مجلة زهرة البارون العدد 162

‫أسبوعية‬ ‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪1‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬

‫الموصل‬ ‫تنويه‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬

‫لذا اقتضى التنويه‬

‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة‬ ‫فكريا وسياسيا تنأى بنفسها عن‬ ‫الدخول في معترك الصراع السياسي‬ ‫واالنحياز لهذا الطرف او ذاك من‬ ‫أطراف العملية السياسية في العراق‬ ‫والعالم واآلراء الواردة في بعض‬ ‫المقاالت المنشورة في المجلة من قبل‬ ‫بعض الكتاب تمثل رأيهم الشخصي وال‬ ‫تعبر عن توجه ادارة المجلة القائمة‬ ‫على استقاللية الفكر واحترام حرية‬ ‫التعبير وترفض رفضا قاطعا استخدام‬ ‫صفحاتها للترويج لزيد او عمرو او‬ ‫تسقيط فالن او عالن من الشخوص‬ ‫والتيارات والحكومات‬

‫‪2‬‬

‫مقال افتتاحي ‪5.....................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫تاريخ قانون اجتثاث البعث ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7...............................‬‬ ‫قراءة انطباعية للشاعرة صورية حمدوش ‪ /‬ليلى بومدين ‪13..................‬‬ ‫جولة في عالم المسرح ‪ /‬سعد السعدون ‪18......................................‬‬ ‫تريكو صكر ‪ /‬سامية البحري ‪20..................................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫خروف في السيارة ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪24.................................‬‬ ‫مالبس العيد ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪25...............................................‬‬

‫شعر‬ ‫شهر رمضان ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪26............................................‬‬ ‫العمل ‪ /‬نرجس عمران ‪28........................................................‬‬ ‫حنين ‪ /‬زهور ربيحي ‪29..........................................................‬‬

‫نفاق وصمود ‪ /‬لمياء حمدوش ‪30...............................................‬‬

‫‪3‬‬

‫الحياة ‪ /‬عادل الدبابي ‪32.........................................................‬‬

‫نصوص نثرية‬ ‫نحن أبناء الجزائر ‪ /‬نورة شباح ‪34.............................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪36...............................................‬‬

‫ضيف العدد‬ ‫الشاعر ناجي عبد المنعم ‪ /‬صورية حمدوش ‪39...............................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫الدراما العراقية الى اين؟ ‪ /‬قاسم الغراوي ‪47..................................‬‬

‫‪4‬‬

‫مقال افتتاحي‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫انتشرت على مواقع التواصل في اآلونة األخيرة مقارنات إذا صحت التسمية ساذجة‬ ‫حد النخاع ف رامز ليس شيطان كما يدعون وغيث ذلك المالك الصالح الذي‬ ‫يجوب األرض يبحث عن الفقراء وهنا يجب توضيح الصورة لمن ال يرى الحقيقة‬ ‫‪ ،‬فحقيقة االمر ان كل منهم على حق وقدم ما يسعد مجموعة من البشر واما ان‬ ‫ننصب انفسنا للحكم على هذا وذاك ونعطي صورة نقدية تفتقر للحرفية فذلك معيب‬ ‫وقد يأخذ علينا واذا ما كان هناك إصرار على هذه المقارنة فتكون المقارنة بين‬ ‫امرأة غانية ورجل الدين وبهذه الحالة تكون الكارثة في يوما هذا وسوف يجمع‬ ‫الجميع ان أفعال الغانية هي اصلح من رجل الدين فهي لم تحرض على قتل احد‬ ‫ولم تنصب نفسها في ادخال الناس الجنة والنار وهذا صالح واالخر فاسد ويستحق‬ ‫القتل ودخوله جهنم وهنا السؤال ماذا ابقيتم هلل وليس هذا صلب الموضوع ولنعد‬ ‫للسيد غيث واالعمال التي يقوم بها وهي استعراضية بحسب رائي المتواضع فما‬ ‫المقصود من عرض اعمال الخير على شاشات التلفاز غير التباهي والرياء ‪،‬‬ ‫وعرض تلك الحاالت المساوية على الناس في هذه األيام هي عملية احباط مقصودة‬ ‫فالبشر اليوم تعاني ليس على الصعيد الشخصي فالركود االقتصادي والحظر‬ ‫الصحي أنهك جموع البشر على الكرة األرضية ويأتي الرجل في عمليات‬ ‫استعراضية لتذكير الناس بما يعانون من ضيق الحال في الرزق وانا ال انكر عليه‬

‫‪5‬‬

‫الفعل ال وهللا ولكن تعلمنا منذ الصغر ان اعمال الخير عندما تكون بشكل علني‬ ‫تفقد قيمته عند هللا ألنه من وصف نفسه بالحليم الستار فمن نحن لنفضح الناس بما‬ ‫تحتاج والن يكون هناك بشر احن من هللا على الخلق ‪ .‬اما في الطرف االخر رامز‬ ‫جالل ذلك الشاب المرح في القول والفعل وهو رجل متميز يقدم االبتسامة والمرح‬ ‫لمن يريد ان يرحل من العذابات اليومية فمن منا ال يعاني في يومنا هذا فال عاد‬ ‫هناك ما يروح عن النفس في هذه األيام الفضيلة حتى وصل االمر لصالة التراويح‬ ‫التي هي تعتبر ترويح عن ما يجول في خاطر الرجل المؤمن فماذا عن بقية الناس‬ ‫ونشر الضحك واالبتسامة لم يكن والن يكون يوما ما جريمة فالمجتمع اليوم يحتاج‬ ‫لهذا والرجل بحق لم يجرح احد ولم يصاب احدهم بأذى والقضية محصورة بنوع‬ ‫من أنواع المزاح وسوف يقول احدهم ان المزاح حرام وهذا غير صحيح وانا‬ ‫استشهد بالصحابي (النعيمان بن عمرو األنصاري) رحمه هللا ولم يأخذ الرسول‬ ‫موقف منه رغم ان بقيت الصحابة اشتكو منه وعلى العكس من هذا حينما قال‬ ‫رحمه هللا اضحكنا وهو حي وهو ميت ولم يغضب منه الفاروق عمر ابن الخطاب‬ ‫رضي هللا عنه وهو من عرف بالشدة في التعامل وهذا دليل ال يقبل الشك ان ما‬ ‫يقوم به رامز هو ليس من باب التحريم وهذه ليست مقارنة بينهم ولكن القضية‬ ‫تحتاج الى استشهاد بما ارمي اليه ونحن اليوم في امس الحاجة لمن ينشر الفرح‬ ‫واالبتسامة وهناك مالحظة يجب ان يعرفها الجميع ان المؤمن ليس عبوس داعي‬ ‫للشتائم كما يرسم البعض صورته في المجتمع وهذا جزء ما ارمي اليه مما كتبت‬ ‫له وهنا يجب ان تكون لنا عين القلب لنرى ونحكم على الناس وال نأخذ برأي تلك‬ ‫العقول المتحجرة التي يكون حكموها غير مدروس وال يملك أي رؤية ثاقبة‬ ‫لموضوع وينصب نفسه ناقد او منتقد لعمل ال يستطيع تقديم الشيء القليل منه وفي‬ ‫نهاية ما كتبت اشهد هللا انني ما كتبت حرفا اال وكان هللا حاضر بين أناملي وهو‬ ‫يشهد ‪...‬‬

‫‪6‬‬

‫قراءات‬

‫‪7‬‬

‫ثمة مقولة سمعتها بعد االحتالل االميركي للعراق ودخول االميركان بغداد يوم ‪9‬‬ ‫نيسان سنة ‪ 2003‬وإسقاطهم نظام الحكم القائم آنذاك ‪ ،‬وهي " أن ميشيل عفلق‬ ‫أسس حزب البعث العربي االشتراكي وصدام حسين سخره لصالحه ‪ ،‬وقانون‬ ‫اجتثاث البعث أعاده الى الواجهة " ‪...‬سمعت هذا مع أنني – كمؤرخ مهتم بتاريخ‬ ‫العراق والوطن العربي المعاصر – أعرف تاريخ حزب البعث العربي االشتراكي‬ ‫ودوره في تاريخ العراق السياسي الحديث وخاصة من اواسط الخمسينات من القرن‬ ‫الماضي حتى االحتالل االميركي للعراق ‪.‬‬ ‫ما يهمني في هذا المقال أن أتحدث عن تاريخ ما سمي ب ( قانون اجتثاث البعث)‬ ‫وكيف تم تطبيقه وعلى من ؟ ولماذا لم يتحول ليكون قرارا قضائيا ‪ ،‬وانما استخدم‬ ‫كسالح بيد من تسلم السلطة بعد االحتالل وتحول فيما بعد الى ماسمي ب (قانون‬ ‫المساءلة والعدالة ) ‪.‬‬ ‫وأكتب هذا ألقول ‪ ،‬أنني ليس مشموال بالقانون ‪ ،‬والقانون اليزال نافذ المفعول مع‬ ‫وجود اعتراضات من بعض القوى السياسية ومن بعض الشخصيات في الخارطة‬ ‫السياسية والحزبية العراقية المعاصرة تدعو الى تحويله الى القضاء أو الغاءه بعد‬ ‫مضي قرابة (‪ )17‬سنة على انتها حكم حزب البعث في العراق ‪.‬‬ ‫والاريد ‪ -‬في هذا المقال – أن ادخل في تاريخ حزب البعث في العراق فلهذا مكان‬ ‫آخر ‪ ،‬لكني وبقصد وضع الموضوع في إطاره التاريخي أقول ان حزب البعث‬ ‫تأسس في السابع من نيسان سنة ‪ 1947‬في دمشق كحزب له أهدافه القومية في‬ ‫الوحدة والحرية واالشتراكية ‪ ،‬وانه وجد له طريقا في معظم البلدان العربية ومنها‬ ‫العراق ‪ ،‬واصبحت له خاليا في الخمسينات من القرن الماضي أبرزها خلية في‬ ‫كربالء أسسها الدكتور سعدون حمادي ‪ ،‬وخلية في الناصرية أسسها االستاذ فؤاد‬ ‫الركابي مع مالحظة ان الموصل عندما أُسست الخليتان كانت ذات توجه قومي‬ ‫عربي ‪ -‬اسالمي ‪.‬‬ ‫وكان لحزب البعث بعد ان اتسعت خالياه وفروعه ‪ ،‬حزبا قوميا انتشرت افكاره‬ ‫في كثير من المدن العراقية او لنقل معظمها وصار له وجود في الجيش وكان ركنا‬ ‫أساسيا في (جبهة االتحاد الوطني ) التي تأسست سنة ‪ 1957‬وضمت احزابا ليبرالية‬ ‫مثل حزب االستقالل والحزب الوطني الديموقراطي فضال عن الحزب الشيوعي ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫وكما هو معروف فإن جبهة‬ ‫االتحاد الوطني تعاونت‬ ‫مع تنظيم الضباط االحرار‬ ‫‪ ،‬وكانت ثمرة التعاون‬ ‫ثورة ‪ 14‬تموز ‪. 1958‬‬ ‫وفي ‪ 1963‬قام حزب‬ ‫البعث بإنقالب عسكري‬ ‫يوم ‪ 14‬رمضان الموافق‬ ‫لليوم الثامن من شباط –‬ ‫فبراير سنة ‪. 1963‬‬ ‫وبعد فترة انقلب رئيس‬ ‫الجمهورية المشير الركن‬ ‫عبد السالم محمد عارف‬ ‫على حزب البعث ‪ ،‬فأزاحه‬ ‫عن السلطة يوم ‪ 18‬تشرين‬ ‫االول ‪ 1963‬وتسلم‬ ‫السلطة الى ان قتل في‬ ‫حادث سقوط طائرته في‬ ‫البصرة سنة ‪ 1966‬وتولى الحكم بعده‬ ‫شقيقه الفريق عبد الرحمن محمد عارف والذي ازيح من قبل حزب البعث عن‬ ‫السلطة في إنقالب عسكري يوم ‪ 17‬من تموز ‪ 1968‬واستمر حزب البعث في‬ ‫الحكم حتى االحتالل االميركي للعراق ‪. 2003‬‬ ‫بعد االحتالل االميركي عين السفير بول بريمر ‪ L.Paul Bremer‬بمنصب رئيس‬ ‫(سلطة االئتالف المؤقتة) ‪Administror Coalition Provisional‬‬ ‫‪Authority (CPA) .‬‬ ‫وقد صدر نظام سلطة االئتالف المؤقتة رقم (‪ )1‬يوم ‪ 23‬من ايار – مايس – مايو‬ ‫‪2003‬واقر بأن " تمارس السلطة االئتالفية سلطات الحكومة مؤقتا من أجل إدارة‬ ‫شؤون العراق بفعالية خالل فترة االدارة االنتقالية بغية إستعادة أوضاع االمن‬ ‫وايجاد الظروف التي تمكن شعب العراق من تحديد مستقبله السياسي بحرية ‪ .‬كما‬

