مجلة زهرة البارون عدد 153

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬

‫تنويه‬

‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة‬ ‫فكريا وسياسيا تنأى بنفسها عن‬ ‫الدخول في معترك الصراع السياسي‬ ‫واالنحياز لهذا الطرف او ذاك من‬ ‫أطراف العملية السياسية في العراق‬ ‫والعالم واآلراء الواردة في بعض‬ ‫المقاالت المنشورة في المجلة من قبل‬ ‫بعض الكتاب تمثل رأيهم الشخصي وال‬ ‫تعبر عن توجه ادارة المجلة القائمة‬ ‫على استقاللية الفكر واحترام حرية‬ ‫التعبير وترفض رفضا قاطعا استخدام‬ ‫صفحاتها للترويج لزيد او عمرو او‬ ‫تسقيط فالن او عالن من الشخوص‬ ‫والتيارات والحكومات‬ ‫لذا اقتضى التنويه‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫مقال افتتاحي ‪5.............................................. .......‬‬

‫قراءات‬ ‫شمامة العنبر والزهر المعنبر ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7...........‬‬

‫قصيدة وطن ‪ /‬سامية نفرتيتي ‪11................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫فتافيت ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪17..............................‬‬ ‫اشخاص قد تعرفهم ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪18......................‬‬

‫شعر‬ ‫مصل الخلد ‪ /‬صورية حمدوش ‪19...............................‬‬ ‫كلمة بأجنحة ‪ /‬نرجس عمران ‪20...............................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫نصوص نثرية‬ ‫للحكاية تكمله ‪ /‬رسل الساعدي ‪22..............................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪23...............................‬‬

