مجلة زهرة البارون عدد 61

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫‪2018‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫‪1‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫عدد ‪61‬‬

‫جملة زهرة البارون‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫رئيس التحرير‬

‫الموصل‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫العراق‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫العراق‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫سوريا‬

‫د‪ .‬سناء عبد هللا عزيز الطائي‬ ‫العراق‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫العراق‬ ‫المحررون‬ ‫هادية قصبة فرحات ‪/‬الجزائر‬

‫احمد محمد عيسى ‪ /‬مصر‬

‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬

‫شريف العرفاوي ‪/‬تونس‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫عبد الرسول الكعبي ‪ /‬عراق‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬

‫ليلى جواد ‪ /‬العراق‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.................................................................................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫املكتبة العامة املركزية في املوصل‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7..............................................‬‬ ‫رؤيتي وتحليلي السيمي بطريقة السيمولوجيا ‪ /‬ازهار ناصر ‪13.....................................‬‬ ‫سوسولوجيا الخطاب السياس ي الحكومي‪ /‬د‪ .‬عبد السالم الجبوري ‪19.....................‬‬ ‫يوم تفر الرسل‪ /‬عبد الرزاق احمد الشاعر ‪21..............................................................‬‬ ‫الكاتب علي الحديثي ‪ /‬سامية البحيري ‪24.....................................................................‬‬ ‫أدب الساخر‬ ‫كلللش ‪ /‬د‪ .‬احمد جار هللا ‪38.........................................................................................‬‬ ‫ما بعد نهايات الحروب ‪ /‬حسام الطحان ‪39................................................................‬‬ ‫شعر‬ ‫نغمة شتات ‪ /‬نرجس عمران ‪40....................................................................................‬‬ ‫يليق بك الغرور ‪ /‬العيدي زروالي ‪42..............................................................................‬‬ ‫أتوق ‪ /‬فاطمة سعد هللا ‪43...........................................................................................‬‬ ‫ساقية ‪ /‬ايمان الخولي ‪45..............................................................................................‬‬ ‫صفحات العمر ‪ /‬نجاة رفيس ‪47...................................................................................‬‬ ‫غدا سنلقاك‪ /‬رمزي عقراوي ‪48...................................................................................‬‬ ‫حديث الفراشة ‪ /‬شذى االقحوان املعلم ‪50..............................................................‬‬ ‫تابعوا القراءة ‪ /‬حسين املحمد ‪51...............................................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫رهيبة لعشق الخاطف ‪ /‬نجوى النوي بن احمد ‪54......................................................‬‬ ‫عالم املرأة‬ ‫كلمات أنثى ‪ /‬زهرة محمد ‪55...........................................................................................‬‬ ‫ضيف العدد الفنان ( ريسام امللي ) ‪ /‬ليلى جواد ‪58....................................................‬‬ ‫أقالم شابة‬ ‫عاشق وفيا ‪ /‬محمد زين االسيوطي ‪62...........................................................................‬‬ ‫كلمات ‪ /‬أمير جابر ‪64.......................................................................................................‬‬ ‫أصوات مجانين ‪ /‬براء الكعبي ‪65....................................................................................‬‬ ‫مسيرة االلف ميل تبدأ بالفين دينار ‪ /‬غزالة الزيدي ‪66................................................‬‬ ‫مسك الختام‬ ‫نحر ميثاق الشرف ‪ /‬قاسم الغراوي ‪67..........................................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وجيه عباس‬ ‫حتت عنوان‬ ‫اعالم مدفوع الثمن‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫اعالمي وكاتب كما يقول هو عن‬ ‫نفسه والحق يقال انني كنت أقول ان‬ ‫احمد البشير صاحب برنامج‬ ‫( البشير شو ) كان يتجنى على هذا‬ ‫الرجل ولكن بعد سمعه يتحدث عن‬ ‫زيارة ولي عهد السعودية الى‬ ‫العراق والزاوية التي كان يرى‬ ‫الموضوع ادركت مدى التفاهة في‬ ‫ثقافة هذا الرجل والحقيقة انني‬ ‫صدمت من ما سمعت من هذا‬ ‫الرجل والطريقة الهجومية التي‬ ‫تبنها والحديث عن دفع ديه لمليونين‬ ‫عراقي وان بعد هذا قد نفكر بإعادة‬ ‫العالقات العراقية وهنا اود ان أقول‬ ‫ان الرجل يتحدث عن عشيرة‬ ‫وليست دولة وهو على حق لم يكون‬ ‫هذا منطق اعالمي مرموق فماذا‬

‫‪5‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫عن شان رعاع القوم بالموضوع‬ ‫وقد تحدث عن الكثير كيف‬ ‫السعودية السبب بما يحصل في‬ ‫العراق وأضاف لها اليمن وسوريا‬ ‫وبهذا يعلن ان االمر ليس نابع من‬ ‫راي حيادي صاحب نظرية فيما‬ ‫يحدث اما عن ما حصل في العراق‬ ‫ال يتحمل مسؤوليته احد سوى‬ ‫العراقيين الذين مسكوا زمام‬ ‫السلطة اما ان نصنع شماعه للفشل‬ ‫هذه سياسة قديمة مكشوفة الى حد‬ ‫بعيد وان عالقات الدولية ال تبنى‬ ‫على اراء عشائرية متخلفة‬ ‫والحديث عن الفصل العشائري‬ ‫وغيرها من عادات وتقاليد البالية‬ ‫وهنا يجب فهم مبدأ العالقات‬ ‫الدولية القائمة على المصالح‬ ‫المتبادلة بين الدول ال على اراء‬ ‫عاطفية التي ال تغني عن جوع او‬ ‫عطش وقد مر على العراق سنين‬ ‫عجاف قاسى البشر فيها السم العلقم‬ ‫والناس خارجه من ظلم داعش ما‬ ‫بين من كان قابع تحت عصابات‬ ‫الكفر وان المرحلة القادمة تحتاج‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫لحنكه سياسية من طراز خاص‬ ‫وهو إقامة عالقات دولية قوية تتيح‬ ‫للعراق النهوض من قاع األرض‬ ‫وقد حان الوقت للعمل السياسي‬ ‫المحترف البعيد عن كل الحسابات‬ ‫اإلقليمية والخروج من التبعية التي‬ ‫كانت سبب في هالك العراق وان‬ ‫تلك اآلراء التي يتبنهاه السيد وجيه‬ ‫عباس مكشوفة المعالم مدفوعة‬ ‫االجر والكف عن تلك الممارسات‬ ‫التي تزيد من األعباء على المواطن‬ ‫العراقي ويكفي ان السياسيين ما بين‬ ‫احمق ولص وتزيد عليها اعالم‬ ‫مأجور اعتقد هذا فوق طاقة التحمل‬ ‫وسوف اني حديثي بكلمات لي‬ ‫( لتسقط المبادئ على حساب‬ ‫الجماعة )‬ ‫وهللا من وراء القصد‬

‫‪6‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫املكتبة العامة املركزية‬ ‫يف املوصل‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫وانا اتحدث عن امينها امين المكتبة العامة‬ ‫المركزية االستاذ الحاج احمد النيلة ( رحمه‬ ‫هللا ) والتي توالها لمدة طويلة ( ‪-1930‬‬ ‫‪ ، ) 1963‬تذكرت انني لم اتحدث عن‬ ‫المكتبة نفسها مع انها معلم بارز من‬ ‫معالم مدينتنا الحبيبة ‪ :‬الموصل نعم المكتبة‬ ‫العامة المركزية ‪ ،‬كانت ولم تزل والحمد هلل‬ ‫صرحا ثقافيا يحق للموصليين ان يفخروا به‬ ‫ويتباهون ‪.‬انها من اقدم مكتبات العراق العامة ‪. ....‬لها تاريخ وتاريخ ثر يمتد‬ ‫الى ‪ 100‬سنة هذه المكتبة التي ابتدأت سنة ‪ 1919‬بإسم المكتبة العمومية ثم‬ ‫صار اسمها مكتبة االمير غازي ثم اصبح اسمها بعد ذلك المكتبة العامة‬ ‫المركزية ‪.‬‬ ‫ومن حسن الحظ ان لدينا مصدر مهم عنها هو (دليل المكتبة العامة المركزية‬ ‫العامة ) الفه امينها االسبق الحاج االستاذ عبد الجبار محمد جرجيس وصدر‬ ‫بشكل مخطوط وبخط جميل لمناسبة اقامة معرض المطبوعات النادرة للمكتبة‬ ‫في مهرجان الربيع الثاني عشر للفترة من ‪ 18-15‬نيسان سنة ‪ 1980‬ب‬ ‫(‪ ) 64‬صفحة ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫اقول يحق لنا ان نفخر بهذه المكتبة ونحن نقرأ كثيرا من انطباعات المراجعين‬ ‫الذين كانوا يرتادونها او يزورونها ومنهم مثال خبير المكتبات الشهير‬ ‫البروفيسور خريستوف خريستو والذي زارها في الثامن من شهر تشرين‬ ‫االول سنة ‪ 1976‬وقال عتنها بالحرف ان (المكتبة المركزية في الموصل قد‬ ‫اعجبتني كثيرا لكونها مركزا ثقافيا واسعا للمدينة ‪.‬ولقد شاهدت هنا كثيرا من‬ ‫الطلبة الذين يطالعون في قاعاتهم المخصصة وبهذا قد حصلت على انطباع‬ ‫رائعة بالنسبة للتنظيم والعمل في هذه المكتبة وقبل هذا اندهشت بقسم الكتب‬ ‫االجنبية وكذلك تكون عندي اهتمام كبي لما لها من عالقات جيدة مع المكتبات‬ ‫االخرى ضمن المحافظة وانا بدوري اثمن جهود المكتبة وجهود العاملين‬ ‫فيها واتمنى لهم النجاح في عملهم وفي نشر العلم في المدينة ) ‪.‬‬

‫وطالما كان االمر كذلك كان البد ان نقف عند البواكير االولى النشاءها في‬ ‫سنة ‪ 1919‬عندما ظهر اعالن في جريدة (الموصل ) يدعو فيه ناظر‬ ‫المعارف في الموصل الكابتن جيرول فارل وهي كانت تحت االحتالل‬ ‫البريطاني مثقفي الموصل لكي يتبرعوا لمكتبة يريد تأسيها انذاك وفي سنة‬ ‫‪ 1920‬بدأت الفكرة تتبلور واندفع اهل الموصل وخاصة من المثقفين‬ ‫يتبرعون بالكتب ويتقدمون بإهدائها للمكتبة التي خصصت لها غرفة في بناية‬

‫‪8‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫بلدية الموصل على يمين الداخل الى البلدية القديمة وبعدها انتقلت الى بناية‬ ‫مدرسة ثانوية الموصل الوحيدة وكانت تداوم في نفس بناية االعدادية الشرقية‬ ‫اليوم والتي يرجع تاريخ بناءها الى سنة ‪. 1908‬‬ ‫اليوم لدينا اختام للمكتبة تحمل عنوان (المكتبة العمومية ) وتاريخ التأسيس‬ ‫الرسمي سنة ‪ 1921‬وهي السنة التي تأسست فيها الدولة العراقية الحديثة‬ ‫وتوج فيصل ملكا على العراق في اب سنة ‪ 1921‬وهكذا كان ميالد المكتبة‬ ‫العامة مترافقا مع ميالد الدولة العراقية الحديثة ‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1927‬قامت بلدية الموصل بإنشاء بناية مستقلة للمكتبة في مكان‬ ‫دائرة هندسة البلدية القديمة اي بناية نادي ضباط الصف فيما بعد قرب جسر‬ ‫نينوى ومن الطريف ان المرحوم الحاج حسين جلبي حديد وكان رئيس البلدية‬ ‫تبرع برواتبه للفترة من ‪ 1929 -1927‬لبناء المكتبة وقد اطلق عليها اسم‬ ‫(مكتبة االمير غازي ) وكانت متكونة من قاعة للمطالعة وغرفة للصحف‬ ‫والمجالت واخرى الدارة المكتبة وخزن الكتب وافتتحت رسميا في احتفال‬ ‫مهيب في االول من شباط سنة ‪ 1930‬وعين لها الحاج احمد النيلة اول مدير‬ ‫لها بأسم (مأمور المكتبة ) ‪.‬‬ ‫كانت المكتبة تضم عند تأسيسها كتبا متنوعة وبالغة العربية والتركية‬ ‫واالنكليزية وكان تنظيمها بدائيا يعتمد حجم الكتاب ومع هذا فقد بذلت الجهود‬ ‫الكبيرة من اجل تطوير العمل بالمكتبة ولم يظهر التصنيف الدولي اقصد‬ ‫تصنيف ديوي على كتبها ومراجعها اال في الستينات من القرن الماضي ‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 1948‬قررت وزارة المعارف اي التربية فيما بعد رفع درجة المكتبة‬ ‫العامة في الموصل الى الدرجة االولى وكان عدد كتبها في ذلك العام‬ ‫( ‪ ) 15740‬كتابا ولضيق بناية المكتبة وعدم استيعابها المطالعين قام خير‬ ‫الدين العمري رئيس البلدية انذاك بإدخال مشروع انشاء مكتبة جديدة في‬ ‫منهاج البلدية وناقش المجلس البلدية المشروع في جلسة انعقدت في تموز‬ ‫سنة ‪ 1951‬ورصدت المبالغ الالزمة واحيل المشروع على المتعهد سالم‬ ‫جليميران بكلفة (‪ ) 12‬الف دينار وافتتحت البناية الجديدة عصر يوم االثنين‬ ‫العاشر من تشرين الثاني سنة ‪. 1952‬‬ ‫القى الحاج احمد النيلة امين المكتبة االستاذ احمد النيلة كلمة في افتتاح البناية‬ ‫الجديدة التي تقع قرب حديقة الشهداء ‪.‬كما القى االستاذ احمد الفخري مفتش‬

‫‪9‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫المعارف انذاك قصيدة جميلة ثم اعقبه االستاذ خير الدين عبد اللطيف مفتش‬ ‫المعارف كلمة اهمية المكتبات والقى طفل من روضة االطفال الرسمية‬ ‫قصيدة نالت استحسان الحاضرين واختتم االستاذ عبد الستار سليمان مدير‬ ‫ادارة البلدية االحتفال بكلمة نيابة عن رئيس البلدية ثم طاف المدعون في‬ ‫المكتبة ليشاهدوا محتوياتها وكتبها ‪.‬‬

‫كان دوام المكتبة عند افتتاحها يبدا من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة‬ ‫‪ 12‬ظهرا وهذا هو الدوام الصباحي اما الدوام المسائي فيكون من الخامسة‬ ‫حتى الساعة الثامنة مساء وحدد يوم الثالثاء ليكون عطلة المكتبة ‪.‬‬ ‫ومن الطريف والجميل انه ومنذ سنة ‪ 1952‬كان ثمة ركن لالطفال وجناح‬ ‫لالساتذة الباحثين وعلى هذا فالمكتبة العامة سبقت كل مكتبات العراق في‬ ‫احتضان االطفال وكذلك في تخصيص ما سمي في بغداد بعد ذلك بمعتكفات‬ ‫الباحثين وهو ما كنا نراه في المكتبة المركزية في جامعة بغداد في السبعينات‬ ‫من القرن الماضي ‪.‬‬ ‫بعد ثورة ‪ 14‬تموز سنة ‪ 1958‬تغير اسم المكتبة من مكتبة غازي الى المكتبة‬ ‫العامة المركزية وبعد ان توسعت المكتبة ولم تعد البناية تستوعب االعداد‬ ‫الكثيرة من الكتب والمجالت بني بناية جديدة للمكتبة في الجانب االيسر من‬ ‫الموصل وهي بنايتها الحالية القريبة من جامع النبي يونس وتم افتتاح البناية‬ ‫الجديدة في السابع من نيسان سنة ‪. 1977‬‬

