مجلة زهرة البارون عدد 147

Page 1

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫المثقف الطائفي‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫‪1‬‬


‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخري‬ ‫محمود صالح الدين‬

‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫املوصل‬ ‫تنويه‬

‫سكرتير التحرير‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫للنشر االلكرتوني‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة‬ ‫فكريا وسياسيا تنأى بنفسها عن‬ ‫الدخول في معترك الصراع السياسي‬ ‫واالنحياز لهذا الطرف او ذاك من‬ ‫أطراف العملية السياسية في العراق‬ ‫والعالم واآلراء الواردة في بعض‬ ‫المقاالت المنشورة في المجلة من‬ ‫قبل بعض الكتاب تمثل رأيهم‬ ‫الشخصي وال تعبر عن توجه ادارة‬ ‫المجلة القائمة على استقاللية الفكر‬ ‫واحترام حرية التعبير وترفض رفضا‬ ‫قاطعا استخدام صفحاتها للترويج‬ ‫لزيد او عمرو او تسقيط فالن او‬ ‫عالن من الشخوص والتيارات‬ ‫والحكومات‬ ‫لذا اقتضى التنويه‬

‫‪2‬‬


‫مقال افتتاحي ‪5.............................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫سماكة الموصل ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7...................................‬‬ ‫الم ثقف الطائفي ‪ /‬د‪ .‬احمد ميسر ‪12......................................‬‬

‫نقطة ضوء ‪ /‬سامية البحري ‪17..........................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫شنينة ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪19........................................‬‬ ‫ابن محلتي ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪20........................................‬‬

‫شعر‬ ‫كيف أهواك ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪21...........................................‬‬ ‫بغداد ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪23....................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫منتظرة ‪ /‬منى فتحي حامد ‪24............................................‬‬ ‫مخمورة الصوت ‪ /‬وليد الزبيدي ‪25.....................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪26.......................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫ضحايا الكراسي ‪ /‬زهراء الالمي ‪29.....................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫انتفاضة ‪ 25‬أكتوبر ‪ /‬قاسم الغراوي ‪30................................‬‬

‫‪4‬‬


‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫كأنت هناك على األرض فزاعة تخيف العصافير فقط وتبعدها عن األرض ولكن‬ ‫أثبتت األيام ان الصقور قادرة على كسر رقبة الفزاعة والنيل منها متى أردت وهذا‬ ‫اذ دال على شيء فأنه يدل على ضعف في تلك الشخصية التي وجدت على األرض‬ ‫وكانت تلك الشخصية على األرض تثير الفزع والرعب وقد كثرت الحكايات عنها‬ ‫ومنها الحقيقية ومنها ال والغريب ان تلك الشخصية لها وجوه عديدة فا مره يأخذ‬ ‫دور الكانغر وأخرى يأخذ دور الكلب يخيف الناس بالعواء والتهديد عندما تأتي‬ ‫الريح ليتمايل نحو اليمين واليسار أشاره الى انها قادرة على ردع الجميع وهذا ما‬ ‫يراد من وضع الفزاعة على األرض اما عن الحقيقة فخيوط اللعبة كلها خارج عن‬ ‫السيطرة فال فزاعة وال كانغر يقفز هنا وهناك ال يجد السبيل لتحقيق الهدف وهنا‬ ‫يجب انفهم قواعد اللعبة على األرض فاختيار شخصية لتلعب دور في ما يجري‬ ‫اليوم لها معطيات وتاريخ صالحية وانتهاء صالحية كحجار الشطرنج ومن هنا‬ ‫تأتي كل األدوار التي تستهلك االحداث في العالم فكل فترة تظهر شخصيات وتختفي‬ ‫أخرى وكل منهم يكون له دور محدد ال يخرج عنه وقضية األدوار هي قديمة جديدة‬

‫‪5‬‬


‫في تنفيذ بعض المخططات وهنا يمر في ذهن القارئ البعض من تلك الشخصيات‬ ‫منها الكالب التي تمزق وتقتل النسيج االجتماعي وتنتهي كما ينتهي أي فلم من‬ ‫أفالم هوليود في ظهور المنقذ ويكون التصفيق لبطل من ورق كتب عليه أحداث‬ ‫فلم ال يرتقي الى مستوى األفالم الهابطة من نوعية األفالم ‪ .‬اما عن الطركاعة‬ ‫فالمجرب ال يجرب ومن يعمل على هذا يكون واحد من اثنان ال ثالث لهم اما ال‬ ‫يمتلك العقل وهم من المقربون لشخصية الطركاعة واالخرون هم المغلوبون على‬ ‫امرهم والذين ال حول لهم وال قوة وهم األغلبية الساحقة وهنا يجب ان نضع تلك‬ ‫الشخصية في الميزان لنحصي اإلنجازات التي ساهم بها فنرى ان سقف الويالت‬ ‫واالخفاقات هو األعلى على صعيد األرض ويأتي أحدهم ليقول ان ذلك الرجل هو‬ ‫اإلصالح للفترة القادمة وهو ما يخدم المصالح الشخصية او حتى الحزبية وهنا‬ ‫يكون موضع الخطأ وهو تغليب المبدأ على حساب الجماعة وهذا لب الحديث ان‬ ‫ما سوف يكون من احداث قادمة يتحملها المطبلون واالبواق ذات السمعة السيئة‬ ‫وما سيحدث ليس بشيء الهين ولكن سيكون هناك احداث جلل وفيها اهوال كارثية‬ ‫من كل النواحي االقتصادية منها والبشرية والن يتم استدراك االهوال تلك وسوف‬ ‫تدفع األجيال القادمة ثمن تلك الممارسات اال أخالقية في تسير عجلة األرض ويجب‬ ‫ان يكون هناك حلول جذرية ال مكان للعواطف النفسية النتماء طائفة او جزب او‬ ‫قومية ويجب ان تكون تلك الحلول سريعة الستدراك الوطن ألنه بخطر ‪...........‬‬ ‫ولهذا كتبت‬

