مجلة زهرة البارون عدد 135

Page 1

‫‪135‬‬

‫رئيس التحرير البارون االخير محمود صالح الدين‬

‫اصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني السنة الثالثة‬

‫‪1‬‬


‫‪135‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬


‫‪135‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..............................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫هاشم االمام ‪ /‬د‪ .‬ابراهيم العالف ‪7........................................‬‬ ‫ال تجعل في حياتك قطة ‪ /‬عبد الرزاق احمد الشاعر ‪12.................‬‬

‫االمام الحسين ثورة ضد الظلم ‪ /‬رافع حازم الياس ‪16...................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫قمصان بيض بخطوط زرق ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪21................‬‬

‫وانت الجئ في اوروبا ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪24...........................‬‬

‫شعر‬ ‫جد بالوصال ‪ /‬د‪ .‬احالم غانم ‪26..........................................‬‬ ‫أنا المرثي ‪ /‬د‪ .‬وليد جاسم الزبيدي ‪27...................................‬‬ ‫تلك االقدار تعنفني ‪ /‬سامية البحري ‪29..................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪135‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪31.......................................‬‬ ‫ملف العدد ‪34..............................................................‬‬

‫اقالم شابة‬ ‫كلمات ‪ /‬سحر السعيدي ‪38...............................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫ثورة الحسين ‪ /‬قاسم الغراوي ‪39........................................‬‬

‫‪4‬‬


‫‪135‬‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫هي شخصية من العيار الثقيل تحدث عن الوطن أيام الشباب وهذا هو يعمل بما‬ ‫كان يقول لم يترك الوطن ولم ولن يزايد عليه رغم انه رقم صعب في تاريخ الدراما‬ ‫السورية وفي اخر لقاء له على احد القنوات التلفزيونية كان له سؤال (لماذا لم تترك‬ ‫الوطن) وقد كانت له إجابة هي اقرب الى المثالية وانا على يقين ان القول والفعل‬ ‫شيء واحد لهذا الرجل فأجاب من كان لك أم وقد ابتالها هللا بمرض هل سوف‬ ‫تتركها وتبحث لك عن ام ثانية والحق يقال لقد استوقفتني تلك الكلمات العظيمة‬ ‫قليلة الحروف كبيرة المعنى وهذا بالضبط ما نفتقده اليوم هو االنتماء الى للوطن‬ ‫ال للشخوص وبعيد عن السياسة الرجل منذ السنوات األولى له مواقف ال تتغير من‬ ‫أيام مسرحية كاسك يا وطن والنقد االذع لسياسة ورجالها وهذا ال يعني ان الرجل‬ ‫موالي الحد ومن اهم الدروس التي كانت في سيرة الرجل هي ان الوطن ليس‬ ‫شخص يذكر انما الوطن تاريخ الذي يقارن بالسمعه لدى الرجل فهناك رجال تدافع‬ ‫عن ما هو له فالوطن للجميع ويجب على الجميع الوقوف بجانب الوطن اذ ما لم‬

‫‪5‬‬


‫‪135‬‬ ‫به مرض أو تعرض لألذى اما من يمتلكون سياسة ان الحقيبة خلف الباب كلما‬ ‫اصابهم أذى انتشروا في األرض يتباكون على انفسهم مستعطفين الناس لمد يد‬ ‫العون التي تصل الى مصطلح االستجداء فهم من ينتمون الى فئات هجينه ال تمتلك‬ ‫ارث تاريخ او صلة مع األرض وهم كثر ولكن تبقى االصالة وحب األوطان ال‬ ‫ينتهي فمثل ما هناك وجود للخونة والعمالء هناك أناس تتمتع بالوطنية وحب‬ ‫األرض والبشر على اختالف االجناس واالعراق تختلف بهم الطباع فهذا الرجل‬ ‫له إمكانيات كبيرة للعيش خارج سورية بما يليق بشخصية التي تحمل تاريخ طويل‬ ‫من االبداع ولكنه رفض كل هذا ورفض الخروج من ارض الوطن فالوطن ليس‬ ‫كما يظن البعض انها ارض ممكن بيعها وشراء أخرى فالوطن ذكريات وقبور من‬ ‫نحب واحباب لنا هناك ما بين قريب وجار وحبيبه واالهم من هذا كله هذا هو روح‬ ‫العمل الجماعي من اجل نجاح مشروع الوطن فتناحر الفئات التي تنتمي للوطن‬ ‫من اجل ما يسمى حق تقرير المصير هي أكاذيب لتفريق الجماعات فالفرد والنجاح‬ ‫الذي يحققه في العطاء من خالل الحياة اليومية هو الكفيل الوحيد الذي يضمن لك‬ ‫تحدي درجة المواطنة التي تنتمي لها ففي الدول المتقدمة ليس كل الناس سوى‬ ‫وهذا ما يظنه بعض البشر فالعمل هو المعيار الوحيد لتحسين الوضع المعاشي في‬ ‫العالم اما ما يرددها االغبياء ان هناك فرق مغبونة الحق ليس هناك صحه لهذا‬ ‫الكالم ولنأخذ من تلك الشخصية قيمة عليا لحب الوطن وإذ ما كان هذا سوف يدرك‬ ‫الجميع قيمة الوطن لدى الفرد او الجماعة وهنا احب ان انهي ما بدأت بمقولة ‪...‬‬ ‫( ليس لألشجار حقائب سفر) ولهذا كتبت‬

‫‪6‬‬


135

7


‫‪135‬‬ ‫بعد االحتالل االميركي‪ -‬البريطاني لبلدنا العراق بأربعة أشهر اي في ‪ 28‬اب‬ ‫‪ 2003‬توفي صديقي المربي الكبير االستاذ هشام االمام ‪ .‬وهشام االمام لمن اليعرفه‬ ‫(معلم الصف االول االبتدائي ) ‪ ،‬وما ادراك ما معلم الصف االول االبتدائي ‪.‬‬ ‫واقول ان عالقتي بالمرحوم االستاذ هشام االمام تعود الى سنة ‪ 1962‬عندما كنا‬ ‫نُصدر نشرة مدرسية بعنوان " صوت الناشئة "‪.‬‬ ‫وقصة نشرة ( صوت الناشئة ) التي ترون صورتها الى جانب هذا الكالم قصة‬ ‫رويتها ‪ ،‬ونشرتها قبل فترة ومما قلته ‪":‬رحم هللا أساتذتنا ومربينا األوائل الذين‬ ‫كانوا يحرصون على تزويدنا بكل مايساعدنا على فهم الحياة‪ ،‬وإدراك أسرارها‬ ‫وبالشكل الذي يدفعنا لإلسهام في خدمة الوطن واألمة‪ ،‬وكانت (النشرات المدرسية)‬ ‫سواء منها الجدارية وغير الجدارية ‪ ،‬وسيلتهم الفاعلة في تنمية المواهب ‪،‬وتشجيع‬ ‫التالميذ على تعميق معلوماتهم‪ ..‬وكان من ابرز ما أصدرته المدارس نشرات‬ ‫إعدادية الموصل‪ ،‬والمتوسطة الشرقية ‪ ،‬واإلعدادية الشرقية ‪ ،‬ودار المعلمين‬ ‫‪،‬والمجموعة الثقافية ‪،‬وإعدادية الموصل للبنات‪ ،‬والمديرية العامة للتربية في‬ ‫محافظة نينوى‪ .‬يمكن أن نشير في هذا الحيز المقتضب إلى (نشرة اإللهام) التي‬ ‫أصدرتها إعدادية الموصل في كانون األول ‪ . 1945‬وقد حرر فيها الطلبة وكانت‬ ‫بأشراف المرحوم ذو النون شهاب ‪ .‬أما نشرة المستقبل التي أصدرتها الثانوية‬ ‫الشرقية في كانون ‪ ،1956‬فكانت متميزة في مقاالتها وأبوابها‪ .‬ومن الذين أسهموا‬ ‫في تحريرها (عبد الجواد ذنون ) و (عبد المحسن عقراوي) و(غازي حمودات) و‬ ‫(نديم احمد الياسين) و ( أكرم ضياء العمري) و (برهان المختار)‪.‬‬ ‫لم يقتصر األمر على المدارس في إصدار النشرات‪ ،‬فكثيرا ما اجتمع عدد من‬ ‫الطلبة‪ ،‬واتفقوا على إصدار نشرة أدبية اجتماعية ومنها العدد الذي اصدره عدد من‬ ‫طلبة المتوسطة المركزية واإلعدادية الشرقية وكنت انا واحدا منهم بأسم (صوت‬ ‫الناشئة) وكان يحرر من قبلهم ويتداوله الطلبة‪.‬‬ ‫ومن موضوعات العدد الرابع الذي صدر في مطلع السنة الدراسية ‪1961 _1960‬‬ ‫وكتب بخط الطالب في حينه ابراهيم خليل العالف ‪ ،‬كلمة العدد‪ ،‬ركن األدب‪،‬‬ ‫يزعجني ويعجبني ‪ ،‬ركن الرياضة‪ ،‬مسابقة العدد‪،‬قصة العدد ‪ ،‬أضحك‪ ..‬وقد ورد‬ ‫في ترويسة النشرة أن‪( :‬صوت الناشئة ‪ ،‬نشرة شهرية مدرسية ‪ ،‬يصدرها نخبة‬ ‫من الطلبة) ومن محرري النشرة ‪ ،‬هشام اإلمام‪ ،‬وكاتب هذه السطور إبراهيم خليل‬ ‫العالف ‪ ،‬وسالم خليل العالف‪ ،‬وأنطوان جميل أنطوان‪ .‬وفي ركن األدب كتب احد‬