‫‪9‬‬

‫تقوم بتحسين وتعزيز الجهود المبذولة إلعادة بناء وتأسيس المؤسسات الوطنية‬ ‫والمحلية الرامية لتمثيل فئات الشعب ‪ ،‬وتسهيل الجهود المبذولة إلنعاش النظام‬ ‫االقتصادي ‪ ،‬وإعادة البناء وتحقيق التنمية القابلة لالستمرار " ‪.‬‬ ‫كان اول قرار اتخذته سلطة االئتالف المؤقتة هو القرار رقم (‪ )1‬الصادر يوم ‪16‬‬ ‫من ايار ‪ 2003‬بعنوان ( تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث ) ‪ .‬وكان القرار‬ ‫ينص على قيام السلطة االئتالفية المؤقتة في العراق " بحل حزب البعث العراقي‬ ‫يوم ‪ 16‬نيسان –ابريل ‪ 2003‬وينفذ هذا االمر عن طريق إلغاء هياكل الحزب‬ ‫واطاراته وإقصاء قياداته عن مراكز السلطة والمسؤولية في المجتمع العراقي ‪"...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وقد تم بموجب هذا االمر " إقصاء كبار أعضاء حزب البعث العراقي عن مراكزهم‬ ‫" وكان يقصد بعبارة ( كبار اعضاء حزب البعث العراقي" اعضاء القيادة القطرية‬ ‫واعضاء الفروع والشعب والفرق ) وتم " منعهم في المستقبل من العمل في أي‬ ‫وظيفة في القطاع العام ‪،‬وانهم سيتعرضون للتحريات ولتقييم مدى ما ارتكبوه من‬ ‫ممارسات اجرامية او ما يشكلونه من خطر على أمن االئتالف ‪. "...‬‬ ‫وأعطى االمر لمدير سلطة االئتالف السفير بول بريمر أو من يخوله نيابة عنه‬ ‫"منح االستثناءات مما ورد في هذا األمر على اساس دراسة كل حالة على حدة "‬ ‫وبالفعل فقد أُستثني أعضاء الفرق من الحظر ‪.‬كما استثنيت حاالت منها حاالت‬ ‫لبعض اعضاء الشعب في بعض المناطق كما هو الحال في بعض المحافظات‬ ‫وخاصة من اساتذة الجامعة ‪.‬‬ ‫وصدر أمر سلطة االئتالف المؤقتة رقم (‪ )4‬الخاص بإدارة ممتلكات واموال حزب‬ ‫البعث العراقي في ‪ 25‬من ايار –مايس ‪ -‬مايو ‪ . 2003‬وفي اليوم نفسه صدر أمر‬ ‫سلطة االئتالف رقم (‪ ) 5‬الخاص ( بتأسيس المجلس العراقي لتطعير المجتمع‬ ‫العراقي من حزب البعث ) ‪ .‬وأقر األمر تكوين المجلس من " مواطنين عراقيين‬ ‫يختارهم مدير سلطة االئتالف المؤقتة" أي السفير بول بريمر ‪ ،‬ويحدد عدد اعضاء‬ ‫المجلس على اال يتجاوز عددهم (‪ )20‬عضوا وتولى االمر الدكتور احمد الجلبي‬ ‫وهو احد معارضي النظام السابق الذين جاؤوا مع قوات االحتالل االميركي ‪.‬‬ ‫كان األمر الذي أصدره السفير بريمر يقضي بأن يتم االجتثاث (قضائيا) وتتم‬ ‫المحاسبة قضائيا إال ان األمر لم يكن كذلك اذ اصبح االمر سيفا مسلطا على الرقاب‬

‫‪10‬‬

‫‪ ،‬فمن أرادوا اعفاءه من البعثيين أُعفي ومن لم يريدوا ظل بعيدا وحرم من كل‬ ‫حقوقه ثم صدرت تعليمات بمنحهم الحق في ان يقدموا الطلبات لتكون لهم رواتب‬ ‫تقاعدية وقسم منهم اغتيل وقتل ‪ ،‬وقسم قدم طلبه فمنح رواتب تقاعدية أعتقد انها‬ ‫قليلة وال تتالءم مع شهاداتهم أو خدمتهم في الدولة ‪.‬‬ ‫القصة تحتاج الى سرد مطول ‪ ،‬والى تفاصيل لكن ما دعاني الى كتابة هذا المقال‬ ‫ذو الطابع التاريخي العلمي ‪ ،‬هو ما قرأته قبل ايام من تصريحات ل( رئيس هيئة‬ ‫المساءلة والعدالة) ‪ ،‬وهو االسم الذي اصبحت تعرف به (هيئة اجتثاث البعث)‬ ‫السابقة االستاذ باسم البدري في جريدة (الصباح ) البغدادية (العدد ‪ )4807‬الصادر‬ ‫في يوم الثالثاء ‪ 28‬من نيسان – ابريل ‪ . 2020‬وسبب التصريحات وظرفها هو‬ ‫قيام الهيئة بتدقيق قوائم تتضمن أسماء مرشحين ومرشحات للتشكيلة الوزارية التي‬ ‫ارسلها رئيس الوزراء المكلف االستاذ مصطفى الكاظمي (قبل تسلمه رئاسة‬ ‫الوزارة واداءه اليوم الدستورية مساء يوم االربعاء ‪ 6‬من مايس – ايار ‪، ) 2020‬‬ ‫وكشفه عن وجود " اكثر من مليون قيد يتعلق بالبعثيين "‪.‬‬ ‫وأوضح ان آلية تدقيق االسماء المرسلة من قبل المكلف تتضمن االسم الرباعي‬ ‫والتولد ومحل السكن وتتم مطابقتها بقاعدة البيانات المتوفرة عن الهيئة لجميع الكادر‬ ‫الحزبي قبل ‪ ، 2003‬وجميع منتسبي االجهزة االمنية ‪.‬‬ ‫كما اشار الى أن إجراءات (هيئة المسائلة والعدالة ) قانونية ‪ ،‬منظمة بقانون ‪،‬‬ ‫وجزء من مهام عملها تدقيق اسماء المرشحين للمناصب العليا موضحا ان المسؤول‬ ‫الذي تنطبق عليه اجراءات المساءلة والعدالة يُمنع من الترشيح ‪.‬‬ ‫ولفت رئيس هيئة المساءلة والعدالة الى ان عملية االستثناءات من اجراءات‬ ‫المساءلة والعدالة ‪ ،‬مسألة قانونية بعيدة عن االجتهاد ‪،‬مبينا ان المادة ال ( ‪ )12‬من‬ ‫قانون المساءلة والعدالة وهو القانون الذي حل محل قانون اجتثاث البعث الذي‬ ‫أصدره السفير بول بريمر سنة ‪ 2003‬والذي اشرنا اليه آنفا ‪ ،‬تسمح للوزير‬ ‫المختص بتقديم طلب للتنسيق مع مجلس الوزراء استثناء االسماء المرفقة يوضح‬ ‫الحاجة الضرورية لخدماتها لتتم الموافقة عليها وفق آليات محددة ‪.‬‬ ‫واتذكر ان رئيس هيئة اجتثاث البعث السابق الدكتور احمد الجلبي كانت لديه ايضا‬ ‫حرية في االستثناء من االجتثاث ‪ .‬وقد استفاد منها البعض ممن كان يعمل عضو‬ ‫شعبة في حزب البعث ‪ .‬وقد استطاع بعض المسؤولين من االستفادة من هذه‬ ‫االستثناءات في حينها بينما عجز مسؤولون اخرين عن تقديم طلبات االستثناء لمن‬

