مجلة زهرة البارون عدد 132

Page 1

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني السنة الثالثة ‪ 2019 /‬رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫‪1‬‬


‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬


‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5........................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫اإلسالم والبيئة ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7...............................‬‬ ‫ترانيم الصومعة في فوضى منظمة ‪ /‬د‪ .‬محمد إسماعيل ‪11......‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫لو ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪16.....................................‬‬ ‫ظواهر غير صحيحة ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪17.......................‬‬

‫شعر‬ ‫معاناة ‪ /‬سعد مهدي علي ‪18........................................‬‬ ‫قصيدة ‪ /‬نرجس عمران ‪19.........................................‬‬ ‫سلطانة المدينة ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪20............................‬‬

‫‪3‬‬


‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪21..................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫الى طفلتي ‪ /‬مريم الدليمي ‪24......................................‬‬ ‫حلم فتاة ‪ /‬رهام علي ‪27............................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫تساؤالت مشروعة ‪ /‬قاسم الغراوي ‪29............................‬‬

‫‪4‬‬


‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫كالم الخريط‪ ..‬أي ليس لها أصل من الحقيقة‪ ..‬فاليوم في العراق يكثر الحديث‬ ‫عن شعارات تدعو للسخرية واالستهجان فابلد ال يمتلك أي من مقومات‬ ‫الحياة للمواطن العادي وهم االن يتحدثون عن الحرب واكثر هؤالء من‬ ‫((وأَ ِعدُّوا لَ ُهم َّما‬ ‫يدعي انه من انصار الدين وهللا وقد تنسوا قول هللا تعالى َ‬ ‫ا ْستَ َ‬ ‫اط ْال َخ ْي ِل ت ُ ْر ِهبُونَ بِ ِه َعد َُّو َّ ِ‬ ‫ّللا َو َعد َُّو ُك ْم)) فتلك الدول‬ ‫ط ْعتُم ِمن قُ َّوةٍ َو ِمن ِربَ ِ‬ ‫قد سبقتنا بأالف السنوات الضوئية من الناحية العلمية وهنا يأتي من ال يملك‬ ‫حتى التمويل الذاتي للقمة العيش ويظن انه الرجل الخارق والمشكلة في‬ ‫هؤالء انهم يعيشون في معطيات القرون الماضية فحروب التي كانت تعتمد‬ ‫علي شجاعة االفراد واعدادها انتهت فانت اليوم تريد قتال العدو بسالح من‬ ‫صنع العدو وانا اعتبرها من اغبى النظريات في العالم وهناك في األنظمة‬ ‫في العالم كما يقول احد األساتذة هي بيادق غبية تستخدم لتنفيذ االجندة لبعض‬

‫‪5‬‬


‫األطراف في العالم وهي ليست سياسات الصدفة ولكن هي حلقات مرسومة‬ ‫للسيطرة على العالم من خالل اصطناع العدو ألشغال العالم في قضايا وهمية‬ ‫ألبعاد الرأي العام عن الحقائق التي يتم اخفائها بشكل متعمد منها مصطلح‬ ‫االستعمار الغير مباشر الذي نشهده هذه األيام وسوف اقولها واضع نفسي‬ ‫بين يدي هللا ان أمريكا لم تصبر على النظام اإليراني بسبب عدم قدرتها على‬ ‫تدمير ذلك النظام ولكن النظام الراس مالي الن يجني أموال من الحرب بقدر‬ ‫ما يجنيه اليوم من جعل ذلك النظام بدور البيدق الغبي في تنفيد ما يرده‬ ‫األقوى وهنا يأتي اغبياء البلد هنا في ترديد شعارات ال تغني عن جوع او‬ ‫عطش فنحن اليوم نعيش كل يوم ونحن نعاني من كل شيء حولنا مأساة‬ ‫فالمستشفيات ال عالج ال واقع خدمي ال اختصاصات طبية اما اذا اردنا‬ ‫التحدث عن الماء والكهرباء فهنا حدث بال حرج وقد يقول البعض ما الذي‬ ‫حدث في هذا المقال وخروجي من أيطار القناع ولهذا سبب وجيه وهو ان‬ ‫السياسيين نزعوا عنهم ثوب الحياء واصبح الحديث عنهم ال يزعجهم النهم‬ ‫تجاوزوا مرحلة االنزعاج من توجيه االنتقاد واصبح كل شيء على الساحة‬ ‫الوطنية امر عادي حتى ولو كان امر جلل في الفساد والمحسوبية وهنا يجب‬ ‫على المواطن ادراك حقيقة الشعارات التي هي عبارة عن افخخ تقودنا للموت‬ ‫والكف عن االنقياد االعمى خلف أناس ليس لها صلة بالعقل وال بمصالح‬ ‫البشر في هذا البلد ولكل هذا نتائج كارثية غير ملموسة في الوقت الحاضر‬ ‫منها االمية وتغليب لغة العنف على الواقع االجتماعي ومن هنا أطالب في‬ ‫التغير للواقع الوطني ولو كان هذا سوف يلصق بي تهمة التأمر على السلطة‬ ‫ولكن السلطة اليوم في العراق ال تصلح لقيادة قطيع من الخرفان وهذا امر‬ ‫يجب على الجميع االعتراف به والكف عن ترديد كالم الخريط ‪ ...‬ولهذا‬ ‫كتبت‬

