مجلة زهرة البارون العدد 166

Page 1

‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪1‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫محمود صالح الدين‬

‫تنويه‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة‬ ‫فكريا وسياسيا تنأى بنفسها عن‬ ‫الدخول في معترك الصراع السياسي‬ ‫واالنحياز لهذا الطرف او ذاك من‬ ‫أطراف العملية السياسية في العراق‬ ‫والعالم واآلراء الواردة في بعض‬ ‫المقاالت المنشورة في المجلة من‬ ‫قبل بعض الكتاب تمثل رأيهم‬ ‫الشخصي وال تعبر عن توجه ادارة‬ ‫المجلة القائمة على استقاللية الفكر‬ ‫واحترام حرية التعبير وترفض‬ ‫رفضا قاطعا استخدام صفحاتها‬ ‫للترويج لزيد او عمرو او تسقيط‬ ‫فالن او عالن من الشخوص‬ ‫والتيارات والحكومات‬ ‫لذا اقتضى التنويه‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫‪2‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫مقال افتتاحي ‪5....................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫جو اد علي والتاريخ ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7......................‬‬ ‫مركز يوسف ذنون ‪ /‬أبو عثمان السراج ‪15....................‬‬

‫كورونا وثالثية الحداثة ‪ /‬نرجس عمران ‪19....................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫فهيمة كريستي ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪21.....................‬‬ ‫من يشتري جسر من كوكجلي ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪22..........‬‬

‫شعر‬ ‫وما أدراك ما كورونا ‪ /‬أبو يعرب ‪23............................‬‬ ‫كورونا الذي نشر الذعر ‪ /‬معن الغالمي ‪25....................‬‬ ‫مسنا الضر ‪ /‬إبراهيم المشهداني ‪26.............................‬‬ ‫‪3‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫قصيدتي ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪27.................................‬‬ ‫يا صمتك الوجع ‪ /‬سامية البحري ‪28...........................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪29...............................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫غضات مرتجفة ‪ /‬دعاء علي هاشم ‪33.........................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫حكومة الكاظمي ‪ /‬قاسم الغراوي ‪34............................‬‬

‫‪4‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫‪5‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫التي تعطي له الحصانة من الوباء‬ ‫وهذا ليس تهجم على احد ولكن يجب‬ ‫بيان الحقيقة وتحديد موضع الخطأ‬ ‫والمصيبة ظاهرة التبرع بمادة‬ ‫البالزما من الشخص المتعافي‬ ‫للمريض المستجد وقضية االنتهازية‬ ‫في هذا الموضوع ويطلب مبلغ مقابل‬ ‫هذا العمل اإلنساني يصل الى الف‬ ‫دوالر امريكي أي غيرة واي تضامن‬ ‫اجتماعي التي عرف عنها العراقيون‬ ‫على مر السنوات اذا كان هذا حالنا‬ ‫اليوم فماذا تنتظر يا عزيزي المواطن‬ ‫غير الكارثة فبهذه االخالق الن تعبر‬ ‫حدود المرض وال غير المرض‬ ‫فاالعتداء على الطواقم الطبية جريمة‬ ‫يجب ان يسن لها قانون وواضع‬ ‫عقوبات رادعه لكل من تسول له نفسه‬ ‫العبث بحياة المجتمع وقد حان وقت‬ ‫هذا القانون فالبلد اليوم على حافية‬ ‫الهاوية اذا ما كان قد سقط بالفعل بها‬ ‫فيجب ادراك ما يمكن ادراكه لنجاة مما‬ ‫يمر بنا من اهوال اقتصادية وصحية‬ ‫وأرى ان الكاهل األكبر يقع على‬ ‫الموطن بالدرجة األولى ولهذا يجب‬ ‫المطالبة من الجميع االلتزام بالقواعد‬ ‫الصحية لتجنب الكارثة وهنا يجب ان‬ ‫يعلم الجميع ان التصرف السيء‬ ‫الشخصي قد يضر بمصلحة الجميع‬ ‫ولهذا نوصي بالتحلي باألخالق قبل‬ ‫كل شيء ولهذا كتبت ‪...‬‬

‫وذهب بعضهم لتصديق الخرفات‬ ‫وغيرها من اقوال الطابور الخامس‬ ‫وهنا يجب ان يتحلى الجميع بالصبر‬ ‫وال غير الصبر لما نحن عليه اليوم‬ ‫والصورة هنا لرجل يقوم بأفعال ال‬ ‫تمت لألخالق بصلة انما تعبر عن‬ ‫قصور عقلي واخالقي ينكس على‬ ‫األفعال التي يقوم بها وهنا يجب‬ ‫توضيح بعض الجوانب األخالقية‬ ‫للخروج من االزمة اما اذا بقي الحال‬ ‫على ما هو عليه فنحن بانتظار الكارثة‬ ‫الحقيقية فخلية االزمة عندما أعلنت‬ ‫حظر التجوال لم يلتزم بها احد وهذه‬ ‫حقيقة فاألسواق مكتظة وهناك‬ ‫أزدحامات غير طبيعية وهذا خطأ‬ ‫كارثي وسوف يكون له نتائج بمستوى‬ ‫اكبر من المتوقع واالغرب من كل ما‬ ‫ذكرت ان هناك نقص توعوي حقيقي‬ ‫بالتعريف بمخاطر الوباء وما سوف‬ ‫يكون في حالة عدم االلتزام ويذهب‬ ‫بعض ضعاف النفوس لفكرة التعايش‬ ‫مع الوباء وبحق اقولها انها فكرة غبية‬ ‫الى حد كبير فمن يتخذ هذا القرار‬ ‫يجب ان يمتلك مؤسسات صحية‬ ‫تتمكن مع التناغم مع العدد الهائل من‬ ‫المرضى والبلد هنا باألصل يشكو من‬ ‫تردي في الواقع الصحي فكيف يكون‬ ‫الحديث عن التعايش ومن يعطي الحق‬ ‫بالمغامرة بالحياة التي يملكها الموطن‬ ‫والمواطن ذاته يفتقر الى االخالقيات‬

‫‪6‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫‪7‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫والمؤسسات العلمية داخل العراق‬ ‫وخارجه ‪.‬‬

‫يعد االستاذ الدكتور جواد علي من‬ ‫أبرز المؤرخين العرب المعاصرين‬ ‫الذين إهتموا بالتأريخ للبعدين‬ ‫الحضاري والثقافي الذي تميزت به‬ ‫حياة العرب في الجاهلية ‪ ..‬وقد إشتهر‬ ‫بمؤلفاته الرصينة وأبحاثه القيمة التي‬ ‫أكسبته هذه الشهرة والمكانة الرفيعة‬ ‫على الصعيدين العربي والعالمي‬ ‫ولعل موسوعته الشهيرة ب( تاريخ‬ ‫العرب قبل االسالم ) الي صدرت‬ ‫بثمانية مجلدات ألول مرة بين سنتي‬ ‫‪ 1960-1956‬عن طريق المجمع‬ ‫العلمي العراقي ببغداد هي وراء‬ ‫شهرته عربيا وعالميا ‪.‬‬

