مجلة زهرة البارون العدد 183

Page 1

‫‪183‬‬ ‫‪183‬‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪1‬‬

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬


183

2


‫‪183‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5...................................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫حكاية كل أسبوع ‪ /‬أبو عثمان السراج ‪7.......................................‬‬ ‫ايقونة موصلية ‪ /‬موفق الطائي ‪10.............................................‬‬ ‫لقطة من الفيلم ‪ /‬ليليا عثمان الطيب ‪13........................................‬‬ ‫جبرا إبراهيم جبرا ‪ /‬حمزة شباب ‪17...........................................‬‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬حسين حجازي ‪23............................................‬‬ ‫أدب ساخر‬

‫جواري مصرف الرشيد ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪27.........................‬‬ ‫العداد ‪ /‬حسام الطحان ‪29.......................................................‬‬ ‫شعر‬ ‫سآتيك ‪ /‬ماجد حامد الحسيني ‪30...............................................‬‬ ‫القرطاس والقلم ‪ /‬سامية البحري ‪32..........................................‬‬ ‫ضفة الموت ‪ /‬سامي الطائي ‪33................................................‬‬ ‫قرار وحياة ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪34............................................‬‬ ‫جبة الدراويش ‪ /‬صورية حمدوش ‪36.........................................‬‬ ‫درب النسيان ‪ /‬نجيب بقيقة ‪38................................................‬‬ ‫لن أغادر ‪ /‬عادل الدبابي ‪39...................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫‪183‬‬

‫الفارس ‪ /‬جميلة فالح ‪40......................................................‬‬ ‫صبرا وشاتيال دموع وزهور ‪ /‬هدى مصلح النواجحة ‪41...................‬‬ ‫مرأة نفس ‪ /‬خيزية خليل ‪44...................................................‬‬ ‫غيوم الشوق لم تمطر ‪ /‬مونية لخذاري ‪45...................................‬‬ ‫قصة قصيرة‬

‫حكاية جميلة ‪ /‬د‪ .‬امل درويش ‪46.............................................‬‬ ‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪48.............................................‬‬ ‫حوار‬ ‫المطرب محمد العاللي ‪ /‬أبو الحسن جمال ‪51................................‬‬ ‫أقالم شابة‬ ‫احتاجك كثيرا ‪ /‬سليل يوسف ‪54..............................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫السالم عليكم يا رسول هللا ‪ /‬قاسم الغراوي ‪55..............................‬‬

‫‪4‬‬


‫‪183‬‬

‫التعليم في العراق‬ ‫في الباي باي‬

‫الجهل بين الناس وليس لقلة المدارس‬ ‫او المدرسيين ولكن بسبب االلتزام‬ ‫ونوعية المناهج التي تركز على‬ ‫ترسيخ العداء الطائفي والقومي ال‬ ‫على ترتيب أسس تعليمية رصينة‬ ‫وهناك صور كثيرة في الكتب‬ ‫المنهجية ومن الممارسات التي‬ ‫ساهمت في كل هذا النظام السياسي‬ ‫الذي يسود البلد فما عاد احد يهتم بشأن‬ ‫الوطن وما سيأول اليه في المستقبل‬ ‫القريب ومن اهم تلك الصور التي‬ ‫نلمسها في المناهج استغالل االحداث‬ ‫التاريخية في ترسيخ العداء الطائفي‬ ‫وهذا يمثل الشعره التي قسمت ظهر‬ ‫البعير وليس هذا فحسب من ساهم في‬ ‫اسقاط منارة التعليم انما الحروب وما‬ ‫تالهى من خراب وتهجير وتهميش‬ ‫وهذا أيضا كان بسبب النظام السياسي‬ ‫الحاكم وبعدها جاء وباء كورونا‬ ‫وقضية التباعد االجتماعي وترك‬ ‫المقاعد الدراسية ونظام التعليم عن بعد‬ ‫والحق يقال ان التعليم عن بعد تجربة‬ ‫فاشلة جملة وتفصيل وهذا ما شهدناه‬ ‫في الدرجات النهائية في االمتحانات‬ ‫الوزارية واالغراب من كل هذا‬

‫خرجنا من التقيم العلمي العالمي وهذا‬ ‫بفضل الخطط للعباقرة الذين هم على‬ ‫راس الهرم في القطاع التربية والعلم‬ ‫فمنذ عام ‪ 2003‬لم يكن المجال‬ ‫التعليمي باحسن حال من ما هو عليه‬ ‫االن ولكن كان هناك ذلك الوقت بقايا‬ ‫متعلمين ونسبة االمية اقل بكثير من‬ ‫يومنا هذا واليوم األرقام قياسي بنسبة‬

‫‪5‬‬


‫‪183‬‬

‫فالنظام هنا يعتمد على المتملقين‬ ‫والمنافقين للمسؤل للحصول على‬ ‫منصب وهذا ما نراه في قطاع التربية‬ ‫والتعليم بشقيها األعلى واالسفل وهذا‬ ‫أيضا ساهم فيه التقاسم الحزبي‬ ‫للمناصب التعليمية وكل هذا ساهم في‬ ‫افشال العملية التعليمية في البلد ونحن‬ ‫نسمع ونرى كل هذا واكثر والصمت‬ ‫هو ردت الفعل الوحيدة لنا والبعض‬ ‫فرحون بنجاح ابناهم بهذا الشكل‬ ‫المعيب وتناسوا ان ما يحصل سوف‬ ‫يكون سبب في اسقاط البلد بشكل‬ ‫يسيء للتاريخ الذي يحمله البلد فالكتابة‬ ‫ولدت هنا وها هي تموت والقانون‬ ‫كتب هنا ال يحترم القانون وهنا ولدت‬ ‫اإلنسانية وها هي تموت وهذه حقيقة‬ ‫يجب االعتراف بها فأي مشكلة في‬ ‫العالم االعتراف بها هو نصف الحال‬ ‫اما نحن هنا نطبل ونسوق للوهم‬ ‫والكذب والفساد واذا ما بقى الحال‬ ‫على ما هو عليه سوف نشهد اندثار‬ ‫لحضارة وادي الرافدين وانقراض‬ ‫التعليم والعلم والعلماء وكل هذا بسبب‬ ‫رجال التخلف والخراب والفساد الذين‬ ‫امسكو بزمام السلطة بهذا البلد وفي‬ ‫نهاية ما بدأت أقول (لك يا عراق)‬

‫التعليمات التي أصدرتها الوزارات‬ ‫التعليمية لبعض مؤسساتها وهي‬ ‫النجاج هي النتيجة الوحيدة التي‬ ‫تتطلبها الوزارة وقد وصل الحال في‬ ‫بعض المدارس هي تسليم ورقة‬ ‫األسئلة وكتابة األجوبة على لوح‬ ‫التدريس وهذه جريمة علنية بطابع‬ ‫حكومي ولها أثار سلبية بعيدة األمد‬ ‫وهي قضايا كارثية ال يمكن السكوت‬ ‫عنها والسكوت عنه جريمة ويجب‬ ‫يكون للمجتمع موقف من ما يحصل‬ ‫ألننا بعد سنوات سوف نصحوا على‬ ‫مجتمع أمي وجاهل بمعنى الكلمة‬ ‫ونحن نعيش اليوم في مجتمع اتكالي ال‬ ‫يزرع وال يصنع ما يستهلك ومن‬ ‫المواقف التي تدعوا للضحك وكان‬ ‫لسان الحال يقول (هم يضحك وهم‬ ‫يبكي) ان هناك جيوش من المتعلمين‬ ‫يصرون على قضية التعيين في الدولة‬ ‫وزيادة اعداد البطالة المقنعة وهذا‬ ‫بسبب عدم ثقة المتعلم بما تعلم وفي‬ ‫الدول المتقدمة ليس فرض على الدولة‬ ‫ان تقبل موظفين اال بحسب حاجتها‬ ‫لهم اما هنا فحدث بال حرج فميزة‬ ‫النظام في التعيين هو الرجل الغير‬ ‫مناسب في المكان الغير مناسب‬

‫‪6‬‬


‫قراءات‬

‫‪183‬‬

‫حكاية هذا االسبوع‬

‫انسانية الطب‬ ‫ابوعثمان السراج‬

‫حكاية هذا االسبوع‬ ‫انسانية الطب‬

‫كنا قد تحدثنا في الحلقة السابقة من‬ ‫سلسلة حكاية هذا االسبوع عن ظاهرة‬ ‫االعتداء على االطباء كظاهرة مدانة‬ ‫ومرفوضة وضرورة التصدي لها‬ ‫ومواجهة اثارها والقضاء عليها‬ ‫‪...‬واليوم نتحدث عن موضوع اليقل‬ ‫اهمية عن سابقه الهميته ودوره‬ ‫الفاعل في تحديد المسؤوليات‬ ‫وفق‬ ‫الموزعة‬ ‫المجتمعية‬ ‫االختصاصات التي يحتاجها المجتمع‬ ‫البشري لنموه وبقاءه اال وهو انسانية‬ ‫الطبيب في حسن التعامل مع المرضى‬ ‫الذين يتولى عالجهم ومداواتهم ‪ ،‬تلك‬ ‫االنسانية التي تسمو بمعانيها العالية‬ ‫الى اعلى معاني السمو والرقي‬ ‫االنساني والفكري والتي تميز االنسان‬ ‫عن الحيوانات المتوحشة التي تفترس‬ ‫بعضها البعض ‪...‬‬

‫ابوعثمان السراج‬ ‫التي تمثل ضرورة في المجتمع مهنة‬ ‫الطب‪ ،‬ولذلك جعلها الفقهاء من‬ ‫فروض الكفايات التي يجب أن تجند‬ ‫لها الطاقات البشـرية الكافية‪ ،‬بوجود‬ ‫تخصصات كافية من األطباء تتناسب‬ ‫مع عدد المرضى‪ .‬وتعتبر هذه المهنة‬ ‫من أجل المهن وأرقاهـا في المجتمـع؛‬ ‫كون الطبيـب يوصـف بالرحمة‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬ويوصف شرعا بأنه‬ ‫المعالج لفسـاد األبدان ‪...‬لكن الطبيب‬ ‫ في واقعنا ومجتمعاتنا ‪ -‬قد يخرج‬‫عن واجبات مهنته بتصرفات سلبية‬ ‫تجاه المريض ‪ ،‬فيمتنع عن إسعافه‬ ‫مثال؛ وهذا النوع من التصرفات‬

‫إن وجود المهن في المجتمع تمثل‬ ‫ضرورة الزمة للحياة‪ ،‬ومن المهن‬

‫‪7‬‬


‫‪183‬‬

‫الطويلة تقاليد ومواصفات‪ ،‬تحتم على‬ ‫من يمارسها احترام الشخصية‬ ‫اإلنسانية في جميع الظروف واألحوال‬ ‫وأن يكون قدوة حسنة في سلوكه‬ ‫ومعامالته مستقيما ً في عمله‪ ،‬محافظا ً‬ ‫علـى أرواح‬

‫السلبية من قبل الطبيب تكون محل‬ ‫مسئولية والطبيب الذي يحمل الشهادة‬ ‫الطبية التي تمكنه من مزاولة هذه‬ ‫المهنة االنسانية الكبيرة هو بمثابة‬ ‫مالك من مالئكة الرحمة التي تمشي‬ ‫على االرض وهو ملزم وفق مجموعة‬ ‫القسم التي يؤديها قبل حمله الشهادة ان‬ ‫يؤدي واجبه االنساني الطبي باقصى‬ ‫ما يستطيع من جهد ومثابرة النقاذ‬ ‫المريض مما يعاني وباي حالة يكون‬ ‫وفي اي مكان يكون بحيث يستطيع‬ ‫الوصول اليه ومد يد العون له وعالجه‬

‫فإنه ال يلتزم بمنع موت المريض‪.‬‬

‫وهنالك شبه اتفاق قضا ًء وفقها ً أن عقد‬ ‫العالج يوجب على الطبيب في األصل‬ ‫أن يبذل في ممارسته لمهنته عنايه‬ ‫وجهدا ً لتخفيف ألم مريضه ليصل إلى‬ ‫الشفاء‪ ،‬والتزامه بالقواعد حيث تبرأ‬ ‫ذمته بمجرد أن يبذل العناية المطلوبة‬ ‫ولو لم تكن النتيجة هي الشفاء الن‬ ‫الشفاء قد يتوقف على عدة عوامل‬ ‫واعتبارات ال تخضع دائما ً لسيطرة‬ ‫الطبيب كمناعة الجسم‪ ،‬والوراثة‪،‬‬ ‫وحدود الفنون الطبية التي قد ال تكفي‬ ‫لعالج المريض ‪ ،‬وعلى الطبيب ان‬ ‫يبذل قصارى جهده بما أوتي من علم‬ ‫ومعرفة تجاه المريض ولكنه ال يلتزم‬ ‫بأية نتيجة مهما كانت أثناء معالجته‬ ‫للمريض‪ ...‬ان مهنة الطب مهنة‬ ‫إنسانية وأخالقية وعلمية قديمة قدم‬ ‫اإلنسان أكسبتها الحقب‬

‫لكننا نالحظ ان بعض االطباء يلجئون‬ ‫الى اساليب مع المرضى تخالف ما‬ ‫هو مطلوب من انسانية الطبيب فقد‬ ‫يمتنع معظم االطباء عن زيارة‬ ‫المرضى في دورهم خاصة اذا علمنا‬ ‫ان هناك مرضى يصعب نقلهم الى‬ ‫العيادات الخاصة بسبب وضعهم‬ ‫الصحي المتردي او كونهم كبار في‬ ‫السن ‪ ،‬وحجة االطباء في عدم زيارة‬ ‫المرضى في بيوتهم هو الخوف من‬ ‫االصابة بفيروس كورونا ونحن‬ ‫نعطيهم الحق في خوفهم من االصابة‬ ‫بهذا الفيروس اللعين والبأس فاالصابة‬ ‫خطرة ‪ ،‬لكن ان يتمادى بعض االطباء‬ ‫في عدم ابداء بعض المساعدة‬ ‫للمرضى الكبار في السن والغير‬ ‫مصابين بالكورونا فهذا اليجوز ‪،‬‬ ‫فايجاد طبيب يقبل ان يزور المريض‬

‫الناس وأعراضهم رحيما ً بهم‪ ،‬وباذالً‬ ‫جهده في خدمتهم وتقوم المسؤولية‬ ‫الطبية بين الطبيب‬ ‫والمريض على بذل العنايةولذلك‬