‫‪6‬‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ( :‬أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا ) صدق‬ ‫هللا العظيم ‪ ،‬ومعنى االية الكريمة ان هللا سبحانه وتعالى خلق االنسان لغاية‬ ‫معينة ولهدف محدد ؛ وهو اصالح االرض وبناء الحضارات والمدن ‪ .‬وهذه‬ ‫الغاية تأتي في إطار تكليف االنسان لهذه المهمة الخطيرة التي عجزت الكثير‬ ‫من الكائنات عن حملها ‪ .‬ويقينا ان االنسان ‪ ،‬وهو خليفة هللا في االرض‪،‬‬ ‫يمتل ك كثيرا من المقومات التي تساعده للقيام بهذه المهمة ‪ ،‬وإداء الرسالة ‪،‬‬ ‫ومن ابرز هذه المقومات إمتالكه شروطا ثالثة هي ‪ :‬الرغبة ‪ ، ،‬واالرادة ‪،‬‬ ‫والهمة ‪.‬‬ ‫واالرض التي يعيش عليها االنسان ‪ ،‬بما فيها من مظاهر الطبيعة هي‬ ‫المسرح الذي من خالله يؤدي االنسان دوره ‪ ،‬ووظيفته السامية في اعمار‬ ‫االرض وبناء الحضارات ‪.‬‬ ‫واالرض التي نقصدها ‪ ،‬هي البيئة والبيئة فيها كل مكونات الحياة لذلك البد‬ ‫لهذا االنسان ان يحسن التعامل مع البيئة ‪ ،‬واول ما يجب عليه مراعاته ‪،‬‬ ‫وهو يستثمرها ويفيد من مكنوناتها ‪ ،‬هو (نظافة ) هذه البيئة ‪ ،‬وعدم العبث‬ ‫بمحتوياتها ‪ ،‬والحفاظ على التوازن فيها ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ومما اكد عليه االسالم ايضا ‪ ،‬هو ان االنسان ليس مالكا لهذه االرض ‪ ،‬بل‬ ‫مستخلفا فيها ‪ ..‬له حق التصرف ‪ ،‬ودون ان يكون له حق الملكية ووفق قادة‬ ‫( ال ُملك هلل ) ‪ ،‬وعندما يعجز االنسان عن ان يقوم بواجباته في استثمار هذه‬ ‫االرض ُتنتزع منه ‪ ،‬وتعطى لغيره ووفقا لقاعدة اسالمية تقول ( االرض‬ ‫لمن يزرعها ) ‪.‬‬ ‫وثمة قواعد وضعها االسالم للحفاظ على البيئة منها انه البد ان يكون على‬ ‫وعي تام بما تحتاجه هذه االرض من حراثة وسقي وتشذيب وتهذيب ؛ فهو‬ ‫مسؤول عنها ‪ ،‬وبالشكل الذي اليضر ال بنفسه وال بها اي باالرض ووفق‬ ‫( قاعدة الضرر والضرار) ‪.‬‬ ‫ولسنا بحاجة للدخول في تفاصيل حث االسالم االنسان على الزراعة ‪ ،‬فهذه‬ ‫المسألة معروفة النها تقع في اطار الحث على العمل ‪ ،‬والعمل في االسالم‬ ‫عبادة ‪ ،‬ومن اليعمل اليأكل وقصة اولئك الذين اكتفوا بإداء الطقوس الدينية‬ ‫دون العمل معروفة ومتداولة وقد طردهم الرسول صلى هللا عليه وسلم من‬ ‫الجامع وعد من يقوم بإعالتهم أفضل منهم ‪.‬‬ ‫واالسالم أكد على عدم العبث بالطبيعة ‪ ،‬وحرم االعتداء على االشجار ‪،‬‬ ‫ومنع قطع المياه ‪ ،‬وعد النار والماء والكأل شركة بين البشر بشرط تنظيم‬ ‫العالقة مع هذه المكونات ‪ ،‬ووفق ما تراه السلطة الشرعية التي تتولى إدارة‬ ‫الحكم ‪.‬‬ ‫وطبيعي ان االسالم ‪ ،‬وهو يحذر من اي اعتداء على البيئة ‪ ،‬فإنه اكد وجوب‬ ‫عدم التبذير واالسراف وأعتمد الوسطية ‪ ،‬واالعتدال وهناك الكثير من‬ ‫االحاديث التي تدعم هذا الرأي وابرزها ذلك الحديث الذي يدعو الى ان على‬ ‫االنسان حتى وان كان على نهر جار فعليه االقتصاد بالمياه ‪.‬‬ ‫ايضا مما اكد عليه االسالم ‪ ،‬هو ان على االنسان ان يعمل من اجل ان‬ ‫تنساب الحياة في الشوارع والطرقات واالزقة بيسر ‪ ،‬وان على االنسان ان‬ ‫يبعد عن هذه الشوارع والطرق واالزقة كل ما يعيق حركة االنسان ‪ ،‬وهذه‬ ‫القاعدة ا و هذه الوصية ترتكز على ما هو معروف في االدبيات االسالمية‬ ‫( إماطة االذى عن طريق الناس ) ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫وفي تاريخنا العربي االسالمي ‪ ،‬مؤسسات توكل اليها مهمة محاسبة كل من‬ ‫يخالف قواعد النظافة ‪ ،‬وحسن سير الناس ومراقبة االسواق ‪ ،‬وضمان‬ ‫نوعيتها الجيدة ‪ ،‬ومنع التدليس والغش ‪.‬‬ ‫و االسالم وهو يحث الناس على زراعة االرض ‪ ،‬واعمارها اليقف عند‬ ‫حدود معينة ‪ ،‬بل انه يدعو االنسان الى وجوب االستمرارية في الزراعة‬ ‫حتى لو قامت القيامة وعلى االنسان ان يستمر بالزرع والنظر الى المستقبل‬ ‫والتفائل مهما حدث حتى ولو ان القيامة قامت ؛ فالرسول الكريم يقول ‪ ":‬إن‬ ‫قامت القيامة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها " ‪.‬‬ ‫ويربط االسالم بين اصالح البيئة من عدمها بما يقوم به الناس تجاه البيئة ‪،‬‬ ‫فالفساد يظهر عندما يمتنع االنسان عن فعل الشيء النافع تجاه البيئة ‪ ،‬ويبتعد‬ ‫عن جادة الصواب ومصداق ذلك قول هللا سبحانه وتعالى بسم هللا الرحمن‬ ‫الرحيم ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ) صدق هللا‬ ‫العظيم ‪.‬‬ ‫والمبالغة ‪ ،‬والغلو ‪ ،‬واالسراف من عوامل هدم البيئة والسعي في خرابها‬ ‫الن ذلك يخالف قوانين الطبيعة ‪ ،‬واحكامها التي وضعها هللا سبحانه وتعالى‬ ‫والقائمة على االعتدال وثمة ايات بينات تؤكد هذا المبدأ فقد جاء في سورة‬ ‫االعراف ‪:‬بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ":‬وكلوا واشربوا والتسرفوا إنه اليحب‬ ‫المسرفين " ‪.‬‬ ‫واالحكام والقوانين التي وضعها هللا سبحانه وتعالى للطبيعة ‪ ،‬هي نفسها‬ ‫االحكام والقوانين التي وضعها هللا سبحانه وتعالى للتاريخ ؛ فالظلم الذي هو‬ ‫مخالف لطبائع االشياء ‪ ،‬كما يقول العالمة ابن خلدون مؤسس علم االجتماع‬ ‫االنساني ‪ ،‬نهايته الدمار ‪ .‬وكذلك العدوان واالتيان بكل ما هو شر ‪ ،‬والتعامل‬ ‫مع الناس بغلظة وتجاهل مشاعرهم واالستبداد في حكمهم ‪ ،‬كل ذلك يؤدي‬ ‫الى انهيار الدول وسقوط الحضارات ‪.‬‬ ‫وثمة نقطة مهمة ادركها االسالم ‪ ،‬وهي كما ان على االنسان ومن اجل‬ ‫التوازن في الطبيعة ‪ ،‬رعاية أخيه ‪ ،‬البد ان يهتم بالحيوانات والنباتات فهي‬ ‫من تحافظ على التوازن في الطبيعة فاالنسان عندما يموت مثال يشترك ‪500‬‬