‫ولم يكن كتابه الموسوعي (تاريخ‬ ‫العرب قبل االسالم ) وراء شهرته فقط‬ ‫بل كان كتابه الثاني الموسوعي ايضا‬ ‫والذي يحمل عنوان (المفصل في‬ ‫تاريخ العرب قبل اإلسالم ) بعشرة‬ ‫مجلدات‪.‬وله كتبا اخرى منشورة‬ ‫فضال عن كم كبير من المقاالت‬ ‫والدراسات المنشورة ومن كتبه‬ ‫المبكرة كتاب بعنوان (التاريخ العام )‬ ‫نشر ببغداد سنة ‪ 1927‬وكتاب (أصنام‬ ‫العرب ) وطبع سنة ‪ 1967‬وقد‬ ‫علمت ان له في المجمع العلمي‬ ‫العراقي ببغداد مسودات لكتابين غير‬ ‫منشورين هما ‪( :‬معجم ألفاظ المسند )‬ ‫و( المفصل في تاريخ العرب في‬ ‫اإلسالم ) مع العلم انه حاول اكمال‬ ‫تأريخه للعرب في االسالم في كتابين‬ ‫مهمين هما ‪:‬‬

‫وقد تيسرت لي الفرصة قبل نصف‬ ‫قرن للتتلمذ على يديه عندما كنت‬ ‫تلميذا في قسم التاريخ بكلية التربية –‬ ‫جامعة بغداد سنة ‪. 1964‬وقد كنت‬ ‫واحدا ممن تأثروا بشخصيته وبطريقة‬ ‫تدريسه وهيبته التي كانت طاغية ‪.‬‬ ‫كان متمكنا من مادته لبقا يتحدث‬ ‫بسالسة وهدوء ويميل الى التحليل‬ ‫واالتيان بأسباب الحوادث التي عرفها‬ ‫العرب في العصر الجاهلي ‪ .‬كما كان‬ ‫انيقا في ملبسه وسيما لطيفا مع الطلبة‬ ‫ومع زمالءه وقد وجدنا –نحن تالمذته‬ ‫–انه كان يتمتع بإحترام ومحبة‬ ‫زمالءه كما كان على صلة وثيقة‬ ‫بالمجمع العلمي العراقي وبالدوائر‬

‫‪ .1‬تاريخ الصالة في اإلسالم (بغداد‬ ‫‪) 1968‬‬ ‫‪ .2‬تاريخ العرب في اإلسالم (بيروت‬ ‫‪ ..) 1969‬وقد نشر مع الدكتور احمد‬ ‫سوسة واألستاذ بهجت األثري خارطة‬ ‫اإلدريسي المعروفة بـ (صورة‬ ‫األرض ) وطبعت سنة ‪ . 1951‬وله‬ ‫بحث موسع نشر متسلسال في مجلة‬

‫‪8‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫المجمع العلمي العراقي (‪- 1950‬‬ ‫‪ ) 1954‬حول موارد تاريخ الطبري ‪.‬‬

‫مراسال ومؤازرا في مجامع أخرى‬ ‫عربية وعالية ‪.‬‬

‫ولد االستاذ الدكتور جواد علي في‬ ‫مدينة الكاظمية ببغداد سنة ‪1907‬‬ ‫ودرس في االعظمية حيث كلية اإلمام‬ ‫أبو حنيفة وبعد ذلك أكمل دراسته في‬ ‫دار المعلمين العالية (كلية التربية‪-‬إبن‬ ‫رشد حاليا ) وبعد تخرجه فيها سنة‬ ‫‪ 1931‬عين مدرسا في إحدى‬ ‫المدارس الثانوية ‪.‬‬

‫عمل الدكتور جواد علي مدرسا‬ ‫وأستاذا مساعدا ثم أستاذا في قسم‬ ‫التاريخ بكلية التربية –جامعة بغداد‬ ‫منذ الخمسينات من القرن الماضي ‪.‬‬ ‫وفي العام الدراسي ‪1958- 1957‬‬ ‫عمل أستاذا زائرا في جامعة هارفارد‬ ‫األميركية وقد تقاعد فمنحته جامعة‬ ‫بغداد لقب (أستاذ متمرس) ‪.‬‬

‫لم يبق فترة طويلة في ممارسته‬ ‫للتدريس وانما تم التحاقه بالبعثة‬ ‫العلمية لوزارة المعارف العراقية‬ ‫(التربية ) وسافر الى المانيا ‪ ..‬وقد‬ ‫حصل على الدكتوراه من جامعة‬ ‫هامبورغ سنة ‪ 1939‬وذلك عن‬ ‫(المهدي‬ ‫الموسومة‬ ‫اطروحته‬ ‫وسفراءه األربعة) باأللمانية ‪.‬‬

‫لنقف عند كتابه (المفصل في تاريخ‬ ‫العرب قبل االسالم ) لنتعرف على‬ ‫الخطوط العريضة لؤيته للتاريخ‬ ‫العربي في العصر الجاهلي ومن‬ ‫الطريف والمفيد ان االستاذ الدكتور‬ ‫عبد العزيز الدوري كتب مقدمة لهذا‬ ‫الكتاب بطبعة جديدة اصدرتها (دار‬ ‫المدى) العراقية وقال عنه ان‬ ‫(المفصل ) هو مؤلف شامل شامل‬ ‫جامع لتاريخ العرب قبل االسالم اراد‬ ‫به مؤلفه تقصي كل ما يرد من‬ ‫الموضوعات في الكتابات وفي‬ ‫الموارد االخرى االخرى وتسجله‬ ‫وتدوينه ليقدم القارئ اشمل بحث‬ ‫واجمع مادة في موضوع يطلبه"‬ ‫‪.‬ويبرر نهجه هذا قائال ‪ ":‬ألن غايتي‬ ‫من هذا الكتاب ان يكون ( موسوعة )‬ ‫في الجاهلية والجاهليين ‪ ،‬الادع شيئا‬ ‫عنها أو عنهم اال ذكر في محله ‪.‬‬ ‫فكتاب هذا للمتخصصين والباحثين‬

‫عاد إلى العراق وصادفت عودته قيام‬ ‫ثورة مايس –ايار –مايو سنة ‪1941‬‬ ‫ونشوب الحرب العراقية – البريطانية‬ ‫؛ فإنضم إلى الثورة وبعد فشلها اعتقل‬ ‫في معتقل الفاو ثم أطلق سراحه وأعيد‬ ‫إلى الوظيفة في وزارة المعارف‬ ‫واختير ليكون أمينا لسر لجنة التأليف‬ ‫والترجمة والنشر التي قدر لها أن‬ ‫تكون نواة للمجمع العلمي العراقي سنة‬ ‫‪ 1947‬وفي ‪ 1956‬أصبح عضوا‬ ‫عامال في المجمع واختير عضوا‬

