مجلة زهرة البارون العدد 180

Page 1

‫‪180‬‬

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪1‬‬


180

2


‫‪180‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..........................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫حكاية كل أسبوع ‪ /‬أبو عثمان السراج ‪7..............................‬‬

‫الصدى في جدارية درويش ‪ /‬حمزة شباب ‪11........................‬‬ ‫اما االستبداد و اما الالدولة ‪ /‬سامية البحري ‪16.....................‬‬ ‫ايقونات موصلية نجمان ياسين ‪ /‬موفق الطائي ‪18..................‬‬ ‫سيمياء اليأس ‪ /‬كمال عبد الرحمن ‪21................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫اعمى واخرس واطرش ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪25.................‬‬ ‫بنج عمومي ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪26....................................‬‬

‫شعر‬ ‫عازلت نيلك ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪27........................................‬‬ ‫لثبات ‪ /‬خليل الشرابي ‪28...............................................‬‬ ‫قلت الليلة ‪ /‬قاسم الخالدي ‪29..........................................‬‬

‫بالدي ‪ /‬سعيد إبراهيم زعلوك ‪30......................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪180‬‬

‫نسيان بال عثرات ‪ /‬زيد الطهراوي ‪31.................................‬‬

‫حبك ليلكة ‪ /‬رزاق مسلم الدجيلي ‪32...................................‬‬ ‫طيفك يالحقني ‪ /‬مديحة طوقي ‪33......................................‬‬

‫صدى ناي ‪ /‬جوزيف يوسف ‪34........................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪35......................................‬‬

‫حوار‬ ‫الشاعر جعفر الحسن ‪ /‬صورية حمدوش ‪38..........................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫القرار األخير ‪ /‬محمد شمس الدين ‪42.................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫الفتن واألزمات ‪ /‬قاسم الغراوي ‪43....................................‬‬

‫‪4‬‬


‫‪180‬‬

‫في البداية يظن الكثير ان شخصية‬ ‫الدجال لم ترد في القران الكريم وهذا‬ ‫غير صحيح ولقد ورد ذكره بأسماء‬ ‫متعددة ومنهم السامري و يهوذا‬ ‫اإلسخريوطي وهي الشخصية ذاتها‬ ‫وال جدال في هذا حسب ما سوف يرد‬ ‫في هذه السطور ونبدأ من قضية‬ ‫المنظرين في قوله تعالى ( قَا َل ِإنَّ َك ِمنَ‬ ‫ْال ُم ْن َ‬ ‫ظ ِرينَ ) ونفهم من هذا ان هناك من‬ ‫هو باقي في الحياة الجل مسمى ومنهم‬ ‫شخصية الدجال ولو عدنا لما جاء في‬ ‫القران الكريم سوف نجد حديث النبي‬ ‫موسى للسامري (قَا َل فَا ْذهَبْ فَإِ َّن لَ َك‬ ‫اس َو ِإ َّن لَ َك‬ ‫ِفي ْال َح َيا ِة أَ ْن تَقُو َل َال ِم َ‬ ‫س َ‬ ‫َم ْو ِعدًا لَ ْن ت ُ ْخلَفَهُ) وإذ رجعت الى كتب‬ ‫التفاسير سوف تجد انه يعطي المعنى‬ ‫ذاته وهو إيقاف أي عقوبة بحقه وهذا‬ ‫دليل على ما سوف يطرح االن هنا‬ ‫تأتي شخصية الدجال انه يهودي وهذا‬ ‫صحيح وهو من كان يحمل اسم‬ ‫السامري وانه طرد من المجتمع‬

‫‪5‬‬


‫‪180‬‬ ‫يروج لها البعض في هذه السنوات‬ ‫لسبب جوهري وهو ان ظهور‬ ‫شخصية الدجال مقترن بنتهاء‬ ‫الحضارة التي نعيشها اليوم وسوف‬ ‫تنتهي وهذا امر ال شك فيه وسوف‬ ‫تنتهي الحضارة بخطاء بشري ال‬ ‫بظاهرة كونية والعلم عن هللا الن كل‬ ‫النصوص التي وردد بحق شخصية‬ ‫الدجال لم تشير الى تقدم حضاري‬ ‫ولكن على العكس انما هي صورة‬ ‫الحياة التي سوف تكون في ذلك‬ ‫الزمان هي أشبه بالحياة البدائية خيول‬ ‫وسهام وهذه الصورة ال تتوفر في‬ ‫يومنا هذا وقد يسأل البعض لماذا لم‬ ‫يظهر الدجال في حياة النبي محمد‬ ‫(ص) كما فعل مع األنبياء في السابق‬ ‫وهذا بسبب ان حديث الرسول أكد ان‬ ‫الدجال اليستطيع دخول مكة والمدينة‬ ‫وهذا ما منعه من الظهور لشخصية‬ ‫الرسول الكريم وفي نهاية ما بدأت انا‬ ‫شخصيا ً ال اؤمن بالخرافات وما جاء‬ ‫على لسان الرسول قابل للتحريف‬ ‫والسبب ان من يتجنى على هللا في‬ ‫االحكام الشرعية من السهل جدا ان‬ ‫يحدث عن رسول هللا بما هو كذب‬ ‫وهنا نسأل هللا ان يحفظنا من فتنة‬ ‫الدجال وسائر الفتن اللهم أمين ‪.‬‬

‫اليهودي وهذا شيء ال يخفى على احد‬ ‫ومن هنا نفهم ان شخصية الدجال الن‬ ‫تولد حديثا ً كم يروج لها البعض من‬ ‫الفكرين اإلسالميين في يومنا هذا فقط‬ ‫يكون هو االقدم على وجه األرض من‬ ‫الجنس البشري وقد يرد عند البعض‬ ‫سؤال أين هو وهذا علمه عند ربي اما‬ ‫عن عالقة الدجال بالمسيح وسبب‬ ‫تسميته بالمسيح الدجال والجواب‬ ‫بسيط جدا وهو ان مالمح الدجال‬ ‫العامة سوف تكون هي مالمح المسيح‬ ‫الحقيقي بسبب ان هللا مسخ يهوذا‬ ‫اإلسخريوطي بشكل الميسح وسوف‬ ‫يقول البعض ان المسيح ليس بأعور‬ ‫وهذا صحيح انما فقد عينه في العذاب‬ ‫على الصليب وعندما قالوا المسيحيون‬ ‫ان المسيح نهض من القبر وهذا‬ ‫صحيح ولكن لم يكن المسيح من نهض‬ ‫من القبر انما الدجال هو من كان في‬ ‫القبر ونهض ورحل بعيداً نحو الشرق‬ ‫المكان الذي سوف يعود منها للدعوة‬ ‫لنفسه بالربوبية وما ورد في هذه‬ ‫السطور ليس هو من وحي الخيال وال‬ ‫ضرب بالغيب انما هي تجميع الحقائق‬ ‫والنصوص السماوي في ما ورد في‬ ‫تلك الشخصية المثيرة للجدل والن‬ ‫يكون ظهوره في المستقبل القريب كما‬

‫‪6‬‬


180

7


‫‪180‬‬

‫كل اسبوع‬

‫حكاية‬

‫وتبظيل الهواء كما قال وكان الهواء‬ ‫مختلف االشكال وااللوان واالطعام‬ ‫تبعا للمناطقية والمكان ‪ ...‬وقد اغراني‬ ‫بعرض ال يقاوم حين عرض عليان‬ ‫يصطحبني بسيارته في رحلة الى‬ ‫منطقة الغابات ودعاني الى مأدبة‬ ‫عشاء على حسابه الخاص ‪ ..‬واظن ان‬ ‫دعوة كهذه من الصعب تجاهلها او‬ ‫رفضها وفعال جاء الرحل كما وعدني‬ ‫واصطحبني مشكورا بسيارته وتهادت‬ ‫بنا السيارة في شوارع الموصل حتى‬ ‫وصلنا الى مدخل الغابات من جهة‬ ‫شارع العشاق الكثيف الشجر‪...‬‬ ‫وحقيقة انا ال اعلم على وجه الدقة لماذا‬ ‫اطلق عليه تسمية شارع العشاق وانا‬ ‫ال االحظ فبه اي مظهر تدل على‬ ‫العشق والعشاق ولم المس في شارع‬ ‫العشاق في منطقة الغابات اي مظهر‬ ‫من مظاهر العشاق ‪ ،‬حتى انني احيانا‬ ‫كنت اتخيل ان قيس بن الملوح‬ ‫وحبيبته ليلى العامرية وهما من رواد‬ ‫العشق يقفان خلف احدى اشجار‬ ‫الشارع وهو يقرا عليها قصائده‬ ‫الغزلية او اتوقع ان اواجه عنترة بن‬ ‫شداد على فرسه وبيده السيف وعبلة‬ ‫واقفة بجانبه وهو يحكي لها قصيدة‬ ‫عشقه او ارى جميل وبثينة وعشقهما‬ ‫العذري او ربما اصادف والتقي‬ ‫بالمسيو روميو يتسلق احدى االشجار‬ ‫صعودا الى حبيبته جولييت‪...‬‬

‫اتصل بي مساءا صديقي ابو احمد‬ ‫وسألني عن اخباري وعن تواصلي مع‬ ‫العزل الذي فرضته على نفسي مخافة‬ ‫االصابة بكورونا التي تزداد اناشارا‬ ‫وتخف حدة كما اخبرني احد االطباء‬ ‫من معارفي ‪...‬‬ ‫‪ .‬المهم اخبرت صديقي ابو احمد بما‬ ‫كان واقنعني بطريقته الدبلوماسية‬ ‫المتقنة بالدهاء والذكاء بضرورة‬ ‫الخروج من البيت وتبديل المكان‬

‫‪8‬‬


‫‪180‬‬ ‫شده دخان النركيالت الذي كان يغطي‬ ‫المكان او بسبب روائح المشويات التي‬ ‫تسبل اللعاب ؟؟؟‪..‬‬

‫وكل ذلك كان تصديقا لتسمية الشارع‬ ‫بشارع العشاق مع اني لم اشاهد اي‬ ‫عشاق يقفون على جوانب الطريق او‬ ‫يسيرون معا على جنبات شارع‬ ‫العشاق ‪...‬‬

‫فضحك صاحبي من سؤالي وقال لي‬ ‫ال تتعحب فاليوم الحضور قليل نسبة‬ ‫الى ايام العطل والجمعة والسبت ‪! !..‬‬

