مجلة زهرة البارون عدد 62

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫‪62‬‬

‫‪2018‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫‪1‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫جملة زهرة البارون‬

‫للنشر‬ ‫االلكتروني‬

‫رئيس التحرير‬

‫الموصل‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫د‪ .‬سناء عبد هللا عزيز الطائي‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫المحررون‬ ‫احمد محمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫هادية قصبة فرحات ‪/‬الجزائر‬

‫شريف العرفاوي ‪/‬تونس‬ ‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬

‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫عبد الرسول الكعبي ‪ /‬عراق‬ ‫ليلى جواد ‪ /‬العراق‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..................................................................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫نجيب الريحاني ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7............................................................................‬‬ ‫عقلنا عندما ينتخب ‪ /‬د‪ .‬فارس تركي ‪13.........................................................................‬‬ ‫التذوق الفني ‪ /‬د‪ .‬عبد السالم الجبوري ‪18...................................................................‬‬ ‫ديوان النساء ‪ /‬نوميديا جروفي ‪19..................................................................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫هل انا عدو للمرأة ‪ /‬د‪ .‬احمد ميسر ‪39........................................................................‬‬ ‫ستيرين يمين ‪ /‬حسام الطحان ‪42.................................................................................‬‬

‫شعر‬ ‫أخر ‪ ..‬دور ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪43.......................................................................‬‬ ‫الرجوع ‪ /‬نرجس عمران ‪44...........................................................................................‬‬ ‫همت بها عشقتها ‪ /‬حازم حازم ‪46................................................................................‬‬ ‫خولة في رقتها ‪ /‬محمود االسيوطي ‪47.........................................................................‬‬ ‫نار الحواس ونور القصيدة ‪ /‬وليدة عنتابي ‪49..........................................................‬‬ ‫باي سر فيك يكتب مرقمي ‪ /‬مريم ذياب ‪51..............................................................‬‬ ‫امل ‪ /‬عبد الكريم الساعدي ‪53.................................................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫جزر الكالم ‪ /‬سامية البحري ‪54................................................................................‬‬

‫عالم املرأة‬ ‫كلمات أنثى ‪ /‬زهرة محمد ‪58......................................................................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫ملهمتي ‪ /‬وليد رمضان ‪60...........................................................................................‬‬ ‫ال تفكر بي ‪ /‬سجى كريدي ‪61.....................................................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫سرطان االرهاب والتطرف ‪ /‬قاسم الغراوي ‪64........................................................‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫اربط احلمار مبكان ما يريد‬ ‫حتت عنوان‬ ‫دولة احلمري‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫هي دولة ليست من وحي‬ ‫الخيال ولكن واقع يعيشه‬ ‫االنسان في مختلف بقاع‬ ‫العالم عندما يتولى الحمار‬ ‫السلطة يجب ان تدرك ان‬ ‫مستوى التفكير سوف‬ ‫ينحدر الى مستوى من تولى‬ ‫السلطة وهنا يجب ان تؤمن‬ ‫بمقولة تقول ( من الصعب‬ ‫ان تكون عاقل في عالم‬ ‫مجنون ) وهي مقولة‬ ‫مشهورة ولكن هناك قضايا‬ ‫تسبب اإلحباط عندما ترى‬ ‫ان االمر اصبح مهزلة بكل‬ ‫ما تحمل الكلمة من معنى فيكون امامك امران أولهما الصدام او التزام‬ ‫الصمت اما األولى فانت اذا ما أقدمت عليه سوف تكون بمستوى من سوف‬ ‫تعلن عليه العصيان والثانية هي الصمت الذي سوف يفهم الحمار انه انتصار‬ ‫وقد قدمت اإلنسانية في يوما هذا نماذج ألولئك الحمير بشكل واسع في تولي‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫زمام السلطة ولكن هناك شخصيات تبرز في تلك الفترة تكون تابعه بامتياز‬ ‫وهي ال ترتقي حتى لدرجة حمار يرغمك الوضع للتعامل معها وقد يكون في‬ ‫هذا ضرر مباشر او غير مباشر من جراء تبني نظريات الحمار في اتخاذ‬ ‫قرارات خيالية بلون الروتين الذي يحتمي به الحمار إلخفاء الفشل والقصور‬ ‫العقلي الذي يعني منه وهذه صفة تشترك كل المجتمع الحميري وهذه‬ ‫الشخصية تحب ان تجمع حولها الفاشلين عن قصد في عدم تميز أي احد‬ ‫ممكن ان يكون له بريق يثبت ان من تولى السلطة يمتاز في هذا الفكر‬ ‫والمقصود فكر الحمار ولكن يجب ان يكون من يعاصر هؤالء ان يتحلى‬ ‫بالحكمة الن الفشلين يزيدون من ابراز االبداع دون استغالل هذا االبداع‬ ‫لصالحهم وكسب الراي العام انه شخصية مكتشفه للشخوص التي يمكن ان‬ ‫تخرجه من أيطار معنى كلمة حمار وهذا ليس بالشيء الغريب الن الحمار‬ ‫مازال يعاني من قصور عقلي وهذا الذي منح الشخصية هذا اللقب والغريب‬ ‫ان الحمار لم يدرك صمت الحكماء انما هو تجهيز لعمل قد يفاجئ كل من في‬ ‫ذلك المجتمع واولهم هو وهم سوف يكون الرد على ما يحصل بطريقة ال‬ ‫يستطيع ال هو وال غيره الرد وال حتى الدفاع عن نفسه الن الحكمة ليس‬ ‫للجميع ان يملكها وهنا يكون الحمار في غفله وهو يظن انه يتمتع باالنتصار‬ ‫وجني الثمار وهو غافي في العسل الذي هو بحقيقة االمر عبارة عن خليط ما‬ ‫بين الماء والسكر وعندما تتطلب شيء من الحمار وهو لم يستجيب ال تنزعج‬ ‫وال تثور الن بهذا ادرك من انت وما تقدر على فعله وهو يحاول تحجيم‬ ‫قدراتك من باب الغباء الذي يتمتع به ذلك الحيوان وليعلم الجميع ان جموع‬ ‫الحمير ليس لها أي بصمة حتى لو جاء في ما لم يأتي به من موثقوا االعمال‬ ‫والسبب واضح الن الحياة علمتنا والدين ان زبد البحر يذهب هباء رغم ان‬ ‫جميع من على الشاطئ يرون هذا ولكن أعماق البحر يكون فيها اللؤلؤ‬ ‫والمرجان وفيها أيضا سمك القرش فحذر أيها الحمار والن اربطك كما تريد‬ ‫انت ألنك في حقيقة االمر مهم فعلت تبقى حمار‬

‫‪6‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫جنيب الرحياني‬

‫الفيلسوف الفنان‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫نجيب الريحاني ممثل مصري من‬ ‫مدينة الموصل ‪ .‬أُسرة الريحاني‬ ‫أُسرة موصلية مسيحية عريقة ‪..‬‬ ‫كتب عنها االستاذ بهنام حبابة في‬ ‫كتابه‬

