مجلة زهرة البارون العدد 190

‫‪190‬‬

‫رئيس التحرير البارون االخير محمود صالح الدين‬

‫اصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬ ‫قراءة‬

‫استنطاقية في‬

‫قصيدة‬

‫(ذات وضوء)‬

‫للشاعرة‬

‫احالم غانم‬

‫بقلم‬

‫د‪ .‬ناظم حمد‬

‫‪1‬‬ ‫السويداوي‬

190

2

‫‪190‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..............................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫جذور الصراع بين السليمانية و اربيل ‪ /‬د‪ .‬هادي حسن عليوي ‪7......‬‬ ‫حكاية هذا االسبوع ‪ /‬ابو عثمان السراج ‪22..............................‬‬

‫قراءة في قصيدة ذات الضوء (احالم غانم) ‪ /‬د‪ .‬ناظم السويداوي‪25...‬‬ ‫الحرباء ‪ /‬سامية البحري ‪29...............................................‬‬

‫راكان العالف ‪ /‬موفق الطائي ‪31..........................................‬‬ ‫أدب ساخر‬ ‫ال ادري ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪33......................................‬‬ ‫الجمعة عطلة ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪34......................................‬‬ ‫شعر‬

‫لمن اشكو ‪ /‬خضر عباد علي الجوعاني ‪35..............................‬‬ ‫كفاك يا حزن ‪ /‬نسرين سعود ‪36..........................................‬‬

‫نشيد الهوى ‪ /‬نجيب بقيقة ‪37.............................................‬‬ ‫يتهادى الليل ‪ /‬رتيبة لطرش ‪38...........................................‬‬ ‫ايها الحبيب ‪ /‬حسين كرار ‪40.............................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪190‬‬

‫متى فرحت ‪ /‬فاضل الركابي ‪41...........................................‬‬ ‫الصفر ‪ /‬فيصل االحمر ‪42.................................................‬‬ ‫وميض عينيك ‪ /‬صورية حمدوش ‪44....................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪45.......................................‬‬

‫أخبار ثقافية‬ ‫النشاط االسبوعي ‪ /‬ابو عثمان السراج ‪48.............................‬‬ ‫حوار‬ ‫حسين السياب ‪ /‬صورية حمدوش ‪51...................................‬‬ ‫اقالم شابة‬

‫راشد وامه الحكيمة ‪ /‬عبد الرؤوف توتى ‪89...........................‬‬ ‫مسك الختام‬

‫الفساد والفشل ‪ /‬قاسم الغراوي ‪61......................................‬‬

‫‪4‬‬

‫‪190‬‬

‫أديب ولكن‬ ‫تحت عنوان‬ ‫شكول أشكول‬ ‫بقلم البارون االخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫شخوص على الساحة الثقافية تثير التحفظ في نفسي في ما‬ ‫سوف يكتب ‪ ،‬في الزمن الماضي كنا نقرأ عن شخصيات ادبية ذات رصانة وحرفية‬ ‫عالية من خالل ما قدمت من نتاج ثقافي وفكري ساهم في بناء المجتمع بالطريقة‬ ‫الصحيحة اما اليوم فشخصية المثقف اخذت أبعاد مغايرة عن ما هو عليه فأصبح‬ ‫المثقف يترنح بين مطالب الشهرة والجودة في النص االدبي ولم يقف عن هذا فقط‬ ‫ولكن هناك عملية تغير في مالمح الجنس االدبي فبات النص عبارة عن مسخ ال ينتمي‬ ‫الى أنواع االدب ومن ساهم في هذا هو غيب شخصية االديب عن ما يكتب فأصبح‬ ‫الجميع يكتب بدون وعي ومعرفة الدوات الكتابة الصحيحة وتكتسب هذه المهارة من‬ ‫جانب القراءة والممارسات الحياتية اما عن ما هو على الساحة الثقافية اليوم هم أشباه‬ ‫المثقفين والمحسوبين على الثقافة ولهم ممارسات هجينة في اقتناء اكبر عدد من الكتب‬

‫‪5‬‬

‫‪190‬‬

‫للعرض المنزلي اما عن محتويات تلك الكتب فليس لهم اي دراية في هذا واالغرب‬ ‫ان هؤالء يرون في انفسهم طبقة النخبة وليس هناك شيء يسمى النخبة انما االدب‬ ‫والثقافة تعتمد على جودة النص االدبي على معايير ثابتة تخضع للقياس وقد ظهر في‬ ‫االونة االخيرة اجناس ادبية هجينة دون ذكر تلك االجناس وذلك لسبب االبتعاد عن‬ ‫الشخصنة في ما سوف يرد هنا وقد يسال احدهم عن طرق تقويم الثقافة سوف يكون‬ ‫الجواب من خالل زرع الوعي الثقافي والتخلي عن النرجسية لبعض اصحاب االقالم‬ ‫وهذه مشكلة ايضا تعاني منها الثقافة وتتلخص في ان بعضهم يظن انه قد بلغ في‬ ‫االدب والثقافة لمستوى يمنحه الحق في بناء جدار يفصله عن العالم وما ال يدرك ذلك‬ ‫الشخص ان الثقافة واالدب على وجه التحديد عبارة عن نهر له منابع وروافد وتلك‬ ‫هي التجارب الحياتية في المجتمع واذا ما عزل الكاتب ذاته عن المجتمع فسوف‬ ‫ينضب ذلك النهر وتصبح كل ما يكتب هو عبارة عن حروف مجرده من االحساس‬ ‫ويتحول ذات الكاتب فزاعة في الحياة بال روح يرى فيها الناس ما ال يسرهم ومن هنا‬ ‫نفهم ما ساهم في تدهور الثقافة على الصعيد المحلي والدولي ومن اهم االسباب التي‬ ‫كانت لها االثر في انحدار المستوى الثقافي تحول الكتابة الى تجارة من خالل حصر‬ ‫المادة الثقافية في مواقع كل ما تريد جني المال فأصبحت القراءة من االشياء التي‬ ‫ليست في متناول الجميع وهنا يجب اعادة النظر في ما وصل اليه شخصية المثقف‬ ‫في العالم اما عن التجارب التي تظهر انها تساهم في بث الروح الثقافية في المجتمع‬ ‫من خالل حمالت القراءة فبرأي المتواضع انها محاوالت عبثية ال اكثر فما دوى‬ ‫القراءة لغرض االستعراض فقط فاالحرى بهؤالء قبل ان يشرع في اطالق تلك‬ ‫الحمالت هو اقامة ورش ثقافية لترسيخ الهدف من القراءة وهو النتاج الفكري الذي‬ ‫هو حصيلة تلك القراءات اما عن ما نرى او نسمع اليوم هي عملية منظمة لتسقيط‬ ‫المنهج الثقافي لدى الفرد في المجتمع وفي نهاية ما بدأت ان المجتمع الذي يقراء بدون‬ ‫هدف فشأنه كحيوان الببغاء ثرثرة بال هدف ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪190‬‬

‫قراءات‬

‫‪7‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ انطالق التظاهرات في اقليم كردستان‪ ..‬جغرافيا ً في مدينة السليمانية‪ ..‬وهذه ليست‬ ‫المرة االولى تنطلق التظاهرات في هذه المدينة‪ ..‬وال تمتد ألربيل‪ ..‬فهل ثورة الرفض‬ ‫ستقود إلى تف ّكك العالقة بين أحزاب السليمانية وأربيل‪.‬‬ ‫ـ وعلى الرغم من حرق المتظاهرين مقار االحزاب الخمسة في السليمانية‪ ..‬فبالتأكيد‬ ‫أن األحزاب في السليمانية ـ غير المتواطئة مع مسعود‪ -‬ال بد ْ‬ ‫َّ‬ ‫أن تبحث عن مخرج‪..‬‬ ‫إلقناع جمهورها بتحرير اقتصاد السليمانية من أربيل وسلطة البارزاني‪ ..‬وتسلُّ ِط‬ ‫اسرتِه‪.‬‬ ‫ـ وهنا ال بد ان نشير ان مرض جالل الطالباني الطويل ومن ثم وفاته‪ ..‬ادى الى‬ ‫سيطر ة اخرين لم يسيروا باتجاهات وسياسة الطالباني‪ ..‬بل المهم كان التمسك‬ ‫بالسلطة‪ ..‬وتوسع هائل بالفساد داخل هذا الحزب‪ ..‬وعلى صعيد مسؤوليه في ادارة‬ ‫المدينة!!‬ ‫صا ّ‬ ‫وأن التظاهرات سبقتها ثورة من حزب‬ ‫ـ وما يشير الى تف ّكك اإلقليم سياسياً‪ ..‬خصو ً‬ ‫(كوران ـ التغيير)‪( ..‬واألحز اب اإلسالمية) داخل مجلس النواب‪ ..‬حينما رفضوا‬ ‫برنامج مجلس نواب كردستان الذي لم يتض ِّمن في برنامجه بتاريخ ‪2020-12-2‬‬ ‫مناقشة ارتهان النفط في قبضة تركيا خمسين عا ًما لصالح البرزاني!‪ ..‬ولم يتضمن‬ ‫مناقشة رواتب موظفي االقليم‪ ..‬والعالقة مع بغداد‪ ..‬خاصة المالية‪ ..‬كذلك‪ ..‬واألوضاع‬ ‫المعيشية‪.‬‬ ‫جذور الصراع بين السليمانية واربيل‪:‬‬ ‫ـ الحقيقة ترجع جذور الصراع بين ابناء السليمانية وابناء اربيل‪ ..‬الى واقع‬ ‫المجتمعين‪ ..‬ثقافيا‪ ..‬واجتماعياً‪ ..‬وقيادياً‪ ..‬فأبناء السليمانية‪ ..‬يختلفون عن ابناء اربيل‬ ‫من حيث الموقع‪ ..‬التي تتصل بإيران‪ ..‬وبالتالي يختلفون في الطباع‪ ..‬والثقافة‪..‬‬ ‫والعقلية المتفتحة‪ ..‬وهكذا الحال بين قيادات البلدين‪.‬‬ ‫ـ فال يمكن الجمع بين عقليتين مختلفتين في التفكير‪ ..‬واألسلوب‪ ..‬والنظرة‪ ..‬والسلوك‪..‬‬ ‫والثقافة‪ ..‬في حزب يعتمد على القيادة التاريخية‪ ..‬وأسلوب القيادة الدينية‪ ..‬والطاعة‬ ‫العمياء‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ هذا ما عاشته الشخصيات السياسية السليمانية ان صح التعبير‪ ..‬وفي المقدمة منهم‬ ‫جالل الطالباني‪ ..‬العقلية المتفتحة والديناميكية‪ ..‬والتفكير االستراتيجي‪ ..‬والممارسة‬ ‫الميكافيلية‪ ..‬في حزبه (الحزب الديمقراطي الكردستاني) بقيادة المال مصطفى‬ ‫البرزاني‪.‬‬ ‫ـ منذ كان فتى العام ‪ .. 1947‬واختير عضوا في اللجنة المركزية لهذا الحزب العام‬ ‫‪ ..1951‬أي بعد ‪ 4‬سنوات فقط من انضمامه إلى الحزب‪ ..‬وكان عمره آنذاك ‪18‬‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫ـ بعد صراع خفي طويل تارة‪ ..‬وعلني تارة‪ ..‬بدأت خالفات جوهرية تظهر بينه وبين‬ ‫زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى البارزاني‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ أنضم الطالباني العام ‪ ..1964‬إلى مجموعة انفصلت عن الحزب الديمقراطي‬ ‫الكردستاني لتشكل المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني‪ ..‬الذي كان‬ ‫يتزعمه إبراهيم أحمد الذي أصبح الحقا ً حماه‪.‬‬ ‫ـ العام ‪ ..1966‬شكلت هذه المجموعة المنشقة حلفا ً مع الحكومة المركزية (العراقية)‪..‬‬ ‫وشاركت في حملة عسكرية ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني‪ ..‬واليزال بعض‬ ‫األكراد يعتبر تحالف طالباني مع الحكومة ضد مصطفى البارزاني كشائبة في تأريخه‬ ‫السياسي‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ أنحلت المجموعة العام ‪ ..1970‬بعد أن و ّقع الحزب الديمقراطي الكردستاني‬ ‫والحكومة المركزية اتفاق سالم‪ ..‬ضمن اتفاقية الحكم الذاتي لألكراد‪.‬‬ ‫ـ فالصراع استمر‪ ..‬مع حزبه القديم‪ ..‬وسيده ورفيق دربه المال مصطفى البارزاني‪..‬‬ ‫ومن ثم مسيرة الصراع‪ ..‬والقتل حتى العظم مع مسعود البرزاني العقلية الدكتاتورية‬ ‫المتخلفة‪.‬‬ ‫ـ هنا نؤشر وبشكل مكثف‪ ..‬هذه المسيرة بمحطاتها الرئيسية حتى اليوم‪ ..‬وآفاق‬ ‫المستقبل‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬التنافس‪ ..‬بين الصراع والتعاون‪:‬‬ ‫ـ بعد انهيار الحركة الكردية العام ‪ 1975‬بقيادة مصطفى البارزاني في أعقاب اتفاقية‬ ‫الجزائر الذي نتج عنها سحب دعم شاه إيران لحركة بارزاني‪ ..‬وبالتالي إلى توقف‬ ‫كامل إلى الصراع المسلح بين األكراد والحكومة العراقية‪.‬‬ ‫ـ انشق جالل طالباني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني‪ ..‬وكان لديه تياراً يضم‬ ‫النخبة من مثقفي حزبه الديمقراطي الكردستاني‪ ..‬ثم أعلن عن تشكيل حزب االتحاد‬ ‫العام ‪.1975‬‬ ‫ـ جاء تشكيل حزب الطالباني‪ ..‬في أعقاب اتفاقية الجزائر العام ‪1975‬بين العراق‬ ‫وإيران التي توسط فيها وزير الخارجية األمريكي هنري كيسنجر‪ ..‬وهي االتفاقية‬ ‫التي أنهت "االنتفاضة الكردية" في شمال العراق آنذاك‪.‬‬ ‫ـ ظلت العالقة بين الحزبين منذ البداية يغلب عليها طابع التنافس والتوتر والصراع‬ ‫السياسي‪ ..‬ولم يتردد الطرفان الى المواجهات المسلحة أن لزم األمر‪.‬‬ ‫ـ ساعد وجود عدد كبير من النخب اليسارية والعلمانية قيادة االتحاد الوطني‬ ‫الكردستاني‪ ..‬في توسيع قاعدته الجماهيرية في أوساط المتعلمين وأبناء المدن‪ ..‬بينما‬ ‫حافظ الديمقراطي الكردستاني على قاعدته الواسعة في أوساط الطبقات المحافظة‬ ‫والريفيين والمتدينين‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ مناطق نفوذ الحزبين لم تتغير كثيراً‪ ..‬فمعقل االتحاد الوطني ظل محافظة السليمانية‬ ‫وكركوك والمناطق الشرقية من اإلقليم‪.‬‬ ‫ـ بينما حافظ الديمقراطي الكردستاني على مناطق نفوذه التقليدية في زاخو ودهوك‬ ‫وغيرها من المدن والبلدات غربي اإلقليم‪ ..‬أضاف إليها اربيل في التسعينيات‪.‬‬ ‫ـ ينظر بعض األكراد إلى ما جرى في كركوك بعيد اعالن االستفتاء في تقرير المصير‬ ‫في ‪ 25‬أيلول ‪ /‬سبتمبر ‪ ..2017‬باعتباره فصالً جديداً من المنافسة بين الحزبين الذين‬ ‫ربطا مصير اإلقليم بهما‪.‬‬ ‫ـ أولى المواجهات المسلحة بين الحزبين وقعت العام ‪ ..1978‬أدت الى سقوط قتلى‬ ‫في صفوفهما بسبب الصراع على مناطق النفوذ في اإلقليم‪ ..‬وقتل خاللها أحد قادة‬ ‫االتحاد عندما قاد الديمقراطي هجوما ً مسلحا ً على ‪ 800‬من عناصر االتحاد أثناء‬ ‫توجههم إلى كردستان تركيا‪ ..‬الستالم شحنة أسلحة فقتل ‪ 700‬منهم‪.‬‬ ‫ـ خالل األعوام األولى من الحرب العراقية اإليرانية‪ ..‬استمر الصراع بين الحزبين‬ ‫بسبب ارتباطهما بأطراف إقليمية متصارعة‪ ..‬وتحولت كردستان الى ساحة للحرب‬ ‫بعد أن دخلت القوات اإليرانية الى منطقة نفوذ طالباني في منطقة بنجوين رغم‬ ‫معارضة طالباني‪ ..‬وكان مقاتلو الحزبين ينصبون الكمائن لبعضهما دون الدخول في‬ ‫مواجهات مباشرة‪ ..‬خالل هذه المرحلة‪.‬‬ ‫ـ بحلول أواسط ثمانينيات القرن الماضي وسيطرة الجمود على جبهات القتال في‬ ‫الحرب العراقية اإليرانية‪ ..‬عادت المواجهات بين الطرفين‪.‬‬ ‫ـ أبرم االتحاد الوطني اتفاقا مع الحكومة العراقية العام ‪ 1984‬تم بموجبه تسليح ‪40‬‬ ‫ألف من مقاتلي الحزب‪ ..‬والعمل كحراس حدود‪ ..‬ورفض العديد من أعضاء الحزب‬ ‫االتفاق‪ ..‬وانضموا إلى غريمه الديمقراطي الكردستاني‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬التعاون وقيام إقليم كردستان‪:‬‬ ‫ـ العام ‪ 1987‬أعلن طالباني والبرزاني عن إقامة الجبهة الكردستانية‪ ..‬مما مكن مقاتلي‬ ‫الحزبين من توسيع قاعدة عملياتهم‪ ..‬وشن عمليات عسكرية ضد قوات صدام أكثر‬

