مجلة زهرة البارون عدد 143

Page 1

‫‪143‬‬ ‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس التحرير البارون االخير محمود صالح الدين‬

‫أصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الثالثة‬

‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.....................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫انتفاضات الموصل الشعبية ‪ /‬د‪ .‬ابراهيم العالف ‪7..............‬‬

‫من وجهاء الحضور الثقافي ‪ /‬ابو عثمان السراج ‪14...........‬‬ ‫عندما يتكلم العقل الباطن ‪ /‬سامية نفرتيتي ‪16..................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫ثقافة التوثين ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪18.......................‬‬ ‫طحين اسمر ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪19..............................‬‬

‫شعر‬ ‫يا منبر الغد ‪ /‬وليد الزبيدي ‪20...................................‬‬ ‫وصايا افتراق ‪ /‬سيد ناصر ‪21...................................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫قصة قصيرة‬ ‫خلجات مقعدة ‪ /‬خولة محمد فاضل ‪22..........................‬‬ ‫ماض لم يمض ‪ /‬نرجس عمران ‪27............................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪30...............................‬‬ ‫ملف العدد ‪33.....................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫الحرب الناعمة وصناعة االحداث ‪ /‬قاسم الغراوي ‪38.........‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫بقلم البارون االخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫هو احد االعمال العمالقة للفنان عادل امام هو صورة نقدية للوضع االقتصادي‬ ‫للبلدان النامية وطريقة التعامل بين شرائح المجتمع وليست مصر المقصودة فحسب‬ ‫من خالل مجريات العمل وهنا ياتي دور الرائد لبطولة العمل وهنا يجب ان يعلم‬ ‫الجميع ان اليمكن الي شخصية ان تعمل على هذا الدور وتقديم االيحاءات المطلوبة‬ ‫لتقديم الصورة للمجتمع وان تقديم صورة الفساد هو من أصعب االعمال التي يمكن‬ ‫تقديمة واالزدواجية التي تتعامل بها الدول من خالل ما تملكه من المال وهنا ياتي‬ ‫دور االعمال النقدية في رصد تلك الممارسات فاشخصية نظام كانت تمثل هي‬ ‫ذاتها الدولة الحاكمة التي كانت هي راعية الفساد وتقدم التسهيالت له كما يحدث‬ ‫اليوم في العراق وبعض الدول العربية ودول العالم الثالث ومن اطلق هذه التسمية‬ ‫كان على حق فتلك الشعوب كانت والزالت تعاني من نقص في ثقافة تقبل االخر‬ ‫و تمارس وترسخ دور الطبقات في المجتمع في التعامل مع المواطن على حسب‬ ‫مكانته في الدولة او مقدار ما يملك من المال ونرى اليوم شواهد كثيرة حدثنا بها‬ ‫ذلك العمل من خالل مجريات العمل ولم يقف عند هذا فحسب ولكن ذهب يتنقل ما‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫بين الصغير والكبير في الدولة لعمل مقارنة في صيغة التعامل وهنا يجب ان نذكر‬ ‫قدرة ذلك العمل على تجسيد الواقع الذي نحن عليه اليوم من خلل تلك الشخصيات‬ ‫التي تتعامل مع نظام الدولة والغريب ان تلك الشخصيات ليس لها القدرة على‬ ‫التكيف ولكنها تصنع من االفراد التي تنتمي للسلطة أداة لترسيخ الفساد الذي يطبق‬ ‫اليوم عل ى اركان الدولة وللفساد وجوه عديدة والغريب ان بعض الناس تفهم ان‬ ‫الصالحون برأيهم ليس لهم أخطاء وهذا شي غير صحيح ولكن الصورة تكون‬ ‫ضبابية في الحكم على بعض الشخوص من خالل ما يروج عنهم من صالح‬ ‫واستقامة وهنا نفهم ان النقد ليس انتقاص من الشخصيات كما يفهم بعض الناس‬ ‫ولكن هي وضع االصابع على مكان الخلل من خالل االعمال النقدية أذ ما كانت‬ ‫مقال او أي عمل أخرى ومن خالل مجريات العمل كانت هناك عملية الضحك‬ ‫على جراحاتنا وهو ليس عملية أستهزاء ولكن تخفيف من وقع الحدث على المشاهد‬ ‫فالفاسدون كل منهم يقول هذا انا والعامة من الشعب يقولون ان هذه معاناتنا‬ ‫والغريب ان ذلك المواطن ال يدرك ما المراد او اهداف ذلك العمل ويكتفي‬ ‫باالبتسامة او الضحك على تلك الجراحات التي هي في جسد ذلك المبتسم وان‬ ‫العمل يرتقي الى مستوى عالي من التقنية الفنية التي قدمها فريق العمل بعيد عن‬ ‫أي صور قد يرى البعض ال ضرور من ربطها بالعمل ولكنها هي ضرورة تقنية‬ ‫درامية البعاد العمل عن النقد المقصود الن المجتمع في دولنا ال يمتلك تلك الثقافة‬ ‫وهي ثقافة النقد فيرى البعض انها تجاوز او قذف في حقه النه يعاني من الجهل‬ ‫وهنا يجب ان نذكر مدى النجاح الذي كان في هذا العمل الذي يعتبر ومن االعمال‬ ‫النقدية الكبيرة ويجب علينا تسليط الضوء عليها ولهذا كتبت‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫وانا ازور االخ الباحث والكاتب وشيخ الخطاطين العراقيين االستاذ يوسف ذنون‬ ‫تحدثت معه عن انتفاضات الموصل الشعبية وحوادثها التي كان الموصليون‬ ‫يسمونها بالدقات ولالسف ارتبط مصطلح الدقة في الوقت الحاضر بالدكات‬ ‫العشائرية التي نسمع عنها االن بين الحين واالخر وهي مما النؤيده والنستسيغه‬ ‫السباب عديدة اهمها انه ينتهك أمن الناس واستقرارهم واليعطي انطباعا جيدا عن‬ ‫العشائر لهذا سوف استخدم مصطلح االنتفاضة الشعبية ‪.‬‬ ‫وقد تحدثت لكم في حلقة سابقة عن ما عرف بحركة ابو جاسم التي وقعت سنة‬ ‫‪ 1906‬حينما حاولت السلطات العثمانية تسجيل النساء اسوة بتسجيل الرجال فوقعت‬ ‫ثورة في الموصل وقاد هذه الثورة ابو جاسم وارتفعت اهازيج الناس في الموصل‬ ‫تردد ‪ ( :‬ابو جاسم فدا روحوا لالسالم ‪...‬عمل ثورة يوم جتبة النسوان) ‪.‬‬ ‫وكان الناس يؤرخون بهذه االحداث بعض الوقائع والوالدات والوفيات والسفر‬ ‫واالقامة وما شاكل ذلك من االمور ‪ ،‬ويقولون مثال فالن ولد يوم مقتل الشيخ سعيد‬ ‫البرزنجي ‪ ،‬وفالن بنى بيته يوم انتفاضة ابو جاسم وكبار السن اليزالون يتذكرون‬ ‫ذلك ويقولون ان مقهى رأس الجادة ضرب بقنابل طائرات االنكليز يوم حركة رشيد‬ ‫عالي ‪.‬‬ ‫و اذا ما رجعنا الى المدونات التاريخية وخاصة في العصور الحديثة نستطيع ان‬ ‫نرصد الكثير من االنتفاضات ومنها على سبيل المثال حركة سنة (‪ 1711‬م‬ ‫‪ 1123‬هجرية ) ‪ ،‬وهذه وقعت بين الفرق االنكشارية في محلة الميدان (مدن )‬ ‫والفرقة االنكشارية في محلة باب العراق وامتدت اياما وبعدها بسنة اي في سنة‬ ‫‪ 1712‬ميالدية ( ‪ 1124‬هجرية) نشبت (حركة رشوان زادة خليل ) الذي جمع‬ ‫قوة من االوباش (الشقاوات ) وادخل الرعب في الموصل فكلف السلطان العثماني‬ ‫والي الرقة طوبال يوسف باشا بأن يعيد االمن الى الموصل فزحف اليها والقى‬ ‫القبض على الثائر وذبحه وارسل رأسه ال استانبول ‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1138‬هجرية ‪ 1726-‬ميالدية قامت حركة علي افندي العمري وتسمى‬ ‫ايضا ( فتنة) فأنقسم اهل الموصل الى فريقين واستغرقت الفتنة ستة اشهر "نهبت‬ ‫فيها حوانيت وقتل عدة نفوس ثم اصطلحوا " ‪ .‬و هناك انتفاضة سنة ‪1762‬‬ ‫ميالدية – ‪ 1175‬هجرية وانتفاضة سنة ‪ 1772‬ميالدية (‪ 1185‬هجرية ) والتي‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫امتدت اربعين يوما وحاصر اهل الموصل بعضهم بعضا خمسة عشر يوما ثم قدم‬ ‫والي ماريدين حسن باشا وصالحهم ‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1214( 1825‬هجرية ) وقعت حادثة مهمة في الموصل حيث انتفض‬ ‫الموصليين ضد الوالي يحيى باشا الجليلي وكان وراء ذلك بسبب سوء االحوال‬ ‫االقتصادية وتحريض العمريين وقد استعان يحيى باشا بوالي بغداد داؤد باشا فقمع‬ ‫الثورة ‪.‬‬