‫ضيف العدد‬ ‫الفنان احمد عثمان محمد ‪25....................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫السالم مطلبنا ‪ /‬علي بدر سليمان ‪29...........................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫قاضي شجاع غير تاريخ إيطاليا ‪ /‬قاسم الغراوي ‪30..........‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫المقال ال يستثني أحد ‪ ...‬في هذا اليوم كان هناك هجوم على كلمة يرحمه هللا كتبت‬ ‫لشخص شغل منصب رئيس الجمهورية اكثر من ثالثين عام وهو الرئيس (حسني‬ ‫مبارك) والغريب ان اقسى الكلمات كانت من أوليائك الذين ينتمون لألحزاب‬ ‫اإلسالمية وما أدراكم ما تلك األحزاب اال إسالمية واذا صح تسميتها انها أحزاب‬ ‫عنصرية دموية ويشمل هذا التشبيه كل من ينضوي تحت كلمة حزب إسالمي‬ ‫والغريب ان هؤالء انفسهم يتناسون ان اإلرث الديني بعد موت الرسول (ص) هو‬ ‫دموي مقيت وصراع سياسي لتولي زمان السلطة بعيد عن ما يرده هللا على األرض‬ ‫وما اشبه اليوم باألمس والكثير منهم يأخذ دور الدعاة لدين هلل وكأننا من اهل الكفر‬ ‫والظالل ال سامح هللا والمشكلة األكبر انهم يأخذون دور هللا فيحكمون على هذا‬ ‫وذاك ويرمون الناس وليس منهم ان يكون هذا الرمي هو من بطون الحق او الباطل‬ ‫ولكن األهم ان يخدم مصالحهم الحزبية ويمنطقون بكالم ليس في محل المراد ويأتي‬ ‫باآليات واالحاديث التي ال تغيب عنا ويذكروني هؤالء بمقولة الحد المفكرين عندما‬ ‫يقول (يا عزيزي كلنا دواعش) وهذه كلمات منطقية وسليمة لحد كبير فكل من‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫هؤالء بداخله داعشي صغير يكبر بتلك األفكار الشاذة التي يرسم أصحاب المصالح‬ ‫الشخصية لحب السيط رة وهم ال يقبلون الرأي االخر وتناسوا ان هللا عند خلق ادم‬ ‫قبل الجدال والسؤال عن السبب في خلق ادم وهذا منطقي فهم ذاتهم لو كان الرسول‬ ‫بيننا لكانوا من بين المعترضين وكأن لسان الحال يتكلم عن الخوارج في تاريخ فهم‬ ‫كانوا أيضا أحزاب وفرق ال تقبل الجدل بما تحمل من أفكار في تكفير هذا وذاك‬ ‫والحكم عليهم وأكثر تلك األحزاب ال تمتلك سوى تلك النصوص المنتقاة حسب‬ ‫االهواء بعيد عن أي مبدأ انساني وعقلي وتحت عنوان االنقياد االعمى خلف‬ ‫شخوص بحسب مفهوم الحزبي انهم منزهون عن أي اغالط او سهو كما يرون هم‬ ‫وهذا غير صحيح فالعالم اليوم يرفض االنقياد خلف أراء تصب في مبدأ رفض‬ ‫االخر مهم كان صاحب الرأي وقد كانت هناك تجارب لتلك األحزاب في الحكم في‬ ‫بعض البلدان وكلها كانت تجارب فاشلة بامتياز والسبب تلك األهداف الشخصية‬ ‫في حب السلطة والنفوذ فليس هناك حزب ال يطمح للسلطة بحجة العمل على‬ ‫اإلصالح وهذا محض كذب وافتراء فاهلل ال يحتاج لحزب لمعرفته او العمل بما‬ ‫جاء على لسان الرسول ولكن تلك األحزاب تثقف فقط لسياسة العنف الفعلي‬ ‫والكالمي على حد سوء وكل التيارات المتطرفة كانت والدتها على يد تلك األفكار‬ ‫المتطرفة ويأتي اليوم أحدهم ليتمنطق ان الرحمة تجوز لهذا وال تجوز لهذا وكأن‬ ‫االمر هو بيد احدهم نصب نفسه بدل هللا ولم أبالغ في هذا ولو يسال أحدهم لم كل‬ ‫هذا سوف يكون الرد ان كل التيارات واألحزاب اإلسالمية أسات الى صورة هللا‬ ‫في أذهان وقلوب البشر فاذا سالت احدهم عن هللا سوف يقول لك ان هللا منتقم جبار‬ ‫وهو عندما يبدأ في قرا ءة القران يقول بسم هللا الرحمن الرحيم ويمر عليه مرور‬ ‫العابرين دون التفكر بها ويمضي في األرض يتكلم بسم غضب الرب وهو ذاته ال‬ ‫يعرف ان كان هللا سوف يرضى عن ما يفعل ويذهب في تصنيف البشر حسب‬ ‫اهواء ما ينتمي له فمن ينتمي الى حزب إسالمي ال يعني انه ينتمي هلل فمن دمر‬ ‫المدن وكان السبب في القتل والتهجير هم أناس يقمون الصالة ويأدي الصوم‬ ‫والزكاة وبدرجات عالية وهم أيضا يتكلمون بسم هللا ويكفرون هذا ويقتلون هذا وهم‬ ‫أيضا تنظيمات تنتمي ألحزاب وتجمعات تدعي اإلسالم والغريب ان الجميع ينكر‬ ‫هذا واالمر جلل ال يحتاج الى دليل فالكل يعلم هذا واالعتراض على كلمة رحمه‬ ‫هللا تذكرني بمثل قديم يقول ( بعض البشر يبعث عن عيوب البشر ولم ينظر الى‬ ‫العيوب التي يحملها هو ) وكان لسان الحال يقول يداوي الناس وهو علي ُل ‪..‬‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫( شمامة العنبر والزهر المعنبر ) إسم لكتاب كبير يقع في ‪ 538‬صفحة ألفه‬ ‫الكاتب والمؤرخ الموصلي محمد بن مصطفى الغالمي من االسرة الموصلية‬ ‫التغلبية المعروفة في الموصل ‪ ،‬والتي قدمت للموصل الكثير في ميادين السياسة ‪،‬‬ ‫واالدارة ‪ ،‬والتاريخ ‪ ،‬والقضاء ‪.‬‬ ‫وكتاب ُ‬ ‫شمامة العنبر والزهر المعنبر ‪ ،‬كان مخطوطا الى ان تصدى لتحقيقه ‪،‬‬ ‫واظهاره للناس االستاذ الدكتور سليم النعيمي الموصلي وتم طبعه سنة ‪ 1977‬من‬ ‫قبل المجمع العلمي العراقي حيث ان الدكتور سليم النعيمي كان عضوا فيه ‪.