‫‪9‬‬


‫نوع من الحشرات في تفكيكه وجعله جزءا من التراب الذي سبق ان ُخلق‬ ‫منه ‪ ،‬فمن التراب انتم والى التراب تعودون ‪.‬‬ ‫واالسالم ينهى عن العدوان ‪ ،‬والحروب ‪ ،‬والتنازع ويدعو الى التعاون ‪،‬‬ ‫والتماسك والوحدة ‪":‬والتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " ‪ .‬والرسول الكريم‬ ‫حتى يحقق التصالح االنساني ‪ ،‬والعيش الكريم ‪ ،‬والحفاظ على الحياة والبيئة‬ ‫اكد على افشاء السالم ‪ ،‬والتعاون ‪ ،‬والمحبة ‪ ،‬واشاعة الكلمة الطيبة الصادقة‬ ‫والموعظة الحسنة ‪ ،‬وان يكون مبدأ السن بالسن‪ ،‬والعين بالعين هو المبدأ‬ ‫السائد وعدم االسراف في القتل في حالة رد العدوان ‪ ،‬واعتماد مبدأ العفو‬ ‫والتصافي ‪.‬‬ ‫عظمة االسالم تتجلى في نظرته المتوازنة الى البيئة التي يعيش فيها االنسان‬ ‫‪ ،‬والنظرة المتوازنة تقوم على اسس العدل ‪ ،‬والتسامح ‪ ،‬واالعتدال ‪ ،‬وعدم‬ ‫االسراف ‪ ،‬ومراعاة االخرين ‪ ،‬والتعاون معهم ‪ ،‬والهدف واحد وهو حماية‬ ‫االرض وحماية البيئة واليحمي االرض ‪ ،‬واليحمي البيئة اال عباد هللا‬ ‫الصالحون ‪ ،‬المؤمنون ‪ ،‬العاملون‪ ،‬المجدون‪ ،‬المجتهدون ‪ ،‬الحريصون وهم‬ ‫‪ -‬ان شاء هللا ‪ -‬كثر فلنكن منهم ‪ ،‬ولنعمل مثلهم ولننسج على منوالهم ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫الدكتور محمد اسماعيل الطائي‬ ‫التزال الفترة الظالمية التي عاشتها الموصل خالل فترة داعش والتي افرزت‬ ‫مآسي تقشعر لها االبدان وتذهل بها العقول الزالت تلك المرحلة ورغم‬ ‫قساوتها ووحشيتها اال انها صارت مصدرا الهاميا لالبداع الفكري والفني‬ ‫المتميز لدى البعض من كبار الكتاب والمفكرين والفنانين الذين استوعبوا‬ ‫تلك المرحلة ورسمت في مخيالتهم الكثير الكثير من االحداث والعبر‬ ‫والمستنبطة من تلك القساوة الظالمية التي شدهت النفوس واذهلت العقول‬ ‫لكن هؤالء الكبار وظفوا ذلك بغزارة في النوعية من االبداع والتميز المتقن‬ ‫في العطاء والثري باالداء ومن هؤالء كان االستاذ الدكتور محمد اسماعيل‬ ‫الطائي االستاذ في كلية الفنون الج ميلة والمخرج المسرحي المتميز والذي‬ ‫عايش تلك االيام الظالمية بجميع ارهاصاتها ولحظاتها وكان يسجل خفية‬ ‫كل شاردة وواردة مرت امام عينيه وليستنبط منها قصائد واشعار كتبها في‬ ‫حينه رغم انها كانت تعد مخاطرة كبيرة قد تؤدي الى ما اليحمد عقباه السمح‬ ‫هللا لكنه دون وكتب وسجل واستوعب وفهم وكان يسر بذلك القرب المقربين‬ ‫له الن ذلك كما اسلفت كان في حينه يعد جريمة عقوبتها الذبح على قارعة‬ ‫الطريق امام اعين الناس فالشعر حرام والنثر خطيئة والموسيقى كفر‬ ‫والمسرح اثم عظيم والفكر خروج عن الشريعة والثقافة متابعة للشيطان كل‬ ‫ذلك كان يجري امام الشاعر والمفكر واالديب والمخرج الفنان محمد‬ ‫اسماعيل فاختزن تلك المشاعر واستوعبها وصاغها صياغة فنية رائعة‬ ‫تجسدت باعمال عبر القصيدة النثرية التي اتحفنا بالكثير منها والتي تحكي‬