‫على كل مضت بنا سيارة صديقي‬ ‫تحث الخطى مسرعة‬

‫فلت له ‪ :‬معقولة ما تقول‬

‫للوصول الى الغابات التي هي‬ ‫وجهتنا منذ ان انطلقنا في البداية ‪. .‬‬

‫فقال لي ‪ :‬ولماذا اختلف عليك ؟‬ ‫اجابني بتهكم‪ :‬يمعود العالم محصورة‬ ‫وبن تروح وما صدقوا تخفيف‬ ‫تعليمات خلية االزمة حول كورونا‬ ‫‪...‬حتى انطلقت العوائل ومجاميع‬ ‫الشباب لتعويض تلك االيام العجاف‬ ‫ايام منع التجوال وانحباس الناس في‬ ‫بيوتها تنفيذا لتعليمات خلية االزمة في‬ ‫حينها ‪ ،‬فانطلفوا الى منطقة الغابات‬ ‫في مجموعات مختلطة ومملوءة‬ ‫بالدخان المنبعثومن النركيالت‬ ‫المنتشرة على طول ارصفة الغابات‬ ‫وانا ال اعلم ما في داخل الكازينوهات‬ ‫الكثيرة في المنكقة الني لم ادخلها‬ ‫الرى ما فيها ولكني اكتفيت بما اذهلني‬ ‫من حجم مخالفات لشروط مواجهة‬ ‫كورونا التي حفظناها ظهرا على‬ ‫الغيب‪ ..‬لكن طرا انفالت غير معقول‬ ‫في تنفيذ تلك الشروط بكثرة المخالفين‬ ‫لها وكان كورونا قد اصلحت في خبر‬ ‫كان ‪...‬‬

‫وفعال وصلنا ودخلنا الى منطقة‬ ‫الغابات حتى عبرنا سيطرة الشرطة‬ ‫التي في مدخلها وهالني ما وجدت‬ ‫وتملكتني الدهشة حين رأيت الناس‬ ‫اكداس قد افترشوا قارعة الرصيف‬ ‫على طول منطقة الغابات وغالبيتهم‬ ‫عوائل وشباب واوالد جالسبن ورأيت‬ ‫اغلب الشباب قد احضروا مع النركيلة‬ ‫وقد بدأوا بالتدخين فبها والدخان‬ ‫الكثيف يمأل المكان وروائح المشويات‬ ‫تذهل االلباب وتفتح الشهية والناس‬ ‫متقارببن بين مجموعة ومجموعة ليس‬ ‫اكثر من متر والمثير منهم ان معظمهم‬ ‫بدون كمامات ولكي ال اجزم يمكن‬ ‫انني رأيت شخصيتين او ثالثة من‬ ‫النساء الحاضرات وهن يلبسن الكمامة‬ ‫في جو يمأله الدخان والروائح فالتفت‬ ‫الى صاحبي وقلت له ‪ :‬هل فايروس‬ ‫الكرونا ال ينشط في الغابات اام انه لم‬ ‫بحصل على سمة الدخول الى منطقة‬ ‫الغابات او انه قد فقد صفة العدوى من‬

‫‪9‬‬


‫‪180‬‬ ‫علما ان الفرد اذا اصيب فانه سيكون‬ ‫مسؤول عن اصابة اهله وءويه‬ ‫واصحابه وجيرانه وكل من يقترب‬ ‫منه وتخيل كم سيكون عد المصابين‬ ‫بانتقال العدوى الفايروس اليهم ‪..‬‬

‫صحيح من حق الناس ان تخرج‬ ‫وتتنفس الصعداء من حبسة البيوت‬ ‫القاتلة المملة وهو حق طبيعي لكل‬ ‫فرد ان يخرج للمنتزهات ويتمتع‬ ‫بالهواء النقي في االجواء السليمة في‬ ‫العدعابات وحافات النهر وال ضير في‬ ‫ذلك ‪ ،‬لكن مع ضرورة تنفيذ ولو‬ ‫بعض شروط منع انتشار الوباء ‪،‬‬ ‫فالمدينة لم تزل مصابة وهناك‬ ‫عشرات المصابين الذين تظهر‬ ‫اصاباتهم يوميا رغم وحود الكثير من‬ ‫المصتلينوالذين يرفضون عن اجراء‬ ‫الفحص بحجة العيب وكان االصابة‬ ‫بالكورونا عار على الجبين ال تمحيه‬ ‫السنين ‪...‬‬

‫اكرر قولي لكي ال يتهمتي احد اننر‬ ‫ضد الخروج والتنزه في رافق المدينة‬ ‫السياحية فالسلطة النشرفة على‬ ‫مكافحة الوباء هي من اعطت االذن‬ ‫باعادة فتح تلك المنشات السياحية‬ ‫وهي من سمحت للناس بالخروج‬ ‫وتحدبد العزل لمن تظهر به االصالة‬ ‫نتيجة الفحص الطبي ‪...‬‬ ‫ولكن اؤكد على من يريد الخروج‬ ‫للنزهة او الى السفرة ان يراعي‬ ‫واجبات الوقاية الصحية من الفايروس‬ ‫واال فالطامة كبرى والعواقب وخيمة‬ ‫وقد اعذر من انذر ‪...‬‬

‫مئات االشخاص الممتكدسين على‬ ‫ارصفة الغابات والمتقاربين من‬ ‫بعضهم ظون مراعاة الدنى حيطة من‬ ‫االصابة وكان االمر ال يعنيهم البتة‬

‫‪10‬‬


‫‪180‬‬

‫حمزة شباب‬ ‫‪11‬‬


‫‪180‬‬ ‫يمثل محمود درويش حالة من اإلبداع الشعري منقطعة النظير‪ ،‬وهذه الحالة تعددت‬ ‫في مراحل نشوئها من حيث الظروف التي مرت بالشاعر والتغييرات المناخية التي‬ ‫رافقته في مراحله اإلبداعية‪ ،‬ويزهو في مرحلته األخيرة بنسق شعري يلخص‬ ‫مواقفه الشعورية مقدما ً نماذج من القيم واالتجاهات اإلنسانية العالمية‪ ،‬فنراه في‬ ‫هذه المرحلة يلفت االنتباه إلى حضوره الذاتي برمزية ال تجتليها العين القارئة إال‬ ‫في عالقات الدوال التي تجتذب حضوره الفني بين مفرداته‪ ،‬ولجداريته التي تجسد‬ ‫وقائع ملحمية في استعراض تاريخي إلثبات (األنا) أثر عظيم في تصوير اإلفالت‬ ‫من الموت الذي يمثل كل شيء في قصيدته التي تبدأ بالتنكير والتعميم إلى تسجيل‬ ‫الحضور الالفت لبطل ربما أعد نفسه ليكون قومياً‪ ،‬وال ينثني عن التفكير بالموت‬ ‫وفناء الحضارات في د ائرة انتفاضة جديدة ربما تعيده لسالف أمجاده في غرف‬ ‫التحقيق مبشراً بالليل الزائل‪.‬‬ ‫لم يعجز الشعراء األوائل عن ذكر الصدى في الشعر مع تعدد معناه‪ ،‬فمنها‪ :‬شدة‬ ‫العطش‪ ،‬وجسد اإلنسان بعد موته‪ ،‬وحشو الرأس (الدماغ)‪ ،‬والشهرة والصيت‬ ‫الذائع‪ ،‬وما يرجع عليك من صوت الجبل‪ ،‬و لعل هذا األخير كان ملهما ً للشعراء‪،‬‬ ‫يخاطبه أثناء رحيل المحبوبة‪ ،‬ويستدعيه في مروره على األطالل المقفرة‪ ،‬يقول‬ ‫امرؤ القيس‪:‬‬ ‫وا ْستَ ْع َج َم ْ‬ ‫سا ِئ ِل‬ ‫ص َداهَا و َع َفا َر ْس ُم َها‬ ‫ق ال َّ‬ ‫ص َّم َ‬ ‫َ‬ ‫ت َع ْن َم ْن ِط ِ‬ ‫و قد ذكره درويش في شعره غير مرة؛ حيث يبدو متملكا ً له يمشي بهدي بصيرته‪،‬‬ ‫ص ُحو‪ ،‬تَذ َّكر"‪:‬‬ ‫ويعطي للحكاية سيرة شخصية كما في قصيدة "اآلنَ ‪ ،‬إ ْذ تَ ْ‬ ‫‪ ...‬لَ ْ‬ ‫سأَقُ ْ‬ ‫ول‬ ‫كن قِي َل َما َ‬ ‫ص َدى‬ ‫َي ْس ِبقُ ِني َغ ٌد َم ٍ‬ ‫اض ‪ ،‬أنَا َم ِلكُ ال َّ‬ ‫يمثل الصدى في الجدارية بُنية نفسية تضرب بجذورها في الوعي المبدع بشكل‬ ‫رمزي تعلو على سطح النص‪ ،‬وال بد من استحضار هذه البنية خاصة أنه أول‬ ‫بطل يذكر في الجدارية بعد الشاعر نفسه‪ ،‬وقد كتب درويش الجدارية في مرحلة‬ ‫مرضية بعد أن أجريت له عمليات معقدة في القلب الذي هو منبت سيميائية الشاعر‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى أن الصدى الذي ملكه الشاعر فوظفه على نحو رمزي حتى يقبل‬ ‫كشخصية اجتماعية تعيش بيننا يمثل محاولة إلثبات الذات بصورة خيالية كتلك‬ ‫التي تشبه اللعب عند األطفال واألحالم عند المراهقين‪ ،‬وصورة أخرى واقعية تشبه‬ ‫شخصية الخليل الذي يتخذه المسافر العربي كبعض لوازمه وأساسيات رحلته؛‬

