مجلة زهرة البارون عدد 122

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الثالثة ‪2019‬‬

‫‪1‬‬

‫رئيس التحرير ‪ :‬البارون األخير محمود صالح الدين‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫للنشر‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬

‫االلكتروني‬

‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫قاسم الغراوي‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫ماجد حامد الحسيني‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬ ‫نور كاظم ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬

‫الموصل‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫مقال افتتاحي ‪5................................................................‬‬

‫كيكو ساكاي ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.........................................‬‬ ‫رسالة الى كل عراقي ‪ /‬د‪ .‬احمد الحسو ‪10.................................‬‬ ‫رائد الخط العربي جميل حمودي ‪ /‬زينة عاصم محمد ‪20.................‬‬

‫في التنظير لألدب الساخر ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪26....................‬‬ ‫شخابيط ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪32..............................................‬‬

‫سالم من األطفال ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪33..................................‬‬ ‫سيد العطاء ‪ /‬نرجس عمران ‪35............................................‬‬

‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪37.........................................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫باسل عبدهللا كالوي ‪ /‬ماجد حامد الحسيني ‪41............................‬‬

‫التدريسية ليلى المولى ‪ /‬د‪ .‬احمد ميسر ‪43................................‬‬

‫معزوفة صراع العروش ‪ /‬حيدر قاسم ‪48.................................‬‬ ‫جرعة امل ‪ /‬مريم عبد الناصر ‪52.........................................‬‬

‫الكذبة الكبرى ‪ /‬قاسم الغراوي ‪56..........................................‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫مقال افتتاحي‬ ‫أكذوبة وطن‬ ‫حتت عنوان‬ ‫مجهورية فيطي‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫ليغضب من يغضب كل ما سوف يكون هنا حقيقة وليس من وحي الخيال‬ ‫ويجب تعريف الوطن وليس هو كما يردد االنتهازيون انه ارض وسماء‬ ‫ولكن التعريف الحقيقي للوطن هو عبارة عن حزمة حقوق وواجبات اما‬ ‫الواجبات فما يسمى بالوطن متميز في فرض الواجبات اما عن الحقوق فهي‬ ‫منسيه بامتيا ز فعندما تذهب الستحصال األوراق الرسمية تفرض عليك‬ ‫موافقات وهمية وبعد استحصال تلك الموافقات في حلقة وهمية تكون الصدمة‬ ‫في العدد الهائل الذي يقف في طابور طويل امامك وهذه الظاهرة هي على‬ ‫مدار السنة وهي تثقل كاهل الموطن البسيط وليس هذا فحسب ولكن أيضا‬ ‫تلك المستشفيات التي ال تمت لإلنسانية بصلة جملة وتفصيل فتلك الرسوم‬ ‫التي تدفع من المواطن هي ليست رمزية كما يردد المسؤولين والمستفز في‬ ‫الموضوع ليست تلك الرسوم ولكن الخدمات الطبية المعدومة مع الممارسات‬ ‫للكادر الطبي لبعض األطباء في عملية تسليب واضطهاد المرضى وعدم‬ ‫االهتمام بالحاالت المرضية اال بمقابل مادي وهنا يسقط الجانب اإلنساني في‬ ‫الموضوع وغيرها الكثير فالكهرباء والماء والطرق وحتى التسهيالت المالية‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫واإلدارية كلها تعاني من حالة اهمال متعمد غير مسبوقة في التاريخ ويبقى‬ ‫الوطن ألصحاب النفوذ في السلطة والمال والغريب ان كل من يتولى زمام‬ ‫األمور تكون هناك فكرة يحملها ماذا سوف اصلح الستغل الوضع لتامين‬ ‫نفسي وهذا بسبب خلل فكري في صناعة القادة وهم ال يعرفون عن هذا‬ ‫شيء وقد يكون هناك أشياء في هذا الوطن لها وجود وهو الرابط به فانت‬ ‫ال تملك ارض وال دار وال وظيفة او سيارة ولكل هذا تأثير في إيجاد رابط‬ ‫وطني فمن ال يملك أي من ما ذكرت ليس مواطن وال ينتمي للوطن وقد‬ ‫تكون هذه الكلمات مستفزه للبعض وما عاد مهم الن الوضع الراهن ينذر ب‬ ‫خطر كبير يلوح في األفق وفي احد المرات سالت احد الذين يقفون في‬ ‫الطابور الطويل الستخراج جواز السفر ما الذي يجبرك للوقوف في هذا‬ ‫الطابور المقيت هل سوف تسافر فأجاب ب ((ال)) وعندها كان الذهول قد‬ ‫اصابني وقلت لماذا اذا ان لم يكون هناك سفر فلما الجواز أجاب ((يمعود‬ ‫هذا البلد ما امان حتى من يصير اقلب)) وهذه الكلمات لها مدلول خطير ان‬ ‫صح المقصود منه ومن داللته ان ليس هناك أي ارتباط في الوطن وانعدام‬ ‫الثقة بين المواطن والسلطة القائمة على هذا البلد وهنا يكون هناك صور‬ ‫لواقع مرير مقرف يعيشه المواطن كل يوم وبعدها يأتي احد الحمقى يتهم‬ ‫الناس بالعمالة ضد الوطن وهي تهمه باطلة شرعا ً وقانونا ً لسبب بسيط ان‬ ‫ليس هناك وطن وهو عبارة عن اكذوبة ‪ ...‬ولهذا كتبت‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫كيكو ساكاي وتطور‬ ‫الدراسات العراقية يف‬ ‫اليابان‬ ‫ابراهيم خليل العالف‬ ‫ا‪.‬د‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وقد عدت من معرض بغداد الدولي للكتاب والقيت فيه محاضرتي عن‬ ‫العراق في االستشراق الجديد وتطرقت فيها الى ما قدمته المستعربة اليابانية‬ ‫البروفيسورة كيكو ساكاي ‪ ،‬اهداني اخي االستاذ ياسر عالء أسود كتابه‬ ‫الرائع ( كيكو ساكاي وتطور الدراسات العراقية في اليابان ) والذي صدر‬ ‫عن دار نشر الرافدين ببيروت ومكتبة عدنان للطباعة والنشر والتوزيع‬ ‫ببغداد ‪. 2018‬‬ ‫وما افرحني امران اولهما انه يعرف عالقتي بالبروفيسورة كيكو ساكاي‬ ‫التي كتبت عني في آخر واحدث كتبها ‪ ..‬واالمر الثاني انه درس ما قدمته‬ ‫هذه االستاذة الرائعة عن العراق وكتابه هذا الذي ارفقه بعبارات جميلة‬ ‫اسعدتني وهي (الدكتور الجميل روحا وقلبا الدكتور ابراهيم العالف مولودي‬ ‫االول بين يديك عسى ان ينال اعجابك مع الود ) وقد اعجبني الكتاب حقا‬ ‫منذ ان كان رسالته للماجستير وكتبت عن مناقشته في حينها بكل اعتزاز‬ ‫واهتمام ‪.‬‬ ‫واالخ االستاذ ياسر عالء أسود شاب رائع ومشروع مؤرخ فذ كيف ال وهو‬ ‫تلميذ اخي الغالي االستاذ الدكتور محمود عبد الواحد القيسي الذي اشرف‬ ‫على الرسالة ‪ -‬الكتاب وهو كما اسميه انا ( رائد الدراسات اليابانية في‬ ‫العراق ) ‪ ،‬وله صالت وثيقة مع االستاذة الدكتورة كيكو ساكاي وعدد من‬ ‫االساتذة اليابانيين المتخصصين بالدراسات العراقية ‪.‬‬ ‫الكتاب مجهود اكاديمي متميز‪ ،‬وفذ ‪ ،‬وهو فريد في بابه فلم يسبق ان تناول‬ ‫احد من الباحثين الدراسات العراقية في اليابان بمثل هذه السعة والعمق ‪.‬وقف‬ ‫عند البواكير االولى لالهتمام الياباني بالعراق ‪ ،‬وبالدراسات العراقية وتناول‬ ‫كيكو ساكاي ومنهجها وتطور بيئتها البحثية وتناولها لتأثيرثورة ‪1920‬‬ ‫العراقية في مسارات بحثها عن العراق وكتبها وبحوثها ومقاالتها الكثيرة‬ ‫عن العراق والشرق االوسط ‪.‬‬ ‫واالستاذة الدكتورة كيكو ساكاي استاذة السياسة العراقية المعاصرة في‬ ‫جامعة تشيبا باليابان ‪ ،‬وهي من ا لمؤرخين اليابانيين الذين انفتحوا على‬ ‫العراق والوطن العربي وقدموا دراسات يشار اليها بالبنان ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫والبروفيسورة كيكو ساكاي خريجة جامعة درهام بالمملكة المتحدة ‪ ،‬وعملت‬ ‫في مؤسسات بحثية يابانية ‪ ،‬واصبح لها اسم ووزن فكري وصوت مسموع‬ ‫في المؤسسات اليابانية المهتمة بالعراق والشرق االوسط ‪.‬‬ ‫أبارك ألخي الغالي االستاذ ياسر عالء اسود‪ ،‬وارجو ان يكمل دراسته‬ ‫للدكتوراه في الخط نفسه واتمنى الخي االستاذ الدكتور محمود عبد الواحد‬ ‫القيسي الذي عرفته منذ سنوات طويلة واحدا من ابرز واقدر المؤرخين‬ ‫العراقيين المعاصرين ‪ ،‬التميز والتألق الدائم خدمة لحركة الكتابة التاريخية‬ ‫العراقية والعربية المعاصرة ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫رسالة اىل كل عراقي وعربي يف كتاب‬ ‫(إسقاطات السياسة الدولية)‬ ‫لسفري العراق السابق يف السلك الدبلوماسي‬ ‫واالمم املتحدة االستاذ ابراهيم الولي‬ ‫بقلم أ‪ .‬د احمد الحسو‬ ‫مؤلف كتاب ‪ :‬إسقاطات السياسة الدولية‬ ‫الذي يتوقع صدوره في االيام القادمة‬ ‫هو االستاذ ابراهيم الولي ؛‬