‫‪11‬‬

‫كانوا بدرجة اعضاء شعبة او‬ ‫فرع او مكتب ‪ .‬ومعنى هذا‬ ‫ان المساواة بين من شملهم‬ ‫االجتثاث لم تكن متحققة ‪.‬‬ ‫ويبدو ان ( قانون المساءلة‬ ‫والعدالة ) الجديد رقم (‪) 10‬‬ ‫لسنة ‪ 2008‬وهو الذي حل‬ ‫محل ( أمر سلطة االئتالف‬ ‫المؤقتة رقم (‪ )1‬لسنة ‪2003‬‬ ‫لتطهير المجتمع العراقي من‬ ‫حزب البعث ) ‪ ،‬والذي َح َل‬ ‫بموجبه السفير بول بريمر ما‬ ‫اسماه ب(حزب البعث‬ ‫العراقي ) ‪ ،‬نظم آلية التعاون‬ ‫بشكل تفصيلي عن قانون‬ ‫اجتثاث البعث الذي عمل‬ ‫بآليات غير واضحة ‪ ،‬وحدد‬ ‫حقوق الفئات المشمولة من‬ ‫بينها حق العودة للوظيفة‬ ‫بمستويات من حيث االعادة‬ ‫واالحالة على التقاعد على ان‬ ‫يستثنى منه من كانوا يسمون‬ ‫(فدائيو صدام ) في زمن الحكم‬ ‫السابق لالحتالل ‪.‬‬ ‫ووضح رئيس هيئة المساءلة والعدالة مسألة مهمة وهي ان " قانون المساءلة‬ ‫والعدالة منع مشاركة البعثيين في إدارة الدولة ‪ ،‬لكنه ضمن الحقوق والواجبات من‬ ‫حيث االعادة واالحالة على التقاعد " ‪...‬ورسم القانون الجديد االجراءات ووضع‬ ‫آليات الطعن والذهاب الى القضاء وما يصدر منه أي من القضاء يصبح ُملزما "‬

‫‪12‬‬

‫ولكن هل ان القانون يستخدم في بعض المناطق اداة َ للضغط ؟ نفى رئيس هيئة‬ ‫المساءلة والعدالة الحالي كذلك وقال انه توجد مناطق في العراق تتعاطف مع‬ ‫البعثيين في حين توجد مناطق أُخرى التتعاطف معهم ‪ .‬وقال ان الحكومات السابقة‬ ‫لم تضغط على الهيئة من اجل اصدار استثناءات لبعثثين مشمولين باالجراءات‬ ‫‪.‬لكنه استدرك ليقول ان هيئة المساءلة والعدالة استثنت فقط منذ سنة ‪ 2014‬ولغاية‬ ‫سنة ‪ 2000‬بحدود ( ‪ )200‬شخص وهذا فرق مابين االستثناء واإلعادة الى الوظيفة‬ ‫حقائق اخرى ذكرها رئيس هيئة المساءلة والعدالة تفيد المؤرخ مستقبال ‪ ،‬وهي ان‬ ‫(هيئة المساءلة والعدالة ) لديها اكثر من (مليون ) قيد يتعلق بالبعثثين من درجات‬ ‫حزبية مختلفة ‪ ،‬وتشكيالت أمنية عديدة وما كان يعرف بفدائيي صدام وان هيئة‬ ‫المساءلة والعدالة أحالت اكثر من (‪ )115‬الفا منهم على التقاعد لغاية سنة ‪2018‬‬ ‫عالوة على ما اسماه استمرار (قوائم المصالحة)‬ ‫وقال ان هيئة المساءلة والعدالة اصدرت ( ‪ ) 53‬قرارا باعادة بعثيين الى الوظيفة‬ ‫‪ ،‬وكل قرار كان يشمل مابين ( ‪ ) 1500 -1000‬شخص ‪ .‬كما تم اصدار (‪)36‬‬ ‫قرارا باالحالة على التقاعد ‪.‬‬ ‫نقطة اخرى اشار اليها رئيس هيئة المساءلة والعدالة الحالي ‪ ،‬وتفيد المؤرخ في‬ ‫قابل االيام عندما يكتب تاريخ العراق المعاصر منذ سنة ‪ 2003‬وهي " ان قانون‬ ‫المسالة والعدالة اليعمل في اقليم كردستان العراق والتوجد أي آلية للتعامل بشأن‬ ‫البعثيين متهما االقليم بإيواء البعثيين " ‪.‬‬ ‫لكن مما يجب أن اذكره للتاريخ ان السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان‬ ‫العراق عندما كان في منصبه أصدر عفوا على الكورد الذين انتموا الى حزب‬ ‫البعث العراقي أو عملوا معه وبذلك حقق االقليم قدرا كبيرا من االستقرار السياسي‬ ‫واالمني واالجتماعي مع مالحظة ترك االمر للقضاء في حالة وجود اعتداء او‬ ‫جريمة او ماشاكل ذلك ‪.‬وهذا االسلوب كما هو معروف سبق أن إتبعه الرئيس‬ ‫الراحل نيلسون مانديال في جنوب افريقيا وثبت نجاحه وجاء بكثير من الثمار المفيدة‬ ‫للمجتمع ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫ليلى بومدين‬ ‫صورية حمدوش هي شاعرة من مدينة ميالف‬ ‫أو األرض المسقية تعتلي متن الجوى‬ ‫بالتعقب ‪ ،‬و استمرار التقادم في التبشير ‪،‬‬ ‫و زف المذهب السياسي في الصوغ عن‬ ‫الوعي ‪ ،‬و الحنو العاطفي لتوضيح‬ ‫أشعارها إنها تفرض نفسها في لغة غريرة‬ ‫‪ ،‬و رائقة ترتكز على البالغة في التصوير‬ ‫‪ ،‬و التشبيهات فتحيا في أسس فنية ‪ ،‬و رؤية‬ ‫شعرية ألهل الضاد في أسطورة جريئة للشاعرة‬ ‫المرموقة (صورية حمدوش ) فهي بين وسائل محددة‬ ‫لتوصيل غايتها المعينة تعتمد الشاعرة في معاني مستحوذة من اإليقاع الداخلي‬ ‫للحروف ‪ ،‬و انصباب السيل لمرحلة كتابية بين زمرة اإلحتواء ‪ ،‬و الخيال العاطفي‬ ‫في تعويض كاف و شاف عن حرمان الشاعرة من اسطورة غير مؤكدة كذلك‬ ‫ترتكز على تحليل التفكيك الجزئي أو الكلي المنسفح أو الموشى ألنها تنسجم مع‬

‫‪14‬‬

‫وحدة جوها النفسي فالقصيدة تحتوي على موجود غير مثبت ‪ ،‬و ال حي إنه مكان‬ ‫في الخيال ال مكان له في التجانس مع غيره أما األشالء األخرى المبعثرة الكل‬ ‫يؤدي إختصاصه في إقتضاب ‪ ،‬و تكثيف اللغة اإلنزياحية المعاصرة متفطنة إلى‬ ‫المعتقد في انجاز الغير ملموس ‪.‬‬ ‫ترى أنها األيقونة منذ الغرة األولى في نطيس خفي يوحي باالنفضاض فتتحين‬ ‫البنية في عين صائبة لقد ترجمت الشاعرة المتفحصة بقلمها العبقري عن ذاكرة‬ ‫تداهم بشراسة حادة رجوج عالمها المقدس ‪ ،‬و العليم المعرب الذي ال يؤمن بها‬ ‫فتكردس في نعامة تعبيرها رفه المواجهة ‪ ،‬و بالتالي نجد الشاعرة شتت و ذهلت‬ ‫مما تشهده في األرض الضرمه ‪ ،‬و هي ‪ ..‬األميرة ‪ ..‬الحبيب ‪ ..‬األم ‪ ..‬الوطن‬ ‫صاحب طاقية اإلخفاء ‪.‬‬ ‫الوحدة ‪ ..‬االستجابة العاطفية المعقدة‬ ‫العنوسة ‪ ..‬تعبير يستخدم لوصف الجنسين‬ ‫التشبيه ‪ ..‬هو عقد مقارنة بين طرفين‬ ‫الضمير المتكلم ‪ ..‬من الضمائر المنفصلة‬ ‫الوصف ‪ ..‬وسائل تعبير في اللغة‬ ‫اإلعتراف ‪ ..‬بعض الحقائق الشخصية‬ ‫الطقوس ‪ ..‬مراسم تراث الجماعة المشتركة‬ ‫الترجي ‪ ..‬مصطلح لطلب أمر ممكن‬ ‫التعجب ‪ ..‬انفعال يحدث في النفس‬ ‫اإلستفهام ‪ ..‬استعالل ما في ضمير المخاطب‬ ‫الجواب ‪ ..‬لكل سؤال ملم بكل شيء‬ ‫حينما يلسط الليل رداءه تطير و تحرك جناحيها مع الفعل أجدف في التجمعات‬ ‫الهائلة ‪ ،‬و الكوكبيات و النيازك ليحتويها الغبار الكوني بين أحضان العنوسة ‪ ،‬و‬ ‫الوحدة المنفردة بنفسها التي ال يعرف لها شيء ‪ ،‬و ال أصل فتمتد بحبها في ذات‬ ‫الضفيرة الطويلة من صفة مشبه بشكل يتجاوز المعتاد تواصل عقد مقارنة بين‬ ‫طرفين لصفة واحدة في تحليل حكاية منتسبة السجية في وجه الشبه ‪ -‬ك ‪ -‬أداة‬