‫‪12‬‬


‫‪180‬‬ ‫فمعنى ذلك أنه اقتسم دور البطولة مع الصدى في بداية جداريته‪ ،‬فبين محاولة‬ ‫التقريب في الحالة النفسية التي طرأت على الشاعر واستخدام الصدى ‪-‬في مقطع‬ ‫قصير‪ -‬كعنصر بارز في الجدارية للكشف عن حالة الالوعي التي تدب في أنحاء‬ ‫القصيدة‪ ،‬واستظهار المكنونات النفسية التي ساهمت في تشكيل اللغة الالشعورية‬ ‫عن طريق استخدام الصدى كسالح له أبعاده الثقافية وانعكساته النفسية دون إغفال‬ ‫دور الحالة النفسية في تشكيل األدب؛ ألن كليهما يفيد اآلخر ويؤثر فيه إيجابا ً أو‬ ‫سلباً‪ ،‬فنلحظ أنه عندما يبوح الحرف الغامض للشاعر فيعطيه فحولة ‪-‬رغم حالته‬ ‫المرضية‪ -‬تبقي كالمه أبد الدهر‪ ،‬فكل ما يكتبه سيكون‪ ،‬وكل ما يقرؤه سيجده ليتحد‬ ‫الضدان في المعنى‪.‬‬ ‫الصدى عند النفسيين دليل الرجوع الذي يمكن أن يربط بالزمان أو المكان‪ ،‬وطريق‬ ‫إلشهار األنا‪ ،‬ألن الصوت ال يرتد إال إذا كان بنبرة جهورية عالية وكأنها تسمع‬ ‫من به صمم ناهيك عن عدو يسد رمق الصوت ليعيده ثانية‪ ،‬ونجد أنفسنا أمام حالة‬ ‫مرضية تحتاج إلى طبيب‪ ،‬ونموذج من اإلبداع الشعري يحتاج إلى قراءة واعية‬ ‫من ناقد حاذق وقارئ مكثر يسبر أغوار النص بجرأة ثاقبة‪ ،‬فنرى أن محمود‬ ‫درويش يمثل حالة إنسانية يسودها الشعور بالقلق على وضعه الصحي نفسيا ً بمعنى‬ ‫أن العوامل النفسية التي تؤثر على األديب شكلت مصدر اإلبداع في هذا النتاج‪،‬‬ ‫كما أنه نموذج في اإلبداع األدبي الذي سيرحل تاركا ً ثروة من النصوص التي‬ ‫تصور واقعه وعالمه الذي عاش فيه أديباً‪ ،‬فيتم التطابق بين هاتين الظاهرتين من‬ ‫خالل ربط أبعاد الصدى النفسية على النص األدبي الذي هو الجدارية‪.‬‬ ‫إن أبرز ما يثير في عالقة الصدى هو اسم تلك القصيدة‪ ،‬والجدارية قد تكون لوحة‬ ‫فنية بحجم الجدار أو قد تمثل درويش نفسه؛ فالجدار منبع الصدى‪ ،‬وتعطي هذه‬ ‫التسمية صفة الخلود على موضوعها باإلشارة إلى الجداريات التاريخية التي تركتها‬ ‫الحضارات كاآلشورية والبابلية ذات الطابع الديني المقدس في المعابد والمقابر‪ ،‬ثم‬ ‫انتقلت إلى قصور الملوك والسالطين تسجل إنجازاتهم وتروي أخبارهم وما يرافق‬ ‫ذلك من أحداث تاريخية ترسم االنتصارات الممزوجة بعنصر اإلثارة في تصوير‬ ‫النساء عاريات‪.‬‬ ‫يولي درويش للصدى دوراً أساسيا ً في جداريته‪ ،‬فيجعله قادرا ً على صناعة‬ ‫األحداث‪ ،‬فهو وحده من يستطيع إعادة زمن األقوياء بآثارهم الذهبية‪ ،‬وهو الذي‬ ‫يحمل رسائل الضعفاء فيطرحها في أروقة الزمن ليكشف عن براعتهم في صنع‬ ‫غ ٍد أفضل‪ ،‬فيعلقون آمالهم عليه ألنه مصدر الحياة التي يعيش فيها من يملك خبز‬

‫‪13‬‬


‫‪180‬‬ ‫الكفاف‪ ،‬وبيده ال بيد غيره من يملك حاضرا ً أقوى‪ ،‬ويرى درويش أن الصدى قوة‬ ‫قائمة بذاتها وهذا ما يتوافق مع فرويد الذي يرى (الطاقات هي أساس الوظائف في‬ ‫حياتنا النفسية)‪ ،‬فال يقلد أحداً في سلوكه و هيئته‪ ،‬ويؤدي دوره في العمل الفني‬ ‫ببراعة‪ ،‬وال يحتاج إلى أن يتحد مع أي جسم آخر إلثبات وجوده وفق النظرة‬ ‫الصوفية في مبدأ الحلولية‪ ،‬لكنه يقر بعدم أزليته في واقعه الذي يعيش فيه مما يؤدي‬ ‫إلى إبراز الصيغة الملحمية في قصيدته التي تظهر صراع البطل والخصم‪ ،‬وألن‬ ‫الصدى هو بطل رواية الجدارية في هذا المقطع فإننا نرى استعماله له ال يكمن في‬ ‫الكشف عن تحليل شخصيته األدبية فحسب بل يزيد عن ذلك حد الوصول إلى‬ ‫مرحلة الالشعور وهي مرحلة متطورة عن تحليل الشخصية األدبية في النص‪،‬‬ ‫ونجد درويش قد أعطى للصدى دوراً تمهيديا ً تبدأ بمرحلة القول‪ ،‬وتصل حد‬ ‫الالشعور مروراً بدوره في إعادة تشكيل التاريخ ويرقى به إلى قيمة مختزنة في‬ ‫نفس الشاعر مع األخذ بعين االعتبار مرحلته المرضية التي كونت العمل وانتقت‬ ‫الصدى ليعبر عن قصدية الشاعر مما جعل الصدى ملبيا ً له‪ ،‬يسليه في معاناته‬ ‫ومرضه ويذ ّكره بشاعريته وآثاره السالفة‪.‬‬ ‫يعاود درويش ذكر الصدى في المقطع التالي لكن بشخصية أقل فحولة من سابقتها‪،‬‬ ‫فيصفه برجل يحمل ألما ً مهزوما ً يتعب من الجمال وشركه‪ ،‬فالجمال يتعب النفس‬ ‫ألنه غالبا ً ما يخون تابعه‪ ،‬ويرى أن في الجمال نفاقا ً يظهر خالف ما يبطن‪ ،‬كما‬ ‫استخدم التناص المكاني للبحث عما وراء بابل في سمو حضارتها التي ألهمت‬ ‫شعور الشعراء‪ ،‬وال يجد أكثر سمواً من السماء التي لم يتضح طريقها بعد‪ ،‬فيعود‬ ‫الصدى منكسر الخاطر فقد أتعبه النثر في ممارسة صلواته الشعرية ليرجع إلى‬ ‫حلمه الذي يغنيه فسيكون يوما ً ما يريد‪ ،‬ومما زاد في إثارة الصدى لهذه الموجة‬ ‫من التقلبات في القصي دة أن الشاعر اختار له أشياء لم تقل كالنهاية المفتوحة في‬ ‫الروايات التي تجعل القارئ يتصورها بخياله؛ ألنه يحيل في نهاية المقطع إلى‬ ‫مصير النشيد الذي هو صغير الصدى في قوله انكسر النشيد‪ ،‬ولم يعبر عن نهاية‬ ‫الصدى صراحة‪ ،‬ولعل هذا ما يجعل النص يرتقي عند الباحثين النفسيين الذين‬ ‫يرون أن المخفي في النص أهم من المعلن‪ ،‬ناهيك عن أن النص يعتبر ح ّمال أوجه‬ ‫متعددة يعتمد التخمين والتأويل كأدوات نفسية في تتبع العمل األدبي‪ ،‬يقول محمود‬ ‫درويش‪:‬‬ ‫ارهُم‬ ‫ص َدى ‪:‬‬ ‫س ّال ِ‬ ‫"قَا َل ال َّ‬ ‫ت ال َم َدى‪ . . .‬ذَ َه ِبيَّةٌ آثَ ُ‬ ‫َعلى ِم َ‬ ‫اء ِل ْلغَدِ‪،‬‬ ‫سائِ ُل ال ُّ‬ ‫ضعَفَ ِ‬ ‫ور َ‬ ‫ذَ َهبِيَّةٌ َ‬

‫اضي األ ْق ِويَاء‬ ‫ال شَي َء يَ ْر ِج ُع َغي ُْر َم ِ‬

‫‪14‬‬


‫‪180‬‬ ‫اضراً أ ْق َوى‬ ‫ْطنَا ُخبْزَ ال َكفَ ِ‬ ‫أَع ِ‬ ‫اف‪ ،‬و َح ِ‬

‫ص وال ُحلُو ُل وال ال ُخلُو‬ ‫ْس لَنَا التَّق ُّم ُ‬ ‫فَلَي َ‬

‫صدَى‪:‬‬ ‫قَا َل ال َّ‬ ‫وتَ ِعبْتُ ِم ْن أَ َم ِلي العُ َ‬ ‫ضال‪.‬تَ ِعبْتُ‬

‫فر ال َمجْ هو ُل ع َْن َهدَف‬ ‫اء‪ ،‬وأ ْ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫س َ‬ ‫صلَ َوات‪،‬‬ ‫ِن َها ِئي تَفَشَّى النَّثْ ُر ِفي ال َّ‬

‫ِم ْن ش َ​َر ِك ال َج َما ِليَّاتِ‪َ :‬ماذَا بَ ْعد‬

‫شيدُ"‬ ‫س َر النَّ ِ‬ ‫وا ْن َك َ‬

‫بَابِل؟ ُكلَّ َما اتَّ َ‬ ‫ق إلَى‬ ‫ض َح ال َّطري ُ‬ ‫كان الصدى سلسلة قوية تمسك بها درويش للبقاء في هذا الجزء من الملحمة‬ ‫الشعرية‪ ،‬فال شيء يقهر الموت كاإلبداع‪ ،‬وقد تقمص الشاعر دور الصدى أو اتحد‬ ‫معه في إعادة الحياة بطريقة إبداعية الواعية‪ ،‬فال حياة دون صدى‪ ،‬لتتحول نشوة‬ ‫االنتصار إلى عالمة فارقة يخترقها النثر أثناء تأدية الشعر لطقوسه الدينية المقدسة‬ ‫مستخدما ً فعالً داالً على المطاوعة في قوله (انكسر)‪ ،‬فيمثل حياة أخرى يُبعث فيها‬ ‫من جديد ولكن كما يريد‪ ،‬فالشاعر قد سجل لحظة من االنتصار على الموت وكيفية‬ ‫مواجهته‪ ،‬فالجدارية بقيت ش ّماء‪ ،‬والصدى دليل الوجود ونقيض العدم‪ ،‬لكن اعتراه‬ ‫بعض حظوظ الموت في النيل من حياة شاعر اتحد مع الصدى ليكونان تحالفا ً ضد‬ ‫خصم صغير كسر نشيد الصلوات األمر الذي أضفى على هذا المقطع من الجدارية‬ ‫الصبغة الملحمية‪ ،‬ولم يكتف درويش بذكر الصدى عند هذا الحد‪ ،‬فقد أعاد إنتاج‬ ‫الصدى الذي ارتبط اسمه به في حواره مع ابن السجان الذي يحاول أن يحمي‬ ‫ْت اس َْم‬ ‫المدينة من نشيده ليحيا النشيد من جديد‪ ،‬حيث قال (مقاطعاً)‪َ " :‬كفَى‪ ،‬ألَس َ‬ ‫ي؟ لَ ْم تَ ْذهَبْ ولَ ْم ت َْر ِج ْع ِإذاً"‪ ،‬ثم نراه يصور الصدى في نهاية الجدار‬ ‫ال َّ‬ ‫ص َدى ال َحجر ّ‬ ‫بجامع المحبين‪ ،‬تحتاجه الفتاة في اختيار أغنية لحبيبها البعيد الستكمال الحياة بقيمها‬ ‫الجمالية واليجاد فسحة من حب في ثنايا تلك الملحمة الشعرية ليقول‪":‬قد تحتاج‬ ‫بنت ما إلى أغنية لبعيدها‪ :‬خذني ولو قسرا إليك‪ ،‬وضع منامي في يديك‪ ،‬ويذهبان‬ ‫إلى الصدى‪ ،".‬هذا حال مقطع في جدارية ضربت بجذور أقوى من الحديد في‬ ‫حديقة أدب عالمي ال يعترف إال بمقولة واحدة وهي‪( :‬للكبار وللكبار فقط)‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫‪180‬‬

