مجلة زهرة البارون العدد 199

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫رئيس التحرير البارون االخري حممود صالح الدين‬

‫اصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكرتوني ‪ /‬السنة اخلامسة‬

‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.............................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫حكاية هذا االسبوع ‪ /‬ابو عثمان السراج ‪7..............................‬‬ ‫الشاعرة نصرة ابراهيم ‪ /‬د‪ .‬احالم غانم ‪9...............................‬‬ ‫رائد السينما الثورية الجزائرية ‪ /‬ليليا عثمان الطيب ‪19...............‬‬ ‫قراءة في قصيدة أماني محمد ‪ /‬بولمدايس عبد الملك ‪22..............‬‬

‫جماليات النص للشاعرة صورية حمدوش ‪ /‬محمد رمضان ‪25........‬‬ ‫أسياد وعبيد ‪ /‬تغريد العبيدي ‪32..........................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫عالمة استفهام ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪34.............................‬‬ ‫خواطر مستشفاوية ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪35..............................‬‬ ‫شعر‬ ‫شوق وبعد ‪ /‬اسماعيل خوشناو ‪36.......................................‬‬

‫قلبي بين يديك ‪ /‬د‪ .‬أميرة البشيهي ‪37...................................‬‬ ‫سفينة الحب والغرام ‪ /‬محمد كركوب ‪38.................................‬‬

‫أيام بال الهام ‪ /‬زياد الجزائر ‪41...........................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫فلذة الكبد ‪ /‬محمد الشريف بن زراري ‪42...............................‬‬ ‫وجع كفيف ‪ /‬الطاهر زاويمية ‪44.........................................‬‬ ‫لحضات متصدعة ولحظة حب ‪ /‬حيدر الشماع ‪45......................‬‬

‫أحالم تايهة ‪ /‬حواس محمود ‪46.........................................‬‬ ‫صمت تحت الموج ‪ /‬ربيعة ازداد ‪48....................................‬‬

‫ليل لون أخر ‪ /‬نرجس عمران ‪49.......................................‬‬ ‫قصيدة نثرية‬ ‫عانقتني قهوتي ‪ /‬عبد الصاحب أ اميري ‪51............................‬‬ ‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪53.......................................‬‬ ‫حوار‬ ‫ليلى بلخير ‪ /‬صورية حمدوش ‪60.......................................‬‬

‫اقالم شابة‬ ‫خاطرة ‪ /‬بلقيس خيري شاكر ‪68.........................................‬‬ ‫مسك الختام‬ ‫حزب العمال ‪ /‬قاسم الغراوي ‪70.........................................‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫الثقافة واجملتمع‬ ‫حتت عنوان‬ ‫ذكريات املاضي وأرهاصات اليوم‬ ‫بقلم البارون اال خير ‪ /‬محمود صــالح الدين‬ ‫نجد ان الفرق كبير الى ابعد من ما‬ ‫تتصور وهذا بسبب سياسة توحد القطب‬ ‫االوحد فكل من يغرد خارج مضمار‬ ‫السرب هي بدعه ويجب على الجميع‬ ‫نبذها في ذلك الوقت وهذه هي صورة‬ ‫الثقافة في ساحة الوطن فقبل ما كانت‬ ‫الثورة كان هناك العديد من االدباء‬ ‫والشعراء االحياء منهم واالموات تركوا‬ ‫بصمة ال يستهان بها وسطر القلم فيها‬ ‫أروع االمالمح االدبية والثقافية امثال‬ ‫الجواهري والسياب والبياتي وبعد تلك‬ ‫الفترة الرائعة ان صح التعبير تأتي‬ ‫بعدها بما يسمى ادباء المرحلة فكان‬ ‫يطلق على احدهم بشاعر القادسية او‬

‫فالماضي لم يكن بالصورة المثالية التي‬ ‫نرجوها فكانت ذلك الوقت تتبع اسلوب‬ ‫انحصار االراء وثقافة القطب االوحد‬ ‫ولو أردنا مثال لم كان الن نجد اقرب‬ ‫من االدب الروسي في زمن القياصرة‬ ‫واالدب ما بعد الثورة الشيوعية فسوف‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫لوضع الكاتب الشاب على المسار‬ ‫الصحيح لما يخص نوعية وجودة النص‬ ‫االدبي ولكن ما نرى اليوم من بعض‬ ‫المحسوبين على الثقافة يبني له برج‬ ‫عاجي ينظر لمن حوله من االعلى وقد‬