‫سفير‬

‫العراق السابق في السلك الدبلوماسي‬ ‫العراقي ( ‪ )1978-1955‬ثم في‬ ‫االمم المتحدة (‪ ،)1992 - 1978‬وهو‬ ‫رجل ولد في مدينة سوق الشيوخ‬ ‫سنة ‪ 1929‬م وعاصر آثار حربين‬ ‫عالميتين فضال عن حروب ضروس شنت على بالده التي ظلت مستهدفة‬ ‫من قبل الغرباء والغزاة ‪،‬وكان اشد ما اضناه ان يخطف هؤالء الفرحة –‬ ‫على ندرتها – من عيون ابناء جيله من العراقيين والعرب ‪،‬منذ اول يوم‬ ‫راى فيه النور حتى يومنا هذا ‪ ،‬فاحب ان يستقريء االحداث ويقول كلمة‬ ‫صدق ويرسل رسالة الى كل عراقي وعربي منبها الى مخاطر تحيط بهم‬ ‫وبمستقبل وطنهم وامتهم ‪ ،‬وفي هذا المقال استعراض لكتابه القيم ولرسالته‬ ‫هذه ‪،‬والتي تاتي في محلها حيث البلد واالمة يعيشان محنتهما الكبرى آملين‬ ‫ان يسهم هذا الراي الحر المنطلق من روح وطنية اصيلة في ايقاف النزيف‬ ‫الخطير وتحديد معالم الخالص‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫في كتابه القيم (إسقاطات السياسة الدولية)‪ ،‬كشف الكاتب الفاضل السر‬ ‫الخفي وراء تشكيل ما اطلق عليه مصطلح الشرق االوسط ‪،‬واستعراض‬ ‫للمخططات التي بدأت قبل مائة عام لتقطيع اوصال االمة وتجزئة الوطن‬ ‫الواحد الى اجزاء متناحرة ؛وهي التي اتصل خطرها وتعاظم شررها عبر‬ ‫فصولها االخيرة التي تنفذ اليوم في العراق و في غيره من اقطار الوطن‪.‬‬ ‫والكتاب غني بفصوله وحري بان ينال االهتمام من الجيل المعاصر الن كال‬ ‫منهم سيجد نفسه فيه ‪.‬‬ ‫في هذا العرض احاول ان اتحدث عن جزئية فيه وهي التي تخص ما اصاب‬ ‫بلداننا العربية قبل مائة سنة جراء معاهدة سرية هي معاهدة سايكس بيكو‬ ‫‪،‬ثم ما يصيبها اليوم من خطة جديدة تتحرى ما هو ابعد من التمزيق والتجزئة‬ ‫للوطن الواحد الى تمزيق االمة ‪.‬‬ ‫ابتدأ المؤلف بتوصيف الواقع المرير الذي تعيشه االمة فقال ‪( :‬أننا نعيش في‬ ‫بالدنا العربية خاصة واإلسالمية عامة ‪ ،‬حالة سياسية وإقتصادية وإجتماعية‬ ‫يندر أن تجد لها في التاريخ الحديث مثيال‪ ).‬ثم اعطى خالصة لما هو مطروح‬ ‫من تفسيرات لتلك الحالة والذي لخصه بما يلي ‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬إن كل ما يجري في بلداننا من تدهور مؤسف إنما مردّه الى تآمر‬ ‫بشرا وثروة ‪ ،‬في اطار ما يعرف بنظرية‬ ‫بعض الدول الكبرى علينا ؛‬ ‫ً‬ ‫المؤامرة ‪ Conspiracy Theory‬التي تفترض إتهام دول أو شعوب أو‬ ‫مؤسسات بأنها قد تسببت أو عملت على التأثير في الحياة السياسية للغير بما‬ ‫يحدث تأثيرا سلبيا عليهم‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن في الغرب من خ ّ‬ ‫َط َ‬ ‫َرف بأن ما يجري هوعملية‬ ‫ط ونفّذ واعت َ‬ ‫إصالح سياسي قُصد منها إدخال الديمقراطية في بلد ما‪،‬وانها آقتضت توجيه‬ ‫صدمة لبعض النظم ‪ ،‬بل قل لجميعها في منطقتنا تباعا‪ ،‬وهو ما يعرف‬ ‫بالفوضى الخالقة ‪ Creative Chaos‬التي تصيب خبط عشواء لتفرز‬ ‫كيانات ال يدّعي أحد حتى مخططوها التكهن بكنهها‪ .‬بل لعل هذه العملية‬ ‫تقوم على التجربة والخطأ ‪ Trial and Error‬فحسب‪ .‬وغالبا ما تخلف خطة‬ ‫كهذه وراءها دوال فاشلة يسهل إستغاللها بل وحتى اإلجهاز عليها ‪ ،‬إذ يكون‬ ‫اإلجرام قد إستشرى بين أبنائها ‪ ،‬فهي ال تتحكم أو تحمي شعبها وأرضها‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ثالثا‪ :‬ان ما يجري وسيجري ‪ ،‬يرجع الى غفلة النظم العربية واإلسالمية‬ ‫واتصاف بعض قادتها باألنانية ‪،‬أو بقلة الخبرة أو بفقدانهم للكارزما القيادية‬ ‫التي عبر عنها المؤرخ البريطاني توينبي ‪ rnold ToynbeeA‬بقوله ‪ّ :‬‬ ‫إن‬ ‫ا لقدرة الخالقة عند القادة تخلق الحضارة (‪Creative power .‬جاء ذلك‬ ‫في نظريته في نشأة و إضمحالل الحضارات ) ‪ ،Genesis‬ويرى المؤلف‬ ‫(‪...‬أن الفرضيات الثالث ‪ ،‬آنفة الذكر‪ ،‬و خصوصا ً ألفوضى الخالقة ‪،‬‬ ‫تصدق تماما على واقع منطقتنا إن لم تكن هناك فرضيات إضافية ‪ .‬ولعل‬ ‫في ما جرى و يجري في مصر و العراق و ليبيا و اليمن وسوريا و السودان‬ ‫و الصومال مصداق لما أقول )‪ ،‬كما يربط هذا الواقع السيء بتخلف النظم‬ ‫التربوية والتعليمية المعمول بها في بالدنا ‪،‬وما نجم عنه من سيادة للجهل‬ ‫الذي شكل األرضية الخصبة التي كانت العامل االساس في انجاح التدخالت‬ ‫الخارجية وتالعبات القوى الكبرى بمصائر البالد ومستقبلها ‪.‬‬ ‫كان المبتدأ في ذلك ابان الحرب العالمية االولى (‪ )1914‬قبل مائة عام‬ ‫‪،‬عندما تم تمريرمعاهدة سايكس بيكو السرية ‪Sykes Picot Agreement‬‬ ‫البريطانية الفرنسية سيئة السيط‪ ،‬والتي قسمت البالد العربية بموجبها ودون‬ ‫علم من اهلها ودون معرفة من كانوا يتولون شؤونها يوم ذاك‪.‬‬ ‫ونبه المؤلف الى ان هذا الشرخ الكبير والخطير الذي طالما لعناه‪ ،‬يعود‬ ‫اليوم بعد مائة عام من التاريخ المشؤوم في ثوب جديد عبر اصوات مؤثرة‬ ‫في الغرب تنادي بضرورة إدخال تعديالت على تلك اإلتفاقية وتطبيقاتها ؛‬ ‫سم وتجزئة ما جزيء ‪ ،‬فمن هم اولئك الذين‬ ‫في دعوة منها الى تقسيم ما ق ّ‬ ‫يقفون وراء التخطيط الخطير هذا ؟‬ ‫من هؤالء السادة برجنسكي ‪ Zbigniew Brezinski‬والمؤرخ اليهودي‬ ‫المستشرق برنارد لويس ‪Bernard Lewis‬و ديك تشيني ‪Dick Cheney‬‬ ‫وبيرل‪ Richard Pearl‬وفولفوتز ‪ Paul Wolfowitz‬ورمسفيلد‬ ‫‪Donald Rumsfeld‬وحتى جوزيف بايدن ‪ Joseph Biden‬نائب الرئيس‬ ‫األمريكي الذي تبرع مرة بالدعوة الى تقسيم العراق الى ثالثة أقاليم ‪ :‬كردي‬ ‫وشيعي وسني ‪ ،‬إال أنه تراجع وإعتذر بعدئذ ‪،‬ولكن ما في النفس من نية‬ ‫يبقى في النفس على حد تعبير الكاتب الفاضل ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ويرى المؤلف ان التخطيط الجديد للمنطقة ‪،‬سيكون أسوأ مما أتت به اتفاقية‬ ‫سايكس بيكو ‪ ،‬ذلك ان ما خططت له هذه االتفاقية المشؤومة كان يهدف‬ ‫الى جني المنافع اإلقتصادية واالستراتيجية‪ ،‬في حين ان وراء ما يخطط‬ ‫له اليوم‪ ،‬أهدافا اكثر خطرا وهو اعتماد أسس طائفية وعرقية لتفتت ما لم‬ ‫يفتت من الكيانات بعد‪ ،‬تمهيدا إلستغاللها بأكثر مما حصل من قبل ومن ثم‬ ‫اإلجهاز عليها ‪.‬‬ ‫ولتوضيح الصورة في مراحل تطورها ارجعنا الباحث الى ما تتتضمنته‬ ‫معاهدة سايكس بيكو فقال ‪ :‬نصت إتفاقية سايكس بيكو على وضع العراق‬ ‫من شمال بغداد والى الجانب الغربي من الخليج العربي حتى االحساء تحت‬ ‫السيطرة البريطانية المباشرة ‪ .‬أما شمال العراق ‪ :‬راوندوز والموصل الى‬ ‫سوريا الحالية فتكون تحت النفوذ الفرنسي‪ .‬أما جنوب الوسط من تركيا‬ ‫هبوطا الى ساحل البحر المتوسط الشرقي بما فيه لبنان الحالي فيكون منطقة‬ ‫للنفوذ الفرنسي ايضا ‪ .‬كما أن المنطقة البادئه من كركوك غربا والتي تغطي‬ ‫األردن الحالية من العقبة وجنوبا الى جزء كبير من نجد فهذه منطقة نفوذ‬ ‫بريطاني‪ ،‬وتبقى فلسطين من حيفا شماال حتى غزه جنوبا بما فيها القدس‬ ‫خاضعة للحلفاء ‪ ،‬أي تحت إشراف دولي ويتم اإلتفاق عليها بالتشاور بين‬ ‫بريطانيا وفرنسا وروسيا‪* .‬‬ ‫اما بصدد ممهدات الطريق الى ما بعد سايكس بيكو ‪( ،‬وبمعنى ادق سايكس‬ ‫بيكو جديدة )‪ ،‬فقد‬ ‫س ابعادها وجذورها من الطرح السلبي والخطير الذي اداه مجموعة من‬ ‫تَلَ َّم َ‬ ‫المستشرقين ) )‪ Orientalists‬في تكييف‪...‬النظرة المتعالية التي طالما‬ ‫علت دراساتهم وتحليالتهم ‪،‬وهم يعالجون قضايا العرب والمسلمين عموما‪.‬‬ ‫ومع ان الباحث يرى ان بعض المستشرقين كانوا موضوعيين‪ ،‬لكن أكثرهم‬ ‫كانوا يبطنون غير ما يظهرون في معالجة أوجه دقيقة في حياة المسلمين‬ ‫والعرب‪ ،‬سواء أكان ذلك في سرد التاريخ وتوثيقه بما يحلو لهم أو حتى‬ ‫بمعالجة مسائل الفقه اإلسالمي واللغة العربية‪ .‬من هؤالء كان مرجليوث‬ ‫‪ David Samuel Margoliouth‬و جب ‪Elias John Wilkinson‬‬ ‫‪ Gibb‬و آربري ‪ Arthur John Arberry‬من إنجلترا‪ .‬ومن فرنسا‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫هنري المنس اليسوعي ‪ Henri Lammens‬و لويس ماسينون ‪Louis‬‬ ‫‪Massignon.‬ومن المانيا شاخت ‪Joseph Franz Schacht. .‬‬ ‫وقد القى الباحث بعض الضوء على وظيفة اإلستشراق الحقيقية من خالل‬ ‫مثلين ‪:‬‬ ‫األول هو السيد مارجوليوث الذي كان حاضراً في اجتماع القوى الوطنية‬ ‫العراقية (سنة و شيعة ) في بغداد سنة ‪ 1919‬مطالبين فيه ‪ ،‬بين أمور‬ ‫أخرى ‪ ،‬بان تكون حدود العراق الموحد من شمال الموصل حتى الخليج ‪،‬‬ ‫و أن يكون للعراق ملك مسلم في بغداد العاصمة ‪،‬وهنا ك ّ‬ ‫شر هذا المستشرق‬ ‫عن نواياه فقال ( إن العراق قد إعتاد حكم األجنبي الغريب عنه ‪ ،‬و أنه ال‬ ‫يستطيع حكم نفسه بنفسه ‪ ،‬و لذا وجب على الشعب العراقي أن يختار أإلنكليز‬ ‫ليكونوا عليهم أولياء و أوصياء )‪ .‬و هكذا حشر هذا المستشرق أنفه في‬ ‫مستقبل العراق السياسي دون وجه حق ‪ (.‬أنظر صفحة ‪161‬من كتاب د‪.‬‬ ‫عبد هللا فهد النفيسي‪ ،‬دورالشيعة في تطور العراق السياسي الحديث) ‪.‬‬ ‫أما الثاني الذي يهمني التركيز عليه ‪...‬فهو برنارد لويس ‪Bernard Lewis‬‬ ‫المستشرق الصهيوني – وهو بريطاني المولد أمريكي الجنسية‪ ،-‬ولد سنة‬ ‫‪ 1916‬و عمل مستشارا للرئيس بوش األب والرئيس بوش اإلبن‪ .‬كان هذا‬ ‫الرجل قد خلع ثوب الباحث المجرد من القصد إال العلم والثقافة ليظهر على‬ ‫عراب في خدمة المحافظين الجدد في توجههم اإلمبراطوري‬ ‫حقيقته كأكبر ّ‬ ‫‪...‬يصر على أن شعوب الشرق األوسط عدوانية ال تصلح إلدارة‬ ‫والذي‬ ‫ّ‬ ‫نف سها وعلينا نحن الغرب عامة واألمريكان بخاصة أن نحتلهم ونعيد تقسيم‬ ‫دولهم الى وحدات غير قابلة للعيش ونعضّد إسرائيل ونقوي موقفها ألنها‬ ‫المصد للغرب من فوضى الشرقيين ‪ ،‬ويكون ذلك بتغيير ثقافتهم الدينية ‪ .‬لقد‬ ‫كان برنارد لويس يلقن بوش بأن العرب قوم فاسدون وفوضويون البد من‬ ‫إخضاعهم وإال إنقلبوا الى إرهابيين يحاولون تخريب حضارتنا!! وهو يعتبر‬ ‫فرنسا وبريطانيا مخطئتين عندما طبقتا سايكس بيكو بشكلها الذي كان للمائة‬ ‫سنة الماضية ولهذا وجب إعادة النظر فيها كما هو موضح في الخرائط‬ ‫المرفقة والتي عرضت على الكونغرس األمريكي في نقاش مكتوم فأعتبرت‬ ‫كخريطة طريق إستراتيجي للتعامل مع العرب والمسلمين في المستقبل ‪ .‬وقد‬ ‫كان لويس مكلفا من البنتاجون األمريكي بإعدادها‪ .‬يقول برنارد لويس ‪ :‬كي‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫يتحارب األكراد والعرب واألتراك والفرس والفلسطينيون تماما كما كانت‬ ‫الحروب تقوم بين األمريكان والهنود الحمر ‪.‬‬ ‫وفي نفس السياق تحدث الباحث عن دور السيد زبكنيو بريجينسكي‬ ‫‪ Zbigniew Brzezinski‬الذي كان مستشارا لألمن القومي األمريكي في‬ ‫سنة‪ 1980‬أثناء عهد الرئيس األمريكي األسبق جيمي كارتر ‪Jimmy‬‬ ‫ّ‬ ‫منظرا‬ ‫‪ ، Carter‬أي أثناء الحرب العراقية اإليرانية‪ .‬ظل هذا الرجل‬ ‫للسياسة الخارجية األمريكية حتى بعد خروجه من الخدمة‪ ،‬قال بريجينسكي‪،‬‬ ‫والحرب لما تزل قائمة‪ ،‬إن علينا أن نخطط منذ اآلن لحرب خليجية ثانية‬ ‫تمكننا في نهاية المطاف من إعادة رسم المنطقة‪ ،‬أي إعادة النظر في سايكس‬ ‫بيكو لتصب في مصلحة اسرائيل وأمريكا وحسب‪ .