مجلة زهرة البارون العدد 163

Page 1

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪1‬‬


‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬

‫تنويه‬

‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة‬ ‫فكريا وسياسيا تنأى بنفسها عن‬ ‫الدخول في معترك الصراع‬ ‫السياسي واالنحياز لهذا الطرف او‬ ‫ذاك من أطراف العملية السياسية‬ ‫في العراق والعالم واآلراء الواردة‬ ‫في بعض المقاالت المنشورة في‬ ‫المجلة من قبل بعض الكتاب تمثل‬ ‫رأيهم الشخصي وال تعبر عن توجه‬ ‫ادارة المجلة القائمة على استقاللية‬ ‫الفكر واحترام حرية التعبير‬ ‫وترفض رفضا قاطعا استخدام‬ ‫صفحاتها للترويج لزيد او عمرو او‬ ‫تسقيط فالن او عالن من الشخوص‬ ‫والتيارات والحكومات‬ ‫لذا اقتضى التنويه‬


‫مقال افتتاحي ‪5.............................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫فاخرة نامق المدرس ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.............................‬‬ ‫الشاعرة نرجس عمران ‪ /‬وجدان عبد العزيز ‪10........................‬‬

‫المذهب األخالقي للفن ‪ /‬محمد يونس محمد ‪14.........................‬‬ ‫مسرحية مونو مانيا ‪ /‬سعد السعدون ‪15................................‬‬ ‫كورونا هل هي محنة او منحة ‪ /‬أبو عثمان السراج ‪17...............‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫فكرة ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪21........................................‬‬ ‫أسعار ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪22.............................................‬‬

‫شعر‬ ‫تحت المطر ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪23.....................................‬‬

‫همسة تجلي ‪ /‬فراقد السعد ‪24...........................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫أبيت اللعن يا قدري ‪ /‬سامية البحري ‪25................................‬‬

‫نصوص‬ ‫محاجر الظالم ‪ /‬أزهار محمد ناصر ‪26..................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪28........................................‬‬

‫عرض كتاب‬ ‫المجموعة القصصية (ضما) ‪ /‬قاسم الغراوي ‪31.......................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫هيكلة الجهاز اإلداري للدولة ‪ /‬قاسم الغراوي ‪33.......................‬‬

‫‪4‬‬


‫مقال افتتاحي‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫موضوع اليوم ليس من وحي الخيال‬ ‫انما عن تجربة مريرة مع االعالم‬ ‫فلم أكن من الخمسة هؤالء وقد‬ ‫يتساءل احدكم االن من هم والجواب‬ ‫الن يكون مختصر لكن يجب‬ ‫في‬

‫األول‬

‫تعريف‬

‫اإلعالم‬

‫باإلنجليزيّة ‪ Media :‬مجموعة من‬ ‫قنوات االتّصال ال ُمستخ َدمة في نشر‬ ‫األخبار أو اإلعالنات الترويجيّة أو‬ ‫البيانات‪ ،‬ويُعرف اإلعالم بأنّه الوسيلة االجتماعيّة الرئيسيّة للتواصل مع الجماهير‪.‬‬ ‫وهنا يأتي دور من يعمل بهذا المجال ومثل أي عمل له مساوئ ومحاسن ونحن‬ ‫االن سوف نأخذ جانب من جوانب السوء في االعالم اال وهي طريقة انتقاء المواد‬ ‫في االعالم ومن يظهر في وسائل االعالم وتنحصر بخمسة شخوص تناولهم‬ ‫االعالم بين جوانبه وسوف نشير لهم بظواهر ومنهم ظاهرة (المنافقون) ويطلق‬

‫‪5‬‬


‫عليها العالقات واشمل بها تلك التصرفات التي يلجئ لها للظهور من خالل التملق‬ ‫واالنزالق في نفق المجمالت للحصول على فرصة الظهور في برامج التحليالت‬ ‫السياسية وغيرها وهم ليسوا بالعدد القليل وهناك اخرون هم (أصحاب النفوذ) الذين‬ ‫يعانون من عقدة الظهور واكثر هؤالء هم من المدراء للدوائر الرسمية حيث تجند‬ ‫تلك الشخصية لتلميع صورته المشوهة باألصل واكثر هؤالء هم من أصحاب‬ ‫العاهات الفكرية حيث يقوم بتصرفات طفولية حتى يصل االمر عند احدهم انه لو‬ ‫قام بفتح أنبوب لمجاري الصرف الصحي يعتبره انجاز ينسبه لنفسه وهو يقول عن‬ ‫نفسه رجل اكاديمي وهو ال يمت لهذا المصطلح بشيء يذكر وهناك (االنتهازيون)‬ ‫الذين يرقص ون على جراح االخرين ويظهرون انفسهم بدور المالك او المخلص‬ ‫لهؤالء الناس وهذا ليس من تطبيقات اإلعالمية وهنا يأتي دور (الغانيات) واللواتي‬ ‫يعملن تحت شعار (شمم وال تذوق) وهن من يحسن المقايضة الكتساب دور في‬ ‫النطاق االعالم والحكايات كثيرة عن هذه الطبقة وكانت هناك مقولة قديمة جدا‬ ‫تقول ( ان لو حط عصفور على برج اإلذاعة او التلفزيون يكون سيء السمعة) أي‬ ‫ان السمعة السيئة في االعالم ليست جديدة وهنا يأتي (أصحاب المال) الذين كل‬ ‫الذين ذكرتهم يدورون حولهم فاليوم كل من امتلك المال انشاء قناة فضائية او محطة‬ ‫إعالمية ليعمل األربعة الذين ذكرتهم في تنفيذ أجندة خاصة بهم يتحدثون باسم‬ ‫صاحب المال ويرسمون الصورة التي يردها صاحب المال ويسقطون هذا‬ ‫ويرفعون ذاك ويقلبون الباطل الى حق ويفرضونه على الرأي العام فالحروب‬ ‫وجرائم القتل وصناعة الطغاة وقتل األبرياء في أرجاء األرض وحتى تلك األسباب‬ ‫التي تساهم في االقتصاد وعملية االنهيار والصعود فيها كلها بسبب االعالم المضلل‬ ‫للحقيقة وان ما ذكرت ال يستثني احد من فنانين ومطربين ومشاهير وأدباء‬ ‫وسياسيين فكل هؤالء هم صنيعة االعالم وبعد كل ما استعرضت نقف امام حقيقة‬ ‫ال تقبل الشك ان المجرم الحقيقي الذي ال يخضع للعقوبة هو االعالم ويجب ان‬ ‫نعترف بهذا ولكن هل سيدرك العالم هذه الحقيقة وكان لسان الحال يقول (لقد‬ ‫أسمعت لو ناديت حيــا ولكن ال حيــــاة لمن تنادي)‬

