الطالبة وهدأت بعد قليل ‪ ،‬وبعد ذلك بقليل انتبهت إلى إحدى‬ ‫الطالبات وهي تمسك برأسها فسألتها عما إذا كانت تشتكي من شيء ‪ ،‬فقالت‬ ‫‪ :‬وهللا استاذ صداع فظيع ‪ ،‬فقلت لها مازحا ‪ :‬شوفي هو كان اكو باكيت‬ ‫عصير واحد بثالجة التدريسية وشربتها زميلتكي فتوكلي على هللا وكملي‬ ‫امتحانكي ‪ ،‬فغصت المسكينة بضحكة كادت تقضي عليها ثم أكملت امتحانها‬ ‫بنجاح ‪ ،‬وهكذا عاش الجميع بسعادة وسرور ‪...‬‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫محمد الالمي‬ ‫ك ‪ ..‬تشعب اطيافك ‪...‬‬ ‫تأبى التجاور ‪...‬‬

‫بين ‪....‬اضلعي ‪..‬‬

‫ثمة حروف ‪.....‬‬

‫انكساري ‪..‬‬

‫وكلمات ‪..‬تخنقها الغصة ‪..‬‬

‫كيف ارسمه ‪...‬‬

‫ان ‪..‬تصطف ‪..‬‬

‫وقد تحجرت ‪...‬‬

‫على اطراف القصيد ‪..‬‬

‫حروف ريشتي ‪..‬‬

‫وجيوش مشاعر ‪..‬حرى‬

‫كل الذي ‪ ...‬يجيده االن ‪..‬‬

‫ثمة ‪...‬‬

‫من مات سريريآ ‪..‬‬

‫بين زوايا الروح ‪...‬‬

‫ان ‪ ...‬استجمع قواي ‪...‬‬

‫تتناثر مذبوحه ‪...‬‬

‫وأومأ لك ‪...‬‬

‫بين طيات ‪....‬قلبك‬

‫بعينين شاحبتين ‪...‬‬

‫كنت اخال نفسي ‪..‬‬

‫القول ‪:‬‬

‫متربعآ ‪ ..‬عرشه ‪..‬‬

‫انك ‪..‬تتقن شيئين ‪-:‬‬ ‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫حررت قلبي ‪...‬يومآ ما ‪..‬‬

‫وال أذى ‪..‬‬

‫من عبودية ‪..‬كل االشياء‬

‫كوخآ ‪...‬سابني لك‪..‬‬

‫ما دونك ‪..‬‬

‫منها ‪..‬‬

‫فجعلته ‪..‬اليرى سواك ‪..‬‬

‫ال يبيد ‪..‬وال يفنى ‪..‬‬

‫واخرى ‪..‬انك‪..‬‬

‫والني ‪..‬ال اتقن ‪..‬‬

‫تجيد التصويب ‪..‬‬

‫عمن احب ‪..‬‬

‫لقلبي ‪ ....‬أشلت ‪..‬‬

‫فن الرحيل ‪...‬‬

‫سهام خذالنك ‪..‬‬

‫توسد خافقي ‪....‬‬

‫واقتحمت ‪..‬‬

‫وجعآ‪.....‬ال يهدأ ‪..‬‬

‫كل ارجاء روحي ‪..‬‬

‫ونم ‪...‬قريرآ ‪..‬‬

‫والنك ‪ ..‬ساكنه االوحد ‪..‬‬

‫الى االبد ‪....‬‬

‫التخف ‪..‬دركآ ‪..‬‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫فتحي مهذب‬ ‫أقيس قطر مخيلتي بقفزة كنغر‬ ‫حديقة رأسي بدموع المتصوفة‬ ‫غواصة روحي بريش طائر الهدهد‬ ‫تلة الماوراء بتنظيرات العميان‬ ‫سماء كلماتي بضحكة مسدس‬ ‫عمق ذكرياتي بعكازة طاووس‬ ‫أسرار‬