‫وثمة ثورة حدثت في الموصل سنة ‪ 1839‬تحدثت عنها المصادر الوثائقية التي‬ ‫إعتمدها المؤرخ الصديق الدكتور عماد عبد السالم رؤوف في بحثه عن (انتفاضة‬ ‫الموصل المنسية سنة ‪. ) 1839‬‬ ‫ومما جاء في المدونات التاريخية أن احد ضباط الجيش المصري في الشام رفع‬ ‫تقريرا الى ابراهيم باشا سنة ‪1255‬هجرية – ‪ 1839‬ميالدية ذكر فيه ان الموصليين‬ ‫قاموا في هذه السنة ‪ ،‬بثورة قمعتها السلطات العثمانية بقسوة ‪.‬وقد شارك في الثورة‬ ‫عدد كبير من وجهاء الموصل وزعمائها ‪ ،‬وقد هددت تلك الثورة الوجود العثماني‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫في الموصل ‪.‬وقد تركزت الثورة في محلة المكاوي وما جاورها من المحالت‬ ‫ومنها محلتي الميدان ورأس الكور ‪ ..‬وكانت هذه المحالت تتميز بكثافة سكانها‬ ‫وكان من قادة الثورة عبد الكريم سبتي والى جانبه آخرون منهم رجال من آل نوح‪،‬‬ ‫وهم فرع من حمولة آل الهندي من البوشاهر العبيديين الذين كانوا يسكنون محلة‬ ‫رأس الكور الواقعة إلى الجنوب من المكاوي‪ ،‬وتربطهم بعبدالكريم سبتي صلة‬ ‫المصاهرة‪ ،‬ونتيجة لكل هذا قامت السلطات العثمانية بإعدام (‪ ، )72‬ونفي (‪)7‬‬ ‫من زع مائها وهذا دليل كبير على سعة االنتفاضة وكثرة المشاركين فيها ‪.‬‬ ‫النقطة المهمة التي حيرت المؤرخين اصبحت واضحة ‪ ،‬وهي ان السلطات‬ ‫االتحادية العثمانية التي نفت الشيخ سعيد الى الموصل وكانت تقول انه ( حميدي)‬ ‫أي من جماعة السلطان عبد الحميد الثاني ‪ ،‬هي من ارادت ان يقتل بهذه الطريقة‬ ‫وكان ذلك في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة سنة ‪ 1326‬هجرية الموافق لشهر‬ ‫كانون االول سنة ‪. 1908‬‬ ‫وهكذا انتهت حادثة الشيخ سعيد ‪ ،‬وتوقف القتال في اليوم الثاني من عيد االضحى‬ ‫وانتهى بإستشهاد المرحوم الشيخ سعيد في اليوم الثالث منه ‪ .‬وقد دفن الشيخ سعيد‬ ‫في مقبرة النبي شيت واقيم شاخص على قبره ‪ ،‬وجدد القبر علي غالب مدير شرطة‬ ‫لواء الموصل ايام ادارته لشرطة الموصل ‪ ،‬ويزور الناس قبر الشيخ سعيد‬ ‫ويترحمون عليه‬ ‫الحركة هذه ‪ ،‬لم تقف عند هذا الحدث فقد هاجم الغوغاء دار الشيخ سعيد ‪ ،‬وقتلوا‬ ‫ولده الشيخ احمد ونه بوا خان الصابونجي ‪ ،‬وتوجهوا الى باب الطوب ونهبوا دار‬ ‫القائمقام مصطفى بك ‪ ،‬وكانوا يبحثون عن سبب الفتنة ( بهاء افندي عبد هللا )‬ ‫لكنهم لم يجدوه فقد أخفى نفسه في مكان مجهول ‪.‬‬ ‫ويقينا ان من تجاسر على الشيخ سعيد وولده الشيخ احمد كان موجها من الحكومة‬ ‫في استانبول ‪ ،‬بدليل انها كانت مائعة في مواقفها من االحداث مترددة تركت الحبل‬ ‫على الغارب وادى موقفها هذا الى تأزم الموقف ‪ ،‬وحدوث ما حدث وقد حزن‬ ‫الموصليون لمقتل الشيخ سعيد وولده ولسقوط اناس ابرياء ‪.‬‬ ‫الذي اريد ان اقوله ان االستاذ عبد المنعم الغالمي ‪ ،‬وهو المؤرخ الحصيف‬ ‫و المربي الفاضل صاحب كتاب (اسرار الكفاح الوطني في الموصل ) قد كتب عن‬ ‫هذه الدقة واقصد دقة الشيخ سعيد في جريدة (صدى االحرار ) الموصلية ودقة‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫الشيخ سعيد وكان لها صداها حين حدوثها وبقيت اسبابها ومالبساتها غامضة على‬ ‫الكثيرين لكن المؤرخ الغالمي القى الضوء عليها وازال الكثير من غموضها‬ ‫ووضعها في اطار الصراع السياسي وموقف حزب االتحاد والترقي التركي الحاكم‬ ‫من الشيخ المغدور رحمه هللا ‪.‬‬ ‫وهناك ثورة اخرى قام بها عدد من ابناء الموصل سنة ‪ 1939‬حين سمعوا بمقتل‬ ‫الملك غازي ‪ 1939-1933‬ملك العراق االسبق ‪ ،‬في حادث اصطدام سيارته يوم‬ ‫‪ 4‬نيسان سنة ‪ 1939‬وملخص احتجاج الموصل انه ما ان سمع الموصليون بمقتل‬ ‫الملك غازي ملك العراق االسبق بحادث اصطدام سيارته في ‪ 4‬نيسان سنة ‪1939‬‬ ‫‪ ،‬حتى ثارت ثائرتهم وساورتهم الشكوك في ان االنكليز وكان يكرههم ويهاجمهم‬ ‫من اذاعته بقصر الزهور ‪ ،‬هم وراء الحادث وقد اتجهوا ‪ ،‬وهم غاضبين الى بناية‬ ‫القنصلية البريطانية في محلة العكيدات والتي ترون صورتها الى جانب هذا الكالم‬ ‫‪ ،‬فخرج عليهم القنصل ( مونك ميسن ) ليعرف ما الذي جاؤوا من اجله وقد تقدم‬ ‫الصفوف أحد طالب ثانوية الموصل واسمه هشام عبد هللا الدباغ (أصبح محاميا‬ ‫في بغداد فيما بعد ) ‪ ،‬فألقى كلمة ندد فيها باالنكليز وعدهم هم وراء مقتله ‪..‬وكان‬ ‫الموصليون وكل العراقيين يحبونه بسبب عداءه لالنكليز وعلى اثر الكلمة الحماسية‬ ‫هذه تقدم أحد المتظاهرين وهاجم القنصل وضربه بفأس كانت بيده ولم يستطع‬ ‫القنصل الهرب بعد ان دخلت الجماهير الى داخل القنصلية كما يقول االستاذ وداد‬ ‫جمال محمد في مقالته التي نشرها في جريدة " االتحاد " البغدادية " العدد ‪ 81‬في‬ ‫‪ 10‬تموز ‪ ، 1988‬وكان قد اعتمد على ماكتبه االستاذ حارث طه الراوي في عدد‬ ‫‪ 78‬من جريدة "االتحاد " البغدادية بتاريخ ‪ 19‬حزيران ‪ 1988‬عن زميله الصحفي‬ ‫والمحامي هشام عبد هللا الدباغ لمناسبة رحيله ‪.‬‬ ‫حاول مدير شرط الموصل ‪ ،‬وكان انذاك بهجت الدليمي مع ثلة من الشرطة معالجة‬ ‫الموقف ‪ ،‬والسيطرة عليه‪ ،‬لكن القوة وصلت متأخرة وشاهدت اشتعال النار في‬ ‫البناية وجثة القنصل مرمية على االرض ‪.‬‬ ‫أصدرت" مديرية الدعاية والنشر واالذاعة " بيانا نشرته جريدة "االستقالل "‬ ‫البغدادية العدد ‪ 33170‬في ‪ 6‬نيسان ‪ 1939‬جاء فيه ‪ ":‬بينما كان أهل (الموصل )‬ ‫الكرام ‪ ،‬صعقين من شدة هول المصاب العظيم الذي حل فيهم بفقد ملك البالد‬ ‫المحبوب ‪ ،‬وإذا ببعض المفسدين قد انتهزوا الفرصة ‪ ،‬واندسوا بين الصفوف‬ ‫وحرضوا بعص الجناة على اغتيال القنصل البريطاني في (الموصل ) ‪ .‬وقد القي‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫القبض عليهم وسينالون مايستحقونه من العقاب الصارم " ‪ .‬ووقع على البيان‬ ‫مدير الدعاية والنشر واالذاعة ‪.‬‬ ‫وعقب ذلك أعلنت االحكام العرفية ببالغ اصدره مجلس الوزراء وتشكل ( المجلس‬ ‫العرفي العسكري ) برئاسة العقيد فرج عمارة وعضوية المقدم رفعت علي والمقدم‬ ‫موفق حبيب وقرر مجلس الوزراء تعيين الحاكمين (القاضيين ) فهمي الجراح ‪،‬‬ ‫وعبد الرحمن الدوري عضوين في المجلس ‪.‬‬

