مجلة زهرة البارون عدد 58

Page 1

‫مجلة زهرة البارون‬

‫‪58‬‬

‫‪2018‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫الدكتور امحد جاراهلل ياسني‬ ‫االدب الساخر‬ ‫باسطرمة قائمة‪( 1‬كيبورديون)‬

‫عدد ‪58‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬ ‫جملة زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫البارون األخير‬

‫الموصل‬

‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫العراق‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫العراق‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫سوريا‬

‫د‪ .‬سناء عبد هللا عزيز الطائي‬ ‫العراق‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫العراق‬ ‫المحررون‬ ‫هادية قصبة فرحات ‪/‬الجزائر‬

‫احمد محمد عيسى ‪ /‬مصر‬

‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬

‫شريف العرفاوي ‪/‬تونس‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫عبد الرسول الكعبي ‪ /‬عراق‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬

‫ليلى جواد ‪ /‬العراق‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.................................................................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫املوصل في عيون الرحالة العرب ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪8....................................................‬‬ ‫نموت جميعا ويحيا الوطن ‪ /‬عبد الرزاق احمد الشاعر ‪16.............................................‬‬ ‫صوت الحق كلمات لعلماء ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪18.............................................‬‬ ‫‪ 21‬اذار يوم نوروز ‪ /‬محمود الجبوري ‪20....................................................................‬‬ ‫أدب ساخر‬ ‫باسطرمة قائمة ( كيبورديون ) ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪22.......................................‬‬ ‫أختالف ثقافة ‪ /‬حسام الطحان ‪24..................................................................................‬‬

‫شعر‬ ‫في مهجة الروح ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪25.................................................................................‬‬ ‫أرتديت األسود ‪ /‬سوسن االدريس ي ‪28.............................................................................‬‬ ‫نصف الهة ‪ /‬رندة يحيى العلي ‪29....................................................................................‬‬ ‫ال تسالي ‪ /‬د‪ .‬حسام عبد الفتاح ‪31..................................................................................‬‬ ‫تراتيل الحياة ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪33..............................................................................‬‬ ‫النازحون ‪ /‬محمود الدرويش ‪34......................................................................................‬‬ ‫وأتلوى ‪ /‬نرجس عمران ‪35...............................................................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وحيدة حافية الجرأة ‪ /‬شذى االقحوان املعلم ‪37.........................................................‬‬ ‫قادمة ‪ /‬ملياء العلوي ‪38...................................................................................................‬‬

‫عالم املرأة‬ ‫كلمات أنثى ‪ /‬زهرة محمد ‪40...........................................................................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫هيلين كيلر ‪ /‬ليلى جواد ‪43..............................................................................................‬‬ ‫جوف الليل ‪ /‬براء الكعبي ‪47..........................................................................................‬‬ ‫خاطرة صغيرة جدا ‪ /‬يرشنك الصالحي ‪48....................................................................‬‬ ‫كلمات في خاطرة ‪ /‬زينب نعمة ‪49..................................................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫نحن أبناء الرافدين ‪ /‬قاسم الغراوي ‪50......................................................................‬‬

‫‪4‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫حرف الشني ورقم ثالثة ونكبات‬ ‫واملوصل‬

‫حتت عنوان‬ ‫ملاذا تضرب املوصل‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫لمن ال يعرف ان الموصل مرت بنكبتين في العصر الحديث وكان هناك أوجه‬ ‫شبه بينهم اال وهو حرف الشين ورقم ثالثة األولى كانت ما يعرف بثورة‬ ‫الشواف عام ‪ 1959‬وكانت أيام فوضى وغياب القانون وقتل وتسليب وسرقة‬ ‫وكل أنواع االنتقاص من اإلنسانية وكانت عدد تلك األيام ثالثين يوم من‬ ‫المعاناة التي قاستها الناس والثانية كانت سنوات داعش واالعوام الثالثة وهي‬ ‫كانت اكثر فتك من األولى ألنها على نطاق واسع من التدمير وهنا يكون‬ ‫السؤال لماذا الموصل وهنا يجب ان نعود على التكوين االيدلوجية للمدينة‬ ‫ففي المرحلة األولى كان الهدف ضرب المفهوم الوطني والقومي التي كانت‬ ‫تتميز به المدينة حيث كانت مهد للعمل السياسي والفكري الناضج وان ضرب‬ ‫تلك المفاهيم من الضروريات تلك الفترة حيث كانت الجموع القادمة من بغداد‬ ‫هي بمثابة شرارة صراع دموي مدمر الهدف منه ضرب العمل السياسي‬ ‫وترهيب البشر من مزاولته او حتى الحديث فيه وهنا كانت صور من الدمار‬ ‫للمدينة في ذلك الوقت حتى وصل االمر كانت هناك عمليات قتل وسحل في‬ ‫شوارع الموصل ومضت األيام ومازال لحد االن هناك من يحتفظ بذاكرته‬ ‫صور من تلك األيام ‪ ،‬ومرت السنون والمدينة مازالت حجر الزاوية للدولة‬

‫‪5‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫العراقية ما بعد تلك الفترة وهي كانت ومازالت مدينة محافظة من الطراز‬ ‫األول على المستوى العراق وكان يجب ضرب هذه الفكرة وقد كانت هي‬ ‫المدينة األقل ضرر من المدن العراقية خالل فترة اسقاط النظام السابق وهنا‬ ‫كان يجب على أعوان الشيطان التفكير بطريقة لكسر تلك النظرية وإدخال‬ ‫المدينة في نفق مظلم وقد كانت الجماعات التي لها ايدلوجية الدين هي الفخ‬ ‫الذي كان لمدينة الموصل حيث كان هناك بما يعرف بالتثقيف لتلك الجماعات‬ ‫من خالل الطابور الخامس أي ابواق داعش في المدينة من خالل بث دعاية‬ ‫مغرضه ان تلك الجماعات تحمل نفس االيدلوجية في التحفظ في بعض‬ ‫المسائل التي يشترك فيها كل المسلمون على وجه األرض وبعدها كان من‬ ‫مصلحة الساسة في ابقى الوضع مرتبك في المدينة من ما ساهم في إيجاد‬ ‫أرضية لهم وقد كان لهم هذا فقد شهدت الموصل أيام هي اقرب للفوضى حيث‬ ‫كان النهار للحكومة والليل للجماعات المسلحة وفي أحيان كثيرة كان الليل‬ ‫والنهار لهم حيث كان الرجل يقتل على مرمى ومسمع الجميع وعندما كان‬ ‫احد يسال كانت هناك إجابة مثالية ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫يقتنع بها اهل الموصل على ان الرجل خرج على حدود هللا وهذا كان مثار‬ ‫شك عند المجتمع الموصلي وكل هذا كان بمثابة مقدمة للفخ الكبير حيث وجد‬ ‫التنظيم اإلرهابي شبه مريدين لهذا الفكر ولقد ساهمت الحكومة العراقية ذلك‬ ‫الوقت بشكل مباشر في تقديم الدعم لهؤالء في بث روح الخوف في الشارع‬ ‫العام الموصلي وهناك حقيقة ان ضرب مدينة الموصل في مسالة التحفظ‬ ‫كانت ضرورية لبعض األطراف السياسية إلخراج المدينة من اللعبة السياسية‬ ‫النهم على دراية تامة ان الثقافة والشخصية الموصلية هي موئلها لمسك زمان‬ ‫السلطة بشكل مثالي ‪ ،‬لم تتوفر بها من خصائص اجتماعية تتعلق في التربية‬ ‫الموصلية فكان فخ الدين الذي سقط به الكثير من الشباب ظن منهم انه الدين‬ ‫الحق ‪ .‬ولكن من ساهم في ما جرى كان قد عرف الموصل وأهلها وعلم ان‬ ‫المدينة يجب ان يكون لها فخ يحمل نفس لون الذي يسود المدينة اال هو الدين‬ ‫والتحفظ وحدث ما حدث ولكن الغريب وجه الشبه بين المرحلة األولى والثانية‬ ‫اال وهي حرف الشين والرقم ثالثة فاألولى كانت تعرف بالشواف وهي ثالثين‬ ‫أيام والثانية داعش ومدتها ثالث سنوات أي ان هناك شيء يجب على‬ ‫الموصلي ادراكه األول ان حرف الشين له ثالث نقاط والرقم ثالث له ثالث‬ ‫رؤوس ومضى على المدينة اثنان فماذا عن الثالثة هي ليست قضية تتطير‬ ‫ولكن هي قراءة لحدث مر علينا ويجب االستفادة من الدروس والعبر لعدم‬ ‫الوقوع في فخ اخر او نكبة جديدة من خالل بث الوعي الثقافي لسكان المدينة‬ ‫والوقوف على ما يجري وما يخطط لها في عتمة الليل ‪ ...‬حمه هللا الموصل‬ ‫وأهلها‬ ‫وهللا ولي التوفيق‬

‫‪7‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫املوصل يف عيون الرحالة العرب‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫جبير الذي زار الموصل وعنون كتابه‬ ‫ب‬

‫وكما قلنا في حلقة ( املوصل في عيون‬ ‫الرحالة االجانب )‪ ،‬فإننا نقول ان‬ ‫املوصل حظيت بعدد من الرحالة‬ ‫العرب الذين زاروها في اوقات مختلفة‬ ‫‪ .‬لكن ابرز هؤالء الرحالة هم من الذين‬ ‫زاروها خالل القرون الثاني عشر‬ ‫والثالث عشر وما بعد ذلك ‪ .‬ومن‬ ‫املؤكد ان ما كتبه الرحالة العرب عن‬ ‫املوصل مهم جدا ومفيد في معرفة‬ ‫تاريخها ‪ ،‬وتراثها ‪ ،‬ومعاملها ومظاهرها‬ ‫واوضاعها السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية ‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي انني ال استطيع ان‬

‫بالعنوان التالي ‪( :‬اعتبار الناسك في‬

‫اتحدث عن كل الرحالة العرب الذين‬

‫ذكر االثار الكريمة واملناسك ) ‪.‬‬

‫كتبوا في رحالتهم عن زيارتهم للموصل‬ ‫بل سأقف عند نماذج من تلك‬

‫وهذا الكتاب ُعرف بين الباحثين‬

‫الرحالت وابدأ بما كتبه الرحالة ابن‬

‫واملؤرخين ب(رحلة ابن جبير ) وابن‬ ‫جبير قام بعدة رحالت‪ ،‬لكن اشهرها‬

‫‪8‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫التي زار فيها املوصل كانت سنة ‪580‬‬

‫في فترة الحكم االتابكي ‪ ،‬وهي فترة‬

‫هجرية ‪ 1184-‬ميالدية ودامت اربعة‬ ‫ايام ودون عن املوصل معلومات غاية‬

‫شهدت فيها املوصل ازدهارا في الحياة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫في الدقة عن اسواقها وخاناتها ومعاملها‬

‫‪.‬وكانت املوصل عند زيارة ابن جبير لها‬

‫الحضارية ومرافقها الخدمية ‪ .‬وكما هو‬ ‫معروف فإن الدكتور محمد نزار الدباغ‬

‫تحت حكم عز الدين مسعود ( ‪576‬‬ ‫هجرية ‪ 1181 -‬ميالدية ) خامس أمراء‬

‫كتب رسالته للماجستير التي قدمها الى‬

‫املوصل من االتابكة الزنكيين ‪.‬‬

‫كليية التربية –جامعة املوصل سنة‬ ‫‪ 2001‬بعنوان ( املشرق العربي‬

‫واملوصل – كما هو معروف – شهدت‬ ‫في فترة الحكم االتابكي ازدهارا في‬ ‫األوضاع العامة ‪،‬ومنها األنشطة‬