‫‪8‬‬


‫‪183‬‬

‫ال يملكون ثمن العالج ويصعب عليهم‬ ‫تامين هذه المبالغ مما يزيد في معاناة‬ ‫هؤالء المرضى في ظل غياب دور‬ ‫المستشفيات الحكومية التخصصية في‬ ‫توفير العناية الصحية بالمجتمع ‪ ،‬كما‬ ‫ويقدم بعض االطباء على االتفاق مع‬ ‫بعض الصيادلة لصرف الدواء من‬ ‫هذه الصيدلية حصرا وتكون للطببب‬ ‫نسبة من ارباح الدواء حيث بتم االتفاق‬ ‫بين الصيدلي والطبيب على شفرة‬ ‫خاصة اليفهما اال الصيدلي المعني‬ ‫وانا اعتبر هذا تجارة حرام في اوجاع‬ ‫الناس وكثيرا ما يلجأ بعض االطباء‬ ‫لكتابة ادوية قد ال يحتاجها المريض‬ ‫بقصد تصريف الدواء لدى الصيدلبة‬ ‫المعنية ولقاء نسبة من االرباح وكذلك‬ ‫الحال مع عيادات االشعة او السونار‬ ‫او مختبرات الفحوصات الطبية‬ ‫وغيرها وهذا كله اكل للسحت حرام‬ ‫على الطبيب وعلى من يتعاون معه‬ ‫وهي جربمة شنيعة ترتكب بحق‬ ‫المرضى من قبل بعص االطباء‬ ‫والصيادلة واطباء السونار واالشعة‬ ‫الطبية‪..‬‬ ‫الفحوصات‬ ‫واطباء‬ ‫وسيحاسبون عليها ان لم في الحياة‬ ‫الدنيا فالحساب اشد حسرة ورهبة‬ ‫عند اللقاء يوم القيامة يوم ال ينفع مال‬ ‫وال بنون اال من اتى هللا بقلب سليم‬

‫المقعد في بيته بسبب مرضه اصبح‬ ‫حلما ال يتحقق والحجة كورونا وحتى‬ ‫الكوادر الصحية يرفضون القدوم الى‬ ‫بيوت المرضى الذين يحتاجون‬ ‫للتداوي او زرق االبر او الحقن ومن‬ ‫الذين يصعب نقلهم الى المضمدين او‬ ‫المضمدات ويبقى اهل المرضى في‬ ‫حيرة من امرهم ‪ ،‬والحجة ايضا‬ ‫كورونا ‪ ،‬ونحن نقول ان الحيطة‬ ‫والحذر واجبة ومهمة ونسأل هللا ان‬ ‫يبعد عن اطبائنا وكوادرنا خطر‬ ‫االصابة ونحن نعلم ونقدر حجم‬ ‫المعاناة التي يتعرض لها االطباء‬ ‫والكادر الصحي جراء ارتفاع شدة‬ ‫االصابات ‪ ،‬ولكن من الممكن للطبيب‬ ‫او الممرض ان يتخذ االجراءات‬ ‫الكفيلة الستبعاد اصابته بالفيروس ثم‬ ‫يقوم باداء واجبه مع المرضى‬ ‫المحتاجين ‪ ،‬فمسؤولية الطبيب تكمن‬ ‫في حالة تعرض االفراد للمرض‬ ‫فينبري لمعالجتهم وايحاد االدوية لهم‬ ‫وهذا من من صميم واجبه واال على‬ ‫ماذا يدرس ويجتهد ويتعب ويتدرب‬ ‫ويتدرج في االختصاصات الطبية ‪ ،‬ثم‬ ‫هناك االرتفاع الغير معقول والغير‬ ‫المصف في ارتفاع ثمن العالج‬ ‫واألدوية والفحوصات المختبرية ‪،‬‬ ‫حيث يعاني الكثير من المرضى الذين‬

‫‪9‬‬


‫‪183‬‬

‫ايقونات موصلية‬ ‫الفنان محسن العلي مسيرة حافلة بالعطاء واإلبداع‬

‫موفق الطائي‬ ‫واح ٌد من رموز المسرح العربي بعامة‬ ‫والعراقي بخاصة منذ عام ‪1967‬‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬قدم أكثر من أربعين‬ ‫عمالً مسرحيا ً كمنتج ومخرج وممثل‬ ‫وقدم مسرحيات تركت بصمة واضحة‬ ‫على الساحة الفنية وبقيت خالدة في‬ ‫ذاكرة الجمهور المحلي والعربي مثل‬ ‫" جيفارا " ‪ "،‬بيت وخمس بيبان "‪" ،‬‬ ‫أم خليل"‪ "،‬اإلسكافية العجيبة" "الجنة‬ ‫تفتح أبوابها متأخرة" وغيرها من‬ ‫األعمال‪ ..‬كتشفه في المسرح محمد‬ ‫نوري طبوفي مسرحية (المصنع)‬ ‫وفي التلفزيون عبدالهادي مبارك‪..‬‬

‫انه الفنان محسن العلي المولود في‬ ‫الموصل عام ‪1953‬م‪..‬درس في‬ ‫مدارسها ‪،‬وبعد انهى دراسته في‬ ‫المتوسطة سافر الى بغداد ليدخل معهد‬ ‫الفنون الجميلة نال شهادة دبلوم في‬ ‫الفنون مسرحية عام ‪،1976‬ثم حصل‬ ‫على شهادة الدكتوراه عن رسالته‬ ‫(اإلعالم الدولي وتأثيره في سياسة‬ ‫الدول)‪..‬ممثل ومخرج مسرحي ‪..‬بدأ‬ ‫حياته الفنية ممثالً وعمل في فرق‬ ‫مسرحية عراقية عديدة منها ‪( :‬فرقة‬ ‫مسرح الشباب ‪ -‬فرقة مسرح الرواد ‪-‬‬ ‫فرقة مسرح الشباب المعاصر ‪ -‬فرقة‬ ‫المسرح العسكري)‪ ،‬أسس فرقة‬

‫‪10‬‬


‫‪183‬‬

‫قام باإلخراج أكثر من أربعين عمالً‬ ‫مسرحيا منها ‪:‬‬

‫مسرح النجاح ومستمر برئاستها منذ‬ ‫عام ‪ ،1988‬عمل مخرجا ً في الفرقة‬ ‫القومية العراقية‪ .‬يملك حاليا ً شركة‬ ‫(سكوب ميديا) لإلنتاج الفني وقدم من‬ ‫خاللها العديد من االعمال الناجحة‬ ‫التي حصلت على جوائز عربية‬ ‫مهمة‪..‬يقول الفنان محسن العلي عن‬ ‫مسيرته الفنية ‪:‬بدأت مسيرتي من‬ ‫حينما كنت طالبا ً في معهد الفنون‬ ‫الجميلة‪ ،‬وكانت اطروحة تخرجي‬ ‫مسرحية (جيفارا) لمعين بسيسو‬ ‫وحصلت حينها على افضل مخرج‪،‬‬ ‫بعد ذلك قدمت العديد من االعمال‬ ‫المسرحية والتلفزيونية والسينمائية‪،‬‬ ‫وعام ‪ 1985‬حصلت على جائزة‬ ‫افضل مخرج في مهرجان المسرح‬ ‫العراقي عن مسرحية (ام خليل)‬ ‫وتوالت بعد ذلك الجوائر في‬ ‫المهرجانات المسرحية العراقية‪،‬‬ ‫وكذلك حصلت على جوائز عربية‬ ‫منها افضل ممثل عن دوري في‬ ‫مسلسل (ذات الهمة) في مهرجان‬ ‫االذاعة والتلفزيون العربي‪ ،‬والجائزة‬ ‫الكبرى ألفضل عمل متكامل في‬ ‫مهرجان قرطاج المسرحي عن‬ ‫مسرحية ( الجنة تفتح ابوابها متأخرة)‬ ‫التي قمت بإخراجها‪ ،‬وجائزة تقديرية‬ ‫عن اخراجي فيلم (لماذا؟) من‬ ‫مهرجان القاهرة لألعالم العربي‪.‬‬

‫جيفارا‪ /‬فلسطينيات ‪/‬أم خليل‪ /‬بيت‬ ‫وخمس بيبان ‪/‬عش القصب ‪/‬أطراف‬ ‫المدينة ‪/‬مقامات أبو سمرة ‪/‬االسكافية‬ ‫العجيبة ‪/‬سيدتي الجميلة‪ ،‬عن مسرحية‬ ‫لجورج برنارد شو ‪/‬الباب العالي‬ ‫‪/‬الهباشة ‪/‬ألو بغداد ‪/‬أكتب باسم ربك‬ ‫‪/‬السقوط‪ ،‬بطولة دريد لحام ‪/‬الجنة تفتح‬ ‫ابوابها متاخرة ‪/‬بقعة الزيت ‪.‬‬ ‫وفي السينما مثل محسن العلي في‬ ‫األفالم ‪ :‬المنفذون ‪/.1982‬الحب كان‬ ‫السبب ‪ ،1986‬تمثيل عبد الخالق‬ ‫المختار و جواد الشكرجي و سمر‬ ‫محمد‪ ،‬إخراج عبد الهادي‬ ‫مبارك‪/.‬زمن الحب ‪ ،1991‬تأليف‬ ‫صباح عطوان‪ ،‬إخراج كارلو‬ ‫هارتيون‪ ،‬تمثيل بهجت الجبوري‪،‬‬ ‫خليل الرفاعي‪ ،‬أمل طه‪ ،‬فاضل خليل‪،‬‬ ‫طعمة التميمي‪ ،‬عواطف السلمان‬ ‫‪/‬السيد المدير ‪ ،1990‬تمثيل راسم‬ ‫الجميلي‪ ،‬عبد الجبار كاظم‪ /‬فلم زمان‬ ‫رجل القصب ‪.‬‬ ‫أنتج العديد من البرامج واالفالم‬ ‫الوثائقية والمسلسالت في العراق ‪.‬‬ ‫مصر ‪ .‬سوريا‪.‬في التلفزيون مثل‬ ‫محسن العلي في ‪ :‬مسلسل النسر‬ ‫وعيون المدينة ‪/‬حكاية المدن الثالث‬ ‫‪/‬الالهثون ‪ /‬ذات الهمة ‪ /‬العرف‬

‫‪11‬‬


‫‪183‬‬

‫متكامل لمسرحية "الجنة تفتح ابوابها‬ ‫متأخرة"‪ .‬شهادة اإلبداع الذهبية لنقابة‬ ‫الفنانين العراقيين‪ .‬درع نقابة الفنانين‬ ‫عام ‪ 2000‬وجائزة اإلبداع ‪I T I‬‬ ‫للمركز العراقي للمسرح كمخرج‬ ‫‪1999‬وجائزة تقديرية إلخراجه فيلم (‬ ‫لماذا؟ ) في مهرجان القاهرة لإلعالم‬ ‫العربي وجائزة أفضل ممثل مناصفة‬ ‫عن المسلسل التاريخي ذات الهمة‬ ‫(مهرجان االذاعة والتلفزيون) القاهرة‬ ‫عام ‪.1993‬لقد شارك الفنان محسن‬ ‫العلي في العديد من المهرجان‬ ‫المسرحية والفنية والتي اقيمت في‬ ‫العديد من الدول العربية كعضو في‬ ‫لجانها التحكيمية ‪..‬هذا الى جانب‬ ‫نشاطاته االدارية حيث شغل العديد من‬ ‫المناصب في المؤسسات الفنية‬ ‫العراقية‪..‬‬

‫والقانون ‪ /‬فوبيا بغداد ‪ /‬بيت الحبايب‬ ‫‪ /‬الكذبة االولى ‪ /‬عش االزواج ‪/‬‬ ‫رجال الظل ‪ /‬المارد والنخلة ‪ /‬ايام‬ ‫االجازة ‪ /‬لحوم فاسدة ‪ /‬النافذة ‪ /‬جحا‬ ‫‪ /‬خيط البريسم ‪ ،1980‬إخراج تأليف‬ ‫يوسف العاني‪ ،‬وإخراج عدنان‬ ‫إبراهيم‪ ،‬تمثيل سليمة خضير‪ ،‬فاطمة‬ ‫الربيعي‪ ،‬هناء محمد‪ ،‬فاضل خليل‪،‬‬ ‫سناء سليم ‪ /‬ثمنطعش ‪ ،2006‬تمثيل‬ ‫محسن العزاوي‪ ،‬سناء عبد الرحمن‪،‬‬ ‫فاضل خليل‪ ،‬سليمة خضير‪ ،‬سامي‬ ‫قفطان‪ .‬قام بإخراج العديد من‬ ‫التمثيليات اإلذاعية والمسلسالت‬ ‫التلفزيونيةحصل الفنان محسن العلي‬ ‫على العشرات من الجوائز المتقدمة‬ ‫عن جهود الفني واإلبداعي في مجال‬ ‫التمثيل واإلخراج واإلنتاج الفني من‬ ‫قبل المؤسسات الرسمية والفنية في‬ ‫العراق والدول العربية ‪..‬نذكر منها ‪:‬‬ ‫الجائزة الكبرى لمهرجان قرطاج‬ ‫المسرحي عن أفضل عرض مسرحي‬

‫حاليا رئيس مجلس إدارة شركة‬ ‫سكوب ميديا دبي ‪ .‬القاهرة ‪...‬والزال‬ ‫عطائه الفني مستمرا‪..‬‬

‫‪12‬‬


183

13


‫‪183‬‬

‫حساسة ليس من السهل التطرق إليها‬ ‫في قالب سينمائي صريح بل يتم غالبا‬ ‫إدراجها ضمن الحبكة في هيئة‬ ‫إيحاءات أو إيماءات أو رموز تقود‬ ‫إلى فهمها حين مشاهدتها في الفيلم‪.‬‬

‫يقول المؤرخ وعالم األثار الفرنسي‬ ‫في كتابه" كيف نفكر في الفن‬ ‫اإلسالمي" ‪ " :‬إن فناني وحرفيي‬ ‫العالم اإلسالمي الكالسيكي كانت لهم‬ ‫المسؤولية الحاسمة واألصيلة في‬ ‫إبداع إطار قبول وسالم ومتعة حسية‬ ‫حول النشاطات اإلنسانية‪ ،‬وليست‬ ‫مسؤولية تمرير رسائل قوة وشرعية‬ ‫وعقيدة أو إيمان‪ ،‬لقد وجدت هذه‬ ‫األخيرة بالتأكيد لكن تعبيرها الجميل‬ ‫والمؤثر أحيانا لم يكن األكثر أصالة‬ ‫في فنون التقاليد اإلسالمية‪ ،‬إن الذي‬ ‫جعلها متفردة هو أنها استطاعت أن‬ ‫تبين أن الماء يكون أحلى حين يشرب‬ ‫في كأس جميل‪ ،‬وأن الضوء يكون‬ ‫أكثر إشراقا حين ينبعث من شمعدان‬ ‫نفيس مرصع بالصور" ‪.‬‬

‫لقد استطاعت السينما اإليرانية أن‬ ‫تصنع لها مكانا وسط السينما العالمية‬ ‫فهي تشتغل كثيرا على توظيف‬ ‫اإلكسسوارات المحركة للحدث حتى‬ ‫تتفادى مقص الرقابة‪ ،‬حيث يتم‬ ‫توظيف هذه اإلكسسورات من أجل‬ ‫طرح درامي محبوك بشكل اليسمح‬ ‫بالتنبؤ بنهاية الفيلم غالبا‪ ،‬ومن بين‬ ‫األفالم اإليرانية القصيرة التي نلمس‬ ‫فيها هذه الخصوصية الفيلم اإليراني‬ ‫القصير األكورديون(آكاردئون) ‪The‬‬ ‫‪ Accordion‬الصادر سنة ‪ 2010‬من‬ ‫إخراج المخرج والمنتج اإليراني‬ ‫جعفر بناهي‪ ،‬وتمثيل الطفلين خديجة‬ ‫بهرامي وكمبيز بهرامي‪،‬مدة الفيلم ‪9‬‬ ‫دقائق‪،‬إن عنوان الفيلم هو اسم أللة‬ ‫موسيقية مما يجعله اليوحي للمشاهد‬ ‫مطلقا بأنه يعبر عن الجدلية التي‬ ‫يطرحها الفيلم ‪.‬‬