‫‪15‬‬

‫التشبيه ‪ ،‬و األميرة هي المشبه ثم تذهب إلى وسيلة أخرى للتعبير في اللغة ‪ ،‬و هي‬ ‫تحاور فيه ا المتكلم للتعبير عن مالمح ‪ ،‬و صفات الوطن الحبيب بطريقة فنية‬ ‫رائعة ‪ ،‬و ذلك لتقريب الشكل إلى مستوى ذهن القارئ ‪ //‬و الحبيب المنقد من سكر‬ ‫األيام و طاقية اإلخفاء ‪ //‬إنها تعبر بالوصف في أكثر من طريقة مما يدل على‬ ‫بالغة الشاعرة حيث تحاول جاهدة في البحث عن أقرب المفردات للحالة التي تريد‬ ‫إبالغ القارئ بها ‪ //‬من الزمن المحلى نتداول على كرسي لإلعتراف بخطايا القلب‬ ‫التي يفوح عطرها باقات زهور ندى بتالتها زينته المآقي لتبقى منفتحة للناظرين‬ ‫‪ //‬تعود إلى اإلعتراف الذي يدلي بعض الحقائق في شيء ما منطوق ‪ //‬و إن كانت‬ ‫جذورها نحارب القحط كالفدائين و الجياع في األرض المقدسة ‪ //‬و المفعول مقدس‬ ‫فتعظم ‪ ،‬و تبجل السطل الذي تتطهر روحها فيها ثم تعود إلى أقرب الطقوس التي‬ ‫عرفت بها ذاك الحبيب باألفكار ‪ ،‬و األفعال التي بعد خطيئة ‪ //‬مكتوب على جبين‬ ‫قدري أن أنعم خصالت ‪ //‬تعود إلى الترجي لتطلب األمر المرغوب فيه ‪ //‬ألحفظ‬ ‫حبل الوصال و جبل من صبار األيام التي نهشت المجد التليد لوطن زرعت فيه ‪//‬‬ ‫تعود إلى التعجب بإنفعال حدث في نفسها عند شعورها بأمر ‪ //‬و ال أعلم هل‬ ‫سأبقى للخذ أم سيلفظني طوفان مع أول تسونامي أم أنه غيوم ملبدة و ستظهر‬ ‫بأرضي العطشى ‪ //‬ثم الجواب في صفة مبالغة ‪ ،‬و التنقل إلى ‪ //‬ألن سماءه‬ ‫بالصمت ‪ //‬هنا الفعل نخر ‪ //‬كقطرات الماء على مهل ما أوحي لي في زمن‬ ‫نطاف الرؤيا فيهدم المعبد و أعود إلى عظم العجز ‪ //‬إنها تتبادل بنظرات تساؤلية‬ ‫إستفهامية حول طرحها للمناقشة في رغبة إجراء فوري‬ ‫أجدف في ليل مجرتي‬

‫نتداول على كرسي لإلعتراف‬

‫و أكسر عنوسة وحدتي‬

‫بخطايا القلب‬

‫التي جدلت ضفائرها‬

‫التي يفوح عطرها‬

‫كحكايا األميرة السجينة‬

‫باقات زهور‬

‫و الحبيب المنقد‬

‫ندى بتالتها‬

‫من سكر األيام‬

‫زينته المآقي‬

‫و طاقية اإلخفاء‬

‫لتبقى متفتحة للناظرين‬

‫من الزمن المحلى بطهر أمي‬

‫و إن كانت جذورها‬

‫‪16‬‬

‫تحارب القحط‬

‫مع أول تسونامي‬

‫كالفدائين و الجياع‬

‫أم أنه غيوم ملبدة‬

‫في األرض المقدسة‬

‫و ستمطر أرضي العطشى‬

‫مكتوب على جبين قدري‬

‫ألن سماءه لحاف يدثرني‬

‫أن أنعم خصالت قلبي‬

‫ألبلغ معه إلى مدارات فلكه‬

‫ألحفظ حبل الوصال‬

‫المعزولة بالصمت‬

‫و جبل نجاتنا من صبار األيام‬

‫تنخر كقطرات الماء‬

‫التي نهشت الجد التليد‬

‫على مهل ما أوحي لي‬

‫لوطن زرعت فيه‬

‫في زمن نطاق الرؤيا‬

‫و ال أعلم هل سأبقى للخذ‬

‫فيهدم المعبد‬

‫أم سيلفظني طوفان‬

‫و أعود إلى عظم العجز‬

‫‪17‬‬

‫سعد السعدون‬ ‫قبل الدخول إلى عالم المسرح الوثائقي‬ ‫ومن خالل مبدعه الشهير " بيتر فايس "‬ ‫ال بد من اإلشارة أن هذه الجولة أو لنقل‬ ‫السياحة المعرفية بعالم المسرح الذي‬ ‫نعتبره المادة الثقافية الوحيدة التي تتوافر‬ ‫فيها الكلمة والصورة ‪ ،‬ألن الكاتب‬ ‫المسرحي يكتب نصه عبر لغة أدبية تتوفر‬ ‫فيها الوحدات الثالث التي هي األساس لكتابة اي نص ‪ .‬وحتى يكون هذا النص هو‬ ‫المادة الحية يتجسد على خشبة المسرح عبر آليات عديدة ومنها الممثل والموسيقى‬ ‫والديكور واإلضاءة‪ ،‬ليكون العمل أمام أنظار المتفرج الذي يتابع األعمال‬ ‫المسرحية ‪.‬واليوم نتحدث عن كاتب مهم ولد عام ‪ ١٩١٦‬في برلين وتوفي عام‬ ‫‪ ١٩٨٢‬في استوكهولم ‪ ،‬شب هذا الكاتب " فايس " في برلين وبرمين ‪ ،‬وفي عام‬ ‫‪. ١٩٣٤‬‬ ‫هاجرت عائلته عبر لندن الى ابراج ‪ ،‬وفي عام ‪ ١٩٣٩‬هاجرت العائلة عبر سويسرا‬ ‫الى السويد ‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ ١٩٤٥‬أصبح فايس مواطنا سويديا عمل في البداية رساما ‪ .‬ومنذ عام‬ ‫‪ ١٩٤٧‬عمل كاتبا باللغتين السويدية واأللمانية‪ .‬حيث طبق أفكاره ونظرياته على‬

‫‪18‬‬

‫مسرحة التسجيل الوثائقي الذي يعتمد على تقارير حقيقية وكذلك الوثائق الصحفية‬ ‫التي تخاطب الطبقة العاملة ‪.‬‬ ‫ان المسرح الوثائقي " التسجيلي " هو تقديم مسرحية تتناول شريحة مقتطفة من‬ ‫التاريخ من خالل رؤية عصرية باستعمال الحيل الدرامية‪.‬‬ ‫وحتى يستفيد المشتغل بهذا النوع المسرحي عليه المزج بين العناصر الدرامية‬ ‫والملحمية معززة بالوثائق ومن مسرحياته‬ ‫مسرحية " البرج " عام ‪١٩٦٢‬‬ ‫مسرحية " ماراصاد "‬ ‫مسرحية " أنشودة أنجوال "‬ ‫ومسرحية " هولدرلين " عام ‪١٩٧١‬‬ ‫حتى عام ‪ ١٩٦٠‬نجحت محاولته في األفالم التجريبية والوثائقية والكوالج‪ .‬وفي‬ ‫عام ‪ ١٩٦٠‬نشر للمرة األولى في ألمانيا وعمل منذ ذلك الوقت بالكتابة فقط ‪.‬‬ ‫حصل على العديد من الجوائز‪ .‬ولكي نقول ان هذه الجولة االستثكارية هي لربط‬ ‫ما قدمه بعض من الفنانين المبدعين من العراقيين لهذا النوع من المسرح سوآءا‬ ‫من طلبة فنون الجميلة أو من المحترفين الذين كانوا لهم الدور الكبير في تحريك‬ ‫هذا الفضاء‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫الناقدة واألستاذة الباحثة سامية البحري ‪ /‬تونس‬ ‫تصدير ‪ :‬يقول لفيلسوف كانط "إن قدرة اإلنسان على امتالك األنا في تمثله تسمو‬ ‫به غاية السمو فوق سائر الكائنات الحية األخرى على وجه األرض "وأقول ليس‬ ‫أروع من نقول تلك األنا عبر الفكر والفلسفة والشعر واألدب وكم يكون األمر جليال‬ ‫‪..‬عظيما عندما تجتمع كل هذه الفنون والعلوم في قبضة واحدة ‪..‬فيكون المبدع في‬ ‫مرتبة "الخالق "باللغة وفي اللغة‪.. .‬‬ ‫في البحث في ماهية الشاعر ومواقفه ‪:‬‬ ‫_تريكو صكر المراني عراقي ‪/‬بغدادي ‪/‬عربي في الصميم‬ ‫محام وشاعر ‪،‬مترجم‪ ،‬نحات‪ ،‬خطاط‪ ،‬رسام‬ ‫شغف بالبحث والقراءة ‪ ..‬واعتكف في سبيل ذلك ‪..‬‬ ‫له مواقف واضحة من عدة مسائل نذكر منها ‪:‬‬ ‫_موقفه من الدين ‪ :‬يؤمن باهلل خالقنا بشكل مطلق ‪..‬ويرى أن األديان من خلق‬ ‫البشر ‪..‬وهنا يتجلى أثر الفيلسوف الكبير أبي العالء المعري في ثقافة الشاعر تريكو‬ ‫صكر و بلورة توجهاته الفكرية إلى جانب تجربته الشعرية التأملية التي انقطع في‬ ‫سبيلها عن الناس والدنيا ليخرج بمدونة اختزلت كل مواقفه ورؤاه الفكرية‪. .‬‬

