مجلة زهرة البارون عدد 131

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني السنة الثالثة ‪2019 /‬‬

‫‪1‬‬

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.......................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫مع األستاذ بهنام حبابة ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.....................‬‬ ‫فلسفة البياض ‪ /‬عبد الرزاق احمد الشاعر ‪12......................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫صموناية ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪16..............................‬‬ ‫كذا وكذا وكذا ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪18..............................‬‬

‫شعر‬ ‫منارة ‪ /‬نرجس عمران ‪19..........................................‬‬ ‫أوطان تباع ‪ /‬علي مباركي ‪20.....................................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫قصة قصيرة‬ ‫صائد العصافير ‪ /‬محمد علي عاشور ‪21..........................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪23.................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫قل كردستان وال تقل شمال العراق ‪ /‬قاسم الغراوي ‪27..........‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫هام جدا ‪ ..................‬يسأل الكثير ما الذي يجري على أرض جمهورية‬ ‫فيطي من فوضى وقتل وتهجير وفساد اداري ومالي وتكمن اإلجابة في‬ ‫حكاية من التراث الموصل (( يحكى ان لص قد نزل على سطح احد المنازل‬ ‫فطلب االب من االبن الذي كان يعني من مرض ان يرتقي الى السطح ليتفقد‬ ‫ما يجري فصرخ االبن هناك لص فأجابه االب امسك به فرد االبن امسكته‬ ‫فعاد االب انزله رد االبن ال استطيع فقال االب اتركه فرد االبن هو ال يريد‬ ‫تركي )) هذا بالضبط ما حدث في فيطي فما نرى اليوم من كل الظواهر‬ ‫الشاذة في مجتمعنا هو ان الذين يمسكون بالسلطة لصوص من نوع خاص‬ ‫يمتلكون المال والنفوذ الذي ساهم في عملية إرساء سلطتهم وفي تراث‬ ‫الشعبي للعاصمة كان يحكى ان هناك أربعين حرامي ومن الطبيعي ان يكون‬ ‫لهؤالء أبناء واحفاد وعندما ترى ان عدد اللصوص ازداد اكثر من أربعين‬ ‫الف حرامي امر ال يدعو للغرابة ومن هنا نفهم ان ما يجري اليوم ليس هو‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫من ضرب الخيال او الفانتازيا انما له جذور واصول وقد يكون االمر لبعض‬ ‫االغبياء هو قضية حكم وحق مسلوب منذ زمن والغريب ان االغبياء ذاتهم‬ ‫يدافعون عن اللصوص والحمقى ويبررون لهم ويصل االمر الى اعتبارها‬ ‫مسالة كرامة ومبدأ فترى الكثير يتحدثون عن الفساد والفاسدين وعند‬ ‫االنتخابات هم ذاتهم يكونوا اداة لعودة اللصوص ذاتهم مع تغير االسماء من‬ ‫وقت الى اخر واالخرون يلزمون الصمت تحت عنوان (انا ما لي دخل بما‬ ‫يجري) كنوع من الهروب من المسؤولية والتنصل من اي نتائج كارثية وهم‬ ‫بهذا يقدم العون للفساد لالنتشار وهو ياخذ لقب شيطان اخرس كما قال رسول‬ ‫هللا (ص) وهناك فئة ثالثة الذين دور المتفرج االنتهازي في الحصول على‬ ‫المكتسبات تحت عناوين قومية وهؤالء هم المعول الذي يضرب به جدار‬ ‫الوطن ليسقط ويعتاشون على جراح الوطن وهؤالء هم من الفئات الهجينة‬ ‫في الوطن الذين ال يربطهم به اي شيء يذكر من انتماء او غيرها من تلك‬ ‫المعتقدات