‫شاعر ام المعارك وغيرها الكثير من‬ ‫تلك االسماء ولكن السؤال هنا هل ترك‬ ‫هؤالء بصمة ثقافية اما كانوا افرازات‬ ‫مرحلة معينة من الزمن ولكن هذه الفترة‬ ‫كانت طويلة نوعا ً ما وهذا ما ساهم في‬ ‫انحدار مستوى الثقافة ذلك الوقت اما‬ ‫عن ما نشهده اليوم من الفوضى الثقافية‬ ‫بسبب عوامل كثيرة سوف نذكرها هي‬ ‫ليست بالفوضى الخالقى انما هي عملية‬ ‫تخبط ال اكثر في رسم الصورة الثقافية‬ ‫في يوما ً هذا من االسباب التي ساهمت‬ ‫بكل ما نشهده اليوم مواقع التواصل‬ ‫االجتماعي فكل من هب ودب اصبح‬ ‫اليوم رمز من رموز الثقافة اليوم وكل‬ ‫ما يطمحون اليه من هذا هو الشهرة بعيد‬ ‫عن كل المعايير التي يتمتع بها االديب‬ ‫او المثقف واذا ما اردنا النهوض بالواقع‬ ‫الثقافي اليوم يجب اعادة الخطاب‬ ‫التوعوي لمفوهم الثقافة لدى المجتمع‬ ‫ويجب ان يعلم الكبار من المثقفين اليوم‬ ‫لديهم الدور الكبير في هذا من خالل‬ ‫تبني التجارب الشابة من خالل التقيم‬ ‫الحقيقي للنص وأعطاء النصائح الحقيقة‬

‫ظن في نفسه انه قد بلغ القمة‬

‫ومن كان يظن ان القمة نهاية‬ ‫المسار ليعلم انها نقطة الهبوط ويأتي‬ ‫دور الذكاء في الحفاظ على القمة من‬ ‫خالل العامة ومدى عالقتك بهم ومن هنا‬ ‫نفهم ما نحن عليه من فوضى القلم وما‬ ‫نتمنى اليوم ان تكون الثقافة العين‬ ‫واالذن للمجتمع ال ان تكون بعيده عن‬ ‫ما يجري في الحياة اليومية ومن هذا‬ ‫المبدأ ننطلق نحو االفق‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫حكاية هذا االسبوع‬ ‫عادت كورونا من جديد‬ ‫بقلم‬ ‫ابوعثمان السراج‬ ‫القرارات التي خفت حدتها في الشهر‬ ‫القريبة المنصرمة ‪ ،‬واالمر المحير ان‬ ‫الضرورة تقتضي تنفيذ هذه القرارات‬ ‫لتدارك انتشار الوباء الذي يهدد المجتمع‬ ‫النه وباء قاتل ومخيف والبد من اتخاذ‬ ‫اجراءات الحيطة والحذر للحد من‬ ‫خطورته وبين ما ستؤظي اليه هذه‬ ‫القرارات واالجراءأت وما ستسببه من‬ ‫ضرر في ارزاق بعض الناس الذين‬ ‫تنحصر ارزاقهم في مجهودهم اليومي‬ ‫وانقطاعهم عن العمل سيؤظي الى‬ ‫حرمانهم من مصادر الدخل التي‬ ‫يعتمدون عليها في معيشتهم ومعيشة‬ ‫عوائلهم وهو امر صعب اليمكن التغافل‬

‫مما اضطرت لجان االزمة‬ ‫لتفعيل قراراتها السابقة بحظر التجوال‬ ‫الجزئي واغالق اماكن التجمعات‬ ‫والجوامع والكافيهات‬ ‫والمدارس‬ ‫وقاعات المناسبات الى غير ذلك من‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫اليعطي الفائدة المرجو ولعدة اسباب‬ ‫اهمعا في راي المتواضع هو انقطاع‬ ‫الصلة المباشرة بين الطالب والمعلم‬ ‫والتي تلعب دورا مهما في ايصال‬ ‫المعلومة الى ذهن الطالب او التلميذ من‬ ‫خالل تفاعل الطالب مع المعلم‬ ‫وحضوره امامه شخصيا ‪ ،‬اضافة‬ ‫السباب اخرى كثيرة ‪..‬‬

‫عنه النه يمس شريحة واسعة من الناس‬ ‫البسطاء من اصحاب الدخل المحدود‬ ‫الذين اليملكون سوى قوت يومهم والذي‬ ‫اللماد يستطيعون تدبيره من خالل‬ ‫عملهم اليومي خاصة بعد االزمة‬ ‫االقتصادية التي تمر بها البالد والتي‬ ‫تصيب الفقير اكثر من الغني الذي لديه‬ ‫مهزون مادي يستطيع مواصلة الحياة‬ ‫هو وعائلته الى أمد معقول‪...‬‬

‫ولذلك نرى ان هناك حيرة لدى الناس‬ ‫في االلتزام الطوعي بقرارات لجان‬ ‫االزمة الصحية المتعلقة بمواجهة هذا‬ ‫الوباء او بعدم االلتزام والتعرض‬ ‫لحاالت االصابة السمح هللا نتيجة عدم‬ ‫االلتزام ‪. . .‬‬

‫كما اجراءات وقرارات لجنة االزمة‬ ‫تطال ايضا غلق المدارس بوجه‬ ‫الطالب رغم انها تعاني اليوم من مشكلة‬ ‫عدم انتظام الدوام الرسمي اليومي‬ ‫وماتبع ذلك من ارباك تربوي وتعليمي‬ ‫لم تشهده العملية التربوية قي العراق من‬ ‫قبل وفي احلك الظروف حيث يلتحق‬ ‫الطالب الى مدرسته ولمدة يوم واحد في‬ ‫االسبوع اي مدة اربعة ايام في الشهر‬ ‫فاذا حسبنا السنة الدراسية تسعة اشهر‬ ‫فان مجموع دوام الكالي في صفه ستة‬ ‫وثالثون يوما في السنة الدراسية بكاملها‬ ‫وعذهوالمدة حتما التكفي الدامة‬ ‫العمليةةالتربوية والتعليمية للطالب او‬ ‫التلميذ ‪...‬فكيف سيكون الحال اذا اتقطع‬ ‫الدوام نهائيا بسبب تفشي هذا الوباء‬ ‫علما ان التعليم االلكتروني البديل‬