‬وال عبرة بعد ذلك بما‬ ‫تخلف من ورائها من مجتمعات مفككة متناحرة ‪.‬‬ ‫وبصدد وسيلة تنفيذ هذا المخطط الرهيب اشارالباحث الفاضل الى ما اعتبره‬ ‫اسلوبا ناعما خبيثا ‪،‬وهو التسلل داخل المجتمعات المعنية ( من خالل برامج‬ ‫صبورة رسمت بدقة حتى أفلحت في شق صفوف العرب وأضعفت الى‬ ‫درجة كبيرة مؤسساتهم الجامعة حتى صارت إتصاالت العرب تجرى بينهم‬ ‫من خالل واشنطن أو غيرها من العواصم األوروبية‪ .‬وتراها ‪ ،‬أي الكبرى‬ ‫‪ ،‬تختلق مشكلة أو أزمة إقتصادية أو سياسية أو إجتماعية لتلك المجتمعات‬ ‫ثم تعرض المساعدة في حلها بعد أن تكون تلك المشكلة قد فعلت فعلها في‬ ‫ذلك المجتمع مما يُضطر المتضرر على قبول عروض المساعدة خوفا من‬ ‫الوقوع بما هو أسوأ‪ .‬أي أن المستعمر يرسم شروط إذعان لحل مشاكل هو‬ ‫الذي سببها بل وخلقها متعمدا‪ .‬هكذا يرسم البعض إستراتيجياته للسيطرة‬ ‫على الشعوب من خالل عقولها ذلك أن الحروب لم تعد فقط مسألة أسلحة‬ ‫تقليدية تهاجم وت دمر كما فعلت الواليات المتحدة األمريكية عندما دكت‬ ‫صواريخها بغداد مدينة الرشيد حين قال وزير الدفاع السيد رامسفيلد مبررا‬ ‫ومتفاخرا إنها عملية رعب أو رهبة وتخويف ‪ ، Awe and Horror‬بدا‬ ‫جليا أن هذا الرجل لم يحسب حسابا لإلنسانية أو لإلنسان ومشاعر الرعب‬ ‫والخوف التي سيطرت على النساء واألطفال والشيوخ نتيجة هذه العملية‬ ‫الهمجية‪ ،‬حسبنا هللا في هذا اإلنسان وفي أمثاله ممن تجردوا من إنسانيتهم)‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ثم تساءل المؤلف ‪ :‬ما العمل إذن ونحن نرى ونترقب زلزاال سياسيا البد‬ ‫واقع ير ّج األرض من تحتنا ‪ ،‬أليس التفكير ‪ ،‬مجرد التفكير في إعادة هيكلة‬ ‫سايكس بيكو بحسب الخرائط المرفقة مسألة تقتضي التأمل وإظهار عدم‬ ‫الرضى والقبول عن تلك التطبيقات المريبة والتي مهما أحسنّا الظن بمدبريها‬ ‫فهي عملية تآمر وتخريب ال يجوز السكوت عليه!! ‪.‬‬ ‫وقد اثار الباحث االذهان الى ما قاله نعوم شومسكي‪ ،‬عالم اللغويات‬ ‫و المفكر األمريكي اليهودي من أن التحكم في الشعوب يمر من خالل‬ ‫خطوات متئدة ال ترمي بثقلها في الميدان صفقة صادمة واحدة بل هي عشر‬ ‫إستراتيجيات تتركز على ( استراتيجية اإللهاء ‪ -‬إفتعال األزمات ثم تقديم‬ ‫ص ٌر وأطفال ‪--‬‬ ‫الحلول ‪ -‬التدرج ‪ --‬التأجيل ‪--‬مخاطبة الجماهير كأنهم قُ َّ‬ ‫إستثارة العواطف بدل األفكار ‪--‬إبقاء الشعب في حالة جهل وغباء ‪--‬‬ ‫التشجيع على إستحسان وقبول الرداءة ‪ -‬تحويل مشاعر التمرد الى اإلحساس‬ ‫بالذنب ‪ --‬معرفة األفراد أكثر مما يعرفون هم أنفسهم ) ؛ ويعني هذا ‪ -‬على‬ ‫حد تعبير الكاتب الفاضل ‪ -‬تتبع إستراتيجية إلشغال الرأي العام والهائه‬ ‫بمسائل تافهة تترك الشعب مشغوال بصورة مستمرة بمسائل ثانوية تبعد‬ ‫إهتمامه بأمور بلده ومشاكلها الجادة‪ ،‬لهذا على من يتحكم بالشعوب أن يبتكر‬ ‫المشاكل‪ .‬وعادة ما تكون جعبة الحكام مليئة بتلك المشاكل‪ ،‬التي يعودون‬ ‫ليقدموا الحلول لها ‪ ،‬كما أن التدرج في طرق المشاكل من شأنه أن يعتاد‬ ‫الناس بمراحل عليها فتراه يتعايش معها ويشجع الشعب على القبول بالرداءة‬ ‫ليظل جاهال وتشجيع األفراد على جلد الذات أي أنهم يتهمون أنفسهم بالتخلف‬ ‫وبالذنب ‪ .‬كل هذا األسلوب الذي يقول به شومسكي يمكن تطبيقه على العديد‬ ‫من دول الشرق األوسط بل هو في الحقيقة مطبق فعال ‪.‬‬ ‫بعد هذا العرض الدقيق تساءل الباحث الفاضل ‪:‬‬ ‫الشرق األوسط الى أين !‬ ‫ويا عرب ويا مسلمون ما أنتم فاعلون في خضم األحداث المتسارعة في‬ ‫المسار السياسي الدولي وإسقاطاته على المنطقة بعدما بات شبه مؤكد اإلقدام‬ ‫عاجال أم آجال على إعادة النظر كلية بإتفاق سايكس بيكو ‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ها أنتم ترون الخرائط المفصلة والمسربة وهي تقسم جميع الكيانات العربية‬ ‫والمسلمة من باكستان الى أفغانستان وايران وتركيا وثم األقطار العربية من‬ ‫العراق شرقا الى المغرب غربا ومن سوريا شماال الى اليمن جنوبا‪.‬‬ ‫الجميع معرضون لهذا المخطط الرهيب!!!‪ ...‬ثم قال‪ :‬ان حرصه على إطالع‬ ‫القارىء العربي على هذه المخططات إنما هو لكي ينبه الى خطورة األمر‪،‬‬ ‫جس‬ ‫سرب الى اإلعالم اال بنية‬ ‫ويرى أن خرائط المشروع الخطير لم ت ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫النبض والوقوف على ردود أفعال المعنيين بنتائجها الكارثية على المنطقة‬ ‫ال سمح هللا‪ .‬ثم عرض مفصال لما تضمنته فقال ‪:‬‬ ‫تشير الخرائط الى تقسيم العراق الى ثالثة أقاليم ‪ :‬كردي في الشمال يتصل‬ ‫بشمال شرق سوريا ويسمى كردستان يغطي كركوك والموصل‪ .‬والثاني‬ ‫إقليم سني يمتد من بغداد ليضم ديالى وصالح الدين واألنبار والثالث شيعي‬ ‫يغطي الجنوب كافة من جنوب بغداد حتى الخليج العربي‪ .‬أما عن سوريا‬ ‫فتقسم الى أربع دويالت ‪ :‬علوية شيعية في الالذقية وعلى الشريط الساحلي‬ ‫للبحر األبيض المتوسط ودويلة حلب السنية تغطي حلب وحمص وحماه ‪.‬‬ ‫أما دويلة دمشق فتشمل دمشق الى الحدود العراقية‪ .‬وأخيرا الدويلة الدرزية‬ ‫التي تضم القنيط رة وهضبة الجوالن المحاددة إلسرائيل بعيدا عن بحيرة‬ ‫طبرية‪.‬أما عن المملكة العربية السعودية فتقسم الى العربية الشمالية‬ ‫والجنوبية والغربية ‪ ،‬حيث األماكن المقدسة‪ ،‬والشرقية على ساحل الخليج‬ ‫العربي وتمتد من جنوب العراق ويمتد اإلقليم الغربي جنوبا ويسمى وسط‬ ‫المملكة ا لذي يغطي مدينة الرياض فيسمى إقليم وهابيستان ‪،‬وتعود اليمن الى‬ ‫عهد اإلنفصال فتصبح يمنين شمالي وجنوبي‪ .‬وتقسم لبنان الى سبعة أقاليم ‪:‬‬ ‫طرابلس في الشمال للسنة‪ ،‬وجونيه مارونية‪ ،‬وبعلبك في الشرق دويلة علوية‬ ‫وبيروت في الوسط لما تبقى من الدولة‪ ،‬وكانتون فلسطيني ودولة درزية‬ ‫وكانتون مسيحي تحت نفوذ اسرائيل‪ ،‬ويطال التقسيم ليبيا لتشكل ثالثة أقاليم‬ ‫هي بنغازي وطرابلس وفزان‪ .‬وينال البربر دولة في جنوب ليبيا تمتد الى‬ ‫وسط وجنوب الجزائر‪.‬ودولة البوليساريو من شمال غرب موريتانيا المطل‬ ‫على المحيط األطلسي ‪ ،‬اما مصر فسيستقطع منها إقليم النوبة الذي يغطي‬ ‫نصف مصر السفلى بما فيه أسوان مع جزء كبير من شمال السودان ‪ .‬كما‬ ‫أن السودان ستقسم الى سودان مسلم وسودان مسيحي في الجنوب ‪ ،‬ودارفور‬ ‫الى الغرب‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ويالحظ أن األردن واإلمارات العربية المتحدة وقطر بقيت دون مساس ‪،‬‬ ‫كما نوه بأن خريطة سايكس بيكو القديمة‪ ،‬إقتصرت على شمال شبه الجزيرة‬ ‫العربية في حين ان المقترحات الجديدة تذهب الى أبعد من ذلك بكثير كي‬ ‫يقع الخرق الصارخ على نظام المجتمع الدولي وأحكام القانون الدولي أو‬ ‫حتى على ما إصطلح عليه في السياسة ‪ Uti Posseditis Juris‬بمعنى‬ ‫إحترام حدود الدول التي إستقرت عليها لزمن معقول والى عدم شرعية‬ ‫فرض تغييرها دون إتفاق صريح مع من يعنيهم األمر‪.‬‬ ‫واضاف المؤلف قائال ‪... :‬ما يجري وسيجري في القريب من إعادة لرسم‬ ‫الحدود السياسية واإلقتصادية في المنطقة ككل إنما هو إسقاط واضح من‬ ‫إسقاطات العشرية األولى للقرن العشرين‪ .‬والخرائط المرفقة بهذا الكتاب‬ ‫تفضح نوايا المخططين لها والذين يرون أن حركة التاريخ والجغرافيا‬ ‫إستلزمتا إعادة النظر في سايكس بيكو‪.‬‬ ‫واذا كان الباحث قد بدا متشائما ومكتئبا تكادا ترى احزانه مع كل كلمة‬ ‫وسطر في كتابه اال انه كان حريصا ان يضع يده على الجرح ومكمن‬ ‫الخطر الذي لم يكن يراه في المخططات الخطيرة التي تحدث عنها في كتابه‬ ‫فحسب ‪ ،‬بل في السالح االكبر واالجدى واالخطر الذي اعتمدته خطة ما‬ ‫بعد سايكس بيكو‪ ،‬وهو استخدام السالح الطائفي وسيلة اساسية لتنفيذ تلك‬ ‫المخططات ‪ ،‬فوجه نداءه التالي الى المواطن العربي والمواطن المسلم لعله‬ ‫يوقف عملية االنهيار التي نشهدها اليوم ‪،‬فقال ‪:‬‬ ‫( أرايت كيف تعمل لعبة األمم هذه !‬ ‫حسن‪ ،‬فإن رأيت وإستوعبت أيها المواطن العربي والمواطن المسلم كل‬ ‫عل لتل ّم بمجملها كصورة واحدة ثابتة‬ ‫تفاصيل هذه الصورة وكأنك ترقبها من ٍ‬ ‫في محيطها‪ ،‬متحركة كخلية نحل في داخلها‪ ،‬الجواب في منتهى البساطة‬ ‫والموضوعية‪.‬‬ ‫تخ ّل عن كل صفة تميزك سوى المواطنة( وهو يعني بذلك التخلي عن‬ ‫استخدام صفة ما في اطار تعامله مع اآلخرين اال بما يجمعه به في ظل‬ ‫وخفهُ في مسارات حياتك ‪،‬وتذكر أن الدين هلل فهو‬ ‫المواطنة )‪ ،‬وإتق هللا ِ‬ ‫حسيبك‪ ،‬دع الخلق للخالق فهو يرقبك في كل ما تفعل وتضمر‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫إن كنت عراقيا فكن عراقيا أوال قلبا ً وقالبا ً وع ّد ِد بعد ذلك ما شئت من صفات‬ ‫خارج نطاق الدين‪.‬‬ ‫المواطنة هذه شرف وإلتزام ال ينالها ويؤمن بها إال من رضي هللا عنه دنيا‬ ‫وآخرة‪ ،‬فما أقبح أن يقول المرء أنه سني أو شيعي أو مسيحي أو صابئي أو‬ ‫‪ ..‬أو ‪ ..‬قبل أن يتذكر هويته الوطنية التي تجمعه مع اآلخرين على إختالف‬ ‫ما يعتقدون من مذاهب فكرية أو دينية فتلك أمور شخصية‪(.‬والرجل هنا كما‬ ‫هو واضح من النص يدعو الى ان تكون رابطة الوطنية فوق كل اعتبار‬ ‫وانها هي ما يجب ان يحكم عالقات الناس ببعضهم بعيدا عن اية نزعة‬ ‫طائفية او مذهبية او دينية او قومية‪).‬‬ ‫هكذا نجح الغربيون في لم شعثهم بعدما عانوا لقرون طويلة من التعصب‬ ‫البغيض لفكر ما‪ ،‬ذلك الذي يعشش حتى اآلن في عقول بعض مواطنينا عربا‬ ‫أو مسلمين‪.‬وأقصد بذلك كل مواطن في منطقتنا من العالم ليس في وطني‬ ‫العراق فحسب‪ ،‬فاألمر عندي ينطبق على المصري والسوري والتركي‬ ‫واإليراني والسعودي والجميع‪.‬‬ ‫"إنك ال تهدي من أحببت ولكن هللا يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين"‪56‬‬ ‫القصص صدق هللا العظيم‪.‬‬ ‫وبعد ‪ّ ..‬‬ ‫فإن األمل بعون هللا معقود بناصية شباب العالمين العربي و‬ ‫اإلسالمي أن يتزودوا بالعلم و المعرفة التي تؤهلهم الى تولي مسؤلية إدارة‬ ‫مجتمعاتهم بإيمان و إخالص و نزاهة و بروح من المساواة المطلقة في‬ ‫التعامل مع مواطنيهم ‪ ،‬والكف بل اإلستنكاف عن اللجوء الى كل ما يف ّرق‬ ‫وال يجمع ؛ من طائفية أو عنصرية أو فئوية ‪،‬وليتذكروا أن المواطنة اهم‬ ‫من كل ما عداها ‪ ،‬فبهذا فقط يمكنهم ان يرفعوا من شأن األوطان ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(إن هللا‪ -‬سبحانه و تعالى‪ -‬ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ‪ .‬آللهم‬ ‫ض ّر ‪ ،‬إليك وحدك نشكو بثّنا و أنت أرحم الراحمين‬ ‫آمين ‪...‬آللهم أنّا م ّ‬ ‫سنا ال ُ‬ ‫‪ ،‬و الحمد هلل )‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫فنانون عراقيون ومن اعظم ما انجبته االرض العراقية من رسامين وادباء‬ ‫وكتاب ونحاتين وغيرهم ‪ ،‬ال احد يذ ُكرهم او يحاول تذكرهم‪ ،‬سواء الذين‬ ‫رحلوا او مايزالون على قيد الحياة ومن امثال ‪:‬‬ ‫عيسى حنى ومحمد عارف و اكرم شكري وغيرهم‬ ‫فلنبداء بأحد الرسامين المبدع ومؤسس مدرسة الحرف العربي االول في‬ ‫العراق الراحل جميل حمودي‪:‬‬