الوطنية ومن هنا يجب ان نفهم ان ما جرى ويجري اليوم وغدا‬ ‫هي نتائج ليست من الزمن القريب كما يظن البعض ولكن هي قضايا تراكمية‬ ‫ومدارس التفرد في فكر النظام السابق سيء السمعة اما هنا النظرة السوداوية‬ ‫للراي العام في فيطي تعمل بالمثل الذي يقول (األعور خير من االعمى)‬ ‫وهذا كفر بالمعتقدات اإلنسانية فمن حقنا ان يكون لنا حقوق فالكهرباء والماء‬ ‫والضمان الصحي بالمجان ليس من جيب احد ولكن هي حقوق المواطنة‬ ‫ولكن الراي العام اليوم يعاني من انحدار في المفاهيم الفكرية تحتاج لحركة‬ ‫تصحيحه لتعرفي المواطن البسيط في ما هو لك وما هو عليك وهذه ثورة ال‬ ‫تقل عن األهمية في ثورة االنقالبات السياسية والعسكرية والبداية تكون كلمة‬ ‫وها انا اليوم اكتبها ‪ ................‬ولهذا كتبت‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ال أعرف باحثا جادا‪ ،‬ومربيا صادقا مثل األستاذ الصديق بهنام سليم عبد هللا‬ ‫حبابة ‪،‬فقد عرفت الرجل منذ أكثر من أربعين عاما والتزال عالقتي به جيدة‬ ‫‪.‬وقد زرته في داره بالدواسة في الموصل في نيسان ‪ 2010‬بعد علمي‬ ‫بوقوعه على األرض وإصابته ببعض الكسور شافاه هللا ‪.‬ومما زاد في‬ ‫معاناته وفاة شريكة حياته قبل فترة قصيرة ولم يبق معه في داره سوى ولده‬ ‫االعزب ‪.‬‬ ‫والمعروف أن زوجته السيدة ماري وديع جرجيس ججي (‪) 2010-1938‬‬ ‫خريجة دار المعلمات االبتدائية في بغداد سنة ‪ ،1956‬وقد خدمت في سلك‬ ‫التعليم قرابة ‪ 28‬سنة معلمة للغة اإلنكليزية كان معظمها في مدرسة الفالح‬ ‫النموذجية في الموصل‪ .‬وكانت تفخر –رحمها هللا –بالعديد من تالميذها‬ ‫وتلميذاتها وقد أعانت زوجها كثيرا في عمله البحثي خاصة وأنها تمتلك‬ ‫معلومات غزيرة عن األسر الموصلية في محلتي الميدان وحوش الخان‬ ‫‪.‬وهي قريبة كل من األستاذين الموسوعيين األخويين ميخائيل عواد‬ ‫وكوركيس عواد وتفخر بانتسابهما لعائلة آل ججي فهما ولدا عم والدها‪..‬‬ ‫أبوهما حنا ججي وكان مختصا بعمل آلة العود وأطلق عليهما آل عواد وتركا‬ ‫لقب ال ججي ‪.‬توفيت مساء ‪ 13‬آذار ‪ 2010‬بعد إصابتها بمرض خبيث في‬ ‫الصدر لم يمهلها إال بضعة أيام ‪.‬‬ ‫بهنام سليم عبد هللا حبابة من مواليد الموصل بتاريخ ‪26‬مايس سنة ‪.1927‬‬ ‫درس االبتدائية بمدرسة الطاهرة والمتوسطة في "المثنى" ‪.‬وبعد اإلعدادية‬ ‫_الفرع األدبي لم يوفق في الدخول إلى دار المعلمين العالية فأنهى الدورة‬ ‫التربوية ذات السنة الواحدة_الفرع األدبي‪ .‬وخدم في سلك التعليم في ناحية‬ ‫باطنايا ‪،‬وبعدها في مدينة الموصل معلما ثم مديرا لمدرسة شمعون الصفا‬ ‫وأستمر األمر هكذا حتى أواخر سنة ‪ 1972‬الدراسية‪.‬‬ ‫عين مشرفا تربويا في أربيل بأمر وزاري سنة ‪ .1975‬وفي األول من آذار‬ ‫‪ 1982‬طلب اإلحالة على التقاعد منصرفا إلى البحث والمطالعة فكتب‬ ‫مقاالت كثيرة في بعض المجالت منها النجم‪ ،‬وبين النهرين ‪،‬ونجم المشرق‪،‬‬ ‫والمسرة (اللبنانية)‪.‬وكانت له كذلك كتابات كثيرة في جريدة الحدباء‬ ‫(الموصلية ) ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫يهوى اإلسفار والتنقل فقد زار سوريا ولبنان والقدس الشريف مرات عديدة‬ ‫ومصر وكذلك تركيا والكويت وعمان ثم روما وباريس ولندن‪ .‬وأخيرا‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية ثالث مرات حيث تسكن ابنته البكر المتزوجة‬ ‫هناك منذ ‪ .1993‬كما زار كذلك كندا حيث ابنته األخرى ستيال هاملتون‪.‬‬