‫وحقيقة فنحن نرى ان تطبيق هذه‬ ‫القرارات امر مفروغ منه لكن يجب ان‬ ‫تسبقه توعية صحية مكثفة تقوم بها‬ ‫الدوائر الصحية وبمساندة اجهزة‬ ‫االعالم المرئية والمسموعة والمقروءة‬ ‫او من خالل شبكات التواصل‬ ‫االجتماعي ومحاولة ايجاد بدائل‬ ‫لمساعدة اصحاب الدخل المحدود‬ ‫وايجاد السبل الدامة دوام المدارس دون‬ ‫انقطاع لما تسببه هذه الحالة من ضياع‬ ‫حتمي للوضع التربوي والتعليمي في‬ ‫البالد‪...‬‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫الشاعرة‬ ‫نصرة إبراهيم‬ ‫ِمسْبَار النَّص املقاوم‬ ‫قراءة ‪ :‬أحـــالم غانم‬ ‫مدخل‬ ‫يقول بول إيلوار ‪ " :‬للقصائد دائما هوامش بيضاء كبيرة‪ ،‬هوامش من الصمت تحترق‬ ‫فيها الذاكرة لتعيد خلق هذيان بال ماض)‪."(1‬‬ ‫لكن حينما يتحول الفن إلي كتابة حية في دفاتر العشق والوطن واإلنسان‪ ،‬وال يض ُّل‬ ‫طريقه الوتر ‪ ،‬يحمل الندى رسائل العشب من الماضي وإليه عبر هوامش من الصمت‬ ‫‪،‬يغنّي الماء ملء الذاكرة ‪ ،‬فتضيق العبارة وتتسع مساحة الهذيان‪.‬‬ ‫ِمسبَار البوح‬ ‫وحين ينكسر صوت الناقوس والمئذنة ‪ ،‬رغم كثافة الضباب واحتراق الذاكرة ‪،‬نرى‬ ‫لمسبَار البوح والوعي‪..‬‬ ‫ونسمع بصدر جلّق أنين اإلله‪ ،‬ونصبح أمام مواجهة فريدة ِ‬ ‫والتمرد والعصيان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هنا ‪،‬يحضر قول (ألبير كامي)‪":‬ليس الفن في نظري استمتاعا ً هزيالً بل هو وسيلة‬ ‫لتحريك أكبر عدد من الناس بأن يقدم لهم صوره مميزة لآلالم والسعادة العامة‪".‬‬ ‫جوري الشهداء‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫في هذا السياق الشاعرة "نصرة إبراهيم" المولودة من نجيع جوري الشهداء‪ ،‬تستدر ُج‬ ‫ذواتنا الشعرية الواعية واالفتراضيّة إلى كراسي االعتراف‪ ،‬وتضعنا عند عتبة‬ ‫المطر ‪ ،‬والتلذذ بشجن ما يثيره هذا اللهاث من غواية الحبق الشاقة‪ ،‬والرغبة في‬ ‫توحد العتبات األربع ‪،‬لعلّها تحرك أكبر عدد من القراء للدخول إلى نصوص‬ ‫مجموعاتها الشعرية الموسومة‪ ( :‬قال الشهيد ‪،‬قال ‪ :‬ثم ماذا ‪ ،‬يا حادي الريح‪ ،‬مشهد‬ ‫افتراضي)‪.‬‬

‫رسائ ُل مصكوكة‬ ‫فالعناوين على وفق ما يرى روالن بارت‪ّ :‬‬ ‫"أن العناوينَ عبارة ٌ عن أنظم ٍة دالل ّي ٍة‬ ‫سيميائيّة‪ ،‬تحم ُل في طيّاتِها قِيَ ًما أخالقيّةً واجتماعيّةً وأيديولوجيّة‪ ،‬هي رسائ ُل مصكوكةٌ‬ ‫ُمض ّمنةٌ بعالما ٍ‬ ‫ت دالّة"‪.‬‬ ‫ووفق هذه الرؤيا‪ ،‬نرى تلك العناوين تجمع ( شيفرة ) ذات بنية داللية توتُّرية تقابلية‬ ‫( الحضور ‪ /‬الغياب ) ‪ ،‬تبعث برسالة مصكوكة اإليمان ‪،‬مفادها ‪ " :‬الشهيد هو هللا‬ ‫" ‪،‬هوية ا لشهيد ليست للبيع ‪،‬الوطن الكبير يرفض االختزال‪..‬‬