‫االسالمي من خالل رحلة ابن جبير ) ‪.‬‬

‫االقتصادية والزراعية ‪.‬تحدث الرحالة‬ ‫ابن جبير عن مساجد املوصل‬ ‫وجوامعها وقال ان فيها ربض اعلى‬ ‫وربض اسفل ‪ ،‬وهو قد أقام في الربض‬ ‫االسفل عند جامع مجاهد الدين قايماز‬ ‫(جامع الخضر حاليا ) ‪.‬وتحدث عن‬ ‫جامع النبي جرجيس وعن السبيلخانات‬ ‫وعن الجامع االموي ( جامع مصفي‬ ‫الذهب اليوم ) ‪.‬ووقف عن املدارس‬ ‫الدينية العلمية ومنها املدرسة الزينية‬ ‫واملدرسة النظامية وعن دور العلم‬

‫وقد كتبت الدكتورة هدى ياسين‬ ‫يوسف الصائغ بحثا في مجلة (دراسات‬ ‫موصلية ) بعنوان ‪ ( :‬املظاهر الحضارية‬

‫واستحكاماته القوية وعن قلعة‬

‫في املوصل من خالل رحلة ابن جبير ) ‪.‬‬

‫املوصل في الجزء االعلى من املدينة‬

‫وتحدث‬

‫وقالت ان ابن جبير زار مدينة املوصل‬

‫‪9‬‬

‫عن‬

‫سور‬

‫املوصل‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫شاهدها في املوصل والتي لم تكن‬

‫وأشار إلى األسواق وقيسارية للتجار‬ ‫والخانات والحمامات العامة ‪.‬‬

‫مألوفة لديه في املغرب‪ ،‬وكان وصفه‬

‫وقال ‪ ":‬وأهل هذه البلدة على طريقة‬ ‫حسنة ‪ ،‬ويستعملون أعمال البر ‪ ،‬فال‬

‫مفعما بالحيوية والصدق وبعيدا عن‬ ‫األغراض الشخصية واملادية ‪.‬‬

‫تلقى منهم إال ذا وجه طلق وكلمة‬

‫وقف عند مدارس املوصل ‪ ،‬وحماماتها‬ ‫واسواقها ومستشفياتها ودورها‬

‫لينة ‪ ،‬ولهم كرامة للغرباء وإقبال عليهم‬ ‫‪ ،‬وعندهم اعتدال في معامالتهم" ‪.‬‬

‫السكنية وحصونها وسورها واهتم‬

‫وصادف ان شاهد نسوة موصليات قد‬

‫بوصف كل ذلك وصفا دقيقا صار لنا‬ ‫مرجعا من مراجع تلك الفترة التاريخية‬ ‫املهمة ‪.‬‬

‫عدن الى املوصل بعد اداء فؤيضة‬ ‫الحج فأشاد باالبهة التي استقبلن فيها‬ ‫وتبين له انهن زوجات واخوات صاحب‬ ‫املوصل الخاتون أم عز الدين صاحب‬ ‫املوصل ‪ ،‬والخاتون بنت األمير مسعود‬ ‫زار ابن جبير مدينة املوصل سنة ‪580‬‬ ‫هجرية ‪ 1184-‬ميالدية وأقام فيها أربعة‬ ‫أيام ‪ ،‬وقدم وصفا ملا شاهده فيها من‬ ‫املظاهر العمرانية الدينية والعلمية‬ ‫مثل املساجد واملدارس ‪،‬وكذلك‬ ‫املظاهر االقتصادية والخدمية ممثلة‬ ‫والخانات‬

‫باألسواق والقيساريات‬ ‫والحمامات ‪،‬كما أشار إلى طبائع أهل‬

‫اما الرحالة الثاني الذي زار مدينة‬

‫املوصل وحسن معاملتهم للغرباء‬

‫املوصل فهو الرحالة ابن بطوطة في‬

‫‪،‬وكذلك أبدى استغرابه وعدم تقبله‬

‫رحلته املوسومة ( تحفة النظار في‬

‫لبعض املظاهر االجتماعية التي‬

‫‪10‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫غرائب االمصار وعجائب االسفار )‬

‫مـالي‪ .‬وك ّـل هـذا في زمـن كـان ال ّـتـنـقـل فـيـه‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ُمـجـهـدا وشـاقـا نـاهـيـك عـن الـمـخـاطـر‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الـتي غـالـبـا مـا كـان الـمـسـافـرون‬ ‫يـتـعـرضـون لـهـا‪.‬‬

‫طـنـجـة في الـمـغـرب سـنـة ‪ .1304‬وكـان‬ ‫ّ‬ ‫ابـن بـطـوطـة مـن لـواتـة‪ ،‬إحـدى قـبـائـل‬ ‫الـبـربـر‪.‬‬

‫وبـعـد أن أنـهى رحـالتـه أقـام في مـديـنـة‬ ‫فـاس في الـمـغـرب في بـالط ال ّـسـلـطـان‬ ‫ّ‬ ‫الـمـريـني أبي عـنـان الـذي اسـتـمـع إلى‬

‫وعـنـدمـا بـلـغ الـعـشـريـن مـن عـمـره أو‬ ‫ً‬ ‫أكـثـر قـلـيـال‪ ،‬تـرك مـديـنـتـه طـنـجـة‬ ‫ّ ً‬ ‫ّ‬ ‫ـوجـهـا إلى مـكـة لـلـحـج‪ .‬وبـعـد أن أنـهى‬ ‫مـت‬ ‫مـراسـيـم الـحـج‪ ،‬أكـمـل رحـلـتـه وزار‬ ‫الـعـراق وإيـران في ‪1326‬ـ ‪ 1327‬م‪ ،.‬ث ّـم‬ ‫ّ‬ ‫عـاد إلى مـكـة عـام ‪ 1328‬م‪ .‬وسـافـر إلى‬

‫روايـتـه ألخـبـار رحـالتـه‪ .‬وأمـر أبـو عـنـان‬ ‫كـاتـبـه مـح ّـمـد بـن ُج َـزي أن يـس ّـجـل سـرد‬ ‫ً‬ ‫هـذه ال ّـرحـالت سـمـاعـا عـن ابـن بـطـوطـة‪.‬‬ ‫وقـد ذكـر ابـن بـطـوطـة ّأنـه كـان قـد ّ‬ ‫دون‬ ‫ً‬ ‫مـذكـرات رحـلـتـه ولـك ّـن لـصـوصـا‬

‫والشهيرة ب( رحلة ابن بطوطة ) ‪.‬‬ ‫ولـد أبـو عـبـد هللا مـح ّـمـد بـن إبـراهـيـم‬ ‫ّ‬ ‫الـمـعـروف بـابـن بـطـوطـة في مـديـنـة‬

‫سـرقـوهـا مـنـه في الـهـنـد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وقـد عـن ّـون هـذا الـكـتـاب الـذي أمـاله‬ ‫ّ‬ ‫عـلى ابـن ُج َـزي ‪“ :‬تـحـفـة ال ّـنـظـار في‬

‫جـنـوب الـجـزيـرة الـعـربـيـة وسـواحـل‬ ‫ّ‬ ‫أفـريـقـيـا الـشـرقـيـة‪ .‬وعـاد م ّـرة ثـالـثـة إلى‬ ‫ّ‬ ‫مـكـة عـام ‪ 1349‬ومـنـهـا سـافـر إلى آسـيـا‬ ‫ال ّ‬ ‫ـصـغـرى والـبـحـر األسـود فـآسـيـا‬

‫غـرائـب األمـصـار وعـجـائـب األمـصـار”‪،‬‬ ‫وانـتهى تـألـيـفـه عـام ‪ 1356‬م‪.‬‬

‫الـوسـطى والـهـنـد وسـيـالن ومـالـيـزيـا‬ ‫ووصـل إلى ال ّ‬ ‫ـصـيـن‪.‬‬

‫الذي يهمني ان اقوله هو ان ابن‬ ‫بطوطة توجه نحو املوصل بعد ان ترك‬ ‫بغداد‬

‫وبـعـد أن عـاد إلى طـنـجـة تـركـهـا مـن‬ ‫جـديـد لـيـعـبـر الـبـحـر األبـيـض الـمـت ّ‬ ‫ـوسـط‬

‫سنة ‪ 1327‬ميالدية وابن‬

‫بطوطة هو محمد بن عبد هللا بن‬

‫نـحـو األنـدلـس ووصـل إلى غـرنـاطـة‪.‬‬ ‫واخـتـرق في رحـلـتـه األخـيـرة ال ّ‬ ‫ـصـحـراء‬

‫محمد بن إبراهيم ابن بطوطة أبو عبد‬ ‫هللا (‪ 1377- 1304‬ميالدية ) ‪ ..‬زار‬ ‫املوصل وكتب عن حمام العليل وقال‬

‫الـكـبـرى في شـمـال أفـريـقـيـا ووصـل إلى‬

‫‪11‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ّ‬ ‫مـسـتـديـرة بـجـداره‪ ،‬قـد تـمـكـن فـتـحـهـا‬ ‫فـيـه لـسـعـتـه‪ .‬ولـم َأر في أسـوار الـبـالد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مـثـلـه إال ال ّـسـور الـذي عـلى مـديـنـة دهـلي‬

‫‪ :‬وهـنـالـك أرض سـوداء فـيـهـا عـيـون‬ ‫تـنـبـع بـالـقـار‪ ،‬ويـصـنـع لـه أحـواض‬ ‫ويـجـتـمـع فـيـهـا فـتـراه شـبـه ال ّ‬ ‫ـصـلـصـال‬ ‫ً‬ ‫عـلى وجـه األرض‪ ،‬حـالـك الـلـون صـقـيـال‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رطـبـا‪ .‬ولـه رائـحـة ونـزلـوا “مـوضـعـا يـعـرف‬ ‫بـالـق ّـيـارة بـمـقـربـة مـن ط ّـيـبـة‪ .‬وحـول تـلـك‬ ‫الـعـيـون بـركـة كـبـيـرة سـوداء يـعـلـوهـا‬ ‫ّ‬ ‫شـبـه الـطـحـلـب ال ّـرقـيـق‪ ،‬فـتـقـذفـه إلى‬ ‫ً ً‬ ‫جـوانـبـهـا فـيـصـيـر أيـضـا قـارا‪ .‬وبـمـقـربـة‬

‫حـضـرة مـلـك الـهـنـد”‪.‬‬ ‫ويـنـقـل مـا كـتـبـه ابـن جـبـيـر عـن مـوضـع‬ ‫نـيـنـوى ‪“ :‬وبـمـقـربـة مـن ت ّـل يـونـس قـريـة‬ ‫ّ‬ ‫كـبـيـرة يـقـرب مـنـهـا خـراب يـقـال إنـه‬ ‫مـوضـع الـمـديـنـة الـمـعـروفـة بـنـيـنـوى‪.‬‬ ‫وأثـر ال ّـسـور الـحـيـط بـهـا ظـاهـر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومـواضـع األبـواب الـتي كـانـت عـلـيـهـا‬ ‫مـتـب ّـيـنـة”‪.‬‬