‫‪9‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫الكريم لم تكن اال واحدة من تلك اللغات‬ ‫وقال ان المعنى الشامل لكلمة (عرب)‬ ‫جاء مع االسالم بدءا بالقرآن الكريم‬ ‫‪.‬وقد خصص المؤلف جانبا من كتابه‬ ‫لدراسة الشعر الجاهلي بإعتباره‬ ‫مصدرا ثرا للعصر الجاهلي وذكر ما‬ ‫قاله عكرمة بأنه ما سمع عبد هللا بن‬ ‫عباس يفسر آية من آيات القرآن الكريم‬ ‫اال نزع فيها بيتا من الشعر فالشعر كما‬ ‫قال الجمحي ديوان العرب ومنتهى‬ ‫حكمتهم والدكتور جواد من ابرز‬ ‫المؤرخين العرب الذين نوهوا الى‬ ‫اهمية كتب االدب العربي فبعضها‬ ‫يفوق ما جاء في كتب التاريخ من‬ ‫معلوات وهنا يقول الدكتور الدوري ان‬ ‫الدكتور جواد علي قرر حقيقة مهمة‬ ‫وهي ان كتب التاريخ العربية‬ ‫واالسالمية –فيما يتعلق بالعصلر‬ ‫الجاهلي – ضعيفة جدا ومادتها عن‬ ‫الجاهلية هزيلة وقليلة اال في حدود‬ ‫القرن السادس الميالدي وربما القرن‬ ‫الخامس وهو ينفي وجود سجالت‬ ‫لعرب الشمال لكنه الينكر وجود‬ ‫مدونات في كنائس الحيرة زمن‬ ‫المناذرة ويشكك فيها ‪.‬وينتهي الى ان‬ ‫كتب االدب فيها مادة تاريخية اغنى‬ ‫بكثير من كتب التاريخ كما يدعو الى‬ ‫مراجعة الموارد االخرى من كتب‬ ‫التفسير والحديث والفقه إلستخراج ما‬ ‫فيها من موارد عن الجاهلية ‪.‬‬

‫‪ . "...‬وهذا هدف طموح وضخم‬ ‫بالنسبة لباحث واحد ولكنه وفق في‬ ‫تقديم مادة واسعة وغنية " ‪.‬‬

‫اعتمد الدكتور جواد علي في تدوين‬ ‫كتابه على النقوش والكتابات والتوراة‬ ‫والتلمود والكتب الكالسيكية والموارد‬ ‫واليهودية والالتينية‬ ‫النصرانية‬ ‫االسالمية‬ ‫العربية‬ ‫والموارد‬ ‫والمؤرخين المسلمين ‪..‬درس لفظة‬ ‫(العرب ) في اقدم النصوص التاريخية‬ ‫واشار الى لغات العرب قبل االسالم‬ ‫مثل المعينية والثمودية واللحيانية‬ ‫وغيرها من اللغات القديمة وقال ان‬ ‫اللغة العربية التي نزل بها القرآن‬

‫‪10‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫ارتفعت قدرات البدو العرب القتالية‬ ‫وبدأ عصر الفروسية ‪.‬‬

‫وينتقد الدكتور جواد علي بعض‬ ‫المستشرقين اهمالهم الموارد تلك‬ ‫والتي لم يأخذوا منها اال القليل وقال‬ ‫انهم ‪ ":‬لو راجعوها لكان ما جاؤوا به‬ ‫عن الجاهلية اضعاف اضعاف ما‬ ‫جاؤوا به وكتبوه ولكانت كتاباتهم ادق‬ ‫واعمق مما جاءت عليه ‪.‬‬

‫كان على عرب الجاهلية وهم يمرون‬ ‫بكل تلك المراحل ويعيشون في‬ ‫اجوائها ان يبحثوا عن التوسع بإتجاه‬ ‫السهول المجاورة لذلك كانت هناك‬ ‫هجرات بدوية نحو الشمال وهي التي‬ ‫عرفها العالم بالهجرات السامية وكان‬ ‫توجه تلك الهجرات نحو االرض‬ ‫الخصيبة في العراق والشام والزلت‬ ‫اذكر كيف ان استاذنا الدكتور جواد‬ ‫علي يتوسع في شرح هذه المسألة لنا‬ ‫ونحن تالميذ له في كلية التربية‬ ‫بجامعة بغداد سنة ‪ 1964‬ويشبه‬ ‫الجزيرة العربية وكأنها خزان بشري‬ ‫تفيض بموجات من السكان لتقذفها‬ ‫نحو االراضي المجاورة‪.‬‬

‫في موسوعته هذه (المفصل في تاريخ‬ ‫العرب قبل االسالم ) تحدث االستاذ‬ ‫الدكتور جواد علي عن الجزيرة‬ ‫العربية مسرح عرب الجاهلية‬ ‫الجغرافي وهذه مسألة مهمة لفهم كثير‬ ‫من ابعاد التاريخ الجاهلي السياسي‬ ‫واالقتصادي واالجتماعي وقال ان‬ ‫للمناخ واالوضاع الطبيعية والموقع‬ ‫الجغرافي على طرق التجارة الدولية‬ ‫بين عالم البحر المتوسط وعالم المحيط‬ ‫الهندي دور كبير في فهم طبيعة‬ ‫االحداث والصراعات التي شهدها‬ ‫العرب في العصر الجاهلي ‪.‬ويقينا ان‬ ‫الحديث عن الجغرافية الطبيعية‬ ‫والتاريخية يجعلنا على معرفة واسعة‬ ‫بالحياة البدوية العربية وانظمتها‬ ‫الداخلية ويرى الدكتور جواد علي ان‬ ‫مرت بمرحلتين‬ ‫البداوة العربية‬ ‫االولى هي مرحلة البدو الذين يربون‬ ‫االغنام ومرحلة البدو الذين يربون‬ ‫الجمال والتي تقع في القرن الحادي‬ ‫عشر قبل الميالد وبعد توطين‬ ‫الحصان في القرن الخامس قبل الميالد‬

‫في كتابه (المفصل في تاريخ العرب‬ ‫قبل االسالم ) يتناول الدكتور جواد‬ ‫علي التنظيم االجتماعي عند عرب‬ ‫الجاهلية ويؤكد محدودية نزعة التملك‬ ‫عندهم وان القبيلة ظلت هي الوحدة‬ ‫االجتماعية والسياسية ‪.‬فالعشيرة‬ ‫متماسكة وغالبا ما تظهر تحالفات‬ ‫و(احالف ) بين القبائل وكان للنسب‬ ‫دور في تحديد قيمة االنسان وقد عرف‬ ‫العرب بإعطاء النسب اهمية وفي‬ ‫القرن االول الهجري أثرت‬ ‫االعتبارات السياسية واالجتماعية في‬ ‫االحالف القبلية ‪.‬وثمة قضية مهمة‬

‫‪11‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫بإتجاه الشمال الشرقي الى الخليج وهنا‬ ‫البد ان نؤكد بأن التجارة ساعدت في‬ ‫اقامة صداقات وعالقات بين السكان‬ ‫وخاصة من التجار وشيوخ القبائل‬ ‫‪.‬وقد ساعد قيام الدول والكيانات‬ ‫السياسية في المنطقة في توثيق‬ ‫الصالت السياسية والتجارية المحلية‬ ‫واالقليمية والدولية وكانت البخور‬ ‫والمر واللبان بضائع ثمينة وكانت‬ ‫تنتج بالدرجة االولى وتحتكر من اهلها‬ ‫في العربية الجنوبية وساعد تدجين‬ ‫الجمل على تيسير نقل هذه البضائع‬ ‫الى غربي اسيا والى مصر حيث كان‬ ‫الطلب عليها كبيرا ‪.‬‬