‫نشيد إنساني واحد‬ ‫سي عابر لحدود المكزمان الفيزيقي‬ ‫اثر واعٍ ‪ ،‬ح ّ‬ ‫إن ما حملته هذه الداللة ‪ ،‬ما هو اال ٌ‬ ‫‪ ،‬يمكن مقاربته دالليا ً بأنه ( ذات ) الشاعرة الواعية ‪ ،‬بدأ ذهابها من الذات الخارجية‬ ‫( اي المفروضة عليها من قبل الواقع ) ‪ ،‬وانتهت بالذات الوجودية الداخلية ونشيد‬ ‫إنساني واحد ‪ ،‬ومنها ( كانت ) ‪ ،‬ومجيئها عبر المفارق المؤدية إلى الضوء كان الى‬ ‫نفس المكان الذي ذهبت منه وإليه‪.‬‬ ‫وإذا صدقنا سلفًا بأن القارئ هو «الغاية الكامنة في نية المؤلف حين يشرع في‬ ‫الكتابة )‪»(2‬‬ ‫فإن الكت ابة الشعرية التي تستثير قدرات القارئ المعرفية والجمالية هي الكتابة التي‬ ‫تؤسس الخلود لنفسها باعتبارها مستمرة في الزمان والمكان استمرار روح الشهيد‬ ‫الذي ينصهر في تراب وطنه ‪ ،‬لذلك نراها بالخيط السوري تنسج شال الخلود حيث‬ ‫تقول‪:‬‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫"للعوسج يو ٌم‬

‫تنسج شاالً للبحر‬

‫وللوطن ك ّل الماء‬

‫وقميصا ً للمستقبل‬

‫إذ ثمة امرأة‬

‫تنسجه من توت الفجر "‬

‫بالخيط السوري‬ ‫ص‪ 108-‬من مجموعة "قال الشهيد"‬

‫الوحدة المطلقة‬ ‫ضمن هذا المنظور تجتهد الشاعرة في حشد تقنيات المشهد الحكائي والحواري‬ ‫والقصصي‪ ,‬وبناء المشهد االفتراضي والدرامي والمسرحي داخل بنية القصيدة وهذا‬ ‫يُفضي للوصول الى (وحدة الوجود) أو (الوحدة المطلقة) وهي الوحدة العلوية التي‬ ‫يتخذها المتصوفة بمثابة الجوهر واألساس لسلوكهم واندماجهم في المعرفة الوجودية‬ ‫والكونية‪ ،‬كما في هذا المقطع‪:‬‬ ‫" في ذاكرتها قصة وخاطرتان‬ ‫اليوم أذهلتها واقعية الرواية‬ ‫حتى ما قبل الهامش"‬ ‫ص‪ 18-‬من مجموعة مشهد افتراضي‬ ‫ونلمحها كفراشة صوفية تراقص الموت وتصارع الحياة حول محراب الضوء‬ ‫فقالت‪:‬‬ ‫ُم ُّ‬ ‫ت قبل قلي ٍل‬

‫يا نار كوني حريقًا‬

‫ألحيا على شكل فراشة‬

‫توت نهد عشتار‬ ‫واغمري‬ ‫َ‬

‫تُعاود الرقص جول ثغر النار‬

‫بخمر ق َّل طع ُمه "‬ ‫ٍ‬

‫ص‪ 115 -‬من مجموعة "قال ‪ :‬ثم ماذا ؟ "‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫أفق الرؤيا‬ ‫تتنوع مستوياتها االيحائية في تبليغ رسالتها النصية المولدة للنظام اللغوي الذي يقيم‬ ‫بدوره عدة تقابالت بنائية وتشكيلية مهيمنة تدفع بالنص الى أفق الرؤيا الكلية والتقابالت‬ ‫الثنائية الضدية‪ ,‬االيجابية والسلبية‪ ،‬و نالحظ ذلك في هذا الجزء من ومضاتها‪:‬‬ ‫"ال تشتري عبداً‪ ،‬وال عصاه‬ ‫ْ‬ ‫سجل برأس الصفحة األخيرة‬ ‫قد خسرنا الكثير ‪،‬‬ ‫وربحنا القصيدة ‪".‬‬ ‫ص‪ 39-‬من مجموعة "قال ‪ :‬ثم ماذا؟‬ ‫وعبر الحضور والغياب توقظ الذاكرة " تحت الضوء "وتعطيها رؤية أوسع وأبعد‬ ‫عمقا ‪ ,‬وتستغرق النص دالليًا وبنائيًا ‪ ,‬كما في قولها‪:‬‬ ‫"اشربني كما الماء يشرب ظمأ البنفسج‬

‫حاستي العاشرة‬

‫قالتها للغائب في عينيها‬

‫فال القصيدة تدركني‬

‫الليلك أنا على باب عمرك‬

‫وال أنا أدركها‬

‫هز أنوثة السنابل‬

‫كالنا في خضم الصوت‬

‫في وسادتي ألف نحلة أيقظت‬

‫يبحث عن كالنا"‪.‬‬

‫ص‪ 54-‬من مجموعة قال الشهيد‬ ‫ركوب المخاطر‬ ‫هي شاعرة منتجة للداللة ومغامرة في ميدان الصورة السينمائية واإليقاع المشهدي‬ ‫‪ ،‬إذ تقول‪:‬‬ ‫"تَ ُم ُّد البرتقالةُ عنقَها تَ ْعوي‬