‫الموت‬

‫‪25‬‬

‫بقبعة الكاهنة‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫نرجس عمران‬ ‫إنه صوت منبه حسام لقد أصبحت الساعة السادسة صباحا وحان االن موعد‬ ‫استيقاظه كي ال يتأخر في الذهاب إلى المدرسة ‪ ،‬نهض حسام من فراشه‬ ‫نظر إلى المنبه وقال باستياء‪ .. :‬رن‪ ..‬رن‪ ...‬رن‬ ‫كل صباح ‪ ...‬رن‪....‬رن ‪ ..‬توقظني مرعوبا رن ‪..‬رن ‪..‬رن ‪..‬اصمت أيها‬ ‫المنبه المزعج سأنهض األن ‪.‬‬ ‫ثم نهض وأمسك المنبه وأسكت صوت بتوتر نظر حسام من النافذة ‪ ،‬الصقيع‬ ‫يمأل المكان واألشجارالمحيطة بمنزله تبدو كما لوأنها لوحة صامتة رمادية‬ ‫ال حياة فيها ‪ ،‬وقبل أن يبتعد بنظره ‪ ،‬رأى عصفورا صغيرا على حافة النافذة‬ ‫نظر إليه باستغراب ‪ ،‬فتح النافذة بهدوء كي ال يوقظه فلقد اعتقد قائال ‪ :‬ترى‬ ‫ماذا يفعل هذا العصفور هنا ؟ ! هل هو نائم ؟! هل هو متجمد ؟! هل هو‬ ‫‪....‬‬ ‫ولكن العصفور لم يبدي أية حركة لحظة اقترب حسام منه وأدخله إلى داخل‬ ‫الغرفة ‪.‬‬ ‫بدا كما لو ميت منظره مؤسف للغاية لذلك اغرورقت عيون حسام بالدموع‬ ‫من حزنه على العصفور المسكين ‪ ،‬قال له حسام ‪ :‬كم أنت مسكين أيها‬ ‫العصفور ؟!‬ ‫بالتأكيد السبب هو الصقيع ‪،‬‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫كم أنا أسف ألجلك ؟! وراح حسام ينفخ عليه هواء ساخنا من صدره ‪ ،‬ويلفه‬ ‫بكلتا كفيه لعله يعطيه بعض الدفء‪ ،‬لكن العصفور لألسف لم يتجاوب مع‬ ‫حسام أبدا ‪ ،‬وضع حسام العصفور على المنضدة بجوار السرير بعد أن‬ ‫جعل شاله الصوفي غطاء وشرشفا للعصفور ‪،‬‬ ‫ثم نظر إلى المنبه وقال له ‪ :‬إنها المرة األولى التي أتمنى لو أن رنينك‬ ‫كان أبكر ليتك أيها المنبه أيقظتني في وقت أبكر‪ ،‬لربما كنت ساعدت ذلك‬ ‫العصفور المسكين قبل أن يتجمد كليا ويفارق الحياة ‪ ،‬ليتك فعلتها أيها المنبه‬ ‫وأيقظتني باكرا وباكرا جدا‪.‬‬ ‫وإذا بإم حسام تناديه هيا يا حسام لقد تأخرت عن المدرسة ‪ ،‬أسرع حسام‬ ‫دخل الحمام وغسل وجهه وارتدى لباسه المدرسي وهو يخاطب العصفور‬ ‫قائال‪ :‬األن سأتركك وحيدا أيها المسكين لكن هنا لن تبرد أبدا وذهب مسرعا‬ ‫إلى المدرسة ‪.‬‬ ‫كان الجو باردا جدا حتى أن أذني حسام قد أصبحتا حمراويين من شدة البرد‬ ‫قالت له المعلمة‪ :‬ماذا بك يا حسام ؟‬ ‫لماذا أنت شارد حزين محمر الوجه هكذا؟!‬ ‫هل أنت مريض ؟‬ ‫أجابها حسام بصوت هادئ حزين ‪ :‬ال أبدا أنا لست مريضا ‪.‬‬ ‫قالت له ‪ :‬حمد هلل إذا هيا ضع شالك الصوفي على رأسك وأذنيك قبل أن‬ ‫تمرض الجو بارد جدا‪.‬‬ ‫فقال لها حسام ‪ :‬لم أحضر الشال معي يا معلمتي ‪.‬‬ ‫سالته المعلمة ‪ :‬لكن لماذا ؟ والجو بارد اليوم‬ ‫أجابها حسام ‪ :‬لقد وجدت عصفورا مجمدا من الصقيع لذلك أعطيته شالي‬ ‫عله يحس بالدفء ‪.‬‬ ‫قالت المعلمة بفخر ‪ :‬كم أنت نبيل يا حسام ؟‬ ‫كي تفضل العصفور عن نفسك وتعطيه شالك ‪ ،‬لكن يا حسام ‪ ،‬أين هو‬ ‫العصفوراألن ؟‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫أجابها حسام ‪ :‬إنه في البيت‬ ‫قالت المعلمة ‪ :‬إذا البيت دافء يا حسام وليس باردا كما في الجو خارجا‬ ‫لن يبرد العصفور داخل المنزل وأنت من سيبرد ويمرض لكنك خرجت‬ ‫خارج المنزل ‪.‬‬ ‫لذلك في المرة المقبلة احتفظ بالشال لنفسك‬ ‫وإذا كنت تريد مساعدة العصفور حقا بوسعك أن تغطيه بقطعة‬ ‫قماش أخرى ‪.‬‬ ‫قال حسام ‪ :‬نعم معلمتي سأفعل لكني حزنت جدا على العصفور لقد مات‬ ‫بردا‪ ،‬واغرورقت عيني حسام بالدموع من جديد‬ ‫اقتربت المعلمة من حسام وقالت ‪ :‬هيا يا صغاري يستحق حسام الطيب‬ ‫صقفة طليعية ألنه طيب ويحب مساعدة األخرين اإلنسان والحيوان أيضا‬ ‫صفق التالميذ لحسام بحرارة ‪.‬‬ ‫ابتسم حسام والمعلمة تمسح دموعه قائلة له ‪ :‬ليتك تعود لتجد العصفور‬ ‫بانتظارك‪،‬‬ ‫الحنان والحب يعطي دفئا كبيرا وحياة جديدة ال تيأس أبدا يا حسام‬ ‫قال حسام ‪ :‬نعم لن أيأس أبدا ‪.‬‬ ‫انتهى اليوم الدراسي وعاد حسام إلى البيت مسرعا دخل غرفته اقترب‬ ‫من المنضدة أزاح المنبه قائال له ‪ :‬ابتعد أيها المزعج ليتك ترن بالوقت‬ ‫المناسب ‪.