‫‪8‬‬


‫‪135‬‬ ‫الطلبة عن الشاعر السوري (خليل مردم) ‪..‬وفي باب مختارات تطرق كاتبه إلى‬ ‫بعض األحاديث النبوية وكتب (رياضي هاو) عن لعبة المصارعة ‪.‬وفي باب (بريد‬ ‫المجلة) شكر الطلبة المشرفين على إصدار النشرة (رشيد بشير) على رسالته القيمة‬ ‫التي ضمنتها انتقاداته البناءة للنشرة ‪ .‬كما شكرت الطالب (هشام اإلمام) على جهوده‬ ‫في إعداد أغلفة النشرة‪.‬‬ ‫نعم كانت تلك تجربة صحيفة فتية مارسها عدد من الطلبة الذين أفادوا منها في‬ ‫مستقبل حياتهم‪.‬‬ ‫االستاذ هشام االمام من مواليد الموصل سنة ‪.. 1941‬أصبح معلما منذ سنة ‪1962‬‬ ‫‪ ،‬وكان بارعا في تعليم الطريقة التوليفية التي تمكن الطفل في الصف االول‬ ‫االبتدائي من الكتابة ‪..‬الانسى انه في يوم من االيام عثر على رزم من الوثائق‬ ‫والمراسالت الشخصية في القمامة وهو عائد الى بيته فجلبها لي على الفور وقد‬ ‫اودعتها في المكان الذي يجب ان تكون فيه خدمة للباحثين ‪....‬ويذكر االستاذ عبد‬ ‫البر الفرحة في مقال له في جريدة الشورى منشورة في ايلول سنة ‪ 2003‬ان‬ ‫االستاذ االمام كان يتلقى العشرات من كتب الشكر من وزارة التربية والمسؤولين‬ ‫لنجاحه التربوي وانتشار سمعته الطيبة بين المعلمين ‪.‬ومما قاله االستاذ الفرحة ان‬ ‫االستاذ االمام سلمه قبل وفاته رسالة الى ابنائه التالميذ جاء فيها ‪ " :‬اعذروني يا‬ ‫اطفال إذ لم استطع بمناداتكم يااوالدي فخدمتي لكم طيلة االربعين سنة الماضية قد‬ ‫اخذت مني كل مأخذ ‪..‬لكن الضير هنا في هذا المقام من مناداتي لكم بصيغة اخرى‬ ‫‪.‬ما رأيكم ب"يااحفادي " فالحفيد هو بمنزلة فلذة االكباد سواء بسواء ‪.‬‬ ‫ياأحفادي ‪..‬انتهى عام دراسي وستظل احداثه عالقة في اذهانكم الفتية ما حييتم ‪،‬فقد‬ ‫عشتم خالل ايامه المنصرمة جبروتا وظلما وتسلطا لم تعرف البشرية مثيال له على‬ ‫مر ازمنتها وعصورها ‪..‬عشتم كذلك مع ايامه تلك احتالل بلدكم وما صاحبه من‬ ‫فوضى وتخريب وتدمير ونهب وسلب لكن بودي هنا ‪..‬ايها االحفاد االعزاء ان‬ ‫اقول لكم ان ما رأيتموه وما عشتم احداثه في العام الدراسي الذي مضى ‪ ،‬لم يكن‬ ‫جديدا على ابائكم ‪.‬لقد عاشوه في كل يوم وعلى ما يزيد على ثالثة عقود مضت ‪..‬‬ ‫يا احفادي حفظكم هللا ذخرا للدين والوطن لي امنية لكم في بداية العام الدراسي‬ ‫الجديد ‪....‬امنية سهلة المنال اذا اخلصنا النية والتصميم نحوها وصعبة في الوقت‬ ‫ذاته ان كنا النزال نحمل بعضا من اثار الخوف والترهيب اللذين مورسا على‬ ‫ابائكم من قبل ‪.‬االمنية بأختصار شديد مفادها ‪:‬ان تقولوا الولياء اموركم التدفعوا‬

‫‪9‬‬


‫‪135‬‬ ‫فلسا واحدا بدون وجه حق الي مدير او معلم يريدان استغاللكم ان لم نقل سرقتكم‬ ‫‪..‬يجب ان تقولوا لذلك المدير ولذاك المعلم ان اللصوص قد ولوا مع زمانهم فما‬ ‫هو شأنكما بنجاحهم كي تأخذا الضرائب القرقوشية عليه فهم الذين حصلوا عليه‬ ‫بجدهم واجتهادهم ثم الم يكفيكما ما اخذتموه منهم بدعوى الدروس الخصوصية‬ ‫والسفرات المفتعلة ومدارس ما يسمى الجذب الجيد ؟‬ ‫يجب ان يقولوا لمعلميكم اعطوا ابناءنا حقهم من العلم والتربية وما تمليه عليكم‬ ‫ضمائركم الحية ‪...‬اعطوا البنائنا علما ينتفع به كي يكونوا منتجين له المستهلكين‬ ‫‪.‬‬ ‫يجب ان يقولوا ‪ ..‬يامدير اطفالنا التبع كتبهم وقرطاسيتهم على أرصفة الشوارع‬ ‫‪..‬التعطهم كتبا ممزقة بدال من تلك التي تبيعها ‪ ..‬يامدير المدرسة اطفالنا ‪..‬لماذا‬ ‫تبيع لنا استمارة القبول في الصف االول ‪..‬فهل انت بائع ام قائد تربوي ؟!‬ ‫ان تحققت هذه االمنية لكم ‪..‬فأرفعوا ايديكم يا أحفادي الى بارئكم قائلين ‪:‬يارب‬ ‫احفظ لنا مديرنا ومعلمينا نظيفين عفيفين من كل شائبة تعيق مسيرتنا التربوية‬ ‫والعلمية ‪..‬امين يارب العالمين " ‪.‬‬ ‫رحمك هللا صديقي االستاذ هشام االمام الطاهر العفيف النظيف المخلص ‪..‬لقد‬ ‫قضيت حياتك رجال مستقيما فتوجب علينا ان نذكرك ونذكر بك االجيال وقمين‬ ‫بكل معلم وتربوي ان يتخذك قدوة وقدوة حسنة وواعية ومدركة ‪.‬‬ ‫ولد االستاذ هشام محمد نجيب االمام في مدينة الموصل سنة ‪ , 1941‬كان والده‬ ‫يعمل إماما في الجيش العراقي ‪ ،‬وقد توفي وعمر هشام لم يكن يتجاوز ال ( ‪) 9‬‬ ‫سنوات ‪.‬‬ ‫وقد اكمل هشام االمام دراسته االبتدائية والمتوسطة ودخل دار المعلمين في‬ ‫الموصل وتخرج سنة ‪.1963‬‬ ‫عمل معلما في عدد من مدارس اقضية ونواحي الموصل منها ‪-‬عين سفني وحمام‬ ‫العليل ‪ ،‬وشارك في عدد من الدورات التدريبية التي كانت تنظمها وزارة التربية‬ ‫في بغداد والموصل ونسب للعمل في المدارس المتوسطة واالعدادية واصبح مديرا‬ ‫في متوسطة فلسطين ولكنه طلب اعفاءه من االدارة فتقل معلما في مدرسة االحرار‬ ‫االبتدائية ليحقق أُمنيته ويصبح معلما لتالميذ الصف االول وليعلمهم وفق الطريقة‬ ‫الخلدونية المعروفة والتي ابتدعها المربي الكبير االستاذ ساطع الحصري مدير‬

‫‪10‬‬


‫‪135‬‬ ‫المعارف العام منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في سنة ‪ 1921‬وقد حقق نجاحا‬ ‫متميزا ‪ ،‬لكنه وجد ان الطريقة التوليفية هي افضل من الطريقة الخلدونية ‪.‬لذلك بدأ‬ ‫بتعليم التالميذ بموجبها ‪.‬‬ ‫كما عمل في مركز فحص الدراسة االبتدائية لسنوات وقد عرف بنزاهته وانضباطه‬ ‫وكان مثاال للمعلم الذي يحمل رسالة ورسالة تنويرية ‪ ..‬وكان يقول أن التلميذ أمانة‬ ‫والمعلم راعيها" وهو في هذا ينطلق من الحديث النبوي الشريف " كلكم راع وكلكم‬ ‫مسؤول عن رعيته"‪.‬‬ ‫من االعمال التي برع فيها انه نظم العديد من الدورات للمعلمين المختصين بتدريس‬ ‫تالميذ الصف االول ‪ ..‬وكان همه نشر وتطبيق الطريقة التوليفية ‪ ،‬وقد نجح في‬ ‫ذلك ايما نجاح وحاز على إعجاب زمالءه وتالميذه والمسؤولين في مديرية تربية‬ ‫الموصل لذلك احبه تالميذه وأحبه زمالءه ونال الكثير من التكريمات وكتب الشكر‬ ‫من جهات تربوية عديدة ‪.‬‬ ‫ومما تميز به االستاذ هشام االمام انه كان رساما ماهرا ‪ ..‬كما كان بارعا في وضع‬ ‫الخطة اليومية للتعليم والتي كانت تفصيلية ودقيقة لذلك لم يكن عبثا في ان تطلق‬ ‫المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى اسمه على واحدة من مدارسها التي تقع‬ ‫بالقرب من مركز شرطة موصل الجديدة وجاء ذلك في نفس سنة وفاته رحمه هللا‬ ‫في الثامن والعشرين من آب سنة ‪. 2003‬‬ ‫رحم هللا االستاذ هشام االمام وفي عليين ومثواه الجنة جزاءلما قدمه لبلده ‪.‬‬