‫السياسة وفي السياسة الخبر في ظاهره االمتاع وفي باطنه العبر‬ ‫طرائف عربية ‪:‬‬ ‫(كان الخليفة العباسي المعتصم أميا‪ ،‬وذلك ألنه ضاق في صغره بالتعليم في‬ ‫المكتب‪،‬و يروى أن والده هارون الرشيد سمعه يقول حين بلغه وفاة صبي من‬ ‫أترابه‪:‬‬ ‫لقد استراح من المكتب !‬ ‫فقال الرشيد ‪:‬‬ ‫أو قد بلغ منك كراهة المكتب هذا المبلغ؟‬ ‫وأمر بإخراجه منه‪ ،‬وإعفائه من الدرس فيه ولما تولى المعتصم الخالفة ورد عليه‬ ‫كتاب من صاحب البريد بالجبل يصف فيه خصب السنة‪ ،‬وقد جاءت في الكتاب‬ ‫"وفيه كثر الكأل"‬ ‫وكان للخليفة كاتب اسمه احمد بن عمار يقرأ له الكتب‪،‬‬ ‫فسأله الخليفة ‪:‬ما الكأل ؟*‬ ‫فقال الكاتب ‪ :‬ال أدري !‬ ‫فقال الخليفة ‪:‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ ،‬خليفة أمي وكاتب أمي‪).‬‬ ‫____________________‬

‫‪16‬‬


‫‪180‬‬ ‫و"الكأل " هو العشب‬ ‫وبالنظر في الساحة السياسية نلحظ تناسل "المعتصم " في الجغرافيا العربية‪. .‬‬ ‫فكل سياسي عربي يبدو أنه كان في عداء مع العلم والتعلم‬ ‫منذ صغره ‪..‬‬ ‫ويبدو أن "األمية " بالوراثة كذلك كما هو الكرسي‬ ‫وعندما نسمع خطابات الساسة العرب على المنابر سواء في أوطانهم أو في بالد‬ ‫الغرب نالحظ الجهل الكبير الذي يستوطنهم ‪..‬‬ ‫لكن لالنصاف يجب أن نقول أن المعتصم كان أكثر صدقا في تقييم نفسه إذ قال "‬ ‫خليفة أمي‪،‬وكاتب أمي " أما الساسة العرب اليوم فيركبون الجهل والتخلف‬ ‫ويشرعون له ‪!!....‬‬ ‫والويل ‪..‬الويل لمن ينتقدهم ‪!!..‬‬ ‫والديمقراطية التي يتشدقون بها في كل مناسبة ليست سوى شعارات جوفاء ‪...‬‬ ‫ومتى أرادوا تصفية الخصوم لن يترددوا أبدا ‪ ..‬والوسائل المتاحة ال تحصى وال‬ ‫تعد‪.. .‬‬ ‫نسأل هللا السالمة‬ ‫ونسأل هللا اللطف بهذه األمة المعذبة‪..‬المرقال* نحو السقوط المدوي ‪" ...‬و المرقال‬ ‫" المسرعة ‪......‬‬

‫‪17‬‬


180

18


‫‪180‬‬ ‫"تطور األوضاع االقتصادية في‬ ‫الدولة العربية اإلسالمية األولى‬ ‫وعصر الرسالة والراشدين"‪ .‬وناقشها‬ ‫في ‪ 13‬فبراير‪/‬شباط ‪ ، 1985‬وكان‬ ‫المشرف عليه الدكتور هاشم يحيى‬ ‫المالح‪ ،‬وهو نفسه المشرف على‬ ‫أطروحته للدكتوراه من الكلية ذاتها‬ ‫والموسومة "التنظيمات االجتماعية‬ ‫واالقتصادية في المدينة في القرن‬ ‫األول الهجري"‪ .‬وناقشها في ‪10‬‬ ‫مايو‪/‬أيار ‪ • .1990‬تخرج نجمان‬ ‫ياسين بتفوق‪ ،‬وعين معيدا في كلية‬ ‫اآلداب‪ ،‬فهو مؤرخ‪ ،‬وكاتب‪ ،‬وصحفي‬ ‫وبدرجة أكبر‪ ،‬شاعر‪ ،‬وروائي‪ ،‬وناقد‪،‬‬ ‫وقاص معروف‪ .‬وقد نال األستاذية‬ ‫سنة ‪ . 2002‬كما حصل على وسام‬ ‫المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين‬ ‫العرب سنة ‪ ،2002‬ووسام العلم من‬ ‫محافظة نينوى ‪ ،1998‬ودرع إبداع‬ ‫جامعة الموصل ‪ ،2009‬وعد أستاذا‬ ‫متميزا مشموال بامتيازات رعاية‬ ‫المالكات العلمية للسنوات من ‪2000‬‬ ‫‪.2003-‬‬

‫أنا كاتب محلي‪ ،‬أنطلق من المحلية إلى‬ ‫العالم‪ ،‬وأنا مغرم حد العشق والفناء‬ ‫بالموصل‪ ،‬بدءاً من المحلة‪ ،‬مرورا ً‬ ‫بالمحالت واألحياء األخرى والناس‬ ‫البسطاء المعذبين‪ .‬والمكان يظهر في‬ ‫أعمالي اإلبداعية بقوة‪ ،‬ويفصح عن‬ ‫عبقريته‪ ،‬وقد قمت أكثر من مرة‬ ‫باكتشاف الموصل والدخول إلى‬ ‫أزقتها‪ ،‬زقاقا ً زقاقاً‪ ،‬ومحلة محلة‪،‬‬ ‫ألتعرف على الجوامع والمساجد‬ ‫واألديرة والكنائس‪ ،‬واألضرحة‬ ‫ومراقد األنبياء واألولياء‪ ،‬وأعرف أن‬ ‫مدينتي خصيبة بالموروث الشعبي‪،‬‬ ‫وقد جعلني تكويني الفئوي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬أعيش في بيئة شعبية‪،‬‬ ‫فقد عشت في محلة‪ ،‬الشيخ فتحي‪،‬‬ ‫ومحلة ‪،‬دكة بركة‪ ،‬و‪ ،‬الميدان‪ ،‬وفي‪،‬‬ ‫الشهوان‪ ،‬وهذه األماكن غنية‬ ‫بالموروث الشعبي والبطوالت‬ ‫اإلنسانية ومترعة بالحكايات واألمثال‬ ‫الشعبية وألعاب األطفال وأغانيهم‬ ‫الجميلة العذبة‪ ،‬وهذه األغاني منقوشة‬ ‫في روحي ولم تغادر ذاكرتي‪..‬‬ ‫انه الكاتب نجمان ياسين عباس علي‬ ‫الجبوري ولد سنة ‪ 1952‬في مدينة‬ ‫الموصل‪ ،‬ودرس في مدارسها‪ ،‬وأكمل‬ ‫الدراسة الثانوية في اإلعدادية‬ ‫المركزية‪ .‬ثم دخل كلية اآلداب بجامعة‬ ‫الموصل وأكمل الماجستير والدكتوراه‬ ‫فيها‪ .‬وكان عنوان رسالته للماجستير‬

‫امتاز الدكتور نجمان ياسبن بغزارة‬ ‫االنتاج األدبي والثقافي ‪،‬وقد رصدنا‬ ‫جانبا من ذلك ‪ ،" :‬جانبا من نتاجه‪..‬‬ ‫طبع رسالته للماجستير في دار‬ ‫الشؤون الثقافية ببغداد سنة ‪.1991‬‬ ‫وأن له كتبا‪ ،‬وقصص وروايات منها‬ ‫مجموعته القصصية "احتراق"‪،‬‬

‫‪19‬‬


‫‪180‬‬ ‫والعربية‪ .‬وثمة إحصائية ذكرها‬ ‫الدكتور خيري شيت شكر سنة ‪2008‬‬ ‫عن نتاجات الدكتور نجمان ياسين قال‬ ‫فيها انه ألف ما يزيد على ‪ 25‬كتابا‬ ‫ولديه ما يزيد عن ‪ 70‬بحثا منشورا‬ ‫فضال عن قيامه بكتابة أكثر من ‪500‬‬ ‫مادة لموسوعة العلماء العرب‬ ‫والمسلمين التي تقوم المنظمة العربية‬ ‫للتربية والثقافة والعلوم بنشرها‪...‬‬

‫ومجموعة من المقاالت والقصائد‬ ‫نشرت بعنوان "أمام المرآة " وطبعت‬ ‫سنة ‪ ،1976‬وكتاب نقدي بعنوان‬ ‫"اإلنسان والحرب في أعمال الفنان‬ ‫رحيم حسن"‪ ،‬ورواية بعنوان‬ ‫"حجابات الفاو " طبعت سنة ‪،1989‬‬ ‫ومجموعة قصصية نشرت سنة‬ ‫‪ 1987‬بعنوان "حكايات الحرب"‪،‬‬ ‫وكتاب في التاريخ بعنوان "شخصيات‬ ‫من التراث العربي واإلسالمي" طبع‬ ‫سنة ‪ ،1985‬ومجموعة قصصية‬ ‫بعنوان "ذلك النهر الغريب" طبعت‬ ‫سنة ‪ ،1981‬ودراسات نشرت بعنوان‬ ‫"غزال الحب والموت" ‪،1989‬‬ ‫وقصص بعنوان "ما كتبه الحلم على‬ ‫أشجار المنفى" ‪ ،1974‬وكتاب عن‬ ‫الفنان الفوتوغرافي الموصلي الرائد‬ ‫مراد الداغستاني بعنوان "مراد‬ ‫الداغستاني‪ :‬جدل اإلنسان والطبيعة"‪،‬‬ ‫ومجموعة قصص "رائحة التفاح"‬ ‫‪ ، 2000‬وكتاب "فوتوغرافيون‬ ‫عراقيون" ‪ ،1987‬وكتاب "اإلنسان‬ ‫والحرب" ‪ 1987‬وكتاب "السر‬ ‫الضائع في الماء"‪ ،‬ورواية "شظايا‬ ‫قلب"‪ .‬وله كذلك "أنثى الصياد األول"‬ ‫‪.1998‬‬

