1
رئيس التحرير
محمود صالح الدين سكرتير التحرير زهرة محمد الجزائر
للنشر االلكتروني
الهيئة االستشارية للمجلة د .إبراهيم العالف د .عبد الستار البدراني د .أحالم غانم د .سناء الطائي د .احمد ميسر د .احمد جارهللا
الموصل
د .فارس تركي قاسم الغراوي الصحفيون العاملون احمد عيسى /مصر رسل الساعدي /العراق نرجس عمران /سوريا ليلي جواد /العراق
2
محتويات 5
مقال افتتاحي
قراءات األستاذ نافع مجيد بزوعي /د .إبراهيم العالف 7............................ ينوكالسكية الخطاب /احمد الشيخاوي 11................................... قراءة في ( الرقص على إيقاع الغياب ) /ناطق خلوصي 22............... سورية جنة هللا /محمود الجبوري 25........................................
أدب ساخر دببة /احمد جارهللا 27......................................................... سيرة االنسان العراقي /حسام الطحان 28...................................
شعر بانتظار القمر /د .وليد جاسم الزبيدي 29.................................... عصمة الباطل /د .عفيل عالء الدين درويش 30............................ اه ياورد /نرجس عمران 33.................................................. قصص كلماتي /إسماعيل خوشناو 34....................................... دموع خرساء /عبد الكريم الساعدي 35.....................................
3
عالم المرأة كلمات أنثى /زهرة محمد 40.................................................
عرض كتاب كتاب الموتى الفرعوني /قاسم الغراوي 43..................................
حوارات الكاتبة آمال الفتالوي /مروة الجبوري 45...................................
أقالم شابة قوتك تنبع من الداخل /رقية صالح 53...................................... فطور ارض العراق /زهراء حسين 54.....................................
مسك الختام رجال الظل /قاسم الغراوي 55..............................................
4
بقلم البارون األخير /محمود صالح الدين الطابور الخامس ،هو عبارة عن مجموعة اشخاص مرتزقة تعمل لحساب النظام الحاكم دون تميز .وقد ظهر هذا المصطلح اول مره في عام .1936اثناء الحرب االهلية في اسبانيا وهذا مدخل لمفهوم المصطلح ،اما عن الطابور في جمهورية فيطي فيمتلك تاريخ قبل ما ذكرت فيما سبق ،ففي بدايات القرن الماضي كان هناك ما يسمى حلف فيطي حيث اوعز النظام لتلك الجماعات في اشغال الناس في حدث معين في المدن التي لها ثقل سياسي .وهنا كانت حكاية ذلك الرجل الذي مسخ حمار والحكاية غريبة ،ولكنها انتشرت بشكل سريع بين الناس ذلك الوقت ،فاصبح حديث الشارع وكف النظر عن اتفاق الذي أبرم ذلك الوقت وقد نجح االمر .ومرت األيام وفكرة الطابور الخامس تزداد في التطور وبعد سنين كان هناك أيضا تصفيات سياسية اوعزت الحكومة لتلك الشلة المنحرفة في اختراع كذبة تشغل الراي العام عن ما يجري في القصور الرئاسية وهي عصابة أبو ساطور التي كان الخيال الواسع لتلك الجماعات ،في سرد القصص المرعبة
5
وقد كان لها نجاح منقطع النظير أيضا .حتى وصل االمر لتأسيس جمهورية فيطي فأصبحت الجمهورية من الرئيس الى عامل النظافة طابور خامس وأصبحت الدولة قائمة على الحكايات الكاذبة منها التاريخية ،ومنها المعاصرة .واصبح شعب فيطي عبارة عن مستمع للكم الهائل من األكاذيب ،وهي عبارة عن دواء مخدر لجموع الشعب .واذا كنا نريد معرفة الفرق بين االمس والغد هو ان الكذب كان يمرر لتمرير امر واحد معين ،ولكن اليوم األكاذيب في الجملة واصبح كل من ينتمي لجمهورية هو طابور خامس .والغريب انه اليوم ما عاد يمتلك القدرة على اصطناع األكاذيب من حالة العجز التي يعاني منها النظام ،وكل من ينتمي له من المؤسسات .فترى القيادة في تلك المؤسسات هي عبارة عن ارث حين يتم توليها ،والغريب في تلك الممارسات اصبح الرجل فيهم يكذب ،ويفرض على الناس تصديق تلك األكاذيب مع علم الجميع انه يكذب .وهناك أيضا مرتزقة تصفق ألجمل كذبه وتسعى للدفاع عنها ،وهم عدد ليس بالقليل وكاد ان تكون جيوش واالصح تسمى جحوش ،يكون اصح لتسمية أولئك االغبياء من ذلك الطابور .وقد نشهد في السنوات المقبلة وهذا غير مستبعد والدة نظام حكم فاشي شبيه بنظام هتلر وفكرة اسقاط العالم ،بسبب تلك الجحوش التي تصدق األكاذيب وتصفق لها ،وتعمل على ترسيخ فكرة تلك الشلة المنحرفة التي تحكم في جمهورية فيطي ،التي تعتاش على الروايات التاريخية واالساطير في الوقت القريب ،وتخدير العقول في عباءة الدين .والن يرحم التاريخ تلك العقول السطحية التي ترى جماهير دولة فيطي بالسذاجة التي هم عليها ،ويجب ان يكون هناك عقول تحدث الفارق العقلي بين الناس ،وتقدم الدليل على غباء واستبداد تلك الجماعات المنحرفة ،في تكوين دولة قائمة على الخرافة وسرد األكاذيب .وفي نهاية ما بدأت أحب ان استشهد بقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (( :وإياكم والكذب ،فإن الكذب يهدي إلى الفجور ،وإن الفجور يهدي إلى النار ،وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ،حتى يكتب عند هللا كذابا)) .
6
ا.د .إبراهيم خليل العالف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس جامعة الموصل مرب موصلي معروف ،متخصص باللغة العربية ،وكان له نشاط تربوي وتعليمي وثقافي واضح برز أستاذا في اللغة العربية وتتلمذت على يديه أجيال وأجيال .كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في موسوعته ( موسوعة اعالم الموصل في القرن العشرين ) فقال انه من مواليد مدينة الموصل سنة . 1925اكمل دراسته االبتدائية والمتوسطة والثانوية فيها ثم سافر الى بغداد حيث لم تكن هناك جامعة في الموصل ودخل قسم اللغة العربية في دار المعلمين العالية وهي اليوم كلية التربية وحصل على ليسانس ادب سنة 1946بدرجة شرف . عاد الى الموصل وعين مدرسا في المتوسطة الغربية منذ سنة -1946 1963كما عمل مدرسا في دار المعلمين االبتدائية في الموصل بين سنتي 1965-1963فمدرسا في اعدادية المستقبل ،1970-1965ومدرسا في معهد المعلمين بالموصل ،1976-1970واختير ليكون مشرفا اختصاصيا في اللغة العربية .1979-1976 وله مجموعة محاضرات في أصول تدريس األلف باء .أحيل الى التقاعد سنة .1979
7