‫(االسر المسيحية في‬

‫الموصل ) وقال في الصفحة ‪139‬‬ ‫ان هذه االسرة معروفة في محلة‬ ‫الجوالق أي محلة الساعة حاليا‬ ‫او محلة االوس كما تسمى رسميا ‪،‬وهي من رعاية السريان الكاثوليك في مار‬ ‫توما اشتهر منهم القس جرجس الريحاني (توفي ‪ ) 1954‬ومنهم جميل‬ ‫الريحاني وكان موظفا في المعارف بالموصل ومنهم الدكتورة سيرانوش‬ ‫جميل الريحاني ‪ ،‬وقد اشتهر من هذه االسرة الممثل الكوميدي نجيب الريحاني‬ ‫الذي عاش بمصر وتوفي سنة ‪.1949‬‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫كرست جريدة (المدى ) البغدادية‬ ‫عددا من ملحقها (منارات ) العدد‬ ‫الصادر يوم ‪ 3‬نيسان ‪2010‬‬ ‫إلستذكار الفنان الكبير نجيب‬ ‫الريحاني ‪ .‬وكان ممن كتب عنه‬ ‫االستاذ كريم مروة ‪ ،‬واالستاذ محمد‬ ‫صالح ‪ ،‬واالستاذ يوسف العاني ‪،‬‬ ‫واالستاذ مشكور االسدي ‪ ،‬واالستاذ‬ ‫علي مزاحم عباس ‪ ،‬واالستاذ احمد‬ ‫فاضل واالستاذ مهدي عباس‬ ‫وغيرهم ‪.‬‬ ‫شبهه البعض بشارلي شابلن وقال انه ( شارلي شابلن العرب ) وتحدث‬ ‫البعض عن مسرحياته الكوميدية وافالمه ومنها فيلم (غزل البنات ) وفيلم‬ ‫(سالمه في خير ) ‪.‬وعده اخرون " نابغة المسرح العربي " ‪ ،‬ووقف احد‬ ‫الكتاب عند تجربته السينمائية ومسرحياته الكوميدية ‪.‬‬ ‫إبنته (جينا نجيب الريحاني) بحثت عن جذور والدها في الموصل خاصة بعد‬ ‫ان تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي سنة ‪ ، 2008‬وظهرت في‬ ‫المهرجان لتعلن عن اصدار كتاب عن والدها بعنوان ‪ ( :‬نجيب الريحاني ‪..‬‬ ‫شارلي شابلن العرب ) وقالت أنها ستعمل على انشاء متحف ومركز فنون‬ ‫بإسمه ‪ ،‬واطالق جائزة سنوية لفناني المسرح تحمل إسمه ‪ ،‬واخيرا إنتاج فيلم‬ ‫سينمائي عن حياته ‪ ،‬وقالت ان الفنان السكندري حمدي الكيال رسم (‪) 90‬‬ ‫لوحة لوالدها وبحثت عنه ووجدته وقالت ان أُمها ( لوسي دي برناي ) كانت‬ ‫راقصة في فرقة فرنسية وجاءت مصر وعمرها ( ‪ ) 18‬سنة واشتركت مع‬ ‫والدها نجيب الريحاني في مسرحية (كشكش بك ) سنة ‪ ، 1918‬وتزوجها‬ ‫لكنها سافرت بعد ثالث سنوات الى فرنسا سنة ‪ 1921‬بعدما شاهدت نجيب‬ ‫الريحاني مع فاطمة رشدي في حديقة االزبكية ولم تعد الى مصر فقام نجيب‬ ‫الريحاني بالزواج من الفنانة الكبيرة بديعة مصابني وسافر معها الى امريكا‬ ‫سنة ‪ 1924‬والتقى بزوجته االولى وعادا الى بعضهما وانجبا هذه االبنة (جينا‬ ‫) سنة ‪ 1938‬وقد التقت جريدة الشرق االوسط بها وحاورتها في عدد من‬ ‫تشرين الثاني ‪. 2008‬‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫ثم قالت ابنة نجيب الريحاني ان‬ ‫جدها الموصلي كان يعمل في‬ ‫تجارة الخيول الرائجة في‬ ‫الموصل ‪.‬‬ ‫قبل وفاته سنة ‪ ، 1949‬كتب‬ ‫نجيب الريحاني مذكراته التي‬ ‫روى فيها سيرة حياته وبدايات‬ ‫إهتمامه بالفن ‪ .‬وقال ان اول‬ ‫رواية اشترك في تمثيلها كانت‬ ‫بعنوان ‪ ( :‬الملك يلهو ) من‬ ‫ترجمة االستاذ احمد كمال رياض يكن ‪ ،‬وكان تلميذا في مدرسة الفرير في‬ ‫الخرنفش بالقاهرة ‪ ،‬وقد درس اداب اللغة العربية على يد الشيخ بحر ‪ ،‬وقال‬ ‫انه ولد سنة ‪ 1892‬من اب عراقي وام مصرية قبطية ‪ ،‬وامضى حياته في‬ ‫باب الشعرية بالقاهرة وقال ان ابوه مات ‪ ،‬وهو طالب وقد عمل موظفا في‬ ‫البنك الزراعي ‪ ،‬واكمل تعليمه وحصل على البكالوريا وتعرف على عزيز‬ ‫عيد المخرج السوري وعمل معه في فرقة أسسها سنة ‪ 1907‬واضاف انه‬ ‫بين سنتي ‪ 1919‬و‪ 1920‬قدم عدة مسرحيات وبلغ مسرح الريحاني منذ ذلك‬ ‫الوقت اوجه ومن مسرحياته التي اشتهرت مسرحية (العشرة الطيبة ) ‪ .‬وقد‬ ‫احب المصريون مسرحه ‪.‬اصيب بالتيفوئيد وتوفي سنة ‪ 1949‬واسمه اليزال‬ ‫يرن في ذاكرة المصريين والعرب ‪.‬‬ ‫االستاذ يوسف العاني الفنان المسرحي العراقي الكبير ‪ ،‬كتب عن تجربة‬ ‫نجيب الريحاني السينمائية ‪ .‬وقال انه كان قمة من قمم المسرح وعالمة مضيئة‬ ‫في تاريخ السينما المصرية ظل يؤكد حقيقة اليمكن اغفالها او انكارها وهي‬ ‫انه كان يهتم باالنسان وقد قدم منذ سنة ‪ 1916‬وحتى وفاته (‪ ) 81‬عمال‬ ‫مسرحيا كما تألق في السينما ‪ .‬ومن افالمه ( لعبة الست ) انتج سنة ‪1946‬‬ ‫وفيلم (احمر شفايف ) وكال الفيلمين اخرجهما ولي الدين سامح‪ ،‬تالهما فيلم‬ ‫(ابو حلموس ) ثم (غزل البنات ) عرض سنة ‪ 1949‬ومن قبله ‪ 1939‬فيلم‬ ‫( سي عمر ) الذي عرض سنة ‪ 1940‬واخرجه نيازي مصطفى ‪.‬‬ ‫من منا لم يحب أُستاذ حمام المدرس الغلبان الذي يالزمه الحظ السيء طوال‬ ‫حياته وعندما تبتسم له الحياة ليصبح مدرسا خصوصيا البنة الباشا لتعليمها‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫اللغة العربية يكتشف ان الخدم العاملين في القصر يتقاضون اضعاف مرتبه‬ ‫الهزيل فيصاب بالذهول وتتواصل االحداث لتنتهي والموع تسيل على خديه‬ ‫تأثرا وهو يستمع الى اغنية (عاشق الروح ) التي تعبر عن حبه البائس إلبنة‬ ‫الباشا وعندما تشعر بحبه تعتذر له فيضحي في سبيل اسعادها مع من تحب ‪.‬‬ ‫االستاذ مشكور االسدي كتب عن نجيب الريحاني مقالة في جريدة (االيام )‬ ‫في عددها الصادر في ‪ ، 1962-9-27‬وقال انه في سنة ‪ ، 1959‬صدرت‬ ‫من سلسلة كتاب الهالل (مذكرات نجيب الريحاني ) بقلمه بمناسبة مرور‬ ‫عشر سنوات على وفاته ‪ ،‬وقدم لها صديقه االستاذ بديع خيري بمقدمة حفل‬ ‫بها شخصيته الفذة ومع ان الرجل لم يقف طويال عند اصله وفصله واسرته‬ ‫واصلها ونسبها اال انه ينحدر من اسرة عراقية في الموصل ‪ ،‬وله اقارب‬ ‫يعملون في انحاء متعددة من العراق وبعض االقطار العربية‪ .‬وقد اشار‬ ‫االستاذ عبد الحميد الرشودي في جريدة ( االيام ) البغدادية انه من الموصل‬ ‫وهاجر ابواه به وبأخيه االكبر الى مصر وهما صغيران ‪.‬‬ ‫وقال االستاذ مشكور االسدي أن والد الفنان نجيب الريحاني مولود في‬ ‫الموصل ‪ ،‬ومن اسرة الريحاني المعروفة وذهب االستاذ خالص عزمي الى‬ ‫ان نجيب الريحاني نفسه مولود في الموصل ‪ ،‬وقد ولد سنة ‪ 1890‬في مدينة‬ ‫الموصل ‪ ،‬وان بعضا من اسرته حاولوا التحري عن ما خلفه من ثروة في‬ ‫مصر وجاءهم الجواب ان من ورثه اخيه يوسف وتركته كانت عبارة عن‬ ‫بيت شيده ومات قبل ان يسكنه وكان يريد ان يخصصه ليكون ملجأ للممثلين‬ ‫المتقاعدين كما يذكر ذلك صديقه بديع خيري في مقدمة مذكرات نجيب‬ ‫الريحاني وكان ممن يعلم هذه الحقيقة السيد سليم الريحاني الذي كان يعمل‬ ‫في االعمال الحرة ‪.‬‬ ‫وقال ان االستاذ يوسف الريحاني مدير قسم الترجمة في مصلحة الكهرباء‬ ‫الوطنية ‪ ،‬وعمل لفترة في الصحافة واصدر مجلة اسبوعية بإسم ( االخبار‬ ‫المصورة ) عاشت بين سنتي ‪ ، 1942 -1940‬وله معجم ضخم‬ ‫بإصطالحات العلوم والفنون والصناعة والزراعة والكيمياء والفيزياء وما‬ ‫يقابلها باللغة العربية ‪.‬‬ ‫وقد زاره االستاذ االسدي في بيته ‪ ،‬وقال انه اطلعه على شجرة العائلة وقال‬ ‫ان نجيب هو ابن الياس بن قسطنطين بن بهنام بن يعقوب بن عبد الرحيم‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫وعبد الرحيم هذا هو الجد االعلى لالسرة هاجر الى الموصل تاركا مسكنه‬ ‫في خربوط الواقعة غربي ديار بكر ومعه ابنه يعقوب وكان عبد الرحيم يعرف‬ ‫بالصباغ لالقمشة والثياب وزركشتها وتنميقها بااللوان وهو عمل يدخل فيه‬ ‫عنصر الفن من باب جميلة ‪.‬‬ ‫وقد حل لقب الريحاني محل لقب الصباغ في االسرة حين وصف معاصر‬ ‫وأحد احفاد عبد الرحيم بالريحان لرقته وهدوءه وقد تفرقت االسرة فهناك من‬ ‫يعيش اليوم في الموصل ‪ ،‬وهناك من يعيش في االردن وفي مصر أما االصل‬ ‫؛ ففي العراق ومنه وكان االتصال بالمراسلة مستمرا الى وقت قريب بين‬ ‫فرع االردن وبعض افراد االسرة في الموصل ‪.‬‬ ‫كما كان يوسف شقيق نجيب ‪ ،‬يكاتب من مصر المرحوم القس جرجس‬ ‫الريحاني وكان مضمون الرسائل المتبادلة ينحصر في السؤال عن احوال‬ ‫االسرة ‪ ،‬وما الى ذلك من المجاالت وإزجاء العواطف ‪ .‬ويقينا ان هذه الرسائل‬ ‫محفوظة عند احد ما من ابناء االسرة في الموصل ‪ ،‬والتزال دار اسرة‬ ‫الريحاني قائمة تحمل على بابها او على أحد حيطانها تاريخ بنائها الذي يعود‬ ‫الى ماقبل حوال ‪ 200‬عام الى جانب بيت او بيتين من الشعر المناسبين حسب‬ ‫ذوق الذي شيد الدار وهذه الدار واقعة في محلة الساعة (الجوالق او‬ ‫الجوالغ )‪.‬‬ ‫يقول السيد يوسف الريحاني لالستاذ مشكور‬ ‫االسدي ان نجيبا حين توفي كتبت عنه بعض‬ ‫الصحف في سياق نعيه بأنه ابن الياس‬ ‫الموصلي ومن المعروفين من هذه االسرة‬ ‫المرحوم داؤد بن نعمان وهو والد سليم المار‬ ‫ذكره ‪ ،‬وكان اديبا له كتاب بعنوان (بلوغ‬ ‫االرب في امثال العرب ) جمع فيه من‬ ‫االمثال العربية بمقدار ما استطاع وشرحها‬ ‫والكتاب لم يطبع واليزال‬ ‫مخطوطا ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫وتولى بعض افراد االسرة مناصب ذات أهمية اجتماعية في حينه فقد كان جد‬ ‫االسرة يوسف الريحاني عضوا في مجلس ادارة والية الموصل في العهد‬ ‫العثماني ‪ ،‬وأكبر افراد االسرة في الستينات من القرن الماضي (جريدة البلد‬ ‫‪ ) 1961‬هو بهنام شقيق يوسف ديسكي في البصرة ‪ ،‬ومن افرادها الدكتورة‬ ‫سيرانوش الريحاني الطبيبة المتخصصة باالمراض النسائية المعروفة في‬ ‫الموصل وبغداد بعد ذلك ‪.‬‬ ‫كانت ام نجيب غير موافقة على ان يعمل ابنها في التمثيل اول االمر‪ ،‬وقد‬ ‫توفيت سنة ‪ 1922‬وكان اباه قد توفي قبل وفاة امه وكان له اخ اصغر منه‬ ‫اي الثالث بين اوالد الياس اسمه جورج ولد في القاهرة بعد نزوح العائلة اليها‬ ‫‪ ،‬وقد اختفى وحزن عليه نجيب وتفجع عليه في مذكراته ‪ ،‬وهناك من قال انه‬ ‫اسلم وصار يعمل مع الصوفية ‪ ،‬وهناك من قال انه ترهب والتحق بأحد‬ ‫االديرة ‪.‬‬ ‫كان نجيب الريحاني على صلة بأسرته في الموصل ‪ ،‬وعن نصيبه من ثروتها‬ ‫‪ ،‬وكانت ثروتها ارض النفع فيها وعندما كتب مذكراته قال انه سيقتصر على‬ ‫حياته العامة ‪ ،‬واليتوقف عند حياته الشخصية ‪ ،‬وقد قفز في مذكراته من‬ ‫مولده الى سن السادسة عشرة من عمره حين غادر مدرسة الفرير بعد ان‬ ‫تزود ‪ -‬كما قال ‪ -‬بالمؤونة الكافية من تعليم وخبرة ‪ .‬أما قبل ذلك فال شيء‬ ‫والنعرف لماذا اهمل الريحاني الحديث عن اسرته ‪ ،‬وهل ان مذكراته وصلت‬ ‫الناشر ناقصة حيث انها نشرت بعد موته‪.‬‬ ‫واخيرا كان نجيب الريحاني فيلسوفا فنانا ‪ ،‬وكانت الفكاهة والسخرية في دمه‬ ‫‪ ،‬وكانت حياته عبارة عن ضجة صاخبة ويعتبر من بناة المسرح العربي‬ ‫الحديث ‪ ..‬زامل جورج ابيض ‪ ،‬وعزيز عيد ‪ ،‬وروز اليوسف ‪ ،‬وسيد درويش‬ ‫رحم هللا نجيب الريحاني وجزاه خيرا على ما قدم ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫عقلنا عندما ينتخب‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫لقد قلنا سابقا وما زلنا وسنبقى نقول‬ ‫أننا شعوب تفكر بعواطفها ال‬ ‫بعقولها ‪ ،‬شعوب تتبع المنهج‬ ‫الوعظي الخطابي العاطفي الموغل‬ ‫في سذاجته ‪ ،‬تسمع منها الكثير من‬ ‫الكالم والقليل من المعاني ‪ ،‬شعوب‬ ‫لم تُمنح القدرة على إيجاد ولو حد‬ ‫أدنى من االرتباط ما بين أدمغتها‬ ‫وحبالها الصوتية ‪ ،‬فالحبال لديها‬ ‫سائبة وحناجرها الصوتية بدون‬ ‫كوابح وألسنتها ال تتوقف إال‬ ‫البتالع الريق ‪ .‬شعوب ال تقلق وال‬ ‫تتساءل وال تدقق وال تحقق ‪ ،‬بينها‬ ‫وبين أدوات االستفهام عداء مزمن‬ ‫‪ .‬إن هذه الطريقة في التفكير – إذا‬ ‫جاز لنا أن نسميها طريقة تفكير –‬ ‫وفي التعامل مع كل التطورات‬ ‫واألحداث من أصغرها إلى أكبرها‬ ‫هي التي ندير بها حياتنا من األلف‬ ‫إلى الياء ‪ .‬وبما إننا اليوم على موعد‬ ‫قريب من االنتخابات البرلمانية‬ ‫والعرس الديمقراطي في العراق !‬ ‫فلنرى كيف تعامل عقلنا المهذار مع‬ ‫هذه القضية ‪.‬‬

‫واألنزه من أجل سعادة وخير البالد‬ ‫والعباد ‪ ،‬ونحن كذلك نصرخ معهم‬ ‫ونطالب مثلهم لكن السؤال الذي‬ ‫يطرحه العقل الكريه والمنطق‬ ‫البغيض أو قد يطرحه مواطن بسيط‬ ‫يريد أن يعرف ويتعلم من نخبه‬ ‫ومفكريه هو ‪ :‬كيف سنعرف هذا‬ ‫االنزه واالكفأ يا رعاكم هللا ؟ فعلى‬ ‫حد علمنا لم يتم لحد اآلن اختراع‬ ‫جهاز لفحص الكفاءة والنزاهة ‪،‬‬ ‫وليست هناك عالمات محددة قد‬ ‫تظهر على وجه المرشح تفيد بأنه‬ ‫فاسد أم نزيه ‪ ،‬وطبعا ال يمكن أن‬ ‫نوجه السؤال مباشرة للمرشح‬ ‫ونقول له ‪ :‬عفوا هل حضرتك فاسد‬ ‫أم نزيه ؟ فمثل هذا السؤال عبثي‬

‫فالكل يصيح ويصرخ ويطالب‬ ‫بضرورة انتخاب األصلح واألكفأ‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫وجوابه معروف مسبقا ‪ .‬كذلك ال‬ ‫يمكن أن نعتمد على معرفتنا‬ ‫الشخصية بالمرشح وحكمنا‬ ‫الشخصي عليه ألننا جربنا هذا‬ ‫األمر في العديد من االنتخابات‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫فتزيدنا حيرة فوق حيرتنا وقد‬ ‫تدخلنا في حرب أهلية مقدسة ‪ ،‬لم‬ ‫يتبق أمامنا سوى القرعة ‪ -‬حدرة‬ ‫بدرة – ‪ ،‬اللعنة هل سنرهن مستقبل‬ ‫البالد بلعبة حظ ! ‪ .‬يا إلهي ما هذه‬ ‫الحيرة واالرتباك ‪ ،‬كيف الخالص‬ ‫وما هو الحل ؟ ‪.‬‬ ‫كال كال ال بد من وجود طريقة‬ ‫منطقية عقالنية بعيدة عن كل هذه‬ ‫الخزعبالت والطرق الغبية ‪ .‬لكن‬ ‫ما هي هذه الطريقة وكيف نصل‬ ‫إليها ؟ مهال لحظة لقد وجدتها !‬ ‫الحمدهلل لقد وجدتها أخيرا بعد أن‬ ‫شارفت على الضياع والهالك ‪،‬‬ ‫الطريقة بسيطة جدا ومضمونة ‪،‬‬ ‫فما هي هذه الطريقة أيها المفكر‬ ‫الكبير والكاتب النحرير ؟ ‪ .‬الطريقة‬ ‫تتلخص بجعل االنجاز معيار‬ ‫االختيار أي سيتم اختيار المرشح‬ ‫أو الحزب والكتلة السياسية اعتمادا‬ ‫على انجازاتهم وعلى ما قدموه للبلد‬ ‫‪ .‬ومما يسهل المهمة علينا أن كل‬ ‫أطياف الشعب العراقي وأحزابه‬ ‫وتوجهاته الفكرية وااليديولوجية‬ ‫كانت مشاركة في إدارة دفة الحكم‬ ‫منذ عام ‪ 2003‬وحتى اليوم ‪،‬‬ ‫وبالتالي ال يتبقى أمامنا سوى أن‬ ‫نحصي االنجازات وعلى ضوئها‬ ‫نحدد خياراتنا ‪ .‬واالنجازات كما‬ ‫تعرفونها حضراتكم ويعرفها‬