‫وفي الفضاء األكاديمي‪ ،‬أشرف على‬ ‫عشرات من طلبة الماجستير‬ ‫والدكتوراه‪ ،‬وناقش الكثير منها وألقى‬ ‫المحاضرات في الموضوعات‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والحضارية‬ ‫على طلبة الدراسات العليا لمرحلتي‬ ‫الماجستير والدكتوراه في قسمي‬ ‫التاريخ في كليتي اآلداب والتربية‬ ‫بجامعة الموصل‪..‬‬ ‫الكاتب الدكتور نجمان ياسن ‪..‬شجرة‬ ‫كبيرة من العطاء واإلبداع‪ ،‬تفيأ ظاللها‬ ‫الكثيرون من طلبة األدب والثقافة‬ ‫والفكر والفن في العراق‪ ..‬منشغل‬ ‫مؤرق دائما ً من لظى عشقه المحرق‬ ‫لألدب والمعرفة‪ ،‬قصة ورواية وشعرا ً‬ ‫وتأريخاً‪ ،‬يستمد شعوراً مزمنا ً بالهيام‬ ‫بكل ما هو جميل ورائع عبر ذاكرة فذة‬ ‫سجلت حضورها الراسخ في جغرافية‬ ‫حركة الثقافة واإلبداع على مستوى‬ ‫الوطن العربي‪.‬‬

‫ليس من السهولة ذكر كل دراساته‬ ‫ومقاالته وبحوثه وأعماله األدبية‬ ‫والثقافية‪ ،‬فهي كثيرة ومتناثرة في كم‬ ‫كبير من الصحف والمجالت العراقية‬

‫‪20‬‬


180

21


‫‪180‬‬ ‫الشك ان المنهجية السيميائية في رؤيتها الفلسفية(( تنطلق من الشكل‪،‬في فهم‬ ‫االنسان‪،‬والتطمح الى أكثر من وصف الوجود)) على النحو الذي يكون بوسعها‬ ‫الكشف عن حيوية هذا الفهم وحراكه وشغله داخل كيان الشكل‪،‬ومن ثم وصف‬ ‫فعاليته العالمية التي تصور حساسية ذلك وتنتج معناه من خالل الكيان الوجودي‬ ‫لألنسان‪،‬ومن خالل فلسفة التو ّجه نحو صوغ النظام الداللي في االشياء والرؤى‬ ‫المكونة لهذا الوجود داخل اعماق الدوال ونظم تشكيالتها‪ ،‬أما لدى بيرس فتكون‬ ‫العالمة وحدة منتظمة داخل صيرورة متجانسة تدعى( )‪semiosis‬وقد اخضع‬ ‫اجزاء العالمة‬ ‫العالمة للتصنيف في هذا على‬ ‫بيرس‬ ‫الثالثة(ماثول‪،‬موضوع‪،‬مؤول) وهذه خضعت كذلك لتقسيمات ثالثية‪،‬وقد أسلمته‬ ‫نزعته الرياضية الى تقسيمات اخرى للعالمة مما جعلها تصل الى ستة وستين نوعا‬ ‫من العالمات‪.‬‬ ‫تشتغل قصيدة الشاعر اسماعيل خوشناو هذه على حاسة انسانية تكاد تشيئن النّص‬ ‫فتحوله من نبض انساني راق رقيق وشفيف الى جمرة غضب ال عقل يحكمها‬ ‫والحاسة تسيطر عليها سوى صوت البرم والشعور بالغضب حد الثورة‬ ‫واالنتفاض‪ .‬تتحرك مفردات القصيدةجيئة وذهابا على ارضية نفسانية غير‬ ‫مستقرة‪،‬عندما تشتبك مفردة( اليأس) بمعجمها الشعري المتميز‪،‬مع األجواء‬ ‫المستنفرة المستفزة للبنية الشعرية للنص‪،‬حيث تتكرر مفردة(اليأس) في صور‬ ‫وبدائل استعارية‪ ،‬يشتغل فيها االنزياح في أعلى المعاني المجازية ‪،‬و من خالل‬ ‫مفردات أخرى تعاضد مفردة( اليأس) وتثبت كينونتها في المعجم الشعري كـ (غاب‬ ‫عنه الوعي)و( عتمت نافذة االمل ) و( أنياب ) و( الجفاف) و( مأساة) وغيرها‪:‬‬ ‫تبدأ القصيدة ب( ولدت وبصري غاب عنه الوعي) وتنتهي ب(يأتينا من القدر)‬ ‫الذي هو شكل من اشكال األمل‪،‬ومن هنا يبدأ مربع الغضب‪،‬الذي يتشكل على النحو‬ ‫اآلتي‪:‬‬ ‫غضب (أألنا‪ /‬النّاص) وهو يتجلى واضحا في موجات التأزم التي تضربه من‬ ‫خالل اجراء مقارنة تضادية بين ( أألنا المنتفضة= مجموعة القيم العليا )‬ ‫وماض سيء)‪ ،‬وبين‬ ‫و(القصيدة المنكسرة المكسورة = مجموعة افكار سوداء‬ ‫ِ‬ ‫(اليأس‪ :‬هذا الوحش المخيف الذي تعاني منه القصيدة الى درجة تتعطل من خاللها‬ ‫حواسها الشعرية ‪،‬فتتراجع بدال من التقدم الى أمام )‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫‪180‬‬ ‫والغضب الرابع(جدلية المذكر والمؤنث‪ :‬التي فقدت رجولتها‪،‬فبات األمر سواء‬ ‫بين قائم وقاعد أو حابل ونابل)‪:‬‬ ‫دء و ْاألزَ ِل‬ ‫و ِلدتُ وبَصري‬ ‫ُم ْنذُ ْالبَ ِ‬ ‫عي‬ ‫َ‬ ‫غاب َعنهُ ْال َو ُ‬ ‫صغَري‬ ‫ُم ْنذُ أي َِّام ِ‬ ‫شة ُ‬ ‫ْال َوح َ‬

‫سع ُد في ُجمل ٍة‬ ‫َل ْم يبقَ ال َّ‬ ‫س َّرةِ‬ ‫ت ُ‬ ‫َسر ُد ِل ْل َم َ‬

‫َعت ْ‬ ‫َمت نافِذَةَ ْاألم ِل‬

‫ِورداً ِمنَ ال َخ َب ِر‬ ‫ُّ‬ ‫والظ ْل ِم و ْال ِفت َِن‬ ‫َدر‬ ‫َك ُّ‬ ‫ف ْالغ ِ‬

‫أنياب عض ْ‬ ‫َّت على كراما ٍ‬ ‫ت‬ ‫ٌ‬

‫َم َ‬ ‫سحتُ فَ َم ُك ِّل نَبْعٍ‬

‫ش ِيّ َد ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت ِل َوطني‬ ‫أن العالمة(اللغوية)عند سو سير كائن مزدوج الوجه‪،‬يتكون من (دال) و(مدلول)‬ ‫وتعمل هذه العالمة على توصيل الداللة وهذان العنصران‪،‬احدهما (الدال)عبارة‬ ‫عن صورة صوتية او سمعية او بصرية (صورة مادية)‪،‬اما االخر (المدلول) فهو‬ ‫تصور(مفهوم) ذهني غير مادي‪،‬وبذلك تصبح العالمة اللغوية لديه كيانا سايكلوجيا‬ ‫له جانبان‪،‬يتحدان في دماغ االنسان بآصرة التداعي‪ ،‬ان ظاهرة(اليأس) ههنا في‬ ‫النص التشتغل على طرح المدلول األحادي للموت( الفناء او العدم) بل تتسع لتشمل‬ ‫مضادات المعنى‪،‬أي(محاكمة الخطأ من أجل أحالل الصواب)‪:‬‬ ‫ج‬ ‫وحتما ً هناك مخر ٌ‬ ‫قدر‬ ‫يأتينا من ْال ِ‬

‫ْ‬ ‫ير‬ ‫لن‬ ‫عن ال َّ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫أتوقف ِ‬ ‫رح أجْ نحتي‬ ‫َر َ‬ ‫غم ُج ِ‬ ‫سر يُسرا ً‬ ‫َّ‬ ‫فإن م َع ْالعُ ِ‬

‫فسيمياء(اليأس) في قصيدة الشاعر اسماعيل خوشناو‪ ،‬التدل على فقدان األمل‬ ‫بقدر ما تدل على االختالف والتمرد‪ ،‬ان الكثافة الشعرية الهائلة التي تتمركز في‬ ‫هذه البؤرة االستهاللية‪ :‬ويوما ً أحتمي ِبالتُرس‬ ‫ْال ُ‬ ‫عزل ٍة‬ ‫وبِ ْال ِم َجن‬ ‫عين في ُ‬ ‫قَ ْد َخدَّرتُ عمدا ً‬

‫ْ‬ ‫شتهاء‬ ‫صام عن ْاإل‬ ‫قلب‬ ‫ِ‬ ‫وال ُ‬ ‫َ‬

‫ُك َّل سياح ٍة ألجنحتي‬

‫ِم ْن ريح ٍة نتن ٍة‬

‫‪23‬‬


‫‪180‬‬ ‫وطن‬ ‫وعلى ْال ِ‬

‫َحلَّ ْ‬ ‫ت على قلبي‬

‫وهي بؤرة عميقة الداللة تتكشف عن طاقة رمزية‪،‬من خالل المتعاليات التي تشتغل‬ ‫عليها القصيدة الحقا والتي تبلغ مدى واسعا ورحبا من اشتباك الذاكرة‬ ‫بالحلم‪،‬والواقع بالخيال‪،‬والحقيقة باألسطورة‪ ،‬وقد يكون هذا االشباع مما يعيق‬ ‫استقبال المتبقي من القصيدة لفرط غنى االستهالل وخصبه‪،‬وتعود أألنا االشكالية‬ ‫قوتها وصالبة‬ ‫غالبا الى ذاتها المستنفرة المستفزة المعذبة من اجل ان تمتحن ّ‬ ‫محتوياتها على مواجهة هذا المصير الغامض والواضح في آن اشكالي معا‪،‬وكلما‬ ‫انطوت األنا الشعرية على صورة اشكالية معينة كان هذا مدعاة لبعث الغموض في‬ ‫مصيرها‪،‬وانعكاس ذلك على لغة الشعر ووعي الشاعر لتغوص في جوف الدوال‬ ‫وبطاناتها وجيوبها وظاللها‪،‬في السبيل الى استظهار حقيقة الشعور العارم الذي‬ ‫يتلبس الحساسية ويحرك حيواتها ويشعرن موضوعها‪.‬‬ ‫ان دوال اليأس المهيمنة في النص تحتشد احتشادا غير طبيعي في هذه البقع الشعرية‬ ‫المنتخبة من القصيدة‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫** َعت ْ‬ ‫والظ ْل ِم و ْال ِفت َِن**‬ ‫َدر‬ ‫َمت نا ِفذَةَ ْاألم ِل‬ ‫َك ُّ‬ ‫ف ْالغ ِ‬ ‫سر ُح َمأساةٍ**‬ ‫ْال َج ُ‬ ‫فاف َم َ‬