‫بو ْس ِعها أن تلهو مع النهر إلى ْ‬ ‫تفيض‬ ‫أن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الخطيئة ‪،‬‬

‫قمر‬ ‫يمشي فيها ٌ‬

‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫لطيور الليل‪".‬‬ ‫وت َْر ِمي بقايا الثوب‬ ‫ِ‬ ‫ص‪ 72-‬من مجموعة يا حادي الريح‬ ‫تلك هي الصورة الناطقة وذاك هو التفوق على ركوب المخاطر ‪ ،‬في َجناح العال‬ ‫حيث تقول‪:‬‬ ‫" تجلّى فيك قلبي‬ ‫يت في ُك ِّل شيء مضيء‬ ‫وتجلّ َ‬ ‫بسرك"‬ ‫ليس لي إيمان إال ّ‬ ‫ص ‪ 56‬من مجموعة قال ‪ :‬ثم ماذا ؟‬

‫استراتيجية االسم‬ ‫فالعالم وفقًا لهذا التصور ليس مفهو ًما فوقيا ً وإنما شريك جدلي وتفاعلي مع‬ ‫استراتيجيات الشاعرة "على ضفة الحرب تقول باستراتيجية االسم ‪:‬‬ ‫“ االسم على َق ِّد ابتسامة ثغر الصنوبر‬ ‫هم أحرقوا الصنوبر ‪،‬‬ ‫وبقيت االبتسامة عالقة‬ ‫على قامة االسم "‬ ‫ص ‪ 91‬من مجموعة قال ‪ :‬ثم ماذا ؟‬ ‫بين المحيط والخليج‬ ‫تسمي األشياء باسمها‪ ،‬فتبدع على شفاه الوطن قصيدة ‪،‬ويظهر المشهد االفتراضي‬ ‫كف الريح بين المحيط والخليج و احتفظت بأشياء لم تقلها ‪،‬‬ ‫رقصة المرأة أغوتها ّ‬ ‫واكتفت بقراءة ذاكرتها ‪،‬وهذا ما يمكن معاينته في المقطع اآلتي ‪:‬‬ ‫"المشهد افتراضي‬ ‫وأشياء لم أقلها‬

‫ما عدا القصيدة‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫إنما أقرأ ذاكرتي‬

‫ي الغيم أنتمي‬ ‫وإن ُ‬ ‫سئلتُ أل ّ‬

‫خارج فيء عينيه‬

‫أرفض اختزال وطني الكبير "‪.‬‬

‫ص‪ 63-‬من مجموعة مشهد افتراضي‬

‫عنصر المفاجأة‬ ‫بكثير من األنا الشاعرة "نصرة إبراهيم" تقدح الحجر بالحجر ‪ / ،‬أنا الياسمين ‪ ،‬أنا‬ ‫المسافة بين حبق آسيا ونفناف إفريقيا ‪،‬أنا هذي الشمس ‪ ،‬أنا وريثة العصور ‪،‬أنا‬ ‫سي َُّر ‪ ،‬أنا ذاهبةٌ إلى اإلله ‪ /‬أنا امرأة ضوئية ‪،‬أنا المرأة الغيمة ‪ ،‬انا المرأة‬ ‫ال ُمخي ُّر ‪،‬وال ُم َ‬ ‫الهواء ‪ ،‬أنا المرأة الجمر‪../‬‬ ‫بلغتها الموحية والتقنع بشفرات الغموض المؤنثة تلجأ إلى استخدام عالقات لغوية‬ ‫غير مألوفة وتنتقل بفكرتها من سطر لسطر مستخدمة عنصر المفاجأة لتخطي المألوف‬ ‫كحلزون جبلي حسب وصفها ‪ ..‬وتقول " ‪:‬‬ ‫المتوقع قبل أن تتالشى‬ ‫ٍ‬ ‫أمك أنا‬

‫كل األحبة أنا‬

‫زوجك‬

‫هبني أرافقك إلى علياء الرحيل‬

‫أختك‬

‫وأنت الذي‬

‫ابنتك‬

‫تركت بصدري قلبك ألحيا"‬ ‫َ‬

‫ص‪ 81-‬من مجموعة قال ‪ :‬ثم ماذا ؟‬ ‫ّ‬ ‫فن الحذف‬ ‫نصرة إبراهيم شاعرة تدرك جيدًا ‪،‬أن الشعر العظيم يتجاوز أشكاله الظاهرة لينفذ إلى‬ ‫األعماق متسل ًحا بلهب المخيلة وكشوف الداخل‪ ،‬لذلك نراها تمشي على ماء الشعر‬ ‫ُّ‬ ‫واض َع‬ ‫بجاذبية الروح‬ ‫‪،‬وتبث في النصوص حبكات مشهدية ّ‬ ‫ثرة‪ ،‬و َمضبوطة في َم ِ‬ ‫كثيرة على إيقاع ّ‬ ‫فن الحذف‪ ،‬لنتأمل هذه اللوحة التكعيبية‪:‬‬ ‫دك بلوح ٍة تكعيبية‬ ‫س َ‬ ‫"أج ِ ّ‬