‫‪6‬‬


7


‫والحديث عن االقتصاد المنزلي ‪ ،‬معناه الحديث عن المرأة ودورها في العائلة‬ ‫والمجتمع ‪ ..‬ودور المرأة في العائلة والمجتمع انعكاس لثقافتها ‪.‬ويقينا ان مساهمة‬ ‫المرأة في المجتمع ازدادت بعد الحرب العالمية الثانية ‪ .‬ومنذ الخمسينات من القرن‬ ‫الماضي اخذ تعليم المرأة يحظى بإهتمام الدولة العراقية والمجتمع العراقي ‪ .‬ويمكن‬ ‫ان نشير بشكل خاص الى إقدام الدولة من خالل وزارة المعارف ( وزارة التربية)‬ ‫على الطلب سنة ‪ 1951‬من منظمة اليونسكو ومنظمة الغذاء والزراعة ‪FAO‬‬ ‫بإرسال بعثة لهما الى العراق لدراسة مشاكل تعليم المرأة ‪ ،‬ومشاكل التعليم المهني‬ ‫بالنسبة للبنات وتقديم توصياتها بهذا الشأن وقد تم لهما ذلك اعترافا من الوزارة‬ ‫بتأخر المرأة وبالحاجة الى بذل الجهود لتحسين مركزها ودورها في المجتمع ‪.‬‬ ‫جاءت البعثة ودرست الواقع وأعدت دراسة مسهبة بعنوان ‪:‬‬ ‫‪UNESCO:Report of Mission to Iraq .Paris . 1958‬‬ ‫وهذه الدراسة التي قامت بها بعثة االمم المتحدة الى العراق اكدت قبل كل شيء ان‬ ‫اصالح البيت اليمكن ان يتم على أفضل وجه إال عن طريق تثقيف ربات بيوت‬ ‫المستقبل ‪.‬كما ان مسؤولية المدارس في البلد هي إعداد الفتيات إعدادا يتالءم‬ ‫ودورهن الطبيعي في العائلة والمجتمع ‪.‬‬ ‫وقد الحظت البعثة ان الفتيات في مدارس االناث في العراق كن يدرسن موضوع‬ ‫االقتصاد المنزلي حتى سنة ‪ 1952‬بدرجة محدودة ‪ ،‬وان الجزء االكبر من تلك‬ ‫الدراسة أو باالحرى الفعالية كانت تعتبر في حدود الفعاليات الالمنهجية ‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك ‪ ،‬فقد اوصت البعثة بتوظيف الجهود لتدريس االقتصاد المنزلي‬ ‫بصورة اوسع وبشكل ادق وعلى جميع المستويات ووضعت اللجنة توصيات كثيرة‬ ‫منها ان مناهج مدارس البنات يجب ان التكون مشابهة لمناهج الفتيان وان يتخلل‬ ‫تدريس االقتصاد المنزلي في مدارس البنات دروسا تطبيقية وان تقام ورشة عمل‬ ‫في بغداد بالتعاون مع منظمة الغذاء والزراعة الدولية ‪ FAO‬لتقوم بتدريب مدرسات‬ ‫مادة االقتصاد المنزلي على الصعيدين المتوسط والثانوي‪ ،‬وان تطعم مناهج السنة‬ ‫االخيرة من الدراسة االبتدائية للبنات بموضوعات في االقتصاد المنزلي وان يتم‬ ‫استخدام وسائل االعالم وتقديم سلسلة من االحدايث في االذاعة في االقتصاد‬ ‫المنزلي ويقوم بها مختصون في الجامعة ‪.‬وان يتم تطوير مدرسة الفنون المنزلية‬ ‫في بعداد وتثبيت دورها الجديد وان تقام مختبرات في مدارس البنات تزود باالجهزة‬ ‫والمستلزمات لتدريس كل ما يتعلق باالطعمة والغذاء وتربية الطفل وان تشجع‬

‫‪8‬‬


‫المدرسات على تأسيس جمعية تعقد اجتماعات وتصدر مطبوعات ونشرات تشجع‬ ‫على االهتمام باالقتصاد المنزلية ‪.‬‬ ‫وبعد ثورة ‪ 14‬تموز ‪ 1958‬إتخذت قيادة الثورة ‪ ،‬خطوات مفيدة في مجاالت‬ ‫التربية والتربية العامة والمهنية للبنات ‪ ..‬وسرعان ما تضاعف االهتمام بالتعليم‬ ‫المهني في العراق في السنوات الالحقة ومنذ سنة ‪ 1963‬اصبحت انواع‬ ‫االختصاصات التي تمنح درجة البكالوريوس فيها ‪:‬االقتصاد المنزلي ‪ -‬الفنون‬ ‫البيتية ‪ -‬الخدمة االجتماعية ‪ -‬السكرتارية ‪ -‬اللغات ‪.‬‬ ‫أعود الى االخت االستاذة فاخرة نامق المدرس ؛ فأقول انها كانت من الرائدات‬ ‫اللواتي اهتممن باالقتصاد المنزلي وكتبت في هذا ‪ ،‬المقاالت وكانت المشرفة‬ ‫العلمية لكتاب ( االقتصاد المنزلي ) المقرر للدراسة المتوسطة في العراق وطبع‬ ‫اكثر من مرة ومنها طبعة ‪. 1975‬‬ ‫واالستاذة فاخرة نامق المدرس خريجة قسم اللغة االنكليزية في دار المعلمين العالية‬ ‫( كلية التربية ) سنة ‪. 1952‬عملت في التدريس في عدد من ثانويات العراق‬ ‫لبضعة سنوات ‪.‬ثم سافرت الى الواليات المتحدة االميركية في بعثة علمية ‪،‬‬ ‫وحصلت على شهادة الماجستير في االقتصاد المنزلي من جامعة هاوارد سنة‬ ‫‪ . 1963‬وقد رأيتها عندما كنت طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية ‪ -‬جامعة بغداد‬ ‫‪ 1968-1964‬تدرس مادة االقتصاد المنزلي في الكلية ‪ .‬وقد علمنا أن لديها بعض‬ ‫الكتب المخطوطة منها كتاب عن ( االقتصاد المنزلي ودوره في حياة العائلة‬ ‫والمجتمع ) وكتاب بعنوان ( االقتصاد المنزلي في آفاقه العالمية) ‪.‬‬ ‫الاعرف اين هي اليوم االستاذة فاخرة نامق المدرس ‪ ،‬وانا من هنا ادعو ان تكون‬ ‫سيرتها وما قدمت في مجال االقتصاد المنزلي موضوعا لدراسة ماجستير في‬ ‫التاريخ الحديث بشرط العثور على كل ما كتبت وقدمت من دراسات ومقاالت‬ ‫فضال عن ملفتها التقاعدية ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫وجدان عبد العزيز‬

‫‪10‬‬


‫حينما تلقيت كلمات الشاعرة نرجس عمران‪ ،‬وتمعنت في تأثيراتها من خالل‬ ‫صفحات الفيس ‪ ..‬وجدت نفسي في مساحات الهدوء الأدري كيف حدث هذا؟ فال‬ ‫شك َّ‬ ‫ّ‬ ‫بأن اكتساب سمة الهدوء تجعل اإلنسان قادراً على اكتساب الخبرات والتغيير‪،‬‬ ‫نحو األفضل في ك ّل ما يمتلك القُدرة على تغييره‪ ،‬ومن األمور التي يستطيع‬ ‫َ‬ ‫تغييرها‪ ،‬هو اكتساب مهارة التحكم في االنفعاالت وتوجيه البوصلة النفسيّة لديه‪،‬‬ ‫سرعة الغضب واالنفعال يستطيع‬ ‫نحو األفضل واألنفع له فالشخص الذي يتّصف ب ُ‬ ‫قوة اإلرادة واتبّاع‬ ‫تغيير شخصيّته باتجاه الشخصيّة الهادئة‪ ،‬وذلك يحتاج إلى ّ‬ ‫الخطوات الصحيحة والتقيّد بها للوصول إلى حالة ال ُهدوء‪ ،‬وحاالت التأمل والبحث‬ ‫عن اللحظات الجميلة‪ ،‬والظاهر أن كتابات نرجس عمران تدعو إلى االسترخاء أو‬ ‫ي أو صوت عصافير تشدو‬ ‫النظر في الطبيعة الهادئة؛ كمراقبة موج ٍ‬ ‫بحر انسياب ّ‬ ‫بهدوء فوق أغصان األشجار وهذ ِه األمثلة بعضا م ّما تحتويه الطبيعة من حولنا‪،‬‬ ‫إضافة للتفكير باالخر المكمل لجمالية الحياة مدعاة إلستدعاء الهدوء والتصرف‬ ‫المتوازن‪ ،‬فكيف نحا ول جمع انفعالية الشعر وهدوء الكلمات ؟!‪ ..‬يقول الكاتب‬ ‫المغربي عبدالصمد الكباص في مقالة عن التأويل وانطلوجيا االنفالت ‪( :‬إن الشعر‬ ‫باعتباره تيه‪ ،‬يرتسم كتأويل متحرر من كل غاية مسبقة‪ ،‬ومن كل توجيه قبلي وهذا‬ ‫هو مايم ّكن التأويل الشعري من االنبثاق من حيز الواجب فيه‪ ،‬فهو حركة دؤوبة‪،‬‬ ‫لكن بدون غاية محددة سلفا‪ ،‬حركة التحكمها قوانين أو قواعد ‪ ،‬تحدث خارج‬ ‫ثنائيات الظاهر والباطن ‪ ،)...‬ونحن نتابع انفالت العبارات الشعرية نحو أفق‬ ‫الجمال المفتوح على فضاءات الذات االنسانية القلقة ‪ ،‬ورغم قلقها المستمر ‪ ،‬فهي‬ ‫تحاول الوقوف على مشارف الحقيقة بسلسلة انتظارات تميل نحو الهدوء‪ ،‬تقول‬ ‫الشاعرة نرجس عمران ‪:‬‬ ‫(على سبيل الوفاء‬

