مجلة زهرة البارون عدد 82

Page 1

1


‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة دمحم‬ ‫الجزائر‬

‫للنشر االلكتروين‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫املوصل‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬سناء الطائي‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫ليلي جواد ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫مقال افتتاحي ‪5.................................................................‬‬

‫غالي شكري ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7..........................................‬‬ ‫غاندي ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪11.......................................‬‬

‫هامش ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ‪11...................................................‬‬ ‫في بوركينا فاسو ‪ /‬حسام الطحان ‪22.........................................‬‬

‫ما زلت تبحث في البالد عن البالد ‪ /‬عبد المنعم حمندي ‪21.................‬‬ ‫يا حي ( بالمحكي ) ‪ /‬نرجس عمران ‪22.....................................‬‬ ‫هذا المساء ‪ /‬فاطمة صالح صالح ‪22.........................................‬‬ ‫وطن الحياة ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪21...........................................‬‬ ‫محاولة لقتل شهقة الشمس ‪ /‬انمار مردان ‪32.................................‬‬ ‫شام ‪ /‬زوات جميل حمدو ‪33..................................................‬‬

‫ناي أيلول ‪ /‬ناهد الغزالي ‪32..................................................‬‬

‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة دمحم ‪32..............................................‬‬

‫‪3‬‬


‫دون كيخوتة ‪ /‬قاسم الغراوي ‪31..............................................‬‬

‫عبدهللا الشريف ‪ /‬رسل الساعدي ‪21..........................................‬‬

‫الفيلسوفة هيباتيا ‪ /‬ليلى جواد ‪25..............................................‬‬ ‫وصية شهيد ‪ /‬أمجد الناصري ‪27.............................................‬‬

‫مغانم السلطة والفاسدين ‪ /‬قاسم الغراوي ‪24.................................‬‬

‫‪2‬‬


‫بقلم البارون األخير محمود صالح الدين‬ ‫مهم جدا ان تقرأ هذا ‪ ...‬هناك اليوم بعض المتدينين الجدد بميزات خاصة‬ ‫ال نظير لهم بتاريخ اإلسالم وال باإلسالم قط ‪ .‬وهنا نموذج سوف نتحدث‬ ‫عنه اليوم هو ذلك الرجل الذي يأخذ من الدين غطاء لضعف الشخصية ‪،‬‬ ‫التي يعاني منها ‪ ،‬ويردد ان هللا سوف يرزق ‪ ،‬وينصر ‪ ،‬ويفعل ويفعل‬ ‫وكل ما هو له عالقة بالفرد ‪ .‬وفي اكثر من اية يفرض هللا هذا اال عن‬ ‫طريق االخذ باألسباب ‪ ،‬حتى في التفاصيل الصغيرة ‪ .‬ولكن هناك‬ ‫شخوص تبحث عن ما ال ينفع وهو ضار ‪ ،‬وهي قضية التسليم والخنوع‬ ‫في قضايا الدنيوية ‪ ،‬وهذا غير صحيح فالدين عبادة والعمل وكسب الرزق‬ ‫حياة يجب علينا العمل عليها ‪ ،‬وما من يردد ان هللا كريم ويرزق وهو كالم‬ ‫ال غبار عليه ولكن الرزق لمن ؟ هل للذين يجلسون يحدثون للناس بما ال‬ ‫يعملوا هم به ؟ الجواب ال ‪ .‬انما لمن يسعى وهناك دروس في الدين‬ ‫ترشدنا الى هذا ومن اهم الدروس التي نأخذها من الدين وهي قضية خلق‬ ‫حواء عندما اخذ هللا من جسد ادم ضلع ليخلق حواء وهو القادر الذي يقول‬ ‫للشيء كن فيكون ‪ .‬ومن هنا ان هللا يعلمنا درس االخذ باألسباب ال‬ ‫االعتماد على العطايا تحت أي مسمى حزبي او جماعة ينتمي لها ‪ .‬وقد‬

‫‪5‬‬


‫ظهرت في السنوات األخيرة فرق دينية هي اكثر فتك من الجماعات‬ ‫المنحرفة كالقاعدة وداعش واخواتها وهم وآللئك الذين يعلنون ما ال‬ ‫يعملون به وهللا منهم براء ‪ .‬الن الدين ال يعرف النفاق وقد كان هناك‬ ‫وجوه كثيرة وقضية األحزاب في اإلسالم هي األكثر فتك بالدين بكل‬ ‫المقاييس المتعارف عليه فاإلسالم دين هللا وهو قد أتم جوانبه على اكمل‬ ‫وجه وهذا ما اكد عليه الرسول الكريم (ص) في خطبة الوداع وهذا ال‬ ‫يستطيع احد ان ينكر هذا وما الدفاع عن هللا هي كارثة بمعنى الكلمة الدفاع‬ ‫عن احد يدل على ضعف الطرف المدافع عنه وهللا القوي الجبار وهو ال‬ ‫يحتاج لفالن او حزب يطرح نفسه المتحدث عنه وهناك ممارسات لدى‬ ‫بعض تلك األجيال ال تمد للدين بصلة ومنها اخذ دور هللا في تحديد هوية‬ ‫البشر والى أي جهة ينتمي الخير او الشر وليس هذا فحسب ولكن اصبح‬ ‫مصطلح ولي االمر مباح للجميع حتى صغار العقول فقط ألنه بدأ بالصالة‬ ‫وشهادة ال اله اال هللا دمحم رسول هللا كم يحدث في المسلمون الجدد في‬ ‫أوربا وغيرها وليس عليهم ذنب انما تقع المسؤولية على أوليائك الدعاة‬ ‫الجهالء الذين يعلمون الدين للناس بشكل منقوص وهي نظرية االمر‬ ‫بالمعروف والنهي قبل ترسيخ معرفة من هو هللا فيكون الرجل منهم يحدث‬ ‫عن النار وعذاب القبر قبل ان يحدث عن نعيم الجنة ويحدث أيضا الناس‬ ‫ان الدنيا دار فناء ونسي هو اننا في الدنيا نأخذ االخرة وقد كانت هناك‬ ‫صور للجهالة في رجال الدين ابشع من ما كانت عليه قريش قبل اإلسالم‬ ‫فقريش قبل اإلسالم كانت تتحلى باألخالق ومسلم اليوم قد اسقط نظرية‬ ‫االخالق مقابل الدين وتحول الى عبد للروايات التاريخية وبتعد عن هللا‬ ‫وأصبح يقول ما ال يفعل وينتظر من هللا تغير الحال وان يدلي له بزنبيل‬ ‫يصب عليه الخيرات وهو ال يعمل وهذا ما يرفضه هللا عز وجل فيجب‬ ‫على الدعاة قبل ان يكسب احد للدين االسالمي ان يشرح له ما هي صفات‬ ‫هللا وما مطلوب منه ولم يقل هللا وما خلقت الجن واالنس ليقتلون انما‬ ‫ليعبدون وهنا يجب ان يفهم الجميع ان الخلل ال يكمن في الدين انما في تلك‬ ‫العقول التي تطرح نفسها متحدثة بسم هللا وهللا ال يحتاج لهذا فقد قال وأبدع‬ ‫في القران الكريم وما بعد كالم هللا كالم يقال وحسبي هللا ونعم الوكيل‬

‫‪2‬‬


‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫ايار ‪/‬مايو ‪ .. 1114‬توفي غالي‬ ‫شكري عن عمر ناهز الـ(‪ )23‬عاما ‪،‬‬ ‫الف خاللها العديد من الكتب كما كتب‬ ‫المئات من المقاالت ‪ .‬وفوق ذلك كان‬ ‫لفترة من الزمن رئيسا لتحرير واحدة‬ ‫من المجالت المصرية المعروفة‬ ‫برصانتها تلك هي (مجلة القاهرة) ‪..‬‬

‫من منا ال يتذكر غالي شكري ‪ ،‬هذا‬ ‫الكاتب والباحث والناقد والمـؤرخ‬ ‫المصري ـ العربي الذي كان معروفا‬ ‫بدأبه ونشاطه الحثيث لتأصيل الفكر‬ ‫العربي المعاصر ‪ ..‬جيل الستينات من‬ ‫القرن الماضي وحتى اواخر‬ ‫التسعينات ‪ ..‬مأل غالي شكري الدنيا‬ ‫وشغل الناس ‪ ..‬في الصحف‬ ‫والمجالت ‪ ..‬في الكتب ‪ ..‬في االهرام‬ ‫‪ ..‬كنا نقرأ له وقد تابعنا حصوله على‬ ‫الدكتوراه من جامعة السوربون في‬ ‫فرنسا وكانت اطروحته قد طبعت فيما‬ ‫بعد في كتاب حمل عنوان ((النهضة‬ ‫والسقوط في الفكر المصري الحديث))‬ ‫وقد اشرف عليه المستعرب الفرنسي‬ ‫الشهير جاك بيرك ‪ ..‬في العاشر من‬

‫كان غالي شكري كاتبا يساريا‬ ‫ناصريا ‪ ..‬ولد في محافظة المنوفية‬ ‫المصرية يوم ‪ 12‬آذار سنة ‪1135‬‬ ‫وتوفي في ‪ 12‬ايار سنة ‪، 1114‬‬ ‫وبالرغم من كونه مسيحيا ‪ ،‬اال انه‬ ‫درس القرآن الكريم بل وحفظه عن‬ ‫ظهر قلب مع التجويد وهو في السن‬ ‫السابعة من عمره ويؤكد غالي شكري‬

‫‪7‬‬


‫كتاب له كان عن خاله الكاتب‬ ‫المصري المعروف (سالمة موسى)‬ ‫وهو بعنوان ‪(( :‬سالمة موسى وازمة‬ ‫الضمير العربي)) ‪ .‬وبعدها اصدر‬ ‫كتاب ((ازمة الجنس في القصة‬ ‫العربية )) وقد فصل مع (‪ )122‬كاتبا‬ ‫وباحثا واستاذا جامعيا بعد توقيع‬ ‫لمعاهدة كامب ديفيد وجاء الى العراق‬ ‫واصدر مذكرات الجيل الضائع‬ ‫وبعدها ذهب الى لبنان وسافر الى‬ ‫فرنسا واكمل دراسته وحصل على‬ ‫الدكتوراه ثم درس في الجامعة‬ ‫التونسية ‪ ،‬وعاد الى مصر وظل‬ ‫يواصل كتابة مقاله االسبوعي في‬ ‫جريدة االهرام حتى اصابته بجلطة في‬ ‫المخ ونقله الى فرنسا للعالج ثم وفاته‬ ‫رحمه هللا ‪(..‬لكونه مسيحي هل يجوز‬ ‫رحمة هللا عليه )‬

‫انه ولد وترعرع في بيئة عربية‬ ‫اسالمية من حيث الثقافة واالعراف‬ ‫االجتماعية ‪ ..‬تذكره قبل ايام االستاذ‬ ‫عزمي عبد الوهاب ‪ ،‬وهو كاتب‬ ‫مصري ‪ ،‬وكتب عنه مقالة في مجلة‬ ‫االهرام العربي يوم ‪ 17‬حزيران‬ ‫‪ 2222‬بعنوان ((غالي شكري ‪ ..‬لماذا‬ ‫نسيناه ؟!)) ‪.‬‬

‫لغالي شكري كتب كثيرة ‪ ،‬منها‬ ‫(شعرنا الحديث الى اين ؟ دار‬ ‫المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪، )1124/‬‬ ‫و(المنتمي ‪ :‬دراسة في ادب نجيب‬ ‫محفوظ ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪ )1121‬و (مذكرات ثقافة تحتضر ‪،‬‬ ‫دار الطليعة ‪ ،‬بيروت ‪ )1172 ،‬و‬