‫البد ان نشير اليها قد اعطاها الدكتور‬ ‫جواد علي اهمية وهي ان هناك عامال‬ ‫مهما في تاريخ الجزيرة العربية وهو‬ ‫العامل الجغرافي المتصل بموقع‬ ‫الجزيرة على خطوط التجارة الدولية‬ ‫بين الهند والشرق االقصى وبين البحر‬ ‫المتوسط وشرقي افريقا وكانت‬ ‫الرياح الموسمية قد مكنت وساعدت‬ ‫على توسع االتصال بين العربية‬ ‫الجنوبية والهند وشرق افريقيا ‪ .‬ومما‬ ‫اشار اليه الدكتور جواد علي ايضا انه‬ ‫كان هناك طريقان سلكهما عرب‬ ‫الجاهلية في تواصلهم مع اسيا اولهما‬ ‫طريق بري وثانيها طريق بحري ؛‬ ‫فاالول ينقسم الى قسمين هما طريق‬ ‫الصين ‪..‬اسيا الوسطى وطريق‬ ‫خراسان الى همدان ‪..‬طيسفون‬ ‫(ضواحي بغداد الحالية ) الى سوريا‬ ‫‪.‬اما الطريق البحري فيتجه عبر‬ ‫خطين االول من الهند الى الى خليج‬ ‫البصرة (الخليج العربي ) والثاني من‬ ‫الهند الى جنوبي الجزيرة العربية‬ ‫وكان الخط االول اقصر واسهل لكنه‬ ‫يعتمد على ظروف االمن في ارض‬ ‫العراق ‪.‬ومما سجله الدكتور جواد‬ ‫علي ان العربية الجنوبية كانت نشطة‬ ‫تجاريا ومنذ اواسط االلف االول قبل‬ ‫الميالد وقد امتدت عالقاتها التجارية‬ ‫الى الهند وشرق افريقيا واالهم من‬ ‫ذلك كله انها احنكرت التجارة على‬ ‫طريق البخور وعلى الطريق الذاهب‬

‫وقد اولى مؤلف كتاب (المفصل في‬ ‫تاريخ العرب قبل االسالم ) التجمعات‬ ‫الحضرية العربية والكيانات السياسية‬ ‫العربية في العصر الجاهلي اهمية‬ ‫بالغة ووضح طبيعة العالقات التي‬ ‫نشأت بينها وتعاونها في مجال التجارة‬ ‫الدولية ‪.‬وقال ان لالتصاالت‬ ‫بالحضارات المبكرة في الشمال اي‬ ‫في مناطق البحر المتوسط ووادي‬ ‫الرافدين (العراق ) اثرها في تنامي‬ ‫الحركة التجارية وكانت مواطن‬ ‫الحضارة االولى في مأرب (سبأ )‬ ‫وشبوة (حضرموت ) وقتبان ومعين ‪.‬‬ ‫نشر الدكتور جواد علي قرابة (‪)50‬‬ ‫دراسة في مجلة المجمع العلمي‬ ‫العراقي ‪ ..‬كما كتب في مجالت أخرى‬

‫‪12‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫منها (المعلم الجديد) وحصل في حياته‬ ‫على تكريمات وأوسمة منها وسام‬ ‫المعارف اللبناني ووسام المؤرخ‬ ‫العربي وحضر ندوات ومؤتمرات‬ ‫عديدة منها مؤتمرات المستشرقين‬ ‫التي كانت تعقد في ألمانيا‪.‬‬

‫يقوم بربط األخبار بعضها ببعض‪،‬‬ ‫وشد أجزائها شدا محكما بأسلوب‬ ‫يتناول كل الوجوه واعتبار التاريخ‬ ‫تاريخ بشر وهو حكم وسياسة‬ ‫والسياسة سياسة في كل وقت ومكان‬ ‫ولن يختلف فيها إنسان عن إنسان ))‪.‬‬

‫كان الدكتور جواد علي مؤرخا‬ ‫رانكويا (نسبة إلى المؤرخ األلماني‬ ‫ليوبولد فون رانكة) والذي يقول إن‬ ‫وظيفة المؤرخ أن يعيد تشكيل الحدث‬ ‫التاريخي كما وقع بالضبط‪ .‬وبشان‬ ‫منهجه هذا فان األستاذ حميد المطبعي‬ ‫أجرى معه في مجلة أفاق عربية (آذار‬ ‫‪ )1978‬حوارا قال فيه إن ثمة مشاكل‬ ‫تعترض المؤرخ منها مشكلة الرجوع‬ ‫إلى المصادر الحقيقية ومشكلة‬ ‫المؤلفات القديمة باللغات المختلفة‬ ‫ومشكلة تشتت المصادر وتبعثرها‪.‬‬ ‫ويعيب الدكتور جواد علي على‬ ‫المؤرخين أخذهم بالعموميات بدال من‬ ‫اعتماد المنهج العلمي ويضيف إن‬ ‫على المؤرخ أن يدرس التاريخ وفقا‬ ‫للظروف والحوادث التي وقعت وليس‬ ‫كما هو الحاضر ويحذر المؤرخين من‬ ‫تدخل العواطف وتحكم المذهبية‬ ‫واصطباغ التاريخ بصبغة عقائدية‬ ‫ويقول ((يقتضي على المؤرخ ليكون‬ ‫تاريخه علميا منزها تجنيب نفسه‬ ‫المذهبية المتزمتة وعليه نقد الروايات‬ ‫نقدا علميا محايدا ‪ .)) ...‬ويضيف ((ثم‬

‫ويرى الدكتور جواد علي‪ ،‬إن العرب‬ ‫يمتلكون تاريخا ثرا وهم في غنى عن‬ ‫اإلضافة إلى تاريخهم وتحميله ما ليس‬ ‫منه‪ .‬ويدين استخدام الدولة التاريخ أداة‬ ‫بيدها ويقول إن هذا مرض مزمن في‬ ‫البشرية مما حمل الناس على الشك في‬ ‫صحة التاريخ واعتباره مجرد كذب‬ ‫وتلفيق ويضيف ((الزال التلفيق‬ ‫والتنميق جاريان في التاريخ‪ ،‬والسيما‬ ‫في السياسات المذهبية وفي األمور‬ ‫الشخصية وفي الحروب وفي الجدل‬ ‫بأنواعه‪ ،‬غير إن بوسع المؤرخ في‬ ‫الوقت الحاضر الكشف عن الواقع‬ ‫بفضل تعدد المصادر والمقارنة بينها‬ ‫واستخالص الحقائق ‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالدعوات حول إعادة‬ ‫كتابة التاريخ قال الدكتور جواد علي‬ ‫إن تلك الدعوات لم تنبع من فلسفة‬ ‫أصيلة مدروسة وإنما من ميول‬ ‫ومحاكاة ومحاباة ونابعة من توجيه‬ ‫البيئة والعصر وإخضاع التاريخ‬ ‫لمنطق الرأي السائد في عصر‬ ‫المؤرخ‪ .‬وبشان عوامل تفسير التاريخ‬