‫ألف كتاب (اآلباء الدومنيكان في الموصل ‪، )2000_1750‬حيث قدم هؤالء‬ ‫الرهبان منذ قرنين ونصف خدمات متنوعة ‪ :‬اجتماعية وصحية وثقافية‬ ‫وعلمية‪ ،‬وهذا الكتاب المؤلف من (‪ 385‬صفحة) قال عنه بعض العلماء أنه‬ ‫جزء مهم من تاريخ مدينتا الموصل العريقة‪.‬قدم للكتاب الدكتور يوسف حبي‬ ‫عضو المجمع العلمي العراقي وعميد كلية بابل في بغداد قائال ان الكتاب‬ ‫يتناول مسيرة االباء الدومنيكان الذين خدموا الموصل منذ ‪ 1750‬فأنشأوا‬ ‫المدارس‪ ،‬وجاؤوا بالمطبعة سنة ‪ 1856‬واهتموا بالتطبيب وأسسوا الكليات‬ ‫والمعاهد واصدروا مجلة إكليل الورود بثالث لغان العربية والكلدانية‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫والفرنسية كما أسسوا قاعة الساعة للفنون التشكيلية ‪،‬والمركز السمعي‬ ‫والبصري في الموصل ‪.‬كما كتبت عن الكتاب وضم األستاذ حبابة ماكتبته‬ ‫في الكتاب الصفحات ‪ 338-337‬بعنوان ‪ " :‬آراء في رسالة اآلباء‬ ‫الدومنيكان " ومما قلته أن المؤرخ العراقي اليستطيع وهو يؤرخ ألسباب‬ ‫النهضة العربية في القرن التاسع عشر ان يغفل اثر اآلباء الدومنيكان‬ ‫ومجيئهم الى الموصل وقيامهم بتأسيس مطبعة حديثة ومدرسة حديثة‬ ‫ومستشفى حديث وصحافة حديثة ‪.‬هذا فضال عن اهتمامهم باللغة العربية‬ ‫وتأكيدهم على تدريسها ودراستها ‪.‬‬