حرص االستاذ نافع بزوعي رحمه هللا على ان يزرع في طلبته روح البحث والقراءة واالطالع وكانت أداته في ذلك تعويد الطالب على إقتناء الكتب ومراجعة المكتبة والتعود على تحرير النشرات المدرسية وحث زمالءه المدرسين على المشاركة اي مشاركة طلبتهم في كتابة المقاالت وقبل فترة زودني األستاذ الفاضل نزار المختار بالعدد الثالث من نشرة اشرف على إخراجها األستاذ نافع بزوعي وكان عنوانها " :الثقافة العربية " ويحمل العدد تاريخ شهر آذار –مارس . 1947 ونقرأ في ترويسة النشرة أنها "نشرة مدرسية تسعى لخدمة اللغة العربية والثقافة العامة تصدرها جمعية الثقافة العربية في المتوسطة الغربية بأشراف نافع بزوعي مدرس اللغة العربية " .والعدد الذي في يدي هو عدد خاص بذكرى مولد سيد الكائنات وفخرها الرسول الكريم محمد صلى هللا عليه وسلم .وقد طبعت النشرة بمطبعة محفوظ –الموصل وثمن النسخة 25فلسا . في العدد مقال لألستاذ عبد الرزاق الشماع بعنوان " :التاريخ الهجري " وأشار فيه األستاذ الشماع إلى أن العرب قبل اإلسالم كانت تؤرخ بتواريخ مختلفة وأول من وضع التاريخ الهجري واستعمله هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي هللا عنه .وتعرض المقال إلى أيام العرب التي أرخت بعض األحداث من قبيل حجة الغدر ،وحرب البسوس ،واالطام ،وعام الفساد ،ويوم الفجار ،وحلف الفضول .كما ورد في النشرة نص خطاب سبق أن ألقاه األستاذ الشاعر إسماعيل حقي فرج في حفلة جمعية المعلمين بقاعة إعدادية الموصل للبنين بذكرى المولد النبوي 1947وابتدأ الخطاب بأبيات من الشعر جاء فيها
8
األستاذ جميل الخطيب كتب مقاال بعنوان " :لو بعث النبي " .واسهم الطالب هاشم سعدون الطعان "األستاذ الدكتور فيما بعد " بمقال عنوانه : "النفس الجبارة " .كما ضمت النشرة مقاال للطالب غانم سعد هللا حمودات "األستاذ المربي الكبير " بعنوان " :الذكرى وبعثها الشجون " ،وكتب الطالب عبد المسيح سعيد مقاال بعنوان " :محمد صلى هللا عليه وسلم والعرب " .واسهم الطالب عبد الحميد محمد شنشل بمقال عنوانه " :محمد صلى هللا عليه وسلم مثلنا األعلى " .وللطالب إدريس حميد الطالب مقال بعنوان " : يوم الذكرى " .وكان للطالب طارق محمد علي كذلك مقال بعنوان " :مولد سيد الخلق وحبيب الحق " ،وللطالب نجيب محمد الوتاري مقال بعنوان : "لواعج الذكرى " وللطالب فهمي يوسف جزراوي مقال بعنوان " :المولد النبوي الشريف " ،وللطالب نافع سعيد مقال بعنوان " :مولد سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم " .ومن الطريف أن النشرة استفادت من الغالف الخلفي في إيراد مجموعة من األخبار وبعنوان " :الثقافة العربية تتحف قراءها بمفيد األخبار " .ونقرأ من األخبار أن األستاذ عبد هللا محيى الدين وزير المعرف (التربية ) هو صاحب فكرة إصدار العدد الخاص من النشرة وان وفدا تربويا سوريا جاء العراق ووصل الموصل للتباحث حول التعاون التربوي بين العراق وسوريا .وقد جاب الوفد في أنحاء العراق ،وان هيئة تحرير النشرة تشكر حضرة مديرة ثانوية البنات ومدرساتها لما يبدينه من اهتمام في سبيل نشرة الثقافة العربية .كما تشكر الهيئة األستاذين الفاضلين
9
عبد العزيز جاسم مدير إعدادية الموصل للبنين وتوفيق الدباغ مدير متوسطة المثنى لحرصهما على تشجيع النشرة ،وان وفد طلبة العمارة زاروا الموصل صحبة األستاذين الفاضلين فيليب سرسم وفضيل الدقاق ،وقد خلفوا بزيارتهم الميمونة في قلوب طلبة الموصل وأساتذتها آثارا التمحى وان النشرة ترحب بما يتحفها به الطلبة األعزاء من نفثات عقولهم . النشرة تعكس أيام الزمن الجميل ،حيث كان للكلمة قدسيتها ،وللثقافة مكانتها فهل يمكن لنا أن نعود لتلك األيام أو لنقل لروحية تلك األيام ؟! رحم هللا االستاذ نافع مجيد بزوعي وجزاه خيرا على ما قدم لبلده وللغته العربية ويقينا ان ذكراه التزال حية بين طالبه ومحبيه وهذا ما يكسبه االنسان من حياته في آخر المطاف .
10
احمد الشيخاوي/شاعر وناقد مغربي في الحقيقة لقد سال الكثير من المداد حول هذا االسم النموذجي ،بيد أن ما حظي به شعره من مقاربات لحد اآلن ،قسط ال يفيه الحق بالتمام، ومهما أضيف إلى الجهود التي ما فتأت تنبش في حياة وإبداع الرجل، تمكث اإلضافة أقل ،واإلشباع أضأل قياسا إلى قيمة شاعر إنسان من طراز حسان بن ثابت. إذ المطلوب ،تعر تأويلي كامل إزاء النص "الحساني" ،كضرب من مغالبة لقشيب المعالجات التي تدور في فلك اإلسفاف السيري ،مثلما تقبض على قشور منجز شاعر الرسول ،دون أن تساءل متونه العرفانية وتحفر في الظالل منقبة عن دوال االنتماء للرسالة السماوية الخاتمة. عند هذه الهامة العارفة ،تكتسي القصيدة عنفوا نين :مروءة الجاهلية و نعمة اإلسالم ،وهي ظاهرة يمكن معالجتها في الحدود المفاهيمية المنجذبة إلى عوالم تفجرها جدلية العمر والعمر المضاف ،بحيث تخضرم حسان مشطور إلى تساو ،كما هو معروف ومنقول عن غالبية الدارسين والمهتمين ،نصف ممتد في الحقبة الجاهلية مسكوكة إبداعيا بصوالت االنتساب إلى المناخ الغساني في المطلق ،ذودا على هذا النسل ،إن مدحا أو هجاء ،بينما الثاني، متجل في مرحلة اعتناق اإلسالم كرسالة عالمية ،شذبت إلى حد كبير شعر
11
حسان بن ثابت ،ومنحته عفوية االنسيابية والسالسة وعمق الرؤى وحضارية المفردة ،عوضا عن توجهها القبلي المغرق في األعرابية والتضخيم والصياغة القوية. تحول على مستوى النفسية هو من هبات العمر المضاف ،مجريا معه انتقالية جذرية في النص والقول الشعري ،حاسمة الرسالة اإلبداعية لصالح الدعوة المحمدية الشريفة ،ومتسربلة بخطاب الحماسة وفروسية اللسان تحت راية نبي هللا محمد صلى هللا عليه وسلم. وثبة كالمية خولت للذات اإلبداعية ارتقاء سلم البالغي واالستعاري والجمالي المبطن بالحكم ،فاتحة النص على نيوكالسيكية ،آخذة بجوارح التلقي ،إلى مسرح المالحم المنتصرة باهلل لرسوله و ألمة الدين هذا الجديد، مولدة في قلوب الكفار الرعب والهلع الهيستيري ،من كلمة الحق" ُمشعرنة" قولبة في ال وعي مبدع خبر بحبوحة ديوان العرب ،فسافر في شتى و ُم ْ اتجاهاتها ،مغدقة عليه نعمة اإلسالم ،بميكانيزمات القول المؤيد بروح القدس. مناهضة الرسائل السماوية جميعها ،لألوثان ،أولوية ،كونها المغذي الرئيسي لزيغ الكائن البشري عن الفطرة السليمة ،وتلقف سبل التيه و دجى الضالل ،له،من ثم جاء تناول شاعر الرسول لها ،استثنائيا ،لنتأمل األبيات المختارة التالية:
نيب أتانا بعد يأس وفرتة من الرّسل واألوثان يف األرض تُعبدُ فأمسى سراجا مستنريا وهاديـــــا يلوح كما الح الصقيلُ املهنّدُ 12