‬‬ ‫اقترب بهدوء من العصفور أزاح الشال عنه وهو يتذكر كالم معلمته‬ ‫(الحب والحنان يعطي روحا جديدة وحياة جديدة ) وهو يقول ‪ :‬يا هللا‬ ‫وبكل لطف ورقة وهدوء مسح بإصبعه على رأس العصفورالذي حرك‬ ‫ساقته حركة بسيطة ‪.‬‬ ‫إعتقد حسام أنه واهم أو أنه يتخيل ‪ ،‬فأعاد الحركة مرة أخرى حقا لقد حرك‬ ‫العصفور جناحه بهدوء ‪ ،‬يا إلهي صرخ حسام إنه حي!!! لم يمت الحمد‬ ‫هلل‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وأسرع إلى المطبخ وأحضر له الماء والخبز المبلل بالماء أيضا‬ ‫وأسقط بضع قطرات من الماء على منقار العصفور ‪ ،‬وضمه أكثر ودفئه‬ ‫أكثر ‪ ،‬حقا إن سعادة حسام كانت التوصف حين بدأ العصفور يتحسن‬ ‫ويتحرك أكثر ‪،‬‬ ‫حاول حسام في المساء وضع الطعام في فم العصفورالذي بدأ يتجاوب مع‬ ‫حسام قليالويفتح فمه ‪،‬‬ ‫وفي صباح اليوم التالي‬ ‫رن‪ ..‬رن ‪ ...‬رن‪ ...‬استقيظ حسام بسرعة ونظر إلى العصفور كم أسعده‬ ‫بأنه كان واقفا على قدميه !! لكنه سرعان ما سقط‬ ‫قال له حسام ‪ :‬انتظر حتى تصبح أقوى يا عصفوري ‪ ،‬لن أحبسك أبدا‬ ‫العليك‪ ،‬ولكني سوف لن أدعك تطير قبل الشفاء التام ‪ ،‬ولفه مجددا لكن‬ ‫بقطعة قماش أخرى وارتدى شاله وذهب إلى المدرسة ‪ ،‬وعندما دخلت‬ ‫المعلمة قال لها حسام ‪ :‬فعال معلمتي الحب و الحنان والدف ء يخلق روحا‬ ‫جديدة لقد عادت الروح إلى العصفور لكنه مازال مريضا ‪.‬‬ ‫قالت له المعلمة ‪ :‬حسنا ارعاه واعتني به وسيتحسن بكل تأكيد ‪.‬‬ ‫قال حسام فرحا‪ :‬نعم طبعا سأفعل‬ ‫وعند الظهيرة بدأ العصفور يزقزق ويستطيع الوقوف فترة أطول على‬ ‫ساقيه ويأكل بعض مايقدمه له حسام ‪ .‬نظر إليه حسام وقال له ‪ :‬أعرف أنك‬ ‫اشتقت للطبيعة ‪ ،‬كلنا نحب الحرية عدني أنك ستتعافى غدا وأعدك أن أطلق‬ ‫سراحك غدا إنشاهلل ‪ ،‬زقزق العصفور بهدوء فقال له حسام ضاحكا ‪ :‬حسنا‬ ‫سأعتبر أنك وعدتني أيها العصفور ‪.‬‬ ‫س ّر كثيرا إنه‬ ‫في صباح اليوم التالي استيقظ حسام على زقزقة العصفور ُ‬ ‫صوت لطيف وعذب نظرإلى المنبه وقال له ‪ :‬ليس مثل صوتك الخشن‬ ‫‪ ..‬رن ‪...‬رن ‪...‬بكل إزعاج ‪....‬‬ ‫ولكن لماذا لم ترن اليوم أيها المنبه ؟! ماذا أصابك ؟‬ ‫أوه لقد تعطل المنبه إن عقاربه التمشي ‪ ،‬من سيوقظني غدا ؟‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫قال حسام بكل أسف وهو ينظر إلى العصفور لكن ال بأس‬ ‫يا عصفوري ‪ ،‬أنا فرحت حقا ألنك تعافيت وسأفي بوعدي وأطلق سراحك‬ ‫أتمنى أن تعود لزيارتي قريبا ‪ ،‬وفتح له النافذة‬ ‫وقال له ‪ :‬إلى اللقاء أيها العذب ‪...‬‬ ‫وتابع حسام يومه بكل براءة وفرح ‪ ،‬وقبل أن ينام تذكر أن المنبه معطل‬ ‫ت يا أمي كي ال أتاخرعن‬ ‫فذهب إلى أمه وقال لها ‪ :‬أيقظيني صباحا لو سمح ِ‬ ‫المدرسة فالمنبه معطل ‪،‬‬ ‫أجابته أمه حسنا يا صغيري تصبح على خير‬ ‫وفي صباح اليوم التالي عندما جاءت األم لتوقظ حسام ‪ ،‬تفاجأت حين وجدت‬ ‫حسام مستيقظا يقف أمام النافذة ينظر منها للخارج ‪،‬‬ ‫قالت له ‪ :‬صباح الخير يا حسام‬ ‫لقد استيقظت ها أنت أصبحت شابا ولست بحاجة الى أمك كي توقظك وال‬ ‫إلى المنبه أيضا ‪.‬‬ ‫فقال لها حسام ‪ :‬ال يا أمي لم أستيقظ من تلقاء نفسي لقد ايقظني صديقي‪.‬‬ ‫فقالت له األم مستغربة‪ :‬صديقك ؟!‬ ‫من هو صديقك ؟! لم يأتي أحد لزيارتك اليوم‬ ‫فقال حسام ‪ :‬صديقي العصفور إنظري أين هو ؟!‬ ‫لقد استيقظتُ على صوت زقزقته اللطيف صباحا ‪.‬‬ ‫كم هو وفي؟! إنه يبادلني المعروف يا أمي ‪ .‬قالت األم ‪ :‬نعم يا بني ‪ ،‬علينا‬ ‫أن نفعل الخير واألفياء فقط يحفظونه وال ينسونه أبدا‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫حسين علي ‪ /‬العراق‬ ‫جلس على الكنبة التي تتوسط صدر الغرفة متكئا ً على أحد مسنديها يخالطه‬ ‫شعور بالحسرة و التعسف يتأمل جدران غرفته المتهالكة و خيوط العنكبوت‬ ‫تملئ الشقوق‪ .‬لفتت أنتباهه ذبابة َعلُ ْ‬ ‫قت في فخاخ تلك الخيوط تحاول جاهدة‬ ‫النجاة من موت محقق يضمها بين أذرعه‪ .‬لفتها تلك الخيوط المخاطية بعد‬ ‫محاوالتها الفقيرة التي فشلت بالخروج من ذلك المأزق و رأسها قد تليف‬ ‫تماما بالمخاط حتى أبتلعتها تلك الفخاخ و أصبحت جزء من مخاطها الضال‪.