‫مـن هـذا الـمـوضـع عـيـن كـبـيـرة‪ ،‬فـإذا‬ ‫أرادوا نـقـل الـقـار مـنـهـا أوقـدوا عـلـيـهـا‬ ‫ّ‬ ‫ال ّـنـار فـتـنـشـف ال ّـنـار مـا هـنـاك مـن‬ ‫ً‬ ‫رطـوبـة مـائـيـة‪ ،‬ث ّـم يـقـطـعـونـه قـطـعـا‬ ‫ويـنـقـلـونـه”‪.‬‬

‫“وأهـل الـمـوصـل لـهـم مـكـارم أخـالق‬ ‫ولـيـن كـالم وفـضـيـلـة ومـح ّـبـة الـغـريـب‬ ‫ً‬ ‫وإقـبـال عـلـيـه”‪ .‬وهـذا أيـضـا نـقـلـه عـن‬

‫وبـعـد مـسـيـرة مـرحـلـتـيـن مـن الـق ّـيـارة‬ ‫وصـلـوا إلى الـمـوصـل ‪“ :‬وهي مـديـنـة‬

‫ابـن جـبـيـر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكـمـل ابـن بـطـوطـة طـريـقـه إلى‬ ‫نـصـيـبـيـن وسـنـجـار ومـارديـن‪ ،‬ث ّـم عـاد إلى‬

‫عـتـيـقـة كـثـيـرة الـخـصـب‪ .‬وقـلـعـتـهـا‬ ‫ّ‬ ‫الـمـعـروفـة بـالـحـدبـاء عـظـيـمـة الـشـأن‬ ‫شـهـيـرة اإلمـتـنـاع‪ .‬عـلـيـهـا سـور مـحـكـم‬ ‫الـبـنـاء‪ ،‬مـش ّـيـد الـبـروج‪ ،‬وتـت ّ‬ ‫ـصـل بـهـا دور‬ ‫ال ّـسـلـطـان‪ .‬وقـد فـصـل بـيـنـهـا وبـيـن الـبـلـد‬ ‫ّ‬ ‫شـارع مـتـسـع مـسـتـطـيـل مـن أعـلى الـبـلـد‬

‫بـغـداد عـن طـريـق الـمـوصـل‪ .‬وعـنـدمـا‬ ‫وصـل إلى مـديـنـة بـغـداد ‪“ :‬وجـدت‬ ‫الـحـاج عـلى أهـبـة ال ّـرحـيـل”‪ .‬وتـركـوا‬ ‫ّ‬ ‫بـغـداد إلى مـكـة عـن طـريـق الـكـوفـة‪.‬‬ ‫ولدينا رحالة مهم زار املوصل والف‬ ‫فيها كتابه الشهير املوسوم ‪ ":‬تحفة‬

‫إلى أسـفـلـه‪ .‬وعـلى الـبـلـد سـوران اثـنـان‬ ‫وثـيـقـان أبـراجـهـمـا كـثـيـرة مـتـقـاربـة‪ .‬وفي‬ ‫بـاطـن ال ّـسـور بـيـوت بـعـضـهـا عـلى بـعـض‬

‫االلباب ونخبة االعجاب ) وهو الرحالة‬

‫‪12‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫أبو حامد الغرناطي‬

‫عدد ‪58‬‬

‫فألف الغرناطي ملكتبة هذا الوزير‬

‫وابو حامد‬

‫الغرناطي‬

‫كتاب "املغرب عن بعض عجائب‬

‫األندلس ي (‪565 - 473‬هـ = ‪- 1080‬‬

‫املغرب"‪.‬وبعد ثالث سنوات نجده في‬ ‫ضيافة الشيخ معين الدين عمر بن‬

‫‪1170‬م)‪ ،‬واحد من مشاهير الرحالة‬

‫الخضر األربيلي باملوصل‪ .‬وهذا الشيخ‬ ‫ً‬ ‫الذي أثنى عليه أبو حامد ً‬ ‫ثناء جميال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هو الذي حثه على تدوين مشاهداته‬

‫والجغرافيين األندلسيين‪ ،‬وله ايضا‬ ‫كما يقول االستاذ الدكتور راغب‬ ‫ُْ‬ ‫السرجاني كتاب آخر بعنوان ‪" :‬املغرب‬ ‫عن بعض عجائب املَ ْغرب"‪َّ ،‬‬ ‫دون فيها‬

‫وتجاربه في كتاب ينتفع به الناس‪.‬‬ ‫فأجابه إلى طلبه بتأليف كتابه "تحفة‬

‫مشاهداته في بالد املغرب واألندلس‬

‫األلباب ونخبة اإلعجاب"‪ ،‬وذلك سنة‬

‫والشام ومصر‪ ،‬ويحظى ما كتبه عن‬

‫‪ 557‬هجرية ‪ 1262-‬ميالدية ‪ .‬وقد كتب‬ ‫االستاذ الدكتور راغب السرجاني مقاال‬

‫بالد روسيا والفولغا واملجر بأهمية‬ ‫بالغة‬

‫جميال‬

‫‪.‬‬ ‫وقد ُعرف أبو حامد الغرناطي بالذكاء‬

‫عن حامد الغرناطي صاحب كتاب‬ ‫"تحفة األلباب ونخبة اإلعجاب‬

‫والتدقيق في املالحظة‬ ‫زار مدينة املوصل ودون فيها كتابه‬ ‫(تحفة االلباب ونخبة االعجاب ) سنة‬

‫وفي عصرنا وخالل السبعينات من‬ ‫القرن املاض ي زار املوصل رحالة‬

‫‪ 557‬هجرية ‪ 1262-‬ميالدية وابو حامد‬

‫كثيرون منهم الرحالة والكاتب والروائي‬ ‫املصري االستاذ جمال الغيطاني‬

‫الغرناطي ادى فريضة الحج ‪555‬هـ ‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫اآلسيوية‬ ‫‪1160‬م‪ ،‬ثم عاد من رحلته‬ ‫األور ّ‬ ‫وبية إلى بغداد سنة ‪554‬هـ ‪/‬‬

‫( رحمه هللا ) وقد نقل لنا االستاذ‬ ‫وسيم الشريف في مدونته ما قاله وهو‬

‫‪1159‬م بعد غياب دام نحو ثالثين‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ضيفا مرة أخرى على‬ ‫ليحل‬ ‫عاما‪،‬‬

‫أن‪ ) :‬املوصل في الليل يبدو وجه‬ ‫املدينة الحديثة الشوارع املضاءة‬

‫الوزير ابن هبيرة‪ ،‬فأكرمه وأمده باملال‪،‬‬

‫‪13‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫بالنيون واإلعالنات امللونة ونظام املرور‬

‫النبي يونس ويقال انه مدفون فيه‬ ‫واملسجد مقام فوق معبد أشوري‬

‫الليل ودكاكين السندويتشات السريعة‬ ‫ودور السينما العديدة ‪ ،‬مدينة حية‬ ‫عصرية شابة ومن الضفة األخرى لنهر‬

‫قديم حوله وعلى مسافات متفاوتة‬ ‫تنتشر مدينة نينوى عاصمة األشوريين‬

‫الدقيق والسهر املمتد حتى منتصف‬

‫وفي املوصل مدافن أنبياء هللا شيت‬ ‫ودانيال وجرجيس وفيها قبر الشاعر‬ ‫املشهور أبو تمام الطائي املتوفى سنة‬

‫دجلة يبدو غارقة في األضواء تتصاعد‬ ‫منها باقات أصوات وضجيج خافت‬ ‫ويسري دجلة على مهل ‪.‬‬

‫‪231‬هجرية – ‪ 845‬ميالدية‬

‫ومع ضوء النهار تبدو املدينة متشحة‬

‫شداد املتوفى سنة ‪632‬هجرية ‪-‬‬

‫وابن‬

‫‪1232‬م وعز الدين ابن األثير املؤرخ‬ ‫املشهور صاحب كتاب الكامل في‬

‫بعباءة التاريخ طابعها القديم يغلب‬ ‫على منظرها العام الذي يبدو من‬ ‫الضفة األخرى وينتابني إحساس‬

‫التاريخ وعاش بها أيضا ابن خلكان‬ ‫صاحب كتاب (وفيات األعيان)ثم‬

‫غامض بأنني جئت إلى املدينة من قبل‬ ‫رأيت هذه البيوت املتجاورة واملئذنة‬ ‫املائلة التي يتوارى أمامها برج بيزا خجال‬

‫إبراهيم املوصلي وابنه إسحاق نديما‬ ‫هارون الرشيد الشهيران بفن املوسيقى‬ ‫والغناء ‪.‬‬

‫نحيلة سامقة كنخلة سامقة كنخلة‬ ‫مالت بها السنين تعلو فوق كل البيوت‬ ‫إنها مئذنة الجامع الكبير املعروف‬ ‫بالنوري نسبة إلى نور الدين زنكي الذي‬ ‫أقامه حوالي عام ‪ 569‬هجرية – ‪1169‬‬ ‫ميالدية تحتفظ املوصل بالعديد من‬ ‫مساجدها إلى الخلف منا وفوق هضبة‬ ‫مرتفعة تقوم مئذنة نحيلة تشبه مآذن‬ ‫العصر العثماني في القاهرة (مآذن‬ ‫القلم الرصاص) وتحتها يستقر مسجد‬

‫‪14‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وعندما نقطع الجسر الحديدي الذي‬

‫هذا القرن )متسخة األزقة والحواري ال‬ ‫ينفذ أليها النور أو التهوية الصحية‬

‫املوصل ال يتبدد اإلحساس بالجو‬

‫واملدينة التي رآها (ويكرام)ال عالقة لها‬

‫التاريخي إن عمارات شاهقة تقوم هنا‬

‫باملدينة التي نراها أالن املزدحمة‬

‫وهناك تكسبها طابع الحداثة غير أن‬

‫الطلقة والتي تذكرنا إلى حد ما بمدينة‬

‫عتاقة التاريخ أمر ال تخطئه العين‪،‬‬ ‫الحركة في الشوارع كثيفة ال عجب فهي‬

‫دمياط في مصر أحيانا تتشابه املدن في‬ ‫بعض السمات لكن يبقى لكل مدينة‬

‫ثاني مدن العراق من حيث الحجم‬

‫شخصيتها حتى لو قامت في كل منها‬

‫قرب الطريق املؤدي إلى بغداد يقوم‬

‫العمارات الحديثة تلك العمارات‬ ‫املتشابهة إن املدن كاإلنسان تختلف‬

‫صناعة النسيج تعود إلى قرون عديدة‬ ‫وهذا النوع املشهور من القماش‬

‫مالمحه من شخص إلى آخر وباملعايشة‬

‫يصل ضفتي دجلة ندخل شوارع‬

‫مصنع كبير للنسيج إن شهرة املوصل في‬

‫الدقيقة تجد أن لكل مدينة حياتها‬

‫(املوسلين) تخصصت فيه املوصل‬

‫الداخلية وأسرارها وعاداتها وسلوكها‬ ‫الخفي والعلني واضح أن املوصل مدينة‬

‫السويس كانت املدينة مركزا هاما تعبره‬ ‫القوافل إلى أوربا والى الهند ولكن‬

‫عملية ال تضيع وقتا كل ش يء فيها‬ ‫محسوب ودقيق حتى السوق القديم‬

‫الكساد طرأ عليها بعد حفر القناة وقد‬

‫يختلف عن باقي األسواق في العراق‬

‫وصف ويكرام الرحالة والقسيس‬ ‫االنجليزي املوصل في كتابة ( مهد‬

‫فسوقها تغمره الشمس فهو يفقد‬

‫واسمه مشتق منها قبل إنشاء قناة‬

‫الظالل ويقترب بهذا من العصرية كل‬ ‫ش يء فيه محدد يدل على عصرية‬ ‫املدينة وحداثتها ‪. "...‬‬