‫السابقة وصدمنا بالنتائج ‪ ،‬إذ كنا‬ ‫نختار من نجزم بنزاهته لكنه ما أن‬ ‫يصل إلى المنصب حتى يصدمنا‬ ‫ويتحول بقدرة قادر إلى ترس في‬ ‫آلة الفساد الجهنمية التي تدير البالد‬ ‫‪ .‬حسنا ماذا بقي ؟ هل نستعين‬ ‫بالسحرة والعرافين ؟ وحتى إذا‬ ‫استعنَّا بهم فمن يضمن لنا أن هؤالء‬ ‫العرافين ليسوا فاسدين ولم يتم‬ ‫شراء ذممهم من قبل المرشح الفاسد‬ ‫‪ .‬فما رأيكم إذا بصالة االستخارة ؟‬ ‫كال فإنها ال تفيد في هذا المجال ألن‬ ‫نتائجها قد تختلف من شخص آلخر‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫القاصي والداني تتلخص بأن‬ ‫العراق اليوم يحتل المراتب األولى‬ ‫في الفساد وانحدار مستوى التعليم‬ ‫وانعدام األمن واألمان وانتشار‬ ‫الحروب واالضطرابات وغياب‬ ‫القانون وانتهاك الدستور وتردي‬ ‫الخدمات والواقع االقتصادي‬ ‫وازدياد البطالة والفقر وانتشار‬ ‫والخرافات‬ ‫واألمية‬ ‫الجهل‬ ‫والخزعبالت وتدمير البنى التحتية‬ ‫والفوقية وسحق الطبقة الوسطى‬ ‫وتمزيق النسيج االجتماعي ‪ . . .‬الخ‬ ‫‪ .‬يا إلهي ‪ ! . . .‬إن النتيجة واضحة‬ ‫جدا وصادمة جدا ينبغي أن ال يتم‬ ‫انتخاب كل من شارك في الحكم‬ ‫وادارة البالد خالل الفترة السابقة‬ ‫وازاحتهم جميعا ! ‪ .‬ولكن كيف‬ ‫تقول مثل هذا الكالم أيها األحمق ‪،‬‬ ‫إن مثل هذا الخيار سيؤدي إلى‬ ‫القضاء نهائيا على الدولة العراقية‬ ‫وسيدخلنا في نفق مظلم ال نهاية له‬ ‫‪ .‬إن االصالح يجب أن يتم بالتدريج‬ ‫من خالل إدخال عناصر وفئات‬ ‫جديدة إلى العملية السياسية بشرط‬ ‫أن تتصف هذه الفئات بالنزاهة ‪.‬‬ ‫لكن المشكلة كيف سنعرف الفئات‬ ‫النزيهة من الفاسدة ‪ ،‬آه ‪ . .‬ال أصدق‬ ‫لقد عدنا إلى نقطة الصفر والمربع‬ ‫األول ‪ .‬هذا فضال عن أن ليس كل‬ ‫الموجودين في العملية السياسية هم‬ ‫فاسدون ‪ ،‬كالم جميل واتفق معه‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫ولكن المشكلة تبقى ذاتها كيف‬ ‫سأميزهم وبخاصة أن الكل يتهم‬ ‫الكل بالفساد ‪ ،‬وكيف سأعرف‬ ‫نزيههم من فاسدهم ‪ ،‬المربع األول‬ ‫مرة أخرى ! ‪.‬‬

‫وهكذا يدور عقلنا في حلقة‬ ‫مفرغة ومجاهيل وظلمات بعضها‬ ‫فوق بعض ‪ ،‬فإصالح البلد يتطلب‬ ‫منا أن ننتخب النزيهين ‪ ،‬وانتخاب‬ ‫النزيهين يتطلب أن نعرفهم‬ ‫ونميزهم أوال ‪ ،‬ولحد األن لم نجد‬ ‫آلية أو وسيلة موثوقة تمكننا من‬ ‫معرفتهم وتمييزهم ‪ ،‬وإذا انسحبنا‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫وتركنا القضية برمتها ولم ننتخب‬ ‫سنضمن وصول الفاسدين إلى‬ ‫السلطة مرة أخرى ‪ ،‬وهكذا دواليك‬ ‫حلقة ودوامة جهنمية ال ترحم وال‬ ‫تهادن تعصف بنا وبحياتنا وبآمالنا‬ ‫وطموحاتنا ‪ .‬إن هذه النتيجة‬ ‫المنطقية تؤكد الحقيقة التي بدأنا بها‬ ‫هذا المقال ‪ ،‬وهي اننا نفكر‬ ‫بعواطفنا وأن صراخنا وأقوالنا‬ ‫وشعاراتنا ال قيمة فعلية لها عندما‬ ‫تعرض على المنطق وتمتحن‬ ‫بالعقل ‪ ،‬وإن قيئنا الكالمي ال يدل‬ ‫إال على سوء الهضم المعرفي‬ ‫المزمن المصابة به عقولنا ‪ .‬لذلك‬ ‫أيها السادة وبدال من الصراخ‬ ‫والصياح وبدال من توعد الناس‬ ‫البسطاء بالويل والثبور وعظائم‬ ‫األمور إذا لم يشاركوا في‬ ‫االنتخابات علينا أوال أن نجد‬ ‫إجابات منطقية ‪ -‬وليست خطابية ‪-‬‬ ‫لألسئلة واألحاجي التي ذكرناها في‬ ‫أعاله وال بأس أن نلخصها باآلتي ‪:‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫السابقة وكنا خاللها ننتخب دائما‬ ‫من نعتقد بنزاهته وعفته ؟ ‪.‬‬ ‫السؤال الثالث ‪ :‬رب قائل يقول أن‬ ‫السبب هو االختيار الخاطئ ‪ ،‬فهل‬ ‫يعقل أيها العقالء أن كل خياراتنا‬ ‫خالل كل االنتخابات السابقة كانت‬ ‫خاطئة بالصدفة ؟ يا سيدي حتى لو‬ ‫تعمدنا ذلك لما وصلنا إلى هذه‬ ‫الدرجة المخيفة من التواطؤ ‪.‬‬ ‫السؤال الرابع ‪ :‬هل إن الشعب غير‬ ‫مؤهل للديمقراطية ؟ وإذا كان غير‬ ‫مؤهل لماذا تدفعونه دفعا لألعراس‬ ‫الديمقراطية ‪ ،‬ولماذا تراهنون على‬ ‫سداد اختياره ؟ ‪.‬‬

‫السؤال األول ‪ :‬هل هناك فعال‬ ‫طريقة لمعرفة النزيه من الفاسد ‪،‬‬ ‫وإذا كانت موجودة فما هي هذه‬ ‫الطريقة ؟ ‪ .‬أفيدونا أفادكم هللا ‪.‬‬

‫اعتقد أن إيجاد أجوبة مقنعة‬ ‫ومنطقية عن هذه التساؤالت يتطلب‬ ‫منا مغادرة طريقة التفكير السطحية‬ ‫والمريحة من نوع ‪ :‬المحاصصة‬ ‫سببها الفساد والفساد سببه‬

‫السؤال الثاني ‪ :‬هل انتخاب من‬ ‫نظنهم نزهاء سيؤدي فعال إلى بناء‬ ‫البلد ‪ ،‬وإذا كان الجواب باإليجاب‬ ‫لماذا لم يتحقق ذلك في السنوات‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫المحاصصة ‪ ،‬والديكتاتورية سببها‬ ‫وغياب‬ ‫الديمقراطية‬ ‫غياب‬ ‫الديمقراطية سببه الديكتاتورية ‪،‬‬ ‫وعدم اختيار الشخص النزيه يؤدي‬ ‫إلى الفساد والفساد يؤدي إلى عدم‬ ‫اختيار الشخص النزيه وهكذا‬ ‫دواليك الكل سيخبرك ‪ -‬بثقة العالم‬ ‫ونبرة المجرب والخبير ‪ -‬بأن‬ ‫الدجاجة من البيضة والبيضة من‬ ‫الدجاجة ولكن أبدا لن تجد من يقول‬ ‫لك من أين أصال أتى االثنان‬ ‫البيضة والدجاجة ‪ .‬نعم ينبغي أن‬ ‫نغادر هذه الطريقة وينبغي أن نقدم‬ ‫إجابات بعيدة عن هذه األالعيب‬ ‫الصبيانية ‪ ،‬إجابات تقول لنا لما‬ ‫يحصل كل هذا ؟ لماذا ينتشر عندنا‬ ‫الفساد والديكتاتورية وتنتهك حقوق‬ ‫اإلنسان ‪ ،‬لماذا تأخرنا في كل شيء‬ ‫وانحططنا في كل المجاالت ‪ ،‬لماذا‬ ‫الديمقراطية واالنتخابات تخلق‬ ‫مشاكل بدل أن تقدم حلول ‪ ،‬لماذا‬ ‫نبدو عاجزين تماما عن إيجاد حل‬ ‫لمعضلتنا ‪ ،‬لماذا استراحت عقولنا‬ ‫للسطحية والجهل والخزعبالت ‪،‬‬ ‫لماذا اعتادت أعيننا على القبح‬ ‫وآذاننا على البذاءة ووجوهنا‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫وجلودنا على التلون وأخالقنا على‬ ‫والخنوع‬ ‫والمداهنة‬ ‫الرياء‬ ‫والالمباالة والقدرية المخيفة ‪ ،‬لماذا‬ ‫ال تصدمنا أحوال شوارعنا ومدننا‬ ‫وقرانا حجرا وبشرا ‪ ،‬لماذا نبدو‬ ‫وكأننا نسير إلى حتفنا األسود بدون‬ ‫أن نحرك ساكنا بل واألنكى من‬ ‫ذلك نبدو وكأننا نستعجل الوصول‬ ‫‪ ،‬لماذا ولماذا ولماذا ‪ . . .‬؟ ‪.‬‬ ‫إن اإلجابة على هذه التساؤالت‬ ‫المؤلمة ال يمكن أن تتم بدون أن‬ ‫نرجع إلى الجذور ونحاور البدايات‬ ‫ونستكشف خط الشروع األول ‪،‬‬ ‫فلكل شيء بداية فلنحاول أن نجد‬ ‫البدايات األولى لما نحن فيه اليوم ‪،‬‬ ‫علنا نجد األجوبة وبالتالي نجد‬ ‫العالج الشافي ألمراضنا وأسقامنا ‪.‬‬ ‫وأخيرا رجاء حار إذا لم نستطع أن‬ ‫نجيب عن كل هذه األسئلة بطريقة‬ ‫منطقية وعقالنية فعلى األقل نرحم‬ ‫الناس من زعيقنا ليل نهار حول‬ ‫ضرورة االنتخاب وضرورة‬ ‫انتخاب الشخص المناسب ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫التذوق الفني‬ ‫د‪ .‬عبدالسالم الجبوري‬ ‫مما ال شك فيه أن األنسان يتميز بقدرته على التكييف والتوافق مع مفردات‬ ‫الحياة اليومية ويتفاعل معها عن طريق الحواس المتاحة لديه سواءا كان‬ ‫البصر أو السمع أو اللمس أو التذوق ‪ .‬ولما كانت الفنون بشكل عام وعلى‬ ‫أختالف تخصصاتها تعمل على تنمية سلوك الفرد والمتعلم وتوجيهها تربويا‬ ‫وفنيا وتعمل للوصول الى نفوس المتعلمين وتحريك انفعاالتهم لغرض صقل‬ ‫وتهذيب أذواقهم وقيمهم والتذوق بشكل عام هو األحساس األنفعالي والحركي‬ ‫واألدراكي وألجل التمييز بين نوعين من التذوق نقول ‪ :‬هنالك تذوق بوصفه‬ ‫حاسة يتذوق من خاللها األنسان الشئ لمعرفة درجة حرارته عن طريق‬ ‫اللمس والمر ارة عن طريق اللسان والصوت عن طريق األذن والصورة عن‬ ‫طريق البصر وهكذا ‪ .‬وقد يكون بكل تلك الحواس وربما ببعضها كما‬ ‫يُصورها المشهد القرآني بقوله تعالى ( ُكل نفس ذائقةُ الموت ) والمفسرون هم‬ ‫أولى بتفسير نوع التذوق في ذلك أو كما ورد في المشهد القرآني األخر في‬ ‫قوله تعالى(هذا ما كنزتم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) وهو على األغلب‬ ‫حاسة اللمس أما النوع الثاني هو تذوق بوصفه حكما جماليا وقد ال يكون‬ ‫جماليا ( بمعنى حكما ايجابيا أو سلبيا) يقع ضمن دائرة التذوق والذي يرتبط‬ ‫أساسا بال ُمتذوق والذي يختلف من شخص آلخر تبعا ألختالف ثقافة المتذوقين‬ ‫وحالتهم المزاجية والنفسية على شئ معين قد يكون نصا أو لوحة فنية أو‬ ‫فعالية معينة ‪.‬‬ ‫وبمعنى آخر فإن التذوق الفني هو إتصال بين طرفين أولهما العمل الفني‬ ‫والثاني هو المتذوق وبالتالي أصدار حكم وصفي ناتج عن إحساس إدراكي‬ ‫إنفعالي بأطالق تعابير لفظية مثال ( واو ) اللفظة المستخدمة على صفحات‬ ‫التواصل األجتماعي وهي أصال لفظة أجنبية أ و لفظة ( ياللروعة ) وقد تكون‬ ‫لفظة ( ماشاء هللا) وهي نادرة األستعمال في وقتنا الحاضر للداللة على التذوق‬ ‫الجمالي ‪ .‬وخالصة القول فأن تعدد األذواق يجعل جميع النصوص الفنية في‬ ‫حالة من الرواج المستمر تبعا ألختالف المنذوقين وأختالف ثقافاتهم وهو ما‬ ‫يدعونا للقول ( لوال تعدد األذواق لكسدت البضاعة )‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫دراسة‬ ‫ديوان "نساء" للشاعر و الناقد‬ ‫هاتف بشبوش‬

