مجلة زهرة البارون عدد 142

Page 1

‫‪142‬‬

‫رئيس التحرير البارون االخير محمود صالح الدين‬

‫أصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الثالثة‬

‫‪1‬‬


‫‪142‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬


‫‪142‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.............................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫دير الربان هرمز ‪ /‬د‪ .‬ابراهيم العالف ‪7.................................‬‬

‫من وحي القلم ‪ /‬عبد الزاق احمد الشاعر ‪13............................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫قابوط ‪ /‬د‪ .‬احمدجارهللا ياسين ‪16........................................‬‬ ‫صديق ياباني ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪17.....................................‬‬

‫شعر‬ ‫بوحي ‪ /‬عبد الناصر الجوهري ‪18.......................................‬‬ ‫اكثر من روحي ‪ /‬منى فتحي حامد ‪20...................................‬‬

‫أبغض الجالل ‪ /‬نرجس عمران ‪22.......................................‬‬ ‫أسير الحب ‪ /‬اسماعيل خوشناو ‪24......................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪142‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪25.......................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫أنتفاضة ‪ 25‬أكتوبر ‪ /‬قاسم الغراوي ‪30................................‬‬

‫‪4‬‬


‫‪142‬‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫قد يظن البعض انني احول بهذا المقال التقرب او التودد لسيد رئيس جامعة الموصل‬ ‫وهذا غير صحيح لمن يعرفني فالمقاالت التي كانت لي فيما سبق كانت عبارة عن‬ ‫انتقاد ظواهر سلبية او حاالت غير أخالقية اما عن حديث اليوم هو تقديم الصور‬ ‫المشرقة من جوانب المجتمع الذي ننتمي له فالبداية كانت في مراسم االحتفالية التي‬ ‫قدمتها المكتبة المركزية بالتعاون مع كلية الفنون وكلية العلوم وال اخفي على القارئ‬ ‫ان كانت هناك مصاعب كثر امام هذا العمل وقد انجز بحمد هللا تعالى ولكن الصورة‬ ‫االجمل في الموضوع كانت لشخص السيد رئيس الجامعة الذي كان حاضر في‬ ‫شخصيته المتميزة بحق وقد كانت له بصمة في ذلك الحضور فنحن منذ زمن كنا‬ ‫قد اعتدنا على شخصية المسؤول الذي يقيم له برج عاجي من خالل حضور تلك‬ ‫المناسبات وقد كانت روتينية الى حد كبير تكاد تصل لدرجة الملل ولكن ما كان‬ ‫من االحمدي شيء اخر وقد ذكرني بالمسؤولين الذي نسمع عنهم في الغرب الذين‬ ‫يحملون صفة التواضع العلمي ونحن اليوم بأمس الحاجة لهذا النوع من المسؤولين‬ ‫ليس ألنه اخذ منص ب رفيع ولكن ان يتعامل مع ما حوله بشخصية هي اقرب‬

‫‪5‬‬


‫‪142‬‬ ‫للمجتمع والتواصل المباشر معهم إليجاد الحلول لتلك المصاعب التي يعاني منها‬ ‫المجتمع االكاديمي من خالل حقبة ترأس فيها شخصيات هي بعيدة كل البعد عن‬ ‫المعاناة او المشاكل التي كانت تعاني منها الجامعة وقد كان هذا شيء ملفت للنظر‬ ‫ونحن هنا في هذه المؤسسة ليس من فترة قريبة وقد كانت هناك صورة مغايرة‬ ‫لشخصية رئيس الجامعة في اذهان المنتسبين ولكن ما حدث في االمس القريب‬ ‫غير كل تلك الصور التي كانت محفورة في االذهان ورسم صورة المسؤول المثالي‬ ‫وقد يذهب البعض لقول ان االمر مبكر للحكم على تلك الشخصية ولكن اذكر الجميع‬ ‫في المثل الشعبي الذي يقول ان (الديك الفصيح من البيضة يصيح) وهذا واجبنا ان‬ ‫نسلط الضوء على الجانب المشرق من المجتمع بنفس العزيمة في تسليط الضوء‬ ‫على الجانب السيء وهنا يجب ان يكون لهذا الرجل كلمات تنصف شخصيته والشد‬ ‫على يده وتقديم الدعم المعنوي لتقديم العون له ولو بشكل بسيط لرفع من شأن تلك‬ ‫المؤسسة االكاديمية والعودة بها الى ما كانت عليه فبتلك الشخصيات والميزات‬ ‫التي تحملها تبنى األمم ولقد لمست انا شخصيا ً تلك البوادر اإليجابية في شخصية‬ ‫ذلك الرجل ومن باب الحق قول الحق ان كان خير او شر ولهذا كتب ‪.....‬‬