‫مرت االيام والسنوات لرحيل الفنان الرائد ومؤسس مدرسة‬ ‫الحرف العربي في الفن التشكيلي (جميل حمودي) الذي توفي بعد صراع‬ ‫طويل مع المرض ‪.‬‬ ‫لقد ترك هذا الفنان البارع ارثا ً فنيا ً كبيراً وترك للحركة الفنية مدرسته‬ ‫(الحرف‬ ‫العربي) والتي قدم خاللها العديد من االعمال والمنحوتات‪..‬‬ ‫فهل نتذكره ‪،‬هل ذكرته الثقافة العراقية االن وبعد مرور اربعة سنوات من‬ ‫وفاته! علما بانه قد ذكر في القاموس الفني االوربي ؟‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫يعد جميل حمودي وريث اعرق التقاليد التشكيلية لشعوب االرض‪ ..‬أدخل‬ ‫االبجدية الى عالم التشكيل فصارت اليوم أبجدية متكاملة للفن العربي‬ ‫حول القيم اللغوية البحتة الى جماليات تشكيلية تتبع المفاهيم‬ ‫المعاصر إذ ّ‬ ‫الجديدة للذوق الفني بتعبيرية ناطقة قائمة على واقع تراثي وليس على مجرد‬ ‫ابتكار‪.‬‬ ‫كان يملك الثقافة الواسعة والبحث عن ماهو جديد ودراسة انواع مختلفة من‬ ‫الفنون االوربية ‪،‬‬ ‫‪ ...‬بهذه الثقافة صقل روحه وشذب افكاره التي كانت فنية بحتة فبدأ بالرسم‬ ‫مثل النحاتيين وينحت مثل الرسامين…‬ ‫الفنان جميل حمودي ولد في محلة سراج الدين في منطقة باب الشيخ عام‬ ‫‪1924‬‬ ‫غادر بغداد الى فرنسا في ‪ 1946/4/22‬فدرس في باريس تاريخ الفن‪،‬‬ ‫وباالضافة الى الدراسة فقد اتاحت له باريس التعرف على الشخصيات الفنية‬ ‫واالدبية والفكرية ليلمع نجمه في مدارس الفن العالمي وليؤسس له اتجاها ً‬ ‫فنيا ً ومدرسة خاصة به‪ .‬جميل حمودي رجل الهجرة حيث كان يغادر باريس‬ ‫فيقيم المعارض في لندن وايطاليا ودول اخرى ويعود الى باريس حيث بيته‬ ‫وزوجته الفرنسية الجنسية وااليطالية االصل التي توفت قبله باشهر‪…،‬‬ ‫وابنته الوحيدة عشتار(الرسامة التشكيلية المعروفة) اال انه عاد الى بغداد‬ ‫عام ‪ 1962‬وقدم معرضا ً فنيا ً كبيراً تضمن ‪ 180‬عمالً بين لوحات زيتية‬ ‫ومائية ومنحوتات وسيراميك… وبين بغداد وباريس ظل جميل حمودي‬ ‫رجل الهجرة والتناقضات ‪.‬‬ ‫لقد منحت له الدولة الفرنسية وسام الشرف للفن وانه من اهم االوسمة في‬ ‫فرنسا ونفس الوسام الذي قد قدم الى ام كلثوم وفيروز وان جميل حمودي‬ ‫هو الشخص الثالث العربي العراقي الذي ُمنح هذا الوسام وكان ذلك في سنة‬ ‫‪ – 2001‬بغداد ‪ -‬ومن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك‪.‬‬ ‫جميل حمودي فنان عراقي‪ ..‬من هذه الحقيقة وحدها نفهم ان الطابع الشرقي‬ ‫سيظل ظاهراً بينا ً في انتاجه الفني وبما انه بغدادي االصل فانه سيحمل معه‬ ‫دائما ً كل الصفات الشرقية التي عرفها وطنه المغمور بالغموض والرمز‬ ‫والسحر‪..‬‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫قال عنه استاذ الفلسفة الجمالية في السوربون (‪ )1954‬ريمون باريير‪ :‬جميل‬ ‫حمودي فنان عربي من رواد ومؤسسي فكرة استيحاء الخط والكتابة‬ ‫العربيتين ونقلها الى قيم تشكيلية خالصة‪.‬‬ ‫وقال عنه االستاذ اندره ميكيل – استاذ في كلية ده فرانس – ومدير عام‬ ‫المكتبة الوطنية الفرنسية – باريس ومن كتاب االسالم والحضارة (‪)1986‬‬ ‫‪ :‬وفي منطلق فن يبتكر على اساس انه بحث وتعمق في جوهر ذاته ‪ ،‬فمن‬ ‫الممكن متابعة المرحلة السريالية او التجريدية ( على الطريقة الغربية) كما‬ ‫نرى عند الفنان جميل حمودي ‪ .‬وفي الغالب يكون الدرس المطلوب من‬ ‫اوربا ‪ ،‬وكذلك على الصعيد التقني ((بتقويم الذات عبر وسائل مستوحاة من‬ ‫االخرين ‪))...‬‬ ‫كان الحرف الذي يرسمه الراحل جميل حمودي يؤدي الى وظيفة ذات طابع‬ ‫لغوي تقليدي كخطوة اولى في عملية التكوين الفني‪ ..‬ثم بوظيفة رمزية تهدف‬ ‫الى خلق تحوير في فن الكتابة إذ يقوم الفنان بدافع فني خالص بابتكاره‬ ‫وبوضعه في المكان الذي يناسبه في فضائية اللوحة الى جانب اختيار ما‬ ‫يتجانس معه من الوان‪.‬‬ ‫تصوير الخط العربي بهذا الشكل في اللوحة الفنية كان جميل حمودي‬ ‫اول المبدعين له وقد اتخذ طريقه الى تكوين و ميالد مدرسة جديدة في فن‬ ‫التصوير العربي المعاصر والتي ظهرت تأثيراتها في الوطن العربي من‬ ‫الخليج حتى المحيط االطلسي وان اول لوحة له ذات الطابع الحرفي كانت‬ ‫في سنة ‪ 1941‬وليس في سنة ‪ 1949‬كما ذكره محسن الذهبي ‪ -‬كاتب‬ ‫عراقي مقيم في بريطانيا ‪ -‬في مقالته (استلهام الحرف في حداثية الفن‬ ‫التشكيلي) المؤرخة في ‪ 2007-11-14‬لذا فان جميل حمودي هو اول‬ ‫عراقي وضع الحرف العربي في لوحته وليس في لوحة مديحة عمر لسنة‬ ‫‪( .1946‬الحظ اللوحة رقم ‪ 1‬لجميل حمودي ولوحة رقم ‪ 2‬لمديحة عمر)‪.‬‬ ‫أما منحوتات جميل حمودي فكان البروفسور ريمون يابير( يصفها مثل‬ ‫لوحاته اذ تترجم احاسيسه الروحية بلغة تشكيلية تتجسد فيها االشكال الهندسية‬ ‫مثل الدائرة التي هي الكون هي الشمس هي الحياة ووحدانية هللا‪)..‬‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ان الجمهور الذي يطلع على اعماله يبدأ بالبحث عن المفهوم االدبي‪ ،‬لكنه‬ ‫ينتهي باكتشاف التأمل‪ ..‬ان فنه شكل من اشكال الصالة والعبادة (كما كان‬ ‫يقول عن لوحاته الراحل جميل حمودي)‬ ‫في لوحاته كان يؤلف تكوينات زخرفية عبرتالقي االلوان التي تمأل السطوح‬ ‫العريضة ‪ .‬ويعمل على تحريك المعنى تحت متاهات الخطوط والمساحات‬ ‫الملونة ‪ ،‬لكن هذا ليس اال حبة للتوصل الى النتائج‪ .‬اما مفهوم اللوحة فانه‬ ‫يذهب الى ابعد من ذلك ‪ .‬انه تجديد في منطلقات الوفاء‪.‬‬ ‫لننظر الى لوحاته وتكويناتها مثل ((اية قرانية كريمة)) ولوحة ((من الف‬ ‫ليلة وليلة)) ولوحة ((المراة الخالدة )) سنشاهد ان جميل حمودي قد وجد‬ ‫لفنه باستيحاء الخط العربي التعبير المتميز عما هو مقدس له‪ .‬ستظل اعماله‬ ‫تاريخية ومن ما اهم ما قدمه للفن العراقي‪.‬‬ ‫لقد عاش فترة طويلة جدا في باريس ولكن نجد في لوحاته بغداد ‪ ،‬اذن فهو‬ ‫يغترف من اصوله العربية واالسالمية جوهر مواهبه المبدعة واستيحآته ‪،‬‬ ‫وايضا نجد في لوحاته على وجود العناصر االولية للحياة وهي ‪ :‬االرض –‬ ‫الماء – الهواء والنار‪ .‬ولعل المنحوتات البارزة التي اكتشفت في نينوى ‪،‬‬ ‫والواقعية الرمزية في الفن االكدي واالشكال المعروفة في الفنون الشعبية‬ ‫والحرف التقليدية هي التي تغذي مضامين لوحات جميل حمودي‪.‬‬ ‫ان جميل حمودي ال يشكل فقط مثال حيا للمضمون المعبر في مجال التالقي‬ ‫االي جابي بين الحضارات عبر الزمان والمكان بل هو اكثر من ذلك النه نذر‬ ‫نفسه وكل طاقته من اجل اعادة النفس الحي الى المجتمع االنساني بتوحيد‬ ‫كل هذه العناصر وبالفن‪ ،‬وبالحديث وبالكتابة‪ ،‬وباالشعاع الشخصي‪ ،‬وهو‬ ‫واحد من الفنانين النوادر الذين ال يفوتهم شيئ من القيم االنسانية دون االهتمام‬ ‫به‪ ،‬وهو من اولئك الذين يمكن اعتبارهم الرواد المبدعين لوسائل التغيير‬ ‫بالتوجيه واللقاء بين مختلف الحضارات القديمة و المعاصرة‪.‬‬ ‫في باقي دول العالم ذات االهتمام الثقافي والفني تقوم بحفالت تكريمة سنوية‬ ‫وعلى صعيد دولي للفنانيين اللذين رحلوا و خلدوا اعظم اعمالهم لالجيال‬ ‫القادمة ‪ .‬ويكرمون اعمالهم الفنية التي قد قدموها على مدى فترة حياتهم‬ ‫وعلى اعمالهم الفنية ‪ .‬ولكننا النجد هنا مثل هذه الحفالت او االهتمام بالذين‬ ‫توفوا وقدموا اعظم شيء سواء كان جميل حمودي او غيره‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫رحم هللا جميل حمودي الذي اغنى الحركة الفنية باعمال تلونت في اتجاهاتها‬ ‫واساليبها بين الواقعية والتكعيبية والرمزية اعمال تتحدث عن رحلة طويلة‬ ‫مع الفن كان خاللها مخلصا ً ومحبا وعاشقا ً للفن وكثيرا ً ما اكد الراحل على‬ ‫انه سيرسم ويكتب حتى آخر لحظة في حياته( ولقد شهدته يرسم في ايامه‬ ‫االخيرة)‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫أدب ساخر‬ ‫يف التنظري لألدب الساخر‬ ‫عندما تضحك الكلمات وتبكي األفكار‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫لعل أول مفارقة ساخرة عشتها كانت في اليوم األول لوالدتي ليال في االول‬ ‫من حزيران ‪ ،‬إذ ظننت أن العراق كله يحتفل بقدومي فخرج الناس فرحين‬ ‫في الشوارع وانطلقت األناشيد الوطنية والحماسية ‪ ،‬ولذلك في اللحظة األولى‬ ‫التي فتحت بها عيني ضحكت كثيرا ولم أبك واحسست بفخر شديد ‪ ،‬بل‬ ‫توقعت أنني سأكون الرئيس القادم للبالد ‪..‬لكنني بعد دقائق علمت من نشرة‬ ‫األخبار أن هذه االفراح سببها االحتفال بمناسبة تأميم النفط العراقي ‪..‬‬ ‫وحينذاك أدركت أن الوصول الى كرسي الرئاسة حلم تبخر وأنني لن أكون‬ ‫سوى مواطن عادي جدا لي قنينتان من الزيت وحفنة رز وطحين وآالف‬ ‫الشظايا من زخات الحروب المتتالية ‪ ..‬وأيقنت أن المواطن في هذه البالد‬ ‫السوريالية إما أن يضحك أو أن يبكي ‪..‬وانا اخترت الضحك الساخر ‪..‬جالسا‬ ‫فوق حقيبتي المعدة للسفر في أية لحظة ‪..‬ألني إن لم أضحك جالسا فوق‬ ‫الحقيبة ‪ ،‬فعلي بالخيار الثاني وهو أن أبكي وأنا أحمل الحقيبة خلف ظهري‬ ‫مهاجرا من البالد ‪ ،‬أو اخذ الخيار الثالث فأدخل في الحقيبة والتزم الصمت‬ ‫‪..‬‬ ‫مهمة األديب السيما الساخر أحيانا هي أشبه بمهمة البرلماني في أية بقعة‬ ‫في العالم ( عدا البرلماني العراقي طبعا ) ‪ ،‬البرلماني الذي يمثل الجهة‬ ‫الرقابية على الجهات التنفيذية فضال عن دوره التشريعي في سن القوانين‬ ‫التي تصنع حياة سعيدة ومحترمة لإلنسان كما جاء في الفقرة ‪68‬من دستور‬ ‫جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي ‪..‬‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫فاألديب يمكنه أن يوظف إمكاناته األدبية والفكرية في الكتابة عن كثير من‬ ‫األمور التي تخص تلك الحياة السيما عندما ال تكون سعيدة ونصفها انقضى‬ ‫في مطاعم الفالفل والنصف اآلخر انقضى في غبار الحروب ‪ ..‬ويمكنه‬ ‫صناعة رأي عام باسلوبه الممتع الجذاب ( مو الجذاب من الجذب‪ /‬الكذب )‬ ‫لتوجيه األنظار إلى قضية ما ‪..‬والتثقيف لها ولحلها ‪..‬من أجل الوصول‬ ‫بالحياة إلى مرحلة (البمبي) التي وعدتنا بها سعاد حسني رحمها هللا وادخلها‬ ‫فسيح جناته الوردية ‪..‬‬ ‫ولعل اقرب أنواع الكتابة إلى الجمهور هو النص الساخر ‪..‬الذي بإمكانه أن‬ ‫يصل إلى جمهور واسع جدا وبوقت قياسي ‪..‬مستفيدا من فتح القراء لشفاههم‬ ‫ضحكا ليمرر من خاللها إلى قلوبهم نكتا سود ‪..‬وضحكا يشبه البكاء ‪..‬‬ ‫الشرط الوحيد الذي على االديب ان يلتزم به هو أن ال يمارس دور الواعظ‬ ‫‪..‬فيكون من جماعة الواجبات البيتية ( يجب ويجب ويجب… ) ‪..‬‬ ‫دور األديب هو دور الرائي الذي يرى أعمق مما يراه اآلخرون كما يقول‬ ‫كولن ولسن ‪..‬ووجدت أن الكتابة الساخرة خير منظار يقرب األمور البعيدة‬ ‫غير المرئية ويضعها امام أعين الجمهور ‪..‬‬ ‫دوره أن يقول رأيا غير منبري وال يلزم به أحدا ‪..‬‬ ‫وأن يرشد االخرين الى الدرب االفضل والصحيح فإن أخذوا برأيه‬ ‫‪..‬فهم أحرار( وخلف هللا عليهم ) ‪....‬وإن أصروا على اتخاذ درب ال ( رون‬ ‫سايد ) الذي يؤذيهم فهم أحرار أيضا و( يطبهم ورد ) كما يقول صديقي‬ ‫صالح سعيد ال بومة ‪..‬هذه الشخصية التي ابتكرتها في كتاباتي الساخرة‬ ‫لتكون أنموذجا شعبيا للعراقي المقهور والمكبوت الذي يصادفه حظ سيء‬ ‫جدا في أغلب أيامه ‪..‬وفي إطار ذي نزعة قصصية كوميدية ‪..‬ولعل االستتار‬ ‫خلف هذه الشخصية كان يجنبني المواجهة المباشرة في الجدل مع الجهات‬ ‫االجتماعية أو السياسية التي ينتقدها صالح بسخرية سوداء ‪..‬فضال عن إبعاد‬ ‫فكرة الجمهور العام التقليدية عن كون المؤلف ضرورة هو بطل المواقف‬ ‫الساخرة ‪..‬بينما هي في الحقيقة مواقف متخيلة أو مزيج من الخيال والواقع‬ ‫‪.‬‬ ‫تشكيل األفكار باسلوب أدبي ساخر مهمة شاقة ‪...‬وأصعب من مهمة حمل‬ ‫صينية الكليجة فوق الرأس صائما في ذروة الظهر والوصول بها عبر‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ركضة ماراثونية إلى الفرن الذي أغلق أبوابه توا لنفاد الكاز ‪..‬ومن ثم يتحتم‬ ‫عليك إعادة الصينية الى البيت مخذوال مهزوما مكسور الوجدان… ليستقبلك‬ ‫في الطريق المواطن صالح سعيد مطالبا بتذوق (كليجايا وحده ) ‪..‬وحصرا‬ ‫( أم التمر ) ‪..‬‬ ‫وعنده ح ق ألن األدب الساخر في أيامنا المرة يشبه كليجة أم التمر…‬ ‫أصدقائي جميعا ومنهم األشقاء الفيتناميون ‪..‬الكتابة عن أي موضوع تحتاج‬ ‫اسلوبا معينا ‪..‬واألساليب متعددة منها الجاد والواقعي والتحليلي والبالغي‬ ‫والخطابي واالدبي الفني والساخر ‪..‬وانا اخترت االسلوب األخير ألنه‬ ‫األقرب الى نفسي ورؤيتي للحياة‪..‬وهو اسلوب صعب وقد يوقع القاريء في‬ ‫التباس فيفهم المعنى المعاكس لمقصد المنشور ‪..‬بسبب رمزيته أو المفارقة‬ ‫التي فيه… ومن ثم فإنه يصنع خصوما أكثر مما يصنع اصدقاء ‪ ..‬ولعلي‬ ‫فعلت العكس كما تبين لي من جمهور القراء حتى الذين يختلفون معي ‪..‬‬ ‫وهم يبلغونني بتشوقهم لقراءة مزيد من النصوص الساخرة حتى لو كانت‬ ‫تخصهم بشكل او بآخر السيما االصدقاء الساسة ‪..‬ويبدو ان السخرية هي‬ ‫االسلوب الوحيد لتقبل اآلخر في عالم السياسة العراقية ‪.‬‬ ‫عندما نكتب بسخرية هذا ال يعني أننا نتسلى بمشاكل البالد وما أكثرها وإنما‬ ‫نحاول أن ندلي برأي فيها لكن باسلوب ساخر ‪ ....‬وليس القصد منه السخرية‬ ‫من البالد نفسها أبدا ‪..‬وإنما السخرية مما يجري ‪ ..‬في سياستها… خدماتها‬ ‫‪..‬دوائرها… مجتمعها… ثقافتها ‪..‬تفاصيل الحياة اليومية فيها وهي منبع‬ ‫خصب لدي ألنها تنهض على كثير من العالمات المهمشة وهي منطقة‬ ‫اشتغالي االدبي األولى‪.‬‬ ‫كما ان االسلوب الساخر يميل إلى تناول عيوب الموضوع أكثر من تناوله‬ ‫لإليجابيات‪ ..‬ألن معالجة المشاكل تبدأ بكشف العيوب لتجاوزها ‪ ..‬والعيوب‬ ‫موضوع حساس جدا في مجتمعنا الذي ال يتقبل عادة كشف عيوبه…بالحق‬ ‫أو بالباطل‪ ،‬لكن باألسلوب الساخر اإليحائي يمكن تمرير ذلك الكشف ‪ ..‬من‬ ‫أجل تجنب العيب مستقبال ومعالجته…‬ ‫أنا أؤمن أن اصالح الخراب الذي نعيشه ‪ ..‬يبدأ أوال بتشخيص أسباب الخلل‬ ‫االجتماعية والنفسية والسياسية واالقتصادية والروحية ‪..‬وليس بدفن الخلل‬ ‫في تراب العيب ‪..‬واإلنكار كما تفعل النعامة برأسها… والتشخيص يتم‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫عندي ليس بالوعظ واإلرشاد والخطابة ‪..‬بل بأسلوب السخرية الناعمة أو‬ ‫الخشنة من مظاهر الخلل ‪..‬من أجل االنتباه إلى مخاطرها ومساوئها‬ ‫‪..‬ومحاولة تجاوزها الحقا نحو األفضل ‪.‬‬ ‫وال أجد أية موانع من التنقل بين جنس أدبي وآخر ‪..‬مادامت النصوص وفق‬ ‫معايير خبرتي النقدية واالكاديمية ‪..‬تقدم نفسها بمستوى ابداعي متوازن ‪..‬بل‬ ‫يدخل ذلك ضمنيا أيضا في السخرية من نظرية األنواع األدبية إذ إن الحدود‬ ‫بين نوع وآخر أمست هشة مثل الحدود بين بلجيكا وهولندا ‪..‬بفضل الهجرة‬ ‫العربية الوحدوية إليهما !!‬ ‫إن الكتابة الساخرة على صفحة الفيس بوك أصعب من الكتابة على مطبوع‬ ‫ورقي ‪....‬في األولى سيقرأ لك جمهور من مستويات مختلفة شعبية ونخبوية‬ ‫والغالب هو الصنف األول الشعبي ‪..‬وهنا تجد نفسك أمام ضرورة التوازن‬ ‫اإلبداعي بين الحفاظ على مستوى النص الفني وبين استقطاب ذلك الصنف‬ ‫وعدم خسارته ألنه يمثل األغلبية في عالم الفيس بوك ‪..‬وهنا تكمن الصعوبة‬ ‫في البحث عن خيارات اسلوبية جديدة تجعل النص في منطقة وسطى ‪..‬ينظر‬ ‫إليها القاريء النخبوي فيجد فيه ما يرضي ذوقه ‪..‬وينظر إليها القاريء‬ ‫العادي فيرضيه أيضامافي النص من طرافة وسخرية ‪..‬أما كيف يمكن‬ ‫الوصول إلى تلك المنطقة اإلبداعية الصعبة فذلك سؤال ‪..‬إجابته طويلة‬ ‫‪..‬ليس محلها اآلن ‪..‬‬ ‫صفحتي على الفيس بوك التي يغلب عليها الطابع الساخر في منشوراتها‬ ‫ليست صفحة لشخصيتي االجتماعية بقدر ماهي صفحة لشخصيتي األدبية‬ ‫ومن ثم فان ما انشره من نصوص أغلبها ذات طابع أدبي مجازي ورمزي‬ ‫ومتخيل ‪ ..‬يحمل مقاصد داللية عديدة ‪..‬ومن الخطأ الكبير التعامل مع مافي‬ ‫النصوص من شخصيات وأحداث ومواقف على أنه من الحقيقة تماما ‪..‬حتى‬ ‫لو كنت أنا البطل فيها وباسمي الشخصي أو بصفات من شخصيتي الواقعية‬ ‫‪..‬أو كانت تتضمن إشارات إلى مسميات لشخوص وأمكنة من الواقع ‪..‬فما‬ ‫أكتبه هو مزيج من نسبة قليلة من الواقع والحقيقة وكثير من الخيال والرمزية‬ ‫وربما الفانتازيا ‪..‬لكن باسلوب ساخر غالبا ‪..‬يعيد تشكيل الواقعة الحقيقية‬ ‫‪..‬أو الحدث ليحمل مقاصد بالغية ‪..‬‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫جانب مهم من مشروعي الثقافي يهتم بالعناصر المهمشة ( المادية‬ ‫والمعنوية ) في الحياة االنسانية ‪ ،‬وأرى فيها معبرا لرؤية الحياة من زاوية‬ ‫الظل ‪ /‬الهامش ‪ ،‬بدل التموضع في فضاءات الضوء ‪ /‬المركز التي حظيت‬ ‫كثيرا باالهتمام االدبي ( شعرا وسردا ) واغتصبت كما كبيرا من اهتمام‬ ‫نصوص االدب‪.‬‬ ‫نصوصي الساخرة تهتم بإبراز معاناة الشخوص المهمشين والمغيبين قسرا‬ ‫عن ضوء الحياة ‪ ،‬والسيما الذين طحنتهم رحى الحروب والظروف الحياتية‬ ‫الصعبة والتقاليد االجتماعية السلبية ‪ ،‬من شهداء وأرامل وعوانس وأطفال‬ ‫وشخصيات بسيطة مهمشة ‪،‬كان يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية سعيدة لوال‬ ‫القهر والظلم الذي وقع عليهم من األفراد المهيمنين على مناطق الضوء من‬ ‫طغاة ومستبدين سياسيا واجتماعيا وروحيا وماديا‪ ،‬ممن كرسوا حياة‬ ‫المهمشين لخدمة اهدافهم غير النبيلة ‪...‬ومن وظائف الكتابة الساخرة فضح‬ ‫ذلك كله حتى لو كان باسلوب الكوميديا السوداء ‪.‬‬ ‫إن صفة ( المهمش ) في نصوصي تتسع لتتجاوز الشخصية االنسانية حتى‬ ‫تضم تحت داللتها الشعرية كل شيء مهمل في الحياة سواء أكان جمادا أم‬ ‫حيوانا أم فكرة ‪ ،‬أم معنى ‪ ،‬فكلها تصير رموزا أدبية وعتبات لرؤية الجانب‬ ‫المعتم او المسكوت عنه في حياتنا اليومية الذي يمسي في لحظات الكشف‬ ‫األ دبي وجها من وجوه الحقيقة في الحياة وليس وجها مهمال او مزيفا كما‬ ‫تحاول اقناعنا بذلك نصوص المتن او الثقافة التي يراد فرضها علينا‪..‬‬ ‫إن االهتمام بالمهمش يتجلى أيضا في إعادة االعتبار لعنوانات النصوص‬ ‫التي تعد من الهوامش المحيطة بمتن النص ‪ ،‬والسيما في النصوص القصيرة‬ ‫فان العنوان خرج من اداء ذلك الدور ليكون موازيا بأهميته للمتن نفسه ‪،‬‬ ‫حتى ان المتن التكتمل ضربته البالغية إال بموضعته دالليا امام العنوان‬ ‫الذي يعتمد في تشكيل بنيته على البالغة االيحائية والبصرية التي تعيد توزيع‬ ‫مفرداته او حروفه بناء على لعبة المفارقة الداللية الساخرة الناتجة من هذا‬ ‫التوزيع ومن عالقته االدبية مع المتن ‪.‬‬ ‫غايتي ‪..‬االنسان ‪..‬‬ ‫إذا أعدنا بناء االنسان ‪..‬أعدنا بناء الحياة ‪..‬فالوطن ‪..‬‬ ‫فالعالم ‪..‬‬