‫البشرية ) وصفا دقيقا نتبين من‬ ‫خالله مدينة ضيقة (زارها في بدايات‬

‫‪15‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫منوت مجيعا وحييا الوطن‬ ‫عبد الرازق أحمد الشاعر‬

‫حين تدق طبول الحرب‪ ،‬تنتفخ أوداج القادة وترتفع عقائرهم‪ ،‬فتلهب مشاعر‬ ‫الجماهير الكادحة‪ ،‬وينسى المعذبون في األرض قسمات جالديهم وتفاصيل‬ ‫احتجازهم في وطن عاشوا على هامشه من الميالد وحتى الشهادة‪ .‬وفي غمرة‬ ‫اإلعداد للغياب ينسى الشعراء قصائدهم ومالمح أطفالهم‪ ،‬ويستبدلون‬ ‫الخوذات باألقالم والدفاتر‪ ،‬ويقفون على صعيد واحد كمخلب وحش لم يولد‬ ‫إال للقنص أو الموت ليحيا الوطن‪.‬‬ ‫هذا بالضبط ما حدث مع صاحبنا الشاعر ولفريد أوين الذي دافع عن السالم‬ ‫بما أوتي من شعر‪ ،‬ثم ارتد على عقبيه ليدافع عن ويلز في حرب هي األكثر‬ ‫دموية في تاريخ العالم بسالح أعور ال يفرق بين الشجرة والطفل‪ ،‬وال بين‬ ‫الحجر والجمجمة‪" .‬فرق بين الكلمة والرصاصة‪ "،‬هكذا أدرك المأسوف على‬ ‫وعيه بعد أن ذهب معصوب اإلرادة إلى خندق حفره رفاق ال يعرفهم‪ ،‬بأوامر‬ ‫قادة ال يتحدثون لغته‪.‬‬ ‫وعند خطوط التماس‪ ،‬اختلطت الدماء بألوان الرايات الكثيرة التي أحاطت‬ ‫رأسه المتعبة‪ .‬وحاول جاهدا أن يبرر وقوفه بين أشالء رفاق السالح وفتات‬ ‫خبز يابس لم يتسن لهم أن يأكلوه‪ ،‬لكنه عجز عن تبرير قتل جند اقتيدوا إلى‬

‫‪16‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫الحرب دون خيار منهم كمثله تماما‪ .‬وحسن انتقل إلى المشفى‪ ،‬ليعالج من آثار‬ ‫الشظايا التي خلفها انفجار هائل رج األرض تحت قدميه‪ ،‬حاول الرجل من‬ ‫تحت شراشف األسرة البيضاء أن يخلد صدمته‪ ،‬وعجزه عن إيقاف هذا العبث‬ ‫الكوني بمصائر المدن وسكانها‪.‬‬ ‫"نموت ويحيا الوطن‪ "،‬هكذا ردد الرجل في سريته بعد أن عوفي من آثار‬ ‫الحرب‪ ،‬وعاد إلى الصفوف األول‪ .‬هو شاعر برتبة رائد‪ ،‬لكنه ال يملك الحق‬ ‫في ساحة الوغى أن يتساءل‪ .‬هي فرضية غبية جعلت موت المحبين ضريبة‬ ‫لبقاء المحبوب‪ ،‬ثم تحولت إلى مسلمة نكدة ال يناقشها أو يتمرد عليها أحد حتى‬ ‫الثوار من الشعراء من أمثال أوين‪ .‬فأي محبوب هذا الذي ال يحيا إال بنزيف‬ ‫ال ينقطع من دماء محبيه؟ وأي حياة تلك التي يصبو إليها وطن بال محبين‪.‬‬ ‫لكن الحرب الضروس التي خلفت أكثر من ‪ 16‬مليون قتيال وأكثر من ‪20‬‬ ‫مليون مصابا لم تمهل أوين ليطرح أسئلته الكبيرة على مائدة مفاوضات‬ ‫الساسة الذين أشعلوا فتيل اليأس في كل النفوس‪ .‬ومات الشاعر قبل أن تخرج‬ ‫قصائده اليائسة للنور‪ ،‬ليالقي مصير المتنبي الذي مأل الدنيا شعرا‪ ،‬وأفرط‬ ‫في تقدير ذاته حتى أتت اللحظة الفارقة وفر ذليال أمام حفنة من الهواة الذين‬ ‫ال يجيدون القتال‪ .‬وعندها ناداه خادمه‪" :‬كيف تهرب يا موالي‪ ،‬وأنت القائل‪:‬‬ ‫الخيل والليل والبيداء تعرفني‬

‫والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟"‬

‫فما كان من رب الشعر والكذب إال أن قال لعبده‪" :‬قتلتني يا عبد السوء‪ ".‬ثم‬ ‫عاد فقاتل فقُتل‪.‬‬ ‫لماذا يموت الشعراء من أجل قرارات غبية يصدرها حكام أغبياء‪ ،‬يتخذون‬ ‫قرار الحرب‪ ،‬ثم يتوارون خلف الشاشات إلحصاء بيانات القتلى وذوي‬ ‫العاهات من جنودهم البواسل؟ ولماذا يفقد العالم طهره ونقاءه من أجل حفنة‬ ‫من الدجالين وأصحاب التدين الزائف‪ ،‬وأصحاب الفرق والطوائف؟ لماذا‬ ‫يموت المحبون ويحيا المنتفعون والراقصون في كل الموالد؟ أسئلة ربما لم‬ ‫يكتبها ولفريد أوين‪ ،‬لكن المؤكد أن أحدا من الساسة لن يجيب عنها حتى يهلك‬ ‫المحبون جميعا كالجراد في أتون أوطان لن تعرف طعم الحياة أبدا‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫صوت احلق كلمات لعلماء‬ ‫غريت جمرى التاريخ‬

‫د ‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫العراق‬ ‫في زمن الظلمات‪ ،‬وأيام الفتن المدلهمات‪ ،‬يكون لصوت الحق‪ ،‬قيمة‪،‬‬ ‫ولصيحته في وجه الباطل أثر‪ ،‬فكم من كلمة حق غيرت مجرى التاريخ‪ ،‬وكم‬ ‫من موقف مشرف لعالم من علماء األمة قد أزال ركام الباطل‪ ،‬إن قيمة الكلمة‬ ‫من العالم في زمن الفتنة قيمة لها وزنها‪ ،‬ولها صداها‪ ،‬ولها قوتها‪ ،‬بل ال أبالغ‬ ‫إن قلت أن الناس كلها تنتظر هذه الكلمة‪ ،‬لتستقوي بها بعد هللا‪ ،‬وتكون لها‬ ‫بمثابة الزاد الذي يحركها‪ ،‬والنور الذي ينير لها الطريق‪ ،‬ولكنها فقط كلمة‬ ‫الحق التي تقال هلل وباهلل ومع هللا‪ ،‬كلمة الحق التي في سبيلها يستعذب العالم‬ ‫البالء‪ ،‬ومن أجلها يعاني أصناف االستعداء‪ ،‬تأملوا أيها األحبة كيف غيرت‬ ‫كلمات الحق من علماء الهدى وأئمة الدجى مجرى التاريخ‪ ،‬لم يغفلوا عن‬ ‫مهمتهم‪ ،‬ولم يعجزوا عنها‪ ،‬ولم ي ُْؤثروا فتن الدنيا‪ ،‬وملذاتها‪ ،‬وإنما صاحوا في‬ ‫وجه الباطل‪ ،‬ولم يخشوا في هللا لومة الئم ‪...‬الحق أقوى من الباطل‪ ،‬وإن طال‬ ‫زمن الباطل‪ ،‬ومثل الحق فإن صوت الحق يبقى أقوى‪ ،‬ولهذا الصوت ‪.‬ادعوكم‬ ‫أحبتي إلى هذه الرحلة الجميلة‪ ،‬نستذكر فيها صوت الحق من علماء الحق‪،‬‬ ‫لعلنا نتصبر بها على ما نحن فيه من واقع مرير نشكوا فيه من ندرة هؤالء‬ ‫األَ ْعالم وليس لي فيها إال الجمع‪.‬فإلى صوت الحق‪ : :‬العز بن عبد السالم بائع‬ ‫الملوك واألمراء‪:‬‬ ‫من مواقف العز بن عبد السالم الشهيرة والتي اصطدم فيها مع الصالح أيوب‬ ‫نفسه‪ ،‬أنه لما عاش في مصر اكتشف أن الواليات العامة واإلمارة والمناصب‬ ‫الكبرى كلها للمماليك الذين اشتراهم نجم الدين أيوب قبل ذلك‪ ،‬ولذلك فهم في‬ ‫حكم الرقيق والعبيد‪ ،‬وال يجوز لهم الوالية على األحرار‪ ،‬فأصدر مباشرة‬ ‫فتواه بعدم جواز واليتهم ألنهم من العبيد‪ ،‬واشتعلت مصر بغضب األمراء‬ ‫الذين يتحكمون في كل المناصب الرفيعة‪ ،‬حتى كان نائب السلطان مباشرة‬