‫‪6‬‬


142

7


‫‪142‬‬ ‫دير الربان هرمز في القوش بمحافظة نينوى‬ ‫من أقدم االديرة التي بنيت في العراق ‪ ..‬وللدير شهرة ليس في العراق وانما في‬ ‫العالم ولقد تيسرت لي في الثمانينات من القرن الماضي فرصة في ان اعيش في‬ ‫ناحية القوش قرابة ثالثة اشهر ‪ ،‬وهناك زرت الدير دير الربان هرمز ‪ ..‬كما‬ ‫عرفت دير اخر في القوش هو دير السيدة واليوم اريد ان احدثكم عن دير الربان‬ ‫هرمز إلهميته من الناحيتين الدينية والتاريخية ‪ .‬ودير الربان هرمز كتب عنه عدد‬ ‫من الكتاب لعل من أبرزهم المؤرخ الموصلي الكبير المطران سليمان صائغ في‬ ‫كتابه الموسوعي ( تاريخ الموصل ) ويقع في ثالثة أجزاء ‪.‬‬ ‫ودير الربان هرمز هذا الدير االثري العريق يقع في ناحية القوش او في قصبة‬ ‫القوش شمال الموصل وتبعد القوش عن مدينة الموصل قرابة (‪ ) 50‬كيلومترا ‪.‬‬ ‫والدير مبني ‪ ،‬أو لنقل منحوت من الصخر في جبل يسمى جبل القوش ‪ ،‬ويبعد عن‬ ‫المدينة ثالثة كيلومترات ويعود تاريخه على ادق الروايات الى القرن السابع‬ ‫الميالدي وبالتحديد الى سنة ‪ 640‬ميالدية ويقال انه سمي كذلك نسبة الى القديس‬ ‫هرمزد الذي ولد وعاش في بالد فارس لفترة ‪.‬‬ ‫ومما تذكره المصادر ان دير الربان هرمز يعد ‪ -‬كما قلت ‪ -‬من اقدم االديرة في‬ ‫العراق البل في الوطن العربي والشرق االوسط واكثرها عجبا من حيث طرز‬ ‫معماره ‪ ،‬ومن حيث طريقة بناءه ومكان بناءه فهو منحوت في صدر جبل القوش‬ ‫من قبل عدد كبير من رهبان الدير ‪.‬‬ ‫ومما زاد في قيمة ومكانة ديير الربان هرمز انه اختير ليكون مركزا للكنيسة‬ ‫المسيحية المشرقية في القرنين العاشر والحادي عشر الميالديين ‪ ،‬وكان عدد اتباعه‬ ‫في العراق وفارس والصين وبلدان اسيا الوسطى يعدون بالماليين‬ ‫إن اصل نشأة دير الربان هرمز يعود الى ان القديس هرمزد كان يتعبد في دير‬ ‫قديم هو دير االلوف المعروف بدير الشيخ متي او دير القديس متي ومما يذكره‬ ‫بعض المؤرخين انه وعند وفاة هذا القديس نذر اثنان من اتباعه ان يبنوا ديرا جديدا‬ ‫يحمل اسمه وهو دير الربان هرمز وكان هدفهم هو تخليد هذا القديس وكان ذلك‬ ‫سنة ‪ 640‬ميالدية وخالل فترة بطرياركية ما ايشوعياب الثاني ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫‪142‬‬ ‫وقد تعاون مع هذان الراهبان عدد كبير من الرهبان فبنوا ونحتوا الدير الجديد دير‬ ‫الربان هرمز وبعد فتحه صار مركزا من مراكز الديانة المسيحية في العراق وكان‬ ‫له دوره في تخريج اعداد كبيرة من الرهبان ورجاالت الالهوت الذين اشتهر الكثير‬ ‫منهم في مجاالت اللغة والفقه المسيحي ومن هؤالء يوحنا حلبتايا ‪ ،‬وإيشو برنون‬ ‫وإپني مارون‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫ومن االحداث التي شهدها الدير محنته يوم اجتاحه تيمورك القائد المغولي في سنة‬ ‫‪ 1393‬وكان من نتائج هذا االجتياح مقتل عدد كبير من رهبانه وهرب البعض‬ ‫االخر كما هوجم الدير ايضا سنة ‪ 1508‬خالل مايسمى بالفترة المظلمة في تاريخ‬ ‫العراق ولالسف شهد الدير فترة صعبة وتعرض لهجمات القبائل المجاورة له‬ ‫وخاصة في مطلع عهد السيطرة العثمانية وقد نجم عن هذه النكسات ان انتقل‬ ‫بطريرك كنيسة المشرق مار شمعون التاسع الى مدينة تلكيف وذلك في سنة ‪1714‬‬ ‫لكن ذلك لم يدم طويال اذ عاد الدير دير الربان هرمز الى ازدهاره في القرن التاسع‬ ‫عشر حيث عاد الدير ليكون مرة اخرى مركزا لكنيسة المشرق ولكن بعد انتشار‬ ‫مذهب الكثلة في الموصل ‪.‬‬ ‫إن من االمور التي البد من ذكرها ان دير الربان هرمز كان يضم مكتبة غنية‬ ‫بالكتب والمخطوطات القديمة وقد كان الرهبان يقومون بنسخ المخطوطات‬ ‫والمحافظة عليها لكن الدير تعرض ايضا لهجمات القائد الفارسي نادرشاه الذي‬ ‫حاصر الموصل قرابة ‪ 40‬يوما سنة ‪ 1743‬ولم يتمكن نادرشاه من اقتحام الموصل‬ ‫لكنه تعرض اللقوش ولدير الربان هرمز ونهب الدير ومحتوياته خالل فترة‬ ‫الحصار تلك ‪.‬‬ ‫ومما الحظته وانا ازور الدير في الثمانيات من القرن الماضي وخالل الحرب‬ ‫العراقية – االيرانية ‪ 1988-1980‬أنه كان خاليا من الرهبان وعندما سألت عن‬ ‫السبب قالوا انه كذلك منذ ان اندلعت الحركة المسلحة الكردية في الستينات من‬ ‫القرن الماضي وبعدها كان الدير مليئا بااللغام التي تحول دون الصعود اليه‬ ‫وزيارته وهذا ما كان يردده عدد من ابناء المنطقة ‪.‬‬ ‫كان للديرعيد خاص به وفي هذا العيد يستذكر الناس الربان هرمز وهذا العيد‬ ‫يكون في ثاني يوم أحد بعد عيد الفصح ويسمى عيد الربان هرمز باللغة السريانية‬ ‫(شاهرا ) ومعناها باللغة العربية شقيقة السريانية ( سهرا اي السهر ) وفي هذا‬