‫عمل خالل السنوات الواقعة بين‬ ‫‪ 1152‬وحتى ‪ 1122‬في سلك التعليم‬ ‫‪ ،‬ثم اختير سنة ‪ 1122‬ليكون مديرا‬ ‫لتحرير مجلة الشعر ‪ ،‬بعدها عمل في‬ ‫مجلة الطليعة واصبح مسؤوال عن‬ ‫تحرير ملحقها االدبي ‪ ..‬جاء الى‬ ‫القاهرة وتعرف على نخبة من‬ ‫المفكرين وتوجه نحو قراءة الفكر‬ ‫الماركسي لسنوات ونشر قصصا‬ ‫مترجمة عن االنكليزية في مجالت‬ ‫منها الرسالة الجديدة وقصة ‪ .‬واول‬

‫( ذكريات الجيل الضائع ‪ ،‬وزارة‬ ‫االعالم العراقية ‪ ،‬بغداد ن‪ )1171‬و‬ ‫( ثقافتنا بين نعم وال ‪ ،‬دار الطليعة ‪،‬‬ ‫بيروت ‪ )1172،‬و ( ادب المقاومة ‪،‬‬ ‫دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪، )1172 ،‬‬

‫‪4‬‬


‫الظاهرتان المتالزمتان في مختلف‬ ‫مراحل تاريخنا المعاصر ‪.‬‬

‫و (التراث والثورة ‪ ،‬دار الطليعة ‪،‬‬ ‫بيروت ‪ ، )1173،‬و (عروبة مصر‬ ‫وامتحان التاريخ ‪ ،‬دار العودة ‪،‬‬ ‫بيروت ‪ ) 1152،‬و (من االرشيف‬ ‫السري للثقافة المصرية ‪ ،‬دار الطليعة‬ ‫‪ ،‬بيروت ‪ )1175،‬و (ماذا يبقى من‬ ‫طه حسين ‪ ،‬دار المتوسط ‪ ،‬بيروت‬ ‫‪ ، ) 1172،‬و (عرس الدم في لبنان ‪،‬‬ ‫دار الطليعة ‪ ،‬بيروت‪ )1172،‬و‬ ‫( العنقاء الجديدة ‪ :‬صراع االجيال في‬ ‫االدب المعاصر ‪ ،‬دار الطليعة ‪،‬‬ ‫بيروت ‪. )1177،‬‬ ‫في سنة ‪ 1174‬اصدر كتابه‬ ‫(النهضة والسقوط في الفكر المصري‬ ‫الحديث) عن دار الطليعة ببيروت ‪.‬‬ ‫والكتاب كما قال االستاذ غالي شكري‬ ‫رحمه هللا ؟ في حينه ‪ ،‬هو المجلد‬ ‫االول من مشروع عمل مستمر واكب‬ ‫عليه منذ عشر سنوات وعده مدخال‬ ‫لسوسيولوجيا الثقافة العربية المعاصرة‬ ‫‪ .‬والكتاب كذلك هو النص الكامل‬ ‫لالطروحة باللغة الفرنسية التي نال‬ ‫بها درجة الدكتوراه والعنوان باالصل‬ ‫الفرنسي هو ( النهضة والسقوط في‬ ‫الفكر العربي الحديث ‪ :‬دراسة نقدية‬ ‫مقارنة بين عصري دمحم علي وجمال‬ ‫عبد الناصر)) وقد اراد غالي شكري‬ ‫ان ال يتوقف عند ظاهرة النهضة في‬ ‫الفكر العربي بقدر ما اراد اكتشاف‬ ‫قوانين النهضة والسقوط معا ‪ ،‬وهما‬

‫كان اختيار عصر دمحم علي باشا‬ ‫(‪ 1425‬ـ‪ )1423‬وعصر جمال عبد‬ ‫الناصر (‪ 1152‬ـ‪ )1172‬اطارا‬ ‫للبحث ‪ ،‬اختيارا لنهضتين سقطتا بعد‬ ‫((انجاز)) تحقق على ارض الواقع ‪،‬‬ ‫وقد وضع غالي شكري يده على ان‬ ‫من ابرز المؤثرات في نهضة وسقوط‬ ‫النظامين هو (العالقات الدولية‬ ‫وتوازن القوى العالمي) ‪ .‬وفي نطاق‬ ‫سؤال النهضة وجواب السقوط فان‬ ‫ثمة ثوابت كان البد من اخذها بنظر‬ ‫االعتبار منها ان الحملة الفرنسية على‬ ‫مصر ليست هي محور النهضة‬ ‫التاريخي بل هي من العوامل‬ ‫المساعدة ‪ ،‬اما العامل الرئيسي فهو‬ ‫العنصر الداخلي الحاسم في التطور ‪،‬‬

‫‪1‬‬


‫وسقوطها ‪ ،‬وان النهضة العربية‬ ‫التزال منذ كانت في صدر االسالم‬ ‫حوارا مع االخر ‪ ،‬ال مجرد احياء‬ ‫للقديم ‪ ،‬واخيرا فان العرب ‪ ،‬وان‬ ‫كانوا اليوم متخلفين بالمعايير‬ ‫االقتصادية والتكنلوجيا للتقدم ‪ ،‬اال ان‬ ‫العناصر الكامنة فيهم عناصر حية في‬ ‫نسيج مجتمعهم الذاتي ‪ ،‬بينما عناصر‬ ‫القهر الحضاري دائما خارجية اوال‬ ‫وعابرة ثانيا ‪ .‬ولالسف فان العامل‬ ‫الخارجي يظل يلعب دورا استثنائيا في‬ ‫سقوط نهضتهم ‪ ،‬وكل ما يتطلب لكي‬ ‫يدخلوا التاريخ ثانية ‪ ،‬ان يبحثوا داخل‬ ‫انفسهم ومجتمعهم عن (العامل‬ ‫الداخلي) الذي يحدد سر نهضتهم من‬ ‫جديد ‪ ،‬هذا قدر االمة مع النهضة‬ ‫والسقوط ‪ ،‬كأي بطل تراجيدي تحمل‬ ‫الثورة في احشائها جنين الثورة‬ ‫المضادة ‪ ،‬ويحمل نظام الثورة‬ ‫المضادة في داخله مقومات الثورة‬ ‫وفي كل دورة من دورات التاريخ ‪،‬‬ ‫تستضيف االمة عنصرا جديدا وفي‬ ‫العمق دائما يتفاعل التاريخ ‪ ،‬بهزائمه‬ ‫وانتصاراته ‪ ،‬مع مكونات الحاضر‬ ‫ومقومات المستقبل ‪ ..‬تلك هي رؤية‬ ‫غالي شكري الى عوامل النهضة‬ ‫ومعاول الهدم والسقوط ‪،‬وهي يقينا‬ ‫تحتاج الى دراسات معمقة وفكر وقاد‬ ‫وعين ثاقبة وقلم حر وعسى ان نجد‬ ‫يوما من شبابنا من يقوم بذلك ‪..‬‬

‫وقد استخلص غال شكري من التاريخ‬ ‫االجتماعي العربي بضعة ثوابت منها‬ ‫ان البناء الطبقي للمجتمع كلما تأكدت‬ ‫مركزية الدولة ‪ ،‬اليسمح بالحروب‬ ‫االهلية ‪ ،‬بل يسمح باالنقضاض على‬ ‫السلطات او على الغزو االجنبي ‪..‬‬

‫كما ان عروبة مصر كانت تعني‬ ‫تقدما في االسس المادية لنهضة‬ ‫المجتمع ‪ ،‬بينما اقليميتها تعني الهزيمة‬ ‫االقتصادي‬ ‫والتخلف‬ ‫العسكرية‬ ‫والتبعية لالجنبي واالنحطاط الفكري‬ ‫وان الديموقراطية تعني في التاريخ‬ ‫االجتماعي للثقافة العربية ‪ ،‬دعم التيار‬ ‫االكثر تقدما ‪ .‬وان ادوار الجيش‬ ‫والمثقفين والدين من ابرز االدوار ‪،‬‬ ‫سلبا وايجابا ‪ ،‬في قيادة النهضة‬

‫‪12‬‬


‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫كم من أشخاص ومقامات وعالمات في‬ ‫التاريخ‬

‫قد غفلنا عنها ‪ ،‬بل األحرى‬

‫أنها قد عظمت من قبلنا بسبب سوء‬ ‫الرؤية وغموض الحالة ونقص التاريخ‪.‬‬ ‫مما ال شك فيه أن تاريخنا يزخر بالكثير‬ ‫من المعلومات المغلوطة واألفكار المحرفة‬ ‫والشخصيات المزيفة‪ ،‬وال عجب في ذلك فكاتب التاريخ منتصر وليس للمنتصر‬ ‫سوى ما يريد‪.‬‬ ‫مهاتما غاندي المفكر الحر والثائر من أجل الوطنية والحرية واالستقالل‪ ،‬ذلك ما‬ ‫نعرفه عنه وذلك ما وصل إلينا حول آرائه وأفكاره ومعاناته من أجل الحرية‪ ،‬ولكن‬ ‫في الحقيقة إنه كالسم في العسل فال هو قائد وال معلم وال ثائر‪ .‬إنه بلغ مقا ًما عاليًا‬ ‫عندنا جميعًا مسلمين ومسيحين وهندوك مفكرين وفالسفة علماء ومالحدة‪ ،‬الجميع‬ ‫يقدره بل وصل في بعض األمر إلى حد التقديس‪ ،‬وسنستعرض اآلن حقيقة تلك‬ ‫الشخصية االسطورة ‪.‬‬ ‫غاندي سارق الحركة الوطنية من المسلمين ‪ .....‬الهندوسي الذي أخفى هندوسيته‬ ‫البغيضة وراء المغزل والشاه ‪ ...‬كانت فلسفة غاندي التي استقاها من تولستوي‬ ‫ولقنوها لنا في الشرق‪ ،‬هي التعامي عن أفعال المستعمر مهما حدث ومحاولة‬ ‫المهادنة معه في كافة المجاالت والوضعيات‪ ،‬كان المسلمون أول من نادوا إلى‬ ‫الوقوف ضد االحتالل البريطاني ومطالبته باالستقالل‪ ،‬ولكنه اي غاندي قد أسلم كل‬ ‫شيء للهندوك بكل مكر وخبث ولننظر إلى القصة من البداية‪.‬بعد الثورة التي قادها‬

‫‪11‬‬


‫المسلمون في الهند كان همه الشاغل أال يتحقق للمسلمين السيطرة على الهند‪....‬في‬ ‫البداية قاطع المسلمون معاهد االستعمار في «الهور» و«لكنؤ» ثم اتجهوا إلقامة‬ ‫الجمعية اإلسالمية لتحرير الهند‪ ،‬وكان في نفس الوقت الهندوك قد أقاموا المؤتمر‬ ‫الوطني لمساعدة االستعمار ولمحاربة المسلمين‪.‬‬