‫‪6‬‬


7


‫وانا اتحدث مع االخ والصديق المهندس الكيماوي االستاذ خالد علي محمد رسول‬ ‫الموصلي ‪ ،‬وقفنا عند اسماك الموصل وقلت له ان الموصل واهالي محافظة نينوى‬ ‫وخاصة ممن تقع بلداتهم وقراهم وقصباتهم على انهار دجلة والزاب االعلى‬ ‫والخازر والخابور والهيزل والخوصر اعتادوا على صيد االسماك وبيعه في اسواق‬ ‫السمك التي عرفتها الموصل وخاصة في سوق السمك بمحلة الميدان وفي سوق‬ ‫النبي يونس ومنذ سنين بعيدة وحتى يومنا هذا ‪.‬‬ ‫ولدينا في الموصل عدة أُسر تحمل لقب السماك ‪ ،‬والذي جاء من أحتراف اجداد‬ ‫وابناء هذه االسر صيد وبيع االسماك وظهرت من هذه االسر شخصيات خدمت‬ ‫العراق في جوانب كثيرة ‪.‬‬ ‫وعندما انشئ سد الموصل الكبير في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ‪ ،‬وصارت‬ ‫له بحيرته الواسعة انتعشت حرفة صيد االسماك وتربيتها وبيعها مع ان هناك الكثير‬ ‫من القوانين التي تحرم صيد االسماك في مواسم محددة ‪.‬‬ ‫ومنذ العشرينات والثالثينات من القرن الماضي وما بعد ذلك انتعش فن صيد‬ ‫االسماك في الزابين ونهر دجلة وكثر في الموصل كما جاء ذلك في الدليل الرسمي‬ ‫العراقي لسنة ‪ 1936‬وعلى االغلب السمك البني وابو سويف والجري والبز‬ ‫والشبوط ‪.‬‬ ‫كا ن نهر دجلة الخالد الذي يمر في مدينة الموصل ومحلة الميدان والشهوان يزخر‬ ‫بأنواع كثيرة من االسماك وكان أهل المحلتين يزاولون مهنة وهواية صيد االسماك‬ ‫‪،‬وكان الناس يأتون من مناطق أخرى للصيد ايضا ‪.‬‬ ‫واهم االسماك التي توجد في الموصل ‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬البز وهو من افضل واكبر انواع االسماك ويصل طوله إلى مترين وأكثر ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الگطان وهو من األسماك الجيدة التي يصل طولها إلى أكثر من متر ولونها‬ ‫فضي‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الشصان وهو يشبه الگطان من حيث الشكل والحجم ولكنه يختلف باللون‬ ‫حيث أن لون سمك الشصان ذهبي‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬الشبوط أو (الحمراوي) كما يسميه اهل الموصل ويمتاز بطعمه اللذيذ وهو‬ ‫النوع المفضل من العراقيين ويصل طوله إلى أكثر من متر‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫خامسا ‪ :‬البرعان وهو يشبه الشبوط من ناحية الشكل ولكن حجمه أصغر‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬ابو سويد أو ابو سويف نوع من السمك يشبه الشصان ‪ ،‬ولكنه مرقط بنقط‬ ‫سوداء منتشرة على جسمه‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬ا لبني وهو سمك يمتاز بشكله المميز ولونه المائل إلى األحمر ووزنه الذي‬ ‫قد يصل عشرة كغم‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬سمك العثري ويمتاز بحجمه المتوسط الذي ال يتجاوز ‪40‬سم‪.‬‬ ‫تاسعا‪ :‬القشاش وهو سمك يعيش قريب من سطح الماء وطول السمكة اليتجاوز‬ ‫‪30‬سم‪.‬‬ ‫عاشرا ‪ :‬الدنبكايات وهي اسماك صغيرة عريضة قليال طولها اليتحاوز ‪ 20‬سم‪.‬‬ ‫أحد عشر‪ :‬التقيات وهي أصغر األسماك في دجلة وطولها اليتجاوز ‪15‬سم‪.‬‬ ‫اثنا عشر ‪ :‬ابو خريزة وهو من األسماك الصغيرة وجلدها له حراشف خشنة‪.‬‬ ‫ثالثة عشر‪ :‬سمك الجري وهو سمك مفضل عند الكثير من الموصليين ويصل‬ ‫طول السمكة احيانا اكثر من متر‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫أربعة عشر‪ :‬نوع من السمك اسمه المرمريج أو سمك الثعبان ويصل طوله إلى‬ ‫أكثر من متر وهو أيضا مفضل عند الموصليين‪.‬‬ ‫ويتحدث سماكة الميدان اليوم عن االنواع التي يصيدونها في نهر دجلة ومنها‬ ‫السمتي والكذيبي والبني والحمراوي والكطان والشخاط الناعم ‪ ،‬ويقولون ان افضل‬ ‫وقت لصيد االسماك هو الفجر والمغرب الن االسماك تخرج وتبحث عن طعام ‪.‬‬ ‫وكما هو معروف ان الصيد يكون في ما يسميه اهل الموصل (الصفاري والربيع)‬ ‫والصيد في الشتاء قليل ويقول عدد ممن يبيع السمك ان سوق السمك في الموصل‬ ‫اليوم يزخر بأنواع من االسماك التي تأتي من داقوق وحديثة ومن التاجي فضال‬ ‫عن اسماك الموصل ‪.‬‬