‫قريب ٍة بمساف ٍة واحدةٍ من ُك ِّل نُقطة‬

‫عميق ٍة كعق ِل الكون‬

‫أنا وريثةُ العصور‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫رأيتُ سُقراط يأتي مع المسيح‬

‫الكأس لتَحيا األرض"‬ ‫يَشربون‬ ‫َ‬

‫ص‪ 92-‬من مجموعة يا حادي الريح‬

‫مشاهد افتراضية‬ ‫بشفافية األبيض ‪،‬وعنفوان العالم األزرق ‪،‬تمزج في عناوينها وقصائدها عوالم عدة‬ ‫تعري الصوت من مساحيق اللغة‬ ‫لغوية وبالغية ومشاهد افتراضية ووجدانية ‪ّ ،‬‬ ‫‪،‬كيمامة المئذنة ترتمي في حضن الشرود‪ ،‬وتنشغل بوجوه الشهداء‪.‬‬ ‫وبإيقاع الشهيد الخاص ولحن الوجود وموسيقى جنائزية ال ترصدها األذن وإنما‬ ‫تعرف‬ ‫ترصدها الروح ويسمعها العقل الواعي بمفهوم الشعرية‪ ..‬فنرصدها ونسمعها ّ‬ ‫سا‬ ‫عن نفسها قائلة ‪ " :‬لست موم ً‬ ‫وال بائعةَ‬ ‫يشمخ قاسيون على كتف سهري‬ ‫صور تذكارية‬ ‫ٍ‬ ‫في مزاد الضمائر النكرة‬

‫والساحل ير ُّد على زنوبيا‬

‫فارفع سوط حقدك عن ظهر الحقول‬

‫السالم عليك زنوبيا‬

‫أنا األرض المنورة‬

‫ونحن سوا‬

‫أؤذن للغيم فينهمر بصدري العاصي‬

‫اعتلينا صهوة التاريخ‬

‫ص‪ 74-‬من مجموعة قال الشهيد‬

‫حرارة االنفعال‬ ‫التحول من برودة التقرير إلى حرارة االنفعال‬ ‫بالكتابة المدثرة بالنثر ذاتها تم ّهد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتلظى‪ ،‬وتدمن‬ ‫والتعبير ‪،‬وتعيد ترتيب بيادرها التي عافت موسم األعراس في زمن‬ ‫فعل اإلنصات للكون متأملة آلهة الغواية وانعكاس قناديل الخطيئة على زناد الضوء‪.‬‬ ‫وعلى هذا المقام نقرأ لها"‬ ‫"آلهة الغواية تُع ُّد‬

‫أنا العاشقة ألزيز فوضى مقام الشاطئ‬

‫قناديل الخطيئة‬

‫الشاطئ على يديك هداية صغرى‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫حين الهداية الكبرى‬

‫وصوتك آذان الوطن"‪.‬‬

‫مقام ( يا بحر ْ‬ ‫كن نوراً وزبداً )‬

‫ص‪ 82-‬من مجموعة ‪:‬قال الشهيد‬

‫لغة اإلله‬ ‫في ضجيج الغبار ال شيء يعنيها ‪ ،‬لذلك ال تتواطأ مع البوم و تقف على الح ّد الفاصل‬ ‫من الحزن‪ ،‬بيدها تفتح باب الصبح وتبتسم للحياة ‪ ،‬وتهنئ صحوة األرض وهي‬ ‫تصعد في لغة اإلله ‪،‬كحمامة استدلت على سوارها الذهبي‪.‬‬ ‫رأت خلف االختناق عينًا تتسع للدهشة‪ ،‬وتلتفت ممسكة بكل نواياها ‪،‬ببخور التم ّني‬ ‫تفتح باب الذاكرة لشمس المعنى بعد أن تصيغ التعبير عن أوجاع الروح ومعاناة‪.‬‬ ‫غامض‬ ‫ألف سؤا ٍل‬ ‫ٍ‬ ‫بهذا األنين ومن انزالق تربة الخياالت تضع "في جعبة الرمل ُ‬ ‫مكررة السؤال عن جدوى البحث بمثل هذه الحرب"‪ :‬أهي الحرب ؟‬ ‫أم لعنةُ البح ٍ‬ ‫ق ؟ ص‪ 43-‬من مجموعة يا حادي الريح‬ ‫ث عن حري ٍ‬

‫سد الفجوات‬ ‫حكمتها تدفعها إلى المناورة والعمل على سد الفجوات النصية‪ ,‬واالنطالق منها‬ ‫لتكوين بنية شعرية تركيبية خاصة بها‪ ,‬و تندغم بكل تشابكاتها وتعقيداتها في أضرحة‬ ‫جر االستعارات إلى دهاليز النص المفخخة‪.‬‬ ‫الشهداء ‪ ,‬بعيدا عن ّ‬ ‫الحساسية العالية‬ ‫فمن يقرأ بعناية قصائد هذه المجموعات الصادرة تبا ًعا بين عامي ‪ 2013‬و‪2019‬‬ ‫ال بد أن يالحظ الحساسية العالية التي تمتلكها "نصرة إبراهيم "إزاء انتمائها لهذي‬ ‫األرض وبحثها في تكوين التراب عن غواية اللون في تفاصيل قميص الحب‪.‬‬ ‫إذ تقول ‪ :‬الخيا ُل ظالن‬

