مجلة زهرة البارون العدد 161

Page 1

‫‪161‬‬

‫‪161‬‬

‫أسبوعية‬ ‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪64‬‬

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫‪1‬‬

‫‪1956 5 2‬‬


‫‪161‬‬

‫‪64‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬

‫تنويه‬

‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة فكريا‬ ‫وسياسيا تنأى بنفسها عن الدخول في‬ ‫معترك الصراع السياسي واالنحياز لهذا‬ ‫الطرف او ذاك من أطراف العملية‬ ‫السياسية في العراق والعالم واآلراء‬ ‫الواردة في بعض المقاالت المنشورة في‬ ‫المجلة من قبل بعض الكتاب تمثل رأيهم‬ ‫الشخصي وال تعبر عن توجه ادارة المجلة‬ ‫القائمة على استقاللية الفكر واحترام‬ ‫حرية التعبير وترفض رفضا قاطعا‬ ‫استخدام صفحاتها للترويج لزيد او عمرو‬ ‫او تسقيط فالن او عالن من الشخوص‬ ‫والتيارات والحكومات‬ ‫لذا اقتضى التنويه‬

‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬


‫‪161‬‬

‫مقال افتتاحي ‪5......................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫الوطن ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.......................................‬‬

‫عادات وتقاليد رمضانية في الصومال ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان ‪11..‬‬ ‫قبحا لوجهك يا زمان ‪ /‬سامية البحري ‪14........................‬‬

‫رمضان على السنة الشعراء ‪ /‬رزاق مسلم ‪18...................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫حب شمس ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪21...........................‬‬ ‫سؤال ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪22.......................................‬‬

‫شعر‬ ‫الشهداء ‪ /‬نرجس عمران ‪23......................................‬‬ ‫الواح ‪ /‬مصطفى عبد العزيز ‪24...................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪161‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪26.................................‬‬

‫ملف العدد‬ ‫تلفزيون العراق ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪29..........................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫حلم ‪ /‬يوسف أسونا ‪34.............................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫قراءة في ديوان للشاعرة ام البنين ‪ /‬قاسم الغراوي ‪36.........‬‬

‫‪4‬‬


‫‪161‬‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫منذ ‪ 2003‬والحال من سيء الى أسوء وكلما تحدثنا مع أحد قال ( يا أخي المهم‬ ‫راتبنا يجي اشعلينا ) وانا اكتب منذ سنوات لم سيئول اليه الحال وها نحن نعيش ما‬ ‫كتبت عنه وكانت كل المواضيع تحت عنوان جمهورية فيطي تلك الجمهورية التي‬ ‫يظن البعض انها افتراضية وهذا غير صحيح انها قائمة ولها شعب وحكومة ونحن‬ ‫جزء من هذه الجمهورية واالغرب من كل ما ذكرت ان هناك أناس ال تستطيع‬ ‫حتى التعبير في تعليق على مقال او منشور من باب الخوف وقد ينكر البعض هذا‬ ‫والحقيقة انهم قد تجاوزا كل الحدود في مصطلح الخوف وكان لسان الحال يقول‬ ‫في كتاب هللا عز وجل ( وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من هللا)‬ ‫صدق هللا العظيم ويذكرني حا لهم اليوم في حكاية من األثر يحكى ان رجل دين‬ ‫كان يسكن في بغداد في العصور القديم حيث كان في تلك األيام هناك وباء ينتشر‬ ‫في العالم فقدم الناس الى الرجل يسألوه عن ما نفعل قال (وما يهمني في الموضوع‬ ‫انا جالس في منزلي وبعد فترى دخل الوباء البصرة فعاد الناس المرة عليه فكان‬ ‫نفس الجواب ومرت األيام ودخل الوباء الى بغداد ولم يكترث رجل الدين لهذا وقال‬

‫‪5‬‬


‫‪161‬‬ ‫(سوف اغلق عليه باب منزلي) وفي أحد األيام سمع صوت صراخ قادم من بيت‬ ‫رجل الدين يطلب النجدة ولم يستجيب له احد الن الحال كان قد أصاب الجميع وهنا‬ ‫نفهم ان االنانية واالبتعاد عن مص لحة الجماعة سوف يكون الغرق في المصائب‬ ‫من نصيب الجميع فمنذ شهور وثورة الشباب ضد الفساد وتردي األوضاع في البلد‬ ‫كانت متواضعة بسبب مبدأ ( انا شعليه) ليس من الموظفين فحسب ولكن حتى من‬ ‫أصحاب االعمال الحرة والمفكرين وأصحاب األقالم الذين ظهروا هذه األيام‬ ‫واشتدت اقال مهم في النقد ضد سياسات الحكومة عندما شمل الغرق الجميع وهنا‬ ‫يجب ان استشهد بمقولة للدكتور احمد جارهللا عندما كتب في احد األيام (الن تصلح‬ ‫دور الرشاقة ما افسده السرير) وبصراحة الحال أسوء من ما ذكرت وانا اكتب هذه‬ ‫الحروف راودني إحساس مخيف انني اكتب كلمات رثاء للوطن اما عن من يسال‬ ‫عن الحلول للخروج من النفق المظلم هذا فسوف أقول له صح النوم يا رجل وهذا‬ ‫كله بسبب االنانية التي يعاني منها المجتمع والذي أوصل الحال لما هو عليه وهنا‬ ‫يجب علينا ادراك امر مهم جدا اال وهو سوف تشهد فوضى عارمة تحرق البلد‬ ‫والعباد وهذا ليس من باب التنجيم أو ضرب في الودع انما هي نتيجة حتمية لمعادلة‬ ‫قواعدها خاطئة والنتائج كارثية بكل القياسات والحال الن يقف على مصادر الرزق‬ ‫من الرواتب وغيرها والخوف ان يشمل االنهيار كل شيء وفي نهاية ما بدأت هي‬ ‫دعوة لترك االنانية والتضامن مع الجماعة للخروج بأقل خسائر وأراجع البلد‬ ‫للمسار الصحيح والعمل على عملية أنعاش لذلك الجسد المريض الذي أنهكه الحمقى‬ ‫والمغفلين بالرغبة الشخصية التي صنعت كل هذا ‪ ....‬لك هللا يا عراق‬