‫أينما حل بك المطاف‬

‫أرسلت لك غيمة شوق ونبضة‬

‫يا َملكي‬

‫ونظرة ناطقة بألف خفقة‬

‫صدفة ولقاء‬ ‫أم ُّد إليك ُ‬

‫إظهر حقا ً لو سحابة‬ ‫أن‬ ‫ْ‬

‫وسحابة ذكرى‬

‫من جوف الكون‬

‫سلسة أحالم‬

‫استحضرت طيفك‬

‫تقطع في أول زفرة‬

‫بين يدي ِملكي‬

‫أشعل الحضور اهتماما‬

‫فالسالم عليك‬

‫أعبر خلف ذاكرتي)‬

‫‪11‬‬


‫وقد اليختلف اثنان بأن الشعر تعبير عن الذات وهمومها المتصاعدة بقدر البعد أو‬ ‫القرب من الظواهر الواقعية والخوض إلى ما وراءها‪ ،‬ثم إن الشعر تأمال في العالم‬ ‫و المعاني الشعرية‪ ،‬التي هي أراء المرء وخواطره وأحواله النفسية‪ ،‬فهو تعبير‬ ‫عن الذات ‪ ..‬والتعبيرات الذاتية ليس ذكاء‪ ،‬وإنما هو طبيعي من الطبع‪ ،‬كما أنه‬ ‫واسع منفتح على الوجود وهذا اليمكن أن يحصر في تعريف محدود أو مقيد‪ ،‬فهو‬ ‫أي الشعر كالحياة اليحده تعريف وإنه اكتشافات غير محددة ألفاق الوجود كلها و‬ ‫أفاق النفس كلها‪ ،‬فالشعر تعميق للحياة‪ ،‬ألنه يجعل اللحظة الواحدة لحظات كثيرة‬ ‫‪ ..‬نحب الشعر ألنه حب الحياة نفسها‪ ،‬وبالتالي هو قيمة إنسانية و ليس قيمة لسانية‪.‬‬ ‫الشعر ال يمكن أن نسميه شعرا ما لم يحرك فينا شعورنا و يولد فينا كثيرة من‬ ‫األحاسيس و االنفعاالت وتكون المنزلة األولى فيها للشعور ال للعقل‪ ،‬والشعر يجب‬ ‫أن يتوفر فيه عنصران أساسيان هما العاطفة واالنفعال‪ ،‬وبالطبع االتصال بالشعور‪،‬‬ ‫وهذه الخلجات االنسانية حين امتزاجها سيكون الشعر‪ ،‬كما الشعر عادة ما يكون‬ ‫أمعن في الخلق واإلبداع بما ينشأه الشاعر في صور خيالية والشعر الحق ينقل‬ ‫الشعور حيا إلى القلب‪ . .‬يقول ابن خلدون‪ " :‬الشعر فيضان من شعور قوي نبع‬ ‫من عواطف تجمعت في هدوء" ‪ ..‬ويقول العقاد ‪" :‬الناس يكتبون حتى يعبروا عن‬ ‫أنفسهم ويتركوا عواطفهم الجياشة‪ ،‬فتثور النفس بالعواطف و األفكار و تطلب‬ ‫التعبير ال لشيء إال لمجرد الخالص العاطفي والفكري والتنفيس عن العاطفة‬ ‫والفكر" ‪ ،‬كما إحتار علماء النفس في فهم غموض النفس البشرية وتفسير ظواهرها‬ ‫تفسيراً قاطعاً‪ ،‬رغم كثرة النظريات والدراسات التي عجزت عن سبر أغوارها‬ ‫وإدراك كنهها‪ ،‬فقد إحتار المتخصصون‪ ،‬كذلك في تفسير ظاهرة الشعر تفسيرا ً‬ ‫حاسما ً وتحديد تعريف جامع لوصفه يصطلح عليه الجميع ويركنون إليه‪ ،‬كتعريفٍ‬ ‫حاسم لماهية الشعر وحقي قته حتى الشعراء أنفسهم فشلوا في ذلك رغم تمخض‬ ‫ٍ‬ ‫الشعر عنهم ذلك‪ ،‬ألن الشعر وليد النفس اإلنسانية ذاتها‪ .‬يقول د‪.‬إحسان عباس ‪:‬‬ ‫"الشعر ظاهر إنسانية ال يحد بدايتها تاريخ معين ولعلها وجدت منذ وجد اإلنسان‬ ‫على ظهر البسيطة ‪ ،‬وهو مرآة تعكس الحياة بكل ما فيها من مفارقات ومتناقضات‬ ‫وهو تعبير عن إحساس وخلجات النفس تجاه موثر خارجي إستنبطه الشاعر فأثر‬ ‫في عاطفته واصطبغ بوجدانه‪ ...‬وحينما أدخل عالم الشاعرة نرجس عمران أجد‬ ‫أنها تعيش عوالم متعددة‪ ،‬إال أنها تعيش حالة الهدوء‪ ،‬كما في قولها ‪( :‬أشعل‬ ‫الحضور اهتماما‪/‬أعبر خلف ذاكرتي)‪ ،‬فهي دوما تنشد الحضور أي نرجس‪ ،‬ألن‬

‫‪12‬‬


‫الحياة بلحظاتها‪ ،‬وسعادة اإلنسان بإلتقاط لحظاتها الجميلة‪ ،‬حيث تمثل في قولها‬ ‫أشعل الحضور ‪..‬فـ(على سبيل الوفاء أرسلت لك غيمة شوق ونبضة‪/‬ونظرة ناطقة‬ ‫بألف خفقة)‪ ،‬وهكذا تتحسس الحياة من خالل استمرار نبض الحياة بقلبها ‪ ..‬ثم تقول‬ ‫في موضع أخر ‪:‬‬ ‫(في مزن العشق تتوضأ النبضات‬

‫ينتظم الخفق‬

‫وعلى دبيب الهمس‬

‫واعرش صوب ناصية المنى)‬

‫لتؤكد ما ذهبنا اليه في تعاملها مع اشياء الحياة والكون بالهدوء الذي بدأته‪ ،‬ثم إنها‬ ‫تستمر في تمسكها بالحياة من خالل تحسس النبض كما أسلفنا سابقا غير أنها تتمسك‬ ‫باألمل واألماني بقولها ‪( :‬وأعرش صوب ناصية المنى)‪ ،‬لتثبت أنها تحاول صناعة‬ ‫عالقة وحياة مع األخر بعيدا عن االنفعال العاطفي أو العشقي‪ ،‬فهي تمتاز بالهدوء‬ ‫كما تعكسه كلماتها في معظم كتاباتها ‪ ..‬أي كمثال قولها (لك صغت‪/‬تراتيل‬ ‫االنتظار‪/‬عل قيامة األمل)‪ ،‬وهكذا عشت أجواء كلمات الشاعرة نرجس عمران‪،‬‬ ‫فأصبت بالهدوء ‪..‬‬