‫‪11‬‬


135

12


‫‪135‬‬ ‫في واد ناء من زمن قصي‪ ،‬أحس راهب هندي بدنو أجله‪ ،‬فدعا أقرب حوارييه إلى‬ ‫نفسه‪ ،‬وأسر إليه بخالصة تجاربه في الحياة‪" :‬أي بني! ال تجعل في حياتك قطة‪".‬‬ ‫ثم لفظ آخر أنفاسه‪ ،‬ومات‪ .‬وظل الشاب زمنا ال يفطن إلى رسالة معلمه‪ ،‬وال يعلم‬ ‫مدلولها حتى التقى ذات صدفة بصديق شيخه‪ ،‬فأشركه في أمره‪ .‬ولما كان العجوز‬ ‫يعلم عن صديقه الراحل ما ال يعلمه حواري قريب وال صاحب بالجنب‪ ،‬جلس‬ ‫الراهب الشاب بين قدميه في خضوع ليطلع على تفاصيل القصة‪.‬‬ ‫وكانت الحكاية تتصل بعهد قريب‪ ،‬في قرية غير بعيدة عن موقع الحدث‪ .‬هناك‪،‬‬ ‫قرر شاب أن يختلي بربه‪ ،‬وأن يهجر كل المشتتات التي تحول بينه وبين صفاء‬ ‫الروح من متعلقات مادية ودنيوية‪ .‬وذات ليلة‪ ،‬قرر الشاب أن يهجر مخدعه‪ ،‬وأن‬ ‫يذهب إلى البعيد للقاء ربه‪ .‬فحملته قدماه إلى صحراء بلقع‪ ،‬ال زرع فيها وال نساء‪.‬‬ ‫حط الشاب رحاله‪ ،‬وجمع ما تيسر له من أعواد حطب ليشيد معبده الخاص بعيدا‬ ‫عن مغريات الدنيا‪ .‬ولما انتهى‪ ،‬رفع يديه نحو السماء طالبا العون والمدد‪ ،‬مناجيا‬ ‫ربه‪" :‬هربت من كل قريب‪ ،‬وهرعت إليك أيها الحبيب ‪ ..‬فال تكلني إلى نفسي‬ ‫طرفة عين‪ ،‬وال تزغ قلبي بعد إذ هديتني‪ ".‬وطوى الشاب ثيابه تحت رأسه ونام‪.‬‬ ‫ولم تشرق الشمس عدة أيام بعدها‪ ،‬حتى فشا أمر الشاب وانتشر‪ ،‬وعلم أهل قرية‬ ‫قريبة بأمره‪ ،‬فأتوه شعثا غبرا يتبركون به‪ ،‬ويتقربون بالتودد إليه من هللا زلفى‪ .‬ولم‬ ‫يكن لدى الشاب الزاهد غير ثوبين خشنين يستر بهما عظامه النحيلة‪ .‬لكن فأرين‬ ‫كبيرين قررا أن يشاركاه مخدعه‪ ،‬وثيابه‪ .‬وسرعان ما بدا جلد العابد البض للزائرين‬ ‫رغم كل محاوالته اليائسه إلخفائه‪ .‬وهنا قرر أهل القرية إعانته على ما ابتاله هللا‬ ‫به‪ ،‬فأهدوه قطة تموء‪ .‬وسرعان ما عاد السكون ليخيم على صومعة العابد‪.‬‬ ‫لكن العابد وجد نفسه مضطرا لزيارة القرية كل صباح لجلب بعض الحليب لقطته‬ ‫الصغيرة‪ .‬فتطوع أحد أغنياء القرية ببقرة حلوب‪ ،‬يشرب العابد من لبنها ويسقي‬ ‫قطته‪ .‬لكن هذا لم يغن الراهب عن رحلته الصباحية المعتادة‪ ،‬ليستجدي الحشائش‬ ‫من الفالحين إلطعام بقرته‪ .‬وبعد عدة أيام من الرحلة المضنية‪ ،‬رق قلب أحد‬ ‫األثرياء للعابد الشاب‪ ،‬فأهداه جارية تغسل ثيابه‪ ،‬وتجهز طعامه‪ ،‬وترعى بقرته‪.‬‬ ‫وكما حدث لعابد بني إسرائيل الذي فر من المرأة‪ ،‬فأتاه الشيطان بها حتى باب‬ ‫صومعته‪ ،‬وقع الشاب في الخطيئة‪ ،‬وأنجب أطفاال من الجارية‪ ،‬وحنث بالعهد مع‬ ‫هللا‪ ،‬فأقبل على الدنيا التي منها أدبر‪ ،‬وانشغل بما خلقه هللا له عما خلق هو من‬

‫‪13‬‬


‫‪135‬‬ ‫أجله‪ .‬وتحول الزاهد القديس إلى رجل بائس يزدريه الناس ويتندرون عليه كلما مر‬ ‫بهم أو عرجت بهم األحاديث إلى ذكره‪ .‬ولم يكن ذلك الشاب إال الراهب الفقيد‪.‬‬

‫شجرة الخلد قد تكون مجرد تفاحة معصية أو قطة تموء تحت قدمي عابد‪ .‬والشيطان‬ ‫يجيد غزل خيوطه حول ضحاياه من البشر‪ ،‬ويعلم أن المرأة طريقه الحرير الذي‬ ‫يقود القوافل نحو الهاوية‪ .‬وألنه تمرس في الغواية منذ حادثة الطرد‪ ،‬فهو يعلم علم‬ ‫اليقين أن سهام اللواحظ قادرة على إخراج أصدق العباد من محراب العبودية‪ ،‬وأن‬ ‫تعرجات جسد المرأة تفوق مفعول الخمر وسحر الملكين ببابل هاروت وماروت‪.‬‬ ‫ولهذا‪ ،‬يطور إبليس أسلحته الفتاكة كل صباح‪ ،‬ويضيق كل مساء عيون شباكه حتى‬ ‫ال يستطيع أن يفر من قبضته عابد أو زاهد كبيرا كان أو صغيرا‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫‪135‬‬ ‫"كن على حذر من النساء يا أناندا‪ "،‬قالها بوذا ذات يوم حين استنصحه حواريه‬ ‫المقرب‪ ،‬ألنه كان يعلم علم اليقين أن المرأة أشد أسلحة الشيطان فتكا‪ ،‬وأقواها فتنة‬ ‫وحذرنا من فتنتها خير البشر‪ ،‬حين قال‪" :‬فاتقوا‬ ‫لقلوب العباد‪.‬‬ ‫الدنيا واتقوا النساء‪ ،‬فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء‪ ".‬كل التفاصيل‬ ‫تؤدي إذن إلى المرأة‪ .‬والمرأة في عرف الشيطان غواية‪ ،‬يضل بها العابدين‪،‬‬ ‫ويختبر بها قلوب الصادقين‪ ،‬ليحتنك الناس أجمعين‪.‬‬ ‫الرمز هنا ال يربط بين الشيطان والمرأة‪ ،‬فخير متاع الدنيا المرأة الصالحة كما قال‬ ‫الصادق األمين‪ ،‬لكنه يربط بين المرأة والغواية‪ ،‬وشتان بين امرأة تهدي إلى الجنة‪،‬‬ ‫وأخرى تخرجنا منها‪ .‬المرأة في القصة قطة‪ ،‬تطرد الفئران‪ ،‬لتخلي بين العابد‬ ‫وربه‪ ،‬وتقم الصومعة وتغسل الثياب وترعى للشاب بقرته‪ .‬لكنها في المقابل دنيا‪،‬‬ ‫يفر المرء منها حين يمتلك رأسه ليذهب إلى ربه ألخذ األلواح أو للتعبد في الغار‪.‬‬ ‫لكن الشيطان يقف لقلبك بالمرصاد‪ ،‬فهو يغار من خلوة العابد بربه‪ ،‬وتراه يسعى‬ ‫جاهدا إلفسادها بكافة الوسائل‪ .‬فإن لم تكن الغواية تفاحة‪ ،‬فهي شجرة خلد وملك ال‬ ‫يبلى‪ ،‬أو هي قطة تموء فتطرد الجرذان لتأتي بالمرأة‪ .‬والغاية في النهاية واحدة‪،‬‬ ‫فأي انحراف بسيط في أول خطوة‪ ،‬كفيل بإعادتك إلى مسقط متاهتك وغفلتك‪ .‬لكنك‬ ‫حين تعود إلى أرض ضاللك القديم‪ ،‬فإنك تكون مثقال بالذنب‪ ،‬وقد ال يمهلك األجل‬ ‫لتبدأ خلوة جديدة‪.‬‬ ‫لهذا كان للرمز في المثولوجيا القديمة أهميته‪ ،‬وكل لبيب بالحكاية يفهم‪ .‬فإياك أيها‬ ‫العابد أن تقتني قطة وإن أكلت الفئران ثيابك‪ .‬وال تبدأ الخطوة األولى‪ ،‬وإن كانت‬ ‫مجرد نظرة عابرة على صفحة انترنت‪ ،‬فالشيطان يعلم جيدا من أين تؤكل الروح‪،‬‬ ‫ويجيد نصب شباكه على كل الطرق المؤدية إلى هللا‪ .‬والشغف أول طريق الهالك‪،‬‬ ‫فال تأخذنك عيناك إلى تفاحة محرمة أبدا‪ ،‬وال تجرنك قدماك خارج صومعتك إال‬ ‫لضرورة ملحة جدا‪ .‬واستفت في النهاية قلبك وإن أفتاك التقدميون وأفتوك‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪135‬‬