‫‪13‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫التي يجب على المؤرخ أن يتسلح بها‬ ‫يقول الدكتور جواد علي أنها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬التاريخ يستمد وحيه من واقع‬ ‫الظروف التي صنع فيها وذلك بعد‬ ‫تحليل وعمل فكر وإحاطة بالروايات‬ ‫وبالوثائق الواردة عن الحادث ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تدوين التاريخ وفقا لالجتهاد الذي‬ ‫يتوصل إليه وجدان المؤرخ عنه ‪.‬‬ ‫‪ .3‬عدم الرضوخ لمدرسة معينة من‬ ‫المدارس التي تفسر التاريخ وفقا‬ ‫لديانتها وعقيدتها في تفسير التاريخ‬ ‫‪،‬الن التاريخ لرأى معين معناه إننا‬ ‫نزيف ونحور التاريخ ونصوغه وفقا‬ ‫لعقيدتنا الضيقة ‪،‬فهنا إخضاع لحكم‬ ‫جامد يتنافى مع ضرورات المنهج‬ ‫العلمي في تفسير التاريخ ‪.‬‬

‫‪ .6‬وإزاء هذه المواصفات ‪،‬علينا ‪،‬‬ ‫يضيف الدكتور جواد علي ‪،‬أن نحذر‬ ‫من النظرة القسرية إلى تاريخنا‪،‬‬ ‫ويجب التبصر فيما يكتب في كل بيئة‬ ‫معارضة وعلى المؤرخ عدم‬ ‫االقتصار على الجوانب السياسية‬ ‫وشمول كل جوانب الحياة االقتصادية‬ ‫واالجتماعية والفكرية باالهتمام ‪.‬‬

‫‪ .4‬على المؤرخ إن يشخص كل‬ ‫جوانب التاريخ ‪،‬فال يقتصر على‬ ‫التمجيد والمديح ‪،‬وفي الوقت نفسه ال‬ ‫يحاول تسقط العثرات ومواطن‬ ‫الضعف ‪.‬‬

‫‪ .7‬ويقدم الدكتور جواد علي وصيته‬ ‫األخيرة للمؤرخ المعاصر وهي إن‬ ‫على مؤرخ اليوم أن يتحدث عن كل‬ ‫جوانب الحياة ‪..‬عن كل الطبقات ‪..‬عن‬ ‫الخاصة والسواد ‪.‬‬

‫‪ .5‬أن يكون المؤرخ وصافا عالما‬ ‫عادال أي أن ينظر إلى منشأ الروايات‬ ‫واتجاه رواتها والزمن الذي عاش فيه‬ ‫صاحب الرواية وناقلها ‪.‬‬

‫توفي الدكتور جواد علي رحمه هللا‬ ‫سنة ‪.. 1987‬وكانت وفاته –وهو في‬ ‫عز عطائه العلمي –خسارة فادحة‬ ‫للمدرستين التاريخيتين العراقية‬ ‫والعربية ‪.‬لكن ما تركه من علم ينتفع‬ ‫به يجعلنا نذكره ونذكر به دوما والذكر‬ ‫لالنسان عمر ثان له ‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫‪15‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫منشآت المركز وملحقاته ‪ ،‬رافضا اي‬ ‫دعم مادي او مالي من اية حهة كانت‬ ‫لدعم المركز الثقافي الكبير والذي‬ ‫تبرع بارضه وبناءه واثاثه ومكتبته‬ ‫العامرة وبما يقدمه في المشهد الثقافي‬ ‫اليومي الذي تميز باالبداع المتجدد‬ ‫والمتواصل بال كلل والملل ‪ ،‬لوال ما‬ ‫طرأ على الحياة اليومية الموصلية‬ ‫والعراقية من تحفظات فرضتها جائحة‬ ‫كورونا التي اقتربت من مدينتنا نسأل‬ ‫هللا العافية منها ومن شرها ‪ ،‬والتي‬ ‫حدت من نشاطات المركز مؤقتا‬ ‫ولحين انجالء االزمة بالخير والعافية‬ ‫ان شاء هللا وباذن هللا ‪...‬‬

‫مركز يوسف ذنون للدراسات‬ ‫والبحوث التاريخية الذي اصبح اليوم‬ ‫في واجهة االبداع الثقافي الموصلي‬ ‫المتجدد وبرعاية كريمة واشراف‬ ‫متواصل من قبل عميد االسرة الثقافية‬ ‫الموصلية االستاذ يوسف ذنون الذي‬ ‫انبرى وبكل امكانياته وطاقاته الفكرية‬ ‫والثقافية والمادية واالجتماعية‬ ‫والتربوية والتعليمية وبالخبرة الكبيرة‬ ‫التي اكتسبها من سني عمره المديد‬ ‫الذي قضاه باحثا ودارسا وموثقا‬ ‫وطالبا ومعلما واستاذا في جميع‬ ‫مناحي الحياة الفكرية والثقافية‬ ‫والتعليمية والفنية فاصبح مستحقا‬ ‫لمنصب االستاذية العالية اضافة الى‬ ‫تبوءه للمرتبة العالمية االولى في‬ ‫مجال الخط العربي التي جعلت شهرته‬ ‫ومنزلته تتواصل الى العالمية وليصبح‬ ‫من الذين يشار اليهم بالبنان في‬ ‫االوساط والمشاهد الثقافية العالمية‬ ‫والذين يتم دوما تخصيص مقاعد‬ ‫امامية لهم عند حضوره ومشاركته في‬ ‫هذه المشاهد الدولية او حتى حين يذكر‬ ‫اسمه فيها وذلك لمنزلته الفكرية‬ ‫والعطائية السامقة والتي سخرها بكل‬ ‫جوده وكرمه وسخاءه ونفسيته السليمة‬ ‫وروحيته الشفافة والتي قدمها لرواد‬ ‫مركز يوسف ذنون على طبق من‬ ‫ذهب ‪ ،‬ذلك المركز الذي انشأه على‬ ‫نفقته الخاصة ومن ماله الخاص ‪،‬‬ ‫وخصص له قطعة ارض بنى عليها‬

‫ولقد حقق مركز يوسف ذنون‬ ‫للدراسات والبحوث التاريخية وخالل‬ ‫الفترة التي امتدت من تاريخ تاسيسه‬ ‫وانشاءه وبداية نشاطه وعطاءه‬ ‫الفكري في مطلع عام ‪ ٢٠١٩‬الى‬ ‫يومنا هذا تقدما ملموسا على مختلف‬ ‫االنشطة الفكرية والثقافية المتميزة‬ ‫حيث قدم المثير والكبير والقيم من ذلك‬ ‫النشاط المنبثق عن رؤية جامعة داعمة‬ ‫شاملة لكل االبداع والفكر الثقافي‬ ‫المتميز ‪ ،‬والذي يمثل عطاءا موصليا‬ ‫متنوعا وعاليا وراقيا يليق بمنزلة‬ ‫مركز يوسف ذنون العالية المقام في‬ ‫عالم الفكر والحكمة والثقافة والذي‬ ‫تمثل باستضافة العديد من كبار اساتذة‬ ‫الفكر والثقافة في المدينة اضافة الى‬