‬‬ ‫اليوم أريد أن أُعرفكم بهذا الكتاب ‪ ،‬واهمية نشره بين الناس ‪ ،‬وما هي مضامينه‬ ‫وقبل ذلك أُعرفكم بالمؤلف الذي الف هذا الكتاب الذي يتناول فيه سير عدد من‬ ‫الشعراء والكتاب واالدباء الموصليين وغير الموصليين المعاصرين لعصره اي‬ ‫القرن الثامن عشر الميالدي أي قبل قرابة ( ‪ )300‬سنة ‪ ،‬وهم خمسين شاعرا او‬ ‫اديبا من رجال القرن الثاني عشر الهجري السادس عشر الميالدي فيهم المؤلف‬ ‫نفسه ‪ ،‬اربعين من اهل الموصل وستة من اهل بغداد وثالثة من اهل حلب وواحد‬ ‫من اهل بيت المقدس بفلسطين ‪.‬‬ ‫صاحب كتاب ( شمامة العنبر والزهر المعنبر ) هو الشيخ محمد بن الشيخ مصطفى‬ ‫بن الشيخ علي أبي المكارم الغالمي النجمي من اسرة الغالمي الموصلية وهي‬ ‫اسرة علم وادب وفضل انجبتكثيرا من العلماء واالدباء والشعراء وهي من قبيلة‬ ‫بني نجمة العربية وهي قبيلة من زبيد والمؤلف كان مفتي الشافعية في الموصل ‪.‬‬ ‫قرأ في صباه على شيوخ الموصل وهو من اقران الشيخ عبد هللا الربتكي في الطلب‬ ‫وقد سافر الى اسطنبول الكمال دراسته وحين عاد الى الموصل ولي فيها االفتاء‬ ‫على مذهب االمام الشافعي وعمل مدرسا في مدرسة النبي يونس عليه السالم‬ ‫وكانت له حظوة عند والة الموصل من الجليليين الذين حكموا الموصل اكثر من‬ ‫(‪ ) 100‬سنة من سنة ‪ 1726‬الى سنة ‪ 1834‬ميالدية ‪ ،‬وكان صديقا للشاعر عبد‬ ‫الباقي العمري وقد رحل في اخريات حياته الى العاصمة العثمانية اسطنبول وتوفي‬ ‫هناك سنة ‪ 1140‬هجرية – ‪ 1728‬ميالدية ‪.‬‬ ‫ولد محمد بن مصطفى الغالمي مؤلف كتاب ( شمامة العنبر والزهر المعنبر ) في‬ ‫الموصل سنة ‪ 1120‬هجرية اي سنة ‪ 1709‬ميالدية او بعدها بقليل وقرأ على‬ ‫الشيخ محمود الكردي ‪ ،‬والشيخ يوسف النائب ‪ ،‬والشيخ عبد هللا الربتكي وقرأ على‬ ‫اساتذة وشيوخ أفاضل اخرين لم يشر اليهم ‪ ،‬فأتقن العلوم العربية والدينية‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫والرياضية والعقلية وتفوق فيها ‪ .‬وقال انه تمكن من النحو ‪ ،‬والصرف ‪ ،‬والبالغة‬ ‫واالصول والفقه والفرائض واالنشاء ‪ .‬وهو على اتقانه العلوم المعروفة في عصره‬ ‫‪ ،‬نشأ مياال الى االداب ‪ ،‬وبرز في عالم الشعر ‪ ،‬وكان يحضر مجالس اهل االدب‬ ‫عامة ومجالس االسرة الجليلية الحاكمة ‪ ،‬خاصة ولم يستخدم الشعر للتكسب ‪ ،‬اال‬ ‫انه انفرد بمدح بطل مقاومة الموصليين لحصار نادرشاه للموصل سنة ‪1743‬‬ ‫الحاج حسين باشا الجليلي ومما قاله ‪:‬‬ ‫سل الرسم عن ذات الخباء المعمد * وهل يخبر الركبان اطالل معهد‬ ‫هي الدار دار المالكية فإسقها *من الدمع أمثال الجمان المبدد‬ ‫سقى هللا اهليها العهاد وان همو * مدى الدهر لم يرعو عهودي وموعدي‬ ‫وشمر ذراعا للمعالي وال تقل * قفا نصطبح ما باالناء المجسد‬ ‫ابي حسن ليت الشرى ذلك الذي * متى يتوعد مقلة الدهر تسهد‬ ‫فال زلت في عز يدوم مسرمد * بإقبال اقبال و ُملك مؤيد‬ ‫في بداية حياته مال الى اللهو البرئ ‪ ،‬لكنه عاد وتصوف وانصرف لدراسة‬ ‫التصوف ‪ ،‬وراح يتعمق في دراسة التصوف ‪ ،‬وصار من شيوخ المتصوفة ‪ ،‬وكان‬ ‫قادريا رفاعيا وله شعر صوفي رقيق ومما قاله ‪:‬‬ ‫نحن قوم نهوى الوجوه المالحا‬ ‫وبها هللا زادنا أفراحا‬ ‫وكان يحضر (دار الخلوة) التي اعدها الشيخ عطاء هللا بن عبيد الحديثي للعبادة ‪،‬‬ ‫والف مقامة سماها (المقامة الصوفية ) ‪ .‬وكان أثر ابن الفارض عليه كبيرا ‪.‬‬ ‫تعرض للمرض ‪ ،‬وعالجه الطبيب الموصلي الطبيب الشاعر االديب الحاج محمد‬ ‫العبدلي المتوفى سنة ‪ 1164‬هجرية ‪ 1751-‬ميالدية ‪ .‬وكان مرضه نفسيا أشبه‬ ‫بالوسواس وشفي لكنه انصرف عن معاطاة االدب ‪ ،‬واصبح كما قال المؤرخ‬ ‫محمد امين العمري صاح ب كتاب ( منهل االولياء ومشرب االصفياء في سادات‬ ‫الموصل الحدباء ) "من رثاثة الحال وعدم انتظام الزي في مكان اليُحمد " ‪ .‬وكان‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫من نتائج مرضه ان سخط على الدنيا ‪ ،‬واعرض عن الناس ‪.‬ومن الغريب انه عمل‬ ‫سقا َء ينقل الماء الى بيوت الموصل ويبيعهم أياه وقد اشار الى ذلك في قوله ‪:‬‬ ‫قي َل سافر عنا فناديتُ رزقي *** في الحديبا قد ُصب عند الباب‬ ‫مسكني بلدةٌ بها ُينقل الما ُء *** الى الناس فوق َظهر الدواب‬ ‫علم الحاج حسين باشا الجليلي والي الموصل ‪ ،‬باالمر فأرسل اليه وعهد اليه‬ ‫باالفتاء على المذهب الشافعي ‪ ،‬وأنابه عنه في القضاء وقد استمر على هذا الحال‬ ‫حتى وفاته سنة ‪ 1186‬هجرية – ‪ 1772‬ميالدية ‪.‬‬ ‫الف العديد من الكتب فضال عن كتابه ( شمامة العنبر والزهر المعنبر) ومن كتبه‬ ‫التي الفها ‪:‬‬ ‫*نثر الجوهر في شرح الكبريت االحمر في بيان علوم الشيخ االكبر‬ ‫*لطائف المنان في اجتناب الخالن واالحتراس عن الناس‬ ‫*العقد الثمين في مدائح االمين ( ديوان شعر)‬ ‫*نحور الحسان‬ ‫* خالصة المعارف وإشارة العارف‬ ‫كان شاعرا ‪ ،‬وشعره في جملته جيد السبك ‪ ،‬لطيف االسلوب ‪ ،‬محكم القوافي ‪،‬‬ ‫بعيد عن التكلف وفي نثره تظهر قدراته الكتابية ‪ ،‬ومعرفته الدقيقة باللغة العربية‬ ‫والتاريخ ‪.