‫‪30‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫يتم ذلك باسلوبين…هدم االخطاء والعيوب بكشفها ‪..‬وتشخيصها ‪..‬‬ ‫والثاني ‪..‬اعادة بناء الشخصية االنسانية من جديد بنصحها وارشادها ‪..‬‬ ‫ولعلي أجد األول أصعب من الثاني ألنه يحتاج مصارحة ومكاشفة وجرأة‬ ‫وشجاعة ومغامرة ‪..‬ولعل الوصول الى ذلك عبر ممر السخرية االدبية‬ ‫والمفارقات البالغية ‪..‬افضل ‪..‬‬ ‫أما الثاني‪ ..‬وألنه ابعد نوعا ما عن عالم األدب فال أميل إليه ‪..‬وله‬ ‫متخصصون فيه ‪..‬‬ ‫مهمتي زراعة البسمات في حقول الخراب ‪..‬وسط فزاعات الرعب… لتثمر‬ ‫أمال ووردا وتفاؤال ‪..‬‬ ‫والحمدهلل ‪..‬الذي يسر لي المساهمة بإنجاز تلك المهمة ‪...‬‬ ‫صدقوني أحيانا نكتب ونحن نبكي حزنا على انسان هذا الوطن وعلى أوضاع‬ ‫الوطن نفسه ‪ . .‬لكننا باألسلوب الساخر نحول الدمعة إلى ابتسامة لتمرير‬ ‫الوجع وكشفه ‪..‬‬ ‫يقول علماء النفس إن الضحك وسيلة ناجحة جدا لمعالجة أية مشكلة يمر بها‬ ‫االنسان… وأنا قررت أن أجلس‪ ،‬فوق ( جنطتي) السحرية وأضحك…‬ ‫ولعلي في يو ما ‪..‬أحملها ‪..‬وأغادر ‪..‬إذا وجدت أن حجم الدمعة يكبر وحجم‬ ‫االبتسامة يضيق جدا… حتى يصبح فم كل واحد منا مثل فم الفيتناميين…‬ ‫ومن المستحيل ( في آخر العمر أتخلى عن عراقيتي ومسلة حمورابي والمقام‬ ‫العراقي وأغنية تايبين ‪ ..‬وأكون فيتناميا ‪ -‬مع اعتزازي بالشعب الفيتنامي‬ ‫الشقيق المجتهد صناعيا ‪..) -‬‬ ‫تحياتي لكم ول( هوشي منه) المناضل الفيتنامي ‪..‬وللرز البسمتي ‪،‬الفيتنامي‬ ‫‪..‬الذي يشبه مذاق بسمتي وضحكتي…‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫شخابيط‬ ‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫كان مدير المدرسة سابقا يقوم بجوالت تفتيشية على الصفوف ‪ ،‬ويسأل الطلبة‬ ‫عن قرطاسيتهم فكان يطلب منهم ان يخرجوها من حقائبهم ويضعونها على‬ ‫المقعد كي يعاقب الطلبة المهملين ‪.‬‬ ‫كنا في اعدادية الحكمة في الصف الرابع ‪ ،‬دخل الى الصف مدير المدرسة‬ ‫االستاذ ابراهيم مجول وسألنا ‪ :‬منو عندو مساحة ( ممحاة ) ‪ ،‬فانقسمنا نصفين‬ ‫نصف يملك ونصف ال يملك ‪ ،‬وكنت انا مع النصف الذي ال يملك فبدأ‬ ‫يصرخ فينا ويجمعنا قرب السبورة ‪ ،‬وبعد ان انتهى من كالمه طلب منا‬ ‫مغادرة القاعة ‪ ،‬فضحك الطالب الباقون اصحاب المساحات ‪ ،‬وهنا قال لهم‬ ‫المدير ‪ :‬يلال ويالدي طلعوا مساحاتكم وامسحوا هاي الشخابيط من الحائط‬ ‫اما نحن فقال لنا اذهبوا الى الساحة وذهبنا فعال واستمتعنا بوقتنا فيما بقي‬ ‫الخبثاء اصحاب المساحات يمسحون الجدران بعد ان اغلق المدير الباب‬ ‫عليهم من الخارج ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫شعر‬ ‫سالمٌ مِن األطفال‬ ‫اسماعيل خوشناو‬ ‫أيا قلم‬