‫‪12‬‬

‫‪190‬‬

‫فعالية في مختلف أرجاء كردستان‪ ..‬حيث تمكنت البيشمركة من السيطرة على عدد‬ ‫من المدن مثل‪ :‬رواندوز وشقالوة‪.‬‬ ‫ـ بنهاية الحرب العراقية اإليرانية ‪ 1988‬ورغم حملة األنفال التي أدت إلى قتل اآلالف‬ ‫من االكراد‪ ..‬وتدمير آالف القرى الكردية‪ ..‬وتهجير أكثر من مليون شخص‪ ..‬استمر‬ ‫الحزبان في التعاون‪ ..‬وقاما بتجميع ما تبقى من قوات البيشمركة‪ ..‬وأنطلق العمل‬ ‫العسكري مجدداً في كردستان‪.‬‬ ‫ـ بعد غزو العراق للكويت العام ‪1990‬سعى الحزبان لالستفادة من اإلجماع الدولي‬ ‫على إخراج العراق من الكويت‪ ..‬وزادا من نشاطهما مستفدين من الجنود األكراد‬ ‫الفارين من الخدمة العسكرية في الجيش العراقي‪ ..‬وما يطلق عليه "الجحوش"‪( ..‬وهم‬ ‫مسلحون أكراد عملوا الى جانب الحكومة العراقية ضد األحزاب الكردية)‪.‬‬ ‫ـ بعد هزيمة العراق في الكويت اندلعت انتفاضة آذار ‪ 1991‬في جنوب العراق وشماله‬ ‫ضد حكم صدام‪ ..‬وخالل أيام قليلة خرجت أغلب مدن كردستان عن سيطرة الحكومة‬ ‫العراقية بما في ذلك مدينة كركوك‪.‬‬ ‫ـ استعادت القوات العراقية السيطرة على كردستان بسرعة بعد إخماد التمرد في‬ ‫الجنوب باإلبادة الجماعية وتدمير المدن وحرق المزارع والبساتين‪ ..‬وفرار مئات‬ ‫اآلالف من المدنيين من مدنهم خوفا من انتقام الحكومة العراقية‪ ..‬وسط ظروف جوية‬ ‫بالغة القسوة‪ ..‬ورفض الحكومة التركية فتح الحدود أمامهم‪.‬‬ ‫ـ قامت فرنسا وبريطانيا وأميركا بإنشاء منطقة آمنة في ‪ 23‬نيسان ‪ 1991‬في منطقة‬ ‫عرضها ‪ 15‬كم على الحدود التركية العراقية‪ ..‬وفي وادي نهر دجلة لمسافة ‪ 40‬كم‬ ‫وطول ‪ 60‬كم على الحدود‪ ..‬بمساحة قدرها ‪ 2400‬كم مربع‪ ..‬كما فرضت حظراً‬ ‫جويا ً عراقيا ً عليها عند خط عرض ‪ 36‬شماالً‪.‬‬ ‫ـ بعد فشل المفاوضات بين األكراد وصدام اتفق الحزبان على إقامة حكومة في اإلقليم‬ ‫بعد إجراء انتخابات برلمانية وتوحيد قوات البيشمركة التي كانت تضم ‪ 80‬ألف مقاتل‪..‬‬ ‫فشل الحزبان في توحيد قواتهما بسبب حرص كل طرف على السيطرة على مقاتليه‪..‬‬ ‫واالحتفاظ بها رغم تشكيل قيادة موحدة‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪190‬‬

‫ثالثاً‪ :‬حرب األخوة‪:‬‬ ‫ـ في أيار العام ‪ 1994‬اندلع قتال بين الحزبين بسبب خالف على أرض في بلدة “قلعة‬ ‫دزة” فانتشر القتال إلى العديد من المدن والبلدات‪ ..‬وأسفرت االشتباكات إلى ما يقرب‬ ‫من ‪ 300‬قتيل‪ ..‬وتوقف القتال بعد أن تم التوصل إلى وقف مؤقت إلطالق النار في‬ ‫آب ‪.1994‬‬ ‫ـ بحلول ‪ 1995‬كان الحزبان يمتلكان ترسانة كبيرة من األسلحة‪ ..‬وكانا على أتم‬ ‫االستعداد للدخول فيما بات يسمى في التاريخ الكردي "حرب األخوة‪".‬‬ ‫ـ أدت المعارك واالشتباكات بين الطرفين إلى ما يقرب من ألفي شخص لقوا حتفهم‬ ‫من الجانبين‪ ..‬وبعد كل أتفاق لوقف إطالق النار كانت الحرب تعود أشد عنفا وضراوة‬ ‫من السابق‪ ..‬بعد أن يعزز كل طرف مواقعه وتحالفاته اإلقليمية والمحلية‪ ..‬فبينما كان‬ ‫طالباني يتلقى الدعم من سوريا وإيران‪ ..‬كان بارزاني يتلقى الدعم من الحاكم في بغداد‬ ‫صدام حسين‪.‬‬ ‫ـ في ‪ 31‬آب ‪ 1996‬شنت قوات الحرس الجمهوري العراقية هجوما ً على منطقة حظر‬ ‫الطيران في الشمال‪ ..‬واحتلت محافظة اربيل بعد نداء للمساعدة من الحزب‬ ‫الديمقراطي الكردستاني‪ ..‬حيث اجبر االتحاد الوطني الكردستاني على طلب مساعدة‬ ‫إيران‪ ..‬وساعدت االتحاد على استعادة معظم المناطق التي خسرها باستثناء اربيل‪.‬‬ ‫ـ يبدو ان صدام حسين اخطأ من جديد‪ ..‬فكان االجدر بعد دخول قواته اربيل ان يدعم‬ ‫الطالباني ضد قوات مسعود البرزاني المنهارة قواته‪ ..‬فجالل قريب للعراق أكثر بكثير‬ ‫من البرزاني‪.‬‬ ‫ـ المهم أدت سلسلة هذه الخالفات إلى تشكيل حكومتين منفصلتين في شمال العراق‪..‬‬ ‫حكومة بإشراف االتحاد الوطني‪ ..‬اتخذت من محافظة السليمانية مقراً لها‪ ..‬وحكومة‬ ‫أخرى بإشراف الحزب الديمقراطي التي اتخذت من محافظة اربيل مقرا لها‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬ما بعد الحرب‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ استمرت المواجهات بين الجانبين إلى أن تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين برعاية‬ ‫أمريكية في أيلول العام ‪ ..1998‬حيث أصرت واشنطن على وقف المعارك بين‬ ‫الطرفين‪.‬‬ ‫ـ ظل التوتر يسود الشارع الكردي لمدة طويلة‪ ..‬وتركت الحرب آثاراً سلبية على‬ ‫المجتمع حيث قتل فيها ما بين ‪ 3‬آالف الى ‪ 5‬آالف شخص‪ ..‬وتبادل الطرفان تهجير‬ ‫عشرات اآلالف من المدنيين‪.‬‬ ‫ـ تضمن االتفاق على مشاركة العوائد والسلطة‪ ..‬ورفض استخدام شمال العراق على‬ ‫يد حزب العمال الكردستاني التركي ال ‪ ( ppk)..‬وعدم السماح للقوات العراقية بدخول‬ ‫المناطق الكردية‪ ..‬وتعهدت الواليات المتحدة باستخدام القوة العسكرية لحماية األكراد‬ ‫من أية اعتداءات محتملة من قبل صدام حسين‪.‬‬ ‫ـ في الوقت نفسه جلب تنفيذ برنامج األمم المتحدة النفط مقابل الغذاء العوائد لشمال‬ ‫العراق‪ ..‬بما سمح بارتفاع مستويات المعيشة‪ ..‬وأصبحت كردستان العراق منطقة‬ ‫هادئة نسبيًا قبل أن تدخل جماعة أنصار اإلسالم المتطرفة إليها في شهر كانون األول‬ ‫العام ‪ ..2001‬مما أدى إلى تجدد الصراع‪.‬‬ ‫ـ بعد مرور ما يقرب من شهر‪ ..‬قام الرئيس األمريكي بيل كلنتون بتوقيع قانون تحرير‬ ‫العراق ليصبح نافذًاً‪ ..‬ينص القانون على تقديم مساعدات عسكرية لجماعات المعارضة‬ ‫الع راقية‪ ..‬بما في ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب االتحاد الوطني‬ ‫الكردستاني‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬صوت واحد‪:‬‬ ‫ـ تعاون الحزبان الكرديان مع القوات األمريكية قبل غزو العراق وخالله العام ‪2003‬‬ ‫وساعدا القوات األمريكية في احتالل أغلب مدن كردستان‪.‬‬ ‫ـ كما لعب طالباني وبارزاني دوراً أساسيا ً في إقامة "مجلس الحكم االنتقالي" وسن‬ ‫دستور العراق لعام ‪ 2005‬النافذ‪ ..‬فتراجعت خالفات الطرفين‪ ..‬وكان األكراد‬ ‫يتحدثون بصوت واحد خالل مفاوضات التي جرت مع القوى السياسية األخرى‬ ‫لصياغة شكل الحكم والدستور‪ ..‬وتقاسم المواد والسلطات‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ في أعقاب انتخاب جالل طالباني رئيسا للعراق العام ‪ 2005‬تحسنت العالقات بين‬ ‫الطرفين أكثر‪ ..‬وتولى مسعود بارزاني رئاسة اإلقليم‪ ..‬ووقع الحزبان على اتفاقية‬ ‫العام ‪ 2007‬من أجل تقاسم المناصب واإلدارة في اإلقليم‪.‬‬ ‫ـ فيما عزز مسعود بارزاني سيطرته على اإلقليم‪ ..‬كان االتحاد يشهد توترات وتكتالت‬ ‫أفضت في النهاية إلى انشقاق عدد كبير من قادته وأعضائه وتشكيل قوة سياسية‬ ‫جديدة‪ ..‬لها حضور قوي في اإلقليم‪ ..‬باسم‪( :‬حركة التغيير)‪.‬‬ ‫ـ حركة التغيير‪ ..‬وتسمى أيضا ً حركة گوران‪ ..‬هي عبارة عن حزب ناشط في إقليم‬ ‫كردستان العراق‪ ..‬أسسه السياسي الكردي نوشيروان مصطفى العام ‪ ..2009‬بعد‬ ‫استقالته من حزب الطالباني (االتحاد الوطني الكردستاني)‪.‬‬ ‫ـ وحركة التغيير‪ ..‬تعارض التحالف الكردستاني وتدعو لمحاربة الفساد‪ ..‬ويتهمه‬ ‫خصومها بكسر اإلجماع الوطني الكردي‪ ..‬لكنه ينفي ذلك‪.‬‬ ‫ـ حقق الحزب الديمقراطي الكردستاني تقدما ً ثانيا في انتخابات برلمان كردستان العام‬ ‫‪ ..2013‬عند حصوله على ‪ 24‬مقعداً‪ ..‬متقدما ً على حزب االتحاد الوطني‬ ‫الكردستاني‪ ..‬وحصل على رئاسة برلمان إقليم كوردستان‪.‬‬ ‫ـ في انتخابات مجلس النواب العراقي حصل على ‪ 9‬مقاعد‪ ..‬وأصبح لديه عضو نائب‬ ‫غير من طبيعة التحالفات‬ ‫ثاني لرئاسة مجلس النواب العراقي‪ ..‬وهو األمر الذي‬ ‫ً‬ ‫السياسية في اإلقليم‪.‬‬ ‫ـ اضطر االتحاد الوطني إلى التحالف مع الديمقراطي الكردستاني للحفاظ على ما تبقى‬ ‫من قاعدته في الشارع الكردي‪ ..‬لمواجهة منافسه الجديد الذي أخذ منه جزءا ً كبيراً‬ ‫من قاعدته الشعبية وفي معقله التاريخي‪.‬‬ ‫ـ أصيب جالل طالباني بجلطة دماغية العام ‪ ..2012‬وغاب عن المشهد السياسي‬ ‫العراقي والكردي‪ ..‬ومنذ ذلك الحين يعيش االتحاد صراعات على النفوذ بين عدد من‬ ‫األجنحة‪ ..‬مما أضعف حزبه أكثر‪ ..‬وزاد نفوذ زوجة طالباني هيرو أحمد وأبنائها‬ ‫على مفاصل الحزب‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ شكلت األحزاب الثالثة (الديمقراطي‪ ..‬واالتحاد الوطني‪ ..‬والتغيير)‪ ..‬حكومة اإلقليم‬ ‫العام ‪ 2013‬مع منح رئاسة البرلمان لحركة التغيير‪ ..‬لكن شهر العسل لم يعمر طويالً‪..‬‬ ‫فبرزت الخالفات على السطح‪ ..‬مع سيطرة حزب البارزاني على نفط اإلقليم‪ ..‬وإيقاف‬ ‫حكومة بغداد دفع مخصصات اإلقليم الشهرية‪ ..‬البالغة مليار دوالر شهريا ً منذ أوائل‬ ‫‪ ..2014‬ومع تراجع أسعار النفط عالمياً‪ ..‬عجزت حكومة اإلقليم عن دفع رواتب‬ ‫مليون ونصف مليون موظف لديها‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬خصم جديد‪:‬‬ ‫ـ تدهورت العالقة بين الحزب الديمقراطي وحركة التغيير بعد مقتل ‪ 3‬من أنصار‬ ‫الديمقراطي على يد أنصار التغيير خالل مظاهرات احتجاج على عدم صرف مرتبات‬ ‫الموظفين‪ ..‬فرد الديمقراطي بإغالق البرلمان‪ ..‬ومنع وزراء التغيير من دخول اربيل‪..‬‬ ‫فاتجه االتحاد إلى فتح باب المفاوضات مع التغيير‪.‬‬ ‫ـ في بداية العام ‪ 2016‬أعلن االتحاد الوطني عن إنهاء اتفاق ‪ 2007‬مع الديمقراطي‬ ‫الكردستنابي‪ ..‬وفي أيار من ذات العام أعلن عن التوصل إلى اتفاقية مع حركة التغيير‬ ‫تحت اسم "اتفاق الشراكة" لخوض انتخابات العام ‪ 2017‬في قائمة واحدة‪ ..‬وبالتالي‬ ‫بزرت مجدداً إمكانية وضع نهاية لسيطرة الديمقراطي على السلطة في اإلقليم‪.‬‬ ‫سابعاً‪ ..‬االستفتاء‪ ..‬والعودة الى حرب اإلخوة‪:‬‬ ‫ـ الحرب على داع ش في العراق أجل انفجار الخالفات بين الطرفين‪ ..‬لكن مع اقتراب‬ ‫انتهاء الحرب في العراق‪ ..‬واألزمة الناجمة عن إجراء االستفتاء على استقالل اإلقليم‪..‬‬ ‫واستفحال الخالف بين اربيل وبغداد‪ ..‬عادت الحرب اإلعالمية بين الطرفين وسط‬ ‫مخاوف في الشارع من إمكانية تحول الخالف الى مواجهات واقتتال‪.‬‬ ‫ـ بعد إجراء االستفتاء في ‪ 25‬أيلول ‪ ..2017‬في أجواء رفض تام لبغداد له‪ ..‬ورفض‬ ‫دول العالم إلجراء االستفتاء‪ ..‬جاءت مباغتة الحكومة العراقية بفرض النظام على‬ ‫كركوك‪ ..‬وتعاون بعض قادة االتحاد الوطني والبيشمركة مع القوات العراقية في‬ ‫كركوك‪ ..‬وتقرب بعض أجنحة االتحاد خاصة الذي تقود أسرة طالباني الى بغداد‪..‬‬ ‫وترك حليف أيام الرخاء‪ ..‬مسعود بارزاني‪ ..‬لوحده يواجه عزلة داخلية‪ ..‬وخسارة كل‬