‫نوميديا ّ‬ ‫جروفي‬ ‫تونس‬ ‫ّ‬ ‫للمرة الثانية أنا أغوص في كتابات الشاعر و الناقد السماوي هاتف بشبوش‪ ،‬و هنا‬ ‫ّ‬ ‫توغلت في ديوانه الشعري الجديد الذي أصدره قبل أشهر قليلة بعنوان (نساء)‪ ،‬و هو‬ ‫الديوان الخامس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إال جل ّ‬ ‫" للمرأة حضور ّ‬ ‫متفتح عارف‪ ،‬فهناك نوع آخر من‬ ‫خفي‪ ،‬ال يراه و يهتدي به ر‬ ‫الرجال بداخلهم حيوان محبوس‪ ،‬ليت هؤالء ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقومون أنفسهم ّأوال‪ ،‬ليتهم يعرفون أ ّن‬ ‫ّ‬ ‫املحبة و ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫فهم هي ما تجعلنا ً‬ ‫بشرا‪ّ ،‬أما الشهوة و الحمية‪ ..‬فال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فربما كانت املرأة ً‬ ‫نورا من نور هللا‪ ،‬رّبما كانت خالقة و ليست مخلوقة‪ ،‬رّبما هي ليست‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مجرد ذلك الشكل " (جالل الدين الرومي)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يقول الشاعر "هاتف بشبوش"‪ " :‬املرأة هي التي تحثنا على الفيض‪ ..‬املرأة التي ترافقنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التراب‪ ..‬املرأة هي ّ‬ ‫السرير الحريري ّ‬ ‫للرجل‪ ..‬هي الحلم الوثير للحبيب"‬ ‫حتى تحت‬ ‫أجمل ما في الحياة‪ ،‬أن تتقاسمها مع إنسان يعرف معنى وجودك‪ ،‬يعرف صدق‬ ‫شعورك‪ُ ،‬يشفي لك جروحك‪ُ ،‬يخلص لك في غيابك‪ ،‬و يبحث عنك ّ‬ ‫حتى في وجودك‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫فالحب و املرأة سبب استمرار الكون‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫أعلم ملاذا أبتسم‪ ..‬فكلمة أنثى ب ّ‬ ‫أكتب عن األنثى ال ُ‬ ‫و يقول نزار قباني‪ " :‬عندما ُ‬ ‫حد ذاتها‬ ‫جمال"‪.‬‬ ‫الرجل مرتبطان ببعضهما البعض‪ ،‬و املرأة ُت ّ‬ ‫كمل ّ‬ ‫املرأة و ّ‬ ‫الرجل في كثير من األمور في‬ ‫هذه الحياة‪ ،‬هذا ما أراد أن يشرحه لنا الشاعر "هاتف بشبوش" في ديوان نساء‪.‬‬ ‫يوما‪ " :‬ال تعشقني بعينيك‪ّ ،‬بما تجد أجمل ّ‬ ‫كما قال شاعر املرأة ً‬ ‫مني‪..‬‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫تتشابه ً‬ ‫ُ‬ ‫أبدا "‪.‬‬ ‫فالقلوب ال‬ ‫اعشقني بقلبك‪،‬‬ ‫ديوان نساء فيه عناوين مختلفة و ّ‬ ‫لكل مغزى من وراء الكتابة‪ ،‬هو تجسيد للواقع و‬ ‫ّ‬ ‫الحقيقية للمرأة كما رآها و كتب عنها هنا في هذا الديوان‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لو ّ‬ ‫نتمعن في كتابته‪ " :‬ليست الشجاعة في أن تغوي أكثر من امرأة‪ ،‬بل الشجاعة في‬ ‫ُ‬ ‫أن تغوي املرأة ذاتها أكثر من ّ‬ ‫فاإلغواء ليس‬ ‫مرة " فهي حكمة بليغة و تحمل الكثير ‪،‬‬ ‫ُ ً‬ ‫الرجل‪ ،‬بل إغواء نفس املرأة التي ُي ّ‬ ‫بال في ّ‬ ‫حب‬ ‫شجاعة‪ ،‬و إغواء أكثر من امرأة ليس ن‬ ‫ّ‬ ‫كل ّ‬ ‫مرة بطرق مختلفة‪ ،‬من مفاجآت و هدايا و لو كلمة حلوة‪.‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل النساء حيث ال ير غيرها في‬ ‫ألن تلك املرأة تكون بالنسبة له النساء جميعا‪ ،‬و هي‬ ‫عينيه و لو كان ً‬ ‫بعيدا عنها‪.‬‬ ‫هذا ما ّ‬ ‫قدمه لنا الرائع نزار قباني حيث كانت بلقيس سيدة النساء عنده آلخر عمره‪.‬‬ ‫و ً‬ ‫جوابا على ما كتبه لنا الشاعر هاتف عن اإلغواء يكون الجواب على لسان حواء‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫" ال يغويني رجل يشتهي حصد قلوب النساء‪ ،‬بل يأسرني من ُيدخلني قلبه و يكتب‬ ‫ّ‬ ‫على بابه‪ً :‬‬ ‫عفوا محجوز‪ ..‬احتلته ملكتي بكبرياء"‪.‬‬ ‫في قصيدة ( في ّ‬ ‫حب صغيرة) يقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الحب‬ ‫سينطق‬ ‫من‬ ‫الرهيفة من د س ّ‬ ‫تلك الكلمة ّ‬ ‫النار‬ ‫ر‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫افي ال ينتمي ّ‬ ‫أو من دين خر ّ‬ ‫للسماء‬ ‫ُ‬ ‫سيفتح ذر ّ‬ ‫اعيه في البدء‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫لهوى و عناق مدللة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرسمي‬ ‫من سيحطم أيقونة االحترام‬ ‫بين عود خمسيني‬ ‫و لحمها الطر ّي املعافى‬ ‫ّ‬ ‫من ُيداني الشفاه‬ ‫ّ ّ‬ ‫لتأدية الشريعة بإتقان و خشوع‬ ‫من سيرمي أكاليل الغواية و ّ‬ ‫السراويل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كي ندخل عراء الليل الفردوس ي مثلما الشجر‬ ‫من سيدخله في بادئ الخلق‬ ‫مع ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطفولية‬ ‫التنهيد و امتصاص لهفتها‬ ‫أو يعينه عند اهتزاز الخصب الجميل‬ ‫ّ‬ ‫ثم ُيداري خجل االنتهاء‬ ‫ُ‬ ‫حين يرتدي ثقل مالءات خلعت‬ ‫ّ ّ‬ ‫الشبق ّ‬ ‫الرئيفة‬ ‫بقدرة ربة‬ ‫ّ‬ ‫من‪ ..‬و من سيدله على وسادته‬ ‫كي يستريح من ذهول‬ ‫على لوحة عارّية‬ ‫تخلو من ّ‬ ‫الزغب األصفر‬

‫‪21‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫أليغون شيلي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ما يقصده الشاعر هو ّأنه تسقط ّ‬ ‫التواريخ كلها في رغبة و توقف املشاريع على وعد‬ ‫و ُيختزل الحاضر و املاض ي في رحلة اآلتي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و هي الطريق منه و عليه‪ ،‬فيه و عنه و إليه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بالنظرة و هي ّ‬ ‫فعجبا الجتياح الخمائر ّ‬ ‫ً‬ ‫النظرة و الطريق‪.‬‬ ‫و في شذرته التالية يقول‪:‬‬ ‫علي حالتي املز ّ‬ ‫حينما ُت ّلح ّ‬ ‫اجية‬ ‫أسافر ّ‬ ‫ُ‬ ‫للسياحة‬ ‫أو ألتقي حبيبة باتت ُت ّ‬ ‫ؤرقني‬ ‫أطير‪ ...‬و ُ‬ ‫فأطير‪ُ ...‬‬ ‫ُ‬ ‫أطير‬ ‫إلى ُعمق ّ‬ ‫السحابة‬ ‫و ُ‬ ‫أترك ّ‬ ‫كل أقالمي و أوراقي‬ ‫هنا‬ ‫ّ‬ ‫في قوله‪ " :‬ألتقي حبيبة باتت ُت ّ‬ ‫ؤرقني" و كأنه يقول‪:‬‬ ‫عندما يسألونني من أنت؟‬ ‫ّ‬ ‫أقول لهم تسللوا إلى عينيها لتعرفوا من أنا‪..‬‬ ‫أطير إلى عمق ّ‬ ‫أطير و ُ‬ ‫و في قوله‪ُ " :‬‬ ‫السحابة" بمعنى‪:‬‬ ‫عيناي مسافرتان في األفق البعيد تبحثان عن وجهك املشرق‪ ،‬عن دفء الحنين في‬ ‫عينيك‪ ،‬عن الوردة املزروعة بين يديك‪.‬‬ ‫و في قوله‪ " :‬و أترك ّ‬ ‫كل أقالمي و أوراقي هنا" بمعنى‪:‬‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أخط الهمزة ّ‬ ‫بالقوة‪ ..‬يضيع‬ ‫أحاول ربط اللهفة تشغلني‪ ..‬أجيب امليم تطير الشين‪..‬‬ ‫القاف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حب‪ ،‬لكن من ّ‬ ‫و أقول أنا‪ " :‬من ّ‬ ‫السهل أن يشتاق املرء ملن ُي ّ‬ ‫الصعب أن يجده كلما‬ ‫اشتاق إليه"‪.‬‬ ‫و في كتابته أدناه يقول‪:‬‬ ‫و قال لي‬ ‫بمرور ّ‬ ‫السنين‬ ‫ُ‬ ‫سيستحيل الجنس بينكما‬ ‫من لوعة و شغف إلى واجب‬ ‫إلى أوقات متباعدة‬ ‫ثم تراه ً‬ ‫ّ‬ ‫ميتا‬ ‫يقتله ُ‬ ‫امللل‬ ‫و روتين األداء‬ ‫ّ‬ ‫األهمية و ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيتحول‬ ‫حساس في مجتمعاتنا و واقعنا يجهله الكثيرون‪،‬‬ ‫موضوع بالغ‬ ‫لسؤال ّ‬ ‫مهم ( ما الذي يقتل متعة الجنس بين الزوجين؟)‬ ‫ّ‬ ‫ّإنه موضوع ثقافي و اجتماعي في آن واحد‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الحميمية مرادفان‬ ‫الحب و العالقة‬ ‫ثم ّإن‬ ‫للسعادة الزوجية‪.‬‬ ‫الحب هو واحد من أكثر املشاعر املعروفة يسعى معظم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الناس للتعبير عنه في عالقة‬ ‫رومانسية مع شريك متوافق‪ ،‬و بالنسبة للبعض العالقة العاطفية هي العنصر األكثر‬ ‫وضوحا في حياتهم‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫أهمية كون اآلخر بحاجة ليكون هناك تواصل ّ‬ ‫الرجل أو املرأة عن ّ‬ ‫رّبما يغفل ّ‬ ‫حس ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للشخص يحتاج ّ‬ ‫ّ‬ ‫للتأكيد ّأن لديه‬ ‫الحب‪ ،‬كون العقل الباطني‬ ‫باستمرار حتى يتغذى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حبيبا و شريكا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتسبب في قتل العالقة بروتينها و مللها هو انعدام معرفة الزوجين للثقافة‬ ‫و ما‬ ‫الجنسية كما في املجتمعات الغربية‪.‬‬ ‫فهناك أزواج يتركون زوجاتهم‪ ،‬ليس بسبب امرأة أخرى‪ ،‬بل لعدم قدرتهم ّ‬ ‫تحمل‬ ‫سلبيات الزوجات‪ ،‬ألنها ال تقترب من الزوج و ال تطلب منه العالقة الحميمية ليشعر‬ ‫ّأنها ترغب به مثلما يرغب بها‪.‬‬ ‫و البعض يعتقد ّأن العالقة هي واجب بمرور الوقت بدون مشاعر‬ ‫و غبة و شغف كالبداية من تلك الحياة السعيدة‪ ،‬فيأتي امللل ّ‬ ‫ألن الروتين قاتل يقتل‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫كل ش يء في طريقه‪ ،‬و الجنس ليس سبب السعادة بين االثنين‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحب ال ُيولد‬ ‫ألن‬ ‫الروتين و امللل‪ ،‬بل بالعكس بمرور السنين تزداد العالقة عمقا و ّ‬ ‫توهجا ال تنطفئ‬ ‫ّ‬ ‫جو املفاجأة و ّ‬ ‫الشريكين دور إلبهاج حياة اآلخر بتوفير ّ‬ ‫شعلتها‪ ،‬و ّإنما ّ‬ ‫الهدية‬ ‫لكل من‬ ‫ّ‬ ‫القوية ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصادقة املشاعر و القبلة كسر لذلك‬ ‫فللضمة‬ ‫و الكلمة الحلة و العاطفة‪،‬‬ ‫و أحاسيس‬

‫الكابوس الذي يخافه البعض‪.‬‬ ‫شذرة جميلة كتبها الشاعر بصيغة أدبية اختزلت الكثير في عمقها‬ ‫في كتابته أدناه يقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫و أنت على جادة الطريق ُمدبرة‬ ‫ّ‬ ‫سأظل ُ‬ ‫أنظر إليك‬ ‫ّ‬ ‫حتى ال أستطيع أن أراك‬ ‫في الجانب اآلخر‬ ‫من هذا الوجود‬

‫‪24‬‬

‫و مضمونها‪.‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫عشقية بمغزى عميق ّ‬ ‫ّ‬ ‫جدا‬ ‫فيها فلسفة‬ ‫ّ‬ ‫و كأنه يقول عن ( و أنت على جادة الطريق )‪:‬‬ ‫أراني في نهد ّ‬ ‫تنهداتك‬ ‫ّ‬ ‫أصلي في ظاللك‬ ‫و أسير في ظاللك البعيدة‬ ‫ّ‬ ‫و األقرب ّ‬ ‫أتصور‬ ‫مما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سأظل أنظر إليك) كأنه يقول‪:‬‬ ‫و في قوله (‬ ‫ما من ّ‬ ‫مرة قاربت ذاكرتي‬ ‫و لم يلسع غيابك وحدتي‬ ‫ّ‬ ‫و في قوله (حتى ال أستطيع أن أراك في الجانب اآلخر ‪ ..‬من هذا الوجود) كأنه يقول‪:‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫لئال يترنح الهواء في رئة ال تراك‬ ‫سأنزع غفير ّ‬ ‫الروح‬ ‫و في كتابته أدناه يقول ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الحب‬ ‫قبل طقس‬ ‫ّ‬ ‫الشاكر ّ‬ ‫للرب‬ ‫بسمل صديقي‬ ‫ّ‬ ‫ثم حمدل بعد ّ‬ ‫أقل من دقيقة‬ ‫على انتهائه من نيكة ممتعة‬ ‫لفتاته املبهرة‬ ‫ّ‬ ‫رن الهاتف‪:‬‬

‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مات أخوها ابن الثالثين وسامة و خريف‬ ‫إثر جلطة دماغية في مقهى السيليزور‬ ‫آاااااااااه‬ ‫ليته لم يحمدل‬ ‫كتابة اختزلت موسيقى املوت املخيفة و الصدمة املرعبة‪ ،‬هي جدلية املوت و الحزن‬ ‫الذي يالحق العراقي حتى و هو بعيد ّ‬ ‫جدا عن الكوابيس املرعبة في وطنه ّ‬ ‫األم‪.‬‬ ‫كل مان و مكان‪ّ ،‬‬ ‫حتى و هو في منفاه في نشوة تناسل‬ ‫ّإنها الحقيقة املؤملة للعراقي في ّ ز‬ ‫ّ‬ ‫اللحظة ّ‬ ‫املقدسة ّ‬ ‫بكل طقوسها‪.‬‬ ‫للبقاء فيأتي من ُيزعزع تلك‬ ‫و في كتابته أدناه يقول‪:‬‬ ‫مطر خبيث في شارع املكسيك‬ ‫أتاح لعينيها عبر زجاج كافيه برازيليا‬ ‫أن تشرين ‪ ....‬تعال‬ ‫لكي ترى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ستستحيل سبعة أسفلي‬ ‫كيف‬ ‫ّ‬ ‫إلى مظلة‬ ‫تقيك ّ‬ ‫عما قاله السياب الحزين عن املطر‬ ‫أخذتنا الشذرة الرائعة لكتابة نزار قباني حين قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أخاف أن تمطر الدنيا‬ ‫و لست معي‬ ‫فمنذ رحت و عندي عقدة املطر‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫و تشرين هو بوابة املطر‪ ،‬فنقول تشرين و املطر‪ ،‬فاملطر يحمل موسيقى بنوتة عذبة‬ ‫عندما نستمع لزخاته من وراء الزجاج‪.‬‬ ‫و يحمل موسيقى حزينة عندما نشتاق للحبيب‪.‬‬ ‫في قصيدة ( عواطف امرأة) يقول‪:‬‬ ‫من يا ُترى ُي ّ‬ ‫غني ُقبيل ّ‬ ‫الصبح‬ ‫عن عينيها‬ ‫و عن أترف ما ترتديه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لهذا الشتاء الثقيل‬ ‫و ّ‬ ‫عما تحت الخصر بشبر أو ّ‬ ‫أقل‬ ‫أو تنهيدة تحتي‬ ‫يرض ى بها ّ‬ ‫الرب ّ‬ ‫الرحيم‬ ‫و ما يتلوها بنشوتها‬ ‫ّ‬ ‫ستهتز بها‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حتى عواطف أسفلها الشهرزادي‬ ‫بينما أنا عابر ّ‬ ‫الحب‬ ‫سأغدو شهريارها ّ‬ ‫الضعيف‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر هنا أعظم من شهريار‪ ،‬فهم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحب و ليس عابره‪ ،‬إنه مترجم العواطف‬ ‫سيد‬ ‫ّ‬ ‫و األحاسيس أنها ًرا من اإلبداع و سراج الشعر و كأنه يقول‪:‬‬ ‫و لي في عين فاتنتي كالم ‪ُ :::‬يطاول ّ‬ ‫كل ما في العين قيل‬ ‫ُ‬ ‫عيون املاء إن تجري جفاف ‪ :::‬و عين حبيبتي تحيي القتيل‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫في كتابته ( رقصة الدانماركي) يقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫قلت لراقص دنماركي‬ ‫من الطراز الكالسيكي النبيل‬ ‫ملاذا ُت ّ‬ ‫حب رقصة الفالس؟؟‬ ‫أجابني ماز ًحا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أستطيع فيها‬ ‫ألنني‬ ‫أن أمسك فردتي طيزها‬ ‫دون استئذان !!!‬ ‫شذرة قصيرة رائعة‪ ،‬اختزلت فلسفة و ذكاء في ّ‬ ‫فن ّ‬ ‫الرقص‪ ،‬لكن الشاعر هاتف‬ ‫بشبوش ّ‬ ‫قدمها لنا بسحر يراعه بطريقة أدبية عميقة املعنى‪.‬‬ ‫في كتابته ( بنت ّ‬ ‫الحي في بلدي) يقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بنت ّ‬ ‫الحي في بلدي‬ ‫ُي ُ‬ ‫مكنها أن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تلفلف جيدها املهفهف‬ ‫السمين و ّ‬ ‫ّ‬ ‫النحيف‬ ‫الرأس ّ‬ ‫من ّ‬ ‫حتى الكاحلين‬ ‫بخمار أسود‬ ‫هذا صحيح يا أنت!‬ ‫ّ‬ ‫لكنها‬ ‫ُ‬ ‫تستطيع‬ ‫ال‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫ّ ّ‬ ‫أن تغطي أحالم نهديها‬ ‫إذ ما انتفضا!!‬ ‫ّ‬ ‫كتابة تتحدث عن اللباس األسود‪ ،‬لباس بنات الشرق في بلداننا العربية‪ ،‬إنه لباسها‬ ‫خارج البيت‪ّ ،‬‬ ‫يلفها من الرأس للقدم و ال ُيظهر من جسدها شيئا‪ ،‬حيث ّ‬ ‫تغير لباس‬ ‫املرأة العراقية في األعوام املاضية و أصبحت تخرج و ال يظهر من جسدها سوى وجهها‬ ‫فقط‪ ،‬و الكتابة هنا جاءت بنغمة موسيقية جميلة‪.‬‬ ‫في كتابته ( أيتها العواطف التي تحت معطفي) يقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ّأيتها العواطف التي تحت معطفي‬ ‫و أنا في هذا ّ‬ ‫الصقيع‬ ‫أنت الحب‬ ‫و أنت ‪ ...‬أنت الحق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كتابة رائعة مليئة بالعواطف الجياشة‪ ،‬و هي كتابة تختزل ّ‬ ‫الحب‪ ،‬و كأنه‬ ‫كل كلمات‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫أنت‬ ‫لحن انفلت من الغيب‬ ‫إلى فيض جناني‬

‫في كتابته ( بين زمنين) يقول‪:‬‬

‫بين زمنين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النظار ُة ّ‬ ‫الش ّ‬ ‫مسية‬ ‫السوداء‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫الطبية‬ ‫و النظارة‬ ‫حيث نرى فيها أعوامنا التي مضت‬ ‫و آالمنا‬ ‫حبنا ّ‬ ‫و ّ‬ ‫الضائع لفتاة‬ ‫تحت أسوار ّ‬ ‫التقاليد‬ ‫املهم‪ ،‬ما زال ن ً‬ ‫بين النظارة الشمسية و النظارة الطبية ما زال القلب ّ‬ ‫فتيا هو ذا ّ‬ ‫ابضا‬ ‫ّ‬ ‫بالحب و الحياة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كتبت أنا ً‬ ‫يوما‪:‬‬ ‫كما‬ ‫ّ‬ ‫من قال إننا نشيخ؟‬ ‫نحن ال نشيخ أبدت‬ ‫قلوبنا دوما ّ‬ ‫فتية‬ ‫يشيخ الجسد فقط‬ ‫قلوبنا و أرواحنا ال تشيخ‬ ‫حبنا الحقيقي ال يضيع‪ّ ،‬‬ ‫األعوام املاضية من حياتنا تمض ي‪ ،‬لكن ّ‬ ‫ألن قلبا نابضا‬ ‫ّ‬ ‫بنبضنا النابض الذي هو ّ‬ ‫الحب ماضيين لألبد‪.‬‬ ‫سر وجودنا‪ ..‬فعلى عهد‬ ‫في كتابته ( و قالها محيط الهوى السكران) يقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫محيط الهوى ّ‬ ‫السكران‬ ‫وقالها‬ ‫ّ‬ ‫بالنبيذ الشيراز ّي‬ ‫آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ‪..‬آآه‬ ‫لو كان لي ً‬ ‫ثغرا‬

‫‪30‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫ُ‬ ‫يستطيع تقبيل ألف امرأة‬ ‫في آن واحد‬ ‫جميعا و استر ُ‬ ‫لقب ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫حت!!‬ ‫لتهن‬ ‫عن القبلة و الشراب الشيرازي‪ ،‬أخذنا في سفرة مع أبي نواس في قوله‪:‬‬ ‫و ملّا شربناها و ّ‬ ‫دب دبيبها ‪ :::‬إلى موضع األسرار قلت لها قفي‬ ‫و هنا النبيذ الشيرازي فعل فعلته أكثر‪ ،‬فجاء ّ‬ ‫بالتمني لتقبيل تسع‬ ‫امرأة دفعة واحدة‪ ،‬و هي امرأة واحدة بتسع و تسعين قبلة‬ ‫ليصل ّ‬ ‫العد لأللف‪.‬‬ ‫قبلتها ً‬ ‫فنذكر هنا قول نزار قباني‪ّ " :‬‬ ‫ألفا و لم أتعب"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في كتابته ( موسيقى القط و الفأر ) يقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في املقصف الليلي الشهير و املعروف بديسكو القط‬

‫و الفأر‬

‫أراهم يرقصون‪..‬و يرقصون‬ ‫ُ‬ ‫و مادامت املوسيقى تعزف لحن أرواحهم‬ ‫ُ‬ ‫فهم يرقصون ‪ ..‬و يرقصون‬ ‫و ّ‬ ‫كأن الحياة ُخلقت من ضلع قيثار و سكسفون‬ ‫و ّ‬ ‫ألن العالم هذا ليس ُ‬ ‫عالم موتى‬ ‫يرقصون‬ ‫الحسناء (كاترينا) ّ‬ ‫ُ‬ ‫تهز بأردافها‬ ‫و ما زالت‬ ‫يرقصون‬ ‫ّ‬ ‫يترن ُح بالكأس الكالسيكي للبيرة ّ‬ ‫السوداء‬ ‫و مازال( يوهانس)‬

‫‪31‬‬

‫و تسعين‬

‫و واحدة على عجل‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫يرقصون‬ ‫ُ‬ ‫عة (ما يا) ُت ّ‬ ‫الصوت ّ‬ ‫غني مع ّ‬ ‫الصادح لبريتني أو مادونا‬ ‫ر‬ ‫و الفار‬ ‫يرقصون‬ ‫ّ‬ ‫و الشقر ُاء (سيسيليا) بسحنتها اإلسكندنافية‬ ‫ُ ّ‬ ‫تعيد الشعر املتطاير على عينيها بهداوة‬ ‫ُ‬ ‫تثير شهوة املوتى و الهاجعين قبل قرون‬ ‫يرقصون ‪ ....‬و يرقصون‬ ‫ّ‬ ‫ينصب حبائل ّ‬ ‫ُ‬ ‫الود‬ ‫مادام (سباستيان) بقناعه القط‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يطانية اللذيذة (شالوتا)‬ ‫لفأرته الش‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫السبعينية املغناج‬ ‫و العجوز ( إيب) الثمانيني املتماهي بعناق مع ( هانا)‬ ‫يرقصون ‪....‬و يرقصون‬ ‫ّ‬ ‫املضخم عند ّ‬ ‫مادام الشبيبة ُ يصخبون مع ّ‬ ‫السقوف‬ ‫الصوت‬ ‫يرقصون‪ ...‬و يرقصون‪ ..‬و يرقصون‬ ‫ّ‬ ‫الغيب أكثر ً‬ ‫حتى ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضيقا في املدى‬ ‫صبح‬ ‫ّ‬ ‫بين ظالم الليل‬ ‫و انبالج ّ‬ ‫الصبح‬ ‫و أجراس الكنائس‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ترجع ّ‬ ‫حيث ُ‬ ‫ّ‬ ‫الن ُ‬ ‫مرضية‬ ‫اضية‬ ‫فس املطمئنة إلى بيتها ر‬ ‫ّ‬ ‫تحدث الشاعر عن ّ‬ ‫الرقص الذي قيل عنه‪:‬‬

‫‪32‬‬

‫و جدرانها‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫قوة‪ ..‬ا قص ّ‬ ‫يظل ّ‬ ‫حتى ّ‬ ‫الرقص هو ّ‬ ‫" ّ‬ ‫كل ش يء‬ ‫كل ش يء‪ ..‬ارقص بأقص ى ما لديك من ّ ر‬ ‫يدور‪ ،‬إذا فعلت ذلك ّ‬ ‫فلربما استطعنا أن نفعل شيئا من أجلك‪ ،‬يجب أن ترقص ما‬ ‫ُ‬ ‫دامت املوسيقة تعزف"‪.‬‬ ‫حبي الحياة و املرح‪ ،‬شعوب تفهم لغة املوسيقى و ّ‬ ‫كل هذا عند الغرب ُم ّ‬ ‫ّ‬ ‫فن ّ‬ ‫الرقص‬ ‫بكل لحظاتها ّ‬ ‫على األنغام‪ ،‬شعوب تفهم الحياة ّ‬ ‫السعيدة‪ ،‬شعوب تفهم روح املوسيقى‬ ‫ألنها ُت ّ‬ ‫املتغلغلة في األعماق ّ‬ ‫قدس معنى الحياة و الفرح و ّ‬ ‫السرور و اإلبتسامة‪ ،‬شعوب‬ ‫ُت ّ‬ ‫حب األلوان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫دمر و ّ‬ ‫الشرق املُ ّ‬ ‫السائر نحو الحضيض و الخراب‪ ،‬ليصل الحال في شعوب‬ ‫عكس‬ ‫منعت املوسيقى و نشر ّ‬ ‫السعادة في القلوب‪ ،‬نشرت ظالمها الحالك على شمس الحياة‬ ‫ّ‬ ‫املنطفئة على أبنائها‪ ،‬فأطفأت شعلة الفرح كشمعة تذوب ّ‬ ‫بالتدريج حتى أننا لم نعد‬ ‫النواح ّ‬ ‫نسمع غير موسيقى ّ‬ ‫الناتج عن الفقدان في االنفجارات الفجائية‪ ،‬أو استشهاد‬ ‫ّ‬ ‫خيرة الشباب و هم يدافعون عن الوطن‪.‬‬ ‫يقول نيتشه‪ " :‬أولئك الذين نراهم يرقصون‪ّ ،‬‬ ‫يظنهم الذين ال يستطيعون سماع‬ ‫املوسيقى مجانين"‬ ‫الرقص على إيقاع اآلخرين‪ّ ،‬‬ ‫و يقول هنري ديفد ثورو‪ " :‬إذا منت ال تستطيع ّ‬ ‫فربما كان‬ ‫ّ‬ ‫ذلك ألنك تسمع موسيقى أخرى"‪.‬‬ ‫في كتابته ( نايم املدلول) يقول‬ ‫نايم املدلول ُحلوة نومته‬ ‫ُ‬ ‫أنعسه رحيلها الباسم‬ ‫أو رّبما‬ ‫ّ‬ ‫الحب الجميل‬ ‫بعد شوط من‬ ‫هكذا يقولونها‬ ‫ّ‬ ‫جاءت كلوحة ّ‬ ‫فنية توافق املضمون فيها و كأنه يقول فيها‪:‬‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫و ّإني ألهوى ّ‬ ‫النوم في غير حينه‬ ‫ّ‬ ‫لعل ً‬ ‫لقاءا في املنام يكون‬ ‫ّ‬ ‫ُت ّ‬ ‫حدثني األحالم أني أراكم‬ ‫فيا ليت أحالم املنام ُ‬ ‫يقين‬ ‫ّ‬ ‫ثم تلك اإلغفاءة توافق أيضا‪:‬‬ ‫أغمضت عيني ُ‬ ‫ُ‬ ‫أيت بعينيك فأنت بصر ّ‬ ‫الروح‬ ‫إن‬ ‫ر‬ ‫و إن أغمضت عيني ُ‬ ‫أيت بعين ّ‬ ‫الروح فأنت سالم لروحي‪.‬‬ ‫ر‬ ‫تيمم بماء ّ‬ ‫في كتاباته ( ّ‬ ‫الزنجبيل) يقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫بقايا الليل‬ ‫مع من جاءت بخصلة مشاكسة‬ ‫فوق عينين من سلوى‬ ‫ُّ‬ ‫القزحية قد جغرفت وجهها الفاتن‬ ‫األضواء‬ ‫يبدو من محياها‬ ‫ال يكفيها خليل‬ ‫ألقت ّ‬ ‫حية و استرسلت ّ‬ ‫بالت ّ‬ ‫بالود‬ ‫و بما يليق‬ ‫سحبت كأس صديقي الذي جانبني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الخماسية األنفاس‬ ‫في الطاولة‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ممر ّ‬ ‫كرسيا بمحاذاة ّ‬ ‫الرقص‬ ‫و اتخذت لها‬