‫سنة ‪ 1112‬تنبهت الحكومة البريطانية لتلك الحركة‪ ،‬فتم القبض على ممثليها مثل‬ ‫أبو الكالم أزاد‪ ،‬وحسرت مهاني‪ ،‬وظفر هللا خان ثم قاموا بعمل هدنة مع االحتالل‬ ‫عام ‪ 1114‬وفي عام ‪ 1111‬قاموا بفك أسر المسجونين فأعادوا تشكيل جمعية‬ ‫«إنقاذ الخالفة من أيدي الطامعين» بقيادة موالي عبد الباري رئيس علماء إفرنجي‬ ‫محل وفي ‪ 11‬فبراير ‪ 1122‬تم تكوين الجمعية رسميًا بقيادة غالم دمحم فتو‪ ،‬وميامن‬ ‫عا في‬ ‫حاجي خان ومن هنا بدأ دور هذا «الغاندي» لم يكن أحد يعرفه كان متطو ً‬ ‫تمريض الجنود فاتجه إلى االنضمام إلى تلك الحملة ووافق المسلمون تيمنًا به رغم‬ ‫تحذير المولدي «خوجندي» وذلك ما قاله السيد عبدالعزيز الثعالبي الزعيم التونسي‬ ‫األشهر في تقريره لألزهر الشريف ‪.1137‬‬ ‫واندس غاندي ضمن الجمعية وكان في تلك الفترة على اتصال باالستعمار‪ ،‬وكذلك‬ ‫الهندوك وبرغم أن المسلمين قد وثقوا به ولكنه أقنعهم بالدخول في المؤتمر الوطني‬ ‫الذي نظمه االستعمار‪ ،‬وكان لمالحقة المسلمين وذلك بسبب الثقة المفرطة فيه حتى‬

‫‪12‬‬


‫إنه طلع خطيبًا يقول‪« :‬إن اتحاد الهنادكة مع المسلمين يبقى متينًا طالما لم يشرع‬ ‫المسلمون في مناوأة الحكومة» أي ثائر إذا وأي وطني كان يهادن االستعمار‬ ‫وتأجيل االستقالل مهما كان‪.‬‬ ‫وفي ذلك الوقت شرع المسلمون في مقاطعة االحتالل وعدم دفع الضرائب‬ ‫واإلضراب عن العمل تنديدًا باالحتالل وأعدوا الرتب والنياشين إلى الحكومة‬ ‫وأحرق التجار المسلمون البضائع اإلنجليزية‪ ،‬وزادت االعتقالت حتى إنه كان‬ ‫يقبض على ألف من المسلمين صبا ًحا ويُفرج عنهم ً‬ ‫ليال‪ ،‬ألن السجون لم تعد تسع‬ ‫المعتقلين حتى أن اللورد ريدينج الحاكم العام في كلكتا قال‪:‬‬ ‫" إني في حيرة شديدة من أمري وال أعرف ماذا أفعل "‬ ‫ومن ثم أعلن المسلمون االستقالل التام عن الحكومة البريطانية وأقاموا الواليات ولم‬ ‫يعترفوا بالقضاء البريطاني ومن هنا ظهر دور هذا الغاندي مرة أخرى‪ ،‬حيث طلبه‬ ‫الحاكم وأمره بعمل وفاق بين الحكومة والشعب الهندي حيث قال له‪:‬‬ ‫إن مصدر الحركة االستقاللية في الهند هم المسلمون وأهدافها بأيدي زعمائها أال‬ ‫ترى أننا لو أجبنا طلباتكم فإن مصير البالد آيل للمسلمين فماذا يكون حال الهنادكة‬ ‫بعد ذلك؟ هل تريدون الرجوع إلى ما كان قبل االحتالل البريطاني إذا أردتم أن‬ ‫تحفظوا ألنفسكم باستقالل الهند فعليكم أوال كسر شوكة المسلمين‪ ،‬ولن يتأتى ذلك إال‬ ‫بمهادنة الحكومة البريطانية والسعي وراء تدمير المسلمين‪.‬‬ ‫ثم أوعز إليه الحاكم محاولة تهدئة األمر مرة أخرى وعقد مهادنة‪ ،‬حتى أنه طلب من‬ ‫غاندي أن يطلب من دمحم علي أن يكتب خطابًا وأنه سيكون سريًا بين دمحم علي‬ ‫والحاكم فقط وكتبه دمحم علي تحت تاثير سحر غاندي وما لبث أن صدح به في كافة‬ ‫أرجاء الهند «إن دمحم علي تقدم إلى الحكومة يطلب العفو على الهفوة التي ارتكبها»‬ ‫فأي ثائر إذًا من يتآمر مع االحتالل ضد وطنيته‪.‬‬ ‫غاندي واجتماع الكونجرس‬ ‫أغسطس ‪ 1122‬أعلنت الخالفة مصادمة الحكومة وليس المواالة في مؤتمر الخالفة‬ ‫في كراتشي‪ ،‬ومن هنا بدأت االعتقاالت للزعماء أمثال شوكت علي‪ ،‬وكثار أحمد‪،‬‬ ‫وبير غالم دمحم وآخرين ورفضوا االعتراف بالحكومة وبهيبة المحكمة ولكن‬ ‫الحكومة أدانتهم بمجرد االتهام وحكمت عليهم بالحبس لمدة سنتين‪ ،‬وبعدها أصدر‬ ‫دمحم علي وسيف الدين كنشلو خطابًا لتهدئة الشعب‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫ووعدهم بأن الزعماء سيحضرون االجتماع في مدينة أباد سواء رضيت الحكومة أم‬ ‫ال عتقادهم بأن المؤتمر سيعلن االستقالل‪ ،‬ولكن كان لغاندي رأي آخر والحكومة‬ ‫نظرا لتلك السياسة وتلك‬ ‫كانت متأكدة من عدم انعقاد اجتماع الكونجرس‬ ‫ً‬ ‫االعتقاالت‪ ،‬ولما عقد االجتماع ديسمبر ‪ 1122‬خطب هذا الغاندي ً‬ ‫قائال‪« :‬بما أن‬ ‫الزعماء يعتقلون وال سبيل للمداولة معهم في شؤون المؤتمر‪ ،‬أقترح عليكم تعييني‬ ‫سا للمؤتمر وتخويلي السلطة المطلقة لتنفيذ ما أراه صال ًحا من اإلجراءات وتم‬ ‫رئي ً‬ ‫تسليم مؤتمر «الخالفة» إلى الحكيم أجمل خان ومؤتمر «مسلم ليك» إلى حسرت‬ ‫مهاتي‪.‬وبعدها أقنع غاندي وقال للحكيم أجمل خان أن يقول‪:‬‬ ‫" إن إعالن االستقالل في الظروف الراهنة غير مناسب‪".‬‬ ‫ثم صدح هو في مؤتمره بأن االستقالل ال يصلح اآلن وأنه يجب مهادنة المستعمر‬ ‫مهما يكن ولكن حسرت مهاتي رفض ذلك في مؤتمره ومن ثم تم الحكم عليه‬ ‫بالسجن لعشر سنوات وتم تخفيفها إلى سنتين‪.‬‬ ‫هذا هو غاندي في حقيقته التي لم تعرف في بالدنا وال بالد المشرق التي أخفيت من‬ ‫قبل االستعمار ومن ثم ظهر المصريون معجبون بغاندي والذي كان يدعو إلى‬ ‫الخضوع والخنوع واالستسالم تلك األفكار التي استقاها من تولستوي‪ .‬لذلك يجب أال‬ ‫تخدعنا الصور البراقة واألوهام الخادعة التي تزين صورة ذلك المجرم الذي كان‬ ‫هو وابنه نهرو أشد عنفًا على المسلمين وغير المسلمين في الهند‪ ،‬فما هو إال سارق‬ ‫للحركة الوطنية ومانع لقيام حكومة حرة وطنية‪ .‬يجب أن تتكسر تلك التماثيل وتلك‬ ‫األكاذيب فغاندي ما هو إال أكذوبة في واقع مليء باألكاذيب‬ ‫كان الزعيم الهندي غاندي من الزعماء القالئل الذين نالوا شهرة واسعة في هذا‬ ‫العصر ‪ ،‬وحيثما ذكر نجد الثناء العطر يرافق سيرته ‪ ،‬وأنه بطل المقاومة السلمية‬ ‫التي يحرص الغرب على تصديرها إلى العالم اإلسالمي ‪ ،‬وتذكيرهم بها في كل‬ ‫مناسبة‪ ..‬فيا ترى ما سر هذا الرجل الذي ظهر فجأة على المسرح السياسي في‬ ‫الديار الهندية ؟‬ ‫علينا العودة إلى القرن ‪12‬م ‪ ،‬الذي شهد االنطالقة الحديثة للحروب الصليبية‪ .‬لقد‬ ‫كان هدف الموجة الجديدة من الحروب الصليبية األوربية في القرن ‪12‬م هو‬ ‫االلتفاف حول العالم اإلسالمي من الخلف لخنقه اقتصاديا ً ‪ ،‬من أجل إضعاف‬ ‫الدولتين المملوكية والعثمانية ‪ ،‬لكن أوربا فوجئت بأن العمق اإلسالمي يمتد في‬ ‫وحدة دينية فريدة وخطيرة حتى يصل إلى جزر الفلبين ‪ ،‬مارا ً بالهند ‪ ،‬التي أثارت‬ ‫لوحدها شهية األوربيين بشكل عجيب ‪ ،‬لكونها من أعظم المراكز االقتصادية‬