‫وقد أصدر المجلس العرفي قراراته بحق المتهمين وجاء فيها ‪:‬‬ ‫"إن المحرضين الرئيسيين ‪ ،‬هما المتهمان هشام عبد هللا الدباغ ومحمد بن يحيى‬ ‫فحكم عليهما باالعدام شنقا حتى الموت وحيث ان سنهما اقل من الثامنة عشرة ‪،‬‬ ‫فقد أبدل الحكم الى الحبس الشديد لمدة خمس عشرة سنة ‪ ،‬وحكم على المتهم سليم‬ ‫بن نعمان العطار من طالب المتوسطة الغربية باالشغال الشاقة لمدة خمس عشرة‬ ‫سنة ‪.‬اما بقية المتهمين فقد تراوحت االحكام بين السنين والعشر سنوات وافرج عن‬ ‫مجموعة اخرى اعتقلت معهم لعدم توفر االدلة ضدهم ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫ومن الغريب ان ( حادث مقتل الملك غازي ) وردود فهل اهالي الموصل ومقتل‬ ‫القنصل البريطاني مونك ميسن ارتبطت بثورة رشيد عالي الكيالني التي قامت‬ ‫في نيسان –مايس سنة ‪. 1941‬‬ ‫ومن المؤلم ان بريطانيا انتقمت من الموصل لمقتل قنصلها مونك ميسن سنة‬ ‫‪ ، 1939‬فحين اندلعت ثورة مايس سنة ‪ 1941‬والتي يسميها الناس ثورة رشيد‬ ‫عالي الكيالني ‪ ،‬وقامت الحرب بين الجيش العراقي والقوات البريطانية ‪ ،‬تقدمت‬ ‫القوات البريطانية واعادت احتالل العراق ثانية وهذا ما يسمى باالحتالل‬ ‫البريطاني الثاني للعراق ‪.‬‬ ‫إن مما اريد أن اقوله وانا اتحدث عن حركة رشيد عالي ان الموصل كانت مؤيدة‬ ‫لثورة مايس ‪ 1941‬العروبية الوطنية لذلك قامت الطائرات البريطانية القادمة من‬ ‫قاعدة الحبانية وهي احدى القواعد التي كانت القوات البريطانية تستخدمها بمهاجمة‬ ‫مقهى شعبي في رأس الجادة مكان انطالق التظاهرات الموصلية المعروف ‪ ،‬وقتلت‬ ‫اكثر من (‪ ) 40‬مواطنا كانوا يجلسون في ذلك المقهى او من كانوا يمرون بالقرب‬ ‫منه ومعظم من استشهد كان من الشيوخ واالطفال نسأل هللا لهم الرحمة وفي عليين‬ ‫‪.‬طبعا الحفرة التي خلفها القصف ظلت الكثر من خمسين سنة تغور وتسوى وتغور‬ ‫وتسوي من تأثير الضربة والحقد الذي رافقها ‪.‬‬ ‫لقد شهدت الموصل عبر تاريخها الطويل الكثير من االنتفاضات والحوادث ومن‬ ‫هذه حركة الشواف التي سبق ان تحدثت عنها وهي الثورة او الحركة التي قادها‬ ‫العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر موقع الموصل ضد نظام الوزعيم عبد الكريم‬ ‫قاسم يوم ‪ 8‬اذار سنة ‪ 1959‬ولكن الزعيم ارسل عددا من الطائرات قصفت مقر‬ ‫الشواف فأُصيب وفشلت الثورة وقتل الشواف وقيل انتحر ودخلت الموصل في‬ ‫اتون صراع دموي بين القوميين والشيوعيين دفع ثمنه الناس عددا من الشهداء ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫ابوعثمان السراج‬ ‫رجل كبير بثقافته وعلمه وابداعه وتشهد له منزلته االكاديميية والفكرية ويشهد له‬ ‫عطاؤه الممتد عبر تاريخه المشرف مفكرا ومؤرخا كبيرا واستاذا جامعيا المعا‬ ‫شغل مناصب فكرية واكاديمية واداريةمدونة باحرف من النور في تاريخ جامعة‬ ‫الموصل التي تدين له بالفضل والتقدير واالحترام لما له من منزلة كبيرة في نفوس‬ ‫طلبته الذين تتلمذوا على يده وتخرجوا على علمهوارشاده ‪ ،‬وكذلك في نفوس‬ ‫زمالءه من اساتذة الجامعة والعاملين فيها والذين عاصروه اثناء توليه للمناصب‬ ‫القيادية فيها سواء الدراسية وااكاديمية او االدارية البحتة حيث سبق ان شغل‬ ‫مناصب قيادية مرموقة في الجامعة حيث شغل منصب رئيس جامعةالموصل‬ ‫بالوكالة ومنصب مساعد رئيس الجامعة وعميدا لكلية االداب فيها ولفترة طويلة‬ ‫جعلت منه شخصية نقربة لقلوب الكثير ممن محبيه الذي لمسوا فيه عمق المستوى‬ ‫الفكري واالكاديمي والدراسي فيه وشاهدوا مقدرته الثقافية العامة وعاصروا‬ ‫شخصيته االجتماعية المحببة فاعجبوا فيه كما اعجبنا اليوم بما نالحظه ونتابعه‬ ‫من برامجياته الفكرية الطيبة والعميقة الداللة فكريا وثقافيا وادبيا من خالل‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫حضورنا المتواصل لمشاهد ابداعه الثري والسخي وعطاءه الفكري الذي الينضب‬ ‫بشهادة كل من يحضر ويجلس امام ابداعه وفنه الراقي وكان آخرها المحاضرة‬ ‫القيمة والراقية في نشأة الحضارة االسالمية التي القاها في قاعة مركز يوسف ذنون‬ ‫للدراسات واالبحاث ا لتاريخية والتي حازت على اعجاب الحضور موضوعا‬ ‫والقاءا وحضورا ومداخالت وتقديم راقي ورائع من قبل االستاذ الدكتور ابراهيم‬ ‫العالف وبرعاية سامية من قبل االستاذ الدكتور يوسف ذنون وجهد مثابر من‬ ‫االستاذ نبيل الحريثي مدير المركز والمشرف العام ‪..‬‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫سامية نفرتيتي‬ ‫بعد موجة الغضب واالنتفاضات الشعبية ‪.‬وبعد القتل وسفك الدماء ‪..‬يصل‬ ‫األمرإلى تعليق الجثث في الساحات‪!!..‬‬ ‫أمور قد ال يستوعبها قلبي الصغير !!‬ ‫لكن أمام هذه المظاهر الشديدة ‪..‬ال مجال للحديث عن القلب وخاصة إذا كان‬ ‫كقلبي الشقي ‪!!...‬‬ ‫أمام هذه األمور يجب إعمال العقل وبشدة ‪..‬‬ ‫هكذا همست تلك التي تسكنني منذ وعيت القلم ‪..‬‬ ‫وأنا أحاول مراودة قرطاسي بحبر مستورد كنت قد اقتنيته خصيصا لكتابة تلك‬ ‫المقاالت النارية التي قد ال يستسيغها الحبر العربي ‪!!...‬‬ ‫أمسكت قلمي الثمين والجميل ‪..‬وأنا ألوح بالسؤال‪!!. .‬‬ ‫وأحاول الضغط على أزرار العقل ‪!!..‬‬ ‫لكن دون جدوى ‪...‬‬ ‫حتى العقل تعطلت مناطق االدراك فيه‪..‬أصبح كتلة جامدة يرتبك ويصيبه الرعب‬ ‫كلما فكر في كل هذه المواضيع وهو يهددني بأن يعلن استقالته عن جمجمتي‬ ‫الصغيرة إذا دعوته ثانية إلى التفكر والتدبر في الواقع العربي‬ ‫قال لي ذات دعوة‬ ‫دعيني أيتها المتمردة‬ ‫دعيني فإني أكاد أحترق ‪..‬بل احترقت ‪..‬أال تصلك رائحة الدخان !!!‬ ‫رباه ‪!!..‬‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫حتى عقلي ضج بي ‪!!..‬‬ ‫عقلي يهددني باالنفصال عني‬ ‫والبحث له عن جمجمة أخرى يسكنها‬ ‫جمجمة هادئة ‪...‬ساكنة‪..‬ال ترى ‪..‬ال تسمع ‪..‬وال تتكلم !!‬ ‫صمت رهيب يستوطن األمكنة! !‬ ‫أصوات تتعالى ‪..‬تتشابك داخلي ‪..‬أصوات بكل اللغات !!‬ ‫الصمت يشتد حولي ‪...‬الضجيج يعلو داخلي ‪..‬‬ ‫هربت من تلك النافذة المطلة على الشارع واألنهج الممزقة‬ ‫تسللت إلى مكتبي‪،‬أحاول تجاهل كل تلك األصوات المنبعثة دون توقف‪...‬‬ ‫تلك الكتب اللعينة تدحرجت نحوي ‪..‬أصبحت تمشي على أربع ‪...‬ولها لسان ‪!!..‬‬ ‫العالم كله يتحول إلى أوراق متناثرة هنا وهناك‪..‬‬ ‫المكان يغص بالكلمات‪!!...‬‬ ‫رياح صرصر تدك النوافذ ‪...‬تتساقط كل الكتب الضخمة المنتصبة شامخة في‬ ‫مكتبة تعود إلى تلك األزمنة الغابرة‬ ‫كل كتاب يدون لمرحلة تاريخية عصيبة‬ ‫أبحث عني بين ذاك الركام‪..‬كنت حرفا عربيدا تذروني الرياح !!‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫ثقافة التوثين ‪..‬متى ماتخلصنا منها فهمنا معنى الحرية الحقيقي ويتلو ذلك فهمنا‬ ‫لمعنى الحياة ومعنى ان نكون بشرا متساوين في الحقوق والواجبات ‪..‬‬ ‫الوثن ال يصنع نفسه ابدا‬ ‫انما يصنعه الذين يحتلهم هاجس العبيد ‪..‬الذين اليستطيعون العيش من دون اخر‬ ‫يشعرون انهم ادنى منه ‪..‬‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫كن ( اسمر ) ب ‪ ٢٥‬الف دينار ‪..‬‬ ‫عرض مسلسل تركي كان اسم بطله اسمر وهو شاب اسمه مطابق‬ ‫قبل سنوات ُ‬ ‫للون بشرته ‪ ،‬وترك اثرا كبيرا في نفوس الشباب بسبب شجاعته احيانا ووسامته‬ ‫احيانا أخرى ‪ ،‬وفي العادة كان اسمر يرتدي بدلة سوداء مع قميص اسود او ابيض‬ ‫احيانا قليلة ‪ ،‬وبسبب اعجاب الشباب الكبير به توجه معظمهم إلى تقليده في الملبس‬ ‫‪ ،‬وقد القت تجارة المالبس السود رواجا كبيرا آنذاك ‪ ،‬واتذكر في إحدى المرات‬ ‫وأثناء مروري بباب الطوب رأيت عربة خشبية تجمهر الشباب من حولها ‪ ،‬ومن‬ ‫باب الفضول أردت أن اعرف ماذا يجري ‪ ،‬فإذا بالعربة مليئة بالبدالت السود‬ ‫والشباب يرتدون واحدة ويخلعون واحدة بحثا عن الحجم المناسب ‪ ،‬وكان سعر‬ ‫البدلة ‪ ٢٥‬الف دينار ‪ ،‬وفي غضون ‪ ١٠‬دقائق استطاع البائع ان ينتج ‪ ٤‬نسخ من‬ ‫اسمر ولكن بطباعة رديئة ألن أغلب ( االسامر ) كانت وجوههم مليئة بحب الشباب‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫وليد جاسم الزبيدي‪ /‬العراق‬ ‫صالة ُ وقبلتي ودُعائي‪..‬‬ ‫أن ِ‬ ‫ت ال ّ‬