‫‪11‬‬


‫معاناة الشاعر وهو يعيش الظالمية المفرطة التي تكتم االفواه وتلجم االنفس‬ ‫فكانت قصائده التي قرأناها وسجلها في سجل ابداعه والتي كان معظمها بال‬ ‫عناوين الن عناوينها مكتوبة ومدونة في سفر المعاناة التي عاشتها المدينة‬ ‫ولم يكتفي الشاعر والفنان المخرج محمد اسماعيل الطائي بتلك القصائد لكنه‬ ‫اختزن في مخليته من معاناته التي عاشها في حينه رؤية اخراجية جديدة‬ ‫تجسد الهم الموصلي الكبير جدا وتجسد الحزن الموصلي وتكتب عن مشاعر‬ ‫الفنان الذي عانى من طغيان الظالمية وجبروتها وليصور مدى رهبة‬ ‫اللحظات التي كان يحياها الفنان والمبدع والقاص والشاعر والروائي‬ ‫والنحات والرسام والموسيقي كل اؤلئك كانوا يعيشون رهبة اللحظة المجهولة‬ ‫الهوية التي سوف تالقيهم عاجال او اجال فكل صاحب ابداع كان يخشى‬ ‫طرقة الباب في كل لحظة وكل همسة فاالبداع اصبح كفر بواح يعاقب عليه‬ ‫بالجلد او الذبح او الرمي في الخسفة كما حدث مع الكثير من المبدعين‪....‬لذا‬ ‫فقد جاء الخزين الفكري االبداعي الذي جمعه االستاذ الدكتور محمد اسماعيل‬ ‫ادبان تلك المرحلة جاء معبرا دقيقا ومترجما لتلك المآسي والمعاناة وعبر‬ ‫العروض المسرحية الراقية فكان العرض المسرحي االول الذي كان بعنوان‬ ‫‪ ...‬والذي قدمه ضمن مهرجان مديرية النشاط المدرسي في تربية نينوى‬ ‫والذي فاز بالجائزة االولى وكان عرضا متميزا شد انتباه المتفرجين‬ ‫والمتابعين وتوالت العروض المسرحي حتى كان العرض االخير تحت‬ ‫عنوان الصومعة وهي موندراما تراجيدية‬

‫‪12‬‬


‫تتحدث عن مثقف من الموصل حوصر من قبل قوى الظالم فلم يستطع‬ ‫الخروج وال البقاء ‪...‬يبداء باسترجاع أهم محطات حياته الفنية والفكرية‬ ‫السيما انه ممثل ومخرج وكاتب ويتوقف عند أبرزها ‪..‬لعلها الفرصة‬ ‫االخيرة التي تتاح له ان يمثل ويتمثل نفسه ونتاجه الفني عبر محاكمته فنيا‬ ‫وفكريا وجماليا‪...‬صيغ النص شعرا‬

‫يتضمن دراما عالية المستوى‪ ..‬واستخدم المخرج بعض مقاطع مونودرامية‬ ‫سابقة تتعشق مع نفس ثيمة المونودراما الحالية لتنسج عرضا متماسكا‬ ‫وجديدا ومؤثرا مع توظيف الموسيقى المصاحبة ومقاطع صوتية اخرى‬ ‫عززت الفعل الدرامي ‪..‬مع قطع اكسيسوارية بسيطة مثل القبعة وسترة‬ ‫الجندي وابرز تلك القطع هي قماشة بيضاء حملها دالالت ورموز واشارات‬ ‫معبئة بالصور والدالالت فمرة استخدمت ككفن ومرة اخرى شخصية‬ ‫راقصة واخرى جثة يلقيها الممثل الى المتلقي ليؤول كيفما شاء مع مقطع‬ ‫غنائي جعل المتلقبن يجهشون بالبكاء عندما يقول( رحلوامن الديار قبل بدء‬

‫‪13‬‬


‫العام‪..‬أنتشوا بالدموع والظالم‪...‬بالعويل والصراخ‪..‬تحفهم سحابة من‬ ‫الطلقات منذ بدء العام حتى اخر العام ) كل هذا جرى في عشرين دقيقة فقط‬ ‫لتنال اعجاب وذهول المتلقي‪.‬‬ ‫والصومعة المندراما التي صاغها واخرجها الفنان المسرحي الكبير الدكتور‬ ‫محمد اسماعيل الطائي ومثلها الفنان مؤيد محمد وهو ابن الفنان‬ ‫المخرج الدكتور محمد اسماعيل وبذلك يثبت المثل ""القائل فرخ البط عوام‬ ‫""‬ ‫لقد استطاع الفنان الدكتور محمد اسماعيل بحنكته المسرحية وسعة خياله‬ ‫الشعرية التي فتحت له افاق الخيال مشرعة استطاع ان يجسد ما تحدثنا عنه‬ ‫في بداية حديثنا عن مأساة كوكبنا التي حلت بمدينتنا خالل الهيمنة الظالمية‬ ‫الوح شية على مقدرات مدينتنا وكيف كانت نفسية اصحاب االبداع الفكري‬ ‫وكيف كانوا يواجهون تلك المرحلة بكل اسفافاتها وسقوطها وطغيانها فقد‬ ‫تمكن االستاذ الشاعر والمخرج القدير ان يمزج بين لغة الشعر وفنية االخراج‬ ‫والتأليف المسرحي لتخرج منودراما الصومعة كترنيمة حزينة تبكي حزنا‬ ‫كبيرا حزنا قد فات وتفتح امال بابتسامة تعلو خشبة المسرح وكأنها زغاريد‬ ‫تنبعث من اكفان الموتى الذين حكت عنهم الصومعة ‪...‬لقد ترجم الفنان محمد‬ ‫اسماعيل من خالل رؤيته االخراجية السفر العظيم الذي كتبته الموصل وبثته‬ ‫الى كل انسانية في العالم المتحضر والهمجي وتساءل الجميع لماذا الذي‬ ‫جرى قد جرى وما الذنب الذي جرى منا ليجري بنا ما جرى واسئلة كثيرة‬ ‫حملتها الصومعة الى اسطنبول لتشارك في مهرجان العروض المسرحية‬ ‫هناك حيث مساهمات الدول كثيرة وقسم كبير منها يمتلك امكانيات مسرحية‬ ‫عالمية قد ال يمتلكها محمد اسماعيل الطائي ليس من باب الكفاءة االخراجية‬ ‫لكن من حيث تقنية المسارح وتكنيكات العروض المسرحية التي لم تصلنا‬ ‫لحد االن وفي وقت ال تملك الموصل قاعة عرض مسرحي واحدة بل مجرد‬ ‫صاالت بسيطة التصلح لعروض بمستوى التي قدمت في مهرجان اسطنبول‬ ‫‪..‬لكن ورغم ذلك كله استطاعت الصومعة بتأليف واخراج الدكتور الفنان‬ ‫الشاعر محمد اسماعيل الطائي وتمثيل الفنان الرائد مؤيد محمد اسماعيل‬ ‫استطاعت ان تعبر حواجز التقدم التي سبقتنا بها دول‬