وأنذرنا نارا وبشّر جنَّــــــــــــــــة وعلّمنا اإلسالم ،فاهللَ حنمـــــــدُ وأنت إله اخللق ربي وخــــــــالقي بذلك ما عمّرتُ يف الناس أشهـــدُ إنتقال روحي ،وانشراح وتفتح ذهني عاشه شاعرنا فور دخوله اإلسالم، ولم يكن ثمة بد من انعكاسه إيجابا على القصيدة التي كفت بدورها عن شتى مناحي التطبيع مع العهد الجاهلي الضاغط بقسوته وغيه على إنسانية الخلق، والمحاصر للمنظومة القيمية المكللة بمعطى الحرية ،الخانق له بطقوسيات وثنية تجعل من الذات وأمجادها ،قربانا للنهج االسترزاقي ،ووأد الملة و الحنيفية والجبلة السليمة في حياة الترف والعربدة والمجون ،ذلك هو العمر المنقوص الناهض على ميتافيزيقيا االنقراض والخراب الروحي ،لصالح شهوانيات وماديات وحطاميات الحياة الفانية. وقد تمثلت شلة الغساسنة المحتكرة لمنجز أبي الوليد ،الشعري ،في شق المدح،وانكفأت على صنعة وتكلف ترجمته الجزالة وقوة الصياغة مع طغيان النعوت الحوشية على الشعرية،وكله تم إرضاء لآلنا التكسبية. هؤالء النفر أبرزهم،جبلة ابن األيهم و عمرو الرابع والنعمان. فلنتملى االقتباسات أسفله:
يسقون من ورد الربيص عليهم بردى يصفّق بالرّحيق السّلل 13
بيض الوجوه كرمية أحساهبم شمّ األنــــوف من الطّراز األول .................. عفت ذات األصابــــــــــــع فاجلــــــواء إىل عذراء منزهلــــــــــــــــــــا خالء ديار من بين احلسحاس قفـــــــــــــــــــر تعفيها الروامس والسمــــــــــــــــــــاء وكانت ال يزال هبــــــــــــــــــــــــــــا أنس خالل مروجها نعم وشـــــــــــــــاء ............................ إنّي حلفتُ ميينا غري كــــــــاذبةٍ لو كان للحارث اجلفينِّ أصحـــــــابُ 14
من جذم حسّان مُسرتخ محائلهم ال يغبقون من املغزى ،إذا آبـــــــــوا وال يذادون حممرّا عيوهنـــــــــــم إذا حتضّر عند املاجد البـــــــــابُ ..................... وغبنا فلم تشهد بـــــــــبطاح مكة رجال بين كعب حتزّ رقــــــــــــــــاهبا بأيدي رجال مل يسلّوا سيوفهـــــم حبقّ ،وقتلى مل جتنّ ثيابــــــــــــــــها فيا ليت شعري '.هل تنالنّ نصرتي سهيل بن عمرو ،وخزها وعقابـــــها ........................... 15
تطاول باجلمان ليلى فلم تكــــــــــن هتمّ هوادي جنمه أن تصوّبـــــــــــــــــــــا أبيت أراعيها كأنّي موكــــــــــــــل هبا ال أريد النوم حتّى تغيّبـــــــــــــــــــــا إذا غار منها كوكب بعد كوكـــب تراقب عيين آخر الليل كـــــــــــــــوكبــــا غوائر ترتى من جنوم ختاهلــــــا مع الصبح تتلوها زاحف لغّبـــــــــــــــــا أخاف مفاجأة الفراق ببغتـــــــة وصرف النوى من أن تشتّ وتشعبا وأيقنت ملا قوض احليّ خيمهــــــم بروعات بني ترتك الرّأس أشيبــــــــــا 16
مدح هنا ،مقابل هجاء هناك ،يلون سماء األوس بأحرف من نار ،تتشكل كرات جحيمة ملتهمة للكبرياء والسمعة واألعراض ،بحكم تشبعها وتشربها للمعتقد القبَلي ونعرة المنبت واألصل وحس جذور الوالدة ،وجملة القوانين الوضعية التي تهيمن بشكل شبه مطلق على توجه الفعل اإلبداعي ،وتغدو بمثابة روح القصيدة التي ال غنى عنها في كل المناسبات ،والسالح األشد مضاضة على األعادي واألبلغ فتكا بنفسياتهم عبر بث بوادر االنهزامية وحمي الوطيس وسقي السيوف واالنهيار في سراديبها ،قبل نشوب الوغى ْ دما قد تجني عليه في الغالب سلطة أو فلسفة الثأر وق ْهريته . لكنه تحول نوراني ذاك الذي تشرف به حسان ابن ثابت ،من خالل ما أصر على نعته بالعمر المضاف ،والذي قلب سيرة هذا الفطحل المخضرم ،رأسا على عقب ،نحو المثالية وأضرب الكمال بالطبع ،حياة وشعرا ،وجب وعود إلى الرشد حميد، ماضوية مترهلة باألخطاء ،كاشفا عن توبة حقيقية ْ ت ُ ُرن َم به على أغصان القصيدة الملتزمة بتيماتها القدحية الموجهة صوب آل الكفر والشرك والنفاق والردة ،ومنغرسة في غطرسة صدورهم المتعامية عن الحق ونور الرسالة المحمدية الشريفة ،والمتوغلة في عنادهم وإصرارهم على اعتكاف محراب تقليد وثنية األجداد واألولين في التلطخ بمستنقعات العار والغي والضالل.
حممد املبعوث للناس رمحــــــــــــة يشيد ما أوهى الظالل ويصلح لئن سبحت صمّ اجلبال جميبــــــة لداوود أو الن احلديد املصــــــــفّحِ فإن الصخور الصمّ النت بكفّــــــــه 17
وإنّ احلصى يف كفّه ليسبّــــــــــــــــــح ................................. ما نقمتم من ثياب خــــــــــــــلفة وعبيد ،وإماء ،وذهــــــــــــــــــــــــب قلتم بدّل ،فقد بدّلـــــــــــــــــــكم سنة حرّى وحربا كـــــــــــــــاللهــــــب إن متس دار بن أروى منه خالية باب صرع وباب خمرق ،خـــــــــــــرب فقد يصادف باغي اخلري حاجتهُ فيها ويأوي إليها الذكر واحلـــــــــــــــسب يا أيها الناس أبدوا ذات أنفسكم ال يستوي الصدق عند اهلل والكــــــذب 18
........................ صلى اهلل على الذين تتابعـــــــــــــوا يوم الرّجيع فأكرموا وأُثيبــــــــــــــــــوا رأس الكتيبة مرتدّ وأمريهـــــــــــــم زابنُ البكري أمامهم وخبيـــــــــــــــبُ وابن لطارق وابن دثنة فيهـــــــــــم وافاه ثمّ محامه املكتـــــــــــــــــــــوبُ ............................. عرفت ديار زينب بالكتيـــــــــــب كخطّ الوحي يف الرّقّ القشيــــــــــب تعاورها الرياح وكــــــــل جنون من الومسيّ منهمـــــــــــــر سكــــــوبِ 19
فأمسى رمسها خلــــقا وأمســـــــــــت يبابا بعد ساكنها احلبــــــــــــــيــــب هل رسم دارسة املقام ،يبـــــــاب متكلّك ملســـــــــــــائل جبـــــــــــــواب لقد رأيتُ هبا احللول يزينهــــــــــــم بيض الوجوه ثواقب األحســـــــــــــــاب فدع الديار وذكر كل خريـــــــــدة بيضاء ،آنسة احلديث ،كعـــــــــــــــاب واشك اهلموم إىل اإلله وما تــــرى من معشر متآ لبني غضـــــــــــــــــــــاب أمّوا بغزوهم الرّسول وألّبـــــــوا أهل القرى ،وبوادي األعـــــــــــــــــراب 20
عن عائشة رضي هللا عنها أنها سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول: " هجاهم حسان فشفى واشتفى". وإذن ...لترفل قصيدة شاعر الرسول في نورانية قالبة للمعادالت القبلية و للمنظومة المفاهيمية التي تربى عليه شعراء الجاهلية ،لم يكن ثمة بد من غسيل دماغي ووجداني فاصل بين عمرين ،عمر أول على حقيقته ،وامتداد له ،هذا المضاف الرمزي الذي تعلمت منه الذات كما القصيدة ،أبجديات التجربة المغايرة الجديدة المنكبة على محاوالت منح النص كريستاليته ونيوكالسيكيته ،وطاعنة بلذة معان زئبقية غير مسبوقة ،ومقترحة في غالف عذريتها ،فقط وحده الدين الجديد ،جاد بها ،على سبيل المثال ال الحصر، مفردة الشهادة في حقولها الداللية الغضة النضرة والمتضوعة أريجا فردوسيا باعثا على غيبوبة مثملة للروح ،منصفة للجسد ،بعيد أشواط من انكسار تلك الذات وانحسارها وخندقتها في حيز القمع ومضايق الجلد. عوض الفوضى السارية قرونا والمفتية بشهوة الفتك والبطش وعبثية القتل فوبياا الثأر ألتفه األسباب ،ولنا في حرب البسوس ،أمر مثال.