‫رافع حازم الياس‬ ‫محام ‪ -‬صحفي‬ ‫طالما أن هنالك ظالمين يتحكمون بمصائر‬ ‫الشعوب بالقهر والظلم والتعسف ‪ ،‬وطالما‬ ‫ثمة نفوس تواقة إلى إحقاق الحق وإبطال‬ ‫الباطل ‪ ،‬فأن هناك بصيص أمل يكاد‬ ‫نوره يبهر األلباب لمن أراد أن يتعرف‬ ‫عليه ويتعاطى معه إزاء معالجة‬ ‫المشاكل التي تحيق به من كل حدب‬ ‫وصوب ‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق ‪ ،‬فإنه يحق لكل أمة أن‬ ‫تقتبس من ذلك البصيص ‪ ،‬لتبديد الظالم الذي‬ ‫رفعوا لواء‬ ‫يكتنفها ‪ ،‬والسعي حثيثا ً القتفاء أثر المصلحين ‪ ،‬الذين‬ ‫الحرية ‪ ،‬ودافعوا عن كرامة اإلنسان ‪ ،‬ليكون حرا ً بعيدا ً عن كل أشكال العبودية‬ ‫زودوا األمة أمصال المناعة ضد كل احتقان سياسي أو‬ ‫واالستبداد ‪ ،‬أولئك الذين ّ‬ ‫طائفي أو عنصري ‪ ،‬وألبسوا اإلنسانية حلتها الجديدة الناصعة في التعاطي مع‬ ‫األحداث بالسلوك القيمي واألخالقي ‪ ،‬الذي ينأى بطبعه عن كل العصبيات القبلية‬ ‫واإلثنية والقومية ‪.‬‬ ‫فمن حق األمة المتحررة أن تفتخر بروادها الذين أسسوا للحرية ‪ ،‬وحفروا في‬ ‫التاريخ القديم والمعاصر أخاديد الحب والكرامة واإلباء ‪ ،‬ومن بين أولئك األفذاذ ‪،‬‬ ‫الذين من حقنا أن نفتخر بهم اإلمام الهمام سيد األحرار الحسين بن علي (عليه‬ ‫السالم) وكيف ال ؟ ونحن ال نجد في سيرته المباركة سوى معاني اإلخالص‬

‫‪16‬‬


‫‪135‬‬ ‫والثورة ضد كل أنواع الفساد ‪ ،‬والدفاع عن حقوق اإلنسان بما هو إنسان بغض‬ ‫النظر عن انتمائه ! وهذا المعنى يتجلى في سيرته المباركة ‪ ،‬وهو ما عبر عنه‬ ‫حينما صدح صوته في صحراء كربالء مخاطبا أعداءه ( ْ‬ ‫إن لم يكن لكم دين وكنتم‬ ‫ال تخافونالمعاد ‪ ،‬فكونوا أحرارا ً في دنياكم‬ ‫أما إباؤه للضيم و مقاومته للظلم و استهانته القتل في سبيل الحق و العز فقد ضربت‬ ‫به األمثال و سارت به الركبان و ملئت به المؤلفات و خطبت به الخطباء و نظمته‬ ‫الشعراء و كان قدوة لكل أبي و مثاال يحتذيه كل ذي نفس عالية و همة سامية و‬ ‫منواال ينسج عليه أهل اإلباء في كل عصر و زمان و طريقا يسلكه كل من أبت‬ ‫نفسه الرضا بالدنية و تحمل الذل و الخنوع للظلم‪ ،‬و قد أتى الحسين عليه السالم‬ ‫في ذلك بما حير العقول و أذهل األلباب و أدهش النفوس و مأل القلوب و أعيا األمم‬ ‫عن أن يشاركه مشارك فيه و أعجز العالم أن يشابهه أحد في ذلك أو يضاهيه و‬ ‫أعجب به أهل كل عصر و بقي ذكره خالدا ما بقي الدهر‬ ‫لما أحيط به بكربالء و قيل له ‪ :‬أنزل على حكم بني عمك ‪ ،‬قال ‪ :‬ال و هللا ! ال‬ ‫أعطيكم بيدي إعطاء الذليل و ال أقر إقرار العبيد ‪ ،‬فاختار المنية على الدنية و ميتة‬ ‫العز على عيش الذل ‪ ،‬أقدم الحسين عليه السالم على الموت مقدما نفسه و أوالده‬ ‫و أطفاله و أهل بيته للقتل قربانا وفاء لدين جده صلى هللا عليه وآله وسلم بكل سخاء‬ ‫و طيبة نفس و عدم تردد‬ ‫هذا الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السالم سيد الشهداء وأبو األحرار‬ ‫ان عاشوراء والحسين هذين االسمين المقترنين يعبران عن االنسانية التي تطالب‬ ‫بالعدالة واالصالح في المجتمع ونبذ الظلم والتسلط والديكتاتورية على رقاب‬ ‫الشعوب ‪ ،‬واراد ان يوصل رسالة لنا هي الحرية والتحرر من كل االحتالالت‬ ‫العقائدية والعسكرية والظلم والجبروت بأسم االسالم وبأسم االنسانية الحقيقية بعيدا‬ ‫عن البهيمية النكراء المقرونة بالجهل والغفلة ‪ ،‬الحسين ال يريدنا ناكل وننام‬ ‫وكالجمال تذهب وترجع حسب برنامج فسلجي ‪ .‬او ان نعيش عيشة الرق والعبودية‬ ‫يتحكم بنا من هو ليس اهال للقيادة فيذهب امرنا في سفال والى سفال ما لم نعود‬ ‫الى الحقيقية والواقع ‪.‬‬ ‫فالحسين عليه السالم يريد منا ان نعيش بسالم‬ ‫ان نعيش بحرية تامة ال تشوبها القوانين الوضعية المتعجرفة‬

‫‪17‬‬


‫‪135‬‬ ‫ان نعيش بال احتالل عقائدي فاسد ودين كالسيكي انتهازي وقيادات غبية خائنة‬ ‫ولتها االمة ال مباالة ومسامحة واهمال ‪.‬‬ ‫ان نعيش بال احتالل عسكري من اجنبي عدو لإلسالم والمسلمين ‪ ،‬بال امريكيين‬ ‫بال شركات امنية وال جنود وال مدربين وال تعدي ممن لبس االسالم زيا وروتينا‬ ‫لتحقيق مآربة الشخصية‬ ‫ان نعيش ونعرف من هو الحسين في عصرنا الحالي وكيف ننصره وننتصر له‬ ‫ونضحي كما ضحوا االصحاب من ذي قبل‬ ‫ان نعيش ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ‪ ،‬هذه الفريضة المهملة ظلما وعدوانا‬ ‫وليس االمر والنهي ان اقول لك صل ِ او صم او اطع والديك او تصدق او ‪ ..‬او‬ ‫‪ ..‬من االمور االخالقية والقشور الدينية بل يريد الحسين االمر بالمعروف والنهي‬ ‫عن المنكر الحقيقيين‬ ‫ان تعرف المنكر والمعروف وتشخصهما ومصلحتهما لألمة ‪ ،‬ان تكون مسلم‬ ‫رسالي تضع ارث ووصمة عز في حياتك‬ ‫فأما حياة تسر الحسين او ممات لحفظ الجبين‬ ‫الحسين يريد منا ان نسير بسيرة جده االمين واباه امير المؤمنين عليهما السالم‬ ‫وهي االصالح ان نشخص الظالم ونسميه ونفضحه ونخزيه في الدنيا واآلخرة ال‬ ‫ان نجامله ونصقف له وننتخبه ونرشحه ونبرر عمله وندافع عنه ؟‬ ‫الحسين كان يريد حكومة اسالمية تضمن حق الجميع بغض النظر هذا سني وهذا‬ ‫شيعي وهذا مسيحي او على حساب االثنية او القومية او أي مسمى بل هو يتعامل‬ ‫وفق سيرة ابيه االمام علي عليه السالم (ان لم يكن اخ لك في الدين فهو نظير لك‬ ‫في الخلق) وهذا حقه فالقرآن والسنة حافالن بالنصوص التي توجب اقامة دولة‬ ‫عادلة اسالمية تحفظ حق الجميع ‪.‬‬ ‫واخير الحسين يريد منا ان نكون (انسان) وليس (بهيمة)‬ ‫االمام الحسين رسالة لكل األحرار والمظلومين والمحرومين في كل مكان من‬ ‫االرض فصرخة الحسين ليس حكرا على دين او مذهب او امة وهي صرخة ضد‬ ‫كل كاذب سارق مغتصب مزور مرتشي ظالم قاتل محتكر ضد كل فاسد ومفسد ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إن القول بأن واقعة الطف حدث عابر ‪ ,‬وأمر انتهى ‪ ,‬وال يجوز الوقوف عنده هو‬