‫‪14‬‬


‫استطاعت ان تعبر حواجز التقدم التي سبقتنا بها دول العالم لتفوز الصومعة‬ ‫بجائزة احسن عرض خالل المهرجان ونالت الجائزة االولى وكما توقعنا‬ ‫قبل السفر الى اسطنبول حيث قلت لالستاذ المخرج انني ارى الفوز قاب‬ ‫قوسين او ادنى رغم الوجل الذي كان يعترينا حين نقرأ اسماء العرض‬ ‫الكبيرة التي سأشترك في المهرجان ‪ ،‬لكنها االرادة والتصميم والعزم‬ ‫والصدق في التعبير االخراجي والتمثيل المفرط في االرتقاء واالختيار‬ ‫الموسيقي الذي رافق العرض كل ذلك جعل الحاضرين يصفقون للعرض‬ ‫طويال وعال صوت التصفيق في المسرح الذي تم العرض فيه وزاد االعجاب‬ ‫حتى بكى الكثير من الحاضرين عندما قرأوا وشاهدوا ما يحكيه العرض‬ ‫المسرحي مما جرى في الموصل وقد اساب البعض الدهشة لما يسمع ويرى‬ ‫وهو يكاد اليصدق وجود هكذا ظالمية متوحشة ظالمة ‪...‬عاشت فيها مدينتنا‬ ‫الموصل ‪...‬‬

‫‪15‬‬


‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫منذ الثمانينيات وحتى اليوم وغابات الموصل ( المنطقة المشجرة ) منطقة‬ ‫خضراء شبه معزولة ومحاطة بأسوار من االسالك ألسباب مجهولة اختلفت‬ ‫بي ن زمن واخر ‪..‬يمكنك ان تمر قربها وتتمتع من بعيد بمناظرها الطبيعية‬ ‫‪...‬لكن من الصعب التجوال فيها للتنزه ‪..‬‬ ‫ماذا لو تم تامينها من مخلفات الحروب وفتحت وشيدت فيها طرقات داخلية‬ ‫نظامية للمشي والتنزه وليس للسيارات تخترق بنظام صفوف االشجار‬ ‫وتتحول الى متنزه حكومي كبير كما هو الحال في متنزهات اربيل الجميلة‪..‬‬ ‫وتخضع الدارة رسمية متخصصة بمثل هذه المشاريع السياحية ‪..‬توفر‬ ‫فرص عمل كثيرة وتقدم مكانا جماليا واسعا للناس ‪..‬وتعود بمردود اقتصادي‬ ‫وجمالي للمدينة واهلها…‬ ‫اعلم ان ما اقوله مجرد تحقيقه يصل مستوى الحلم فحسب لكن كثيرا من‬ ‫المشاريع الكبيرة بدات بحلم مجاني بسيط ‪..‬‬ ‫ولو كان االمر بيدي لما ترددت لحظة في تنفيذ هذا المشروع الكبير الذي‬ ‫يعود بالخير على الوجه السياحي الذي كانت تمتاز به الموصل ‪..‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬اعلم جيدا ان لو بالغيا تفيد التمني ‪..‬‬ ‫لكن لو هنا ليست لو التمني ‪..‬‬ ‫هي لو الحلم ‪..‬‬

‫‪16‬‬


‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫قبل يومين رأيت شبابا يجلسون على أحد أرصفة الغابات وقناني المشروبات‬ ‫أمامهم بطريقة فجة يراها كل من يمر من هناك ‪ ،‬وكأنهم يتفاخرون بعملهم‬ ‫هذا ‪.....‬‬ ‫عزيزي ‪....‬‬ ‫ال أريد أن انصحك ‪ ،‬فأنت تملك عقال وتستطيع أن تنصح نفسك ‪ ،‬ولكن‬ ‫منظر هذه القناني غير جميل ال سيما انها منطقة ترتادها العوائل ‪...‬‬ ‫اكو قناني صغيرة هم تمشي شغل‬ ‫على الهامش ‪...‬‬ ‫اكو جماعة خابصينا ‪ ،‬كلمة والثانية يقلك ‪ :‬المشروب ما يوكعنا وهو بشراب‬ ‫السعال يدوخ ويفقد‪....‬‬

‫‪17‬‬


‫سعد مهدي علي‬ ‫ما لقلبي على البقاء احتما ُل‬

‫أين أمضي وخطوتي خلف شمس ٍ‬

‫و بصدري من الهموم جبا ُل‬

‫يعتريها من الغروب زوا ُل‬

‫محنتي ال تقا ُل ‪ ..‬أي شعور ٍ‬

‫كنت حلما ً توسدتهُ العذارى‬

‫يحتويني ‪ ..‬ومحنتي ال تقا ُل‬

‫وجوابا ً لمن لديها سؤا ُل‬

‫كيف أشكو مشاعرا ً ال يراها‬

‫وانتظارا ً مسافرا ً للقاءٍ‬

‫في زحام الحروف ‪ ..‬إال الخيا ُل‬

‫وعتابا ً يطيب فيه الوصا ُل‬

‫ركام السنين ظلت ورائي‬ ‫يا‬ ‫َ‬

‫فلماذا تقطع اآلن صوتي‬

‫أمنيات ‪ ..‬وقد طواها المحا ُل‬

‫ولماذا تمتص صمتيرما ُل‬

‫واستبدت بالذكريات ظنون‬

‫جاثمات في مقلتي الصحارى‬

‫بعضها لم يكن لديه احتما ُل‬

‫وفؤادي تضج فيه النصا ُل‬

‫لست أدري أكلما ضقتُ ذرعا ً‬

‫غير أني مستحمل للرزايا‬

‫بارتحال ٍ يقود دربي ارتحا ُل‬

‫عند صبر ٍ تنوء فيه الرجا ُل‬

‫‪18‬‬


‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫على سطر من حرقة‬ ‫ساقت األقالم األماني‪..‬‬ ‫بدينة الهمة‬ ‫ممتلئة القوام‬ ‫مكتظة بك حد المرض‬ ‫إتكات على فواصل من رغبة‬ ‫في سيرها نحو القوافي‬ ‫نثرتك ‪ .....‬بعثرتك ‪...‬‬ ‫ثم لملمتك في قبضة القلب‬ ‫فكيف أشعلت القصيد ؟‬