‫أوشك األستاذ حبابة اليوم أن ينتهي‪ -‬وقد دخل‪-‬بحمد هللا عامه الرابع‬ ‫والثمانين‪ -‬من كتابه الجديد بعنوان ‪ " :‬األسر المسيحية في الموصل" وهذه‬ ‫األسر كان لها دورها في تكوين العراق الحديث ‪.‬‬ ‫لألستاذ بهنام حبابة مقاالت عديدة منتشرة في مجالت موصلية وعراقية‬ ‫وعربية ‪ ،‬ليس من السهولة –في هذه العجالة –جردها ومن الممكن قيام أحد‬ ‫الباحثين بهذه المهمة ‪.‬كما أن له نشاطا مهنيا واسعا فهو عضو في اتحاد‬ ‫األدباء والكتاب في العراق وعضو شرف في جمعية المؤرخين واالثاريين‬ ‫–فرع نينوى وعضو في نقابة المعلمين‪ .‬فضال عن مهام كنسية ثقافية كثيرة‬ ‫‪.‬ويحتفظ األستاذ حبابة بعالقات وثيقة مع كتاب وأدباء ومؤرخي الموصل‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وهم يحترمونه ويضعونه في المكان الذي يستحقه باعتباره مرجعا للكثير‬ ‫من المعلومات عن الموصل خالل ال‪ 100‬سنة الماضية وقد استفدت منه‬ ‫كثيرا وخاصة في توثيق الكثير من األحداث التي مر بها بلدنا ومدينتنا‬ ‫الجميلة ‪ :‬الموصل ‪.‬واالستاذ حبابة عضو في المؤتمر الدائم العيان العراق‬ ‫الذي عقد دورته االولى في بغداد يوم ‪ 20‬مايس ‪. 2003‬‬ ‫كتب عنه األستاذ الدكتور عمر محمد الطالب (رحمه هللا ) ‪ ،‬في موسوعته‬ ‫الشهيرة ‪" :‬موسوعة أعالم الموصل في القرن العشرين " التي نشرتها جامعة‬ ‫الموصل مشكورة سنة ‪ 2008‬فقال أنه كان عضوا في مجلس قضاء الموصل‬ ‫بمحافظة نينوى ‪.‬كتب مقاالت تاريخية في مجالت بين النهرين والنجم ومجلة‬ ‫الموصل التراثية وموصليات التي يصدرها مركز دراسات الموصل ومجلة‬ ‫نجم المشرق البغدادية وغيرها مثل مجلة القيثارة الذي تصدر في أميركا‪.‬‬ ‫له من المنشورات كتاب سيرة حياة المطران جرجيس دالل نشره سنة ‪1954‬‬ ‫‪ ،‬وأبرشية الموصل ورعاتها ‪ 1963‬ونبذة عن المطارين السريان الكاثوليك‬ ‫في الموصل ‪ 2000‬ونبذة عن مطارين الموصل الكلدان ‪2002‬ونبذة عن‬ ‫أبرشية كركوك وأبرشية عقرة‪.‬‬ ‫كما كتب عن الدكتور داؤد ألجلبي‪،‬‬ ‫والشيخ محمد أمين والد الشيخ الدكتور أكرم عبد الوهاب ‪.‬‬ ‫وله مسرحية بعنوان ‪ " :‬مصرع أدي شير ) كتبها سنة ‪ 1947‬ومثلت على‬ ‫مسارح الموصل المدرسية مرات عديدة‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫كان القائد اإليطالي يشعر بالزهو وهو يشير بإصبعه نحو‬ ‫األفق قائال‪" :‬هناك سنبني وطنا جديدا ألبنائنا ‪ ..‬ال تقلقوا أيها الرفاق‪ ،‬فالمدد‬ ‫في الطريق إليكم‪ ،‬ولن تهزموا اليوم من قلة‪ ".‬لكن أحد الجنود المتعبين الذين‬ ‫لم يروا بأسا بالقعود عند التل في انتظار المدد رفع رأسه فجأة‪ ،‬وقال في‬ ‫صوت يشبه الفحيح‪" :‬وماذا لو وجدناهم أكثر عددا وأقوى عتادا؟" وعندها‬ ‫أتته إجابة مباغتة من قائد الجند‪" :‬اطمئن يا صديقي‪ ،‬فلدينا سالح أمضى من‬ ‫أي سالح‪ ،‬يدعى الراية البيضاء‪".‬‬ ‫والراية البيضاء سالح بال ذخيرة‪ ،‬يكفيك قصف الطائرات المغيرة‬ ‫ورصاص القناصة وهلع يوم الزحف‪ ،‬لكنه لن يعفيك من تنكيس الرأس‬ ‫والعلم وخفض الصوت حتى في إخمص بيتك بين أهلك وذويك‪ .‬فهو يعني‬ ‫أنك لم تكن ندا كفؤا وال محاربا جلدا وال رجال بحق وقت الشدائد‪ .‬وهو يعني‬ ‫أن صوت الوطن بين جنبيك لم يكن أقوى من صوت إبليسك اللعين الذين‬ ‫حرضك على الفرار منذ أول كرة‪.