‫‪16‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫الموصل حاضنتها وراعية نشاطها‬ ‫والتاريخ مليء بتلك االسماء التي‬ ‫شهدت ابداعها وسجلت لها باحرف‬ ‫من نور مجدا وتاريخا حضاربا وثقافيا‬ ‫وفكريا وادبيا ال تستطيع السنين نسيانه‬ ‫ابدا او التغافل عنه لعظمة ما فيه من‬ ‫عطاء تعجز االقالم عن وصفه او‬ ‫التعبير عنه واعطاءه ما يستحق‪..‬‬

‫الجامعات‬ ‫اساتذة‬ ‫استضافة‬ ‫واالكاديميين الذين اضافوا بابداعاتهم‬ ‫واطروحاتهم التي قدموها من على‬ ‫منصة المركز طوال الفترة التي‬ ‫مضت من تاريخ انشاء المركز الى‬ ‫يومنا الحاضر من مواضيع قيمة عالية‬ ‫المستوى ‪ ،‬ويكفي المركز فخرا‬ ‫استضافته لالسماء والشخصيات‬ ‫الفكرية والثقافية الموصلية المتميزة‬ ‫والكبيرة والتي قدمت نتاجاتها الفكرية‬ ‫والثقافية الراقية من على منصة‬ ‫المركز خالل فترة نشاط المركز ‪،‬‬ ‫اضافة لرعايته الشاملة للمعارض‬ ‫الفنية التشكيلية ومعارض الخط‬ ‫العربي ومعارض الصور الفنية التي‬ ‫احتضنتها قاعة المركز وبالدعم‬ ‫المعنوي والنفسي والمادي الذي قدمه‬ ‫المركز الصحاب تلك العروض من‬ ‫قبل االستاذ الدكتور يوسف ذنون ‪،‬‬ ‫وباشراف تام وشامل وناشط ومتابع‬ ‫ومبدع بذله وال يزال يبذله االستاذ‬ ‫الفاضل نبيل الحريثي مدير القاعة‬ ‫والمشرف العام والذي لم يدخر جهدا‬ ‫اال وبذله خدمة للمركز واعالءا لشأنه‬ ‫ومستواه العالي الذي حافظ عليه‬ ‫فاصبح في مقدمة المراكز والمنتديات‬ ‫الثقافية المنتشرة على طوال الخارطة‬ ‫الثقافية الموصلية والممتدة في عمق‬ ‫تاريخ االبداع الموصلي المتميز‬ ‫والمدون في تاريخها العريق وتشهد له‬ ‫االسماء والعناوين الكبيرة التي كانت‬

‫‪17‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫افتتاحها الحقا لتكون في خدمة‬ ‫الباحثين وتالميذ البحث العلمي‬ ‫والقراء قريبا ان شاء هللا وبادارة‬ ‫خاصة ومستقلة عن برامجيات‬ ‫النشاطات االخرى التي يشهدها‬ ‫المركز حيث ستوفر االالف من الكتب‬ ‫والمصادر والمراجع القيمة العالية‬ ‫والتي تهم كافة الدارسين والباحثين‬ ‫وطلبة الماجستير والدكتوراه الذين‬ ‫يحتاجون في بحوثهم وتقاريرهم‬ ‫العلمية لهذه المصادر والمراجع‬ ‫االبحثية والكتب الدراسية والعلمية‬ ‫التي استطاع استاذنا الدكتور يوسف‬ ‫ذنون من جمعها وترتيبها ومنذ اكثر‬ ‫من سبعين عاما ليضعها في خدمة‬ ‫الباحثين والدارسين والمهتمين والقراء‬ ‫ومن اصحاب االختصاص االكاديمي‬ ‫والعلمي واالدبي والفني ‪...‬‬

‫ولقد تواصل مركز يوسف ذنون مع‬ ‫كل ذلك االرشيف العامر والزاهي‬ ‫الذي يحتوي ذلك االبداع الثقافي‬ ‫والفكري الموصلي وسعى المركز‬ ‫ممثال باالستاذ الدكتور يوسف ذنون‬ ‫وخبرته الراقية في استنباط المواضيع‬ ‫الراقية التي تقدم من على منصة‬ ‫المركز السامية وبتوجيه منه وتحت‬ ‫اشرافه واستشاراته القيمة وبتفاعل‬ ‫عملي منسجم من قبل االستاذ نبيل‬ ‫الحريثي مدير المركز والمشرف العام‬ ‫الذي يتولى تنظيم هذه التظاهرات‬ ‫والنشاطات ‪...‬‬ ‫علما ان هناك مكتبة عامرة بالكتب‬ ‫القيمة وفي مختلف التوجهات الفكرية‬ ‫والثقافية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫والشعرية واالدبية والتاريخية وهذه‬ ‫المكتبة ملحقة ببناية المركز وسيتم‬

‫‪18‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سورية‬ ‫مما ال شك فيه أن فيروس كورونا الذي هجم على مسار حياتنا اليومية كان له‬ ‫تداعيات جمة على جميع األصعدة وليس فقط ثالثية األدب والثقافة والفن بل تعداها‬ ‫ليصل لصلب القوت والمعيشة‬ ‫فيما يتعلق بهذه الثالثية هي فعال تراجعت بل وتوقفت أحيانا حين أصبح استمرارها‬ ‫يشكل خطرا على الصحة العامة و تجنبها ضرورة من أجل سالمة البشرية ‪.‬‬ ‫ألنها تقوم في استمراريتها على التجمعات كما هي النشاطات والفعاليات‬ ‫والمهرجانات أو المالمسة الشخصية أو المادية واالختالط والخروج والتواجد‬ ‫في أماكن عامة بغية العمل والنشر واإلنتاج والتصميم والتصوير وغيرها ‪.‬‬ ‫لكن بطبيعة البشر أنهم يتحدون الواقع لكسره والخروج منه‬ ‫فلقد لجأ العاملون في هذا الوسط ألساليب مختلفة للبقاء واإلستمرار والتواجد‬ ‫والمعيشة معتمدين مثال على وسائل التواصل االجتماعي لالستمرار بالفعاليات‬ ‫وإيصال المعلومة والخروج من حالة الروتين الرتابة المفروضة ‪..‬‬ ‫بما ال يتعارض مع قواعد الصحة التي بات من الضرورة الحتمية مواكبتها في‬ ‫أدق التفاصيل اليومية لتجنب انتشار هذا الوباء بفرض إجراءات احترازية ووقائية‬ ‫باالنعزال والتعقيم والغسيل والتباعد االجتماعي واألكف والكمامة ‪ ..‬وغيرها ‪..‬‬ ‫وربما من حسن الحظ أن الكورونا لم تنتشر في بالدنا بوهج وقوة واإل لكان فعال‬ ‫مصير هذه الثالثية سيكون حشرجة الموت ‪ .‬أرى فعال أننا بحاجة إلى ترويج لغة‬