‫‪13‬‬


‫محمد يونس محمد‬ ‫من يدرس مسلسل واحد في الجانب من علم‬ ‫االجتماع يجد ان هدم التراث الفطري لتقاليد‬ ‫المجتمع واضحا وابدالها بتقاليد ما بعد الحداثة‬ ‫بحرية أفراد األسرة وأمر جميل ان تتطور‬ ‫لكن ليس نهدم أخالقنا العامة ونفترض لنا‬ ‫سلوك بشري منقطع تاريخنا شاذ نسبيا‬ ‫بل‬

‫حتى‬

‫وتزعزعت‬

‫اللغة‬

‫االجتماعية‬

‫وتولدت لغات‬

‫تأثرت‬

‫ثانوية‬

‫بديلة‬

‫باسفاف معيب وتشكل ابعاد المذهب االخالقي‬ ‫للفن المحافظة على األسس وخصوصا نقاء‬ ‫اللغة فيما المسلسل شائبة حيث يتكلم ابن‬ ‫العائلة مثل ابن الشارع فيما هناك لسانيات للغة‬ ‫الفن تفرق بين لغة مستعارة واللعة العام وهذا‬ ‫المسلسل ضرب الذائقة العامة على خدها‬ ‫والمؤسف توجهنا االجتماعي في موقفه النقدي‬ ‫ايضا فبدل المعارضة العامة لهذا المسلسل‬ ‫الهابط معنويا وشكال نعارض أخرى بحمية‬

‫‪14‬‬


‫سعد السعدون‬ ‫الدراما هي فن من الفنون اإلنسانية‪ ،‬وبما أننا نتحرك ضمن محيط إنساني نحاول‬ ‫جاهدين رسم دالالت وبواطن هذه الدراما عبر آليات عديدة ‪ .‬والذي تفحص هذا‬ ‫الفن وأقصد " الدراما " إنها تحتضن العديد من العلوم اإلنسانية ومنها علم النفس‬ ‫‪ ،‬فجاء هذا النص اإلبداعي الذي كتبته القاصة والكاتبة " الشامي " وهي تغوص‬ ‫في واقع المجتمع العراقي عبر حوارات معمقة وفلسفية أرادت منها أن تنسج هذه‬ ‫الحكاية عبر شخصيات ظلت تالزمها في مخيلتها ‪ ،‬وكأنها باحثة نفسانية من خالل‬ ‫شخصية " الطبيب النفسي " الذي يدرس السلوك االدراكي والمعرفي لالنسان ‪.‬‬ ‫وهذا الصراع يتمثل في عجز الفرد على حل المشكالت أو تجاوزها ‪ .‬وظلت الكاتبة‬ ‫تشتغل على هكذا نصوص بالرغم من معاناتها ووضعها الصعب وهي تعيش في‬ ‫مدينة الثقافة واالبداع ولم يلتفت إليها احد من المعنيين بالشان الثقافي واألدبي‪.‬‬ ‫والمسرحية من فصل واحد ولغتها التي كانت معبرة بكامل دالالتها عن شخوص‬ ‫أو لنقل ابطال العرض ‪ ،‬ألن الكاتبة " الشامي " حاولت المزج بين الدراما وعلم‬ ‫النفس كنوع من أنواع الفنون ‪ ،‬وعلم النفس كأحد العلوم التي تتعامل مع تشريح‬ ‫النفس البشرية نجده متمثال في المصطلح الذي يسمى " اليسكودراما " فهي جادة‬ ‫بإيجاد شخوصها ومحاولة منها تفريغ انفعاالت الفرد ومشاعره من خالل تمثيل‬ ‫أدوارها وعالقتها بالموافق ‪ ،‬ويبدو الهوس العميق الذي استغلته الكاتبة " الشامي‬ ‫" بعد عناء طويل وقراءة للكثير من المصادر في علم النفس لترسم هذه الشخوص‬ ‫وهم ابطال المسرحية ‪ ،‬حيث حركت جميع الشخوص ضمن إطار فكري فيه احتدام‬ ‫بين هذه الشخوص متمثلة بشخصية " الرجل " المصاب نفسيا من جراء‬ ‫الضغوطات المجتمعية المتمثلة بالسلطة وما يحيطنا من مخبر سري ‪ ،‬فكانت‬ ‫شخصية " الباحثة االجتماعية " التي الشخصية المريضة والمهوسة بحب السيطرة‬

‫‪15‬‬


‫والتحكم برقاب الناس ‪ ،‬والتي أرادت منها الكاتبة أن تجعلها مصدر قرار وهي‬ ‫تبعث من شخصيتها القلق والخوف واألسى الى األخر الضعيف ‪ ،‬وهنا يأتي الحوار‬ ‫العميق الصادر من " الشامي " وكأنها تريد أن تفحص عبر من منظارها الفلسفي‬ ‫والفكري هذا الكم المترأكم على ذاتها الذي يلفه ما يحدث من رجال السياسية وما‬ ‫فعلوا في البالد ‪.‬‬ ‫" أي مجنون يستعيده عقله بعد فقدان دام ثالث أعوام " إذن تاخذنا الى عوالم أخرى‬ ‫مشبعة بالضيم والقهر والظلم حتى فقدنا عقولنا من خراتيت هذا العصر الذين تولوا‬ ‫قيادة البلد ‪ ،‬وان هذا الشعب المسجون من خالل " مليشيات " مدعومة برجال من‬ ‫السلطة‪ ،‬فجاءت شخصية " الرجل " وهو ضحية من ضحايا هذا المجتمع الذي‬ ‫يعاني األمرين‪ ،‬هكذا خاطبت قارئ النص موضحة عبر آلياتها التي نسجتها أن‬ ‫محرك الحياة هو الشر ‪ ،‬الذي ترفضه الكتابه " الشامي " جملة وتفصيال ‪.‬‬ ‫مونومانيا نص يحاكي الواقع بأسلوب رمزي اختارت الكاتبة المسرحية سحر‬ ‫الشامي عنوانا فتنازيا لنصها المسرحي الجديد وهو مونو مانيا الذي يتحدث عن‬ ‫مشهد في مصح نفسي مهمته تأهيل المرضى النفسيين حيث تدور الحكاية بين‬ ‫شخصية الباحثة التي تحمل صفات التسلط والطبيب النفسي والمريض النفسي‬ ‫وتشتبك العالقة بين هذه الشخصيات ضمن مواقف موضوعية ومفارقات يمكن‬ ‫للقارئ أن يستنبط منها ما مفاده أن من يملك السيطرة في معادلة العالقة بين القوي‬ ‫والضعيف قادر على تغيير بوصلة األحداث وتغييب الصوت الرافض له عبر‬ ‫وسائل مختلفة ومنها المصح النفسي الذي يرمز الى اإلقصاء والتهميش واإللغاء‬ ‫وقد حاولت الكاتبة من خالل الحوار إبراز ذلك الصراع بشكل بسيط وببعد فنتازي‬ ‫يجمع بين الواقع والخيال وبلغة حوار بسيطة ويمكن القول أن هذا النوع من‬ ‫النصوص يمكن تملك إمكانية التأويل اذا ما رأى النور على خشبة المسرح ويمكن‬ ‫قراءته من خالل زوايا مختلفة لها عالقة بتعقيدات الواقع المعاصر الذي نعيشه‬ ‫حيث الصراع بين المجتمع ومؤسسة الحكم كما يمكن قراءته ببعده االجتماعي‬ ‫الواقعي او ببعده الرمزي ويبقى هذا النص المسرحي الموسوم مونو مانيا هو خطوة‬ ‫الجتياز حاجز النار لتكريس تجربة مسرحية ناضجة تنتمي لراهننا المعاصر‬ ‫ومشكالته وهمومه ونمط شخصياته وإيقاعه القلق ‪ .‬كل التوفيق للكاتبة سحر‬ ‫الشامي‬