‫‪18‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫من المماليك‪ ،‬وجاءوا إلى الشيخ العز بن عبد السالم‪ ،‬وحاولوا إقناعه بالتخلي‬ ‫عن هذه الفتوى‪ ،‬ثم حاولوا تهديده‪ ،‬ولكنه رفض كل هذا مع إنه قد جاء مصر‬ ‫بعد اضطهاد شديد في دمشق‪ ،‬ولكنه ال يجد في حياته بديالا عن كلمة الحق‪،‬‬ ‫ف ُرفِ َع األم ُر إلى الصالح أيوب‪ ،‬فاستغرب من كالم الشيخ‪ ،‬ورفضه‪ ،‬وقال إن‬ ‫هذا األمر ليس من الشئون المسموح بالكالم فيها‪ ،‬فهنا وجد الشيخ العز بن‬ ‫عبد السالم أن كالمه ال يُسمع‪ ،‬فخلع نفسه من منصبه في القضاء‪ ،‬فهو ال‬ ‫ت‪ ،‬وهو يعلم أن هللا عز وجل سائله عن سكوته‬ ‫يرضى أن يكون صورة ُمف ٍ‬ ‫كما سيسأله عن كالمه‪ ،‬ومن هنا قرر العالم الورع أن يعزل نفسه من المنصب‬ ‫الرفيع‪ ،‬ومضحيا ا بالدنيا كلها‪ ،‬وركب الشيخ العز بن عبد السالم حماره‪ ،‬وأخذ‬ ‫أهله على حمار آخر‪ ،‬وببساطة قرر الخروج من القاهرة بالكلية‪ ،‬واالتجاه‬ ‫إلى إحدى القرى لينعزل فيها إذا كان ال يُسمع لفتواه‪ .‬ولكن شعب مصر األبي‬ ‫كان له رأي آخر‪.‬‬ ‫لقد خرج خلف الشيخ العالم اآلالف من علماء مصر ومن صالحيها وتجارها‬ ‫ورجالها‪ ،‬بل خرج النساء والصبيان خلف الشيخ تأييداا له‪ ،‬وإنكاراا على‬ ‫مخالفيه‪.‬‬ ‫ووصلت األخبار إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب‪ ،‬فأسرع بنفسه خلف‬ ‫الشيخ العز بن عبد السالم واسترضاه‪ ،‬فما قبل إال أن تنفذ فتواه‪ ،‬وقال له إن‬ ‫أردت أن يتولى هؤالء األمراء مناصبهم فالبد أن يباعوا أوالا‪ ،‬ثم يعتقهم الذي‬ ‫يشتريهم‪ ،‬ولما كان ثمن هؤالء األمراء قد دفع قبل ذلك من بيت مال المسلمين‬ ‫فالبد أن يرد الثمن إلى بيت مال المسلمين‪ ،‬ووافق الملك الصالح أيوب‪ ،‬وتولى‬ ‫الشيخ العز بن عبد السالم بنفسه عملية بيع األمراء حتى ال يحدث نوع من‬ ‫التالعب‪ ،‬وبدأ يعرض األمراء واحداا بعد اآلخر في مزاد‪ ،‬ويغالي في ثمنهم‪،‬‬ ‫ودخل الشعب في المزاد‪ ،‬حتى إذا ارتفع السعر جداا‪ ،‬دفعه الملك الصالح نجم‬ ‫الدين أيوب من ماله الخاص واشترى األمير‪ ،‬ثم يعتقه بعد ذلك‪ ،‬ووضع المال‬ ‫في بيت مال المسلمين‪ ،‬وهكذا بيع كل األمراء الذين يتولون أمور الوزارة‬ ‫واإلمارة والجيش وغيرها‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫‪ 21‬آذار يوم نوروز‬ ‫الكاتب محمود محمد سهيل ألجبوري‬ ‫ألعراق ــ بابل‬ ‫ألحادي و العشرون من آذار عيد عراقي قديم‬ ‫منذ زمن البابليين ‪ ،‬بدأ أيام‬

‫( تموز) إله‬

‫الخصوبة ألذكرية مع ( عشتار) إله أألنوثة‬ ‫في هذا اليوم يتحرر ( تموز) إله الخصوبة‬ ‫الذكوري من قبره في ظلمات أألرض ليظهر‬ ‫الى السطح و يخصب ( عشتار) إله أألرض‬ ‫و أألنوثة فتنبثق الحياة‬

‫و يظهر‬

‫ألربيع‬

‫و يستمر ألعيد عشرة أيام ‪ ،‬وفي اليوم ألسادس‬ ‫تنظم مسيرة ضخمة في شارع الموكب حيث يتم إحراق دمى ملونة ‪ ،‬في اليوم‬ ‫العاشر يتم أألعتراف بشرعية حكم ألملك من قبل أألله ( مردوخ) ‪ ،‬يوم‬ ‫نوروز مناسبة وطنية في ألعراق يحتفل بها أألكراد و ألتركمان و العرب وهو‬ ‫عطلة رسمية ‪ ،‬يمثل هذا أليوم للكرد ألخالص من ظلم السلطان ألجائر على‬ ‫يد ألثائر ( كاوه ألحداد) و إنتصاره على الملك ألطاغية ( ألضحاك) ‪ ،‬حتى‬ ‫أن دائرة شمس علم كردستان مكونة من ‪ 21‬خط وهي إشارة إلى ‪ 21‬آذار ‪،‬‬ ‫كذلك يسمى نوروز عيد ألشجرة و هو مناسبة إستحدثتها ألدولة ألعراقية‬ ‫بعد ثورة ‪ 14‬تموز ‪ ،1958‬و التسمية ألمحلية لنوروز في ألعراق هي‬ ‫(الدخول) ‪ ،‬ألتركمان يسمون أألحتفال به (هالنا) و هو إحتفال لمسيحيي‬ ‫القلعة بذكرى إرسال ( هيالنة) أم ألملك (قسطنطين) جموعا من ألمسيحيين‬ ‫من إسطنبول إلى فلسطين للبحث عن الصليب ألذي صلب عليه ألسيد ألمسيح‪،‬‬ ‫و المسيحيون يقدسون هذا العيد بأسم عيد الفصح ‪ ،‬عيد نوروز عيد وطني‬ ‫جامع و شامل لكل فئات أألمة ألعراقية ‪ ،‬في مصر يسمى يوم ‪ ( 3 /21‬شم‬

‫‪20‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ألنسيم) و هو عيد شعبي في مصر و بداية ألزمن الفرعوني ‪ ،‬قبل خمسة آالف‬ ‫سنة إختار المصريون يوم عادل يتساوى فيه الليل و ألنهار من حيث ألوقت‬ ‫و الطقس ‪ ،‬إجتمعوا أمام ألواجهة ألشمالية للهرم أألكبر يترقبون إعتالء إله‬ ‫الشمس عرشه قمة ألهرم قبل ألغروب ‪ ،‬تتجلى فيها معجزة الشمس واجهة‬ ‫ألهرم نصفين شطر للضوء و ألثاني للظل ‪ ،‬في اليوم ألثاني يحتفل الناس‬ ‫باللعب و موائد الطعام و كتابة أسمائهم على أألشجار يوم (شم ألنسيم) و‬ ‫وضع سعف ألنخيل على مقابر موتاهم ‪ ،‬و يتحول أألحتفال إلى مهرجان‬ ‫شعبي يخرج فيه ألناس للحدائق‬ ‫و ألمتنزهات يحملون أألطعمة مثل ألبيض و ألخس وألسمك وألبصل‬ ‫و ألحمص ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫باسطرمة‬ ‫قائمة ( كيبورديون)‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫اغلب ابطال النينجا عندنا في الموصل ممن ينتمون لهذه القائمة االنتخابية‬ ‫التي التستطيع تحريك ( دنبر ) واحد لرفع االنقاض ‪..‬مثلما حرك الشباب‬ ‫االبطال مئات منها…‬ ‫قائمة ( كيبورديون ) ستعمر الموصل‬ ‫وتبني جسورا معلقة ‪..‬وناطحات سحاب ‪..‬وابراجا باريسية ‪..‬وخستخانات‬ ‫وجايخانات وبانزيخانات ‪..‬‬ ‫وتبلط الشوارع والعوجات وتسلك المجاري كلها حتى البولية للشعب ومجانا‬ ‫‪..‬كل ذلك في الفيسبوك ‪..‬‬ ‫وستستعمل اللحيم البارد من اجل اعادة اللحمة الوطنية ‪..‬وستعمل على اعادة‬ ‫النازحين الى الشقق السكنية التي ستبنيها لهم على شاشة الحاسوب وتمنح كل‬ ‫عائلة كيلوين باسطرمة وكيلو من طرشي الشفاء ‪..‬وربع كيلو سسي من‬ ‫جرزات الحاج سلطان‬ ‫كيبورديون امل الموصل و(سقاقاتها) وقنطراتها‪..‬‬ ‫كيبورديون تعمل بصمت امام الكيبورد‬ ‫وتدعو من هللا العلي العظيم ان اليضرب بصاعقة خط االنترنت ‪..‬الن كل‬ ‫مشاريعها ستتوقف ‪..‬‬ ‫وستنقطع الصلة واللحمة الوطنية مع الشعب على صفحات الفيسبوك ‪..‬‬

‫‪22‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫كيبورديون لها رابطة ستعيد اليكم الرواتب المدخرة من ايام سنحاريب حتى‬ ‫اليوم ‪..‬‬ ‫‪..‬كيبورديون من ضمن خططها لالنتخابات على الماسنجر ‪..‬ارسال الدعوات‬ ‫النورانية كل ليلة‪ .‬جمعة الى الناس كافة‬ ‫ومن السبت الى الخميس ارسال االرشادات الصحية عن اخطار انفلونزا‬ ‫الطيور ‪..‬والحصبة ‪..‬والكحة ‪..‬والبواسير ‪..‬فضال عن اضرار تناول الحمص‬ ‫والباقالء ‪..‬في ليلة االنتخابات ‪..‬‬ ‫اما في يوم الخميس فسترسل اليكم كيبورديون ( حبايبي الحلوين ) اجمل‬ ‫مقاطع الفديو الثقافية التي تناسب ( هال بالخميس )…‬ ‫انتخب( كيبورديون) ‪..‬هي االمل ‪..‬‬ ‫وجدد اشتراكك بالنت سريعا ‪..‬كي ال تفقد االمل ‪..‬‬ ‫………………… ‪.‬‬ ‫مالحظة ‪ :‬يدير كيبورديون مجموعة من سالحف النينجا الذين ما ان تحاول‬ ‫دعوتهم للخروج من ( قسطل ) الحاسوب وتنظيراته الرقمية الخيالية ‪..‬اال‬ ‫ووجدتهم يقولون ‪ :‬اش عليا…‬

‫‪23‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫اختالف ثقافة‬ ‫حسام الطحان‬

‫في الغرب‬ ‫عندما يقول الشاب لفتاة انا احبك وارغب بالزواج منك فهل انت موافقة ؟‬ ‫فتبتسم الفتاة وتضع يدها على وجهها وتقول ( ‪ ) oh my god‬ثم تقول له‬ ‫طبعا انا موافقة ‪ ،‬وينتهي الموضوع ‪.‬‬ ‫في العراق‬ ‫عندما يطلب الشاب يد الفتاة للزواج ‪ ،‬يفكر االب وتدخل االم في ازمة ويدخل‬ ‫ابن عمها على الخط ‪ ،‬يتحول الموضوع الى مشكلة كبيرة ويضطر شيخ‬ ‫العشيرة الى عقد اجتماع طارئ للعشيرة ‪ ،‬واثناء االجتماع يدخل ابن العم‬ ‫ويوجه الرشاشة نحو الحاضرين ويقتل نصفهم ثم يهرب ‪ ،‬ثم يفشل مشروع‬ ‫الزواج ‪ ،‬وتظل الثارات قائمة بين ابناء العشيرة ‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ُ ْ َ‬ ‫يف مهجة الروح‬ ‫شعر‪ :‬د‪ .‬أحالم غانم‬

‫‪-------------‬‬‫الـروح َم ْ‬ ‫ـن كـانوا فـقد رحـلوا‬ ‫فـي ُمـ ْه َجة‬ ‫ِ‬ ‫ضــمـن مــا صــاروا ومــا رحـلـوا‬ ‫فـإنـنـي‬ ‫َ‬ ‫‪....‬‬ ‫أُحــــــد ُ‬ ‫ث‬ ‫الــبــحــر أَزمـــانـــا ا َوتَــتـبَـعُـهُ‬ ‫َ‬ ‫ــوق أَحــيـانـا ا فَـيَـمـتَـثِ ُل‬ ‫نــســائـ ُم الــ َش ِ‬ ‫ُ‬ ‫الـحـزين َو ِمــن‬ ‫ي‬ ‫صـوتُـهُـم الــنَّـا ُ‬ ‫َكـأَنَّـمـا َ‬ ‫‪...‬‬ ‫َ‬ ‫ُـبـح تَـبْـتَـ ِهـ ُل‬ ‫أكــفـانـ ِهـ ْم نَــجــمـة لِــلـص ِ‬ ‫ُــحــى‬ ‫ـين ض‬ ‫َكــأَنَّـهُـم‬ ‫ا‬ ‫ِ‬ ‫بــظــالل الـخـافـقَ ِ‬ ‫‪...‬‬