‫‪6‬‬


161

7


‫‪161‬‬ ‫وهل يوجد في الدنيا أعز من الوطن ؟ ‪ ..‬الوطن هو البقعة التي نولد‬ ‫فيها ‪ ،‬ونترعرع ‪ ،‬ونعيش ‪ ،‬وفيها ذكرياتنا ‪ ،‬ومالعب صبانا ‪ .‬ويظل الوطن في‬ ‫ذاكرتنا دوما ‪ ،‬لذلك يجب علينا ان نعتز بالوطن ‪ ،‬ونُخلص له ‪ ،‬وندافع عنه ونتمنى‬ ‫له كل خير ورفعة وسمو ‪.‬‬ ‫ومنذ كنا تالميذا صغيرا في المدرسة االبتدائية ونحن نغني للوطن للعراق ‪ ..‬ونردد‬ ‫موطني موطني ‪ :‬الجالل ‪ ،‬والجمال والسناء والبهاء في رباك في رباك ‪.‬‬ ‫ومن المؤكد ان هناك رابط عاطفي يربط االنسان بوطنه ‪ .‬كما يربط الطير بعشه‬ ‫‪ .‬والوطن مفهوم من المفاهيم االنسانية النبيلة ‪ ،‬ومنه (الوطنية ‪ :‬الفكرة والوطن)‬ ‫في اللغة هو المنزل الذي يقيم به االنسان ‪ ،‬ومن حيث االصطالح والمفهوم ‪:‬‬ ‫االرض التي ولد فيها االنسان ‪ ،‬ونما ‪ ،‬وكبر ‪ ،‬وصار قادرا على خدمته من خالل‬ ‫العمل الذي تخصص فيه ‪ ..‬وكما ان لالنسان وطن ‪ ،‬فللحيوانات والطيور ولكل‬ ‫الكائنات الحية وطن ‪ .‬ومن الطبيعي ان يميل االنسان الى وطنه ويعمل من اجل‬ ‫الدفاع عنه ‪.‬‬ ‫وفكرة الو طنية تعني في جانب من جوانبها ( حب الوطن والنضال من اجله ومن‬ ‫اجل وحدته وقوته وهيبته ورفاهية شعبه ) ‪ .‬وفكرة الوطنية فكرة سامية ومن‬ ‫اليحب وطنه يعتبر انسانا عاقا ‪ .‬وهناك من يعتبر فكرة الوطنية فكرة حديثة بينما‬ ‫هي فكرة قديمة ولدت مع والدة االنسان ولدينا في المأثور الشعبي واالدب والشعر‬ ‫الكثير مما يؤكد ان الوطن وحبه والوطنية كفكرة تستحق ان يناضل االنسان من‬ ‫اجلها وهي موجودة وهاهو الشاعر العباسي ابن الرومي يقول ‪:‬‬ ‫َو أَالَّ أَ َرى َ‬ ‫ـن آلَيْتُ أَالَّ أَ ِبي َعـهُ‬ ‫َو ِلي َوطـَ ٌ‬ ‫غي ِْري لَهُ ال َّد ْه َر َما ِلكا‬ ‫ب ونعمةً‬ ‫ع َِهدتُ به شر َخ الشبا ِ‬ ‫فقد أ ِلفـَـتْهُ‬ ‫النفس حتَّى كأنه‬ ‫ُ‬

‫قوم أصبحـوا في ِظاللكا‬ ‫كنِ ْع َم ِة ٍ‬ ‫لها جس ٌد ْ‬ ‫إن َ‬ ‫بان غود ِْرتُ هالكا‬

‫والتاريخ كما اقول دوما افضل وسيلة لتقوية فكرة الوطنية ‪ ،‬والمواطنة والشباب ‪،‬‬ ‫نظراً‪ ،‬لما يتمتعون به من صفات وخصائص متميزة في مجال الحركة‪ ،‬والفاعلية‪،‬‬ ‫والنشاط ‪ ،‬واكتساب األفكار الجديدة بسرعة كبيرة هم أحوج الناس الى ان يتعلموا‬ ‫ويدرسوا التاريخ بطريقة صحيحة ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫‪161‬‬ ‫والتأريخ من وسائلنا االيجابية التي تسهم في تربيتهم وفق مبادئ وقيم وأهداف‬ ‫وطنية عليا‪ ،‬وكذلك في اثارة وعيهم بأهمية النهوض والتقدم ‪.‬‬ ‫وقد أدرك المفكرون والتربويون العرب‪ ،‬منذ بدء عصر النهضة العربية في‬ ‫النصف الثاني من القرن التاسع عشر‪ ،‬أهمية التأريخ‪ ،‬وحاجة االنسان الى دراسته‬ ‫واستلهامه باعتبار ان بناء المجتمع في المستقبل يعتمد على الماضي المجيد ‪ .‬ومن‬ ‫هنا فان (االهتمام بالتاريخ) والدعوة الى دراسته ‪ ،‬يتطلب وعيا أصيالً يستند الى‬ ‫احياء الوعي التاريخي عن طريق التذكير بالماضي وبعظمة دور االجداد االنساني‬ ‫‪.‬‬ ‫وهنا يجب االعتناء في انتخاب الوقائع التي تؤثر في شعور التالميذ‪ ،‬وتحرك‬ ‫عواطفهم وتبعث فيهم الهمة‪ .‬كما يجب استعمال الخرائط دائما ً وبيان حدود الممالك‬ ‫ومواقع المدن ومحالت الحروب ويجب أخذ التالميذ وزيارة األبنية التاريخية‬ ‫واألطالل القديمة لكي يستذكروا احداث التاريخ على االرض ‪.‬‬ ‫كما يجب لفت انظار التالميذ الى اسباب الوقائع المهمة ونتائجها‪ ،‬خاصة اسباب‬ ‫انقراض الدول العريقة ونتائج االختالفات الداخلية‪ .‬ويفرق المفكر والمربي الكبير‬ ‫االستاذ ساطع الحصري بين اهداف تدريس التاريخ في المدارس االبتدائية‬ ‫والمتوسطة والثانوية‪ ،‬وبين اهداف تدريس التاريخ في الجامعات‪ ،‬فهو يرى ان‬ ‫تدريس التاريخ بصورة علمية بحتة وبنظرة موضوعية ذاتية مطلقة مجردة من‬ ‫جميع انواع التأثيرات الذاتية والقومية‪ ،‬ممكن في الجامعات‪ ،‬لكنه متعسر في‬ ‫المدارس‪ ،‬فهو يرى ان المعلم اليستطيع ان يدرس اال جزءا صغيرا من التاريخ‬ ‫واليستطيع ان يتوسع اال في قسم قليل من الوقائع‪ ،‬فيضطر لذلك الى انتقاء قسم من‬ ‫الوقائع واألبحاث‪ ،‬وبديهي ان االنتقاء‪ ،‬يتضمن بطبيعته التأثير الذاتي والترتيب‬ ‫القصدي‪ ..‬ومادام االنتقاء ضرورياً‪ ،‬فمن الطبيعي ان يأخذ االتجاه الذي تقتضيه‬ ‫التربية الوطنية والقومية‪ ،‬خاصة انه اليوجد بين ايدي المربين واسطة تربوية اثمن‬ ‫وانجح من دروس التاريخ‪ ،‬إلنماء العواطف الوطنية والقومية والتأكيد على أهمية‬ ‫تراث العراق واالمة الحضاري ودورهما في تشييد الحضارة االنسانية‪.‬‬ ‫كما ينبغي السعي واقصد سعي المعلمين والمثقفين عموما الى تنمية التفكير الناقد‬ ‫لدى الناشئة وذلك عن طريق تكوين النزعة العلمية لديهم‪ ،‬وهذه النزعة هي أكثر‬ ‫من مجرد طريقة تاريخية مضمونها عدم الحكم على مواضيع تفتقر إلى اإلثباتات‬