‫تتميز السينما بالتعبير البصري عن‬ ‫مختلف المواضيع حتى المثيرة منها‬ ‫للجدل خاصة فيما يتعلق باألديان‬ ‫السماوية ومعتقدات الشعوب‪ ،‬لذلك‬ ‫يعتبر النقد العقائدي للفيلم السينمائي‬ ‫فيما يتعلق بالطرح اإليديولوجي‬ ‫والديني أمرا معقدا وصعبا حيث يتم‬ ‫تفسير الفيلم في أغلب األحيان على أنه‬ ‫إنعكاس لعقيدة صانعه مما قد يتسبب‬ ‫أحيانا في أسوء الحاالت إلى منع‬ ‫عرض الفيلم أو حتى منع المخرج من‬ ‫السفر أو سجنه أو إغتياله كون الدين‬ ‫والسياسة والجنس تعد مواضيع‬

‫المخرج اإليراني جعفر بناهي‬ ‫تدور أحداث الفيلم حول طفلين‬ ‫متسولين حيث األخ يعزف على ألة‬ ‫األكورديون وشقيقته الصغيرة تحمل‬ ‫ألة الطبلة(الدربوكة أو الدف) ويغنيان‬

‫‪14‬‬


‫‪183‬‬

‫أغنية بشكل صحيح ويساعدانه في‬ ‫جمع المال ‪.‬‬

‫معا في األزقة لجمع المال ومساعدة‬ ‫والدتهما‪ ،‬ويتصادف أن يعزف األخ‬ ‫واألخت بجانب المسجد دون أن يعلما‬ ‫ذلك حيث تدخل الفتاة الصغيرة إلى‬ ‫باحة المسجد وهي تضرب على الطبلة‬ ‫ثم ترى أحد المصلين يصلي فتتفجأ‬ ‫بأنها داخل مسجد فتقوم بإخراج وشاح‬ ‫من حقيبتها وتتوقف عن الضرب على‬ ‫الطبلة وتسرع إلبالغ أخيها إال أنها‬ ‫تجد أحد األشخاص يقوم بتعنيف أخيها‬ ‫ويضربه ويأخذ منه ألة األكورديون‬ ‫مشيرا إليه بأنه إرتكب خطيئة ورذيلة‬ ‫واليجوز له العزف بجانب بيت هللا‬ ‫ورغم أن الفتاة تمنعه من أخذ ألة أخيها‬ ‫إال أنه يحملها معه ويذهب‪ ،‬يقرر األخ‬ ‫بعدها اإلنتقام ومحاولة البحث عن ألته‬ ‫وإسترجاعها فيحمل صخرة في يده‬ ‫لكن أخته تحاول صده وتخبره بأنه‬ ‫سيدخل للسجن فمن سيقوم بتحمل‬ ‫مصاريف والدته ‪ ،‬وتخبره بأن الرجل‬ ‫الذي أخذ األلة يبدو أكثر فقرا وحاجة‬ ‫منهما وفعال يكون حدس األخت في‬ ‫محله‪ ،‬حيث يسمع األخ صوت ألته‬ ‫ويسرع إتجاه الصوت رفقة شقيقته‪،‬‬ ‫فيجد الرجل الذي أخذ ألته جالسا على‬ ‫الرصيف يعزف على األكورديون‬ ‫ويتسول فيتأثر األخ بالمشهد ويلقي‬ ‫بالصخرة فتسبقه األخت بالضرب‬ ‫على الطبلة ويتبعها أخوها حيث يأخذ‬ ‫ألة األكورديون من الرجل ويعزف‬

‫يظهر الفيلم صورة رمزية‬ ‫توضح تحريم الموسيقى والعزف في‬ ‫أماكن العبادة وتحديدا في المسجد الذي‬ ‫يعتبر مكان إقامة للصالة بالنسبة‬ ‫للمسلمين إال أن تناول الموضوع جاء‬ ‫من خالل سوء تفاهم و ردة فعل مبالغ‬ ‫فيها إتجاه طفل الذنب له حيث يتم‬ ‫إستعمال العنف في تصوير المشهد‬ ‫فالطفل يحاول اإلعتذار كونه اليعلم أن‬ ‫هذا المكان الذي كان يغني فيه هو‬ ‫مسجد وأنه قد تعدى دون قصد منه‬ ‫على حرمة المكان فبدال من نصحه‬ ‫ومساعدته وتوجيهه واإلطراء عليه‬ ‫بطريقة تجعله يحترم دينه إال أن‬ ‫الرجل ضربه وإعتبر أن الطفل قد‬ ‫إرتكب خطيئة وينشر الرذيلة‪ ،‬إن هذا‬ ‫األسلوب في التوعية أو الردع أو‬

‫‪15‬‬


‫‪183‬‬

‫والكون‪ ،‬وبذلك أصبحت السينما‬ ‫وسيلة جامعة للفنون وقادرة على‬ ‫إستيعابها وتحقيق أنجح أشكال التفاعل‬ ‫بينها‪ ،‬والسينما من أقوى األسلحة‬ ‫الفكرية على المتلقي إذ تنفذ إلى عقل‬ ‫فيهم وتصوغ‬ ‫مشاهديها لتؤثر‬ ‫أفكارهم‪ ،‬ومبعث قوتها أنها تمتلك من‬ ‫اإلمكانيات التأثيرية الهائلة‪ ،‬مااليملكه‬ ‫المسرح أو فن آخر‪ ،‬ورغم القيود‬ ‫المفروضة على المبدعين اإليرانيين‬ ‫من حيث اإللتزام بما تمليه عليهم‬ ‫الرقابة من حيث الموضوعات‪ ،‬إال أن‬ ‫السينما اإليرانية التزال تشكل حالة‬ ‫فردية من نوعها يصعب تكرارها‬ ‫فإرادة المبدعين في إيران أكبر من أي‬ ‫قيود تفرض عليهم‪.‬‬

‫التربية يجعل األطفال ينفرون من‬ ‫الدين وبكل ماله عالقة به فكيف لطفل‬ ‫صغير أن يفهم كلمة خطيئة أو رذيلة‬ ‫فهما يغنيان لجمع المال ومساعدة‬ ‫والدتهما في المصاريف ويصعب‬ ‫عليهما في هذه السن تحديد هوية‬ ‫األماكن وقدسيتها‪ ،‬لذلك عندما إنتزع‬ ‫الرجل األلة من الطفل سارع فورا‬ ‫لإلنتقام وإستعادة ألته ولم يفكر مطلقا‬ ‫في كالم الرجل حول حرمة بيت هللا‬ ‫أو مفهوم الخطيئة والرذيلة على عكس‬ ‫شقيقته المسالمة التي حاولت تهدئة‬ ‫شقيقها وتوضح له بأن مظهر الرجل‬ ‫كان أسوء حاال منهما‪ ،‬إن الفتاة‬ ‫واألخت الصغيرة تمثل مفهوم‬ ‫الالعنف والتسامح في الفيلم وتتمتع‬ ‫بروح المسؤولية ورزانة العقل لدرجة‬ ‫أنها إلتمست العذر للرجل الذي عنف‬ ‫شقيقها‪.‬‬

‫يشكل فيلم األكورديون مفهوما حول‬ ‫ضرورة ترسيخ الالعنف في نفوس‬ ‫الشباب وعدم التسرع وإستباق‬ ‫األحداث‪ ،‬وعدم اإلعتداء على‬ ‫اآلخرين تحت اسم الدين فاألديان‬ ‫السماوية كلها تدعو إلى السالم‬ ‫والتسامح والمحبة‪ ،‬فتعليم النشء‬ ‫اليكون بالعنف بل إستعمال تراكيب‬ ‫لفظية قريبة لسنهم يستطيعون فهمها ‪.‬‬

‫إن السينما كنشاط ثقافي استطاعت أن‬ ‫تستخلص العالم بكل أبعاده بل‬ ‫وتجاوزت حتى الواقع بطرحها‬ ‫لمواضيع الخيال العلمي والميتافيزيقا‬ ‫وماوراء الطبيعة والتطرق إلى‬ ‫إشكاليات حول مفهوم الخلق واإلنسان‬

‫‪16‬‬


183

17


‫‪183‬‬

‫العبور بين ثقافة وأخرى تنم عن‬ ‫مسؤولية الرابط الذي تقع على كاهله‬ ‫فلسفة النجاح أو الفشل‪ ،‬فكان لزاما ً‬ ‫على كاتب التقديم قياس مدى نزاهته‬ ‫في العرض كما يتحمل الكاتب تبعات‬ ‫أعماله األدبية تماماً‪.‬‬

‫الترجمة والتقديم صنعة كبار األدب‬ ‫والثقافة تعتبر عملية تقديم الكتاب من‬ ‫أهم األنشطة الثقافية التي تدعو إلى‬ ‫سبر أغوار النص و إبرازه لغويا ً‬ ‫وداللياً‪ ،‬وتلقي على عاتق مقدمه تحمل‬ ‫مسؤولية النص األدبي من حيث‬ ‫الجودة والرداءة ‪ ،‬غير أن نقل‬ ‫اإلحساس وفق رؤية صاحب النص‬ ‫األصيل يهدف إلى رسم خريطة له‬ ‫تخلو من المجاملة وترشد القارئ إلى‬ ‫طريقة التفاعل معه بخلق قنوات‬ ‫التواصل المبنية على الترجمة من لغة‬ ‫تحمل ثقافة تختلف عن عقلية القارئ‬ ‫الذي ينشده لمتابعته رغم سلسلة من‬ ‫االختالفات القائمة على الثقافة أو اللغة‬ ‫أو العادة‪ ،‬فإن تعلق األمر بمصاحبة‬ ‫التقديم للترجمة وقع كاتب التقديم في‬ ‫دائرة الضوء التي ستلقي على جهده‬ ‫تبعات التقريب وتوفير اإلضاءة‬ ‫الالزمة في عالم النقد الذي يلملم‬ ‫جوانب النص‪ ،‬وال يعتري الكاتب‬ ‫األصيل رداءة لم يقصدها في نصه‪،‬‬ ‫وال يبرزه بغير الثوب الذي أراده‬ ‫لنفسه منذ أن خط أولى عباراته في‬ ‫ذلك النسيج‪ ،‬فهو بحاجة إلى امتالك‬ ‫عناصر التشخيص السليم لتخرج‬ ‫تقدمته وفق المنهج النقدي القويم في‬ ‫صدقه لما يحتويه المتن من تصاوير‬ ‫لغوية وبراعة في استخدام الداللة‪،‬‬ ‫وبعبارة أخرى فهي عملية ربط المنتج‬ ‫األدبي بالقارئ المثقف ومد جسور‬

‫عند امتزاج التقديم بالترجمة تتعالى‬ ‫المهمات المقيدة لألديب المقدم‬ ‫والمترجم‪ ،‬و يصبح في فضاء واسع‬ ‫من االضطرابات التوعوية التي‬ ‫يحملها‪ ،‬وهي مهمة ال يقودها إال كبار‬ ‫الكتاب الذين أفنوا حياتهم في معترك‬ ‫الحياة األدبية والثقافية‪ ،‬فيقتطفون‬ ‫سطورا ً من جمالية النصوص التي‬ ‫تعايشوا في تجربتها الشعورية أو‬ ‫الروائية‪ ،‬ثم يروون معتقداتهم في‬ ‫لحظة تفاعلهم مع النص‪ ،‬ويحورون‬ ‫لغته األصيلة إلى لغة الجمهور الذي‬ ‫يهدف‪ ،‬مع التناهي الخالص في نقل‬ ‫اللغة نقالً استدراكيا ً ناهيك عن‬ ‫اقتطاف اللهجة البيانية والمحسنات‬ ‫البديعية التي تفترق بين لغة وأخرى‬ ‫في السمات والمقاصد‪ ،‬وبعد ذلك يأتي‬ ‫دور الحركات النقدية في رسم معالم‬ ‫التقديم من وصف ضعضعة النص‪ ،‬أو‬ ‫إثرائه‪ ،‬أو أساليب استمالته ووقعه في‬ ‫النفس‪ ،‬إذن هي عملية متكاملة تقوم‬ ‫على ثالثة قوائم‪:‬الترجمة‪ ،‬واللغة‬ ‫بأبعادها البيانية‪ ،‬والثقافة المتداولة‪،‬‬ ‫فالمقدم ليس مترجما ً يتحرى الدقة في‬

‫‪18‬‬


‫‪183‬‬

‫النقل‪ ،‬وليس مؤرخا ً يتتبع األحداث‬ ‫بجزيئياتها‪ ،‬بل هو كيان أدبي ومجمع‬ ‫ثقافي بارز يعيد إعمار نص أدبي‬ ‫بلغته األم ثم يهديها ألبناء قوميته الذين‬ ‫ينتمون إليه‪ ،‬وإذا كانت الفكرة‬ ‫والمضمون من وحي الكاتب األصيل‬ ‫فإن اللغة واألسلوب من إبداع األديب‬ ‫المقدم‪.‬‬

‫الشتات‪ ،‬كاختزال المالمح اإلنسانية‬ ‫في "البحث عن وليد مسعود" وظهور‬ ‫ذلك جليا ً في البناء الروائي المشترك‬ ‫مع الروائي السعودي عبدالرحمن‬ ‫منيف في "عالم بال خرائط"‪ ،‬فقد شكل‬ ‫جبرا هرما ً عظيما ً في بناء كيانه‬ ‫المطل على الثقافة الواسعة من أصعدة‬ ‫عدة‪ ،‬فكانت البداية مع الدراسة لآلداب‬ ‫وتدريسها ثم تعاقبت مراحل تصنيفه‬ ‫تصاعديا ً إلى أن وصل إلى تلك‬ ‫المرتبة التي جعلته في مقدمة من‬ ‫ترجم للكاتب اإلنجليزي الخالد وليم‬ ‫شكسبير‪ ،‬وما وفرت له قدرته اللغوية‬ ‫والداللية في نقل نصوصه المترجمة‬ ‫حفاظا ً على تاريخية النص وجوانبه‬ ‫الجمالية‪ ،‬ومراعاة لفقه لغته‬ ‫ونواميسها اإليحائية‪ ،‬وإذا تعلق األمر‬ ‫بترجماته وتقديمه لها فقد وصفت بأنها‬ ‫ال تقل أهمية عن العمل األدبي‬ ‫المترجم ذاته‪ ،‬ولواله لوجد الناطقون‬ ‫بالعربية صعوبة بالغة في التعامل مع‬ ‫تلك النصوص‪ ،‬ومن الشواهد الحية‬ ‫على جهوده تلك الترجمة لرواية‬ ‫"الصخب والعنف" التي نال كاتبها‬ ‫األمريكي وليم فوكنر جائزة نوبل في‬ ‫األدب والتقديم لها على نحو يكسب‬ ‫اإلخوة الرواة في فصول الرواية ذلك‬ ‫المونولوج الداخلي ألحداث تشتت‬ ‫العائلة‪ ،‬باإلضافة إلى ما خلفته‬ ‫الترجمة من ثورة فنية معاصرة‬ ‫للرواية العربية من حيث اعتمادها‬