‫‪20‬‬

‫_موقفه من السياسة ‪ :‬لم يمدح ولم يتزلف ألحد‪ ،‬ويرى أن الشاعر البد أن يكون‬ ‫بعيدا عن مدح الساسة ألن القصيدة التي تمجد سائسا تجعل منه تمثاال في أذهان‬ ‫الناس وهذا التمثال يزول بزوال الممدوح فتزول القصيدة ‪..‬‬ ‫وهنا نلمس فلسفة الشاعر حول وظيفة الشعر فالشعر يجب أن يكون بمعزل عن‬ ‫السياسة وان ال يرتبط بوظيفة تكسبية ‪ /‬براغماتية‬ ‫_موقفه من األدب ومن الشعر خاصة ‪:‬‬ ‫تشبع بقوانين الشعر العمودي ‪..‬وانتصر للقصيدة العمودية انتصارا فيه الكثير من‬ ‫الصرامة والشدة إذ الشعر عنده القريض ودون ذلك ليس بشعر رفض الشعر الحر‪،‬‬ ‫واعتبره مجرد كالم يحتوي بعض اإليقاع ويرى أن الذي يطلق على نفسه صفة‬ ‫الشاعر عليه أن يجيد نظم القصيدة العمودية المقفاة‪ ..‬وال وجود لشعر في لغة‬ ‫العرب سوى ذلك ‪..‬‬ ‫*بعض خصاله الفكرية والحياتية‬ ‫عرف بوداعته بين أهله وفي محيطه ‪..‬إلى جانب حكمته ورجاحة عقله ‪..‬وقلبه‬ ‫الطيب ‪..‬وتواضعه‪ ..‬كما أنه كان نباتيا في مأكله ‪ ..‬وكان مسالما جدا ‪..‬ينبذ العنف‬ ‫مهما كانت األسباب‪ . .‬ويتميز بحساسية مرهفة حتى أنه كان يقول عن قناعة " لو‬ ‫اعترضت دربي نملة‪ ،‬لغيرت اتجاه مسيري تاركا لها حقها لتعيش‬ ‫تميز بذاكرة قوية حتى أنه يستطيع حفظ الشعر بعد قراءة واحدة ‪..‬يحفظ العديد من‬ ‫األبيات الشعرية‪. .‬يمكنه الترجمة الفورية كما أنه يرتجل الشعر ‪..‬‬ ‫**حادثة أثرت في حياته ‪:‬‬ ‫يروي ابن اخته االستاذ عماد حياوي المبارك عضو الرابطة المندائية للثقافة‬ ‫والفنون في مقال كتبه حوله فيقول " كان بالتحديد في منطقة العالوي أمام سينما‬ ‫بغداد ‪..‬خالل االنقالب على الحكم الملكي‪. .‬رأى الغوغاء يربطون جثة الوصي‬ ‫عبد اإلله بخلفية سيارة متباهين بانجازهم البشع ‪"..‬أطاح به هذا المشهد‪. .‬واعتكف‬ ‫بعيدا عن كل العالم ‪..‬غرق في عالم الكتب ‪..‬بين الفلسفة والحكمة وأدب ما وراء‬ ‫الطبيعة ‪..‬كان يتغذى على الكتب والدواوين والقواميس ‪...‬و يتنفس من خاللها ‪..‬‬ ‫وأغرق في لج السؤال الذي أربكه فأوجعه ‪ ..‬باحثا عن إجابة تشفي الغليل ترى من‬ ‫أين لبني البشر كل تلك البشاعة والقسوة ؟‬

‫‪21‬‬

‫لماذا تسفك الدماء ؟‬ ‫وكيف لإلنسان أن يغتال الروح البشرية التي هي من خلق هللا؟ ؟‬ ‫وهي فلسفة تجلت في أشعاره ‪..‬وشغلت عقله وفكره حتى رحيله‪.. .‬فلسفة قدست‬ ‫الكينونة في ذاتها ‪..‬ورأت ء الروح مقدسة وال أحد يمتلك الحق في قبضها‪ ..‬هللا‬ ‫وحده له سلطان عليها ‪ ..‬رحل الشاعر الفيلسوف ومكثت فلسفته في األرض تبحث‬ ‫عن تأصيل كيان بين بشر لم يتقنوا سوى القتل وصناعة الموت إلى يومنا هذا لكأن‬ ‫اإلنسان جبل على الصراع مع اإلنسان من أجل البقاء ‪..‬‬ ‫وإن كانت مقولة البقاء لالقوى هي مقولة تنهل من قانون الغاب ‪..‬فإن العصر‬ ‫الحديث رغم توهم المدنية والقوانين الدولية وحقوق اإلنسان إال أن هذا العصر‬ ‫المتطور ظل متشبثا بهذا القانون الغابي‪..‬الذي أغرق الجغرافيا العربية في برك‬ ‫من الدماء والدموع ‪....‬‬ ‫واستبان لي فضله وبراعته لئن كان الشعر العربي القديم شعر أغراض‪ ،‬قد سمح‬ ‫للشاعر أن يصور الذات النموذجي وهو األنا الذي حدده طبيعة الغرض وخصائصه‬ ‫فالغرض هو الذي يحدد توجه الشاعر والعالم الذي يركبه عبر مخياله الشعري‬ ‫البعيد عن واقعه التجريبي في عديد األحيان فإن الشعر عند تريكو صكر هو شعر‬ ‫رؤى ومواقف ينهل من الفلسفة اساسا ويعبر عن األنا المفكر ‪،‬المتأمل وفق جدلية‬ ‫القلب والعقل والقصيدة عنده تتجاوز مجرد النظم إلى مرحلة نحت الكيان أي أن‬ ‫الشعر عنده كما عند نجله الشاعر ضياء تريكو يتحول إلى كائن يتنفس برئتين هما‬ ‫اللغة والفلسفة وهو ما يجعله يتسامى عن الموجودات المحسوسة وينفذ من الزمان‬ ‫والمكان لينخرط في معاني الديمومة واالستمرار والتمدد وما يزيده انخراطا في‬ ‫هذا االنعتاق الالمحدود هو أنه لكل قصيدة من قصائد تريكو صكر عند التأمل‬ ‫والتحقق قدرة على امتالك تفردها وخصوصيتها وهو ما يجعلنا نتريث أمام خطاب‬ ‫شعري في قيمة هذا الخطاب الشعري حتى نتمكن من إدراك ما وراء الخطاب ‪..‬‬ ‫وقد أفضى كل ذلك إلى حقيقة ثابتة انه ليس من السهل على الباحث العارف المدقق‬ ‫النفاذ بسهولة إلى هذه المدونة في جوهرها‪. .‬‬ ‫اللغة في شعر تريكو صكر ‪:‬‬ ‫انطالقا من رؤية الفيلسوف الكبير هايدوقار " اللغة مسكن الوجود " وربطه بالفكر‬ ‫العربي عموما "الشعر ديوان العرب " ذاك الفكر بالمعنى االنطروبولوجي مضمن‬ ‫في الشعر كانت تلك البوابة التي دخلنا من خاللها إلى مدونة تريكو صكر فكانت‬

‫‪22‬‬

‫اللغة الشعرية عنده موجدة للموجودات انطالقا من نظرية الفلسفة الميتافيزقية من‬ ‫ناحية واألنا الديكارتي المتأمل المفكر فتتحول اللحظة الشعرية عند تريكو صكر‬ ‫إلى لحظة تأمل في الوجود وما وراء الوجود‬ ‫وكان االعتكاف هو الذي أوقد شرارة التفكير في ماهية هذه النفس وما تعلق بها‬ ‫من جزئيات تتشظى في كل لحظة حتى تتحول إلى أجسام في حجم الذرة ال ترى‬ ‫إال باالدراك الروحي العجيب الذي ال يصل إليه إال من كان قلبه نقيا خالصا لقوة‬ ‫خارقة ركبت هذا الكون تركيبا مذهال وهيأت هذا الكائن اإلنسان لالنخراط في هذا‬ ‫الكون الممتد‬ ‫كنت اعتقد أن الشعر هو تركيب العالم باللغة تركيبا جديدا فحسب بيد أني كلما‬ ‫ا لتحمت مع مدونة الشاعر تريكو صكر أدرك أمورا أخرى لم تكن متاحة من قبل‬ ‫وأشعر في رحابه أني" متى انقطعت عن التفكير تماما انقطعت عن الوجود بتاتا‬ ‫"على حد عبارة ديكارت في التأمالت الميتافيزقية‬ ‫وفي مايلي بعض األبيات التي تلخص بعض الرؤى‬ ‫قصيدة األهواء واآلراء‬

‫في قصيدة مداهمة ‪:‬‬

‫تلهو النفوس فتلعب األهواء ‪#‬‬

‫تداهمني في كل يوم مصيبة ‪#‬‬

‫لنهى األنام وتقصر اآلراء‬

‫فما يبتغي جنح من الدهر عابث‬

‫لسنا سواء في النفوس وفي النهى‬ ‫‪#‬‬

‫تحملت في دنياي ما هد حمله ‪#‬‬ ‫فؤادي وإن الحمل في الصدر ماكث‬

‫كيف استوى العلماء والجهالء‬ ‫وقد ترك الشاعر مدونة شعرية ضخمة تحمل في جوهرها مواقفه ورؤاه الفكرية‬ ‫وهي مدونة زاخرة بالنظريات الوجودية في الحياة والوجود وما وراء الوجود‪. .‬‬ ‫كان لنا شرف التوقف معها والسباحة في أغوارها‪ . .‬وإن كان األمر ليس بالهين‬ ‫وال باليسير‬ ‫رحم هللا الشاعر الفيلسوف تريكو صكر‬ ‫ولم يمت من ترك إرثا ثقافيا عظيما في حجم مدونته الشعرية العمالقة‬

‫‪23‬‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫الصبر واحد من دروس الصيام ‪ ..‬ليس عن الطعام وانما حتى في قيادة السيارة‬ ‫بالشارع قبيل لحظات الفطور ‪ ..‬تلك اللحظات التي يتصور فيها بعضهم انه الوحيد‬ ‫الصائم دون العالمين ‪..‬وعلينا ان نتحمل سرعته الجنونية ليصل الى موعد االفطار‬ ‫‪..‬وقد يتسبب بحوادث كارثية ويزهق ارواحا بريئة ‪..‬وعند تنبيهه ‪..‬ال يتقبل االمر‬ ‫وينفعل ويغضب ‪..‬ويسب ويشتم ‪..‬وال ادري ما الحاجة لصيامه اذا كان بمثل تلك‬ ‫االخالق ‪..‬التي لم تعرف من الصوم اال االمتناع عن الطعام والشراب ‪..‬وقد يفعل‬ ‫ذلك حتى خروف بسيط الذكاء ‪..‬‬

‫‪24‬‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫فُرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة وكان الحر شديدا جدا ‪ ،‬وكان‬ ‫ابو جهل يملك مبردة امريكية جديدة ومجمدة من نوع بيكو حجم ‪ ، ١٦‬وكان أول‬ ‫من يملك هذه األشياء في مكة ‪ ،‬ونكاية بالمسلمين كان يدعو أصدقاءه من الكفار‬ ‫والمشركين إلى داره للتنعم بالهواء والماء البارد في وقت كان فيه المسلمون‬ ‫يصومون في ذلك الحر الشديد ‪...‬‬ ‫الطريف ان ابا جهل قرر أن يحتفل مع المسلمين بعيد الفطر عندما علم‬ ‫ان هناك عيدا بعد رمضان ‪ ،‬فأخذ عائلته إلى أسواق قريش واشترى لهم اجمل‬ ‫المالبس ‪ ،‬كما اشترى الكرزات والحلويات ال سيما الكرزات الحبشية التي كانت‬ ‫تصلهم بحكم عالقة مكة التجارية مع جاراتها ‪ ،‬مستفيدين من عالقة احد المشركين‬ ‫بالنجاشي ملك الحبشة آنذاك ‪...‬‬