‫‪9‬‬


‫‪161‬‬ ‫حتى في مجال حياتهم االجتماعية‪ ،‬وبهذا نربي فيهم روح الثقة والصالبة القائمة‬ ‫على الفكر دون الجمود‪.‬‬ ‫ان تحقيق اهداف التاريخ‪ ،‬في مجال البناء الوطني للشباب يتطلب توفر مدرس‬ ‫للتاريخ يدرك قبل كل شئ قيمة وطنه وبأنه ينتمي الى وطن عريق والى أمة‬ ‫معطاء‪ ،‬وعليه ان يكون مخلصا ً للحقيقة واالنسانية‪ .‬وعندئذ‪ ،‬يستطيع ان يسهم في‬ ‫بناء شخصية تالميذه وطلبته وتكوين جيل جديد يعي دوره وما يجب ان يقوم به‬ ‫من اجل الوطن ووحدته وقوته ورفاهيته ‪.‬‬ ‫واخيرا وانا اتحدث عن الوطن البد لي ان اقول ان الوالء للوطن اليعادله والء في‬ ‫الدنيا وهللا سبحانه وتعالى حبب الوطن لالنسان وبحكم االلفة والتواصل يشعر‬ ‫االنسان بالوالء للوطن وعندما يغيب االنسان عن وطنه يحن اليه وكما قال الشاعر‬ ‫ابن الرومي ‪:‬‬ ‫وحبب أوطان الرجال اليه ُم *** مآرب قضاها الشباب هنالكا‬ ‫ذكرته *** عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا‬ ‫إذا ذكروا أوطانهم‬ ‫ً‬ ‫نعم الشعراء دوما هم من يذكرنا بالوطن وهذا الشاعر احمد شوقي يذكر وطنه‬ ‫وقد ابعده المستعمر عن مصر خالل الحرب العالمية االولى يقول ‪:‬‬ ‫وطني لو شُغلتُ بال ُخلد عنه *** نازعتني اليه في ال ُخل ِد نفسي‬ ‫ح‬ ‫احرام على بالبله الدو ُ‬ ‫كل دار أحق باالهل إال‬

‫***‬

‫جنس‬ ‫حالل للطير من كل‬ ‫ِ‬

‫رجس‬ ‫*** في خبيث من المذاهب‬ ‫ِ‬

‫واقول ان لالنسان والءات ‪ :‬والء لحيه محلته ووالء لمدينته ووالء لوطنه ووالء‬ ‫المته ووالء لالنسانية فمن اليحب محلته اليحب الموصل ومن اليحب الموصل‬ ‫اليحب العراق ومن اليحب العراق اليحب أمته واليحبه االنسانية‬

‫‪10‬‬


‫‪161‬‬

‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫اعتاد الصوماليون أن يستقبلوا شهر رمضان بكل حفاوة وترحاب‪ ،‬ومنذ زمن بعيد‬ ‫يصوم الصوماليون شهر رمضان بالكامل مضافا ً إليه ‪ 6‬أيام من شهر شوال كما‬ ‫أنهم يصومون يومي االثنين والخميس من كل أسبوع على طوال العام‪ .‬مع بداية‬ ‫شه ر رمضان تتسابق األسر الصومالية إلقامة سهرات قرآنية على الطريقة‬ ‫سبَع»‪ ،‬وهي عبارة عن حلقة قرآنية يقيمها‬ ‫الصومالية التقليدية المعروفة ب «ال ُّ‬ ‫‪ 15-10‬قارئاً‪ ،‬يتبارك بها الصوماليون‪ ،‬ويتم على هامشها تقديم الطعام للفقراء‬ ‫وطلبة العلم غير القادرين‪.‬‬ ‫وحتى األسر متوسطة المستوى المادي فهي تنظم ‪ 3‬جلسات على األقل خالل الشهر‬ ‫سبَع» المعلمون وطلبة العلم وحفظة القرآن حيث يقرأ‬ ‫الكريم‪ ،‬ويشارك في هذا «ال ُّ‬ ‫كل منهم ربعا ً من آيات القرآن‪ ،‬ويردد جميع المشاركين آخر آية في كل ربع‬ ‫بصورة جماعية‪ .‬وقد اعتاد الصوماليون وضع إناء فيه ماء وقليل من الملح وسط‬ ‫الحلقة ويدار على القراء حتى آخر القراءة‪ ،‬ويعتقد الصوماليون أن هذا الماء الذي‬ ‫قرئ عليه القرآن يجلب الشفاء للمرضى ويطرد العين! وبعد انتهاء القراءة والتهليل‬ ‫يشرب أعضاء األسرة التي استضافت تلك الحلقة ذلك الماء الذي يعرف ب «ماء‬ ‫التهليل»‪ .‬ويستفيد ال فقراء بشكل كبير من تلك المأدبة الرمضانية حيث يتناولون‬ ‫طعام اإلفطار في المنازل التي تقيم «السبع»‪ ،‬ويهتدون إلى ذلك بالصوت الجماعي‬ ‫المرتفع الذي ينبعث من المكان المقامة به «السبع»‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪161‬‬ ‫س َبع» حفظة القرآن الكريم‬ ‫وتكرم العائالت ميسورة الحال التي تقيم حلقات «ال ُّ‬ ‫وطال ب العلم‪ ،‬وتقيم موائد عامرة طوال شهر رمضان‪ ،‬وتوزع عليهم كسوة العيد‬ ‫التي تتكون عادة من فوطة صومالية أو ما يسمى ب «المعوز» وقميص ومسبحة‬ ‫ومصحف‪ ،‬باإلضافة إلى مبلغ رمزي من المال‪.‬‬ ‫وفي رمضان تكفل كل أسرة طالبا ً أو اثنين حسب اإلمكانات ويتناول الطالب مع‬ ‫تلك األسر وج بتي الفطور والسحور‪ ،‬وينامون في الزوايا الصوفية في المساجد‪،‬‬ ‫وتحظي هذه الفئة من الطلبة بتعاطف كبير داخل المجتمع التقليدي الصومالي‪ ،‬إذ‬ ‫يعرفون بهيئتهم وهي غالبا ً فوطة وعمامة وكتاب‪ ،‬حتى إن وسائل المواصالت ال‬ ‫تحصل منهم على رسوم‪.‬‬ ‫وتقام العبادات الدينية في الصومال في رمضان كل يوم كما أن الصومال فيه أكبر‬ ‫عدد من حفظة القرآن على مستوى العالم اإلسالمي كله وتكاد تكون الدولة بالكامل‬ ‫هي الدولة األولي في حفظ القرآن‪.‬‬ ‫ومن اشهر الطقوس الصومالية عند استقبال الشهر الكريم أن يستقبلوه بالطلقات‬ ‫النارية وما زالت تلك العادة الصومالية تحدث حتى اآلن‪.‬‬ ‫وفي رمضان تقدم على مائدة الفطور مشروبات ومأكوالت خفيفة ويتناول الصائم‬ ‫مشروبات من عصير المانجو والجوافة وكذلك يتم تناول الموز الموجود بكثرة في‬ ‫الصومال وأيضا ً البطيخ والباباي واللبن الذي يشكل وجبة أساسية في الصومال‬ ‫خاصة في المناطق الجنوبية وحتى في العاصمة الصومالية يداوم الصوماليون‬ ‫ب مملوءة‬ ‫الذين يشكل الرعاة أكثر من ‪ %70‬منهم في رمضان على تعليق قِ َر ٍ‬ ‫بالحليب أمام أكواخهم وبيوتهم إلفطار الضيوف‪ ،‬وال يحتاج المسافر أو الصائم إلى‬ ‫إذن مسبق للشرب من هذه القرب ثم يجلس بعد ذلك في األماكن المخصصة‬ ‫للضيوف حتى يأتي فرد من العائلة ليدبر له طعاماً‪.‬‬ ‫وتلقى المجاهرة باإلفطار في نهار رمضان تشدداً كبيرا ً لدى المجتمع الصومالي؛‬ ‫حتى إن الفئات المسموح لها باإلفطار تتناول طعامها في سرية تامة‪ ،‬وال يجرؤ أي‬ ‫مطعم على مخالفة ذلك المظهر‪ .‬وتتشكل في رمضان جماعات مسلحة من الشباب‬ ‫المتطوعين تحاول منع أي محاولة لتقديم الطعام للمفطرين‪ ،‬وتمارس الميليشيات‬ ‫نشاطها تحت سمع وبصر الشرطة الصومالية نفسها‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫‪161‬‬ ‫ويتوجه الصائم الصومالي بعد إفطاره إلى المسجد ألداء صالة المغرب وبعد العودة‬ ‫من الصالة يتناول الصائم فطوراً مكونا ً من األرز والخضراوات والشعرية‬ ‫والمكرونة والعصيدة واللحوم‪ .‬ويفطر الصوماليون على أكلة العركيك «اللحوح»‬ ‫الج َمال واألرز‬ ‫مع السمن والحليب‪ ،‬ويفطرون على السمبوسة مع تناول لحم ِ‬ ‫والخضراوات‪ .‬كذلك يؤدي الصوماليون صالة التهجد‪ ،‬ومن أهم ما يميز‬ ‫الصوماليين أن كل وجبة من وجبات شهر رمضان المعظم تطبخ في موعدها على‬ ‫أن تكون عملية الطبيخ جديدة بمعنى أال يأكل الصوماليون بقية الوجبة الماضية بل‬ ‫يطبخون من جديد كل وجبة‪.‬‬ ‫أما السحور في الصومال فيعتمد الناس فيه على الحليب والشعرية والمكرونة حيث‬ ‫تبدأ مراسم السحور‪ ،‬وتكون كالتالي‪ :‬بداية تقوم مجموعة من الشباب يتجولون في‬ ‫الطرقات ويضربون الدفوف ويقولون سحور‪ ..‬سحور‪ ..‬سحور‪ ..‬وذلك يحدث قبل‬ ‫الفجر حتى يتمكن الناس من أداء فريضة صالة الصبح وأحيانا ً يطوف أحد الرجال‬ ‫في الشوارع ليضرب بعصاه على الطبل ليوقظ النائمين للسحور وفي سحورهم‬ ‫يتناولون «الهريس» وهو من لحم الجمل والبطاطا‪ ،‬والطماطم بشكل مرق مع‬ ‫شرب عصير التفاح والبرتقال‪.‬‬ ‫أما عن العشر األواخر من شهر رمضان الكريم فإن الصوماليين يقومون هذه‬ ‫الليالي بكل جد وتكثر االعتكافات في المساجد بدءاً من يوم ‪ 21‬رمضان وحتى‬ ‫نهاية الشهر الكريم مع نشاط كبير لحلقات الذكر وتالوة القرآن الكريم وتفسير‬ ‫األحاديث‪ ،‬كما يقوم الوعاظ بترجمة فورية للقرآن الكريم من اللغة العربية إلى اللغة‬ ‫الصومالية ويحرص الصوماليون أيضا ً على دفع زكاة أموالهم في شهر رمضان‬ ‫المبارك‪ ،‬حيث يعتبر الرعاة أكبر الفئات التي تدفع الزكاة في المجتمع الصومالي‬ ‫باعتبارهم يمثلون أغلبية المجتمع‪ ،‬فيما تشهد المناطق الريفية تزاحما ً كثيفا ً من‬ ‫جانب الفقراء في مناطق الرعي من أجل تسلم الزكاة من المزكين‪ .‬أما الرعاة‬ ‫فيدفعون الزكاة من مواشيهم في الماضي في شهر محرم من كل عام الذي كان‬ ‫يعرف محليا ب «شهر الزكاة»‪ ،‬وأخيرا ً آثرت فئة كبيرة من المزكين تغيير توقيت‬ ‫إخراجها في رمضان بعد صدور فتاوى من عدد كبير من علماء الدين الصوماليين‬ ‫بأن الزكاة التي تدفع في رمضان يكون لها أجران‪ ..‬أجر الزكاة الواجبة وأجر‬ ‫رمضان‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫‪161‬‬