‫‪17‬‬

‫‪190‬‬

‫المناطق المتنازع عليها‪ ..‬ونفط كركوك‪ ..‬والمنافذ الحدودية‪ ..‬وعزلة دولية وإقليمية‬ ‫محملين إياه مسؤولية األزمة الحالية‪.‬‬ ‫ثامناً‪ :‬آفاق المستقبل‪:‬‬ ‫ـ أجواء المستقبل القريب‪ ..‬قابلة النشطار الحزبين‪ ..‬األول ‪ :‬االتحاد الوطني‪ ..‬فبالرغم‬ ‫من تأسيس القيادي برهم صالح في االتحاد الوطني كتلة انتخابية جديدة باسم‪( :‬التحالف‬ ‫الوطني للديمقراطية والعدالة)‪ ..‬فإن القيادي اآلخر مال بختيار أعلن عدم حضور‬ ‫اجتماعات االتحاد الوطني إال بعد عودته موحداً‪ ..‬وطرد العناصر التي (خانت‬ ‫الحزب) وتعاونت مع حكومة بغداد في دخول قوات األخيرة لكركوك (على حد‬ ‫تعبيره)‪ ..‬لكن الحالة استقرت‪ ..‬ولم يعد الحكم في كركوك بيد االكراد‪ ..‬بل بيد الحكومة‬ ‫المركزية‪.‬‬ ‫ـ بالمقابل يبدو إن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني لن تبقى على حالها‪ ..‬فإن‬ ‫سيطرة بغداد على المناطق المتنازع عليها‪ ..‬قد أدت الى ضعف الحزب وشلل حكومة‬ ‫اربيل‪ ..‬وموضوعة االنشقاقات في هذا الحزب قائمة‪ ..‬وقد تتأخر قليالً‪.‬‬ ‫وهكذا ستكون األوضاع تنافسا سياسيا ً شديداً‪ ..‬وصراعا ً إعالميا واسعاً‪ ..‬بين سياستين‬ ‫مختلفتين‪ ..‬ليس بين حزبين فقط‪ ..‬بل بين فريقين‪:‬‬ ‫الفريق األول‪:‬‬ ‫ـ قائم على حل الحكومة‪ ..‬وتشكيل حكومة جديدة‪ ..‬ومشاركة حقيقة لكل األحزاب‬ ‫الكردستانية فيها‪ ..‬والتعاون مع الحكومة االتحادية‪ ..‬ويمثل هذا االتجاه‪ :‬قيادة االتحاد‬ ‫الوطني برئاسة هيرو أحمد وبافل ال طالباني‪ ..‬إضافة الى حركة التغيير‪ ..‬والجماعة‬ ‫اإلسالمية‪ ..‬وقد ينظم إليها فريق من الحزب الديمقراطي المعارض لسياسة مسعود‬ ‫المتشددة تجاه حكومة بغداد‪.‬‬ ‫الفريق الثاني‪:‬‬ ‫ـ يتكون من الحزب الديمقراطي الكردستاني‪ ..‬واالتحاد اإلسالمي‪ ..‬وفريق من الحرس‬ ‫القديم من االتحاد الو طني‪ ..‬المؤيد لسياسة مسعود البارزاني‪ ..‬الذي ستستمر في‬ ‫سياستها هذه‪ ..‬حتى لو اتفقوا مع بغداد‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫‪190‬‬

‫ـ يستمر الصراع والتنافس بين الحزبين‪ ..‬والتنافس االخر بين االحزاب االسالمية‬ ‫وحزب برزاني‪ ..‬ما افقد الحزب الديمقراطي الكردستاني بريقه وقوته الشعبية‪ ..‬بقيادة‬ ‫العناصر الش ابة من عائلة البرزاني‪ ..‬والفساد الكبير الذي تعيشه مؤسسات االقليم‪..‬‬ ‫وازمة رواتب موظفي االقليم‪ ..‬الذين يعتاشون على رواتبهم من الحكومة االتحادية‪..‬‬ ‫التي اذا انقطعت ليس لهم من معيل!!‬ ‫ـ بالمقابل توسعت قاعدة وجماهير االتحاد الوطني الكردستاني في صفوف الشباب في‬ ‫ارب يل‪ ..‬لتشكل منافسة لحزب برزاني‪ ..‬الذي ضعف كثيرا بعد فشل استفتائه لتقرير‬ ‫المصير‪ ..‬زادتها ازمة جائحة كرونا‪.‬‬ ‫بقي أن نقول‪:‬‬ ‫ان صراع الحزبين الكرديين‪ ..‬والتنافسات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني‬ ‫واالحزاب الكردية االخرى ستستمر كجزء من التنافس للتوسع على حساب الحزب‬ ‫مناطق وجماهير الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل خاص!!‬ ‫ـ وسيتوسع هذا الصراع داخل السليمانية بدخول فريق ثالت هو (حركة التغيير)‪..‬‬ ‫التي تتوسع جماهيراً وشبابيا ً من قبل اهالي السليمانية‪ ..‬خاصة بغياب القادة التاريخيين‬ ‫في السليمانية‪ ..‬وستكون قوة المستقبل الجماهيرية في ادارة السليمانية والمشاركة‬ ‫القوية في ادارة االقليم مستقبالً!!‬

‫‪19‬‬

‫‪190‬‬

‫حكاية هذا االسبوع‬ ‫بني‬ ‫الوطين واملولدة‬ ‫ضاعت حليانا‬ ‫ابوعثمان السراج‬ ‫ازمة كبيرة وخانقة تشهدها مدينة الموصل على وجه الخصوص تتمثل في شحة تجهيز‬ ‫المدينة بالطاقة الكهربائية خالل االسابيع المنصرمة حيث لم يتجاوز التجهيز باكثر‬ ‫من اربع ساعات خالل االربع والعشرين ساعة وذلك في احسن االحوال يضاف الى‬ ‫ذلك مشكلة المولدات المتفاقمة والتي تعاني هي االخرى من قلة الدعم الحكومي لها‬ ‫وذلك بتقليص حصتها من الوقود الالزم لتشغيلها وما تعانيه من توفير ذلك الوقود‬ ‫الالزم للتشغيل حتى ولو بالوقود التجاري وما يتبع ذلك من تقليص ساعات التشغيل‬ ‫وارتفاع سعر االمبير والمتضرر الوحيد بالنتيجة هو المواطن البسيط الذي الحول‬ ‫له وال قوة في ذلك ‪ ،‬وقد ذكر لي احد المقربين من ديوان المحافظة (والعهدة على‬ ‫القائل) ان دائرة المنتوجات النفطية في المحافظة تجهز المولدات بما يكفي لثالثة ايام‬ ‫تشغيل فقط ‪ ،‬رغم االزمة الخانقة في تجهيز الطاقة الكهربائية ولم تكتفي دائرة‬ ‫المنتوجات ا لنفطية من شحة تجهيزها للمولدات بالوقود الالزم للتشغيل لكنها فرضت‬

‫‪20‬‬

‫‪190‬‬

‫ان يكون الوقود التجاري المستخدم في التشغيل من نفس نوعية المنتوج الحكومي‬ ‫وفرضت عقوبات تصل الى حجز المولدة اذا لم يلتزم اصحاب المولدات بهذا القرار‬ ‫وهذا القرار يكون صحيحا لو كان تجهيز الوقود من قبل الدائرة المختصة متواصال‬ ‫وبما يكفي لتشغيل المولدة كامال وليس اليام معدودات التسمن وال تغني من جوع‬ ‫كما يقال ‪ ،‬كما دائرة المنتوجات النفطية اصدرت تعليماتها بمنع سيارات نقل الوقود‬ ‫من تحميل الوقود التجاري ‪( ،‬طبعا هذه المعلومات نقال عن راوي الحديث القريب‬ ‫من ديوان المحافظة ) ومما زاد في الطين بلة ان مطالبة محافظة نينوى بزيادة حصة‬ ‫تجهيز المحافظة بالطاقة الكهربائية بما يناسب حجمها وعدد سكانها أو المطالبة بزيادة‬ ‫تجهيز المدينة بالوقود الالزم لتشغيل المولدات لمواجهة حاالت نقص تجهيز الكهرباء‬ ‫الوطنية مع كل االسف ال تلقى اذانا صاغية من قبل المسؤولين في وزارة الكهرباء‬ ‫او وزارة النفط في بغداد كما ان نواب الموصل في البرلمان بعيدون كل البعد عن‬ ‫مشاكلها وعن ما تعانيه المدينة من ارهاصات واختناقات تصل الى حد االنفجار ‪،‬‬ ‫وتراهم اليوم منشغلين ومنهمكين بتهيئة االجواء العادة انتخابهم في الدورة االنتخابية‬ ‫القادمة وهم يتزاحمون اليوم على عقد الصفقات واالتفاقيات التي تضمن عودتهم‬ ‫الشغال مقاعد البرلمان فهم اليوم في واد والموصل في واد كما يقال‪..‬‬ ‫وعليه فالبد اليوم للمنظمات والتجمعات والمنتديات وهيئات المجتمع المدني ومثقفي‬ ‫واكاديمي المدينة وشيوخ العشائر فيها ان يتانخوا للموصل التي تواجه تهميشا مفرطا‬ ‫وان يوحدوا الكلمة وأن يتركوا الخالفات الهامشية التي ال ترقى الى التناحر وتشتيت‬ ‫الكلمة الن ما بواجه الموصل اليوم يحتاج لوقفة تضامنية تختزل كل الخالفات الن‬ ‫الموصل اهم واشد حاجة لتالحم الجهود ورصف الصفوف مما سواها ‪ ،‬ونبذ الخالفات‬ ‫بين مكوناتها ورجاالتها واهلها ويكفينا االختالفات والمشاحنات وعلى امور تافهة‬ ‫الترقى لهذا التناحر والموصل تضيع من بين ايدينا‪...‬‬ ‫وال حول وال قوة اال باهلل العلي العظيم‬

‫‪21‬‬

‫‪190‬‬

‫املخرج السينمائي‬ ‫عبد اهلادي مبارك‬ ‫هاني الطائي‬ ‫من مواليد عام ‪ 1935‬اسهم المخرج السينمائي الراحل عبدالهادي مبارك في تشكيل‬ ‫صناعة السينما في العراق‪ ،‬فقد شارك كعامل كالكيت في أول فيلم روائي عراقي أنتج‬ ‫عام ‪ 1948‬للمخرج الفرنسي أندريه شوتان‪ ،‬وكان من بطولة إبراهيم جالل بعدها‬ ‫عمل كومبارس منشد في فيلم(ليلى في العراق) للمخرج المصري احمد كامل مرسي‬ ‫الذي أنتج اواخر االربعينات‪ .‬ومساعد للمخرج التركي لطفي عمر عكاظ في فيلم‬ ‫(أرزو وقنبر) انتاج الشركة التركية أيرمان كارد شالر‪,‬في سنة ‪ ،1950‬وكان من‬ ‫أوائل المساهمين في تأسيس أول تلفزيون في الشرق األوسط والعالم العربي‪ ،‬تلفزيون‬ ‫العراق عام ‪. 1956‬‬ ‫كان قد أخرج العديد من األفالم السينمائية أولها فيلم (عروس الفرات) سنة ‪1957‬‬ ‫الذي جسد فيه دور البطولة الفنان عبد الوهاب الدايني ولقي الفلم وقتها اصداء طيبة‪،‬‬ ‫وفيلم (بديعة) في أواخر الثمانينيات ‪ ،‬كذلك فيلم(الحب كان السبب)‪ ،‬وشغل منصب‬ ‫مدير عام تلفزيون كركوك في الستينيات‪ ،‬كما اخرج العديد من المسلسالت أبرزها‬ ‫مسلسل عيونها والنجوم الذي كتبه عادل كاظم وخماسية بعنوان (البيرغ) للكاتب عادل‬ ‫كاظم‪ ،‬ومسلسل (الرجل الذي أحب) للكاتب صباح عطوان‪ ،‬ثم مديرا مفوضا لشركة‬ ‫بابل لإلنتاج السينمائي والتلفزيوني في منتصف ثمانينات القرن الماضي‪ .‬تراس‬ ‫الراحل اتحاد السينمائيين العراقيين وعمل امينا للسر في نقابة الفنانين العراقيين في‬ ‫دوراته السابقة بعد سقوط النظام السابق‪ ،‬وبحث الراحل وقبل مرضه عن ممول لفلمه‬ ‫الجديد الذي لم يرى النور (العراقي) لكنه لم يجد من يسنده او يموله‪ ،‬وكان وبالرغم‬ ‫من المعاناة التي تعرض لها يلتقي بابتسامه متفائلة اصدقاءه وزمالءه ومحبيه فقد‬ ‫تعرض الراحل لمتاعب كثيرة منها اختطاف نجله وتهجيره من داره واالستيالء على‬ ‫اثاث بيته والعبث بمكتبته الخاصة‪ .‬توفي مباركعام ‪ 2012‬عن عمر ناهز ‪ .. 77‬رحمه‬ ‫هللا‬