‫‪12‬‬


‫اإلسالمية في ذلك الوقت ‪ ،‬هذا وقد استغل األوربيون سماحة السلطان المغولي‬ ‫المسلم (جها نكير) فبدأوا بالتسلل إلى الهند كتجار ‪ ،‬حتى تمكن اإلنجليزي (وليم‬ ‫هوكنز) من مقابلة السلطان (جها نكير) في عام (‪1217‬هـ ‪1224 /‬م) بصفته‬ ‫مبعوثا ً من الملك االنجليزي (جيمس األول) ‪ ،‬وقد حاول (وليم هوكنز) استثمار‬ ‫مقابلته للسلطان (جها نكير) بأن يأخذ منه خطاب مجاملة إلى الملك (جيمس األول)‬ ‫لكن الوزير األول في بالط السلطان رد عليه قائالً ‪( :‬إنه مما ال يناسب قدر ملك‬ ‫مغولي مسلم أن يكتب كتابا ً إلى سيد جزيرة صغيرة يسكنها صيادون !)‪.‬‬ ‫لقد عرف اإلنجليز أن وجود الحكم اإلسالمي في الهند كفيل بتعطيل أحالمهم‬ ‫الصليبية لذا فقد اكتفوا بما كان من تأسيسهم لشركة الهند الشرقية للتجارة اإلنجليزية‬ ‫في الهند واألقطار المجاورة في عام (‪1221‬هـ ‪1222/‬م)‪ .‬ومع الوقت كانت شركة‬ ‫الهند الشرقية تتوسع وتزداد فروعها في أرجاء الهند ‪ ،‬ومع الوقت بدأت حقيقة هذه‬ ‫الشركة وفروعها تتكشف فلم تكن إال قواعد عسكرية إنجليزية ‪ ،‬وبؤر تجسسية كان‬ ‫هدفها تجنيد المنافقين من أبناء المسلمين ‪ ،‬والعمالء من أبناء الهندوس ‪ ،‬والسيخ‪.‬‬ ‫وفي عام (‪1172‬هـ ‪1757 /‬م) وفي إبان الغزو الشيعي الصفوي اإليراني للهند قام‬ ‫الجيش البريطاني التابع لشركة الهند الشرقية باستغالل هذا الظرف الحرج فتمكن‬ ‫من هزيمة المسلمين في منطقة البنغال في معركة (بالسي) التي تعد أول المعارك‬ ‫الحاسمة بين الطرفين ‪ ،‬وقد تم لهم ذلك بمساعدة المنافقين والعمالء الذين تم تجنيدهم‬ ‫عبر عشرات السنين ‪ ،‬إال أن احتالل اإلنجليز للهند لم يتم إال بعد قرن من الزمان‬ ‫وبعد معارك طاحنة بين الطرفين ‪ ،‬انتهت بعزل (بهادر شاه) آخر السالطين‬ ‫المسلمين ونفيه إلى بورما حيث توفي عام (‪1271‬هـ ‪1422 /‬م) لذلك فقد قامت‬ ‫بريطانيا في عام (‪1275‬هـ ‪1454/‬م) بضم الهند إلى التاج البريطاني رسميا ً ‪،‬‬ ‫لتصبح درة التاج البريطاني منذ ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫تقريب الهنود‬ ‫‪ -----------‬لقد عرف االحتالل البريطاني أنه من المستحيل أن يقبل المسلمون في‬‫الهند الرضوخ لسياسة األمر الواقع وفي ذلك يقول (النبرو) الحاكم البريطاني في‬ ‫الهند ‪( :‬إن العنصر اإلسالمي في الهند عدو بريطانيا اللدود ‪ ،‬وإن السياسة‬ ‫البريطانية يجب أن تهدف إلى تقريب العناصر الهندوسية إليها ‪ ،‬لتساعدهم في‬ ‫القضاء على الخطر الذي يتهدد بريطانيا في هذه البالد)‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫وفي عام (‪1323‬هـ ‪1445 /‬م) قامت بريطانيا بتأسيس حزب المؤتمر الوطني‬ ‫الهندي ‪ ،‬ومن خالل هذا الحزب تم إحياء القومية الهندوسية الوثنية القديمة ‪ ،‬لتكون‬ ‫عونا ً لبريطانيا في محاربتها لإلسالم والمسلمين في شبه القارة الهندية‪.‬‬ ‫سياسة بريطانيا تجاه المسلمين ‪:‬‬ ‫لقد كانت بريطانيا تعلم أن بقاءها في الهند لن يكتب له االستمرار في ظل مقاومة‬ ‫إسالمية صلبة ترفض الذوبان واالنبطاح والتوسل للمحتل ‪ ،‬لذا فقد لجأت إلى تنفيذ‬ ‫سلسلة من الخطوات الرامية إلى خلخلة هذه المقاومة وكسرها ‪ ،‬ومن ذلك ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إقامة المذابح للمسلمين في كل مكان ‪ ،‬وفي ذلك يقول أحد الكتاب اإلنجليز ‪( :‬إن‬ ‫ما ارتكبه جنودنا من ظلم ووحشية ‪ ،‬ومن حرق وتقتيل ‪ ،‬ال نجد له مثيالً في أي‬ ‫عصر)‪.‬‬ ‫‪ -2‬زرع العصبية الجاهلية داخل المجتمع المسلم ‪ ،‬حيث قسموا المسلمين إلى‬ ‫طوائف اجتماعية ‪ ،‬وأجبروهم على تسجيل أنفسهم رسميا ً حسب هذا التقسيم‬ ‫الطائفي‪.‬‬ ‫‪ -3‬العبث بمناهج التعليم لتخدم سياسة االحتالل البريطاني ‪ ،‬مما جعل المسلمين‬ ‫ينفرون من المدارس العلمانية خوفا ً على عقيدة أبنائهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬نشر االنحالل والمجون واإلباحية والفساد‪.‬‬ ‫‪ -5‬تأسيس الحركات الهدامة التي تتسمى باسم اإلسالم مثل القاديانية ‪ ،‬التي نفت مبدأ‬ ‫ختم النبوة ‪ ،‬ونبذت الجهاد ومقاومة المحتل ‪ ،‬ودعت إلى طاعة اإلنجليز والقبول‬ ‫بسياسة األمر الواقع‪.‬‬ ‫‪ -2‬تزوير التاريخ الجهادي لألمة المسلمة عن طريق نشر الكتب والمؤلفات التي‬ ‫تنبذ الجهاد والمقاومة ‪ ،‬ومن ذلك كتاب المستشرق ‪ ،‬تومس آرنولد ‪ :‬الدعوة إلى‬ ‫اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ -7‬إبعاد العلماء وعزلهم عن قيادة وتوجيه الجماهير المسلمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬إيجاد زعامات قومية إسالمية ‪ ،‬تفتخر بقوميتها على حساب انتمائها إلى دينها‬ ‫وإسالمها ‪ ،‬وقد كان هؤالء ممن تخرجوا من المدارس والكليات العلمانية‪.‬‬ ‫صناعة غاندي ‪:‬‬

‫‪12‬‬


‫عندما توفي السلطان العثماني دمحم الفاتح رحمه هللا (‪442‬هـ) وهو يحاصر روما‬ ‫دعا بابا الفاتيكان في روما النصارى في أوروبا إلى الصالة شكرا ً هلل ابتهاجا ً بوفاة‬ ‫دمحم الفاتح‪.‬‬ ‫هذه الحالة من الرعب والفزع لم تكن لتغيب عن أوروبا الصليبية في نظرتها إلى‬ ‫العالم اإلسالمي ‪ ،‬لذا فقد كان أخطر عمل قامت به بريطانيا هو إلغاء الخالفة‬ ‫اإلسالمية وإسقاط الدولة العثمانية وتفتيت العالمين العربي واإلسالمي ‪ ،‬حتى ال‬ ‫تضطر أوربا إلقامة صالة الشكر مرة أخرى‪.‬‬ ‫لقد أدى قيام بريطانيا الصليبية بإلغاء الخالفة اإلسالمية إلى إذكاء روح المقاومة‬ ‫اإلسالمية في الهند ‪ ،‬ومن ذلك تأسيس المسلمين جمعية إنقاذ الخالفة في عام‬ ‫(‪1122‬م) ‪ ،‬وقاموا بجمع (سبعة عشر مليون روبية) ألجل هذا الغرض‪.‬‬ ‫وهنا طفا على السطح فجأة شخص هندوسي اسمه (غاندي) وقام بالتقرب إلى جمعية‬ ‫إنقاذ الخالفة وطرح عليهم فكرة التعاون مع حزب المؤتمر الوطني الهندي ‪ ،‬فرحب‬ ‫المسلمون بذلك ‪ ،‬ولما عقد أول اجتماع بين الطرفين ‪ ،‬طرح المسلمون شعار‬ ‫استقالل الهند عن بريطانيا ‪ ،‬بدالً عن فكرة إصالح حالة الهند التي كانت شعار‬ ‫المؤتمر الوطني ‪ ،‬لكن (غاندي) عارض هذا المقترح وثبط الهمم ‪ ،‬وفي عام‬ ‫(‪1121‬م) عقد الطرفان اجتماعا ً مهما تمكن فيه المسلمون من فرض شعار‬ ‫االستقالل عن بريطانيا وقاموا بتشكيل حكومة وطنية إلدارة البالد‪ .‬هذا التطور‬ ‫الخطير لم تكن بريطانيا لتسمح له بإفساد فرحتها بإسقاط الدولة العثمانية وتقسيم‬ ‫العالم اإلسالمي ‪ ،‬لذا فقد قام (ريدينج) الحاكم البريطاني للهند باالجتماع (بغاندي)‬ ‫وقال له ‪( :‬إن مصدر الحركة االستقاللية في الهند هم المسلمون ‪ ،‬وأهدافها بأيدي‬ ‫زعمائهم ‪ ،‬ولو أجبنا مطالبكم ‪ ،‬وسلمنا لكم مقاليد الحكم ‪ ،‬صارت البالد للمسلمين ‪،‬‬ ‫وإن الطريق الصحيح هو أن تسعوا أوالً لكسر شوكة المسلمين ‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫بريطانيا ‪ ،‬وحينئذ لن تتمهل بريطانيا في االعتراف لكم باالستقالل ‪ ،‬وتسليم مقاليد‬ ‫الحكم في البالد إليكم)‪ .‬وبناء على التنسيق والتفاهم الذي تم بين (ريدينج) و‬ ‫(غاندي) قامت بريطانيا بالقبض على الزعماء المسلمين المنادين باالستقالل ‪،‬‬ ‫فأصبح الطريق ممهدا ً أمام (غاندي) الذي طلب من هيئة المؤتمر اإلسالمي‬ ‫الهندوسي ‪ ،‬بأن تسلم له مقاليد األمور بصفة مؤقتة نظرا ً لقبض بريطانيا على‬ ‫الزعماء المسلمين ‪ ،‬وعندما عقد أول اجتماع برئاسة (غاندي) نفذ ما تم االتفاق عليه‬ ‫مع الحاكم البريطاني (ريدينج) وأعلن أن الوقت لم يحن بعد الستقالل الهند‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫وفي الفترة من (‪1124 -1121‬م) نجد أن بريطانيا قد طبقت في الهند ما طبقته في‬ ‫فلسطين مع الصهاينة ‪ ،‬حيث قامت بتسليح الهندوس وتدريبهم ‪ ،‬والتنسيق معهم‬ ‫إلقامة المذابح للمسلمين ‪ ،‬أما غاندي الذي أصبح كل شيء بعد تلميعه في مسرحية‬ ‫نفيه المؤقت إلى جنوب أفريقيا فقد قام بمذبحة ثقافية بشعة للحضارة اإلسالمية في‬ ‫الهند ‪ ،‬وفي ذلك يقول األستاذ أنور الجندي رحمه هللا ‪( :‬لقد كانت دعوة غاندي إلى‬ ‫ما سماه اكتشاف الروح الهندي الصميم ‪ ،‬والرجوع إلى الحضارة الهندية ‪ ،‬هو‬ ‫بمثابة إعالن حرب على الحضارة اإلسالمية التي عاشت على أرض الهند أربعة‬ ‫عشر قرنا ً ‪ ،‬وغيرت كل مفاهيم الحياة االجتماعية والسياسية واالقتصادية ‪ ،‬بل إنها‬ ‫قد غيرت مفاهيم الهندوكية نفسها)‪.‬‬ ‫وعندما اطمأنت بريطانيا على مقدرة الهندوس على حكم الهند قامت بترتيب األمور‬ ‫الستقالل الهند‪.‬‬ ‫لقد كان عام (‪1124‬م) الفصل األخير من مسرحية غاندي وبريطانيا حيث سلب‬ ‫الحق من أهله بإعالن استقالل الهند عن بريطانيا في تلك السنة ‪ ،‬لكن مسرحية‬ ‫المقاومة السلمية التي قام غاندي فيها بدور البطل ال تزال تعرض إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫بقي أن نشير إلى أن من يطلق شرارة الحقد والكراهية ال بد أن يكتوي بنارها ‪ ،‬فقد‬ ‫مات غاندي مقتوالً عند استقالل الهند ‪ ،‬ثم تبعه في عام ‪1174‬م آخر حاكم بريطاني‬ ‫للهند حيث قتل على أيدي الثوار اإليرلنديين ‪ ،‬وهللا غالب على أمره ولكن أكثر‬ ‫الناس ال يعلمون‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫قبل سنوات عديدة ربما اواخر التسعينيات ‪..‬اقيمت جلسة ادبية لالبداع النسوي‬ ‫الشبابي ‪ ..‬وسئلت احدى القاصات ‪..‬لماذا لم تكتبي عن تجربة الحصار االقتصادي‬ ‫واثرها على االنسان العراقي وانت ابنة البيئة نفسها ‪..‬فاجابت انها بحكم حالة‬ ‫اسرتها المادية الجيدة لم تعش تجربة الفقر والجوع لتكتب عنها ‪..‬‬ ‫وكان رد اغلب مداخالت الجمهور من االدباء ان التجربة يمكن تخيلها والكتابة عنها‬ ‫الن الخيال مصدر واحد من مصادر التجارب االدبية الى جانب الواقع والتاريخ‬ ‫واالساطير مثال ‪..‬فليس ضرورة ان نعيش التجربة حقيقة لنكتب عنها ‪..‬واذكر مثال‬ ‫ان الصديق المبدع ناهض الرمضاني كتب مسرحية جميلة جدا عن جندي ياباني‬ ‫ظل تائها لسنوات في الغابات بعد الحرب العالمية الثانية ‪..‬اي عن تجربة لم يعشها‬ ‫المؤلف لكنه اجاد التعبير عنها ‪..‬وربما وجد فيها معادال لعبثية الحياة في حاالت‬ ‫شبيهة عاشها المؤلف جنديا في حروب العراق العديدة…‬ ‫ولعل اجمل انواع االدب ذلك الذي يكتبه مؤلف تخيل التجربة كلها ولم يعشها حقيقة‬ ‫لكنه باسلوبه اقنعنا بمستوى االبداع العالي في النص‪ ..‬الى درجة اننا اعتقدنا‬ ‫بمعايشته الحقيقية للتجربة التي تناولها النص ‪..‬‬