‫الناقدة واألستاذة الباحثة سامية البحري‬ ‫يعاني زمننا هذا من ثقوب في مستوى الجمجمة ‪..‬‬ ‫تلك الثقوب أدت الى تسرب أوبئة متعددة االشكال‬ ‫وااللوان ‪..‬وتلك األوبئة أدت الى تعفن في مستوى‬ ‫العقل ‪..‬فانتشرت روائح كريهة أدت بدورها الى‬ ‫اختناق فكري وثقافي مقيت ‪..‬‬ ‫وبات من الضروري وضع العقل العربي على‬ ‫طاولة التشريح ‪ ..‬وعلى ضوء ما توصلنا اليه‬ ‫نقدم وصفات علمية مجانية عله يمتثل للشفاء ‪...‬‬ ‫لمن يجرؤ فقط ‪:‬‬ ‫الوصفة األولى ‪:‬‬ ‫في رحاب أحمد بن عبد هللا التنوخي المكنى بابي العالء ‪:‬‬ ‫المعري لحظة تاريخية فارقة في الفكر العربي الناقد‪،‬وقدرة عجيبة على تشكيل‬ ‫النص العجيب المتمرد على واقعه وعلى صاحبه وحتى على نفسه ‪..‬النص الذي‬ ‫ال يأفل بريقه ابدا ‪ .‬النص الذي ال ينتهي ‪ ..‬النص الذي ولد ليكون صالحا لكل‬ ‫العصور بل هو يمتد من اللحظة التي خرج منها إلى لحظة مفارقة ال تحد وال تقاس‬ ‫‪ ..‬النص الذي يرتق األرض بالسماء في رحلة عجيبه مقدارها الفكر والعقل والخيال‬ ‫الخصيب والمعرفة العميقة هكذا كانت الرسالة الخالدة ‪..‬الرسالة التي أربكت الفكر‬ ‫الكوني برمته‬ ‫رسالة الغفران ‪....‬‬