‫أنياب عض ْ‬ ‫َّت على كراما ٍ‬ ‫ت**‬ ‫ٌ‬

‫فشبكة الدوال المؤلفة لحساسية هذه المقاطع من(التصدير) الى (الخاتمة) تشتغل‬ ‫على آلية اليأس عبر اكثر من وسيلة تعبيرية‪،‬فالخطوط السردية المتخيلة وهي تحيل‬ ‫على خطوط سردية سير ذاتية تتألف من مشاهد وصور وحكايات موجزة‬ ‫ومكثفة‪،‬تعبر عن فضاء الحيرة والضياع والتيه‪،‬وفيض من المشاعر المتناقضة‬ ‫الجوالة التي اليقر لها قرار بفعل غموض التجربة والتباسها ودخولها في منطقة‬ ‫ضيقة وعسيرة على الخالص‪.‬‬ ‫لكن هذه(النهاية) التي نتحدث عنها‪،‬التعني اكثر من صرخة ألم يطلقها الشاعر‬ ‫‪،‬تُجاه مايرى من جرح يمتد من اول الوطن الى آخره‪،‬اليأس ههنا‪،‬داللة على‬ ‫النكوص والفشل والخراب الذي يسكن أنفسنا ‪،‬ما لم نتّحد كلمة واحدة ووطنا واحدا‬ ‫وانسانا قويا واحدا‪،‬فان لم نكن كذلك فلنتبوأ ألنفسنا مكانا في الموت الحقيقي‪ ،‬الى‬ ‫جانب األمم التي غادرت تاريخها‪،‬ومجدها منذ زمن بعيد‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫‪180‬‬

‫اعمى واخرس واطرش‬ ‫اقنعتنا فيروز ان الصباح للعصافير‬ ‫والحب والقهوة ‪..‬‬ ‫اوالد شحيبر يحاولون اقناعنا ان‬ ‫الصباح لالستماع إلى اخبارهم‬ ‫السياسية ‪ ..‬وعندما لم يفلحوا نبحوا‬ ‫كثيرا حتى طارت العصافير خائفة ‪..‬‬ ‫واندلقت القهوة على المنضدة ‪..‬‬ ‫ولم يبق لدينا مانتمسك به بيننا وبين‬ ‫فيروز اال الحب الذي ‪..‬اليخيفه النباح‬ ‫‪..‬ومنظر الكالب ‪..‬‬ ‫النه حب حقيقي‬

‫اعمى واخرس واطرش ‪..‬‬

‫‪25‬‬


‫‪180‬‬

‫في أول وجود اإلنسان على األرض‬ ‫عند فجر التاريخ ‪ ،‬لم يكن هناك شيء‬ ‫اسمه ُمخدِر كذاك الذي تستخدمه‬ ‫المستشفيات في أيامنا هذه ‪ ،‬لذا كانوا‬ ‫يعمدون إلى (توثية) يضربون بها‬ ‫المريض فيسقط مغشيا عليه وال‬ ‫يستفيق حتى تتم معالجته ‪...‬‬ ‫في ظل أزمة القطاع الصحي في‬ ‫العراق وشحة االدوية والمستلزمات‬ ‫الطبية بما فيها ال ُمخدِر اقترح على‬ ‫وزارة الصحة أن تخصص مجموعة‬ ‫من ( التواثي ) لكل مستشفى ال سيما‬ ‫صاالت العمليات ‪ ،‬كي ال تتعرقل‬ ‫العملية الصحية في العراق فيستغلها‬ ‫أعداء الوطن واألمة من االمبرياليين‬ ‫واالستعماريين ‪...‬‬ ‫الويل للغزاة‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫‪26‬‬


‫‪180‬‬ ‫غـازلـتُ نـيـلَ ِك‬ ‫د‪ .‬أحالم غانم‪ -‬س‬ ‫مـصر‬ ‫غـازلـتُ نـيـلَ ِك ‪،‬فـالـهوى‬ ‫ُ‬

‫وفراتُ ثَ ْغ ِر ِك في ال َمدَى ‪،‬جس ُر‬

‫شـاطـئِـ ِه‬ ‫بــلـوغ‬ ‫فـ َعـبَ ْـرتُ دون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫ُـل قـلـب عـاشـق‪ ،‬مـصـ ُر‬ ‫ولــك ِ‬ ‫فَــ ِلــذاكَ يَــمـأل ُ قـلـبَـها الـتِـبْـ ُر‬

‫ُـمـ ُد َها بـحـ ٌر‬ ‫ي الـ ِعـ َما ُد َوع ْ‬ ‫ِهـــ َّ‬ ‫أزلــيـخـةٌ والــشَّـ ْفـ ُع ُمــ ْنـ َه ِـز ٌم‬

‫ـر‬ ‫بـالـحـجْ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عـنـك تَـشَـفَّ َع الـ ِو ْت ُ‬

‫رؤى‬ ‫كــم ذا يـرو ُم الـنَّج َم نـج ُم‬ ‫ً‬ ‫هللا بُــوصَـلـةٌ‬ ‫َهــــذي عــيــونُ ِ‬

‫ـرها وال مــصـ ُر‬ ‫ال الــشَّـا ُم تُـنـ ِك ُ‬

‫ت الَّتِي انتفضتْ‬ ‫وعـلى الـ َح ِميَّا ِ‬

‫ت (الـقـنا) ‪ ،‬وتـرنَّـ َح الـعُ ْم ُر‬ ‫زهــ ِ‬

‫س ُر‬ ‫منك شعا ُ‬ ‫عهُ يُ ْ‬ ‫س ِر ِ‬ ‫فـي الـعُ ْ‬

‫ـــرز ُ‬ ‫أمــسـى وبَ َ‬ ‫أمــ ُر‬ ‫لـو َحـ َّل فوق‬ ‫ِ‬ ‫خ وصْــ ِلـ ِه ْ‬ ‫(القوص) ذو ُز َحل ْ‬ ‫أَصـغَـيتُ ِلـلـ ِمشكا ِة إذا نَـ َطقَتْ‬ ‫سـ ْم ُر‬ ‫بـالـصَّم ِ‬ ‫ي قَ َـوافِ ٌل ُ‬ ‫ت فـهْـ َ‬ ‫شفَتْ‬ ‫ـه ْمتُ بـعد الـلَّي ِل ما َك َ‬ ‫وفَ ِ‬ ‫وتـنـ َّه َد الـنـسرينُ عـن عـطش‬

‫ْف يَ ْ‬ ‫ـب عـنده الـ ِو ْز ُر‬ ‫ـذ َه ُ‬ ‫والـكَـش ُ‬

‫الـيـاسـمـين لــهــا‬ ‫وكــــأن ُد َّر‬ ‫ِ‬

‫مــنــهُ‬ ‫ـر‬ ‫ِ‬ ‫ألبــنـاء الـنُّـهـى َخ ْ‬ ‫ــم ُ‬ ‫لــفــيـض قُــلـو ِبـنـا د ُُّر‬ ‫فــيــهـا‬ ‫ِ‬

‫ـار ُحـ َّجـتِ ِه‬ ‫فـــوقَ الـصَّـعـي ِد َمـنَ ُ‬ ‫يـــا ربَّـــةً َج َّ‬ ‫شـعـري‬ ‫ـــن بـهـا ِ‬

‫ـر‬ ‫وبــــ ِه الـ ِكـنـانَـةُ دونَــهـا فَــ ْق ُ‬ ‫الـشع ُر‬ ‫لــك ِ‬ ‫ال يـنـقَضي مـنـي ِ‬

‫(شـنهور) آلـهتي‬ ‫خـبَّـأتُ فــي‬ ‫َ‬

‫ص ِـر‪ ،‬الـبـد ُر‬ ‫فــأضـا َء‬ ‫ســـر األ ُ ْقــ ُ‬ ‫َّ‬

‫أنَّـى اتـجهتُ فـمعبدي قـلمي‬

‫سنا ‪ِ ،‬ذ ْك ُر‬ ‫والـحب ُر فـي‬ ‫شـام ال َّ‬ ‫ِ‬

‫قـمر‬ ‫يــا شـا ُم وجـ ُه ِك بـالعُلى‬ ‫ٌ‬

‫س ِك ذاك أ ْم َج ْم ُر ‪!..‬‬ ‫شمس برأ ِ‬ ‫ٌ‬

‫ـهـددُنـا‬ ‫ال‬ ‫بــطــش صــهـيـون يُ ِ‬ ‫ُ‬

‫الـحـر‬ ‫وعـلـى الـقـوافي يُـرفـ ُع‬ ‫ُّ‬

‫ٌ‬ ‫وطـن‬ ‫صـر لـيـس لـحـاقد‬ ‫يــا مـ ُ‬

‫لـشـآمـنـا ‪َ ،‬مــهْــ ُر‬ ‫فــدمــاؤنـا‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫وغـى‬ ‫أللــف‬ ‫ق‬ ‫والـحـرب‬ ‫مـنـزلَ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ب عــروتُــهُ‬ ‫وبــبُــرد ِة ا ِ‬ ‫لــمـحْ ـرا ِ‬

‫َ‬ ‫الـشـآم سـيُـعلنُ الـنَّص ُر‬ ‫ومــن‬ ‫ِ‬ ‫ُـــل ُمــتَــيَّـم ‪ِ ،‬ز ُّر‬ ‫وبـــهـــا لـــك ِ‬