21
االستاذ ناطق خلوصي
الرقص على إيقاع الغياب أعترف بأنني لم أكن قد قرأت عمالا سرديا ا للروائي "عادل المعموري" قبل رواية " الرقص على إيقاع الغياب " التي
فاجأتني
بلغتها ومضمونها
وجرأتها في تناول موضوعة تنطوي على حساسية خاصة ،في زمن أحداثها الحقيقية بشكل خاص وكان االقتراب منها آنذاك ربما يقود إلى متاعب من نوع ال تؤتمن نتائجه .فهذه الموضوعة تجمع بين توظيف الجنس وإدانة الحرب على نحو مباشر ،والحرب المعنية هنا هي الحرب العراقية ــ اإليرانية التي يُفترض فيها أنها انتهت قبل ثالثين سنة ،لكن آثارها ما زالت قائمة حتى اآلن . صدرت هذه الرواية عن " دار أمل الجديدة " في دمشق وتقع في 159 صفحة من القطع المتوسط ،بستة عشر فصالا قصيرا ا ال تحمل أ رقامأ بل اسماء الشخصيات التي تتولى سرد أحداث الفصول ،وتتناوب شخصيتا
22
"جميلة " و" سالمة " عملية سرد الجزء األكبر من الفصول في حين تتولى شخصية " نبيل "عملية سرد ثالثة فصول هي أخطر فصول الرواية . مكان األحداث محدود تماما ا :بيتان متجاوران في منطقة شعبية ،وهذا هو شأن عدد الشخصيات :في بيت جميلة نجدها مع أمها ولها أخ شهيد وآخر عسكري في قاطع الفاو أما األخ األصغر نبيل فهو هارب من الجيش بعد أن حاول انقاذ رفيق له جريح وكان على استعداد ألن يضحي بنفسه من أجل ذلك لكنه لم يستطع فظل شبح الشهيد يظهر أمامه فبقض مضجعه .في البيت المجاور زوج وزوجته :الزوج متقدم في السن قياسا ا بزوجته الشابة الجميلة بشكل كبير .تتمحور الرواية في جزء منها حول هموم المرأة العراقية .تتعرض كل من جميلة وسالمة إلى ضغوط كبيرة من أجل القبول بزوج مفروض عليها ،والفارق بينهما في الشكل كبير فجمال سالمة يقابله قبح جميلة ( ولنالحظ التناقض بينها شكالا وبين اسمها ) والزواج عندهما آل إلى الفشل .فحيث تزوجت جميلة من ابن خالتها بضغط من أمها ، استشهد زوجها في الحرب .أما سالمة التي كانت على عالقة حب جارف بزميلها في الجامعة لؤي فقد ألقي القبض عليه بسبب انتمائه إلى حزب مناوىء ،فاضطرت للزواج من جبار الذي ينتمي إلى حزب السلطة ،تحت ضغط تهديد زوجة أخيها التي اكتشفت عالقتها بلؤي .كان زوجها يعاني من ضعف جنسي جعله عاجزا ا عن أداء واجبه ازاءها على السرير ،وكان من المنتظر أن تتمرد على واقعها وفي ظننا أن الروائي وظف العجز منحى جديدا ا الجنسي هنا بداللة خاصة ..لقد أخذ التجاور بين جميلة وسالمة ا وحدث أن سالمة كانت قد رأتت صورة نبيل معلقة على جدار غرفة االستقبال في بيتهم فصار في يقيننا تلك اللحظة أن ثمة عالقة محرمة البد من أن تنشأ بين سالمة ونبيل برعاية خفية من جميلة التي كانت توفر لهما ستار حماية وتتجسس عليهما في الوقت نفسه بسبب احباطها جنسيا ا ورغبتها في التعويض .أما سالمة فقد تمادت في عالقتها بنبيل إلى الحد الذي جعلها ترضى بإيوائه في بيتها عندما سماعها بنبأ حملة مالحقة الهاربين ،محتمية
23
بكون زوجها عضوا في الحزب الحاكم لكن نبيل لم يحترس وانكشف وجوده في البيت .وكان واضحا ا أن سالمة كانت تتشهاه واستعدت نفسيا ا وجسديا ا الستقباله على السرير ولو كان الروائي قد أوصل الحدث إلى حد اللقاء الجسدي النهارت حبكة الرواية .كان واضحا ا أن الروائي أحسن اختيار لغة السرد لكنه كان عليه أن ينتبه إلى األغالط المطبعية واللغوية التي كان تالفيها ضروريا ا تماما ا ،دون أن ينتقص هذا من قيمة الرواية .
24
الكاتب محمود محمد سهيل الجبوري العراق ـــ بابل سورية بقعة مباركة حباها هللا من نعمه الشيء الكثير و الق متجدد على طول الدهر و واحة فواحة العطر نشم منها عبق الماضي التليد ،و هي خالصة تأريخ العالم ،في تل المريبط عثر على اقدم سكن بشري في العالم يعود الى األلف التاسعة قبل الميالد ،لها ماضي ضارب في عمق التأريخ بدأ من رأس شمرا (اوغاريت) 7500ق.م في الالذقية و هي اول ابجدية في العالم و مملكة ماري 3000ق.م في البو كمال و ايبال ( تل مرديخ) 3000ق.م في ادلب ،من سورية انتشرت اللغة اآلرامية و استوطنها اآلراميين ،زنوبيا ملكة تدمر في زمن الغساسنة 150ق.م بسطت حكمها على آسيا الصغرى و بالد الرافدين و مصر و الشام ،عن القيمة الحضارية و التاريخية لسورية قال عالم اآلثار الفرنسي اندريه بارو ( لكل انسان متحضر وطنان وطنه األم و سورية ) ،دمشق حاضر سورية وماضيها تعني األرض المسقية ،وصفها الرحالة و المؤرخ ياقوت الحموي بقوله ( ما وصفت الجنة بشيء اال و في دمشق مثله) ،وعلى انزه مكان فيها على سفح قاسيون يرقد آمنا (محيي الدين بن عربي) ،سورية صمدت في وجه الغازي (األسكندر المقدوني) و القياصرة (قسطنطين ) و(تبغران الكبير) ، مواقع التراث العالمي الثمانية عشر نشرت اطايبها على ثراها ،معبد (بعل شمين) و قالع صالح الدين األيوبي و ابواب دمشق القديمة مازالت شامخة و صامدة بوجه الريح السوداء ،باألمس انجبت فحول الشعراء (ابو تمام)
25
و( البحتري) و ارضعت الفالسفة (ابو العالءالمعري) ،خرجت رجال اشداء و نساء صنعن التاريخ باتوا رموز للوطن و مشاعل في طريق المجد كشيخ المجاهدين و بطل سورية القومي السلطان باشا األطرش ( 1888ـــ )1982 الذي قاد الثورة السورية الكبرى و الثائر الشيخ (صالح العلي) و الثائرة (نازك العابد) ،الموروث الديني لها يحدثنا بأن انطاكية كانت مهد المجتمع المسيحي في القرن األول و من دمشق بدأ بولص الرسول رحلة األيمان و اصبحت سورية مرجعية للطائفة اآلرثو ذوكسية المسيحية ،دعاة النهضة العربية و قادة التنوير كانوا سوريين بإمتياز منذ عبد الرحمن الكواكبي (1849ــــ )1902المصلح والمفكر و بطرس البستاني المنفتح على األسالم و ساطع الحصري ( 1880ـــ )19689المفكر و فرح انطون ،ثقافيا كانت سورية و مازالت مرضعة للثقافة و األدب والفن ،باكورة منجزها الثقافي هي الصالونات األدبية كصالون مريانا مراش (1849ـــ )1919و صالون (اليس قندلفت) عام 1942الذي انطلقت منه الحركات واألحزاب ( ،ابو خليل القباني) اسس اول مسرح ، 1871و (مارون النقاش) افتتح مسرح صغير في بيته في وقت مبكر ،السينما في سورية ابصرت النور 1927و اول مهرجان سينمائي في الوطن العربي اقيم على ارضها ، ،1956اليوم نعرف بفخر (محمد الماغوط)و(ادونيس) و (بدوي الجبل) و(نزار القباني) ونمر مر الكرام على (حسني الزعيم)و(سامي الحناوي) و(اديب الشيشكلي ) ،تفردت (اسمهان) آمال فهد األطرش(1917ـــ )1944بصوتها الجميل و تغنت (ميادة الحناوي) بسورية و مجدها و انشدت للجواهري قصيدة (جبهة المجد) ،الهمت الشعراء العرب الكبار كالشاعر العراقي (محمد مهدي الجواهري) الذي اشاد بسورية في ابياته التي غدت انشودة وطنية يرددها السوريين اليوم و الشاعرالعراقي (عبد الرزاق عبد الواحد) الذي كتب قصيدة (شكرا دمشق) ،تتوجت دمشق 2008كعاصمة الثقافة العربية الكرامة والصمود وجهان لعملة واحدة تمثلت في سورية قلعة النضال و جبهة المجد و شجرة باسقة روتها دماء الشهداء .