‬‬ ‫االن اريد ان اتحدث لكم عن كتابه ( شمامة العنبر والزهر لمعنبر ) ؛ فأقول ان‬ ‫هذا الكتاب القيم يقع ضمن ما نسميه بكتب التراجم والسير الشخصية ؛ فهو فيه‬ ‫يترجم للشعراء المعاصرين له ويسجل اشعارهم حاله حال العديد ممن دونوا سير‬ ‫الشعراء وكتبوا الموسوعات عن شعر من عاصرهم ومن هؤالء (الثعالبي) في‬ ‫كتابه ( يتيمة الدهر في شعراء اهل العصر ) ‪ ،‬و(الباخرزي) في كتابه ( دمية‬ ‫القصر وعصرة اهل العصر ) ‪ ،‬و(البيهقي) في كتابه ( وشاح دمية القصر ولقاح‬ ‫روضة العصر ) ‪ ،‬و(ابن خاقان) في كتابه ( قالئد الهقيان في محاسن االعيان )‬ ‫و(عماد الدين الكاتب االصبهاني) في كتابه ( خريدة القصر وجريدة العصر )‬ ‫و(ابن بسام) في كتابه ( الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة ) ‪،‬و( ابن الشعار‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫الموصلي) في كتابه ( قالئد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان و( المحبي) في‬ ‫كتابه ( نفحة الريحانة ورشحة طالء الحانة ) و( إبن معصوم) في كتابه ( سالفة‬ ‫العصر في محاسن الشعراء في كل مصر ) ‪.‬‬ ‫يقول في مقدمة الكتاب انه هدف من وراء تأليف كتابه هو ان يؤرخ لشعراء زمانه‬ ‫‪ ،‬وأهدى الكتاب الى الوزير محمد امين باشا الجليلي وسمى الكتاب (شمامة العنبر‬ ‫والزهر المعنبر ) ‪ ،‬وذلك لما تضمخت من فضالء الزمان بطيب اشعارهم‬ ‫وتذكارهم ‪ .‬وقد تفاءل بالعنوان فالشمامة أغلى من الريحانة ورأي الوزير محمد‬ ‫امين باشا الجليلي ان تردف الشمامة بأبيات من المؤلف تكون كالخاتمة فنظم قصيدة‬ ‫في مدحه مطلعها ‪:‬‬ ‫غصن تبدى البدر من أوراقه ** هاروت َ‬ ‫َبث السحر من أحداقه‬ ‫كتاب (شمامة العنبر والزهر المعنبر ) كان مخطوطة تتوفر منها ‪ ،‬كما قال الدكتور‬ ‫داؤد الجلبي ثالث نسخ في الموصل وقد تحدث عنها عدد من كتاب الموصل‬ ‫وبغداد منهم محمد رؤوف الغالمي ‪ ،‬وعباس العزاوي وانستاس ماري الكرملي‬ ‫وسليمان صائغ وسعيد الديوه جي ومحمود الجليلي ومحمد صديق المالح وكان‬ ‫ممن استنسخ المخطوطة عبد المحسن ابن مال عبد هللا ‪ .‬اول من ارخ له صاحب‬ ‫الشمامة الشاعر عبد الباقي العمري واخر من ترجم له عبد هللا السويدي البغدادي‬ ‫‪.‬وبين االول واالخير ترجم ألربعين شاعرا موصليا معاصرين له منهم ابو الفضائل‬ ‫علي العمري ‪ ،‬وياسين افندي بن محمود المفتي ‪ ،‬ويحيى افندي فخري زادة المفتي‬ ‫وخلي البصيري والحاج قاسم الرونقي ال عبد الجليل ومصطفى بن علي الغالمي‬ ‫وقاسم الرامي وجرجيس الشاعر بن درويش والحاج محمد العبلدلي الطبيب‬ ‫ومو سى بن جعفر الحداد ومحمود الكردي والحاج خليل بن خدادة الكاتب وعلي‬ ‫الوهبي الجعفتري وحمد الجميلي وعبد الوهاب بن حسين االمام وصالح بن المعمار‬ ‫ومصطفى كمال الدين البكري المقدسي ‪ .‬اكتفي بهذا القدر واقول رحم هللا الشاعر‬ ‫الموصلي الكبير محمد بن مصطفى الغالمي وجزاه خيرا على ما قدم وما قدمه‬ ‫ساعدنا في معرفة شعراء الموصل في القرن الثامن عشر الميالدي ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫قصيدة وطن‪...‬نداء الوطن‬ ‫لبيك يا وطني لبيك‬ ‫لبيك ال شريك لك في دمي لبيك‬ ‫لبيك والقلب أضعه بين يديك‬ ‫لبيك والروح فداء لعينيك‬ ‫هكذا يهتف العاشق وقد تسربل بالوطن وتدثر بتربه وارتوى من مائه واستنشق‬ ‫عبير األرض حتى ثمل وعشق األوطان عبادة ‪ ..‬ولها طقوسها ‪..‬وبال ميقات‪..‬‬ ‫فهي ممتدة في الزمن ‪..‬وفي كل حين وليس من يحمل بندقية في وجه وطنه كمن‬ ‫والثاني‬ ‫‪..‬خائن‪..‬عميل‪..‬‬ ‫خوار‪..‬جبان‬ ‫فاألول‬ ‫‪..‬‬ ‫قلما‬ ‫يحمل‬ ‫عاشق‪..‬مريد‪..‬مقدام‪..‬متجذر في الماء والتراب ‪ ..‬وليس أروع من أن نعشق التراب‬ ‫وقد خلقنا منه وإليه نعود‪ ..‬وعندما نهيم تولد قصيدة وطن ذات وجع ‪..‬من فرط‬ ‫قهر طال األرواح واألبدان هب الجميع إلى ساحات الميدان شبابا وشيوخا نساء‬ ‫ورجاال وحتى أطفاال‪ . .‬صاح الجميع بصوت واحد دوى في السماء كالرعد ‪..‬نريد‬ ‫وطنا‪...‬نريد رغيفا طيبا‪. .‬نريد وجه األرض خصبا‪ ..‬وعيون األم واحة غناء‪..‬‬ ‫نريد وطنا‪..‬بحجم أحالمنا‪. .‬‬ ‫تحلق في سمائه النوارس وتشرب من فراته العصافير ‪..‬‬ ‫وتشرق شمسه ‪..‬ثم تقسم أن ال تغيب ‪...‬‬ ‫لكن األوغاد كانوا بالمرصاد ‪..‬‬ ‫سرقوا التراب واألحالم‪. .‬‬ ‫اختلسوا حتى الحروف من المعاجم ليصعدوا المنابر ‪..‬صناع الفتن ‪...‬يقولون ما‬ ‫ال يفعلون ‪..‬يتوعدون وال يعدون‪...‬أطلقوا النار والرصاص على أرواح بيضاء ‪..‬‬ ‫زادها السالم والخير والحلم الجميل‪.. .‬‬ ‫تلك هي السياسة القذرة‪ !!..‬تبطش‪..‬تقتل ‪..‬تسحل‪..‬تقطع الرؤوس واأللسن‪..‬‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫تتبنى قانون الغاب لتضمن البقاء ‪..‬والبقاء لالقوى‪. .‬واألشد نذالة‪..‬واألشد‬ ‫فتكا‪..‬واألكثر اتقانا للفساد والسرقة وشحن األكياس ذهبا وياقوتا من قوت الكادحين‬ ‫والمشردين‪..‬‬ ‫الوطن عندهم مغارة علي بابا ‪..‬وحدهم من يمتلك كلمة السر لدخولها والنيل منها‪...‬‬ ‫متى شاؤوا‪..‬وكيفما شاؤوا‪..‬هو الظلم ظلمات‪...‬هو البطش ظلمات‪..‬هو االستبداد‬ ‫‪..‬والفساد ‪..‬والذئاب تنهشها الذئاب‪..‬‬ ‫والشعراء ‪....‬؟؟‬ ‫في واد يهيمون‪..‬يتبعهم الغاوون‪ . .‬يقولون ما ال يفعلون ‪..‬يبيعون الوهم‬ ‫للحالمين‪...‬يمدحون ‪..‬يتغزلون‪ . .‬يفتخرون‪. .‬يندبون ويولولون‪...‬يكذبون ‪..‬عمال‬ ‫بالقولة "إن أعذب الشعر أكذبه"؟؟؟؟‬ ‫أيها الشعراء!!‬