‫ت ْاإل ْقتراب‬ ‫أ َما َعز ْم ِ‬

‫ْ‬ ‫يوم‬ ‫هل سا َل َ‬ ‫منك في ٍ‬

‫ِل َما رأيتُهُ ْاآلنَ‬

‫ْ‬ ‫سيقت إلى ُرؤيتي‬ ‫ما‬ ‫ُمعجزة ٌ ِمنَ ْال ِق َيم‬

‫سنَ ْنوي بَ ْد َء ْاإل ْعتِكاف‬ ‫َ‬ ‫س ُح ِم ْن ذا ِك َرتِنا ْال َمنام‬ ‫ون َْم َ‬

‫ْرف أنَّ َك ْال َوفي‬ ‫أع ُ‬

‫يوم رأَيْتُ ْالعَ َجبْ‬ ‫ْال َ‬

‫لوالك في عالَ ِمنا‬ ‫َ‬ ‫لَبَغى ْال َجه ُل وا ْنتَقَم‬

‫َربي ٌع َح َّل ها هُنا‬ ‫في ُك ِّل ِشب ٍْر ْ‬ ‫هار‬ ‫أز ٌ‬

‫الم سا َدنا‬ ‫ع ْق ٌم ِمنَ ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫س ِ‬ ‫َعتَبَةُ واقِ ِعنا‬

‫أطفا ٌل قَ ْد نَ َحتُوا‬

‫ق ْد ملَّ ْ‬ ‫ت ِم ْن تِ ْل َك ْاألنغام‬

‫قريبا ً ِم ِنّي لُغةً‬

‫َّاك َعنِّي يا زَ َمن‬ ‫إي َ‬

‫غير التي َع ِه ْدناها ‪:‬‬ ‫َ‬

‫ساع ِة‬ ‫ب ال َّ‬ ‫قار ُ‬ ‫َع ِ‬

‫ب‬ ‫سقَينا التَّ َع ُ‬ ‫ص َ‬ ‫قَ ْد َ‬ ‫و َم َحونا قَ َداسةَ‬

‫غاز ُل عيونَنا‬ ‫تُ ِ‬

‫ِم ْن سِحْ ِر ما رأَيتُهُ‬ ‫ت خ َّ‬ ‫قَ ْد َعفَ ْ‬ ‫ار‬ ‫َط ْال َم َد ِ‬

‫سالم‬ ‫ُك ِّل َم ْن يَدَّعي ال َّ‬

‫صبَ ْ‬ ‫ت َم ْقعَ َدها على ْال ِق َمم‬ ‫ونَ َ‬ ‫أيا حمامةَ ْالو ِّد‬

‫تين اجْ تَمعُوا‬ ‫ص ٌ‬ ‫ِ‬ ‫غار ِم ْن لَ ْه َج ِ‬ ‫ب‬ ‫تَتَداو ُل َبينَ ُهم لُ َع ٌ‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫أموا َج لُغَ ٍة‬ ‫يُ َر ِّددُونَ ْ‬ ‫ال َدهري َر َماني بها يوما ً‬

‫ص ُد َحركاتِهم‬ ‫وأر ُ‬ ‫سهام‬ ‫ِمثْ َل ال ِ ّ‬

‫وال التَّفا ُؤ ُل َم َّرة ً‬

‫وأجْ ع ُل هذه ْالفَتْرةَ‬

‫باب أمانينا ِبا ْن ِتظام‬ ‫َد َّق َ‬ ‫ض ِحكٌ‬ ‫َد ْغ َدغَةٌ و َ‬

‫صغائي‬ ‫و ْقفا ً على إ ْ‬

‫ب ْ‬ ‫وأخذٌ و هات‬ ‫ي و لَ ِع ٌ‬ ‫َج ْر ٌ‬

‫ْ‬ ‫هل أ ْف َه ُم لُغَتَ ُهم‬ ‫لي ِمثْ َل ما ل ُهم بِالتَّمام‬ ‫أ ْم َ‬

‫ْ‬ ‫ت‬ ‫واألصا ِب ُع ِب ْاإلشار ِ‬

‫ب قَ ْد أتَوا‬ ‫ِ‬ ‫أم ْن َك ْو َك ٍ‬

‫َدوما ً قِيام‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ف على ْال َّك ِ‬ ‫وال َك ُّ‬ ‫ف ألحانَ ْالحياة‬ ‫تعز ُ‬ ‫ِ‬

‫بدأتُ ال أ ْفه ُمه ُم‬ ‫على حاف ِة َّ‬ ‫ق‬ ‫الطري ِ‬ ‫قَ ْد نَثَ ُروا ُحروفَ ُهم‬

‫وصيا ُح ْالفَ ْرح ِة‬ ‫تمأل ُ َمآقيهم‬ ‫ْ‬

‫أبْجديةَ ُم ْفرداتِهم‬ ‫سالم‬ ‫ُحبٌّ ‪َ ،‬م َو َّدة ٌ ‪َ ،‬‬

‫ْ‬ ‫صبَ َح ْ‬ ‫ت‬ ‫واإلبْتسامةُ أَ ْ‬

‫أيا أبي أما كانَ ِمنَ ْال َحتْ ِم‬ ‫أرى نوراً كما َل ُهم على َد ْربي‬ ‫لو َعلَّ ْمتني ِمثْلَ ُهم‬

‫أ ْه َل ِ ّ‬ ‫الزمام‬

‫ل ُك ْنتُ ْاآلنَ بَينَ ُهم‬

‫صلةً‬ ‫س ُم على َ‬ ‫سأر ُ‬ ‫ي ِم ْق َ‬ ‫شفَت َّ‬

‫سالم‬ ‫ِم ْن ُر َّوا ِد أه ِل ال َّ‬

‫ى ِألسامي ِهم‬ ‫ُمس ّم ً‬ ‫صب ُحوا ِلغيرهِم‬ ‫وأ ْ‬

‫ي ُم َد َّرجا ً‬ ‫وأ ْن ِحتُ‬ ‫َ‬ ‫تحت عين َّ‬

‫‪34‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫سيد العطاء‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫أواكب الجحيم‬ ‫على قدم وساق‬ ‫ألنك في ذات رحيل‬ ‫أدمنت الغياب‬ ‫وكفنن من أشواق‬ ‫التنفك تورق وتزهر‬ ‫وتصب في حلقوم الحياة‬ ‫كأسا من الفقد المدمى‬ ‫بحسرة التنمي‬ ‫األ ليت الوداع ‪...‬‬ ‫( نقطة وانتهى )‪...‬‬ ‫إنه نوع من الوداع‬ ‫الذي يبدأ مسيرا حالكا‬ ‫بعد اإلنتهاء‬ ‫وأكون أنا الدروب‬ ‫المعبدة بالذكريات‬

‫‪35‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وإليك روحي‬

‫وأفقا إليه أعشق الرحيل‬

‫تواظب فن المسير ‪...‬‬

‫وقبرا فيه أخلق‬

‫مسير أبدي الطابع‬

‫كما أريد‪..‬‬

‫محفوف بلال لقاء‬

‫فيه تراقصني أحالم‬

‫وأعلم علم اليقين‬

‫خطناها منذ بزوغ الحب‬

‫حقيقة هذا القدر‬

‫في خافقينا‬

‫وأوافيه حقه من‬

‫ورميناها على ظهر الغد ‪...‬‬

‫ي‬ ‫الط ّ‬ ‫في أدراج التجاهل‬

‫فال تكن جني الطابع‬ ‫جنوني القسوة‬

‫حقيقتي الوحيدة‬

‫مالئكي المرور‬

‫أنت‬ ‫‪َ ...‬‬

‫وهات منك شيئا‬

‫وما خالها محض سراب‬

‫من عود المحال ‪..‬‬

‫نبضات في معصم الصدفة‬

‫ألوقد شرارة‬

‫شهقات في عنق األموات ‪...‬‬

‫من حسن الختام‬

‫وتبقى رغم الغياب‬

‫وأتبارك بالبذخ ‪..‬‬

‫سردبا من جمال‬

‫يا سيد العطاء‬

‫‪36‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫عالم المرأة‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫حنونة هي القهوة‪ ،‬حين تق ّدم‬ ‫لنا روحها في سبيل مزاجنا‬ ‫رشفةً رشفه‬

‫‪37‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪38‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪39‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫كاريكاتير عراقية‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪40‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫شاعر من الموصل‬ ‫باسل عبد اهلل الكالوي‬ ‫( ‪ 1959‬ــ‬

‫)‬

‫اعداد ‪ :‬ماجد حامد الحسيني‬ ‫ولد الشاعر الموصلي باسل عبد هللا الكالوي في مدينته الموصل عام ‪1959‬‬ ‫وبالتحديد في حي الثورة ‪.‬‬ ‫تعرفت على الشاعر باسل عبد هللا عام ‪ 1974‬حينما توجهت لي دعوة من‬ ‫قبل اللجنة االتحادية في اعدادية تجارة الموصل والتي كان مقرها في منطقة‬ ‫الدواسة داخل في الجهة القريبة من مكتبة االوقاف وكنا نجلس في كازينو‬ ‫السياحية داخل حديقة الشهداء مع مجموعة شابة من المثقفيين ‪.‬‬ ‫باسل عبد هللا الكالوي خريج اعدادية تجارة الموصل مارس الشعر منذ كان‬ ‫عمره ‪ 16‬سنة اول نص نشر له في جريدة المرفأ البصرية عام ‪. 1976‬‬ ‫نشر العديد من قصائده في مجلة نزوى العمانية بين اعوام ‪ 1998‬ـ ‪2005‬‬ ‫وكذلك في الصحف والمجالت العراقية والعربية ‪.‬‬ ‫صدر له ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تبجحات ‪ ،‬مجموعة شعرية عام ‪ 2005‬عن اتحاد الكتاب العرب ‪،‬‬ ‫دمشق ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫االعالن عن طيور بحرية ‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫نساء جميالت ‪ ..‬نساء كاألحالم ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫الغجر‬ ‫العبو شطرنج‬

‫ليلة ما‬

‫بيادقهم ‪ :‬النار والحجارة‬

‫يا ليالي الشتاء‬

‫الليالي الراقصة والشواءات ‪،‬‬

‫أنت أيتها الليالي الصافية‬

‫المروج الواسعة الخضراء‬

‫ذات النجوم المتأللئة‬

‫!والدروب التي ال تنتهي‬

‫ها أنا وحيد في الشارع‬

‫شاههم‪ :‬هو الحرية‬

‫أقطع المدينة الى النهر العتيق‬

‫التي ال تهزم أبدا!‬

‫ألهمس إليه‪:‬‬

‫المرح*‬

‫‪-‬آه أيها الصديق‬

‫آن للبكاء فينا‬

‫إنها هناك‬

‫أن يجف‬

‫وأنا هنا‬

‫فقد مر رتل الصبايا‬

‫وليس ثمة أمل‬ ‫فقط ذلك الحزن الهاديء‬

‫عبر المرج‬ ‫ودخل الغابة البعيدة‬

‫والعميق‬

‫وها نحن الشيوخ‬

‫الذي يأكلني !‬

‫والجوابون‬

‫النهر‬

‫والغرباء‬

‫النهر فتى شجاع‬

‫نسقط صرعى‬ ‫فوق أرض هللا الفسيحة!‬

‫‪42‬‬


‫ضيف العدد‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫اعداد‪ :‬د‪43 .‬احمد ميسر‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫السالم عليكم ست ليلى يشرفنا في مجلة زهرة البارون االلكترونية ان‬ ‫نجري هذا الحوار مع قائدة فريق قادة ليلى للمحبة والسالم‬ ‫ويسرنا ان نبتدئ الحوار بالطلب من حضرتك اعطاء نبذة عن سيرتك‬ ‫الشخصية لتعريف السادة القراء بقائدة هذا الفريق االبداعي المتميز ؟‬ ‫وعليكم السالم ورحمة هللا وبركاته‬ ‫انا التدريسية (مدرس مساعد) ليلى يونس صالح المولى ‪ ،‬استاذة الفلسفة‬ ‫اليونانية السياسية في كلية االداب ‪ ،‬جامعة الموصل‬ ‫عملت لحقوق النازحين من اهالي نينوى على مدى ست سنوات وبجهد ذاتي‬ ‫وتطوعي ‪ ،‬هدفي مساعدة الفقراء واالرامل واليتامى ولذلك كنت قائدة ألكثر‬ ‫من فري ق تطوعي ومن ثم أسست فريق ليلى للمحبة والسالم لصنع الطالب‬ ‫القادة في جامعة الموصل‬

‫كيف ومتى خرجت فكرة انشاء الفريق للنور ؟‬ ‫خرجت هذه الفكرة بعد رحلة قمت بها الى جامعة الكوفة مع ‪30‬طالبآ‬ ‫اسميتها رحلة المحبة والسالم وعند عودتنا نضجت فكرة صنع القادة‬ ‫واالستمرار بالمشروع‬