‫‪14‬‬


‫‪161‬‬ ‫رسالة الغفران المشروع الثقافي الكبير‪. .‬رسالة جامعة لكل العلوم تعثر على علم‬ ‫اللغة والشعر واألدب والدين ‪ ..‬وتعثر على عقل المعري برمته متربعا بين ثناياها‬ ‫‪..‬‬ ‫وتعثر على المعري بصور مختلفة‪ ...‬الكاتب والعالم والباحث والناقد ‪..‬‬ ‫والقادر على تقمص سيكولوجيا شخصيات عصره بل شخصيات عديدة ومختلفة‬ ‫تظهر في صور شتى في المقام الذي وضعت له فهو المعري الكاتب ‪/‬الناقد وهو‬ ‫ابن القارح موضوع الرسالة والمرتحل به في الجنان ‪..‬وهو رضوان خازن الجنان‬ ‫وهو شاعر من الشعراء الذين صنفهم بين الجنة والنار‪. .‬‬ ‫وقد يتعدى ذلك إلى شخصيات أخرى مفارقة مثل الجن وابليس‬ ‫أو بعض الحيوانات ‪..‬‬ ‫وقد كتبت الرسالة بدافع من رسالة ابن القارح إليه التي عبر فيها عن مواضيع‬ ‫مختلفة منها موضوع التوبة والبحث عن الغفران وهو موضوع ال ينتهي ابدا ‪..‬فهو‬ ‫معلق بالذات البشرية وأفعالها ومسألة العقاب والثواب والوعد والوعيد والخير‬ ‫والشر والجنة والنار وقد استطاع المعري أن ينقد بعمق ودراية كبيرة هذه المسألة‬ ‫الهامة في رحلة خيالية قام بها صاحب الرسالة في عالم السماء ‪..‬بين الجنة والنار‬ ‫موظفا شخصية ابن القارح كتقنية فنية ليفتح المجال إلى عدة قضايا أخرى فرعية‬ ‫‪...‬‬ ‫ومن أشد ما نقله المعري ومن أروعه قدرته على نقد مفهوم الجنة في تصور‬ ‫الباحثين عن الغفران والسالكين سبيل المتعة واللذة المادية في تقربهم إلى هللا ‪.....‬‬ ‫فينقل عربدة في الجنان في لوحة قصصية متخيلة تنقل خصومة بين األعشى‬ ‫والنابغة الجعدي‬ ‫نقطف منها مايلي ‪:‬‬ ‫"(فيقول نابغة بني جعدة وهو جالس يستمع‬ ‫يا أبا بصير أهذه الرباب التي ذكرها السعدي هي ربابك التي ذكرتها في قولك‬

‫بعاصي العواذل طلق اليدين‬ ‫يعطي الجزيل ويرخي االزارا‬ ‫‪15‬‬


‫‪161‬‬

‫فما نطق الديك حتى مأل‬ ‫ت كوب الرباب له فاستدارا‬ ‫إذا انكب أزهر بين السقاة‬ ‫تراموا به غربا أو نضارا‬ ‫فيقول أبو بصير قد طال عمرك يا أبا ليلى واحسبك قد أصابك الفند* فبقيت على‬ ‫فندك إلى اليوم ؟‬ ‫فيقول نابغة بني جعدة أتكلمني بمثل هذا الكالم يا خليع بني ضبيعة وقد مت كافرا‬ ‫وأقررت على نفسك بالفاحشة وأنا لقيت النبي _صلى هللا عليه وسلم _ فأنشدته‬ ‫كلمتي التي أقول فيها‬

‫بلغنا السماء مجدنا وسناءنا‬ ‫وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا‬ ‫فقال إلى أين يا أبا ليلى ؟فقلت إلى الجنة بك يا رسول هللا !‬ ‫فقال ال يفضض هللا فاك‪..‬‬ ‫وتتطور الخصومة بينهما حتى يقول الجعدي‬ ‫اسكت يا ضل بن ضل ‪..‬فأقسم أن دخولك الجنة من المنكرات ‪..‬ولوجاز الغلط على‬ ‫رب العزة لقلت ‪:‬إنك غلط بك‪.‬‬ ‫ويثب نابغة بني جعدة على أبي بصير فيضربه بكوز من ذهب ‪).......‬‬ ‫من خالل هذه اللوحة القصصية المتخيلة نلمس تلك القدرات العجيبة التي تميز هذا‬ ‫المفكر كما ندرك جرأة كبيرة على النقد بطريقة لم يسبق إليها‪. .‬بل لم يستطعها‬ ‫حتى سكان العصر الحديث ‪..‬عصر الديمقراطية والحريات واالنفتاح والتفتح‬ ‫‪..‬واالنبطاح والتشدق‪..‬ووو‬ ‫إذن المعري هو الفيلسوف األكبر‪. .‬الفيلسوف الذي تميز بقدرات عديدة أهلته أن‬ ‫يكون بكل هذا التفرد واإلبداع‪. .‬‬

‫‪16‬‬


‫‪161‬‬ ‫نعم إنه المعري بكل ما يملك من دهشة وغرابة أربك ومازال إلى يومنا هذا الفكر‬ ‫الكوني برمته ‪..‬حتى أن دانتي اإليطالي أختلس منه الفكرة واألثر الذي وسمه‬ ‫بالكوميديا اإللهية ثم أنكر ذلك ‪..‬أنكر انه عرف المعري وانه قرأه يوما ‪..‬في حين‬ ‫أن ناقدا من بني جنسه أثبت العكس وأثبت أن دانتي اطلع على الرسالة مترجمة‬ ‫إلى القشتالية وأنه قد نهل منها الكثير ‪..‬‬ ‫ومن لم يقرأ المعري لم يعرف ال األدب وال الفلسفة بل لم يعرف الحرف في‬ ‫جوهره ابدا‬ ‫وأن تقرأ المعري هو أن تتغلغل في وريد حرفه‪. .‬‬ ‫وإن لم تفعل ذلك فستموت غريبا ‪ ..‬كأن لم تكن يوما‪!!.....‬‬ ‫وإن مت كذلك‪ ،‬فلن تعبر الصراط‪!!.....‬‬ ‫تاهلل‪ ،‬لو أدركت زمن رهين المحبسين ألنفقت العمر في خدمته‪!!....‬‬ ‫_____________‬

‫*الفند‪ :‬الخرف وإنكار العقل من الهرم أو المرض ‪/‬الخطأ في‬ ‫الرأي والقول ‪.‬‬ ‫*هذه الوصفة تأخذ على مراحل ‪..‬ولها طقوسها الخاصة‬ ‫وقد تنفق العمر باحثا عن تلك الطقوس ‪....‬‬ ‫وفقنا هللا جميعا إلى ما فيه خير األدب العربي الهادف ولغتنا‬ ‫العربية الراقية والجميلة‬

‫‪17‬‬


‫‪161‬‬

‫الحلقة االولى‬

‫كتابة وإعداد‪ :‬رزاق مسلم الدجيل‬ ‫رمضان له قدسية ومعان دينية عظيمة‪ ،‬وقد تغنى به معظم الشعراء‬ ‫العرب على اختالف مشاربهم‪ ،‬فمنهم من يرحب بقدوم هذا الشهر الفضيل ومنهم‬ ‫من يبارك بآياته ولياليه ويمجد بذكرياته التي تمر كل عام‪ ،‬حيث صفاء النفوس‬ ‫والذكر والبهجة الروحية عند قدومه‬ ‫فهذا الشاعر ابن حمديس الصقلي يصف هالل شهر رمضان بقوله‪،‬‬ ‫قلت والناس يترقبون هالال‬ ‫يشبه الصب في نحافة جسمه‬ ‫من يكن صائما فذا رمضان‬ ‫خط بالنور اول اسمه‬ ‫وتذكرنا أيضا قصيدة الشاعر (عبد المنعم عبد هللا) انا صائم ليقول‬ ‫نور يطل على الوجود ويشرق‬ ‫كم باتت الدنيا له تتشوق‬ ‫عطر الهدى منه يفوح فهذه‬ ‫انسامه في كل واد تعبق‬ ‫وقد ابدع الشعراء في قصائدهم من أجل هذا الشهر الفضيل‪ ،‬ففي قصيدة محمد‬ ‫حسن فقي‪ ،‬يقول‬ ‫رمضان في قلبي هماهم نشوة‬ ‫من قبل رؤية وجهك الوضاء‬ ‫قالو بأنك قادم فتهللت‬