‫أن‬

‫يا أرواح هذه الحياة ‪..‬‬

‫آن للشعر‬ ‫الطفيلية‪!!...‬‬

‫آن للشعر أن يغير مجراه‪..‬‬

‫أيها الشعراء‪!!. .‬‬

‫آن للشعر أن يكون رصاصا في قلوب‬ ‫األوغاد‪.. .‬‬

‫يا أصوات األنبياء‬

‫يقتلع‬

‫األعشاب‬

‫الشعر ليس بهذيان‪. .‬الشعر ليس وليس‬ ‫وليس ‪!!....‬‬

‫آن للشعر أن ينزل إلى الميادين‬

‫والسيما الشعر العربي‪.. .‬‬

‫ويكسر تلك الجدران الخاوية التي‬ ‫يعشش داخلها‪. .‬‬

‫وقد عرف العرب بالفن القولي‬ ‫وخاصة الشعر ‪..‬فهو ديوانهم‪..‬‬

‫وآن للشعر أن يتخلص من المرتزقة‬ ‫والمتسلقين‪..‬واالنتهازيين ‪..‬‬

‫ومنبع وجودهم وفلسفتهم‪..‬وجذورهم‪..‬‬

‫إذ كيف يكون شاعرا من لم يعرف يوما تراثه الزاخر ‪..‬الثري‪..‬المنجم الخصيب‬ ‫؟؟‬ ‫كيف يكون شاعرا ولم يقرأ يوما فطاحل الشعر الجاهلي ‪..‬؟‬ ‫كيف يكون شاعرا من لم يعرف عنترة ولم يلتق الشنفرى‪..‬ولم يحاور األعشى‪..‬‬ ‫والنابغة‪ . .‬ولم يتعلم الحكمة على وقع نظم زهير بن أبي سلمى ‪..‬ولم يشهد خصومة‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫الفرزدق وجرير‪. .‬‬ ‫العتاهية‪....‬؟؟؟‬

‫ولم يثمل على وقع النواسي ‪..‬ويتزهد في أنفاس أبي‬

‫ولم يحلق مع صهيل القوافي من أبي تمام إلى المتنبي ‪...‬؟؟‬ ‫كيف وكيف وكيف‪...‬؟؟‬ ‫والقائمة تطول‪!!.... .‬‬ ‫من لم يراود كل هؤالء ‪..‬عليه أن يخجل ‪..‬وأن يلملم حروفه اليتيمة‪. .‬بال ذاكرة‪.‬‬ ‫‪.‬ويتوارى بعيدا ‪..‬بعيدا عن الشعر ‪!!...‬‬ ‫وهذا موضوع كبير ‪..‬وكبير‪..‬وسيطرح يوما للنقاش نظرا لما تشهده الساحة الثقافية‬ ‫العربية من ترهل وفضائح يندى لها الجبين ‪..‬في الملتقيات الشعرية المشبوهة وفي‬ ‫هذا الفضاء االفتراضي المفتوح ‪..‬والذي اختلط فيه الحابل بالنابل‪. .‬‬ ‫وسقط األغلبية في مستنقع "السياسة " بطرق مختلفة ‪..‬‬ ‫والسياسة وجوه مختلفة ‪!!...‬‬ ‫إذن قصيدة وطن! !‬ ‫ارتأت النظم مسارا ‪..‬والقريض منهجا ‪..‬وللقريض قوانينه وضوابطه وعلومه التي‬ ‫أقرها النقد األدبي العربي القديم ‪..‬‬ ‫كما ارتأت الوطن موضوعا ‪..‬‬ ‫والوطن ليس كالما ‪..‬وال كلمات‪..‬وال تنظيرا وال أشواقا‪..‬‬ ‫الوطن قضايا ‪..‬خفايا‪..‬دهاليز‪..‬مؤامرات‪..‬‬ ‫نهب ‪..‬فساد‪..‬استبداد‪..‬ظلم‪..‬ظلمات‬ ‫كذلك‬ ‫وهو‬ ‫ثروات‪..‬ماء‪..‬هواء‪..‬تراب‪..‬ذهب‪..‬قصور‪..‬خدم‪..‬سائس‪.‬جوار‪..‬دف‪..‬طبل‪..‬سالف‬ ‫دن‪..‬قرقفة‪. .‬معتقة‪ . .‬ورقصات‪. .‬‬ ‫وهو كذلك ‪..‬‬ ‫أكواخ‪ . .‬عراة ‪..‬جوعى‪ . .‬حفاة‪!!.... .‬‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫إذن قصيدة وطن‬ ‫بين رمزين كبيرين ‪:‬‬ ‫القريض وما ادراك ما القريض! !فكل شاعر له ما يميزه وال أحد سيشبه اآلخر‪. .‬‬ ‫بل بالعكس نحن سندين التماهي والتشابه‪..‬ألنه في تقديرنا يجب المحافظة على‬ ‫الخصوصية فهي قصيدة شعراء ‪ ..‬وهذا يجب أن يتجلى لنا كنقاد خاصة ‪ ..‬والوطن‬ ‫وما ادراك ما الوطن !!والسيما أن يكون العراق هو الداعي ‪ ..‬حتما ستأتيه الجحافل‬ ‫من كل صوب وحدب ألن العراق ليس تلك الجغرافيا المحدودة ‪..‬بل هو الهوية‬ ‫‪..‬الجذور ‪..‬االنتماء‪..‬شريان االمة النابض‪..‬الحضارة العظيمة التنوع‪..‬المعرفة‬ ‫والعلوم ‪..‬كل عربي هو عراقي بالفطرة ‪..‬‬ ‫إذ العراق مكون من مكونات الدم العربي فإذا كان دم اإلنسان يتكون اساسا من‬ ‫الكريات الحمراء والكريات البيضاء والبالزما و الصفائح الدموية‪ . .‬فإن الدم‬ ‫العربي يتكون من كل هذه المكونات أضف إليها حب العراق ‪..‬‬ ‫قصيدة وطن‬ ‫بين أسدين من العراق تدفقا‬ ‫أسد العقل العربي الفيلسوف المفكر التنويري الكاتب الكبير صالح الطائي الطائي‬ ‫صاحب الفكرة وراعي المشروع برمته وهو يقف عليه سادنا أمينا ويتابع تطوراته‬ ‫لحظة بلحظة بكل شغف وبكل موضوعية وأسد القريض وما ادراك ما أسد القريض‬ ‫الشاعر المختلف ضياء تريكو صكر‬ ‫المشرف على المشروع ويراجعه مراجعة شاملة ودقيقة على جميع المستويات‪. .‬‬ ‫يقف سادنا أمينا على هذا المشروع الثقافي الكبير بكل موضوعية وعلمية بعيدا عن‬ ‫كل محسوبية أو براغماتية وهو يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة وجسيمة‪ ..‬لو‬ ‫أنيطت بعهدة المتنبي وهو من هو في القريض واللغة العتذر وخير أن يكتب ألف‬ ‫قصيدة تخصه على أن يلملم هذا الشتات وهنا يجب أن نتوقف لنقدم بطاقة شكر‬ ‫لهذا الرجل الذي كلف نفسه مهمة تجميع ما تناثر وما تالشى بفعل المعتقدات‬ ‫والطائفية والسياسة إضافة إلى ما في القلوب من مرض وشجن ووجع‪..‬‬ ‫باسمي وباسم كل مثقف يحمل الرسالة‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫عندي صديق يرسل لي دائما فديوات عن كوارث ومصائب وفواجع وكنت انزعج‬ ‫منها جدا حد الدعاء عليه مازحا ‪...‬قبل يومين فاجأني بفديو طريف عن طريقة‬ ‫جديدة لقلي البيض ‪..‬‬ ‫حقيقة اسعدني هذا التغيير التنموي لديه وتحوله إلى عالم التفاؤل والطاقة االيجابية‬ ‫ولو بالبيض ‪..‬‬ ‫اليوم التقيته في السوق وباركت له التغيير في فديواته وتحسن نظرته للحياة‪.. .‬‬ ‫فرد علي بنبرة حزينة وقال انه تطلق مؤخرا ‪..‬وان جلوسه في البيت وحيدا بعد‬ ‫الطالق ‪..‬‬ ‫اضطره لترك فديوات الكوارث والبحث عن فديوات االكالت السهلة ومنها قلي‬ ‫البيض ‪..‬‬ ‫اخواني ‪..‬‬ ‫انتبهوا للفديوات التي ترسلونها الي ‪..‬واال مصيركم جميعا تقلون بيض ‪..‬‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫بالفيسبوك تطلعلي أشخاص قد تعرفهم ‪ ،‬ومن ضمنهم ابو المولدة‬ ‫شنو تعرفهم شنو بطيخ ؟‬ ‫هذا كل شهر يقطني شلون ما اعرفه!!‬ ‫اقسم باهلل‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫صورية حمدوش ‪ /‬الجزائر‬ ‫وألني أحبك صرت ملكة‬