‫‪9‬‬


‫‪142‬‬ ‫اليوم يحج المسيحيون للدير ويقيمون الصالة والدعاء ويجري احتفال كبير يشارك‬ ‫فيه االلقشيون جميعا وضيوفهم من االماكن المجاورة ومنها من الموصل ‪.‬‬ ‫كتب المؤرخ الموصلي الكبير المطران سليمان صائغ في الجزء الثالث من كتابه‬ ‫( تاريخ الموصل ) والمطبوع في القاهرة سنة ‪ 1928‬ان دير الربان هرمز في‬ ‫القوش من االديرة التي تعود في بنائها الى القرن السابع الميالدي وان الربان هرمز‬ ‫اصله من من مدينة شيراز ولد حوالي النصف الثاني من القرن السادس الميالدي‬ ‫وكان منذ طفولته وشبابه يميل الى اخذ العلم والزهد واالنقطاع عن الناس وعند‬ ‫بلوغه السن العشرين قرر التوجه نحو االراضي المقدسة وفي طريقه مر بالموصل‬ ‫وكانت تسمى حصن عبرايا والتقى بثالثة من الرهبان في دير برعيتا فإستمالوه‬ ‫الى ديرهم الذي كان يضم ‪ 260‬راهبا وبقي في الموصل ‪ 32‬سنة وقرر انشاء دير‬ ‫وساعده في ذلك والي الموصل عتبة بن فرقد السلمي سنة ‪ 20‬هجرية ‪640‬‬ ‫ميالدية وقدم له ماال وفيرا لعمارة هذا الدير ووهبه امالكا واراض في القوش‬ ‫مكافأة له على تطبيب وشفاء ولده من مرض عضال ‪.‬‬

‫دير الربان هرمز بعد بناءه وازدهاره صار مركز للفكر واالدب والعلم وكان فيه‬ ‫رهبان متميزون منهم على سبيل المقال يوحنا بن خلدون الذي الف كتابا شهيرا‬ ‫ذكر فيه اعالم هذا الدير وعددهم نحو ال ‪ 300‬بين عالم ومؤلف وكاتب وقد نشر‬ ‫الكتاب االب شابو في مجلة الشرق المسيحي سنة ‪. 1897‬‬

‫‪10‬‬


‫‪142‬‬ ‫يصف المؤرخ الموصلي المطران سليمان صائغ دير الربان هرمز في كتابه (تاريخ‬ ‫الموصل ) وصفا رائعا ويقول انه يقع في منعطف منفرج من جبل القوش وتدخل‬ ‫منه الى واد جميل تحتفل فيه الطبيعة المزدهرة بأروع مواسمهما وترسم على‬ ‫المخيلة مناظرها الرائعة بأشجارها المظللة وازهارها النضيرة واورادها المعطرة‬ ‫بموسيقى اطيارها وبالبلها التي تقطع صمت ذاك الفضاء الواسع ‪.‬‬ ‫الشيء المهم الذي اريد ان اقوله ان دير الربان هرمز منحوت في صخر الجبل‬ ‫وقد اسهم مع الربان هرمز في بنا ء الدير عدد من الرهبان قدموا من دير برعيقا‬ ‫شرقي كرمليس والصعود الى الدير يتم عبر طريق ملتوية تذهب بالشخص الذي‬ ‫يريد الصعود بين صخور تظللها االشجار مسافة نحو ‪ 400‬متر ونيفا حتى يصل‬ ‫الى طريق مرصوف بقطع صخرية وقبل ان ينعطف الى باب الدير يجد الى يمينه‬ ‫مغارة صخري ة تحت الجبل تسمع منها نقرات الماء المتقاطر من سقف المغارة الى‬ ‫حوض يعرف بعين القديس وكانت هذه المغارة اول مكان لجأ اليه مؤسس الدير‬ ‫الربان هرمز ‪.‬‬ ‫وعلى الباب الكبير وهو مدخل الدير نر صورة افعى بارزة منحوتة على العضادة‬ ‫اليمنى من الباب وهناك صورة مماثلة في هيكل الدير وبعد اجتياز الممر‬ ‫المرصوف هناك باب صغير يؤدي الى فناء الكنيسة المبنية على صخرة عظيمة‬ ‫بارزة في فضاء الوادي ويقابله هيكل الثالوث المقدس وفي صدر الكوات المسدودة‬ ‫صليب مزركش بالقاشاني الملون وعلى درج المذبح صور الفعى وتمساح ونمر‬ ‫ونقوش ازهار بألوانها ‪ .‬ك ما ان هناك كتابات بالقلم االسطرنجيلي المزخرف وهي‬ ‫عبارة عن ابتهاالت مقتبسة من الصلوات القدسية وعلى الجدار المقابل لباب الكنيسة‬ ‫كتابات على لوحين رخاميين مكتوب عليها كتابات تشير الى ان الهيكل بني على‬ ‫اسم االنجيليين االربعة من اساساته بهمة االب االنبا جبرائيل دنبو مجدد الرهبنة‬ ‫سنة ‪. 1820‬وعلى يمين الهيكل الرئيسي هيكل ثان اصغر مخصص لالنجيليين‬ ‫االربعة ويتصل بهذا الهيكل هيكل اخر على اسم القديس انطونيوس وعند باب‬ ‫الدير القديم الذي يؤدي الى الجبل شماال هيكالن صغيران احدهما على اسم الوردية‬ ‫واالخر على اسم سيدة الكرمل وكالهما تهدما واصبحا خرابا وهناك قاللي اي‬ ‫قاليات وهي مساكن الرهبان وكلها منقورة في الصخر وهي ذات تأثير بليغ في‬ ‫نفس من يزور الدير الذي البد وان يقف منبهرا امام هذه الغرف المنحوتة التي تدل‬