‫‪22‬‬

‫‪190‬‬

‫دراسة نقدية لرواية‬ ‫)لو مل أعشقها(‬ ‫للكاتب املسرحي والروائي القدير‬ ‫السيد حافظ‬ ‫بقلم د ‪ .‬أمل درويش‬ ‫الرغبة هي ذاك الوحش الكامن بداخلنا‪ ،‬والذي إن لم نكبح جماحه سلبنا إرادتنا وقادنا‬ ‫إلى طريق الهالك‪ ..‬معصوبين البصيرة وفاقدين لحواسنا‪.‬‬ ‫نعم؛ في داخل كل منا كهف مظلم يحوي الكثير من الخفايا‪ ،‬وها أنا ذا أجد نفسي أخلع‬ ‫ثوب البراءة وأعلقه على مسمار دقّته على نافذتي الوحيدة العادات والتقاليد لتُحكم به‬ ‫سجني‪ ،‬وتمنع عني نور العشق ظنًا منها أن الفضيلة ظالمها عاقل يخفي كل العورات‪،‬‬ ‫ال تدري أن الظالم سيد السقطات والزالت‪ ،‬يدفعنا دف ًعا ل ُجبّ الخطيئة السحيق حتى‬ ‫النقطة التي نستسلم فيها وال نفكر في الرجوع أبدًا‪.‬‬ ‫الهروب غالبًا حيلتنا‪ ،‬ولكن في نهاية الطريق تفاجئنا األقدار بمرآتها لتكشف لنا‬ ‫وجوهنا الحقيقية‪ ،‬وتسقط كل أقنعة الفضيلة التي حاولنا التستر خلفها‪.‬‬ ‫لماذا نخشى سقوطها؟‬ ‫لماذا ال نعترف بأننا عجينة تشكلت من طين الشهوة والرذيلة المخلوط بماء النور‬ ‫والفضيلة؟‬ ‫لماذا ال نعترف أن طين قلوبنا قد يقسو ويجف‪ ،‬ثم يعود فيرق ويلين ونحن بين هذا‬ ‫وذاك ال نبقى على حال!‬

‫‪23‬‬

‫‪190‬‬

‫من منا سار على الدرب مستقي ًما طوال رحلته في الحياة؟‬ ‫الغواي ة تسري في دمائنا منذ خديعة الشيطان األولى آلدم وحواء‪ ،‬فامنحونا الفرصة‬ ‫للتوبة ثم السقوط والعودة للتوبة من جديد‪..‬‬ ‫وال تغلقوا أبواب الرحمة‪ ،‬وترفقوا بقلوبنا المؤرقة بوجع الفضيلة‪..‬‬ ‫تختلف أوجه العشق ما بين عشق الذات وعشق النساء وعشق المال والسلطة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى عشق األوطان‪ ،‬وعشق اإلله‪ ..‬وهو العشق‬ ‫والملذات األخرى في الحياة‬ ‫األسمى واألطهر‪.‬‬ ‫وكما قال جالل الدين الرومي في رباعياته‪:‬‬ ‫"تُحيرنا كما هي عادة العشاق‪ ،‬تجول عودة وخرو ًجا ما بين االرتباكات‪ ،‬في غير‬ ‫ئ يتلمس أن يتبعك سيكون حيران" ص(‪)٦٠‬‬ ‫ي امر ٍ‬ ‫كلفة‪ ..‬لكن أ ّ‬ ‫من كتاب رباعيات موالنا جالل الدين الرومي‬ ‫تأويل محمد عيد إبراهيم ‪.‬‬ ‫يتحتم علينا في البداية أن نعرف معنى العشق كما صوره الكاتب الكبير في هذا العمل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فاصال ها ًما يتنقل من خالله عبر فصول الرواية مستخد ًما له‬ ‫فنجد أن الكاتب وضع‬ ‫عنوانًا أساسيًا "روح"؛ فالعشق موطنه الروح يسري في أوصالها فيبعث فيها الدفء‬ ‫والنشوة‪.‬‬ ‫وتحت هذا العنوان نثر الكاتب مختارات لمعاني كلمة " الحب" اختارها بدقة وعناية‬ ‫سا يجسد لنا معاني‬ ‫لتحيط بكل معاني الكلمة الروحية والمادية‪ ،‬لنجد بين أيدينا قامو ً‬ ‫الحب بكل روافده الممكنة‪ ،‬وينقل لنا كل أسراره وخفاياه‪ ،‬وكأنه عالم مسحور يحتاج‬ ‫للبحث وسبر أغواره لإلحاطة ببواطنه والتماس قبس من نوره‪.‬‬ ‫*الدراسة كاملة سوف تصدر قريبًا في كتاب يتناول رواية الكاتب الكبير السيد حافظ‬ ‫"لو لم أعشقها"‬

‫‪24‬‬

‫‪190‬‬

‫جدل الذاكرة وتقانة االسرتجاع‬ ‫قراءة استنطاقية يف قصيدة‬ ‫( ذات وضوء )‬ ‫للشاعرة احالم غامن‬ ‫بقلم د‪ .‬ناظم حمد السويداوي‬ ‫ناقد وشاعر من العراق‬ ‫النص‬ ‫ذات وضوء‬ ‫__‬ ‫ذات و ُ‬ ‫ضوء‬

‫في جحيم الليل‪،‬‬

‫أتيتكَ من عصي ِّ الد َّْمع‬

‫الرباب‪،‬‬ ‫في وتر َّ‬

‫أغتا ُل المدى‬

‫وفي وداعة زهرة‬

‫عرا‬ ‫ِّ‬ ‫ش ً‬

‫تستدرج المعنى إلى معنى‪،‬‬

‫خطاي‪،‬‬ ‫صعودًا من‬ ‫َ‬

‫عطرها‬ ‫وتنسى‬ ‫َ‬

‫أرى امتدادي‬

‫يغفو على قلقي‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫‪190‬‬

‫ال تمائ َم تحفظ ِّح ْرزي‬

‫ْ‬ ‫لساني َّ‬ ‫ُ‬ ‫إن خ َّ‬ ‫عفران‪.‬‬ ‫الز‬ ‫ب‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬

‫لذلك ال أعرف الصالةَ‬

‫الوجود ليس مجرد نُقطة‬

‫إال في المطالع‬

‫وفي لُ َّج ِّة االستعارة‪،‬‬

‫ْ‬ ‫لكن زينب نبهتْ عيني‬

‫هي دائرةٌ تتقلَّ ُد ُك َّل القوافي‪..‬‬

‫إلى الزيزفون‬

‫المجاز‬ ‫حرير‬ ‫خلي‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬

‫وذكرتني ببنفسج الحواس‬

‫طريقي إليكَ‬

‫ت‬ ‫وألنني سؤا ُل المرارا ِّ‬ ‫فسأعطر اللغةَ‬

‫تاح‬ ‫إلى ال َب ْر َزخِّ ال ُم ِّ‬ ‫فالموت ال يجيد الفاصلة‪.‬‬

‫يتنفس نص الشاعرة احالم غانم في فضاء المكبوت الذي يحمل دالالت واعية لقيمة‬ ‫القول الشعري ووظيفته عبر مقاربات تالمس عنوان القصيدة المتخم بالكثير من ملح‬ ‫الداللة ‪ ،‬وذاته الذي يُجبر المتلقي ان يكتشف آليات االقتصاد اللغوي والتشكيلي الذي‬ ‫تمارسه الشاعرة بذكاء متقن ‪ ،‬للوصول الى اعلى بالغة تكثيف ممكنة ‪ ،‬وأعلى مستوى‬ ‫من داللة القول الشعري‪.‬‬ ‫ويمكن لنا أن نج ّم َل ( ذات وضوء ) بثالثة محاور ‪ ،‬يتحدث األول عن صوت األنا‬ ‫المنتظرة وعالقتها باآلخر المقصود ‪ ،‬في حين يالمس المحور الثاني اآلخر ( ال ُمعين)‬ ‫ِ‬ ‫الذي ّ‬ ‫وظفته الشاعرة بطريقة فنية ‪ ،‬ربما لتنبيهها الى المحتمل من األشياء ‪ .‬أما المحور‬ ‫الثالث فكان عبارة عن صوت األنا الساردة التي تسبح في خياالت مجازية بعيدة عن‬ ‫التصور ‪ ،‬لكنها _ أي الشاعرة _ كانت تفترع كل ماهو جميل للوصول الى اآلخر‬ ‫ّ‬ ‫المنفي ّاال من الذاكرة‪.‬‬ ‫وقريبا من هذا التصور ‪ ،‬يمكن لنا ان نحدد مالمح ( ذات وضوء ) والتي بدأت بالفعل‬ ‫( أتيتك ) َّ‬ ‫لكن هذا اإلتيان لم يكن برغبة كشفية ‪ ،‬بقدر ماكان مح ّمال بفيوضات الشوق‬ ‫والمشاكسة والتحدي ‪ ،‬إليصال رسالة الى اآلخر ونزوعاته المتخمة بالكثير من التمرد‬ ‫‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫‪190‬‬

‫بهذه اإلشراقة يتأكد لدينا َّ‬ ‫أن الفعل ( أتيتك ) هو الذي يحدد مالمح الوصول وحركية‬ ‫القصيدة ‪ ،‬ويمنحنا بعدا من األحالم والرؤى والتفاصيل‪:‬‬ ‫أتيتك من عصي الدمع‬

‫ارى امتدادي‬

‫اغتال المدى‬

‫في جحيم الليل‬

‫شعرا‬

‫في وتر الرباب‬

‫صعودا من خطاي‬ ‫هنا تشتبك ذهنية الشاعرة بالكثير من العالئق السردية التي تش ّكل غيابا طارئا لآلخر‬ ‫‪ ،‬الذي ّ‬ ‫يوزع بدوره مالمح هذا الغياب ‪ ،‬ويف ّكك الصور واإليحاءات بطريقة تحددها‬ ‫األفعال المتناثرة في بطن القصيدة ‪ .‬واذا كانت الذات الشاعرة قد غذّت قصيدتها بكل‬ ‫شيء ‪ ،‬فإنها لم يكن باستطاعتها استجالب رضا اآلخر ‪ ،‬على الرغم من امتداد الذات‬ ‫بكل اتجاه ( ارى امتدادي ‪) ......‬‬ ‫وتكمن هذه اإلشكالية في العالقة على مستوى السؤال الذي يُفضي الى اشياء تتقاطع‬ ‫مع خارطة التواصل بين الذات واآلخر ‪ .‬وهذا مايدعونا الى القول ‪َّ ،‬‬ ‫إن قصيدة احالم‬ ‫غانم عبارة عن افتراض مرتقب تتشظى فيه الذات بأكثر من اتجاه ‪ ،‬وكشف كهذا ‪،‬‬ ‫نتعرف اإلسقاطات المؤدية الى شيء مفقود‪:‬‬ ‫يدعونا أن‬ ‫ّ‬ ‫يغفو على قلقي‬

‫تستدرج المعنى الى معنى‬ ‫وتنسى عطرها‬

‫َّ‬ ‫إن الجملة المهيمنة في هذه األفعال ( تستدرج ‪ ،‬تنسى ‪ ،‬يغفو ) هي التي كسرت الرتابة‬ ‫بإجراء اسلوبي خلق مناخا من العالقات الالمتناهية بين الذات واآلخر ‪ ،‬وبدا على‬ ‫صنعة تسلسل األفعال ‪ ،‬لإلفصاح عن المسكوت عنه الذي‬ ‫الشاعرة أنها قد أتقنت َ‬ ‫يخترق قوانين اللحظة الشعورية المشتهاة‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫‪190‬‬

‫وفي ظل هذا السياق اإلقتضائي تنقلنا حفريات القصيدة الى المحور الثاني المتمثل‬ ‫تسرب الى ذهن الشاعرة ووضع في ذاكرتها الكثيرمن الصور‬ ‫بصوت ( المنبّه ) الذي ّ‬ ‫الجميلة ‪ ،‬كوجه جمالي عاكس لما تعانيه الذات‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫لكن زينب نبَّهت عيني‬

‫وذكرتني ببنفسج الحواس‬

‫الى الزيزفون‬ ‫ومثل هذه التفاصيل الدقيقة التي جاءت بها زينب لتذ ّكر الشاعرة بها ‪ ،‬إنما هي‬ ‫مرموزات إشارية إليصال رسالة الى اآلخر ‪َّ ،‬‬ ‫أن النافذة قد أُغلقت بوجهه ‪ ،‬وهذه‬ ‫المغايرة تحصل كرد فعل على مزاج اآلخر الذي لم يعد ممكنا في حياة الشاعرة‪.‬‬ ‫ناظم حمد خلف قام باإلرسال أمس‪ ،‬الساعة ‪ 7:26‬م‬ ‫وألن أحالم غانم ال تريد أن تكتفي بلحظة الهروب التي تمارسها في لحظة عجز ‪،‬‬ ‫عن قصد أو من دون قصد ‪ ،‬انما ارادت ان تنفتح على الداللة المفضية ألفق حل ‪،‬‬ ‫تحرك أجنحة اإلنزياح المليء بالخيال في سماء القصيدة ‪ .‬وهذا هو المعبر‬ ‫لذا نراها ّ‬ ‫الثالث لها ‪ ،‬وفيه استدعت السؤال بمرارة‪:‬‬ ‫إن خضب لساني الزعفران‬

‫وألنني سؤال المرارات‬ ‫فسأعطر اللغة‬

‫في هذه اللعبة التداولية المليئة بحرير المجاز ‪ ،‬التريد الشاعرة أن تكون الخاسرة في‬ ‫القبض على ذلك الشيء المفقود ‪ ،‬فاستدعاء كل دوال االستعارة والمجاز ‪ ،‬كلها أمور‬ ‫لتجسيم الحدث ورسم أبعادة بطريقة اآليس منه ‪ ،‬فضال عن معرفة الممرات التي‬ ‫يسلكها اآلخر ‪ ،‬المغلق منها والمفتوح ‪ ،‬ضمن سياق تقديم التبريرات ( خلّي حرير‬ ‫المجاز ‪ ،،‬طريقي اليك ) وفي عباءة هذه اللعبة البالغية تريد الشاعرة ان تح َّل الكثير‬ ‫من األسرار المشحونة باإلسترجاع والمثول بين يدي الذاكرة ‪ .‬واليحصل ذلك اال‬ ‫بمشاكسة اللغة ‪ ،‬والتقاط الكثير من اإلشارات اللغوية على النحو الذي يتشاكل مع‬ ‫ثنائية ( الذات ‪ /‬اآلخر ) التي تخلّقت بحوارية إنكشفت خطوطها في محيط اآلخر‬ ‫المرصوف بالغياب ‪ ...‬هكذا ترتّب أحالم غانم وضو َءها بشيء من الدهشة ‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪190‬‬

‫احلرباء " أم البويا‬ ‫الناقدة سامية البحري‬ ‫حيوان يتقن التلون ‪..‬يرتدي لون األشياء التي يقع عليها ‪..‬وقد حباه هللا بهذه الصفة‬ ‫حتى يحميه ويساعده على صيد فريسته‪ ..‬وهلل في خلقه شؤون‪. ..‬‬ ‫واإلنسان الذي يستهويه أن يكون كل شيء فهو يتأثر بكل المخلوقات التي تحيطه‬ ‫فيأخذ منها كل شيء وهناك من يحب التلون ‪..‬ويتقنه‪. ..‬‬ ‫وفي هذا العال م كما في العالم الذي يقابله يجب أن تكون متلونا حتى يرضى عليك‬ ‫الجميع‪..‬‬ ‫يجب أن تروغ كما يروغ الثعلب وتستأذب كما الذئب‪ ..‬وتستأسد كما األسود‪. .‬‬ ‫‪..‬وهكذا دواليك‪ ..‬والويل ‪..‬ثم الويل لمن ال يتقن هذا التقلب والتلون!!‬ ‫ال علينا ‪..‬هذا الورى لغز حير كل وسائل االدراك وكل المباحث التي وضعته تحت‬ ‫المجهر خرجت بخفي حنين ‪..‬بل حتى الخف لم تعثر عليه فقد أصبح يتقن التلون هو‬ ‫اآلخر بعد أن قضى مدة مع هذا البشر!!‪...‬‬ ‫كل هذا لم يعد يعنينا ‪..‬ولم نعد نستنكر ‪..‬أو نستغرب وقد رأينا العجب العجاب‪....‬‬ ‫بيد أنه ما يحز في نفسي أني لم أسأل جدتي عن معنى "أم البويا "‬ ‫لماذا سميت كذلك؟ ؟‬ ‫ومن هي "البويا" ؟‬ ‫وهل "البويا" أشد تلونا من أمها ‪...‬؟؟‬