‫ألنثرها بفؤاده نقاء‬

‫وحبك وحده تاج البهاء‬

‫ومن غيره له الروح‬

‫كل امرأة يوقرها رجل‬

‫أقدمها بلحظة صفاء‬

‫وتغبطني عليك النساء‬

‫فيزهر الكون فرحا‬

‫واحدة تهنئني ببسمة‬

‫وتخضر األرض الصهباء‬

‫وأخرى ترقبني بغباء‬

‫وتتجمع طيور الدنيا‬

‫وأخرى تومئ بالسر‬

‫كالطود العظيم غناء‬

‫من هذا سيد اللواء‬

‫فأثمل ويثمل محدثي‬

‫الذي سطرتُ له حروفي‬

‫لوصفه حد االنتشاء‬

‫وصيرتها قصائد عصماء‬

‫ويتمنى رؤيته الكل‬

‫النبض يحفرها ويسقيها‬

‫والتبرك بطلته كالهواء‬

‫الوتين تارة ورود حمراء‬

‫كأنما من يراه حيزت‬

‫وتارة كشفاهي الباسمة‬

‫له األرض والسماء‬

‫التي لونتها قبلة عذراء‬

‫أو أنه مصل الخلد‬

‫عتقتها له كشهد العسل‬

‫وجنان الدواء لكل داء‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫أنا لست هنا‬

‫كلمات العطف ‪....‬‬

‫بوارد نثر الخلجات في‬ ‫قصائد‬

‫في حناجر األيام ‪..‬‬

‫وال تطريز المشاعر‬ ‫بمشبك السطور‬

‫أنا لست هنا كي أخيط‬

‫وال أنوي زخرفة‬ ‫األحاسيس‬ ‫بنول المحسنات األدبية‬ ‫أنا ال أريد سكب‬ ‫ذاكرة الحنين‬ ‫في وعاء الورق‬ ‫العطش‬

‫أشالء الحياة الممزقة‬ ‫قبل رفة الجفن‬ ‫األخيرة‬ ‫وال أثناءها وال بعدها‬ ‫‪..‬‬ ‫كي أصنع منها ثوبا‬ ‫لعمر آت ٍ‬

‫ولست هنا ‪..‬‬ ‫ولست بصدد الحديث‬

‫كي أرصف درب‬ ‫الدموع‬

‫مع الصمت‬

‫على الوجنات‬

‫على مسامع الصفحات‬

‫وال كي أجيّش قافلة‬ ‫من‬

‫كي أخبر أروقة الزمن‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫أني موجودة بها ‪...‬‬