‫فــخــر‬ ‫وبـــهــا آل ِل ُمــحــ َّمـد ‪،‬‬ ‫ٌ‬

‫أمـــ ُر‬ ‫ُــل نــجـم ثــاقـب ‪ْ ،‬‬ ‫ولــك ِ‬

‫‪27‬‬


‫‪180‬‬

‫لثبات‬ ‫واعتصموا جميعا‬ ‫هللا‬ ‫بحب ِل ِ‬ ‫ِ‬

‫شيَعا فِئاتا‬ ‫تتفرقوا ِ‬ ‫وال َّ‬

‫فقد تَ ِه َ‬ ‫عين األعادي‬ ‫نون في‬ ‫ِ‬

‫عبَثًا شَتاتا‬ ‫وتذهب ري ُحكم َ‬ ‫ُ‬

‫الخطب َج َّد فال ت ُ َولوا‬ ‫ٳذا ما‬ ‫ُ‬

‫أكثركم ثَباتا‬ ‫فليس الخص ُم َ‬ ‫َ‬

‫األعداء ال‬ ‫المعارك ذو ثَبات ِم َن‬ ‫وي ْغن ُم في‬ ‫يخش ال َمماتَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫صفتْ بكم ري ُح ال َمنايا‬ ‫ٳذا ع َ‬

‫فمأواك ْم ِج َ‬ ‫نان ال ُخل ِد باتَ‬

‫النصر أو موتٌ بعز‬ ‫فإما‬ ‫ُ‬

‫فليس سوا ُهما ٳال الفتاتَ‬ ‫َ‬

‫الحر ال يحيا بذل‬ ‫فٳن‬ ‫َّ‬

‫الذل ال يُغني َبتاتا‬ ‫ُ‬ ‫وعيش ِ‬

‫‪28‬‬


‫‪180‬‬ ‫قلت الليلة‬ ‫قلت الليلة ‪...‬‬ ‫انام فوق األسفلت‬ ‫من الشارع لكن البق أفسد‬ ‫نومي وبقيت اكتب‬ ‫شعرا عن البق ‪...‬‬

‫****‬

‫قلت الليلة‬

‫︎▪ قلت الليلة ‪...‬‬ ‫وانا بزنزانة الحكومة‬ ‫محبوسا سأحلق كما البالبل‬ ‫في اقفاصها ‪...‬‬ ‫ فعلت هذا فأرتطم رأسي‬‫برأس الشرطي ‪...‬‬

‫****‬ ‫︎▪ قلت الليلة ‪...‬‬ ‫اتنزه على عش الطير‬ ‫فوق الشجرة لكن الصياد‬ ‫أفسد هذي النزهة‬ ‫بجرح الطير ‪..‬‬

‫‪29‬‬


‫‪180‬‬

‫بالدي‬ ‫يا غابة حب‪ ،‬وبستان أمان‬ ‫يا لؤلو ‪،‬وياقوت‪ ،‬ومرجان‬

‫بالدي‬

‫يا صفحة من نقاء‪ ،‬وزعفران‬ ‫أحبك‪ ،‬يا مصر‪ ،‬مهما كان‬ ‫ومهما زرعوا فيك‪ ،‬من خذالن‬ ‫ومهما قسا‪ ،‬عليك الزمان‬ ‫أحبك‪ ،‬يا لوحة رسمها أجمل فنان‬ ‫أحبك يا كل الحب‪ ،‬وكل الحنان‬

‫‪30‬‬


‫‪180‬‬

‫يقولون ‪ :‬إنك تنسى‬ ‫و ما زلت ترتشف الماء حراً نقيا‬ ‫و قلبك عاش مع العطر حينا و حينا مع الفلوات‬ ‫و يدرك أن المحب الذي غاب ما زال رغم البعاد وفيا‬

‫نسيان بال عثرات‬

‫هي الذكريات غطاؤك في البرد حين تكون وحيدا‬ ‫و تنسى كثيراً و لكنها الذكريات‬ ‫تعيش مع الصحب تعطي الوجود صفاء مديدا‬ ‫فال تنس أن الجذوع ستصبح رمحا ً سديدا‬ ‫و أن األحبة منذ البدايات كانوا نشيداً شجيا‬ ‫و أن العدى حاولوا أن يذيقوك سما ً خفيا‬ ‫و أن يمزجوه مع الكلمات‬ ‫و لكن قلبك ما زال ينبض مثل النوافير صلبا ً أبيا‬ ‫فيا أيها المتمسك بالزمن المتباعد و الصبح و الذكريات‬ ‫يقولون ‪ :‬إنك تنسى ؛ فال تنس نبعا ً سخيا‬

‫‪31‬‬


‫‪180‬‬

‫حبك ليلكة‬ ‫يوقضني‬ ‫يستفزمكامن الروح‪...‬‬ ‫آهدابك الندية‬

‫حبك ليلكة‬

‫تسافر فيها احالمي‬ ‫آلخر محطات العمر‪...‬‬ ‫اي شيء غير هذا النماء‬

‫المخملي يلهب وهج القصيدة‬ ‫أيتها المسافة العنيدة‬ ‫حبك قناديل اشتياق‪....‬‬

‫وشوق اللقاء هو الحلم الشفيف‬ ‫تذكرني عيناك حين تجيء العصافير‬ ‫وحين تقتلني وحشة الليل‪،‬‬ ‫اراك فوق الكتب والقصائد أيقونة‪،‬‬ ‫ترتب أشيائي المبعثرة‬ ‫وتغسل حلمي الشفيف‪..‬‬ ‫فوق وهج القصيدة‬

‫‪32‬‬


‫‪180‬‬

‫في رياض الكون سارت خطوتي‬ ‫فرأيت ما قد سكن داخل مهجتي‬ ‫كم تألقت في الحدائق زهرة‬

‫طيف يالحقني‬

‫سلبت لبي وسبت نظر حدقتي‬ ‫ما ذلك السر كيف غاب‬ ‫شوكها بل كيف ذاع عطرها نشوة‪.‬‬ ‫والصمت يسري والسكون مالمح‬ ‫والريح تعصف منها بكل بتلة‬ ‫الحسن في الروض تبدى آية‬ ‫من زهرة حتى دموع الغيمة‬ ‫فلكم اتوق إلى الجمال تحسرا‬ ‫عم تحذر بالدنى نبض قسوة‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫‪180‬‬

‫حملت شعري على نبض فؤادي‬ ‫فما أقول وأنت معاني قصيدي‬ ‫كيف أخبرك شوقي والصدى وجع‬ ‫همس الحنين بركان جوف وريدي‬

‫صدى ناي‬

‫أتسمع الناي يعزف بعض اشجاني‬ ‫ام تسمع الطير يهذي شوق مفقود‬ ‫كم تهاوت عبر الحياة الفصول‬ ‫كم أمطر شغف في خاليا وجود‬ ‫كما تناثرت شظايا الدم ممزقة‬ ‫تناثر الشوق من وجد على جيد‬ ‫على رموش األماني حرف قافية‬ ‫فاقراي الشعر في نغمات ترديد‬

‫‪34‬‬


‫‪180‬‬

‫زهرة محمد‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫إن لم تجد من يحبك فإنك‬ ‫إنسان تعيس‪ ،‬وإن تحب من‬ ‫لم يحبك فإنك إنسان أتعس‬

‫‪35‬‬


‫‪180‬‬

‫أزياء‬ ‫‪36‬‬


180

37


180

38


‫‪180‬‬ ‫في إطار الحلم الجميل الذي أسعى إلى تحقيقه أنا األديبة والصحفية صورية‬ ‫حمدوش مد جسور التواصل بين المبدعين العرب ضيفنا لهذا العدد يطل علينا من‬ ‫بلد السياب من البصرة إنه األستاذ الشاعر جعفر الحسن‪.‬‬ ‫ نبدأ رحلتنا للغوص في شخصية شاعرنا األنيق األستاذ جعفر الحسن متى‬‫وكيف بدأت تغزل حروفك؟‬ ‫جعفر الحسن بدأت والدة الشعر عندي متأخرة حيث بدأت الكتابة في ‪.2012‬‬‫ال يوجد شيء متأخر كل بأوانه كل خلق بقدر ‪.‬‬‫ لنتحدث عن دواوينك قليال أيهم كان البكر وأي االنواع من الشعر يحلق به جعفر‬‫الحسن غزال أم اجتماعي أم شيىء آخر؟‬ ‫ جعفر الحسن البكر كان أنين الروح احتوى على خمسين نص نثري اجتمع به‬‫الغزل بطابع الحزن‪.‬‬ ‫ في ظل كورونا التي وشحت العالم بشحوب في كل شيىء هل كانت مصال لحرفك‬‫أم أنها اتعبتك نفسيا وأنت ترى األرواح تتهاوى بالقبور؟‬ ‫جعفر الحسن هي متعبة فعال لكن قد يحصل أن يولد من فشل أو ألم‪.‬‬ ‫ أكيد أغلب كتاباتنا تولد من وجع من فشل من قهر‪.‬‬‫ ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وباتت تزاحم‬‫القصيدة التقليدية ؟‬ ‫ جعفر الحسن هي والدة جديدة لالدب العربي كما ولد قبلها الشعر الحر ‪.‬‬‫ مالفرق بين دواوينك الثالثة انين الروح ‪ ،‬إليك أكتب سيدتي ‪ ،‬خواطر فوق‬‫أوراق الصمت ومن هو األقرب لروحك أو لنقول الذي يحاكي سيرة ذاتية لجعفر‬ ‫الحسن؟‬ ‫ جعفر الحسن أنين الروح يعكس أوجاع عشتها ‪،‬أما كتبت إليك سيدتي أعتقد‬‫المحتوى واضح جدا ‪ ،‬أما خواطر فوق أوراق الصمت فهو تجميع لعدة نصوص‬ ‫مختلفة‪.‬‬