‫ْأو ُح ُ‬ ‫بالء‪..‬‬ ‫سن‬ ‫نذير ِ‬ ‫(يوسف) ْأو ُ‬ ‫َ‬ ‫(نوح) بهجةً‬ ‫ُ‬ ‫سفين‬ ‫لك ما أقَ ّل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫ومنحتِني َّ‬ ‫سر الوجو ِد وكنزَ هُ‬ ‫لقاء‪..‬‬ ‫وفتح ِ‬ ‫لخير ِ‬ ‫ت لي فتحا ً ِ‬

‫ُ‬ ‫قضاء‪..‬‬ ‫صوت‬ ‫النون‬ ‫ْأو َم ْن َح َوتْهُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬

‫قُ ُ‬ ‫رجاء‪..‬‬ ‫فجر وابتها ُل‬ ‫ِ‬ ‫رآن ٍ‬

‫أقام (مح ّمدٌ) في غار ِه‬ ‫ِ‬ ‫لك ما َ‬ ‫عنـــــاء‪..‬‬ ‫إ ْذ ق ْد تعلّ َم بع َد ك ّل‬ ‫ِ‬

‫ت ليالً كانَ سجنا ً حالكا ً‬ ‫وأنر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ظلماء‪..‬‬ ‫النجوم بليل ٍة‬ ‫مث َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫تلك القرائ ُح جودةً‬ ‫لك ما ْ‬ ‫تلت َ‬ ‫ِ‬

‫باس ُجنين ٍة‬ ‫فَتّق ِ‬ ‫ت زهراً في يَ ِ‬

‫فتعلّ ْ‬ ‫األرجاء‪..‬‬ ‫قت عصما َء في‬ ‫ِ‬

‫الماء‪..‬‬ ‫عيون‬ ‫ت عشقا ً في‬ ‫وسكب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ت فكراً في العقو ِل وزينةً‬ ‫وسطع ِ‬

‫سكون جهال ٍة‬ ‫ت لحنا ً في‬ ‫أجري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الصحراء‪..‬‬ ‫زن في‬ ‫ِ‬ ‫فتدافعت كال ُم ِ‬

‫جفاء‪..‬‬ ‫ت قلبا ً بع َد طو ِل‬ ‫ونبض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫زمان ينتهي‬ ‫ت لها‬ ‫ك ُّل اللّغا ِ‬

‫تلك ال ّ‬ ‫س ْ‬ ‫شفاهُ بلحنها‬ ‫قت َ‬ ‫وتمو َ‬ ‫ّ‬ ‫وتلط ْ‬ ‫وتغنّ ْ‬ ‫بإبـــاء‪..‬‬ ‫فت‬ ‫جت‬ ‫ِ‬

‫إالّ ِك حرفُ ِك في ِفم البُلَ‬ ‫غـــاء‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫منبر الغ ِد والحداث ِة واألُلى‬ ‫يا‬ ‫َ‬

‫ْ‬ ‫وتسابقت أحال ُمنا للقائِها‬

‫وقصيدتي وقضيّتي و َعـزائي‪..‬‬

‫وتمنّ ْ‬ ‫بهــاء‪..‬‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫عت ِع ّزاً بثو ِ‬

‫حرف الضّا ِد منب َع ِع ّزتي‬ ‫سيظ ُّل‬ ‫ُ‬

‫بل طهارة ُ‬ ‫سر (موسى) ْ‬ ‫(مريم)‬ ‫ِ‬ ‫لك ُّ‬ ‫ٍ‬

‫َـــالء‪..‬‬ ‫ووقايتي من آف ِة ال ّدخ‬ ‫ِ‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫سيد ناصر‬ ‫ابصم فوق شهوات‬

‫فوق نوافذ الرحيل‪..‬‬

‫الليل‬

‫وصايا افتراق بعيد‪..‬‬

‫ذكرى انتظار مرير‪..‬‬

‫مكتوب بين جدار‪..‬‬

‫عذبني اسى جنونه‪..‬‬

‫الوحدة‪..‬‬

‫هذيانات‬

‫وداع اخير‬

‫لقيد كبير‪..‬‬

‫حطمه الصمت‬

‫بين اصوات ضجر‪..‬‬

‫فوق مواطن غربتي‬

‫اضطراب فزع غريب‪..‬‬

‫زوبعات رغبة واهنة‬

‫القني فوق سكون‪..‬‬

‫قرب ازمنة مستعصية‬

‫الجراحات ‪..‬‬

‫ترحالت مخطوفة‪ ..‬بدون‬

‫وجع لصراع موج‪ ..‬عسير‪..‬‬

‫قرار محسوب‬

‫عبر مالمح قلق‪..‬‬

‫جمعته خيوط الشمس‬

‫لغة لحروف محزنة‪..‬‬

‫عند جسدي الملفوف‪..‬‬

‫رسمت بين دفاتر‪..‬‬

‫وحشة حزن ‪..‬‬

‫همساتي‪ ..‬خجل لشغب عقيم‪..‬‬

‫عفرها الم الجوع‪..‬‬

‫قرب ازدحامات‬

‫تراجعات غثيانات‪..‬‬

‫ارصفة‪..‬‬

‫ونوبات لرغبات مهمومة‬

‫لخطوات تباعدت‪..‬‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫خولة محمد فاضل ‪ /‬الجزائر‬ ‫على مقعد السلوان والشجن‪..‬تتوسد‬ ‫األوجاع والوهن ‪ ..‬وترقب أطياف‬ ‫الحياة تمر أمامها من سنين خلت‪..‬‬ ‫من الزمن األعجف العربيد حيث‬ ‫كانت عائدة من الحرم الجامعي‬ ‫إلى بيتها في الحافلة ‪ ..‬تلك‬ ‫الرحلة المفجعة مازالت تتشرش‬ ‫بذاكرتها ‪ ..‬نقشت‬

