مجلة زهرة البارون عدد 87

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬

‫البارون ا ألخري‬ ‫محمود صالح ادلين‬ ‫سكرتري التحرير‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫زهرة دمحم‬ ‫اجلزائر‬ ‫الهيئة الاستشارية للمجةل‬

‫الموصل‬

‫د‪ .‬ابراهمي العالف‬ ‫د‪ .‬عبد الس تار البدراين‬ ‫د‪ .‬أأحالم غامن‬ ‫د‪ .‬س ناء الطايئ‬ ‫د‪ .‬امحد ميرس‬ ‫د‪ .‬امحد جارهللا‬ ‫د‪ .‬فارس تريك‬ ‫قامس الغراوي‬ ‫الصحفيون العاملون‬ ‫امحد عيىس ‪ /‬مرص‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس معران ‪ /‬سوراي‬ ‫لييل جواد ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫احملتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5............................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫رحلة القس خدر الكلداني ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.......................................‬‬ ‫مجرد رأي ‪ /‬عبد الرزاق احمد الشاعر ‪11.............................................‬‬ ‫أصول االخالق ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪13.......................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫كليجة ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ‪17..............................................................‬‬ ‫من وصايا جدي ‪ /‬حسام الطحان ‪11....................................................‬‬

‫شعر‬ ‫أجراس الصمت ‪ /‬محمود الدرويش ‪11.................................................‬‬ ‫في رحاب الموعد ‪ /‬د‪ .‬جاسم الزبيدي ‪21...............................................‬‬ ‫تراجيديا في زمن الردى ‪ /‬رمزي العقراوي ‪21........................................‬‬ ‫فخامة القضية ‪ /‬نرجس عمران ‪22......................................................‬‬ ‫ضجيج الحنين ‪ /‬ازهار نمر رسالن ‪23.................................................‬‬ ‫الم الحب ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪22........................................................‬‬

‫نص نثري‬ ‫اما ان لرحلة العشق ان يتصل ‪ /‬كامل الكعبي ‪25......................................‬‬ ‫أوراق الخريف ‪ /‬سميحة الحسن ‪22.....................................................‬‬ ‫سكر عنيد ‪ /‬ناهد الغزالي ‪27............................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫عامل املرأة‬ ‫كلمات أنثى ‪ /‬زهرة دمحم ‪21..............................................................‬‬

‫عرض كتاب‬ ‫حكاية غنجي ‪ /‬قاسم الغراوي ‪32........................................................‬‬

‫ضيف اجمللة‬ ‫محطات في سيرة مبدع موصلي ‪32....................................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫التبكي ‪ /‬فارس القريشي ‪31.............................................................‬‬ ‫أحالم الجنية ‪ /‬حسين علي ‪21...........................................................‬‬ ‫يوتيوبا ‪ /‬حوراء ياسر ‪21...............................................................‬‬

‫مسك اخلتام‬ ‫ثورة التضحية والفداء ‪ /‬قاسم الغراوي ‪22.............................................‬‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫حمى لقتل النساء‬ ‫تحت عنوان‬ ‫ما يحدث في جمهورية فيطي‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫أقول لمن يقتل النساء في هذه األيام هناك مثل يقول ‪ ( :‬غراب يقول لغراب ان لون‬ ‫وجهك اسود) ‪ .‬فما اشبه اليوم باألمس ‪ ،‬ففي أيام حكم ابطيحان كانت هناك حالة مشابه‬ ‫لهذا الشيء ‪ ،‬والذي كان يقول عنه القاتل اليوم انه طاغية ‪ ،‬وهذا عندما يصدر من‬ ‫هؤالء القتلة المأجورين اخوان لداعش ‪ ،‬وهي من لها اكثر من صور التي نعرفها‬ ‫بكل ميزاتها ‪ .‬وما يجري اليوم من قتل للنساء التي يكون لهن األثر على الساحة‬ ‫اإلعالمية واالجتماعية ‪ ،‬هو حلقة من مسلسل طويل لقمع الحريات في البلد والملكوت‬ ‫الكاذب للسلطة الرعناء التي تلبس ثوب الدفاع عن الدين والقيم وهم كل البعد عن هذا‬ ‫‪ .‬والغريب ان يقتل الشخص بمباركة من السلطات الحكومية في الجمهورية ‪ ،‬وهناك‬ ‫مصطلح غريب انتشر هذه األيام وهو بظروف غامضة ‪ ،‬وال اعلم ما يعني اننا في‬ ‫سنة ‪ 2111‬ويردد مثل هذه التفاهات ‪ .‬وأقول لهم انكم تعشون لحد لحظة كتابة هذا‬ ‫المقال في بداية القرن العشرين ‪ ،‬وتلك الطرق البدائية ‪ ،‬بينما العالم يفكر احتالل‬ ‫المريخ ‪ ،‬وهذا بسبب التخلف العقلي الذي يعاني منه المجتمع في فيطي ‪ .‬واما عن‬ ‫حالة قتل تلك النساء تعود لضعف تلك الشخصيات على ادارة الدولة ‪ ،‬وتحويله الى‬ ‫والية في العصور المتخلفة ‪ ،‬عندما ترفض أحدا النساء معاشرة السلطان ‪ ،‬وتفضل‬ ‫عليه اخر يحكم عليه بالموت ‪ ،‬والغريب اليوم من يقوم بهذا العمل هم دعاة الدين ان‬ ‫لم يكن بيده فبلسانه ‪ .‬وقد تكرر هذا ليس مع النساء التي تملك األضواء او النفوذ ولكن‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫امتد الى المسؤولين الذين يعرفون اكثر من ما مسموح لهم بذلك ‪ ،‬وان تلك الظواهر‬ ‫طبيعية تكون نتيجة اقحام المجتمع في معارك طويلة األمد ‪ ،‬وبعد توقف تلك المعارك‬ ‫يصبح األشخاص الذين تركوا ساحات المعارك مشاريع الة قتل لها أيدولوجية خاصة‬ ‫بها‪ .‬وعندها تقوم بعض االجندات في تجنيد تلك الشخوص ألغراض خاصه في إعطاء‬ ‫األوامر بالقتل بحجة نصر الدين ‪ ،‬والحفاظ على شكل المجتمع الذي يعاني من انهيار‬ ‫باألصل ‪ ،‬وهم من كانوا أهم األسباب لهذه النتيجة ‪ .‬والغريب أيضا انهم اصبحوا بال‬ ‫مصداقية فقتل النساء ليست شجاعة وال من الدين بشيء ‪ ،‬وقد يكون من تلك األسباب‬ ‫العشيرة وما ادراك ما العشيرة قانونها ما يحرم هللا ورجالها اذيال لشخص كل صفاته‬ ‫انه من صلب رجل لقبه ب (شيخ) ‪ ،‬بعيدا عن مدى رجاحة العقل لهذا الشخص‬ ‫وسيطرة العشائر هي أيضا نتيجة ضعف السلطات الحكومية في الجمهورية ‪ .‬وكل ما‬ ‫يحدث اليوم هو من ضعف الوعي الحياتي واختيار طريقة لرغد العيش ‪ ،‬فنتشر الكذب‬ ‫والطمع ‪ ،‬والخيانة ‪ ،‬وموت الضمير ‪ ،‬واإلنسانية ‪ ،‬رحمها هللا على األرض ‪ .‬وقد‬ ‫يردد البعض ان من مات ليس ذو أهمية ‪ ،‬وهذا قمة التخلف والغباء في المجتمع‬ ‫فالقضية ليس موت (ت) او (س) ولكن القضية في االستهتار بالروح البشرية في‬ ‫يومنا هذا ‪ .‬فمن انت يا هذا لتمنح الحياة لشخص او تسلبها منه ‪ ،‬وبهذا قد اخذت ما‬ ‫هو هلل من عمل ‪ ،‬ويزيد على هللا ان ينزعه الملك وهنا ال وجود للرحمة ولو كنت‬ ‫تملك ايمان األنبياء واالولياء كما تدعي انت ‪ .‬فاألمر اليوم قتل النساء وغدا سوف‬ ‫يكون الدور على الوجوه التي تبرز في المجتمع ‪ ،‬ولو حصل هذا ال سامح هللا يكون‬ ‫كل من تحت مصطلح المجتمع مسؤول عن ما يحصل ‪ ،‬وشريك أساسي بكل قطرة‬ ‫دم على األرض ‪ .‬وسوف يقول البعض وما دخلي انا الجواب ال ‪ .‬انما انت لك العامل‬ ‫الرئيسي بصمتك عن تلك الجرائم الغير إنسانية ‪ ،‬وسوف يسال احدكم هل هناك جرائم‬ ‫إنسانية وغير إنسانية ؟ نعم ‪ .‬فمن يسرق من اجل الجوع جريمة إنسانية ‪ ،‬ومن يقتل‬ ‫دفاع عن النفس جريمة إنسانية ‪ ،‬وغيرها الكثير ‪ .‬اما من يسرق طمع وجشع ليس من‬ ‫اإلنسانية بشيء ‪ ،‬ومن يقتل لغرض اشباع رغبة بالقتل او من اجل السلطة هي جريمة‬ ‫غير إنسانية ‪ ،‬وهناك حجه أخرى أيضا تضاف لكل ما ذكرت هي القتل لمجرد الغيرة‬ ‫أي كان النجاح او الجمال هو الحسد ‪ .‬وانتشار كل تلك الصفات على ارض ساهم في‬ ‫خلق بيئة غير صالحة للعيش ‪ ،‬وباتت األرض غابة يأكل القوي فينا الضعيف ويستحل‬ ‫دمه وعرضه وماله بسم الدين ‪ ،‬وهللا منهم براء ‪ .‬ولهذا احب ان انهي ما كتبت (ان‬ ‫الحياة مرحلة عبور ال اكثر فمن حمل الخزي واالثم اشهد هللا انه من الخاسرين )‬ ‫واعان هللا من على ارض فيطي النهم في جهاد من الوالدة حتى الممات ‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫رحلة القس خدر الكلداني‬ ‫الموصلي الى روما‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫في حلقات سابقة من برنامجنا هذا برنامج‬ ‫(موصليات ) تحدثت عن (الموصل في‬ ‫عيون الرحالة العرب ) و ( الموصل في‬ ‫عيون الرحالة االجانب ) ‪ .‬واليوم اتحدث‬ ‫لكم عن رحالة موصلي قام برحلة‬ ‫مشهورة في التاريخ الحديث الى روما ‪،‬‬ ‫وهذا الرحالة هو القس خضر (ويسمى‬ ‫أيضا‬