‫‪10‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫اريد ان اذكر بعض االمور المهمة عن المكتبة العامة لمحافظة نينوى ومنها‬ ‫اوال ان المكتبة تضم خزانات خاصة الساتذة ومثقفين موصليين وغير‬ ‫موصليين تبرعوا بكتبهم وحسب علمي ان عدد الخزانات الخاصة يصل الى‬ ‫‪ 60‬خزانة تحمل اسماء اصحابها منها خزانة احمد الجليلي وخزانة الدكتور‬ ‫كريكور استرجيان وخزانة عبد الباسط يونس وخزانة ميس صالح االمين‬ ‫وخزانة يوسف ذنون وخزانة سالم نامق وخزانة محمد سعيد الجليلي وخزانة‬ ‫كوركيس عواد وخزانة سعيد قزاز وخزانة محمد رؤوف النقيب وخزانة‬ ‫يونس جودت الرمضاني وخزانة اسماعيل االمين وخزاة اسماعيل حقي فرج‬ ‫وخزانة محمود مفتي الشافعية وخزانة ابراهيم الواعظ وخزانة عبد الرزاق‬ ‫الشماع وخزانة غانم يونس سيال وخزانة لقمان اسماعيل الالوند وخزانة‬ ‫محمد نجيب الجادر وخزنة محمد النجفي وخزانة غانم سعيد العبيدي وخزانة‬ ‫عبد هللا احمد الحسو وخزانة توما حنا الدباس وخزانة محمد صديق الجليلي‬ ‫وخزانة احمد النيلة وخزانة علي العمري وخزانة الشيخ علي الشمالي وخزانة‬ ‫عبد الغفار الصائغ وخزانةعبد الفتاح جليميران وخزانة محمد طاهر‬ ‫النقشبندي ‪ .‬وخزانة بشرى احمد البابلي وخزانة عبد المحسن العاني وخزانة‬ ‫احمد حديد وخزانة وهبية زكريا ‪.‬‬ ‫وفي المكتبة اقسام منها القسم العام والخزانات الخصوصية وقسم المراجع‬ ‫االجنبية وقسم الدوريات وقاعة االطفالوقسم الوسائل السمعية والبصرية وقسم‬ ‫المطبوعات النادرة وقسم التجليد وقسم االستعالمات وقسم الوثائق واالرشيف‬ ‫واالقسام الفنية واالدارية وقاعات المكتبة وغرف البحوث المتخصصة وفي‬ ‫المكتبة اعارة داخلية واعارة خارجية تعتمد اسلوب اعارة الكتب خارج‬ ‫المكتبة لقاء مبلغ من المال كتأمينات نقدية لحين اعادة الكتاب وتحدد االعارة‬ ‫بكتاب واحد ولمدة اسبوع ‪.‬‬ ‫وكان جميل أفندي حسين الجميل هو أول مدير للمكتبة ومؤسسها (‪–1925‬‬ ‫‪ )1930‬وأعقبه أحمد محمد عبد هللا النيلة (‪ )1963–1930‬وعبد الجبار‬ ‫يونس طه الكسرة (‪ )1964–1963‬وعبد الغني شريف أحمد (‪)1964‬‬ ‫ومحمد صالح إبراهيم الحبيطي (‪ )1968–1965‬وعبد الحليم الالوند‬ ‫(‪ )1977–1968‬وعبد الجبار محمد جرجيس (‪ )1992–1977‬وموفق‬ ‫نجيب أحمد (‪ )1995–1993‬وعصام عبد الرزاق ميراني (‪ )1995‬وعبد‬

‫‪11‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫المحسن أمين سليمان (‪ )1996–1995‬وعصام محمود مصطفى (‪–2001‬‬ ‫‪ )2006‬وعبد محمد مطرود (‪ )2009–2006‬وقصي حسين آل فرج‬ ‫(‪ )2013–2009‬ومحمد يحيى الطالب (‪) … –2013‬‬ ‫المكتبة العامة تولى ادارتها عدد كبير من االساتذة منهم الكابتن جيرول فارل‬ ‫ناظر المعارف ثم جميل حسين الجميل ‪ 1930- 1925‬وبعده الحاج االستاذ‬ ‫احمد النيلة ‪ 1963-1930‬وعبد الجبار يونس طه الكسرة ‪1964-1963‬‬ ‫وعبد الغني شريف ‪ 1964‬ومحمد صالح ابراهيم الحبيطي ‪1968-1965‬‬ ‫وعبد الحليم الالوند ‪ 1977-1968‬وعبد الجبار محمد جرجيس ‪-1977‬‬ ‫‪ 1992‬وموفق نجيب احمد ‪ 1995-1993‬وعصام عبد الرزاق ميراني‬ ‫‪ 1995‬وعبد الحسن امين سليمان ‪ 1996-1995‬وعصام محمود ‪-2001‬‬ ‫‪ 2006‬وعبد محمد مطرود ‪ 2009-2006‬وقصي حسين ال فرج ‪-2009‬‬ ‫‪ 2013‬ومحمد يحيى الطالب وغانم الطعان ‪.‬‬ ‫وعمل فيها مكتبيون بارزون منهم االساتذة عثمان عبد الرحمن و عبد الوهاب‬ ‫محمد امين الطائي و منيب السعدون وعصام محمد محمود و عثمان عبد‬ ‫الرحمن و عبد الرزاق عبد القادر كداوي و ابراهيم اسماعيل لطيف الكداوي‬ ‫‪ .‬وكانت المكتبة تتيح لمنتسبيها الدخول في دورات مكتبية متخصصة داخل‬ ‫العراق وخارجه ‪.‬‬ ‫وكان للمكتبة مكتبت عامة فرية في االقضية والنواحي كما كان للمكتبة سيارة‬ ‫على شكل مكتبة تقدم خدماتها المكتبية اخذت على عاتقها تقديم الخدمة المكتبة‬ ‫وعرض االفالم السينمائية الوثائقية والتسجيلية والثقافية في القرى واالرياف‬ ‫وبعض النواحي واالقضية قبل ان يكون هناك في إلفراغ المكتبة العامة‬ ‫مما بقي فيها من كتب وتحويلها الى بناية لمحكمة لكن شباب الموصل ومثقفيها‬ ‫وقفوا ضد هذا وقدموا مذكرة الى رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي‬ ‫فإستجاب لطلهم وامر باالبقاء على المكتبة والعمل على اعادة افتتاحها ونأمل‬ ‫في ان تفتتح في اقرب فرصة ممكنة لتعود المكتبة الى اهلها ويعود اهلها اليها‬ ‫يقينا ان مكتبتنا المكتبة العامة مكتبة الموصليين جميعا ستظل دائمة ومفتوحة‬ ‫لكل الباحثين والحمد لقد سلمت كتبها واعيد افتتاحها تحية للعاملين فيها‬ ‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫رؤيتي وحتليلي السيمي بطريقة‬ ‫السيمولوجيا‬

‫ازدهار ناصر‬ ‫(أيا قيس باهلل عليك أجبني أبعد هذا العز نعود لعصر الجاهلية) ؟‬ ‫هنا كانت النهاية التي هي بداية للقصد من القصيد بسؤال أحادي إجاباته مألت‬ ‫صيحاته ساحات هذا املحتوى ‪ ..‬بحروف متأملة متسائلة حائرة وتعابير شامخه تحمل‬ ‫إنفة وإباء الشاعرة ‪ ..‬كيف ال ؟ والنقد الفنى التحليلي للنص يعتبر كاملرآة العاكسة‬ ‫للحالة العامة ملا يجول داخل النفس الكاتبه ومحيطها ‪ ..‬لتعكسه فيما يحتوي النص‬ ‫اإلبداعي الذي يكشف الصور البيانية الرائعه املمتعة بين املبدعة واملتلقى ‪..‬‬ ‫ومن خالل قراءتي بطريقتي لهذا النص للشاعرة ازدهار نمر رسالن ومعرفتي بها على‬ ‫ارض الواقع أثناء إلقاء هذه القصيدة تخولني بأمانة الحق ان اقول ‪ :‬أننا أمام شاعرة‬ ‫امتلكت أدواتها الشاعرية التراثية في اختيار اللفظة كحرف ومعنى ومبنى بإنشاء‬ ‫تراكيبية قوية من حيث الدالالت للصورة وعمق الخيال ونضوج الفكرة وتوجيه‬ ‫اإلشارات ببوح ليس مخفيا مأل باحات هذا املحتوى بموضعية مضامين الحداثة‬ ‫ويتضح ذلك من خالل توظيف اللغه واملفردات الرمزية املجازية باستدعاء التاريخ‬ ‫بشموخ وعزة بمسبار سبر املساحة الجغرافيه من مشرقها ملغربها ‪ ..‬شمالها وجنوبها‬ ‫بشكل واضح وإسلوب عبقري بدءا من العنوان (عصر الجاهليه ) دون ال التعريف‬ ‫ومن ثم التمهيد الذي منح املفردات والتراكيب وهجا من إحساس الشاعره لنالحظ‬ ‫ان اللغة في النص لغة شاعرة شاعره جاذبة للمتلقى نلحظه من قوة العنوان ممهورا‬ ‫بالعبقرية الخالقة (عصر الجاهليه ) انتهاء بسؤال أحادي (أبعد هذا العز نعود لعصر‬ ‫الجاهليه؟ ) السؤال املوجه الى كل محب حيث استعارت اسم قيس ومن املعروف ان‬

‫‪13‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫قيس كان محبا هذا دليل انها ّ‬ ‫توجه رسالة الى كل محب يغار على محبوبته واملعروف‬ ‫دوما بين الشعراء ان املحبوبه او املرأه برمزيتها للوطن والعكس صحيح ‪ ..‬للوطن باملرأة‬ ‫كالهما وجهان لعمله واحده الوطن امرأه ‪ ..‬واملرأة وطن‬ ‫مما جعل املتلقي يسافر بين الحروف ويتنقل بين السطور خطوة بخطوة بمحازاة‬ ‫الشاعرة ويغوص بين الحروف وبين اإلشارات والدالالت املثقله بكم من البوح‬ ‫الصادق في املعنى واملبنى بداللة الدالالت املتأرجحه من عمق الشعور وعمق التاريخ‬ ‫الى سطح الواقع األليم ش يء ما يشبه السير على حبل بهلوان متأرجح مابين الثرى‬ ‫والثريا كما النفس املتأرجحه مابين الخير والشر تارة نحو اليمين وتارة نحو الشمال‬ ‫حالها كحال جميع البشر متشبثة بنقطة التوازن وهو الصدق مع الذات املتأمله‬ ‫واملتأمله لواقع افضل فالصدق هنا هو املعيار للتوازن ‪ ..‬وبما ان الكاتب حين يكتب‬ ‫تذوب ذاتيته بأعماله كذوبان السكر في املاء اقول ان بوح الشاعرة صادق متوازن‬ ‫ومتصالح مع الذات وكما نعرف كلما زاد األلم ارتقى بصاحبه درجة نحو الوعي األسمى‬ ‫والحقيقه هنا طغت وطفت ذاتية الشاعرة الشاعره املتأمله كما يطفو الزيت فوق املاء‬ ‫في احساسها الصادق الذي يصل للمتلقي بكل شفافية اجادت الشاعره في نقل‬ ‫شعورها واحساسها بكل امانة وصدق وبوح اليستطيع املوارب بوحه فاملوارب‬ ‫اليستطيع دخول اغوار النفس حيث تشابكت املفردات لتخرج لنا عنفوانا مك ّنى داخل‬ ‫الالشعور الواعي فجمعت الشاعرة جملة من املفردات التى توحي بالحركة والتجدد‬ ‫واالستمرار املتمثلة فى األفعال املضارعة التى ازدحمت بها القصيدة أهمها‬ ‫‪/‬أمللم ‪ ،‬وأغذ ‪ ،‬اقطف ‪ ،‬أكفكف يبكي ‪ ،‬يراودني‪ ،‬نبحر‪ ،‬اردد ‪ ،‬أصيخ ‪ ،‬تعانق ‪ ،‬تحيي‬ ‫‪..‬الخ‪/‬حيث تمنح هذه األفعال حيوية وتجددا واستمرارا لتوالي األحداث داخل النص‬ ‫ودائما الشعراء املبدعون يحاكون الطبيعة متنفسا لهم ونافذة للبوح هروبا من الواقع‬ ‫وأهم مفردات الطبيعة املحببه التي لها مدلوالتها وجاء ذكر أغلبها في القرآن‪ /‬تينا‪،‬‬ ‫وزيتونا ‪ ،‬خضراء ‪ ،‬رمانا ‪ ،‬زيتونا‪ ،‬ليال ‪ ،‬رمال‪،‬صحراء ‪ ،‬ياابنة الكرم ‪ ،‬تربة ‪ ،‬الصبح‬ ‫‪ ،‬رمال تخوم ‪ ،‬نجوم‪،‬الصبح ‪ ،‬سهول خضراء ‪ ،‬الجبل ‪ ،‬الفرات ‪ ،‬ماء ‪ ،‬ماء زمزم تربة‬ ‫نارا ‪ ..‬باإلضافة ملفردتين زَّينتا املفردات السابقه حسان خلقن ‪ ..‬الطله البهيه‪ /‬ليكتمل‬