‫عن غواية اللون‬

‫يدوران حول جوهر المعنى‬

‫في تفاصيل قميص الحب‬

‫ال معنى للخيال إال في البحث‬

‫إلى أوله ‪،‬ويصعد إلينا إيقاعُ الوجود "‬

‫ص‪ 97‬من مجموعتها قال ‪:‬ثم ماذا؟‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫مواويل وطنية‬ ‫قد يحسب للشاعرة إثراؤها الالفت للمعجم الشعري المقاوم‪ ،‬ولغتها الخاصة التي ال‬ ‫تمتح من مياه اآلخرين‪ ،‬وجرأتها البالغة في ربط الشعر بما يجري في وطنها وما‬ ‫غفل من المحسوسات والتفاصيل‪ ،‬فتمسح عن جسد الكلمات رائحة الرثاء ‪،‬وتخلع عن‬ ‫جسدها كتان الصمت ‪ ،‬لتصبح نصوصها مواويل وطنية ‪،‬تف ّجر الينابيع الداخلية للغة‪،‬‬ ‫وتسري الكهرباء التي تمس الشغاف وتشير إلى قاموسها في المقطع التالي‪:‬‬ ‫"قاموسي كحمام‬

‫عنَّا لنُ ّ‬ ‫الوقت‬ ‫نز َل‬ ‫َ‬

‫يلتقط السماء بمنقاره‬

‫عن خيوط الستائر‬

‫يمدُّها فوق مئذنة‬

‫َّ‬ ‫ونفك أس َْرنا "‬

‫من ذا الذي يُخبرني‬ ‫ص‪ 99-‬من مجموعة يا حادي الريح‬ ‫م ّما ال شك فيه أن االغتراف من المعين الشعري اإلبراهيمي ‪ ،‬يتيح لنا التطفل على‬ ‫التمرد‪ /‬االحتراق ‪ /‬التجديد‪.‬‬ ‫تحوالت الذاكرة الشعرية المتوالية على منوال غير تقليدي‬ ‫ّ‬ ‫هذا الصوت ينم عن وعي الشاعرة بالواقع السياسي ‪ ،‬بالقمع وحقيقة األنظمة‬ ‫االستعمارية ‪،‬وعي بجوع الفقراء ‪،‬وعي بأن لهذه األمة تاري ًخا مجيدًا‪ ،‬أودى به‬ ‫سماسرة التاريخ تحت ستار الحرية ‪..‬وبجرأة تقول‪ ":‬العدو ال يُغرم إال بأرضنا‬ ‫درسة تاريخ‬ ‫لوكنت ُم ّ‬

‫درجةَ الصفر "‪.‬‬

‫لنال معظ ُم زعماءنا‬

‫نار الصمت‬

‫ونوعت الصياغات ‪،‬لتُشبّعها بالتأويل ويصير الصمت‬ ‫لقد كثّفت الشاعرة التعابير ّ‬ ‫سا ‪،‬و تم ّد به حبل الكالم الذي ينقطع وتتبادل معه األدوار‪.‬‬ ‫مرئيا ً ومدركا ً ومحسو ً‬ ‫تمشي على كعب الغيم كفراشة فينيقية و تش ِع ُل في النُّصوص نار الصمت من دون‬ ‫االستعانة بأي وقود ‪،‬و ُّ‬ ‫مواض َع كثيرة‬ ‫ثرة‪ ،‬و َمضبوطة في‬ ‫تبث فيها حبكات مشهدية ّ‬ ‫ِ‬ ‫على إيقاع ّ‬ ‫فن الحذف ‪،‬وتبدو للمتلقي عازفة على وتر اللغة سمفونيات عدة تفكك‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫عناصر الواقع ثم تعيد تجميعها في محاولة مزج حقيقة الروح بحقيقة وطن المعاني‬ ‫إذ تقول‪:‬‬ ‫"في حضرة دمشق‬