‫خدر )‬

‫الموصلي‬

‫والمتوفى‬

‫سنة ‪ 1755‬ميالدية ‪.‬‬ ‫وقد قام بهذه الرحلة من الموصل عبر حلب وبيروت الى روما ودامت الرحلة سنة‬ ‫كاملة دون فيها مالحظاته واخبار المدن التي مر بها وزارها ومن حسن الحظ انه‬ ‫كتب وقائع رحلته هذه في مخطوطة عثر عليها االب لويس شيخو اليسوعي الموصلي‬ ‫ونشرها في مجلة (المشرق ) البروتية في اربعة أعداد متتاية ومنذ آب سنة ‪. 1111‬‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ومما يلحظ ان المخطوطة كانت ناقصة بدليل ان االب لويس شيخو كتب يقول انه‬ ‫يريد من مواطنيه أهل الموصل ان يوافوه بما لديهم من اخبار ومعلومات عن هذه‬ ‫الرحلة إن وجدوا ذلك ‪.‬‬

‫يذكر االب لويس شيخو في ما كتبه عن القس خدر الكلداني الموصلي ‪ ،‬انه من مواليد‬ ‫تشرين الثاني من سنة ‪ 1271‬في الموصل ‪ ..‬وقد اتقن منذ حداثة سنه اللغات الكلدانية‬ ‫والسريانية والعربية والتركية ‪ ،‬وكان نسطوريا حتى بلوغه الثالثين من العمر ‪ ،‬وكان‬ ‫مغرما بالقراءة والعلم وقد فتح (سكوال ) اي مدرسة ‪ School‬لبني ملته يعلمهم فيها‬ ‫الكلدانية والعربية وقد وصل عدد تالميذ هذه المدرسة بعد فترة قليلة من تأسيسها الى‬ ‫خمسين تلميذا ‪.‬‬ ‫ويضيف االب لويس شيخو ان التالميذ كانوا يتقاطرون على مدرسته وهو يسميها‬ ‫(سكوله ) من الموصل وكركوك وحتى من بغداد وقد بقي يدرس في هذه المدرسة‬ ‫نيفا وثالثين سنة ‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وفي اثناء ذلك رقاه بطريرك طائفته النسطورية ايليا التاسع المعروف بمار اوكين الى‬ ‫درجة الكهنوت وسلمه اوالد اخيه ليتخرجوا في اسكوله‪.‬‬ ‫وفي تلك االثناء كانت الحركة الكاثوليكية قد نمت واتسعت في الموصل بفضل االباء‬ ‫الكبوشيين لذلك انتبه القس خدر الى ذلك فأخذ يدرس كتبها ويتردد على المرسلين‬ ‫الكبوشيين الذين كانوا في الموصل الى ان تحقق من صحة المذهب الكاثوليكي فإنتقل‬ ‫اليه واخذ ينشره بين اهل ملته والسيما تالميذه وقيل انه تحول من النسطورية الى‬ ‫الكاثوليكية سنة ‪ 1711‬ميالدية وكان وراء تحوله احد القبارصة المارونيين الذين‬ ‫ارسلتهم روما الى بالد المشرق لجمع المخطوطات القديمة ونقلها الى الفاتيكان وقد‬ ‫جاء هذا في الجزء الثاني من كتاب نصري الكلداني الموسوم ( ذخيرة االذهان ) وقد‬ ‫كاتب البطريارك الكاثوليكي يوسف الثاني الذي كان يومئذ مقيما في آمد واعلن له‬ ‫ايمانه ‪.‬‬ ‫من االعمال والمنجزات التي حققها القس خدر الموصلي ‪ ،‬انه عندما ذهب الى روما‬ ‫بذل جهودا كبيرة من اجل اقناع المسؤولين في الفاتيكان لتأسيس معهد كهنوتي في‬ ‫الموصل وقد نجح في ذلك فصدر في ‪ 12‬تموز سنة ‪ 1721‬أمر رسولي يوعز الى‬ ‫االباء الدومنيكان بتوجيه الخدمة في بالد ما بين النهرين ‪.‬‬ ‫وفي العاشر من كانون الثاني وصل اثنان من االخوة الدومنيكان ليفتتحوا رسالة‬ ‫تبشيرية فيها ‪.‬وفي سنة ‪ 1171‬اسسوا (معهد مار يوحنا الحبيب ) في الموصل العداد‬ ‫طلبة الكهنوت ‪.‬‬ ‫إن من االمور التي اريد تأكيدها ان رحلة القس خدر الموصلي الى ايطاليا بين سنتي‬ ‫‪ 1755- 1722‬تعتبر من رحالت العرب والمشرقيين االولى الى ايطاليا ومن الجميل‬ ‫انه دون وقائعها وهذا مما جعلها تعد مصدرا من مصادر تاريخ الرحالت في االدب‬ ‫العربي الحديث ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫مجرد رأي‬ ‫عبد الرازق أحمد الشاعر‬ ‫ال تحاول أن تغير رآي أحد‪ ،‬وال تقاطع‬ ‫متحدثا إال لضرورة‪ .‬والضرورة يا‬ ‫صديقي نسبية للغاية‪ .‬وهي تنعدم كلما‬ ‫بعد األشخاص الذين تحاورهم عن‬ ‫دائرة النفوذ واتخاذ القرار‪ .‬فما‬ ‫معنى أن تحاول إقناع زميلك في‬ ‫العمل بأن تركي آل شيخ كان نكبة‬ ‫على الكرة المصرية والخزانة‬ ‫السعودية وعائلة آل شيخ؟ وما‬ ‫الفائدة من إهدار نصف ساعة من‬ ‫وقتك غير الثمين مع صديق يصر على‬ ‫أن ترامب يمثل العدالة الكونية في التعامل‬ ‫مع العرب؟ ولماذا تنفق نصف حواراتك‬ ‫األسرية على نصائح ال يبتاعها أحد‪ ،‬وال يصغي إليها جالس؟ يمكنك ‪ -‬بدال من ذلك‬ ‫ أن ترخي أحبال صوتك‪ ،‬وأن تخفض من نبراتك الحادة‪ ،‬لتسمح لبعض الهواء‬‫بالتسلل إلى المناطق المحتقنة من رئتيك‪ ،‬وأن تعدل جلستك‪ ،‬وتضع ذيلك بين فخذيك‬ ‫تاركا دفة الحوار لألغبياء الذين يظنون أنهم قادرون على تغيير مسار األحداث بنفخ‬ ‫األوداج ورفع العقائر‪.‬‬ ‫غالبية حواراتنا على المقاهي وفي الطرقات وفي مقاعد الدرس ومع األهل واألصدقاء‬ ‫ال تقيم جدارا وال تهدم سدا‪ ،‬لكنها قادرة على تدمير حصوننا النفسية وإهدار ساعات‬ ‫ثمينة يمكن أن نقضيها في هذا الكون التافة دون إزعاج‪ .‬فإن كنت ال تصدقني ‪ -‬ولك‬ ‫بالطبع مطلق الحرية ‪ -‬حاول أن تستعيد شريط يوم واحد فقط إن كان لديك متسع من‬ ‫التسامح لتفعل‪ ،‬وانظر إلى الرسائل السلبية التي تلقيتها من فوق طاولة أي حوار ومن‬ ‫تحتها‪ .‬تذكر كم مرة تغيرت جلستك وتعابير وجهك‪ ،‬وكم مرة اندفعت الدماء الحارة‬ ‫إلى وجنتيك دون مبرر‪ .‬أتحداك أن تذكر مرة واحدة خرجت فيها من حوار بنفس‬ ‫راضية أو وجه باسم‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫المال فقط يا صديقي قادر على تغيير مالمح الناس ونبرات أصواتهم‪ .‬والنفوذ كفيل‬ ‫بتغيير مواقع األقدام وبوصالت القلوب‪ .‬فإن كان حظك التعس لم ينعم عليك بإحدى‬ ‫الراحتين‪ ،‬فال تتعب نفسك في جدال عقيم يؤثر على صحتك أكثر من النيكوتين‬ ‫والضرائب واألسعار‪ .‬في قصة ال أذكر صاحبها‪ ،‬تهرب إليزابيت وينرايت من زوجها‬ ‫العنيد روجر بالسينج على متن سفينة متجهة إلى والية ماساشوستس األمريكية‪ .‬كانت‬ ‫المرأة تربط عصابة فوق جرح قطعي بذراعها األيسر‪ .‬لم يكن جسد المرأة البض‬ ‫أكثر إغراء من وجهها الغامض والذي استولى على خيال أصحاب السفينة الطيبين‪.‬‬ ‫بعد نوم عميق‪ ،‬وإفطار شهي‪ ،‬قصت الكاتبة الهاربة حكايتها على طاقم تحلق حولها‬ ‫كذباب المائدة‪ .‬لم يقدر روجر وقوف زوجته إلى جواره ليستطيع شراء تبغه وشرابه‪،‬‬ ‫ونسي أنها كانت تترك ولدها على غير رغبة منها وتذهب للعمل كنادلة في حانة ال‬ ‫يتوافد عليها إال الباحثون عن األجساد الرخيصة من أي لون‪ .‬لم يغضب روجر‪ ،‬ولم‬ ‫تأخذه العزة باإلثم وهو يرافق زوجته حتى الحانة ليتركها تحت رحمة السكاري‬ ‫والمتبذلين‪ .‬لكن دماء الرجل الحارة تدفقت بغزارة حين قرأ الرجل قصة لزوجته في‬ ‫إحدى المجالت الرخيصة‪.‬‬ ‫بدأ الرجل يقبل بنهم غير معهود على وجبات زوجته القصصية مما أسعدها كثيرا‪،‬‬ ‫وهي ال تدري أن وراء األكمة ما وراءها‪ .‬ذات غيظ‪ ،‬هجم الرجل على زوجته وألقى‬ ‫في وجهها أحد أعداد المجلة ناعتا إياها بأقبح األوصاف وأحط السباب‪ .‬وعبثا حاولت‬ ‫المرأة أن تهدئ من ثورة روجر‪ ،‬رغم أنها أقسمت له بوكيد األيمان أن القصص التي‬ ‫تكتبها ليست من السيرة الذاتية‪ ،‬وال تمت لحياتهما األسرية بصلة‪ ،‬وأنها كانت من‬ ‫وحي حكايات قصتها عليها فتيات الليل اللواتي كن يتوافدن كل ليلة على الحانة لبيع‬ ‫ما تيسر من شرفهن أو ما تبقى منه‪ .‬وانتهت الحكاية بجرح قطعي بالغ فرت على‬ ‫إثره الروائية الذاهلة على متن أول سفينة عابرة‪.‬‬ ‫لم تكمل اليزابيث رحلتها مع الطاقم المضياف‪ ،‬ونزلت في جورجيا‪ ،‬ولم يسمع عنها‬ ‫قبطان السفينة وال البحارة شيئا إال بعد ثالثين عاما من الطواف المتقطع‪ .