‬‬ ‫سيحدثك الفرار من أرض المعركة عن حسابات الربح والخسارة‪ ،‬وعن‬ ‫أبجديات التسليم المذل‪ ،‬وأن لكل راية وقتها‪ ،‬وأن اللون األبيض ال يعني‬ ‫االستسالم بالضرورة‪ ،‬فقد يترجم على أنه رغبة في الحوار المشروط أو في‬ ‫إعادة النظر في معركة ال تسمن وال تغني من خسارة‪ .‬لكن تظل صورة‬ ‫األيدي الملوحة بالقطعة البيضاء عارا ال تمحوه الخطب المدبجة وال التفاسير‬ ‫والتعاليل‪ .‬ويذكر أن الرومان أول من عرفوا االستسالم المهين‪ ،‬فكانوا‬ ‫يضعون الرماح فوق رؤوسهم تارة‪ ،‬ويرفعون الخرق البيضاء أخرى رغبة‬ ‫في الخروج من أرض المعركة بأي ثمن حتى وإن كان العار‪ .‬الهزيمة هزيمة‬ ‫أيها السادة‪ ،‬وإن كانت تحت خرقة بيضاء‪ ،‬والمهانة مهانة وإن حمل أصحابها‬ ‫الرماح فوق رؤوسهم المتعبة‪.‬‬ ‫لكن البياض ليس شرا كله‪ ،‬وإن كان تحت أسنة الرماح‪ .‬فقد رفعت فرنسا‪،‬‬ ‫وهي أكثر دول العالم خوضا للحروب‪ ،‬راية بيضاء في العصور الوسطى‪،‬‬ ‫لتعطي البياض إيحاءا مختلفا‪ .‬حتى وهي تساعد ثوار أمريكا ضد‬ ‫اإلمبراطورية البريطانية‪ ،‬كانت ألويتها تحمل البياض تجنبا للنيران‬ ‫الصديقة‪ ،‬وليس طمعا في ترك الميدان بأقل الخسائر‪ .‬كما كان البياض شعارا‬ ‫لحكام بني أمية‪ ،‬والذين خاضوا تحت لوائه أشرس المعارك وأعتاها في‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫تاريخ المسلمين داخليا وخارجيا‪ .‬كما اتخذت مؤخرا جماعة قتالية في شرق‬ ‫العراق موالية لألتراك ومدعومة من األحزاب اإلسالمية المناوئة للحكومة‬ ‫الحالية الراية البيضاء شعارا لعملياتها الحمراء الدموية‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ورغم كل هذا‪ ،‬تظل صورة القائد المهزوم الذي يلوح بخرقة بيضاء‬ ‫فوق جبهة معفرة يكسوها السواد والعرق والتراب تتسيد الذاكرة‪ .‬ولن تفلح‬ ‫كل االستثناءات التي ذكرنا على أهميتها في محو عار البياض وإن كان من‬ ‫مفكر كبير بحجم الفضاء‪ ،‬وهو يقف وسط أرض معركة لم يحارب فيها‬ ‫كرجل‪ ،‬لينادي بإعادة التفكير في جدوى حرب فرضت عليه فرضا ومن‬ ‫األقطار كافة‪ .‬للهزيمة أيضا عرابوها‪ ،‬لكن التلويح بالبياض ليس أقل خيانة‬ ‫من الدخول في حروب غير مدروسة‪ ،‬إللقاء الجنود في أتون محرقة الغزاة‪.‬‬ ‫وفي الحالتين‪ ،‬هي خيانة لوطن لم يحسن اختيار قادته أو المتحدثين نيابة عنه‬ ‫في مرحلة ال تحترم الضعفاء وال تستمع‬ ‫الستجداءاتهم المخجلة‪.‬‬ ‫نريد سالما أيها الناس‪ ،‬لكننا نرفض أن نسمي االنبطاح تحت أقدام الغزاة‬ ‫دون ضغطة واحدة على زناد الكرامة سالما‪ .‬لطالما مزقنا مالبسنا البيضاء‬ ‫ورفعناها فوق بنادق لم نحسن استخدامها‪ ،‬فما زادنا ذلك في التاريخ إال ذال‬ ‫ومهانة وضياعا‪ .‬ولطالما استبدلنا لغة الحوار بلغة انكسار ال تخطؤها عين‬ ‫مراقب‪ ،‬فاستهان بنا القريب الداني‪ ،‬واستخف بنا العدو المتربص‪ .‬فلنسم‬ ‫األشياء بمسمياتها إذن‪ ،‬ولنكف عن مهاتراتنا الفارغة وعن إشغال شعوب‬ ‫المنطقة في حروب داخلية عابثة‪ ،‬ولنربط عصابة حمراء فوق رؤوسنا ولو‬ ‫مرة واحدة‪ ،‬لنصبح رجاال جديرين بالحياة فوق أرض تضيق‬ ‫بأقدامنا الالهية كل صباح‪.