‫‪11‬‬


‫حسام الطحان‬

‫تلعب االحداث الكبيرة ال سيما الحروب دورا كبيرا في استحداث‬ ‫مصطلحات جديدة ‪ ،‬وال اقصد بالجديدة انها جاءت من العدم ‪ ،‬بل انها‬ ‫دخلت في حقول جديدة لم تألفها سابقا واصبحت لها دالالت غير مألوفة‬ ‫لدى المتلقي ‪ ،‬فمثال كلمة شفافة التي توصف بها االنتخابات كانت تقال‬ ‫سابقا للمالبس االنثوية المثيرة ال سيما الداخلية منها ‪ ،‬وبعد عام ‪2223‬‬ ‫اصبحت كلمة شفافة وصفا لالنتخابات التي تجري في بوركينا فاسو ‪..‬‬

‫‪22‬‬


‫——‬ ‫س َك‪ ،‬والسما ُء على يديك‬ ‫الشمس شم ُ‬ ‫ُ‬

‫واكتب شموخك بانشراح‬

‫سرقت أناملُها عيونَ الحالمين‬

‫القلب المعذّب‪،‬‬ ‫‪....‬واستطلع‬ ‫َ‬

‫بمزنة تُهمى عليك‬

‫كي ترى ما اليُرى ‪..‬‬

‫ْ ُخذ ما تشاء من الغَمام‬

‫ّ‬ ‫قمرا ً‬ ‫تشظى ُحلمهُ ‪،‬‬

‫أطلق صداحك لألنام‬

‫وترى الفراتين على عطش قُراح‬

‫ولليمام‬

‫ُ‬ ‫حيث النشيج ال ُم ّر نهر يابس‬

‫وابعث لبابل آيةَ الشوق المعتّق بالسالم‬

‫ص ِّفّقا ً ‪ ،‬وفي النواح‬ ‫وترى الظالم ُم َ‬

‫‪...‬‬

‫البو ُم الح‬

‫ضع حبّك المخمور آنيةً‬ ‫َ‬

‫‪...‬‬

‫توزعها الرياح‬

‫آت إليك‪ ، ..‬وحامالً نزفي معي‬

‫على الجراح‬

‫‪21‬‬


‫وكان أجم َل في الحروف‬

‫( فقراء سومر ) ينشدون ‪ :‬لربّما يأتي‬ ‫النهار‬

‫وتحدّث األحفاد عن شجر‬

‫فبين شوقك والديار‬

‫وعن ناي ترنّم‬

‫إكليل غار‬

‫بالمواقف والفوارس والسيوف‬

‫حنّت إليك عيونهم وقلوبهم‬

‫في ك ّل جرح نخلة ‪ ،‬وبك ّل أفق كوكب‬

‫ولربّما ( الس ّمار )صحبك يقبلون‬

‫وبلي ِّل فاحشة ترى شرفا ً أنوف‬

‫من المنافي و القفار‬

‫رحك صابرا ً ‪،‬‬ ‫ت ُج َ‬ ‫ض َ‬ ‫عض َ‬ ‫و َ‬

‫‪...‬‬ ‫ع َّما قريب ‪،‬‬

‫تضاريس المكار ِّه‬ ‫متف ّكرا ً ‪ ،‬تطوي‬ ‫َ‬ ‫عفّةً ‪،‬‬

‫تقتفي عيناك في األثر الطفوف‬

‫تزحف في الدروب‬ ‫ت‬ ‫تتأم ُل الحشرا ِّ‬ ‫ُ‬

‫وتلملم األشالء في نزف الحتوف‬

‫وكيف لألفعى تغيّر جلدها ‪،‬‬

‫وتُر ّمم ال ُحلم الجميل ‪،‬‬

‫سحنة األحراش‬ ‫وأنت أدرى العارفين ب ُ‬

‫يازهرة َ ال ُحلم الجميل ‪،‬‬

‫في الضحضاح ‪،‬‬

‫در المحبّب‬ ‫ويا ُمنى القَ ِّ‬

‫والصدأ المعشش في القلوب‬

‫صوف‬ ‫في ندى الريح ال َع َ‬

‫وما اتخذت دريئةً للصمت ‪،‬‬

‫النجوم‬ ‫وبلهفتي أرنو الى شغف‬ ‫ِّ‬

‫غير النزف بالصبر الحليم على‬ ‫الخطوب‬

‫ي حولك تحتفي‬ ‫وه َ‬

‫أوما يؤجل من خيارك واختيارك‬ ‫للوثوب‬

‫تجرعوا‬ ‫بمرابطين ّ‬ ‫ُحرق المرارات القَ ُروف‬

‫الفخر‬ ‫مضت السنون ‪..‬وأنت أنت‬ ‫ُ‬

‫لتحدّث الس ّمار والشعراء‬

‫ب في الحروب‬ ‫والسيف‬ ‫المجر ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬

‫عن لغة ‪ ،‬وقاموس جديد ‪،‬‬

‫لسنا مالئكةً نعيش ّ‬ ‫منزهين من‬ ‫الذنوب ْ‬

‫كان أبل َغ في البوادي ‪،‬‬

‫‪22‬‬


‫الشمس تبزغ في الغروب‬

‫يلمع في الجبين‬

‫الشمس تبزغ في الغروب‬

‫زمن رديء‬

‫‪...‬‬

‫‪ :‬أَينَ َما غيّرت بوصلة اإلقامة‬ ‫والرحيل‪،‬‬

‫نأتي إليك‬

‫فث َ َّم وجهُ ُم َهيمن ‪..‬‬

‫س ُحبا ً ننا ُم بساعديك‬ ‫ُ‬

‫يحصي عليك الضوء والماء المعين‬

‫وبك ّل صحراء لديك‬

‫فأخفض جناحك للحنين‬

‫ينبوعُ بستان البال ِّد بمقلتيك‬

‫‪...‬‬

‫ت الجديدة‬ ‫ليت الصبا َحا ِّ‬ ‫َ‬

‫لم يبقَ عمر فائض كيما نطارد‬

‫توق ُد الشبقَ القديم‬

‫ماتفت َّ َح في الصقيع‬

‫على هديل حمامة عطشى‬

‫وما تشتّت في الضياع‬

‫وال ماء هناك وال مطر‬

‫أو في قبيلة قَينُقَاع‬

‫‪...‬‬

‫بحثت عن الربيع ؟‬ ‫يا ‪..‬كم‬ ‫َ‬

‫كان احتجا ُجك في اتجاه الفجر آيات‬

‫عن دجلة الوطن الفجيع‬

‫ّ‬ ‫الشك في عين اليقين‬ ‫ف التُقاة‬ ‫بما أ َ ِّل َ‬

‫عن ناقة ظمأى وعن (بستان عبدهللا )‬

‫تترقب االخبار ‪..‬ترصدُها هنا ‪،‬‬ ‫ُ‬

‫في صبح وديع‬

‫ُ‬ ‫تبحث عن أرومة نخلة‬ ‫وهناك‬

‫‪...‬‬

‫أو نحلة في الياسمين‬

‫ما زلت تبحث في البالد‬

‫وتجوب أرجاء البالد وعرضها‬

‫عن البالد وأهلها ‪،‬‬

‫وفي السنين الغابرات من السنين‬

‫عن ك ّل شيء قد يُباع‬

‫من أجل أن تجد النقاء ال ُح ّر‬

‫أنت ‪ ،‬ال تَبي ُع ‪ ..‬وال تُباع‬ ‫وأنت ‪َ ..‬‬ ‫َ‬

‫‪23‬‬


‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫وقفت حدو أنوارها مضوية‬ ‫عم بتاللي أحلى من وردة جورية‬ ‫ي‪:‬‬ ‫سألتو يا ح ّ‬ ‫ليش عيونك دامعين ؟‬ ‫عم بيقولوا فيه عيد‬ ‫خلي أنوارك والعين !‬ ‫جاوبتها عتبات الدور‬ ‫كأنو ماسمعت الست بدور ؟!‬ ‫أي سمعت ‪ :‬العيد إجى بموعدو‬ ‫ال تأخر‬ ‫وال خلف وعدو ‪.‬‬

‫إي ه ه ه‬ ‫يلي متلك كتار‬ ‫مابيعرفو شو جرى‬ ‫و شو صار‬ ‫ما همن من العيد‬

‫‪22‬‬


‫اإل ضحكتو‬

‫ويما‪ ...‬ويما‪ ...‬ويما‬

‫ي‬ ‫وال شو ضحى هالح ّ‬

‫امسحي دموعك يا يُما‬

‫تتعم فرحتو‬

‫يعرفوا بغيابن بيقهرونا‬

‫سربلت ْ دموعها األبواب‬

‫كانوا ضلوا هون عنا‬

‫بلحظة غادروها زينة الشباب‬

‫هو الوطن سترة‬

‫وليم وعلي وعبدهللا وحسين‬

‫كل أصيل‬

‫إما على السما طالعين‬

‫وبالخيانة‬

‫يما بالفال مستوحشين‬

‫تستر كل ضمير عليل‬

‫يما بسوط األسر مجلودين‬

‫هن راحوا ليجي العيد‬

‫يما بالعلة عالقين‬

‫والعيد وراهن صار بعيد‬

‫‪25‬‬


‫فاطمة صالح صالح‬ ‫هذا المساء ‪..‬‬ ‫كان استثنائيا ‪..‬‬ ‫حين عانق ‪..‬‬ ‫طيف الوفاء‪.‬‬ ‫حرف منضود ‪..‬‬ ‫بهمهمات الخفاء‪.‬‬

‫كان استثنائيا‪..‬‬ ‫حين غرقت‪ ..‬جزر المنى ‪..‬‬ ‫بضفتي نهر ضنين‪..‬‬ ‫تغزل فتيل حلم ‪..‬‬ ‫فكفي حنين ‪..‬‬