‫‪18‬‬


‫‪161‬‬ ‫بالبشر اوجهنا وبالخيالء‬ ‫ويغرد الشاعر(حسين عرب) في وجدانية جميلة بقوله‪،‬‬ ‫بشرى العوالم انت يارمضان‬ ‫هتفت بك االرجاء واالكوان‬ ‫لك في السماء كواكب وضاءة‬ ‫ولك في النفوس المؤمنات مكان‬ ‫وللشاعر (ياسين الفيل) قصيدة جميلة مشبعة بروحية وقدسية عالية مطلعها‪،‬‬ ‫شوقي على مدى الشهور يجور‬ ‫ودمي لبعدك في العروق يمور‬ ‫ومشاعري تهفو إليك وان يكن‬ ‫أملي بقربك ماعراه فتور‬ ‫وفي مطلع جميل آخر يتغنى الشاعر الكبير معروف الرصافي(برمضان) بقوله‪،‬‬ ‫ولو اني استطعت صيام دهري‬ ‫بصمت فكان ديدني الصيام‬ ‫ولكني ال أصوم صيام قوم‬ ‫تكاثر في فطورهم الطعام‬ ‫ويقول تميم الفاطمي وهو أمير وابوه صاحب الديار المصرية والمغرب ذاكرا‬ ‫فضائل شهر الصوم متمنيا ان يكون العمر كله رمضان‬ ‫ياشهر مفترض الصوم الذي خلقت‬ ‫فيه الضمائر باالخالص في العمل‬

‫‪19‬‬


‫‪161‬‬ ‫ياليت شهرك حول غير منقطع‬ ‫وليت ظلك عنا غير منتقل‬ ‫وتتجلى قصائد رمضان بروحية عالية وبتوحد جميل‪ ،‬ففي مطلع قصيدة اخرى‬ ‫للشاعر( محمود حسن اسماعيل) عندما يتحدث عن قدسية‬ ‫هذا الشهر الكريم بقوله‪،‬‬ ‫أضيف انت حل على االنام‬ ‫واقسم ان يحيا بالصيام‬ ‫بأن الجوع حرمان وزهد‬ ‫أعز من الشراب او الطعام‬ ‫وفي قصيدة أخرى نقرأ لبدر شاكر السياب‪ ،‬عندما يذكر شهر رمضان وليلة‬ ‫القدر التي حباها هللا جلت قدرته وجعلها خير من ألف شهر وهي مهبط الوحي‬ ‫والتنزيل حين يقول‪،‬‬ ‫ياليلة تفضل األعوام والحقبا‬ ‫هيجت للقلب ذكرى فأغتدى لهبا‬ ‫وللمالئك تسبيح وزغردة‬ ‫تكاد رناتها ان تذهل الشهبا‬ ‫وهذا جزء يسير من مطالع القصائد التي تغنت في هذا الشهر الفضيل‪ ،‬وهي وقفة‬ ‫متواضعة امام قدسية شهر رمضان المبارك‪ ،‬ونسأل هللا أن يعيننا على صيامه‬ ‫وقيامه ويتقبل صالح أعمالنا‪ ،‬ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان انه نعم المولى‬ ‫ونعم الوكيل‪ ،‬وصلى هللا وسلم على صفيه وحبيبه وخيرته من خلقه‪ ،‬محمد بن عبد‬ ‫هللا‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫‪20‬‬


‫‪161‬‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫كانت المرأة تستعيد جانبا كبيرا من نجوميتها بمجيء رمضان وتألقها في فنون‬ ‫المطبخ‪ ..‬فتصعد النجومية مثل اسعار النفط هذا العام ‪ ..‬ومع هبوط اسعار النفط‬ ‫نجوميتها استهلكها حظر التجوال ‪ ..‬فلم تبق طبخة في خيال الرجل ولم تصنعها‬ ‫له ‪..‬ويمكن اول يوم رمضان سيفطر المسكين على‬ ‫طحينية وشاي وخبز محمص ‪..‬‬ ‫و( شوية ) حب شمس ‪..‬‬

‫‪21‬‬


‫‪161‬‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫الحكومة األلمانية تعطي الضوء األخضر الستئناف الدوري الكروي ‪ ،‬علما ان‬ ‫ألمانيا من الدول التي ضربتها كورونا بقوة ‪...‬‬ ‫والسؤال هنا هل يلفظ الفيروس أنفاسه األخيرة ؟ ال سيما أن سوق النبي يونس‬ ‫يشهد زحاما كبيرا مع عدم تسجيل اي حاالت جديدة ‪..‬‬ ‫ستبقى المنافسة شديدة بين بايرن ميونخ وريد بول ليبزيغ للظفر بدرع الدوري‬ ‫األلماني ‪ ،‬علما أن أسعار صدر الدجاج شهدت انخفاضا ملحوظا في مدينة‬ ‫الموصل وضواحيها تزامنا مع تصويت البرلمان على تمرير حكومة الكاظمي‬ ‫وتجديد السماح األمريكي للعراق الستيراد الكهرباء من إيران ألربعة أشهر قادمة‬ ‫وسط أنباء عن إفالس الحكومة اللبنانية ‪....‬‬

‫‪22‬‬


‫‪161‬‬

‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫ساحات كانوا كالصقور‬ ‫وفي ال ّ‬

‫فمن مثل الشّهيد في العطاء‬

‫وكان النصر نهجا ً في الحضور‬

‫هدانا مالديه في حبور‬

‫هي األمجاد ليست من فراغ‬

‫ليبقى شامخا ً هذا التراب‬

‫كالم في السطور‬ ‫وليست من ٍ‬

‫أي جوري‬ ‫به يختال زهوا ُّ‬

‫دماء‬ ‫بل األمجاد تُروى من‬ ‫ٍ‬

‫يسار والبشير وكل شهم ٍ‬ ‫ٌ‬

‫تفوح النّصر في كل العصور‬

‫وأيضا سامر فخر الشّعور‬

‫ومن أمثالنا كثر ٌ تهادوا‬ ‫إلى العلياء من وسط القبور‬

‫‪23‬‬


‫‪161‬‬

‫أرض الرافِدي‬ ‫ق‬ ‫َمس تس ِد ُل فَو َ‬ ‫ِ‬ ‫الش ُ‬

‫ِن ِضيا َءها ِإ ْذ تَستَقي ُم على الذُرى‬ ‫فاخ َر‬ ‫تَتلو على الدُنيا َم ِ‬

‫سها‬ ‫أم ِ‬

‫َ‬ ‫سو َمرا‬ ‫ُم ْذ جا َل َخي ُل‬ ‫الواثبين ِب َ‬ ‫َ‬ ‫بأوروك العَظي‬ ‫طاف أنكيدُو‬ ‫ُم ْذ‬ ‫َ‬

‫َم ِة‬

‫دُو ُرها‬

‫سنائِه‬ ‫ِب َ‬

‫ُمتَ َد ِثّرا‬

‫حام ًال َمعَهُ النَدى‬ ‫و الما ُء يَجري ِ‬ ‫سرى‬ ‫ِمل َء الفُرا ِ‬ ‫َف أنكيدو َ‬ ‫ت َبك ّ ِ‬