‫تصنف براعة أبي سدير كما كان‬ ‫يعرف في توقيعاته التي تتذيل نتاجه‬ ‫في الشعر والرواية والنقد وسواء كتب‬ ‫بالعربية أم بغيرها ضمن حلقة‬ ‫التواصل األدبي الذي حققه في دراسة‬ ‫األدبين اإلنجليزي واألمريكي وانتقائه‬ ‫لحياة مليئة بالثقافة جمعته ونجوم‬ ‫عالمه العربي كالسياب والبياتي‪،‬‬ ‫فبغداد كانت محط أنظار الفلسطيني‬ ‫جبرا إبراهيم جبرا منذ عقود‪ ،‬ولعل‬ ‫الجامعات العراقية التي احتضنته‬ ‫أدركت كنه فكره القائم على بصمة‬ ‫المثقف‪ ،‬حيث تنشطر جهوده في‬ ‫اإلنجليزية‬ ‫باآلداب‬ ‫التعريف‬ ‫واألمريكية بل وإبرازها على نحو‬ ‫ييسر عمليات التالقح الثقافي‪،‬‬ ‫وإحداثيات الرؤى المركزية إلقامة‬ ‫التجارب الثقافية المتنوعة بناء على‬ ‫حرصه على الموروث العربي القديم‬ ‫وسلطة األنا المتفردة باألساليب‬ ‫الحداثية الناشئة عن العمق الداللي‬ ‫الذي تحمله الشخصية الفلسطينية في‬

‫‪19‬‬


‫‪183‬‬

‫صدرت المجموعة المترجمة عن دار‬ ‫المأمون للترجمة والنشر ببغداد سنة‬ ‫‪ 1987‬م‪ ،‬ويكشف المترجم في البداية‬ ‫عن مالبسات معينة جعلته يزيد في‬ ‫تنقيحه للنصوص مما أدى إلى إخراجه‬ ‫للصيغة التي أرادها لها حجما ً وشكالً‬ ‫ودراسة؛ لتمثيل القصة القصيرة من‬ ‫بداية أساليب الحداثة إلى النصف‬ ‫األول من القرن الماضي‪ ،‬ثم يبدأ‬ ‫بتأمل تاريخ القصة القصيرة بجهد‬ ‫بحثي واضح واصفا ً إدغار آلن بو‬ ‫باألب الشرعي لهذا الشكل الفني؛ ألنه‬ ‫ترك أثرا ً حاسما ً بإعالنه عن فذاذة هذا‬ ‫الشكل كصيغة من صيغ األدب‬ ‫الكثيرة‪ ،‬فقد برع في ترك آثارا ً من‬ ‫قصصه التي ال زالت تهزنا بغرابتها‬ ‫ونفاذها وبراعة تركيبها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى آرائه النقدية في روايات وقصص‬ ‫معاصريه‪ ،‬األمر الذي يصح الحديث‬ ‫عنه بأنه أول من حدد المبادئ العامة‬ ‫للقصة القصيرة المسترشد بها‪ ،‬وكيف‬ ‫اعترى هذا الفن الكتاب اإلنجليز الذين‬ ‫كانوا يفضلون الرواية الطويلة‬ ‫المسترسلة في التركيب والمضمون‬ ‫ألنها تتحمل عبء الكلمات الدافقة‬ ‫والخياالت البعيدة واللغة المضخمة‪،‬‬ ‫كما يكشف عن األسرار الحقيقية التي‬ ‫جعلت القاص كعالم األنثروبولوجيا‬ ‫باحثا ً عن أزمة اإلنسان المعاصر‬ ‫متوغالً في تعقيدات حياته لترسم‬ ‫صورة واضحة من معاناته وبحثه‬

‫على تيار الوعي الذي يركز على‬ ‫ارتياد مستويات ما قبل الكالم في‬ ‫الكشف عن الخصائص النفسية‬ ‫للشخصيات‪ ،‬وترجمته للكتب الغربية‬ ‫المتمحورة حول الشرق ككتاب "ما‬ ‫قبل الفلسفة" ‪.‬‬ ‫أيلول بال مطر" لذة اإلمتاع و دقة‬ ‫المؤانسة‬ ‫"أيلول بال مطر" مجموعة من‬ ‫القصص القصيرة المنتقاة من األدب‬ ‫اإلنجليزي واألمريكي المعاصر والتي‬ ‫اختارها جبرا بعنايته الفائقة في بدايات‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬ولكل منها دالالت‬ ‫متغايرة تدل على غزارة التنويع‬ ‫الممكنة في التخيل واألداء‪ ،‬ولكنها‬ ‫متكاملة المقاصد في التعبير عن‬ ‫المواقف اإلنسانية الحياتية آنذاك‪،‬‬ ‫وواضحة المعالم إذا ما تحدثنا عن‬ ‫أهمية هذا الفن األدبي باعتباره وسيلة‬ ‫استقصائية لحالة اإلنسان والقلق على‬ ‫مصيره‪ ،‬لذلك قدمها جبرا للقارئ‬ ‫العربي معرفا ً بشخوصها‪ ،‬وكاشفا ً عن‬ ‫حبكتها حد الذروة‪ ،‬متناسيا ً محددات‬ ‫الزمان والمكان في إبراز الشخصية‬ ‫الستمالة طيف القارئ في تخيل تلك‬ ‫النماذج اإلنسانية الحية‪ ،‬خاتما ً نهاية‬ ‫كل منها بوصف لغوي واضح مبرزا ً‬ ‫المصير المحتم الذي القته شخوصها‬ ‫جراء تصارع األحداث‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫‪183‬‬

‫واصفا ً إياها بأنها "خدش بسيط على‬ ‫وجه انعدام الشهرة"‪.‬‬

‫المستميت عن خالصه‪ ،‬فكانت القصة‬ ‫القصيرة محاولة لمعالجة قضايا الحياة‬ ‫الكبرى ضمن نطاقات ضيقة من‬ ‫الزخم الدرامي‪ ،‬حيث تعامل القاص‬ ‫مع قصته أسلوبيا ً تعامل الشاعر مع‬ ‫القصيدة‪ ،‬ونلمح ذلك في كل لفظة‬ ‫مستخدمة تعبر عن مجازية مثلى‬ ‫إلكساب دور لها في خلق التأثير‬ ‫الكلي‪.‬‬

‫تم انتقاء هذه النماذج القصصية بعناية‬ ‫جبرا الفائقة كما أسلفنا‪ ،‬وقد وقع‬ ‫االختيار بناء على دراية بأعمال‬ ‫ال ُكتّاب ككل‪ ،‬ومتابعته الحثيثة لهم‪ ،‬كما‬ ‫تأتي نظرته التكاملية لها في التعبير‬ ‫عن تيار أسلوبي مهد الطريق للتيارات‬ ‫األدبية الالحقة‪ ،‬كما كان شديد العناية‬ ‫بالقارئ العربي‪ ،‬حيث تولى إبراز‬ ‫السمات الفنية في ترجمته خدمة له‬ ‫وتقريبا ً لثقافته؛ ألنه يؤمن بإبداعية‬ ‫الترجمة و تالقح الثقافات واستجابة‬ ‫النفس للتجربة اإلبداعية ولو كانت‬ ‫مترجمة‪ ،‬يقول جبرا‪ ":‬إن الترجمة لغة‬ ‫قبل كل شيء‪ ,‬ولكنها قبل ذلك حب‪,‬‬ ‫إذا كان للترجمة أن تكون أمرا ً إبداعياً‪,‬‬ ‫فإن المترجم يجب أن يستجيب لما‬ ‫يترجم بعمق ويعامله كأنه نص كتبه‬ ‫هو‪ ,‬وعليه اآلن أن يسكبه في لغته"‪،‬‬ ‫فبدأ بالتعريف بأصحاب القصص‬ ‫المنتخبة وعرج على ذكر مسوغات‬ ‫تميزها في العصر الذي ولدت فيه‬ ‫بعيدا ً عن الجوائز والتكريمات‪ ،‬حيث‬ ‫يظهر اهتمام جورج مور بالكتابة‬ ‫الواقعية‪ ،‬وجيمس جويس الذي سمى‬ ‫األشياء بمسمياتها في أدق تفاصيلها‬ ‫حتى ُرفضت نصوصه‪ ،‬مع إبراز‬ ‫جهود كاترين مانسفيلد في جمع‬ ‫التفاصيل لرسم معاني الحياة‪ ،‬وقد‬

‫اختار جبرا هذه المجموعة بناء على‬ ‫خصائص فنية مشتركة وسمات‬ ‫أسلوبية دعت إليها الحاجة لتصوير‬ ‫اإلنسان ببعده األنساني ومعاناته‬ ‫المحدقة به‪ ،‬فقد قلل القصاصون من‬ ‫شأن الحبكة ومن حجم الفعل‪ ،‬وأكثروا‬ ‫من الرمز واإليحاء والحوار شديد‬ ‫الداللة؛ للغوص في دواخل النفس‬ ‫البشرية‪ ،‬فال يقتصر دور الواحد منهم‬ ‫على اإلخبار بقدر تصوير صميم‬ ‫الشخصية المتخلقة مع تطور األحداث‬ ‫التي أكسبتها سمة القصر مع التركيز‬ ‫المتدفق بحثا ً عن معضالت األنسان‪،‬‬ ‫ويكتفي بعرض نبذة طفيفة عن‬ ‫شخصية القاص وأبرز مالمح حياته‬ ‫والتي كانت بفعل التأثر والتأثير في‬ ‫إنتاج ذلك النسيج الفني‪ ،‬ثم اتخذ من‬ ‫قصة "أيلول بال مطر" لوليم فوكنر‬ ‫اسما ً لمجموعته؛ لتقديمه سجالً رائعا ً‬ ‫في عالم اآلداب‪ ،‬وما اتسم به من‬ ‫التواضع‪ ،‬فهو يتحدث عن تجربته‬

‫‪21‬‬


‫‪183‬‬

‫ولف قادرا ً على تحوير السير الذاتية‬ ‫إلى صيغ روائية متكاملة‪ ،‬خاتما ً‬ ‫مجموعته القصصية المترجمة‬ ‫بصاحب األثر الثوري األعمق في‬ ‫كتابة القصة القصيرة في األدب‬ ‫األمريكي المعاصر ارنست همنغواي‪،‬‬ ‫ووليم فوكنر الذي ضربت كتاباته على‬ ‫وتر يستجيب له عصره الراهن‪.‬‬

‫وصف دافيد هربرت لورنس بتركه‬ ‫لألثر البالغ في الكتابة؛ لشدة لهجته‬ ‫وعنف فكرته وتعمقه في طبقات‬ ‫الوعي‪ ،‬وكيف كان سومرست موام‬ ‫يملك القدرة على تكثيف الحبكة على‬ ‫وجه يقصي القارئ من التوقع‬ ‫بانفراجها؛ ليكسبه متعة اإلضاءة‪،‬‬ ‫ويتحدث عن سالح العقل الحاد الذي‬ ‫كان يستخدمه أولدس هكسلي متأثرا‬ ‫بالصوفية الهندية‪.‬‬

‫هكذا تظهر الترجمة وحليفها التقديم‬ ‫عند علم من أعالم األدب العربي‬ ‫المعاصر‪ ،‬وبجهوده التي عملت على‬ ‫تزكية عدد من نصوص األدب‬ ‫اإلنجليزي واألمريكي‪ ،‬فجبرا يمتلك‬ ‫سطوة لغوية و ترجمة وبائية تعرب‬ ‫عن شخصية الكاتب ويفسر نصوصه‬ ‫للفهم على أحسن حال‪ ،‬وترجماته‬ ‫تأشيرة مرور إلى العقلية العربية التي‬ ‫ستهجر عشها الهفة وراء الصيغة‬ ‫التالقحية في األدب العالمي‪ ،‬و ألنه‬ ‫ليس بائعا ً في سوق اقتصادية حرة‬ ‫يقوم باستيراد النص الغربي ثم‬ ‫تصديره إلى العقلية العربية مقابل ثمن‬ ‫مادي‪ ،‬فقد استطاع أن يقدم ما يصبو‬ ‫إليه لحسه المرهف وذوقه السليم‬ ‫وطبعه الموهوب؛ ألن الترجمة حب‬ ‫ولغة قبل كل شيء‪.‬‬

‫ويستفيض كاتبنا في ذكر أسباب‬ ‫اإلبداع التي قهرت صفحاته لتحجز‬ ‫مقعدا ً لها في هذه المجموعة‪ ،‬مثلما‬ ‫عرف عن فرجينيا ولف من عنايتها‬ ‫بتيار الوعي والمزج بين الرهافة‬ ‫واألسى؛ لتخط لنفسها أسلوبا ً نثريا ً‬ ‫متفردا ً في رواياتها العديدة‪ ،‬حتى‬ ‫عدت كتاباتها من مؤشرات الحداثة‬ ‫بعد الحرب األولى‪ ،‬ووصف شيروود‬ ‫أندرسون بأقرب إلى كونه شخصية‬ ‫بوهيمية وأشبه بالنزعة الفطرية‬ ‫للحياة‪ ،‬وإحداثيات تطوير صناعة‬ ‫الرواية األمريكية على يد ويال كاتر‬ ‫التي اعتمدت على ثيمتها الثنائية‬ ‫كاالستكشاف والتطوير‪ ،‬ثم إلى النص‬ ‫البنائي الطويل الذي جعل توماس‬

‫‪22‬‬


183

23


‫‪183‬‬

‫‪....‬هكذا بدأت الكاتبةُ ُحلمها‪!..‬‬ ‫ت أخذتنا‬ ‫بالكلمات نسجته ‪..‬وبالكلما ِ‬ ‫إليه ؛ فضاؤهُ الوجو ُد ‪ ،‬وأدواتُهُ ال َّ‬ ‫س‬ ‫شم ُ‬ ‫والقمر والنجوم التي هي في ال ُمخيَّلة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الرؤيا يبدو ال َّ‬ ‫ش ُ‬ ‫والبحر‬ ‫فق‬ ‫وفي زاويّ ِة ُّ‬ ‫ُ‬ ‫واألمواج ‪ ،‬هَـيـوالهُ ال َّ‬ ‫ش ُ‬ ‫وق و منافذه‬ ‫إلى القلب هي( ض ّمـةُ َوداع)‬ ‫إنهُ ُحلُ ُم نرجس عمران‪!..‬‬

‫ُ‬ ‫ب‬ ‫أشقى ما‬ ‫يكون العق ُل ‪ ،‬عندما يُرا ِق ُ‬ ‫ُ‬ ‫يكون القل ُم‬ ‫ما تفعلُه القلوب وأكثر ما‬ ‫ت‬ ‫عبر مصطلحا ِ‬ ‫بَالدة ً عندما يُحاو ُل ‪َ ،‬‬ ‫ب هيولى حلُم‪ ،‬وأن‬ ‫الكالم‪ ،‬أن يكت ُ َ‬ ‫ب أو حشر َجةَ روح‬ ‫يُج ِ ّ‬ ‫س َد خفقانَ قل ٍ‬ ‫النفس‬ ‫هكذا أحسستُ عندما حدّثتني‬ ‫ُ‬ ‫ص ِة الكاتبة نرجس‬ ‫بالكتاب ِة عن قِ َّ‬ ‫غادر القمر)‪.‬‬ ‫عمران( و َ‬ ‫ف‬ ‫غادرتُ مصطلحا ِ‬ ‫ت اللغة ‪ ،‬وتع ّ‬ ‫س َ‬ ‫قوالب النق ِد النمطيةَ وغطرسةَ الوعّاظ‬ ‫َ‬ ‫وهي ت ُ‬ ‫شدّني‬ ‫‪ ،‬ورحتُ أستسل ُم لرغبتي‬ ‫َ‬ ‫ـلم الكاتب ِة وهي تمني من يدي‬ ‫َ‬ ‫صوب ُح ِ‬ ‫هي من جه ِة القلب‪ ،‬ومن ثـ َّم‬ ‫التي َ‬ ‫الحلم‬ ‫ذلك‬ ‫صوب‬ ‫ي‬ ‫فضاء َ‬ ‫ِ‬ ‫صو ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫تُ ّ ِ‬ ‫ب عين َّ‬ ‫الذي ال أدري أنه حل ٌم أو ُحلُ ٌم في‬ ‫حقيقة‪!..‬‬