‫‪16‬‬


‫أبو عثمان السراج‬ ‫ماذا جرى على وجه االرض وما هذا‬ ‫الذي جعل الناس سكارى وما هم بسكارى ‪...‬‬ ‫اين تلك المدن المزدحمة بالسياح‬ ‫والمتبضعين ورجال االعمال ‪...‬باريس‬ ‫التي كان يدخلها ‪ ٩٠‬مليون سائح خالل‬ ‫العام الواحد اليوم تراها خاوية على‬ ‫عروشها وكذلك لندن عاصمة الضباب‬ ‫ومدينة نيويوك المدينة الصاخبة ومدينة‬ ‫روما باثارها الشاهقة وميالنو التي تسيطر‬ ‫على التجارة والصناعة في اوربا كلها‬ ‫تحولت الى مدن اشباح واقفلت معاملها‬ ‫ومصانعها ومطاعمها ومراقصها ونواديها‬ ‫ومتاحفها ومقاصفها وغدت مدن تعيش هاجس الرعب والخوف والكابوس بالموت‬ ‫الذي اصبح قاب قوسين او ادنى وطال التهديد بالموت الزؤام رؤوساء وملوك‬ ‫ووزراء كان يحسب لهم الف حساب اصابهم المرض وانعزلوا عن مناصبهم‬ ‫واالبهة والعظمة التي كانوا يعيشونها ‪ ..‬وقيادات الجيوش في العالم قلصت من‬ ‫انتشار قطعاتهم العسكرية حول العالم ومصانع ضخمة وشركات احتكارية عمالقة‬ ‫وبنوك دولية كانت كالحيتان اليوم اغلقت ابوابها وعلقت نشاطها وفر اصحابها‬ ‫كالجرذان يبحثون لهم عن شقوق لتحفظهم من مارد اليرى حتى بالعين المجردة‬ ‫‪ ...‬واين هم يذهبون؟ واين يختبئون؟ فال عاصم اليوم من امر هللا ‪ ...‬انها المحنة‬ ‫‪ ..‬صحيح هي المحنة الكبيرة والتي لم يسبق للعالم الحديث ان عاش شبيها لها من‬

‫‪17‬‬


‫ق بل ‪ ..‬ولكن لو تسمحون لي ان اقول رأي المتواضع في ذلك بانها فعال محنة‬ ‫عالميا وداء خطير وبالء عظيم ‪...‬سبحانك ياعظيم فهذا الفيروس ال يرى بالعين‬ ‫المجردة ويفتك بهذا العالم المتحضر ويهدد كل ما عمرته االنسانية عبر تاريخها‬ ‫العميق في القدم ‪ ...‬فعال هي مسألة تحتاج الى اعادة نظر !! ولكن كيف لو نظرنا‬ ‫الى االمر من ناحية عقالنية اكبر فهو فعال قدر الهي كبير قدره هللا لعباده وهو اعلم‬ ‫بهم وبحالهم وهو ارحم الراحمين بعباده جميعا وبدون تفرقة بين دين وأخر وملة‬ ‫واخرى ومذهب واخر او بين شعب واخر او بين اسمر وابيض الن رحمته سبحانه‬ ‫ش ۡی ࣲء) [األعراف‬ ‫(و َر ۡح َمتِی َو ِسعَ ۡت ُك َّل َ‬ ‫تعم الخلق جميعا وهو القائل سبحانه وتعالى َ‬ ‫‪]156 :‬‬ ‫وال يقول احد ان الرحمة مخصصة لعباده الصالحين فقط بل تشمل العباد اجمعين‬ ‫صالحين وطالحين مومنين وكافرين اتقياء وملحدين فهو يرحم الجميع ويرزق‬ ‫الجميع ورؤوف بالجميع النه هو الرزاق ذو القوة المتين وهو الرؤوف الرحيم‬ ‫وهو العزيز الحكيم الذي الينقص من حكمه وقدرته كفر الكافرين وجنوح‬ ‫الطالحين‪ ..‬وهو القوي األمين‪..‬‬ ‫ولكن كيف تكون هذه المحنة التي نعيشها رحمة ونحن نرى هذه االنهيارات المخيفة‬ ‫في النظم الصحية والمالية واالقتصادية والسياسية والنفسية والعسكرية والعلمية‬ ‫العالمية منها والمحلية ‪ ...‬فاقول نعم قد تكون هذه المحنة هي وقفة رحمة من رب‬ ‫العالمين ‪ ...‬وقد تكون هذه المحنة هي منحة الهية للبشرية جمعاء للتوقف قليال امام‬ ‫الحقائق العالمية الدامغة للبشاعات التي ارتكبتها البشرية بحق نفسها وبحق غيرها‬ ‫من المخلوقات على وجه االرض وفي الفضاءات المحيطة بها ‪...‬أجل هللا منحنا‬ ‫فرصة للتوقف قليال اما حقائق انفسنا ومراجعة ما فعلناه في حياتنا الماضية منذ‬ ‫يوم جئنا الى هذه الحياة الى يوم تفشي كورونا فينا وهذا ليس مقصورا علينا نحن‬ ‫فقط بل لجميع العالم ولجميع االمم والشعوب والرؤساء والمسؤولين وطباخي‬ ‫المؤمرات العالمية ومحبكي الدسائس التي ادت الى حروب وقتل ودمار وتشريد‬ ‫واغتيال وسلب ونهب واغتصاب وتصفيات جسدية وما زالت وألبرياء كثيرون‬ ‫حول العالم وخير شاهد ما عانته مدينتنا من قتل وهدم وتخريب دون وازع من‬ ‫ضمير او خشية من رب عظيم ارتكبتها عصابات االجرام والظالم بتخطيط وتنفيذ‬ ‫من طواغيث االرض ومفسديها الذي فتكوا فيها وزرعوا الدمار والهدم والخراب‬ ‫واشاعوا الخوف والفزع والقتل ‪ ..‬هذه الجرائم واالعتداءات التي شهدتها الكثير‬ ‫من المناطق على وجه االرض افتعلتها شعوب مقتدرة على شعوب ضعيفة‬

‫‪18‬‬


‫واعتداءات من القوي على الضعيف وتطبيق لشرائع الغاب بين البشر وليس هذا‬ ‫فحسب بل حتى ما فعلناه مع بعضنا البعض فكم من ولد عاق لوالديه وكم من اخ‬ ‫ظالم الخوته ومغتصب لحقوقهم ‪ ،‬وكم من اب مقصر مع ابناءه وعائلته‪ ،‬وكم من‬ ‫ام نسيت واجبها انها ام وتمسكت بقشور المظاهر تتباهى بها وتعمل على هدم‬ ‫المجتمع دون وازع من ضمير او وجل ‪ ،‬وكم من اخوة اغتصبوا حقوق اخواتهم‬ ‫في ميراث اباءائهم وبحجج واهية ‪ ،‬وكم من معلم او معلمة قصروا في واجباتهم‬ ‫امام تالميذهم وطالبهم وكم من موظف قصر في واجباته الوظيفية او اختلس من‬ ‫اموال الدولة ما اليح ق له فيه ‪ ،‬وكم من شرطي طغى في واجبه واعتدى على‬ ‫حقوق الناس بحكم منصبه ‪ ،‬وكم من قاض زاغ عن الحق الى الباطل ‪ ،‬وكم من‬ ‫شاهد حنث بيمينه ‪ ،‬وكم عسكري تعدى واجباته ‪ ،‬وكم مدير او وزير او رئيس‬ ‫أستغل منصبه واخذ ما ليس له وسجن وعذب واغتصب ‪ ،‬وكم وكم ‪ ،‬وكم ‪....‬‬ ‫كل هذه جر ائم يعلمها رب العزة وقد سجلت في محاضر اعمالنا وافعالنا وسنواجهها‬ ‫يوما وذلك يوم المناص منه ‪ ،‬فكانه سبحانه وتعالى بعث هذا الداء لتتوقف البشرية‬ ‫قليال امام نفسها وتعيد حساباتها خاصة وان معظم الناس هم االن جالسون في‬ ‫محاجرهم الصحية او في بيوتهم يخشون هذا المارد الواقف على االبواب وينتظر‬ ‫من يفتح له الباب ليحصد من الضحايا كما يشاء ‪ ...‬فهذا الحجر واالنكفاء في‬ ‫البيوت هي منحة للتفكير فيما جنيناه مع ربنا اوال ومع انفسنا ثانيا ومع غيرنا ثالثا‬ ‫لعلنا نستطيع ان نرد بعض ما اغتصبناه من حقوق ليست لنا بتعمد او دون تعمد‬ ‫لنعيدها الى اصحابها ان امكن اعادتها وان تعذر ذلك فعلى االقل نطلب مهلة من‬ ‫رب العزة الداء نلك الحقوق الصحابها او التوبة اليه وهو سبحانه قابل التوبة من‬ ‫عباده مادمنا لم نصل بعد الى الغرغرة ‪ ..‬وحيث يمكننا اآلن ان نندم ونتوب الى‬ ‫هللا وهو يقبل التوبة والندم منا نحن عباده قبل ان يأتي يوم الحشر حيث ال توبة وال‬ ‫ندم وال استغفار حيث الت ساعة مندم يومها ‪ ..‬وهي منحة للدول التي تجبرت‬ ‫وطغت واعتدت وقتلت وغصبت حقوق شعوب ضعيفة وسرقت منهم احالمهم‬ ‫وطموحاتهم وامالهم ‪.‬‬ ‫هي دعوة المريكا الظالمة والسرائيل الغاصبة ولروسيا المتجبرة بقواتها العسكرية‬ ‫ولبريطانيا الغاشمة ولفرنسا وايطاليا والصين وايران والعراق الذي تجبر حكامه‬ ‫وسرقوا وهتكوا وهي دعوة لكل من ظلم وفتك وتجبر وطغى واثر بنفسه على‬ ‫حقوق غيره الن يجلس اليوم مع نفسه وفي خلوة مع ربه وليعيد الحسابات فيها‬ ‫فهذه منحة العادة الحسابات والتذكير ‪ ...‬وكأن هللا عزوجل قد اوقف هذه الحياة‬