‫‪11‬‬


‫‪142‬‬ ‫على قوة ارادة من بناها وكم بذلوا من جهد شاق في تلك االيام التي تنعدم فيها‬ ‫االالت والوسائط الفنية لقد حفر الرهبان مساكنهم في قلب الصخر االصم ‪.‬‬ ‫بقي علي ان اقول انه يوجد الى يسار الداخل الى الهيكل الكبير ويسمى هيكل‬ ‫الثالوث باب صغير يدخل منه الى قاعة مستطيلة مساحتها ‪ 450‬مترا في صدرها‬ ‫مذبح وفي قبالة المذبح او الضريح وفي زاوية من هذا الهيكل طوق بسلساة حديدية‬ ‫يتطوق بها المرضى المستشفون ‪.‬‬ ‫ومن اقدم اثار هذا الدير المعاصرة للربان هرمز صومعته المنقورة في بطن الجبل‬ ‫ويبدأ اليها بباب يقابل باب الهيكل الرئيسي ثم تبدأ مقبرة البطاركة االبويين حيث‬ ‫نشاهد انصابهم وعليها محفورة تراجم حياتهم ومنها يسير الزائر الى دهليز منقور‬ ‫في الصخر يمتد نحو مئة متر في قلب الجبل وفي نهاية هذا الدهليز صومعة وفي‬ ‫سقفها المرتفع ثالثة امتار حلقة حديدية كان المؤسس القديس الربان هرمز يتدلى‬ ‫منها ليغالب النعاس وقوفا في العبادة والسهر وعلى يمين الكنيسة صوامع الرهبان‬ ‫المنقورة في الصخرة واجملها غرفة الطعام وتتسع لمئة راهب وفي جميع هذه‬ ‫االقسام صهاريج اي مخازن للمياه لشرب الرهبان وعددها اربعين صهريجا منقورا‬ ‫في الصخر ‪.‬‬ ‫ومما يجب علينا ان نذكره ان الدير يضم رفات عدد من ابرز بطاركة كنيسة‬ ‫المشرق ومنهم مار ايليا البطريارك ايليا الحادي عشر ‪. 1778-1722‬‬ ‫واخيرا البد ان انوه ان االستاذ كوركيس عواد الف كتابا عن تاريخ دير الربان‬ ‫هرمز ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪142‬‬

‫عبد الرازق أحمد الشاعر‬ ‫"لو كنت قلما من رصاص‪ "،‬سألني أحدهم‬ ‫"كيف تحتمل أخطاء البشر وخطاياهم‪،‬‬ ‫وبصمات أصابعهم اللزجة وهي تضغط‬ ‫على رئتيك؟‬

‫وكيف تحتمل يا صديقي‬

‫إصرارهم المستفز على الضغط فوق‬ ‫عصارة قلبك طوال الوقت؟ كيف تبتسم‬ ‫وأنت تتهاوي من الداخل لكي تدق حروفا‬ ‫ال معنى لها أو تؤطر لوحة تافهة؟ أليست‬ ‫حياتك كإنسان‪ ،‬مهما اكتنفها من مصاعب وضغوط‪ ،‬أهون من حياة قلم رصاص‬ ‫بائس ال يتورع صاحبه عن بريه كل حين حتى ينتزع منه الرمق األخير؟"‬ ‫كان سؤال صديقي مستفزا لدرجة أدهشتني‪ ،‬فلم أتخيل نفسي أبدا قطعة من جماد‬ ‫مهما علت قيمتها‪ .‬صحيح أنني لست سعيدا للغاية بتركيبتي البشرية الهشة التي‬ ‫ترفعني في لحظة إلى السماء السابعة‪ ،‬ثم تنحط بي بعدها إلى أسفل أرضين‪ ،‬لكنني‬ ‫كنت قانعا حتى استقر السؤال في أعماقي‪ .‬فتخيلت نفسي قلما براقا ذا محاية حمراء‪،‬‬ ‫تلتف حولي أقواس قزح مدهشة‪ ،‬بينما تستقر عمامة معدنية صفراء أسفل قبعتي‬ ‫الحمراء‪ ،‬وتخيلت نفسي في يد صانع ماهر يوشك أن يضعني في علبة من الورق‬ ‫المصقول إلى جوار زمرة من التوائم المتماثلة‪ .‬وتمنيت …‬ ‫تمنيت أن أقع في يد عالم أو قاص أو مفكر‪ ،‬وأن يجنبني هللا الوقوع في يد طفل ال‬ ‫يرقب في خشبي إال وال ذمة‪ .‬صحيح أنني سأتعرض في كل الحاالت إلى القصف‬ ‫والبري والخسف‪ ،‬لكن شتان بين يد رقيقة تحسن الرفقة وتصون الرفيق‪ ،‬ويد غليظة‬