‫‪18‬‬


‫‪135‬‬ ‫خطأ في تقييم الواقعة وقراءة تفاصيلها ودالالتها ‪ ،‬والقول إن األمر يتعلق بفئة أو‬ ‫ملّة دون اُخرى أو حتّى حصر األمر بالعرب أو المسلمين لهو ظلم جديد يُرتكب‬ ‫سالم) شهيدا ً ‪.‬‬ ‫بعد ‪ 14‬قرنا ً من رحيل الحسين (عليه ال ّ‬ ‫سالم) كريم ُ‬ ‫ابن كريم ‪ ،‬طاهر ابن طاهرة ‪ ،‬أصي ٌل من‬ ‫الحسين بن علي (عليه ال ّ‬ ‫نسب أصيل ‪ ،‬يُقتل وتُسبى نساؤه ‪ ,‬وي ّ‬ ‫ُجز رأسه ‪ ,‬ويُحمل إلى الشام دون أن يجد‬ ‫ناصرا ً له ‪ ،‬يصرخ ‪ (( :‬أال هل من ناصر ينصرني ؟ )) ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫سالم) أصبح العرب والمسلمون واإلنسانيّة الحرة أمام‬ ‫باستشهاد الحسين (عليه ال ّ‬ ‫مسؤولية كبيرة ‪ ,‬فال أحد منّا يستطيع الزعم ّ‬ ‫أن له شرفا ً عظيما ً كشرف الحسين‬ ‫سالم)‬ ‫سالم) ‪ ,‬أو مقاما ً كمقامه ‪ .‬ورغم ذلك حدث للحسين وأهله (عليهم ال ّ‬ ‫(عليه ال ّ‬ ‫يبرر المنهزمون المتخاذلون عن نصرة الحق هزيمتهم‬ ‫ما‬ ‫تقشعر له األبدان ‪ ،‬فكيف ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتخاذلهم ؟!‬ ‫كيف الوفاء ؟‬ ‫سالم) ‪ ،‬بل أن نبكي عليه في ذكراه ‪ ،‬ونقيم‬ ‫جميل أن نحيي ذكرى الحسين (عليه ال ّ‬ ‫المحاضرات والندوات ‪ ،‬ونستغل الفرصة لجعل هذه الذكرى لنا جميعا ً ‪ ,‬وعدم‬ ‫التناكف وحصرها في إطار مذهبي ضيق ‪ .‬ولكن ما فائدة البكاء والوقوف على‬ ‫األطالل ممن يتحالف مع األعداء والطغاة ‪ ,‬ثم يأتي مدّعيا ً حبه للحسين (عليه‬ ‫سالم) ؟!‬ ‫ال ّ‬ ‫ولعمري قول القائل ‪:‬‬ ‫يا من رأى حبَّ ال ُحسين تشيّعاً‪ ...‬إن الـتـشيّع ثـورة ٌ وجـها ُد‬ ‫ُ‬ ‫الكفر واإللحا ُد‬ ‫الحسين على الظلم لفس ِق ِه‪ ...‬ولـقد غـزانا‬ ‫ثـار‬ ‫ُ‬ ‫سالم) بأن يخون المبادئ التي قضى‬ ‫وكيف يرضى من يدّعي نسبا ً بالحسين (عليه ال ّ‬ ‫سالم) نحبه من أجلها ؟!‬ ‫الحسين (عليه ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجتز رأسه‬ ‫سك بالمبادئ التي‬ ‫سالم) يكون بالتم ّ‬ ‫إن الوفاء الحقيقي للحسين (عليه ال ّ‬ ‫سالم) بالسير على نهجه ونهج أصحابه في‬ ‫في سبيلها ‪ .‬الوفاء للحسين (عليه ال ّ‬ ‫الوقوف في وجه الطغيان ‪ ,‬ودرء الظلم عن الناس ‪ ،‬بغض النظر عن (موازين‬ ‫سالم) باستشعار بذله للغالي والنفيس من نفس ومال‬ ‫القوى) ‪ .‬الوفاء للحسين (عليه ال ّ‬

‫‪19‬‬


‫‪135‬‬ ‫‪ ,‬وعدم القبول بالذلة حين صرخ صرخةً صادقة معبرة ‪(( :‬هيهات منّا الذلة !))‬ ‫سالم) يكون بعدم إغفال التربية السليمة الصحيحة القائمة‬ ‫‪ .‬والوفاء للحسين (عليه ال ّ‬ ‫على غرس ال ُمثل والقيم النبيلة في المرء ‪ ,‬بحيث ال يتخلّى عن هذه المبادئ تحت‬ ‫طف كيف ّ‬ ‫أن من يتخلّى عن ال ُمثل وينبذ‬ ‫أي ظرف ؛ ألننا رأينا في سيرة وقعة ال ّ ِ‬ ‫يتحول إلى وحش بشع ‪.‬‬ ‫القيم‬ ‫ّ‬ ‫ثورة الحسين صرخة منذ الماضي وحتى الحاضر والى المستقبل الحياء الضمائر‬ ‫وتنوير العقول المظلمة وماء الينضب ليروي االرداة لدى الشعوب المقهورة ‪...‬‬ ‫وتبقى تلك الثورة لتحطم جدران الصمت والتجاهل للحقيقة ‪ ...‬أنها بحق ملحمة‬ ‫الخلود‬

‫‪20‬‬


‫‪135‬‬

‫احمد جارهللا ياسين‬ ‫عند قبولك في الدراسات العليا تذكر انك‬ ‫عدت مجددا تحت الوصف الجميل‬ ‫(الطالب) بكل مايحمله من حقوق له‬ ‫وواجبات مطلوبة منه بغض النظر عن‬ ‫عمرك او مهنتك او منصبك ‪..‬ولن يغير‬ ‫هذا الوصف شيء اخر ‪..‬‬ ‫ال الحقيبة الجلدية التي تحملها‬ ‫وال القاط وال الرباط ‪..‬وال الوجه‬ ‫العبوس القمطرير‬ ‫انت طالب ‪..‬وطالب علم ‪.‬‬ ‫وهل في الكون اجمل من هذه المهمة التي مازلنا جميعا نؤدي دورها ‪..‬سعيا خلف‬ ‫المعرفة ‪..‬‬ ‫لقد سعينا الى الدراسات العليا في التسعينيات‬ ‫عندما كانت الشهادة القيمة مادية لها ‪..‬‬ ‫وكان الناس يفرون من الوظيفة سعيا خلف الرزق االوفر ‪..‬وكانت تجارة السكائر‬ ‫تعادل الحصول على الماجستير اما الفالحة وخاصة بالحنطة والشعير فتعادل‬ ‫الدكتوراه ‪..‬‬

‫‪21‬‬


‫‪135‬‬ ‫وكانت الدراسة هما ثقيال ‪..‬النها من وجهة نظر المجتمع غير مجدية او مفيدة‬ ‫مادامت ( ماتوكل خبز ) ‪..‬‬ ‫وصفونا بالمجانين عندما قررنا اكمال الدراسات العليا ‪..‬وكان االقارب ينظرون‬ ‫الينا مثل لطخة العار في جبين العشيرة التي جلبها مجانين يبحثون عن الحياة في‬ ‫كتاب ‪..‬وليس في عمل تجاري وفير الربح‬ ‫جعلونا نضطر الى حمل الكتب في سالت سود كي اليرى احد فضيحتنا ‪..‬‬ ‫وشمل الحصار‪ ..‬الكتب التي كان الحديث منها نادرا نعوضه باالستنساخ ‪..‬كلما‬ ‫خرق سور الحصار كتاب جديد هرعنا اليه باالستتساخ والنقل بخط اليد احيانا ‪..‬‬ ‫كانت النقود القليلة في جيوبنا امام خيارين اما الذهاب الستنساخ الكتب او شراء‬ ‫مالبس البالة التي كانت غاية ما نحلم به للتبختر بها امام القارورات الجامعيات‬ ‫‪..‬وكنا نفضل الخيار االول الن مالبس البالة في النهاية اليمكن ان تكون عربون‬ ‫محبة ابدا ‪..‬لنساء يحلمن بالذهب والياقوت وسيارات السلبرتي والكابرس في ايامها‬ ‫التسعينية الذهبية ‪..‬‬ ‫كنا نضع ورق الكاربون تحت الورق االبيض الستنساخ يدوي بدائي وسريع‬ ‫للمحاضرات وهي تسرد مباشرة من لسان د‪ .‬عمر الطالب ‪..‬ونخشى ان يفوتنا‬ ‫حرف منها فهذا االستاذ كنز معرفي ومنجم نادر ‪..‬‬ ‫نمر بالمطاعم ‪..‬فال نحلم باكثر من لفة الفالفل‪ ..‬واحدة فقط ‪..‬مع شاي الحصار‬ ‫الرديء ‪..‬لمقاومة طعمها الحاد ‪..‬ولم نكن نعلم اننا نؤسس لخراب كبير في مملكة‬ ‫القولون مستقبال ‪..‬بهذه الفالفل الرديئة ايضا ‪..‬‬ ‫كنا نسكن في المكتبة المركزية اكثر مما نسكن في بيوتنا ‪..‬حفظنا جدرانها وسقوفها‬ ‫وتآلفنا مع غبارها والشخابيط على منضداتها وقلوب الحب المخترقة باالسهم على‬ ‫جدران مغاسلها ‪..‬وتكاد‪ .‬الشمس تغيب عندما نخرج منها مساء ‪..‬محملة ايدينا‬ ‫بالكتب المستعارة التي نبدا قراتها في الحافالت المتوجهة نحو باب الطوب ‪..‬‬ ‫وكانت امهاتنا تعاتبنا من كثرة مااتسخت قمصاننا البيض بخطوط عابرة القالم‬ ‫الجاف التي ال تفارق اصابعنا ‪..‬وتتعب اصابع امهاتنا في محوها ‪..‬‬ ‫االن هنيئا لالمهات القمصان البيض التي تظل نظيفة بفضل الكتابة والقراءة على‬ ‫اجهزة الكترونية نظيفة وانيقة ‪..‬‬

‫‪22‬‬


‫‪135‬‬ ‫البأس بذلك ‪..‬‬ ‫االن يا أمي ادركت كم انا مدين لك باالعتذار الصابعك عن كل ما تسببت لهن من‬ ‫تعب في غسل قمصاني البيض ايام التسعينيات التي طرزتها بخطوط من جرات‬ ‫غير مقصودة بقلم الجاف ‪..‬وانا ادون بها قصاصات رسالتي للماجستير حينذاك ‪..‬‬ ‫االن يا امي وانت في قبرك ‪.‬‬ ‫ليس من الصعب عليك ابدا ان تمدي اصابعك‬ ‫القبلها معتذرا ‪...‬‬ ‫فما انا عليه االن لم يكن سوى معجزة من معجزات تلك االصابع ‪..‬‬ ‫التي ماتزال ‪ -‬واتخيلها ‪ -‬تمسح جبيني بالمعوذات ‪..‬‬ ‫قبل النوم ‪..‬‬ ‫وتبعد بها عين الحاسدين عن ولدها الذي يقصي االلقاب جميعا التي تحاصر اسمه‬ ‫مكتفيا باسمه الذي لها فضل تسميته به ‪ :‬احمد ‪..‬‬