‫‪44‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ماهي اهم النشاطات التي قام بها الفريق في كل من جامعة الموصل ومحافظة‬ ‫نينوى يرجى ذكرها وفق تسلسلها الزمني ؟‬ ‫رحلة المحبة والسالم بتاريخ ‪2019/4/15‬‬ ‫مبادرة خذ وردة وساعد فقير لمساعدة اهاالي الجانب االيمن‬ ‫اغاثة المشروع اعاله لاليمن‬ ‫مبادرة رسائل المحبة والسالم‬ ‫مبادرة اهداء الكتب الخاصة بالقادة الى المكتبة المركزية‬ ‫مبادرة فرحة العيد اليتام االيمن‬ ‫مبادرة عيدكم عيدنا في المثنى‬

‫ماهي اهم النشاطات والفعاليات التي قام بها الفريق في باقي الجامعات‬ ‫والمحافظات العراقية االخرى يرجى ذكرها وفق تسلسلها الزمني ؟‬ ‫قامت قائدة الفريق بالقاء دورة تدريبية عن المخدرات االلكترونية في جامعة‬ ‫الحمدانية باالضافة الى كليات جامعة الموصل المختلفة بصحبة الفريق القادة‬ ‫وايضآ تم القيام بفعاليات رياضية وفنية في جامعة الكوفة في النجف االشرف‬ ‫وفي النية القيام بذات الفعاليات في عموم محافظات العراق‬

‫‪45‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫هل باالمكان ذكر اهم الصعوبات والعراقيل التي واجهت الفريق اثناء قيامه‬ ‫بنشاطاته بدء من فترة انشائه ولحد اليوم ؟‬ ‫هناك بعض العراقيل الخاصة بالتنقل واالجتماعات كون ان الفريق من‬ ‫محافظات مختلفة واقضية ونواحي من دهوك وكربالء واربيل وبعشيقة‬ ‫والرشيدية وهذا مايجعلنا نعاني من مسألة الحضور لكامل الفريق في مواعيد‬ ‫ثابتة‬

‫ماهي اهم الطوحات واالمال التي يعمل عليها الفريق مستقبال ؟‬ ‫اهم طموحات الفريق ان يكبر الفريق ويصبح له شأن وموقع خاص ع ارض‬ ‫الواقع مما يتيح لنا االلتقاء بجميع من يحتاجون دعمنا ومساعدتنا ونأمل ان‬ ‫تكون لنا كلمة مسموعة في الوزارت للوصول الى حلول لمشاكل العامة من‬ ‫الفقراء‬

‫‪46‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫كلمة اخيرة توجهينها للسادة القراء والعالم ؟‬ ‫نتمنى من الجميع دعمنا على مختلف االصعدة ولو بكلمة طيبة الننا بحاجتها‬ ‫احيانآ لكي نتطلق بشكل اقوى وافضل خدمة للجميع‬ ‫وشكرا ألسرة تحرير المجلة والدكتور احمد ميسر واألستاذ البارون االخير‬ ‫محمود صالح الدين دمتم رائعين والتوفيق للجميع ونحن في خدمة الجميع‬

‫شكرا جزيال ست ليلى على هذا الحوار المتميز كتميز افكار ونشاطات‬ ‫شخصكم الكريم وفريقكم االبداعي‬ ‫تمنياتنا لكم بدوام الموفقية والنجاح‬

‫‪47‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫أقالم شابة‬ ‫معزوفة صراع العروش‬ ‫حيدر قاسم‬

‫سرنا بخطوات تجمع مابين السرعة تارة والبطء تارة اخرى ربما يعطي‬ ‫تبدل سرعة الخطوات وتناقضها على مايختلج في نفوسنا انذاك من تقلب‬ ‫وتناقض مرده حالة التردد التي تصف تفاصيل عالقتنا منذ البدء و ما يزال‬ ‫لدينا البعض مما تبقى من نسائم الربيع الذي نوى على الرحيل و عزم على‬ ‫توديعنا‪.‬‬ ‫شعرك برقة‪ ،‬و يا غضبي و اسفي من ذلك‬ ‫تلك النسائم العذبة التي داعبت‬ ‫ِ‬ ‫الهواء الذي فاز بمداعبة هذا الشعر االسود الطويل‪...‬‬ ‫ارتقينا على احد الجبال لكني الحظت انك هذه المرة لم تعاني ِمن فوبيا‬ ‫صالبتك الظاهرية فتنهارين على الفور‬ ‫ماتكسر‬ ‫المرتفعات التي كانت دائما‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫‪48‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وتداهمك بسرعة البرق الرغبة بالبكاء نتيجة الضيق والرعب الذين يسببهما‬ ‫لك هذا النوع من الفوبيا‬ ‫ت هذه المرة في غاية التماسك وانت معي شعور واضح باالمان عفى‬ ‫كن ِ‬ ‫على ماكان يظهر منك بين الفينة واالخرى من مشاعر خوف او احراج‬ ‫مردها شعورك السابق بالتردد‬ ‫هناك في قمة ذلك الجبل ثمة مقعدان و آلتان موسيقيتان ‪ ،‬جلسنا بشوق ولهفة‬ ‫مبتدئين حفلنا الخالي من الجمهور اال اللهم ذلك القمر الذي ينير وجوهنا‬ ‫و كأنهُ يترقب ويتوقع االستمتاع بتفاصيل عزف حفلتنا المبدعة‬ ‫جلسنا متقابلين نتبادل ضحكاتنا الراكزة و عيوننا تتبادل نظرا ٍ‬ ‫ت نغرف منها‬ ‫ما اهدره الشوق من الوقت كان يقسو بلحظاته على حنايا قلوبنا‬ ‫ابتدينا حين امسكت قبضاتنا باحكام آلة السيلو انطلقت اول النوتات بايقاع‬ ‫هادىء يتفجر صداه في األفق كنا صامتي االفواه تركنا الكالم لنغمات الحاننا‬ ‫لتقول ماعجزت عن قوله االفواه‬ ‫احاسيسنا بأسرها حكاها السيلو نيابة عنا‬ ‫في الفصل االول من العزف كان السيلو هادئا ً دافئا ً‬ ‫يحكي عن اول حديث و ثرثرة دارت بينننا‬ ‫حكى عن اول ( مرحبا ) قلتيها لي و اول رد مني ب ( مراحب )‪.‬‬ ‫ايقاع العزف يعلو رويداً رويداً كما علت عالقتنا و ارتقت‬ ‫عزفك المتقن رغم ماتخلله بين الحين واالخر من ارتباك ذكرني بارتباك‬ ‫ِ‬ ‫البدايات و الخشية من المجهول الذي نحبه ونخشاه في ذات الوقت فهو قد‬ ‫يحمل لنا بين طياته اعظم المسرات او افدح المضرات‬ ‫حاولت جهد استطاعتي ان يكون عزفي بالمقابل متناغما ومواكبا لنوتات‬ ‫عزفك فتسألت بحرقة يصحبها شئ من لذة وتفكر ياترى ماهو سر ذلك‬ ‫الهوى الذي وقع في خلجات نفسي و تسبب بهذه النبضات الجديدة لقلبي‬ ‫المختلفة عن عن نبضاته السابقات في عوالم الغزل و الوله و الهيام‬ ‫او ربما كان عزفي ذلك استدراكا لكلمات احول ايصالها اليك انطقها للمرة‬ ‫االولى نسينا او تناسينا قولها سابقا ربما كانت لغة الموسيقى ال الكالم هي‬

‫‪49‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ماكان ينقصنا في عالقتنا ففيها يكمن احد مفاتيح الغاز واحجي قصتنا فلغة‬ ‫الموسيقى جرئية ومباشرة اما لغة كالمنا فاحدى سماتها التردد وهل ثمة‬ ‫ماهو بائس في العالقات اكثر منك ايها التردد كان الصخب عنوان عزفنا‬ ‫الثاني في معزوفتنا االسطورية الواقعية هذ ِه ذلك العزف الصاخب ان دل‬ ‫على شئ فربما يدل على نبرة الغضب الذي كان لصيقا بشخصيتك كظلك‬ ‫حاحبيك المعقودين واحمرار‬ ‫استذكرت وانا اصغي لهذا العزف الصاخب الى‬ ‫ِ‬ ‫خديك مصحوبين بحركة رأسك المتأرجحة تارة لالمام وتارة للخلف وما‬ ‫لشعرك الغجري االسود الطويل‬ ‫ينجم عن ذلك من واضطراب وتموج‬ ‫ِ‬ ‫ليغطي كامل وجهك حين تقدمين رأسك الى االمام ويرتد ليرتمي الى الخلف‬ ‫حين تعودين برأسك الى الوراء و يداك الممتلئتان ناصعتا البياض تلعبان‬ ‫على السيلو بسرعة فائقة احسست وكأنني ادخل في منافسة معك بالعزف‬ ‫اعك السريع‬ ‫الضطراري لمزامنة ايق ِ‬ ‫هذا الصخب و االرتفاع من حدة العزف ينم عن حالة عتاب و شجار و جدال‬ ‫و سوء فهم يدور بيننا االن عزفيا بعد ان حاولنا جاهدين تجنبه سابقا على‬ ‫ارض الواقع‬ ‫لكننا مالبثنا ان ترجعنا الى لغة عزف هادئة في محاولة منا لختم معزوفتنا‬ ‫الموسيقية والحياتية بهدوء علنا نصل الى حالة سالم داخلي ولو مؤقت يكون‬ ‫بمثابة استراحة محارب لكلينا‬ ‫استأنفنا العزف بلغة تشي بنيتنا للبدء بمرحلة مختلفة عما سبق تغلب عليها‬ ‫الرغبة المتبادلة بالتسوية وتصفية الملفات العالقة والشائكة بعيدا عن اي‬ ‫فرصة لالضطراب والكدر انهينا الحفل و القمر الضيف الوحيد فيها يصرح‬ ‫باعجابه و بانارة اكثر كأنها ابتسامة اعجاب و رضا على هذا االبداع‪...‬‬ ‫نعم هي (الموسيقى غذاء الروح) قالتها بحزم‬ ‫اجبتها بحزم ممزوج بمحبة اكبر دعي هذ ِه المقولة على جنب فقد اصبحت‬ ‫ارواحنا هي الغذاء للموسيقى حين عزفنا معزوفة صراع العروش‪..‬‬ ‫هي كلمتان‬ ‫صراع‬ ‫العروش‬

‫‪50‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫تدب في داخلي‬ ‫دعي الصراع لي النني مفعم باالماني و الهواجس التي ُ‬ ‫لك عروشا ً لتتربعي عليها وسط هذا الفؤاد‬ ‫لك العروش‪ .‬شيدت ِ‬ ‫سأترك ِ‬ ‫يكفيك عرش واحد يمكنه ان يكون الئقا بمقامك‬ ‫إلنني على يقين بانه لن‬ ‫ِ‬ ‫لك عروش و عروش‪..‬‬ ‫يجب ان يكون ِ‬ ‫لكن وقبل ان استرسل في اكمال حديثي الموسيقي واتمكن من اخراج كل‬ ‫مافي جعبتي من شوق جارف للبوح والحوار تفاجأتُ بالشمس التي تسللت‬ ‫اشعتها من نافذتي و ستارتي ‪ ..‬كاللص المحترف لتحرق جفوني‬ ‫ص ِعقتُك باستيقاظي من‬ ‫وتجبرني على ان افتح عينا ً دون االخرى حتى ُ‬ ‫حلمي االجمل الصطدم بواقع مرير يفصلني عن ذلك الحلم االستثنائي‬ ‫حاولتُ العودة لسبا ٍ‬ ‫ت اطول علني اتمكن من معاودة العيش في رحاب ذلك‬ ‫الحلم مرة اخر‬ ‫لكن و اسفاه‬ ‫فاالحالم حين ترحل ال تعود و ال نستطيع الذهاب اليها بارادتنا‬ ‫نهضتُ من فراشي على مضض متخما بشعور الخيبة والصدمة الضطراري‬ ‫لمعاودة العيش في ظالل قتامة واقعي اليومي المعاش على مضض لكنني‬ ‫خرجت من ذلك الحلم الكتب لك بحكمة وقناعة تامتين‬ ‫لك‬ ‫صبا ُح ِك‬ ‫انيس ِ‬ ‫ٌ‬ ‫اسمك يا انيسة‬ ‫كما هو‬ ‫ِ‬

‫‪51‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫جرعة أمل‬ ‫مريم عبد الناصر‬

‫ما أحمله اليوم من طيبة قلب و حسن نية هو نتاج تربيتها ‪...‬‬ ‫مرت ست سنوات على زواجنا ‪..‬ال أخفي عليكم ان الخوف بدأ يتسلل إلى‬ ‫قلبي ‪..‬و هو شيء طبيعي ال سلطة لي عليه‪. .‬فيما كان زوجي هادئا جدا‬ ‫لكنني أعلم أن داخله يحترق شوقا لشعور األبوة لكنه ال يظهر ذلك لكي ال‬ ‫يحزنني ‪..‬رغم أن كالنا ال يعاني من أي مشاكل صحية إال أن الجميع من‬ ‫طرف عائلة زوجي يقول بثقة بأنني أنا المريضة فالرجل كما يقولونها دائما‬ ‫" ال يعيبه شيء " ‪..‬بدأت الضغوطات تشتد علي ‪..‬أمه ال تتردد في كل مرة‬ ‫تزورنا فيها في الحديث عن جارتهم ذات الخمس و العشرين سنة صاحبة‬ ‫الخلق الحسن و الجمال و النسب ‪..‬في محاولة منها للفت إنتباه زوجي إليها‬