‫‪24‬‬


‫‪161‬‬

‫ش العمال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ق نا َل ُخلو َدهُ‬ ‫جلجام ُ‬ ‫ح َ‬ ‫س َّطرا‬ ‫ب‬ ‫ألوا ُ‬ ‫ِ‬ ‫باسم ِه قَ ْد َ‬ ‫غي ٍ‬ ‫ورا ِم ْن َجنائِ ِن با ِبل‬ ‫َو ان َ‬ ‫س َّل نُ ً‬ ‫صرا)‬ ‫ِل َي ِد‬ ‫بوخذ نُ َّ‬ ‫الرشي ِد َ‬ ‫صدى (نُ ِ‬ ‫َ‬

‫فُهوى عَلى قَدمي ِه ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫غيان الدُنى‬ ‫س َها َو تَ َكبَّرا‬ ‫َو َطوى‬ ‫مشار َ‬ ‫ق شَم ِ‬ ‫ِ‬

‫الربى‬ ‫هام‬ ‫ورةٌ تعلو على‬ ‫َزقُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بين الرواسي‪-‬ذي وشا ًحا أس َم َرا‬‫سو ِد)‪¹‬ما َفتئوا ُهنا‬ ‫(فذوو الرؤوس ال ُ‬ ‫يست َ‬ ‫ُ‬ ‫شرفون ال َمج َد لَو ًحا َمعبَرا!‬ ‫مون الك َ‬ ‫َو يُعَ ِلّ َ‬ ‫سفَةَ النَدى‬ ‫َون فَل َ‬ ‫ب الثَرى!‬ ‫َزف‬ ‫ِم ْن ع ِ‬ ‫ناعور َ‬ ‫‪،‬و ِم ْن َط َر ِ‬ ‫ٍ‬

‫‪25‬‬


‫‪161‬‬

‫زهرة محمد‬

‫حبّك صمت يستعصي على األلفاظ‬ ‫التعبير عنه‪ ،‬وحبّك بوح ما تحمل‬ ‫قواميس الدنيا معناه‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫‪161‬‬

‫أزياء‬

‫‪27‬‬


‫‪161‬‬

‫كاريكاتير عراقية‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪28‬‬


161

29


‫‪161‬‬ ‫اليوم الثاني من ايار ‪ -‬مايس ‪ -‬مايو تمر الذكرى (‪ )64‬إلنطالق (تلفزيون العراق)‬ ‫‪.....‬وبهذا فأنه يعد اول تلفزيون في الوطن العربي والشرق االوسط ؛ فلقد افتتح‬ ‫محطة تلفزيون بغداد ‪ ،‬الملك فيصل الثاني ملك العراق االسبق ‪ 1958-1953‬في‬ ‫يوم ‪ 1956-5-2‬يرافقه ولي عهده االمير عبد االله ونوري السعيد رئيس الوزراء‬ ‫‪..‬والصورة المرفقة توثق لهذا الحدث التاريخي المهم ‪......‬تحياتي لكل العاملين في‬ ‫التلفزيون العراقي والرحمة لمن تركونا الى الحياة‬

‫‪30‬‬


‫‪161‬‬

‫رشدي عبد الصاحب من كبار المذيعين العراقيين‬ ‫والمرحوم االستاذ رشدي عبد الصاحب شكر‬ ‫من كبار المذيعين العراقيين ‪ .‬يمتلك شخصية‬ ‫قوية ‪ ،‬وصوت أخاذ ‪ .‬من مواليد بدرة‬ ‫بمحافظة الكوت ‪ 1942‬توفي يوم ‪ 26‬من‬ ‫نيسان سنة ‪ 1994‬عمل مذيعا في االذاعة‬ ‫والتلفزيون وكان ابوه شاعرا رحمة هللا عليه‬ ‫اليزال في الذاكرة العراقية حيا ‪ ،‬خاصة وهو‬ ‫يذيع بيانات الحرب التي قامت بين العراق‬ ‫وايران ودامت ثمان سنين ‪1988-1980‬‬

‫إبتسام عبدهللا وبرنامج سيرة وذكريات‬ ‫من البرامج الجميلة والمفيدة التي كانت‬ ‫تقدم من تلفزيون العراق في السبعينات‬ ‫من القرن الماضي كانت تقدمه الصحفية‬ ‫والكاتبة والروائية االستاذة إبتسام عبد هللا‬ ‫والضيفة هنا الممثلة مريم فخر الدين‬

‫‪31‬‬


‫‪161‬‬

‫مقداد مراد ‪ ..‬المذيع العراقي الشهير‬ ‫المذيع العراقي الشهير ال أعتقد ان احدا ممن كان يتابع تلفزيون جمهورية العراق‬ ‫في بغداد اليعرفه ‪..‬كان صوته جميال ‪ ،‬ووجهه جميال ‪ ،‬ولغته العربية جميلة ‪..‬كان‬ ‫قد ابتدأ مذيعا في اذاعة بغداد وهو من كان يقرأ نشرات االخبار ‪.‬قال مرة ل(مجلة‬ ‫االذاعة والتلفزيون عدد ‪ 23‬شباط ‪ : ) 1975‬انه ابتدأ العمل في االذاعة منفذا‬ ‫للعديد من البرامج االذاعية وكان ذلك سنة ‪ 1969‬ومن خالل عمله ذاك اكتسب‬ ‫خبرة في االلقاء ‪ ،‬وااللقاء فن ‪ ..‬وفي سنة ‪ 1974‬اختير ليكون مذيعا في اذاعة‬ ‫بغداد وقال ان عمل المذيع صعب ؛ فهو في مواجهة مباشرة مع المستمعين أو‬ ‫المشاهدين ‪ ،‬وبعد فترة تم اختياره مع ثالثة من زمالئه للعمل كمذيعين في تلفزيون‬ ‫العراق وهم رشدي عبد الصاحب وماهر ناظم بطرس وناطق سليم ‪.‬قال ان هناك‬ ‫من انتقده النه البتسم وفي رأيه ان االبتسامة غير مهمة في االخبار كمادة‬ ‫موضوعية وجادة ‪.‬واضاف نعم المذيع البد وان يتمتع بشخصية جذابة ووجه‬ ‫تلفزيوني ‪.‬رحم هللا مقداد مرة كنا نشعر وهو يقرأ نشرة االخبار كم هو جاد وممتلئ‬ ‫ورزين ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫‪161‬‬

‫كامل الدباغ وبرنامج العلم للجميع‬ ‫وكان برنامج ( العلم للجميع) الذي قدمه االستاذ كامل ا أدهم توفيق لدباغ (‪-1925‬‬ ‫‪ ) 2000‬برنامجا ناجحا ورائعا ومتميزا يحظى بعدد كبير من المشاهدين وكان‬ ‫اسبوعيا قدمه عبر (‪ ) 34‬سنة من تلفزيون العراق ‪.‬وكامل الدباغ موصلي تخرج‬ ‫في دار المعلمين العالية ببغداد سنة ‪. 1947‬يحمل شهادة الليساني في الرياضيات‬ ‫والفيزياء ‪ .‬عين مديرا عاما للرعاية العلمية لمدة عشر سنوات الحلقة االولى‬ ‫عرضت يوم ‪ 1960-9-28‬والحلقة االخيرة عرضت يوم ‪.1994-3-11‬رحم هللا‬ ‫االستاذ كامل الدباغ فقد خلق ببرنامجه وعيا علميا عند المشاهدين وخاصة الشباب‬