‫‪19‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫خطابية كي نحافظ على عطاء أدبي وثقافي وفني يتوارثه أبناؤنا بكل أصالته في‬ ‫ظل ظروف جديدة تتناسب مع اإلجراءات اإلحترازية ضمانا للصحة العامة ‪.‬‬ ‫وفالثقافة والصحة خطان يتقاطعان في كل نقاط السالمة العامة ‪.‬‬ ‫الن أي إهمال أو تهاون في موضوع هذه اللغة سيحول مصير هذه الثالثية إلى‬ ‫ركود تام ومستنقعات الال ضرورة ‪..‬‬ ‫وبالتالي إلى التالشي والفناء ‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫اجاثا كريستي الروائية العالمية في كتابة القصص البوليسية يقال انها رافقت‬ ‫زوجها مالوان عالم االثار في رحلته الى الموصل ‪..‬في النصف االول من القرن‬ ‫العشرين ‪..‬‬ ‫ويقال انها كانت ترتدي الكمامة ‪..‬حتى لحظة دخولها سوق النبي يونس في الموصل‬ ‫اذ التق ت بها هناك (فهيمة ) ونصحتها بنزع الكمامة من باب العيب ‪..‬والن المكتوب‬ ‫على الجبين الزم تشوفه العين ‪..‬‬ ‫الصورة للمگرودة المرحومة ‪ .‬اجاثا ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫ال أعرف إن كان هذا خلال وهل سيؤثر سلبا على عمر الجسر ‪ ،‬فالمهندسون اعلم‬ ‫منا بذلك ‪..‬‬ ‫لكن اكو بعض الحلول بذهني لمعالجة الخلل وإعادة التحدب الطبيعي للجسر ‪.‬‬ ‫‪ - ١‬انه نقلب الجسر ونعدله بالجكوج ‪.‬‬ ‫‪ - ٢‬نعمل دبجة معدلة ونهز الجسر هز بحيث يصير بمستوى واحد ‪...‬‬

‫‪22‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫شعر ‪ :‬الشاعر إبراهيم علي الجبوري (أبو يعرب)‬ ‫ندعو القدير بهذه األيام‬

‫أن تستمر حياتنا بسالم‬

‫***‬

‫فمصائب الفيروس عم بالؤها *** فالناس بين الخوف واألوهام‬ ‫ووباء كورونا تفرعن بل طغى *** والكل في هرج ودون محامي‬ ‫فالصين عانت والفرنجة مثلهم ***‬ ‫والناس في سجن البيوت‬ ‫فاألم حائرة ألجل وليدها‬ ‫وجميعنا في محنة وبحيرة‬ ‫ووباء كورونا تنمر بل بغى‬

‫***‬ ‫***‬ ‫***‬ ‫***‬

‫فكأنهم ذبحوا بغير حسام‬

‫وجلهم متحير من هذه األلغام‬ ‫والطب حار بهذه اآلالم‬ ‫لم ندع غير الواحد العالم‬ ‫هاذا الوباء مقطع األرحام‬

‫يجري كأفراس السباق سريعة *** ويجول في الدنيا بغير لجام‬

‫‪23‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫فخذو بنصح العارفين بكنهه ***‬ ‫وإذا أخذتم بالنصائح فارجعو‬ ‫يارب انت إلهنا ومالذنا‬

‫وثقوا بأهل الطب واإلعالم‬

‫***‬

‫***‬

‫هلل حافظنا بكل مقام‬ ‫رفقا بنا وبأمة اإلسالم‬

‫وكذاك أقوام المسيح وغيرهم *** ال فرق بين مشارب األقوام‬ ‫واقول للعالف أنت منارنا‬

‫***‬

‫وابوبشير قال في تغريدة ***‬

‫وبصمة بالوسطى وباإلبهام‬ ‫اهديك يا عالف خير كالمي‬

‫لبيك يا عالف حين نصحتني *** فألنت بحر في النصيحة طامي‬ ‫فأكتب حسين قصيدتي بتمعن ***‬

‫أنتَ الرجاء بهذه األعوام‬

‫ُرحماك ربي قال والد يعرب *** من هذه األمراض واألسقام‬

‫‪24‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫معن الغالمي‬ ‫كورونا اراك تشيع الموت والخراب‬ ‫وتنشر الذعر في اهلي وكل االحباب‬ ‫ما اقسى وجعا حملته لكل االصحاب‬ ‫ورعبا ساد الكون واالهل واالغراب‬ ‫اال متى تنجلي الغمة ايها الصحاب‬ ‫متى يزول الخوف وينتهي العذاب‬ ‫ال تطل مكوثا لست من االتراب‬ ‫ارحل عنا وغادر وارفع الحجاب‬ ‫واترك‬

‫واهجر‬

‫مرابعنا‬

‫التراب‬

‫انا قوم النخشى الفراق والصعاب‬ ‫النأبه لما تنشر من ذعر اسراب‬ ‫التحر في القول وتتفن في الجواب‬ ‫قدر من االله انا وامره البد مجاب‬ ‫قدر االله حتم الشك او ارتياب‬ ‫والشفاء امره فال تفرح بالمصاب‬ ‫لكل داء دواء قاله الناطق بالصواب‬ ‫تنحى وخل الكون امنا بال خراب‬ ‫واخسئ ذليلال اترك مرابع االحباب‬

‫‪25‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫قصيدة الشاعر الشيخ ابراهيم المشهداني‬ ‫مسنا الضر ُ إله العالمين‬

‫وأتانا الهول في ثوب مهين‬

‫ووبا ٌء ح ًل في أوطاننا‬

‫الناس حيارى هالكين‬ ‫وأرى‬ ‫َ‬

‫وذنوب عمت الدنيا وقد‬

‫ق باالثم المبين‬ ‫جاهر الفسا ُ‬

‫فغدت أوطانهم مقبرة‬

‫بعدما كانت كزهر الياسمين‬

‫‪26‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫اسماعيل خوشناو‬ ‫على َمتْن قَصيدَتي‬

‫احتفا ٌل‬

‫تَ ْ‬ ‫ص ْوب‬ ‫ش َه ُر في كُل َ‬

‫صتي‬ ‫َاب َوسي ٌم ق َّ‬ ‫ش ٌّ‬

‫يُغاز ُل‬

‫كَلمات قَصيدَتي‬

‫َز ْغ َر َدةٌ‬

‫ُك َّل َوتَر‬

‫َملكٌ أَنا‬

‫ص‬ ‫على الشفاه تَرقُ ُ‬

‫س ُروري‬ ‫م ْن ُ‬

‫ابتساماتٌ‬

‫في ح ْليَة‬

‫و بَ ْه َجتي‬

‫س َجتْ‬ ‫نَ َ‬

‫قَد أ ُ ْغرقَتْ أ ُ ْمن َيتي‬

‫سفينَتي‬ ‫على َمتْن َ‬

‫ُش ُخ ْلد‬ ‫ع َّ‬

‫ور اص َطفَّتْ‬ ‫ُز ُه ٌ‬

‫ير‬ ‫َجنَّاتٌ تَس ُ‬

‫على لَ ْو َحة رايَتي‬

‫على َحافَة ال َّطريق‬

‫على َمهْل‬

‫سلعَةُ ا ْل َحياة‬

‫تَ ْغ ُزو َخدي‬

‫تَحتَ حسي‬

‫باه َظةُ الثَّ َمن‬

‫و تَ ْنوي‬

‫و ش َُرف ا ْلفُؤاد‬

‫ار‬ ‫وال ُك ُّل يَه َْوى ْاإل ْب َح َ‬

‫سر َمد َّيا‬ ‫احتالالً َ‬ ‫ل َر ْغبَتي‬

‫سواحل ُر ْؤ َيتي‬ ‫و َ‬

‫على نَهْجي‬

‫ج فيما‬ ‫ق ْاألموا ُ‬ ‫تٌتَعانَ ُ‬ ‫بَينَها‬

‫سنَّتي‬ ‫و ُ‬

‫َط ْب َطبَةٌ‬ ‫صةٌ‬ ‫بَ َ‬ ‫ين ْاألَيادي َر ْق َ‬

‫قُبُالتٌ‬

‫‪27‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫سامية البحري‬ ‫عرج على القلب واسق دروب الهوى‬ ‫رفرف على ضفاف الروح و دثر هذا الجوى‬ ‫هذا الصقيع استوطن الروح واستباح مهجتي‬ ‫وتلك النوارس تروح وتغتدي كرعشة الطفل عند البكاء‬ ‫وهذا الوجع يعزف أوتاره الحزينة في البطين األيسر للقلب‬