‫‪23‬‬


‫‪135‬‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫ ال تحدث صديقك االوروبي عن اصلك وفصلك ‪ ،‬وتخبره ان جدك كان مشهورا‬‫بالكرم الن الكرم تبذير عندهم ‪.‬‬ ‫ ال تحدث صديقك االوروبي عن ابداعات عماتك وخاالتك زكية ومهدية وحمدية‬‫وتسواهن وتاضي في فنون صنع الطعام وقوالب الكعك ‪ ،‬الن االوروبي ال يؤمن‬ ‫كثيرا بصلة الدم ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫‪135‬‬ ‫ ال تفسر له ابعاد القضية ‪ ،‬النه ال يعرف ما القضية ‪.‬‬‫ ال تزعجه بتاريخ اجدادك العرب في الشعر واالدب ‪ ،‬وال تخبره عن تمثال ابي‬‫تمام امام سوق االربعاء ‪ ،‬وال تلقنه بيت المتنبي ‪ :‬الخيل والليل ‪ .....‬النه بال شك‬ ‫يملك سيارة بي ام دبليو وليس مضطرا لركوب خيل المتنبي ‪.‬‬ ‫ ال تشرح له كثيرا عن فلسفة العكال واسباب لبسه ‪ ،‬وال تخبره ان العكال احد‬‫رموز الشرف وهو قد رأى قبل ذلك كيف يأتي الخليج بعكاله ليلهو في اوروبا ‪.‬‬ ‫ ال تفتح معه موضوعا مطوال في السياسة والفساد الحكومي النه ال يتدخل فيما‬‫ال يعنيه ‪.‬‬ ‫ ال تحدثه عن الموال العراقي وياس خضر ورياض احمد وسعدي الحلي واحمد‬‫عزيز الجبوري ونوري النافولي النه ال يعرف ما هي الربابة وال يحب العتابة ‪.‬‬ ‫ال تحدثه عن منتخبنا الوطني وبطوالت الخليج التي احرزها ‪ ،‬فهو ان كان المانيا‬ ‫فلديهم اربعة كؤوس عالمية وليسوا بحاجة لكأس الخليج ‪.‬‬ ‫ ال تحدثهم كثيرا عن شوايات الدجاج ومطاعم الفالفل التي ليس لديها فرع اخر‬‫وباجة المهند ومطعم بيت جدك ‪ ،‬فالتفاخر بالطعام يعد عيبا عندهم ‪.‬‬ ‫ ال تحدثهم عن عمارة االورزدي الشاهقة النها ال تعادل كوخا صغيرا في اطراف‬‫احدى القرى االوروبية ‪.‬‬ ‫ ال تقل لهم انك عبيدي او جبوري او دليمي او سبعاوي ‪ ،‬النه ال يعرف ان كانت‬‫هذه اسماء قبائل ام اسماء اطعمة ‪.‬‬ ‫تجنب ذلك كله وانت الجيء النك ان ذكرتها له سيقول لك ‪ :‬اذا كنت تملك هذا‬ ‫المجد كله فلماذا جئت الجئا الى بلدي ‪ ،‬فقط حاول ان تكون اليفا كالقطط وال تبرز‬ ‫عضالتك وشقاواتك الشارع حلبية كي تنعم بحياة سعيدة ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪135‬‬

‫د‪.‬أحالم غانم‬ ‫ُجــ ْد ِبـالـ ِوصا ِل َفـ َعـ ْي ُن الـلَّـ ِه ُمـ ْلـت َ َجأ ُ‬ ‫َ‬ ‫الـحـق ِإن َرقَــدوا‬ ‫ق‬ ‫الـر‬ ‫اقـدون ِطـبَـا َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬

‫ســر الـقـلوب َلـنـا فـي وصْـ ِلها َنـ َبأ ُ‬ ‫‪...‬‬ ‫ُّ‬ ‫طأ ُ‬ ‫‪ ...‬و الـ ُمـصطفون ِإذا ال يُـجْ تَبَى َخـ َ‬ ‫المل ُ‬ ‫ــزهـر َ‬ ‫ِبــ َهــا‬ ‫دوائـــر ِمـ ْنـ َهـا يُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫عر راودَني‬ ‫أوا ُه بـيـتُ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ْن قُـ ْلـتُ َّ‬ ‫الـش ِ‬ ‫‪...‬‬ ‫ُـل نـافل ٍة‬ ‫يـا ُ‬ ‫سـبْحةً أَسـفرت عـن ك ِ‬

‫شأ ُ‬ ‫ال أَنـتـجتْ بـعـدكَ الـقدِيسةُ الـنَّ َ‬

‫سـوار لـه‬ ‫قــوم ال‬ ‫دار‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫حـلـلتُ فــي ِ‬

‫‪...‬‬

‫سـيَّ َ‬ ‫ق و الـ َهدَأ‬ ‫ـان عـنـدهم الـت َّ ْ‬ ‫ص ِفي ُ‬ ‫ِ‬

‫ئ‬ ‫ب فيه العُ ْم ُ‬ ‫ق ُم ْمت َ ِل ٌ‬ ‫اِنظر ِإلى القل ِ‬

‫‪...‬‬

‫ئ‬ ‫حـتَّى هـواكَ ‪ ..‬عـلى أسـمائ ِه فَتِ ُ‬

‫سالتُ عن بع ٍد فتحملني‬ ‫تبكي ال ُم ْر َ‬ ‫خـمـيلةٌ كـنتُ أشـكوها وبـي ظـمأ ٌ‬

‫‪...‬‬

‫قـصـيـدةٌ مـــن قـوافـيـها و تـنـكفئ‬

‫‪...‬‬

‫والـيـو َم يَـسـك ُن فـيـها ذلـكَ الـظ َمأ ُ‬

‫ق‬ ‫أر ٌ‬ ‫فــلـي بـنَـاي ِ فــؤادي بـعـدَه ْم َ‬

‫‪...‬‬

‫ولـي بـصدري عـلى ألحانهم َحـ َما ُ‬

‫فـهـل أ ُجــ ُّد وال يُـمـسي يـراودُنـي‬

‫‪...‬‬

‫ين يـت َّ ِكأ ُ‬ ‫بــدر‬ ‫يـمـيس عـلى الـنِ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫س ِر ِ‬

‫الـيمام ولي‬ ‫بـمفتاحه بـيتَ‬ ‫يُـ ْف ِضي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪...‬‬

‫ئ؟‬ ‫ـعر يـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب فـقلبي َ‬ ‫كيف َي ْمت َ ِل ُ‬ ‫ص ُّ‬ ‫ش ٌ‬

‫‪...‬‬

‫‪26‬‬


‫‪135‬‬

‫د‪.‬وليد جاسم الزبيدي‬ ‫الرثاء ول ْم ْ‬ ‫أزل‪..‬‬ ‫أفنيتُ شعري في‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫بالغزل‪..‬‬ ‫يطو ُح‬ ‫ُ‬ ‫والغير يمد ُح أو ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫شادن‬ ‫العيون إذا ترنّ َم‬ ‫تعمى‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫الشلل‪..‬‬ ‫وألسن تشكو‬ ‫األذان‬ ‫ص ّم‬ ‫ِ‬ ‫ما بيننا األحيا ُء تُبدعُ ثورة ً‬ ‫ْ‬ ‫والجمل‪..‬‬ ‫وتطوف‪ ،‬كعبتُها‪ :‬المعاني‬ ‫ُ‬ ‫ما بيننا األحيا ُء صورة ُ قابل‬ ‫ش ْ‬ ‫‪،‬زخرفات من ُ‬ ‫ٌ‬ ‫عل‪..‬‬ ‫ف‬ ‫يُشجي‪ ،‬يُشنّ ُ‬ ‫كأس مله ٌم‬ ‫األقمار‬ ‫ما بيننا‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫العسل‪..‬‬ ‫جني‬ ‫رشفاتُهُ‪ ،‬سكراتُهُ‪،‬‬ ‫ُ‬

‫والحر تفعي ٌل يش ّد عبابهُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫زحل‪..‬‬ ‫االحالم يمسكهُ‬ ‫حب ٌل من‬ ‫ِ‬

‫يندب هاتفا ً‬ ‫ما با ُل ّ‬ ‫الشعر‬ ‫جن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫ي ُ‬ ‫غ ّرة ُ أ ّمة‬ ‫ُ‬ ‫والشاعر الشعب ّ‬

‫حص َد القرائ َح في قصور‪ ،‬في‬ ‫ْ‬ ‫الطلل‪..‬‬

‫ْ‬ ‫المثل‪..‬‬ ‫تاري ُخها‪ ،‬ولسانُها‪ ،‬وب ِه‬

‫صار مشاكسا ً‬ ‫ما با ُل ّ‬ ‫الشعر‬ ‫جن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫يمطر أدمعا ً‬ ‫ي ال ّ‬ ‫عر‬ ‫ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ما با ُل وح ّ‬

‫ْ‬ ‫للملل‪..‬‬ ‫بينَ الحداث ِة واصطراع‬

‫ْ‬ ‫الخجل‪..‬‬ ‫الحروف وقد تلبّسها‬ ‫وي َح‬ ‫َ‬ ‫عر يرب ُ‬ ‫وحي ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ط مقولي‬ ‫إن كانَ‬ ‫ش ِ‬ ‫ُ‬

‫ْ‬ ‫والجدل‪..‬‬ ‫التحاور‬ ‫ألوانُها تُذكي‬ ‫َ‬ ‫فالنثر عق ٌل‪ ،‬ومضةٌ بنيانهُ‬ ‫ُ‬

‫ال مرحبا ً ألقاهُ‪ ،‬ال سهالً ْ‬ ‫نزل‪..‬‬

‫تنوعٌ في لوحة‬ ‫ُ‬ ‫االختالف ّ‬

‫الكالم مرارة ٌ‬ ‫دعني أقو ُل ففي‬ ‫ِ‬

‫يعطي الوجو َد حضارة ً فيها ْ‬ ‫أمل‪..‬‬

‫‪27‬‬


‫‪135‬‬ ‫الصدور وذي ال ُم ْ‬ ‫قل‪..‬‬ ‫تجيش ب ِه‬ ‫ع ّما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫مغردا ً ما بيننا‬ ‫باألمس كانَ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬

‫صرنا نم ّج ُد حرفَهُ‬ ‫ك ْم راحل ْ‬

‫ْ‬ ‫ابتهل‪..‬‬ ‫ي الذي في ِه‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫يطرب الح ّ‬

‫ْ‬ ‫الوشل‪..‬‬ ‫والمنشدونَ هنا كأنه ُم‬ ‫ُ‬ ‫حيث ه ّ‬ ‫ش َم‬ ‫َم ْن (للبياتي)‬ ‫عمرهُ‬ ‫َ‬

‫يكتب‬ ‫باألمس‬ ‫ُ‬ ‫نارهُ‬ ‫والقوافي ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ليس منّأ ْ‬ ‫من تفقّ َد ْأو ْ‬ ‫سأل‪..‬‬ ‫ال َ‬

‫ْ‬ ‫الملل‪..‬‬ ‫ّب يشكو‬ ‫ب و ُمغي ٌ‬ ‫متغر ٌ‬ ‫ّ‬

‫ْ‬ ‫قل للمقاهي‬ ‫كيف ض ّج لقاؤهُ‬ ‫َ‬

‫أ ْم ْ‬ ‫لفخر فراتِنا ولدجلة‬ ‫من‬ ‫ِ‬

‫ْ‬ ‫ولصورة ُر ْ‬ ‫عجل‪..‬‬ ‫سمت وبيت في‬

‫ُ‬ ‫حيث حرفُ َك ال ي ْ‬ ‫ُشل‪..‬‬ ‫(ألبي فرات)‬

‫ثاء ّ‬ ‫تمز ٌق‬ ‫الر ِ‬ ‫يا راثيا ً طب ُع ّ‬ ‫ْ‬ ‫الوجل‪..‬‬ ‫وتو ّح ٌد يمشي‪ ،‬يُعث ّ ُرهُ‬

‫مصائب منها ْ‬ ‫ُج ْ‬ ‫نهل‪..‬‬ ‫بلت علي ِه‬ ‫ٌ‬

‫أندب ساعتي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫إنّي أنا المرث ّ‬

‫أ ْم ْ‬ ‫من لـ(مردان) الذي ينأى ب ِه‬

‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫الجبل‪..‬‬ ‫وألن شعري ال ي ُح ّركُ ذا‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الخبل‪..‬‬ ‫بأردان‬ ‫النسيان واستشرى‬ ‫ِ‬

‫فمتى ستُقرأ أحرفي ولسانُها‬

‫حاضر‬ ‫بالشعر إ ْذ هو‬ ‫ال نحتفي‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬

‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫البطل‪!..‬‬ ‫إرحل وننعت ُ َك‪:‬‬ ‫سيجيبُني‪،‬‬

‫أ ْم ْ‬ ‫من لـ(رشدي) أو لـ(بُلند) الذي‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫رحل‪!..‬‬ ‫ونستفيق إذا‬ ‫بل نرتجي ِه‬

‫‪28‬‬


‫‪135‬‬

‫سامية البحري‬ ‫وأتدفق‪!!....‬‬

‫شديد على الروح ذاك القرار‬

‫من كوة في الجرح‬

‫فكل مدائني بعد أن أخصبت‬

‫أكسر مجاديف األقدار‬

‫باتت ‪...‬قفارا‬

‫أخاتل الوجع ما بين أنة وأنة‬

‫وأصغي إلى شيخي يعلمني‬

‫أنا الروح السابح في كل مدار‬

‫"ما كان البعد زهدا بيننا‪..‬‬

‫أمد آهاااتي‬

‫وكيف أزهد فيك وأنت أنا‬

‫تكسرني الرزايا‪..‬تؤرقني‪ ..‬تطوقني‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫ولكنها األقدار‬ ‫خطت أمرنا‪.. .‬‬

‫فأشتعل كوميض من نار‬

‫فضاق على وسع الزمان لقاؤنا"‬

‫ما أحوجني إلى‪!!!............ .‬‬

‫و أمتطي صمتي‬ ‫وأمضي‪.. .‬‬

‫لحظة سكينة في عمق الوريد‬

‫وحيدة ‪...‬تضج بي جوارحي !!‬

‫أعانق الريح‪...‬‬

‫إذا أعلنت تلك األقدار أحكامها‬

‫تراودني األمطار‬

‫ليس منها فرار‬

‫أكاليل الروح تذوي‬

‫أسقط قطعة ‪..‬قطعة‪..‬‬

‫يورق الشوق في مقلتي‬

‫أتالشى‪.. .‬‬

‫يقتحمني الردى‬

‫أحترق‪...‬‬

‫أغتسل بدمع مني مدرارا‬

‫قبس تحت الرماد أنا‬

‫شديد علي أن أقول ذاتي‬

‫‪29‬‬


‫‪135‬‬ ‫تذروني الرياح‬

‫خذ مواعظك‪...‬وارحل‬

‫وذاك الذئب يرمقني‬

‫خذ جنانك‪..‬وحورك‪. .‬وعذاب القبر‬

‫بعيون تبرق انتصارا‬

‫خذ كلك‪..‬خذ عفوك‪..‬خذ حقدك‬

‫يعوي ‪!!!....‬‬

‫خذ قالئدك‪. .‬وأساورك‪. .‬‬

‫يعد جنازتي‬

‫فهي سالسل من نار‬

‫يرتدي مالبس جدتي‬ ‫ويترصدني خلف تلك األبواب المغلقة‬

‫دعني أذوي وحيدة بين دفاتري‬ ‫وآالمي وأحزاني‪..‬‬

‫كم أشفق على الذئب!!!‬

‫دعني أتدثر بأوجاعي وآثامي‬

‫أبدا لست ليلى !!‬

‫دعني أغتسل في نهر خطيئتي‬ ‫وأصلي في رحاب الرحمان‬

‫أيها الذئب!!‬ ‫إذا سقطت ذراعي اليمنى‬

‫فبال خطيئة ال يكون اإلنسان إنسانا‬

‫فلي في اليسرى متكأ وعنوان‬

‫وبال خطيئة ال كون وال قمر وال‬ ‫شمس وال جبال وال شوادي وال‬ ‫وديان‬

‫ديانتي الحرف المقدس ومقصدي‬ ‫اإلنسان‬

‫وبال خطيئة ال أرض وال سماء‬

‫الكتابة ليست نزهة وال ترف‬

‫ال هواء وال ماء‬

‫الكتابة احتراق ‪..‬انتصار ‪..‬انكسار‬

‫ال فردوس وال لظى‬

‫الكتابة رقص على الجمر‬

‫وال مالك وال شيطان‬

‫الكتابة لحظة عصية على الوقت‬

‫دعني أقف عارية أمام هللا‬

‫الكتابة ال تعترف بالقرار‬

‫وحده هللا سيستر عوراتي‬

‫الكتابة لحظة مخمورة تتهادى على‬ ‫الشطآن‬

‫ولن تنبت له عينان‬

‫أيها الذئب !!!‬

‫سيتوجني مالكا للفردوس‬ ‫وللحب عنوان‬

‫‪30‬‬


‫‪135‬‬

‫زهرة محمد‬

‫‪31‬‬


135

32


‫‪135‬‬

‫ناصر ابراهيم‬ ‫‪33‬‬


135

34


‫‪135‬‬ ‫الشيخ زايد هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪ ،‬ولد في السادس من شهر أيار للعام‬ ‫ُ‬ ‫حيث و ّحد الدولة‬ ‫سس اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وأول رئيس لها‪،‬‬ ‫‪1918‬م‪ ،‬وهو مؤ ّ‬ ‫بالتعاون مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم‪ ،‬وكان ذلك في تاريخ الثاني من كانون‬ ‫سس ّأول فيدرالية عربية حديثة‪.‬‬ ‫األول للعام ‪1971‬م‪ ،‬ولذا يُعتبر للشيخ زايد مؤ ّ‬ ‫نشأة الشيخ زايد ولد الشيخ‬ ‫زايد في مدينة أبوظبي بقصر‬ ‫الحصن‪ ،‬وقد تمت تسميته‬ ‫بهذا االسم‪ ،‬تيمنا ً بجده زايد‬ ‫األول‪ ،‬الذي كان حاكم إمارة‬ ‫أبوظبي في الفترة من عام‬ ‫‪1855‬م إلى عام ‪1909‬م‪،‬‬ ‫وهو أصغر أخوته األربعة‪،‬‬ ‫من الشيخة سالمة بنت بطي‬ ‫القبيسي‪ ،‬وقد استلم والد‬ ‫الشيخ زايد الحكم في‬ ‫اإلمارة‪ ،‬عندما كان في‬ ‫الرابعة من عمره‪ ،‬وخالل‬ ‫ذلك كان يسعى لمرافقته أثناء‬ ‫عمله الرسمي‪ ،‬دون ّ‬ ‫أن يكف‬ ‫عن طرح األسئلة طيلة‬ ‫الوقت‪ ،‬ما د ّل على حرصه‬ ‫وذكائه منذ طفولته‪ ،‬أما‬ ‫بالنسبة لتعليمه‪ ،‬فقد درس‬ ‫القرآن الكريم على يد الشيوخ في عمر الخامسة‪ ،‬باإلضافة إلى تعلم الحديث النبوي‬ ‫الشريف‪ ،‬واللغة العربية‪.‬‬ ‫تزوج الشيخ زايد ثماني مرات‪ ،‬وأنجب العديد من الذكور‬ ‫زواج الشيخ زايد وأوالده ّ‬ ‫ُ‬ ‫بحيث ال يقل عدد أبنائه الذكور عن ستة عشر ولداً‪ ،‬أما عن عدد اإلناث‬ ‫واإلناث‪،‬‬ ‫فهن إحدى عشرة بنتاً‪ ،‬ومن أبنائه الذكور‪ ،‬الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان‪ ،‬وهو‬