‫‪14‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫املشهد الجميل الذي يبعث الراحة والطمأنينه في النفس فهذه املفردات ساهمت فى‬ ‫إبراز الحاله الوجدانية اما بالنظر الى الشاعرة ولغة الجسد والصوره الحركيه نجد‬ ‫فيها قوة وطموح وهمة بالروح ( اناحورية ‪ ..‬امللم محاري ‪ ..‬اغذ السير ‪ ..‬اقطف تينا‬ ‫وزيتونا ورمانا وعنابا ‪ ..‬الزمان اآلتي ولدت من رحم التضحيات ‪ ..‬حملت جراحاتي ‪..‬‬ ‫اكفكف دمع نشد الركب نبحر في رمال اليعربيه ‪ ..‬يناغيني همس اصيخ السمع ‪..‬‬ ‫غطته بحنو ‪ ..‬اطل ياوطني شربت ماء كماء زمزم يبعث بعد املوت حيا ‪ ..‬لن انس ى نارا‬ ‫‪ ..‬فورة غبية )اندفقت الصور البيانية الكامنه في قاع النفس من ايحاء سكون‬ ‫واطمئنان الى حركه تحولت الى ثورة داخلية تدفع الحواس الخارجية بال ضابط‬ ‫للحظة انفجار و انفطار وتشظي كقنبله خروجا عن الحالة املألوفه تلمسناها بشكل‬ ‫جلي اصابت شظاياها كل متلقي غيور محب لوطنه القنبله كانت (أشعلتها في الفؤاد‬ ‫فورة غبيه) ومن املهم نرى الشاعرة بالصورة الكلية قد قاوت ثم قامت في نسج‬ ‫تجربتها الشعرية بشكل متكامل كنسيج مطرز من عناصر ومفردات الهيكل النص ي‬ ‫التي تمثل اللحمه وسداتها الخيوط املتينه القويه ممثلة بالخطوط األساسيه داخل‬ ‫الصورة الشعرية من األلفاظ التى تحمل الصوت و اللون والحركة حيث تمثل الصوت‬ ‫بااللفاظ التاليه( اردد اقول جهرا انا ماجنيت على احدا وهذا ماجناه ابي علي ) وكأنها‬ ‫تشير الى لب املوضوع ان هذه األجيال ليس لها ذنب فيما يحصل اآلن اشارة الى الجهل‬ ‫فيما اعتصر من عصر الجاهليه (يناغيني همس اصيخ السمع يأتي صوته عذبا‬ ‫شجيا ) تعالي ياابنة الكرم نزور ‪ ...‬الخ هنا اشارة للعزة والشرف والكرامة جغرافيا‬ ‫وتاريخيا عن طريق االوابد الشامخة كتدمر والتخلو القصيده من اشارات غطت‬ ‫مساحة وجغرافية سوريا موطن الشاعره ‪ ..‬واما من ناحية اللون تمثلة ايحاء وجهرا‬ ‫بسواد الليل في لون التربه سهول حوران خضراء زرقة املاء وصفاءه ومذاقه العذب‬ ‫نسبة ملاء زمزم وما يحمل من قصه تاريخيه الجميع يعرفها و لون النار ودالالته‬ ‫الحارقه اشارة الى فورة الجهل املدمره التي تحرق األخضر واليابس واخيرا الشاعرة‬ ‫والصورة الشعرية إن الصور البيانية على كثرتها تقوم بتوضيح املضمون اشارة على‬ ‫قدرة الشاعرة امللفتة للنظر فى نسج صورة ابداعيه جديده من وحيها وخلقها (ألف‬

‫‪15‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫دهر يفصل بيني وبينك ياقيس فانا لست لبنى والبثن وال ليلى العامريه ‪ ..‬اناحورية‬ ‫امللم محاري ‪ )..‬وهي اشارة الى ان الشعب السوري مثلته بشخصها الكريم ذكورا واناثا‬ ‫نسبتهم الى حورية البحر بالتحديد التي كثرت القصص حولها منذ القديم في حكاياتنا‬ ‫الشعبيه وكيف تكون سندا لإلنسان الفقير املؤمن باهلل وعطاياه فتعطيه من كنوزها‬ ‫‪ ..‬وهناك كثير من الصور البيانية املتراوحه بين التشبيه واالستعارة بنوعيها الكناية‬ ‫واملجازيه والحقيقه لو اردت ان اشير على كل مايحتوي هذا النص لكان معلقة من‬ ‫املعلقات التي كانت تعلق على جدار الكعبة بل سفرا من األسفار الذي يدعو الى املحبة‬ ‫واإللفة بين السوريين من اقص ى شرقها الى غربها ومن شمالها ألقص ى جنوبها‬ ‫فمن يقرأ القصيدة يعرف من نهاية القصيد اوال ‪ ..‬انتهاء في بدايته املعنون بدون ال‬ ‫التعريف (عصر الجاهلية ) يعرف القصد من القصيد مرورا في كل مايحتوي النص‬ ‫من تراكمات عميقة وارهاصات ليست خفيه و بكل حرف ينادي ويقول يابني يعرب‬ ‫كفاكم خصاما التعودوا بنا الى عصر الجاهلية ‪..‬اجادت الشاعره بكل حرف وكل تعبير‬ ‫وبكل اشارة وايماءة وان اللبيب من االشارة ‪ ..‬لتتضح الصوره النهائيه في مالبسات ‪..‬‬ ‫كما كانت جمعا قصائديا متكئا متعكزا على عكاز الزمن والتأريخ الى الوضع التناحري‬ ‫الحالي بحرب مأفونة اكلت االخضر واليابس ‪.‬‬ ‫كانت القصيده تترنح من األلم كما كان عمق انفاس الشاعرة املحبه ترفض قوال‬ ‫واحدا الرجوع الى ‪ ..‬لن اقول عصر الجاهليه انما ساقول بأل التعريف العصر الحجري‬ ‫بورك يراعك األديبه والشاعرة الشاعره ازدهار نمر رسالن ‪.‬‬ ‫‪ .‬الحقيقه اجدت انها من أجمل ما قرأت ‪ ..‬سلمت يداك ومد مدادك وودادك منثورا‬ ‫في االفاق ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫قصيدة‬ ‫عصر اجلاهلية‬ ‫الشاعرة ازدهار نمر رسالن‬ ‫الف دهر يفصل‬

‫يبكي وردا‪ ..‬ويقول‬

‫بيني وبينك ياقيس‬

‫وهللا ماكانت ورد ّ‬ ‫بغيا‬

‫فأنا لست لبنى والبثن‬

‫وفي حلمي يأتيني‬

‫وال ليلى العامرية‬

‫أبو الفداء‬

‫انا حورية البحر‬

‫على فرس جموح‬

‫من عمريت َ أمللم محاري‬

‫أصيلة األنساب طلتها بهية‬ ‫يراودني أن َّ‬ ‫نشد‬

‫واغذ السير إلى الالذقية‬ ‫من إدلب الخضراء‬

‫َْ‬ ‫الرك َب ليال‪..‬ونبحر‬

‫اقطف تينا‪..‬وزيتونا‬

‫في رمال اليعربية‬

‫ورمانا‪..‬وعنابا ّ‬ ‫شهيا‬

‫يقول أبو العالء مهال‬

‫انا ابنة الزمان اآلتي‬

‫عشقت في القريتين ريما‬

‫ولدت من رحم التضحيات‬

‫وملا لم ْ‬ ‫أنل منها مرادي‬

‫من حلب َ حملت جراحاتي‬

‫رحت أردد وأقول جهرا‬

‫َ‬ ‫حمص العدية‬ ‫وقبلتي‬

‫أنا ماجنيت على أحد‬

‫أكفكف دمع( ديك الجن)‬

‫وهذا ما جناه أبي َّ‬ ‫علي‬

‫‪17‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫في درة الصحراء‬

‫في السويداء‬

‫يناغيني همس‬

‫تحيي سلطان باشا‬

‫أصيخ السمع‬

‫راعي الع ّبية‬

‫يأتي صوته عذبا ّ‬ ‫شجيا‬

‫قالوا نسيت الفرات‬

‫يقول ‪..‬تعالي‬

‫يابنت املعالي‬

‫ياابنة الكريم نزور‬ ‫َ‬ ‫تربة املاغوط في السلمية‬

‫فقلت وهللا منه شربت‬ ‫ماء كماء زمزم‪..‬‬

‫وفي َ‬ ‫تدمر‬

‫من شرب منه قليال‬

‫إن كشف الصبح عورتها‬

‫يبعث بعد املوت ّ‬ ‫حيا‬

‫غطته بحنو رمال القادسية‬

‫ولن أنس ى هناك على الحدود‬

‫تخوم الدير تبدو‬

‫جوالننا الصامد‬

‫من بعيد تعانق‬

‫وتربته الذكية‬

‫نجوم الصبح‬

‫سهول جبل الشيخ‬

‫في الرقة األبية‬

‫َ‬ ‫تطفئ نارا‬ ‫لن‬

‫وفي الحسكة سبحان ربي‬ ‫ِحسان خ ِل ْق َن والطلة بهية‬

‫أشعلتها في الفؤاد‬ ‫فورة غبية‬

‫من قاسيون أطل ياوطني‬

‫أيا قيس باهلل عليك أجبني‬

‫ألرى سهول حوران‬

‫أبعد هذا العز‬

‫خضراء ندية‬

‫نعود لعصر الجاهلية‬

‫َ‬ ‫تعانق الجبل األش ّم‬

‫‪18‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫سوسيولوجيا اخلطاب السياسي‬ ‫احلكومي‬

‫َ َ‬ ‫( بني العصا واجلزرة )‬ ‫د‪ .‬عبد السالم الجبوري‬ ‫بعدما أعلنت الحكومة رسميا القضاء على‬ ‫األرهاب ؟ أعلنت في الوقت نفسه أنها‬ ‫ستبدأ بالقضاء على الفساد‬

‫وتطهير‬

‫المؤسسات الحكومية منه على إعتبار‬ ‫أن آفة الفساد مستشريه في جميع‬ ‫مفاصل الدولة ‪ .‬وشعر الجميع بالغبطة‬ ‫والفرح إزاء ذلك وبدأ الترقب وشخصت‬ ‫أبصار الناس باتجاه الخطابات األسبوعية التي كان يلقيها دولة رئيس الوزراء‬ ‫ويتحدث عن الضربة القاضية التي سيدمر فيها الفساد والفاسدين خصوصا‬ ‫بعدما شخصهم باألسماء ؟ والكل تقول أفعلها بربك وخلصنا‪ ...‬طالما أن‬ ‫الهدهد أخبرك بمكان الفاسدين وعروشهم ‪..‬أم أنك تنتظر ممن عنده علم من‬ ‫الكتاب أن يأتيك بهم قبل أن يرتد اليك طرفك ؟ وما تلك التي في يمينك التي‬ ‫لطالما كنت تلوح بها للفاسدين ؟ ان كانت هي عصاك فأما أن تظرب بها‬ ‫الفاسدين أو أن تلقي بها لتلقف ماصنع السحرة من حولك ؟ وأال أبقيها بيدك‬ ‫لتهش بها رعيتك ماتبقى من فترة واليتك ؟ أما أن تضعها وراء ظهرك لمآرب‬ ‫أخرى فنحن ال نعلم امورا بظهر الغيب ‪ .‬أفعلها وخلصنا أما أن تطلب معجزة‬ ‫للقضاء على الفساد فهذا مالم يكن يتوقعه منك الشعب بعد أن عاهدتهم باألمس‬ ‫القريب أنك ستبدأ بضرب الفاسدين ما أن تنتهي من القضاء على األرهاب ؟‬

‫‪19‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫أم هو إرهاب مدنس وفساد مقدس ؟ أم انك تحاكي المرجعية الرشيدة بقولك‬ ‫انك تحتاج الى معجزة لتقضي على الفساد ؟ فتوى المرجعية واضحة‬ ‫بخصوص الفساد فكل خطباء الجمعة يتحدثون عن الفساد بل أن أحدث تلك‬ ‫الفتاوى وأقساها ما صدرت عن السيد الخالصي والتي حرمت حتى المشاركة‬ ‫باألنتخابات بسبب الفساد الحكومي ‪ .‬وحتى في الجهة األخرى خرج علينا‬ ‫السيد خليل زلماي بفتوى أمريكية وكأنها موجهة الى مكون بعينه ‪ ..‬وخيرهم‬ ‫بين الذهاب الى األنتخابات ليفقدوا مستقبلهم الى األبد أو أن يمتنعوا عن‬ ‫الذهاب ليضمنوا مستقبلهم ويتخلصوا من السياسيين الفاسدين والتخلص من‬ ‫األرهاب ‪ .‬وهو بذلك ربط بين الفساد واألرهاب ‪.‬أال تكفي كل تلك المؤشرات‬ ‫لتخطو خطوة جريئة مباركة من الشعب والمرجعيات الدينية وحتى من‬ ‫أصدقاؤك األجانب لتعلن حربا مقدسة ضد الفساد والفاسدين ؟ فالعصا لمن‬ ‫عصى وجها لوجه وليس من وراء جدر ‪ .‬أما أن تستخد م العصا تارة والجزرة‬ ‫لألتالفات تارة أخرى فال يصح ذلك ‪ .‬وأن أوجست خيفة من عصاك بعد أن‬ ‫إهتزت بيدك ؟ فألقها وال تخف وال تحملها من الوسط في هذه الفترة الحرجة‬ ‫إما ان تكون أوال تكون تلك هي المسألة ‪...‬‬

‫‪20‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫يوم تفر الرسل‬ ‫عبد الرازق أحمد الشاعر‬ ‫ذات قيظ‪ ،‬تسابق نصر الدين جحا‬ ‫مع رفاق له‪ ،‬وألن الطريق كانت‬ ‫وعرة وطويلة‪ ،‬أجهد المتسابقون‬ ‫حميرهم‪ .‬فلما رأى الرجل العرق‬ ‫يتفصد من رقبة مركوبه‪ ،‬أمسك‬ ‫اللجام وشده إليه‪ ،‬ثم قفز على ساقين‬ ‫من خجل‪ ،‬وأمسك برأس حماره‬ ‫يجره إليه‪ ،‬ليربت فوق جبينه‬ ‫األغر‪ ،‬ويمسح بطرف ثوبه ما ند‬ ‫عنه من عرق‪ .‬كل هذا والرفاق‬ ‫ينظرون إلى جحا وقد فضحت‬ ‫إنسانيته بداوتهم وغلظة أكبادهم‪.‬‬ ‫لكنهم استغرقوا في ضحك غير‬ ‫منكور حين وجدوا نصر الدين‬ ‫يقترب بفمه من أذن حماره ليسر‬ ‫إليه بحديث لم يتناه إلى أسماعهم‪.‬‬

‫وبدافع من فضول‪ ،‬سأل الرفاق‬ ‫صديقهم عما أسر به‪ .‬فأخبرهم جحا‬ ‫أنه كان يسري عن حماره ويعتذر‬ ‫إليه ليهون عليه قلة الزاد وبعد‬ ‫السفر‪ ،‬فاستنكر أحدهم ذلك وقال‪:‬‬ ‫"يا جحا‪ ،‬ال تفهم الحمير لغة‬ ‫البشر‪ ".‬فرد جحا‪" :‬أفعل ما يتوجب‬ ‫علي فعله كإنسان‪ ،‬فإن لم يفهم‬ ‫الحمار‪ ،‬فهذا شأنه‪".‬‬ ‫ال عذر لمن يتوقفون عن التوجيه‬ ‫في رأي الفيلسوف المهرج‪ ،‬حتى‬ ‫وإن كان المتحدث والمستمع ال‬

‫‪21‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫يتحدثان اللغة نفسها‪ ،‬وال يجيد‬ ‫أحدهما النهيق والرفس‪ .‬فحمق‬ ‫المستمع ال يبرر أبدا سكوت‬ ‫األنبياء عن تأدية النصح ومسح‬ ‫العرق‪ .‬صحيح أن الرسل ال يهدون‬ ‫من أحبوا‪ ،‬وصحيح أن هللا وحده‬ ‫يهدي من يحب‪ ،‬لكن التخلي عن‬ ‫تأدية واجب التبصير ونشر الوعي‬ ‫هروب غير مشروع إلى متن فلك‬ ‫مشحون متهالك‪ ،‬وهو ما لن يؤدي‬ ‫في النهاية إلى أي بر‪.‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫الناس فوق جماجمهم التي تنز فاقه‬ ‫وجهال لمجرد خطبة أو مقالة أو‬ ‫حلقة على شاشة قناة مغمورة‪.‬‬ ‫ويتصايح هؤالء وهؤالء بأن من‬ ‫في أسفل السفينة قد خرقوا في‬ ‫نصيبهم خرقا‪ ،‬فهلكوا وأهلكوا من‬ ‫فوقهم‪ ،‬وما أهلك الناس إال أمثال‬ ‫هؤالء الذين يخرون بعد أول‬ ‫هزيمة ويفرون عند أول نزال‪.‬‬ ‫قديما نصح أحد أصدقاء جورج‬ ‫ويتفيلد صاحبه بأن يتقاعد‪ ،‬وأن ينام‬ ‫فوق سرير المرض في انتظار‬ ‫الراحة الكبرى بعد أن أدى ‪ -‬كما‬ ‫يرى ‪ -‬واجبه في توعية الناس‬ ‫وإرشادهم‪ ،‬فما كان من ويتفيلد إال‬ ‫أن شهق شهقة كادت تطير معها‬ ‫روحه‪ ،‬ثم نظر إلى السماء وقال‪:‬‬ ‫"يا إلهي! لقد تعبت في رسالتي‪،‬‬ ‫لكنني لم أتعب يوما من رسالتي‪".‬‬