‫‪25‬‬

‫شعر‬ ‫اسماعيل خوشناو‪ /‬العراق‬ ‫ض َ‬ ‫شه ُْر َر َم َ‬ ‫ان‬ ‫َ‬ ‫ب َم ْن ِزلَة‬ ‫لَكَ في ا ْلقَ ْل ِ‬ ‫وأَنتَ ِلقُ َّر ِة ْاألَعيُ ِن‬ ‫سعد و أَ ْن َوار‬ ‫َ‬ ‫ُك ُّل ا ْل َموائِ ِد‬ ‫ق فَوقَها بَ َركات‬ ‫ت ُ َح ِل ُ‬ ‫َام َرة‬ ‫ا ْلبُيوتُ ع ِ‬ ‫ِل ْل َخ ِير ِ​ِ أَ ْو َطان‬ ‫سال ُم َورد‬ ‫ال َّ‬ ‫َف ك ُِل فَرد‬ ‫في ك ِ‬

‫س َما ً‬ ‫و َ‬ ‫ارتْ بَ ْل َ‬ ‫ص َ‬

‫ا ْل ِلقا ُء يُثْ ِم ُر ا ْبتِسا َمةً‬

‫ش َج ُ‬ ‫طيب ِبها ْاأل َ ْ‬ ‫ان‬ ‫تَ ُ‬

‫طر‬ ‫وا ْلعَ ُ‬

‫َبشَا ِئ ُر ال َجنَّ ِة‬

‫تَ ْنثُ ُرهُ ْاأل َ ْب َد ُ‬ ‫ان‬

‫تَغدُو ُك َّل يَ ْوم‬

‫ت ال َّطبيعَةُ‬ ‫َ‬ ‫غنَّ ِ‬

‫يب ُك َّل َم ْن‬ ‫ت ُ ِص ُ‬

‫شي َد ا ْل ُخ ْل ِد‬ ‫أَنا ِ‬

‫‪26‬‬

‫ف َمكانَهُ‬ ‫عر ُ‬ ‫ما عَا َد تَ ِ‬

‫ِهدايَة و ُ‬ ‫غ ْف َران‬

‫أَ ْوزار‬ ‫ح َر َم َ‬ ‫ضا ُن‬ ‫َيلُو ُ‬

‫ق‬ ‫ُك ُّل ا ْل َخالئِ ِ‬ ‫في لُطف وفي ك َ​َرم‬

‫في ك ُِل دَرب‬

‫س ُن‬ ‫يَد تُح ِ‬

‫لَ َوحات‬

‫ويَد في تَ َ‬ ‫ض ُّرع‬

‫تَظ َه ُر على ُحروفِها‬

‫ُ‬ ‫حمان‬ ‫الر‬ ‫يَ ْقبلُهُ َّ‬

‫‪27‬‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سورية‬ ‫على العمال تسليم‬ ‫وهذا العيد تقدير‬ ‫عليك الشكر أخالق‬ ‫فال ينفعك تقصير‬ ‫وال تأتي بأعذار‬

‫فال يخدمك تبرير‬ ‫وكل الوقت قد أعطوا‬ ‫فال يقربك تعتير‬

‫وإن في شغلهم غابوا‬ ‫فما في الود تقتير‬ ‫هي الحياة أسباب‬ ‫فال يعجزك تدبير‬ ‫وحاول أن تجاريهم‬ ‫فلن ينفعك تأخير‬

‫‪28‬‬

‫زهور ربيحي‪ /‬الجزائر‬ ‫وليتني معتقة‬

‫أطفئ اللهيب‬

‫من خمرة الياسمين‬

‫انه مقدس‬

‫أطيل الثمالة‬

‫إليادة الجزائر‬

‫وال أصلحى‬

‫رحمة المساكين‬

‫إال بعد حنين‬

‫وأجعلني أفخر‬

‫هواك وطيفك ال يفارقني‬

‫اني مولودة الجلك‬

‫ويالزم كل ماأحياني‬

‫من سنوات األنين‬

‫وفي أضلعي‬

‫من خمرة ثغرك‬

‫شوق السنين‬

‫المعتق بالشهادة‬

‫ياجنون العشق‬

‫ودعني أسكن‬

‫تعال لنشوة اللهفة‬

‫حنايا قلبك الكبير‬

‫تعال لنتجدد‬

‫أنت وطني وموطني‬

‫‪..‬للنصهر‬

‫‪...‬وعنوان بيتي ومسكن‬

‫‪..‬لندوب‬

‫الرحمة رباه‬

‫في حضن انشودة الماليين‬

‫هوية الياسمين‬

‫تعالى لرعشة النجمة‬

‫‪29‬‬

‫لمياء حمدوش ‪ /‬الجزائر‬ ‫أرسم بمدامعي خريطة حزن‬ ‫على وجهي الغجري‬ ‫تسرق تلك الترهات استراتيجية‬ ‫إبتساماتي‬ ‫والعظمة أن اإلنكسار إنكسار بداتي‬ ‫والحزن خط دربه في أعماق خلجاتي‬ ‫يستنزف الجميع طيبتي‬ ‫ليغرق قاربي في قلب بحوري‬ ‫انظر هناك خلف الستار‬ ‫تشتعل االنوار‬ ‫وتنتشي من روحي النار‬ ‫كيف ال والكل أخدني بعين اإلستهتار‬ ‫يرونني على المسرح كل عشية‬ ‫يضحكون ويلوحون لي بابتساماتهم‬ ‫الساخرة‬ ‫يخيل لي أقدمت على فعل جبار‬ ‫إنطباعي كان بكل عفوية‬ ‫إنهم يرونني كنسخة لمسرحية هزلية‬

‫‪30‬‬

‫يطوقني الشوق لرؤية وجوه حقيقية‬ ‫لم أعد أعي ببصيرتي‬ ‫ايهما كان يضحك بجدية‬ ‫هل كانت ابتسامة في وجهي؟‬ ‫ام الضحكات على تلك العفوية‬ ‫اوزع على الكل تلك الزهور‬ ‫فبعضهم يشمها والبعض يغرس‬ ‫اشواكها بي‬ ‫ريتما ألتف في سرور اكتشفت‬ ‫الندالة‬ ‫أثناء اول ضيق‬ ‫وهم يتتربصون بي‬ ‫فالتفت حولي في المسرح‬ ‫فوجدت نفسي على بحره‬ ‫بقارب الشرور‬ ‫فبدأ الدمع في العين يدور‬ ‫وانهمر كغيت سماء تعطشت لتسقي‬ ‫أرضها البور‬ ‫ومر الغيت وهدأت العاصفة وعاد‬ ‫القارب يبحر‬ ‫في أمان ورفعت يدايا مبسوطتان‬ ‫الى الرحمان وتعلمت التمييز‬ ‫والسير في الطريق الوجيز بالرهان‬

‫‪31‬‬

‫عادل الدبابي ‪ /‬تونس‬ ‫خذ من الحياة حلوها‬ ‫و دعك من ُمرها‬ ‫إكسب من الناس طيبها و أه ُجر‬ ‫من جادك بشَرها‬ ‫سر‬ ‫عاشر أحبابك بالخير ت ُ ُّ‬

‫تنال القلوب و دُرها‬ ‫فبعضهم من حلو الحياة و القسوة‬ ‫لهم ما َ‬ ‫غرها‬

‫يحسبون أنهم خير العباد وهم‬ ‫ليسوا إال ِعرها‬ ‫الدنيا أخذ و رد سلم من تاب‬ ‫و فر من ك َِرها‬ ‫بنوا ادم بالخير ارسلوا فعادوا‬ ‫عنه وعن ِب َّرها‬ ‫يا طيب النفس ال تحزن فعند‬ ‫هللا يوم العين قُرها‬

‫كن مسالما ال تكشف للغير نفسك‬

‫‪32‬‬

‫س ِرها‬ ‫إياك و فضح ِ‬

‫ال تيأس يوما سيزول ما إرتسم‬ ‫على العين من ذَ ِرها‬ ‫خذ الطيب و طيبه وأترك السيء‬ ‫تكويه نار بحرها‬ ‫إجعل الحب سبيل الحياة دعك‬ ‫فالغادر ليس ُحرها‬ ‫كن طبيبا لنفسك و ضمد جراح‬ ‫ص َّرها‬ ‫األلم بوجعك ُ‬

‫من احبك ال تتركه بدة ومن باع‬ ‫س َّرها‬ ‫المودة باع ما َ‬ ‫يندم ظالمك يوما و إهنأ بافعالك‬

‫ال تعمل على َ‬ ‫ض ِرها‬ ‫لن يهنأ ظالم بنوم كذب من أظهر‬ ‫عكس ما جنى من َج َّرها‬ ‫خذ نصيحة إبن يزيد دبابي باع‬ ‫في الحياة أسد هو أبياته َز َّرها‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫نصوص نثرية‬