‬‬ ‫تترد التساؤالت في ذهنه كيف لذبابة بريئة تبتلعها تلك الشباك بينما تسمح‬ ‫للدبابير بالمرور منها بحرية‪ .‬أنتابه األلم و الحقد على الحياة وهو يغوص‬ ‫في أعماقها و قعرها المظلم‪ .‬تحاكي نفسه تساؤالت جمه كيف لكلمة حق‬ ‫تهوي بصاحبها تحت نصل السيف؟ كيف لدخان سيجارة يُدّمى شاربه و‬ ‫ينكل به؟ كيف ألسرة عامرة بحب أبنائها و برائتهم تسلب منها فلذات اكبادها‬ ‫و ت ُ ْرهن في أقفاص الجحيم ؟ آه ماذا يجري بحقنا ! وماذا صنعت أنفسنا حتى‬ ‫نرتدي رداء الظلم و نقبع تحت مظلته لنتشارك جميعا ً في األرتشاف من‬ ‫كأسه ‪ .‬يصفعه صوت إنفجار قريب هذه المرة يقفز مرتعبا ً وقدماه ال تكادان‬ ‫تحمالنه‪ .‬يلوح له الموت من كل جانب في حين زوجته هلعة أحتضنته بقوة‬ ‫و الخوف يتملكها يعصرها يرتعد جسمها و الدموع تصب من عينيها تحرق‬ ‫وجنتيها المتوردة و المتقدحة مثل ورد الربيع بينما يحاول تهدئتها و تقبيلها‬ ‫‪ .‬يضمها إلى صدره و عيناه غارقة بالدموع وهي تتنهد كطفل باكي ‪ .‬ال‬ ‫تخافي يا حبيبتي كل شيء على مايرام‪ .‬قد تعودنا على رعيد الطائرات و‬ ‫قنابلها العمياء ‪ .‬تحرق نفسه و تدمي قلبه المعتصر تلك الندبات التي توسدت‬ ‫بدن زوجته وهو يستشيط غضبا ً و حقداً على تلك السواط اآلثمة المأجورة‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫المس تلك البقع المتوشحة بالزراق بكل رأفة و حنية و شفتاه تقبلها بألم ولهفة‬ ‫من عبق الهيام و أنين األيام‪.‬‬ ‫أما زالت تؤلمك يا صغيرتي؟ يقولها و الحزن يقطع أوصاله و يخنق أنفاسه‪.‬‬ ‫في بعض األوقات توخزني و برد الشتاء يعنفني يثقل كاهلي ‪.‬‬ ‫أبصرك بهذه الحالة ليتها نالت مني‬ ‫حبيبتي أتألم أكثر مما تتصوري عندما‬ ‫ِ‬ ‫فيك جميل‬ ‫ولم تنلك تلك اآليادي ال زلتي جميلة وكل شيء ِ‬ ‫أنتي كالنور في عالم مظلم جداً‪.‬‬ ‫أنتي ليس بكسر التاء ‪.‬‬ ‫متعجبة لم افهم شيء !‬ ‫تأنيثك ‪.‬‬ ‫يعز عليا أن أكسر تاء‬ ‫ِ‬ ‫ضاحكة ضمته بقوة‬ ‫يالكم انتم الشعراء !‬ ‫فما علينا إال الصبر يا زوجتي الغالية‪.‬‬ ‫عندما يفقد الرجل إحدى ساقيه لن يموت بل يمشي متكئا ً على عصا‪ .‬لكن يا‬ ‫حبيبي احيانا هناك من يحاول أن ي كسر هذه العصا و يتعمد أن نكب على‬ ‫مرغ أنوفنا بالتراب و الحجارة‪.‬‬ ‫وجهنا بين األشواك و نصولها القاسية و ت ُ ْ‬ ‫إن تقلبات الحياة جعلتنا مشردين في أوطاننا ‪.‬‬ ‫عليك ليست العبرة في السقوط لكن بالنهوض بعد السقوط كل مرة ‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫فما بال من تركنا لقمة سائغة بين فكي التمساح نصارع أنيابه الحاقدة‬ ‫بجراحاتنا الثخينة و أجسادنا السقيمة‪ ،‬آمالنا الباكية و أحالمنا الضائعة‪ .‬ردت‬ ‫قائلة أحيانا نتوقع اإلخالص من الذين ال يعرفون معنى اإلخالص ‪ .‬ر َد ملطفا ً‬ ‫لجو بدأت تخور قواي من رائحة الطعام الشهية‪.‬‬ ‫أذهب و غير مالبس العمل بينما أنا أوضب المطبخ و أعد الطعام ‪ .‬بماذا‬ ‫سوف تداعبين معدتي الفارغة؟ تباطئت خطواتها المسرعة ملتفتة إليه وهو‬ ‫يخلع قميصه البا ِل بين طياته صراعات الحياة و مأسآة مسطبة العمل ‪ .‬توشح‬ ‫نظرها الى علبة السجائر و بطاقته الشخصية الملقاة على األرض‪ .‬تملكها‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫شعور بالحسرة و الفاقة ‪ .‬ال يوجد غير فتات البطاطة التي تناولناها باألمس‪.‬‬ ‫تكمل خطواتها الى مطبخ أحالمها بينما هي تعد الطعام يصرعها صوت‬ ‫صخب مدوي في اآلفاق و شظايا زجاج الشباك تتشضى متطايرة في الهواء‬ ‫بحافاتها المستديمة الحادة تغرز كل أجزاء جسمها و تملئ وجها بالشقوق‬ ‫أنفجر أنفها بالدماء‬ ‫المدمية و الدم يسيح من منبت شعرها إلى اخمص قدميها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫و اذنيها بغزارة مضطجعة على األرض في حين ساقها اليمنى متناثرة اللحم‬ ‫قد لزقت بالجدار مهشمة صرخات زوجها المصاحبة بشخير الموت وهو‬ ‫يزحف على وجهه و الدماء تغطي كل أجزاء جسمه يمد يده من بعيد بينما‬ ‫تلوح له بأصابعها الممزقة وال تنبس بكلمة ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫زهرة محمد‬ ‫ع َ‬ ‫ظمة عقلك تخلق لك‬ ‫الحساد‬ ‫وع َ‬ ‫ظمة قلبك تخلق لك‬ ‫األصدقاء‬