‫‪13‬‬


‫‪142‬‬ ‫بليدة ال تحفظ ودا وال تصون عهدا‪ .‬لو كنت قلما‪ ،‬الخترت الرفيق الهين اللين‬ ‫الشفوق قبل أن أسقط بين أنامله‪ ،‬فالرحلة الشاقة تهونها الرفقة الطيبة‪ .‬أما أن أقضي‬ ‫حياتي بين يدي من ال يعرفون قيمتي أو يقدرون وجودي‪ ،‬فهذا أمر لن أقبله ما دام‬ ‫في قلبي رصاص يكتب‪.‬‬ ‫ولو كنت قلما من رصاص‪ ،‬ألدركت أن أثمن ما أملكه يوجد داخلي‪ ،‬وأن القشر‬ ‫الالمع والخشب المطلي مجرد ديكور فارغ ال يحمل معنى وال يؤدي رسالة‪.‬‬ ‫فالخشب واأللوان مجرد ديكور تافه ال يعبر أبدا عن جوهر األقالم ولبابها‪ .‬فكم من‬ ‫أقالم تزينت باألصباغ واألحبار‪ ،‬لكنها ال تحمل قلبا يستحق قرشا واحدا‪ .‬فقيمة القلم‬ ‫ت كمن في أعماقه‪ ،‬وخشب بال رصاص كصدفة بال محار ال خير فيها وال طائل‬ ‫وراءها‪.‬‬ ‫لو كنت قلم رصاص‪ ،‬ألفنيت رصاصي في تعليم الناس وتثقيفهم‪ ،‬فالناس في هذا‬ ‫العصر يجيدون استخدام الهواتف النقالة‪ ،‬والحواسيب الذكية‪ ،‬لكنهم غير مثقفين‪.‬‬ ‫وتجد الواحد منهم يتحدث بأكثر من لغة‪ ،‬لكنه عيي عن توصيل أي معنى‪ ،‬حتى‬ ‫الكثير من أهل األدب‪ ،‬وأساطين الفكر قد أصابهم ما أصاب العوام من بالدة فكرية‬ ‫ولزوجة روحية أفسدت العقول وخربت النشء‪ .‬ولو كان الخيار لي‪ ،‬الخترت يد‬ ‫المفكر عن يد األديب‪ ،‬ألنه األقدر على انتشال هذا الجيل من وحل األفكار‬ ‫المستوردة الجاهلة‪ ،‬والخلط غير النزيه بين غث األفكار وسمينها‪.‬‬ ‫ولو كنت قلما من رصاص‪ ،‬لتحملت قسوة البري ومرارة القصف كي أبلغ رسالة‬ ‫للناس‪ .‬فأصحاب الرساالت يتعرضون دوما للضغط والتنكيل والخسف‪ .‬ولو ترك‬ ‫لي صاحبي خيارا‪ ،‬لتحملت معه شظف الحياة وقسوتها‪ ،‬وبذلت له رصاصي عن‬ ‫طيب خاطر في سبيل إخراج البشرية من ضالالتها األخيرة‪ ،‬وإعادتها إلى جادة‬ ‫الصواب‪ .‬أعرف بالطبع أن هذا األمر فوق طاقة كاتب واحد ولو كان شهيرا‪ ،‬لكنني‬ ‫أثق أن الكلمة مسئولية‪ ،‬وأنها قادرة على تغيير مسار التاريخ طالما تلقفتها عين‬ ‫راقية أو أذن واعية‪ .‬وسأرفض قطعا أن أكون أداة بليدة في يد من يلوثون الفكر‬ ‫ويزيفون الحقائق ليقنعوا الناس بالباطل من أجل دنيا يصيبونها أو مناصب يتولونها‪.‬‬ ‫ولو كنت قلم رصاص‪ ،‬ألدركت أنني قادر على محو أخطائي‪ ،‬فلو لم أكد معدا‬ ‫للخطأ‪ ،‬ألودعني الصانع قلبا من حبر داكن‪ .‬سأكون سعيدا بفطرتي التي جبلت على‬ ‫ارتكاب األخطاء‪ ،‬وكذلك بقدرتي المدهشة على تصويبها‪ .‬صحيح أن الخطأ والمحو‬

‫‪14‬‬


‫‪142‬‬ ‫يقصران من عمري االفتراضي‪ ،‬لكنني لن أفترض لنفسي عصمة غير منطقية‬ ‫ألرضي غرور ألواني‪ .‬ضعيف أنا وإن صنعوني من خشب الزان‪ .‬وهشاشتي تنبع‬ ‫من أعماقي‪ .‬فالقلب موطن الضعف والهوان عند أغلب الكائنات‪ .‬سأفتخر بضعفي‪،‬‬ ‫وبقدرتي على التغلب على هذا الضعف ومحوه كلما استطعت إلى ذلك سبيال‪.‬‬ ‫وسأتذكر دوما أن أترك بصمتي فوق كل بياض‪ .‬فأنا لم أصنع لكي أوضع في درج‬ ‫مغلق أو في مقلمة ملونة‪ .‬وما صنعني خالقي إال ألمارس وضع بصماتي المتفردة‬ ‫فوق ما أستطيع من ورق‪ .‬ال أريد أن أخرج من الحياة غفال كما دخلتها‪ .‬أدرك أن‬ ‫هناك الكثير من األقالم تشبهني‪ ،‬لكنني أدرك أن العبرة باألثر‪ ،‬ولهذا سأحاول‬ ‫جهدي أن أكون لطيفا في كل ما أخط‪ ،‬ورقيقا في كل ما أكتب‪ .‬ال أريد أن أترك‬ ‫في أذهان الناس أو ذاكرة القراء كلمة نابية أو ذكرى ال تليق‪ .‬فإذا رحلت‪ ،‬وجدت‬ ‫من يترحم على رصاصي الزاهي‪ ،‬ولوني األنيق‪ ،‬وكلماتي الراقية‪.‬‬ ‫"ولو قدر لي أن أكون قلما من رصاص يا صديقي …‪ "،‬وتلفت حولي‪ ،‬فوجدتني‬ ‫وحدي تماما‪ .‬ربما مل صديقي من استرسالي في التأمل فرحل دون أن يودعني‪،‬‬ ‫وربما لم يكن أبدا ثمة صديق‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪142‬‬