‬‬ ‫وحين ننتصر‪ ،‬سنرفع البياض فوق بنادقنا ونلوح بكل خرقنا البيضاء‪ ،‬إعالنا‬ ‫بالرغبة في السالم العادل‪ ،‬فقد أهلكتنا الحروب التي رفعنا فيها رايات بيضاء‬ ‫حتى بعد النصر‪ .‬نريد أن ننتهي من حرب فرضت على منطقتنا منذ عقود‪،‬‬ ‫فال نحن خضناها بشرف‪ ،‬وال دفع عنا البياض شرها أو خفف من ضرائبها‬ ‫غير العادلة‪ .‬الهروب تحت وابل القصف ليس سالما أيها الراقصون في‬ ‫حلبات الكالم‪ ،‬والذهاب إلى عقر دار العدو أثناء االشتباك ليس مفاوضة أيها‬ ‫األذالء بالوراثة‪ ،‬والتلويح بالبياض فوق رؤوس أمة لم تحارب إال ظلها نوع‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫من التفريط والخيانة‪ .‬تحتاج عيوننا إلى شمس جديدة تذيب شمع التدليس من‬ ‫فوق المسميات‪ ،‬لنرى األبيض في لون العتمة ذال ال يمحى‪ ،‬وخيانة ال تغتفر‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫احمد جارهللا ياسين‬ ‫شاهدت تقريرا اجنبيا عن طقوس المطاعم التي‬ ‫تفتتح حديثا في الدول التي تقع خارج حدود‬ ‫االمة ‪..‬ومن هذه الطقوس دعوة بعض‬ ‫االعالميين والكتاب المعروفين الى المطعم‬ ‫لتجريب منتجاته من المأكوالت واساليب تعامله‬ ‫مع الزبائن ‪ ..‬ثم اعداد تقرير اعالمي ايجابي‬ ‫عنها مساهمة منهم في االعالن عن المطعم‬ ‫والترويج لسمعته اعالميا لدى الناس ‪..‬‬ ‫لو طبقت المطاعم لدينا هذا الطقس ‪..‬ووجهت‬ ‫لي ولزميلي (ابو الحشمات) ‪husam Al-‬‬ ‫‪ tahhan‬مثل تلك الدعوات السهمنا باغالق‬ ‫معظم المطاعم بدل الترويج لها بسبب سوء‬ ‫منتجاتها من المأكوالت الرديئة ‪ ..‬وتدني‬ ‫مستوى خدماتها المقدمة للزبائن ‪..‬‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وقدمنا خدمة عظيمة ليس للمطاعم وانما لدائرة صحة نينوى والمواطنين‬ ‫واالمة ‪..‬وحافظنا على ارواح الناس وعافيتهم وجيوبهم ‪..‬وخفضنا من عدد‬ ‫حاالت الطالق التي تحدث بين اغلب االسر بعد زيارة مطعم ما تنتهي‬ ‫بالذهاب الى مستشفى السالم…‬ ‫كتبت هذا المنشور بعد اصغائي لحديث صديقي صالح سعيد البومة الذي‬ ‫زار مع اسرته مطعما ما بمناسبة عيد ميالد حفيدته ‪..‬وانتهت الزيارة بتسمم‬ ‫غذائي لثالثة من افراد االسرة ‪..‬واولهم الحفيدة التي انتفخت بطنها فجأة من‬ ‫األلم ‪..‬اما صالح سعيد البومة‪. .‬فكافأته االقدار بالنجاة من التسمم والوقوع‬ ‫في دوامة مغص دوري مستمر ليومين ‪..‬لم يتناول فيهما لقمة طعام واحدة‬ ‫عدا ( صموناية ) علسها على مراحل ‪..‬العنا اليوم الذي ذهب فيه الى المطعم‬ ‫من اجل تجريب وجبة زنجر او كما يسميها احفاده ب غرندايزر ومترحما‬ ‫على ايام الكشكاء او الدولمة وهما الوجبتان المفضلتان الصحيتان في بيته‬ ‫القديم قرب محلة دكة بركة بالموصل القديمة ‪..‬‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫بعض األشخاص يكتب على صفحته ‪ :‬يعمل في كذا وكذا وكذا ‪ ،‬ويسطر‬ ‫عشرات األعمال حتى انك تعتقد أنه ال يملك الوقت لشرب الماء ‪ ،‬ويعتقد‬ ‫هذا الشخص انه عندما يذهب لخطبة فتاة فسوف تكون الموافقة محسومة‬ ‫مسبقا نظرا ألعماله الكثيرة التي تجعله في مصاف رجال األعمال ‪...‬‬ ‫مالحظة ‪ 90 :‬بالمئة من هذه األعمال تحت مسمى أدمن في‬ ‫الكروب الفالني ‪...‬‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫لن أكون حلما مندى بالمستحيل‬