‫نورة شباح ‪ /‬الجزائر‬ ‫بعد حرب األلمان تحققوا المصير‬

‫جوا وبرا وبحرا بالقنابل والمدافع‬ ‫تمطر‬

‫وعودكي يا فرنسا للجزائريين‬ ‫وانتصرت ياعجوز بسواعد‬ ‫المتعاونين‬

‫على العزل هذا تدمر وذاك احترق‬ ‫رمادا‬

‫ثمنهم منك هو االستقالل وتقرير‬ ‫المصير‬

‫وذاك تقطعت أشالؤه ال يد وال رجل‬ ‫وال رأس‬

‫وهبت حشود المطالبين عزل‬ ‫بالسلمية‬

‫وتدفقت الدماء وديانا وأنهارا خضبت‬ ‫الحقول والفيافي والطرقات لكل‬ ‫البوادي‬

‫متظاهرين في سطيف وقالمة‬ ‫وخراطة‬

‫في لحظات بلغت أزيد من خمسة‬ ‫وأربعين ألفا‬

‫عنوانهم تحيا الجزائر حرة مستقلة‬ ‫أبية‬

‫من الشهداء شبابا واطفاال وحرائر‬ ‫وشيوخا‬

‫قلوبهم بيضاء وأصواتهم تصدح باهلل‬ ‫أكبر‬

‫ورميت بهم في األودية السحيقة‬ ‫(شعبة اآلخرة)‬

‫جن جنونك يا عجوز اوروبا وقمت‬ ‫بجرائم حرب‬

‫لتغطي جرائمك ونسيت أن هللا‬ ‫يصور ويعلم‬

‫‪34‬‬

‫والتاريخ يرصد ويدون أن الشعوب‬ ‫لن تنسى‬

‫واألراضي المحروقة والتشريد‬ ‫والتنكيل والقتل واألرامل‬

‫ولن تنسى ما دام شهيد حيا ووريد‬ ‫ينبض‬

‫لن ننسى يا فرنسا فأنا لي أب شهيد‬ ‫مبتور الرجل في ‪45‬‬

‫ترك وصيته ما أخذ بالقوة ال يسترجع‬ ‫إال بالقوة‬

‫ستعتذري يوما ما للعالم عن جرائم‬ ‫الحرب ……………‬

‫ونفذت الوصية واندلعت ثورة‬ ‫التحرر والنصر الخالد‬

‫والقنبلة في رقان وفي صحرائنا من‬ ‫تجارب نووية‬

‫في ظرف يسير حقق ما عجزت عنه‬ ‫سياسة التحايل‬

‫لن ننسى وحتى ال ننسى سنبقى‬ ‫ننتظر القضاء العادل‬

‫‪35‬‬

‫عالم المرأة‬

‫ليس من الصعب أن تضحي‬ ‫من أجل صديق‪ ،‬ولكن من‬ ‫الصعب أن تحب وتجد صديقا ً‬ ‫يستحق التضحية‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫أزياء‬

‫‪37‬‬

‫كاريكاتير عراقية‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪38‬‬

39

‫ضيف العدد اليوم من مدينة تزخر بالمبدعين اسمها الدقهلية تخرج منها عمالقة‬ ‫الوطن العربي في شتى المجاالت على سبيل المثال فضيلة الشيخ الشعراوي ‪ ،‬أم‬ ‫كلثوم فاتن حمامة ‪ ،‬محمد حسين هيكل بمصر ‪.‬له أثار وبصمات عمالقة في األدب‬ ‫المصري إنه‬

‫الشاعر والناقد األستاذ ناجي عبد المنعم‬ ‫ شاعر عامية وكاتب مسرحي‬‫ عضو اتحاد كتاب مصر‬‫ مستشار اعالمي دولي‬‫ مؤسس ورئيس مجلس ادارة مؤسسة النيل والفرات‬‫المشرف على صفحة صدى االدباء بجريدة صدى المستقبل الليبية‬ ‫ مدير مكتب اتحاد المثقفين العرب بالقاهرة سنة ‪2020‬‬‫المشرف العام على (صدى االبداع) سنة ‪2020‬‬‫ مدير تحرير مجلة الحصاد عامسنة ‪1983‬‬‫ عضو جمعية الرواد بالمنصورة سنة‪1990‬‬‫ رئيس نادي االدب والثقافة دكرنس سنة‪1991‬‬‫ رئيس جماعة اصدقاء‬‫ اصدر وترأس تحرير مجلة هلوسة الفكاهية سنة ‪1991‬‬‫االصدارات‬ ‫‪ - 1‬صدر له ‪12‬ديوان شعري بالعامية على سبيل الذكر‬ ‫الخروج من التمثال الخشبي‬ ‫همسات ولمسات‬ ‫معزوفات سماوية‬ ‫نوبة جنون‬

‫‪40‬‬

‫‪-2‬تراتيل البوستات الصباحية النواع الحب ‪1000‬حلقة جمعهم في ‪16‬ديوان‬ ‫شعري‬ ‫على سبيل الذكر‬

‫شقاوة شوق‬

‫السلطانة‬

‫أميرة الفرشات‬

‫همس العيون‬

‫أميرة الحوادث‬

‫نعيم الحب وعذابه‬

‫أنين النيل‬

‫‪ - 3‬المسرح‬ ‫‪-‬ياألف نهار أبيض‬

‫‪ -‬السلطانة االولى‬

‫‪-‬محاكمة ميت‬

‫العفريتة الشقية‬

‫‪-4‬الدراسات النقدية‬ ‫منها جدلية التحول‬ ‫واعمال كثيرة أخرى‬ ‫‪ -5‬االعمال الكاملة ‪ 7‬اعمال صادرة‬ ‫‪-6‬وعدة معاجم عربية‬ ‫إنها بعض السيرة المقتضبة‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫س‪ :1‬في ظل الحجر الصحي هل أثر هذا على نشاطات االستاذ ناجي عبد‬ ‫المنعم؟‬ ‫على العكس تماما فالحجر الصحي أعطانا كل الفرصة للتفرغ وإعادة تصحيح‬ ‫األوضاع وترتيب األوراق‪.‬‬ ‫س‪ :2‬هل هناك مشاريع أخرى ستثري سجلك األدبي أوحى لك بها الحجر الصحي؟‬ ‫نعم أنتهيت تقريبا من كتابة مسرحيتي الجديدة(نهاية الكون ) وستكون في المكتبات‬ ‫خالل أيام قليلة‪.‬‬ ‫س‪ :3‬كيف بدأت مسارك األدبي حتى وصلت إلى هذا الرصيد األدبي؟‬ ‫بدأت مبكرا تقريبا في المرحلة االعدادية وكان عمري وقتها ‪15‬عاما وصعدت‬ ‫الجبل حتى بلغت مرلفاتي ‪54‬كتاب حتى اآلن‪.‬‬ ‫س‪ :4‬ماهي الصعوبات التي اعترضت ضيفنا في مسيرته األدبية؟‬ ‫صعوبات كثيرة جدا لعل أبرزها اعتراض األسرة على كوني شاعرا فوقفت أمام‬ ‫الجميع وتركت منزيلي وقررت الحرب ضد كل العراقيل حتى أصل إلى ما وصلت‬ ‫له اليوم وبالتأكيد عانيت كثيرا حتى أنني كنت ال أجد قوت يومي‪.‬‬ ‫س‪ :5‬ماهو الصدى الذي تركه دوانك الشعري األول وهل كان لبقية أعمالك نفس‬ ‫الصدى ؟‬ ‫كتابي األول(الخروج من التمثال الخشبي ) صدر عام ‪ 1988‬وآخر كتاب صدر‬ ‫لي مسرحية (نهاية الكون) وبينهما ‪ 30‬عاما ولكن الكتاب األول له فرحة الطفل‬ ‫األول‪.‬‬ ‫س‪ : 6‬أديبنا أي العلوم هي األقرب إليك وتستمتع اكثر بمجالسة حروفها بخالف‬ ‫األدب وكانت ركيزة داعمة لكتاباتك؟‬ ‫أمهات الكتب والهندسة الفراغية وحساب المثلثات والفلسفة وعلم االجتماع‪.‬‬ ‫س‪ :7‬أ ثريت كل أنواع األدب المصري فهل هناك تطلعات للكتابة باللغة العامية‬ ‫الجزائرية أو أي دولة عربية أخرى؟‬

‫‪42‬‬

‫في الحقيقة أنا تعلمت الكثير من المفردات الجزائرية والعراقية بحكم صداقاتي‬ ‫المتعددة للشعبين وبحكم طبعي للشعراء من كال البلدين ‪ ،‬أفهم أشعارهم لكن لألسف‬ ‫لم أكتب بأي لهجة غير المصرية غير أنه ترجمت بعض أعمالي للغة االنجليزية‬ ‫والفرنسية ‪.‬‬ ‫س‪ :8‬أديبنا ماهي أهم القضايا التي أسالت حبرك ؟‬ ‫الوحدة العربية كنت ومازلت و وسأظل أحلم بوطن عربي واحد بال حدود وأن‬ ‫تنتهي أزمة الصراع العربي اإلسرائيلي وتحصل فلسطين على استقاللها كتبت‬ ‫أكثر من كتاب وديوان شعر في هذه القضية فهي قضية كل عربي مؤمن بالوحدة‬ ‫العربية والكرامة العربية ‪.‬‬ ‫س‪ :9‬قلت أن تصنيفك شاعر سياسي ‪ ،‬هل لديكم مساحة من الحرية لتناول قضايا‬ ‫الشأن العام في أعمالكم األدبية؟ وهل لكم مثال على ذلك؟‬ ‫المناخ العام في كل الدول النامية ال يستقبل النص السياسي بالتأكيد وكل من تطرق‬ ‫إلى هذا الفرع طاله التعذيب واالضطهاد وأنا من هؤوالء فقد جربته كثيرا بسبب‬ ‫ديواني الذي صدر بعنوان (سناتيف شاخرة لم يتسن أم القاهرة) وكان جريئا جدا‬ ‫ولكن فيك النهاية تعشق أوطاننا وإن كنا نعنفها فللمصلحة العامة وأملنا في األفضل‪.‬‬ ‫س‪ :10‬الشعر واألنماط المتواجدة بين الرمزية والنمطية هل للشعر مكانته‬ ‫المعهودة؟‬ ‫لن يفقد الشعر مكانته أبدأ وكل مايظهر على الساحة من مدارس مشوهة لن تنال‬ ‫من الشعر أبدا‪.‬‬ ‫س‪ : 11‬كناقد هل اعترض يوما على احدى قراءتك النقدية بعدم وصولك الى‬ ‫مقصد الشاعر؟‬ ‫أنا شاعر من قبل أن أكون ناقد ولهذا أستطيع قراءة النص الشعري من كافة‬ ‫زواياه وأقرأ مابين السطور جيدا فلم أجد عناء في نص شعري أبدا ‪.‬‬ ‫س‪ :12‬يقال الكاتب وحده من يعرف تفاصيل حروفه فهل استفسار الناقد من‬ ‫الكاتب أو تعقيب الكاتب لتوضيح فكرة ما هو تكامل أو تدخل غير مرغوب فيه؟‬