‫‪29‬‬

‫‪190‬‬

‫وهل انقرضت "البويا "وبقيت أمها ؟؟؟‬ ‫أم أن "أم البويا" مثل "أبو القعقاع الحضرمي "ومشتقاته في عصرنا الحديث ‪...‬؟؟‬ ‫رحلت جدتي وفي نفسي الكثير من "أم البويا "كما رحل سبويه وفي نفسه الكثير من‬ ‫"حتى "‬ ‫ال أحد يملك الجواب الشافي غير جدتي كانت معلما لغويا وتاريخيا ومعرفيا‪. .‬‬ ‫كانت بحكم تنوع جذورها حقال خصيبا ومزيجا حضاريا ثقافيا عظيما‪. .‬‬ ‫تعلمت بين أحضانها أعظم العبر ‪..‬وقرأت بين يديها أعظم الكتب‪..‬‬ ‫وأنا أدين لها بكل درس تعلمته‪..‬‬ ‫كانت جدتي مدرسة عظيمة وكنت تلميذة تنهل من تلك المدرسة بال كلل وال ملل‪..‬‬ ‫وكانت تحب اللون األبيض‪. .‬وترتديه في كل المناسبات وتضع قالدة من الياسمين‬ ‫حول رقبتها وتنثر الفل فوق فراشها‪..‬‬ ‫كانت جدتي مالكا يمشي بين البشر‪..‬‬ ‫نقية كما الفجر ‪..‬طيبة كما األنبياء‪.. .‬حكيمة كما الفالسفة‪ ....‬رحلت جدتي ‪..‬وبقي‬ ‫الفجر يستمد منها كل النقاء الفجر!!‪...‬‬ ‫أنقى لحظات هذا الكون الشاسع‪ . ..‬الفجر!!‪ ...‬هو والدة الكون من جديد ولم تدنسه‬ ‫أنفاس هذا الورى!!‪...‬‬ ‫الفجر آية من آيات هللا!!‪ . ...‬هل خبرتم معنى الفجر ‪........‬؟؟‬ ‫الفجر هو أنفاس جدتي المعطرة بالنقاء والسكينة والرضا!!‪...........‬‬ ‫ولسوف يعطيك ربك فترضى!!‪......‬‬

‫‪30‬‬

‫‪190‬‬

‫ايقونات موصلية‬ ‫راكان العالف‬ ‫موفق الطائي‬ ‫سجله الفني زاخرا بالعطاء واإلبداع حتى تحقق تميزا لمسارك الفني‪ ،‬مسألة بالغة‬ ‫الصعوبة‪ ،‬في وسط يعج بالفنانين‪ ،‬ولكي تكون خطواتك واضحة‪ ،‬وجهدك متميزا‪،‬‬ ‫يجب أن تكون أذن مختلفا بنتاجك وعطائك‪ ،‬ولكي يتحقق هذا‪ ،‬ما عليك إال أن تشمر‬ ‫عن سواعد اإلبداع والتواصل في العطاء وصوال إلى ذلك التميز الحلم‪ ..‬والفنان‬ ‫والمربي (راكان العالف) الولود في الموصل عام ‪ 1946‬واحد من الذين شقوا مسارهم‬ ‫الفني بالجهد والعرق والتعب واإلبداع‪ ،‬عبر مشوار فني وضع خطواته األولى فيه‬ ‫عام‪ ، 1959‬عاشقا للفن حد الهوس‪ ،‬ربما كان متنفسه الوحيد حينها‪ ،‬ولعه الشديد‬ ‫بالسينما وتردده المستمر عليها‪ ،‬ومحاولة تقليد الممثلين‪ ،‬من خالل شرائه كاميرا‬ ‫سينمائية (‪ ) 8‬ملم وتصويره مع مجموعة من الشبان الذين لديهم نفس الهم والعشق‪..‬‬ ‫وساهم عام ‪ 1964‬في تأسيس شركة سينمائية مع الفنان الراحل (سامي الجادر) ومعهم‬ ‫جمع من عشاق السينما‪ ،‬لينتجوا فلمهم الوحيد (طريق الشر)‪ .‬الواقع الفني في مدينة‬ ‫الموصل في حينها‪ ،‬لم يتمكن من احتواء ما بداخله من طاقات وأحالم وأماني‪ ،‬مما‬ ‫جعله يشد الرحال إلى بغداد عام ‪ 1964‬صوب معهد الفنون الجميلة ‪ /‬قسم المسرح‪،‬‬ ‫وأثناء دراسته شارك بالعديد من األعمال المسرحية والتلفزيونية‪ ،‬نذكر منها مسلسل‬ ‫(الجسر)‪ ،‬و(السعفة الصغيرة)‪ ..‬بعد تخرجه من المعهد والتحاقه بخدمة العلم أنضم‬ ‫عام ‪ 1970‬إلى فرقة المسرح العسكري‪ ..‬بعدها عاد إلى مدينته (الموصل) ليبدأ‬ ‫مشواره مع التربية والتعليم والفن‪ ،‬فقد عين عام ‪ 1971‬معلما لتدريس مادة الرسم!!‬ ‫تظل الطموحات واألماني تدفعه في البحث عن شواطئ توصله إلى مبتغاه‪ ،‬وكانت‬ ‫هذه المرة (فرنسا) ليشد الرحال لها عام ‪1973‬أل كمال دراسته للفن وعنها يقول‬

‫‪31‬‬

‫‪190‬‬

‫العالف‪ :‬عندما دخلت فرنسا أول مرة إلكمال دراستي األكاديمية في جامعة السوربون‪،‬‬ ‫لكن الظروف وأشياء أخرى حالت دون ذلك‪ ،‬أثرت فرنسا في ثقافتي‪ ،‬مثلما منحتني‬ ‫مسارح أوربا خبرة كبيرة وغنية من خالل مشاهدتي ألكثر من ستين عمال مسرحيا‬ ‫تأتي على رأسها مسرحيات مثل‪ :‬يوليوس قيصر ‪ /‬األستاذ المقص ‪ /‬مكبث ‪ /‬حلم ليلة‬ ‫صيف ‪ /‬الكراسي ‪ /‬أنتجونا ‪ /‬أوبرا سبارتوكوس‪ ..‬وغيرها‪ .‬بعد عودته للوطن‪ ،‬عين‬ ‫(مشرفا فنيا) في مديرية النشاط المدرسي‪ ،‬وقد تسنم رئاسة قسم الفنون المسرحية منذ‬ ‫عام ‪ 1978‬حتى احالته على التقاعد‪.‬ثم عمل محاضرا بعدها في معهد الفنون الجميلة‬ ‫بالموصل لسنوات عديدة بعد تقاعده عن الوظيفة‪ ،‬واخرج العديد من المسرحيات‬ ‫لشكسبير وكامو وبيتر بروك وبيتر فايس وسارتر‪ .‬وبريخت وبيراندلو‪ .‬ولوركا‬ ‫وغيرهم‪ ..‬أما العراقيين‪ ..‬عادل كاظم‪ ..‬قاسم محمد‪ ..‬بدري حسون فريد‪ ..‬جاسم‬ ‫العبودي‪ ..‬يوسف العاني‪.‬‬ ‫سجله الفني زاخر بالعطاء واإلبداع‪ ،‬بخاصة نشاطه اإلخراجي‪ ،‬فأنه يضم العديد من‬ ‫النتاجات المسرحية التي حصلت على جوائز متقدمة من خالل مشاركتها في‬ ‫المهرجانات القطرية‪ :‬كمشرب شاي ‪ /‬القرية المسحورة ‪ /‬سفر األمواج ‪ /‬شعب الذرى‬ ‫‪ /‬السيف‪ ،‬إلى جانب عشرات األوبريتات واللوحات الفينة الراقصة‪ :‬أيام محلتنا ‪ /‬جحا‬ ‫‪ /‬أبو قاسم الطنبوري ‪ /‬الجسر ‪ /‬باب الطوب ‪ /‬الشمس الغاربة‪ ..‬وغيرها ‪.‬‬ ‫الفنان راكان العالف متعدد المواهب‪ ،‬ليس لدية أية صعوبة في حل المشكالت التي‬ ‫تواجهه أثناء عمله الفني‪ ،‬تجده نجارا ماهرا ينفذ بكل إتقان أصعب الديكورات‬ ‫المسرحية‪ ،‬لديه اهتمام كبير بالموسيقى العربية‪ ،‬يمتلك أرشيفا موسيقيا‪ ،‬أصبح مرجعا‬ ‫لكل العاملين في حقل الفن في الموصل‪ ،‬وضع الموسيقى التصويرية للعديد من‬ ‫األعمال المسرحية والتلفزيونية‪ ..‬يمتلك الفنان العالف حضورا مميزا فوق خشبة‬ ‫المسرح كممثل فقد أدى بنجاح العديد من األدوار المسرحية والتلفزيونية بكل إتقان‬ ‫ونجاح‪ ،‬نذكر تألقه في المسرحيات‪ :‬الزير سالم ‪ /‬الشرارة ‪ /‬الشهداء ينهضون ‪/‬‬ ‫النمرود‪ ..‬والتمثيلية التلفزيونية‪ :‬الصدى‪ ..‬أخر أعماله الفينة إخراجه بانوراما (األميرة‬ ‫نينوى) التي تستعرض تاريخ نينوى (المدينة والحضارة) والتي قدمت في اخر‬ ‫مهرجان للربيع عام ‪2002‬م‪ .‬والزال نهر عطائه دافقا تربويا وفنيا‪..‬‬

‫‪32‬‬

‫‪190‬‬

‫ال ادري‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫ال ادري ‪..‬هل ان ثقافة الخراب التي تحاصرنا ‪ ..‬يمكن ان نواجهها بالكلمة الجميلة‬ ‫في مقال او قصيدة ‪..‬وهل يعد ذلك فعال رومانسيا ساذجا ‪..‬الجدوى منه ‪..‬واذا كان‬ ‫كذلك ‪..‬فلم ال نتوقف‪ ..‬لماذا نصر على المواجهة ونحمل رغبة قوية بالتغيير ‪..‬والنتيجة‬ ‫دوما هزيمة جديدة ‪..‬وجرح نفسي عميق ‪..‬واتساع اكبر في مساحة الخراب‪..‬‬ ‫ومع ذلك كله‬ ‫في النفس التوجد مساحة اال للجمال فقط ‪..‬ذلك سر صمودنا حتى اللحظة‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫‪190‬‬

‫اجلمعة عطلة‬ ‫د ‪ .‬حسام الطحان‬ ‫يفترض أن تزيد ساعات تجهيز الكهرباء في يوم الجمعة ‪ ،‬ألنها عطلة نهاية األسبوع‬ ‫في العراق ‪ ،‬فالدوائر الحكومية مغلقة ‪ ،‬ومصانع الصلب والحديد مغلقة ‪ ،‬ومصانع‬ ‫السيارات مغلقة ‪ ،‬والمطارات مغلقة ‪ ،‬ووكالة ناسا الموصل ألبحاث الفضاء مغلقة‪.‬‬ ‫أين تذهب هذه الطاقة يوم الجمعة ؟ أليس من األجدر تزويد المنازل بها ‪...‬‬

‫‪34‬‬

‫‪190‬‬

‫شعر‬

‫ملن أشكو‬ ‫خضر عباد علي الجوعاني‬ ‫فهل تدري؟؟؟؟‬ ‫ياساكنا كل خلية من‬ ‫جسدي‬ ‫يامن هواه‪....‬‬ ‫أعزه وذلني‬

‫لمن أشكو من بعدك‬ ‫همي‬

‫كيف أنساك؟ يامن‬ ‫نسيت دلني‬

‫ونار فراقك التي أسهر‬ ‫بها ليلي‬

‫وأنت‬ ‫نار جهنم‬ ‫َ‬ ‫أنا في ِ‬ ‫عيش هني‬ ‫في ٍ‬

‫وذكرياتك التي بها‬ ‫بسمة سنين عمري‬

‫أقسمت بالوفاء لي‬ ‫يامن‬ ‫َ‬ ‫وعاهدتني‬

‫لمن بعدك أشكو‪....‬‬

‫وحلفت أن التخونَ‬ ‫َ‬ ‫فخنتني‬

‫ومن يضمد جراحي‬ ‫وينزع سهام هجرك لي‬ ‫وحدك‪.........‬‬ ‫أنت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عمري‬ ‫‪...‬وحياتي‪...‬وبسمتي‬

‫شكوتُ همي وهجرك‬ ‫وجراح قلبي‬ ‫بعدك‬ ‫ب يوفي من‬ ‫َ‬ ‫لحبي ٍ‬ ‫( قلمي )‬ ‫وترتعش به‬ ‫أكتب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أناملي‬ ‫وتصبُّ دما ً دموعُ‬ ‫عيني‬ ‫ألرس َل إلى ك ِّل شريفٍ‬ ‫بالصحف مرسالي‬ ‫ِ‬ ‫أنك ظال ٌم‬ ‫وشكواي َ‬ ‫وظلمتني‬ ‫عاهدتني‪......‬‬ ‫لم أخنك فخنتني‬

‫لمن أشكو‪........‬‬ ‫وأنت ُّ‬ ‫أعز ماعندي‬ ‫َ‬ ‫ظلمتني‬

‫‪35‬‬

‫تحياتي إلى أعز‬ ‫ماعندي‪.....‬‬ ‫قرطاسي وقلمي‬

‫‪190‬‬

‫كفاك ياحزن‬ ‫نسرين سعود‬ ‫وأنت تبدو كواحة غناء في زمن‬ ‫السراب‬

‫كفاك ياحزن تطرق بابي‬ ‫أقفر القلب شوقا للغياب‬

‫هل يلتقي الحب والشك في مخدع‬ ‫أبدا‪...‬أال إن التقيا انهار الحب‬ ‫واإلعجاب‬

‫أيها الحزن التطل المقام بين المقل‬ ‫فمالمح األمراء اليليق بها الدمع‬ ‫واالكتئاب‬