‫في محطته األقرب‬

‫أتنقل في دهاليز‬ ‫الظروف‬

‫أنا هنا كلمة بأجنحة ‪..‬‬

‫أنا أملك فوق المبادئ‬ ‫الكثير الكثير من‬ ‫المبادئ‬

‫بكل ما أوتيت ابتسامة‬

‫لن تحط إال على‬ ‫غصن‬

‫يفتح باب الفقد الكبير‬

‫أنا ال أريد أن أبني‬

‫َمن عقول راقية‬

‫وعلى مصرعيه ‪....‬‬

‫جدارا لغدي‬

‫ولن ترفرف إال في‬ ‫سماء‬

‫لمن تملؤه مبادىء‬ ‫رفعة‬

‫تفتت على مرأى‬ ‫ومسمع الوداع‬

‫من أوراح نقية‬

‫فليطأ عتبة وجودي‬

‫كلمة تطوي العتب‬

‫بخطوة من وقار‬

‫بكل غطرسة الموت‬

‫بين حروف الشكر‬

‫ومن يردها فقط‬

‫وال أنوي أبدا‬

‫أخرست تمتمة‬ ‫الجروح‬

‫عنوانا عريضا‬ ‫لحديث ملغم ٍمشبوه‬

‫استمالة قلب األحداث‬

‫في نزيف اللوم‬

‫فال أسف‬

‫لتصبح أكثر رأفة‬

‫وأسكت بوح األحزان‬

‫وال االستمامة في‬ ‫ترجي الرحيل‬

‫في يقظة السهد‬

‫إال على األسف عليه‬ ‫‪..‬‬

‫في حديث المآقي ‪..‬‬

‫ألكون صديقة سفره‬

‫في هسيس الوتين ‪..‬‬

‫صامدة صامتة‬

‫ماض‬ ‫من صخور‬ ‫ٍ‬

‫‪21‬‬

‫لكن عطاءها بات‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫رسل الساعدي‬ ‫العراق‬ ‫جا َء يتَرنح‪َ ،‬‬ ‫حتى كا َد يُشوه َمالمحهُ‪ ،‬كانَ يمتَلك ِمفتا َح القف ِل ما كانَ‬ ‫طرقَ‬ ‫َ‬ ‫الباب ٰ‬ ‫ْ‬ ‫الوقوف‪،‬‬ ‫العبث‪ ،‬و سرقَ التعب قُدرتهُ على‬ ‫أفقدهُ التوازنَ َج َع َل يداهُ تَرتجف‪ ،‬أرهقهُ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِعن َد الباب إتخذَ ِمن قِطع ِة الم َداس‬ ‫ِل َم أتخيل أن أرى من كانَ يدّعي القوة نائما ً َكالكل ِ‬ ‫لك الساعات ال ُمقرفة و َ‬ ‫الصباح‬ ‫طلّت شمس‬ ‫فراش و َجعَ َل ِمن يد ِه ِوسادةً‪َ ،‬مضت تِ َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫بس في محاول ٍة ِلطردِها‪،‬‬ ‫على عيني ِه و تعلُن بدايةً جديدة‬ ‫لتُسلم ٰ‬ ‫َ‬ ‫أغمض عيني ِه و َع َ‬ ‫فالشمس ثابتةٌ وهو زائلٌ‪ ،‬حاو َل النهوض! إتخذَ‬ ‫يتر َك المكانَ‬ ‫يجب أن ينهض و أن ُ‬ ‫ُ‬ ‫الباب يستطيع الحركة لما َل عنهُ و تركهُ يسقُط‪ ،‬ق ْد تقيأ َعلي ِه‬ ‫ب سن ٌد ‪ ،‬لو كانَ‬ ‫ُ‬ ‫من البا ِ‬ ‫سل َل َكال ِلص‬ ‫صقَ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫غم ُكل ُمحاوالت ِه‪ ،‬تَ َ‬ ‫و لوثهُ ث ُ َم ر َكلهُ َو بَ َ‬ ‫الباب كانَ ينتق ُم‪ ،‬لَم يُفتح ُر َ‬ ‫سأخسر ثَمن تصليح النافذة‪ ،‬اللعنة!! َكم‬ ‫جر ِمن الحديق ِة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سرها ِب َح ٍ‬ ‫بر النافذة‪َ ،‬ك َ‬ ‫ِع َ‬ ‫وى ِإننّي أُحا ِول قَت َل نَف ِسي‬ ‫يوم َعزائي ال شيئا ً يَحدُث في ِه ِس ٰ‬ ‫يوم ال ُحب إنهُ َ‬ ‫أكرهُ َ‬ ‫وأفشَل! َكم أنا َج ْ‬ ‫لك الليل ِة! كانَ يُمكن أن أبي َع َعقلي يومها‬ ‫بان‪ِ ،‬لما لَ ْم أ ُخطفها تْ َ‬ ‫ذات‬ ‫وأُغامر ِلما إخترتُ المنطقَ ِل َع َل الزمنَ يعو ْد‪ ،‬لَ ُربما كانت‬ ‫شاطرني َ‬ ‫اليوم ت ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫السرير‪ ،‬ل َكانت قِطتي َحيةٌ و َكلبي يَستقبِلني َكما الماضي‪ ..‬إنهُ يَبكي فُراقي وأنا‬ ‫سو َء حال ِه ِمن السماء‪َ ،‬خ َ‬ ‫أمام‬ ‫طفَني ِ الموتُ قَبل ِه‪ ،‬الندم إنني و الوقت ُكنا‬ ‫آنظر ُ‬ ‫َ‬ ‫الكثير ِمن الفُرص‪ ،‬قَب َل ْ‬ ‫ُ‬ ‫أن‬ ‫ناظري ِه‪ ،‬إنني لَم‬ ‫غم كأبت ِه! الموتُ أعطاهُ‬ ‫َ‬ ‫أعشق غَير ِه ُر َ‬ ‫ت ِمنهُ قَب َل َموتي األبدي َكم مرة ٌ دُفنتُ‬ ‫سرقني ِ َكم الفُق َد ُمؤل ًم لَيتهُ َع ِل َم َكم مر ٍة ُم َ‬ ‫َي ُ‬ ‫قام داخ َل َعيني إنهُ ْ‬ ‫فقط الق َدر‬ ‫غم َم َ‬ ‫جلس العزاء ال ُم َ‬ ‫طام ُروحي و إبتَسمتُ ُر َ‬ ‫داخ َل ِح َ‬ ‫يدركوا قِيمةَ ِمن َحو ِلهم قَب َل الفُقد فَبع َدهُ ال ِعال ٌج فقط‪ِ ،‬رحلة ألم‬ ‫على األحيا َء أن ُ‬ ‫‪ٰ ،‬‬ ‫الموت و ال ِلقاء‬ ‫لِحينَ‬ ‫َ‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫زهرة محمد‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫االسم ‪ :‬احمد عثمان محمد‬ ‫االسم الفني ‪ :‬احمد عثمان‬ ‫مواليد ‪1972 :‬‬ ‫التحصيل الدراسي ‪ :‬بكالوريوس اكاديمية‬ ‫الفنون الجميلة جامعة الموصل فرع الرسم‬ ‫تخرج عام ‪1999‬م‬ ‫العمر الفني ‪ 27 :‬عام‬ ‫المشاركات ‪ :‬شارك في العديد من المعارض‬ ‫على الصعيد الشخصي والفني والمهرجانات‬ ‫الفنية المحلية والدولية وحصل على العديد‬ ‫من الجوائز التقديرية والمعنوية خالل‬ ‫مسيرته الفنية في الفن التشكيلية في المجال‬ ‫الرسم كما درس فن الديكور والفنون‬ ‫التطبيقية والخط العربي وقد كان له تجربة‬ ‫في المدرسة الواقعية‬ ‫والواقعية النقدية والعديد من المدارس‬ ‫األخرى في الفن الحديث ‪.‬‬ ‫عضو نقابة الفنانين العراقيين – فرع نينوى‬ ‫عضو هيئة إدارية للمركز العالمي للفنون التشكيلية العراقية‬ ‫عضو نقابة الخطاطين فرع نينوى‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫علي بدر سليمان‬ ‫سورية‬ ‫من أين السعادة تأتينا‬