‫أما طرق صيد االسماك في الموصل فهي كثيرة منها عن طريق الشباك ‪ .‬والشباك‬ ‫على نوعين ‪ :‬الشباك الطويلة وهذه تربط بالزورق تحملها قطع من الفلين من‬ ‫االعلى ومن االسفل قطع من الرصاص وتعلق بها األسماك ‪.‬والنوع الثاني من‬ ‫الشباك هو الذي يرميه الصياد وهو واقف على جرف الماء وتكون بشكل دائري‬ ‫قطرها من خمسة إلى ستة أمتار وتنزل هذه الشبكة بسرعة إلى قاع النهر لوجود‬ ‫اثقال من الرصاص فيها‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫وهناك الصيد بالخيط النايلون ‪ ،‬ويكون بعدة أقطار وحسب نوع السمك المراد‬ ‫صيده‪ .‬والطريقة الثالثة هي الصيد بالزهر وهو نوع من السموم النباتية التي تعالج‬ ‫وتخلط مع طعوم األسماك فتخرج األسماك بعد تناولها إلى السطح ويتم اإلمساك‬ ‫بها‪.‬‬ ‫ولالسف هناك طرق محرمة للصيد الجائر يستخدمها بعض الصيادين ‪ ،‬وهي‬ ‫الصيد بالمفرقعات والتي تسمى ب(البمبة ) ‪ .‬كما ان من المحرمات ايضا الصيد‬ ‫بالكهرباء ويتم عن طريق تيار عالي الفولتية إلى منطقة تواجد السمك فيقتلها فورا‬ ‫‪......................‬‬ ‫وفي منتجعات الغابات اليوم وفي اماكن اخرى في الموصل محالت لبيع السمك‬ ‫المسكوف والتي تالقي اقباال شديدا من محبي ومتذوقي االسماك ‪.‬‬ ‫كل هذه األسماك كانت موجودة بكثرة في نهر دجلة قبل إنشاء سد الموصل الكبير‬ ‫سنة ‪ 1985‬اال انها اختفت تماما أو قلت بسبب هبوط درجات حرارة الماء إلى‬ ‫أدنى المستويات‪ ،‬بحيث أصبح الجو غير مالئم لحياتها ‪ .‬وقد تحتاج الى سنوات‬ ‫كثيرة للتكيف والعيش في هذه الظروف من جديد‪.‬‬ ‫في كتاب ( حكاي ة محلة الميدان ) والذي الفه االخ والصديق االستاذ محمد سامي‬ ‫احمد جقماقجي وصدر في الموصل سنة ‪ 2019‬معلومات عن سوق السمك وعن‬ ‫ال السماك ومنهم سعيد بن جاسم السماك وهو والد صديقنا عالم الجغرافية الكبير‬ ‫االستاذ محمد ازهر السماك ‪.‬كان سعيد جاسم السماك النعيمي صاحب اول علوة‬ ‫اسماك في الموصل ‪ ،‬هو وابراهيم الحيو ‪ ،‬واسماعيل شريفة في بداية سوق الميدان‬ ‫ثم اعقبهم فيها داؤد يعقوب السماك وهناك السماك جاسم محمد ججو وجاسم محمد‬ ‫العلو ‪ ،‬وصفاء مرعي حسن العلو الشهواني ‪ ،‬ومحمود الممد السماك وغيرهم مما‬ ‫اليسمح لنا الوقت لذكر اسمائهم ‪.‬‬ ‫وعندما نتحدث عن علوة بيع االسماك الرئيسية في الميدان البد ان نشير الى من‬ ‫كان لديه دكان لقلي وبيع السمك في مدخل سوق الحدادين وهو عدنان السماك الذي‬ ‫ترون صورته الى جانب هذا الكالم ‪.‬‬ ‫هذا جانب من تاريخ االسماك والسماكة في الموصل رويته لكم وقد اعود ثانية الى‬ ‫الموضوع ان شاء هللا ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫حينما تحل بمجتمع ما تحديات من اي‬ ‫شكل كان فان تداعياتها ال تشمل جانبا‬ ‫من الجوانب دون اخر بل انها تلقي‬ ‫بظاللها القاتمة على الجوانب كافة من‬ ‫الفها الى يائها كرد فعل منطقي لفعل‬ ‫التحدي لكن في ذات الوقت فان لكل‬ ‫فرد ومجتمع عوامل ومرتكزات‬ ‫وعي تشكل بمجموعها استجابته‬ ‫لتداعيات ذلك التحدي وهو االمر‬ ‫الذي اشار اليه توينبي في نظريته‬ ‫عن التحدي واالستجابة والذي بين ان هنالك نوعين من االستجابة احدهما ايجابي‬ ‫يتمثل باالستفادة من ذلك التحدي كقوة دفع نحو تطوير الفرد والمجتمع والذي يطلق‬ ‫عليه بالدافع الحيوي والذي تقوده نخب ذلك المجتمع الفكرية والثقافية ويتماهى‬ ‫معها باقي افراد المجتمع كنوع من انواع المحاكاة االمر الذي سيحول ذلك التحدي‬ ‫الى عامل ايجابي من عوامل نهوض الفرد والمجتمع وتلك االستجابة االيجابية‬ ‫لتحديات الحياة نجد اثارها وتفاصيلها مبثوثة هنا وهناك في سطور قصص وتاريخ‬ ‫النجاحات الفردية والجمعية عن افراد ومجتمعات جابهت اعتى التحديات وخرجت‬ ‫من جراء التعامل المنطقي والعقالني المبدع معها باروع قصص النجاح والنهوض‬ ‫التي شكلت دروسا حياتية ناجحة يقتدي بها الطامحون للتغيير االيجابي رغم ماتخلل‬