‫احمد جارهللا ياسين‬ ‫جاء الشتاء والعراقيون سينقلب نصفهم الى رومانسيين وتتغير صور البروفايل في‬ ‫صفحاتهم الفيسبوكية‪ .‬وتمتليء بمالبس البالة من‬ ‫( لفاحات ) و( كباعه ) و (قوابيط) ‪..‬‬ ‫مع صور فناجين القهوة التي يرتفع دخانها ومعها مقولة عن الفراق ‪..‬ومنشورات‬ ‫عن رجعت الشتوية لفي روز ‪..‬واغلب الصور الشخصية اصحابها يصفنون في‬ ‫الحائط ‪..‬‬ ‫بالمناسبة انا من الصنف االول ‪..‬‬ ‫بينما النصف الثاني سيظل مصرا على واقعيته منشغال بالوقوف في طابور البنزين‬ ‫‪..‬او مديرية الرعاية االجتماعية ‪..‬او ازدحام الشوارع ‪..‬او غاطسا بسيارته في‬ ‫حفرة من الطين ‪..‬‬ ‫العنا كاتانيتش ‪..‬و قناة الجزيرة‬ ‫و مصرا على ابقاء صورته في البروفايل التي التقطها في الثمانينيات في اثناء‬ ‫هروبه من حملة التلقيح ضد الجدري ‪..‬كما انه لم يغير منشوراته التي اغلبها اغان‬ ‫لياس خضر ‪..‬‬ ‫وخاصة اغنيته الفلسفية الخالدة ‪ :‬تايبين ‪..‬‬

‫‪16‬‬


‫‪142‬‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫في حوار بيني وبين صديقي الياباني تاكيشي اونا الهيروشيمي الذي يعمل تدريسيا‬ ‫في جامعة طوكيو ‪ ،‬كلية التربية األساسية ‪ ،‬قسم التربية البوذية ‪ ،‬سألته عن المعايير‬ ‫العلمية المعمول بها هناك من ناحية جودة التعليم وعما إذا كان للمحسوبية‬ ‫والعالقات الشخصية تأثير في نجاح ورسوب الطلبة ‪ ،‬فأجاب ان معايير التعليم في‬ ‫اليابان من أرقى المعايير العالمية وان كثيرا من الدول استعانت بهذه المعايير‬ ‫ونفذتها بصورة ممتازة ‪ ،‬اما قضية المحسوبية والعالقات فال مكان لها عندنا ‪،‬‬ ‫فالطالب ينجح بجهده ومثابرته فقط ‪ ،‬وقد حاول احد الطلبة المكملين بمادة أحكام‬ ‫بوذية التأثير في استاذ المادة مستغال مكانة عمه الشيخ كاوازاكي ناكامورا شيخ‬ ‫عشائر الجبور في طوكيو لكن استاذ المادة رفض رفضا قاطعا‬ ‫وقال ‪ :‬لقد عاهدت بوذا ان اعمل بإخالص وان أعطي كل ذي حق حقه وال يمكن‬ ‫أن اخون هذا العهد ‪...‬‬

‫‪17‬‬


‫‪142‬‬

‫عبدالناصر الجوهري ‪ -‬مصر‬ ‫س ِك ‪..‬‬ ‫هذى شم ُ‬ ‫ك ْم تتش َّك ُل فوق رمالى ‪،‬‬ ‫وسفوحي‬ ‫بُ ْو ِحى !‬ ‫فر ْ‬ ‫ِك‪..‬‬ ‫ت‬ ‫أسراب اللَّوع ِة من وجْ د ِ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا َّ‬ ‫ترانيم اللي ِل‬ ‫ال ترتحلى تحت‬ ‫ِ‬ ‫بوح‬ ‫الم ْذ ِ‬ ‫فأعاريضي شاردةٌ‪،‬‬ ‫مربضها‬ ‫واللهفةُ في ْ‬ ‫توح‬ ‫فوق‬ ‫ِ‬ ‫شغاف القل ِ‬ ‫ب الم ْف ِ‬ ‫بك ْ‬ ‫تتلونَ ‪..‬‬ ‫أولى ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫عينيك جروحي‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫بُ ْو ِحى !‬ ‫جوف معلَّقتى‬ ‫إني القاد ُم ‪ ..‬من‬ ‫ِ‬ ‫صبو نزوحى‬ ‫أرقب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أرتاب ِمنَ ال َّ‬ ‫شجْ ِو‬ ‫أنا ال‬ ‫ُ‬

‫‪18‬‬


‫‪142‬‬ ‫رضابك حين‬ ‫نهر‬ ‫ِ‬ ‫فقافيتى ي ْغزلُها ُ‬ ‫تدلَّى‬

‫سهدِ‪،‬‬ ‫طير ال ُّ‬ ‫ويحوطه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ق الم ْكب ِوح‬ ‫يتوق ضفاف العش ِ‬