‫‪34‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪35‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪36‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫اعداد ‪ :‬ماجد حامد الحسيني‬ ‫ولد الشاعر الموصلي االب الدكتور فاروق داؤد يوسف في ‪/12/ 13‬‬ ‫‪ 1938‬في مدينته الموصل وهذا اسمه الحقيقي اكمل دراسته االعدادية عام‬ ‫‪ 1956‬ثم التحق بالجامعة االوربائية في روما وحصل على شهادة الليسانس‬ ‫في الفلسفة والالهوت ‪ ،‬وبعدها اكمل دراسته في القانون الكنيسي في جامعة‬ ‫الالتران وحصل على شهادة الدكتوراه عام ‪ 1966‬وله دبلوم في وسائل‬ ‫االعالم من جامعة بروديو عام ‪ 1962‬ودبلوم في االجتماعيات من معهد‬ ‫جيسك عام ‪ 1966‬عمل سكرتيرا لمطرانية الكلدان في الموصل من عام‬ ‫‪ 1966‬ولغاية ‪ 1980‬ومحاضرا للفترة من ‪ 1975‬ــ ‪ 1981‬في جامعة‬ ‫الموصل واستاذا في المعهد الشرقي في روما منذ عام ‪ 1981‬لحين وفاته ‪.‬‬ ‫عميد كلية بابل للفلسفة والالهوت منذ عام ‪. 1981‬‬ ‫عضو هيئة التحرير في مجلة نجمة المشرق ‪.‬‬ ‫مسؤول القلم السري لبطريركية الكنيسة الكلدانية هذا باالضافة الى‬ ‫خدمته ككاهن في الموصل ودهوك وبغداد ‪.‬‬ ‫احد مؤسسي مجلة بين النهرين وقد شغل منصب رئيس تحريرها‬ ‫لمدة ‪ 27‬سنة ‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫عضو مجمع اللغة السريانية ورئيسه عام ‪. 1996‬‬ ‫عضو القانون الشرقي منذ عام ‪.1975‬‬ ‫عضو جمعية التراث المسيحي والدراسات السريانية منذ عام ‪1984‬‬ ‫عضو المجمع العلمي العراقي‬ ‫عضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب في باريس منذ عام ‪. 1982‬‬ ‫عضو اتحاد الكتاب واالدباء في العراق ‪.‬‬ ‫عضو اتحاد الكتاب واالدباء العرب‬ ‫عضو جمعية الفلسفة العراقية ‪.‬‬ ‫عضو اتحاد المؤرخين العرب ‪.‬‬ ‫عضو نقابة الصحفيين العراقيين ‪.‬‬ ‫كتبه واطروحاته ‪:‬‬ ‫‪ )1‬الدير االعلى وكنيسة الطاهرة في الموصل ‪ ،‬حنين بن اسحق ‪،‬‬ ‫‪1974‬‬ ‫‪)2‬‬