‫‪19‬‬


‫عن دورانها المعتاد على االرض لتقف البشرية امام واجب اعادة الحسابات فيما‬ ‫جنته البشرية مع نفسها اومع غيرها على وجه البسيطة ‪ ...‬واليقول لي أحد أنها‬ ‫مجرد مؤامرة او غير مؤامرة او هي حرب بايولوجية تشنها الصين على امريكا‬ ‫او امر يكا على الصين او ايران على امريكا او امريكا على ايران او بوركينا فاسو‬ ‫على سان فرانسسكو ‪...‬كل هذه النظريات واالراء قد تكون موجودة وصحيحة ‪،‬‬ ‫وانا ال افندها وال اتجاهلها ‪ ،‬وقد تكون صحيحة وواقعة فعال لكنني لم ازل اعتقد‬ ‫واقول جازما انها فرصة منحها هللا لعباده من البشر لمراجعة النفس واعادة النظر‬ ‫وترتيب االمر وتكون هذه المحنة هي لحظة منحة من هللا للبشرية جمعاء وهو‬ ‫الرحمن الرحيم‪ ...‬ولنجعلها نحن النفسنا منحة نواجه بها هذه المحنة التي نمر بها‬ ‫ولعل فيها خير لنا ‪ ..‬ورغم انني اؤكد على ان ما نشهده من تفشي لهذا الداء هو‬ ‫قد ر الهي بحت لكني اؤكد ايضا على ضرورة االخذ باالسباب والمسببات وضرورة‬ ‫اخذ الحيطة والحذر في مواجهة هذا الوباء وااللتزام التام بتعليمات اهل الطب في‬ ‫هذا مواجهة هذا الداء فهناك البعض من يظن انه مادام االمر قضاءا وقدرا الهيا‬ ‫فال داعي لاللتزام باالرشادات الطبية والصحية وهذا خطأ جسيم ال يرضاه ديننا لنا‬ ‫ابدا‪..‬‬ ‫اللهم ارفع عنا وعن الناس جميعا هذا البالء وعافنا واعف عنا وشافنا وارحمنا‬ ‫فأنت ولي ذلك والقادر عليه ‪ ...‬اللهم بردا وسالما على العراق والموصل ‪...‬اللهم‬ ‫بردا وسالما على االرض لشعوبها جميعا‬

‫‪20‬‬


‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫دراسة اثبت ان طفال واحدا من كل ستة اطفال في اسبانيا يشعر بالكآبة بسبب‬ ‫الحجر الصحي ‪ ..‬بينما اثبتت الدراسة نفسها ان كل ستة اطفال في العراق يشعرون‬ ‫بسعادة فائقة بسبب الحجر الصحي ونظام العبور في التعليم والنوم ‪ 4‬ساعات ولعب‬ ‫البوبجي ‪ 20‬ساعة تحت شعار اكل ومرعى وقلة صنعة ‪..‬‬ ‫والوحيد الذي يشعر بالكآبة ويفكر باالنتحار هو االب ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫سعر الالعب االجنبي عشرات الماليين من الدوالرات لذا فانه يشتري اسطوال من‬ ‫السيارات الحديثة جدا ‪ ،‬وربما يشتري جزيرة صغيرة لالستثمار او االستقرار ‪.‬‬ ‫اما الالعب العراقي فسعره ‪ 60 - 50‬ورقة يشتري بها سيارة اوبل فكترا بالة‬ ‫ماروني بيد اخوه ما ينطيها‬

‫‪22‬‬


‫شعر‬ ‫اسماعيل خوشناو‬ ‫أَنا اآلن تحت المطر‬ ‫مثلما يكون الشجر‬ ‫سأَظل في مكاني‬

‫حتى إِذا‬ ‫لو رشني‬ ‫بوابل مثل الحجر‬ ‫أَنا اآلن‬ ‫مثل الشجر‬ ‫حتى إِذا تأَخرتْ‬ ‫ال أَ ِم ُّل من المطر‬ ‫أَنتظر في مكاني‬