‫ووجب الرحيل دون عتاب‬

‫أتعبني الرواح بين العباب‬

‫إلى حضن أكرومتي مرجعي وأوابي‬

‫وتقلب األحوال واألرواح حولي‬ ‫واألحباب‬

‫التقرع أيها الحزن بابي‬ ‫فقلبي الصغير مازال ينتظر‬

‫أتحبني حقا ‪...‬إذن لماذا يطيب لك‬ ‫عذابي‬

‫بصيص أمل من بين السحاب‬

‫أتحبني حقا‪...‬إذن لماذا تستعذب‬ ‫جرحي وندابي‬

‫و بزوغ شمس السعادة‬ ‫من أي مكان ينبع لو في داخلي‬

‫أحبك بهدوء امرأة ال يصدأ حبها‬

‫فلماذا هذا التجني والقسوة في العتاب؟‬

‫‪36‬‬

‫‪190‬‬

‫نَشيد اهلوى‬ ‫نجيب بڨيڨة‬ ‫قولوا معي نشيد العشق‬ ‫و غنّوا على أوتار‬ ‫الحياة‬

‫سر كل‬ ‫ِب َبسمة ّ‬ ‫التعويذات‬

‫تُلبس النوارس أجنحتها‬ ‫ضفائرك طوق نجاة‬ ‫َ‬

‫شفاه منبع الرضاب‬

‫والليل يشتاق لوسادتك‬

‫هنالك بين ضلوع الفجر‬

‫يسقي الورد و‬ ‫الشجرات‬

‫تُسامره من الغرام‬ ‫حكايات‬

‫نور يُبيح كل‬ ‫الصباحات‬

‫حين تنساب الدموع‬

‫فكيف ال أحبك و أكثر‬

‫الو َجنات‬ ‫على لؤلؤ َ‬

‫و أنت الصباح والمساء‬

‫صاحب القول ِلما فات‬

‫غيث من كل الغيمات‬

‫و الليل و كل األوقات‬

‫و سيد اإلذن لما هو ٱت‬

‫يرتوي الفؤاد‬

‫كيف ال أحبك و أكثر‬

‫مالك له كل‬ ‫الصالحيات‬

‫و زيادة من الموجات‬

‫و مراكبي تج ّمدت‬

‫تنتظر كل المساءات‬

‫مفاتيح الفجر‬

‫على ضفاف هواك‬

‫إشارة بنانك‬

‫تُطيع وجه البدر‬

‫ِلمسار كل الرحالت‬

‫إعتزلت اإلبحار‬ ‫و طلّقت كل الميناءات‬

‫يستوطن ضياء الكون‬

‫‪37‬‬

‫‪190‬‬

‫يتهادى الليل‬ ‫رتيبة لطرش ‪ /‬الجزائر‬ ‫افتش عنك‬

‫يتهادى في خمول ‪...‬‬

‫في صمت السكون‪...‬‬

‫تؤرقني المسافات‪...‬‬

‫بين اهازيج العابرين‬

‫في دروب عينيك‪...‬‬

‫في توهج الشمس‪...‬‬

‫مسرعة هي خطاي‬

‫و تمتمات العجائز‪،‬‬

‫مهرولة تتعثر بك‪...‬‬

‫على حافة الطريق‪...‬‬

‫يشدني الحنين إليك‪...‬‬

‫مع اخر نفس‪،‬‬

‫يستعر الشوق‪ ،‬كل ما مر‬

‫يلفظه صدر الريح‪...‬‬

‫هفيف طيفك امام‬

‫اسمع دبيب خطاك‬

‫عين السهد‪...‬‬

‫يقترب رويدا‪...‬‬

‫يلف الصقيع خصالت‬

‫يحدث ضجيجا‪..‬‬

‫الليل‪...‬‬

‫يعزف لحن الخلود‪...‬‬

‫والحر يتقد في يديك‪...‬‬

‫و الليل تلفحه انفاسك‬

‫‪38‬‬

‫‪190‬‬

‫جمـــــــــــــــانيـــــــن‬ ‫صـــــالـح بـن داود‬ ‫يقـــــولــــون عنــا مجــــــــانـــين‬

‫قــــــــــوافي البـــــحر نجمــــعها‬

‫والشـــــــــــعر فيــــنا أغبــــــــر‬

‫قـــــــل مــــــــاشئت‬

‫والبــــــــــوح فــــــن الخطـــــابة‬

‫مــــن خـــــجل‬

‫مســــــــاكـــــــين‬

‫أنــــــــــــت الــــــسيد و الــــــــمقصد‬

‫حـــــــاضر ليـــــــس يـــــــــــــبشر‬

‫والــــــــــــبيت الــمقلد والــــــخلد‬

‫وال كـــــــــل الـــــــداووين‬

‫نبـــــــــــنيه بالـــــــــوتد‬

‫التــــــــي كتــــــــبت‬

‫يعـــــــــــــاب علـــــــــينا‬

‫منـــــد عقــــــود الجــــــاهلية‬

‫أن نـــــــعشق‬

‫مــــــــــاتت غـــــــــزية وبــــــكر‬

‫ونسبــــــق فـــــي أحـــــالمنا شــــبق‬

‫وكـــل الــــــذين قـــد بـــــــرعوا‬

‫يــــــــاليـــــتنا فـي دنيـــــا‬

‫الـــــــــشعر مــــــــازال يغــــنى‬

‫ال تـــــــرهق‬

‫مــــــــوال يســـــمع فـي‬ ‫الــــــــزارعين‬

‫يــــــــــــروننا مجـــــــــــانين‬ ‫ومـــــا علــــــــموا‬

‫لــــــم ينتـــــه عهـــــد المــحب وال‬

‫أن الجنــــــــــــون قـــــمة األلــــــق‬

‫نـــــــــضب الـــــــــــقصيد‬

‫‪39‬‬

‫‪190‬‬

‫أيها احلبيب‬ ‫حسين كرار ‪ /‬الجزائر‬ ‫ال ِش ْع ُر ي ْش ِفي ْالفُ َؤاد َك َد َواء‬ ‫يُ َداوي ُج ْر ًحا بِه أَلَ ُمم‬

‫َواتْ ُرك ِلي ْ‬ ‫إن ُك ْنت ت َِار َّكا‬ ‫سانُك يُس ِْمعُنِي َما ت َ ْكتُم‬ ‫ِل َ‬ ‫َّللا فِي ِس ِ ّري أَ ِج ْر‬ ‫َد َع ْوتُ َّ َ‬

‫ب ْ‬ ‫إن أَ ْس َم َعه ُ‬ ‫يُ ِري ُح ْالقَ ْل َ‬ ‫َج َما ُل أَحْ ُرف لَ َها نُ ُ‬ ‫ظ ُم‬ ‫َف َدا ِو َق ْل ًبا ِب َما َيقُولُهُ‬

‫َع ْبدَّا أَتَى َعلَ ْي ِه بِ َما تَ ْعلَ ُم‬ ‫َّ‬ ‫إن َّال ِتي َذ َك ْرت َها ُمتَغ ِ َّز َّال‬ ‫اضي تَ ْعفُوا أَ ْو تَ ْع َدم‬ ‫ي ْالقَ ِ‬ ‫لَ ِه َ‬ ‫فَا ْن ُ‬ ‫ظ ِري َحا َل َم ْن أَ ْب َدلَه ُ‬

‫سقَم‬ ‫سانُك يُ ْذهِب َع ْنهُ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ْالقَ ْلب أَ ْق َرب ِللدَّاء قَالُوا‬

‫ُحسْن ْال َك َال ِم َو َعاد َي ْبتَ ِسم‬ ‫بَ ْع َد ُ‬ ‫ع ْمر َعاش أَ ْكثَ َرهُ‬

‫س ُم‬ ‫والش ْع ُر َد َواؤُه قِيل و َب ْل َ‬ ‫َمن ِل ْلقَ ْلب إذَا ا ْشتَ َّد تَلَ ُّهفُه‬ ‫إال ن ْ‬ ‫َظ َرة َي ْن ُ‬ ‫سلَ ُم‬ ‫ظ ُرهَا فَ َي َ‬

‫غ َِريق َبحْ ر أ َ ْم َوا ُجهُ تَلَ ُ‬ ‫ط ُم‬ ‫ق َو َال تَتَ َع َّج ِلي‬ ‫فَ ِخذِي بِ ِ ّ‬ ‫الر ْف ِ‬

‫يُ ْع ِطيَه ْال َح َال َوةَ ِم ْن قَ ْو ِله‬

‫ض ْع ِف ِه يَتَأَلَّم‬ ‫لب ِم ْن ُ‬ ‫فالقَ ُ‬ ‫فَأ َ ْب ِلغ ْال َح ِبيب َوقَ ْلبُه َم ًعا‬

‫س ُم‬ ‫َويُ ْم ِر ْر َعلَيْه قَ َوافِيه ت َْر ُ‬ ‫س َّفا‬ ‫ُخ ْذ ِم ّنِي َما أ َ ْم ِل ُكهُ تَ َع ُّ‬ ‫فإني َع ِه ْدتُك ِلقَ ْلبِي ت ْ‬ ‫َظ ِل ُم‬

‫صابَنَا َال يَ ْر َح ُم‬ ‫بأن الَّذِي أَ َ‬

‫‪40‬‬

‫‪190‬‬

‫متى فرحت ؟‬ ‫فاضل الركابي‬ ‫عندما التقت أرواحنا‬

‫بكل وقت‬

‫ومسكت يديك بصمت‬

‫انت لي‬

‫ودغدغ الشوق ثنايانا‬

‫أقسم ان ال افارقك‬

‫وكتمت البوح بداخلي‬

‫انا أقسمت‬

‫ورجفت‬

‫أن تشرق روحي من روحك‬

‫فقدت شهيتي لألشياء‬

‫وينبض نبضي مع نبضك‬

‫اال رغبتي منك وإليك‬

‫ألجلك عشقت‬

‫جرعة زائدة من روحك‬

‫صباحاتك‬

‫أيقنت‬

‫احضانك‬

‫وبالمالئكة استعنت‬

‫حكاياتك بصمت‬

‫ان تحملني إليك‬

‫‪41‬‬

‫‪190‬‬

‫الصفر‬ ‫فيصل األحمر‬ ‫الصفر آد ُم‪...‬‬ ‫ُ‬

‫الصفر أحال ٌم عاليةٌ‬

‫فق َد األفقَ ‪ ،‬ولم يفقد‬ ‫الذاكره‬

‫ليس تدركها ال معادلةٌ‬ ‫ب وال متتاليةٌ‬ ‫للسحا ِ‬ ‫للمطر‬ ‫ْ‬

‫جسر ‪ -‬هو‬ ‫في الحكاية‬ ‫ٌ‬ ‫الصفر‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫وتراتيل في قل ِ‬ ‫كافرةٍ‬ ‫ونوائب سوف‬ ‫الحجر‬ ‫تصيب‬ ‫ْ‬ ‫الصفر رق ٌم يحبّ‬ ‫الغموض‬ ‫َ‬ ‫الجراب‬ ‫يمأل‬ ‫َ‬ ‫لكنه ال يرى في‬ ‫ب بقا ًء وال بعده‬ ‫الجرا ِ‬ ‫أثر‬ ‫من ْ‬ ‫هو مثل السالطين؛‬ ‫مآس‬ ‫ضجي ٌج في ٍ‬ ‫في خواءٍ في انشطارات‬ ‫القدر‬ ‫ْ‬

‫الصفر أرض جذلى‬ ‫باشتهاء‬ ‫ومسكونة‬ ‫ِ‬ ‫الزالز ِل‪...‬‬ ‫ال يدرك‬ ‫بهجتَها أح ٌد‪..‬‬ ‫الصفر‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫صيغةٌ في اللغا ِ‬ ‫ُ‬ ‫المحقق‪ ...‬لكنه‬ ‫يراها‬ ‫سوف يتر ُكها‬ ‫خيرها دائما في‬ ‫ُ‬ ‫سواها‬ ‫نار كبيرة ٌ‬ ‫الصفر ٌ‬ ‫ال تبقي ‪ ...‬ال ‪ ...‬وال‬ ‫تذر‬ ‫ْ‬

‫الصفر ٌ‬ ‫قلق في‬ ‫السديم ‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫تعالجه جدتي بالتمائم‬ ‫والزيت والنومة الهانيه‬ ‫الصفر ميتافيزيقا‬ ‫ُ‬ ‫يِ‬ ‫العدال ِة في دماغ الصب ّ‬ ‫يِ‬ ‫ي ِ األب ّ‬ ‫الشق ّ‬ ‫رحمة للفؤاد ال ُم َعنّى‬ ‫الجبر‬ ‫ت‬ ‫من عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫والهندسه‬ ‫جذور تربيعيةٌ‬ ‫الصفر‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫تتالعب‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫بالمصائر والصبوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫واألسئلهْ‬ ‫صغير‬ ‫ب‬ ‫قلب قل ٍ‬ ‫الصفر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫يز ِيّ ُن مفتا َح الفر ْج‬ ‫الصفر عاصمةٌ أبديةٌ‬ ‫ُ‬ ‫يسكنُها عاشقون‬ ‫تخطاهم الفعالن‬ ‫كان وصار‬

‫‪42‬‬

‫‪190‬‬

‫فال ه ُم ناقصون‬ ‫وال ه ُم كاملون‪...‬‬ ‫وال بين ْ‬ ‫بين‬

‫الصفر ٌ‬ ‫نفق في البالغ ِة‬ ‫أدركه "ابن عربي"‬

‫يمر بطيئا وال ذوقَ‬ ‫ُّ‬ ‫فيه‬

‫البسطاء‬ ‫الصفر َم َر ُق‬ ‫ِ‬

‫الصفر يخدش تاريخ‬ ‫ميالدنا كل يوم‬

‫الصفر حوا ُء‪ ...‬كامنةٌ‬ ‫ت اإلل ِه‬ ‫في حسابا ِ‬

‫بار َكه " السيد المسي ُح"‬ ‫بغمس ِة حبّ ٍ‬

‫آدم‬ ‫من قب ِل ميال ِد َ‬ ‫حين الفراديس عاطلة ٌ‬ ‫والمالئك ذاهلة ٌ‬

‫تراتي ُل لم تكتمل في‬ ‫طاغور‬ ‫فؤا ِد‬ ‫ْ‬ ‫الصفر زنبقةٌ في‬ ‫ُ‬ ‫البراري‬

‫انتظار جداول‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫مبهم ٍة للحساب‬

‫الجنون‬ ‫تتج ّمل ح ّد‬ ‫ِ‬

‫مفاتيحها بين‬ ‫"كن" و"يكون"‬ ‫الصفر ليل طويل‬ ‫تفرس فينا‬ ‫ترتيب‬ ‫ونحن نعيد‬ ‫َ‬ ‫كل شيءٍ حسب فوضاه‬ ‫تلك الجميلة‬

‫ب ‪...‬‬ ‫وال من حبي ٍ‬ ‫ي ِ شيء‬ ‫وال أ ّ‬ ‫عبور إلى‬ ‫وال من‬ ‫ٍ‬ ‫ي ِ شيء‬ ‫أ ّ‬ ‫الصفر وقت شقي‬ ‫يمر سريعا فال‬ ‫ُّ‬ ‫نحتسيه‬

‫‪43‬‬

‫)هل ترى كانت الحا ُل‬ ‫دوما على هذه الحا ِل؟(‬ ‫الميالد؟‬ ‫الميالد يشبه الصفر‬ ‫تماما‪:‬‬ ‫نوع من الموت مختبئ‬ ‫في الشموع التي تحتفي‬ ‫بالسنين‬ ‫نحن نشعلها فرحا‬ ‫وهي تطفئنا بعد‬ ‫حين‬

‫‪190‬‬

‫وميض عينيك‬ ‫صورية حمدوش ‪/‬الجزائر‬ ‫مازالت روحك ساحرة‬

‫أتفنن في رسمها على أوراق النبض‬

‫تبحر بي في مدينة كريستالية‬

‫مازلت أغفو على وسادة مطرزة‬ ‫بحروفك‬

‫وغيومها تعطرني‬

‫وسرير محشو بصدى صوتك‬

‫كلما نزل ردادها على أرض جسدي‬

‫ويدفىء هذا الجسد وميض عينيك‬

‫مازالت الصباحات تنسج بهجتي‬

‫كأن جسدك يحتويني‬

‫من محياك المالئكي‬

‫تهدهدني ضحكاتك كحجر أمي‬

‫مازلت جائعة لحبك كالفقراء واليتامى‬

‫مازالت الحياة رافعة صواري‬ ‫أشرعتي‬

‫كحكايا أليس العجيبة‬

‫مازال همس صوتك أشهى‬

‫طالما نفسك نجوم تعبر قارات جسدي‬

‫من رائحة الخبز في مخيمات الجياع‬

‫لترسم خريطة العالم الجديد‬

‫مازالت سنابل الروح تنحني‬

‫كمولود أصابته طفرة وراثية‬

‫للنسيم خجال من تلك البسمة‬

‫وبدأت عالمات التميز والتفرد‬

‫مازالت تلك التفاصيل الصغيرة‬

‫تبرز في أروع صورة للوجود‬

‫ألملمها كلوحة فنية‬

‫‪44‬‬

‫‪190‬‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫زهرة محمد‬ ‫أن تكون فردا ً في‬ ‫جماعة األسود‬ ‫خير لك من أن‬ ‫تكون قائدا ً للنعام‬