‫‪12‬‬


‫مسيرة تلك االستجابات المضيئة من مصاعب جمة قد تصل باصحابها في بعض‬ ‫محطات قصصهم الى التفكير الجدي باالستسالم والركون الى خيارات االستجابة‬ ‫السلبية المريحة آنيا والكارثية مستقبال لكن منطقية افكارهم المنبثقة من مشتركات‬ ‫فكرية انسانية سليمة وصدق نواياهم في االرتقاء بذواتهم وواقع مجتمعاتهم فضال‬ ‫عن اعتمادهم على اليات عمل علمية وواقعية كل ذلك مكنهم من تجاوز الصعاب‬ ‫وتحقيق اال هداف الواقعية المنشودة بعيدا عن فكر خداع الذات وتخيالت االنا‬ ‫المتضخمة الناجمة عن قراءات سقيمة وفنتازية وانتقائية لتجاربهم وتجارب‬ ‫االخرين لكن مايؤسف له ان لالستجابة وجه اخر موغل في السلبية يجعل من اي‬ ‫تحدي يتعرض له الفرد والمجتمع سببا لمزيد من التقهقهر واالنغالق الذي يصل‬ ‫في بعض تجلياته البائسة ليس الى حد االكتفاء بخيارات االنكفاء والعزلة بل‬ ‫يتجاوزه باشواط ليصل الى حالة تمجيد وتعظيم الحاضر السلبي واعتباره افضل‬ ‫مايمكن تقديمه بل ان االمر قد يصل بالبعض الى التجرؤ لمحاولة تصدير فشله‬ ‫الفكري و الواقعي المزمن على كافة االصعدة لالخرين على انه حل لمشاكلهم‬ ‫المفترضة والتي تجاوزها االخرين منذ عقود و ال وجود لها سوى في مخيلته‬ ‫الدونكيشوتية المضحكة ضحكا كالذي اشار اليه المتنبي يوما بانه " ضحك كالبكا‬ ‫" بعد ان وقف على حال امته المزري حينها فصدح بالحقيقة المرة بانها لم تعد‬ ‫سوى ا مة تضحك " من جهلها االمم " هذا الحد من التخلف والسوء لم يكن ليصل‬ ‫اليه حال الفرد واالمة لو لم يكن حال نخبها قد وصل الى درجة من العجز والفشل‬ ‫في مواجهة الذات قبل حتى الحلم بالتفكير بمواجهة االخرين احد ابرز عالمات‬ ‫ذلك العجز والفشل الفكري والسلوكي عند بعض من يعدون انفسهم نخبا فكرية‬ ‫وثقافية هو انموذج " المثقف الطائفي " ذلك المثقف الذي تخلى عن مهمته االساسية‬ ‫في اثارة الوعي والثقافة العقالنية بين افراد مجتمعه لينمسخ الى انموذج جاهلي‬ ‫بامتياز رغم قشرته الحداثية المزيفة الى اشبه مايكون ببعض شعراء القبائل‬ ‫الجاهليين الذين كانوا ابواقا تشرعن مساؤي قبائلهم وزعمائهم كقول احدهم ‪:‬‬ ‫وهل انا اال من غزية ان غوت غويت‬ ‫وان ترشد غزية ارشد‬ ‫والذي بطبيعة الحال سيسهم في استمرار من يدعي الدفاع عنهم في غيهم وضاللهم‬ ‫الذي يزينه لهم ويظهره بمظهر الرشد المحض فبدال من دور التوعية واالرشاد‬ ‫و النصح لهم كي يصلحوا من طريقة تفكيرهم البالية وسلوكياتهم المتوحشة ‪ -‬وهذا‬

‫‪13‬‬


‫هو الدور المفترض به كمثقف ‪ -‬تجده يستخدم كل مافي جعبته من اليات ووسائل‬ ‫االقناع واالستدالل ليظهر مثالب بيئته ومجتمعه بالمظهر البراق الذي يدعوا‬ ‫االخرين لالقتداء به والسير على هداه انها جاهلية معاصرة بالحرف الواحد وهو‬ ‫في كل هذا يجر الويالت والمحن على من يدعي الدفاع عنهم بقصد او بدونه‬ ‫لو كان مثقفينا من كل الطوائف قد ادوا دورهم الحقيقي في التنوير والتوعية لكان‬ ‫باالمكان طبعا احسن مما كان والسهموا بال شك في التقليل من مخاطر المنهجية‬ ‫والسلوكية الطائفية التي كادت تأتي على االخضر واليابس في مجتمعنا الذي شبع‬ ‫من الحروب والويالت والفترات االستثنائية التي لن تنتهي بدون ان ينتهي استغالل‬ ‫بعض المحسوبين على الثقافة زورا وبهتانا من استخدام ادوات الوعي والمعرفة‬ ‫في معاداة ومحاربة الوعي والمعرفة ذاتهما في سبيل اقتراف خطيئة النفاق الجاهلي‬ ‫البغيض لهويات فرعية على حساب هوية الوطن الجامعة في محاولة مستميتة لبث‬ ‫الحياة في مشاريع طائفية مأزومة لفظتها المجتمعات االنسانية الحديثة تلك‬ ‫المجتمعات التي تتباهى امام العالم باحترامها لحقوق االنسان التي يأتي في مقدمتها‬ ‫حقه ف ي ان يكون له حرية التعبير وحرية االختالف في اطار عقد اجتماعي قانوني‬ ‫انساني يكفل حقوق الجميع باعتبارهم بشرا متساوين ومواطنين على درجة واحدة‬ ‫من التقدير واالحترام والحقوق والواجبات مع باقي افراد ذلك الوطن على عكس‬ ‫ما يقترفه مثقفينا الطائفيين من تبجيل وتقديس لنظام الطبقات الطائفي الذي يجعل‬ ‫من ابناء طائفة هذا المثقف الطائفي مواطنين من الدرجة االولى فيما يحدد درجة‬ ‫مواطنة ابناء الطوائف االخرى تباعا حسب قربهم من طائفة المثقف الطائفي‬ ‫ومشاريعها الفكرية القروسطية واال فستنهال التهم عليهم كما ونوعا في عملية‬ ‫استعباد تدر يجي منها ماهو معلن وما خفي كان اعظم وبهذا وكرد فعل سئ للفعل‬ ‫السئ فسيتوجه ابناء الطوائف االخرى ومثقفيها الى انتهاج ذات االسلوب في التفكير‬ ‫والسلوك مما سيدخل الوطن ومواطنيه في دوامة صراع طائفي الينتهي ستستغله‬ ‫كل االطراف التي تقف وراء تأجيجه وديمومته لصالحها على حساب وأد المشروع‬ ‫الوطني واغتيال احالم المواطنين بحياة كريمة وطنية انسانية اسوة بالشعوب‬ ‫المتحضرة االنسانية‬ ‫ان هكذا نوع من المثقفين الطائفيين هم رأس الحربة في مشاريع الطائفية المدمرة‬ ‫اليهمهم سوى تحقيق مصالحهم الفكرية والمادية المريضة على حساب ابناء بلدهم‬ ‫وفي مقدمتهم ابناء طوائفهم الذين يدعون انهم يدافعون عنهم علما ان امثال هؤالء‬ ‫المثقفين الطائفيين هم ابعد مايكونون ايمانا بافكار ومبادئ وسلوكيات طائفتهم والى‬