‫كان استثنائيا ‪..‬‬ ‫حين تجاسرت ‪..‬‬

‫‪22‬‬


‫البقايا بخطايا ‪..‬‬

‫كان استثنائيا‪...‬‬

‫اعلنت حدادا‪..‬‬

‫حين اغرقه التيه ‪..‬‬

‫عن موت الضمير ‪..‬‬

‫بمداه ‪..‬‬ ‫ورماه بحرا ‪..‬‬

‫عله تبزغ‪..‬‬

‫لجيا‪..‬كلظى ‪..‬‬

‫تباشير صبح ‪..‬‬

‫هواه ‪..‬‬

‫تقيه سوأة ماضي ‪..‬‬ ‫كان استثنائيا ‪..‬‬

‫ضرير‪..‬‬

‫حين تجاسرت عليه‪..‬‬ ‫كان استثنائيا ‪..‬‬

‫غمغمات ‪.‬‬

‫حين انذر الجفن ‪..‬‬

‫خنقت ما تيسر ‪..‬‬

‫عصيانا ‪..‬‬

‫من ذكر فقير‪..‬‬

‫على شفا بصر‪..‬‬ ‫كان استثنائيا ‪..‬‬

‫حسير ‪..‬‬

‫حين اغرق الدمع ‪..‬‬ ‫وهو يحيك ‪..‬‬

‫منتصف الرجفة‪..‬‬

‫سترة تقيه ‪..‬‬

‫وعضه الوقت‪..‬‬

‫صقيع ليل ملبد ‪..‬‬

‫بفكي اللهفة ‪..‬‬

‫المصير ‪..‬‬ ‫كان استثنائيا ‪..‬‬

‫‪27‬‬


‫بألف حسرة خفية ‪..‬‬

‫حين تملصت منه ‪..‬‬ ‫اصابع الدهشة ‪..‬‬ ‫كرؤى ملتوية‬

‫اال خطوط‪..‬‬

‫السرائر ‪..‬‬

‫عرض بطول ‪..‬‬

‫متعلثمة العقيدة‪..‬‬

‫كمساحات متشظية ‪..‬‬ ‫بين مفترق‪..‬‬

‫اياتها ‪..‬‬

‫شهقتين ونبضة ‪..‬‬

‫لم تحفظها‪..‬‬

‫يتيمة الوالء‪!!!!!!!..‬‬

‫ذاكرة مثقوبة الهوية ‪..‬‬ ‫وال ذكرى محمومة ‪..‬‬

‫‪24‬‬


‫اسماعيل خوشناو‬

‫‪..................‬‬ ‫س ْرد‬ ‫َكتَمت ٱل َّ‬

‫بواب مشا ِعري‬ ‫سأب ِوق أَ َ‬

‫فتقت قوافي ٱ ْلهَجْ س‬

‫سدل ُّ‬ ‫هور‬ ‫فأ َ ْ‬ ‫ٱلز َ‬

‫قطعت ٱألَنفَاس‬

‫وطني‬ ‫على لوحا ِ‬ ‫ت َم ِ‬

‫إلى أ َ ْن يَرج َع زمن ٱ ْل َورد‬

‫لحن‬ ‫ق ٱ ْل ِ‬ ‫وأَزمر برقائِ ِ‬

‫َ‬ ‫ست ٱ ْل ِحس‬ ‫غ َم ْ‬

‫صرد‬ ‫وأ َ ْف ِرش أبياتي ٱل َّ‬

‫َك َب ْلت قواف َل ٱ ْلقَصْد‬

‫ي َ‬ ‫غدْر‬ ‫لعالَم َ‬ ‫ليس فيه أ َ ُّ‬

‫أ َ ْقفَلت ديواني‬

‫ِحوارهم‬

‫ي ٱ ْل َجور‬ ‫حتى يَ ْنتَه َ‬

‫ِعناق قَصائِ َد‬

‫سماس َم ٱ ْلغدر‬ ‫ستَبْلع ْٱألَرض َ‬

‫ور ْزمة كلمات‬ ‫ِ‬

‫ش َز ٱ ْل َخ ْلق‬ ‫نا ِ‬

‫زم ُّرد ونَسيم َو ْرد‬

‫س َخ ٱل َّ‬ ‫ضبْع‬ ‫نوا ٓ‬

‫‪21‬‬


‫أنمار مردان‬ ‫أعتذر عن أخطاء ارتكبت من غيري بحقي‬ ‫ألنني الصديق الخشبي لعناوين حماقاتهم‬ ‫لم يستوعبوا ظل نبضاتي في خزائ ِّنهم‬ ‫ب الموتى‬ ‫وهم يجرون عظامي من شرا ِّ‬ ‫ولغبا ِّئهم‬ ‫أصبحت كل ُْ صباحا ِّتهم دمية ًْ في يدي‬ ‫وليلُهم أهزوجة ْ منزوية ْ في دفتر ْ قديم‬ ‫لن اغفر لألشياء التي تعلمتُها من معلم االسالمي ِّة‬ ‫هو شاهد مرير ْ على شواء ِّْ عقو ِّلنا اللينة ِّْ‬ ‫التي كانت ورقةَ قمار بيضا َء‬ ‫يرميها كما يرغب ْ‬ ‫كان ملتحيا ًْ في حب ِّْ هللا‬ ‫ال يزني‬ ‫واأسفاه‬ ‫مات ولم يفهم‬ ‫ان الرب بستان أخضر‬

‫‪32‬‬


‫وأعمق ُْ من الذين يقولون وال يفعلون‬ ‫لن اعتذر من المشط ِّْ الذي تهشم َْ فوق َْ ظ ِّلها‬ ‫بندم ِّه‬ ‫ولم اشعر ِّ‬ ‫ولم أحاول جاهدا ً لملمة َْ أسنانِّ ِّه‬ ‫ألعي ِّدهُ إليه ‪ ..‬أعني خرابه‬ ‫س ِّمعتُهُ يغني فوق الطاولة العجوز‬ ‫تركتُهُ ضاحكا ًْ حين َ‬ ‫تركتُهُ واقفا ًْ خلف ِّْالضغينة‬ ‫يعزف وح ُدهُ صابونة الوداع‬ ‫ُ‬ ‫لن اعتذر من التلفاز الذي ينثر ُْ صور َْ االنفجار ِّْ تباعا ًْ‬ ‫ويصرخ ُْ أيها الناجون من هذا الركام‬ ‫عليكم بالسير ِّْ خلف الغربال ِّْ خوفا ًْ من السقوط ِّْ‬ ‫وخوفا ًْ من النزهة ِّْ حين تعطي للمطر ِّْ صبغة ًْ أخرى‬ ‫وبعد كل هذا الصراخ‬ ‫تقودُنا الهاوية ُْ عراة ًْ نحو خطوات الجحيم‬ ‫لن اعتذر من القتلة ِّْ‬ ‫وهم ينسون اسمي في كل ِّْ فوهة ْ‬ ‫فخذِّها ببراءة ْ‬ ‫حين اقضم ُْ الشمس َْ من ِّ‬ ‫ألكون غالما ًْ ناضجا ًْ للسبايا‬ ‫عسى ان ال أتجاوز َْ مساحةَ هللا‬ ‫لن أعتذر من خطأ السماء ِّْ الداكن ِّْ مهما كانت زرقتُه ُْ‬ ‫ألنني لم أكن ماهرا ً في صيد الخفايا من الجنود ِّْ‬ ‫ولم أكن شيطانا ً يونانيا ًْ وأنا أدس ُْ النهر َْ‬

‫‪31‬‬


‫في ماء ِّْ البحر ِّْ الذي أكل القمر ُْ نصف َْ تضاري ِّس ِّه‬ ‫ولم يعد له ُْ مأوى في بطن الحوت‬ ‫لن أعتذر من القرن ِّْ الماضي برمتِّ ِّه‬ ‫وهو يتناول ُْ‬ ‫ويؤطرها‬ ‫صور الشهداء ِّْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فكره ِّْ المريض‬ ‫وال يفكر ُْ كيف سيقابلُها برحابة ِّْ ِّ‬ ‫لن أعتذر من ننماخ‬ ‫فال عاهرة ْ ستغتسل ُْ فيك بعد اليوم ِّْ‬ ‫بئر َك المثقوب ِّْ‬ ‫وال من منجم ْ ينقذُ رذا َذ ِّ‬ ‫فكلنا خطايا يا ننماخ‬ ‫نذوق ُْ لون َْ الصحو‬ ‫وال نعرف ُْ كيف ستستحم ُْ ذنوبُنا في غفلة ِّْ الماء ِّْ‬ ‫يتم ِّه‬ ‫فآدم ُْ مذُ ِّ‬ ‫أفكارنا‬ ‫كان وال يزال في‬ ‫ِّ‬ ‫أشرس من أي قبر ْ أبيض‬ ‫وأكبر من الشمس ِّْ بدقيقتين‬

‫‪32‬‬


‫زوات جميل حمدو‬ ‫سورية‬ ‫شآم‬ ‫يابسمة الحب على مفارق اآلالم‬ ‫ياصدى اللحن الحزين‬ ‫يابوح قيثارة حنين‬ ‫ياملتقى العشق على مدارج السنين‬ ‫يامرقد الشمس في ظالل الياسمين‬ ‫يابلبال تخافه األقفاص‬ ‫ياجسدا اليأبه للرصاص‬ ‫ياقصيدة كلها حبق‬ ‫في لحظة العطر احترق‬ ‫يالحن حب هائم‬ ‫وسفرجل وحمائم‬ ‫يادوحة يامئذنة‬ ‫يامنبع األنسام‬ ‫لن ترقص األيام إن حزنت شآم‬ ‫وسيغضب اإلله إن غضبت شآم‬ ‫ياشامة الدنيا شآم‬

‫‪33‬‬


‫ناهد الغزالي‬ ‫تنهدت أسارير قلمي في مضجعها السرمدي‪...‬‬ ‫فتدفق الليل بين السطور‪ ،‬مطوقا فضفاضات حلم أنهكه االنتظار‪،‬‬ ‫لفظتكم ذكريات دكناء‪ ،‬في غياهب الوجع‪،‬‬ ‫متى كنتم أصدقاء؟؟‬ ‫مجرد أقنعة اجتثت ابتساماتي‪،‬‬ ‫يأبى قلبي نسيانها‪ ،‬احتسيتم فرحتي في حانات الغيبة‪،‬‬ ‫رافعين أشرعة الزيف فوق شواطئ الظالم‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬توسدي النرجس حلما والياسمين ابتسامة‪،‬‬ ‫كفاك دمعا عين ّ‬ ‫كلما أزهر طريقي تتبرج أقنعتكم‪ ،‬ارحلوا فما عاد زيفكم على الفؤاد ينطلي‪،‬‬ ‫سأمضي في دروب الوحدة أرتشف بلهفة همس أيلول‪،‬‬ ‫همس دافئ‪ ،‬ثائر‪ ،‬ينتزع القضبان من منفى األحزان‪،‬‬ ‫هنا سأزرع جنوني وتزهر ابتساماتي كما ذات ربيع‪،‬‬ ‫بين تيه وتيه أرسم على الماء أمل استفاقة ضمائركم‬ ‫وتأبى اللوحة أن تكتمل‪،‬‬ ‫لترشح صفحات زيفكم في أنقاض آسنة‪،‬‬

‫‪32‬‬


‫وداعا لكل من أتقن حياكة رداء أوجاعي‪،‬‬ ‫وطرز من نفاقه قناع الصدق‪،‬‬ ‫سأغمس قلمي في الوحدة لو كانت حنظال‪،‬‬ ‫وأدرأ الشهد من أناملكم الغادرة‪ ،‬لو كان آخر ترياق‪...‬‬

‫‪35‬‬


‫ويف عبثية حماولتها االستحواذ على قلبه ذات مرة اكتشفت أهنا من‬ ‫بني الكثريات يف طابور قابل للزيادة كلهن حياولن تقمص دور‬ ‫العاشقات دون جدوى فأرادت التفرد واصطنعت لنفسها طابورا ال‬ ‫حيوي سواها علها تصل قبلهن مث أيقنت أخريا أن من يراقب‬ ‫الصفوف من بعيد ال يستحق عناء اإلنتظار فعاشت عاشقة لنفسها‪.‬‬