‫في اآلونة األخيرة‪ ،‬شهدت الساحة‬ ‫اإلعالمية والدينية والثقافية هروبا‬ ‫جماعيا من قبل أرباب الفكر والقلم‪،‬‬ ‫بعد أن أدركوا في أعماقهم أن ال‬ ‫سبيل إلى إصالح ما أفسده العطار‪.‬‬ ‫ووجدوا في تراثهم الثقافي‬ ‫وموروثهم الديني ما يزهدهم في‬ ‫الظهور على الفضائيات وامتطاء‬ ‫صهوة الوقت‪ .‬فتركوا الساحة‬ ‫خاوية على ثغائها‪ ،‬وتركوا الدفة‬ ‫والمرساة ألصحاب الفكر السخيف‬ ‫والمتفيقهون‪ ،‬فكانوا كذي النُّون‬ ‫الذي أبق إلى الفلك المشحون‪،‬‬ ‫فأعادته الظلمات إلى النور‪ ،‬بعد أن‬ ‫أدرك أن ال ملجأ من هللا إال إليه‪.‬‬

‫تظل الرسالة حبيبة إلى قلب كل‬ ‫رسول مهما القى في سبيلها من‬ ‫عنت‪ ،‬ومهما واجه ألجلها من‬ ‫خصومات‪ .‬العيب ليس في ثقل‬ ‫الرسالة إذن‪ ،‬وإن كانت لثقيلة‪ ،‬لكن‬ ‫الظلوم الجهول الذي تكفل بحملها‬ ‫بعد أن تقاعست عن حملها‬ ‫السماوات واألرض والجبال‪ ،‬أثبت‬ ‫عبر العصور أنه األقدر على حملها‬ ‫والقيام بتبعاتها‪ .‬بيد أن الكثيرين من‬ ‫دعاة اليوم يتخاذلون أمام أبالسة‬

‫قديما‪ ،‬ظل نوح يدعو قومه ألف‬ ‫سنة إال خمسين عاما‪ ،‬وما آمن معه‬ ‫إال قليل‪ .‬واليوم‪ ،‬يريد المفكرون‬ ‫والخطباء واإلعالميون أن يحملهم‬

‫‪22‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫القرون‪ ،‬ويتضعضعون أمام‬ ‫سلطانهم‪ ،‬وكأنهم رضوا بالحياة‬ ‫الدنيا من اآلخرة‪ ،‬أو أنهم اكتفوا من‬ ‫الحياة واألحياء‪ ،‬فتركوا سفن العالم‬ ‫لقباطنة سفهاء يهرفون بما ال‬ ‫يعرفون‪ ،‬ويوجهون العالم إلى‬ ‫خرابه األخير‪ ،‬وليت لهم بصيرة‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫كبصيرة نصر الدين‪ ،‬وليت لهم‬ ‫قلوبا كقلبه‪ .‬تقول الحكمة‬ ‫اإلنجليزية‪" :‬قد يصفك أي صديق‬ ‫بالحمق‪ ،‬لكن الصديق الحق هو‬ ‫الذي يصفك بالحمق ويقف رغم‬ ‫ذلك إلى جوارك‪".‬‬

‫‪23‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ّ‬ ‫املسار التحديثي يف عامل الرواية العربية‬ ‫ّ‬ ‫املعاصرة‪ :‬املرجعيات والتصورات‬ ‫ّ‬ ‫العامل الروائي للكاتب العراقي علي احلديثي‬ ‫أمنوذجا‬

‫األمنوذج األول رواية " جئت متأخرا "‬ ‫بقلم الناقدة التونسية سامية البحري‬ ‫‪1‬ـ من هو علي الحديثي‪:‬‬ ‫كاتب عراقي يخرج علينا من تربة‬ ‫نقية خالصة‪ ،‬تربة أنبتت األدباء‬ ‫والحكماء‬ ‫خصبة تهطل علينا بسنابل من العطاء‬ ‫يفوح أريجها إذا هبت رياح اإلبداع‬ ‫فنحقق اإلرتواء ‪..‬‬ ‫ـ عضو اإلتحاد العام لألدباء والكتاب في العراق‪.‬‬ ‫ـ عضو نقابة الصحفيين العراقيين‬ ‫ـ المنجز اإلبداعي ‪:‬‬ ‫في عالم الرواية ‪ :‬ذكريات معتقة باليوريا ‪ /‬جئت متأخرا‬ ‫مجموعة قصصية ‪ :‬المعبث‬

‫‪24‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪ 2‬ـ مدخل‪ :‬نقطة ضوء‬ ‫تقوم الرواية على التجسيد والتصوير الدقيق للتفاصيل الصغيرة التي تسكن‬ ‫في رحم الواقع‬ ‫وال يدركها إال الروائي‪ ،‬فهو القادر بمفرده على الخوض في تلك التفاصيل‪،‬‬ ‫بل له القدرة عل رؤية تلك التفاصيل‪ ،‬والتقاطها فيرسم عن طريقها جملة من‬ ‫العالقات التي تنقل بدورها جملة من القيم األخالقية والتاريخية والسياسية‪.‬‬ ‫وليس المقصود بالتجسيد والتصوير أن تكون الرواية مرآة عاكسة للواقع بكل‬ ‫ابتذال وسطحية‪ ،‬بل على الرواية أن تكون قادرة على تحقيق االستقالل الذاتي‬ ‫عن كل البنى االجتماعية ويتحقق هذا عن طريق فعل الكتابة وهو ما نسميه‬ ‫طرق التمثل والبناء لهذا الواقع عند كل روائي‪.‬‬ ‫فيمكن أن يولد أكثر من عمل من رحم واقع واحد‪ ،‬لكن ال ينجح إال البعض‬ ‫في عملية التمثل واالستقاللية و إعادة البناء‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار ارتأينا أن نتوقف عند العالم الروائي للكاتب العراقي علي‬ ‫الحديثي‪ ،‬لنرصد قدرة هذا الروائي على التقاط التفاصيل‪ ،‬واعادة تركيبها في‬ ‫كنف االستقاللية والشفافية‪..‬‬ ‫بمعنى هل كان الحديثي مهووسا بالبرنامج السردي وكيفية تحقيقيه فحسب؟‬ ‫وهل حقق الحديثي عالمه الخاص‪ ،‬حتى يتسنى للقارئ وهو يقرأه أن يقول‬ ‫هذا عالم الحديثي الروائي؟؟‬ ‫‪3‬ـ لحظة المكاشفة‪:‬‬ ‫لقد تطور البرنامج السردي‪ ،‬في اآلونة األخيرة تطورا مذهال‪ ،‬في السرديات‬ ‫العربية ال سيما القصة والرواية‪ ،‬فاالشتغال على العبارة وكيفية تشكل النص‬ ‫شهد اعتناء كبيرا من طرف الكتاب عموما حتى أنك تكاد تضيع في متاهات‬ ‫دون رجعة في بعض النصوص‪.‬‬ ‫فالكاتب العربي أصبح مهووسا ب"العبارة" أكثر من ""الفكرة" وأصبح‬ ‫السياق ينشأ في سبيل التزويق‬ ‫عل حساب الفكرة‪..‬‬

‫‪25‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫بيد أن عالم الرواية ـ في تقديري ـ ال يحتمل التزويق المكثف والموغل في‬ ‫االبهام‪ ،‬فيجب أن تشتغل على‬ ‫تمثيل المرجعيات الثقافية والنفسية واالجتماعية وبالتالي عليها أن تشارك في‬ ‫البرنامج الفكري الثقافي الكبير وهو تقديم التصورات الكبرى عن الذات وعن‬ ‫اآلخر في عالقة بالواقع العربي الجديد وبالواقع العالمي‪..‬‬ ‫وهذا المهام الكبير داهمنا منذ أن استقبلنا إنتاج الحديثي فإذا كان الكاتب قد‬ ‫دخل إلى عالم الرواية فيجب أن يكون دخوله مبررا‪.‬‬ ‫فهل دخل ليكون مكررا لتجارب سبقته؟‬ ‫أم دخل ليقدم رؤى فنية جديدة مبتكرة؟‬ ‫أم دخل بغاية التجريب ( تجريب عالم الرواية كما يفعل الكثيرمن الكتاب)؟‬ ‫وعلينا أن ننظر في كل هذه االشكاليات الكبرى والمتفرقة بعضها عن بعض‬ ‫لنتمكن من خوض‬ ‫تجربة القراءة في العمق التي تستعين بالضفاف‪.‬‬ ‫إن كل هذه االشكاليات شائكة متشعبة‪ ،‬نسأل هللا أن يجعل الحرف مطواعا‬ ‫وال يخوننا العقل في تمثل هذه المسائل‪.‬‬ ‫وإني أخوض تجربة ‪ ،‬ترتقي إلى المغامرة النقدية التي ارتأيت السفر في‬ ‫رحابها وركوب المخاطر‬ ‫فقد أعود بصيد وفير ومطر خصيب يروي الظمأ ويشفي الغليل‪ ،‬فيزهر‬ ‫الحرف وتخضر الكلمات‪.‬‬ ‫وقد أعود منكسرة غريبة عن نفسي‪ ،‬وعن حرفي وقرطاسي ووجعي وألمي‪.‬‬ ‫‪4‬ـ جدلية التذكر والتفكر في رواية " جئت متأخرا"‪:‬‬ ‫ينهض الخطاب السردي على بنية جدلية بين لحظتين‪:‬‬ ‫"التفكر" و"التذكر" وهو مشروع يحتاج إلى ترابط عضوي بين الذاكرة‬ ‫والفكر‪ ،‬فنرى السارد يسعى إلى التقاط بعض التفاصيل التي توظف في خدمة‬ ‫المنعرجات الكبرى للرواية وهو ما يشكل تضاريس حياة السارد‪/‬البطل‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫هذا السارد‪ /‬البطل يتقن لعبة التسرب بين منعطفات الذاكرة‪ ،‬إذ نراه متنقال‬ ‫كطائر غريد‪ ،‬ثمل بعذابات الماضي عبر تقنية االسترجاع حيث تترابط‬ ‫الوقائع المحسوسة بالوقائع الوجدانية‪ /‬النفسية وصوال إلى الوقائع الفكرية‬ ‫التي تنهل من عالم الفلسفة ( قضايا وجودية بامتياز)‬ ‫فنستقبل بطال ‪ ،‬منذ الصفحات االولى للرواية‪ ،‬فيلسوفا مفكرا يبحث عن‬ ‫وجوده وعن ماهيته‬ ‫ـ لم أفهم؟‬ ‫ـ عندما أفهم سأخبرك‪.‬‬ ‫ـ متى تفهم؟‬ ‫ـ عندما أجد نفسي‬ ‫هذا الحواربين البطل وحبيبته "االفتراضية" يكشف عن عمق القضايا‬ ‫المطروحة في هذا االثر‬ ‫ويلخص هاجس اإلنسان المفكر أمام الوجود في سؤال حارق‬ ‫كيف لإلنسان أن يعيش بعد أن يعرف نفسه؟؟؟‬ ‫هذه هي االشكالية الكبرى في عالم الرواية ـ جئت متأخرا ـ‬ ‫معرفة اإلنسان نفسه‪ ،‬وهذه المعرفة في الحقيقة مفتوحة على جملة من‬ ‫المقاصد األخرى‪.‬‬ ‫لماذا علينا أن نعرف أنفسنا؟ وما نوع تلك المعرفة؟‬ ‫نتجمد أمام هذا الكم من األسئلة الوجودية‪ /‬الفلسفية‪ ،‬ونشعر بانهيار هائل‬ ‫يقتحمنا من الداخل‪ ،‬ال ندري له علة‪ ،‬عندها ندرك أن باب معرفة الذات‪ ،‬باب‬ ‫موصد ومن األفضل أن يكون كذلك ألنه إذا فتح هاجمتنا رياح عاصفة قد‬ ‫تدمر كل ما تعترضه فنقع في الهاوية‪.‬‬ ‫وبتقدم السرد نكتشف أن وسائل المعرفة التي خاضها البطل متعددة فقد استند‬ ‫إلى تجارب مختلفة‬ ‫نذكر منها‪:‬‬

‫‪27‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫*تجربة الطفولة‪:‬‬ ‫قامت على التقليد ــــــــــ أعرف ذاتي من خالل اآلخر الذي أقلده‬ ‫مثال‪ :‬فصل تفاح طفولتنا " فقد كنت متأثرا بأخي الكبير ذي الشعر‬ ‫المنسدل"ص‪8‬‬ ‫**تجربة الحس‪:‬‬ ‫أعرف ذاتي من خالل جسدي فصل تفاح طفولتنا "هذا هو اسم الفتاة التي‬ ‫مسحت على شعري مما أثار‬ ‫في جسدي قشعريرة لم أكن أعرف سرها" ص‪8‬‬ ‫مثال‪:‬‬ ‫*** تجربة الحب‪:‬‬ ‫أعرف ذاتي من خالل مشاعري‬ ‫مثال فصل ورقة صغيرة ص ‪58‬‬ ‫" تبا لهذا الكائن الذي يسمونه الحب‪ ،‬يجردنا من ثوب اإلحساس بالواقع ليخيط‬ ‫لنا ثوبا من األحالم الواهية"‬ ‫****تجربة الدين‪:‬‬ ‫أعرف ذاتي من خالل خالقي ( تجلى ذلك في تجربة الصالة وأبعادها)‬ ‫مثال فصل أركض بشراهة " المسجد هو المكان الوحيد الذي ال يشعر‬ ‫اإلنسان فيه بالغربة وهو يدخله ألول مرة‪"..‬ص‪35‬‬ ‫*****تجربة القراءة‪:‬‬ ‫أعرف ذاتي من خالل ما أقرأ ( الكتاب)‬ ‫مثال فصل شارع المتنبي ‪ +‬فصل نصوص في الغيوم " الدين والفلسفة في‬ ‫قمة هذه األمور كالهما كالبحر يغري الظمآن وال يرويه إن تجردا من معرفة‬ ‫حاملهما من خبرته بالحياة" ص ‪42‬‬ ‫******تجربة الجماعة‪:‬‬