‬توقفت‬ ‫السفينة قرب كابوت كوف‪ ،‬في نفس المدينة التي أقلت منها المرأة منذ ثالثة عقود‪.‬‬ ‫واكتشف الكابتن ورفاقه أن الشرطة قد عثرت في منزل اليزابيث على عظام نخرة‬ ‫تعود إلى ثالثة عقود‪ ،‬وأن فريقا من أهل البلدة يظن أنها تعود لروجر الزوج‪ ،‬بينما‬ ‫يعتقد الفريق اآلخر أنها تعود إلليزابيث التي قتلها زوجها حنقا ثم فر من القرية خائفا‪.‬‬ ‫وعندها قرر الجمع الوقوف بين يدي رئيس الشرطة إلطالعه على سر ال يعلمه‬ ‫غيرهم عن فرار الكاتبة القاتلة‪.‬‬ ‫المدهش أن رئيس الشرطة أخبرهم أن المرأة قد عادت إلى زوجها‪ ،‬وأنهما قد انتقال‬ ‫للعيش مع ولدهما في قرية بعيدة‪ ،‬وأن بعض أهل القرية قد حضروا جنازتيهما بالفعل‪.‬‬ ‫ولما سأل قبطان السفينة رئيس الشرطة عن سر كتمانه لهذا السر وترك أهل القرية‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫يخوضون في سيرة الزوجين دون سند من حقيقة‪ ،‬أخبره رئيس الشرطة هازئا أنك ال‬ ‫تستطيع تغيير اعتقاد من ال يؤمن إال برأيه‪ ،‬وأنه ال طائل من وراء هذا على أي حال‪.‬‬ ‫وحين سأل القبطان الراوي عن سر تقبل الرجل لزوجة كان يشك في سلوكها‪ ،‬أخبره‬ ‫رئيس الشرطة أن حاجة الرجل إلى المال جعلته يغمض عينيه عامدا عن روايات‬ ‫زوجته الخادشة للرجولة من وجهة نظرة‪ .‬المال مقابل الحرية‪ .‬فلتكتب إليزابيث ما‬ ‫يحلو لها عن معاشرة الحسناوات وتغنجهن‪ ،‬وعن شهوانية الرجال وممارساتهم الشاذة‬ ‫مقابل التبغ والشراب‪.‬‬ ‫لكن الحكاية لم تنته يا صديقي بموت إليزابيث وروجر‪ ،‬فالحياة مكتظة برجال يغيرون‬ ‫مبادئهم مع المواسم وتقلبات الطقس والوجوه والمناصب‪ .‬ومكتظة برجال مستعدون‬ ‫لبيع آرائهم وشرفهم ومقدسهم من أجل إرضاء نزواتهم التافهة‪ .‬ومكتظة الحياة بأناس‬ ‫ال يسمعون إال أصواتهم‪ ،‬وال يقتنعون بأي شيء يخالف هواهم‪ ،‬ومستعدون للموت‬ ‫في سبيل الدفاع عن آرائهم التافهة في حوارت تافهة حول مواضيع تافهة‪ .‬فال تتعب‬ ‫رأسك يا صديقي‪ ،‬ووفر طاقتك النفسية لصراعات تستحق مع الحياة ولقمة العيش‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫اصول االخالق‬ ‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫العراق‬ ‫األخالق هي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام‬ ‫جالبة للخير وطاردة للشر وفقا للفلسفة الليبرالية‬ ‫وهي ما يتميز به االنسان عن غيره‪ .‬وقد قيل‬ ‫عنها إنها شكل من أشكال الوعي اإلنساني‬ ‫كما تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ‬ ‫تحرك األشخاص والشعوب كالعدل‬ ‫والحرية والمساواة بحيث ترتقي إلى‬ ‫درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك‬ ‫الشعوب لتكون سندا قانونيا تستقي منه‬ ‫الدول األنظمة والقوانين‪ .‬وهي السجايا‬ ‫والطباع واألحوال الباطنة التي تُدرك‬ ‫بالبصيرة والغريزة‪ ،‬وبالعكس يمكن اعتبار‬ ‫الخلق الحسن من أعمال القلوب وصفاته‪ .‬فأعمال القلوب تختص بعمل القلب بينما‬ ‫ال ُخلُق يكون قلبيا ويكون ظاهرا أيضا‪.‬‬ ‫واألخالق هي دراسة‪ ،‬حيث يقيم السلوك اإلنساني على ضوء القواعد األخالقية التي‬ ‫تضع معايير للسلوك‪ ،‬يضعها اإلنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات ومبادئ يمشي عليها‬ ‫وأيضا واجبات تتم بداخلها أعماله أو هي محاولة إلزالة البعد المعنوي لعلم األخالق‪،‬‬ ‫وجعله عنصرا مكيفا‪ ،‬أي أن األخالق هي محاولة التطبيق العلمي‪ ،‬والواقعي للمعاني‬ ‫التي يديرها علم األخالق بصفة نظرية‪ ،‬ومجردة"‪ .‬والكلمة اإلنكليزية لألخالق‬ ‫«‪ »Ethic‬مستخلصة من الجدار اليوناني «‪( »ἤθεα‬إيثيه) أي «عادة»‪ .‬وتكون‬ ‫األخالق طاقما من المعتقدات‪ ،‬أو المثاليات الموجهة‪ ،‬والتي تتخلل الفرد أو مجموعة‬ ‫من الناس في المجتمع‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫األخالق هي عنوان الشعوب‪ ،‬وقد حثت عليها جميع األديان‪ ،‬ونادى بها المصلحون‪،‬‬ ‫فهي أساس الحضارة‪ ،‬ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم‬ ‫ومنها البيت المشهور ألمير الشعراء أحمد شوقي‪ « :‬وإنما األمم األخالق ما بقيت‬ ‫‪ ....‬فـإن ُه ُم ذهبت أخـالقهم ذهــبوا »‪ .‬ولألخالق دور كبير في تغير الواقع الحالي‬ ‫إلى العادات السيئة‪ ،‬لذلك قال الرسول صلى هللا عليه وسلم " إنما بعثت ألتمم مكارم‬ ‫األخالق "‪ .‬فبهذه الكلمات حدد الرسول صلى هللا عليه وسلمالغاية من بعثته أنه يريد‬ ‫أن يتمم مكارم األخالق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل‬ ‫بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون‪ ،‬إن التحلي باألخالق الحسنة‪ ،‬والبعد عن‬ ‫أفعال الشر واآلثام‪ ،‬يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من األهداف النبيلة منها سعادة‬ ‫النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع األلفة والمحبة بين أفراد‬ ‫المجتمع المسلم وهي طريق الفالح والنجاح في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫فاألخالق اإلسالمية هي األخالق واألداب التي حث عليها اإلسالم وذكرت في القرآن‬ ‫الكريم والسنة النبوية اقتداء بالنبي دمحم صلى هللا عليه وسلم الذي هو أكمل البشر خلقا‬ ‫لقول هللا عنه‪َ :‬وإِنَّ َك َلعَلى ُخلُق َع ِظيم‬ ‫الرفق‪ ..‬كان رفيقا بالناس‬ ‫ق ِ‬ ‫قلَّما نجد من يقتدي بالنبي دمحم صلى هللا عليه وسلم في ُخل ِ‬ ‫رفيقا بتالميذه‪ ..‬رفيقا بمحبيه‪ ..‬رفيقا باإلنسان والحيوان والجماد‪ ..‬مدرسة فريدة هي‬ ‫الرفق منها قل من يدخله لينهل من ِرفق‬ ‫أخالق دمحم صلى هللا عليه وسلم‪ ..‬وفصل ِ‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ..‬هل يُعد هذا زهدا في التعلم بتعاليمه أم من ركون إلى‬ ‫ُدرس في مدرسة األخالق العليا‪..‬‬ ‫الدنيا وخضوع للنفس والهوى‪ .‬إليكم بعض ما ي َّ‬ ‫الرفق‪ - :‬عن معاوية بن الحكم السلمي رضي‬ ‫مدرسة دمحم صلى هللا عليه وسلم في باب ِ‬ ‫صلي مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذ عطس رجل من‬ ‫هللا عنه قال‪" :‬بينا أنا أ ُ ِ‬ ‫القوم‪ ،‬فقلت‪ :‬يرحمك هللا‪ .‬فرماني القوم بأبصارهم‪ ،‬فقلت‪ :‬واث ُ ْك َل أ ُ ِم َياه‪ ،‬ما شأنكم‬ ‫ُصمتونني لكني‬ ‫ي؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم‪ ،‬فل َّما رأيتهم ي ِ‬ ‫تنظرون إل َّ‬ ‫سكت‪ ،‬فلما صلَّى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فبأبي هو وأمي‪ ،‬ما رأيت ُمع ِلما قبله‬ ‫وال بعده أحسن تعليما منه‪ ،‬فوهللا ما كهرني[ انظر لسان العرب]‪ ،‬وال ضربني‪ ،‬وال‬ ‫شتمني‪ .