‫‪32‬‬


37


‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪34‬‬


‫عداد ‪ :‬قاسم الغراوي‬ ‫العنوان األصلي (باإلسبانية) ‪Don Quixote:‬‬ ‫المؤلّف ‪ :‬ميغيل دي سيرفانتس ‪Miguel de Cervantes‬‬ ‫دون كيشوث وتنطق باالسبانية ( دون كيخوتة) الكتاب الذي ظفر بنجاح في اسبانيا‬ ‫منذ ظهوره عام ‪ 1225‬ثم في بقية انحاء العالم يكاد ان يكون منقطع النظير‪ ،‬حيث‬ ‫طبع (‪ )522‬مرة في اللغة االسبانية و (‪ )222‬مرة في االنجليزية وما يعادلها في‬ ‫الفرنسية وانه مترجم الى معظم لغات األرض‪ ،‬وفي هذا داللة واضحة على انه‬ ‫عبارة عن قصة انسانية لم يقف تأثيرها عند شعب دون شعب‪ ،‬ولم يقتصر نفوذها‬ ‫على زمان دون زمان‪.‬‬ ‫دون كيشوت هو رجل نحيف طويل قد ناهز الخمسين ‪ -‬بورجوازي متوسط الحال‬ ‫يعيش في احدى قرى اسبانيا ابان القرن السادس عشر لم يتزوج من كثرة قراءاته‬ ‫في كتب الفروسية كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية ثم يبلغ به‬ ‫الهوس حدا يجعله بفكر في ان يعيد دور الفرسان الجوالين وذلك بمحاكاتهم والسير‬ ‫على نهجهم حين يضربون في االرض ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا‬ ‫الضعفاء‪ ،‬ويدافعوا عن األرامل واليتامى والمساكين‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫فأعد عدته للخروج بان استخرج من ركن خفى بمنزله سالحا قديما متآكال خلفه له‬ ‫آباؤه فأصلح من امره ما استطاع‪ ،‬واضفى على نفسه درعا‪ ،‬ولبس خوذة وحمل‬ ‫رمحا وسيفا وركب حصانا اعجف هزيال‪.‬‬ ‫وانطلق على هذه الهيئة شأن الفرسان السابقين الذين انقرضوا منذ أجيال‪.‬‬ ‫ثم تذكر وهو سائر في طريقه فرحا مزهوا ان الفارس الجوال ال بد له من تابع‬ ‫مخلص أمين‪ ،‬فعمد الى فالح ساذج من ابناء بلدته وهو سانشوبانزا فيفاوضه على‬ ‫ان يكون تابعا له وحامال لشعاره‪ ،‬ويعده بان يجعله حاكما على احدى الجزر حين‬ ‫يفتح هللا عليه‪ ،‬ويصدقه سانشو ويضع خرجه على حماره ويسير خلف سيده الجديد‪.‬‬ ‫واول المعارك التي سعى هذا الفارس الوهمي الى خوضها كانت ضد طواحين‬ ‫الهواء اذ توهم ( ولم يكن شاهد مثلها من قبل!) انها شياطين ذات اذرع هائلة واعتقد‬ ‫انها مصدر الشر في الدنيا‪ ،‬فهاجمها غير مصغ الى صراخ تابعه وتحذيره ورشق‬ ‫فيها رمحه فرفعته اذرعها في الفضاء ودارت به ورمته ارضا فرضت عظامه‪.‬‬ ‫ثم تجىء بعد ذلك معركة االغنام الشهيرة فال يكاد دون كيشوت يبصر غبار قطيع‬ ‫من االغنام يمأل الجو حتى يخيل اليه انه زحف جيش جرار فيندفع بجواده ليخوض‬ ‫المعركة التي اتاحها له القدر ليثبت فيها شجاعته ويخلد اسمه وتنجلي المعركة عن‬ ‫قتل عدد من االغنام وعن سقوط دون كيشوت نفسه تحت وابل من احجار الرعاه‬ ‫يفقد فيها بعض ضروسه‪.‬‬ ‫‪...‬رواية ساخرة ممتعة أنصح الجميع بقرائتها‬

‫‪22‬‬


‫حاورته ‪ :‬الكاتبة رسل الساعدي‬

‫من ام الدنيا _ مدينة الفراعنة _ العلم والتاريخ والحضارة‬ ‫( مصر ) يتميز بعض الشباب بحب التكنلوجيا‬ ‫يبرعون فيها‬ ‫يعجبهم تناغم األرقام ‪ ،‬يعزفون على الشاشة الذكية أبداعهم ليلهموا اآلخرين‬ ‫وليصنعوا من الالشئ شئ‬

‫‪21‬‬


‫عبد هللا محمود ناصر الشريف ذو االربعة والعشرين ربيع درس نظم المعلومات‬ ‫اإلدارية‬ ‫طور أنظمة إدارية لسطح المكتب بلغة سي شارب‬ ‫_ هل يعتبر ماتقوم به موهبة او تعلم ذاتي او أكاديمي‬ ‫موهبة وتعلم ذاتي اما االكاديمي انا متعلمتش اكاديمي ولما بعمل شروحات مش‬ ‫بشرح بطرق اكاديمية بشرح بطرق العمل الفعلي‬ ‫_ هل أقمت دورات تدريبية‬ ‫انا بشتغل في المجال ده من ‪ 3‬سنين او اربع سنين خبرتي كويسة في المجال‬ ‫لذلك نعم أقمت عدد من الدورات لتعليم الشباب‬ ‫_ حدثني أكثر عن الدورات التي أقمتها ؟‬ ‫دورة إدارة شركات صغيرة‬ ‫دروس في سيكوال سيرفل‬ ‫دروس في اساسيات البرمجة بلغة شارب‬ ‫دورة مشروع اجنده تليفونات للمبتدئين‬ ‫_ ما مدى إقبال الشباب على هكذا نوع من الدورات‬ ‫االقبال للشباب ضعيف جدا نظرا لقلة تحضر المجتمعات العربية من ناحية االدارة‬ ‫التكنولوجية‬ ‫_ ماهي العقبات التي واجهتك خالل مسيرتك ؟‬ ‫العقبات في المجال ان الدعم العربي اساسيات فقط ال غير وال يوجد مشروع عربي‬ ‫كامل يفيض بالمعلومات على الباحثين فتعبت الى ان توصلت الني فهمت اللغة‬ ‫االنجليزية بصورة جيدة وبهذا تمكنت من تخطي العقبة‬ ‫_ ما وضع العمل في السوق المصري ؟‬ ‫وضع السوق المصري مهمل جدا‬

‫‪22‬‬


‫بالرغم ان العمل الي بنقوم بيه في البرامج االدارية اصعب من المواقع الف مره‬ ‫نظرا الننا نتعامل مع حسابات وترصيدات وكميات وغيرها من االمور الحسابية‬ ‫واالدارية و رغم ذلك ال توجد مبيعات اال قليل جدا وتكاد تكون معدومة وتكون‬ ‫بتمن زهيد جدا مقابل التعب الذي نواجهه في التصميم والتكويد والحسابات واالدارة‬ ‫_ هل هناك تقدير للمصمم _ و إعطاءه استحقاقاته‬ ‫ال يقدر المطور بالمره‬ ‫ولكن يدمره فعليا نظرا الن معظم المواقع ال تحتاج الي جروب عمل ليتم انشاء‬ ‫الموقع‬ ‫اما عن مجال االنظمة االدارية يحتاج اكثر من ‪ 2‬افراد لكي يتم انشاء برنامج قوي‬ ‫ومع ذلك اقوم بانشاء البرامج االدارية وحيدا بدون اي مساعدات وتكون قوية جدا‬ ‫ومع ذلك ال يوجد مبيعات‬ ‫لذلك قررت ترك المجال ونشر العلم بقدر االمكان لمن يقدرونه ويريدونه حقيقة‬ ‫_ هل يمكنك أن تقارن بين الويب والديسك توب من ماهيه العمل ؟‬ ‫الديسك توب اصعب بمراحل من الويب‬ ‫ومطورينه اقل من مطوري الويب وذلك لقلة العمل والمبيعات نتيجة الهمال‬ ‫التحضر الفكري من ناحية التكنولوجيا‬ ‫وان الناس ال تريد ان تدفع مقابل ما نقوم به في حين ان المواقع يراها الجميع‬ ‫فتدخل له دخل وينسى ان الدخل بدون تنظيم وادارة صحيحة يذهب‬ ‫ما يزيد عن نصفه خسائر بدون ان يعلم‬ ‫_ رغم كل هذه الصعوبات ما سر اهتمامك بالبرمجة ؟‬ ‫سر اهتمامي بالبرمجيات‬ ‫بالنسبة لي البرمجة قبل انا تكون مهنة فهي حب وعشق ال يستطيع اي شخص ان‬ ‫يصبح مبرمج‬ ‫ولكن كل من يحب البرمجة والتعامل مع االكواد يستطيع ان يصبح مبرمج‬

‫‪23‬‬


‫_ لو اتيحت لك فرصه تطوير ذاتك في دولة أخرى‬ ‫اي دوله ستختار الذهاب إليها‬ ‫اي دولة اوربية‬ ‫او امريكا‬ ‫_ من هو عراب عبد هللا الشريف‬ ‫ال يوجد شخص فعليا _ هللا هو الملهم فقط‬ ‫_ ماهي نصيحتك للشباب الموهوبين‬ ‫من جد وجد و من زرع حصد‬ ‫ال تأمل في النجاح وانت ال تعمل فكل من يعمل ال يضيع هللا اجره‬ ‫وعلى قدر العمل تؤجر‬ ‫ولكن ال تعتمد على نفسك في كل شئ اجمع فريق عملك ثم ابدأ بالعمل‬

‫‪22‬‬


‫ليلي جواد‬ ‫التاريخ حافل باألحداث و الشخصيات التي كانت سابقة عصرها و تميزت بالعلم و‬ ‫الذكاء و لقد عاش هؤالء في معاناة فظيعة بسبب هذا و كان هناك واحده لها قصة‬ ‫من أقوى القصص و هي هيباتيا الفيلسوفة التي تخصصت في الفلسفة األفالطونية‬ ‫المحدثة كما تعد أيضا ً هيباتيا أول امرأة في التاريخ يلمع أسمها( كعالمة رياضيات)‬ ‫تاريخ الميالد ‪ :‬ولدت هيباتيا في عام ((‪ ))342‬ميالدية‬ ‫محل الميالد ‪ :‬ولدت في اإلسكندرية في مصر‬ ‫نشأتها ‪ :‬ولدت في اإلسكندرية بمصر التي كانت تحت الحكم الروماني لذا هي‬ ‫مصرية من أصول يونانية والدها هو “ثيون” عالم الرياضيات اليوناني الشهير‬ ‫وهو أيضا ً أخر أمناء مكتبة اإلسكندرية الكبرى و لذلك لقد أعتنى كثيرا ً جدا ً بتعليم‬ ‫أبنته ولقد أعطها أيضا ً عصارة خبرته التي قد كان أكتسبها ‪ ،‬و عندما بلغت‬ ‫العشرون عاما ً أرسلها إلى أثينا و روما من أجل أن تدرس العلوم و الفلسفات‬ ‫المختلفة ‪ ،‬و عندما عادت هيباتيا من رحلتها العلمية إلى مصر بدأت تعلم المصرين‬ ‫كل ما تعلمته حيث التف حولها الكثير جدا ً من الشباب و أصبحت بالنسبة لهم مثل‬ ‫أعلى و رمز من رموز العلم و الحكمة و الفضيلة لذلك كانوا يحترمونها و يظهرون‬ ‫لها كل التقدير ‪ ،‬كما أنها تميزت أيضا ً بجانب علمها بالجمال األنوثة الساحرة و‬ ‫لذلك أحبها الكثير جدا ً من تالميذها و أيضا ً طلب الكثير منهم الزواج بها ‪ ،‬و لكن‬ ‫هيباتيا كانت قد كرست كل حياتها للعلم فقط لذلك قالت الكثير من كتب التاريخ أنها‬ ‫لم تتزوج قط بالرغم أن كان هناك إشاعات تقول أنها تزوجت من الفيلسوف‬ ‫ايزودور السكندري و لكن الحقيقة أنها ظلت عذراء حتى مماتها ‪ ،‬كما أيضا ً عرف‬