‫‪52‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫!! ما جعلني أسألها في إحدى المرات التي كنا فيها على انفراد و فتحت هي‬ ‫الموضوع الخاص بجارتهم هذه ‪ " ...‬ما األمر يا خالتي ؟! ماقصة هذه الفتاة‬ ‫! انت تتحدثين عنها في كل مرة تزوريننا فيها هل هناك شيء ؟ "‬ ‫إحتضنتي حينها ثم أمسكت بيدي و قد إمتألت عيناها دموعا " عزيزتي‬ ‫‪..‬انت فتاة طيبة و انا احبك كثيرا و اقسم بأن حبي لك ال يختلف عن حب أم‬ ‫إلبنتها ‪..‬‬ ‫إنني أكبر و أشيخ يا إبنتي و أنا لم أرى أطفال إبني بعد ! ‪...‬لم اهنأ عليه‬ ‫كباقي األمهات ‪..‬هو حزين و انت تعلمين ذلك فقط هو بارع في إخفاء حزنه‬ ‫لكن قلبه يحترق ‪"..‬‬ ‫ أجبتها بخيبة أمل و عينان تذرفان دمعا " إن هو وافق على الزواج منها‬‫يا خالتي فأنا ال أمنعه ولن اقف في طريقه بل سأبارك زواجه و أكون سعيدة‬ ‫جدا ‪..‬أطفاله سيكونون بمثابة أطفالي أيضا ‪..‬و انا تهمني سعادته "‬ ‫إحتضنتني و قبلتني كثيرا ‪..‬كنت أعلم شعورها جيدا ‪..‬و ال ألومها مطلقا‪...‬‬ ‫بعد ان علم زوجي بفكرة أمه رفضها رفضا تاما و غضب مني كثيرا عندما‬ ‫طرحت عليه انا الفكرة ايضا !! ‪..‬لتأتي أمه بعد أسبوع بوجه غاضب إلى‬ ‫منزلي ثم قالت لي بالحرف الواحد " ال شك أنك سحرته أيتها المشعوذة ‪..‬لقد‬ ‫فقد إبني بصيرة عقله بسببك !! كيف لم انتبه لهذا من البداية ‪..‬قام بخطبتك‬ ‫رغم كبر سنك و تزوجك ثم يرفض ان يتزوج أخرى غيرك رغم انك‬ ‫تحرمينه من أبوته ؟! األمر واضح انت مشعوذة ‪.. "..‬قلت سابقا بأن ما‬ ‫أسمعه من الناس ال يأثر بي مطلقا لكن كلماتها ظلت ترن بأذني و تتردد‬ ‫بذهني ‪..‬كلمات ها اضعفتني و جعلتني ابكي ‪..‬كم كانت قاسية تلك الكلمات !!‬ ‫خصوصا انها صدرت من احب الناس لي ‪..‬‬ ‫عاد زوجي و لم اخبره شيئا ‪..‬كنت ابتسم بوجهه كعادتي ‪..‬ال اريده أن يحمل‬ ‫حقدا ألمه أو يغضب منها ابدا ‪..‬‬ ‫ظلت والدته تقنعه بفكرة الزواح لكنه ظل يرفض و حتى انا رغم حبي له و‬ ‫رغم كون فكرة زواجه من اخرى قاسية علي لكنني ال اتردد في طلبها منه‬ ‫و يقابلني بالرفض كل مرة قائال " أنت هي إبنتي و انا أشعر باألبوة معك‬

‫‪53‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫‪..‬فرجاءا ال تكرري هذا الحديث مجددا ‪..‬أطفالي ال أريد لهم أما غيرك ؟!!‬ ‫‪..‬سيكون هناك أطفالنا قريبا أين صبرك ؟ "‬ ‫كانت كلماته تعيد لي األمل كل مرة ‪..‬كلماته المشفية تقف في مواجهة كلماتهم‬ ‫المميتة ‪...‬صبرك يا رب ‪.‬‬ ‫مرت اليوم ثمان سنوات لم أتوقف فيها عن الدعاء يوما واحدا فاإلستجابة‬ ‫تأتي بعد إلحاح فال تستسلموا ‪...‬كنت أشعر بالدوار كثيرا و ال أحتمل رائحة‬ ‫المأكوالت و معدتي ال تتقبل أي شيء أضعه بها و الصداع يالزمني ‪..‬و‬ ‫عندما وصفت األعراض التي أعاني منها ألمي ‪..‬أجابتني بصوت مستبشر‬ ‫" علك حامل يا ابنتي !! '"‬ ‫ال أخفي عليكم أن فرحتي بكلمات أمي هذه كانت أعظم فرحة لي ‪...‬و بعد‬ ‫النتيجة االيجابية لكاشف الحمل أخبرت زوجي باألمر دون أن احسب حسابا‬ ‫بانها قد تكون مجرد توقعات ‪..‬زرت الطبيب هذا الصباح لينفي لي فكرة‬ ‫حملي و ان ما أعاني منه هو القولون العصبي سببه ضغوطات نفسية ‪...‬‬ ‫أيقظني من شرودي الذي غصت فيه زوجي وهو يدخل المنزل ‪..‬‬ ‫" تعالي لقد أحضرت الكثير من األشياء ‪"..‬‬‫قمت ألستقبله فوجدته يحمل أكياسا كثيرة " ما هذا ؟ "‬ ‫أخذ يفتح األكياس الواحدة تلو األخرى و يخرج منها مالبسا و لعبا يبدو أنه‬ ‫إشتراها لطفلنا الذي إعتقد انه ببطني ‪...‬‬ ‫نظرت إليه في دهشة و قد إنقبض قلبي و أنا أراه بهذا الشكل ‪..‬‬ ‫" اليهمني ان كانت طفلة او ولدا لقد احضرت مالبسا و العابا لكال الجنسين‬ ‫‪..‬ليست خسارة ربما نرزق بأخواتها او أخواته الحقا أيضا ‪..‬و ان اكتفينا‬ ‫بواحد سنصدقهم ألحدهم ‪.. "..‬‬ ‫بقيت متجمدة مكاني انظر إليه و عيناي تذرفان دمعا على حالته‪...‬كيف افسد‬ ‫فرحته !؟ أال توجد بقلبي ذرة انسانية ؟ كيف اخبره انني لست حامال يا ترى‬ ‫‪...‬اقترب مني و قد غابت ابتسامته " ما األمر ياعزيزتي ؟ "‬ ‫احتضنني فانهارت قواي و صرت ابكي " آسفة انا لست حامل الطبيب نفى‬ ‫األمر هذا الصباح ‪"..‬‬

‫‪54‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ اجابني بثقة " ال بأس و لم البكاء ؟ ‪..‬سنخبؤ هذه االشياء لوقت الحق ‪"..‬‬‫كنت اعلم انه رغم ثقته هذه و امله إال أنه حزين جدا ‪..‬كنت اشعر بأنني‬ ‫خذلته !!‬ ‫مرت ثالثة اشهر بعدها ‪..‬لم ازر فيها الطبيب يوما‪..‬لكنني كنت كل ليلة أزور‬ ‫طبيبي الذي في السماء ‪..‬ربي الذي ال يعجزه داء ‪...‬كنت اقف بين يديه‬ ‫ادعوه بثقة و لم أمل يوما من الدعاء بل على العكس كنت كلما ادعو ارغب‬ ‫في الدعاء اكثر بين يديه ‪..‬كنت اشكو همي إليه ال لغيره ‪..‬‬ ‫استيقظت صبيحة ذلك اليوم بعد مرور ثالثة اشهر‪..‬كنت قد بدأت االحظ‬ ‫انتفاخا غير معتاد لبطني ! لكنني رجحت ان األمر قد يكون بسبب القولون‬ ‫العصبي الذي اخبرني عنه الطبيب المرة الماضية لذا لم اعر األمر أي اهتمام‬ ‫بعدها بشهر الجميع الحظ انتفاخ بطني ‪..‬اقترح علي زوجي زيارة الطبيب‬ ‫عله خيرا ‪..‬االمل لم يفارقنا يوما بل كنا كل يوم نزداد امال ‪..‬و فعال أخيرا‬ ‫بعد ثمان سنوات أنا حامل ‪..‬أخبرتني الطبيبة بأنه مضى على حملي أربعة‬ ‫اشهر كاملة و احتارت كيف لم اتفطن لألمر ؟ اخبرتها بأنني زرت الطبيب‬ ‫من قبل و نفى لي امر الحمل " ربما كان هناك خلل بجهاز التصوير فقط "‬ ‫لكنني كنت واثقة بأنه ال شيء يحدث عبثا ‪..‬كل شيء له حكمة ‪...‬ربما هللا‬ ‫أراد أن يختبر صبرنا اكثر ‪....‬و أخبرتني بأنني أحمل توأمين فتاة وصبي‬ ‫‪ ..‬اخبرت زوجي و اكدت له األمر هذه المرة‪ ..‬عدنا للمنزل ‪..‬اتذكرون تلك‬ ‫األكياس التي اشتراها من قبل كانت تحمل مالبس لكال الجنسين ‪..‬و ها أنا‬ ‫أرزق بفتاة و صبي فعال !! ‪..‬حاشاه هللا ان يضع أمال‬

‫‪55‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫مسك الختام‬ ‫الكذبة الكبرى‬ ‫السالم من أجل االزدهار‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫ابتكر خبراء العالقات العامة عنوانا ً‬ ‫ظريفا‬

‫هو‬

‫(السالم‬

‫من‬

‫أجل‬

‫االزدهار) ‪ ،‬يعقد في ‪ 25‬و‪ 26‬يونيو‪/‬‬ ‫حزيران المقبل في العاصمة البحرينية‬ ‫المنامة ‪ ،‬برعاية‬

‫الواليات المتحدة‪،‬‬

‫وبحضور إسرائيل التي رحبت بالدعوة‪،‬‬ ‫والتي اكتملت أركانها باستثناء أمر‬ ‫بسيط هو أن الفلسطينيين الذين هم‬ ‫موضوع‬

‫تلك‬

‫(الورشة)‬

‫والذين‬

‫سينعمون بعدها بـ(السالم من أجل االزدهار) لم يقبل أحد منهم الحضور‪.‬‬ ‫إن إدارة الرئيس األمريكي دونالد ترامب زعمت أنها تريد السالم‪ ،‬وأن‬ ‫صفقة القرن هي األداة للوصول إلى السالم‪ ،‬إال أن اإلدارة األمريكية مع‬ ‫إسرائيل ضد الفلسطينيين‪ ،‬وفي إسرائيل حكومة متطرفة يواجهها من‬ ‫الفلسطينيين سلطة ال تملك أي سلطة في مشروع الحل األمريكي‪-‬اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫والن ترامب أخرج القدس من عملية السالم بإعالنها عاصمة إسرائيل‪،‬‬ ‫وأوقف المساعدات للمؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية‪ ،‬ووضع‬ ‫ا لفلسطينيين تحت سيطرة إسرائيل لذا اليمكن الوثوق به وبتصريحاته‪.‬‬ ‫المفارقة هي أن الصفقة‪ ،‬التي يُفترض أنها خريطة طريق للوصول إلى‬ ‫تسوية سلمية للمشكلة الفلسطينية‪ ،‬صاغتها مجموعة صغيرة من صهاينة‬ ‫أمريكيين ُكلّفوا برسم السياسة الخارجية األمريكية ‪ ،‬هذه المجموعة يقودها‬ ‫جاريد كوشنر‪ ،‬صهر ترامب والمستشار الرئاسي‪ ،‬إلى جانب كل من الصقر‬ ‫جون بولتون‪ ،‬المستشار الرئاسي لشؤون األمن القومي‪ ،‬ومايك بومبيو‪،‬‬ ‫وزير الخارجية‪ ،‬وديفيد فريدمان‪ ،‬سفير الواليات المتحدة لدى إسرائيل"‪.‬‬ ‫أما بشأن األردن ومواقفها فهناك ضغوطات سياسية واقتصادية على االردن‬ ‫ونرى أنه يجب العمل على تجنيب األردن تداعيات الصفقة بعدم توريطه‬ ‫بواحدة من سيناريوهات الوطن البديل‪.‬‬ ‫ونعتقد أن الورشة بمثابة تمهيد لتمرير ما يعرف بـ"صفقة القرن" التي أطلقها‬ ‫الرئيس دونالد ترامب لحل الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي من خالل منح‬ ‫مزايا اقتصادية للفلسطينيين على حساب حقوقهم السياسية‪.‬‬ ‫ويمكن رؤية هذا اللقاء من منظارين‪ ،‬األول أنّه مجرد لقاء يشبه لقاءات‬ ‫سابقة‪ ،‬جرت وانتهت 'كفقاعة' ليس لها نتائج‪ ،‬سوى التغطية وإشغال‬ ‫اإلعالميين‪ .‬والثاني رؤية هذه الورشة‪ ،‬جنبا ً إلى جنب مع لقاءات يعمل‬ ‫اإلسرائيليون في الضفة الغربية‪ ،‬على عقدها مع نفر من الفلسطينيين‪..‬‬ ‫الستبدال السياسة باالقتصاد‪.‬‬ ‫أن تبرير البحرين استضافة الورشة جاء بعد أن تصاعد الجدل حول‬ ‫المؤتمر‪ ،‬وبدأت دوائر إقليمية تدفع باتجاه تصوير احتضان المنامة له‬ ‫باعتباره مشاركة بحرينية في تمهيد الطريق إلدارة الرئيس األمريكي دونالد‬ ‫ترامب لتمرير الصفقة التي تواجه اعتراضات فلسطينية من زاوية أنّها‬ ‫بمجرد امتيازات ومكاسب‬ ‫تستعيض عن الحقوق السياسية للفلسطينيين‬ ‫ّ‬ ‫اقتصادية‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬ ‫الورشة التي ستخصص لتحفيز االستثمار في فلسطين‪ ،‬ال لزوم لها قبل خلق‬ ‫بيئة استثمارية‪ ،‬وهذه البيئة االستثمارية‪ ،‬لن تنشأ من دون حل سياسي‬ ‫متوازن‪.‬‬ ‫لذا فأن الورشة "محكوم عليها بالفشل الذريع‪ ...‬ولعل بند النجاح الوحيد‬ ‫الذي ستنجزه 'ورشة' البحرين سوف يتمثل في إضافة صفحة جديدة إلى‬ ‫سجل المنامة في التطبيع مع دولة االحتالل‪ ،‬وتحقيق فوز صريح على سوابق‬ ‫[ولي العهد السعودي] بن سلمان و[ولي عهد أبو ظبي] بن زايد في هذا‬ ‫الميدان"‪.‬‬ ‫نامل ان تكون رسائل القمة العربية التي سبقت الورشة في االتجاهين‪،‬‬ ‫وبالمستوى المطلوب الذي يحاكي الواقع العربي والفلسطيني وإال سينظر‬ ‫الشارع العربي لها كمقدمة لتمرير صفقة القرن تحت غطاء المواجهة مع‬ ‫إيران‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫اعالن‬ ‫مسابقة أفضل نص شبابي‬ ‫يسر مؤسسة البارون للنشر اإللكتروني اإلعالن عن مسابقة أفضل نص‬ ‫شبابي وسوف يكون هناك جائزة وهي يكون الموضوع غالف لمجلة زهرة‬ ‫البارون وينشر على جميع مواقع المؤسسة وتشمل المسابقة جميع ألوان‬ ‫األدب والثقافة واخر موعد لتسليم النصوص ‪2019/7/10‬‬ ‫* شعر‬ ‫* مقال‬ ‫* خاطرة‬ ‫* ادب ساخر‬ ‫ويكون يكون استالم النصوص على البريد االلكتروني‬ ‫‪tzozo000@gmail.com‬‬

‫‪59‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 122‬مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪122‬‬

‫‪60‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.