‫‪25‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫شـمـس تُـهـده ُد فــي أفـيـائها الـسُـبُ ُل‬ ‫هـــذا الـسَّـبي ُل الَّــذي مــا عـابَـهُ َخـلَـل‬ ‫‪...‬‬ ‫كـــأي ح ْ‬ ‫ُ‬ ‫والـزمـان مـعـي‬ ‫ُــل ٍـم سـأجـري‬ ‫‪...‬‬ ‫ـص ُل‬ ‫مع ُمـتَّ ِ‬ ‫فـــي ِك ْـلـ َمـ ٍة ســرُّ هـا بِـالـ َّش ِ‬ ‫ـيـك لـي َمـثَالا‬ ‫َجـ َع ْـل َ‬ ‫ــج سُـالفـي فِ َ‬ ‫ت و ْه َ‬ ‫‪...‬‬ ‫ك الرو ُح ما ال َمثَ ُل ؟‬ ‫فِي ال ِم ْث ِل قُلْ لي فَد ْت َ‬ ‫لِـــ ُكــل المـــيــ ٍة ِمـــــن ال ِمـــــ ِه أفــــق‬ ‫‪...‬‬ ‫ـالـحـمـ ُد لِــلَّــ ِه حــ ْمــداا إِنَّــنـي ُز َحـــ ُل‬ ‫فَ َ‬ ‫فَـــالـــال ُم رافـــعـــة َوالـــحــا ُء حــا ِمــلَـة‬ ‫‪...‬‬ ‫َوالـــن ُ‬ ‫ـــون دائــــــرة أَجْ ــ َرا ُمــهـا ُمـــقَــ ُل‬ ‫ضـوا َوبَـقـوا‬ ‫َوهَـــل تُـسـاويـ َ‬ ‫ك أَسـمـاء َمـ َ‬ ‫‪...‬‬ ‫ـك الـبط ُل‬ ‫ضـ َّمـهُ فــي إِسْـ ِم َ‬ ‫ضـيـا َء َمــن َ‬ ‫أَو تَـشـتَـكي الــعُـرْ بُ ُربَّـانـا ا َوقَــد فَـ َعـلَت‬ ‫‪...‬‬ ‫ك مــا ال تَـفـ َع ُل الـرُّ سُـ ُل ؟‬ ‫فـيـ ِهـم يَـمـيـنُ َ‬ ‫اح أَ ِعــ ْد‬ ‫يَـــا آيـــةَ الـلَّـ ْي ِل مـشـكاةَ الـصَّـبَ ِ‬ ‫‪...‬‬

‫‪26‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫قَــ ْد َكــا َد يَـحـرقُنِي ِم ْ‬ ‫ـو َجـ ُل‬ ‫ــن بُـعْـ ِد َ‬ ‫ك ْال َ‬ ‫ى‬ ‫اِبــشــرْ بـغـيـ ٍ‬ ‫ث حــوتـهُ غـيـمـة ونُــهـ ا‬ ‫‪...‬‬ ‫فـالـحُـبُّ مـــا تـبـهـ ُج األلــبـابُ والـ ُمـقَـ ُل‬ ‫َع ُ‬ ‫ْـضلَ ٍة‬ ‫ــيـن الـيـقـي ِن لَـــهُ فــي ُكــل ُمـع ِ‬ ‫‪...‬‬ ‫ِمــــن الــفِـراسـة طــــود قــائــم جــبـ ُل‬ ‫َّ‬ ‫ْـــصـــرْ تَــهُ قــــمــــر‬ ‫إن الــــفــــؤا َد إذا أب َ‬ ‫‪...‬‬ ‫ـيـس َعــلـى اإلنــسـا ِن يَـتَّـ ِكـ ُل‬ ‫نـــور فَـلَ َ‬ ‫ض ِمنَ ْ‬ ‫ت‬ ‫ح المسرى فَقَد َ‬ ‫فَانهَض َو ِسرْ َوافتَ ِ‬ ‫‪...‬‬ ‫لَ‬ ‫ُـويَّـةُ مــــا تَــهــوى َوتَـنـتَـقِـ ُل‬ ‫َ‬ ‫ـــــك الــه ِ‬ ‫ــــن كــوثــراا ‪..‬أُقـحـوانـا ا‪..‬كـن مـفـاجـأةا‬ ‫ُك ْ‬ ‫‪...‬‬ ‫ـضـى لـنـا أمــ ُل‬ ‫عــسـى بــأمـرك أن يـ ْق َ‬

‫‪27‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫إرتديت األسود‬ ‫سوسن االدريسي‬ ‫الجزائر‬ ‫كفاك هراء‬ ‫ما صنفك بين البشر‬ ‫هل أنت أصم أم حجر‬ ‫إرتديت األسود‬ ‫ليس حزنا‬

‫ابتسم فسبحان من جعل‬

‫أخفيت فيه روحي‬

‫االبتسامة على الخد‬

‫كي ال تدنسها قذارتك‬

‫تجاعيد السنين مرسومة‬

‫االسود ليس للعزاء‬

‫على وجهك الحزين‬

‫للجمال و الكبرياء‬

‫تضاربت السنين‬

‫تكحلت جفوني من سواد الليل‬

‫ولم يبق من العمر اال القليل‬

‫و نقش الحنة على اليدين‬

‫ال رثاء بعد االن‬

‫الياسمين عطر الجبين‬

‫ال أنين‬

‫دروب الحنين أهلكها األنين‬

‫ال أحزان‬

‫ترجل وال تدعي الدهاء‬

‫أزهر الربيع‬

‫مكتوب عليك الشقاء‬

‫لم يعد الطير عليال‬

‫بين الشحر و الطين ناي حزين‬

‫وال القمر بين النجوم أسيرا‬ ‫انفاسي بين المعابد لك تراتيل‬ ‫لعل الزمن يشفي جناحك الكسير‬

‫‪28‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫نصف آهلة‬ ‫رندة يحيى العلي‬ ‫سورية‬ ‫الغيرك يكتبني على الموج‪...‬‬ ‫تضع حروفك على ناصيتي‪...‬‬ ‫كالبرق كالرعد كقوس قزح ‪....‬‬ ‫تنقش أسمي على زهر الليمون‬ ‫قبلتك األولى على جسدي‪...‬‬ ‫تصنع مني نصف آلهة‪....‬‬ ‫وهمساتك ساعات الغروب‪....‬‬ ‫حفنة تراتيل‪...‬‬ ‫دموع لقائنا االخير‪...‬‬ ‫أحجار كريمة‬ ‫حلقت عاليآ‪...‬‬ ‫لتزين‪...‬‬ ‫سماء السهارى‪...‬‬ ‫على هيئة نجوم‪...‬‬ ‫الهدى لي غيرك‬ ‫يغرقني‪....‬‬ ‫ويسحبني من لججي‪...‬‬

‫‪29‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫منارتي عيناك‪...‬‬ ‫أصابعك مرساتي‪...‬‬ ‫تأخذني هناك‬ ‫إلى العلياء‪...‬‬ ‫على حافة القمر ‪...‬‬ ‫أرتب أشيائي‪...‬‬ ‫ثوب زفافي‪...‬‬ ‫باقات الجوري‪...‬‬ ‫حنائي وقهوتي‪...‬‬ ‫وقارورة عطري‪...‬‬ ‫أسكبها على دربك‪...‬‬ ‫لتهطل على‬ ‫خطاك‬ ‫مطرآ أزرق‬ ‫بشذى الليلك‪....‬‬

‫‪30‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫َ َ‬ ‫ل تسأيل‬ ‫د‪ .‬حسام عبدالفتاح‬ ‫َب َ‬ ‫احت ب َ‬ ‫صمت‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ك َاد َيعصف ق َلب َها‬ ‫َق َالت َه َ‬ ‫واك‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َما َع َاد تخفيه املقل‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫سج الغ َر ُام ط ُيوفنا برقة‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫بش َعاع َهمس‬ ‫َ َ َ ْ َ َ‬ ‫الغ َزل‬ ‫بين أشعار‬ ‫َل ْم َندر َأناَّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫قد غرق َنا في األ َمل‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫صرنا ُسك َارى بالغرام‬ ‫َ‬ ‫َولم َن َزل‬

‫َوالع ُ‬ ‫شق ف َينا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ص َار بئرا َساح َقا‬ ‫ْ‬ ‫َو َ‬ ‫أين ُع ُ‬ ‫مق العشق ف َينا‬ ‫َ‬ ‫قد َيصل ؟؟؟‬ ‫َيا َمن َتن َ‬ ‫اجى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫للغرام فؤ ُادها‬

‫‪31‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫َو َعزفت َل َ‬ ‫حن العشق‬ ‫َ ًَ َ‬ ‫شوقا بالخ َجل‬ ‫ْ‬ ‫َدا َر ْت ُك ُ‬ ‫ؤوس العشق‬

‫ْ‬ ‫َوالعش ُق ع ْندي‬ ‫َ َ‬ ‫ل ُلفؤاد قد ق َتل‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫الح َياة أعيش َها‬ ‫ال أدر أني ب‬ ‫َ‬ ‫أ ْم َّأنني‬

‫َح َتى َن َرتوي‬ ‫َ َ‬ ‫َو َما َشب َ‬ ‫عنا من الغ َرام ن ْن َتهل‬ ‫َ​َ َْ‬ ‫ال تسألي‬ ‫َ َ‬ ‫يف َ‬ ‫الت ْق َينا في الليالي‬ ‫ك‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ال ت ْسألي‬ ‫َم َتى َغر ْق َنا ولم َن َزل‬ ‫َ​َ َ‬ ‫ال ت ْسألي‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َما َز َ‬ ‫ال ع ْن َدك با ُلفؤاد ُحشاشة‬

‫َ‬ ‫َفو َق َّ‬ ‫الليالي َد ْمع َهطل‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫هل أنجو منك‬ ‫َ َ‬ ‫لل َح َياة بلحظة‬ ‫َ‬ ‫أ ْم إنني‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫سير امل ْق َت َتل‬ ‫صرت األ‬ ‫‪...‬‬

‫‪32‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫تراتيل احلياة‬ ‫‪.............‬‬ ‫اسماعيل خوشناو‬

‫‪33‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫النازحون‬ ‫محمود الدرويش‬ ‫هم يدلجون ومن سهادك جاؤوا‬ ‫ويعاندون وتعند األنواء‬ ‫هم للرحيل مصائر مجزوءة‬ ‫في الوزن إذ ما تكمل األسماء‬