‫‪35‬‬


‫‪135‬‬ ‫رئيس دولة اإلمارات العربية المتحدة في الوقت الحالي‪ ،‬وحاكم إمارة أبو ظبي‬ ‫أيضاً‪.‬‬ ‫حياة الشيخ زايد السياسية‬ ‫حكم مدينة العين‪ :‬حكم‬ ‫الشيخ زايد مدينة العين‬ ‫عام ‪1946‬م‪ ،‬وعمل‬ ‫جاهدا ً على تطويرها‪ ،‬فقد‬ ‫تم افتتاح أول مدرسة‬ ‫فيها عام ‪1959‬م‪،‬‬ ‫حينه‬ ‫سميت في‬ ‫و ُ‬ ‫النهيانية‪،‬‬ ‫بالمدرسة‬ ‫باإلضافة إلى تأسيس‬ ‫أول سوق تجاري‪،‬‬ ‫وإنشاء شبكة طرق‪،‬‬ ‫ومستشفى‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫جعل المياه ُملكا ً لجميع‬ ‫السكان‪ .‬حكم الشيخ زايد‬ ‫ألبوظبي‪ :‬في شهر أيار‬ ‫عام ‪1962‬م‪ ،‬تقرر فتح‬ ‫المجال أمام الشيخ زايد‬ ‫لمساعدة شقيقه الشيخ‬ ‫شخبوط في إدارة شؤون‬ ‫إمارة أبو ظبي‪ ،‬وخالل‬ ‫أربعة أعوام أثبت الشيخ‬ ‫زايد أنه أهل لهذه المهمة‪ ،‬فتم تعيينه حاكما ً إلمارة أبو ظبي عام ‪1966‬م‪ ،‬وقد‬ ‫صعد‪ ،‬ال سيما من‬ ‫شهدت اإلمارة خالل فترة حكمه قفزة ً نوعيةً على مختلف ال ُ‬ ‫ناحية بناء مؤسسات الدولة‪ ،‬وابتعاث الطلبة إلى الخارج‪ ،‬وإصدار الطوابع البريدية‪.‬‬ ‫حكم االتحاد‪ :‬وكان ذلك حين تم اإلعالن عن انتهاء االحتالل البريطاني لإلمارات‪،‬‬

‫‪36‬‬


‫‪135‬‬ ‫في شهر كانون ثاني عام ‪1968‬م‪ ،‬ليتم توحيد جميع إمارات الدولة السبع‪ ،‬على يد‬ ‫الشيخ زايد عام ‪1971‬م‪ .‬بعض الجوائز التي حصل عليها الشيخ زايد أبطال‬ ‫األرض‪ :‬الممنوحة من برنامج األمم المتحدة للبيئة عام ‪2005‬م‪ .‬الوثيقة الذهبية‪:‬‬ ‫ممنوحة من المنظمة الدولية لألجانب في جنيف عام ‪1985‬م‪ .‬رجل العام‪ :‬ممنوحة‬ ‫من هيئة رجل العالم في باريس عام ‪1988‬م‪ .‬زايد شخصية العام ‪1999‬م‬ ‫اإلسالمية‪ :‬ممنوحة من لجنة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم‪ .‬وفاة الشيخ زايد‬ ‫ُ‬ ‫حيث وافق تاريخ‬ ‫توفي الشيخ زايد في الثاني من شهر تشرين ثاني للعام ‪ 2004‬م‪،‬‬ ‫وفاته التاسع عشر من رمضان‪ ،‬وعلى إثر وفاته خلفه في الحكم ابنه الشيخ خليفة‬ ‫بن زايد آل نهيان حاكم إمارة أبو ظبي‪ ،‬وقد أعلنت اإلمارات الحداد العام‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى بعض الدول العربية مثل؛ لبنان‪ ،‬وليبيا‪ ،‬والجزائر‪ ،‬واليمن‪ ،‬كما ت ّم تنكيس‬ ‫األعالم في األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫‪135‬‬

‫تلك الزاوية‬

‫خافت‬

‫لكن ال أرى أي قبضة‬

‫مظلمة وكثيرا‬

‫ويمر قربها‬

‫لباب حولي‬

‫‪.‬‬

‫أناس كثر‬

‫كيف دخلت لهنا؟‬

‫أسمع قطرات‬

‫أسمع خطواتهم‬

‫ولما ال أملك قبضتين‬

‫المطر‬

‫المسرعة‬

‫تحطمان الجدار؟‬

‫التي تمر من خالل‬

‫ال أراهم جيدا‬

‫حتى أني ال أملك‬

‫ثقوب السقف‬

‫لكن النافذة تعكس‬

‫صوتا ً مسموعا ً‬

‫المهترئ‬

‫لي ظاللهم‬

‫ألن كل مايحدث معي‬

‫وتتهاوى ببطئ‬

‫‪.‬‬

‫ضمن‬

‫وترتطم‬

‫المطر‬

‫أفكار تتبلور وتتأرجح‬

‫باألرض وتتناثر ‪.‬‬

‫جميل أود كثيرا ً‬

‫من هنا وهناك‬

‫‪.‬‬

‫الخروج من هنا والقفز‬

‫تبحث عن ثقب‬

‫وتلك النافذة‬

‫والصراخ‬

‫للهروب ‪.‬‬

‫التي يخترقها ضوء‬

‫تحته‬

‫‪38‬‬


‫‪135‬‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫تحتفل الشعوب بابطالها الذين صنعوا التاريخ‬ ‫وتركوا بصمة واثر في حياتهم ‪ ،‬يحتفلون بهم‬ ‫النهم غيروا مجرى التاريخ لصالح تلك‬ ‫الشعوب حينما حملوا مشعل الحرية وهم‬ ‫يضحون‬

‫بارواحهم‬

‫من‬

‫اجل‬

‫العدل‬

‫واالنسانية والخالص من الظلم والفساد ‪.‬‬ ‫وتختلف الشعوب حينما تستذكر ابطالها‬ ‫بطريقة احتفالها بهم وتكريمهم بما يتالئم‬ ‫مع ثقافتها ووعيها اوال وقيمة وتاثير‬ ‫ماقدمته تلك الشخصيات‪ .‬واستذكار مثل هذه الشخصيات هو الستلهام فيض‬ ‫عطاءها ودروسها وتضحياتها حيث تتربع قمة المجد لما قدمته من تضحيات كبيرة‬ ‫وهي تقارع الظلم من اجل بناء مجتمع خالي من القهر ‪.‬‬ ‫ان مسيرة الحياة التخلو من هذا الصراع االبدي وكاننا نجد في كل زمن حسينآ‬ ‫ويزيدا ولكل فرعون موسى يتنازعان الحياة ‪،‬سر اينما شئت في شؤون الحياة‬ ‫فلسوف ترى امامك صور من ذلك الصراع الخالد يتكرر هنا وهناك كل يوم ‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫‪135‬‬ ‫وهاهو تاريخ االنسانية مفعما بمثل هذا الكفاح بين الحق والباطل اذ انجرف المجتمع‬ ‫البشري في هذا السبيل تارة وفي ذلك السبيل تارة اخرى ‪ ،‬فاذا نحن اهملنا التفريق‬ ‫بين حسين ويزيد في التاريخ جاز لنا ان نهمل التفريق بينهما في اي زمان وبهذا‬ ‫قد يلتبس علينا وجه الحق وتشتبك حدود الظلم والعدل معا بحيث التستطيع لها‬ ‫فصال والتميزا ‪.‬‬ ‫الحسين (ع) شخصية فذة امتلك ارادة التحدي بوعي وايمان بالتغيير من خالل‬ ‫ثورته ضد الظلم ورغم قلة الناصر والعدد ثبت على القيم التي امن بها هو‬ ‫واصحابه وال بيته ‪.‬‬ ‫ان الدين الذي يدعو الى االنقياد المطلق الرادة الرب هو في الوقت ذاته وللسبب‬ ‫ذاته يدعو الى الثورة ضد الطغيان على كل ماسواه وكل خطاب فيه الى عبادة‬ ‫هللا ونبذ عبادة الطاغوت‬ ‫كان الحسين ثوريا بدينه ‪ ،‬والدين الثوري هو دين يغذي اتباعه ومعتنقيه برؤية‬ ‫نقدية حيال كل مايحيط بهم من بيئة مادية او معنوية ويكسبهم شعورا بالمسؤولية‬ ‫تجاه الوضع القائم يجعلهم يفكرون بتغييره ويسعون لذلك‪.‬‬ ‫ثورة الحسين امتدادا للرسالة االسالمية التي قادها جده رسول هللا (ص) لتغيير‬ ‫الواقع البائس الذي تعيشه العرب فكذلك الحسين احيا سنة جده الذي دعى الى العدل‬ ‫والسالم واالنسانية بعيدا عن الظلم والفساد ‪.‬‬ ‫انها حركة ثورية لمواجهة سلطة عاثت في االرض الفساد وتهدف حركته الى‬ ‫استبدال الوضع القائم بوضع اخر مثالي وتحقيق هدف الحياة وتاسيس مجتمع‬ ‫يقوم على دعامة العقيدة والرسالة االجتماعية الرافضة لعبادة الطاغوت والقضاء‬ ‫على الطواغيت واقرار مبدا التوحيد لكي تتجلى فيه الوحدة البشرية والعدالة‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬ ‫مااحوجنا للحسين بيننا ومااتعسنا بابتعادنا عن قيم ثورته النبيلة والتاسي بما قدمه‬ ‫ونحن نعيش حكم سلطة الفساد وفقدان الكرامة وتهديد وجودنا ‪.‬‬

‫‪40‬‬


135

41


‫‪135‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪135‬‬

‫‪42‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.