‫‪34‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫و بين من اجتمعوا كعادتهم‬ ‫يملنهم ّ‬ ‫بالراح و ال يثملون‬ ‫ّ‬ ‫أراقها الغليان الثائر في الحديث املهيض‬ ‫بقصدير ّ‬ ‫الدم املراق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوهمية‬ ‫بذخيرة التراتيل العشرة‬ ‫و بحزن شفيف‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أشعلت سيجارتها من الشمعة املضاءة بيننا‬ ‫و قالت‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫جبين ّ‬ ‫شعشع في عقود مصائرنا‬ ‫الصباح زمرد ُي‬ ‫السماء ّ‬ ‫تهاويل ّ‬ ‫السحيقة داء ّ‬ ‫أبي العضال‬ ‫ّ‬ ‫الكنائس القريبة ّ‬ ‫منسية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫لسجلها الشائن‬ ‫منا كعشيقة‬ ‫ُ‬ ‫الحوريات بأثداء ّ‬ ‫محنطة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مجرد أيقونات لصكوك الشهوة‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫باللذة و ّ‬ ‫النبيذ و رقص شاكيرا‬ ‫دبيب النساء املزدان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مفتوحا من نافذة البار‬ ‫صار اليوم ثالوثا‬ ‫فوق ضريح جان دارك‬ ‫ُ‬ ‫القطوف الدانية تحت ّ‬ ‫سرتي‬ ‫مشهد عرس لزمان مض ى‬ ‫عقار ُب وجنتاي في بحر هياجهما‬ ‫و زندي املبسوطة‬

‫‪35‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نشيد بالدي‬ ‫و لون شعري املطر ّي األزرق‬ ‫ً‬ ‫اجيح طفولتنا ال ّ‬ ‫أر ُ‬ ‫تتوج ُ‬ ‫س خيفة ّأيام عيد الفصح‬ ‫ُ‬ ‫املباهج ترمي عصافيرها لخريف األزل‬ ‫ّ‬ ‫يمر من ّ‬ ‫الطريق إلى الفردوس ّ‬ ‫كأس مدفوع األجر‬ ‫و‬ ‫ناهيك ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ّأن عزرائيل هنا في بلد العجائز كثير الت ّريث‬ ‫و سربروس اليوم أليف ُ‬ ‫يلعق ّ‬ ‫الصحون‬ ‫وضعت أشياءها في حقيبتها‬ ‫ُلتبدي‬ ‫ّ‬ ‫ّأن اللقاء انتهى‬

‫‪36‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مر التا يخ مجازر باسم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدين‪ ،‬و جان دارك تكون‬ ‫تحدث عن الكنائس التي شهدت ّ ر‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إحداهن‪ ،‬كما غاليلو الذي أعدم كونه قال أن األرض كروية الشكل‪ ،‬فاتهم باإللحاد‬ ‫و ُقتل‪ّ ،‬‬ ‫ثم القديس فالنتاين الذي ُقتل هو اآلخر كونه ّ‬ ‫الرهبان ُم ّ‬ ‫أحب فتاة‪ ،‬و ّ‬ ‫حرم‬ ‫ً‬ ‫الحب أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫و راهبات كثيرات ّ‬ ‫تعرضن لالغتصاب من‬ ‫التفكير فيه أصال‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫ّ‬ ‫طرف الكهنة في الكنائس ُلي ّتهمن بالعار ُ‬ ‫فيعدمن دون‬ ‫سماعهن‪.‬‬ ‫خالية و مهجورة ّ‬ ‫الكنائس في بعض ّ‬ ‫الغربية باتت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدول‬ ‫حتى من رجال الدين فسكنها‬ ‫الدموي في نفوس ّ‬ ‫العنكبوت و امتألت غبا ا‪ ،‬فلتا يخها ّ‬ ‫الناس صارت مهجورة و ّ‬ ‫منسية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫تماما‪.‬‬

‫كلمة أخيرة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫في األخير يمكن القول ّأن للشاعر "هاتف بشبوش" كتابات شعرية موسومة بالدقة و‬ ‫غنية عن ّ‬ ‫أدبية شامخة ّ‬ ‫املعنى و املغزى العميق‪ ،‬فهو قامة ّ‬ ‫التعريف‪ ،‬حيث كتاباته‬ ‫تمتاز بالواقعية من أ ض الواقع املعاش سواء في الغرب أو في الشرق‪ُ ،‬ي ّ‬ ‫قدمها للقارئ‬ ‫ر‬ ‫البسيط بطريقة سلسة سهلة املفهوم‪ ،‬بعيدة عن الغموض و التعقيد‪ ،‬حيث اعتادنا‬ ‫ّ‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫كتاباته الواضحة بأبجديته السماوية التي صنعها ببصمته‬

‫‪37‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫هل انا عدو للمرأة‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫كثيرا ما يرد الى مسامعي في اكثر من موقع من‬ ‫املواقع التي اتواجد بها في حياتي اليومية‬ ‫بأن دكتور احمد ليس اال ( عدو للمرأة )‬ ‫ونظرا لتكرر هذا اللقب وربطه بي حد امللل‬ ‫االمر الذي استلزم مني كتابة هذا املنشور‬ ‫للتوضيح وازالت اللبس عن هذه النقطة من شخصية دكتور احمد في البدء احب‬ ‫التنويه على مسألة تتعلق بتخصص ي كمؤرخ واملتعلقة بطبيعة ذلك التخصص والذي‬ ‫لم يكن اال تاريخ املرأة فاملرأة وتاريخها كان مجال تخصص ي الدراس ي سواء في املاجستير‬ ‫او الدكتوراه وحتى بحوث مابعد الدكتوراه كانت لحد االن عن املرأة تلك الرفقة‬ ‫الدراسية والرحلة العلمية لسنوات عدة في غياهب عالم املرأة استلزمت مني قراءة‬ ‫كل مايقع تحت يدي من كتب وبحوث ومقاالت حقائق ونظريات على حد سواء في‬ ‫اكثر من علم من العلوم املساعدة لعلم التاريخ كعلم النفس واالجتماع واالقتصاد‬ ‫والطب والدين ‪ ..‬الخ‬ ‫وذلك ماجعلني اقف على كم هائل من ادق املعلومات في عالم املرأة قد الينتبه لها‬ ‫االخرون سواء اكانوا رجاال ام نساء على حد سواء فان تكون رجال يدرس املرأة بعلمية‬ ‫فانك ستفهم بطبيعة الحال كثيرا من االمور املتعلقة باملرأة اكثر مما تعرفها املرأة عن‬ ‫نفسها كطبيب النسائية والتوليد الذي يفهم بامراض املراة بهذا التخصص اكثر من‬ ‫املراة نفسها‬

‫‪38‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫تلك نقطة تغيب عن بال البعض عند تعاملهن مع د‪.‬احمد وتولد تصورا مغلوطا‬ ‫وكأنهن يتعاملن مع شخص ليس له اي دراية بهن مما يدفع البعض منهن والحالة‬ ‫هذه الى محاولة تجريب بعض التكتيكات النسوية املتوارثة البالية والتي اكل الدهر‬ ‫عليها وشرب ( بطلين سفن من الحجم العائلي ) والتي تثير حاسة الضحك لدي‬ ‫لبدائيتها بالنسبة ملتخصص مثلي كونها تذكرني ببالهة ذلك الذي ينوي محاربة دولة‬ ‫نووية بسيوف من متحف يعود للعصر البابلي الوسيط !!!!‬ ‫اما النقطة الثانية وهي ذات صلة ايضا بالتاريخ املتعلق بالرجال الذين احبوا املرأة‬ ‫وقدسوها الى درجة تحويلها الى كيان مقدس شبيه باملالئكية وربما يستغرب القارئ‬ ‫الكريم بأن واحد من مشاهير عشاق املرأة ومقدسيها واملخلصين لها أشد االخالص لم‬ ‫يكن اال ( شهريار ) احد اشهر الذين عرفوا تاريخيا بانهم ( اعداء للمرأة )‬ ‫لكنك حين تتمعن في قراءة مابين سطور قصته تجده من اكثر الرجال حبا وتقديرا‬ ‫للمرأة قبل ان تصوب اليه حواء سهام غدرها التي حطمت تلك الصورة املثالية التي‬ ‫كان قد رسمها للمراة في مخيلته وكان يتعامل معها وكأنها مالك منزل من السماء وكل‬ ‫مايمت اليها بصلة مقدس مثلها الى ان احالته سهام غدرها الى رجل محطم ليس اكثر‬ ‫انقاض انسان عاشق مغدور به بدون شفقة اورحمة لكل ذلك العشق واالخالص‬ ‫فما كان من شهريار الذي مسخته الصدمة الكبرى بمن احب ووثق سوى الثأر وحجم‬ ‫الثأر يتحدد بمقدار االذى الذي تعرض له طالبه فضال عن حجم امكاناته الحياتية‬ ‫فثأر العاشق ليس كثأر املصلحجي وثأر السلطان ليس كثأر الرعاع‬ ‫فحاقت الكارثة حينها ببنات حواء نتيجة حيلهن البائسة وقصر نظر البعض منهن‬ ‫فعندما يعاملها الرجل كمالك غالبا مانجدها وقد ردت اليه مثاليته بمادية مقززة‬ ‫مما يجعل الرجال االكثر نجاحا مع النساء هم الرجال املاديين والواقعيين الذين‬ ‫يحسبونها صح على حد تعبير االفالم املصرية‬

‫‪39‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫وبعد شهريار امتألت صفحات التاريخ بالكثير من امثال شهريار وال تتفاجا حين تجدهم‬ ‫جميعا لم يكونوا اال عشاقا مخلصين لحواءات لم يستحققن يوما قطرة من بحور‬ ‫الحنان والصدق والتضحية التي يقدمها الشهرياريون على طبق من شرايين ارواحهم‬ ‫الشهرياريون في الفترة التي تسبق ظهور شهرزاد في حياتهم لم يكونوا اال عبادا‬ ‫مخلصين اللهة مزيفة اكتشفوا بمرارة زيفها فانهالوا عليها بقدر محبتهم السابقة‬ ‫واخالصهم املتفرد تكسيرا وتمزيقا‬ ‫عادت لهم عبادتهم العاشقة واملخلصة بعد ظهور شهرزاد في حياتهم ليس كما يتصور‬ ‫البعض انها تمكنت من اعادة شهريار كعاشق مخلص بعد ان اضحى طاغية دموي‬ ‫كونها كما يدعون كانت اكثر ذكاء ومكرا من بنات جنسها بل على العكس تماما‬ ‫سر نجاح شهرزاد انها كانت فضال عن ذكائها امراة صادقة نقية عاطفية بحق المدعية‬ ‫وال نفعية لذلك تمكنت من ان تعيد شهريار الى صيرورته االولى اعادته انسانا نبيال‬ ‫بعد ان مسخه غدر ومصلحية وغباء من قبلها الى وحش بثياب بشرية‬ ‫نقطة اخرى التقل اهمية عن سابقاتها تتمثل لدي بما اسميه ( نظرية املرآة ) من‬ ‫حقي وحق اي انسان سواء اكان رجال ام امراة ان يستخدمها مع من يشك بان تعامله‬ ‫معه تعامل نفعي يحسب بالورقة والقلم‬ ‫اليس من حقك مع امثال هؤالء ان تعاملهم كما تعامل املرآة من يقف امامها فمن‬ ‫يحرك رجله في الواقع لن تريه املرآة نفسه وهو يحرك يده وهكذا دواليك مع كل حركة‬ ‫يتحركها االنسان امام املرآة ستعيدها له املرآة باملليم كما هي‬ ‫فليس من حق امثال هؤالء النسوة ان يعاملوني بمادية او مصلحية معنوية او مادية‬ ‫ويتوقعون مني ان ابقى اعاملهم بمثالية االنبياء يوما ما بعد ان يكون كيلي قد طفح‬ ‫من صفاتهن الالنسانية لن اعاملهن اال حسب معطيات ( نظرية املرآة ) كل مايفعلنه‬ ‫يرد اليهن تماما بتمام ومن الطبيعي ان ال يعجبهن ذلك التغيير الحتمي الن حالهن‬ ‫كحال كل النفعيات على مر العصور يردن ان تتعامل معهن بمثالية مالئكية ليردوا‬ ‫عليك بمادية يتقزز منها الشيطان الرجيم بحد ذاته‬

‫‪40‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫لست غبيا ولم اكن كذلك في يوم ما لكني اماش ي البعض على قدر عقولهن واوهامهن‬ ‫في بعض االحيان عمال بقول الشاعر ‪:‬‬ ‫ليس الغبي بسيد في قومه‬ ‫لكن سيد قومه املتغابي‬ ‫كنت اتغابى عن بعض السذاجات والتمثيليات البلهاء املعادة بقرف من اجل ان‬ ‫التنقطع شعرة معاوية بيني وبين السطحيين والسطحيات الى ان يبلغ السيل الزبى‬ ‫عندها اعاملهن حسب نظرية املرآة على قدر سذاجة عقولهن وطيش اوهامهن فوقتئذ‬ ‫التلوموني ولومو انفسكن اما من تعاملني بصدق وعقالنية ورغبة في الخير وربما وهذا‬ ‫من حقنا سوية بمنفعة خيرة متبادلة فلن تجد اال د‪.‬احمد الرجل املتحضر املترفع عن‬ ‫سفاسف االمور املعنوي منها واملادي على حد سواء اخا نبيال كريما شجاعا يقف الى‬ ‫جانبها ولو وقفت الدنيا بأسرها بعدتها وعتادها في الجانب االخر‬ ‫اليهن ‪..‬‬ ‫كونوا شهرزاد‬