26
د .احمد جار هللا اعزائي الرجال التسخروا من كتب فن الطبخ ومنال العالم ..فكروشكم المهيبة الرهيبة في مجالسكم العشائرية امام مناسف الثريد وسيلفياتكم الساخنة في المطاعم وانتم تعلسون الخبز والكباب ..ماكانت لتظهر وتنال االعجاب ..لوال حرصكم على هوس الطعام والشراب .. وهللا يساعد المكرودات اللي بالمطبخ يركضن ويتعبن وياكم وتاليها العشا خباز…حسرة عليهن تذكروهن ولو بدب .احمر صغير في عيد الحب ..واذا تكلمن فالتهديد يجيهم بزوجة ثانية .. وطيح هللا حظها الثانية اللي تشوف كروشكم المكورة كالدببة وترضى بيكم… والبو يوفنتوس… ************ نسخة منه الى: كل النسوان المعتقالت في المطابخ.. كل وحدة ثانية تفكر بخطف الرجل من االولى. مطعم خالد ابو الكص ود .بكر خورشيد.
27
حسام الطحان
كان االنسان العراقي في سبعينيات القرن الماضي في اوج رفاهيته إذ كان دخل الفرد العراقي من اعلى المداخيل في المنطقة العربية وربما في العالم ايضا ،لذا كان العراقي يملك ما يكفيه من الوقت والثراء ليستمع الى ما يعجبه ويمتع به اذنيه ،ولما كان عبدالحليم حافظ حينذاك نجما ال ينافسه احد فلم يتوان احد عن حفظ معظم اغانيه إن لم نقل كلها ولعل من ابرز ما بقي في ذاكرة ذلك الجيل اغنية ( حاجة غريبة )التي تغنى بها عبدالحليم حافظ بجميلة الشاشة انذاك شادية ،اما اليوم وفي العقد الثاني من القرن الجديد سحل العراقي اقتصاديا لم يعد يملك الوقت لالستمتاع باالغاني وبعد ان ُ الرومانسية الحالمة ولم تعد اذناه تستمتعان بها ،وصار بدالا من ذلك يستمتع بأي صوت يناسب جيبه المتهالك حتى وجد ضالته في باب الطوب وارصفتها االسطورية ولم يهتم العراقي بنشاز االصوات المتداخلة بقدر اهتمامه بالبحث عما يناسب جيبه ومن هنا بدأت اسطورة ال ( حاجة بربع ).
28
د .وليد جاسم الزبيدي العراق
29
30
د .عفيل عالء الدين درويش
31
32
نرجس عمران سوريا
33
اسماعيل خوشناو صصي سأَكتب قِ َ وأَروي ألَجيال حكاياتي
رض وأ َ ْق ِصف بِقا َ ع األ َ ِ السماء رش ِ وفَ َ
عنق ك ِل نَجم في ِ
البحار واعماقَ ِ
سلة سل ِ علقت ِ
ِبورو ِد كلماتي وال أَب َخل
س ِحر ريشَتي ا َ لوان قَصائِدي بأ َ ِ
س ْردي واهر َ حتى بِ َج ِ
ِمن رواياتي
وبقي ِة كلماتي
وأَرسم لوحات
العنوان واحد هي أَصبَحتْ حياتي
در َ سماء ان ِ ج َ
وتَراتي َل حكاياتي
وأ َزر ِكش ِبها نَوادِر غالياتي
34
للقاص عبد الكريم الساعدي البصرة 1986 - كي ال ننسى تلك الحرب اللعينة التي سرقت زهرة شبابنا وأعز األحبة، وأسست لكل الخراب الذي عشناه والذي نعيشه اآلن ( الحرب العراقية اإليرانية ) ...أعيد نشر ما كتبت من قصص في تلك األيام والمعبرة عن حجم األلم والمآسي والدمار.
******* كانت الحشود قوافل مسافرة نحو الجنوب ،نحو الموت والخراب ،تستجدي من الدروب رائحة بقاياها في ظل دموع خرساء ،مختنقة بالخنوع والحرمان ،يطل منها جفاف الزمن المسجى في ظل الحرب وأصداء اليأس، قوافل من التوابيت ،جحافل من النساء الملتفة بعباءات الدموع والعويل والفزع ،جنود يحلمون باألياب .كانت األيام والليالي جراحا ا نازفة بعصف اآلهات ،تلثم شفاه الكون بالصراخ ،باحثة عن وجه هللا في كونها المنسي في منعطف النيران والموت اليومي ،عند منعطف المقابر المختنقة برفات القتلى ،قتلى تبحث في الظالم عن بقايا كفن ،لعله يغطي بعض عوراتها. كنت أنا وأمي ،نلوذ بدمنا المحترق شوقا ا لرؤية وجه أخي الذي عصفت به األيام في دائرة المحنة ،وهو لما يزل في مقتبل أحالمه البريئة .كان مساء (الفاو)* غائما ا ينقر قلوبنا بالرعب ،ومساء وجه أمي مشرقا ا بأمل أن تلقاه:
35
التخش شيئاا ،سنلتقيه ،أنا أعلم أن الموت اليحز رقبة الورد،علي بستان َ ورد.
هكذا قالت لي أمي .كانت شعلة من الكبرياء ،وأنا بقايا رماد ،أرغب أن أغفو على مالمحه البريئة في ظل دموع أخفيتها خلف جدار الوجل .ولما اقتربنا من خلفيات وحدته العسكرية عند أطراف المدينة ،تركت أمي خلف األسالك الشائكة ،مفترشة تباريح قلبها ،مبللة ريق الكون بما تبقى من أمل .خلع المساء برقعه ،لبس وجه الرعب المدجج بالعتمة والتيه في احتماالت الفجيعة .كان الضابط برتبة عقيد ،كرهته حين نهشتني مخالب عينيه بالموت قبل أن يمد يده بالسالم: ما اسم أخيك؟ علي...صاح على أحد الجنود ومالمحه يعتريها االنزعاج: أعطني قائمة أسماء الشهداء.