‫وفضاءاتُ ُّ‬ ‫الروحِ‬ ‫في ُم ْفترق الهجْر‬

‫ال تنتظرى قافلتي‬ ‫دوحى‪،‬‬ ‫طيفُ ِك َّ‬ ‫ى فــأضْنى ْ‬ ‫مرعل َّ‬

‫ت ظال َل ‪ /‬ظاللى ؛‬ ‫إذا قابل ِ‬

‫وتخومى‪،‬‬

‫ال تُخفى عن ُم ْزنى‬

‫وصروحى‬

‫ب المجْ ر ِوح‬ ‫أعوا َد العُ ْش ِ‬

‫بُ ْو ِحى !‬

‫بُ ْو ِحى !‬

‫لك أحتا ُج إليه ‪،‬‬ ‫بالفلوا ِ‬ ‫ت فـــد ْغ ِ‬ ‫َ‬ ‫أُض َّم ُد فيه ُجروحي‪.‬‬

‫رعروضك‪..‬‬ ‫ح في بحْ‬ ‫ِ‬ ‫فأنا ُ‬ ‫آخر مالَّ ٍ‬ ‫ُم ْرتحالً ‪،‬‬

‫‪19‬‬


‫‪142‬‬

‫منى فتحى حامد ‪ -‬مصر‬ ‫همسات خيالية ‪،‬‬ ‫تُتٍو ُجها رومانسيتي‬ ‫إلى أكاليل الصفوة ‪،‬‬ ‫من ًمهرة الوادي‬ ‫كثيراً يشتاق خمري ‪،‬‬ ‫و األكثر منه اشتياقي‬ ‫في أغلب لحظاته ‪،‬‬ ‫و بإختالف همساتي‬ ‫ُجذبني شذى بِ َحاره ‪،‬‬ ‫عبيره النسيم لثغري‬ ‫فأتتبع دفء أغصانه ‪،‬‬ ‫قناديل تنير غيومي‬ ‫همسات نبيذ كؤوسه ‪،‬‬ ‫الحنان بٌشغف فنجاني‬ ‫إن أفصحت بغرامه ‪،‬‬ ‫فلن يًكت ِفي منه داللي‬ ‫و لو همست ِبالهوى ‪،‬‬

‫‪20‬‬


‫‪142‬‬ ‫طوقه خلخال خصري‬ ‫هو نبضاتي بالصدور ‪،‬‬ ‫فيضان لسنين وجداني‬ ‫مالكا َ بدنيا القصيدة ‪،‬‬ ‫حالما َ بأحضان التالقي‬ ‫فمن مقلتيه الخمور ‪،‬‬ ‫شهد األيام و الليالي‬ ‫فما أروعها رواياته ‪،‬‬ ‫بظل شموس سمائي‬ ‫و ما أرقه سمر التجلي ‪،‬‬ ‫بالماس يرتشف قبالتي‬ ‫ِ‬ ‫سهُ بي ‪،‬‬ ‫فاألكثر من ه ََّو َ‬ ‫عشق ثغره لفنجاني‬

‫*********‬

‫‪21‬‬


‫‪142‬‬

‫نرجس عمران ‪ -‬سورية‬ ‫هذه الطرقات‬ ‫المشبعة بالوحدة‬ ‫ُ‬ ‫تإن تحت وقع االنتظار‬ ‫وهذا األمل المندى بالمستحيل‬ ‫أرق الصباحات في أجندة الوعد‬ ‫إلى متى ؟‬ ‫ألتقيك على الورق‬ ‫ونتسكع في الجوارح‬ ‫ونضحك في أبيات لم تنثر بعد‬ ‫إلى متى ؟‬ ‫أصطادك من واحة الشرود‬ ‫لتبتلعك صفر السالل‬ ‫وأكون كلي طعما ‪..‬‬ ‫ل جوع عتيق في الخيال‬ ‫وأعود إلي من دوني‬

‫‪22‬‬


‫‪142‬‬ ‫أتراك إعتدت دأب الشوق ؟‬

‫فغبت وغابت معك الضحكة‬

‫وإلتحفت دفء الكلمات‬

‫وسافرت عن روح لتبكي‬

‫فراقتك أبيات الفراق ؟!‬

‫فلمن من بعدك اشتكي ؟‬

‫أم تراك ‪..‬‬ ‫تراني في البعد أحلى ؟‬

‫أخبره يا إحساسه‬

‫فأنست صحبة الجمال‬

‫بأني لن أبرحه طالما لم يبرحني‬

‫عن بعد‬

‫وأعلم أني لن أنله‬

‫أم تراني‬

‫ولن أنل سواه‬

‫يا من تَراني عقدت الوهم‬

‫وأني لن أعدو‬

‫على جبيني ؟‬

‫إلى ماض عنه رماه‬

‫حتى جعلته وجهة لي‬

‫أخبره يا وعدي‬

‫وإلى المحال كيف الوصول ؟‬

‫بأني سبيكة من حب نادر‬

‫يا من أتعبت عطري‬

‫ووفاء عياره ألف ألف قيراط‬

‫وسرقت اللون‬

‫بهما شبكته وفي عقدي‬

‫من عقر دار زهري‬ ‫وأبيت إال أن تت َملَّك‬

‫اللقاء هو أبغض الحالل‬ ‫لكن إن منه خاله‬

‫‪23‬‬


‫‪142‬‬

‫اسماعيل خوشناو ‪ -‬العراق‬ ‫تأَلَّمتُ كثيرا ً‬

‫ْخ يوما ً‬ ‫بِٱلنَّس ِ‬

‫ب‬ ‫ِبدون ُح ٍ‬ ‫ب‬ ‫َوم َع ٱ ْل ُح ِ‬

‫َوقَ ْد نُ ِس ْختُ لَها‬ ‫َحبيبا ً‬ ‫ُمخ ِلصا ً‬

‫طليقا ً‬ ‫َبع َدما ُكنتُ ُحراً َ‬ ‫فَقَد أَصبَحتُ أَسيرا‬

‫َوقَمراً ُمنيرا‬ ‫أَراها في ُك ِل شَيءٍ‬

‫َصو ْفتُ‬ ‫ت َّ‬ ‫َوأَخَذتُ ٱ َّ‬ ‫لطريقةَ‬ ‫ِم ْن حبيبتي‬ ‫صو َمع ِتها‬ ‫َكف في َ‬ ‫ِأل َ ْعت َ‬