‫فضاؤه الوجود‪ ،‬وأدواتُهُ ال َّ‬ ‫مس‬ ‫ش ُ‬ ‫والقمر والنجوم وال َّ‬ ‫ش ُ‬ ‫فق والبحر‬ ‫والما ْء‪..‬وض ّمةُ الوداع األخير‪!..‬‬ ‫وبع ُد أتساءل‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫آخر يمكن أن تتألَّقَ فيه‬ ‫هل يوج ُد‬ ‫مكان ُ‬ ‫ق‬ ‫الرومنسيةُ ويتجلّى إبدا ُ‬ ‫ع الخَل ِ‬ ‫األنبياء أجم ُل من هذا المكان؟‬ ‫وأحال ُم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يبحث عن‬ ‫َأوليس النبي إبراهيم ‪ ،‬كانَ‬ ‫ُ‬ ‫الشمس‬ ‫ويستنطق‬ ‫إله ٍه وهو يتأم ُل‬ ‫َ‬ ‫والقمر ؟‬ ‫ْ‬ ‫صوب هللاِ قد‬ ‫ليست رحلتُه الطويلة‬ ‫أ َ َو‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫بدأت بِحلم؟‬

‫بسحر رؤيتِها جعلتني أرى بعينيها‬ ‫ِ‬ ‫وهي تنس ُج خيو َ‬ ‫الدافيء‬ ‫ط ُح ِلمها‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫األنيق‪ ،‬بكلما ٍ‬ ‫ت تستعصي على ترابي ِة‬ ‫المفاهيم‪:..‬‬ ‫(جعلتُ ال َّ‬ ‫ي‬ ‫ش َ‬ ‫مس من أمامي ‪/‬و ْه َ‬ ‫سماء‬ ‫سريرها في‬ ‫ب في‬ ‫ِ‬ ‫تتثا َء ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الغروب‪/‬‬ ‫تدث ّرةٍ‬ ‫صف ُم ِ‬ ‫كانت نِ َ‬ ‫ف ال َّ‬ ‫ق الحمراء‪ /‬والتم ْستُ‬ ‫بشرا ِش ِ‬ ‫شف ِ‬ ‫ناعم و َمبلّل‪/‬‬ ‫لنفسي ِوسادة ً من رم ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫هر ْ‬ ‫ساقاي إلى األمواج‪/‬‬ ‫بت ِمني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي تالعبُها لُعبةَ‬ ‫ْ‬ ‫وراحت أصاب ُع ق َدم َّ‬ ‫"الوداع األخير")‬

‫أليس ما رآهُ في ال ُح ِلم‬ ‫‪................‬ث ُ ّم َ‬ ‫بوته؟‬ ‫كاد أن يدفعه لقت ِل أ ُ َّ‬ ‫ليس‬ ‫وغير بعي ٍد عن إبراهيم ‪َ ..‬أو َ‬ ‫الشمس والنجو ُم ‪،‬‬ ‫ت‬ ‫بال ُح ِلم أذعنَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ليوسف‬ ‫سجو ِد‬ ‫وامتث َل القمر‬ ‫ألمر ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي؟‬ ‫النب ّ‬

‫نرجس عمران والحلم‬

‫‪24‬‬


‫‪183‬‬

‫األشياء العظيمةُ تبدأ ُ باألحالم ‪،‬‬ ‫والوجو ُد باسر ِه ربما كان ُحل ًما ‪..‬من‬ ‫يدري؟‬

‫ت من القلق‬ ‫الكاتبةُ نجحت في اإلفال ِ‬ ‫ي وتركتنا نكاب ُد حضورهُ‬ ‫الوجود ّ‬ ‫الرهيب‪..‬‬

‫كثيرا في حلمها ‪،‬‬ ‫تــتـحـيـر كاتبتُنا‬ ‫لم‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ونحن نحاول‬ ‫ْـرتِـنا‬ ‫ولم‬ ‫تكترث ِبـ َحـي َ‬ ‫تأويله‪..‬فهي ال تهدف إلى تفسير العالم‬ ‫وتحدي ِد الوجود‪ ..‬إنّـما هي تري ُد أن‬ ‫تعيش تجربةَ الحياةِ طالما أنّها‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫متصالحة مع مياه البحر ‪ ،‬وأنها‬ ‫يمارس‬ ‫س الجما َل من حولها‬ ‫ُ‬ ‫تتحس ُ‬ ‫الخوف من‬ ‫حضورهُ األبهى ‪ ،‬فينسيها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت الزمن ‪ ،‬واقتراب النهاية‪ ..‬فها‬ ‫انفال ِ‬ ‫هي تقول‪:‬‬ ‫َ‬

‫راحت تستمت ُع بجما ِل الغروب ِ وهو‬ ‫بشراشف‬ ‫الشمس ويلفُّها‬ ‫ضن‬ ‫يحت ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الشفق‪ ..‬إنه المقدمة األنيقةُ الستقبا ِل‬ ‫وجعلت ورا َءها َّ‬ ‫ْ‬ ‫أن هذا‬ ‫القمر ‪،‬‬ ‫الغروب ليس إال نُقطةُ النهاية في‬ ‫العمر المتآكل ‪..‬‬ ‫سطور‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إنها تمسكُ بالنشوة بأصابعِ قدميها‬ ‫وهي تالمس األمواج‪ ،‬وبالتالي فهي‬ ‫العمر وانفالته‬ ‫غير معنيّةً بنهاية‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وانتهاء ك ِّل شيء اكاد اسمع صيحتها‬ ‫ْ‬ ‫انتفضت‬ ‫المدوية في وجه العدم البطلة‬ ‫‪...‬استيق َ‬ ‫ظت ذاتُها من َد َعـ ِة الذهول من‬ ‫مهابة المشهد ‪..‬‬ ‫صعب عليها أن يكونَ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫مقابال لوجودها ‪..‬مستحي ٌل أن‬ ‫الجمال‬ ‫أسوارها ‪ ..‬كيف‬ ‫يوج َد شي ٌء خار َج‬ ‫ِ‬ ‫لها أن تكون متداعيةً في مواجه ِة‬ ‫ّ‬ ‫تهتف‬ ‫الزمان؟!‪ ..‬ها هي‬ ‫سطوةِ‬ ‫ُ‬ ‫بالوجو ِد والحياة معلنةً سلطانها‬ ‫والقمر‬ ‫المطلق ؛ تقول للشمس‬ ‫ِ‬ ‫والنجوم والبحر والحياة ‪..‬أنا من أسب َغ‬ ‫عليكم نعمة الوجود ‪ ..‬عيناي جعلتا‬ ‫عيناي‬ ‫األنوار تزهو وتأتلق ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫أخرجتكم من البالدة ‪..‬ذاتي الـمـتـَّقـدة ُ‬ ‫ْ‬ ‫صنعت أشرعةً وموانيء فصار‬ ‫للبحر معنًى وللريح مضمون‪..‬‬ ‫ِ‬

‫(هذه اللحظات ‪،‬من شد ِة انغما ِسها في‬ ‫مرت مسرعةً جدًا ‪..‬وظل‬ ‫النشوة‪ّ ،‬‬ ‫طع ُمها في خيالي ‪..‬وما زلتُ احبو إليه‬ ‫أطراف‬ ‫في ك ِّل لحظ ِة شرو ٍد على‬ ‫ِ‬ ‫ق ال َه ِـرم )‬ ‫الشو ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫غادر قيو َدها‬ ‫وتستفز كوامنَ‬ ‫مفردات ت ُ ُ‬ ‫لفضاء ال ُحلم؛‬ ‫وهي تُعيدُنا‬ ‫الخيال ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وتذكرنا بالنشوة بالوجود والتي تزو ُل‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬وتبقى بع َد زوالَها في ذاكرةِ الخَيال‬ ‫‪ ،‬متو ِت ّ َرة ً بينَ السكين ِة والقلق وهنا‬ ‫ض ُر الوجو ُد بر َّمته مع " ض َّم ِة‬ ‫يح ُ‬ ‫ُ‬ ‫الوداع"‬ ‫حيث ال يُمك ُن الحيا ُد بينَ‬ ‫األم ِل وبين انقطاعِ الرجاء ‪ ،‬بين‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫اإلمساك بنشوةِ العناق وبين الفرا ِ‬ ‫ي ‪..‬‬ ‫األبد ْ ّ‬

‫ذاتي لها المجد‪..‬بها يكون الموتُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الخالق‬ ‫يكون‬ ‫وتكون بها الحياة ‪ ..‬بها‬

‫‪25‬‬


‫‪183‬‬

‫أتفر ُ‬ ‫غ ِلجما ِل الكون‬ ‫(‪ ..‬إرحل ودعني ّ‬ ‫‪ /‬دعني أتحسس أفـقًـا خالـيًـا منك ‪/‬‬ ‫ْ‬ ‫حروف‬ ‫تشكل نجو ُمها‬ ‫وسما ًء لم‬ ‫َ‬ ‫يغادر‬ ‫البحر‬ ‫اسمك‪ /‬دعني أرى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الشاطيء‪ /‬دعني إسمع أنني جميلةٌ من‬ ‫ُ‬ ‫حيث‬ ‫ِفم أيّـ ِة مرآة تقول لي ‪ :‬اذهبي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحيث الشباب)‬ ‫العنفوان‬

‫وبدونها ال يكون ‪ ...‬ذاتي امتدَّت في‬ ‫األشياء فكانت‪ ..‬ثـ َّم منحتها نعمةَ‬ ‫ِ‬ ‫الوجو ِد ‪ ،‬وأخرجتها من ركودها‬ ‫األبدي ‪ ..‬ثم تنهي حل َمها بعنفوان‬ ‫الواثق القادر‪:‬‬

‫‪26‬‬


‫‪183‬‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫تصاعد اليوم النفس الفحولي لدى‬ ‫ذكور الشعب ‪..‬مع خبر منح سلفة‬ ‫العشرة ماليين لمتزوج المرأة الثانية‬ ‫‪..‬وكأن المرأة باتت جزءا ماديا من‬ ‫الصفقة والراي لها في االمر او كأن‬ ‫النساء يقفن طوابير بانتظار موافقة‬ ‫الرجل( سي السيد ) على االرتباط بهن‬ ‫من اجل عشرة ماليين تهبها له الدولة‬ ‫ليوافق ويمن على المرأة بالفضل ‪..‬‬ ‫خبر السلفة تتندر عليه منشورات‬ ‫الفيس وتسخر وتنتعش موجة التعالي‬ ‫الفحولي االستعراضي بالتفاعل مع‬ ‫الخبر ‪..‬وابتزاز المرأة نفسيا ولو‬ ‫بالمزاح بتهديدها بهذا المقترح‬ ‫الحكومي الغريب ‪..‬الذي منح الرجل‬ ‫فرصة لهذه الصفقة على حساب المراة‬ ‫‪..‬سواء االولى او الثانية ‪..‬‬

‫‪27‬‬


‫‪183‬‬

‫نعيش في مجتمع السادة ( الرجال )‬ ‫والعبيد (النساء) ‪..‬‬

‫االغلبية‪ .‬من المجتمع الذكوري‬ ‫تعاملت مع الموضوع بسخرية ولذة‬ ‫فحولية معلنة او مستترة ‪..‬وكأن هذه‬ ‫السلفة ومقترحها اعاد لذلك المجتمع‬ ‫نفسيا هيبته المفقودة تحت مذلة الساسة‬ ‫‪..‬التي مرغت الشوارب بوحل الفقر‬ ‫والفساد والخراب والبطالة ‪..‬‬

‫الزواج ليس فضال للرجل او منة على‬ ‫المرأة ‪..‬كما افهم قرار صفقة العشرة‬ ‫ماليين‬ ‫والحصول على المرأة عبر‬ ‫اشتراطات المصارف والبنوك ‪..‬‬ ‫اليختلف عن الحصول عليها جارية‬ ‫في سوق العبيد ‪..‬وحاشاها من هذه‬ ‫المكانة التي التليق بها ‪..‬‬

‫واسوأ مافي االمر ‪..‬‬ ‫ان تقبل به المراة ( االولى او الثانية‬ ‫او كلتاهما ) بوصفهما جزءا من صفقة‬ ‫الماليين فحسب ‪..‬‬

‫كان بامكانكم منح هذه الماليين التافهة‬ ‫بالقياس لسرقاتكم المليارية ‪..‬هدية من‬ ‫دون مقابل ومن دون تمييز لكل رجل‬ ‫وامراة بحاجة اليها عازبين او‬ ‫متزوجين ‪..‬يفعالن بها مايشاءان‬ ‫‪..‬ليصبرا على العيش في وطن تحت‬ ‫قرفكم ومخازيكم ‪..‬ومن دون شرطكم‬ ‫السخيف ‪ ..‬الذي يشبه الرجل االشعث‬ ‫االغبر ‪..‬‬

‫بدون اعتبار للمشاعر والخصوصية‬ ‫والقيمة االنسانية ‪..‬لهذا الكائن العظيم‬ ‫الذي يتصور المجتمع الذكوري تحت‬ ‫ضغط ثقافة الفحولة انه رهين صفقاته‬ ‫ورغباته وقرارته واختياراته وبنوكه‬ ‫‪ ..‬الغيا الوجود الروحي والنفسي‬ ‫والفكري واالجتماعي للمرأة ‪ ..‬وكاننا‬

‫‪28‬‬


‫‪183‬‬

‫كما هو معلوم أن اغلب المشاجرات‬ ‫تبدأ بالكالم ‪ ،‬وقديما قال العرب ‪:‬‬ ‫الحرب اولها كالم ‪...‬‬ ‫وفي العادة تتضمن المرحلة الكالمية‬ ‫وشتائم‬ ‫من المشاجرة تهديدات‬ ‫َ‬ ‫وعبارات أخرى تدخل ضمن منظومة‬ ‫المصطلحات المخلة بالحياء ‪...‬‬