‬قال‪َّ « :‬‬ ‫إن هذه الصالة ال يصلح فيها شيء من كالم النَّاس‪ ،‬إنَّما هو التسبيح‬ ‫والتكبير وقراءة القرآن» (صحيح مسلم‪ .)]537[ :‬كما أنَّه صلى هللا عليه وسلم كان‬ ‫بالرفق‪ ،‬ومن ذلك الشاب الذي طلب منه أن يأذن له بالزنا‪ ،‬فعن‬ ‫ي ُِبين للناس األمور ِ‬ ‫أبي أمامة الباهلي رضي هللا عنه قال‪" :‬إن فتى شابًّا أتى النَّبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫فقال‪ :‬يا رسول هللا ائذن لي بالزنا‪ ،‬فأقبل القوم عليه فزجروه‪ ،‬وقالوا‪َ :‬م ْه َم ْه‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫ألمك؟» قال‪ :‬ال وهللا جعلني هللا‬ ‫«ا ْدنُه»‪ ،‬فدنا منه قريبا‪ ،‬قال‪ :‬فجلس‪ ،‬قال‪« :‬أتحبه ِ‬ ‫فداءك‪ ،‬قال‪« :‬وال النَّاس يحبونه ألمهاتهم»‪ ،‬قال‪« :‬أفتحبه البنتك؟» قال‪ :‬ال وهللا يا‬ ‫رسول هللا‪ ،‬جعلني هللا فداءك‪ ،‬قال‪« :‬وال النَّاس يحبونه لبناتهم»‪ ،‬قال‪« :‬أفتحبه‬ ‫ألختك؟» قال‪ :‬ال وهللا جعلني هللا فداءك‪ ،‬قال‪« :‬وال النَّاس يحبونه ألخواتهم؟» قال‪:‬‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫«أفتحبه لعمتك؟» قال‪ :‬ال وهللا جعلني هللا فداءك‪ ،‬قال‪« :‬وال النَّاس يحبونه لعماتهم»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬أفتحبه لخالتك؟» قال‪ :‬ال وهللا جعلني هللا فداءك‪ ،‬قال‪« :‬وال النَّاس يحبونه‬ ‫وحصن‬ ‫وطهر قلبه‪،‬‬ ‫لخاالتهم»‪ ،‬قال‪ :‬فوضع يده عليه‪ ،‬وقال‪« :‬اللهم اغفر ذنبه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فرجه»‪ ،‬فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء"[رواه ابن ابي عاصم وابن االثير]‪.‬‬ ‫ وعن عبادة بن شرحبيل قال‪" :‬أصابنا عام مخمصة‪ ،‬فأتيت المدينة‪ ،‬فأتيت حائطا‬‫من حيطانها‪ ،‬فأخذت سنبال ففركته فأكلته‪ ،‬وجعلته في ِكسائي‪ ،‬فجاء صاحب الحائط‪،‬‬ ‫فضربني وأخذ ثوبي‪ ،‬فأتيت النَّبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فأخبرته‪ ،‬فقال للرجل‪« :‬ما‬ ‫أطعمته إذ كان جائعا‪ ،‬أو ساغبا‪ ،‬وال علَّمته إذ كان جاهال»‪ ،‬فأمره النَّبي صلى هللا‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬فر َّد إليه ثوبه‪ ،‬وأمر له بوسق من طعام‪ ،‬أو نصف وسق"[رواه احمد‬ ‫والبيهقي]‪ .‬وكان صلى هللا عليه وسلم رفيقا بقومه رغم أذيتهم له‪ ،‬فعن عروة رضي‬ ‫هللا عنه‪َّ :‬‬ ‫أن عائشة رضي هللا عنها زوج النَّبي حدثته أنَّها قالت للنبي صلى هللا عليه‬ ‫وسلم‪" :‬هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحد؟ قال‪« :‬لقد لقيتُ من قومك ما لقيت‪،‬‬ ‫وكان أش َّد ما لقيتُ منهم يوم العقبة‪ ،‬إذ عرضتُ نفسي على ابن عبد يَا ِلي َل بن عبد‬ ‫ُكالل‪ ،‬فلم يجبني إلى ما أردت‪ ،‬فانطلقت وأنا مهموم على وجهي‪ ،‬فلم أستفق إال وأنا‬ ‫بقرن الثعالب‪ ،‬فرفعتُ رأسي‪ ،‬فإذا أنا بسحابة قد أظلتني‪ ،‬فنظرتُ فإذا فيها جبريل‬ ‫فناداني‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬ ‫إن هللا قد سمع قول قومك لك‪ ،‬وما ردوا عليك‪ ،‬وقد بعث إليك ملك‬ ‫ي‪ ،‬ث ُ َّم قال‪ :‬يا دمحم‪ ،‬فقال ذلك‬ ‫الجبال لتأمره بما شئت فيهم‪ ،‬فناداني ملك الجبال فسلَّم عل َّ‬ ‫فيما شئت‪ ،‬إن شئت أن أُطبق عليهم األخشبين[‪]2‬؟»‪ ،‬فقال النَّبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫«بل أرجو أن يخرج هللا من أصالبهم من يعبد هللا وحده ال يشرك به شيئا» (رواه‬ ‫البخاري‪ ،]3231[ :‬ومسلم‪ - .)]1715[ :‬وكان صلى هللا عليه وسلم رفيقا في تعليمه‬ ‫للجاهل‪ ،‬فعن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪" :‬بينما نحن في المسجد مع رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد‪ ،‬فقال أصحاب رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬م ْه َم ْه‪ .‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬ال ت ُ ْزرموه[‪]5‬‬ ‫إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم دعاه‪ ،‬فقال له‪َّ « :‬‬ ‫دعوه»‪ ،‬فتركوه حتى بال‪ ،‬ث ُ َّم َّ‬ ‫إن‬ ‫هذه المساجد ال تصلح لشيء من هذا البول وال القذر‪ ،‬إنَّما هي لذكر هللا َّ‬ ‫عز وج َّل‬ ‫والصالة وقراءة القرآن»‪ ،‬أو كما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال فأمر رجال‬ ‫من القوم فجاء بدلو من ماء فشنَّه عليه" (رواه مسلم‪ .)]215[ :‬وكان صلى هللا عليه‬ ‫وسلم رفيقا بنسائه‪ ،‬فعن أنس رضي هللا عنه‪" :‬أن النَّبي صلى هللا عليه وسلم أتى على‬ ‫وق َّ‬ ‫س ُ‬ ‫بهن يُقال له‪ :‬أ َ ْن َجشَة‪ ،‬وكان َي ْحدُو لإلبل ببعض الشعر حتى‬ ‫س َّواق ي ُ‬ ‫أزواجه‪ ،‬و َ‬ ‫س ْو َقك‬ ‫تسرع على ِح َدائه‪ ،‬فقال له النبي صلى هللا عليه وسلم‪« :‬ويحك يا أ َ ْن َجشَة‪ُ ،‬ر َويدا َ‬ ‫القوارير» (رواه مسلم‪ .)]2323[ :‬كما أنَّه صلى هللا عليه وسلم كان يرفق بأبناء‬ ‫المسلمين‪ ،‬فعن أسامة بن زيد رضي هللا عنهما قال‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه‪ ،‬ويقعد الحسن على فخذه اآلخر‪ ،‬ثم يضمهما‪ ،‬ثم‬ ‫يقول‪« :‬اللهم ارحمهما‪ ،‬فإنِي أرحمهما» (رواه البخاري‪.)]2113[ :‬‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫أصول األخالق واألدب كما اوصانا الرسول عليه الصاله والسالم على المسلم أن‬ ‫يلتزم بها‪.‬‬ ‫قال رسول صلى هللا عليه وسلم ‪ « :‬من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر ‪ ،‬فليقل خيرا‬ ‫أو ليصمت وهي مهارة ضبط اللسان "‬ ‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ « :‬من حسن إسالم المرء تركه ما ال يعنيه » ‪.‬‬ ‫" مهارة ضبط الفضول "‪..‬‬ ‫لما قال رجل للنبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أوصني قال ‪ « :‬ال تغضب » ‪ ،‬فردد مرارا‬ ‫قال ‪ « :‬ال تغضب » ‪.‬وهي مهارة ضبط النفس "‬ ‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ « :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه مايحب لنفسه »‬ ‫وهي مهارة سالمة القلب"‬ ‫سئل حكيم ‪ :‬كيف تعرف ود أخيك؟‬ ‫فقال ‪ :‬يحمل همي ‪ ،‬ويسأل عني ‪ ،‬ويسد خللي ‪ ،‬ويغفر زللي ‪ ،‬ويذكرني بربي ‪ ،‬فقيل‬ ‫له ‪ :‬وكيف تكافئه؟‬ ‫قال ‪ :‬أدعو له بظهر الغيب‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫كليجة‬ ‫احمد جارهللا ياسين‬ ‫حسب ما فهمته من احد االفالم االجنبية فإن اغلب الشخصيات االنسانية الغربية تضع‬ ‫لها هدفا ما تكرس له حياتها ‪..‬او مشروعا ما ‪....‬او فكرة‪ ..‬فبطل ذلك الفيلم شغل‬ ‫حياته بالبحث في تربية الصقور والتجارة بها ‪..‬وتجد شخصية اخرى كرست حياتها‬ ‫للرحالت في القارة االسيوية واستكشافها ‪..‬واخرى منشغلة بدراسة االصول الدينية‬ ‫لمعتقد ما ‪..‬واخرى اهتمت باسرار الطعام وتسويقه ‪..‬‬ ‫وحسب فهمي ‪..‬ثمة هدف واحد ‪..‬تسعى اليه ‪..‬وتركز عليه قد يبدو تافها او مهما‬ ‫باختالف وجهات النظر بين شخصية واخرى ‪..‬ومجتمع واخر ‪..‬لكته هدف مركزي‬ ‫مهم‪ ..‬يتحقق نسبيا ‪..‬وهكذا‬ ‫اما في بيئتنا فان االنسان يشغله في وقت واحد الف مشروع وهدف وفكرة ‪..‬تجده‬ ‫يريد ان يكون حامل شهادة جامعية وموظفا وحرا وسختجيا في وقت واحد ولباخا‬ ‫وفيترجيا ووايرمنيا وكهربائيا وسمكريا ولواء ركن ومخططا عسكريا وصاحب مطعم‬ ‫وشيخ عشيرة وحزبيا وصحفيا و بنجرجيا وله المام بالخياطة والقصابة وعمل‬ ‫البقصم… والحفافة وختان االطفال وقلي السمك و واصناف البنزين والنسوان‬ ‫والكليجة ‪..‬‬ ‫لكنه في النهاية لن يحقق شيئا مهما ‪..‬سوى مجموعة من الصور لذكرياته بين المطاعم‬ ‫‪..‬بين الكباب والثريد ‪..‬‬ ‫التي يتركها الحفاده ‪..‬‬ ‫اغلبنا يفعل ذلك ‪..‬‬ ‫وكلللللييييشششش‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫من وصايا جدي‬ ‫السادس عشر‬ ‫حسام الطحان‬