‫دير الربان هرمز ‪. 1977 ،‬‬

‫‪)3‬‬

‫دير مار كوركيس ‪ ،‬بغداد ‪. 1977‬‬

‫‪)4‬‬

‫كتاب المولودين لحنين بن اسحق ( تحقيق ) بغداد ‪.1980 ،‬‬

‫‪)5‬‬

‫طريق الفرح ( ترجمة ) الموصل ‪. 1970 ،‬‬

‫‪)6‬‬

‫االنسان في ادب وادي الرافدين ‪ ،‬بغداد ‪. 1980‬‬

‫‪)7‬‬

‫تاريخ ايليا برشينايا ( تحقيق ) ‪. 1975‬‬ ‫كنائس الموصل ‪ ،‬بغداد ‪. 1980‬‬

‫‪)9‬‬

‫فهرس المؤلفين لعبد يشوع الصوباوي ( تحقيق ) ‪. 1986‬‬

‫‪ )10‬تواريخ السريانية ( تحقيق ) ‪. 1983‬‬ ‫‪ )11‬رحلة اوليفييه الى العراق ( ترجمة ) بغداد ‪. 1984‬‬

‫‪38‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫‪ )12‬نيران الشعر ‪ ،‬بغداد ‪. 1985‬‬ ‫‪ )13‬دراسات انجيلية ( ترجمة ) بغداد ‪. 1988‬‬ ‫‪ )14‬كنيسة المشرق ج‪ 1‬ـ بغداد ‪. 1989‬‬ ‫‪ )15‬نشوة القمم ( خواطر ) بغداد ‪. 1996‬‬ ‫‪ )16‬خلجات ( خواطر ) بغداد ‪. 1996‬‬ ‫‪ )17‬جوامع حنين بن اسحق في االثار العلوية الرسطو ‪ ،‬بغداد ‪. 1976‬‬ ‫‪ )18‬نيران ‪ ،‬بغداد ‪. 1981‬‬ ‫وفاته ‪:‬‬ ‫توفي يوم ‪ 2000 / 10 / 15‬في حادث اصطدام سيارة وهو‬ ‫في طريقه الى االردن لحضور مؤتمر مجامع الكنائس الشرقية المقامة في‬ ‫لبنان انذاك ‪.‬‬

‫لن أرضى بأقل من االمتالء‬ ‫ال اريد االكتفاء ‪ّ ..‬أود االمتالء ‪:‬‬

‫كل علوم الدنيا‬

‫حقا ‪ ،‬ونورا ‪ ،‬وفرحا‬

‫كل خيور العالم‬

‫لست ّخزانا يمتلىء‬

‫كل اللذائذ والمناصب‬

‫لست بيتا يكمل بناؤه وينتهي‬

‫لن تمأل نفسي‬

‫شجرة انا تتجدد أبدا‬

‫وحدك ‪ ،‬ايها الحب ‪ ،‬تذكي فؤادي‬

‫علم ال ينضب وال يستوفى‬

‫وحدك اطلب وفيك أمت ّد‬

‫بحر واسع ال قرار له ‪..‬‬

‫منك أمتلىء ‪ ،‬وبك احيا‬

‫" اني ابن رجل وامراة ‪ ،‬حسبما‬ ‫قيل لي‬

‫ابدا‬ ‫اجمل ما في الحياة ‪:‬‬

‫وهذا يدهشني‪...‬‬

‫امل االمتالء‬

‫كنت احسبني اكثر من ذلك "‬ ‫( لوتريا مونت )‬

‫وحب العطاء‬

‫‪39‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫نورس عزيز‬ ‫عندما يخفق الفؤاد اتجاه الشخص غير المناسب ال يبالي بك ويضن القلب‬ ‫إنّهُ ُحب ويرسم لك في مخيلتك أحالم وردية يقودك لألوهام بإن البد وأن‬ ‫يأتي اليوم ويحبك‬ ‫التجعل قلبك يسيطر على عقلك ويصنع في خيالك فكراً خاطا ً ويقوم القلب‬ ‫بتوجيه أحاسيسه ومشاعرة اتجاه هذا الشخص أن لم يكن الطرف اآلخر‬ ‫يبادلك نفس الشعور والعاطفة وأنت ما زلت معلقا ً به هذا ما يسمى بالسذاجة‬ ‫ومفهوم السذاجة تعني الغباء‬ ‫أن ترجمتك للحب بهذا الطريقة تعني وقوعك بسهوله في الفخ وأنت‬ ‫المتضرر الوحيد ال تسلم األمر للقلب وفي هذه الحالة تكون مضطر للرضوخ‬ ‫ألوامرهُ الالعقالنية ال تجعل ألحد أن يتالعب بمشاعرك التكن متسرعا ً في‬ ‫تسليم قلبك للشخص الذي تخدع نفسك بانك تحبهُ وهو كذلك‬ ‫إياك وأن تتالعب بكرامتك التكن ممتأل بأشياء فارغة‬ ‫أنت لست بحاجة هذا ال ُحب المرضي باألساس فقط قلبك من توهم هذا‬ ‫ال تسمح بإن تكن احد ضحايا ال ُحب الفردي أعلم أن غالبا ً ما تحدث هذه‬ ‫المشاعر بشكل غير مقصود ال يرغب أي شخص في حدوثها‬ ‫وفي النهاية قد تكون الصدمة في الواقع االفتراضي الذي وضعهُ قلبك وتدرك‬ ‫ما تشعره هو حبا ً فرديا ً البأس في تجربتك هده ُربما قد تكون‪ .‬عرفت مدى‬ ‫سذاجة ال ُحب‬