‫‪19‬‬


‫اسماعيل خوشناو‬ ‫سأَمتطي‬

‫نَوا ِفذَ البُيوت‬

‫ُ‬ ‫يوم السماء‬ ‫غ َ‬ ‫جر ُزقاقَ المدينة‬ ‫وأَ ُّ‬

‫ت ُر ُمو ِشي‬ ‫صا ِ‬ ‫ِبرقَ َ‬ ‫أَ ْست َِر ُق ٱلنَّ َ‬ ‫ظر‬

‫س ُج‬ ‫وأَ ْن ُ‬ ‫سطح‬ ‫على‬ ‫ِ‬

‫ش فِ ْكري‬ ‫أَ ْف ِر ُ‬ ‫وأُط ِل ُق ُز ُمرا ً‬

‫ُك ِل بي ٍ‬ ‫ت‬

‫ِمن فُ‬ ‫رسان شَوقي‬ ‫ِ‬

‫لوحةَ حياةٍ‬

‫ِلتَ ْستَبينَ‬

‫ِل َم ْن هي‬

‫ففي ِإحداها‬

‫ِبروحها‬ ‫ملكةُ جما ٍل‬

‫تُو َج ُد حتما ً‬ ‫ميرتي‬ ‫أَ َ‬ ‫سلطانةُ ْٱلمدينة‬ ‫ُ‬

‫نساء ْٱلمدينة‬ ‫لكل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاز ُل‬ ‫وأُغ ِ‬

‫‪20‬‬


‫زهرة محمد‬ ‫رغباتنا هي كصغار‬ ‫األطفال‪ ،‬كلما تساهلنا معها‬ ‫أكثر زادت طلباتها منا؟‬

‫‪21‬‬


22


‫كاريكاتير عراقية‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪23‬‬


‫مريم الدليمي‬ ‫والدك سيبقى والدك ‪ ..‬لن تجدي زوجآ على هيئة أب مهما بحثتي ‪ ..‬لذا‬ ‫تخلي عن البحث منذ البداية ‪..‬‬ ‫ليكن والدك فارسك األول دائمآ ‪ ..‬وال مانع من فارس آخر مختلف عنه فيما‬ ‫بعد ‪..‬‬ ‫رفض احدهم لك ‪ ..‬ال يعني أنك تفتقدين شيئآ ‪ ..‬وال أنك لست جميلة أو‬ ‫التستحقين الحب ‪..‬‬ ‫كلما في االمر أنك سترفضين وتتلقين الرفض ‪ ..‬فتقبلي ذلك ‪ ..‬ألن االنتقاء‬ ‫هو مايشكل الحياة الحقيقية ‪..‬‬ ‫تمسكي بصديقتك جيدآ ‪ ..‬فاجئيها ‪ ..‬فكري بسعادتها وحزنها ‪ ..‬ابذلي لعالقتك‬ ‫معها جهدآ يعادل ضعفي جهدك الذي ستبذلينه في عالقات الحب ‪..‬‬ ‫سيأتي يوم تفكرين فيه بتعلم الطهو مني ‪ ..‬رغم كسلك المفرط ‪ ..‬حينها سأعلم‬ ‫أنك وقعت في الحب ‪ ..‬لذا الداعي لالعذار الواهية ‪..‬‬ ‫أي عالقة ستخوضينها ‪ ..‬هي عبارة عن ركيزتين اساسيتين ‪ ..‬حزن وفرح‬ ‫‪ ..‬شاركي من يهمك حزنه قبل فرحه ‪..‬‬ ‫وذاك االحمق الذي ينهي مكالمته معك حين تكونين حزينة أو غاضبة ‪..‬‬ ‫بحجة أنك تنكدين عليه ‪ ..‬التترددي ‪ ..‬احظريه من قلبك ‪..‬‬

‫‪24‬‬


‫التجبري نفسك على النسيان ‪ ..‬سيهرب منك ‪ ..‬عانقي ذكرياتك المؤلمة ‪..‬‬ ‫واجهيها واعتاديها حتى تمل منك وتخرج ‪..‬‬ ‫إن فشلت ‪ 99‬مرة ‪ ..‬وخاب ظنك ‪ 99‬مرة ‪ ..‬وكسر قلبك ‪ 99‬مرة ‪ ..‬ووقعت‬ ‫‪ 99‬مرة ‪ ..‬إياكي والتوقف ‪..‬‬ ‫أن تتوقفي عن المحاولة يعني أن تتوقفي عن الحياة ‪ ..‬اركضي للمرة ال‬ ‫‪ 100‬وحاولي وكأنها المرة األولى ‪..‬‬ ‫" احالمي ‪ ..‬مشاعري ‪ ..‬طموحاتي ‪ ..‬مستقبلي " ترين ياء الملكية بشكل‬ ‫واضح ‪ ..‬صحيح !! ‪ ..‬إذا هذه كلها تخصك ‪ ..‬ملكك ‪ ..‬لذا حققيها وال تتخلي‬ ‫عنها ألجل أي أحد ‪..‬‬ ‫ال أحد يبقى كما هو عليه ‪ ..‬ال تهدري وقتك وأنت تقولين " أنت لم تكن هكذا‬ ‫‪ ..‬وأنا لم اعتد هذا ‪ ..‬في السابق لم يكن االمر كما هو اآلن " ‪..‬‬ ‫ال تستخدمي الماضي في تعاملك مع الحاضر ‪ ..‬الكل يتغير ‪ ..‬حتى أنت !‬ ‫البثور ‪ ..‬الهاالت السوداء ‪ ..‬بعض الكيلوغرامات الزائدة والناقصة ‪ ..‬لون‬ ‫عينيك ‪ ..‬طبيعة شعرك ‪ ..‬كل هذه التفاصيل ستظنين أنك حين تغيرينها‬ ‫ستحبين نفسك أكثر ‪..‬‬ ‫حسنآ لن يحصل ‪ ..‬أحب نفسك كما أنت ‪ ..‬سينعكس ذلك على من حولك‬ ‫ويحبونك هم بالمقابل ‪..‬‬ ‫التغيير ‪ ..‬أن تغيري من نفسك ألجل احدهم ‪ ..‬ليس باالمر السيء ‪ ..‬لكن‬ ‫إياكي وتغيير تفاصيلك الجميلة ‪..‬‬ ‫افكارك الجيدة ‪ ..‬طباعك النقية ‪ ..‬اصلحي السيء فحسب ‪ ..‬وليكن ذلك منك‬ ‫ومنه ‪ ..‬اصلحا نفسيكما معآ وإال فلترتاحي اآلن ‪..‬‬ ‫العشرينيات ‪ ..‬الثالثين ‪ ..‬الطفولة ‪ ..‬المراهقة ‪ ..‬سن اليأس ‪ ..‬الشيخوخة ‪..‬‬ ‫ستسمعين عبارات سلبية تخص هذه المراحل جميعها ‪..‬‬ ‫الجميع يود القفز من واحده لآلخرى ‪ ..‬أو البقاء سجينآ في واحدة منها ‪..‬‬ ‫انسي ذلك ‪ ..‬استمتعي بعمرك كامآل ‪ ..‬حتى الشعيرات البيضاء ‪ ..‬تستحق‬ ‫الحب ‪..‬‬