‫كاألوشام‬

‫والندوب التي خلفتها الحروق‪..‬‬ ‫بترت ساقيها وتركتها تصارع عنفوان الوحدة والوجع والعجز ‪..‬مازالت ظالل‬ ‫اإلنفجار تلقي بحجبها وشررها على أيامها الحبلى باٱلهات واألنين وفواجع المحن‪..‬‬ ‫والسفر المشؤوم يحفر في ذاكرتها العتيقة أخاذيذ الصدأ ويمد جذوره في خاصرتها‬ ‫وحاضرها‪..‬يكبلها بمقامع من اليأس والصقيع ‪..‬تلك األصفاد التي سترافقها حتى‬ ‫الختام ‪..‬الرحلة التي سرقت منها ربيعها وبسماتها واألحالم وألقت بها في غيابات‬ ‫الظالم‪..‬‬ ‫مازال السفر يرافق أنفاسها وخواطرها والفاجعة تطل من نظراتها المنكسرة المعبأة‬ ‫باألشج ان ‪..‬كلما انتهى السفر تعاودها أحداثه من جديد‪..‬صارت تلك اللحظة البائسة‬ ‫كابوسا يجثم على صدرها ‪..‬فتغرق وهي نائمة في الصراخ والعويل تستجدي النجدة‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫واالنعتاق‪..‬هذا السعير الذي يسكنها ويحيلها رماد إنسان‪..‬لياليها ال تشبه الليالي قتاد‬ ‫وعبرات وكفن من عتم وألم‪..‬‬ ‫مازالت في ذاكرتها الحافلة تتلوى مع منعرجات الطريق مخلفة وراءها أزيزا‬ ‫ودخانا يخترق رتابة الجو المكهرب المخيم على الركاب ويباغث وحدتها المنشغلة‬ ‫بانحذار الواد على الجهة اليسرى وكأنه رتابة تتكرر ‪..‬تهرب عينيها نحو الجهة‬ ‫اليمنى فتقابلها الجبال الصخرية بخضرتها الممزوجة من البني‪..‬مثل أوشام أكلها‬ ‫القدم ‪..‬وكأنها على موعد مع القدر تمسك بيدها اليسرى وتنظر في الساعة‬ ‫الضاغطة على لحم المعصم الذي أخذ تنمله يستفز هدوءها ‪..‬‬ ‫فتجد العقارب تتحرك بتكتكات واهنة كأنها تحاكي صعوبة التنفس وألوان البؤس‬ ‫البادية على وجوه الركاب ‪..‬كانت تلحظ هذه التفاصيل الصغيرة من خالل تلك‬ ‫األلوان المتشابكة المنعكسة أطيافها على الزجاج األمامي ‪..‬ومن البرودة النازلة‬ ‫على صدرها الذي راح يمتلىء بغم مفاجىء كلما فكرت في ركوب الحافلة‪..‬مسحت‬ ‫حاجبيها بالسبابة واإلبهام وتركت خيالها ينزلق عبر شريط من الذكريات هروبا‬ ‫من تلك النظرات المصوبة نحوها ‪..‬تتواسع أمامها امتدادات رخوة صامتة ‪..‬تتحول‬ ‫الحافلة شيئا فشيئا إلى ما يشبه مقبرة تتماوح في الطريق شبه الخالية من الحركة‬ ‫‪..‬فالناس يلجؤون لغلق بيوتهم قبل المغرب ويطفئون األنوار ويخفضون صوت‬ ‫التلفزة خوفا من مداهمة العصابات خاصة في المناطق شبه الحضارية واألحياء‬ ‫الشعبية الفقيرة حيث تسهل عليها التغلغل والتحرك بحرية ‪..‬تتضخم الحلقة المفرغة‬ ‫الدائرة حولها تحت الصمت المريب والنظرات الحيرى التي تطالعها‪..‬تعتدل في‬ ‫جلوسها وتتابع تقدم الحافلة في سأم وضجر وقد تماوجت بخاطرها صور من‬ ‫األحداث الدامية ال تي غرق فيها الوطن محاولة فهم ما يجري من حولها ‪..‬األزمة‬ ‫السياسية الخانقة التي ولدت العنف والفوضى والرعب‪..‬ووجوه الركاب تبدو‬ ‫مكدودة ممصوصة غارقة في البؤس واليأس والحرمان والضياع‪..‬‬ ‫كانت نجوى شابة أنيقة بيضاء البشرة عيناها بنيتان واسعتان كعيون المها تفيض‬ ‫بالحيوية والنشاط والمرح وفي حقيبتها يختبىء حلم يولد نسخة مؤقتة عن شهادة‬ ‫الليسانس تؤهلها للمشاركة في مسابقات التوظيف‪..‬تأمل بأن ترى نفسها معلمة في‬ ‫المدرسة القريبة من بيتهم أو سيدة مجتمع راقية غير أن أحالمها لم تكتمل فقد دوى‬ ‫انفجار عنيف شطر الحافلة ورمى بأشالئها وإرب الركاب في المنحدر اتجاه الواد‪،‬‬ ‫لقد زرعت أيدي الغدر قنبلة في الجسر عند مدخل المدينة اعتقادا منها مرور قافلة‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس الدائرة تحرسه دوريات األمن في ذلك الوقت حسب ماوردهم من معلومات‬ ‫جواسيسهم ‪..‬كان المنظر مرعبا صادما ‪..‬دماء وصراخ وأنين يمأل المكان وأبواق‬ ‫سيارات اإلسعاف والحماية المدنية ورجال األمن‪ ..‬والفرق الطبية واإلسعاف‬ ‫يلتقطون األشالء في األكفان البيضاء ويرفعون جثث الموتى ويمددون المصابين‬ ‫على الحماالت ينقلونهم إلى المشفى وقد توافد جمع غفير من األهالي والفضوليين‬ ‫وخيم الحزن واأللم والوجوم على الجميع بينما دخل بعضهم في نوبة بكاء ونحيب‪..‬‬ ‫استيقظت نجوى في المشفى حيرى مصدومة على عينيها غشاوة وهي تشعر‬ ‫برغبة في التقيء ولم تتقبل فكرة تواجدها في غرفة اإلنعاش ‪..‬تساءلت في نفسها‬ ‫عن السر وقد ظنت نفسها في كابوس‪..‬أرادت أن تتقلب في الفراش فوجدت وسطها‬ ‫مشدودا إلى السرير ‪،‬وأحست بألم طفيف وثقل ولم تشعر بقدميها‪ .‬كان نصفها‬ ‫السفلي مازال تحت التخدير وشيئا فشيئا استعادت ذاكرتها لقد كانت في الحافلة‬ ‫وفجأة أحست بقوة صاعقة ترمي بجسدها وسط دوي هائل لتجد نفسها في غرفة‬ ‫اإلنعاش ‪..‬بدأت نجوى تستوعب ماحدث وحمدت هللا على نجاتها‪..‬في هذه اللحظة‬ ‫دخل فريق طبي توجه نحوها ألقى عليها التحية فردت وبدأ أفراده يحضرونها نفسيا‬ ‫لتقبل حالها يحدثونها عن اإليمان بقضاء هللا وقدره وابتالئه لعبده بأصوات بدت لها‬ ‫قادمة من بعيد أو من رمس ليعلموها أنها فقدت ساقيها فكانت الصدمة والفاجعة‬ ‫التي لم تتوقعها نجوى أبدا ستعيش مقعدة ماحيت ودخلت في دوامة من الوجع‬ ‫والنواح والبكاء والصراخ فحقنوها بمهدىء‪..‬ولبثت نجوى لفترة مطولة من الزمن‬ ‫تتأرجح بين الموت والحياة ‪..‬بين رفض حالها والصبر على االبتالء ‪..‬بين العويل‬ ‫والصمت واالكتئاب ‪..‬بين العقل والوجدان والجنون ‪..‬خواطر متضاربة ‪..‬ومشاعر‬ ‫متناقضة متباينة والكمد يمزق الروح وهي ترى أحالمها تموت ومستقبلها يضيع‬ ‫‪..‬أضحت تحس أنها لم تعد إنسانا كامال ‪..‬هيكل مبتور بال امل وال مبتغى وال روح‬ ‫‪ ..‬ضعيفة تثير الشفقة والعطف وتستجدي اللقمة والرحمة وما شئت من ضرورات‬ ‫الحياة‪..‬كانت تسح العبرات غزيرة ليلها ونهارها وترسل ٱهات وأنات ‪..‬فقدت‬ ‫خطيبها وحلم األمومة والبهجة وطعم الحياة ‪..‬فكانت تمتنع عن الطعام أليام متعاقبة‬ ‫حتى ساءت حالها وشحب لونها واضمحل جسمها ‪..‬في رمشة عين أحرق كل شيء‬ ‫‪..‬الجمال والصحة واٱلماني والهناء ‪..‬‬ ‫مازالت نجوى تالزم مقعدها المتحرك في شرفة بيتها أو أمامه ترقب الحركة خارجا‬ ‫وقد وطأت عتبة الخريف وبدأ الشيب يكلل شعرها ‪..‬ومازالت ترى البلد لم يتغير‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪..‬دائما ترقب شوارع الليل ‪..‬وترى العصابات تتعاقب عليه ولم تتباين فيها سوى‬ ‫األسماء والوجوه‪..‬‬ ‫ملقاة في مقعدها المتحرك تتذكر وجه خطيبها الممتقع اللون وهو يزورها في‬ ‫المشفى ‪..‬غائصا في الهم كمن نفي من أرض الوطن أو ينتظر السجن واإلعدام‬ ‫‪..‬ينظر إليها بطرف كليل حسير وقد ألجمت فاهه الصدمة ووعورة الموق ‪،‬وهو‬ ‫يحاول إنتقاء بعض الكلمات ليواسيها بها ‪..‬وقبل أن ينبس بأية كلمة خاطبته قائلة‪:‬‬ ‫وفر عليك ما ستقوله‪..‬أعرف كل حرف ستنطق به‪..‬لقد شاءت األقدار أن تفرق‬ ‫بيننا ‪..‬أنت حر ‪..‬لكل منا حياته التي كتبها هللا له‪..‬وانتزعت خاتم الخطوبة من‬ ‫إصبعها ووضعته على الطاولة الصغيرة المحادية للسرير وقالت له ‪ :‬خذه أرجوك‬ ‫‪..‬ال أريد أية ذكرى تبتر أصابعي بعدما بترت حياتي ‪..‬فلست اليوم إال ذكرى من‬ ‫رماد ‪..‬سأحيا كالوثن‪..‬مفرغة من الحياة معبأة بالمٱسي والشجن‪..‬‬ ‫ارحل ‪..‬ال أريدك أن تشفق علي ‪..‬وال أن تلقي على مسامعي أي سراب ووهم‪..‬‬ ‫وكم كانت الصدمة أشد وأمر وهي تراه يلتقط الخاتم ويدسه في جيبه وينصرف‬ ‫دونما وداع أو أمنية يلقيها أوالتفاتة خلفه‪..‬فر متسلال كمن أطلق سراحه من األسر‬ ‫أو أنه جاء ألجل استعادة الخاتم فلما نال مراده انسحب على عجل‪..‬ذرفت دموعا‬ ‫حارة تحمل كل عذابات البشرية وأوجاعها وقد اكتشفت أن المصلحة هي وشيجة‬ ‫جميع العالقات حتى الحب الذي طالما تغنت به وبطهره وروحانيته ‪..‬ها هو يغتاله‬ ‫ويمضي في سبيله غير مبال بحالها ولم ينتظر حتى تلتئم جراحها وتسلو عن محنتها‬ ‫وتستعيد بعضا من توازنها فبكاء الروح ال يضاهيه بكاء حينما تصبح الشابة المليحة‬ ‫كقطعة قماش مهملة ‪..‬حين يهجرك األحباب والخالن في لحظة الوهن‪..‬و تمسي‬ ‫عالة على غيرك‪..‬كقطعة غيار صدئة تناساها الزمن‪..‬‬ ‫مرت الشهور واألعوام ونجوى تعيش مأساتها في وجع ووحدة وكٱبة‬ ‫وديجور‪..‬والح بريق األمل يغمر فؤادها كلما تلت ٱيا من كتاب هللا ‪..‬فأولته عناية‬ ‫فائقة ‪..‬وتعمقت في أحكام التالوة والفقه واللغة وأقبلت على دراسة علوم الدين‬ ‫واجتهدت في حفظ القرٱن حتى تمكنت منه ونجحت نجوى في مسابقة توظيف‬ ‫معلمي القرٱن الكريم والتحقت بالمدرسة القرٱنية وكسبت االحترام وشهد لها الجميع‬ ‫بالكفاءة والجدية وحولت مستودع والدها إلى قسم تعلم فيه القرٱن ألطفال حيها‬

‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪..‬وأنشأت جمعية أمل للمعاقين وكانت تردد دوما "عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل‬ ‫هللا لكم فيه خيرا كثيرا"‬ ‫ورغم ذلك مازالت الفاجعة تلقي بظاللها عليها‪..‬مازالت ترى من شرفة بيتها كل‬ ‫ليلة عصابات الرعب والنهب تتسلل تحت جنح الظالم لتسلب الناس أغراضها‬ ‫وأشياءها وأموالها وطهرها بأوجهها المقنعة ‪..‬وتلزمهم باحترام قانون الغاب‬ ‫‪..‬تعربد وتتسلل وتختلس وتقهر ‪..‬كل يوم بقناع مختلف ولون مغاير ‪..‬ولما انكشف‬ ‫رؤساء العصابات وعرفوا بين السواد األعظم أسندوا األدوار ألبنائهم ‪..‬وما أكثرهم‬ ‫وأكثر األقنعة وألوانها ‪..‬لقد ازداد السطو والنهب وعشش البؤس واليأس والحرمان‬ ‫بين الناس وغابت البهجة ‪..‬و تكاثرت أعداد اللصوص وأصبح من الصعب تمييز‬ ‫وجوههم ومعرفتها في ظل األقنعة المبدعة التي راحوا يغيرونها كل ليلة‬ ‫‪..‬ويستبدلون كل من انكشف ووجهه وعرفه الناس أو يلبسونه قناعا جديدا‪..‬‬ ‫مغمسة روحها في والوجع واألسى وعواصف هوجاء من بؤس وصقيع وردى‬ ‫وشجن تلهو بها وترميها في دوامة من فراغ ال تنتهي‪..‬مترعة بالكمد والوهن ملقاة‬ ‫على مقعد النسيان والقتاد ‪..‬يجافيها الكرى والحلم ‪..‬ويحفها كابوس من الظالم‬ ‫والفزاعات وأطياف اإلجرام ‪..‬تهيم في سراديب السراب التي عمت أرجاء‬ ‫الوطن‪..‬وال شمعة تنير هذا الديجور السحيق‪..‬‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سورية‬ ‫دوما وفي كل األوقات يخترق إنشغاالتي اليومية رنين مفاجىء إنه هاتف زوجي‬ ‫العزيز يريد أن يطمئن علينا جميعا وهل مازلنا بخير ؟وعلى أخي الغائب هل‬ ‫عادأم ال؟‬ ‫هل اتصل أم ال؟هل سمعنا خبرا عنه أم ال ؟وعن صهرنا وابن العم المحاصر هل‬ ‫عاد هو أيضا أم ال؟‬ ‫وعن أبي القلق جدا إلى ح ّد المرض هل أصبح جيدا أم ال؟ وعن أمي المقهورة هل‬ ‫تغلبت على حزنها أم هو الذي تغلب عليها؟ وعن‪..‬‬ ‫أحس حقا أنني في حيّرة من أمري هل أخبره الحقيقة مجددا ؟رغم أني لطالما فعلت‬ ‫وأخبرته لكنه اليسأم السؤال ويعيده مجددا‪،‬أناحقا تعبت من إيقاظ مواجعي التي‬ ‫التنام رغم جهدي الدائم فأنا في كل لحظة أهدهدها لتنام لو هنيهةً‬ ‫ألم أخبرك بأني أخي ربمااستشهد؟ربما هو األن أسيرمهان مقهور مذلول‬ ‫‪،‬ربماتناوله في وجباتهم وربما أطعموه ألصدقائه‪،‬ربما جعلوه رديئة لرصاصهم‬ ‫فأية بندقية لديهم تحرز فيه إصابات أعمق ياترى ؟‬ ‫ربمادهسوارأسه تحت أحذيتهم‪،‬أوجعلوا أطفالهم يجاهدون بذبح عنقه أم ربما هو‬ ‫األن يحفراألنفاق كشبح يأكل ما يجد في طريقه ‪،‬ربما يجلدونه ربما يركلونه ربما‬ ‫يرسمون بسكاكينهم على جلده خريطة من إيمانهم وربما‪..‬وذنبه الوحيد هو الوطن‬ ‫‪.‬‬ ‫ألم أخبرك أن صهري أفضل حاال من أخي؟ألنه استشهد وبذات الذنب وترك أختي‬ ‫شهيدة على قيد الحياة‬ ‫وأن أبي مات ضحية القهرفلقد استشهد بحزنه على وطن‬ ‫قطع قطعامن روحه وقدمها له هنا وهناك ح أصبحت القطعة المتبقبة له منها غير‬ ‫كافية ألي غبن أوكدر بل غير كافية لتبقى حية يوم أخر ‪.‬وأن أمي وهي األضعف‬ ‫على اإل طالق أبدا لم تغلب الحزن فهو يعشعش حتى في منافسها ورائحته عالقة‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫على كل كلماتها وحتى ابتسامتها المتطفلة على مالمح متجمدة تجنزر فيها البؤس‬ ‫والشقاء ولكنها تسلحت بحدس األمومة الذي جعلها تؤجل الموت حتى إشعار أخر‬ ‫شهدت مثلهم ؟وبذات التهمة‬ ‫‪.‬ألم أخبرك أيضا أنك حتى أنت يازوجي العزيز قد است‬ ‫َ‬ ‫الشريفة وهي الوطن‪ ،‬وها أناأخبرك وهاأنت تتصل مجددا ‪،‬األن األن أسمعك تتصل‬ ‫فلماذا تعيدسؤالك مجددا؟ لماذاتعجبك إثارة األوجاع وفوضى السكينة؟ لماذا‬ ‫التدعني وشأني؟لقد أرهقت الدموع بأم عيني حتى صرت أبكي من دونها ‪،‬أبكي‬ ‫في وحدتي ومن دون وحد ة ‪،‬وأبكي في فراغي وفي إنشغالي أبكي حتى من دون‬ ‫غضب من دون موت من دون فاجعة أبكي بدون سبب لكثرة األسباب ‪،‬أبكي ألني‬ ‫صرت البكاء ذاته‬ ‫كثيرا ما تخبرني ضحكتي أنها تألمت بسبب البكاء الذي كان مصاحبا لها‪،‬وحتى‬ ‫ْ‬ ‫‪،‬ماعادت شفاهي تروقها ألن البكاء‬ ‫ابتسامتي تخبرني بأن عمرها أصبح قصيرجدا‬ ‫أيضا الذي استوطن مكانها جعلها غريبة فيه وأبعاده ضيقة جدا عليها‬ ‫أعرف حقاوألتمس لك ألف ألف عذر أيها العزيز أنك قلق وتريد أن تطمئن‬ ‫فهأل لمست لي عذرا بأني إنسان أيضا يحتاج أن يعيش بال بكاء لمرة واحدة ‪،‬فالبكاء‬ ‫الذي تبكيه أرواحنا أشد قتال من بكاء العيون‬ ‫دع روحي لشأنها أيها العزيز وأعل ُم أنك لن تفعل ‪ ،‬وحتى إن أنت تركتهافهي سوف‬ ‫لن تدعك وشأنك‪.‬‬ ‫ولن تدعكم جميعكم وشأنكم رغم أنها الترتاح معكم وال ترتاح معي فما الذي دهاها‬ ‫هذه الروح ؟كم ترجيتُها المغادرة لكنها أيضا ال تفعل ‪.‬فهال أخبرتني بدال من سؤالك‬ ‫المعند هذا شيئا مفيدا كي أنهي حالة البكاء في روحي‪ ،‬مجرد الحياة للحظة وأنت‬ ‫تكابر على وجعك وتخفي شوقا وحنينا وتواكب حياتك لتنهي أعباءك فأنت بطل‬ ‫إالأن بعض البطولة باتت ثقيلة على كاهل امرأة وحيدة في عصر النفاق ‪.‬‬ ‫_في كل مرة أخبرك ويعود هاتفك ليرن ‪،‬في كل لحظة يرن حتى أني سئمت‬ ‫الهواتف ومن اخترع الهواتف ‪.‬‬ ‫أصبح رنينهامالزما لمسمعي ‪،‬أصم عنه أذني لكن عبثا أفعل ألن صداه يكسر‬ ‫الصدغين في رأسي ليدوي مجددا‬ ‫هذه الهواتف التي تذبحني ‪،‬ألهذا اخت ُ‬ ‫ْ‬ ‫رعت ؟‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫اخترعت لنذبح بها ماتبقى لنا من حياة ؟‬ ‫هواتف؟! وأية هواتف ؟! وعندمااحتجتُ أن أستخدمه لم يلبيني ‪،‬وذلك عندما اتصلت‬ ‫ألطمئن عليك يا زوجي العزيز فلقد أخبروني أنك مصاب إتصلت وإتصلت‬ ‫وإتصلت ‪،‬ولم يقل هذا الهاتف حرام ‪.‬‬ ‫ولم يسمعني صوتك لحظة ‪ ،‬فعاندته أكثرواتصلت مجددا واتصلت‪.‬حتى أصبح‬ ‫الوقت متأخراجدا ومع ذلك لم يشفق علّي لم يرأف بحالي‬ ‫فقط كنت أريد أن أطمئن أنك بخير وجرحك صغير ونزيفك ليس بالصعب‬ ‫‪،‬وبصراحة أكبركنت أريد أن أقول لك ماقلته في نفسي لحظة سمعت بخبر مصابك‬ ‫وفرحت أجل فرحتٌ‬ ‫لقد قلت الحمد هلل أنك قدأصبت ْ‬ ‫األن بوسعك أن تأتي وتبقى لفترة أطول وتدخل المستشفى فال تعود إلى حيث أنت‬ ‫‪،‬ستصبح قريب مني فأرتاح من الهم والقلق والخوف عليك اللذان يكألن روحي‬ ‫وأنت بعيدفي كل لحظة‪.‬لقدكنت أعيش موتك فأبكيك بحرقة قبل أن تموت ‪،‬األن‬ ‫أصبح لدي أمل أن تصبح قريبا وأرتاح أنا من عبء موت قبل أوانه‪ .‬لكن لألسف‬ ‫ي لم يشفق على يدي التي أنهكته وربماكان هللا حينها يلبي‬ ‫هذا الهاتف لم يحن عل ّ‬ ‫دعوة أخريات غيري لذلك تأخر عن تلبية دعوتي بأن أحدثك لوثانية ‪.‬وأخيرا رن‬ ‫هاتفك مع إشراقة شمس صباح اليوم التالي ‪ ،‬أجل لقد رن ‪،‬سررتُ جدا حقا األجهزة‬ ‫تحس بنا وهاتفي أحس بي إنه يرن ‪،‬إنه دورك ياعزيزي أجبني هيا ‪..‬لماالتفعل؟!‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫زهرة محمد‬

‫‪30‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫ناصر ابراهيم‬ ‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫األميش (باإلنجليزية‪ Amish :‬أو ‪ )Amisch‬هي طائفة مسيحية تجديدية العماد‬ ‫تتبع للكنيسة المنيونية‪ .‬نشأت الطائفة في العصور الوسطى‪ ،‬وهي فترة شهدت‬ ‫بروز حركات إصالحية مسيحية كثيرة‪ ،‬منها الطائفة التي كانت تعرف حينذاك‬ ‫باسم المسيحيين الجدد اآلنابابتيست التي يعتبر اآلميش جزءا منها‪ .‬ويبلغ عدد‬ ‫األميش حاليا ً زهاء ‪ 249.000‬موزعين على ‪ 22‬منطقة مأهولة في الواليات‬ ‫المتحدة وفي والية أونتاريو في كندا‪.‬‬ ‫تعيش أقدم جماعة من االميش في مقاطعة (النكستر)‪ ،‬وهي منطقة زراعية نائية‬ ‫استوطنها األميشيون األوائل في العشرينات من القرن الثامن عشر‪ ،‬ويقدر عدد‬ ‫افرادها بـ ‪ 16‬ألفا‪ .‬وكان الكثير من اآلميش قد لجأوا إلى تلك المقاطعة هربا من‬ ‫االضطهاد الديني في أوروبا‪ .‬ويتوزع أفراد طائفة اآلميش على عشرات‬ ‫المستوطنات التي تعيش كل منها باستقاللية تامة وفقا لقوانينها الخاصة غير‬ ‫المكتوبة والمعروفة باسم"أوردنانغ" ويتسم أفراد طائفة اآلميش بنبذهم للتكنولوجيا‬ ‫وانعزالهم عن العالم‪.‬‬ ‫يتحدث معظم اآلميش ثالث لغات‪ :‬لغة قريبة من األلمانية تسمى "بنسلفانيا داتش"‬ ‫في المنزل‪ ،‬ولغة قريبة أيضا من األلمانية تدعى "هاي جيرمان" في صلواتهم‪،‬‬ ‫واإلنكليزية في المدارس‪.‬‬ ‫حركة اآلنابابتيست قوبلت بـ "التكفير" من قبل طوائف الكاثوليك والبروتستانت وتم‬ ‫الحكم عليهم باإلعدام وتم بالفعل إعدام الكثير منهم مما حدا بهم للفرار بـ "دينهم"‬ ‫في بداية األمر من سويسرا وإقليم األلزاس الفرنسي وجبال جنوب ألمانيا‪ .‬إلى‬ ‫أمريكا‪.‬‬ ‫في عام ‪ 1536‬وعلى يد قسيس كاثوليكي اسمه مينو سي ُمنز تأسست حركة‬ ‫المينونايت والتي وحدت وبلورت حركة اآلنابابتيست‪ .‬وفي عام ‪ 1693‬أسس‬ ‫مسيحي سويسري اسمه يعقوب آمان "ياكوب آمان" طائفة اآلميش والتي انفصلت‬ ‫فيما بعد عن المينونايت‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬أصبحت تلك الطائفة عرضة للمالحقة‬ ‫من قبل الكاثوليك والبروتستانت الذين اتهموهم بالكفر‪ ،‬مما حدا بهم إلى الفرار‬ ‫بدينهم إلى أمريكا وبالتحديد إلى والية بنسلفينيا نظرا لكون أمريكا حينئذ بلدا غير‬ ‫مأهول بشكل كبير وألن فرص مضايقتهم تكاد تكون معدومة ‪ .‬وبالفعل استوطنت‬ ‫طائفة المينونايت بنسيلفينيا في عام ‪.1720‬‬