‫‪28‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫أعرف نفسي من خالل اآلخرمثال فصل مدرسة شمس الفتوح " ‪..‬فأكابد‬ ‫نفسي أن أبقيها دفينة بين أوجاعي‪ ،‬وأخشى إن اتقدت أن تحرق حقوال لم تكد‬ ‫تثمر بعد‪ ،‬أغبطهم وهم يضحكون‪ ،‬وأشعر بالغربة بينهم‪ ،‬هم‪ ،‬بضحكهم‬ ‫بمزاجهم‪ ،‬بحياتهم " ص‪108‬‬ ‫*******تجربة الزواج ‪:‬‬ ‫أعرف نفسي من خالل شريكي مثال فصل المرآة " ‪...‬وأمسكت يدها‪،‬‬ ‫وسحبتها بهدوء لتقف بجواري‪،‬‬ ‫وضممتها بيدي‪ ،‬وأسندت رأسي إلى صدرها‪ ،‬فالعبت شعري‬ ‫كالطفل‪"...‬ص‪78‬‬ ‫وإن كان البطل قد أعلن موقفه من الزواج وهو يتخبط بين مأساة الحب ( حبه‬ ‫لمديحة) ومأساة الواقع‬ ‫فيقول" الزواج مقصلة الحب‪ ،‬هكذا كنت أنظر إلى الزواج ممن تحب‪ ،‬فكيف‬ ‫به من امرأة غيرها‪"..‬‬ ‫ص ‪70‬فصل خطوات حذرة‪.‬‬ ‫ثم يستدرك فيقول" الزواج بصيص نور يخترق ظالم الحزن الذي بات‬ ‫قريني‪"..‬‬ ‫وفي خضم هذه التجارب يتخبط البطل بين امواج عاتية‪ ،‬يغرق في متاهات‬ ‫بال حدود‪ ،‬يتسرب بين ثنايا‬ ‫الرواية باحثا عن الخالص‪ ،‬إال أن الكاتب يحكم قبضته عليه ‪ ،‬فيعتصره‬ ‫كإسفنجة حتى يبوح له بكل األسرار‪ ،‬وهي تقنية عول عليها الحديثي ليستنطق‬ ‫بطله‪ ،‬الذي اختار له من األسماء "صفاء" فبدا‬ ‫خليطا من األلوان ‪ ،‬يبحث عن لون واضح يرتديه‪..‬‬ ‫لكنه عبثا حاول أن يجد هذا اللون فكل " األقنعة" التي ارتداها فضفاضة‪،‬‬ ‫وكل وجه ارتداه كان عقيما‬

‫‪29‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ولعل تجربة الدين قد أوقعت البطل في هذا التيه ‪ ،‬فلم يحقق االرتواء المزعوم‪،‬‬ ‫بل أوقعته في جفاف الروح‪ ،‬وحرمته تجربة العشق الحقيقي‪ ،‬ألنه أخطأ‬ ‫طريقه إلى هللا ‪.‬‬ ‫فينبض القلب بآهات هذا الواقع المؤلم ويئن على أرصفة الضياع‪ ،‬فلنصغي‬ ‫إليه وهو يعترف في وجع‬ ‫في الفصل " في بئر العدم ص ‪)59‬‬ ‫" مازالوا يظنونني أشرب من ماء النصوص‪ ،‬لم ينتبهوا إلى روحي التي‬ ‫أوشكت على الجفاف منها‪ ،‬لم‬ ‫يبق منها سوى قشور تلفني‪..‬لكنها كالحبل الذي التف حول أطرافي حال دون‬ ‫السقوط في بئر العدم"‬ ‫وانطالقا من هذه التجارب المختلفة ندرك أن غاية الفرد منذ أن ينطلق حتى‬ ‫ينتهي هو البحث عن ذاته‪،‬‬ ‫أن يعرف نفسه‪ ،‬وقد ينتهي دون أن يعرفها ويموت دون أن يحقق االرتواء‪..‬‬ ‫فالمأساة الحقيقية تكمن في معرفة وجودنا بل في فهم وجودنا‪.‬‬ ‫وهو ما يؤهلنا للحديث عن الوجود الفكري الموثوق به أكثر من الوجود‬ ‫الجسدي‪ /‬الجسمي‬ ‫إذ أن " معرفتي بالجوهر المفكر هي إذن معرفة يقينية مباشرة‪ ،‬أما معرفتي‬ ‫بالجسم فهي معرفة غير مباشرة" كما جاء في موقف الفيلسوف ديكارت (‬ ‫مقالة الطريقة)‬ ‫إذن إن الطرح الفكري الفلسفي في رواية " جئت متأخرا" ينهل من الكوجيتو‬ ‫الديكارتي ويتجاوزه‬ ‫بل يتحداه فهو يطلعنا على وجودنا الحسي والنفسي والمعتقدي‬ ‫والروحي‪...‬فال يسجننا في هذا الوجود المادي العرضي‪.‬‬ ‫فقضية البطل في الرواية هي البحث عن وجود آخر يختلف عن الوجود‬ ‫الحسي العرضي‪ ،‬الذي يمكن أن يكتسبه الجماد والحيوان واألشياء في مختلف‬ ‫صورها‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫فالتجارب التي خاضها هي محاولة لفهم هذا الوجود وتمثله‪ ،‬بل تحذير الباحث‬ ‫عن وجوده الفكري والنفسي من لحظة االنهيار الممكنة‪.‬‬ ‫ومن هنا يرسل برسالة يقول فيها ‪ ،‬من المستحسن أن نعيش دون أن نعرف‬ ‫انفسنا ألن المعرفة هي بداية المأساة‪.‬‬ ‫والمأساة قد تحولنا إلى أبطال من عالم األسطورة نصارع كل القوى الخارقة‬ ‫التي تعترضنا بما في ذلك‬ ‫القدر وهو ما يصنع النهاية التراجيدية‪.‬‬ ‫‪5‬ـ تشابك الديني والعاطفي في الرواية‪:‬‬ ‫تقوم الرواية على تعدد الثنائيات وتشابك المفاهيم‪ ،‬فالبطل يتأرجح تحت وطأة‬ ‫" النصوص" التي تحاصره‬ ‫وتنغص عليه وجوده‪ /‬حياته وتجعله ينخرط في قاعدة يؤسسها لنفسه " سوء‬ ‫الظن هو األساس عندي مع المحيطين بي " ص ‪43‬‬ ‫فهم العصاة وهو المستقيم‪ ،‬البريء ‪ ،‬العفيف الطاهر‪....‬‬ ‫ويصبح المسجد هو المالذ الوحيد الذي يحقق فيه وجوده ويرتمي في عالم من‬ ‫التسبيح واالستغفار‬ ‫ال يرى من الحياة إال وجهها الشيطاني " يرتمي عاريا من متاع الدنيا في نهر‬ ‫القرآن العذب متجوال بين أشجار الجنة قاطفا ثمارها المتجددة‪ ،‬مرتعشا من‬ ‫زفير النار ولهيبها" ص‪48‬‬ ‫ويتحول عبر الزمن إلى جالد شرس لنفسه فيهرب من عالم األنثى ‪ /‬الحياة‪/‬‬ ‫المرأة‪ /‬أو كل ما احتوى تاء التأنيث‪.‬‬ ‫وتصبح تلك "النصوص" هي السوس الذي ينخر تلك النفس من الداخل‪ ،‬حتى‬ ‫أن جلوس امرأة بقربه‬ ‫يعد أبشع خطيئة يرتكبها اإلنسان " ألن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من‬ ‫حديد خير له من ان يمس امرأة ال تحل له"‬ ‫هنا يفتح الحديثي بابا كبيرا على مصراعيْه‪ ،‬يعد من المسكوت عنه في الثقافة‬ ‫العربية االسالمية‬

‫‪31‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وإن اقترب منه البعض‪ ،‬فهو اقتراب محتشم يشوبه الكثير من الخشية‪.‬‬ ‫إنها مسألة األحاديث الضعيفة واألحاديث الصحيحة‪ ،‬ومسألة التأويل‪ ،‬وما‬ ‫صنعت بهذه األمة‬ ‫ومسألة تعدد االجتهادات في قراءة النص الديني في غياب الشروط العلمية‪،‬‬ ‫وما فعلت بهذا الشباب المغترب عن دينه الصحيح‪ ،‬يتلقى المعارف الدينية‬ ‫الوافدة من مدارس مختلفة‪ ،‬غايتها التشريد والتفتيت حتى يتحول الدين إلى‬ ‫أفيون األمة‪.‬‬ ‫ومسالة االختالف هذه بين العلماء والفقهاء هي مسالة مثيرة للريبة فالكل يقدم‬ ‫الحجج المقنعة والكل يجادل " كان أحدكم يأتي بحجج كالجبال الراسيات‬ ‫ويأتيه اآلخر بحجج كأمواج البحار المتالطمة" ص ‪46‬‬ ‫هل كلنا على صواب؟ أم كلنا على خطأ؟‬ ‫أم ال وجود للصواب والخطأ إال في أذهاننا ؟ ص ‪46‬‬ ‫ويرتقي األمر إلى اعتبار الغناء من المحرمات " كيف لمحجبة أن تسمع‬ ‫األغاني؟ ص ‪62‬‬ ‫ويتطور الخوف " أم كلثوم التي مازلت أخشى سماعها بسبب النصوص "‬ ‫ص ‪62‬‬ ‫ويهتف البطل في عمق المأساة " كالليب األسئلة تمزق طريقي إلى هللا" ص‬ ‫‪46‬‬ ‫إال أن تجربة الدين لم تستطع أن تميت أو تكبت تجربة " الحس" والقلب‬ ‫والعاطفة‬ ‫وإن كان الحب والدين ال يتعارضان بل يلتقيان عند نقطة واحدة هي السالم‬ ‫ويخوض التجربة في صمت من "مديحة" إلى "سميرة" فيصرح قائال ‪" :‬‬ ‫أيقنت أن الحب مدينة من دخلها وخرج منها سالما فقد أوهم نفسه أنه زارها‬ ‫" ص ‪62‬‬ ‫وهوما يؤكد أن اإلنسان ال يمكن أن يحيا داخل البعد الواحد‪ ،‬ألنه إنسان وقد‬ ‫أراد هللا له أن يكون إنسانا‬

‫‪32‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ال أن يكون شيطانا وال أن يكون مالكا‪.‬‬ ‫وعليه أن يتمكن من تحقيق التعادلية المطلوبة بين القلب والعقل والجسد‬ ‫حتى يحيا حياة معتدلة في هذا الكون المتسم بالزوال‪.‬‬ ‫وقد اختزل البطل مأساته في تصريح دال ‪:‬‬ ‫أفكاري تتنازعها نصوص وأفالطون وكتب ورياح عارمة تكتسح‬ ‫حقولي"ص‪63‬‬ ‫وعندما يحاول أن يتحدى نفسه ويتمرد على خوفه وهواجسه يختار أن ال‬ ‫يواجه اآلخر بمشاعره‬ ‫فتكون " الورقة" بديال عنه‪ ،‬والغريب أنه ال ينتظر الجواب‪ ،‬بل لم يعرف قط‬ ‫ردة فعلها‬ ‫وهو ما يؤكد أنها رغبة في تحدي نفسه فحسب‪.‬‬ ‫" مازلت ال أعرف ماهو رد فعلها حين لم تجد في الورقة سوى كلمة أحبك"‬ ‫ص ‪65‬‬ ‫لعمري لقد اختزل الروائي الحديثي قضايا العصر وهموم األمة‪ ،‬أجل هنا‬ ‫يكمن الداء‪ ،‬هنا يسكن العفن‬ ‫تحت المياه اآلسنة‪..‬‬ ‫وهنا ينخرط هذا الكاتب الجريء في البرنامج الفكري والثقافي والحضاري‬ ‫للرواية العربية الحديثة‬ ‫فقد استطاع أن يقدم تصورات حول الذات في عالقتها بذاتها وبما حولها‬ ‫إذ جعل المشغل الرئيسي لروايته هذه‪ ،‬يتوغل في هموم اإلنسان العربي‬ ‫المعاصر‪.‬‬ ‫فنعثر على الفكري والثقافي والديني والنفسي في تعالق فريد‬ ‫ومن هنا أجزم مرة أخرى‪ ،‬أنه قد استطاع أن ينخرط في تقديم التصورات‬ ‫الكبرى عن الذات العربية‬ ‫المأزومة من خالل أنموذج بطل هذه الرواية‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫الذي هو صورة واقعية ‪ /‬حقيقية ال غالف عليها وال نقاب يمثل صورة‬ ‫العربي المنخرط في تدمير نفسه‪ ،‬وأمته‪ ،‬نتيجة ما يعانيه من انفصال وانفصام‬ ‫في آن‪.‬‬ ‫بينه وبين ذاته ومحيطه ودينه وجسده ‪...‬ومع رغباته ومع وجوده‪..‬‬ ‫وهذا مطلب الرواية اليوم‪ ،‬فالرواية العربية المعاصرة عليها أن تتخلص من‬ ‫"هيولى" المدرسة الواقعية القديمة برمتها لتنخرط في واقعية مستحدثة‪،‬‬ ‫تطلبها المرحلة الحالية بالحاح‪..‬‬ ‫الرواية اليوم هي أن تكتب اآلن وهنا عن أوجاع أمتك وترسم واقعك بعيْنيك‬ ‫ال بعيْني من سبقك‪..‬‬ ‫فكل كاتب وليد بيئته وواقعه وقضاياه‪..‬وكل فترة لها أعالمها‬ ‫‪6‬ـ مرحلة "التفجر" في الرواية‪ :‬هل سيفعلها ؟‬ ‫خطوة بخطوة نتقدم نحو عوالم الشخصية نرصد ما ينتابها من تغييرات ‪،‬‬ ‫نخشى االنفجار في كل لحظة‬ ‫لنصطدم بمرحلة التمرد عندما حمل البطل معوال وألول مرة لتحطيم ذاك‬ ‫الغول الذي سكنه‪ ،‬غول اسمه النصوص ومعول اسمه ناصرة‪.‬‬ ‫ويقرر كسر الجدران التي تطوقه وتكون االنطالقة بالتمرد على تلك العادة‬ ‫التي يمارسها وهي ارتياد المسجد‪ ،‬المسجد الذي حقق فيه األمان حيث كان‬ ‫يركض بشراهة نحو هللا " منذ أن اعتقل األمن ضياء قبل سنة عندما كان‬ ‫متوجها إلى المسجد لصالة الفجر‪..‬منذ ذلك الوقت وأنا ال أذهب إلى المسجد‪"..‬‬ ‫فصل هل سأفعلها ص ‪74‬‬ ‫إال أن هذا التمرد وهذا التغيير لم يكسب البطل إال فراغا ووحدة فسكنه الفراغ‬ ‫حتى لكأنه " بالونة" تنتفخ‬ ‫باألوجاع واألسرار" ص ‪74‬‬ ‫وينخرط البطل في صراع داخلي عنيف بين "المقدس" و"المدنس"‬ ‫وتتالى الصيحات في أعماقه دفينة‪ ،‬ال تستطيع العبور إلى الخارج فيتنفس‬ ‫الصعداء‪..‬‬