‫‪45‬‬

‫‪190‬‬

‫أزياء‬ ‫‪46‬‬

190

47

‫‪190‬‬

‫اخبار ثقافية‬

‫النشاط االسبوعي‬ ‫الثقايف املوصلي‬ ‫اعداد‬ ‫ابو عثمان السراج‬

‫أبتدأت الفعاليات الثقافية الموصلية لالسبوع الفائت بنشاطات رصيف الكتب‬ ‫يوم الجمعة ‪ ٢٠٢٠ / ١٢ / ١١‬الماضي وكما وافانا بتفاصيله مشكورا االستاذ‬ ‫الطيب وليد الشوربجي فله منا جزيل التقدير والعرفان حيث ابتدأ نشاط رصيف‬ ‫الكتب بالوقوف وقراءة سورة الفاتحة على روح الفنان الموصلي الكبير محمد‬ ‫نوري طبو رحمه هللا كما شهد رصيف الكتاب حضورا فاعال العضاء اتحاد‬ ‫الصحفيين العراقيين ومشاركتهم في فعاليات الرصيف كما حضر رصيف‬ ‫الكتب الجمعة الفائتة االستاذ االديب والشاعر ماجد حامد الحسيني بعد تماثله‬ ‫للشفاء التام والحمدهلل اثر اصابته بفيروس كورونا اللعين حيث استهل نشاطه‬ ‫بحضوره الكريم في رصيف الكتب ‪ ،‬اضافة الى مشاركة (مطبخ ام علي)‬ ‫والول مرة وعرضها للمنتجات الغذائية وكذلك شهد رصيف الكتاب حضور‬ ‫مؤسسة نمور للتنمية والتطوير وعي منظمة غير حكومية وتأتي مشاركتها‬ ‫ضمن فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة‪...‬‬

‫واعقب ذلك اقامة لقاءا في مقهى القنطرة الثقاقي حضره عدد من السادة رواد‬ ‫الحراك الثقافي الموصلي وبمشاركة رائعة لالستاذ الموسيقار فاضل البدري بعزفه‬ ‫على آلة العود وكذلك شهد مقهى القنطرة الثقافي الحضور الكبير لالستاذ الفنان عامر‬ ‫يونس ومشاركته باداء القدود الحلبية بصوته الطيب واختياراته الجميلة التي امتعت‬ ‫الحاضرين واطربتهم‪..‬‬

‫‪48‬‬

‫‪190‬‬

‫وفي يوم السبت ‪ ٢٠٢٠/ ١٢/ ١٢‬شهد مقر اتحاد الصحفيين محاضرة قيمة لالستاذ‬‫الدكتور خيري شيت تحدث فيها عن تجربته الصحفية واالعالمية ومدى تفاعلها مع‬ ‫اختصاصه الدقيق في التاريخ وقدم فيها شرحا تفضيليا عن اسلوبه في المقالة الصحفية‬ ‫‪ ،‬وحضر اللقاء االستاذ حسن رشكري رئيس اتحاد الصحفيين فرع نينوى واالستاذ‬ ‫ثامر معيوف نائب رئيس االتحاد وعدد من الزمالء اعضاء االتحاد وعدد من الضيوف‬ ‫الكرام‬

‫ وشهدت قاعة المرحوم يوصف ذنون يوم السبت الماضي ايضا احتفالية مجلة‬‫صدى الريف لتوقيع عدد من الكتب وبرعاية االستاذ جاسم الشالل رئيس تحربر‬ ‫المجلة وقد جرى تكريم عدد من رواد الثقافة الموصلية بعدد من شهادات الشكر‬ ‫والتقدير‬ ‫ وشهدت قاعة تنسيقية نينوى لمنظمة حكماء العراق للعدالة االنتقالية يوم السبت‬‫الماضي ‪ ١٢ / ١٢‬ايضا حضور غفير من الشخصيات العلمية واالكاديمية وعدد من‬

‫‪49‬‬

‫‪190‬‬

‫الشخصيات المجتمعية وذلك للمشاركة في محاضرة االستاذ الدكتور صالح سلطان‬ ‫محمد عزاوي والموسومة‬

‫( االنظمة السياسية من حيث ممارسة السلطة ‪ ....‬انظمة الحكم إنموذجا)‬ ‫وترأس الجلسة الدكتور طلب صالح الجبوري وقبل البدء بالمحاضرة رحب الدكتور‬ ‫قيس حمادي العبيدي المشرف على الجانب الثقافي والعلمي لتنسيقية نينوى بالحضور‬ ‫واشار الى االحتفال بالذكرى الثالثه لتحرير الموصل من تنظيم داعش الظالمي والدور‬ ‫الكبير لتشكيالت جيشنا الباسل والتشكيالت المتجحفله معه من مختلف الصنوف‪،‬‬ ‫وبعدها وقف الجميع لقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق‪ ،‬فضال عن قراءة‬ ‫نعي التنسيقية لروح المرحوم االستاذ الدكتور علي عبد عباس العزاوي استاذ نظم‬ ‫المعلومات الجغرافية في كلية التربية للعلوم االنسانية‪،‬‬ ‫وأُقيم يوم الثالثاء الموافق ‪ /١٥‬كانون األول‪ ٢٠٢٠/‬وعلى قاعة الحدباء في مديرية‬ ‫مركز الشباب والرياضة في نينوى الموصل ‪ /‬حي المثنى معرضا لألعمال اليدوية‬ ‫لدعم النساء العائدات من النزوح وبإشراف صندوق أعمار المناطق المتضررة من‬ ‫العمليات اإلرهابية‪ ...‬وبالتعاون مع منظمة الرجاء للتنمية والتطوير وفريق فجر‬ ‫نينوى التطوعي في الموصل حيث حضره األستاذ حسن العالف نائب محافظ نينوى‬ ‫وكثير من الشخصيات القيادية في الموصل ‪...‬وكان للمركز العراقي لجرية االعالم‬ ‫حضوره الفعال والمتميز ‪...‬‬

‫‪50‬‬

190

51

‫‪190‬‬

‫إن شرايني التي اتخذت منها جسورا عربية تمد اليوم الوصال إلى بالد الرافدين إلى‬ ‫بغداد بالذات لتعمد روحي من بهاء جان الشعر الذي ألبس أهلها جلباب الكلمات وسحر‬ ‫البيان ربما هو بعض السحر من عهد هاروت وماروت لكنه بذوق العسل الذي ترسب‬ ‫من عوامل حضارتها العريقة تزين بروح التميز واإلبداع المتجدد والمتفرد فولد‬ ‫السياب األول وزرع بذرة روحه في دجلة والفرات فتشرب أهله منهما وكثر الزرع‬ ‫وسنابله وها نحن اليوم نأتيكم بسنبلة من آل السياب ليفرك لكم هذه الليلة بعض َح ِب ِه‬ ‫و ُحبِ ِه على مائدة الثريا‪.‬‬ ‫بطاقة مقتضبة من سيرته الذاتية‪:‬‬ ‫االسم ‪ :‬حسين السياب‬‫ي من مواليد بغداد ‪.1976 -‬‬ ‫شاعر عراق ّ‬‫بكالوريوس ادارة واقتصاد‬‫عضو مؤسسة بال أقنعة الثقافية في بغداد‬‫ محرر في مجلة الهيكل األسبوعية التي تصدر في العراق ومصر وسوريا‪.‬‬‫مستشار بيت الهايكو في دار الثقافة ابن رشيق في العاصمة تونس ‪.‬‬‫عضو مؤسسة عرار العرب للثقافة والشعر العربي في العاصمة األردنية عمان‪.‬‬‫مستشار في جمعية حلمة ونجوم في العاصمة تونس‪.‬‬‫ اتجه نحو الشعر منذ التسعينيات‪ ،‬وله نصوص في تلك الحقبة‪.‬‬‫شارك في أصبوحات وأماسي شعرية في بغداد وعدد من محافظات العراق‪.‬‬‫له مشاركات خارجية أيضا ً في كل من‪ :‬مصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬تونس ‪ ،‬االردن‪.‬‬‫ المشاركة في مهرجان االبداع والفنون في مصر لدورتين متتاليتين‬‫‪-‬يكتب عن (ثنائية الحب الوطن)‪ ،‬وهو الطابع الغالب على قصائده‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫‪190‬‬

‫ له مجموعة شعرية مطبوعة بعنوان (بتوقيت القلب)‪ ،‬وقد صدرت العام الماضي في‬‫بغداد‪ ،‬ونفذت جميعاً‪ ،‬وصدرت الطبعة الثانية منها حديثا‪.‬‬ ‫ مجموعته الشعرية الثانية ( تسابيح الوجع ) صدرت في بغداد موخرا‪.‬‬‫ لديه تحت الطبع مجموعة شعرية ثالثة بعنوان ( عزف الرمال )‪.‬‬‫نشر ت له قصائد في صحف عراقية وعربية‪ ،‬أهمها‪( :‬الصباح الجديد‪ ،‬الحقيقة‪،‬‬‫الزوراء‪ ،‬بانوراما‪ ،‬المصري اليوم)‪.‬‬ ‫شاعرنا حسين السياب سؤال كالسيكي البد من اإلجابة عليه كسؤال اجباري‬ ‫باالمتحان متى وكيف بدأت مداعبة الحرف؟‬ ‫حسين السياب بدأت الكتابة في مرحلة المتوسطة بداية التسعينات لكن بشكل خجول‬ ‫ومتواضع وفي مرحلة االعدادية بدأت بعض الصحف العراقية نشر نصوص لي ومن‬ ‫تلك الفترة بدأ وجع الكتابة يسري في قلبي قبل قلمي‪.‬‬ ‫لطالما كانت بغداد حبيبة تمارس طقوس الغزل بها اهي الحبيبة الوحيدة و من أين‬ ‫تستمد روح الحرف عندك ؟‬ ‫حسين السياب بغدا د الحبيبة واالم وكل مايدور حولي يلهمني بالكتابة ‪ ،‬دمعة طفل‬ ‫يتيم أو رجل عجوز يكد على عياله أو حبيبة تذرف الدموع في ليالي الشوق على‬ ‫حبيب هجرها وإلتحق بالحرب ليموت شهيدا فداء للحاكم وليس فداء لعينيها ‪.‬‬ ‫ماهي رؤيتكم للمستوى األدبي الحالي في الوطن العربي وبصفة خاصة في العراق؟‬ ‫حسين السياب الحركة الثقافية تعاني حالها حال مجاالت الحياة األخرى في الوطن‬ ‫العربي والعراق بسبب السياسات الخاطئة للحكام وأيضا سوء إدارة القيادات الثقافية‬ ‫الموجهة بشكل يتناسب مع ما ترسمه السلطات مع ذلك توجد بوادر أمل بالكثير من‬ ‫المبدعين الذين يحاولون النحت في الصخر لرسم واقع أدبي يرتقي بالمثقف والقارىء‬ ‫والمتتبع لحركة الثقافة إلى فضاء خالي من براثن السياسة ودهاليز األحزاب ‪.‬‬ ‫هل أثرت التغيرات السياسية في العراق وما شهده من حرب على أغراضك الشعرية‬ ‫وأين العراق الجريح من نصوصك؟‬

‫‪53‬‬

‫‪190‬‬

‫حسين السياب العراق وبغداد حاضرين حتى في كلماتي الموجهة لحبيبتي ‪ ،‬كل قصيدة‬ ‫أو ومضة أو خاطرة ستجد فيها وجع العراق مع ذلك العراق ثقافيا أراه متميز جدا‬ ‫رغم ما مر به من حروب ومآسي والدليل المنتديات واألماسي والملتقيات التي تقام‬ ‫بشكل يومي بكل مدن العراق خاصة في شارع المتنبي الشهير وسوق الكتاب له‬ ‫رواج كبير في بغداد‬ ‫مارأيك بالتجربة الشعرية عندنا بالجزائر؟‬ ‫حسين السياب تشرفت بمعرفتك ووفد الجزائر بمهرجان النيل والفرات لإلبداع‬ ‫بالقاهرة بصراحة كان استحقاق أنك رئيسة الوفد الجزائري وسعدنا بالمستوى العال‬ ‫والقومية العالية التي أبهرت الحاضرين‪.‬‬ ‫برأيك من خالل مهرجان النيل والفرات بالقاهرة في طبعته الثالثة هل حقق الشعر‬ ‫نهضة ثقافية وتراه في طريقه للذروة ووصوله للحمة عربية ولو ثقافيا أم أنها‬ ‫محاوالت ناجحة لكن ماتزال في خطواتها األولى والمسيرة طويلة؟‬ ‫حسين السياب جهود حثيثة تبدل لإلرتقاء بالواقع األدبي ورغم كل الصعوبات لكنها‬ ‫حققت بعض المنجزات سواء بالمهرجان ذاته أو بطبع دواوين للمبدعين بالمؤسسة‬ ‫القائمة على المهرجان وأيضا تناقح األفكار مابين الدول العربية المشاركة في حد ذاته‬ ‫مكسب للكل نتمنى لها االستمرارية ‪.‬‬ ‫هل ينجح الشعر في تقريب الشعوب العربية وحذف التأشيرة أم أنه حلم بعيد المنال؟‬ ‫حسين السياب لألسف الشديد مازال المشهد السياسي ملوث وحين يصبح رجل السياسة‬ ‫مثقف حقيقة ويدرك قيمة الشاعر في بناء الوطن نحقق هذه القفزة النوعية وإن‬ ‫استبشرت خيرا بهذه الصروح اإلعالمية كالثريا التي لغت كل الحواجز و أثثت لجسور‬ ‫عربية حقيقية صار لها في كل البالد العربية التي امتدت إليها بنورها ‪.‬‬ ‫لماذا تونس بالذات من تزورها ولك بها فسحة لشعرك من دون الدول العربية أم أنه‬ ‫الشغف بالمغرب العربي كما نحن نعشق المشرق العربى؟‬

‫‪54‬‬

‫‪190‬‬

‫لسبب بسيط أن تونس مليئة بالحب لحسين السياب شاعرا وانسانا واعتقد ان شاعرتنا‬ ‫القديرة تشاطرني الرأي من خالل زيارتها لتونس حركية ثقافية وحبلى بالجمال‬ ‫والرقي ‪.‬‬ ‫مالذي قدمته قصيدة النثر للشعر العربي؟‬ ‫حسين السياب قدمت مظفر النواب وأنسي الحاج ‪ ،‬وموفق محمد ‪ ،‬والماغوط والكثير‬ ‫من الشعراء الجهابذة وهذا يكفي لتتربع على عرش التميز والتفرد والتجدد وإخراص‬ ‫بعض المتنطعين والمتقوقعين من يرشقونها بسهام آفكة ‪.‬‬ ‫مارأيك في المسابقات التي تقترح موضوع معين هل الشعر اليخضع لسلطان الطلب‬ ‫ومازال يتأفف من عصى السلطان أم أنه أصبح تجارة تمحق الشعور؟‬ ‫حسين السياب أنا ضد المسابقات في مجاالت اإلبداع لسبب بسيط الشعر ليس حلبة‬ ‫مالكمة أو حفل تنصيب ملكة جمال ‪،‬كل شاعر و كل أديب له أسلوب خاص به وله‬ ‫قراء ومتابعين أما بالنسبة لخضوع الشعر لسلطان الطلب نعم في الكثير من االحيان‬ ‫يكون ذلك ‪.‬‬ ‫الحظت من كتاباتك أنك تكتب القصيدة النثرية بامتياز هل تعاقر الشعر المقفى وخاصة‬ ‫أن العراق به مدارس خاصة للشعر العمودي وطقوسه من عروض وخالفه أم أنه‬ ‫اختيار بعيد عن التوجهات والتصنيفات يصنعه حسك الشعري؟‬ ‫حسين السياب أغلب شعراء القصيدة النثرية بدايتهم كانت في القصيدة العمودية وأنا‬ ‫على غرارهم لكني وجدت نفسي في القصيدة النثرية التي حررتني من كل قيود الوزن‬ ‫والقافية مع احترامي لكل شعراء القصيدة الخليلية ‪.‬‬ ‫ديوانك بتوقيت القلب في طبعته الثانية هل وزعت األولى بالعراق فقط وهل تطمح‬ ‫لطبعة ثالثة ببلد عربي كالجزائر مثال؟‬ ‫حسين السياب عملت حفلة توقيع له في بغداد ومصر وتونس وبعد نفاذه من المكتبات‬ ‫ارتأت دار النشر إعادة طباعته بأسلوب فني جميل ‪.‬‬ ‫مارأيك كيف يتم تقيم ديوانك أنه ناجح بكمية المقروئية أم بالقراءات النقدية التي‬ ‫تقدم له وهلذ‬