‫ كن ارنبا يا ولدي وال تكن اسدا ‪ ،‬فال احد يلوم االرنب اذا هرب من الحرب كما‬‫يحدث مع االسد ‪.‬‬ ‫ كن ارنبا النك ستكون معنيا بمشاكلك فحسب ‪ ،‬ال كاالسد الذي يضطر لحل مشاكل‬‫الغابة كلها ‪.‬‬ ‫ عندما تكون ارنبا لن يعلق احد آماله عليك ‪ ،‬ال كاالسد الذي يكون مجبرا لتحقيق‬‫طموحات االمة ‪.‬‬ ‫ عندما تكون ارنبا ستضمن حصتك اليومية من الجزر ولن ينافسك احد عليه ‪ ،‬ال‬‫كاالسد الذي يبقى اياما بال طعام احيانا‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫اجراس الصمت‬ ‫حممود الدرويش‬

‫وعر‬ ‫اخره اطالل درست‬ ‫اخره انفاس حبست‬ ‫ال يك أيت انرث شعري‬ ‫ال يك اميض ارسج نبيض‬ ‫اان بس تان‬ ‫رواها‬ ‫مطر احلرمان‬ ‫يف لوحة معري اختلطت‬ ‫لك الالوان‬

‫وادق ابجراس الصمت‬ ‫واروحن‬ ‫اترخي الوقت‬ ‫ذابةل‬ ‫اجشار اذلكرى‬ ‫ماخسة‬ ‫اطعام الكبت‬ ‫لدلرب‬ ‫نياشني كرث‬ ‫وعر‬ ‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫في رحابِ الموعـــد‬ ‫د‪ .‬وليد جاسم الزبيدي ‪ /‬العراق‬

‫لون احليا ِء كزهر ٍة يف معب ِد‪..‬‬ ‫َ‬ ‫و ْ‬ ‫تدافعت حنو الأ ّكف أأانميل‬ ‫لتجس حلن ًا يف رابب ِة ُمنش ِد‪..‬‬ ‫َّ‬

‫العيون‪ ،‬ور َمغ أأ ّي توع ّ ِد‬ ‫ر َمغ ِ‬ ‫الشامتني‪ ،‬احلُ ّس ِد‪..‬‬ ‫للعاذلني‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جسورها‬ ‫مد ّْت عيوين للفؤا ِد َ‬ ‫فتقامس ْت ِك َ‬ ‫نياط ُه بتو ّد ِد‪..‬‬ ‫وحنا ا ِ‬ ‫الصبا‬ ‫ليك خبافقي و ُتر ّ‬

‫فتحر ْ‬ ‫املشاعر ِعفّ ًة‬ ‫رت فينا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫لغري تع ّب ِد‪..‬‬ ‫قلبان ما ألتقيا ِ‬ ‫ِ‬

‫فآمت ّد يف قيثا ِر ِ‬ ‫نبض ِك مودلي‪..‬‬ ‫َو َر ْنت ا ِ‬ ‫ليك مدامعي وتعا ْ‬ ‫نقت‬ ‫يف مقل ِ‬ ‫تيك بغف ٍةل من َم َرص ِد‪..‬‬

‫اانّ التقينا يف ِ‬ ‫رايض ظنون ِنا‬ ‫ِ‬ ‫بعض ّمتر ِد‪..‬‬ ‫خبيال وج ٍد صا َغ َ‬ ‫العيون ور َمغ ّ‬ ‫لك ش باكهِم‬ ‫ر َمغ ِ‬ ‫ر َمغ القيو ِد ِ‬ ‫ورسف ّ‬ ‫لك ُمقيّ ِد‪..‬‬

‫وتعا ْ‬ ‫نفاس نا يف دوح ٍة‬ ‫نقت أأ ُ‬ ‫غصن‬ ‫ساح يف ٍ‬ ‫من عط ِر َش ْع ِر ِك َ‬ ‫ندي‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫عاشق يف مبس ٍم‬ ‫وركزت ُقب َةل ٍ‬

‫الزمان فضاؤان‬ ‫ُ‬ ‫حنن التقينا و ُ‬ ‫رحاب املوع ِد‪..‬‬ ‫الكون ّغّن يف ِ‬ ‫و ُ‬ ‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫تراجيديا الزمن الردئ‬ ‫رمزي عقراوي‬

‫َم َّر ْت عىل بالدان ‪...‬‬

‫مل ُ‬ ‫تنطق به ا أل ِلس نه !‬

‫أأقىس َس نه !‬ ‫مل تن ُف ْض عهنا‬

‫كيف أُغ ْ‬ ‫تيلت نتاجئ التغيري؟!‬ ‫كيف مل ت ِزن ْل شاخم ًة‬

‫غبار لك هاتيك ا ألز ِمنه‬

‫بني زوااي الامكنه ؟!‬

‫الص ِب‬ ‫أأين ُمعجزة َّ‬ ‫و ِ‬ ‫النضال املس متيت ؟‬

‫أأين تالشت ‪...‬‬ ‫أأحالم ابن كوردس تان املُكفَّنه ؟!‬ ‫وماذا عن َفرح ِ‬ ‫املنكوب ؟!‬ ‫املثقف‬ ‫ِ‬

‫الصمو ِد‬ ‫بل أأين مثرات ّ‬

‫حيث مل ي ُعد يل َم ُع ابلغضارة وهج ُه‬ ‫ِ‬ ‫من بع ِد ٍ‬ ‫ابخملاوف غضَّ نه !‬ ‫عيش‬

‫والقلوب املؤمنه ؟!‬ ‫أأين صارت أُمنيات‬ ‫املُس تضعفني املُرهتنه ؟!‬

‫( مل يزل ال ُ‬ ‫ميكل أأرض ًا ليبين كوخ ُه‬ ‫يف ظ ِ ّل َمن َملكوا أألوف الاف ِدنه ) !!!‬

‫بل أأين يد الرفاه عىل وطين ‪...‬‬ ‫تصبح ُمهمينه ؟!‬ ‫مىت ُ‬

‫الصفي ِح ورصائفهُم‬ ‫بيوهتَ ُم من ّ‬ ‫و ِخ َيمهُم تُقا ُم من غري نواف ٍذ أأو ِمدخنه !‬ ‫يتحقق العد ُل‬ ‫مفىت ُ‬

‫كيف أأدَّعي خفراً بآأين شاعر‬ ‫وحقُّ َك املرشو ُع‬ ‫الكوردي‬ ‫أأهيا‬ ‫ُّ‬

‫والاصالح للجميع‬ ‫ُ‬ ‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫ُليي َل ما اكن ال ُ‬ ‫تعسف قد أ َأرس نه !‬

‫فخامة القضية‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬

‫يف رح ِةل ا أللف عزمي ٍة وبسمة‬

‫رداء للعامل‬ ‫حرفان ون ُ‬ ‫نسج ً‬ ‫نعيدُ صياغ َة السالم‬

‫وقلوب يهنشها‬

‫حاء ‪ ...‬حياة‬

‫االزدحام بال رفقة‬

‫وابء ‪ ....‬بال بال ٍء‬

‫لينهتيي بنا املطاف‬

‫حب ونصطفي انساني ًة‬

‫رسة‬ ‫حني َم ّ‬

‫بال اكسسوار‬

‫صالون من خفام ٍة الوجود‬ ‫يف ٍ‬

‫دم‬ ‫ُ‬ ‫تليق بآأ ٍّ‬ ‫من نو ٍر وانر‬

‫ايت احلضور‬ ‫نهبرج به أ َ‬ ‫ُ‬ ‫صوب السالم‬ ‫ونعلن أأننا َ‬

‫ترف ُل الثواين بآأثو ِاب ِع ّزة‬

‫عقدان العزم‬ ‫لمنيض سوي ّ ًة‬

‫عناق االقدام‬ ‫عىل أأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لن يكون أأبد ًا صديقي‬

‫ِّ‬ ‫بك ما ُأوتينا‬

‫اخلدر املعقود‬ ‫ذكل ُ‬

‫من خفامة القض ًية‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫ضج الحنين‬ ‫ازدهار نمر رسالن‬ ‫سورية‬ ‫احلنني أُو ُار َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫وق يَق ْتلُين‬ ‫الش ِ‬ ‫َض ُ‬ ‫ىس ُحلُمي‬ ‫و َجل َج َل الُّص ْب ُح أأنساين أأ َ‬

‫تسطو عىل هُدُ يب اكلنَّ ِار يف ال ِق َر ِم‬ ‫القلب يف تَ َع ٍب‬ ‫ايمنية الروح ا َّن َ‬ ‫ِ‬ ‫َادلار وا ْقتَ ِح ِم‬ ‫فَيَ ّم ِم الوج َه صوب ِ‬

‫جاء ِذ ْك ُرُكُ‬ ‫و َه ْفه َ​َف ُ‬ ‫القلب ملَّا َ‬ ‫من الث َ َِل‬ ‫ودار ِت العني ُ مافهيا َ‬ ‫َ‬

‫اكن ْيؤ ِن ُس نا‬ ‫أَما أأاتكَ َحديث َ‬ ‫يل وا ألنسا ُم يف َسقَ ِم‬ ‫يف َهدْ أأ ِة اللّ ِ‬