‫‪40‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫مريم الدليمي‬ ‫كنت قد قرأت كثيرا عن فلسفة الحب ‪ ،‬ربما ذلك جعلني أفهمه بطريقة أعظم‬ ‫حتى مما هي بالحقيقة ‪ ،‬لم أفلح أبدا بتقبل شخص يقف بجواري على منصة‬ ‫قلبي ‪ ،‬لم أستطع ومنذ صغري أن أقحم أحد بي ‪ ،‬أن أشارك أحدا حالة من‬ ‫الشعور الرائع ‪ ،‬لقد اعتدت ومنذ صغري أن أحتفظ بي لنفسي ‪ ،‬نعم لنفسي‬ ‫فقط !‬ ‫لكنني في مرحلة ليس ببعيدة تقريبا قد وقعت بحالة من العشق المفرط غيرت‬ ‫مسار حياتي كامال ‪ ،‬كانت سنة الوعي بالنسبة لي ‪ ،‬إذ بدأت بالقراءة ولحسن‬ ‫حظي أن أول كتاب قرأته وانتقيته ‪ ،‬كان يشرح الدين بطريقة مختلفة جدا‬ ‫وأفكاره مخيفه جدا ‪ ،‬هذه الصدمة حولتني من فتاة عادية ‪ ،‬لفتاة تبحث عن‬ ‫الصو اب ‪ ،‬وعن الحقيقة ‪ ،‬لربما لم أكن أعرف عن الدين شيء لكن ما كنت‬ ‫أعرفه كان كافيا جدا ليخلق داخلي حالة من التمسك والبحث‬ ‫ليس عشقا عاديا ماديا أو محسوس‪ ،‬إنما حالة من العيش في الالوجود ‪،‬‬ ‫الالغرائز والالرغبات‬ ‫دخلت في شتى المعارف والعلوم وكل ما كنت أفهمه أنني بحاجة‬ ‫لمصدر يقيني ال كالم وال فلسفة ‪ ،‬كنت بحاجة ألن أقتنع وأصدق‪ ،‬وألني‬ ‫كنت أرى ألف نص ورأي وحكم ‪ ،‬وأقرأ تارة ألهل السنة والجماعة ‪ ،‬وتارة‬ ‫للشيعة ‪ ،‬وأخرى للصوفية ‪ ،‬والمعتزلة ‪ ،‬واألحنف واألحباش ‪،‬قررت أن ال‬ ‫أقدس أي شخص ‪ ،‬وأال أتخذ قول أي عالم إال حين أقرأ النص من القرآن‬ ‫الكريم ‪ ،‬ثم إن كان حديثا نبويا بحثت في صحته ‪ ،‬ثم درست المذاهب األربعة‬ ‫وسيرة الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ثم أقرب الصحابة وتعلمت منهم الكثير‬ ‫الكثير ‪..‬‬

‫‪41‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫حين دخلت بهذا العالم تلقائيا وجدتني أفقد شتى غرائزي األخرى حب الذات‬ ‫واألنانية والسيطرة والتملك ‪ ،‬وبت أحيا بمنحى آخر بعيد جدا عمن حولي ‪،‬‬ ‫ربما لم أكن متطلعة على كل ما أنا عليه اآلن لكني كنت قد وصلت مطمئنة‬ ‫لمرحلة التذوق ‪.‬‬ ‫تلك المرحلة األهم التي استطعت بعدها اإلبحار بالفلسفة وشتى العلوم‬ ‫والديانات بال خوف ‪ ،‬إذ شعرت أن هللا الذي ال تسعه السموات واألرض في‬ ‫أيسري ‪،‬فترجم الحب لدي بطريقة عجيبة ‪ ،‬ربما ألني كنت في ذاك الوقت‬ ‫الذي يبحث به المرء عن الجنس اآلخر غارقة بحب هللا وحده ‪.‬‬ ‫كبرت العالقة بيني وبين هللا ‪ ،‬هكذا أصبحت بحالة من اليقين أن ال شيء‬ ‫يضرني‪ ،‬وال شيء ينفعني ‪ ،‬ال شيء أعظم مني وال أقل مني ‪ ،‬تساوت بعيني‬ ‫الدنيا ‪ ،‬ورافقت هللا بحق ‪ ،‬في نومي وصحوي ‪ ،‬وأنا ألعب وأنا أقرأ وأنا‬ ‫أفكر ‪،‬و لم يعد بإمكاني العيش إال به ومعه ‪.‬‬ ‫حين كنت أمرض و أذوب في فراشي وجعا‪ ،‬والحق الحق كنت أود أن أشكي‬ ‫‪،‬أبكي ‪ ،‬أو أصرخ ألي كان ‪ ،‬لكن هذا الشعور بأن هللا معي دوما‪ ،‬كان‬ ‫يدفعني للبكاء بصمت والتحدث مع هللا جهرة أو سرا ‪ ،‬وحين يسألني أحد‬ ‫عن السبب أخشى أن أجيبه ‪ ،‬فأعتبر ساخطة على حكم هللا ‪..‬‬ ‫بالنسبة لي عرفت الحب حين اشترط هللا على نفسه أن يغفر لي ‪،‬إن استغفرت‬ ‫‪ .‬ويسترني إن أذنبت ‪ ،‬ويتقبلني بثيابي البالية وشكلي وفهمي وأفكاري‬ ‫وغضبي وسخطي وشكي ‪.‬بسماعه لي وإنصاته لي إن شعرت بأي شعور‬ ‫في أي لحظة ‪ ،‬بأنه ال يحاسبني إال على سعتي من قدرة وفهم ‪ ،‬وبأنه وحده‬ ‫من ال يحتاج ألن أشرح له أو أبرر له أي شيء ‪ ،‬هذا الحب في مفهومي ‪،‬‬ ‫جعله عصيا عن الشرح ‪ ،‬فإن سألني أحدهم عن الحب أجبتهم بكل اختصار‬ ‫الحب احتواء ‪ ،‬رحمة ‪ ،‬انصات ووجود عميق عميق جدا ‪ ،‬الحب هو‬ ‫الالحساب والال اعتذار والالقلق والال خوف ‪ ،‬هو أن تطمئنن بالرغم من‬ ‫خطيئتك‪ ،‬أن تتيقن بعدم غياب من تحب رغم تقصيرك ومزاجيتك وابتعادك‬ ‫أحيانا ‪ ،‬هو ذاك الصدر الذي ال يغلق أبدا في وجهك ‪ ،‬الحب أن ترى من‬ ‫الداخل بال خوف ‪ ،‬أن تفهم وأنت ساكن بال أن تنطق بحرف ‪ ،‬وأهم ما‬ ‫بالحب بالنسبة لي أال يفنى ‪..‬‬