‫‪55‬‬

‫‪190‬‬

‫قدمت قراءات نقدية لدواوينك الشعرية؟‬ ‫ القارىء والمتلقي هو الحاكم بالنسبة للقراءات النقدية نعم كتب بعض النقاد عن‬‫الديوانين المطبوعين لي ‪،‬مثال تسابيح الوجع قدمت له دراسة وديواني بتوقيت القلب‬ ‫قدمت له دراسة من طرف الناقد محمد بن جماعة‪.‬‬ ‫شاعرنا حسين السياب ماهي المواضيع التي لم تتطرق لها ومازل النبض لم يزهر‬ ‫بها وستتعطر بها أوراقك قريبا ؟‬ ‫حسين السياب الكتابة على األب واألم لم أتطرق للكتابة لهما كما أتمنى ‪،‬كلما أردت‬ ‫الكتابة عن الوالدين أصاب برهبة كبيرة ال أعرف مصدرها‪.‬‬ ‫شاعرنا فيروس الكورونا الذي له أثر كبير على العالم هل أثر على حرفك سلبا أم‬ ‫إيجابا وهل استرجعت العراق فضاءاتها الثقافية الحياة األدبية أم ماتزال محتشمة‬ ‫مثل عندنا بالجزائر بل وأغلقت؟‬ ‫حسين السياب في العراق الموضوع مختلف نسبيا رغم اجتياح هذا الوباء مدننا كافة‬ ‫استمرت الحركة في كل مجاالت الحياة يشكل لم يؤثر عليها وخاصة في مجال الثقافة‬ ‫وشارع المتنبي يزدهر بالمريدين وعشاق الحرف‪.‬‬ ‫شاعرنا حسين السياب يقال أن العصر عصر الرواية وأن الشعر بدأ يأفل نجمه إلى‬ ‫أي حد صحيحة هذه المقولة واذا نعم ماهي األسباب التي هوت بالشعر إلى جب‬ ‫األفول وكيف نستعيد بريق نجمه كالسابق؟‬ ‫حسين السياب أنا من عشاق الرواية العربية والعالمية ومع ذلك الشعر موجود وسيبقى‬ ‫وسيحاول فرسانه العبور به للضفة األخرى لإلرتقاء بالمتلقي وصنع الجمال ‪ ،‬أغلب‬ ‫كتاب الرواية شعراء وهذا ما جعل الرواية تحلق ألنها كتبت بأسلوب شعري في‬ ‫الفترة األخيرة وهذا دليل علو كعب الشعر‪.‬‬ ‫بديوانك عزف الرمال العنوان فيه نوع من التلميح إلى التأرجح التي تعيشه الدول‬ ‫العربية فهل هو يعكس فعال واقعنا أم أنه بعيد عن هذه النظرة ؟‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫‪190‬‬

‫حسين السياب التأرجح سمة الواقع العربي من مائة عام وأكثر ‪ ،‬وعزف الرمال‬ ‫مزيج بين تأرجح الوطن والحبيبة في فضاء بين السماء واألرض وأتا بينهم طفل فقد‬ ‫دمعته حين رحلت أمه في سفر طويل‪.‬‬ ‫مارأيك بدور النشر بالعراق هل فعال تسوق لثقافتها للدول العربية أم أنها تعيش‬ ‫تقوقع داخل الحدود كما هي الجزائر؟‬ ‫حسين السياب العراق كله مميز في ناحية الثقافة وعشقه للكتاب وبالتالي انعكس‬ ‫هذا بالواقع فمستوى الطباعة ونوعية الورق واإلخراج الفني والمشاركة في معارض‬ ‫الكتاب داخليا وخارجيا وا لدليل على ذلك رغم الكورونا لم ينقطع عن اقامة معرض‬ ‫الكتاب كما فعلت الجزائر ‪.‬‬ ‫ماهي مشاريعك المستقبلية حول الكتابة وماهي البلدان العربية التي تأسرك حركيتها‬ ‫الثقافية وتتمنى أن تقيم بها؟‬ ‫المشاريع كثيرة منها حلم كتابة رواية وزيارة واقامة حفل توقيع في الجزائر ‪ ،‬المغرب‬ ‫‪ ،‬فرنسا واالقامة أكيد ال أتمنى إال البقاء في بغداد الحبيبة رغم كل شيىء‪.‬‬ ‫شاعرنا حسين السياب أن الشعر قبل مايكون احساس هو باألصل رسالة إنسانية‬ ‫فماهي الرسالة التي يحملها حرفك وتنبض بها روحك وتريد أن تنقشها على جبين‬ ‫الحياة؟‬ ‫حسين السياب رسالة المحبة وارتقاء سلم الجمال أينما حللت عربون للسالم بالعالم‪.‬‬ ‫ماهي كلمتك األخيرة لمتتبعينا بالثريا وماذا ستهدينا من عبق حروفك؟‬ ‫ حسين السياب الدوام لهذه الجسور التي تمدينها بين الشعوب العربية وهذا الزخم‬‫الثقافي والحركية التي أثتت لها ال يصدر إال عن روح محبة للسالم وتسعى إلرساء‬ ‫ركائزه وسالحها راق كما أسلوبها الحرف الذي سيحفر إسمك قبل هذه االسماء التي‬ ‫مرت وستمر من هنا بإذن هللا تعالى ‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫‪190‬‬

‫طبول النشوة‬ ‫قلت‪:‬‬

‫ألعرف مدى حضور‬

‫لست لمريم‬

‫عطري فيك‬

‫لكني أهز جذع روحك‬

‫اشتقت ألنفاسك‬

‫بأنامل لهفتي‬

‫ألسمع مقطوعتي المفضلة!‬

‫حتى تصبح أقرب إلي‬

‫اشتقت إلى لمساتك‬

‫من أنفاسي!‬

‫ليصعقني ذاك التيار القادم‬

‫وأضمك غصنا‪..‬غصنا‬

‫منك‪..‬‬

‫قلت ‪:‬‬

‫اشتقت لقبلة من شفتيك‬

‫اشتقت إلى عينيك‬

‫ليدق قلبي طبول النشوة‬

‫ألرى فيهما وسامتي!‬

‫هكذا اشتقت إليك‬

‫اشتقت لرائحتك‬

‫يامجنونتي ‪!....‬‬

‫‪58‬‬

‫اقالم شابة‬

‫‪190‬‬

‫راشد‬ ‫وأمه‬ ‫احلكيمة‬ ‫عبد الرؤوف توتی ‪ /‬الهند‬

‫والقمر لم يغب من المرأى‪ ..‬كانت الشمس توشك على الطلوع‪ ..‬نفر العصفور في‬ ‫الفضاء مزقزقا في انطالقة تشفق على سكان المدن المستعبدين‪ ..‬ولكن الشمس في‬ ‫النعاس تشعر بالكسل والملل عن النهوض‪.‬‬ ‫استيقظ راشد من السبات العميق‪ ..‬ولكن اقعده شديد األلم لبطنه في سريره‪ .‬بدأ ذهنه‬ ‫يتساءل أن يلوح له بعضا من األسئلة‪ .‬واستعاد الذكريات الماضية‪ ..‬عندما تجاوز‬ ‫الوقت إلی الثامنة‪ ..‬قصد راشد المدرسة وسار عبر الغابة كالعادة‪.‬‬ ‫واالم الحنون تدور في ذاكرتها ذكريات عن ابنها الوحيد‪ ..‬وحاولت أن تتفقد أحواله‬ ‫وخرجت إلى المدرسة‪ ..‬وما إن دخلت الصف حتى ارتفعت ضجة األصدقاء بسخرية‬ ‫الذعة‪" .‬يا ابن الطاهية‪ ..‬ذات العين الواحدة"‪ ..‬واستمر صراخهم مرة تلو األخرى‪..‬‬ ‫ولم يستغرق األمر طويال حتى غرق راشد باالسى والحزن‪ .‬وتغير وجهه‪ ..‬وشعر‬ ‫بالحياء والخجل ‪.‬‬ ‫خرجت األم من المدرسة مشبعة بأحسن آراء المدرسين عن ابنها الوحيد‪..‬‬ ‫رجع راشد الي بيته مسرعا غير عادته وقلبه مشحون بالحزن والشجن‪ ..‬وسارع إلى‬ ‫أمه‪ ،‬شاكيا لها سخرية أصدقائه في الصف‪..‬‬

‫‪59‬‬

‫‪190‬‬

‫لم تجد األم سالحا للدفاع عن ابنها الوحيد غير دموعها التي انسابت على الوجه ‪..‬‬ ‫بات راشد مجهودا تلك الليلة‪ ..‬وقلب االوقات إلى الصباح التالي‪..‬‬ ‫استيقظ راشد ليجد الى جواره [رقعة]‪ ..‬اخذها بأصابع مرتعشة‪ ..‬ونبضات قلبه تسبقه‬ ‫لقراءتها‪ ..‬وكانت دمعته سريعة النزول‪" :‬ابني العزيز‪ ،‬أتمنى لك الصحة والعافية‪.‬‬ ‫كيف اصبحت يا حبيبي؟ أرجو فرحك وسرورك‪ ..‬ابني العزيز يمكنني القول أن في‬ ‫قلبي سريرة ال يعرفها أحد غيري‪ .‬وذلك هل تعرف عن ابيك؟ وقع ابوك في اصطدام‬ ‫السيارة ولقي حتفه‪ ..‬وكنت انت في نفس السيارة‪ ..‬ضاعت عينك اليمنى‪ ..‬تملكني‬ ‫الحزن والشجن برؤية صورتك بشعة بال عين‪ ..‬تبرعت بعيني لك‪ ..‬ابني الحميم عش‬ ‫فرحا ومسرورا‪ ..‬وال تقلق لسخرية الفتيان‪"..‬‬ ‫نهض راشد مسرعا إلى أمه الحنون‪ ..‬واحتضنها بحب بالغ‪ ..‬وهو يتمتم بكلمات‬ ‫متسارعة‪ :‬ما اجملك يا امي ‪ ..‬إنك رحمة السماء لي ‪ ..‬وعاش راشد مع أمه حياة‬ ‫سعيدة ال يكدر صفوها شيء‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫مسك اخلتام‬

‫‪190‬‬

‫الفساد والفشل‬ ‫وجهان لعملة واحدة‬ ‫قاسم الغراوي‬

‫تعتمد الحكومات على اإلدارة الناجحة‬ ‫والتخطيط في قيادة البلد من خالل وضع‬ ‫األسس الصحيحة القتصاد متين قوي‬ ‫بما متوفر من رصيد عالي من العملة‬ ‫الصعبة مع وجود صندوق طواريء‬ ‫لمواجهة األزمات والظروف الغير‬ ‫متوقعة‪.‬‬ ‫وحينما يغيب التخطيط وتفشل السياسة‬ ‫النقدية والمصرفية للحكومة ويعلو كعب‬ ‫المضاربين والمحتكرين ويتغول الفساد‬ ‫فيها وتقود األحزاب عملية غسيل‬ ‫األموال لن يكون البلد في مامن من‬ ‫االنزالق نحو االقتراض الداخلي‬ ‫والخارجي الذي يهدد سيادة البلد‬ ‫ويخضعه لشروط قاسية من قبل البنك‬ ‫الدولي وهذا ماحدث في بلدان عديدة‬ ‫بفعل القروض والديون الخارجية‪.‬‬

‫كان سابقا ‪ ،‬هل سيكون هناك تجاوز‬ ‫على احتياطيات البنك المركزي بحجة‬ ‫تغطية حاجة السوق من الدوالر في‬ ‫األيام القادمة وماهي اإلجراءات التي‬ ‫اتخذها البنك بهذا الشان؟‬

‫في ظل غياب االجراءات الرادعة‬ ‫والغرامات للمصارف المخالفة كما‬

‫‪61‬‬

‫‪190‬‬

‫المراقبة ودراسة‬ ‫االقتصاد والمالية ‪.‬‬

‫البد من تغير اليات البيع في النافذة‬ ‫وتطبيق معاير االمتثال وغسيل‬ ‫األموال وان يستمر البنك المركزي‬ ‫باجراءاته الرقابية ‪ ،‬ورفع كافة القيود‬ ‫األخرى في عمليات التحويل حتى‬ ‫نؤمن دوالر ( للشركات المستفيدة) بدال‬ ‫من ان يكون الدوالر عند شركات‬ ‫الصرافة والمضاربين والمحتكرين‬

‫يقدمها‬

‫خبراء‬

‫ونتيجة المحاصصة المقيتة فقدنا المهنية‬ ‫واالختصاص في عصب مهم في‬ ‫وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة‬ ‫‪،‬والبنك المركزي دخل في هذا التقسيم‬ ‫الغنائمي لألحزاب لالسف واال ماذا‬ ‫يعني ان‬

‫واعتقد انه باإلمكان تحويل نافذة بيع‬ ‫العملة إلى مصارف لها تاريخ وخبرة‬ ‫ورصيد في التحويل المالي الدولي مثل‬ ‫المصرف العراقي للتجارة ليكون البنك‬ ‫المركزي بعيدا عن المضاربات وان‬ ‫يتفرغ لمهامه االصلية في االستثمار‬ ‫والمساهمة في عملية التنمية االقتصادية‬ ‫التي يحتاجها العراق‪.‬‬

‫يناشد اصحاب مصارف أهلية السيد‬ ‫مقتدى الصدر للتدخل في السياسة‬ ‫النقدية والمصرفية للبنك المركزي‬ ‫العراقي !!‬ ‫الفساد المتغول والفشل في إدارة مفاصل‬ ‫الدولة وجهان لعملة واحدة‬ ‫الفشل يمهد الطريق للفاسدين وفي‬ ‫الفساد تنهك الدولة وتدمر خصوصا‬ ‫حينما تغيب الرقابة والنزاهة وهيبة‬ ‫الدولة التي تمنحها القوة في ضرب‬ ‫الفاسدين‪.‬‬

‫وان تصدر الحكومة تعليمات مشددة‬ ‫وقوانين تحاول من خاللها السيطرة‬ ‫على مجريات ومؤثرات انخفاض‬ ‫وارتفاع قيمة الدوالر مقابل الدينار‬ ‫العراقي بمنهج مدروس من خالل‬

‫‪62‬‬

‫‪190‬‬

‫أرا َد ا ْل َحيَـاةَ‬ ‫ذا الش ُ‬ ‫عب يَ ْو َما ً َ‬

‫القــدر‬ ‫فــال بــد أن يســتجيب‬ ‫ْ‬ ‫سـر‬ ‫َوال بُ َّد للقَ ْي ِّد أ َ ْن يَـ ْن َك ِّ‬

‫وال بُـ َّد ِّللَّيـْ ِّل ْ‬ ‫أن يَ ْن َج ِّلــي‬ ‫‪63‬‬

‫‪190‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪190‬‬

‫‪64‬‬