‫مؤيد البدري وبرنامجه ( الرياضة في اسبوع )‬ ‫صورة تاريخية تذكارية لالستاذ مؤيد البدري صاحب برنامج "الرياضة في اسبوع‬ ‫" التلفزيوني الشهير واالستاذ االكاديمي المعروف ‪..‬وجدتها في مجلة "العاملون‬ ‫في النفط " في الستينات من القرن الماضي ‪....‬تحية له والعمر المديد والصحة‬ ‫والسعادة‬

‫‪33‬‬


‫‪161‬‬

‫يوسف أسونا ‪ /‬األمارات‬ ‫من شوق اضطراب في أعماقي‬ ‫صارت حروفي نبض شغف باقي‬

‫بعثت اناملي بالحدود عساها أن‬

‫توقظ لديك الهوى تفك وثاقي‬

‫لكم أسرت بين اضطراب الخافق‬ ‫ريح اشتياق نبورد روضك تلتقي‬

‫‪34‬‬


‫‪161‬‬

‫يامنية القلب اليك قصيدتي كتبت‬ ‫تخبرك كم اتشهى احلى عناق‬

‫ليست عيوني تراك أزهى وردة‬ ‫بل ذاك بصر الكلف في اعماقي‬

‫ان كنت قربي تفتت كبدي توقا‬

‫فكيف وأنت تهيم في اآلفاق‬

‫يامن سغكت دمي قربان ألقاك‬ ‫متى بربك تصفو بك احد الي‬

‫ترين نفسك في سطور نفذتها‬ ‫عجبا أتدرين نفسك في األوراق‬

‫اني جعلتك في دمي ايقونتي‬ ‫وجعلت لثم شفاك دابي ومسائل‬

‫هذي السطور بعض نجوى عاشق‬ ‫فهات منك الوصل مزقي أوراقي‬

‫‪35‬‬


161

36


‫‪161‬‬ ‫نشرت الشاعرة مع مجموعة شعراء عرب بعض قصائدها تحت عنوان( صليل‬ ‫الحروف) وهذه المجموعة الثانية الخاصة بها التي تحمل عنوان (على شرفة عام‬ ‫يحتضر)‪.‬‬ ‫تحدثنا الشاعرة أم البنين الحسني في هذه المجموعة عن أحالم يقظتها وأحالم أخرى‬ ‫احتضنت مرافئ الذكريات‪ ،‬وأخرى ممزوجة بألم األمنيات وهي تنتظر عاما بعد‬ ‫آخر لعل القادم يأتي وتتلمس واقعا جديدا ينقلها من وحشة غربتها لتالمس السماء‬ ‫ولترسم في ذلك األفق الرمادي الوان قوس قزح ابتهاجا بتحقيقها‪.‬‬ ‫أن اللغة التي خطت بها الشاعرة ام البنين قصائدها تعد يسيرة لكنها عميقة‪ ،‬فهي‬ ‫ال تعتمد التعقيد الن اللغة وسيلة ال غاية ونادرا ما استخدمت الرموز للتعبير عن‬ ‫الصورة الشعرية التي أرادت أن تميز بها قصائدها وكانت واضحة في اغلب‬ ‫كتاباتها وبدون رتوش أو ترميز‪.‬‬ ‫وباستخدامها لهذه اللغة أرادت أن ال يكون للقارئ قاموس لغات بل هي بأمس‬ ‫الحاجة إلى فكر القارئ والمتابع لكتاباتها والمتذوق لهذا النوع من الشعر القريب‬ ‫للروح دون عوائق أو تعقيدات‪.‬‬ ‫أما الموسيقى وهي احد أركان القصيدة في كتابة الشعر فهناك إيقاع ووزن وانك‬ ‫لن تجد صعوبة في الولوج إلى معاني تلك الكلمات التي تتالءم وذلك اإليقاع‬ ‫وتتحسسها دون تكلف أو معانات أو أن تصاب بالملل أو الضجر وأنت تبحر بين‬ ‫سطورها لتتأمل مع إيقاعاتها‪.‬‬ ‫السمة التي ترتديها نصوص الشاعرة هو ذلك الحزن المهيمن عليها وتلك األماني‬ ‫الضائعة في متاهات القادم من األيام حيث تحتضر وتحاول أن تبث فيها الحياة‬ ‫بمحاوالتها االستمرار في الكتابة إيمانا منها بأن تلك األحالم في متناول اليد إال إنها‬ ‫مستحيلة وهذا ما نتابعه في قصائدها‬ ‫إنها ال تستسلم لخريف العمر وترسم الربيع فصال لعمرها لتبقى عاشقة تعانق‬ ‫األحالم‪:‬‬ ‫(أنا أنثى على أعتاب الخريف‬

‫أن ال أدع رياح الخريف تعصف‬ ‫بأيامي‬

‫أقسمت في حضرة العشق‬

‫وال تمر قوافله بمضارب قلبي)‬

‫بحساب السنين لكن ‪..‬‬

‫‪37‬‬


‫‪161‬‬

‫ومع الليل تبدأ رحلة األماني باللقاء حيث تحاول الشاعرة أن تسقط كل أسباب الهجر‬ ‫لتلك األحالم لعل طيف الحبيب يمر وقد فتحت له نوافذ األمل باللقاء دون جدوى‪:‬‬ ‫(تعال ‪..‬‬

‫ونثرت شذى أنوثتي بطريق طيفك‬

‫إن َ‬ ‫جن ليلي‬

‫ذراعي بحجم الحنين‬ ‫فتحت‬ ‫َ‬

‫فنوافذ الروح مشرعة‬

‫وبطول اللهفة‬

‫وأوصدت بوجه العتاب أبوابي‬

‫وارتفاع األشواق‬

‫على شفاه القلب رسمتك أغنية‬

‫تعا َل ‪)..‬‬

‫وج ٍد وشوق‬ ‫ترسم لنا الشاعرة صورة جلية للغياب الذي يشكل عنوانا بارزا وهو يمتزج مع‬ ‫أماني اللقاء المستحيلة فهي ترتشف األلم بكأس من شظايا األحالم وتلتحف دثار‬ ‫األلم في إشارة منها لماض لن يعود وحاضر يفتقد دفق العواطف وجمال الحياة‬ ‫المفقود ومع هذا فهي تحاول أن تصفع ذلك الصمت وهي تكتب والروح حبلى‬ ‫بالوجع ‪:‬‬ ‫(الروح ‪...‬‬

‫تتأرجح‬

‫بوجع يتمدد‬ ‫حبلى‬ ‫ٍ‬

‫ولكن تأبى السقوط)‬

‫دمعة تغازل األجفان تترنح ‪..‬‬ ‫أن كلمات مقتضبة ال تكفي لتناول هذه المجموعة من النصوص للشاعرة المبدعة‬ ‫ألننا نحتاج لنحلق بقراءتنا على أجنحة جمال الكلمات ومفرداتها الذي رسمته‬ ‫خالية من الجمود رغم معاني الحزن واأللم واألمنيات لكنها الزالت تحتضر على‬ ‫عتبة األعوام‪.‬‬ ‫نبارك للشاعرة صدور مجموعتها الشعرية متمنين لها دوام التوفيق‪.‬‬

‫‪38‬‬


161

39


‫‪161‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪161‬‬

‫‪40‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.