‫يا كبش إبراهيم حل العقر أن‬

‫هم يحملونك في رغيف اسمر‬

‫أن قد فديت وال الفداء فداء‬

‫ويقسمونك والرحى أشالء‬

‫واصل فرحلتك الدماء وسربهم‬

‫لو ينزحون ليرتجونك فكرة‬

‫طعم الرياح وما السماء سماء‬

‫للنازحين ويستخير رجاء‬

‫كل الفؤوس عقيمة وتجرها‬

‫علمتهم صمت المرايا والوغى‬

‫كف تهادي الموقدين ‪،،،‬خواء‬

‫سطرت في أبعادهم ليساءوا‬

‫يا خلف أكوام انتظارك باحثا‬

‫يا راحال قصدت دماءك دربهم‬

‫عمن يجيء ومن رؤاك تناءوا‬

‫كل الدروب لدى الرحيل دماء‬

‫سموك شطرا الئذا من حربهم‬

‫كم يشتهيك الصبر موطن خيمة‬

‫وسلوك او بدؤوك واإلنهاء‬

‫وتموت في أبعادك األصداء‬

‫قرع الطبول لهم تذر رمادها‬

‫يا نازحا رقع رداءك فالهوى‬

‫والريح من طعم الرحيل عواء‬

‫هو إبرة هو رقعة ورداء‬

‫اكتم أو اسكب ما تصر عيونهم‬

‫أججت دهر السهد في فلواته‬

‫طعم الرمال كخطوهم والماء‬

‫ميالد ثانية وأنت فضاء‬

‫من دمعة صهباء جئت لبذلهم‬ ‫من مزن صبرك والمالذ شتاء‬

‫‪34‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وأتلوى‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫أتابط أفعى وأتلوى‬ ‫في هذي الدنيا‬ ‫مانفع المسعى ؟‬ ‫كل ذات ‪...‬لذاتها تهوى‬ ‫وأنا بهواك أرفع األربعة‬ ‫أنام والليل معتق بالنجوى‬ ‫والحلم على صدري‬ ‫يطبق المتعة‬ ‫وأصحو على بارقة من غفلة‬ ‫متخشبا متصلبا‬ ‫خائب الرجا‬ ‫وفي حلقي شوقك‬

‫وفي روحي‬

‫من سُكناي يرعى‬

‫تتقد ألف جمرة وجمرة‬

‫أتهجر ؟؟‬ ‫والهجر منفى و علة‬ ‫وأنت من أشعل الشباب‬ ‫ألف شمعة ولوعة‬ ‫كيف باقي ماتبقى‬

‫‪35‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫من عمري أمضي أنا ؟‬

‫التنفع نظرة أخيرة‬

‫ودون الخراف مانفع المرعى‬

‫وال أولى‬

‫أقتات السم وال أتتداوى‬

‫وأنت لست بمحورها تتمشى‬

‫وأقول من أصل الداء‬

‫مع القدر ال حول وال قوة‬

‫الدواء أوفى‬

‫فأبلغ للغالي سالمي‬

‫وأتابط أفعى‬

‫وأزدني من األمل نشوى‬

‫وأراقص ال ِج َن‬

‫بعض الغياب‬

‫وأقول يا مالكي‬

‫للروح ندى‬

‫سجل ذنوبي‬

‫الفقد يوصل الروح‬

‫إياك أن تنسى‬

‫عقر الشكوى‬

‫النظرة للعاشق كأس خمرة‬

‫دونك أيامي لطمة ولطمة‬

‫فبأي فجور يبتلينا الهوى‬

‫ومعك باللطم ال أحس البتة‬

‫واألن‪....‬‬

‫وهللا‬

‫وأنا على شفا الدمعة‬

‫وأتابط األفعى وأتلوى‬

‫والجفن على الجفن تمطى‬

‫‪36‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬ ‫وحيدة حافية اجلرأة‬ ‫=============‬ ‫شذى األقحوان المعلم‬ ‫أَنا نَ ْز ُ‬ ‫خ‬ ‫ف َشرْ ٍ‬ ‫مير اإل ْن َسانِيَّ ِة‬ ‫في َ‬ ‫ض ِ‬

‫طوتي‬ ‫أَ ْستَجْ دي َخ َ‬

‫َحق حُل َل َذ ْب َحهُ‬

‫و امتِيَازاتي َجميعُها‬

‫ك‬ ‫َدثرني بِ ِم ْعطَفِ َ‬ ‫أيُّها الص ُ‬ ‫َّمت‬

‫َو ِحيْدة‬

‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق ُخلَّ ِ‬ ‫ك بَرْ ٍ‬

‫َحافيَةُ الجُرْ أ ِة‬

‫فقَد َسئِ ُ‬ ‫مت قَرْ َوشاتِ ِهم‬ ‫مان‬ ‫َ‬ ‫صدى ِ‬ ‫الحرْ ِ‬ ‫انصهَار في ذاك َر ِة اللَّي ِْل‬

‫ت‬ ‫في َمتاهَا ٍ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت‬ ‫قَ َّو َ‬

‫ضجي ُج نِفاقِهم‬ ‫ِح َ‬ ‫ين َ‬ ‫ُ‬ ‫هار‬ ‫يَفقأ َعي َْن النَّ ِ‬ ‫يُ َغطي الب ُْؤسُ‬

‫اس الضَّو ِء‬ ‫انبِ َج َ‬ ‫ُك َّل ُحلُ ٍم‬ ‫أهوي‬

‫نَافِذةَ ال َغ ِد‬

‫وال أدري َك ْم َم َّرةا‬

‫والبَأسُ يَتَرنَّ ُح‬

‫ساب‬ ‫َس َ‬ ‫وف أدفَ ُع ال ِح َ‬

‫ِحي َرةا‬

‫‪37‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫قادمة‬ ‫لمياء العلوي‬ ‫تونس‬ ‫قادمه من لهب األشواك على خاصرة المساء‬ ‫قادمه من أتون اللظى‬ ‫من خلخال وديباج‬ ‫وزكاة وخراج‬ ‫قادمة‬ ‫من حمى البقاء‬ ‫من عين جارية‬ ‫ال ينضب حالها‬ ‫ال يغور ماؤها وال ينضح ترياقها‬ ‫قادمه من سبيل اإلعارة‬ ‫واالنزياحات‪ ......‬وفن الكلمات‬ ‫قادمة‬ ‫من تسارع االنفاس على جيد غانية‬ ‫ترهق عاشقها غنجا دالال ودلئ‬ ‫قادمه من هناك من هنا‬

‫‪38‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫من احاسيس شاعره تؤرقها والدة حرف من اهداب السماء‬ ‫قادمة‬ ‫من هوس الحرف‬ ‫من جور القدر‬ ‫من تالقي الفضاء بالفضاء‬ ‫من ادمع عجوز‬ ‫تلف سيجارة الذاكرة‬ ‫وتهب سنينها للفناء‬ ‫قادمة‬

‫‪39‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫كلمات أنثى‬

‫‪40‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫أزياء‬

‫‪41‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪42‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫هيلني كيلر‬ ‫ليلى جواد‬

‫هيلين كيلر…معجزة انسانية لم تمنعها االعاقة المزدوجة عن تحقيق احالمها‬ ‫و بلوغ مرادها هي نموذج يحتذى به في االرادة و العزيمة و التصميم‪.‬‬ ‫هلين كيلر (باإلنجليزية ‪ ))Helen Adams Keller‬مواليد ‪ 27‬يونيو‬ ‫‪1880‬م ‪1 -‬‬ ‫يونيو ‪1968‬م) ‪ -‬األديبة والمحاضرة والناشطة األمريكية "هيلين كيلر"‬ ‫إحدى رموز اإلرادة اإلنسانية‪ ،‬حيث إنها كانت فاقدة السمع والبصر‪،‬‬ ‫واستطاعت أن تتغلب على إعاقتها وتم تلقيب هيلين كيلر بمعجزة اإلنسانية‬ ‫لما قاومته من إعاقتها حيث أن مقاومة تلك الظروف كانت بمثابة معجزة‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ولدت هيلين كيلر في مدينة توسكومبيا في والية أالباما بالواليات المتحدة‬ ‫األمريكية عام ‪ 1880‬م‪ ،‬وهي ابنة الكابتن ارثر كلير وكايت ادامز كيلير ‪.‬‬ ‫وتعود اصول العائلة إلى ألمانيا‪ .‬لم تولد هيلين عمياء وصماء لكن بعد بلوغها‬ ‫تسعة عشر شهراا أُصيبت بمرض شخصه االطباء أنه التهاب السحايا والحمى‬ ‫القرمزية أفقدها السمع والبصر‪ ،‬في ذلك لوقت كانت تتواصل مع االخرين‬ ‫من خالل مارتا واشنطن ابنة طباخة العائلة التي بدأت معها لغة االشارة وعند‬ ‫بلوغها السابعة أصبح لديها ‪ 60‬إشارة تتواصل بها مع عائلتها‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1886‬ألهمت والدتها بقصة لورا بردجمام التي كانت أيضا عمياء‬ ‫وصماء واستطاعت الحصول على شهادة في اللغة اإلنجليزية ‪.‬فذهبت إلى‬ ‫مدينة بالتمور لمقابلة طبيب مختص بحثا عن نصيحة‪ ،‬فأرسلها إلى ألكسندر‬ ‫غراهام بل الذي كان يعمل آنذاك مع االطفال الصم فنصح والديها بالتوجه‬ ‫إلى معهد بركينس لفاقدي البصر حيث تعلمت لورا بردجهام ‪.‬وهناك تم اختيار‬ ‫المعلمة آن سوليفان التى كانت في العشرين من عمرها لتكون معلمة هيلين‬ ‫وموجهتها ولتبدأ معها عالقة استمرت ‪ 49‬سنة‪.‬‬ ‫حصلت آن على إذن وتفويض من العائلة لنقل هيلين الي بيت صغير في‬ ‫حديقة المنزل بعيدا عن العائلة‪ ،‬لتعلم الفتاة المدللة بطريقة جديدة فبدأت‬ ‫التواصل معها عن طريق كتابة الحروف في كفها وتعليمها االحساس باالشياء‬ ‫عن طريق الكف‪ .‬فكان سكب الماء على يدها يدل عن الماء وهكذا بدأت التعلم‬ ‫ومعرفة االشياء األخرى الموجودة حولها ومن بينها لعبتها الثمينة‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1890‬عرفت هيلين بقصة الفتاة النرويجية راغنهيلد كاتا التي كانت‬ ‫هي أيضا صماء وبكماء لكنها تعلمت الكالم‪ .‬فكانت القصة مصدر الهام لها‬ ‫فطلبت من معلمتها تعليمها الكالم وشرعت آن بذلك مستعينة بمنهج تادوما‬ ‫عن طريق لمس شفاه االخرين وحناجرهم عند الحديث وطباعة الحرف على‬ ‫كفها‪ .‬الحقا تعلمت هيلين طريقة برايل للقراءة فاستطاعت القراءة من خاللها‬ ‫ليس فقط باللغة اإلنجليزية ولكن أيضا باأللمانية والالتينية والفرنسية‬ ‫واليونانية‪.‬‬ ‫بعد مرور عام تعلمت هيلين تسعمائة كلمة‪ ،‬واستطاعت كذلك دراسة ال‬ ‫جغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة كما درست علم النبات‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة األبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح‬ ‫بإمكانها االتصال باآلخرين عن طريقها‪.‬‬ ‫ثم في مرحلة ثانية أخذت سوليفان تلميذتها إلى معلمة قديرة تدعى (سارة‬ ‫فولر) تعمل رئيسة لمعهد (هوارس مان) للصم في بوسطن وبدأت المعلمة‬ ‫الجديدة مهمة تعليمها الكالم‪ ،‬بوضعها يديها على فمها أثناء حديثها لتحس بدقة‬ ‫طريقة تأليف الكلمات باللسان والشفتين‪.‬‬ ‫وانقضت فترة طويلة قبل أن يصبح باستطاعة أحد أن يفهم األصوات التي‬ ‫كانت هيلين تصدرها‪.‬‬ ‫لم يكن الصوت مفهوما ا للجميع في البداية‪ ،‬فبدأت هيلين صراعها من أجل‬ ‫تحسين النطق واللفظ‪ ،‬وأخذت تجهد نفسها بإعادة الكلمات والجمل طوال‬ ‫ساعات مستخدمة أصابعها اللتقاط اهتزازات حنجرة المدرسة وحركة لسانها‬ ‫وشفتيها وتعابير وجهها أثناء الحديث‪.‬‬ ‫وتحسن لفظها وازداد وضوحا ا عاما ا بعد عام في ما يعد من أعظم االنجازات‬ ‫الفردية في تاريخ تريبة وتأهيل المعوقين‪.‬‬ ‫ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميالا مرتبا ا‪.‬‬ ‫ثم التحقت هيلين بمعهد كامبردج للفتيات‪ ،‬وكانت اآلنسة سوليفان ترافقها‬ ‫وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى وأمكنها أن‬ ‫تتخرج من الجامعة عام ‪1904‬م حاصلة على بكالوريوس علوم في سن‬ ‫الرابعة والعشرين‪.‬‬ ‫ذاعت شهرة هيلين كيلر فراحت تنهال عليها الطلبات أللقاء المحاضرات‬ ‫وكتابة المقاالت في الصحف والمجالت‪.‬‬ ‫بعد تخرجها من الجامعة عزمت هيلين على تكريس كل جهودها للعمل من‬ ‫أجل المكفوفين‪ ،‬وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤالء‬ ‫المعاقين قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراا‪ ،‬وأمكنها أن تتعلم‬ ‫السباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ثم دخلت في كلية (رادكليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬كما درست اللغة األلمانية والفرنسية والالتينية واليونانية‪.‬‬ ‫ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراه في العلوم والدكتوراه في‬ ‫الفلسفة ‪ ،‬انها حقا معجزة بشرية‪.‬‬ ‫النشاط السياسي‪:‬‬ ‫في الثالثينات من القرن الماضي قامت هيلين بجوالت متكررة في مختلف‬ ‫أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع األموال‬ ‫الالزمة لمساعدتهم‪ ،‬كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيل لهم‪،‬‬ ‫وراحت الدرجات الفخرية واألوسمة تنهال عليها من مختلف العالم‪.‬‬ ‫كتابتها‪:‬‬ ‫ألفت هيلين كتاب ( أضواء في ظالمي)وكتاب (قصة حياتي في ‪ 23‬فصال‬ ‫و‪132‬صفحة في ‪ ، )1902‬وكانت وفاتها عام ‪1968‬م عن ثمانية وثمانين‬ ‫عاما ا‪.‬‬ ‫واحدة من عباراتها الشهيرة‪" :‬عندما يُغلق باب السعادة ‪ ،‬يُفتح آخر ‪ ،‬ولكن‬ ‫في كثير من االحيان ننظر طويال إلى األبواب المغلقة بحيث ال نرى األبواب‬ ‫التي فُتحت لنا"‬ ‫ألفت هيلين كتابين‪ ،‬وكان وفاتها عام ‪1968‬م عن ثمانية وثمانين عاما ا وأنظر‬ ‫ما فعلت في حياتها من كفاح‪ .‬هذا موجز لحياة هيلين كيلر‪..‬لم يمنعها فقدان‬ ‫البصر و ال الصمم عن تأليف كتابين و تعلم ثالث لغات و الحصول على‬ ‫شهادتي دكتوراه‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫جوف الليل‬ ‫براء الكعبي‬