‫‪25‬‬


‫مهما حصنتي نفسك ‪ ..‬سيكون لك نصيب من األلم ‪ ..‬لذا توقفي عن الخوف‬ ‫واالختباء وراء فشل من حولك ‪ ..‬وتجاربهم المؤلمه ‪ ..‬وعيشي مغامراتك‬ ‫الخاصة ‪..‬‬ ‫األغاني األولى ‪ ..‬الحب األول ‪ ..‬األماكن األولى ‪ ..‬الرسائل األولى ‪..‬‬ ‫أوائل االشياء سترافقك مهما كبرتي لكن التقلقي لن تبقى مؤلمة ‪ ..‬سيأتي‬ ‫بعدها ‪ ..‬سيأتي االجمل منها ‪..‬‬ ‫البكاء نعمة ‪ ..‬اختاري زاويتك الخاصة وابك ‪ ..‬فرحآ حزنآ وغضبآ ‪ ..‬ال‬ ‫مانع من الصراخ ايضآ ‪ ..‬المهم أن تبتسمي بعد االنتهاء من ذلك كله ‪..‬‬ ‫أنت حقيقية ‪ ..‬عفوية ‪ ..‬وصادقة ‪ ..‬سيأتي وقت تشعرين أن النفاق اجمل ‪..‬‬ ‫والزيف أفضل ‪ ..‬وأن الكاذبون ينالون السعادة ‪ ..‬اصبري حينها ‪..‬‬ ‫فغرفة وحيدة تصارحين فيها نفسك ‪ ..‬أفضل من جلسة مملوءة بالمجامالت‬ ‫‪ ..‬مشبعة بالكاذبين ‪..‬‬

‫‪26‬‬


‫رهام علي‬ ‫العراق _ بغداد‬ ‫كان يا ما كان ما بين الماضي والحاضر تعيش معنا األحالم‬ ‫هناك فتاة جميلة تدعى بيال سمراء البشرة ذات معاني جميلة و تمتلك شعرا ً‬ ‫جميل مجعد و أسود الون يبلغ عمرها عشر سنوات تعيش في لندن مع‬ ‫والديها والدتها ربة منزل و والدها موظف في شركة للعقارات تمتلك بيال‬ ‫ضحكة جميلةو ذكية جدا ً محبة للحياة تعشق عزف البيانو لكنها لم تكن تمتلك‬ ‫صديقات تلعب أو تخرج للتنزه معهم تعيش بمفردها مع دميتها الصغيرة‬ ‫(سكر) ذات يوم في جو ممطر كانوا والدي بيال يتحفلون بعيد مولدها الثالث‬ ‫أهدو لها صندوق صغير موسيقى لراقصة باليه و منذ ذلك الحين أصرت‬ ‫بأن تكون راقصة شجعها والديها على حلمها أنظمت الى مدرسة الباليه‬ ‫الملكية في لندن بدأت تأخذ الدروس تمرنت مع طالبات الصف و أستاذتها‬ ‫(كرستين) حتى سن الثامنة أقامت المدرسة مهرجان و حددت موعداً له في‬ ‫يوم ‪ 2‬من شهر أغسطس يقام في الساعة التاسعة صباحا ً ‪.‬‬ ‫بدأت بيال تدرب على الرقص في الصف والبيت كانت والدتها تساعدها‬ ‫ألعداد لها وجبات تغذية مع توفير لها جو هادئ ومناسب لها ليمنعها من‬ ‫توتر الى يوم العرض فجأة أسيبت بيال بوعكة صحية نقلت على أثرها الى‬ ‫المستشفى و أخبر الطبيب المختص بحالة بيال لوالديها بأن ترقد أبنتهم في‬ ‫المستشفى لمدة أسبوع وذلك وجد الطبيب أنسداد في شريان القلب تفاجئ‬ ‫والديها وأنهمرت دموع أمها على وضع أبنتها بيال و أصيبت بذعر شديد‬ ‫وذلك ألنه لم يبقى للعرض سوى ثالث أيام فقط حاول والديها تهدئتها لكن‬