‫‪14‬‬


‫ذلك اشار د‪.‬علي الوردي بقوله ‪:‬‬ ‫" الطائفي حين يتعصب لمذهبه‬ ‫اليهتم بما في المذهب من مبادئ‬ ‫خلقية او روحية فذلك امر خارج‬ ‫عن نطاق تفكيره ‪ ,‬وكل مايهتم به‬ ‫هو مايوحي به التعصب من والء‬ ‫لجماعته وعداء لغيرهم "‬ ‫ربما قد نجد شيئا من عذر بالنسبة‬ ‫للطائفي الغير متعلم او غير‬ ‫المثقف فالتعصب لديه ناجم عن‬ ‫جهلة وانعزاله وتأثير بيئته التي‬ ‫والبد سيتخذ من تصورها عن‬ ‫عالقتها بنفسها وبالعالم الخارجي‬ ‫بوصلة لتوجيه مساره ومواقفه‬ ‫في الحياة لكن ماهو عذر المثقف‬ ‫الطائفي الذي من المفترض ان‬ ‫اطالعه وقراءاته واحتكاكه‬ ‫بالثقافات االخرى حتى ولو في‬ ‫الكتب فقط من المفترض ان‬ ‫تمكنه من ان يكون له رأي حيادي‬ ‫خصوصا في عالم اليوم في ظل‬ ‫توافر وسائل البحث والتواصل‬ ‫بامكاناتها المهولة والمتاحة اال‬ ‫في حالة ان تكون ثقافته تلك ثقافة سطحية احادية انتقائية تقرأ ماينتجه االخرين‬ ‫فكريا بعقلية لي اعناق النصوص وتحريفها لتكون متالئمة مع فكر المثقف الطائفي‬ ‫المريض وبذلك ال تتعدى محاولته لتطوير اليات معرفته حدود محاولته لتزويق‬ ‫واجهة فكره البليد وبذلك يكون قد وقع في حضيض دركات النفاق ومنح للفكر‬ ‫الطائفي اوكسجينا يمكنه من االستمرار بالحياة بدال من محاولة تشخيصه كمرض‬ ‫فكري ونفسي واجتماعي تمهيدا لعالجه والشفاء منه‬

‫‪15‬‬


‫ان المثقف الطائفي يشبه الى حد كبير السوفسطائيين الذين كانوا يعلمون ابناء‬ ‫اليونان قديما اليات الجدال والخطاب واالستدالل ليس عن قناعة منهم بالحكمة بل‬ ‫رغبة في نفع انفسهم من الراغبين بتعلم تلك االليات واستمرارهم باشعال التناقضات‬ ‫والصراعات بين كل االطراف لتتمكن سفن مصالحهم من االبحار كما يشتهون‬ ‫لذلك استحقوا عن جدارة تسمية سوفسطائيين التي كان يطلقها عليهم الفالسفة‬ ‫الحقيقيين كسقراط وافالطون وغيرهم والتي تعني " مموهي الحكمة " لذلك‬ ‫فخطرهم على مجتمعاتهم واوطانهم يكون اكبر بكثير من الجهلة والمتعلمين من‬ ‫غير المثقفين وان لم تتم مواجهة افكارهم المموهة بالحكمة بافكار حكيمة حقيقية‬ ‫فسيست مر نهجهم التخريبي ذاك الى ما النهاية وسيكون الخاسر الوحيد من استمراهم‬ ‫هو الوطن بكافة مواطنيه وفي مقدمتهم مواطنيه من ابناء الطائفة التي يوجهها امثال‬ ‫هؤالء المثقفين الطائفيين والذين قال في حق منهجم الثقافي التدميري الخطر ستيفن‬ ‫هوكنغ يوما ‪ " :‬اعظم عدو للمعرفة ليس الجهل بل وهم المعرفة "‬ ‫انها دعوة للمثقفين الوطنيين الحقيقيين ان يمارسوا دورهم المنشود في بث ثقافة‬ ‫المواطنة واالنسانية بين افراد مجتمعنا بكافة اطيافه ونقد وتعرية كافة مروجي‬ ‫ومشرعني الطائفية من اي طائفة كانوا لنتمكن من تحقيق حلمنا ببناء شخصية‬ ‫عراقية تحمل هوية جامعة لكل مواطنيها على حد سواء‬

‫‪16‬‬


‫األستاذة سامية البحري‬ ‫آن األوان لتغيير اآلليات القديمة في البحث والقراءات النقدية آن األوان لتقويض‬ ‫المقدس في الذاكرة العربية الشعرية والنقدية آن األوان لتغيير بعض األحكام‬ ‫ومحاورة الثوابت في المنظومة النقدية كما في المنظومة الشعرية آن األوان لننظر‬ ‫من ا لنافذة األخرى إلى موروثنا الشعري والثقافي برمته تلك النافذة التي ظلت‬ ‫مغلقة حتى استوطنها العنكبوت وعشش في أركانها الطير ‪ ..‬آن األوان لوضع كل‬ ‫تلك التجارب الضخمة التي ظلت تسيطر على الذاكرة اإلبداعية والذائقة الشعرية‬ ‫على امتداد االحقاب التاريخية على المحك ‪ ..‬ال "للتنكيل" بها ومهاجمتها من أجل‬ ‫الهجوم في ذاته فهذا ليس من ثقافتنا وال من طبعنا وال من خصالنا األخالقية‬ ‫والمعرفية بل نحن من دعاة الفكر والعقل والحكمة وهناك فرق كبير بين من يحمل‬ ‫جمجمة وبين من يحمل عقال وبين المتزمت والمتعصب والمتأدلج الذي يمثل خطرا‬ ‫على المنظومة اإلبداعية برمتها وعلينا مقاومة أفكاره الهدامة وشخصه ال يعنينا ‪..‬‬