‫‪42‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وألن كل األشياء تفنى ما استطاع عقلي أن يصف الحب بأي وصف‪ ،‬لكني‬ ‫أستطيع اختصاره داخلي فيم نسميه كمسلمين ب "الشريعة "‪ ،‬هذا النوع من‬ ‫العالقة بين العبد وربه ‪ ،‬إذ يراك هللا تتدبر آياته فيغفر لك ذنبك ‪ ،‬إذ ييسر‬ ‫لك أمور بالغيب أنت ال تعرفها ‪،‬إذ ترقي نفسك بالذكر فيحميك ‪ ،‬إذ تصلي‬ ‫فينعم عليك ‪ ،‬إذ تدعوه ألجلك فيجيبك ‪ ،‬إذ تسأله حاجة فيقضيها ‪ ،‬إذ تلتزم‬ ‫بما أمرك ونهاك عن ابتغاء أجره فال يطرق الحزن والهم والكرب قلبك ‪ ،‬إذ‬ ‫تتصدق فيزيد رزقك ‪ ،‬تصبر وتشكر في ضيفك فيوسع عليك ‪ ،‬الحب‬ ‫باختصار هذا النوع من العالقات التي كلما فررت منها لجأت لها ‪ ،‬والتي ال‬ ‫يمكن أن تكون إال في كنف الرحمن ‪ ،‬لذلك حين سأل هذا السؤال رغم أن‬ ‫إجابتي كانت تملؤين ‪ ،‬قررت أال أجيبه ‪ ،‬إذ ضاق بي الوصف وضاقت‬ ‫أبجديتي كلها عن وصفه ‪..‬‬

‫‪43‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫شهدت منطقة الخليج العربي ولعقود من الزمن صراعات وحروب‬ ‫وتصادمات وتهديدات جعلت منه ملتهبا اليهدا لكونه مصدر الطاقة اوال‬ ‫وممر لنقل هذه الطاقة ثانيآ لذا فإن قذيفة او صاروخ يكفي الن يعلن بداية‬ ‫االنفجار‪.‬‬ ‫في العصر الحديث نشبت ثالثة حروب ففي ثمانينيات القرن المنصرم نشبت‬ ‫الحرب بين إيران والعراق واستمرت ثماني سنوات تكبد فيها الطرفان‬ ‫خسائرا جسيمة في االرواح والمعدات‪ ،‬حينها كان النظام العراقي بقيادة‬ ‫صدام حسين متهورا يقف من وراءه السعودية ودول الخليج وامريكا ودوال‬ ‫أوربية اخرى‪ ،‬وكانت النتيجة ال انتصار لطرف على طرف اخر وقد تراجع‬ ‫العراق كثيرا في بناه التحية وتطوره التقني والتكنلوجي إضافة إلى خسارته‬ ‫البشرية‬

‫‪44‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وكذلك الحرب الثانية كان العراق طرفآ فيها مع قوات التحالف الدولي بعد‬ ‫احتالله للكويت وعلى غرار ذلك تم تدميره وامسى أكوام من االنقاض‬ ‫وانعدمت فيه مقومات الحياة مع حصار جائر دمر النسيج المجتمعي وسلب‬ ‫منه الكثير بحثا عن العيش بطريقة تليق به وتخلف عن دول الجوار والعالم‬ ‫لألسف‪.‬اما الحرب الثالثة فقد قاد التحالف األمريكي الدولي حربآ ضد العراق‬ ‫بحجة امتالكه األسلحة النووية وهي خدعة لغرض إسقاط النظام وسقط‬ ‫النظام وتم تدمير كل شيء وسرقة كل شيء في العراق‪.‬‬ ‫اليوم الخليج على فوهة بركان وحينما يصل الضغط فيه إلى درجة الغليان‬ ‫سيقذف البركان محتوياته شماال وجنوبا وشرقا وغربا اليستثني دولة‪ ،‬وعلى‬ ‫الدول اإلقليمية والمتشاطئة على الخليج ان تنظر لالمور بجدية وان تبتعد‬ ‫عن التحشيد االعالمي للحرب‪ ،‬وان تفكر مليآ بحساسية المنطقة وموقعها‬ ‫وستراتيجيتها وخزينها من النفط والغاز الذي يجهز العالم وان تسعى جاهدة‬ ‫للعمل على االستقرار واالمن‪.‬‬ ‫المطلوب من الحكومة العراقية ان تلعب دورا وسيطا بين طرفي النزاع‬ ‫إيران وامريكا لمقبوليتها من الطرفين وان تثبت وجود العراق كدولة فاعلة‬ ‫ومؤثرة في المنطقة‪ ،‬وعلى كافة النواب والسياسيين والوزراء ان يوحدوا‬ ‫خطابهم االعالمي وان يبتعدوا عن الخطاب المضطرب الذي يؤثر على‬ ‫المشهد السياسي الداخلي ويعطي انطباعآ سلبيآ للخارج‪.‬‬ ‫الشعب العراقي غير مطمئن كونه عانى الكثير من الحروب والويالت ودفع‬ ‫الثمن غاليا ولمجرد مرور اسم الخليج في ذاكرته سيتذكر ماساته واالمه‬ ‫واحزان التي رافقت تاريخه المهزوم وعلى الحكومة ان تكون واضحة في‬ ‫سياستها ليطمئن الشعب وينظر لألمام بعيدا عن الحروب وماساتها‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 120‬مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪120‬‬

‫‪46‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.