‫‪34‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫إنه البطل المأزوم الحامل بين ضلوعه هموما كالجبال الرواسي‪ ،‬هذا البطل‬ ‫الذي يخرج من تربته نقيا‪ ،‬طاهرا كما اسمه "صفاء" يختزل دالالت كبرى‬ ‫ممزقا بين ما أورثته تلك البيئة الشرقية القاسية وبين رغباته التي تفتته وتقسم‬ ‫وجعه إلى نصفين‪ ،‬وجع متعلق بذاته ووجع متعلق بوجوده‬ ‫فما كان له إال أن " يحتضر على فراش الضياع"‬ ‫فيعيش لحظة مكاشفة ومواجهة أمام المرآة‪ ،‬والمرآة تقنية فنية تكتسب دالالت‬ ‫عميقة تنبع من الميراث الفلسفي إذ ترتبط بحقل المعرفة ‪ ،‬فيقف العقل أمام‬ ‫صورته ليتأمل حضوره‪ ،‬فيسقط كل األقنعة ليحاسب الوجه الثاني الخفي‬ ‫للذات ‪.‬‬ ‫وهذا ما يفسر الحضور القوي للذات التي تحدق في نفسها وهي تلعب دور‬ ‫الوجه الثاني في لحظة محاسبة حارقة‬ ‫" التقت عيني بعيني‪ ،‬كأني أراني ألول مرة‪..‬شعر منفوش‪ ،‬لحية طويلة‪،‬‬ ‫نظراتي طيور مهاجرة في أفق المجهول‪ ،‬فوق صحراء الصمت تبحث عن‬ ‫غصن تستقر عليه‪ "...‬فصل المرآة ص‪77‬‬ ‫وال تخلو هذه المواجهة من تجليات فلسفية حيث يولد السؤال األكبر عن‬ ‫الكينونة وحضورها بوضع الذات موضع المساءلة أمام المرآة‪ ،‬وهو ما يفسر‬ ‫الحمل الثقيل الذي يرهق الذات ويكبلها‪.‬‬ ‫فتبدو باحثة عن خالص ‪ ،‬لكن دون جدوى ‪...‬‬ ‫هاهو يتقدم مثقال تتقاذفه اإلحن والمحن‪ ،‬ويضنيه السؤال‪ ،‬ويحرقه الواقع‬ ‫المشتعل‪ ،‬بال رحل وال راحلة‬ ‫يتعكز" على أحالم مهترئة‪ ،‬كأنني عصفوريحاول الهرب من نسر يطارده‬ ‫في يوم عاصف‪ ،‬وقد حطم القط عشه" فصل المرآة ص ‪81‬‬ ‫هكذا تجلى البطل "صفاء" وهو ينخرط في مسار سردي يمتد بين لحظتين‪،‬‬ ‫لحظة البداية عندما أشعل فتيل السؤال ثم حلق بنظراته " فوق دجلة لتالمس‬ ‫أحالما كادت تحتضر‪"..‬‬ ‫ولحظة النهاية عندما أعلنت تلك " الهي" أنه قد تأخر فعال " نعم ياصفاء أنت‬ ‫تأخرت كثيرا‪ ،‬كثيرا جدا"‬

‫‪35‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وقد جاء خطابها تقريريا لتكشف عن النهاية " وهي تتشبث بأمواج دجلة وقد‬ ‫بعثرتها القوارب‪ ،‬شعرها‬ ‫المتناثر مع رقصة الهواء منح وجهها هدوء الليل" ص ‪123‬‬ ‫لكن هل منح "صفاء" تلك السكينة وحقق له االرتواء؟؟‬ ‫كان "صفاء" نبعا غزيرا في الرواية‪ ،‬تواقا لالمساك بماهيته‪ ،‬معدوم‬ ‫النصيب‪...‬‬ ‫كان نبعا زالال لكنه كان حيزوما حرانا " كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ‬ ‫والماء فوق ظهورها محمول"‬ ‫‪7‬ـ على سبيل الخاتمة‪ :‬ليتني أغادر‬ ‫رواية " جئت متأخرا" تأتيك من خلف الحصار‪ ،‬تتسرب من خلف القيود‪،‬‬ ‫تحطم القواعد وتتجاوز المألوف‪ ،‬وتتوغل فيك‪ ،‬تمتد‪...‬تمتد‪...‬تقيدك‪..‬تبتلعك‬ ‫كما الطريق الصحراوية‬ ‫ثم تلتوي عليك كأفعى " الكوبرا" تعتصرك ‪..‬فال تستسلم وتفك الحصار وتتابع‬ ‫السير بخطى حثيثة لخوض المغامرة‪.‬فإذا بك في عمق الدائرة‪ ،‬ليس لك أن‬ ‫تسير بهدوء‪ ،‬عليك أن تدور‪..‬تدور‪..‬وعليك أن تتقن اللعبة‪ ،‬تماما كما البطل‪،‬‬ ‫عليك أن تتسرب في أعماقه‪ ،‬وتنصهر في تفاصيله‪...‬‬ ‫تلك هي الرواية عود على بدء‪ ،‬وبينهما تولد لحظتان ‪ ،‬لحظة تفكر تعتصر‬ ‫لحظة التذكر‪ ،‬فتنهال علينا األحداث ملتبسة باألفكار والمواقف والرؤى ‪.‬‬ ‫وهنا نكتشف صورة أخرى للحديثي ‪ ،‬هذا الكاتب ‪ /‬المتفلسف المسكون‬ ‫بالحكمة ‪ ،‬إذ أن الرواية جاءت مشحونة بعديد األقوال والحكم حول الحب‬ ‫والحياة والصداقة والدين والفلسفة‪.‬‬ ‫أقوال ال ينقشها إال من خبر هذه الحياة وتعلم منها ‪ ،‬تماما كما الشعراء الكبار‬ ‫والفالسفة والحكماء‬ ‫هذا هو العالم الروائي للكاتب العراقي علي الحديثي‬ ‫من خالل األنموذج األول رواية " جئت متأخرا"‬ ‫فهل جاء الحديثي متأخرا إلى عالم الرواية؟‬

‫‪36‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وهل تسقط رواية " ذكريات معتقة باليوريا" "األقنعة" وتهز "الثوابت" ؟‬ ‫انتظروني في األنموذج الثاني حول العالم الروائي للحديثي‪ .‬ـ إن شاء هللا ـ‬ ‫مع تحياتي وتقديري األستاذة سامية البحري ‪ /‬تونس ماي ‪2017‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المصدر رواية "جئت متأخرا" للكاتب العراقي علي الحديثي‬

‫‪37‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫كللليش‬ ‫احمد جارهللا ياسين‬ ‫في زماننا قبل ‪3456‬سنة كنا في حفالت التخرج نخجل حتى من ( الدبكة )‬ ‫مع انها من اجمل الفنون التراثية ‪..‬لكن اغلبنا كان يشعر بالخجل من المشاركة‬ ‫فيها ربما مبالغة منا في ذلك الشعور ‪..‬اليوم في حفالت التخرج تجاوز‬ ‫الخريجون هذا الشعور ليس‪،‬مع الدبكة وهي كما قلنا فن جميل يليق بالرجال‬ ‫لكن خريجي اليوم تجاوزوه الى شيء اخر العالقة له حتى بفن الرقص وانما‬ ‫يطلقون عليه ( الردح ) وهو رقص صاخب تشترك فيه كل اعضاء الجسد‬ ‫من الراس واليدين والرجلين والبطن والظهر واللسان بشكل هستيري وبحجة‬ ‫التعبير عن الفرح بالتخرج وحتى هنا ال اجد مشكلة شخصية مع ذلك الن‬ ‫االمر اليخصني اال كمتفرج وجد فرصة للضحك ‪..‬من شر البلية ‪..‬‬ ‫لكن من حقي ان اتساءل عن هذا السلوك الشامل في حفالت الخريجين تقريبا‬ ‫‪..‬حتى انه صار موضة ال يخرج عنها احد اال ماندر ‪..‬‬ ‫فاي مستقبل ننتظر مثال من خريج طبيب او مهندس او مدرس‪ ،‬مثال يقطع‬ ‫الطريق الى المنصة الستالم شهادة التخرج الرمزية من اساتذته ‪ ..‬بالردح‬ ‫الهستيري مع زمالئه وتحت غطا ء صوتي من رشقات اغنية يصرخ فيها‬ ‫المطرب ‪ :‬شرب ‪..‬شرب…‬ ‫والعوائل تصفق… والناس فرحة ‪..‬‬ ‫وكلللليييش…‬ ‫( مبين خوش مستقبل ينتظر العراق ) ‪..‬‬ ‫احبتي من الخريجين من حقكم ان تفرحوا لكن بطريقة تليق بالتخصصات‬ ‫والشهادات التي ستحصلون عليها ‪..‬وليس بطريقة الردح الصاخب ‪..‬‬

‫‪38‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ما بعد نهايات احلروب‬ ‫حسام الطحان‬ ‫بعد كل حرب تبرز فئتان في المجتمع ‪ ،‬تسعى كل فئة الى فرض نفسها عليه‬ ‫الفئة االولى منفلتة تسعى الى ترويج ثقافة االنحالل والسقوط وهدم المستقرات‬ ‫االخالقية واالدبية والدعوة الى التحرر من القيود والضوابط الكابحة ‪ ،‬وفئة‬ ‫ثانية تحاول ضبط ايقاع المجتمع والمحافظة على تماسكه ‪ ،‬والدعوة الى اعادة‬ ‫ترميم ثقافة المجتمع ومنعه من السقوط التام تالفيا لتفككه وانحالله ومن ثم‬ ‫اندثاره واستحالة البقاء فيه ‪.‬‬ ‫الذي يبدو لي ان مقولة العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق هي‬ ‫االقرب للتحقق على المدى القريب ‪ ،‬اي ان سلوك الفئة االولى يكون اكثر‬ ‫رواجا ومقبولية ال سيما اذا كان المجتمع محدود الثقافة ‪ ،‬الن المناخ‬ ‫االجتماعي آنذاك يكون مهيئا لتلقي كل ما يعد تمردا على قيم المجتمع ‪ ،‬التي‬ ‫يراها الناس سببا فيما آلت اليه اوضاعهم من تدهور وصوال الى حالة الحرب‬ ‫هنا ينبغي ان يكون دور الفئة الثانية ( المثقفة ) حقيقيا ‪ ،‬بمعنى ان ال يكون‬ ‫مرحليا او سحابة صيف او ردة فعل سريعة تخفت بعد حين ‪ ،‬لذا ال بد من‬ ‫انتاج ثقافة حقيقية قادرة على الصمود واالستمرار وذلك يحتاج الى جهد كبير‬ ‫وقدرة على المطاولة‬

‫‪39‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫نغمة شتات‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫عيد خلف عيد‬ ‫ال ربيع ينفث في الوريد‬ ‫الروح تمتهن الضياع‬ ‫واألصابع تساير أبحدية‬ ‫من عزف فريد‬ ‫نغمه شتات‬ ‫والعازف ذاك البتهوفن الجديد‬ ‫تجثي األلحان‬ ‫على ركبتي األشجان‬ ‫تستجدي الوسن‬ ‫أن يحرر الفرح من الرسن‬ ‫أن يزفر يقظة‬ ‫ترمي في صميم الذات طلقة‬ ‫تعلن في الحياة إنطالقة‬ ‫تبصم قافية الفناء‬ ‫المهم أال يكون ممهورا بالرياء‬ ‫ذاك الذي يخط أسطري‬

‫‪40‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫يمأل المحبرة من أدمعي‬ ‫أنهال على المشاعر قمعا‬ ‫فأبتل و أغرق ومشاعري معي‬ ‫ما من نظرة تسقط على جمال‬ ‫كيف يخط الوجود‬ ‫لحظا دون دالل ؟‬ ‫كيف أخلع عن وجه صباحي‬ ‫مالمح الحنين دون ابتذال؟‬ ‫وأمسياتي وليلي‬ ‫منسوجين بشوق الالحتمال‬ ‫مما يحمله حاضري‬

‫ماضيك ‪...‬‬

‫بوعي والالوعي‬ ‫أخط دربك دون أمري‬ ‫وأسير فيه وإليك يسابقني‬ ‫قدري‬ ‫يا وعد عمري ‪ ...‬اخفض عن‬ ‫أملي مقدار المهر‬ ‫أريد زهوا يبهرج الروح‬ ‫في مرايا العمر ‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫يليق بك الغرور‬ ‫العيدي زروالي‬ ‫المغرب‬ ‫يليق بك الغرور‬ ‫وأنت تديرين ظهرك للبحر‬ ‫اآلن تذكرت نخلك القديم‬ ‫وانا أدق جدار القلب‬ ‫وأنتظر المرور‬ ‫يليق بك الغرور‬ ‫كصنم العاج القادم من أفريقيا‬

‫وتيجان الملوك‬

‫أحاول أن أرسم على شفتيك بسمة‬

‫توعدين بالنصر القادم‬

‫وأسرق منك صورة تذكار‬

‫تمدين رملك جنوبا‬

‫وأنت تقلدين الريم‬

‫انت الموشحة بوديان الذهب‬

‫في خفتها مشيتها رشاقتها‬

‫وبسواقيك الحمراء‬

‫يليق بك الغرور‬

‫يليق بك الغرور‬

‫تحملين هامات القدماء‬

‫تمنطقي بملحفتك‬ ‫واشرعي صدرك لقوافل اإلبل‬ ‫ارفعي رأسك عاليا‬ ‫سنقف تحية للعلم‬ ‫ولحن نشيد علمنا‬ ‫حب الوطن‬

‫‪42‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ُ ُ‬ ‫أتوق‬ ‫فاطمة سعدهللا ‪ /‬تونس‬ ‫‪ ----------‬إلى الم ْشي معْصوبة العيْنيْن‬‫لوح الس ْندباد"‪...‬‬ ‫على " ْ‬ ‫بيْن زرْ قتيْن‪...‬وش ْمس‬ ‫أم ُّد خطاي ‪..‬يتراكم الموج‪/‬‬ ‫فوق أخرى‪...‬وأنا‬ ‫فوق طبقة ْ‬ ‫طبقة ْ‬ ‫بيْن الطبقات‪..‬‬ ‫موجة حينا‬ ‫أراني ْ‬

‫‪43‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫قاربا يحسن التجديف‬ ‫نحْ و الشروق‬ ‫طورا‬ ‫نحو االنصهار‪ْ ..‬‬ ‫وبوصلة ق َّد ْ‬ ‫شوق‬ ‫ت من ْ‬ ‫أو‪....‬شراعا من نسيج الح ْلم ْ‬ ‫هناك ‪...‬‬ ‫ع ْند التحام الكون بالكائنات‬ ‫وانحسار المسافات‬ ‫هناك ‪..‬حيْث ال ستارة تحجب شروق الروح‬ ‫عند تماس انهمار المطر‬ ‫وانصهار اخضرارالموج على شفاه اللقاء‬ ‫أعرف ْ‬ ‫من أ ْنت‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫من أنا‪...‬‬ ‫ولماذا أ ْعشق ذاك المدى الغارق في النور‪...‬‬ ‫موجة تقرأ َّ‬ ‫كف المصير‬ ‫ْ‬