‫‪17‬‬


‫والناقد األكاديمي الحقيقي وهو الذي يمتلك القدرة على الخوض في كل غمار‬ ‫المنظومة اإلبداعية وفي نفس الوقت يمتلك القدرة على اإلنصاف‪.. .‬‬ ‫آن األوان لطرد تجار الدين وتجار األدب من القواميس والمعاجم فهم ال يختلفون‬ ‫عن تجار المخدرات والسالح والعبيد بل أشد خطرا ألنهم ينخرون العقل الذي هو‬ ‫المظهر األبرز لتكريم هللا لإلنسان‬ ‫والذي هو األداة األولى للتفريق بين المنزلة الحيوانية والمنزلة اآلدمية وما أكثر‬ ‫الذين يحملون جماجم تصفر فيها الرياح !!! آن األوان إلقامة مدينتنا ‪ !!...‬بعيدا عن‬ ‫"إخوان الصفاء" و"إخوان الشياطين" تقطع مع "أفالطون "و"ماكيافلي"‪ ..‬مدينة‬ ‫الشعر والشعراء ‪ !!..‬بمقاييس عربية صرفة ‪ ..‬وبمعايير فنية عالية الجودة‬ ‫وضوابط علمية دقيقة ‪..‬ومقاصد إنسا نية جوهرية تقطع مع كل المعايير القديمة‬ ‫التي تنهل من تصنيف طبقي الذي يكرس مفهوم العبودية ويدعم مفهوم الوثنية‬ ‫مقاييس مستحدثة تنهل من العلم والفلسفة قد قدت بفكر خصيب ورؤى مبتكرة‪!!. .‬‬ ‫وما توفيقي إال باهلل العلي العظيم‬

‫‪18‬‬


‫د‪.‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫يلتقي الملوك والرؤوساء مع بعضهم لحل مشاكل االمة على مادبة غداء او عشاء‬ ‫مثال ‪ ..‬فيها مالذ وطاب من القوزي والكباب ‪..‬‬ ‫ببنما نلتقي انا ود‪Husam Al-tahhan .‬على مائدة حمص فقط ‪..‬لحل مشاكل‬ ‫سيارته البيجو مثال‪ ..‬او الحوار حول قصيدة النثر وشروط النشر الجامعية وفق‬ ‫معايير سكوبس ‪..‬او نناقش اشكالية تحضير ( الشنينة ) من لبن الخاثر والفرق بين‬ ‫تحضيرها من اللبن العادي وضرورة اضافة النعناع ‪..‬فضال عن التباحث في‬ ‫ضرورة حث التجار على تصدير ( الطحينية ) الى نيوزلندا الثارة مشاعر الالجئين‬ ‫الوطنية وتشجيعهم على العودة الى الوطن‪ ..‬كي التفوتهم حصة العدس ‪.‬‬ ‫وتصبحون على خير ‪..‬وحمص ( حبايبي الحلوين )‪..‬‬

‫‪19‬‬


‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫من المصطلحات الشائعة في الموصل ‪ ،‬يقولها الرجل عادة من باب الحميمية‬ ‫واأللفة واحيانا من باب التباهي ‪ ،‬ال سيما إذا كان المقصود شخصا مسؤوالً في‬ ‫مكان مهم ‪...‬‬ ‫في أيام الجامعة ‪...‬‬ ‫خرجنا من الدوام عائدين الى البيت ‪ ،‬فركبنا في سيارة أجرة شوفرليت ‪ ( ٥٥‬منعول‬ ‫ابو ابوها ) ‪ ،‬وكان السائق رجال كبيرا بدا من كالمه انه من جيل ( الشقندحية‬ ‫واخت المنطقة وأضيعك ) ‪ ،‬وطوال الطريق حدثنا عن مغامراته من جهة وعن‬ ‫التزامه المروري من جهة أخرى وعن اجازة سوقه التي حصل عليها منذ العهد‬ ‫الملكي ‪ ،‬حتى ظننا انه السائق المثالي األول في العالم ‪...‬‬ ‫وصلنا تقاطع رأس الجادة فإذا به يرتكب مخالفة ( فطيرة ) ال يرتكبها سائق مبتديء‬ ‫فصرخ رجل المرور عليه وطالبه بالتوقف لكنه أظهر جانبه ( الجاكي ) في تلك‬ ‫اللحظة وأخرج راسه وقال لرجل المرور ‪ :‬هال بابن محلتي ‪ ،‬ثم فر هاربا ليلتفت‬ ‫الينا قائال ‪ :‬هذا ابن محلتي وردة مال هللا ‪...‬‬ ‫أي ابن محلتك يرحم والديك حجي ؟؟!!!‬ ‫وهللا لو ماسكك يسويك مخلمة ابو السيتة فيتة‪....‬‬

‫‪20‬‬


21


‫َ‬ ‫أنساك ‪..‬‬ ‫كيف‬ ‫َ‬ ‫وأنِّي أ ُ ْد ِّركُ ال َه ْج َر‬ ‫ُم َحاال‬ ‫َ‬ ‫أهواك ‪..‬‬ ‫كيف‬ ‫َ‬ ‫ص َل‬ ‫الو ْ‬ ‫وأنِّي أ ْل َم ُح َ‬ ‫تَغَالَى‬ ‫قد تماهينا سرابا‬ ‫َوتربَّ ْعتَ هالال‬ ‫سويًّا‬ ‫َوتفتَّحنا َ‬ ‫َ‬ ‫البدر‬ ‫غاب‬ ‫حين‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َحاال‬ ‫كيف أرضى‪..‬‬ ‫َ‬