‫د‪.‬حسام الطحان‬ ‫‪29‬‬

‫ومن العبارات التهديدية التي‬ ‫يستخدمها العراقيون عبارة ‪ :‬دير بالك‬ ‫على نفسك يا ولد ‪ ،‬ال تلعب بالنار ‪،‬‬ ‫اعرف حدودك ‪ ،‬لكن أخطر هذه‬ ‫العبارات هي عبارة ‪ :‬عتلعب بعداد‬ ‫عمرك ‪ ،‬إذ تتضمن هذه العبارة تهديدا‬ ‫ضمنيا بالقتل ‪ ،‬ومن حسن حظي اني‬ ‫حضرت مشاجرة ذات مرة بين‬ ‫شخصين ‪ ،‬وأطلق أحدهما هذه العبارة‬ ‫قبل الشروع بمرحلة اإلشتباك المباشر‬ ‫‪ ،‬واتذكر انه قالها لخصمه بثقة عالية‬ ‫بالنفس ‪ ،‬حتى اني توقعت انه لن يترك‬ ‫خصمه إال جثةً هامدة ‪ ،‬لكن الذي‬ ‫حصل ان خصمه كان يجيد بعض‬ ‫فنون القتال األعزل ‪ ،‬فتالعب بعداد‬ ‫عينه وأنفه وفمه وصبغ وجهه باللون‬ ‫االحمر ولم يتدخل الحاضرون إال بعد‬ ‫أن تحول إلى خردة ‪ ،‬إذ اضطروا إلى‬ ‫إنقاذه وسحبه من أرض المعركة وهو‬ ‫يبحث عن عدا ٍد يلملم به ما تبقى من‬ ‫كرامته المهدورة ‪....‬‬


‫‪183‬‬

‫سآتيك‬ ‫ِ‬ ‫ماجد حامد الحس‬

‫شعر‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫سآتيك‬ ‫ِ‬

‫الف قصيدة‬ ‫وفي صدري ُ‬ ‫تتلوى على شرفات‬ ‫الحلم‬ ‫حس‬ ‫أ ُ ُّ‬ ‫أن ي َد ِك‬ ‫حينَ تضعينها على قلبي‬ ‫عطر‬ ‫شالل‬ ‫ٍ‬ ‫أنا لن اتوب‬ ‫سآتيك‬ ‫ِ‬ ‫اتجاوز ابعاد الكون‬ ‫لك‬ ‫أرسم ِ‬ ‫تفاحةً حمراء‬ ‫لشفتيك‬ ‫تهمس‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫باشعار الفارس الصب‬ ‫أشعاري‬ ‫تحرق احداق الباكرات‬ ‫ويذوب الشم ُع‬

‫‪30‬‬


‫‪183‬‬

‫مع الخطوات‬ ‫سآتيك‬ ‫ِ‬ ‫للقمر‬ ‫أنا اغني‬ ‫ِ‬ ‫الغافي على الشرفات‬ ‫خطين من العيون‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫اغني‬ ‫ساغتال الخمر‬ ‫بوجودك‬ ‫ِ‬ ‫وعفوك‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫قديسة ان ِ‬ ‫وانا مرهون بوجود‬ ‫العشق‬ ‫مع الحق‬ ‫تعالي‬ ‫تعالي‬ ‫نبارك االرض‬ ‫نلملم الضوء عن الظل‬ ‫ونجفف االنفاس‬ ‫مشاتل للعراة‬ ‫فقط قولي‬ ‫المجد للحب‬

‫‪31‬‬


‫‪183‬‬

‫سامية البحري‬ ‫مذ أعلنوا موتي‬

‫فأنا أمشي على حافة‬ ‫السكين‬

‫واكفر باألطباء‪. .‬‬

‫أضع كل عتادي‬ ‫الحربي‬

‫بوجه مكشوف‬

‫ومزق كل الضمائد‪..‬‬

‫أحفر في عيونكم قبري‬

‫ففي زمننا هذا ‪.....‬‬

‫القرطاس‬

‫حتى إذا قطعتم‬ ‫األهداب‬

‫علينا أن نغير مجرى‬ ‫الدماء‪..‬‬

‫الروح األبي‪..‬‬

‫هطلت روحا مريدا‬

‫مذ أعلنوا موتي‪..‬‬

‫على قارعة الجرح‬

‫إني أحفر في الروح‬ ‫قبري‬

‫حط طائر الفينيق‪..‬‬

‫ها أنا‪...‬‬

‫القلم‬

‫أيها المراؤون! !!!‬ ‫أما علمتم ‪...‬؟؟‬ ‫أن حقل جرحي‬ ‫خصيب‬ ‫هذه سنوات عجاف‪..‬‬ ‫غوصوا في الجرح‬ ‫واقطعوا قصب السكر‬

‫وأبشر بعودتي‪. .‬‬ ‫طائرا‪.. .‬‬ ‫ينتفض على مقربة من‬ ‫الجرح‬ ‫أيا ‪...‬أنا‪!!...‬‬ ‫وانت تتألم‬ ‫هناك على مقربة من‬ ‫جرحك‬

‫‪32‬‬

‫دع الجرح ينزف‪..‬‬

‫على ضفة الروح‪...‬‬ ‫ها‪..‬أنا‪...‬‬ ‫أحفر قبري في منطقة‬ ‫خضراء‬ ‫معلقة بين زمانين‪. .‬‬ ‫وأبشر بعودتي‪...‬‬


‫‪183‬‬

‫سامي الطائي‬ ‫هكذا نحن نحيى‬ ‫على عشبة‪..‬‬ ‫من على ضفة الموت‬ ‫العتيد‬ ‫وحديث الموت‬ ‫كالعيد‬ ‫ياتينا جديد‬ ‫يوم اللقا مع هللا‬ ‫يوم سعيد‬ ‫نوغل في غمرات الحياة‬ ‫حين يقترب األجل‬ ‫باالمس كنا صغار‬ ‫كان معلمنا‬ ‫يعلمنا نشيد‬ ‫هللا يبدئ ويعيد‬ ‫الرب أقرب إلينا‬ ‫من حبل الوريد ‪..‬‬ ‫سيغادرنا جميع المقربين‬ ‫وهللا سيبقى لنا هو الوحيد‪..‬‬

‫‪33‬‬


‫‪183‬‬

‫اسماعيل خوشناو‬ ‫سأ َ ْخت َ ِر ُق‬ ‫َ‬ ‫ُحدُو َد ْاألَرض‬ ‫ماء‬ ‫َوأَت َّ ِخذُ ِمنَ ال َّ‬ ‫س ِ‬ ‫َم َالذا ً أَمينا‬ ‫وفي خ َْلفي‬ ‫ت ُ‬ ‫ار ْ‬ ‫ش ُموعٌ‬ ‫قَد ث َ َ‬ ‫وتَست َ ِعّ ُد ِللتّضحي ِة‬ ‫ُك ُّل زَ ْه َرةٍ‬ ‫اء ْال َمدينة‬ ‫ِم ْن أَر َج ِ‬ ‫ْاألَيَّا ُم في َو ْجهي كا ِل َحةٌ‬ ‫ناص‬ ‫ال َم َ‬ ‫رض‬ ‫فَال بُ َّد أ َ ْن ت َ ْختِ َم األ َ َ‬ ‫َخ َ‬ ‫سفينَة‬ ‫طواتُ ال َّ‬ ‫نِي ٌ‬ ‫ف‬ ‫َار ِ‬ ‫َّات على َمش ِ‬ ‫ْال ِوال َدة‬

‫ش ُم ِن َع َّ‬ ‫الزا ُد ِم ْنهُ‬ ‫ْالعُ ُّ‬ ‫ت‬ ‫وأَصبَ َح لَ َدى ال َعفَاري ِ‬ ‫س ِجينَا ً و َرهينا‬ ‫َ‬ ‫سي ُْر‬ ‫ال َّ‬ ‫َعقَ َد َم َع ْال ُم َجازَ فَ ِة َع ْه َدا ً‬ ‫فَ َما َعا َد على ْال َخشَب ِة‬ ‫َو ْق ٌ‬ ‫ت‬ ‫ص َورا ً‬ ‫ض ُ‬ ‫عر َ‬ ‫كي يَ ِ‬ ‫صينَةً و َجميلَة‬ ‫َر ِ‬ ‫ت‬ ‫عا َ‬ ‫شرتُ ْال َك ِلما ِ‬ ‫ُد ُهورا ً‬ ‫َو ِسنِينَا‬ ‫ع ْد ِل ْل َحا ِقدينَ‬ ‫فَلَ ْم أ َ ُ‬ ‫صيْدا ً ث َ ِمينَا‬ ‫َ‬ ‫سأ َ ْبقَى َعلَى َع ْهدِي‬ ‫َ‬

‫‪34‬‬

‫س ُر ُك َّل قَ ْي ٍد‬ ‫َوأ ُ َك ِ ّ‬ ‫سي ِْر‬ ‫يَ ْمنَعُنِي ِمنَ ال َّ‬ ‫ق نَ َ‬ ‫ت‬ ‫ظ َرا ِ‬ ‫ِم ْن لَ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ي‬ ‫َع ْينَ ّ‬ ‫ص ِل‬ ‫ِمنَ ْال َو ْ‬ ‫ِل َم ْن َ‬ ‫ار لها قَ ْل ِبي‬ ‫ط َ‬ ‫َحتَّى لَ ْو َ‬ ‫ي ْاأل َ ْم ُر‬ ‫طا َل بِ َ‬ ‫أ َ َم َدا ً َ‬ ‫طويال‬ ‫أَنَا ْاآلنَ‬ ‫في ت َ َح ٍ ّد‬ ‫َحياة ٌ َكري َمةٌ‬ ‫ضيَّة‬ ‫أ َ ْو أَنَا َل ِميتَةً َر ِ‬ ‫الرأْ ِس‬ ‫َوأ َ ْبقَى َرا ِف َع َّ‬ ‫َوبٌ َ‬ ‫يرا‬ ‫طالً أ َ ِم َ‬


‫‪183‬‬

‫رزاق مسلم الدجيلي‬ ‫مشتاق عندما‪ ،‬تاخذني‬ ‫اليك‪...‬‬

‫ألنني اعشقك من‬ ‫الوريد إلى الوريد‬

‫وذكريات السنين‪،‬‬ ‫ودقائق االيام‪،‬‬

‫ألسكن في حدقاتك‪..‬‬

‫ياسكون الليل‪،.‬‬ ‫وصخب النهار‬

‫اعشقك دائما‪....‬‬

‫مشتاق حين تضمني‬ ‫يوما‪..‬‬ ‫كل شيء يذكرني بك‬ ‫ألنني احبك‪..‬‬ ‫احب ابتسامتك‪..‬‬ ‫ايها االلق الكبير‬ ‫والحنان الكبير‪،..‬‬ ‫ايها الموشوم فوق‬ ‫جلودنا‪..‬‬ ‫زمنا الينسى‪..‬‬ ‫واحالما التفارقنا‬

‫وهدهدات االم‬ ‫لوليدها‪،..‬‬ ‫وعودة ابي بعد يوم‬ ‫شاق‪..‬‬

‫الني احب نوارسك‬ ‫الجميلة‪..‬‬ ‫التي تتراقص فوق‬ ‫مائك الفيروزي‬

‫كتبتك منذ الطفولة‪..‬‬

‫احبك دائما حين‬ ‫تذكرني بك‪..‬‬

‫في سبورة المدرسة‪..‬‬

‫وشوشات العاشقين‪،..‬‬

‫ودفاتري التي أحملها‪..‬‬

‫وخطوات األحبة‬ ‫واالصدقاء‪..‬‬

‫و قصائدنا المحمولة‬ ‫بالشجن‪،..‬‬ ‫وواجباتنا اليومية‪..‬‬

‫وضحكات تجمعنا‪..‬‬

‫نعم احبك دائما ايها‬ ‫الشجي الحزين‬

‫ربما نكون احباب‪...‬‬

‫ايها المتخم باأللم‪..‬‬

‫وذكرياتنا االبدية‬ ‫وهي تطالعنا رغم‬ ‫األلم والبعد‬ ‫مع كل الصباحات‬ ‫العاطر‪،..‬‬ ‫والندية‬

‫‪35‬‬


‫‪183‬‬

‫صورية حمدوش ‪ /‬الجزائر‬ ‫التي تقتات عليها‬

‫عشق إالهي‬

‫فهي فيها تحيا‬

‫جبلت عليه‬

‫وبجبتهم ترقص‬

‫ترتاد حاناته‬

‫في كل الدروب‬

‫معك كل ليلة‬

‫كل ليلة تمطرك‬

‫وكل حين‬

‫في السر كما العلن‬

‫يطفو إلى سطح الواقع‬

‫ياشهريار الروح‬

‫توزعه حريرا ومراهم‬

‫فشهد الحكايا‬

‫يشفى كل محدثها‬

‫تغزله لك من أنفاسها‬

‫ويدخل فلك دينها‬

‫لترقى سدرة روحك‬

‫طواعية ويثمل‬

‫الروح تطلبك‬

‫فتغسلها من جحيم‬

‫حد النشوى‬

‫سكيرة في عشقك‬

‫واقع يكيد لها‬

‫من الكأس األولى‬

‫ترتاد حانات الهوى‬

‫وتكيده بحبك‬

‫ويأبى الفكاك‬

‫تأتيك ثملة‬

‫لتبلغ درجات‬

‫من سحر روحها‬

‫تحنو على روحك‬

‫سلم حلم مسجى‬

‫يادرويشا رمها بسهم‬

‫تردد لك حكايا‬ ‫الدراويش‬

‫من تسابيح‬

‫وكتبها معلقة على‬ ‫أستار روحه‬

‫في أسحار‬

‫‪36‬‬


‫‪183‬‬

‫سعاد السبع ‪ /‬المغرب‬ ‫هو ذا أنين الحرف و‬ ‫عزفه يهز‬

‫أدركت أن كل شيء‬ ‫إلى‬

‫فكان ميالد سيمفونية‬ ‫ضجيج‬

‫األوتار‬

‫زوال‪..‬‬

‫ثار في صورة سراب‬

‫من يدري‬

‫وحدك أيها الحرف‬

‫عساه يحكي قصصا‬

‫شاهد وشهيد‬

‫تاركا وراءه أنين‬ ‫صبية‬

‫ويغازل الجرح‬

‫والباقي نثار وغبار‬

‫وما بال األوصال؟‬

‫وحده البياض يسكن‬ ‫العيون‬

‫تحن لروح مرت من‬ ‫هنا‬

‫أتفرس الواقع ينزاح‬ ‫عن السياق‬ ‫دعوا األيام العجاف‬ ‫تخطه ما دام التاريخ‬ ‫خرجت من قمقمه‬ ‫األساطير‬ ‫فما بال عرش بلقيس‬ ‫وإيوان كسرى‬ ‫ال يسمعان وكأن في‬ ‫آذانهما‬ ‫وقرا؟‬