‫فهذا المستحيل لن يذيّل معادلتي‬

‫و التغريد في فم الضياع‬

‫وأمضي ألتعثر بالحلول‬

‫ال يعنيني‬

‫وتمضي الدرب خلفي‬

‫لن يلفظني صدى صوته مبحوح‬

‫وخلفنا يعدو شجر وغيم ومطر‬

‫و رأفة الرحيل ليست دعائي‬

‫إلى حيث يعشوشب األمل‬

‫ألترك أنياب الهموم‬

‫وتعبق المنى‬

‫تنهش جسد يومياتي ‪...‬‬

‫و تشعلني السماء‬

‫سأفرج عن خطوط يدي‬

‫منارة من نجاح عتيق‬

‫وأمازح لحظات التعب‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫علي مباركي‬

‫باألماني صرنا نحيا وال أمل‬ ‫نرجو من هللا يوميا دنو األجل‬ ‫لما تكبدناه من انحدار المثل‬ ‫لقد صارت بالد العرب في زجل‬ ‫وبينها‪ .‬يحاك‪ .‬القهر على عجل‬ ‫فما ثار‪ .‬شعب وما آزرته ملل‬ ‫كان جسورا لن يرضى أن يذل‬ ‫أبيا عهدته شامخا شموخ الجبل‬ ‫ال يعلوه رهط استهواه عند جمل‬ ‫ولم يثنيه عزم‪ .‬وال اعتراه خجل‬ ‫‪.‬اعتالء العرش يحارب عنه زحل‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫محمد على عاشور‬ ‫منذ أن كان طفال لم يستهوه شيء سوى العصافير ‪ ،‬منذ أن خطت قدماه‬ ‫أولى خطواتها على األرض وهو يطاردها ‪ ،‬تعشق أذناه زقزقتها ‪ ،‬و تتعلق‬ ‫عيناه بها و هى تطير فى السماء ‪ ،‬أو تقفز على األرض ‪ ،‬أو تتنقل بين‬ ‫األغصان ‪ ،‬يراقبها و هى تدخل اعشاشها الموجودة بين الجدار و سقف الدار‬ ‫المصنوع من الغاب و افرع الصفصاف ‪.‬‬ ‫كان يطير فرحا و هو يرى أفراخها قد فغرت فاها مستقبلة أمهاتها التى تضع‬ ‫مناقيرها داخل تلك األفواه الواسعة التى تصرخ طالبة المزيد ‪.‬‬ ‫عندما كان في السادسة من عمره كان يعاون جده فى صيدها وقت القيلولة‬ ‫‪ ،‬فكان يقبع فى ركن الغرفة ممسكا بحبل رفيع متصل بشباك الغرفة ‪ ،‬و قد‬ ‫نثر الجد بعض الحبوب فى األرض ليجذبها ‪ ،‬و ما أن تتجمع العصافير ‪،‬‬ ‫يجذب الحبل فينغلق الشباك ‪ ،‬و يوقظ جده ليمسكا بالعصافير التى تحاول‬ ‫الفكاك فتتخبط فى الجدران ‪.‬‬ ‫يأتي العشاء فيتناول لحمها الصغير اللذيذ ‪.‬‬ ‫عندما بلغ الثانية عشرة أصبح عنده سلم خاص لصيدها ‪ ،‬و كان يعلم مكان‬ ‫كل عش ‪ ،‬و عدد االفراخ ‪ ،‬و متى يمسك بها قبل أن تطير ‪ ،‬فيصطادها و‬ ‫يأكلها ‪.‬‬ ‫كانت العصافير كل حياته ‪ ،‬لم يجر خلف كرة ‪ ،‬أو يهرول مع أقرانه فى‬ ‫لعبة ( االستغماية ) أو صيد األسماك بالصنارة ‪ ،‬فقط العصافير ‪.‬‬ ‫لفت انتباهه صراخ أفراخ فى عش صراخا متواصال ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ظل واقفا أسفل العش ينظر إليه و يراقبه ‪ ،‬فال يرى األم تدخل أو تخرج ‪،‬‬ ‫بل صراخ متواصل ‪ ،‬صراخ فقط‪.‬‬ ‫أحضر السلم ‪ ،‬ثم صعد فى بطء ‪ ،‬وصل إلى العش ‪،‬تسمر فى مكانه ‪.‬‬ ‫األفراخ تصرخ و األم ممدة فى العش ميته ‪ ،‬يسيل من فمها بعض طعام لم‬ ‫يأكله صغارها ‪.‬‬ ‫مد يده وسحب األم ‪ ،‬أخذ يقلب فيها و يدور بها اسفل العش ‪ ،‬ينظر إليها‬ ‫تارة و تارة ناحية العش ‪ ،‬ثم أخذها ‪ ،‬و حفر لها حفرة و دفنها و جلس يقرأ‬ ‫عليها القرآن‪.‬‬ ‫جلس أسفل العش منتظرا عودة األب إلطعام الصغار الصارخة ‪ ،‬رافضا‬ ‫كل دعوات أمه له بالطعام ‪.‬‬ ‫طال انتظاره أسفل العش ‪ ،‬صراخ االفراخ يطن فى أذنه ‪.‬‬ ‫أسند ظهره للجدار المقابل للعش و تعلق نظره بمدخله منتظرا عودة األب‬ ‫إلسكات هذه األفواه الصارخة ‪ ،‬طال انتظاره ‪ ،‬يقف تارة ‪ ،‬يجلس تارة ‪،‬‬ ‫يسير اسفل العش تارة و عيناه معلقة به ‪.‬‬ ‫انصرف من أسفل و غاب لحظات ‪.‬‬ ‫عاد و معه بعض حبات القمح ‪ ،‬و قد غمسها فى لبن ‪ ،‬وقف ينظر لألفواه‬ ‫الصارخة ‪ ،‬أخذ يضع بين إصبعيه حبتين أو ثالثة ‪ ،‬ثم يضعها فى فم كل‬ ‫فرخ بهدوء ‪.‬‬ ‫أكلت األفراخ ‪ ،‬و توقفت عن الصراخ ‪ ،‬مكث مدة يتطلع إليها و هى هادئة‬ ‫كأنها ركنت إلى النوم ‪.‬‬ ‫ظل أياما يطعمها و يراها تكبر و تسمن ‪ ،‬تستقبله صاعدا إليها بالطعام ‪ ،‬و‬ ‫قد بدأت اجنحتها تنمو و تنمو استعدادا للطيران ‪.