‫وهاموا على وجوههم ولن يعودا‬ ‫تركوني مغرمة‪ .‬بعينتين سرمديا لم اكن احبة لحد االن‬ ‫جالسة معه لن اتذكر ماذا حصل بتلك الليل سواء انقطاع تلك القبل دون ان‬ ‫ندري‬ ‫ايها الليل واالوراق والريح والرعد والعواصف واالصوات جميعها‬ ‫اتركوني مغرمة به ال تتحدثوا ابدا دعوني غارقة بشفتها فقط هذه الليلة ••••‬ ‫اذهبوا جميعا ودعوني احكي له عن قصص غرام وحكايات مختبئة خلف‬ ‫الجدران وذكرياتنا المليئة باالالم‬ ‫ألغني له اغنية قصيرة (احبك جدا)‬

‫‪47‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫خاطرة صغرية جدا‬ ‫پرشنگ الصالحي‬ ‫بيد أنهم غارقون ‪،‬بزوبعة الحياة اآل تعلم ذلك يا صديقي ؟‬ ‫ال ماذا هناك !‬ ‫هل تعلم ان الجميع منتشيين‪ ،‬كأنهم سقوا ألنفسهم سقية الخمر‪ ،‬واصبحوا‬ ‫بسكائر ‪،‬ويتجولون بأرجاء مدينتهم ‪،‬كمصاص دماء‪ ،‬بعضهم مخشيين على‬ ‫بقاع االرض‪ ،‬وبعضهم يمشي كأنه ثمل ‪،‬وشارب نبيذا عاقر ال يصحو من‬ ‫ثمالته؟‬ ‫اوه ‪،‬ال ما بالهم بحق اآللهة ؟‬ ‫•يا صاحبي جميعهم هالكون ‪،‬ومنغمسون بأراجيحهم الدارجة‪ ،‬كغراب مشؤم‬ ‫‪،‬يحوم ببؤرة ما‪ ،‬ويجعل ضواحيها مدمرة ‪،‬كدمار الحروب المتضررة‪،‬‬ ‫' فهل ال زلت تستجوبني؟ عن ما يدور في تلك المدينة وخباياها الغريبة ‪،‬التي‬ ‫هي آشبه بطقوسات غريبة ‪،‬يتنغمون بتراتيل أياتهم العابرة ‪،‬ومنسجمين بها‬ ‫‪،‬كأنهم يعيشون بروحانيات كتبهم المنزلة ؟‬ ‫ال يا صديقي هل ادركت ‪،‬أنهم وراء كل ما ذكرته‪ ،‬لم يبقى لهم آية أثر ‪،‬بل‬ ‫ويصعد أرواحهم الى أعالي السماء‪ ،‬كخفة البالون صعودهم وهبوطهم‬ ‫‪،‬كخشية صعود المنطاط‪ ،‬طافية على بقاع االرض ‪،‬الغالبة للبشرية‪ ،‬ومخبئة‬ ‫لتكهنات مخفية وتصادمية ‪،‬‬ ‫*بيد أنهم كذلك يا صديقي كما أسفرت وأظهرت بهم الوقائع ‪..‬‬

‫‪48‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫كلمات يف خاطرة‬ ‫زينب نعمة‬ ‫افتقدك من بين وجوه تعز على قلبي‪..‬‬ ‫من بين سمعي وبصري وما يجول بمشاعري‬ ‫يا اجمل ذكرى كل يوم صباح وكتبتها اناملي‪..‬‬ ‫افتقدك كعصفور افقد جناحيه ونادى اال من معين لخافقي‪..‬‬ ‫اصابني السقم برحيلك‪...‬معذبي‬ ‫حين سمعت ببلسم دائي قد نأى‪ ..‬وتركني بعتمة ليلي ولم يضيء نهاري‪...‬‬ ‫هبت نسمات الشوق متراقصة لتوصل لك عتابي وإجالل سالمي‬ ‫فبعدك سيفا يقطع بمهل شرياني‪ ..‬ويضرب بقايا بركاني‬

‫‪49‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫حنن ابناء الرافدين‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫تروي أسطورة بابلية أن اإلله مردوخ‬ ‫بنى بيته على سيقان القصب ‪ ،‬وسط‬ ‫األرض المقدسة المغمورة بالمياه‪ ،‬والتي‬ ‫شهدت أولى الحضارات قبل أكثر من‬ ‫ستة آالف سنة ‪ .‬فرش أرضية البيت‬ ‫بالتراب‪ ،‬وبنى من حوله معابد ومساكن‬ ‫ثم حفر مجريين لنهرين عظيمين‪،‬‬ ‫يشبهان أنهار الفردوس ‪ ،‬هما دجلة‬ ‫والفرات‪ ،‬سرعان ما نبتت على ضفافهما الحشائش‪ ،‬ونمت أشجار القصب‬ ‫والبردي‪ ،‬ونشأت غابات النخيل‪ .‬لم ينس مردوخ أن يقيم سدودا من أشجار‬ ‫القصب والتراب لدرء الفيضانات المحتملة‪ ،‬ولجعل األرض المحيطة صالحة‬ ‫للزرع والضرع‪ ،‬وسجلت الملكة البابلية الحسناء سميراميس على رقيم‪:‬‬ ‫"استطعت أن أكبح جماح النهر القوي‪ ،‬ليجري على وفق رغبتي‪ ،‬لتروي‬ ‫مياهه أرضا بورا غير مسكونة‪ ،‬جعلتها خصبة ومأهولة‪ ،‬وأحكمت السيطرة‬ ‫على مياهه‪ ،‬كي تزيد مساحة األرض الخصبة"‪.‬‬ ‫والننا صنعنا التاريخ وكتبنا حروف لغتنا ووضعنا قوانين العدالة واحترمنا‬ ‫االنسانية وعلمنا العالم مالم يكن يعلم كانت المؤامرة كبيرة لتحطيم بالد‬ ‫الرافدين واالستيالء على مقدراته وارجاعه الى الوراء خطوات‪ ،‬ودفع‬ ‫العراق ثمن ذلك التضحيات الجسيمة للحفاظ على وجوده وموقعه والحفاظ‬

‫‪50‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫على وحدته وخارطتة واستمرت التحديات لحد االن واالنكسارات والخسائر‬ ‫اال ان الشعب ظل صامدا ملتزمآ بالقيم النبيلة محافظا على وطنة ومضحيا‬ ‫بالغالي والنفيس‪ ،‬وانتصرت ارادة الشعب مرة اخرى اال ان التحديات الزالت‬ ‫مستمرة مادامت المؤامرات مستمرة‪.‬‬ ‫الزال االنسان العراقي يحمل بين جنباته احالمه التي تحتضر لعل امآل ينعش‬ ‫تلك الروح الوضاءة المشرقة بحب الحياة ليحبوا بخطوة جديدة نحو االفاق‬ ‫ويرسم خطى جديدة لينير ظلمة الدروب نحو المستقبل القادم بوالدته الجديدة‬ ‫فلنا موعدآ قريبآ نشاطركم فيه االحالم نحو المجد وان طال السبات فلكل‬ ‫حصان كبوة ولكل شعب نهضة وثورة‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫عدد ‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪58‬‬ ‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني ‪tzozo000@gmail.com‬‬ ‫‪ 52‬موقع الويب للمجلة‬ ‫‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.