‫والسواد يختلس‬ ‫الخطى في بهاء‬ ‫ال تسالوا بربكم كيف‬

‫أكيد كم كانت تداعب‬ ‫أوتار‬ ‫الفؤاد وتراقص شعلة‬ ‫ستبقى تروي صهوة‬

‫توارت االبتسامة حيث‬

‫الجنون‬

‫أقام القهر فمن ترى‬ ‫منا‬

‫ما هم إن راقصت‬ ‫عنوة‬

‫المالذ‪..‬؟‬

‫إيقاعات السيوف‬ ‫ففي بريقها يولد نشيد‬

‫تحول العالم إلى كومة‬ ‫بارود‬

‫الشجون‬

‫فانفجرت منه الحرائق‬

‫والجفون‬

‫‪37‬‬


‫‪183‬‬

‫نجيب بقيقة ‪ /‬تونس‬ ‫من أعماق جروحي‬

‫شره الدفين‬ ‫متأبطا ّ‬

‫على وخزات النسيان‬

‫ينثره بين الضلوع‬

‫تتهاوى حقيبة‬ ‫الذكريات‬

‫فتنبت شكوى الفؤاد‬ ‫بعروق ال تستكين‬

‫ينخرها سوس الفراق‬

‫تستسقي المآقي‬

‫فتتآكل الحكايات‬ ‫القديمة‬

‫فتنزف دموعا‬

‫و هي تصارع ياطر‬ ‫الغياب‬

‫في مجرى الوتين‬ ‫إاله العشق‬ ‫أعلن توبتي‬

‫بين م ّد األيام و زجر‬ ‫السنين‬

‫في محراب النسيان‬

‫في غربة اإلعصار‬

‫تبتهل دمعتي‬

‫يمتص الحنين أمواجا‬

‫عسى رحمه الزمان‬

‫تجرفه إلى باحة األنين‬

‫ي‬ ‫تقتل ف ّ‬ ‫كل ذرة وجدان‬

‫فينتصب األلم‬

‫‪38‬‬


‫‪183‬‬

‫عادل الدبابي‬ ‫لو انك تنظرين في‬ ‫مرآتك يوما‬ ‫لو انك تنظرين في‬ ‫عينيك‬ ‫لن تعرف نفسك‪...‬‬ ‫أصبحت غريبة عنها‬ ‫انت تتألمين من‬ ‫الداخل‬

‫وما اهديتك من عطر‬

‫لن أغادر‪...‬‬

‫و منديلي‪...‬‬

‫لست من آلمك ظلما‬

‫إبكي‪ ...‬أصرخي‪...‬‬

‫ت‬ ‫بل أنت من وخز ِ‬ ‫قلبي بالنزف‬

‫حطمي الذكريات‬ ‫لن أغادر‪...‬‬ ‫تمددي على أرض‬ ‫كلماتي‬ ‫أضربي نفسك ندما‬

‫فتعالى صراخ‬ ‫حروفي تحت قلمي‬ ‫متى تدركين أنني‬ ‫بريئ منك‬

‫انا هناك‪ ...‬أسبح في‬ ‫داخلك‬

‫توجعي‪ ...‬تمزقي‪...‬‬

‫ومن دمعك هذا؟‬

‫احمل سكين حادّا‬

‫لن أغادر‪...‬‬

‫جعلت لك القلب وطنا‬

‫إبكي‪ ،‬أصرخي‬

‫حتى و إن تمزقت‬

‫ومن خان الوطن‬

‫مزقي أحشاء‬ ‫القصيدة‪...‬‬

‫كل قصائدي‪...‬‬

‫عليه أن يعدم في‬ ‫كتاباتي‪.‬‬

‫بعثري الورود‬

‫و رميت رضابها‬ ‫على شفتيك‬

‫‪39‬‬


‫‪183‬‬

‫جميلة فالح‬ ‫وهللا يا فارس لوفى‬ ‫واحيوني عالش تقتلوني‬ ‫والطفلة عالش خايفة‬ ‫عينيك توتات في جبالي‬ ‫في رؤوس لجنان ينبتو‬ ‫واللي ما لحقش الزينة‬ ‫يغدى حواس خيرلو‬ ‫يقعد في ساحة لمدينة‬

‫ولدك شاوي بات ساري‬

‫وال البارود ياكلو‬

‫في لوراس حاكم الصرى‬

‫وهللا يافارس لوفى‬

‫الهو حواس يحوس‬ ‫الهو راعي بالعصا‬ ‫سوجي يا الزينة الطويلة‬ ‫سوجي على حومة لعشى‬ ‫حطي الكسكاس ونادي لو‬ ‫خلي الغفالن ال كلى‬ ‫ياكل درياس لمنور‬ ‫وال حشاوش من لخلى‬

‫‪40‬‬


‫‪183‬‬

‫هدى مصلح النواجحة‬ ‫ْ‬ ‫ِالطويل‬ ‫ما بينَ خد ِالليل ِوالدرب‬ ‫الحرير‬ ‫َو ْر ٌد تدلى مثلما شا ِل‬ ‫ْ‬ ‫يا غرسة َ الريحان ِ​ِز ْي َد بِ ُح ْسنِها‬ ‫الوثير‬ ‫ي ِ كم يغلو‬ ‫ْ‬ ‫يا قاطنينَ الح ّ‬ ‫نح ِك يا بيروتُ أودعنا‬ ‫ما بين ُج ِ‬ ‫ْ‬ ‫الغدير‬ ‫تبر على جنب ِ‬ ‫ْ‬ ‫كوخين ِمن ٍ‬ ‫ِكرها‬ ‫شاماتُ عز ٍ كم توارد ذ ُ‬

‫هم طر ُح صبر ٍ بعدما جاسوا الربا‬

‫ُالخير الوفير‬ ‫أه ُل النضال ِ وقامة‬ ‫ِ‬

‫الكسير‬ ‫التهجير كالطير ِ‬ ‫َو َعالهم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫أهلي وحطوا في اللجوء قوائما ً‬

‫فاستوطنوا لبنانَ نالوا أمنهم‬

‫صبرا وشاتيال كما القمر المنير‬

‫أرض الجوار ِوملجأ االبنَ الصغير‬ ‫ُ‬

‫‪41‬‬


‫‪183‬‬

‫يرجونَ يوما ً تنطلق أقدا ُمهم‬ ‫ْ‬ ‫القت من األبطال وثبة َصامد ٍ‬

‫نعم المصير‬ ‫نحو البالد ِ بعودة ٍ َ‬

‫أمر عسير‬ ‫لم يحرزوا نصرا ً فذا ٌ‬ ‫البشر‬ ‫طالت بنا األيام ُ يا ك َّل‬ ‫ْ‬ ‫هذا فدائي القدس يشفي ِغلة ً‬

‫أمر عسير‬ ‫والسير للقدس ِغدا ٌ‬

‫من جيش ِشارونَ الذي فقد الضمير‬ ‫نبغي حياة َالضيف يرجو راحة ً‬ ‫لكن كل الكون يدع ُم باغيا ً‬ ‫َّ‬

‫لن نقب َل التوطينَ أو عيشا ً حقير‬

‫نضير‬ ‫حتى يبدد حلم نصر ٍال‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ضاقت ُخلدهم‬ ‫لكن أه َل األرض ِ‬ ‫شارون عاد بوكسة ٍ في نزقة ٍ‬

‫جرب البعير‬ ‫حتى غدونا مثلما‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫نصير‬ ‫لبنان لم تُهز ْم ولكن ال‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫لبنان صارت مث ُل شاش ٍ أخرق ٍ‬ ‫كانت رجال ُ الفتح أطو َل ساعدا ً‬

‫الشعير‬ ‫حب‬ ‫فيها الفصائل مثلما ُ‬ ‫ْ‬

‫ٍحسير‬ ‫في رد كيد الظلم في يوم‬ ‫ْ‬ ‫عشرون لون ٍمسل ٌم وكتائب ٌ‬ ‫ولظى‬ ‫حميم نار ٍ‬ ‫تسقي الطغاة‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ظهير‬ ‫يا خيبة َ العُرب ِفُرادى ال‬ ‫ْ‬

‫أمير‬ ‫ي كله ُم ْ‬ ‫درز ُّ‬ ‫ي أو جبل ُّ‬ ‫نحن الثغا ُء وما لنا من سي ٍد‬

‫الحصار وأرهقت أعرابُنا‬ ‫طال‬ ‫ُ‬

‫مستطير‬ ‫شر‬ ‫ْ‬ ‫هذا المخي ُم فيه ٌ‬

‫مجير‬ ‫حراك وال‬ ‫بالصوت كانوا ال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تطلب قهرنا‬ ‫ش البغي‬ ‫ُ‬ ‫جاءت جيو ُ‬ ‫خبر الصمود ِلشعبنا‬ ‫واستيأسوا َ‬

‫جاست ثرى لبنانَ أعياها المسير‬

‫‪42‬‬


‫‪183‬‬

‫ُ‬ ‫السعير‬ ‫ليوث النصر في يوم‬ ‫من هم‬ ‫ْ‬

‫صبرا وشاتيال حصا ٌد أسو ٌد‬ ‫قمطرير‬ ‫للغدر في يوم ٍ عبوس ٍ‬ ‫ْ‬

‫شارون يسعى للعروبة ِ أقبلي ! !‬ ‫شجب على األوراق حكا ُم العربْ‬ ‫ٌ‬

‫السالم وحطمي أس َد النفير‬ ‫شيدي‬ ‫َ‬

‫نفور‬ ‫من يردع الباغي ولجوا في‬ ‫ْ‬ ‫السالم إذا تفرق جمعُهم‬ ‫إن‬ ‫َ‬ ‫في كل أرض ِالعُرب أشتاتا ً‬ ‫تمور‬ ‫ْ‬

‫مات المخي ُم ُزلزلت أركانُه‬ ‫َ‬ ‫ٌوزهور‬ ‫صبرا وشاتيال دموع‬ ‫ْ‬

‫ع أ ْس َدها‬ ‫صبرا وشاتيال تود ُ‬ ‫لف من ال َّ‬ ‫ب ويهو ْد‬ ‫شر كتائ ُ‬ ‫ِح ٌ‬

‫من فارقوها في حمى الرب الكبير‬

‫الحضور‬ ‫مرأى‬ ‫أودوا بأهلينا على‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يوم الخميس تسللت جن ُد الخن ْى‬ ‫للموت ال تبقي كبيرا ً أو صغير‬

‫ضيفوا إلى اإلجرام جرما ً آخرا ً‬ ‫الفجور‬ ‫يا أمة التطبيع ِيا أه َل‬ ‫ْ‬

‫‪43‬‬


‫‪183‬‬

‫حيزية خليل‬ ‫عانقت مرآتي المغمورة‬ ‫علها تطلعني حالي ‪..‬‬ ‫إبتسمت وأننت‬ ‫وقالت كالتالي ؛‬ ‫آنستي ‪ ،‬سيدتي ‪،‬‬ ‫صديقتي ‪ ،‬رفيقتي ‪..‬‬

‫وشغفي وكلي ‪..‬‬

‫أيا كان وصلك ‪،‬‬

‫أنت ملجئي وحلمي‬

‫فأنت ملهمتي وقدوتي ‪..‬‬

‫ووهجي وطريقك مكلل ‪..‬‬

‫فبحت لها بأني شاحبة‬

‫بالورد والريحان والزهري‬

‫الوجه والكلم والفم ‪..‬‬

‫ألست أنت سرمدية‬

‫فردت ‪ :‬أنت نبراسي‬

‫الياقوت والدرر ؟ ‪..‬‬ ‫ونبضك يشع‬ ‫باإليمان والبشر ! ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬والرب الحنان‬ ‫ما أنا إال أنت في يد‬ ‫الرحمن الهنان والملتئم ‪..‬‬

‫‪44‬‬


‫‪183‬‬

‫مونية لخذاري‬ ‫أترقب خطواتك‬

‫من رأس ريشة‬

‫وأي شيء‬

‫ال شيء يوحي بزخات‬ ‫أنفاسك‬

‫لون يمتص األلوان!‬

‫بدون سالح‬

‫‪/‬‬

‫يبني تحت التراب بيتا‬

‫لن تمطر‪..‬‬

‫رغم الحب‬

‫رغم الغيوم السوداء‬

‫الشوق‬

‫ضباب آخر‬

‫الرغبة‬

‫يجمع نفسه لتتالشى‬ ‫أنت‬

‫التحدي‬

‫حتى غيوم الشوق‬ ‫داخلي‬ ‫سوداء ولم تمطر‬ ‫هي عتمة الغياب‬ ‫ومسافة باردة‬

‫تكفي ابتسامة باردة‬

‫ليلة أخرى لم تنته من‬ ‫الشتاء‬

‫مساحة أخرى من‬ ‫الغياب‬

‫رغم لقاءات االعين‪.‬‬

‫لقتل قدومك‬

‫‪/‬‬

‫حضورك‬

‫احتضار آخر‬

‫وجودك‬

‫يرتشف األنين ماء‬

‫مع اللقاء‪..‬في اللقاء‪.‬‬

‫يعلق على جدران‬ ‫المدائن‬

‫بعاصفة هائجة‬

‫‪/‬‬

‫يرمي على الشواطئ‬

‫ال شيء يسمم الذاكرة‬

‫أسماكا ً بدون صنارة‬

‫يحرق من الروح لمسة‬ ‫عطر‬

‫ويدا صائدة !‬

‫سقوطا ً بدون معركة‬ ‫وربما استسالم‬

‫لتخمد نارا ً ملتهبة!‬ ‫‪/‬‬ ‫جلوس آخر‬ ‫ترقب لتبعثر يجمع‬ ‫األنا‬

‫هروب أكيد‬

‫‪45‬‬


‫‪183‬‬

‫د‪ .‬أمل درويش‬ ‫ أنا اسمي جميلة‪..‬‬‫ي من أعلى نظارتك لتتا ٔكد من االسم؛ نعم‬ ‫أراك تبتسم وتتوقف عن القراءة لتنظر إل ّ‬ ‫أعترف أن هذا ليس اسمي‪ ،‬ولكنني من اليوم اعتبرته اسمي ولن أنادي نفسي في‬ ‫المرآة بغيره‪..‬‬ ‫أنهيتُ عشرين خريفًا‪ ،‬في صراع ونزاع بيني وبين الحياة‪..‬‬ ‫ذنب في كل هذه النظرات التي ترمقني من كل الشقراوات الالتي يقابلنني‬ ‫ليس لي ٌ‬ ‫في أي مكان‪ ،‬ويتندرن ببشرتي السمراء‪ ،‬أوترى إحداهن خصالت شعري‬ ‫الرووس الدبوسية المنتشرة من تحت‬ ‫المتشابكة الهاربة من مقدمة حجابي‪ ،‬أو تلك ٔ‬ ‫الحجاب الٔبدو كالقنفذ المنبوذ بين مجموعة القطط الشيرازية التي اجتمعت للتو‬ ‫الختيار ملكة جمالهن‪..‬‬ ‫ ما رأيك أن تخلعي هذه القطعة من القماش‪ ،‬وتذهبي لمصفف الشعر وخبير‬‫التجميل فتحظيّن ببعض التعديالت لمظهرك؟‬ ‫تمطرني كلماتهم واقتراحاتهم بوابل من الجمر يخترق روحي المهترئة فيزيدها‬ ‫ألما‪..‬‬ ‫هوالء المتا ٔنقات تفترسني نظرات الملتزمات‪ ،‬الالتي ارتدين‬ ‫وبعد هروبي من ٔ‬ ‫الحجاب دون تفريط أو إفراط‪ ،‬فينظرن لي بنظرة ازدراء أو في أحسن االٔحوال‬ ‫نظرة شفقة على حجابي الهزيل الذي ال يخفي من التفاصيل وال يحمي من متطفلي‬ ‫النظرات‪ ،‬فتبادرني إحداهن باقتراح‪:‬‬ ‫ويخفيك عن األنظار‪..‬‬ ‫ الحل أن تتخفي خلف نقاب‪ ،‬يستر عوراتك‬‫ِ‬