‫‪39‬‬


‫‪180‬‬ ‫ يقال إن اصدار الدواوين هو إثبات للذات أوال وأخيرا فما مدى صحتها بالنسبة‬‫لك؟‬ ‫ جعفر الحسن‬‫ المهرجانات الشعرية هل تضيف للشاعر مكاسب واذا كانت نعم فماهي واذاكانت‬‫ال فمالجدوى منها إذا؟‬ ‫ المهرجانات الشعرية هي تعريف للشاعر تضيف له قاعدة جماهيرية واسعة ‪.‬‬‫ هل ماتزال هناك مشاريع في األدراج أم ماتزال تبحث عنها بين تالبيب الروح؟‬‫جعفر الحسن هناك بعض النصوص تحتاج للمسات أخيرة قد تجد النور العام‬‫القادم‪.‬‬ ‫ مارأيك بالقراءات النقدية التي تقدم بالمجموعات اإللكترونية وايضا بالكتب‬‫بالوطن العربي والعراق نمودجا؟‬ ‫ جعفر الحسن النقد هو الخطوة األولى والجدية في طريق النجومية لكن هنالك‬‫شاعر يتقبل النقد وآخر يعتبره منقصة من شعره ‪ ،‬وأيضا هناك ناقد ينقد في سبيل‬ ‫الرقي بالحرف واألدب العربي على اإلجمال ‪ ،‬وآخر همه النقد من أجل إبراز‬ ‫مخزونه الثقافي بغض النظر عن النصح وتفعيل الساحة األدبية وتحقيق نهضة‬ ‫فكرية ‪.‬‬ ‫ مالذي يجعل الحرف دائما متوهجا هل مرورنا بتقلبات بعواطفنا أم اننا نستطيع‬‫أن نكتب اوجاع من حولنا بنفس الوهج؟‬ ‫ جعفر الحسن لكل شاعر نمطه الخاص في الكتابة طبعا كما قلتي سلفا أن الشاعر‬‫يطرح ما يحمله من مشاعر وهذه تتأثر بمايحيط بالمشاعر من نزاعات عاطفية‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫ مارأيك بكثرة المجموعات األدبية أال ترى أنها لم تعد تؤتي أكلها كما هي مند‬‫سنين وصار الكل يتنافس في جعل عدد اعضاءها أكبر من اآلخر اكثر مايفكر في‬ ‫تقديم األفضل؟‬ ‫ جعفر الحسن العبرة ليست بالعدد بل الجودة وليس بكثرة النشر بل الجوهر‬‫والمضمون وحضرتك اعرف بهذا المجال ‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫‪180‬‬ ‫ برأيك هل ألغت قصيدة النثر مرجعية النقد بحيث لم يعد يحق ألي ناقد أن يجزم‬‫أن هذا النص شعر أم ليس بشعر؟‬ ‫ جعفر الحسن حتى قصيدة النثر تحتاج لنقد على ما أعتقد ‪ ،‬لو لم يكن لها نغمة‬‫موسيقية تكون خاطرة ومن حق الناقد أن يقول هذا النص خارج الشعر العمودي‬ ‫‪ ،‬والحر وأعتقد لحد اآلن النص النثري لم يرى النور في طريق األدب العربي‬ ‫رغم توقيعه ‪.‬‬ ‫ والوقت يسحبنا نحو شفق األفول ماذا تريد أن تقول لشعب الجزائر وماذا تهديهم‬‫من اشعارك عربون محبة؟‬ ‫ جعفر الحسن االهداء الشعب الجزائري حابة ولكل شعوب الوطن العربي واقول‬‫لهم دامت جسور المحبة وارفة الجمال ‪.‬‬ ‫تكاملت ‪،‬‬

‫كاملة وتكاملت بعدما غابت‬

‫النفي في أوصالك المقصد‬

‫تناضجت وابتسمت‬

‫أينما أولي الوجه ثمة خلجان‬

‫تنهدت وطاب لها الهوى وطابت‬

‫بين ربيع واخضرار‬

‫تناسيت أن بهجرها‬

‫وعطر بيلسان‬

‫كل أعزائي تهاوت‬

‫كل مابك‬

‫راح لي في لقيتها‬

‫انسان‪ ...‬بين جمال متمرد وطغيان‬

‫أنامل‬

‫دونك كفيف وأكف تبحث عن مغفرة‬

‫على المكتب كم اشتبكت‬

‫تهتك به ظلمة القضبان‬

‫وعلىالخصر أنامليكم تسادت‬

‫سأكتب في عينيك ألف قصيدة‬

‫مشمس أصيل جمالها‬

‫وألحن لهن ألف لحن‬

‫جمالهاعند المغيب أن غابت‬

‫ها قد أقبلت‬

‫غابت وماغابت‬

‫ها قد عادت‬

‫في أحضان القمر قد الذت‬

‫‪41‬‬


‫‪180‬‬ ‫القرار األخير‬ ‫محمد شمس الدين‬ ‫أركب ُكل سُفن‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫البحر‬ ‫ِ‬

‫وأحك ُم على َمن في‬ ‫أعماقي‬

‫وابحر الى ت ِلك‬ ‫ُ‬ ‫األوطان‬

‫فَتبايع ُكل ال ُ‬ ‫شطأن‬

‫فَفي َوطني مازلتُ‬ ‫أسيرا ً‬ ‫ومكبل في ُكل َمكان‬ ‫يوم نشيدي‬ ‫أقرأ ُكل َ‬ ‫اإلنسان‬ ‫لعلي أ ُغير في ِ‬

‫القرار األخير‬

‫وأعزف على بقَايا‬ ‫ُ‬ ‫أملي‬ ‫وعصفوري يُغرد‬ ‫حيران‬ ‫يتسأل عن ح ِل ٌم ميت‬

‫سأفتش في خارطتي‬ ‫َ‬ ‫عني‬ ‫حارب في كل‬ ‫وأ ُ ِ‬ ‫األزمان‬ ‫سأكتُب في أخر‬ ‫و َ‬ ‫أوراقي‬ ‫ُ‬ ‫وأبحث في ُكل‬ ‫ال ُخلجان‬ ‫عن جس ٍد يشكوا من‬ ‫ألم‬ ‫ٍ‬ ‫صحراء ال ُكثبان‬ ‫أدمتهُ‬ ‫ِ‬ ‫أخر أزمنتي‬ ‫ف ِلتعلم ِ‬

‫في أروق ِة الحاكم قد‬ ‫كان‬

‫إني ِمجموعةُ إنسان‬

‫سأبحر‪ ...‬ال‪ ....‬لن‬ ‫ُ‬ ‫اتوقف !‬

‫ال يُم ِكن أن تُزهِر‬ ‫أوراقي‬

‫فبقائي يو ِلد أحزان‬

‫والجهل يقبع في‬ ‫األوطان‬

‫سأخلع معطف آهاتي‬ ‫و َ‬ ‫وأرفع ساريةَ ال ُ‬ ‫شجعان‬

‫أخر كلماتي‬ ‫فوداعا ً ِ‬ ‫سأحلق بأجنحتي األن‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪42‬‬


‫‪180‬‬ ‫الفتن واالزمات‬

‫"وظيفتنا أدارة األزمات وليس حلها‪...‬‬ ‫وسياسة الفوضى الخالقة ستعم العالم"‬ ‫هنري كيسنجر‬

‫الفتن واالزمات‬

‫األمريكان يستخدمون ذات األسلوب‬ ‫والدهاء في كل مرة لمحاولة فرض‬ ‫وجودهم كامر واقع بطريقة خلق‬ ‫أزمات وافتعالها فهم يعملون على خلق‬ ‫فتنة‪...‬ثم أزمة‪...‬بعدها يقدمون أنفسهم‬ ‫كطرف ثالث اليمكن االستغناء عنه‬ ‫ألدارة األزمة وليس لحلها!‬ ‫والمتابع لالزمات والفتن التي عصفت‬ ‫بالشعب العراقي بدءآ بالقاعدة وداعش‬ ‫يجد ان اصابعآ خفية وبصمة واضحة‬ ‫لالمريكان في تحريك االحداث وفي‬ ‫إشعال الفتن والكراهية والحروب‬ ‫وعدم االستقرار واالهداف واضحة‬ ‫حيث ترتبط بالمصالح االستراتيجية‬ ‫المريكا والتهديد القومي كما تدعي‬ ‫لها في المنطقة‪.‬‬ ‫الغريب في االمر ان هذا األسلوب‬ ‫(الخدعة) ينطلي على الغالبية من‬ ‫العراقيين في كل مرة ولالسف‬ ‫ويتخوف البعض مستسلمآ مقدمآ دون‬ ‫أن يعي حجم هذه المؤامرات‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫‪180‬‬ ‫مثالً الحديث عن حرب شيعية‪-‬شيعية‬ ‫في الجنوب روج لها الكثير وتناولها‬ ‫الكثير كالببغاوات وكأنهم يحاولون‬ ‫ترسيخ وتجسيد هذه الفكرة من خالل‬ ‫التضخيم االعالمي المدفوع الثمن‬ ‫تعززه أحداث مقصودة لتعطي‬ ‫انطباعا بأن شرارة هذه الحرب قد‬ ‫بدأت‪.‬‬

‫به دون أن يدفع الثمن غاليا وتبقى‬ ‫امريكا تتدخل لتتصدر المشهد إلدارة‬ ‫األزمات دون حلها وتعقد األمور دون‬ ‫فك رموزها‪.‬‬ ‫فمرة تتهم الحشد الشعبي وتقصف‬ ‫مقراته ومرة تتهم شخصيات وطنية‬ ‫وتهدد بتصفيتها ومرة اخرى تتهم‬ ‫الحكومة بالتقصير في حماية سفارتها‬ ‫ومرة اخرى تهدد إيران لتدخلها‪.‬‬

‫نعم األحداث مخطط لها أن تكون‬ ‫والحرق مقصود والقتل واالغتياالت‬ ‫مدفوعة الثمن‬

‫هناك تخبط واضح في السياسة‬ ‫االمريكية داخل العراق وآخرها‬ ‫محاولة تشوية وجر الحشد لمواجهات‬ ‫داخلية وربما لغرض استهدافه‬ ‫العتقادها (ظلما) بأنه يستهدف‬ ‫السفارة األمريكية والبعثات األجنبية‬ ‫بحجة وجود سالح منفلت‪ ،‬نحن مع‬ ‫فرض هيبة الدولة والقانون وتقوية‬ ‫الدولة في بسط سيطرتها لحماية‬ ‫المواطنين وانتزاع السالح من‬ ‫العصابات والجريمة المنظمة والذين‬ ‫يقتلون الشعب‪.‬‬

‫كل ذلك يجري بتخطيط وادوات‬ ‫تتحرك بايعاز واشارات وتوقيتات‬ ‫وبالتالي فإن األحداث تبدو واقعية نعم‬ ‫وهي مرسومة باتقان كما حصل في‬ ‫الحراك الشعبي قبل عام من خالل‬ ‫التصفيات والحرق والمواجهات مع‬ ‫القوات االمنية المنزوعة السالح‪.‬‬ ‫إذا استعرضنا االمس القريب وتابعنا‬ ‫األحداث واالزمات التي عصفت‬ ‫بالعراق ستجد ان األحداث ما ان تخمد‬ ‫حتى يتحرك حدثا اخر وجميعها تهدد‬ ‫وجود العراق كدولة وتسقط من هيبة‬ ‫الدولة كمؤسسات وامن وقوانين‬ ‫وسلطات لذا كان والزال العراق‬ ‫ضعيفا بالحكومات المتعاقبة اليقوى‬ ‫على إدارة أزمة واحدة ممن تعصف‬

‫الفوضى االمريكية وخلق األزمات في‬ ‫العالم والعراق خاصة التنتهي مادام‬ ‫الشعب رافضآ لوجودها ومادام مصرآ‬ ‫على خروجها كمطلب شعبي‬ ‫وبرلماني تم التصويت عليه‪.‬‬

‫‪44‬‬


180

45


‫‪180‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪180‬‬

‫‪46‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.