‫‪27‬‬


‫دون جدوى أصرت بيال الذهاب الى الدروس من أجل العرض لتحقيق حلمها‬ ‫طالما كان يالحقها كالنجمة في السماء من صغرها‬ ‫و أخذ والديها بتفكير بصحة أبنتهما و ما سيحصل معها كيف سيخبرونها‬ ‫بما حدث معها و كيف سيقنعوها بأنها ستجري عملية للقلب بدأت األفكار‬ ‫واألمور السيئة تتزايد في عقلهما‬ ‫حتى أستعادت بيال وعيها طلبت بأن يخبروها ماذا حصل لها لم يكن ينويان‬ ‫والديها بأن يخبراها الحقيقة حتى طلبت منهم فعل ذلك أبتسمت أبتسامة جميلة‬ ‫كعادتها و قالت لهم‬ ‫سوف أحقق حلمي حتى لو كان هذا أخر يوما ً في الحياة‪.‬‬ ‫أنهمرت دموع والديها بتزايد خوفا ً بأن يصيب أبنتهم مكروه لكنهم أخبروها‬ ‫بأنهم سيقفو مع قرارتها مهما كانت‬ ‫سمح الطبيب (جان) بخروج بيال‬ ‫خرجت في موعد المهرجان لكنها كانت متعبة كثيراً أرتدت زيها و خرجت‬ ‫الى المسرح كما حلمت في صغرها بدأ العرض بذلت بيال مع صديقاتها ما‬ ‫بوسعها رقصت وفرحت و أستمتعت بما بذلته من مجهود كانت ترى حلمها‬ ‫يرقص معها و كأنه طيراً يحلق عاليا ً يرفرف في السماء ليرفع رايته البيضاء‬ ‫فرحا ً بعدم أستسالم صاحبة الحلم الى الظروف أنتهى العرض وصفق لها‬ ‫الجميع بحرارة تطايرات عليها أوراق الفوز‬ ‫قالت لوالديها الحلم لم ينتهى بل على العكس فهو بدأ من اليوم‬ ‫عادت بيال الى المستشفى أجرت العملية و أصبح لديها نجاحان في الحياة‬ ‫نجاح الفوز بجائزة رقص الباليه و نجاح الثاني هو نجاح عمليتها‬ ‫حتى و أن أهلكتك الظروف و وقف ببابك اليأس والتشائم و يصفق لك‬ ‫الشامت والعدو ال تستسلم حارب من أجل نفسك و من أجل حلمك و صفق‬ ‫لنفسك ولمن أراد لك الخسارة بحرارة يديك وقلبك و أخبرهم بأنك ستقتلهم‬ ‫ببسمتك وتدفنهم بجناحاتك‬

‫‪28‬‬


‫قاسم الغراوي‬ ‫طالما ارقني هذا السؤال ؛ ما هو الشيء الذي ينقص هذا البلد ليتعرض لهذه‬ ‫المحن؟ هل المشكلة في الحكومة أو في الشعب أو في أمور أخرى؟‬ ‫والزلت ابحث عن اإلجابة رغم ان الطريق لالجابة قد يبدوا واضحا لكنني‬ ‫اعتقد بصعوبتها بل بعمق السؤال تكون اإلجابة أعمق وهي مرتبطة بتاريخ‬ ‫العراق السياسي وشكل الحكم والصراعات والحروب على مدار قرن من‬ ‫الزمان وتأثيرها بالشعب وتأثر الشعب بها‪.‬‬ ‫أن ظهور التوجهات القومية والحزبية والعشائرية والعقائدية اضعفت‬ ‫الهوية الوطنية فالشعب العراقي اليوم ينقسم الى عدة هويات قومية وطائفية‬ ‫مثل‪ :‬الشيعية والسنية والعربية والكردية واالسالمية والمسيحية وبغياب‬ ‫الشعور الوطني عن هذه االنتماءات عرض وحدة العراق وأمنه للخطر لكون‬ ‫السياسيين خلطوا األوراق وغيبوا الروح الوطنية‪.‬‬ ‫كما أن انعدام التخطيط االستراتيجي في عراق اليوم لحل المشكالت التي‬ ‫تعصف بالبالد على وفق الرؤية المستقبلية المقرة للبالد سبب اخر يضعف‬

‫‪29‬‬


‫كيان الدولة ويحرم المواطنين من النظر لمستقبل آمن يتحقق فيه استقرارهم‬ ‫وامنهم المستدام‪.‬‬ ‫أن انعدام الفكر الموجه يعد سببا اخر من أسباب تأخر المجتمع حيث ال توجد‬ ‫شخصيات فكرية تقوم بمهمة توجيه المجتمع‪ ،‬وتوحيده في أطر فكرية‬ ‫(عقائدية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬منطقية وسياسية)‪،‬‬ ‫فمنذ اكثر من عقد ونصف كان للغزو الثقافي والتقني واستخدامات االنترنيت‬ ‫تأثيرها واضحا غير بوصلة اتجاه غالبية أفراد المجتمع سلبيا لغياب متابعة‬ ‫الحكومة والنخب الفكرية والمنظمات اإلنسانية األخرى‪.‬‬ ‫ويمكن العمل على متبنيات اساسية للنهوض بالواقع العراقي نحو االفضل‬ ‫اولها‬ ‫أطالق حملة القضاء على الفساد وعلى الشعب والحكومة التعاون معا في‬ ‫القضاء على ظاهرة الفساد اإلداري والمالي‬ ‫وكذلك أطالق حملة التنمية البشرية ويلزم األهتمام بالثقافة العامة للشعب‬ ‫طبقا للرؤية المستقبلية‪ ،‬ووضع خطط تثقيفية لتجاوز ظاهرة العصبية‬ ‫العشائرية المخالفة لإلسالم وللقانون والقضاء على العصابات المنظمة‬ ‫ومافيات المخدرات‪.‬‬ ‫وتفعيل النهضة الزراعية من خالل وضع استراتيجية لزراعة وتصدير‬ ‫المنتجات الزراعية لكل العالم وتوفير فرص عمل ألكثر من ربع الشعب‬ ‫العراقي في مجال الزراعة‪.‬‬ ‫أن النهوض بالواقع الصناعي يعد الشرط االساسي لاللتحاق بالدول‬ ‫المتطورة وكذلك توفر وارد مالي كبير للبلد من خالل التصدير للخارج‬ ‫والقضاء على البطالة‪.‬‬ ‫ومع كوننا النعفي المواطن من تقصيره تجاه وطنه يلزم الحكومة األهتمام‬ ‫بالهوية الوطنية‪ ،‬التي تعلو فوق الثقافات القومية والطائفية والمذهبية‪ ،‬وتكون‬ ‫مثل الخيمة الكبيرة التي تحتضن كل الشعب والبد من رؤية مستقبلية وطنية‬ ‫تحقق طموحات الشعب في كل مجاالت الدولة‪ ،‬وتلزم الحكومات المتعاق‬

‫‪30‬‬


31


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪132‬‬

‫‪32‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.