‫‪41‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫سترين ميني‬ ‫حسام الطحان‬

‫بعد احتالل العراق عام ‪ ، 2003‬استورد التجار العراقيون ماليين السيارات‬ ‫المستعملة ‪ ،‬وكان من بين تلك السيارات بعض السيارات التي يكون المقود‬ ‫( االستيرن ) على جهة اليمين ‪ ،‬وكما هو معلوم فان الزوجة تجلس قرب‬ ‫زوجها في السيارة من الجهة اليمنى ‪.‬‬ ‫والن اهل العراق اصحاب بالغة وفصاحة وعلى ارضهم عاش الفراهيدي‬ ‫والزمخشري والجاحظ وسيبويه ‪ ،‬فقد حولوا هذه الحالة الى ظاهرة بالغية‬ ‫تسمى الكناية ‪ ،‬فصاروا يسمون الرجل الذي اموره بيد زوجته باالستيرن‬ ‫اليمين ‪.‬‬ ‫نسأل هللا ان يثبتنا على االستيرن اليسار ويجنبنا االستيرن اليمين ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫اىل روح الروائي الفقيد سعد حممد رحيم‬ ‫( رمحه اهلل )‬ ‫آخر ‪..‬دور‬ ‫احمد جارهللا ياسين‬ ‫كان عجوال عندما فتح الباب له‬ ‫كان بامكانه ان يظل صامتا خلفه‬ ‫مثل ظل‬ ‫او يختبيء خلف الستارة‬ ‫مثل خيط شمس‬ ‫او يمثل دور النائم‬ ‫او الحالم‬

‫او دور بائع الكتب الغافي برأسه‬

‫او دور العجوز االصم‬

‫فوق المنضدة ‪..‬‬

‫الذي ال يسمع طرقات مالك‬ ‫الموت‬

‫ال ادري من نصحه‬ ‫ لتالفي عيني المالك ‪-‬‬‫بتمثيل‬ ‫دور الميت‬ ‫الذي اتقنه‬ ‫في هذا الصباح‬ ‫الى درجة الحقيقة ‪.!..‬‬

‫‪43‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫الرجوع‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫ناداها صوته‬ ‫من بين الضلوع‬ ‫أشتاقك أمي‬ ‫إني على قيد الرجوع‬ ‫هللت شعاب الصدر في ألق‬ ‫ذاك الوعود آن له أن يتحقق‬ ‫حزمت حقائب الحزن في سكون‬ ‫تسامح بكل العمر‬ ‫فقط تريد ثانية معه أن تكون‬ ‫الجميع ذهبوا بعدك‬ ‫بال عود‬ ‫أرجوك إهدم كل ما بناه‬ ‫الفقد من حدود‬ ‫أخرست صوت المشيب‬ ‫تج ّملت بالهنا من بعد المغيب‬ ‫فردت ذراعيها‬ ‫عن صدر أجوف‬ ‫النبض من نبضه‬

‫‪44‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫يهمس‬

‫بعمر الموت في اإلعتقال‬

‫يصرخ‬

‫ترقبت فرحا عسيرا‬

‫يهتف‬

‫ودمعة أن لها‬

‫اليوم ستحضنه‬

‫أن توقف المسير‬

‫بال ريبة بال خوف‬

‫وذراعين تنتظران‬

‫وعلى ناصية اللقاء‬

‫الضنى‬

‫عجلة اإلنتظار ستقف‬

‫اليوم‬

‫هكذا سولت لها‬

‫اليوم ستبكي الفرح‬

‫أمومة من األمومة ترعف‬

‫إذ ومى‬

‫بعد سنوات من اإلحتمال‬

‫نريد أسرانا‬

‫انتظرت ثوان‬

‫‪45‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫همت بها عشقتها‬ ‫أ‪.‬حازم حازم‬ ‫ألعراق‬ ‫همت بها عشقتها بكل جوارحي‪.‬‬ ‫وتيقنت بأن فؤادها خشع لنظرات‪.‬‬ ‫حبي وابتساماتي بخشوع ‪.‬‬ ‫هي قطعة من عواطف متوهجة ‪.‬‬ ‫أضمها الى صدري فتكسر‬ ‫الضلوع‪.‬‬ ‫أنها عشق وهيام ووداد وغرام‪.‬‬

‫من القبالت والدموع‪.‬‬

‫تمسك فؤادي بها أنه ‪.‬‬

‫وتسرقني خطواتي‪.‬‬

‫اليقدر ع فراقها‪.‬‬

‫وتعاودني لحظاتي‪.‬‬

‫نعم أنا الأقدر ع فراقها ‪.‬‬

‫وتكبلني صراعاتي‪.‬‬

‫وأنا بقربها أشتاق‪.‬‬

‫بأني‪ ...‬أني أنزف عشقا لها ‪.‬‬

‫لضحكة عينيها‪.‬‬

‫وأهمس لها وأداعبها‪.‬‬

‫ويأخذني حنينها بأحضان‪.‬‬

‫بأكف ناصعة بيضاء‪.‬‬ ‫وأوقد لها الشموع‪.‬‬ ‫بأني لها حياة و أنفاس‪.‬‬ ‫وشهد ودموع ‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫خولة يف رقتها‬ ‫***************‬ ‫بقلمي محمود زين األسيوطي‬ ‫وخولة كالشمس في طلعتها وبهاها‬ ‫~~~~~‬ ‫اضات دجى ليلي وروحي بسناها‬ ‫~~~~‬ ‫ظبيه تختال بمشيتها ورقة عودها وحالها‬ ‫~~~~‬ ‫واجمل من عين ظبيه عيناها‬ ‫~~~~~‬ ‫كل الحال فيها مكنون كل جمال كساها‬ ‫~~~~‬ ‫ال أخال لها شبيه وال وصف يدرك حسنها كالشمس ال يدرك مداها‬ ‫~~~~~‬ ‫كخاله بالقلب وشامه وعن غيرها قلبي تناهى‬ ‫~~~~~‬ ‫اسكنها الفؤاد وقال انا دارها‬ ‫~~~‬ ‫وأقسم أال تطأ شغافه سواها‬

‫‪47‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫فارس انا ولو كنت باالزمان السالفه في القصص ذكرها‬ ‫~~~~~‬ ‫ما كان يطيب لي اال سباها‬ ‫~~~~‬ ‫ونثرت شعرا يفوق عنترة ينير كالشمس في ضحاها‬ ‫~~~~‬ ‫وجلبت عبلة لها خادمة وترعاها‬ ‫~~~~~~~‬ ‫وتمني قيس ليلى من وصفي فيها قائال ليتني اشاهد حالها‬ ‫~~~~‬ ‫وغراب البين ال ينعق بل غرد ان شاهد سناها‬ ‫~~~~~~‬ ‫وافقأ ُ عيني ان نظرت لغيرها فمن تشبه محبوبتي حتى اراها‬ ‫~~~~‬ ‫شكوت لها ألما ليس سخطا بل أرجو ودها وصفائها‬ ‫~~~~~‬

‫‪48‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫نار احلواس ونور القصيدة‬ ‫وليدة عنتابي‬ ‫سوريا‬

‫تم ّر غيومك فوق حقولي‬ ‫لترصد أثالمي الصادية‬ ‫وتمسح بالحدس كل احتمال‬ ‫ي البذور مدى‬ ‫فتهتز ف َّ‬ ‫يطاول فجرا بعيد المنال‬ ‫يم ّر شرارك فوق هشيمي‬ ‫فتخض ّر منّي الوهاد قبيل اشتعال‬ ‫وتزهر لهفتي حتى الجنون‬ ‫ي الغياب‬ ‫تراقص وقتا شه َّ‬ ‫وتلتف بالعطر حتى الهديل‬ ‫يعرّش فوق المسارات‬ ‫في سيرة الزيزفون‬ ‫ويغزل وشوشة للرذاذ‬ ‫وهاالت وجد لتلك النجوم‬

‫‪49‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫ويسألك القلب يا واعدي بالمثول‬ ‫أما حان وقت المدى للمالذ ؟‬ ‫يباغتني النهر في هدأة للحواس‬ ‫ليغمر هلوسة األمنيات‬ ‫وتهد ُر في خلجات الفؤاد‬ ‫أناشيد عودته الواعدة‬ ‫فيا أيها الممكن المستحيل‬ ‫إذا ما تداعت فصول الذهول‬ ‫وصار الزمان المكان امتدادا لهذا األوان‬ ‫يوحّدنا ال ّس ُر في مسار انتظار‬ ‫لينثرنا الشو ُ‬ ‫ق زوبعة من نضار‬ ‫ويغدو الوجود علينا شهيدأ‬ ‫بأنّا مررنا بنار الحواس‬ ‫ونور القصيدة‬

‫‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫َ‬

‫بأي سر فيك يكتب مِرقمي‬ ‫_____________________‬ ‫مريم ذياب‬ ‫تونس‬

‫لك ما اقول وفيك يتعب معجمي‬ ‫ُ‬ ‫سالعن منجمي‬ ‫لو قلت ما قالوا‬ ‫أنست منك شعور روح غامر‬ ‫فمنعت نومي بالكرى وتألمي‬ ‫ستظل عيناك التي راودتُها‬ ‫قدري ويبقى فيك سح ُر تبسّمي‬ ‫ال تبتعد عنّي وكن لي ثورة‬ ‫فأنا بثورات الحبيب سأحتمي‬ ‫قل إلى كلّي بأنّك لي أنا‬ ‫وأنا لكلّك فوق كلّي أنتمي‬

‫‪51‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫ُ‬ ‫فرشت إليك شعري لهفة‬ ‫ها قد‬ ‫وعلى فراش الحب أنت تك ّومي‬ ‫هندمت أشعاري وفيك تهندمت‬ ‫ي في روح الوصال تهن ُدمي‬ ‫وإل َّ‬ ‫لك كل أشعاري أبهر ُج لونها‬ ‫فبأ ّ‬ ‫ي س ّر فيك يكتبُ مرقمي‬ ‫أهديك شعرا للوصال كتبتُه‬ ‫وإليك أنظ ُمه بروح توهّمي‬ ‫وأنا أردتُك أحرفي ألرى بها‬ ‫وجهي وإنّك وجهتي في محرمي‬ ‫فُ ّ‬ ‫ك غالالت القصيد فإنّني‬ ‫مابين حرفك والشفاه سأرتمي‬ ‫ودع ال ّشفاه في تمرّد وجدها‬ ‫تسقيك من عسل ال ّشفاه المنعّم‬ ‫والكرم يقط ُر سلسال من سلسل‬ ‫أشربت يوما من نبيذ ال ُمغرم‬ ‫أنت القصيدةُ والبها ُء حروفُها‬ ‫وأنا بحرفي صورتي وتبسّمي‬ ‫فأنا الغرام وال غرام سوى أنا‬ ‫وأنا التي ال ال اجي ُز تن ّدمي‬

‫‪52‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫أمل‬ ‫عبد الكريم الساعدي‬ ‫القمر يكمل دورته في عين ّي‪ ،‬يغزل ضوء‬ ‫الشمس توارت خلف األفق ‪ ،‬األشجار‬ ‫الجرداء تزهر خضرة‪ ،‬تتبرعم أغصانها‬ ‫وحدي أسير باتجاه النهر ‪ ،‬أسعى لخلع‬ ‫معطف األرق في طقوس تشبه العادة‬ ‫أفترش الحشائش عند ضفة النهر‪ ،‬النهر‬ ‫معبد‪ ،‬أتلو في محرابه أناشيد الصمت‪ ،‬أسند ظهري إلى جذع نخلة‪ ،‬المكان‬ ‫يتدثّر بحلكة ليل صيفي‪ ،‬أمواج صغيرة تنبثق من تحت زورق يتهادى وسط‬ ‫النهر‪ ،‬تتكسّر عند حافة النظر‪ ،‬بقايا أغنية تضيء حفيف غفوتي ‪ ،‬أحاول أن‬ ‫أستمطر ذاكرتي‪ ،‬لعلّي أقتنص مالمح ليال ضفرت إكليلها بالفرح‪ ،‬مترعة‬ ‫بالضياء؛ فألثم عنقها بلهفة مجنون‪ ،‬وأمأل جرتي من خمرها المشعشعة؛ ال‬ ‫شيء غير صور مشوشة مصابة بالعدمية‪ ،‬يا ترى أين اختفت تلك السنين؟‪.‬‬ ‫الليل الذي أعشقه ح ّد الجنون مازال يهطل مخاوف‪ ،‬هواجس قلقة من‬ ‫المجهول‪ ،‬يالحق خطى صمتي‪ ،‬يستفزني متحديا أن أذكر له وجها واحدا‪،‬‬ ‫فأقبل التحدي‪ .‬تلك هي طقوسي الليلية‪ ،‬طقوس تحركني باتجاه الدمع‪ ،‬أتمنى‬ ‫أن أرى وجه األمس‪ ،‬وأزيح هذا الحزن الصخري الجاثم فوق أنفاسي‪ ،‬أتهيّأ‬ ‫لرحلتي بعدما يشبّ لهب ليلي الضرير‪ ،‬يسوقني ظمأ الفراغ إلى عوالم‬ ‫متداخلة‪ ،‬متقاطعة‪ ،‬على غير عادتي تعتريني رعشة مزدحمة بتساؤالت غير‬ ‫واضحة‪ ،‬إلى أين أمضي؟‪ ،‬ال أدري‪...‬‬ ‫أه ّز جذع الليل بكأسي الفارغة؛ لعلّي أثمل بذات الحلم‪ ،‬لكنّي نسيت أن‬ ‫أعبر إلى الضفة األخرى وأغني؛ ال بأس‪ ،‬سأحمل مصباحي في الليل البهيم؛‬ ‫ثمة سنة قادمة تط ّوق عنق الليالي بأمنياتي الخرساء‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫جزر الكالم‬ ‫سامية البحري‬ ‫دخلت القاعة‪ ..‬القيت التحية‪ ..‬ردوا بأحسن منها‬ ‫كلماتهم كنتف الثلج وقد تهاطل على بلور نافذتي‬ ‫وأنا الطفلة الصغيرة أرقبه في صمت‬ ‫وأحاول القبض عليه‬ ‫من وراء الزجاج‪...‬‬ ‫وسمعت أبي في تلك اللحظة يهمس في أذني‪..‬‬ ‫أتعلمين لماذا أحب الثلج؟‬ ‫فأومأت برأسي‪ ،‬أن ال أعلم‪..‬‬ ‫قال‪ :‬ألن فيه منك الكثير‪....‬‬ ‫و هممت بالسؤال‪ ..‬هل يمكن أن ألمس الثلج يا أبي‪.....‬؟‬ ‫ويباغتني الصوت منبعثا من القاعة‪..‬‬ ‫_ هل نفتح النوافذ أستاذتي؟‬ ‫وانتبهت من غفوتي‪ . .‬وبسرعة أجبت ‪:‬نعم‪ ..‬نعم‪..‬‬ ‫ثم اردفت قائلة‪ ..‬وسنفتحها على مصراعيها‪..‬‬ ‫اليوم نتحدث عن المدرسة التي ألهمت عديد األدباء والشعراء‪..‬‬ ‫درس اليوم الفكر الرومنطيقي‬ ‫بين الحقيقة والخيال ‪:‬‬ ‫في درسي اليوم حلقت معهم‪..‬‬ ‫كانت العيون غائرة والعقول حائرة‪..‬‬