‫ِإلى أَن يأ َتي الخبر‬

‫‪23‬‬


‫فراقد السعد‬ ‫برهة أنصتْ ‪..‬‬

‫َم َد ُد أفالك سائرة‬

‫أشه ُد أجنحةَ التجلي‬

‫تُساج ُل األيام‬

‫أقتط ُع أنفاسي‪..‬‬

‫ِل َم تُقهقهرني األدراج ‪..‬‬

‫تحاورني همهماتٌ هامسة ‪..‬‬ ‫ُ‬

‫وفتنة الغيوم تجتاحني‪..‬كالم ّد‬

‫الحلم ‪..‬‬ ‫يا نديمةَ ِ‬

‫وما انقضى تسديد إئتمانها بَعد ‪.....‬‬

‫ِل َم لَ ْم يعُد للحماس ِة قلب !؟‬

‫أستمي ُل الزنابق ‪ ..‬رضا اقتطاف‬

‫إثر‬ ‫الثواني تقض ُمها والدةٌ على ِ‬ ‫رحيل‬

‫أهادي يد السماء ‪ ..‬إسورة‬

‫تُهاديني عطفا ً ‪ ..‬ذبذبات رؤى‬

‫صفعةُ سؤال كبغت ِة القدر‬

‫موهوبة ‪,‬عطاياها عبق تسابيح‬

‫كيف ل ْم أُقيّم الوقتَ !؟‬

‫ياااااا ألناة الذات ‪........‬‬

‫ق مكشوفا ً بأد ّل ِة‬ ‫ليس األف ُ‬ ‫َ‬ ‫أو َ‬ ‫النجوم‪!..‬‬

‫يوم أفَل‪.‬‬ ‫ما ُ‬ ‫شيّ َمتْ يوما بالنحيب على ٍ‬

‫‪24‬‬


‫سامية البحري‬ ‫تغزلني الريح‬

‫تسبح في دمي‬

‫تراود ما تبقى من وجعي‬

‫تغزو مني الشريان فالكبد‪..‬‬

‫تزرعني سنبلة في مقل الشجن‬

‫لن أتوجع من ضرباتك‬

‫تقودني إلى السقيفة‬

‫تلك التي تدمي ‪!!..‬‬

‫في صفقة في طعم الملح‬

‫كم أشفق عليك _أيا قدري _!!‬

‫تساومني على بصري‬

‫أال تدري‪.....‬؟؟‬

‫كم سرقت مني يا قدري !!‬ ‫هل يشفي غلك لو أخذت مقلي ؟‬

‫نعم ال تدري ‪..‬لم تدر‪. .‬لن تدري‪...‬ما‬ ‫دريت ‪!!..‬‬

‫أال تدري أن بصيرتي قنديلي ال‬ ‫بصري ؟‬

‫في غفلة منك عقدت عهدا مع وجعي‬ ‫‪!!...‬‬

‫أال تدري أن فؤادي له ألف عين‬ ‫وعين ؟‬

‫اضرب كما تشاء ‪..‬‬

‫لم تعد ضرباتك تدمي ‪..‬‬

‫خذ ما شئت ‪....‬‬

‫أرأيت وجعا يبكي من الوجع ؟؟‬ ‫أبيت اللعن يا قدري !!‬

‫لن أقف عند بابك أستجدي‬

‫مزق ما تبقى من تلك األوردة‬

‫تركت كل الورى وعشقت دربي‬

‫ارسل رماحك وسيوفك‬

‫أ بت أسيرا لوجعي‪.... .‬؟؟؟‬

‫‪25‬‬


‫نصوص‬ ‫ازدهار محمد ناصر‬ ‫سوريا‬ ‫للسكون‬ ‫غرابيب ‪ ،‬ظل ٌم ‪ ،‬وظال ٌم ‪ ،‬و‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫األبدان ‪.‬‬ ‫ش َع ُّر لها‬ ‫عيون ‪ ،‬ت ْق َ‬ ‫ض َّخ َم ٍ‬ ‫ت‬ ‫َعر‬ ‫ِ‬ ‫توقف ش ُ‬ ‫الرأس ‪ ،‬تَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أوتار الصو ٍ‬ ‫ت ‪،‬‬ ‫اهتزت‬ ‫ال ُحن ُج َرة ُ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بالشعر اللسا ُن‬ ‫الشعور ‪ ،‬وانطلقَ‬ ‫تدفقَ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪.‬‬ ‫فانبَلَ َج ْ‬ ‫ت‬ ‫صرخة ٌ ‪ ،‬جعل ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ت منَ األعما ِ‬ ‫ْ‬ ‫وانزاحت‬ ‫الرو َح تنس ُل وئيدةً مني ‪،‬‬ ‫كإنزياح صخرةٍ عني ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ملت ‪،‬‬ ‫كفراش ٍة من عتم ِة شرنقتِها‬ ‫ْ‬ ‫وانبعثت‬ ‫َالنفس‬ ‫ت الرو ُح خارج‬ ‫فانطلق ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫إنّما األروا ُح التواقةُ سكرى‪ ،‬التخض ُع‬ ‫ُ‬ ‫الالمرئي ‪،‬‬ ‫تخترق‬ ‫ت‪،‬‬ ‫لقانون المسافا ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫األالم ثكلى ‪.‬‬ ‫ومن‬ ‫ِ‬

‫‪26‬‬


‫اقتربتُ‬ ‫السالم‬ ‫فاقترب الكال ُم ‪ ،‬بع َد‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫جلستُ بينَهم ‪ ،‬لم يأبهوا ‪ ،‬لم يحركوا‬ ‫َ‬ ‫الظالم ‪.‬‬ ‫أحاديث‬ ‫ساكنا ً ‪ ،‬وتابعوا‬ ‫ِ‬

‫الالمكان‬ ‫تدور بالالشيء في‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تحم ُل صرخةً ‪ ،‬صرخةً أبع َد من‬ ‫ُ‬ ‫تبحث عن المعنى ‪.‬‬ ‫الزمان ‪،‬‬ ‫ِ‬

‫وقالت احدا ُهنَ ‪ :‬اقس ُم ّ‬ ‫ْ‬ ‫البيت‬ ‫إن‬ ‫َ‬ ‫مسكون ‪ ،‬رأيتُها تض ُع الحقيبةَ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مسكون‬ ‫أطلقت طلقةً‬ ‫وتطير خلفَها بندقيةُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت السكونَ ‪.‬‬ ‫مزق ِ‬

‫كبذر ٍة بقو ِة نبتة ‪ ،‬تحم ُل شجرةً ‪ ،‬تبدأ ُ‬ ‫وتزحف ‪ ،‬خار َج الجس ِد‬ ‫الحياة ُ فيها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تبحث ‪.‬‬ ‫النور‬ ‫والتيأس ‪ ،‬عن‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫تساقطت فيها‬ ‫السكون ‪،‬‬ ‫دار‬ ‫ٔ‬ ‫وهنا في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ذاك‬ ‫أوراق وحدتي ‪ ،‬على صرخ ِة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫انطلقت روحي سعيدة ً‬ ‫الخريف ‪ ،‬حينَ‬ ‫ِ‬ ‫في غفل ٍة مني ‪.‬‬

‫ْ‬ ‫النور ‪ ،‬لم‬ ‫وانسكب‬ ‫ب‬ ‫توقفت عن َد البا ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الكون ‪ ،‬في‬ ‫ركضت خار َج‬ ‫تمت‬ ‫ِ‬ ‫الضوء ‪،‬‬ ‫حزم ِة‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫وانصهرت مع المارةِ ‪.‬‬

‫مكان في الال‬ ‫تدور في الال‬ ‫وكانت‬ ‫ُ‬ ‫ٔ‬ ‫ِ‬ ‫شيء‬ ‫لص سرقَ‬ ‫ِ‬ ‫لص ٍ‬ ‫تتربص حركةَ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ت ومضى ‪.‬‬ ‫حقيبةَ الذكريا ِ‬

‫ت أدركتُ ‪ ،‬أ ًني‬ ‫ذاك الوق ِ‬ ‫ا ّما انا ! في َ‬ ‫خار َج األبعا ِد الثالث ٍة وعبرتُ البع َد‬ ‫عبر األثير ِ‬ ‫الخامس‬ ‫الى‬ ‫الراب َع‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫امتزجتُ ‪.‬‬

‫هرب‬ ‫يمت‬ ‫أطلقتُ عليه رصاصةً ‪ ،‬لم ٔ‬ ‫َ‬ ‫النور ‪ ،‬وأنا‬ ‫فانسكب‬ ‫الكون ‪،‬‬ ‫خار َج‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الضوء ‪.‬‬ ‫أسب ُح في حزم ِة‬ ‫ِ‬

‫الناس دونَ لغ ٍة محكي ٍة ‪ ،‬أسب ُح‬ ‫أخاطب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫في اموا َج هالمي ٍة ‪ ،‬بينَ اجسا ٍد نوراني ٍة‬ ‫‪ ،‬بنشوةٍ ربانية ‪.‬‬

‫شاهدتُ‬ ‫الكثير منَ المار ِة ‪ ،‬اليردونَ‬ ‫َ‬ ‫السالم ‪ ،‬خائفينَ ‪ ،‬وثلة يتسامرونَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫واألحاديث يتبادلونَ ‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫عالم المرأة‬

‫زهرة محمد‬ ‫إن لم تجد من يحبك‬ ‫فإنك إنسان تعيس‪ ،‬وإن تحب‬ ‫من لم يحبك‬ ‫فإنّك إنسان أتعس‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫أزياء‬

‫‪29‬‬


‫كاريكاتير عراقية‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪30‬‬


‫عرض كتاب‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫عبرت حدود الوطن (ياسمينة الشام) كما يحلو لي ان اسميها القاصة دالل اديب‬ ‫باجتهادها وعصاميتها ومقدرتها الشخصية وخلفيتها الثقافية التي وضعت لبناتها‬ ‫طيلة الفترة التي سبقت كتاباتها ‪.‬‬ ‫ل قد سكبت القاصة جل تجاربها الثرية في هذه النصوص المتنوعة ‪ ،‬وقدمتها في‬ ‫اول مطبوع لها وهو وليدها األدبي األول ‪ ،‬بعد أن قدمت نصها المميز (ضما) في‬ ‫مسابقة ملتقى النيل األدبي التي أقيمت في مصر ‪ ،‬فحصلت المرتبة الثانية من بين‬ ‫عشرات النصوص العربية المشاركة في هذه المسابقة ‪.‬‬ ‫وضعت القاصة عصارة جهدها في هذا النوع من األدب بعد رحلة طويلة من‬ ‫الصبر ‪ .‬ورغم ان (مسافة االلف ميل تبدأ بخطوة) اال انها استطاعت ان تتجاوز‬ ‫الخطوة األولى لتنتصف طريق االبداع بروح التحدي والثقة بالنفس ‪ ،‬فاجتازت‬ ‫بكتاباتها مطبات وعثرات كثيرة لتفرض نصوصها بعطر الياسمين الشامي ‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫كتاباتها تلهمنا صورا متنوعة مرتبطة بواقعنا العربي االجتماعي ‪ ،‬فكانت تحاكي‬ ‫آالمنا وهي تعيش األحالم واألحزان معا فما بين الذكرى والواقع حكايات عن امل‬ ‫ضائع وامنيات مذبوحة على ارصفة الواقع ‪،‬‬ ‫احزانها مازالت تحفر في الصخر تنمو معها والتموت ابدا رغم االمل الذي يشع‬ ‫نورا في نهاية الطريق ليخبرنا بأن الظالم مهما طال اليمكن أن ينتصر على الضياء‬ ‫كتاباتها محملة بالوعي وعناوينها مبتكرة تترجم ظل أحزانها رغم محاوالتها‬ ‫المتكررة لخلع ثوب الحزن فكانت بكل تجلياتها تترجم وتختصر حضورها‬ ‫ووحيها بين اسطرها للقراء والمتابعين‪.‬‬ ‫النصوص القوية أن نقول أشياء كبيرة وعظيمة بكلمات قليلة وأسلوب سهل يفهمه‬ ‫ال ُمتلقي بسهولة مهما كانت ثقافته وهذا مانطلق عليه بالسهل الممتنع حيث تطالعنا‬ ‫كتاباتها بما يالمس مشاعرنا وهمومنا وذكرياتنا المغمسة بذكرى الراحلين‪.‬‬ ‫القاصة دالل أديب تأخذنا في اسلوبها وصورها ووصفها ودقة معانيها ومفرداتها‬ ‫اللغوية ونسيج أحداث نصوصها إلى ادب ايام زمان المميز انذاك الذي ينقلنا إلى‬ ‫أجواء الحياة العامة والمواقف بتفاصيلها ‪ ،‬الذكريات والحب والحزن والقيم‬ ‫اإلنسانية النبيلة ‪ ،‬ومع هذا ظل الوطن حاضرا في كتاباتها فهي الياسمينة التي لن‬ ‫تذبل تمنح عطرها بال حدود لوطنها المثخن بالجراح الذي بدأ يتعافى بابناءه‪.‬‬ ‫ابارك للقاصة نجاحها ومكانتها الجديدة وفوزها الذي تستحقه واهنئها لوليدها‬ ‫الجديد (ضمأ) الذي جسد لنا التالق واخبرنا بأن القادم أفضل في مسيرة االبداع ‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫مسك الختام‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫في ضوء قرارات رئيس مجلس الوزراء في تقليص وترشيد الهياكل االدارية‬ ‫للدوله‪.‬‬ ‫ماذا يقصد بمفهوم إعادة هيكلة الجهاز اإلداري للدولة؟ وما دور اإلصالح السياسي‬ ‫في إعادة الهيكلة اإلدارية؟‬ ‫من خالل االطالع على عدد من البحوث والدراسات اإلدارية المتعلقة بمفهوم‬ ‫وفكرة إعادة هيكلة الجهاز اإلداري وجدت ‪:‬‬ ‫( أنها تدور حول تفكيك كلي أو جزئي للهيكل ومن ثم إعادة تركيبه من جديد بهدف‬ ‫تحديث النظام ككل‪ ،‬وتطوير هيكله اإلداري القائم عبر أسلوب علمي ومنهجي‬ ‫حديث يواكب ويالئم متطلبات مرحلة معينة) ‪.‬‬ ‫بالتالي فإن إعادة الهيكلة ليست هدفا في حد ذاتها‪ ,‬بل هي وسيلة من وسائل التجديد‬ ‫والتحديث واإلصالح الشامل لمجموعة عناصر ومكونات الهيكل المقصود‬ ‫كالموارد البشرية‪ ,‬التشريعات‪ ,‬اإلجراءات‪ ،‬التكنولوجيا وغير ذلك‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫أن إعادة الهيكلة يجب أن ترتكز وتهدف إلى تحقيق االستجابة والتأثير‪ .‬االستجابة‬ ‫ل متطلبات البيئة المرحلية بمختلف مكوناتها لتحقيق أهداف والتأثير في تلك البيئة‬ ‫التي من أجلها ولدت الرغبة في إعادة الهيكلة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وعليه يجب التأكيد على عناصر ومكونات رئيسية مثل التشريعات وبرامج العمل‬ ‫واإلجراءات وحوكمة األداء والنزاهة والمساءلة والمحاسبة‪ ،‬ومراجعة أعمال‬ ‫الشركات ودراسة آليات صنع القرار الحكومي…إلخ‬ ‫أما اهم األفكار المطروحة في هذا الموضوع هي ‪:‬‬ ‫عدم ابقاء القيادات لفترات زمنية أطول من الالزم إذ يمكن أن يؤثر سلبا على‬ ‫عطائها وأدائها وقدرتها وكفاءتها اإلدارية والميدانية‬ ‫كذلك يجب إعادة النظر في قضايا المسؤولية اإلدارية ومنهجية العمل اإلداري‬ ‫والنظر في الكثير من الوظائف الحكومية خصوصا العليا منها‪ ،‬واألعداد الكبيرة‬ ‫من الوزارات والمؤسسات الحكومية المتضخمة‪ ،‬تحديدا ذات االختصاصات‬ ‫المزدوجة‪.‬‬ ‫كما يمكن تحسين أداء الحكومة ونتائج هذا األداء من خالل مطالبة كل الوزارات‬ ‫بوضع خطط استراتيجية ألنشطتها‪ ،‬وكذلك مؤشرات لقياس النتائج يتم مراقبتها‬ ‫مجتمعيا وإعالميا‪.‬‬ ‫وفي ظل التطور التقني والتكنلوجي يجب التوسع في الوظائف التي تعتمد على‬ ‫التكنولوجيا الحديثه في إنتاج الخطط والبرامج ومتابعته‪.‬‬ ‫اما شفافية الخطط الحكومية فهي من أبرز معايير الرضا االجتماعي وتوطيد أركان‬ ‫الثقة في مؤسسات الدولة‪ .‬وعلى الدولة التخلص من النشاط المكتبي في الدوائر‬ ‫وتتحول للنشاط الميداني في المجتمع‪.‬‬ ‫واخيرا فإن الهدف من ذلك في نهاية المطاف هو تفعيل أدوات المحاسبة على‬ ‫التجاوزات واألخطاء والفساد اإلداري وزيادة الشفافية ورقابة الرأي العام على‬ ‫القرارات اإلدارية بشكل أكبر وتحقيق نتائج ملموسة في أقصر وقت اعتمادا على‬ ‫التكنلوجيا والعقول الواعية الوطنية النزيهة لتحقيق اهداف الدولة وتطبيق‬ ‫استراتيجيتها‪.‬‬

‫‪34‬‬


35


‫مجلة زهرة البارون العدد ‪163‬‬

‫‪36‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.