36
جفلت وطافت بي دهشة مطوقة بحجب خفية على صمت سجالت الموت، سطور تجهش بأسماء غابت في صمت إلى األبد ،كان دمي مشنوقا ا باالرتجاف ،يرتج بحرارة القهر مثل عصفور صغير بيد طفل ،كنت أرقب عينيه عن كثب ،تقلب صفحات الماضي ،تجتاز الخطوط ،خطوط الموت التي لعقت خفقات القلب بقسوة ،وأنا معلق في قبضة عينين تهزءان بأنفاسي الالهثة بأطياف الحنين وأصداء الذكريات ،أخشى أن تفتح لي جرحا ا في خاصرة العشق ،ومما زاد ارتباكي أنه كان يفاجئني كل لحظة وعيناه تقفان عند اسم علي ،كنت كنصف ميت ،أذوق مر الهوان: ما اسم أبيه؟................ -
كنت أطوف حول مالمحي المختبئة بين السطور بخشوع ناسك ،كان يشبهني تماما ا .مرت ثوان بعمر الكون ،وأنا أرتل في المدى دعاء له نبض خوفي وضعفي وأنين األمهات ،عيناي تدوران بين األسماء المرثية وبين ظل أمي القابعة خلف أسالك المنايا ،إنها مسافة شهقة موت أو حياة ،مسافة ثماني
37
سنوات رعب ،متشحة بسواد القهر والحزن والتالشي ،تدور في قبضة الموت .ولما انغلق فضاء المجهول وختم على قلقي بالشمع ،تحررت من أسر كابوس العزاء ،هرعت إلى أمي ملوحا ا لها عن بعد بضوء أمل لعلها تستظل به ،كانت فَرحة ألنه لم يمت: ألم أقل لك أن الموت ال يقدر أن يحز رقبة الورد؟ أريد أن أراه.ومضيت وحدي في سيارة األرزاق إلى وحدته على أمل أن تراه أمي ولو لدقائق ،مضيت والطريق إليه كما حدقة الموت ،يغمزنا بجنائز تترى ،تتقافز األشالء منها ،أشالء افترستها شهوات جنراالت الموت البلهاء ،كانت الحرب تنطلق من خلف غرائز الصمت ،فتفر األجساد ويبقى الصدى معلقا ا بغيمة، يترجل منها دوي القذائف وأزيز الرصاص ،ينخلع من ظلها صراخ وبقايا رماد ،مختلطا ا بدخان يترقرق بدم يهذي بأحالم تحتمي بألمها .كان الطريق يلتهم بعض أنفاسي كلما توغلت في مسافات الموت ،مسافات بال أزمنة، تزدحم بالغموض ،بالغضب في ظل عبوات ناسفة ،وضجيج المجنزرات وأمطار القذائف وبقايا شظايا ،والفضاء مشتعل باألرق والنسيان وظمأ الغزاة .كان الطريق ضريرا ا قبل آخر خطوة ونحن قاب الموت أو أدنى، الجندي الذي رافقني يحلم بموته في تمام صمت مضيء عند خليج السأم واألوهام ،يلتمس خطوات أقرب إلى الجري ،أدركت أننا نسير بال ظل، تقتفي خطواتنا مساحة شاسعة من المخاوف ،وأن األرض تأخذ شكل الخنادق ،والسماء تحمل أدمعنا ،وظالل وجه أمي الذي ترك زيف المكان وجاء يسعى مرتعشا ا في رحلة اإلسراء ،حامالا دفء أحضان األمس .لمحت عن بعد ظالل جنود ،لوثت وجوههم سنين الدمار والخراب ،كانوا كالموتى يحملون بقايا تعب دفين ،تجمعهم حزمة من الجراح وباقة من طيوف األسى، صودرت فيه يصطفون خلف جنائزهم في زمن ب ْي َع فيه الماء والنخل ،و ُ خالخيل األمهات ،جدائل الصبايا ،ورغيف الخبز ،زمن زرع وجه صباحاتنا جرحا ا وسط ضجيج األناشيد وصهيل موائد العهر .كان علي أن أقتفي أثره، أرقب أخباره وأنا أرسمه حلما ا على قيد الحياة ،ألقي السؤال بعد اآلخر في موقد الفراغ ،لعله يزهر فرحا ا .كانت الخطى رثة طاعنة بالتعثر ،والموت ملقى بين خنادق صلبت على جدرانها أحالم الطفولة .أرخيت جفن العين، أطلقت في المدى وجه أمي ،كان النور خافتا ا يسطع ويغيب بين خوافي
38
الريح ،أخذ قلبي يرتجف بقسوة ،وأنا ألمح شخصا ا ما ،قادما ا نحوي ،له مالمحي ،فبرزت عيناه من تحت السكون ملوحا ا بـ(بيريته ) السوداء كطيف موشى بالحنين ،يتلو سيرة الخراب ،تعانقنا عن بعد وخطواتنا لما تزل تحتل مواقعها ،والشوق محنى بالدمع ،كان العناق مكتظا ا باللوعة ومرايا الذكرى، تالشينا وسط ينابيع العطش ،ونحن نكتم دموعنا في سعة من الحضور: تأخرت كثيرا ا. لقدَ نعم تأخرتُ كثيرا ا...حينها لم يكن للدمع محل ،وأدركت أن قلب أمي لم تخ ْنه النظرة.
39
40
41
ناصر إبراهيم 42
العنوان األصلي (بالرموز الهيروغليفية) : المؤلف :مجهول اعداد :قاسم الغراوي جد علماء اآلثار مجموعة من التعاويذ الجنائزية والتى كانت معظمها تعاويذ سحريه كتبت على ورق البردى كان قدماء المصريين يضعونها فى مقابرهم مع المتوفى فاطلق علماء االثار على هذه التعاويذ أسم كتاب الموتى ولكن أسمه الذى أطلقه قدماء المصريين عليه هو " الخروج فى ضوء النهار " والغرض األساسى الذى كان قدماء المصريين يضعون هذه التعاويذ هى إرشاد روح المتوفى فى رحلته فى العالم أالخر . ويتكون كتاب الموتى من 200فصل ، ،ويصف الكتاب األماكن المختلفه التى تعبرها روح المتوفى ،وكذلك المواقف والكالم الذى يقال لحرس األبواب ،وصيغ إبطال شر أعداء الضياء والنور ،وكان على المتوفى أن يتلو وردا يتخذ فيه شخصية أى إله كحامى له ،ليكتسب صفاته ،ألنه كان يخاف من األرواح الشريره أن تأخذ فمه فال يستطيع التحدث مع اآللهه ،أو أن تسلب منه قلب ه ،أو أن تقطع رأسه ،أو أن تجعله يضل طريقه ،لذلك كان عليه تالوة هذه األوراد أو التعاويذ لتساعده فى اتقاء شر األفاعى والذبابات الهائله وكل أنواع المساوئ التى تسعى الهالكه فى العالم اآلخر،
43
وذلك حتى يستطيع أن يصل إلى األبواب التى ستوصله إلى الحياه مره أخرى فى العالم اآلخر. ومن أشهر فصول كتاب المتوفى ،الفصل السابع عشر ،والفصل 125 والذى يمثل محاكمة المتوفى فى العالم اآلخر ،حيث يمثل اإلله أزوريس ومعه 42قاضى ومجموعه من اآللهه وهم يقمون بوزن قلب المتوفى لمحاسبته على أعماله المتوفى يقوم بذكر األعمال الخيره التى قام بها . وكان نساخ قدماء المصريين ينسخونها على أوراق البردى ويزيدون عليها بعض الرسوم الملونة ،وقد عثر على نسخ كثيرة جدا ا فى القبور التى أكتشفها علماء اآلثار المصرية ،وكان العالم األلمانى ليسيوس هو اول من ترجم كتاب الموتى ونشر ترجمته سنة 1842م
44
حوار مروة حسن الجبوري كاتبة متميزة في عصرها لحرفها صدى ولحضورها بريق خاص ،كبيرة في العمل ،أهدافها التي ترسخ لقيم ومبادئ راقية تعبر عن قضايا المرأة ومشاكلها داخل مجتمعنا العراقي ،أبدعت في كتابة القصص والنصوص المسرحية التي جذبت االنظار ليها ،فكانت انموذجا. سيدة لها الكثير من االعمال االدبية والفنون الكتابية األخرى ،حوار شيق يجمعنا مع السيدة أمال الفتالوي في سطور المقدمة . من هي امال الفتالوي ؟ -امال كاظم عبد كزار الفتالوي /مواليد بغداد 1973كاتبة وصحفية. عضو في نقابة الصحفيين العراقيين. بدأت العمل الصحفي في سنة 2007كمحررة في مجلة رياض الزهراء الصادرة عن المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة. في سنة 2010تم ترقيتي الى مدير تحرير. نشرت في صحيفة صدى الروضتين ونشرتي الكفيل والخميس وفي مجلة االحرار وجريدة الدستور.