‫يا قلبي الموغل في الهذيان‬ ‫كم من الدروب الوعرة سلكت ‪!!....‬‬ ‫وما استرحت‪!!...‬‬

‫يا قلبي المكلوم ‪!!...‬‬ ‫من يرسم أحالمك ويرتق هذه األشجان ؟‬ ‫يا جرحك السابح في البركان !!‬ ‫كم من البساتين أهلكها الغربان !!‬ ‫يا صمتك الموجع‪!!.. .‬‬ ‫مزق تلك الشرنقة‪!!.......‬‬ ‫ثمة فراشة جميلة تعشق مراودة الفضاء !!‬

‫‪28‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫ال تجادل األحمق‪ ،‬فقد يخطئ‬ ‫الناس في التفريق بينكما‪ .‬من‬ ‫جار ْت عليه‬ ‫جار على صباه‪َ ،‬‬ ‫شيخوخته‬

‫‪29‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫‪30‬‬


‫كاريكاتير عراقية‬

‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫‪31‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫لوحة العدد للفنان التشكيلي‬ ‫الموصلي اشرف طه وعنوانها ‪:‬‬ ‫استغاثة‬

‫‪32‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫دعاء علي هاشم ‪ /‬العراق‬ ‫ما بين الصمت والكالم هناك حروف متقطعة او بوح لم يخرج يأبى ان يفوح من‬ ‫عطر الورد‪ ..‬كم صعبة ان تبتلع كلمات في فمك حتى التأذي من تحبهم وما اصعب‬ ‫ان تحلم وتسعى لتحقيقهُ وتراه يبتعد كغيمة سريعة الزوال‪ ..‬وانت في اشد‬ ‫الطموح للوصول لحلمك‪ ..‬وما المحزن ان ترى الغروب يودع سرب الطيور‬ ‫ومنظر الشفق االحمر يعانق السماء معلن رحيل الشمس دون صوت‪ ..‬وما أجمل‬ ‫الليل عندما تكن وحدك تحت الفراش مغمض عينك وتردد البسمالت وتذكر أنك‬ ‫كنت منهمك اليوم فلم تستطيع الكتابة عن تفاصيلك تنهض من الفراش وتكتب‬ ‫مازلتُ اتنفس على قيد الحياة ولم أشعربها‪..‬كنوتة موسيقية وجودها فقط منظر‬ ‫يذهل السامعين اذا لحن الموسيقار لحنا ً ظنوا ان جميع نوتات البيانو صالحة‬ ‫للعمل‪ ...‬ولكن األجمل عندما تستيقظ وتسمع صوت البلبل يغرد فوق شجرة األثل‬ ‫بالقرب من نافذتك يذكرك بأن تطعمهُ وتنهض متناسي الليلة الماضية وتبتسم‬ ‫ليوم جديد‬

‫‪33‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫في تغريدة للسيد الكاظمي ‪ ( :‬المتقاعدون‬ ‫والفقراء اهلي انهم النقطة األولى في قائمة‬ ‫اهتماماتي رواتب المتقاعدين سوف تدفع‬ ‫اليهمل أصحاب الفضل فيه ممن افنوا‬ ‫اعمارهم في خدمة البلد والحكومة في‬ ‫خدمتهم)‪.‬‬ ‫هذه واحدة من تغريدات السيد الكاظمي‬ ‫وهو يتحدث عن األزمة المالية في بداية‬ ‫تسلمه السلطة‪.‬‬ ‫ان ما قام به رئيس الوزراء من التصويت في مجلس الوزراء على قرار االستقطاع‬ ‫يشكل سابقة خطيرة‪ ،‬اذ ضرب نصوص الدستور عرض الحائط وباالخص المواد‬ ‫(‪/٢٨‬اوال) و (‪ )٤٧‬و(‪/٦١‬اوال) و(‪/٨٠‬ثالثا) منه‪ ،‬فضال عن مخالفة المادة (‪ )٧‬من‬ ‫قانون ضريبة الدخل‪ ،‬وهذه المخالفات ال يفترض معها جهل الحكومة بردة الفعل‪،‬‬

‫‪34‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬ ‫وانما تعمدت ذلك‪ .‬اما بالنسبة لقرار مجلس النواب بايقاف االستقطاع فهو قرار‬ ‫نيابي ترقيعي غير ملزم للحكومة‪.‬‬ ‫بغياب العدالة االجتماعية التي كانت تالزم حديث السيد الكاظمي وتنظيراته وعدم‬ ‫جراته في فتح ملفات الفاسدين الكبار كاسالفه من الحكومات السابقة سينتج انقالبا‬ ‫في البنية النفسية والوطنية للمواطن العراقي وسيغير بوصلة االتجاه الى محنته‬ ‫(قطع الرقاب وال قطع األرزاق) وبالتالي سيلتجا الى طرق اخرى للتعبير عن‬ ‫غضبه ورفضه لهذه اإلجراءات‪.‬‬ ‫لم يوفق الكاظمي في هذه الخطوة فقد انقلبت طبقة المتقاعدين والموظفين في االتجاه‬ ‫المعاكس لمسيرته في الوقت الذي عليه أن تكون قاعدة للسيد الكاظمي في رحلة‬ ‫االصالح ومحاربة الفساد اوال وثانيا عليه أن يفي بوعده لهذه الطبقة الكادحة المتعبة‬ ‫البائسة وان يفكر بطريقة اخرى في حل األزمة المالية واالعتماد على مصادر تدر‬ ‫مبالغا تسد حاجة الرواتب وأكثر‪.‬‬ ‫ونختم مقالنا بتغريدة ثانية للسيد الكاظمي‪:‬‬ ‫(لن نسمح بأن تكون حلول األزمة المالية على حساب حقوق الموظفين من ذوي‬ ‫الدخل المحدود والمتقاعدين ومستحقي الرعاية االجتماعية فقرارنا هو ؛ خفض‬ ‫رواتب الرئاسات والدرجات الخاصة والوظائف العليا)‪.‬‬ ‫نعم نحن نمر بضائقة مالية ولكن سيادة رئيس الوزراء ماهكذا تورد اإلبل فالسياسة‬ ‫الواقعية ليست كالتنظيرية وانت وعدت والوفاء بالعهود من شيم الرجال‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫بالوقاية ننتصر على الجهل وكورونا مجلة زهرة العدد ‪166‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪166‬‬

‫‪36‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.