‫‪43‬‬

‫هناك مقولة(المعنى الحقيقي في باطن الشاعر )‬ ‫مهما كان الناقد بارعا تبقى القراءة النقدية وجهة نظر يتحكم فيها الكثير من‬ ‫العوامل‪.‬‬ ‫س‪ :13‬الكثير يسأل عن سبب تسمية المؤسسة بالنيل والفرات يقصدون اضافة‬ ‫كلمة الفرات فهل تكرمت باضاءة هنا؟‬ ‫اليهود والحركة الصهيونية تحديدا أشاعوا ملكيتهم لألرض العربية من النيل إلى‬ ‫الفرات وأنا كمصري عربي مسلم عارضت الفكرة وأسميت مؤسستي النيل‬ ‫والفرات ترسيخا لفكرة عربية األرض وضد التهويد حتى أن مكتبي عليه العلمين‪.‬‬ ‫س‪ :14‬أديبنا الكثير من المبدعين ماتزال حروفهم تحت غبار األدراج وأنتم‬ ‫تمتلكون مؤسسة نشر فهل لكم بصمة لمساعدة هؤالء ؟‬ ‫نعم بالتأكيد فكرت في هذا أصدر أكثر من ‪ 50‬كتابا مجانا للمبدعين في صورة‬ ‫مسابقات متنوعة تكون الجائزة طبع كتاب مجاني ودرع وشهادات وميداليات وهذه‬ ‫طريقتي ألساعد بها المبدعين دون جرح كرامة أحد ونكون قد وصلنا نحن االثنين‬ ‫لغايتنا أنا ساعدته دون أن اجرحه وهو طبع كتابا له ‪.‬‬ ‫س‪ :15‬العطاء سعادة وفد سلكت الدرب الصعب بإقامة المهرجانات والتمسك‬ ‫بالنقد الصحيح دون تميز حدثنا عن صعوبة هذا الدرب؟‬ ‫لم أجد صعوبة أبدا في النقد والتقيم ألني ال أملك إال وجها واحدا للنقد وال فرق بين‬ ‫مبدع وآخر إال باالبداع الجيد ولم أجامل أحدا غير أن هناك بعض الشعراء الذين‬ ‫مازالوا لم يمتلكوا المنهج والمشروع اإلبداعي واوجبي أن أجاملهم ولو قليال حتى‬ ‫يتكون لديهم المخزون الثقافي وبعدها يبدأ النقد األكاديمي‪.‬‬ ‫س‪ : 16‬في المسرح تحاور العقل وفي قمة الدراما تدغدغ الروح تصور الموت‬ ‫والحب في آن واحد ماهي وجهة نظرك في األرجحة النفسية للقارىء؟‬ ‫قمة االرتقاء فالفن المسرحي أن تحدث صداما بين الحب والموت عندما يفرد الموت‬ ‫على الكون كله ثم ينتصر الحب في النهاية وأنا كاتب مسرح ذهني ال أميل إلى‬ ‫الفارس والملهاه ولكن يشغلني االرتقاء بعقل العادي جدا ‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫س‪ :17‬هل مسرحياتك المكتوبة حضيت بالتجسيد بالواقع وأيضا عرضت على‬ ‫الجمهور لتلقى االنتشار المستحق؟‬ ‫نعم تم نشر كل مسرحياتي وثم عرض مسرحية (محاكمة ميت ) على مسرح‬ ‫البالون عام ‪1990‬واخرجها الفنان القدير كرم مطاوع‪.‬‬ ‫س‪ :18‬أجاد أديبنا فن الرباعيات فما هي الرباعية المثالية ؟‬ ‫الرباعية المثالية هي تكثيف لعدة مواقف وحكمة وخبرة بشرط أن تخرج من القلب‬ ‫والعقل معا‬ ‫س‪ :19‬أديبنا السوناتا كثير من العقل مرصع ببعض الخيال من وجهة نظرك‬ ‫ماهي السوناتا؟‬ ‫السوناتا فن إنجليزي بالدرجة األولى أقله سبع أبيات وأكثره أربعة عشر بيتا ال‬ ‫يشترط لها الموسيقى الخليلية ولكن تعتمد على فن األرابيسك(التعشيق) وهي‬ ‫موضوع مغلق ال يسمح باالستطراد في الحديث والوصف ولكن أنا عالجتها بالوزن‬ ‫الخليلي وكتبت أكثر من ‪1000‬سوناتا جمعتها في ‪16‬كتابا ثم طبعهم بالفعل‪.‬‬ ‫س‪ :20‬أديبنا المتاح والممكن والمستحيل هل هم مثلث أم خطوط متوازية‪.‬‬ ‫مثلث بالتأكيد ال يصلحوا أن يموتوا وخطوط متوازنة وهم أساس فلسفة الشعور‬ ‫فأنا أعيش بالمتاح وأطمح للمكن وأمني نفسي بالمستحيل‪.‬‬ ‫س‪ :21‬مارأي شاعرنا في العالم االفتراضي االلكتروني وهل تعتبره مع أوضد‬ ‫التقدم الفكري؟‬ ‫هو نعمة من يتعامل معه بشكل صحيح السيما المثقفون وبرنامجك قناديل الثريا‬ ‫أكبر دليل على ايجابيته ونقمة على من يتخذ منه وسيلة لضخ البذاءات وانتهاك‬ ‫حقوق الغير ولكنها في النهاية وسيلة وليست غاية ‪.‬‬ ‫س‪ : 22‬هل شاعرنا ضد او مع حقوق الشاعر المهضومة حيث يتقاضى الفنان‬ ‫المغني أالف الجنيهات بالحفل الواحد مع تمتعه ببطاقة مهنية فنية في حين‬ ‫يواجه الشاعر والكاتب صعوبات وكثيرا ما يدفع من جيبه ألجل إلقاء قصائد‬ ‫ومشتركة بملتقى أو مهرجان؟‬

‫‪45‬‬

‫هذه منظومة سياسية عالميا الهدف منها تهميش دور المثقف ليبقى الوطن العربي‬ ‫من خالل ولكن أعتقد أن أزمة كورونا ستعيد المثقف والطبيب إلى قمة المثلث من‬ ‫جديد ولن يكون هناك مجاال للغث من المهم التي ال تنتمي للثقافة أبدا‪.‬‬ ‫س‪ :23‬هل ممارستك لإلعالم كان له دور في دفع عجلة ابداعك؟‬ ‫بالتأكيد فأنا عملي األول كاتب صحفي حر وقد نشرت في كل الصحف والمجالت‬ ‫العربية وعملي كصحفي أفادني كثيرا جدا ‪.‬‬ ‫س‪ : 24‬ماهي رسالتك التي توجهها للقارىء العربي ؟‬ ‫إجعل لك مشروعا إبداعيا تجاهد في سبيله وليكن وطنك في مقدمة إهتماماتك‪.‬‬ ‫وإلى لقاء آخر مع قنديل آخر من مجلة زهرة البارون لكم مني موفور التحية‬ ‫والشكر أنا صورية حمدوش‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫الكاتب واالعالمي‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫تراجعت الدراما العراقية كثيرا في تقديم كل ماهو مفيد ونافع ويجسد معانات‬ ‫العراقيين من جهة وبطوالتهم من جهة اخرى ولم نشاهد اي عمل يستحق في ظل‬ ‫ظروف وتحديات ومواقف وحروب تستدعي حضور الدراما لتجسد حقبة من‬ ‫تاريخ العراق‪.‬‬ ‫فقد غابت المسرحيات الهادفة والمسلسالت العراقية والتمثيليات بغياب نشاط وزارة‬ ‫الثقافة واإلعالم ودائرة السينما والمسرح بسبب عدم ايمان المسؤولين الحكوميين‬ ‫برسالتها ومتابعتها والدليل ان مسرح الرشيد الزال كومة من االنقاض ‪ ،‬ولم‬ ‫يظهر لنا من شاشات التلفاز اي عمل هادف يجسد معانات الشعب وبطوالت الجيش‬ ‫والحشد كمادة مهمة للدراما‪.‬‬ ‫وهاجر الكثير من الكتاب والممثلين ومنهم من توفى او اعتزل التمثيل او‬ ‫اضطرللقيام بادوار ضعيفة او الدخول في أعمال سفيهة غير هادفة التي تتبناها‬

‫‪47‬‬

‫قنوات فضائية عربية او عراقية تدفع امواال طائلة في محاولة للنيل من العملية‬ ‫السياسية او نقدها كقناة الشرقية‪.‬‬ ‫والسؤال لماذا يتابع المشاهد العراقي القنوات الفضائية االخرى وخصوصا قناة‬ ‫‪ MBC‬عراق والجواب الن القنوات العراقية الباقية لم تعرض او تتبنى مشروعآ‬ ‫النتاج دراما عراقية ال بل لم تفكر في ان تقدم عمال واحدا العتقادها بأن مثل هذه‬ ‫االعمال غير نافعة‪.‬‬ ‫ولالسف اهملت الكثير من القصص البطولية واالنسانية واألحداث جسدها الجيش‬ ‫والحشد الشعبي وهي موثقة بالصورة والصوت والفديو تصلح إلنتاج ودراما‬ ‫عراقية مميزة وكذلك التظاهرات الشعبية ومارافقها من احداث تستحق ان توثق‬ ‫في دراما لتسجل تاريخآ مشرقا لهذا الشعب‪.‬‬ ‫ومن اسباب عدم اإلنتاج هو غياب التخصيصات المالية التي تدفع لدعم إنتاج دراما‬ ‫فاعلة ومؤثرة وهي أقرب لنفوس العوائل العراقية وبامكانها ان تؤثر باالتجاه‬ ‫الصحيح وتغيير المواقف وتثقف المشاهد وايضا فإن المتصدي لإلدارة الفضائية لم‬ ‫يشجع ولم يدعم األعمال الدرامية لقناعات خاطئة‪.‬‬ ‫هناك روايات او أحداث في العالم تم إنتاج منها عشرات األفالم والدراما وهناك‬ ‫حوادث تم تأليف منها مسلسالت كثيرة تحت مسميات مختلفة‪.‬‬ ‫فكم من األحداث والبطوالت والتحديات والمواقف االنسانية الرائعة التي تستحق‬ ‫ان تخلد في دراما عراقية وكم من الشخصيات التاريخية الفاعلة والمؤثرة ممكن‬ ‫ان نقدمها في عمل درامي مميز‪.‬‬ ‫ويبقى الجمهور العراقي يتلقف الرسائل المتتالية من دراما تدس السم في العسل‬ ‫وقنواتنا تتفرج وكان األمر اليعنيها‪ ،‬وهذه دعوة لوزارة الثقافة واإلعالم لمتابعة‬ ‫هذا الملف المهم لما له من تاثير وفاعلية في نفس المشاهد العراقي والنه رسالة‬ ‫اإلعالم الهادف‪.‬‬

‫‪48‬‬

49

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪162‬‬

‫‪50‬‬