‬‬ ‫رأها تخرج من العش ‪ ،‬تحلق حوله و تزقزق ‪ ،‬و تقترب منه و تبتعد ‪.‬‬ ‫وقف وسطها سعيدا ‪ ،‬ثم بدأ يلقى إليها بحبات القمح ‪ ،‬و يراها تلتقط و تطير‬ ‫و تدور حوله ثم تذهب إلى العش ‪.‬‬ ‫من وقتها لم يتوقف عن متابعتها ‪ ،‬لكنه توقف عن صيدها‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫يحب ليسعد‬ ‫الرجل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالحياة‪ ،‬والمرأة‬ ‫بالحب‬ ‫تحيا لتسعد‬ ‫ّ‬ ‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫بيمان كريم‬ ‫محافظة ‪/‬دهوك ‪/‬مواليد ‪1995‬‬ ‫خريجة ادارة اعمال‬ ‫من صغري احب الرسم عندي موهبة و اواخر عام ‪ 2016‬بديت اهتم‬ ‫واطور شغلي‬ ‫تعلمت رسم لوحات دون ادخل اي دورات او بمساعدة اي استاذ‬ ‫طبعا الخامة الي ارسم بيها والي بديت بيها الفحم والرصاص اغلب‬ ‫رسوماتي بورتريه احب ارسم شخصيات واضيفلهم لمسه خاصة… اذا‬ ‫انصح شخص موهوب انصحه باالستمرار وممارسة العمل بشكل مستمر‬ ‫وطبيعي الكل يوجه الصعوبات ولكن عليك ان تتجاوز كل هاي صعوبات‬ ‫وتنجح بالخير‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫"كردستان" أكذوبة ال اساس لها في التاريخ وتم رسم وطبع صورتها ذهنيآ‬ ‫وترسيخها والعمل على تجذيرها في عقول األكراد من قبل قياداتهم حيث‬ ‫استلهموا هذه األفكار وامست ترافق اجيالهم منذ عقود‪.‬‬ ‫في الجغرافية وفي التاريخ ال توجد كلمة تسمى كوردستان وتعني (موطن‬ ‫الكرد) او (بلد الكرد) او معنى اخر قريب من هذا‬ ‫كما ال توجد خريطة باسم "كردستان" ‪ ،‬تعتمدها الجامعات العادية ‪ ،‬فضال‬ ‫عن العريقة ‪ ،‬وال توجد كلمة "كردستان" ال في جامعة كيمبردج ‪ ،‬و ال في‬ ‫جامعة أكسفورد ‪...‬‬ ‫و ال تتوفر وثيقة قديمة بإسم "كردستان" ‪ ،‬وال توجد ثقافة عريقة في‬ ‫"كردستان" ‪،‬‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬ ‫هم يسمون أنفسهم اندو يوربيان‬ ‫( ) ‪Indoeuropian‬أ ي األوربيون الهنود ‪ ،‬و هذه مقولة مضحكة ‪ ،‬و لو‬ ‫تراجع هذا النص من اللغات ال تجد بينها اللغة‬ ‫الكردية اصال كذلك ال يوجد كتاب قديم يذكر هذه الكلمة ‪ ،‬وال يوجد عند‬ ‫األكراد قــــــــــاموس قديم بلغتهم ‪.‬‬ ‫انك لترى ان كل من حولك من بناء وتخطيط واستخداما للغة والتعامل مع‬ ‫اآلخرين في الشمال وحتى التعامل مع الحكومة المركزية بطريقة توحي‬ ‫بانك في دولة قائمة على مرتكزات التخطيط والديمومة لها قوانينها‬ ‫واستثماراتها وحكومتها وممثليات الدول فيها‪.‬‬ ‫في سيطرة ( عقرة) بين دهوك والسليمانية‬ ‫صعد جندي يتفحص وجوه العوائل وطلب من ثالثة اشخاص بصيغة األمر‬ ‫تدل على الحقد والكراهية (ليس هذا رأي فقط) ان يترجلوا من الحافلة وتم‬ ‫تأخيرها وقراءة األسماء وتدقيقها وكاننا وافدين لدولة اجنبية ولم يعرف‬ ‫السبب اال انه يتحدث لغته بعصبية توحي لنا بأنه ممتعض وعصبي المزاج‬ ‫وكان نموذجا سيئآ وصورة قبيحة يعبر فيها عن كرديته وواجبه‪.‬‬ ‫اعتقد ان الكثير من العوائل ممن سافروا لالصطياف الى الشمال عانوا من‬ ‫سوء التعامل اليومي وطريقة الرد بسلبية ونحن( النعمم) اال ان كبار السن‬ ‫الذين يتحدثون العربية(الكرد) يتعاملون بأريحية واحترام وتودد في حين ان‬ ‫ثالثة عقود وأكثر من الشباب لم ولن يتنازل عن لغته وان كان يفهم العربية‪.‬‬ ‫ورغم كل هذه المعطيات ومارافقها من طموح لقيام دولة كردية من خالل‬ ‫االستفتاء تبقى الورقة الكردية بيد دول الجوار االقليمي تلوح بها متى‬ ‫ماشاءت سلبا او ايجابا‪.‬‬ ‫أنا أعف نفسي أن أسمي شمال العراق بما يسميه غيري الذي ال يعرف‬ ‫الحقائق عن "كردستان"‪ .‬والنريد ان نرسخ تلك التسمية‬ ‫لذا قل شمال العراق والتقل كوردستان باعتباره الزال جزءآ من العراق‬ ‫وسيبقى‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 131‬مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪131‬‬

‫‪30‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.