45
حصلت المركز الرابع في مسابقة القصص القصيرة للطفولة في مهرجان الحشد الشعبي االول. تنظيم المهرجانات والندوات. منسقة اعالمية. الكتب غير المطبوعة: كرامات االولياء غير المعصومين. خواطري (مجموعة خواطر) تائهات في الطريق (مجموعة قصصية) للخلود اهله (مجموعة قصصية خاصة بقصص الحشد الشعبي). -ومتى بدات عالقتك بالمسرح؟ ماهو اول نص مسرحي كان؟ -بدأت الكتابة للمسرح قبل وقت قصير كونها تجربة استهوتني كثيرا النالمسرح فن من الفنون المؤثرة جدا على الجمهور وعلى احتكاك مباشر معه، ومن السهل ان اوصل اهدافي من خالله بيسر وسهولة. اول نص مسرح كان بعنوان جمال الظالم والذي كان من اخراج (الوائلي ابو زينب) تم تقديمه بالتعاون مع جمعية السراج للمكفوفين. -كيف بدأت اكتشاف موهبة كتابة النصوص االدبية؟ وكيف قمتبتطويرها؟ موهبة الكتابة رافقتني منذ الصغر كوني كنت اهوى القراءة والمطالعةبشكل كبير وهذا كان له االثر االكبر في اظهار هذه الموهبة عندي ،ركزت على قراءة القران ونهج البالغة وقرأت مؤلفات العقاد والمنفلوطي وكتب الروايات العالمية لمولفين عدة مثل ارنست همنغواي ،اجاثا كريستي، دستوفسكي ،شكسبير....الخ استفدت من تجارب هؤالء المؤلفين في كيفة تقديم الطرح الروائي عبر تصوير االحداث ذهنيا وتهيئة القارئ وتشويقه
46
لتكملة قراءة النص ،اما القران الكريم ونهج البالغة فقد مكنني فتح افاق فكرية جمة وتمكنت من تقوية مفرداتي اللغوية واالحتفاظ برصيد كامل غني من هذه المفردات التي اضافت الى كتاباتي الرصانة والمتانة واللمسة االبداعية فضال عن الغوص في اعماق فكر االسالم واهل البيت عليهم السالم لتقديمه للمتلقي بطرائق جديدة تواكب تطور فكر العصر ومالمسة وجدان القارئ واستثمار الخزين العاطفي في الجمهور نحو اهل البيت عليهم السالم لنشر فكرهم ورؤاهم. -ما هي اهم اعمالك االدبية التي حملت اسم امال الفتالوي وماهي االعمالالتي ترينها اكثر تعبيرا عما يدور في داخلك؟ كل نص كتبته كان يحمل بصمة خاصة في نفسي الني ادون نصوصي واقتبسها من التجارب الواقعية ومشاهداتي اليومية التي تصادفني ،ولكن كانت تجربة (تائهات في الطريق) تجربة صادقة بكل معنى الكلمة والقت رواجا كبيرا في الشارع الكربالئي كونها المست بجرأة قضايا الشابات اللواتي تفاعلن مع هذه القصص التي كنت انشرها على شكل باب ثابت في مجلة رياض الزهراء (عليها السالم) وقد اتت ثمارها حينما قمنا بعمل استبيان خاص حول هذا الباب بالذات وكانت النتائج ان %70من القراء يستهويهم هذا الباب بالذات وليس هذا فحسب بل اكثر قراء هذا الباب هن من الفتيات اليافعات اللواتي تاثرن جدا بالنصوص واخذن العبرة من صاحبات القصص وابتعدن عن الهاوية التي اوقعت بطالت قصصي انفسهن فيها ،القى (باب تائهات في الطريق) رواجا منقطع النظير على مستوى االعالم المقروء لدرجة ان قناة الفرات الفضائية طلبت مني النصوص وقدمتها كبرنامج اسبوعي وقد القى تفاعال كبيرا من المشاهدين. -ماهي مشاريعك االدبية سواء في المسرح او في كتابة النص االدبي؟ قدمت عدد من المنجزات االدبية منها المقاالت المنشورة في االصدارتالمقروءة وااللكترونية ،وكذلك اكمال كتب: كرامات االولياء غير المعصومين.
47
خواطري (مجموعة خواطر) تائهات في الطريق (مجموعة قصصية) للخلود اهله (مجموعة قصصية خاصة بقصص الحشد الشعبي). مسرحية عن شريحة المكفوفين (جمال الظالم). مسرحية عن السيدة خديجة عليها السالم. مسرحية عن ايتام الحشد بعنوان (ال يضيعوا بحضرتكم). مسرحية عن ايتام مؤسسة العين (عين عليهم ومعهم) مسرحية (بين بائع وبائع) تتحدث عن بائع الكتب ومعاناته. مسرحية (فراشات عراقية) عن سن التكليف كل ما يكتبه الكاتب هو منجز ادبي سواء أكان قصة او مسرح ام شعر ..الخ ..ومادام مداد يراعه لم يجف فالمنجزات مستمرة. -ايهما اقرب الى قلبك العمل المسرحي ام الكتابة االبداعية؟لكل نوع ادبي خصوصياته ومزاياه ،ولكن بالتاكيد الكتابة االبداعية لها وقع على نفسي اكثر من الكتابة المسرحية على الرغم من حبي للكتابة المسرحية . -كيف تجدين النقد في الرواية اليوم؟النقد عامل مهم واساسي في اثراء مسيرة االدب واالدباء لدرجة تصل الى تغيير مسارها في اي عصر من العصور ،والنقد له اصوله واتجاهاته واساسياته فان خرج عنها اصبح المنجز االدبي في خطر ،اما ما يخص النقد في وقتنا الحالي اعتقد ان النقد االنطباعي والنقد الموضوعي البناء ساهما في تنقية الذائقة االدبية وغربلة المنجز االدبي واحدثا حراكا اديبا على الساحة ،واضرب لك مثال ماتناوله االستاذ االديب الكبير (علي حسين الخباز) حينما قدم منجزه الرائع (المشغل النقدي النسوي) والذي استطاع من خالله إحداث حراكا ادبيا نسويا ،قل نظيره ،فالمشغل النقدي كان تاثيره كبيرا اختص بالنصوص االدبية لنون النسوة وهذا اعطى خصوصية واهمية كبرى
48
لالدب النسوي وقد اتت ثمار المشغل واحدث تاثيره على محورين االول جعل الكاتبات الجيدات يعدن النظر في نصوصهن واتقانها اكثر ،والمحور الثاني :استهوى الكاتبات الجدد في تنمية اقالمهن وصنع ثيمة لكتاباتهن وضعتهن على بداية طريقهن ،وهذا شي ليس بالهين ،حينما ترسم خارطة طريق لعدة منجزات ادبية وتجعلها تصب في نفس البودقة ،وتجعل االديبة او الكاتبة تعي مستوى كتاباتها ومدى تاثير قيمتها االدبية على المتلقي ،هنا يتضح لنا مدى اهمية النقد في الكتابات االدبية بشرط ان يكون على اسس صحيحة وان يكون بنا اء الغاية منه تصحيح مسيرة االدب وليس دفنه. -هل غيرت المرأة في صناعة الرواية واحدثت النص؟؟بالتاكيد لالدب النسوي تاثير كبير جدا ،كون المرأة االديبة تمتاز بالدقة في وصف االحداث والمشاعر وتقمص االدوار ،وقادرة على ان تمسك زمام التسلسل الدرامي لالحداث في اي نص تنجزه ،واالدب النسوي حاله حال اي ادب اخر نجد فيه الغث والسمين ويبقى للروائية اسلوبها الذي يميزها عن غيرها ،بالنسبة لالدب الروائي النسوي هناك البعض من الكاتبات تاهت نصوصهن مابين الحداثوية والوهن االدبي ولم يستطعن مسك العصا من الوسط ،والبعض االخر اعتمدن على زج المصطلحات الصعبة على القارئ الثبات قدرتهن االدبية ،وهذا الفخ تقع فيه الكاتبة المغمورة بدون وعي منها، وهذا اليعني خلو الساحة االدبية من كاتبات واديبات متميزات استطعن ان يغيرن في المسار الفني واثبات جدارتهن في ذلك. -حدثيني عن رواية نالت اعجابك؟؟تعجبني روايات كمال السيد واكثر رواية اثرت في هي (وكان تقيا) كون هذع الرواية قدمت انموذجا جديدا وطرح حداثوي جديد متعمق في فكر اهل البيت (عليهم السالم) وبشكل بعيد عن االساليب التقليدية.
49
-هل نالت امال النقد في اعمالها ومن اهم من انتقد اعمالها؟؟بالتاكيد لكل منجز عين ناقدة سواء أكانت عين رضا ام عين سخط ،واال فال يكون لهذا المنجز قيمة تذكر ،فما يثير الناقد اعتبره نجاح لمنجزي حتى وان تعرضت الى النقد السلبي ،فالنقد مثلما ذكرنا قبل قليل يقوم النص باالخص النقد االنطباعي الذي نعرف من خالله مدى تاثير النص على المتلقي بشكل عام فضال عن الناقد كونه نقد تاثيري يعتمد بالدرجة االولى على االنفعاالت النفسية التي يحدثها النص في النفس ،وهذا هو المطلوب من اي عمل ادبي (التاثير في النفوس) وان كان المنجز غير مؤثر فال داعي لكتابته. تشرفت بان تقدمت نصوصي على طاولة االستاذ االديب الكبير (علي حسين الخباز) ليكتب انطباعاته النقدية عنها وكان هذا مصدر فخر لي باالخص انه اشاد بنصوصي ووضع عليها مالحظاته القيمة وتم نشرها في صحيفة صدى الروضتين الغراء ،وقد تكررت هذه التجربة في منجز المشغل النقدي الذي تبناه االستاذ الخباز. -هل تعرضت للصعوبات من خالل عملك في المسرح؟؟في بعض االحيان تختلف رؤيتي عن رؤية المخرج ،ولكن في النهاية نصل الى طريقة لتقريب وجهات النظر ،في بعض االحيان تكون الجهة الراعية للعمل غير مالئمة لتوجهاتي ،مما يضطرني الى االنسحاب او الى تغيرها. -ما هي احالم امال الفتالوي اتجاه النص االدبي وكتابة النصوص؟من المفترض ان يكون السؤال عن احالم امال الفتالوي على مستوى االستقراء االدبي للساحة االدبية؟ ان تكون هناك اكاديمية تُعنى بالمواهب الشابة والتي لم تجد من يحتضنها ويستقطب اقالمها؛ كون هذا الفن ان لم يجد من يدعمه سيكون من الصعب ايجاد اقالم جديدة على مستوى توعوي ،تكون لها سطوة الحراك االدبي في الساحة االدبية.