‫أم نحن قاصدين تناسينا‬

‫والظلم والقهر يسبينا‬

‫هل امتألت القلوب باألحقاد‬

‫نعيش في دنيا الحداد‬

‫حتى ساد الظالم ليالينا‬

‫كل يوم تبكي مآقينا‬

‫قد تكالب علينا األوغاد‬

‫هل نحن مجرد أعداد‬

‫فحل الخراب وكثرت مآسينا‬

‫أم كالم العيون يغرينا‬

‫أعتقد أننا مقيدون باألصفاد‬

‫هل أصبحوا بخطر األوالد‬

‫النستطيع حراكا" له طالبينا‬

‫أم ذهبوا مع من يعادينا‬

‫متى تنتهي حروب األضداد‬

‫هل نسينا وصيات األجداد‬

‫ليعم السالم واألفراح أراضينا‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫ان ظاهرة الفساد دولية ومنتشرة ومتغولة في مؤسسات الدول وشخصياتها وتكاد‬ ‫تكون طبيعية وخصوصا في المجتمعات العربية الحديثة الديمقراطية حيث يتم‬ ‫السيطرة على االموال من خالل االستيالء على المشاريع وسرقة التخصيصات‬ ‫المالية للمشاريع او بوجود الوهمية منها‪ ،‬في الفساد تعددت االسباب والهدف واحد‪.‬‬ ‫في بداية التسعينيات‪ ،‬أعلن قاض أربعيني اسمه " أنطونيو دي بييترو " الحرب‬ ‫على الفساد‪..‬‬ ‫تورط بعض السياسيين في‬ ‫بدأ األمر حين اكتشف دي بييترو أثناء إحدى التحقيقات ّ‬ ‫قضايا رشوة‪ ،‬وبعد توسيع التحقيق وجد أنَّها شبكة ضخمة على المستوى الوطني‬ ‫متورط فيها شخصيات من ك ّل الوظائف والمستويات‪ ،‬وزراء و مدراء ُ‬ ‫شرطة‪،‬‬ ‫مدنيون و عسكريون‪ ،‬ديبلوماسيون‪ ،‬رجال أعمال و زوجاتهم‪.‬‬ ‫اتخذ دي بييترو قراراً أعتُبر حينها "انتحاريا" بتوقيف ك ّل المتورطين مهما كان‬ ‫منصبهم‪ ،‬شملت االعتقاالت ‪ 5000‬شخص بينهم أكثر من ‪ 1000‬من رجال الدولة‬

‫‪30‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬ ‫و السياسة‪ ،‬بينهم وزراء في الحكومة ثم رئيس الوزراء نفسه الذي هرب بعدها‬ ‫لتونس حيث قضى بقية حياته‪.‬‬ ‫كان دي بييترو يَعي أنَّه يُحارب دولة بأكملها بكل ما يحمله المعنى‪ ،‬أضاف لقائمة‬ ‫أعدائه عصابات المافيا و الجماعات الماسونية‪ ،‬أطلق على العملية " األيادي النظيفة‬ ‫صدم اإليطاليون لحجم الفساد و خرجوا في مظاهرات تدعم دي بييترو و‬ ‫" ‪ُ ..‬‬ ‫تعتبره بطالً قوميًّا و أصبح اسمه يُغنَّى في مالعب الكرة مع شعار " دي بييترو‬ ‫جعلتنا نحلم ‪" ..‬‬ ‫سئل‬ ‫أصبح القاضي أسطورة حيَّة و لم يفهم المحللون كيف تجرأ و فعلها‪ ،‬وحين ُ‬ ‫بعدها كيف قام بتلك " المعجزة " و ذلك " الجنون " أجاب أنّه اتخذ القرار و هو‬ ‫يعلم أنَّه قد يدفع حياته ثمنًا لذلك‪ ،‬و أنَّه اجتمع بمجموعة شباب من نُخبة الشرطة‬ ‫و أفهمهم أن مصير البلد بأيديهم‪ ،‬و أنَّه ال مجال للخوف‪.‬‬ ‫بدؤوا بعمليات اختراق واسعة لشبكات الفساد ‪ ..‬فكرتُه أن الفساد يُدمر الدولة من‬ ‫الداخل لذلك يجب تدميره من داخله‪.‬‬ ‫قال مرة مازحا " الفساد كزواج المصلحة‪ ،‬إذا أفسدنا المصلحة يبطل الزواج‪،‬‬ ‫ويصبح األحبة أعداء يدمر بعضهم بعضا "‬ ‫" دي بييترو " دخل تاريخ إيطاليا بتسببه بإلغاء منظومة عمرها أربعون سنة‪ ،‬و‬ ‫تسبّب أيضا في فناء أحزاب تاريخية‪ .‬على يديه انتهت الجمهورية اإليطالية األولى‬ ‫التي قامت بعد الحرب العالمية و أع ِلنت بداية الجمهورية الثانية‪.‬‬ ‫هل ننتظر مثل هذا المنقذ يوما ليخلصنا من هذا الفساد ومن شرور الفاسدين ام اننا‬ ‫نحلم واليمكننا ان تالمس احالمنا‬ ‫خالصة األمر‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫وجد!‬ ‫أن الفساد تتسبب فيه اللوبيات و يحميه الساسة و يُصلحه العدل ‪ ...‬إن ِ‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 153‬مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪153‬‬

‫‪32‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.