‫‪34‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫طائفة اآلميش ال تؤمن بالتغيير فهم يؤمنون بااللتزام بالعيش كما جاء باإلنجيل‬ ‫الذي بين أيديهم بحذافيره‪ ,‬ولديهم مجلس "فتوى" يطلق عليه "أولد أوردر" وهم‬ ‫مجموعة من كبار السن المتدينين "المشايخ" يدرسون أي طاريء ويصدرون فتوى‬ ‫وفقا لما يرونه مطابقا لتعاليم اإلنجيل وما يعرف فيما بينهم باسم "األوردينان" وهي‬ ‫تعاليم إنجيلية تتبع بحذافيرها‪.‬‬

‫طائفة اآلميش ال تؤمن بالكهرباء واستخدامها وال بالسيارات بل وال النقود الحكومية‬ ‫الورقية – إال في حاالت طارئة ! طبعا التطور أجبر مجلس الفتوى عندهم على‬ ‫إصدار فتوى بإنه يجوز لآلميش أن يركب سيارة للضرورة ما دام أنه ال يقودها‪،‬‬ ‫وهم يستخدمون عوضا عنها األحصنة أو العربات التي تجرها األحصنة‪.‬‬ ‫اآلميش ال يؤمنون بإدخال أطفالهم للمدارس‪ ،‬وفي عام ‪ 1972‬تم إصدار قانون‬ ‫خاص بهم يستثني طائفة اآلميش من التدريس اإللزامي‪ *،‬البنات البالغات والنساء‬ ‫عند األميش يلبسن زيا محافظا جدا‪ ،‬فهن ال يلبسن إال األكمام الطويلة واللباس‬

‫‪35‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫الفضفاض الطويل‪ ،‬متحجبات وال يسمح لهن بقص شعورهن‪ ،‬يلبسن غطاء الرأس‬ ‫األبيض إذا كن متزوجات وأسود إذا كانت غير متزوجة‬ ‫الرجال ال يحلقون لحاهم أبداً‪.‬‬ ‫تحرم التصوير‪ .‬والدليل عند الجماعة مأخوذ من سفر الخروج‬ ‫طائفة اآلميش‬ ‫ّ‬ ‫‪ . 20:4‬بل إن لعب البنات (الباربي) التي يلعب بهن البنات ممحي عنها صورة‬ ‫الوجه‪.‬‬ ‫اآلميش يحرمون الموسيقى والمعازف‪.‬‬ ‫طائفة اآلميش ال يؤمنون بالتأمين‪ ،‬فهم يعتبرون كل شيء قضاء وقدر‪.‬‬ ‫يجتمع اآلميش عند حصول مصيبة ألحدهم‪ ،‬كاحتراق حظيرته فمثال‪ ،‬فيقوم الجميع‬ ‫عندئذ بالمشاركة ببناء حظيرة جديدة للمتضرر‪.‬‬ ‫اآلميش ال يستخدمون الهواتف النقالة بل وال حتى الهواتف األرضية‪.‬‬ ‫وقد تبرعت الحكومة وبنت لهم خارج بيوتهم كبائن على شكل أكواخ لالتصال في‬ ‫حالة وجود طارئ أو ما شابه‪.‬‬ ‫اآلميش عندهم التبديع والهجر (يطلق عليها باإلنكليزية‪ :‬شنينغ "تجنب")‪.‬‬ ‫فعند اآلميش كل من ال يتبع طريقتهم فهم مبتدعة ويهجرونه ويحرم على كل‬ ‫اآلميشيين التعامل معه‪ ,‬وإذا كان "المبدَّع" الزوج يحرم على الزوجة أن تقربه أو‬ ‫تكلمه‪.‬‬ ‫واآلميش ال يشربون الكحول وال يؤمنون بالمعاشرة الجنسية قبل الزواج‪.‬‬ ‫ال يسمحون للنساء بقيادة العربات (اآلميش ال يقودون السيارت أصال‪ ،‬ويوجد‬ ‫بعض من اآلميش في غير بينسيلفينيا يسمحون للنساء بالقيادة بشرط أن يكون معها‬ ‫نساء أو بالغين)‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪37‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫الحرب االلكترونية هي من جيل الحروب الحديثة‬ ‫التي تستخدم فيها وسائل التواصل االجتماعي‬ ‫بصفحات خاصة وبيجات مسيرة يتم من خاللها‬ ‫رسم صورة ذهنية برسائل متتالية من المعلومات‬ ‫واالخبار يراد منها تغيير قناعات المتلقي‬ ‫والمتابع وحرف بوصلة اتجاهه والوصول‬ ‫للتأثير المطلوب أحداثه‪.‬‬ ‫إن السفارة البريطانية في العراق تعرف جيدا‬ ‫بأن الحرب العالمية الحالية هي حرب إلكترونية‪،‬‬ ‫كما أنها تعرف بأن ماكينات السوشيال ميديا بإمكانها تغيير القناعات وصناعة‬ ‫الرأي العام‪ ،‬ولهذا فهي تستخدم السوشيال ميديا لتحقيق أهدافها من خالل نشاطات‬ ‫(معهد صحافة الحرب والسالم) المرتبط بالسفارة البريطانية‪ ،‬ومن الصفحات‬ ‫المرتبطة بالمعهد كبيج (الخوة النظيفة) و(عين العراق) و(عين الموصل) و(مجتهد‬ ‫األنبار) و(يال) و(خان جغان) و(معقولة) و(ستيڤن نبيل) و(حسين تقريباً) وغيرها‪.‬‬ ‫المتتبع العادي لصفحة المعهد والصفحات المرتبطة به يقرأ نشاطا طبيعيا يدعو إلى‬ ‫المدنية والتسامح والسالم والمحبة والصفاء والنقاء وهو غطاء يخفي أهدافا لتزييف‬ ‫الحقائق تمهيدا إلخفاءها فضال عن محاولتها للتحكم بالرأي العام من خالل القيام‬

‫‪38‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫بعمليات تضليل وغسل دماغ ممنهج ومدروس ومنظم حيث استطاعت ان تغير من‬ ‫قناعات الكثير وتقودهم إلى تبني افكارآ ومواقفآ في ظاهرها اصالحية وهي هدامة‬ ‫ومدمرة لمجتمعاتنا تحت عنوان التغيير والديمقراطية‪.‬‬ ‫ان العالم الذي تصنعه صفحات المعهد البريطاني قد يكون عالمآ ورديآ شفافآ‬ ‫الوجود فيه لقتلى وضحايا وال حضور فيه لحق أو باطل!! فكلنا إخوة!!!‬ ‫أما الذين يقتلون ويفجرون فهم أناس لن يتم تسليط الضوء عليهم وهم ليسوا منا‬ ‫وال بأس من تمرير هذه الصورة المخادعة هنا من إطالق هاشتاگات تبدو في‬ ‫ظاهرها إنسانية لتحقيق هذا الهدف كهاشتاگ‬ ‫خل نتصافه‪..‬رس الة من رسائلهم تمهد ألعادة العالقات مع الكيان الصهيوني دون‬ ‫النظر لحقوق الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ان الصفحات الممولة من معهد صحافة الحرب والسالم البريطاني لم تنتقد أبداً رفع‬ ‫األعالم اإلسرائيلية في أربيل قبل استفتاء البارازاني االنفصالي كما أنها ال تنتقد‬ ‫دعاة التطبي ع مع إسرائيل!!ولم تدعو المتظاهرين لحرق علم امريكا والهتاف ضدها‬ ‫كما أن كل صفحات المعهد لم تنتقد االعتداءات اإلسرائيلية على مقرات الحشد‬ ‫لتثبت لمن يتابعها ارتباطاتها الخبيثة وتأثيرها في تغيير االتجاهات‪.‬‬ ‫هذه الصفحات التابعة للمعهد تروج للمحور االمريكي الصهيوني في المنطقة‬ ‫والمعادي لمحور الممانعة وتلمع صورة الواليات المتحدة األمريكية في العراق‬ ‫وشيطنة إيران والحشد وفصائل المقاومة وحزب هللا ‪.‬‬ ‫الممولين من المعهد البريطاني ما يريده المعهد‬ ‫ليس بالضرورة أن يعرف كل‬ ‫َّ‬ ‫بالضبط‪ ،‬فأغلبهم مجرد بيادق فيسبوكية صغيرة في رقعة شطرنج كبيرة مهما‬ ‫تباهوا بعدد متابعيهم‪ ،‬وهم ينفذون ما يُطلَب منهم فقط مقابل امتيازات واموال دون‬ ‫معرفة األهداف الخفية انهم سالح الحرب القادمة‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 143‬مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪143‬‬

‫‪40‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.