‫‪44‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫ساقية‬ ‫إيمان الخولي‬ ‫ساقية بتلف بينا‬ ‫شمال ويمين‬ ‫واحنا مش عارفين رايحين على فين‬ ‫وال حتى هنيجي منين‬ ‫أصل الساقية دي أنواع‬ ‫منها الكبير ومنها الوسط ومنها الصغير‬ ‫وكل واحده ليها دور‬ ‫الصغيرة بتبدأ بينا من المراهقة لحد العشرين‬ ‫والمتوسطة بتبدأ من الثالثين لحد الخمسين‬ ‫أما الكبيرة يعيني عليها بتبدأ من الخمسين لحد‬ ‫امتى هللا اعلم‬ ‫ساقية غربية وبينا بتلف بتخدنا من أحالمنا بنشوفها بالف وش‬ ‫يا ساقية فين هتودينا‬

‫‪45‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫متحني مره علينا‬ ‫بالش تورينا جراح‬ ‫حلي مره امانينا‬ ‫كل واحد فينا محبوس‬ ‫شايف الدنيا ديا كابوس داخل ساقية‬ ‫امتى نصحى ونفوق‬ ‫ونالقي ايامنا تروق‬ ‫ونقدر نصرخ بصوت عاااااالى‬ ‫عشان نخرج من الساقية‬

‫‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫صفحات العمر‬ ‫نجاة رفيس‬

‫الجزائر‬ ‫في قصيدي‬ ‫اروي حكاية عاشق‬ ‫مل االنتظار‬ ‫خاصم االمل‬ ‫وبقلمي‬ ‫أخط كلمات الوجع‬

‫التقط أحلى‬

‫على صفحات العمر‬

‫الصور‬

‫وبقيثارتي أعزف‬

‫غاب بصري للحظة‬

‫نبرات الحزن‬

‫وابدعت‬

‫على أوتار الزمن‬

‫بصيرتي‬

‫فتتراقص الذكرى‬

‫لتعتنق الجمال‬

‫لتخفي ألم السنين‬

‫وتصور بأبداع‬

‫وتداري دموع العين‬

‫ومع موجات البحر‬ ‫تتماوج اللقطات‬ ‫لتترصد‪....‬شعاع الشمس‬ ‫وترسم بأناقة‬ ‫لوحة فنان‬

‫‪47‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫غدا سنلقاك‬ ‫رمزي عقراوي‬ ‫غدا ! سنلقاك غدا !‬ ‫أيها الطاغوت اللدود‬ ‫لكل الشعوب المحبة للخير‬ ‫وأمجاد السعود‬ ‫عند سفوح الجبال‬ ‫تحت أقدام الوادي الهجود‬ ‫حيث نغمر أنفك الغاشم‬ ‫في أوحال الترب الحقود‬ ‫ونزيل عن الدنيا ‪ -‬ظلما‬ ‫كان ملؤه شتى القيود‬ ‫قيود جميع الطغاة المستبدين‬ ‫برقاب األسود‪!...‬‬ ‫غدا ! أجل غدا !‬ ‫سنلقاك أيها الطاغوت الحسود‬ ‫بقلب ظامئ إلى الثأر‬ ‫واإلنتقام الموقود !‬ ‫بهمة جلها رهبة مخيفة‬ ‫تستهين بكل الوجود‬ ‫بعزيمة قوية مفعمة‬

‫‪48‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫بضربات فصائل (حراس الحدود)‬ ‫الغيورين على تربة بالدهم‬ ‫ليبنوا لها صرح الخلود‬ ‫بأمل باسم بالنصر المؤزر‬ ‫على غدر كل الحشود‪!...‬‬ ‫التي هتكت أعراض‬ ‫النسوة الطاهرات بالوعود‬ ‫التي ما فتأت أن تناثرت‬ ‫هباء كعصف الرعود‬ ‫فحتما ستزول هذي العهود‬ ‫التي أتحفتنا باليأس المقيت‬ ‫ببؤس بهرجة ‪ -‬البنود‬ ‫حيث اضطهدتنا عمدا ‪-‬‬ ‫الفئات المستعبدة للفهود‬ ‫ببطش الدمار بطيش العذاب‬ ‫بأنواع الجحود‪!...‬‬

‫‪49‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫حديث الفراشة‬ ‫شذى االقحوان املعلم‬ ‫هذه األنا أرهقتني‬ ‫أريد نزعها من فضائي‬ ‫كما تنزع دودة القز‬ ‫شرنقتها‬ ‫لتغدو فراشة‬ ‫وكما يصهر الزجاج‬ ‫أريدك‬

‫جنون األسر‬

‫أن تصهر نزقي‬

‫أكره أن يكون ‪...‬هذا املكان‬

‫أنا يا سيد الغياب‬

‫لي وحدي‬

‫أكره الحرية ‪ ...‬وأشتهي‬

‫الصمت والكالم ‪..‬الضوء والظالم‬ ‫لي وحدي ‪ ..‬القهوة والسهر‬ ‫الحزن والسمر‪..‬لي وحدي‬ ‫أنا يا سيدي ‪...‬‬ ‫أشتهي األسر إن كنت‬ ‫سجاني‬

‫‪50‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫تابعو القراءة‬ ‫حسين المحمد‬ ‫سوريا‬ ‫تابعو القراءة مارح تخسروا شيء‬ ‫أنا وحبيبتي‪ :‬من هذا الكائن المرمي على قارعة الطريق‪ ..‬يا إلهي إنه‬ ‫يحتضر‪ ..‬هيا بنا نسعفه إلى اقرب مشفى‪.‬‬ ‫ابتعدوا ابتعدو حالة مستعجلة وخطيرة بين الحياة والموت ‪..‬أفسحوا لنا‬ ‫الطريق‪ ..‬وصلنا غرفة اإلسعاف‪.‬‬ ‫الطبيب‪ :‬من يكون هذا الكائن‪.‬‬ ‫أنا وهي‪ :‬ال نعلم يادكتور ولكن حرارته تجاوزت ‪. 41‬‬ ‫الطبيب‪ :‬مااسمه‪.‬‬ ‫أنا وهي ‪:‬الوطن العربي‪.‬‬ ‫بدأ الطبيب بإجراء الفحوصات وأخذ يقلب الوطن العربي يمينا وشماال وقياما‬ ‫وقعودا‪..‬ثم توجه إليه بالسؤال‪:‬هل هناك اسهال‪..‬ال إجابة‪....‬هل هناك إقياء ‪..‬ال‬ ‫إجابة‪...‬بماذا تشعر ‪...‬بالالشئ‪.‬‬ ‫هز رأسه الطبيب قائال‪:‬حالته خطيرة ويجب أن نقوم بإستئصال أعضائه‬ ‫جميعا‪.‬‬ ‫أنا وهي‪:‬وهل هذا ممكن يا دكتور‪.‬‬ ‫الطبيب ‪:‬نعم والعملية مضمونة وناجحة ولدينا طقم أعضاء جديد ومودرن‬ ‫يناسبه تماما‪.‬‬ ‫أنا وهي ‪:‬ابدأ بإجراءات العملية فورا يا دكتور‪.‬‬ ‫الطبيب‪:‬يجب أن تملؤو هذه اإلستمارة أوال وتدفعو ثمن العملية مسبقا‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫أنا وهي‪:‬ولكن ليس لدينا ماال‪.‬‬ ‫خلعت الحلي الذي تلبسه ووضعته بين يدي الطبيب ‪..‬هذا الحلي أنا اشتريته‬ ‫لها عندما تقدمت لخطوبتها‪.‬‬ ‫الطبيب‪:‬جيد املؤو األستمارة اآلن ‪.‬‬ ‫أنا وهي‪:‬نظرنا باإلستمارة طويال ثم تالقت نظراتنا وأعدنا اإلستمارة فارغة‪.‬‬ ‫الطبيب ‪ :‬بصوت عال لماذا لم تملؤها وكرر السؤال عدة مرات‪.‬‬ ‫أنا وهي‪ :‬إنه لقيط‪.‬‬ ‫الطبيب ‪:‬لقيط ‪..‬لقيط وكيف ذلك‪.‬‬ ‫أنا وهي ‪:‬إلتقطه الزمان مرة واحدة ولفظه وحيدا يصارع هواجسه وأشباحه‬ ‫وأوهامه‪.‬‬ ‫الطبيب‪:‬لنبأ إذا‪..‬أخرج صافرته من جيبه وبدأ بالصفير فاستجابت له األطباء‬ ‫من كل صوب وكل منهم يخرج صفارته ويصفر إلى أن اجتمع حشد من‬ ‫األطباء وزاد الصفير صفيرا إلى أن اجتمعت حشودا من األطباء‪.‬‬ ‫وهنا أخذت فرصتي بمغازلتها ‪..‬بال وطن عربي بال بطيخ‪..‬منين طلعنا‬ ‫هاد‪..‬ولكنها لم تستجيب وكأنني أكلم روحا بال جسد‬ ‫وبدأو يركضون بالوطن العربي إلى غرفة العمليات والوطن ياولداه‪...‬ال من‬ ‫تمو وال من كمو‪ .‬وأغلقوا باب غرفة العمليات وماهي إال لحظات وبدأ‬ ‫الضجيج واألصوات تتعالى من داخل الغرفة وأخذ الضجيج يعلو ويعلو ‪..‬ونفذ‬ ‫صبرنا أنا وهي وبدأنا نطرق الباب وزاد الطرق ومازلنا على هذا الحال إلى‬ ‫أن خارت قوانا وصاحت هي بأعلى صوتها أفتحوا الباب ‪...‬هل هذا المكان‬ ‫مقدس ‪..‬هل هو هيكل سليمان‪..‬‬ ‫وساد الصمت فجأة وجثينا على ركبتينا يأسا وضعفا‪.‬‬ ‫انشق الباب قليال وأخرج كبير الهيكل رأسه من أعلى الشق وتدلى أنفه‬ ‫الخنزيري حتى المس وجهينا باألسفل وقال بصوت ساخر وبارد‪.‬‬ ‫نعم إنه الهيكل‪...‬وتضربوا بهل هيكل‬ ‫خرج األطباء يضحكون ‪...‬لقد نجحت العملية‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وركضنا نحو كبير الهيكل‪..‬بشرنا يادكتور‪...‬مبروك نجحت العملية وزرعنا‬ ‫له قلبا جديدا ومعدة وكبدا وكلى وأمعاء ورأتين وووو‪.‬‬ ‫أنا وهي ‪:‬هل نستطيع أن نكلمه‪.‬‬ ‫الطبيب ‪:‬ال‬ ‫أنا وهي ‪:‬لماذا‪.‬‬ ‫الطبيب‪ :‬لقد مات عقله‪.‬‬ ‫وقفت أمامي فجأة وكانت ألول مرة أجمل النساء على وجه األرض‪.‬‬ ‫وأنتشلتني من يأسي‪.‬‬ ‫دعتني للزواج منها‪..‬للوالدة الجديدة‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫رهبة لعشق اخلاطف‬ ‫نجوى النوي بن أحمد‬ ‫تونس‬ ‫ساعة البزغ ‪...‬بداية الوالدة ‪...‬كل األشياء تحركها سرعة األشياء‬ ‫األخرى‪...‬مشاعرنا طويت بين ضلوع تاريخ غاضب ‪...‬‬ ‫من تكون أحالمنا من ؟‪...‬‬ ‫ومن أي المسافات تأتي ؟ العمر ‪...‬خيط تتقاذفه الذكريات‪...‬يتوه ويمضي‬ ‫‪...‬نصفه عدم وباقيه يشارف نهاية األشياء‪...‬ساعة البداية متطاحنة األماني‬ ‫‪...‬ما عاد للزمن رهبة البدايات وقع الصوت القادم من النهايات سذاجة أحالمنا‬ ‫خلف رؤانا العالم يغرق في بحور الشهوات‪...‬والنفس تبحث عن مرسى يطوق‬ ‫رحلة االغتراب‪....‬فقط حين نتبادل العشق تكبر امالنا وتفتح األبواب‬ ‫الصعبة‪....‬نرفض أصوات الكالم ‪...‬ماذا ستحرك ساعتها ملعقة التاريخ‬ ‫‪...‬ماذا ؟ ‪ ....‬أغنية العودة الى الروح‪...‬عازفها لم ير النوم منذ قرن مضى‬ ‫‪...‬ال زال يحلم بفراش من حرير‪...‬في مكان ال يشبه المكان ‪..‬ماذا أعددنا‬ ‫لبداياتنا؟ وماذا أعد الزمن لنهاياتنا الغامضة ؟ أحضان ملتهبة ‪...‬تحت سياط‬ ‫الماضي ‪..‬الزلنا نرغب في قطف زهرات أخرى ‪ ....‬ساعة البزغ ‪...‬حالوة‬ ‫البداية ‪...‬ترعرع ما بين حاضر ماضي ‪...‬رياح التقاليد تنثر فينا هوى روعه‬ ‫الضياع‪...‬الزلنا نروم العودة الينا قبل الرحيل‪....‬بالحب نعود لروح أفزعتها‬ ‫موجة عشق خاطف‪ ....‬بالحب تفتح أبواب الرغبة‬

‫‪54‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫كلمات أنثى‬ ‫زهرة حممد‬

‫سنوات من االنتظار‬ ‫معك رأيت ما رأيت‬ ‫فيها من خريك وشرك‬ ‫ولكن رغم كل هذا‬ ‫ما زلت احبك‬

‫‪55‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫أزياء‬

‫‪56‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ناصر إبراهيم‬

‫‪57‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ضيف عدد الفنان الشاب‬ ‫ريسام امللي‬ ‫حوار ‪ ..‬ليلى جواد‬

‫رسام مبدع ولد عام ‪ 1997‬في العراق في محافظة املوصل ترعرع في املوصل في تلك‬ ‫الفترة يرى والده ابراهيم امللي يرسم لوحات فنية رائعة تعلم الرسم من والده وكان‬ ‫والده املشجع واملحفز األول له *يقول ريسام كنت أحاور لوحات والدي وافسرها‬ ‫بنفس ي * كان حبه للوحات والده سبب في ابداع موهبته في الرسم ‪.‬ريسام شاب كان‬ ‫في العمر ‪ 16‬عام يرسم لوحات في غاية الجمال لوحاته مستوحاه من الواقع ومن‬