‫صري‬ ‫َيراه َب َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ج ت َ​َراهُ فِ َّ‬ ‫َم ْب َدأ ٱ ْل َح َّال ِ‬ ‫فَقَ ْد َحلَلَتُ فيها‬

‫ع ْمري‬ ‫قي ِم ْن ُ‬ ‫ما بَ َ‬ ‫َوأَر ُجو‬

‫فَ َال ت َ​َرا ِني‬ ‫إِ َّال إِذا َرأَ ْيتَها‬

‫أَ ْن يكونَ َ‬ ‫طويال‬ ‫لَ ْم أَ ُك ْن أَ ْعتَ ِق ُد‬

‫س ِويا‬ ‫ت َ​َرانَا َ‬

‫‪24‬‬


‫‪142‬‬

‫زهرة محمد‬ ‫من العجب أن تعرف قدر‬ ‫الخالق وال تحبّه ‪ ،‬و أن‬ ‫تعرف قدر غضبه ثم تعصاه‬

‫‪25‬‬


142

26


‫‪142‬‬

‫ناصر ابراهيم‬ ‫‪27‬‬


142

28


142

29


‫‪142‬‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫رئيس الجمهورية ُملزم دستوريا ً و سياسيا ً بتقديم ُمرشح الكتلة النيابية األكثر عدداً‬ ‫لنيل ثقة مجلس النواب بتأليف الحكومة ‪.‬‬ ‫اليختلف اثنان عن الدستور والفجوات وااللغام المزروعة في بنوده وفقراته بحيث‬ ‫عزز من التقسيم والتحاصص تحت عناوين التوافق ومما يؤكد ذلك اعتراض‬ ‫األكراد عن أي خطوة في تغيير بنود الدستور تضر بمصالحهم‪ ،‬وكذلك االعتراض‬ ‫عن النظام الرئاسي من قبل السنة وكذلك عدم قناعة الكتل السياسية الشيعية بالقوائم‬ ‫المفتوحة في نظام االنتخابات المتعددة الدوائر‪.‬‬

‫‪30‬‬


‫‪142‬‬ ‫بعد المطلب الجماهيري بتقديم رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته‬ ‫ماهي الخيارات المتاحة التي تالئم مطالب الجماهير في شخصية رئيس الوزراء‬ ‫القادم وماذا اعدت الكتل السياسية لذلك؟‬ ‫الزال الجدل قائما بين الفرقاء السياسيين عمن يخلف رئيس الوزراء المستقيل عادل‬ ‫عبد المهدي في الوقت الذي تشهد فيه ساحات االعتصام استمراها واصرارها على‬ ‫أن تكون الشخصية القادمة وطنية ونزيهة وكفوءة من خارج المنظومة السياسية‪.‬‬ ‫من هنا بدأت عقدة في مشوار تحديد الشخصية المرشحة حيث أعلنت كتلة سائرون‬ ‫بأنها متنازلة عن حقها للمتظاهرين في ترشيح الشخصية المقبلة باعتبارها الكتلة‬ ‫االكبر وهذا يتعارض مع الكتلة التي أقرت بعد االنتخابات وهي ائتالف سائرون‬ ‫والفتح و قوائم اخرى انسحبت مؤخرا باتجاه المعارضة كما أن بقية الكتل تصر‬ ‫بالتوافق على الشخصية المقبلة لذا ستكون أياما صعبة ومشاورات معقدة وآراء‬ ‫متقاطعة في الوصول إلى اتفاق قبل انتهاء المدة الدستورية‪.‬‬ ‫أما رئيس الجمهورية فهو ُملز ْم أيضا ً سياسيا ً بتقديم ُمرشح الكتلة النيابية األكثر‬ ‫عدداً ‪َّ ،‬‬ ‫ألن ‪ ،‬األحزاب السياسية المكونة للكتلة األكثر عدداً هي التي تتولى تسمية‬ ‫ُمرشحها ‪ ،‬وليس لرئيس الجمهورية صالحية رفض المرشح او عدم تكليفه بتشكيل‬ ‫الحكومة ‪،‬وهو ُملز ْم ‪،‬بموجب الدستور تقديم ال ُمرشح مع حكومته الى مجلس‬ ‫النواب لنيل الثقة باألغلبية المطلقة‪.‬‬ ‫ب تقديم ُمرشح خالل مدة خمسة عشر يومآ ‪ ،‬و اعتباراً من تاريخ استالم رئيس‬ ‫َو َج َ‬ ‫الجمهورية كتاب التكليف ال ُمرسل اليه من قبل مجلس النواب‪ .‬في إطار ال ُمدد‬ ‫الزمنية التي نصت عليها المادة ‪ ٧٦‬في فقراتها المتعددة‪.‬‬ ‫أما فشل الكتلة النيابية األكثر عدداً او فشل مجلس النواب باختيار مرشح و منحه‬ ‫الثقة في إطار ال ُمدد القانونية المنصوص عليها ‪ ،‬سيقود االمر الى حل مجلس‬ ‫النواب ‪،‬لفشله في تشكيل حكومة‪ ،‬حينها تصبح االنتخابات ال ُمبكرة الطريق‬ ‫الدستوري الوحيد لحل هذه اإلشكالية‪ ،‬فهل تلتزم الكتل السياسية بالدستور ام تخرقه‬ ‫باالتفاق؟‬

‫‪31‬‬


‫‪142‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪142‬‬

‫‪32‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.