‫احملبوب ِابرقَة‬ ‫من ِ‬ ‫ملَّا أَاتين َ‬ ‫للهيب بقليب‪َ ..‬‬ ‫فاض ْيب أأملي‬ ‫أأ َّج ا ُ‬

‫أأ ْطلَ ْقهتُ ا ونبا ُل الهج ِر تَ ْق ُتلين‬ ‫انت روحٍ فَ ْ‬ ‫أأ ُ‬ ‫هل أَن ُ ْ​ُْت ِم َن الْ ُص َمم؟؟؟؟‬

‫عامق‪ ..‬ايخ َ​َدلي‬ ‫من ا أل ِ‬ ‫أأ ْط َلق ْ​ْ ُت صو ًات َ‬ ‫احلرب ابن َْت أَال عود ‪ ..‬بذي َ​َ​َش ِم‬ ‫ُ‬

‫احلرب طاحنة‪ ...‬وال ُع ْم ُر ُمنْقَيض‬ ‫ُ‬ ‫اخلري ولْنَ ْكتُ ْب ُه يف ُرقُ ِم‬ ‫رش َ‬ ‫فَلْنَنْ ُ ِ‬

‫س بع ِ​ِعاف فبا ألرزا ِء قدْ قَص َم ْت‬ ‫كواه َل الغي ِد ‪..‬أأ ْد َمت ْ َّ‬ ‫َرص ِم‬ ‫لك ذي َ‬

‫خالق ْ‬ ‫مابقيت))‬ ‫(( وانَّام ُ أال َم ُم ا أل ُ‬ ‫الكون ابل ِق ْر ِ‬ ‫طاس والْقَ َ ِل‬ ‫فَلْ ُن ْع ِم ِر َ‬

‫ماللمآيس تداين لكام ابتعدت‬ ‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫أَلمُ ٱالحب‬ ‫اسماعيل خوشناو‬

‫ِم ْن ُح ُرويف‬ ‫ِت ْمثا ًال‬

‫ُ َّ‬ ‫لك يو ٍم‬ ‫تَآأتينين ِبآَ ٍمل َجديد‬ ‫تَرمينَين ِبآَشو ٍاق‬ ‫لين ألْ َحنني‬ ‫يك يَق ُت َ‬

‫يُناجيين‬ ‫َويرميين‬ ‫ِبآَ َر ّ ِق ألْ ُج َمل‬ ‫يُغ َِّطيين‬

‫َأ َأ ِ‬ ‫نت ألْ ُحب‬ ‫َأ ْم َو ََّّل َز ُمن ألْ ُح ِ ّب‬ ‫ِم ْن ِس نني‬

‫ِتعابري‬ ‫ب َ‬ ‫ترس يوم ًا‬ ‫مل ُ‬ ‫عىل خَا ِطر ِة ِج ٍن‬ ‫وال ب َ َرش‬ ‫َوب َ َني فَ ْ َْت ٍة َو ُأخ َْرى‬ ‫ت َْظهَر َين‬ ‫ِل ُت َجددي ِ َِل‬

‫ِ ُخب َط ِاك‬ ‫ْ‬ ‫صارت َحيايت َألَم‬ ‫َولَم ي َ َبق ِ َِل ِم َن أ َّلسعاد ِة‬ ‫غري أ ْال ِ‬ ‫مساك ِابلْ َق َل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُأد َُّو ُن ِ‬ ‫عنك َ ِلكاميت‬ ‫َو َأ ْ َحن ُت ِكل‬ ‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫أ ْ َللَم‬

‫أَما آنَ لرحلةِ العشقِ‬ ‫أنْ تصلْ‬ ‫َامل عبد ال ُحسين ال َك ْعبِي‬ ‫ك ِ‬ ‫ق _ بَ ْغدا ُد‬ ‫ال ِعرا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت فَ َرح غامر ينث‬ ‫ت وأتخذُ ركنا هادِئا‬ ‫تنبعث منهُ أَبْخرة األماني كشالال ِ‬ ‫ألوذُ بالصم ِ‬ ‫س ُحبا ْ‬ ‫ُ‬ ‫لنجوم‬ ‫يعانق ا‬ ‫أتنفس هوا َءهُ العلي َل ونسا ِئ َمهُ العَ ْذبةَ فشوقي إلي ِه‬ ‫من رجاء‬ ‫علَي ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب الوصا ِل تروي‬ ‫يوم ‪ ،‬ت ُ َرى أي غَيمة ستهط ُل فتسقي َج َد َ‬ ‫يسمو فترفعهُ سواع ُد الغُ ِ‬ ‫ئ حرارة َ عشق ينفلتُ ْ‬ ‫هواجس االنتظار ألبو َح بأَسراري‬ ‫نين وتط ِف ُ‬ ‫من كوةِ‬ ‫ِ‬ ‫موال َح ال َح ِ‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫تسافر بها على ب َُرا ِ‬ ‫وصباب ِة َولَهي وهيامي للريح تحملُها على َجناحي فراش ِة التَو ِ‬ ‫وء وأشع ِة‬ ‫ص ْي َغ من‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ومرك ِ‬ ‫خيوط ال َ‬ ‫سفر العُروجِ دربا طويال ِ‬ ‫ب اللهف ِة قاطعة َ‬ ‫الشَو ِ‬ ‫الشمس و ُكل ما امتَد الخي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ضتْها األشواكُ‬ ‫امتدت‬ ‫ط‬ ‫ِ‬ ‫الهواجس حولَهُ و ُكل ما اعتر َ‬ ‫ُ‬ ‫الحنين وأج ْ‬ ‫وحجارة ُ الطريق وعصي العَ َج ِل ُ​ُ كل ما أ َ ْذ َك ْ‬ ‫لهيب‬ ‫جت‬ ‫نار‬ ‫َ‬ ‫ت في الفُؤا ِد َ‬ ‫ِ‬ ‫عم‬ ‫الرغب ِة فق ْد َهفَا قلبي‬ ‫َ‬ ‫لذلك الضياء الذي ما بَ ِر َح ي ِ‬ ‫ُوم ُ‬ ‫ض لعيني ُكل ما َجن ليل أو َ‬ ‫تتطاير َم َعهُ روحي فتختل ُ‬ ‫ط‬ ‫س َجا ِئري‬ ‫ظالم وسا َد ُد َجى فيتر ُكني لمرار ِة قَهوتي‬ ‫ُ‬ ‫ودخان َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫س ِئمتُ‬ ‫أوان الوصا ِل !؟‬ ‫ت‬ ‫الترقب واالنتظار ‪ ،‬فتصر ُخ ِبي أ َ َما آنَ‬ ‫ِب َذرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الهواء حتى َ‬ ‫األلف وتَت ِبعُها الليلةُ الليال ُء !؟ ال ْ‬ ‫لن‬ ‫ب !؟ أَلَ ْم تتصر ُم الليالي‬ ‫س ُح ُ‬ ‫أَلَ ْم تتقش ُع ُ‬ ‫ب الغيا ِ‬ ‫ُ‬ ‫تلك العالماتُ ْ‬ ‫نجوم‬ ‫ت وال زلتُ أ َ ِعد‬ ‫ت والتَعجبا ِ‬ ‫ولن تنقضي سلسلةُ اإلستفهاما ِ‬ ‫تنتهي َ‬ ‫َ‬ ‫واإلنتظار جاريا ُ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫األ َ َم ِل وأحصي‬ ‫كواكب الوصا ِل وال زا َل الت َ َرقُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫أوراق الخريف‬ ‫سميحة الحسن‬ ‫سورية‬

‫في ليلة هادئة جلست تحت نافذة غرفتي‪ ،‬أنتظر عودة الغا ئب هبت عاصفة هوجاء‬ ‫‪.‬مأل الغبار المكان لم ار سوى وريقات األشجار قد تساقطت على األرض‪ ..‬فرشت‬ ‫بساطا ذهبي اللون إنه شهر ايلول بأوراقه‪ ...‬الصفراء الشاحبة ‪..‬‬ ‫تناثرت في الطرقات ‪.‬‬ ‫بت أنتظر ولكن االنتظار طال‪ .‬نمت متكئة على وسادتي لعل النوم يأخذني بعيدأ عن‬ ‫أحالم الحاضر المؤلم ‪.‬كنت أشعربألم يمزق قلبي وغصة تقتل رغبتي‪ ...‬في الحياة‬ ‫وشغف يمأل حجرتي ‪ ..‬هاقد اعيش وحزني واشتياقي يمآلن عيني بدمع ينزف ألم‬ ‫الحنين‪.......‬‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫سكر عنيد‬ ‫ناهد الغزالي‬