‫ذاتَ ُج ْرح‬ ‫َّ‬ ‫أن ظلي يتالشَى‬ ‫كيف أنسى ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫إن نبضي يتنَا َهى‬ ‫كيف أرضى ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫إن ُح ْلمي يَت َ َوالى‬ ‫القلب فراغ‬ ‫إنَّ َما‬ ‫ُ‬ ‫يمالُ‬ ‫َ‬ ‫العين جماال‬ ‫كيف أ ْغ َوى ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫قوافي‬ ‫جوابا في‬ ‫َّ‬ ‫سؤاال ؟‬

‫‪22‬‬


‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫بغداد عروس العراق الجميلة‬

‫بغداد سيكوى بنارك‬

‫تزينت بثوب محافظات العراق‬

‫المارقين ويرجعا بخفي حنين‬

‫من شماله الى جنوبه‬

‫بغداد ستبقي منارا‬

‫ومن شرقه الى غربه‬

‫ويتغزل بسحرك العاشقين‬

‫اراد المارقون‬

‫بغداد لن ولم تسقط‬

‫تمزيق ثوبها فخاب ظنهم‬

‫بل اسقطتي الفاسدين‬

‫بغداد خاصرة الشرق‬

‫والطائفين والسراق‬

‫ودرعه الحصين‬

‫بغداد رمزا للشموخ‬

‫لن ينال منك الطغاة‬

‫رغم غدر الغادرين‬

‫فنارك تكوي الطامعين‬

‫بغداد قلعة االسود‬

‫بغداد انتي ام الحضارات‬

‫وأن طالت غفلة الفجر‬

‫سحبت البساط‬

‫عن باسقات نخيلها‬

‫من تحت اقدام الضالمين‬

‫سياتي يوما تعود الجراء‬

‫بغداد وان بعدت عنك‬

‫الى أوكارها وتزهوا‬

‫يبقى قلبي وحنيني لك‬

‫البساتين في عشاقها‬

‫وعندك والى حين‬

‫‪23‬‬


‫منى فتحي حامد ‪ /‬مصر‬ ‫في انتظار‬

‫يتوجها الشوق ‪..‬‬ ‫ٌ‬

‫حبيبة‬

‫إشارة ِم ْ‬ ‫نك ‪..‬‬

‫كلها أمنيٌات‬

‫مهما طال‬

‫من لهفتي ٍ‬

‫تنسينا ما َم ْر ‪..‬‬

‫ِب ٓك العمر ‪..‬‬

‫أحن إليٌك ‪..‬‬ ‫ِ‬

‫فما بقي‬

‫فضحكتها إكسير‬

‫ما أهتم‬

‫ضياع ِللوقت ‪..‬‬

‫تذيب الروح ‪..‬‬

‫لرأي أح ْد ‪..‬‬

‫كل ما فات‬

‫تشتاقها ٓك ِطف ٍل ‪..‬‬

‫متعمدآ‬

‫بكاء على الدهر ‪..‬‬

‫حنان‬ ‫محتاج ِل ٍ‬

‫إبعادي ٓعنك ‪..‬‬

‫ف ٓيٌا ٓم ْن ٓبقلبي‬ ‫أٓجبني بِال ُحب ‪..‬‬

‫إلى دفء ‪..‬‬ ‫يا بدر البدور‬

‫ماذا بي ؟‬

‫منايا نبيذ‬

‫غرام ٓك ظمأت ‪..‬‬ ‫ِل ِ‬

‫ت ؟ ‪..‬‬ ‫هل أحبب ِ‬

‫يُسكرني من خمر ‪..‬‬

‫فمتى تُكلٍلني‬

‫ْ‬ ‫خجلت نظراتي‬

‫يا روحا ً‬ ‫تناديك‬ ‫َ‬

‫من ذاك العشق ‪..‬‬

‫ولمقلت ٓيٌ َك ابتسمت ‪..‬‬ ‫ابتسامةُ نقيةُ‬

‫عشقا ٓ لهذه البنت ‪..‬‬

‫بنسما ٍ‬ ‫ت عطري ٍة‬

‫فلم تجد غيرها‬

‫المسك ‪..‬‬ ‫نفحاتها ِ‬

‫سألتني ‪:‬‬

‫‪24‬‬


‫وليد جاسم الزبيدي‪ /‬العراق‬ ‫ت في أنفا ِسها ّخبلُ‪..‬‬ ‫صو ِ‬ ‫مخمورة ُ ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫سه ُل والجبلُ‪..‬‬ ‫ق ْد كلّمتْني‬ ‫ورق ال ّ‬ ‫سكرتَها‬ ‫ق ْد كلّمتْني وأخفى اللي ُل ُ‬ ‫أناب عن الشكوى هنا طللُ‪..‬‬ ‫ها ق ْد‬ ‫َ‬ ‫ت وأسئلةً‬ ‫ها ق ْد نسينا مالما ٍ‬ ‫صبرنا القُبلُ‪..‬‬ ‫حتى انكفأنا تُمنّي‬ ‫َ‬ ‫الوهم تسبقُنا‬ ‫حتى جعلنا خيو َل‬ ‫ِ‬ ‫في ك ّل خط ٍو لنا عه ٌد نُج ّد ُدهُ‬ ‫في أن يكونَ غراما ً بيننا الخجلُ‪..‬‬ ‫ّهر أشرعةً‬ ‫في أن نكونَ‬ ‫ِ‬ ‫برغم الد ِ‬

‫واألمنياتُ‬ ‫سراب ظ ّل ينتقلُ‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫في ك ّل حق ٍل لنا ذكرى وأغنيةٌ‬ ‫ُ‬ ‫واألفنان وال َح َجلُ‪..‬‬ ‫يشدو بها الور ُد‬

‫يح ال يلوي بنا ّ‬ ‫الزللُ‪..‬‬ ‫أقوى من ّ‬ ‫الر ِ‬ ‫الغدر والدّنيا تُعاندُنا‬ ‫أقوى من‬ ‫ِ‬ ‫فجر سيعلو رايةً أملُ‪..‬‬ ‫في ك ّل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫واألشواق تضربُنا‬ ‫ت‬ ‫صو ِ‬ ‫مخمورة ُ ال ّ‬ ‫مو ٌج تسابقَ في أردان ِه ال ّ‬ ‫شعَلُ‪..‬‬ ‫إنّي أظ ّل على وع ٍد سيجمعُنا‬ ‫مهما اختلفنا وان تنأى بنا السبلُ‪..‬‬