‫‪54‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫وكنت أنا بينهم‪ ..‬لست أنا‪..‬‬ ‫بعضي يسأل عن بعضي‪..‬‬ ‫وكان الجو كئيبا‪ .. .‬كأرواحنا تلك التي ترفرف‬ ‫في القاعة وبين المدارج‪. .‬‬ ‫وكنت أعلو وأهبط‪ .. .‬كطير جريح‪..‬‬ ‫مازال يتعلق بالحياة ‪...‬بعد طعنة نجالء‪..‬‬ ‫وقلت‪ :‬هل يحررنا الخيال من الواقع؟‬ ‫يشتد النقاش‪ ..‬و‪ ..‬ويشتد االختالف‪ ..‬و تبسط اآلراء‬ ‫لكن كلها تصب في رؤية واحد‪..‬‬ ‫الكل ينتصر للخيال‪...‬الكل يخشى الواقع‪..‬‬ ‫الكل صوت لصالح الخيال‪!!..‬‬ ‫قلت ‪ :‬لكن نحن على أرض الواقع‪.. .‬‬ ‫هذه القاعة‪ ..‬وهذه المدارج ‪ ..‬وهذه النوافذ‪.. .‬وهذا الباب الكبير‬ ‫الذي يفتح على مصراعيه‪.. .‬‬ ‫وأنتم‪.. .‬وأنا‪!!...‬‬ ‫قالوا في صوت واحد‪:‬‬ ‫الحقيقة الوحيدة في هذه القاعة‪ ..‬هي أنت‪..‬‬ ‫أنت سيدة اللحظة‬ ‫_وأنتم حقيقة‪ ،‬مثلي تماما‪ ..‬إذا اعتبرنا هذا الجسد الذي يشدنا إلى هذا‬ ‫الفضاء‪..‬‬ ‫_ال ‪..‬أنت الحقيقة الوحيدة‪..‬‬ ‫ألنك أنت تلك الروح التي أعطت لهذا المكان أبعاده‪..‬‬ ‫وصمتت‪...‬وكان صمتي خنجرا في رحم الكالم‪. .‬‬

‫‪55‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫وسمعت نفسي تقول لي‪:‬‬ ‫_حان دورك ‪...‬وضحي المسألة‪..‬‬ ‫واندفعت‪ . .‬أبرر قيمة الوعي‪ ..‬الحقيقة‪ . .‬الواقع‪ ..‬المرئي‬ ‫لكن كنت أمارس نوعا من العبث الفكري‪..‬‬ ‫الكل يهرب إلى الخيال‪ ..‬وينتصر للفكرة‪..‬‬ ‫ووقف أحدهم‪ ،‬وكان طالبا مجدا‪ ..‬يدرك ماذا يريد‬ ‫ثم قال بطريقة فيها الكثير من الرقي والنبل‪. .‬‬ ‫كمن يقف أمام الملكة ليؤدي مراسم التحية‬ ‫_موالتي‪..‬‬ ‫من ال يصرف األيام على مسرح األحالم كان عبد األيام‬ ‫قالها جبران‪..‬والقول ما قاله جبران‪..‬‬ ‫و ذهلت‪. .‬صمتت من جديد‪..‬و اتسعت حدقة عيني‬ ‫وانا أجول في المكان كما في الوجوه‪..‬‬ ‫ثم ابتسمت ابتسامة عريضة ‪...‬صامتة وكئيبة‪. .‬‬ ‫_شكرا‪Merci beaucoup..‬‬ ‫لقد استمتعت بهذا الحوار الثري‪..‬‬ ‫جمعت أغراضي وانطلقت‪..‬‬ ‫ركض ورائي ثلة منهم‪...‬‬ ‫_لحظة أستاذة‪..‬لحظة‪...‬‬ ‫استدرت نحوهم‪..‬‬ ‫_ أنت تجيدين العزف على قيثارة األلم‪!!.. .‬‬ ‫ونحن بعد كل حصة معك نشعر بالشفاء‪..‬‬ ‫فشكرا لك‪..‬شكرا‪..‬‬

‫‪56‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫_هذا واجبي‪..‬وأنتم أمانة‪...‬أنتم المستقبل‪..‬‬ ‫_أرى الفجر يبتسم في عينيك‪ !!..‬قالها وهو ينظر إلى األسفل‬ ‫_أنتم الفجر الذي ننتظر طلوعه من وراء هذا الظالم الدامس‬ ‫في طريق العودة‪... .‬‬ ‫راودتني األفكار تباعا‪ ..‬وأدركت أن الجميع يعاني‪..‬‬ ‫الجميع يرفض هذا الواقع‪ ..‬ويتألم‪.. .‬‬ ‫الجميع مثقل اآلالم والهموم‪ .‬الجميع فكرة ضخمة تائهة على‬ ‫قارعة الوجع بال وطن وال عنوان‪..‬‬ ‫كانت الدمعة مجروحة‪ ،‬شريدة‪ ،‬وهي تعبر وجنتي‪. .‬‬ ‫وأنا أتأمل تلك الوجوه وهي تعبر في ذاكرتي‪..‬‬ ‫مخضبة بأمان موؤودة‪. .‬‬ ‫وأنا المشدودة بحبل إلى جذع الحيرة تداعب سؤاال يئن‬ ‫في رأسي ويلتف على أنسجتي فيخنقني‪..‬‬ ‫ماذا قدمنا ألنفسنا أو لهؤالء؟‬

‫‪57‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫كلمات أنثى‬ ‫الذكريات السعيدة‬ ‫منها والغري سعيدة‬ ‫هي طيور كلم مرت‬ ‫يف الذاكرة‬ ‫ترتك أثر‬

‫‪58‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫أزياء‬

‫‪59‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪60‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫ملهمتي‬ ‫وليد رمضان‬ ‫الحسد‬

‫قد رجوت الشوق‬ ‫فيك الهامي‬ ‫الصبر و‬

‫شيبا وشابا من‬

‫الجلد‬

‫جمالك فتنوا‬ ‫او صغيرا‬

‫من حسن خدك‬

‫في ال‬

‫وسهاد ليل‬

‫مهد‬

‫شعرك ال‬ ‫كيف انجوا من‬

‫جعد‬

‫غرامك ومن‬ ‫ففي عيناك سحرا‬

‫ذاك العود‬

‫ال يبطل وحتي‬

‫والجسد‬

‫ب النفث في‬ ‫عشقتك وال داوي‬

‫العقد‬

‫لعشقي غير‬ ‫ارقيك في حلمي‬

‫الواحد‬

‫من شر حاقد‬

‫االحد‬

‫اذا اراد‬

‫‪61‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫ال تفكر بي‬ ‫سجى كريدي‬ ‫عندما أجهشت الروح بالحب‬

‫آخذت عيناها تغرق بالدموع ولكن‬

‫وٱخذت بيدها نحو السالم‬

‫بخفاء‬

‫وتكونت بداخلها االحالم‬

‫آخذ قلبها يرتجف ولكن بإمساك‬

‫ٱبتدٱت املواقف‬

‫آخذ عقلها بالظالم ووجهها ينور‬

‫وسند بعضهم‬

‫تكسر كل ما يشعرها باألمان‬

‫اال ٱن الجميع خذلهم‬

‫فقالت ڵـه ‪:‬‬

‫قال ڵـها‪ :‬حان الوقت لالبتعاد عنك‬

‫ّ‬ ‫ال تطلب مڼـي ذلك…‬

‫ال تفكري بي‬

‫فآنا أعيش عشقك روحيا‬

‫فأخذت هي تسند نفسها وتحاول فهم‬ ‫ما يقول‬

‫أرحل آنت‬ ‫وتركني بما ٱن ـا عليه…‬

‫آخذ داخلها ينهار ولكن بابتسامه‬ ‫هادئة‬

‫لست بحاجه ٱلحد يتحكم بي‬ ‫وبروحي…‬ ‫عش لعاملك وتركني لعالمي‬

‫‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫سرطان االرهاب والتطرف‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫السرطان هو مجموعة من االمراض‬ ‫التي‬

‫تتميز‬

‫خالياها‬

‫بالعدائية‬

‫(‪ )Aggressiv‬وهو النمو واالنقسام‬ ‫من غير حدود ‪ ،‬وقدرة هذه الخاليا‬ ‫المنقسمة على غزو ( ‪)Invasion‬‬ ‫انسجة مجاورة وتدميرها وهذه‬ ‫القدرات هي صفات الورم الخبيث‬ ‫(على عكس الورم الحميد) كما يمكن ان يتطور الورم الحميد الى خبيث في‬ ‫بعض االحيان ‪.‬‬ ‫كذلك توجد االفكار والمعتقدات والعقائد السلبية الخارجة عن الوسطية‬ ‫واالعتدال في االسالم والتي تكاثرت وانشطرت ‪،‬ففي الوقت الذي تدمر فيه‬ ‫الخاليا السرطانية وتنخر جسم االنسان المعافى ‪،‬كذلك تدمر هذه العقائد‬ ‫الفاسدة مجتمعاتنا االسالمية واالنسانية لتسود فيها الفوضى والقتل والدمار‬ ‫من خالل فتاوي التكفير الصوات ماجورة التمت لالسالم بصلة ‪،‬ولتدمر‬ ‫منظومة القيم االسالمية الحقيقية المبنية على التسامح وتشوهها ‪.‬‬ ‫ومثلما تحاول الخاليا السليمة في الجسم من تحصين نفسها ضد الهجوم‬ ‫السرطاني من قبل خاليا اخرى ‪،‬عانى الغالبية من المسلمين من هذا الغزو‬ ‫الذي مزق جسد االمة وانتشر بصورة اليمكن السيطرة عليه ‪،‬بحيث اصبح‬ ‫من الصعب استئصال هذه االفكار الشاذة والعقائد الخارجة عن ملة االسالم‬ ‫لوصولها الى مساحات واسعة في بلداننا العربية واالسالمية‬

‫‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫وقد يجد الجراح صعوبة في استئصال مساحة كبيرة اوجزء كبير من المنطقة‬ ‫المصابة للتخلص من تكتل هذه الخاليا ونموها السريع في الجسم ‪،‬اال انه‬ ‫بالتاكيد يبذل جهدا مميزا لتحديد انتشارها بمهارة عالية وغالبا مايلجا الى‬ ‫اعطاء العالج الكيمياوي او االشعاعي الخاص بذلك بعد اجراء العملية خوفا‬ ‫من نشاط اخر تقوم به بعض الخاليا النائمة قبل القضاء عليها وموتها ‪.‬‬ ‫فمن يوقف سرطان االرهاب والتطرف الذي بدا ينتشر بسرعة كبيرة في‬ ‫عقول المسلمين ‪،‬حيث استطاع ان يجد له طريقا وتشكيل قاعدة وحاضنة بغية‬ ‫التوسع واالنتشار الى بقية جسد االمة االسالمية ؟‪.‬‬ ‫اننا نعاني اليوم من تاثير هذه االفكار والعقائد المتطرفة التي التؤمن بالقيم‬ ‫الحقيقية كالتسامح والمحبة ‪،‬والجدال بالتي هي احسن بعيدا عن التشويش ‪،‬انما‬ ‫تؤمن بالتشدد واالجتهاد الذي يعطي بعدا اخر يهدد المجتمعات ويثير فيها‬ ‫الخوف والفزع والتهجير والسبي والقتل‪.‬‬ ‫والمطلوب لوقف زحف هذا االرهاب والتطرف هو المرور بمرحلتين هي‬ ‫الهدم والبناء ‪.‬ففي المرحلة االولى يتم تحطيم الثقافات االسالمية المتطرفة‬ ‫وهدم البنى الفكرية لها ‪.‬اما المرحلة الثانية فهي العلم ومعرفة االمراض‬ ‫الكامنة في جسد االمة االسالمية ومعرفة اسباب انتشار هذا التطرف ‪،‬وماهي‬ ‫المؤامرات التي تحاك ضد االسالم ‪،‬كما ان تحصين المجتمع وخصوصا‬ ‫الشباب وتهيئة لهم مستلزمات الحياة الحرة الكريمة من خالل ايجاد وخلق‬ ‫فرص العمل ونشر ثقافة التسامح والمحبة والتفاهم وقبول االخر واالنسجام‬ ‫بعيدا عن الكراهية وتيسير فهم الدين ومنظومة العقائد االسالمية من خالل‬ ‫الشرح المبسط القريب الى فهم الجميع دون مغاالت وتعقيدات للواقع بعيدا‬ ‫عن البغض االعمى ‪،‬كما يجب مراقبة سلوكيات الشباب خارج االسرة وبذلك‬ ‫يحصلون على حقنة مضادة تعزز باخرى للحصول على نتائج ايجابية ‪.‬‬ ‫واذا كانت مهمة الجراح استئصال االورام الخبيثة من الجسم ومتابعته حتى‬ ‫يتعافى ‪،‬فكذلك هي مهمة النخب واالسالميين المعتدليين الن تمنع انتشار هذه‬ ‫االفكار وتكبح جماحها ‪،‬واليوم صارت المشكلة ليست في االشرار فحسب‪،‬‬ ‫انما في صمت االخيار ‪،‬وعلينا ان نكون مدركين ‪،‬الن االدراك بداية التغيير‬ ‫والتغيير بداية النمو الصحيح‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫عندما تنعدم الثقافة‬ ‫يطلب الشعب‬ ‫باالحتفاالت بيوم‬ ‫االحتالل‬ ‫البارون األخري‬

‫‪65‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬

‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني‬ ‫‪Tzozo000@gmail.com‬‬ ‫موقع الويب للمجلة‬ ‫‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬

‫‪66‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪62‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.