‫نسيت ربطة عنقك في قصورهم أيها الفرح!‬ ‫عدت تترنح‪ ،‬أصابتك تخمة غرورهم!‬ ‫يالسوء حظي!! أصابك "الزهايمر" في منتصف الطريق‪،‬‬ ‫وضاعت مني ابتسامة في كومة ذكريات‪،‬‬ ‫كحبة قمح أنا في فوهة الجوع! تلتهمني المسافات‪،‬‬ ‫تسحقني الرتابة‪ ،‬تطوقني البطالة من كل الجهات!‬ ‫أصدقاء بطعم المطر على شفاه العطشى‪،‬‬ ‫رحلوا !‬ ‫ال يزال صدى ضحكاتهم في أرجاء الفراغ‪ ،‬هل كبرتُ وجهز حساء وحدتي!!‬ ‫على صدر الورقة أبكي‪ ،‬وضجيج الصور يؤرقني‪،‬‬ ‫النور منقطع‪ ،‬هل ألعن يا قريتي الظالم‪ ،‬أم أتسلل إلى مضجع الخيال‪ ،‬أمارس‬ ‫أحالمي!!‬ ‫الحب‪،‬‬ ‫مسلسال دراميا‬ ‫يختار أبطاله على كل ألوان الوفاء!!‬ ‫الفقر‪،‬‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫سوط يجلد الحالمين‬ ‫في ليلة تزهر األرض ثلجا!‬ ‫وأنا الوفية لزخات المطر‪ ،‬أرمي قطع السكر ألسراب عصافير قصائدي‪ ،‬تذيبها تلك‬ ‫الوفية وتعود قصيدتي جائعة!‬ ‫ألم أخبرك أيها الفرح أن انعطف قليال نحو شارع االنتظار‬ ‫ستجدني ودميتي نلعب لعبة االختفاء‪ ،‬من منا التي لن تكبر!‬ ‫رغم األنواء‪ ،‬رغم شرورهم الدكناء لن تذوب أحالمي‪...‬‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫كلمات أنثى‬ ‫زهرة حممد‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫أزياء‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫حكاية غنجي‬ ‫العنوان األصلي (باليابانية) ‪(:‬غنجي مونوتاغاري) ‪光の源氏‬‬ ‫المؤلف ‪ :‬موراساكي شيكيبو ‪紫 式部‬‬ ‫اعداد ‪ :‬قاسم الغراوي‬ ‫هذه أقدم رواية (بالمعنى الحديث) في العالم وهي رواية يابانية كتبت عام ‪1121‬‬ ‫وبطل القصة ابن إلمبراطور أنجبه من أقرب محظياته إلى نفسه ‪ ،‬وهي "اكبريتسوبو"‬ ‫‪ ،‬وهي من روعة الجمال بحيث أثارت الغيرة في صدور سائر المحظيات جميعا ‪،‬‬ ‫وجعل هؤالء يغظنها حتى قضين على حياتها غيظا ‪ ،‬وكرت األعوام ‪ ،‬لكن‬ ‫اإلمبراطور لم ينس فقيدته ؛ وعلى الرغم من كثرة النساء الالئى جيء بهن له في‬ ‫القصر لعلهن يثرن اهتمامه ‪ ،‬فقد أغضى عنهن جميعا ‪ ،‬مؤمنا بأن العالم كله ليس فيه‬ ‫امرأة واحدة تشبه فقيدته‪ .‬ولم ينفك يشكو من القدر الذي لم يسمح لهما معا بأن يفيا‬ ‫بالعهد الذي كانا يكررانه كلما أصبح صباح أو أمسى مساء ‪ ،‬وهو أن تكون حياتهما‬ ‫كحياة الطائرين التوأمين اللذين يشتركان في جناح واحد ‪ ،‬أو كحياة الشجرتين‬ ‫التوأمتين اللتين تشتركان في غصن واحد"‪.‬‬ ‫وكبر "گـِنجي" وأصبح أميرا فاتنا ‪ ،‬له من وسامة الشكل أكثر مما له من استقامة‬ ‫األخالق ‪ ،‬فجعل يتنقل من غانية إلى غانية ‪ ،‬إال أنه قد بذ في تنقله ذلك البطل المعروف‬ ‫في أنه لم يفرق بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فهو يمثل فكرة المرأة عن الرجل ‪ -‬كله عاطفة وكله‬ ‫إغراء ‪ ،‬دائم التفكير ودائم الحب لهذه المرأة أو لتلك ؛ وكان "جنجي" أحيانا "إذا ما‬ ‫ألمت به الملمات ‪ ،‬يعود إلى بيت زوجته"‪.‬‬ ‫إن األمير الشاب كان ُ​ُ ي َعد مهمال لواجبه إهماال ال شك فيه ‪ ،‬إذا لم يكن قد أسرف‬ ‫في "فلتاته" الكثيرة ‪ ،‬وإن كل إنسان ال يسعه إال أن يعد سلوكه هذا طبيعيا ال غبار‬ ‫عليه ‪ ،‬حتى لو كان سلوكا يعاب على عامة الناس‪ .‬إنني في الحقيقة ألكره أن أقص‬ ‫بالتفصيل أمورا قد تحوط هو نفسه كل االحتياط في إخفائها ‪ ،‬لكني سأقص هذه‬ ‫التفصيالت ‪ ،‬ألنني أعلم أنك لو وجدتني قد حذفت شيئا ‪ ،‬فستقول‪ :‬لماذا؟ أألن‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫المفروض فيه أنه ابن إمبراطور ‪ ،‬اضطرت إلى ستر سلوكه بستار جميل ‪ ،‬وذلك‬ ‫بحذف كل نقائصه ‪ ،‬وستقول إن ما أكتبه ليس تاريخا ‪ ،‬والقصة ملفقة أريد بها التأثير‬ ‫على األجيال التالية تأثيرا يخدعهم عن الحقيقة ‪ ،‬والقصة كما هي ستجعلني في أعين‬ ‫الناس ناقلة ألنباء الدعارة ‪ ،‬لكن ال حيلة في ذلك"‪.‬‬ ‫ويمرض "گـِنجي" خالل مغامراته الغرامية ‪ ،‬فيندم على مغامراته تلك ‪ ،‬ويزور ديرا‬ ‫ليرتد إلى حظيرة التقوى على يدي كاهن ‪ ،‬لكنه في الدير يلتقي بأميرة جميلة (يأبى‬ ‫تواضع الكاتبة إال أن تسميها باسمها هي‪ ،‬موراساكي) فتشغله تلك األميرة حتى ليتعذر‬ ‫عليه أن يتابع الكاهن وهو ينحو إليه باللوم على خطاياه‪:‬‬ ‫"بدأ الكاهن يقص القصص عن زوال هذه الحياة الدنيا وعن الجزاء في الحياة اآلخرة‪،‬‬ ‫ولقد ارتاع جنجي حين تمثل له فداحة خطاياه التي اقترفها ‪ ،‬إنه لعذاب أليم أن يعلم‬ ‫أن هذه الخطايا ستظل واخزة لضميره ما بقي حيا في هذه الدنيا ‪ ،‬فما بالك بحياة‬ ‫أخرى ستتلو هذه‪ ،‬فياله من عقاب شديد ذلك الذي ينتظره في مستقبله! وكلما قال‬ ‫الكاهن شيئا من هذا ‪ ،‬أخذ جنجي يفكر في تعاسته ‪ ،‬أال ما أجملها فكرة أن يرتد راهبا‬ ‫وأن يقيم في مكان كهذا!‪ ...‬لكن سرعان ما استدارت أفكاره ناحية الوجه الجميل الذي‬ ‫قد رآه ذلك األصيل واشتاق أن يعرف عن تلك المرأة شيئا فسأل الكاهن‪ :‬من ذا يسكن‬ ‫معك هاهنا؟"‬ ‫وتموت زوجة گـِنجي أثناء الوالدة ‪ ،‬وبذلك أتيح له أن يخلي مكان الصدارة في بيته‬ ‫ألميرته الجديدة "موراساكي" ‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫محطات في سيرة مبدع‬ ‫موصلي‬ ‫ليس من السهل على االطالق التطرق للكتابة عن الشخصيات المبدعة في سيرة اي‬ ‫امة على مر التاريخ فا مثال تلك الشخصيات االستثنائية هي من تسهم في وضع بصمة‬ ‫المتها في سجل االبداع االنساني وهم بمجموعهم يشكلون البنى التحتية الفكرية‬ ‫والعملية التي تعتمد عليها اي امة تحاول ان تنهض وتلحق بركب التقدم والرقي‬ ‫واالزدهار‬ ‫والشخصية التي اتشرف اليوم بالكتابة عنها هي واحدة من أبرز تلك الشخصيات‬ ‫المبدعة التي كان لها حضور متميز دائما في تاريخ مدينة الموصل المعاصر ونقصد‬ ‫بها شخصية االستاذ الدكتور احمد الحسو وذلك عبر تناولنا لمحطات من سيرته‬ ‫الموصلية المتميزة‬

‫والدته ونشأته ‪:‬‬ ‫ولد الدكتور احمد الحسو في مدينة الموصل أواخر ثالثينات القرن الماضي‬ ‫نشأ وتربى في بيئة علمية كان لها اكبر االثر في توجهاته العلمية والثقافية في قادم‬ ‫ايام حياته‬ ‫فقد كان والده مديرا لمدرسة الرضوانية‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫سيرته الدراسية قبل الجامعية ‪:‬‬ ‫اكمل د‪.‬احمد الحسو دراسته االبتدائية والمتوسطة واالعدادية متنقال بين مدارس مدينة‬ ‫الموصل التي يشهد لها القاصي والداني برصانتها العلمية وانضباطها االخالقي‬ ‫والتربوي‬ ‫وقد ظهرت بوادر االلمعية والتميز واثر التنشئة العلمية والثقافية الراقية تظهر على‬ ‫شخصية د‪.‬احمد الحسو منذ ان كان طالبا في الدراسة االعدادية والتي تمكن فيها‬ ‫من الحصول على المرتبة األولى في الخطابة على مستوى لواء الموصل أوال ثم على‬ ‫مستوى كافة ألوية العراق وحصوله على جائزة تقديرية من ملك العراق آنذاك (فيصل‬ ‫الثاني رحمه هللا)‬

‫دراسته الجامعية ‪:‬‬ ‫التحق د‪.‬احمد الحسو التحق بدار المعلمين العالية في جامعة بغداد سنة (‪ )1152‬والتي‬ ‫استمر بالدراسة فيها لحين تخرجه منها سنة (‪ )1151‬وحصوله منها على درجة‬ ‫البكلوريوس‬

‫‪35‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫اكمل بعدها مشواره العلمي في مرحلة الدراسات العليا والتي كتب له فيها ان يرحل‬ ‫لطلب العلم الى مصر المحروسة والتي حصل منها على شهادة (الماجستير) من‬ ‫جامعة (عين شمس) بدرجة (امتياز) سنة (‪)1121‬‬ ‫تلت تلك الرحلة العلمية الى بالد الكنانة رحلة علمية اخرى الى االمبراطورية التي لم‬ ‫تكن تغيب عنها الشمس ونقصد بها بالد االنكليز والتي تمكن فيها وبجدارة من‬ ‫الحصول منها على شهادة الدكتوراه في ( تاريخ العصور اإلسالمية المتأخرة ومنهج‬ ‫البحث التاريخي) من جامعة (سانت أندروز) في سنة (‪. )1172‬‬