‫‪58‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عالم الخيال الذي يغوص فيه الكثير من األشخاص عاى نحو الخصوص الشباب‬ ‫ملا يحملوه من فكر متشابة ‪ .‬لوحة او اثنين من لوحات خيال ‪.‬‬ ‫شارك في مهرجانات وبازرات عديدة ومنها‬ ‫مهرجان السالم العالمي وبازار ام الربيعين‬ ‫وبازار شبابنا عطائنا وحصل على عديد‬ ‫من الشهادات التقديرية ‪ .‬في عام ‪2015‬‬ ‫شهدت املوصل دخول داعش وحصل‬ ‫الكثير من الدمار والخراب ‪ ،‬وكانت‬ ‫الحياة منهارة بالنسبة الى سكان املوصل‬ ‫لكن لكل قاعدة إستثناء كان ريسام على‬ ‫رغم من الخوف الذي كان يسكن املوصل كان هو مصر على تغير ش يء ما ‪ ،‬كان هذا‬ ‫التغير هو إصرار على تعلم اللغة اإلنجليزية و التركية‪ ،‬في ذلك الوقت كان الكل يفكر‬ ‫باألستيقاظ صباحا على قيد الحياة كان ريسام يتقن اللغة اإلنجليزية و التركية‬ ‫وبالفعل اتقنها بسبب حبه لتطوير مهما كانت الظروف ‪.‬لم يترك الرسام فرشاته ألي‬ ‫سبب كان ظل يرسم كل ما يشاهده ويشعر به اذا كان ذلك واقع ام خيال‪ ،‬رسم‬ ‫الشاب الطموح واقعه املرير الذي يعيشه ال بل يعيشها سكان املوصل بأسرها ‪ .‬يقول‬ ‫ريسام خرجت يوما من منزلي حامال بيدي لوحاتي فصادفني احد عناصر داعش فرأى‬ ‫بيدي لوحات وكانت هذة اللوحات تتحدث عن رسم وجوه بعض األشخاص فسألني‬ ‫من رسم هذه الخرافات فأجبته أنا‪ ،‬فبدأ باستخدام ألفاظ سيئة وكلمات بذيئة فقال‬ ‫لي يجب عليك أن تعاهدنا بعدم رسم هذه الخرافات وإال سنقيم الحد عليك ‪،‬فأجبته‬ ‫بنعم فقط لم أتحدث ش يء بعدها ‪ .‬لكن كانت كلمة( نعم )قالها الرسام لم يطبقها‬ ‫وظل يرسم كل ما هو صادق وحقيقة ‪ .‬لوحة او ‪ 2‬عن داعش ‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫سألنا الرسام ريسام امللي عن مثله األعلى في حياته فأجاب من دون تفكير( أبي ) هو‬ ‫من علمني كل حرف وخط وعلمني مسك الفرشاه ورسم الحياة عل على لوحة بيضاء‬ ‫بفضل هللا تمكن شاب لم بيلغ ‪ 20‬من عمره‬ ‫من فتح معهد ألستمرار طموحه في تغير‬ ‫الحياة وبث البسمة في قلوب قبل الوجوة‬ ‫معهد لتعلم الرسم وخرج العديد من‬ ‫الطالب والطالبات‪ *.‬لم يقل ريسام أنا‬ ‫أفتخر بنفس ي لفتح املعهد او لتعلم الطالب‬ ‫الرسم بل قال أفتخر بهم ألنهم تخرجوا‬ ‫مبدعين في الرسم ‪.‬عندما تحدثنا مع ريسام عن نظرته عن مستقبل الرسام في العراق‬ ‫هل هو مدعوم ام ال وهل يجب ان يخرج من عراق لكي يطور موهبته او يبقى هنا‬ ‫ويثبت التطور‪ ،‬أجاب أنا مهم في بلد مهم ووجودي يعتبر تطور لعراق وملدينتي العريقة‬ ‫املوصل بخروجي ستخسر املوصل أحد أهم رساميها والرسام هو من يوثق كل ما يجري‬ ‫فيها ‪*.‬يذكر أن بعد خروج داعش من املوصل تم دعوتي الى هولندا لتطوير رسم لكني‬ ‫إصراري على بقاء في بلدي أفضل ‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫الرسام ريسام امللي شاب في عمر ‪ 21‬عام أثبت لكل شخص مهمه يجب اتقانها على‬ ‫أتم وجه ‪،‬نشاهد اليوم في مواقع التواصل اإلجتماعي أن الشباب هدفهم الشهرة في‬ ‫أبسط املواقف لكن ريسام قبل أن يكون رسام هو شاب يحب املساعدة متواضع في‬ ‫كلماته ‪،‬بعد خروج داعش سعى إلى التغير ش يء بسيط ولو زرع نبتة صالحة وذات‬ ‫ثمرة جميلة ‪،‬سعى إلى تغير األطفال الذين تعرضوا إلى ما يعرف (بغسيل الدماغ )‬ ‫فعمل متواصل على تعليمهم الرسم وتغير أفكارهم نحو الحياة واألمل من خالل‬ ‫رسمهم ما يجول في خاطرهم ‪.‬‬

‫نختم هذا األبداع والتميز بطموح ريسام الذي يعبر عن تألق الرسامين في بلدنا العراق‬ ‫(طموحي أن اكون رسام أحمل أسم مدينتي واصل إلى النجومية ألخدم بلدي من خالل‬ ‫أعمالي الفنية التي تتحدث عن الواقع وتوثق كل ما يحصل رغم أختالف األحداث )‬ ‫يتألق الرسام ريسام امللي في رسمه كنجمة ملعة في السماء‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫عاشق وفيا‬ ‫محمود زين االسيوطي‬ ‫•••••••••••••••••••••••••••••••‬ ‫على شفا النهاية اشعلت بالقلب غيا‬ ‫~~‬ ‫عنوان االنوثة على وجهها والصوت لحنا شجيا‬ ‫~~~‬ ‫وجه في ليلة ظلماء دليلي كنجم الثريا‬ ‫~~‬ ‫حبيبتي في السماء قمرا وعلي االرض ان خطرت تجثو لها الورود مليا‬ ‫~~‬ ‫الئم ناداني شيب بدا وتكتب في الغرام شعرا شهيا‬ ‫~~~‬ ‫يا الئمي في هواها اليك عني فلست نبيا‬ ‫~~~~‬ ‫وقبل اللوم ادعو هللا ان يجعل أمر قلبي بكلتا يديا‬ ‫~~‬ ‫فحبيبتي إن هممت أكتب اراها كأنها تسكن مقلتيا‬ ‫~‬ ‫كفها الديباج رباااه كم هو نديا‬ ‫~‬

‫‪62‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وكأن أظفر بنانه يصاغ منه حليا‬ ‫~~~‬ ‫فقلبي قبلها كان يأبى الهوى وصار لها عاشقاوفيا‬ ‫~~~‬ ‫بعيده ويبدو لي نور وجهها امامي ظاهرا جليا‬ ‫~~~‬ ‫كنت قبلها بال أمل عمري مهدور مهموم شقيا‬ ‫~~~~‬ ‫وحين أبصرت عينيها أشرق وجهي وقلبي فرحا رضيا‬ ‫~~~‬ ‫وإني لغريب العشق عنيد عصيا‬ ‫~~~‬ ‫حتى أني تمنيت الموت لكلينا ان صارت بالموت إليا‬ ‫~~~~~‬

‫‪63‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫كلمات‬ ‫أمير جابر‬ ‫قلبي هواها‬

‫ليت قلبي ما هواها‬

‫اسمي فداها‬

‫أردتها‬ ‫َعشقتها‬

‫َ‬ ‫صعب ِجراها‬

‫هي حلمي‬

‫عيني بالها‬

‫تمنيت لو انني عشته‬

‫يحرم رؤاها‬

‫يا ليتها‬

‫عبق عطرها‬

‫حاكت سكوتي‬

‫النفاس ي محاها‬

‫وواست مدمعي‬

‫ذلني هواها‬

‫وليتها‬

‫لم ارى سواها‬

‫ادركت ما بقلبي‬

‫ماذا دهاها‬

‫وبين ذراعيها حوتني‬ ‫َ‬ ‫ف َيا ليتها‬

‫حياتي بالها‬

‫َ‬ ‫دحرت من هواها‬ ‫َ‬ ‫شهدت عيناها‬

‫ويا ليتها‬

‫تندب حبا تمناها‬

‫ويا ليت التمني َج َد ‪......‬‬

‫صرخت بصمت‬

‫‪64‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫اصوات جمانني‬ ‫براء الكعبي‬ ‫خالل فترة قصيرة مع استماع تلك الموسيقى‬ ‫وددت ابحث عن شيء ما ال اتذكر كان يهمني كثيرا خرجت من باب غرفتي‬ ‫بليلة ممطرة ورمادية على جانبي الزقاق اسمع اصوات‬ ‫قمت بالبحث عنه رأيت رجل عجوز معه عكازة يشبه جدي جيدا كان جميل‬ ‫عصبي المالمح النور الساطع بوجه كان ينضر الية بلطف ومكان واحد‬ ‫تقربت منه اراه لم يساعد شيء لربما الرجل (بصير) بدأ يتساءل تساؤالت‬ ‫كثيرة‬ ‫اردت ان اسأله ماذا تفعل هنا لكن قبل ان سأله سألني الى اين ايتها الجميلة‬ ‫اين ذاهبة بهذه الليلة ليلة ممطرة ينتابها الخوف‪ .‬نائمين جميعا‬ ‫قلت له ذاهبة النتحر ضحك بصوت عال‬ ‫عرفت انه رجل دين بدأ يكلمني واتأثر بكالمه‬ ‫بدأت أتساءل لما انا هنا وماذا افعل ولماذا كذبت على الرجل وقلت انا ذاهبة‬ ‫النتحر‬ ‫على جانبي الرصيف كان هناك مشردين ضائعون واقفين جميعا ألجلي ذهبت‬ ‫معهم‬ ‫وجدت نفسي مع ردهة من المجانين ربما جئت ألبحث عنهم •••••‬ ‫(ذهبت مع المجانين وفي مكان يحتويه مشردين لعل اجد نفسي بينهم فهذا‬ ‫الواقع البأس ال يليق بي والمجانين جميلون )‬

‫‪65‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مسرية األلف ميل تبدأ بألفني دينار‬ ‫غزاله الزيدي‬ ‫وأنا أحلم بحياة أخرى ارى الوضع المادي ألغلب العوائل مترديا حيث ال يقل‬ ‫مصروف الطفل العراقي المفتوحة شهيته على الشراء ألقل من ألفين دينار‬ ‫هذا ما أكده جاري البدين عندما تجاذبنا اطراف القهر ليلة أمس ‪.‬‬ ‫وعند رجوعي ظهر اليوم من مكان عملي متجهة الى كراج السيارات بالقرب‬ ‫من ساحة كهرباء الوطن ‪ ،‬عفوا قصدت ساحة كهرمانة وانا أشاهد العاطلين‬ ‫عن الحياة يتناثرون على أرصفة الطرقات كحبات لؤلؤ تنقصها خواتم فضية‬ ‫ليكتمل المعنى ‪.‬‬ ‫تبادر الى ذهني شراء سكين صغيرة لتقطيع حبات الخضار كي تكون "‬ ‫زالطة " أنيقة ‪ ،‬وجدت ان أغلب البضائع الموجودة صينية الصنع ولم نحتذي‬ ‫بهم يوما رغم أن المثل الشائع يقول ( من عاشر القوم اربعين ليلة صار‬ ‫منهم ) ‪.‬‬ ‫المهم أنني اقتنيت مايالئم ونقود محفظتي الصغيرة ‪.‬‬ ‫حتى وصلت كراج األخوة ‪ ،‬هذا ماكتب عند مدخله الحظت شابا فتيا يتأبط‬ ‫كتابا منهجيا ويتحدث الحد سائقي السيارات بلغة العاطفة حيث كان السائق‬ ‫يصرخ بوجهه " شدعوه ألفين متكلي قابل جنت مبيتها يمك هي كلها ساعتين‬ ‫زمان " ليرد عليه الشاب بكلمته الثابتة دائما " والعباس أبو فاضل أني أشتغل‬ ‫باليومية ‪ ،‬ومالي عالقة بالمبلغ "‬ ‫ساعتها جاءت في بالي الومضة التي يقول ‪:‬‬ ‫أيها النساجون أريد كفنا واسعا ألحالمي ‪..‬‬

‫‪66‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫حنر ميثاق الشرف‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫حينما تنهار الثقة العوام وتدنس االخالق‬ ‫بين شركاء العمل في كل جوانب الحياة‬ ‫فمن الصعب ان يلتئم هذا التصدع وتعاد‬ ‫صياغة الثقة من جديد بوثيقة القيم االدبية‬ ‫المفقودة لتكون‬

‫بديال عن‬

‫الثوابت‬

‫االخالقية واالنسانيه‪.‬‬ ‫في ظل العمل السياسي وطيلة الفترة‬ ‫الزمنية السابقة ظل الفرقاء السياسيين‬ ‫في العراق يترصد بعضهم للبعض االخر‬ ‫ليوقع به ويسقطه في نظر جمهوره نتيجة العتبارات واسقاطات ذهنية اما‬ ‫للخلفيات العرقية والعقائدية والطائفية والقومية او للخلفيات التاريخية في‬ ‫جذور كل منهما وتوجهاته وتاثير نتائج حركة التاريخ التي سحقت البعض‬ ‫وحملت البعض نحو االفق الالمتناهي للسلطة‪.‬‬ ‫ولم يفلح الدستور في ضبط جماح الخالف وقيادة بوصلة (االخوة االعداء)‬ ‫باتجاه القيم العليا والمصلحة الوطنية للبلد من خالل ماورد فيه من فقرات‬ ‫وقوانين تعطي االولوية لمصلحة الوطن والمواطن قبل مصالحهم الذاتية التي‬ ‫تحكمت سلبآ في العملية السياسية واثرت على مشاريع البناء واالعمار‬ ‫واالستقرار االمني للبالد‪.‬‬ ‫برعاية االمم المتحدة تمت صياغة ميثاق الشرف للكتل السياسية قبل‬ ‫االنتخابات الذي يتكون من اثنين وعشرين بندآ ينظم عملية التعامل الشفاف‬ ‫بينهم واحترام النتائج وعدم التاثير على الناخب كما اكد على االبتعاد عن‬ ‫التسقيط السياسي ونقاط اخرى اليسعنا ذكرها‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫الملفت للنظر ان رؤساء الكتل لم يحضروا وحضر من يمثلهم للتوقيع على‬ ‫بنود الميثاق‪ ،‬كما ان الموقعين اكدوا من خالل تصريحاتهم ان هذا الميثاق‬ ‫هو اخالقي وادبي وليس قانوني‪ ،‬والنعرف لو كانت بنوده قانونية هل يتم‬ ‫االلتزام بها ام ال؟‪.‬‬ ‫كم هي مواثيق الشرف التي تم نحرها وكانت في مهب الريح‪ ،‬ولماذا يحتاج‬ ‫الشرف الى وثيقة والتحكمكم بنود الدستور والقيم االنسانية؟‬ ‫اعتقد ان فقدان الثقة بين الفرقاء السياسيين والكتل السياسية دعت الى هذا‬ ‫الميثاق وهو مخجل اذ كيف تحكمون البلد وترشحون والثقة مفقودة بينكم ؟‬ ‫هذا يؤكد عدم اهليتكم لمسك زمام السلطة ويذكرني هذا بطائفيتكم المقيتة التي‬ ‫دمرت الشعب ولم يكن الشعب طائفيآ كما ان دعوتكم المتكررة لمصالحة‬ ‫مجتمعية والشعب متصالح مع نفسه وانتم المتخاصمون بحثآ عن المنافع‬ ‫واالمتيازات وتتالعبون بالفاظكم لكسب ود الشارع العراقي وربما ارباكه‪.‬‬ ‫لقد توضحت الصورة بعد ان كانت ضبابية لدى الشعب ونعتقد بان التغيير‬ ‫قادم ولو بخطوات فمسافة االلف ميل تبدا بخطوة وعلى الناخب ان اليلدغ من‬ ‫جحره مرتين‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫الغيابات فقط‬ ‫تعلمك مبن حتب‬ ‫ومن يشتاق الك‬ ‫ويتمىن وصالك‬ ‫البارون االخري‬ ‫‪69‬‬

‫عدد ‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪61‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫ألرسال النصوص البريد‬ ‫‪tzozo000@gmail.com‬‬ ‫موقع الويب للمجلة‬ ‫‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬

‫‪70‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.