‫‪46‬‬


‫‪183‬‬

‫ي طوال اليوم من تراكمات؛‬ ‫أعود كل يوم من جامعتي الٔشكو لمرآتي ما انهال عل ّ‬ ‫جبال من السخرية وتالل من التعليقات‪..‬‬ ‫عيناك الغا ٔيرتان‪،‬‬ ‫ي بركان‪ ،‬ثغرك الغارق في وج ٍه بال عنوان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ أنفك الكبير كفوهت ّ‬‫بشرتك الفاحمة‪ ،‬وقامتك المتقزمة‪...‬‬ ‫ كفى! كفى!!!‬‫كرهتُ مرآتي وصارت هي ا ٔ‬ ‫الخرى مصدر تعاستي‪ ،‬وها أنا لم يعد لي رفيقة‬ ‫سواها‪..‬‬ ‫أرى فيها نظرات عيونهم‪ ،‬وهمس شفاههم‪ ،‬أراهم يقفون ويتغامزون وكا ٔنهم ال‬ ‫يفهمون أنني أدري‪..‬‬ ‫ س ٔيمتُ أصوات همسكم من خلفي‪ ،‬وكرهت ابتساماتكم الباردة‪..‬‬‫كرهتُ وجهي الملطخ باالٔلوان كي تعجبكم‪ ،‬ومن اليوم ال ألوان‪ ،‬ولن أتخفى من‬ ‫أمام أعينكم‪..‬‬ ‫من اليوم أنا جميلة‪ ..‬هكذا أخبر بها نفسي‪ ،‬وأقولها لمن حولي‪..‬‬ ‫لن ألجا ٔ لطبيب ليرسم لي عينًا أو يضخ دهنا ً في شفاهي كي تعجبكم‪..‬‬ ‫سا كي يسركم‪..‬‬ ‫لن ألجا ٔ لمصفف يُم ِ ّ‬ ‫سد شعري عدة شهور يبدو فيها أمل ً‬ ‫ي وجفناي كي تبهركم‪..‬‬ ‫لن أرسم لوحة على وجنت ّ‬ ‫ولن أرتدي الممزق والضيق كي يدهشكم‪..‬‬ ‫أنا ا ٓ‬ ‫الن جميلة‪ ،‬بما وهبني هللا من جمال بداخل روحي المسالمة‪ ،‬لي وحدي وليس‬ ‫لكم‪..‬‬ ‫وأمام مرآتي أقف كل يوم فخورة بكوني أنا‪ ،‬وال أحد غيري‪..‬‬

‫‪47‬‬


‫‪183‬‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫زهرة محمد‬

‫‪48‬‬


‫‪183‬‬

‫أزياء‬ ‫‪49‬‬


183

50


‫حوار‬

‫‪183‬‬

‫اعداد‬ ‫أبو الحسن الجمال‬

‫المطرب الشاب‬ ‫محمد العاليلي‬ ‫الدراسة تُــثـقـل الموهبة‬ ‫‪ 51‬عن حبي وعشقي‬ ‫ال‬ ‫فض ً‬


‫‪183‬‬

‫المطرب الشاب محمد العاليلي‪ ،‬مطرب سكندري شاب‪ ،‬له مستقبل واعد‪ ،‬فهو‬ ‫موهوب في المقام األول‪ ،‬وقد غنى في العديد من الحفالت في مسقط رأسه‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬ثم في حفالت في مدن عديدة بمصر‪ ،‬وغنى أغنيات لكبار المطربين‬ ‫من أمثال‪ :‬عبد الوهاب وعبد الحليم وأم كلثوم وأداها بإتقان‪ ،‬ثم أراد أن يصقل‬ ‫موهبته فالتحق بمعهد الموسيقى العربية‪ ،‬وفاق أقرانه ويحتفظ باألولية كل عام‬ ‫وبتقدير ممتاز‪ ،‬التقيته واتصلت به مرارا ً وراسلته‪ ،‬فكان نتيجة هذه المراسالت هذا‬ ‫الحوار‪:‬‬ ‫فقلت‪ :‬متى بدأت رحلتك مع عالم الغناء‪ ،‬ومن هم قدوتك؟!‬ ‫فقال‪ :‬بدأت رحلتي منذ الطفولة‪ ،‬وعشقت الغناء واإلنشاد والطرب‪ ،‬وكل األصوات‬ ‫وخاصةً صوت اآلذان والقرآن الكريم‪ .‬فأول ما علق بذهني موسيقار األجيال محمد‬ ‫عبد الوهاب عشقت موسيقاه وألحانه واألغنيات التي أداها بصوته في كل مراحل‪،‬‬ ‫أنه معين ال ينضب‪ ،‬ينهل منها كل عاشق للموسيقى والطرب ويستفاد منها‬ ‫الدارسون‪ ،‬كما أغرمت بالمطرب الكبير عبد الحليم حافظ وأغانيه العاطفية التي‬ ‫مازال الناس يطربون لسماعها‪ ،‬وأحببت أيضا كوكب الشرق أم كلثوم وفايزة ونجاة‬ ‫ووردة ومحرم فؤاد ومحمد رشدي ومن جيل الوسط هاني شاكر ومحمد ثروت‬ ‫وأسامة رؤوف ومدحت صالح ومحمد الحلو وعلي الحجار وعشقت موسيقى بليغ‬ ‫حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل ومحمد سلطان ‪...‬وغيرهم ‪....‬‬ ‫حدِّثنا عن حياتك ونشأتك؟!‬ ‫ نشأت في مدينة رأس البر ومدينة البرج بمحافظة دمياط‪ ،‬بالتحديد عند مصب‬‫النيل والتقائه بالبحر‪ ،‬البرزخ منطقة اللسان‪ ،‬وكانت لهذه المنطقة والبيئة المحيطة‬ ‫أثر كبير في حياتي‪ ،‬حيث الماء والهواء والنيل والبحر واألسماك ومراكب الصيد‪.‬‬ ‫مثلما فعل أسالفك حينما اشتهروا في اإلسكندرية‪ ،‬لماذا ال تركز نشاطك في‬ ‫القاهرة؟!‬ ‫ اإلسكندرية كانت وال زالت المدينة الساحرة والمحطة األهم في حياتي كلها‪ ،‬ففيها‬‫برزت موهبتي في الغناء‪ ،‬وبدأت دراستي في أكاديمية الفنون وكلية التربية‬ ‫النوعية‪ -‬قسم الموسيقى باإلسكندرية‪ ،‬ثم انتقالي والتحاقي بالمعهد العالي للموسيقى‬ ‫العربية حالياً‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫‪183‬‬

‫لماذا اتَّجهت إلى معهد الموسيقى بعد أن حققت قدرا ً من النجاح؟!‬ ‫ السبب أن الدراسة تُــثـقـل الموهبة‪ ،‬فضالً عن حبي وعشقي للعلم‪ ،‬ها أنا اآلن‬‫باحث ماجيستير في الموسيقى العربية‪ -‬تخصص غناء‪ ،‬وهذا سيعمل على تعزيز‬ ‫وجودي في الوسط الفني بشكل مهني أكثر‪ ،‬حيث أن الموهبة وحدها ال تكفي لتقديم‬ ‫فن طربي أصيل يُغذي الروح والعقول بالمعاني الجميلة السامية والقيم األخالقية‬ ‫التي افتقدناها في األغنية العربية منذ فترة‪ ،‬فأنا اخذت على عاتقي مهمة تقديم رسالة‬ ‫فنية سامية لألجيال المختلفة‪ ،‬وإحياء تراث الغناء العربي المفقود خصوصا ً عند‬ ‫الجيل الحالي من األطفال والشباب‪.‬‬ ‫ما هي مشروعاتك في المستقبل؟!‬ ‫ أن أكون لونا ً في الغناء ومطرب له رونق وطريق منفرد‪ ،‬يجمع ما بين القديم‬‫واألصيل والجديد الجميل‪ ،‬فأنا اهتم باألجيال القديمة والحالية من األطفال والشباب؛‬ ‫ألن الطرب العربي األصيل ليس له سن وال حدود وال مكان‪ ،‬والبد أن تكون لي‬ ‫أغاني خاصة بي‪ ،‬وبالفعل بدأت في ذلك‪ ،‬وستشهد الفترة المقبلة المزيد من األعمال‬ ‫الجديدة بإذن هللا‪.‬‬ ‫هل الجمهور يُقبل على األصالة والغناء الرصين في هذه األيام؟!‬ ‫ الجمهور يُقبل ولكن التوجيه والتركيز أكثر على غير ذلك‪ ،‬وهذا يسبب مزيد من‬‫الجهد والتعب للوصول للجمهور بفن راقي‪ ،‬ولكني مستمر في ذلك؛ إليماني بما‬ ‫افعله‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫‪183‬‬

‫أقالم شابة‬

‫سليل يوسف‬ ‫لقدضاع ألعمر وأنا أنتظرك أن تلبي ماأشعربة‬ ‫لقد ضاع دون أن أراك وأحدثك قليال وأخبرعيناك أنني مازلت‬ ‫أرى بهما ألحياة‬ ‫أين أنت أالن أين أنا من غزو ألضياع لي دونك ودون صوتك‬ ‫أين كتفك ألذي كنت أرمي ثقل ألهموم عليى وأين دقات قلبي‬ ‫ألتي فقدتهاأيضا منذ رحيلك اااه كم أشتاق لها كم كانت‬ ‫جميلة تلك ألنبضات كأنهاسينفونية بيتهوفن كأنهامقام‬ ‫موسيقى جميل يتغلغل أحشائي كلها‬ ‫لقدفقدتها كما فقدتك وأشتقت لها كما أشتقت لك ف قلبي‬ ‫لم أعد أشعربة إطالقا وروحي أصبحت كقطعة أسفنج مبللة‬ ‫على حافة ألطرقات فقليل ماأكتب و كثيرا ماأشعربة وأتألم‬

‫‪54‬‬


‫‪183‬‬

‫مسك الختام‬

‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ت ِمن قَ ْب ِل ِه‬ ‫َو َما ُم َح َّم ٌد ِإ َّال َر ُ‬ ‫ات أ َ ْو قُتِ َل انقَلَ ْبت ُ ْم َعلَ ٰى‬ ‫س ُل ۚ أَفَإِن َّم َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫أ َ ْعقَا ِب ُك ْم ۚ َو َمن َينقَ ِلبْ َعلَ ٰى َع ِق َب ْي ِه فَلَن‬ ‫َّللاُ ال َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫شا ِك ِرينَ‬ ‫يَ ُ‬ ‫سيَ ْج ِزي َّ‬ ‫ش ْيئًا ۗ َو َ‬ ‫ض َّر َّ َ‬ ‫(‪ )144‬آل عمران‬ ‫يامن أنقذت األمة من الضاللة إلى‬ ‫الهدى‪..‬ومن الظالم الى النور ‪..‬ومن‬ ‫الباطل إلى الحق ‪..‬ومن الظلم الى‬ ‫العدالة ‪.‬‬ ‫يارسول هللا ؛ لقد عادت األمة إلى‬ ‫الوثنية والظلم واإللحاد والقتل‬ ‫والجاهلية ‪ ،‬لقد ابتعدت عن القران‬ ‫وقيم السماء ‪ ،‬عادت األمة لعبادة المال‬ ‫واألهواء والرغبة في الفساد ‪ ،‬وامسى‬ ‫المؤمن غريبآ يقبض على دينه كما‬ ‫يقبض على الجمر في مجتمع وضع‬ ‫ساترا بينه وبين االسالم المحمدي ‪.‬‬ ‫يارسول هللا ؛ شوهت الكثير من القيم‬ ‫والشعائر على المنابر وفسرت حسب‬ ‫األهواء وماعادت األمة تتمسك بما‬ ‫اوصيت وبما فرض القرآن أصبح من‬ ‫الرجال من يتشبه بالنساء ومن النساء‬ ‫من يتشبهن بالرجال ‪ ،‬وكلما ذكرته في‬ ‫ما أوحى اليك قد تحقق في األمة ‪ ،‬في‬ ‫زمن تكالبت فيه األعداء علينا وعلى‬ ‫بلداننا ‪.‬‬

‫قاسم الغراوي‬

‫‪55‬‬


‫‪183‬‬

‫مؤتمنين على حياتهم خائفين اليملكون‬ ‫إال أن يقولوا حسبنا هللا ونعم الوكيل‪.‬‬

‫يارسول هللا ؛ اصبحنا نتشبه بعادات‬ ‫وتقاليد الغرب ونباهي بما اكتسبنا ولم‬ ‫تعد القيم واألخالق اإلسالمية حاكمة‬ ‫في حياتنا ‪ ،‬تتحكم فينا دول االفرنج‬ ‫والترك والعجم في إدارة بلداننا ‪ ،‬في‬ ‫بلداننا لم يعد الحاكم يخاف سخط هللا‬ ‫وعدم رضاه المهم أن يرضي العتاة‬ ‫من الفاسدين على حساب لقمة‬ ‫المعوزين والفقراء والمحتاجين‪.‬‬

‫في خضم ذلك الصراع والتراجع‬ ‫والخوف والضياع هناك ثلة مؤمنة‬ ‫صابرة عاملة مجاهدة في سبيل الحق‬ ‫ضد الباطل تضحي من اجل السالم‬ ‫واالسالم واإلنسان ‪،‬تسعى لمرضاة هللا‬ ‫وتؤمن بما أنزل في القران ‪ ،‬معها‬ ‫صوت وحرف وقلم وحق تصدح به‬ ‫وسط الضوضاء والضجيج والنار‬ ‫والحديد ‪ ،‬وسط الكثرة التي تمانع ‪،‬‬ ‫ووسط غالبية كانت شاذة فأصبحت‬ ‫قاعدة في المجتمع ورغم هذه القلة إال‬ ‫أنهم هم الفائزون النهم مع الحق‬ ‫والكثرة للحق كارهون وسيعلم الذين‬ ‫ظلموا أي منقلب سينقلبون ‪.‬‬ ‫ص َب َر أُولُو ْال َع ْز ِم ِمنَ‬ ‫فَا ْ‬ ‫ص ِب ْر َك َما َ‬ ‫س ِل َو َال ت َ ْست َ ْع ِج ْل لَ ُه ْم َكأَنَّ ُه ْم يَ ْو َم‬ ‫الر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫سا َعةً‬ ‫َي َر ْونَ َما يُو َعدُونَ لَ ْم َي ْل َبثُوا إِ َّال َ‬ ‫ار بَ َالغٌ فَ َه ْل يُ ْهلَكُ ِإ َّال ْالقَ ْو ُم‬ ‫ِم ْن نَ َه ٍ‬ ‫ْالفَا ِسقُونَ‬

‫يارسول هللا ؛ يحكمنا الفاسدين‬ ‫والسراق وينهب ثرواتنا حكام‬ ‫لصوص ويتنعمون بها في الوقت الذي‬ ‫يفترش فقراء األمة األرصفة للبحث‬ ‫عن لقمة العيش في الشوارع ‪،‬‬ ‫واصبحت الحياة التطاق والتبس علينا‬ ‫الحق والباطل ‪،‬فاصبح الحق باطال‬ ‫والباطل حقا وتهافت علية القوم‬ ‫وكبارهم وشيوخهم نحو المال‬ ‫والمضاربات والتفاوض على مصير‬ ‫اإلنسان ‪.‬‬ ‫يارسول هللا ؛ أصبحت حياة اإلنسان‬ ‫رخيصة وقتله ارخص ‪ ،‬والناس غير‬

‫‪56‬‬


183

57


‫‪183‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪183‬‬

‫‪58‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.