‫تدرجه الوظيفي والمناصب التي تسنمها ‪:‬‬ ‫بعد ان حصل د‪.‬احمد الحسو على البكلوريوس عمل في مجال الصحافة واالعالم فقد‬ ‫اصدر جريدة باسم ( الفكر العربي ) سنة ( ‪ ) 1123‬والتي كان تصدر في مدينة‬ ‫الموصل كما عمل مذيعا في اذاعة وتلفزيون بغداد ومديرا الذاعة الوطن العربي منذ‬ ‫عام ( ‪ ) 1151‬ولغاية عام ( ‪ ) 1123‬قدم كذلك العديد من البرامج االذاعية منها‬ ‫برنامج ( حديث المساء ) و ( شعر موسيقى ) و ( الشواطئ الزرق ) و ( في رحاب‬ ‫التأمل )‬ ‫اما بعد حصول د‪.‬احمد الحسو على الدكتوراه فقد التحق بالعمل كتدريسي في قسم‬ ‫التاريخ في جامعة الموصل للفترة من عام (‪ )1173‬ولغاية عام ( ‪) 1112‬‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وقد كان من بين المناصب المهمة التي شغلها د‪.‬احمد الحسو الى جانب اضطالعه‬ ‫بمهمة التدريس في قسم التاريخ هي تسنمه لمنصب االمين العام للمكتبة المركزية في‬ ‫جامعة الموصل للفترة ( ‪ ) 1111 - 1172‬حيث اسندت اليه خاللها مهمة انشاء‬ ‫مكتبة اكاديمية رصينة وفق المقاييس الدولية‬ ‫تال ذلك ايفاد د‪.‬احمد الحسو للعمل في جامعة وهران في الجزائر ضمن المبادرة‬ ‫العربية لتعليم اللغة العربية للفترة ( ‪) 1113 - 1111‬‬ ‫وبعد عودته الى ارض الوطن عين مديرا لمركز الدراسات التركية والذي استمر في‬ ‫ادارته لغاية سنة ( ‪ ) 1112‬عاود د‪.‬احمد الحسو السفر الى خارج القطر للعمل في‬ ‫جامعة (مؤتة) بالمملكة األردنية الهاشمية والتي شغل فيها رئاسة قسم التاريخ (‪)13‬‬ ‫سنة للفترة من ( ‪ )2111 - 1115‬وكان له دور علمي مشهود في تطور المستوى‬ ‫العلمي والبحثي لقسم التاريخ فيها‬ ‫توج د‪.‬احمد الحسو نشاطه العلمي بتأسيسه بعد ذلك ( مركز الحسو للدراسات الكمية‬ ‫والتراثية ) في انكلترا والذي يتولى ادارته بمعية مجموعة من ارصن الباحثين ليسهم‬ ‫في كتابة وتفسير تاريخ بلده وامته وفق المعطيات االكاديمية الرصينة‬

‫نشاطه الثقافي ‪:‬‬ ‫كان للدكتور الحسو العديد من االسهامات الثقافية المميزة على الصعيدين المحلي‬ ‫واالقليمي فقد كتب العديد من المقاالت الثقافية والفكرية في المجالت الموصلية كجريدة‬ ‫( فتى العرب ) و جريدة ( الفجر ) فضال عن الجرائد البغدادية كجريدة ( السجل )‬ ‫البغدادية‬ ‫كما كان للشعر حصة مميزة من اسهام الدكتور الحسو الثقافي فقد نشر العديد‬ ‫من القصائد الشعرية التي قام بنشرها مابين ( ‪ ) 1152 - 1152‬بعنوان ( دموع‬ ‫وزهرات ) نالت في حينها اهتمام العديد من النقاد الذين تناولوها بالتحليل والدراسة‬ ‫ولعل من ابرز ماكتب عنها انذاك ماكتبته عنها مجلة ( االداب ) البيروتية الغنية عن‬ ‫التعريف‬

‫‪37‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫ال تبكي‬ ‫فارس القريشي‬ ‫التبكي فدموعك ال تحرق‬ ‫خديك‬ ‫بل تكوي أضلع‬ ‫صدري‬ ‫دموعك توجع‬ ‫قلبي‬ ‫*‬ ‫دموعك نارا‬ ‫تحرقني‬ ‫دموعك رصاص‬ ‫يقتلني‬ ‫امسحي خديك‬ ‫اذهبي وقفي‬ ‫امام المرآه ضعي‬ ‫لعينيك‬ ‫ذلك الكحل‬ ‫الذي هديته لك‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫وأرتدي فستانك‬

‫روحي معك‬

‫المفضل‬

‫قلبي معك‬

‫*‬

‫صغت عشقي قالدة تلتف‬

‫أبتسمي‬

‫حول عنقك‬

‫اضحكي‬

‫*‬

‫اصرخي‬

‫احتفظي بدموعك لي‬

‫*‬

‫فعندما اموت أمطري‬

‫ياطفلتي المدهلل‬

‫عيناك‬

‫ياحبيبتي المخلده‬

‫على جسدي‬

‫ال تكترثي لذلك‬

‫فأنا أولى بها من‬

‫الخبيث الذي يريد‬

‫غيري‬

‫تحطيمك‬

‫فال تبكي‬

‫فأنا معك‬

‫يا اميرة قلبي‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫احالم الجنية‬ ‫حسين علي‬

‫يتمايل يترنح في كل جانب هائم في افكاره المشبعة باألحالم الوردية يرى باب القصر‬ ‫مفروش بسجاد احمر مطرز باألحجار الثمينة ومرصع بقطع من الماس والذهب‬ ‫البراق يهم بدخوله فيرتطم رأسه بواقعه المفلس‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫يوتوبيا‬ ‫حواء ياسر‬

‫أيمنا ذهبت يصاحبني الشعور بعدم‬ ‫االنتماء ‪ ،‬فيالزمني الهدوء ليأخذني‬ ‫نحو اليوتوبيا التي احملها في أعماقي‬ ‫‪ ،‬حيث ال قوانين سوى مخافة هللا‬ ‫الحق بأحالمي الملونة نحو الحرية‬ ‫الحقيقة‬ ‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫ثورة التضحية‬ ‫والفداء‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫تحتفل الشعوب بابطالها الذين صنعوا التاريخ وتركوا بصمة واثر في حياتهم ‪ ،‬يحتفلون‬ ‫بهم النهم غيروا مجرى التاريخ لصالح تلك الشعوب حينما حملوا مشعل الحرية وهم‬ ‫يضحون بارواحهم من اجل العدل واالنسانية والخالص من الظلم والفساد ‪.‬‬ ‫وتختلف الشعوب حينما تستذكر ابطالها بطريقة احتفالها بهم وتكريمهم بما يتالئم مع‬ ‫ثقافتها ووعيها اوال وقيمة وتاثير ماقدمته تلك الشخصيات ‪،‬واستذكار مثل هذه‬ ‫الشخصيات هو الستلهام فيض عطاءها ودروسها وتضحياتها حيث تتربع قمة المجد‬ ‫لما قدمته من تضحيات كبيرة وهي تقارع الظلم من اجل بناء مجتمع خالي من القهر‬ ‫ان مسيرة الحياة التخلو من هذا الصراع االبدي وكاننا نجد في كل زمن حسينآ ويزيدا‬ ‫ولكل فرعون موسى يتنازعان الحياة ‪،‬سر اينما شئت في شؤون الحياة فلسوف ترى‬ ‫امامك صور من ذلك الصراع الخالد يتكرر هنا وهناك كل يوم ‪.‬‬ ‫وهاهو تاريخ االنسانية مفعما بمثل هذا الكفاح بين الحق والباطل اذ انجرف المجتمع‬ ‫البشري في هذا السبيل تارة وفي ذلك السبيل تارة اخرى ‪ ،‬فاذا (نحن اهملنا التفريق‬ ‫بين حسين ويزيد في التاريخ جاز لنا ان نهمل التفريق بينهما في اي زمان وبهذا قد‬ ‫يلتبس علينا وجه الحق وتشتبك حدود الظلم والعدل معا بحيث التستطيع لها فصال‬ ‫والتميزا) ‪.‬‬ ‫الحسين (ع) شخصية فذة امتلك ارادة التحدي بوعي وايمان بالتغيير من خالل ثورته‬ ‫ضد الظلم ورغم قلة الناصر والعدد ثبت على القيم التي امن بها هو واصحابه وال‬ ‫بيته ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬ ‫ان الدين الذي يدعو الى االنقياد المطلق الرادة الرب هو في الوقت ذاته وللسبب ذاته‬ ‫يدعو الى الثورة ضد الطغيان على كل ماسواه وكل خطاب فيه الى عبادة هللا ونبذ‬ ‫عبادة الطاغوت‬ ‫كان الحسين ثوريا بدينه ‪ ،‬والدين الثوري هو دين يغذي اتباعه ومعتنقيه برؤية نقدية‬ ‫حيال كل مايحيط بهم من بيئة مادية او معنوية ويكسبهم شعورا بالمسؤولية تجاه‬ ‫الوضع القائم يجعلهم يفكرون بتغييره ويسعون لذلك‪.‬‬ ‫ثورة الحسين امتدادا للرسالة االسالمية التي قادها جده رسول هللا (ص) لتغيير الواقع‬ ‫البائس الذي تعيشه العرب فكذلك الحسين احيا سنة جده الذي دعى الى العدل والسالم‬ ‫واالنسانية بعيدا عن الظلم والفساد ‪.‬‬ ‫انها حركة ثورية لمواجهة سلطة عاثت في االرض الفساد وتهدف حركته الى استبدال‬ ‫الوضع القائم بوضع اخر مثالي وتحقيق هدف الحياة وتاسيس مجتمع يقوم على‬ ‫دعامة العقيدة والرسالة االجتماعية الرافضة لعبادة الطاغوت والقضاء على‬ ‫الطواغيت واقرار مبدا التوحيد لكي تتجلى فيه الوحدة البشرية والعدالة االجتماعية ‪.‬‬ ‫ما احوجنا للحسين بيننا وما اتعسنا بابتعادنا عن قيم ثورته النبيلة والتاسي بما قدمه‬ ‫ونحن نعيش حكم سلطة الفساد وفقدان الكرامة وتهديد وجودنا ‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪ 87‬مجلة زهرة البارون‬

‫حتى نلتقي‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪17‬‬

‫‪22‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.