‫‪25‬‬


‫زهرة محمد‬ ‫ما أجمل الحياة عندما ننظر‬ ‫لها بجانب مشرق وما أجمل‬ ‫شعاع الشمس عندما تشرق‬ ‫أشعته الذهبية " بالتفاؤل"‬ ‫‪26‬‬


27


‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪28‬‬


‫زهراء الالمي‬ ‫نحن ضحايا الكراسي‬

‫سيدات بالدي كانوا يحملون‬

‫نحن شعوب المائسي‬

‫السالح بدل األنوثة‬

‫قد اوجعتنا الرواسي‬

‫فالذئاب قد أحاطت بنا من‬

‫أفترشنا الرصيف بحثا عن رغيف‬ ‫خبز‬

‫جميع اإلرجاء‬ ‫لكثرت األموت في بالدي أصبحنا‬

‫نحن مخيرون بين البكاء والبكاء‬

‫ندفن في بيوتنا ونحن أحياء‬

‫وبين الموت بالحياة او السالح‬

‫األرض بدأت تبتلع الموتانا‬

‫أمنا بغداد تلك التي تأنقت باألحزان‬

‫فالمقابر قد اقتضت بجثث‬

‫وأختنا البصرة ورثت من أمنا‬ ‫المائسي‬

‫إنتهت سفرة حياتنا ونحن ننتظر‬ ‫وصول القطار‬

‫لم يكن للورد مكان بيننا فقد‬

‫وبينما نحن نبحث عن الحياة‬

‫حللنا جميع مشاكلنا بسالح‬

‫قبل وصولنا فقدنا الحياة‬

‫‪29‬‬


‫قاسم الغراوي‬ ‫أزمة بعد اخرى تضاف إلى أزمات البلد‪ ،‬وتوترات اخرى تولد من رحم التناقضات‬ ‫في المواقف وحيث تغيب الحلول تتراكم االزمات والزالت ساحات التظاهر‬ ‫ضاغطة على المنظومة السياسية بشروطها في الوقت الذي تتخبط فيه الكتل‬ ‫السياسية المعنية بترشيح شخصية غير جدلية‪.‬‬ ‫ان الخيارات الوطنية والشعبية هي صاحبة الكلمة الفصل في شكل ومالمح رئيس‬ ‫الوزراء المقبل بعيدا عن التحزب والمحاصصة وبما ينسجم مع تطلعات الشعب‬ ‫العراقي وخطوات االصالح والتغيير‪.‬‬ ‫في الوقت الذي تدعم فيه بعض الكتل خيارات الجماهير ورغبات رئيس الجمهورية‬ ‫في فسح المجال له الختيار الشخصية الوطنية التي تلبي الطموحات الشعبية وتصل‬ ‫بنا الى بر االمان‪ ،‬تقف كتآل اخرى ضد هذه الرغبة محتجة ببنود الدستور التي‬

‫‪30‬‬


‫تمنحها حق ترشيح شخصية رئيس الوزراء باعتبارها الكتلة االكبر على الرغم من‬ ‫رفض الجماهير المحتجة‪.‬‬ ‫في تبادل الردود صرح الرئيس برهم صالح انه ‪ :‬ال خير يرتجى في موقع او‬ ‫منصب ال يكون في خدمة الناس وضامنا لحقوقهم‪ ،‬مضيفآ ان الحراك السياسي‬ ‫والبرلماني يجب ان يكون معبرا دائما عن االرادة الشعبية العامة ‪ ،‬في المقابل‬ ‫يصرح تحالف البناء بالقول ‪ :‬نجدد التزامنا التام بالسياقات الدستورية ونرفض‬ ‫اال لتفاف على الدستور برفض رئيس الجمهورية تكليف رئيس الوزراء من كتلتنا‬ ‫االكبر وفق السياقات الدستورية‪.‬‬ ‫ومابين رافضآ الستقالة الرئيس (التي لوح بها) واصفا اياه بالوطني الغيور الذي‬ ‫يقف مع الشعب ومطالب الجماهير ‪ ،‬وبين مطالبآ مجلس النواب باتخاذ االجراءات‬ ‫القانونية بحق رئيس الجمهورية لحنثه باليمين وخرقه للدستور ‪ .‬يغيب التوافق كما‬ ‫غاب الخطاب الوطني وتتشتت الحلول وغابت المصلحة الوطنية لتتازم األمور‬ ‫وتتفجر األوضاع في ميادين وساحات التظاهر‪.‬‬ ‫نعتقد بوجود قوى سياسية تخطط إلبقاء عبد المهدي في السلطة أطول فترة ممكنة‬ ‫وتستثمر ما يجري من تعطيل بتسمية رئيس الوزراء‪.‬‬ ‫اما مخالفة الدستور ورفض تكليف رئيس‬ ‫الوزراء من الجهة التي يفترض أن تكون حامية له يعني دفع البالد الى الفوضى‬ ‫ويعد خرقآ تتنافى مع واجبات الرئيس الذي وقف حائرآ بين الوقوف مع مطالب‬ ‫المتظاهرين او مخالفآ للدستور‪.‬‬ ‫على قوى المحاصصة ان تعود الى الصواب والجنوح لرأي الشارع ورغباته‬ ‫واختيار المرشح الذي تنطبق عليه المواصفات التي نادت بها الجماهير لتقترب‬ ‫خطوة باتجاه الحلول التي تهدأ من غضب المتظاهرين‪.‬‬ ‫ندعو القوى السياسية لمراجعة مواقفها واالنتصار إلرادة الشعب بدال من مغامرة‬ ‫الدخول في مواقف مناقضة لتطلعات الجماهير ‪ ،‬ما يدخل البلد في متاهة غير‬ ‫محسوبة النتائج‬

‫‪31‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪147‬‬

‫‪32‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.