‫‪25‬‬


‫عنها الخلق الحسن و العفاف و الشرف ‪ ،‬و بالرغم أن جميع كان يحبها و كانت‬ ‫تقف بكل هيبة أمام حكام المدينة إال أنها كانت تتميز بالتواضع الشديد و كانت ال‬ ‫تحب الظهور و األضواء‬ ‫أعمالها العلمية ‪ :‬من أهم إضافات هيباتيا العلمية هي رسم األجرام السماوية و أيضا ً‬ ‫اختراع الهيدروميتر و هو جهاز لقياس السائل النوعي ‪ ،‬كما أيضا ً تحدث عنها‬ ‫المؤرخ الكنسي سقراط قائالً في كتابه ” تاريخ الكنيسة ” كانت توجد فتاة في‬ ‫اإلسكندرية تدعى هيباتيا و هي أبنه الفيلسوف ثيون ‪ ،‬كانت بارعة جدا ً في تحصيل‬ ‫كل العلوم المعاصرة مما جعلها تتفوق على جميع الفالسفة المعاصرين ‪ ،‬كما أيضا ً‬ ‫نالت هيباتيا احترام و تقدير شديد من حاكم اإلسكندرية ” أورستوس ” و لهذا‬ ‫السبب ذاع صيت هيباتيا في اإلسكندرية بشكل كبير ‪.‬‬ ‫موت هيباتيا ‪ :‬غضبت الكنيسة بسبب التفاف الناس و المثقفين حول هيباتيا و في‬ ‫نفس الوقت أيضا ً هناك خالف شديد بين أورستوس و بين الكنيسة المصرية و على‬ ‫وجه أخص األسقف كيرلس ‪ ،‬لذلك قام األسقف كيرلس و بعض الرهبان المستفيدون‬ ‫من الجهل و الفوضى ‪ ،‬و الذين كانوا يخفون من قوة و نفوذ و علم هيباتيا كما أيضا ً‬ ‫كان يلتف حولها الكثير من الشباب المسيحيين و الذين كانوا يقتنعون بشدة بأفكارها‬ ‫التي كانت تراه الكنيسة أفكار كافرة و شيطانية ‪ ،‬لذلك كان الحل الوحيد بالنسبة لهم‬ ‫هو التخلص منها بشكل نهائي لكي يضمنوا أن تكون عقول الناس دائما ً تكون تحت‬ ‫سيطرتهم و أيضا ً من أجل إضعاف الحاكم أورستوس و أضعاف نفوذه ‪ ،‬و لذلك‬ ‫استغلوا بعض الناس الذين كانوا لهم والء للكنيسة و كانوا تحت سيطرتهم باسم الدين‬ ‫و قاموا بتحريضهم على قتل هيباتيا و هنا حدثت جريمة بشعة حيث قاموا بتتبعها و‬ ‫هي عائدة إلى منزلها من إحدى ندوتها العلمية و قاموا بسحلها و قاموا أيضا ً بنزع‬ ‫مالبسها حتى أصبحت عاريا تماما ً من أجل أن يسلخ جلدها أثناء السحل و قاموا‬ ‫أيضا ً بسلخ ما تبقى من جلدها باألصداف إلى أن صارت جثة هامدة ‪ ،‬ثم قاموا‬ ‫بإحراق جثتها ‪ ،‬و أصبحت هيباتيا رمز للعلم أمام الجهل و الظالم بالرغم موتها‬ ‫سوف تظل رمز لقوة العلم أمام الذين يسطروا على عقول الناس بالجهل بأسم الدين‬ ‫و هم كاذبون يدعون التدين من أجل أن يحصلوا على رغبتهم المريضة ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫امجد الناصري‬ ‫ذي قار‬

‫اني بخير عندما تأتون لي افرح كثيرا‬ ‫اني بخير عندما اسمع اصوات اصدقائي واهلي‬ ‫وهم يبكون ودموعهم تسيل على قبري‬ ‫اني بخير ألني بجوار االحبة والموتى والشهداء الذين ضحوا معي لحماية اخواتهم‬ ‫واوالدهم واهلهم‬ ‫انا بخير عندما تزينوا قبري بالشموع‬ ‫انا بخير عندما تذكروني دائما‬

‫‪27‬‬


‫انظروا على يمينكم الى هذا الشهيد وهو بقربي الذي سقط شهيدا قبل ايام وعدني‬ ‫وقال قبل ان استشهد سيأتي يوم ونذهب فيه الى الجنة سوية ولقد اوصيت اهلي‬ ‫واصدقائي بذلك وكتبت هذه الوصية حين لن اعود الى بيتي يوما ما ولم يعرفوا‬ ‫هويتي‬ ‫اخبرت جميع الذين كانوا معي في جبهات القتال لكي يدفنوني بقربك يا صديقي وقد‬ ‫يتحقق ما كنت احلم به اخبروا امي انني بخير ولكن ال اعرف اخبارها وما الذي‬ ‫حدث بغيابي هذه وصية صديقي الى اهله ؟؟‬ ‫فردت االم قائال ل ابنها الشهيد نعم يأبني فماهي رسالتك لي ؟‬ ‫رسالتي هي يا امي ‪:‬‬ ‫لم استطع الذهاب معك الى بيتي ارجو ان تعذريني فإنا كنت اكذب حينما كنت‬ ‫تتصلي وتقولي لي ال تذهب للقتال ألنني كنت في جبهات القتال فعال‬ ‫لكنني اخبرتك بأنني في سفرة مع اصدقائي‬ ‫وهل تدرين لم يزور النوم عيني ليال وال نهارا‬ ‫كذلك كنت في خطر أني بخير‬ ‫انا لست بخير يا امي لم اكل ولم اشرب لكنني كنت اهتم بكم لكي احافظ على‬ ‫العراق‬ ‫هل تعلمي يا امي ان لم اذهب للقتال سيدخلون ليفجروا عراقنا الحبيب‬ ‫كنت اتمنى الشهادة من هللا وها قد رزقني هللا الشهادة سالمي لزوجتي واوالدي والى‬ ‫كل اصدقائي واألحبة‬

‫‪24‬‬


‫قاسم الغراوي‬ ‫يُر َّجح‪ ...‬أن تستمر التحوالت في المشهد‬ ‫السياسي‬

‫العراقي‬

‫بتغير‬

‫خريطة‬

‫التحالفات في ظل استمرار الخالفات بين‬ ‫القيادات السياسية واألحزاب والتيارات‬ ‫الرئيسية‪ ،‬وسعي كل منهم لحسم األغلبية‬ ‫وتشكيل الكتلة االكبر لصالحه ‪ ،‬والتغلب‬ ‫على خصومه السياسيين‪ ،‬والظفر بتشكيل الحكومة القادمة بعد مخاض طويل‪.‬‬ ‫إنقضت بعد اإلنتخابات البرلمانية في العراق اكثر من ثالثة اشهر دون‬ ‫تقدم ملموس‪ ،‬أو ِّحراك جاد لتذليل العقبات وتصفير األزمات‪ ،‬وما هي إالّ أيام‬ ‫معدودات‪ ،‬وتنتهي الخمسة عشر يوما ً المدة الدستورية المحددة النعقاد الجلسة‬ ‫البرلمانية األولى‪ ،‬والتي سيرأسها العضو أو النائب األكبر سنا ً‪.‬‬ ‫مازالت االجواء ضبابية منذ ذلك الحين ونحن نقترب من انعقاد الجلسة االولى‬ ‫للبرلمان في دورته الجديدة حسب دعوة رئيس الجمهورية لالنعقاد في ‪ 2‬ايلول‬ ‫الشهر القادم والكتل السياسية معلقة بين الواقع العراقي المتردي مع غياب الخدمات‬ ‫وطموحاتها في تشكيل نواة الكتلة االكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة بعد انتخاب‬ ‫رئيس البرلمان وانتخاب رئيس الجمهورية الذي بدورة يكلف رئيس الوزراء‬ ‫بتشكيلها‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫بالرغم من برامج االحزاب المتشابهة التي التختلف عن بعضها وتصريحاتهم‬ ‫المتكررة بخصوص الفضاء الوطني واالغلبية السياسية وحكومة تكنوقراط قوية‬ ‫بعيدآ عن المحاصصة والتوافق اال ان الواقع الملموس ينبأنا عكس ذلك تمامآ فمن‬ ‫متابعتنا للحوارات بين مختلف الكتل التي تسعى للتكتل مع االخرى وتشكيل نواة‬ ‫الكتلة االكبر تصطدم بشروط وطلبات وليس شروع في الخط الوطني الذي يلغي‬ ‫االمتيازات والتوافقات والحصص بين االحزاب وتقسيم المغانم‪.‬‬ ‫ان مايثبت راينا هو ان االحزاب الكردية في حواراتها مع جميع االطراف تؤكد‬ ‫على ان‬ ‫"أي كتلة تكون ملبية لمطالبنا سنكون جزءا منها"‪ .‬لذا فان التوافقات والشراكة‬ ‫والمشاركة والمحاصصة الزالت قائمة ومازالوا يؤكدون (حصتهم) في رئاسة‬ ‫الجمهورية ويؤكدون في شروط مفاوضاتهم بضرورة تغيير نسبتهم المئوية من‬ ‫الميزانية والتطبيع في كركوك وعودة القوات الكردية اليها وحصة االقليم من الثروة‬ ‫النفطية منها وفي الجانب االخر الزالت المفاوضات والخالفات مستمرة بين‬ ‫االحزاب الفائزة في االنتخابات والمشكلة الكبرى في رئاسة الوزراء‪ ،‬وكذلك‬ ‫الخالفات في كتلة القرار العراقي حول منصب رئيس البرلمان وشروطها لالنضمام‬ ‫للكتلة االكبر‬ ‫َو ِّم َّما ال شك فيه أن منهج المحاصصة أخفق في بناء الدولة في العراق وان التدخل‬ ‫الخارجي الذي يشمل عدة أطراف دولية وإقليمية يزيد من اإلرباك والتازم في‬ ‫تشكيل نوع وشكل الحكومة القادمة اذا اخذنا بنظر االعتبار تواجد المبعوث‬ ‫االمريكي (بريت ماكغورت) ولقاءاته مع قادة الكتل لرسم معالم هذه الحكومة‪.‬‬ ‫اليمكن ان نغادر اطار المحاصصة والشراكة والتوافق مالم نبدأ خطوة وطنية‬ ‫صحيحة وواضحة وفق االسس الديمقراطية السليمة فخطوة صحيحة واثقة خير من‬ ‫خطوات متعثرة تدمر البالد والعباد‬

‫‪52‬‬


‫النجاح هو ان تؤمن بنفسك‬ ‫وبقدراتك يف حتقيق االهداف‬ ‫وان تستمر باحملاوالت دائمآ‬ ‫للوصول اليها رغم الكبوات ‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫مجلة زهرة البارون عدد ‪42‬‬

‫‪52‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.