50
ان سمح لك الوقت بكتابة شيء واحد ماذا سيكون؟؟ امال هي عاشقة لموالها الى ابعد الحدود ،ترى فيه سر حياتها ،تلملم بقايا احزانها ..تلقيها على اعتاب القمر لتبوح له وحده الشريك له بما يختلج في اعماقها. -اقرب نص ادبي معروف قريب من قلب امال الفتالوي وتردد النصدائما في قلبها؟؟؟ (حقوق الحب محفوطة للكفيل) هذا النص بالذات عزيز جدا على قلبي ،كتبته وانا في الحضرة الشريفة وهذا نصه: دخلت الى رحاب حرم الكفيل.. تلوت زيارته ...تهجد قلبي ...تهيأ الداء صالته ...بدأ بالتشهد: اشهد ان الشريك لك في قلبي.. اشهد ان حبك يسري في دمائي.. اشهد ان حبك مخلوط بلحمي وعظمي.. اشهد ان حبك رسول قلبي الى عقلي.. اشهد اني استنشق هواك.. واشهد ان عقلي متيم برضاك.. اال فليخرج من كان في القلب سكناه.. فحقوق الحب محفوظة للكفيل.
51
--هل تجدين الفرق بين النصوص االدبية الماضية والنصوص الحديثةوهل اضافت المراة العراقية شيء جديد؟ لكل زمن تحدياته واحتياجاته ،في الزمن السابق كان من الصعب جدا على اي شخص ان يدخل مضمار االدب بهذه السهولة التي نراها اليوم ،وكانت هناك رقابة شرسة على من ينتحل صفة االديب وهو غير جدير بها ،فضال عن صعوبة الطبع وخضوعه للرقابة المشددة ،ولذا فان النصوص االدبية القديمة كانت منتقاة بشكل جيد ،ونحن تعلمنا منها التنقيب كل مكامن الجمال والرصانة. بالتاكيد هناك فرق واضح جدا مابين النصوص الماضية والنصوص الحديثة، كون االحتياجات االدبية تتاثر بالمتغيرات العصرية التي تمر بها ،حتى الجمهور يتغير وفقا لتلك المتغيرات ،االن المجال مفتوح امام الكتاب الهواة الثبات قدراتهم االدبية ،ومجال التعلم ايضا واسع ،وبفضل التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الكثيرة التي اختصرت للكاتب مشواره الطويل اضحى الدخول في هذا المجال متاحا لكل من يرغب فيه ويبقى رأي المتلقي والجمهور هو الفيصل في اثبات جدارة الكاتب من اخفاقه. امال الفتالوي بين العمل والمنزل ماهي الصعوبات والضوابط في حياتك؟ الحمدهلل والشكر على ما اوالني من نعمه ،اولها ان عائلتي متفهمة جدا لطبيعة عملي ،ويحاولون قدر االمكان مساندتي ولذلك الاجد صعوبة كبيرة في التوفيق بين عملي والمنزل. بحروف الوادع تختم السيدة الفتالوي لقاءها معنا فكان الختام بمسك الكافل العباس سالم هللا عليه. امال هي عاشقة لموالها الى ابعد الحدود ،ترى فيه سر حياتها ،تلملم بقايا احزانها ..تلقيها على اعتاب القمر لتبوح له وحده الشريك له بما يختلج في اعماقها.
52
رقية صالح امشي بخطى واثقة نحو حلمك ،اجعله حقيقة ! ال تخف فانت وحدك قادر ع تحويل دعوات والدتك الى واقع .. امضي بقوة ؛ فان احالمك لن تأتي اليك ع جناح نورس ابيض تخش لحظات الخسارة فال يوجد فوز بال صبر وعقبات ... ال َ انظر الى جذور االشجار و االنهار والجبال ،ال يوجد شيء مستقيم ! ال بد من مواجهة الصعاب تجاهل المحبطين وارسم لنفسك السعادة والنجاح ابحث عن الجمال في داخلك واسعى بال كلل عن اي طريقة تجعل نفسك مبتهجآ لن يكون هناك شيء صعب ما دمت تملك االمل امنح ذاتك الثقة فهي تستحق ازرع بداخلك التفاؤل واالرادة والجمال ..كن مصدر القوة لنفسك !
53
زهراء حسين تصوم االرض لتشتهي دماء الشهداء ، فينحني الوطن اجالالا و وفاء ، يسيرون في زفاف ملكي الى الفوز العظيم، تحتضنهم ارض النجف بكل محبة و افتخار ، تنهمر عيون االمهات و اليتامى الما ا ، يا هللا هل نبكي على الشهداء ،ام على عيون االطفال التي تعبت من البكاء ،فال توجد كلمات تصف الشهداء فيتجرأ النص و يقول شهداء بلدي هم نجوم تنير سماء العراق ،شموع تحترق تنير طريق العراقيين ،دُفنت اجسادهم لكن لن تدفن تضحياتهم ، فنحن نرفع لهم التحية وتسجد لهم المالئكة في السماء ...
54
قاسم الغراوي يعتقد البعض ان التخدير عبارة عن وضع قناع الوجه Face maskعلى وجه المريض ويرفع عنه حال انتهاء العملية . وان نجاح العملية يعتمد على الجراح دون طبيب التخدير . وتلك معلومة ليست خاطئة فقط بل تجني على عمل طبيب التخدير . طبيب التخدير كقائد طائرة مع مساعده مطالب ان يحافظ على سالمة ركابه (مرضاه) من لحظة صعودهم في الطائرة (صالة العمليات) لحين هبوطهم في المطار سالمين(نهاية العملية) وهو يواجه في رحلته المطبات الجوية والعواصف واالمطار والغيوم والرعد والبرق وتغيرات الجو االخرى(المتوقعة والغير متوقعة) ومن المشاكل :الصدمة ،النزف ،الجلطه ،هبوط الضغط اوارتفاعه ،هبوط السكر اوارتفاعه ،ضيق التنفس ،وذمه
55
رئويه ،ربو مزمن ،ذبحة سابقة ،جلطة سابقة ،افاقة متاخره بسبب نقص انزيم في جسم المريض ،او اسباب اخرى ،كأن يكون هبوط نسبة االوكسجين ،عدم تناول المريض عالج االمراض المزمنة ،بعض المرضى اليعطي معلومات حقيقية عن تاريخه المرضي ،امراض غير مكتشفة كاورام الدماغ او امراض اخرى غير معروفة ،تداخالت كثيرة اليمكن الخوض فيها بسهولة ،كما يجب عليه ان يختار طريقة تخدير مالئمة للمريض تتناسب مع عمره ووزنه ،وعلى الطبيب المخدر ومساعده ان يتعامل معها بحرفية عالية وان يتصرف ويقود الرحلة بامان ومهنية ومعرفة دقيقة ،مع العلم ان هناك اكثر من طريقة للتخدير منها الطريقة المغلقة وكذلك المفتوحة والتخدير النصفي وتخدير والدة بدون الم وتم افتتاح مراكز خاصة لمعالجة االلم(التخدير المناطقي) الخاص باالمراض المزمنة والسرطانية واالنزالق الغضروفي والتكلس في مناطق الحركة ،بقي ان نعرف بان االحداث الغير متوقعة التي يواجها القائد (المخدر) السباب قد تكون غير مرئيه مثال جلطه قلبية او رئوية اثناء العملية او بعدها ،ومع هذا يبذل جهدا لمعرفة االسباب ليتصرف ويحصل على نتائج لصالح المريض ،ورغم هذه المسؤولية الجسيمة فان اجره اليساوي قيمة قلقه وتوتره اثناء فترة تخدير المريض في العمل الخاص .ماال تعرفونه التخوضون الحديث فيه واسالوا اهل االختصاص حتى التظلموا احدآ بلسانكم او اقالمكم .
56
57
5
58