‫ونحن له ساجدون‬

‫يمجد الرب ذاكرة العنب‬

‫قال ثم ماذا ؟ قلت‬

‫يشرب األنبياء نخب مراسم الشرف‬

‫الجزء المفقود من النص‬

‫ويحدثون اليقين عن الشهيد‬

‫تركته بين يديك ‪.‬‬

‫إنّا رأينا الشهيد وأحد عشركوكبًا‬ ‫ص‪ 105-‬من مجموعة "قال ‪ :‬ثم ماذا ؟‬

‫خالصة القول‬ ‫لكل ما تقدم؛ نستطيع القول‪ :‬الشاعرة نصرة إبراهيم ِم ْس َبار النَّص المقاوم ‪ ،‬صوت‬ ‫تخوض معار َكها على تُراب اللغة‪ ،‬تحارب بلغة االستيهامات‬ ‫مميز معنى وقيمة‬ ‫ُ‬ ‫والفنتازيا التي تستب ّد بالذات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتستفز‬ ‫" نصرة إبراهيم "في مجموعاتها األربع ‪ :‬تسحب القارئ العربي من نومه‬ ‫تسير‬ ‫فارقات ال ُمدهِشة التي‬ ‫ُ‬ ‫ي لل ُم َ‬ ‫خموله‪،‬و تسعى بما تملك من إيمان بتولي ٍد ثر ّ‬ ‫ي ّ‬ ‫ي العميق‪.‬‬ ‫ي وال َّ‬ ‫باتّجاهيْن ُمتالزميْن بينَ ال َّ‬ ‫صر ّ‬ ‫سطح الب َ‬ ‫الظاهر ّ‬ ‫صر ّ‬ ‫سطح الب َ‬ ‫النص المقاوم هما العنصران النابضان في وعي ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫شاعر‬ ‫وإن حرارة التّراب وحيويّة‬ ‫ّ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫شعري‪ ،‬بهما تكتب الذّات الشهيدة تراتيل وجودها‪ ،‬وتشف استعاراتها الحسية عن‬ ‫وعي صياغي ‪،‬وعن رؤيا تتوغل في المتن اللغوي الستحضار وتشكيل الكثير من‬ ‫المباني التي تالمس فائض المعنى كما يسميه "ريكور‪ ،‬فضال عن مقاربة ابتهاجها‬ ‫نصرا ينتظر‬ ‫من أقصى الذوبان إلى أدنى هللا في آن معًا‪ ،‬ويكون تحبير القصيدة‬ ‫ً‬ ‫بزوغ الفجر في أوردة الجوري‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫رائد السينما الثورية اجلزائرية رينيه فوتييه‬ ‫النضال بالكامريا يف أفالم املخرج الفرنسي‬ ‫رينيه فوتييه‬

‫‪René Vauthier‬‬ ‫ليليا عثمان الطيب‬ ‫جاء في مقدمة المترجم أحد يوسف لكتاب أساسيات‬ ‫األخراج السينمائي للمخرج والسيناريست نيكوالس‬ ‫تي بروفيريس ‪ " :‬اإلخراج هو أعلى مراحل صناعة‬ ‫الفيلم ‪ ،‬فالسيناريو يصل إلى المخرج ‪-‬حتى لو كان هو‬ ‫كاتبه ‪ -‬مجرد كلمات مطبوعة على الورق ‪ ،‬ومهمته‬ ‫األولى هي أن يفسر هذه الكلمات ويفكر في طريقة‬ ‫ترجمتها إلى صور‪ ،‬وهنا يأتي دور خبرته في مختلف‬ ‫الحر ف السينمائية مثل خبرة قائد األوركسترا بالعزف على آالت موسيقية مختلفة‪،‬‬ ‫فهو يدرك‪-‬على األقل‪ -‬كيف تعمل الكاميرا وما إمكانية تحقيق صورة ما في ذهنه‪،‬‬ ‫كما أن لديه إحساسا ما بإستخدام الصوت أو الصمت في تأكيد اللحظة الدرامية للمشهد‪،‬‬ ‫وهو أيضا يعرف أن المونتاج أداة من أدوات هذا التأكيد‪ ،‬لكن المونتاج اليصلح لكي‬ ‫يعيد خلق مادة مصورة ليست فيه رؤية لما سوف يكون عليه الفيلم النهائي‪" .‬‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫يؤكد هذا الكالم بأن السينما هي المخرج فكيف سيكون الفيلم إذا كان مخرجه يجمع‬ ‫بين اإلبداع والنضال ضد الظلم ومناهض إلحتالل الشعوب‪ ،‬هكذا كان المخرج‬ ‫والسيناريست الفرنسي رينيه فوتييه )‪ René Vauthier (1928-2015‬مؤمنا‬ ‫بالقضية الجزائرية وبحق الشعوب في تقرير مصيرها وصور ذلك في فيلمه األول‬ ‫إفريقيا‪ Afrique 50)) 50‬الصادر سنة ‪ 1950‬ويعتبر أول فيلم سينمائي مناهض‬ ‫لإلحتالل الفرنسي مدته خمسة عشر دقيقة وتم سجنه بسبب الفيلم‪ ،‬كما منع من العرض‬ ‫مايقرب عن ‪ 40‬سنة‪.‬‬ ‫لقد إرتبط إسم رينيه فوتييه بالثورة الجزائرية وكان أحد أنصار جبهة التحرير الوطني‬ ‫وقتها فقد أشرف على أول مدرسة للتكوين السينمائي للثورة الجزائرية‬ ‫باألوراس(بالشرق الجزائري)‪ ،‬ففي سنة ‪ 1957‬تم إنشاء أول مدرسة سينمائية‬ ‫جزائرية في أعالي الجبل ‪ L'ecole de cinéma du maquis‬بالوالية األولى‬ ‫للمنطقة الخامسة وبالضبط في تبسة أطلق عليها اسم فرقة فريد‪، Groupe Farid‬‬ ‫حيث أخرج في تلك الفترة عدة أفالم من بينها أمة‪ ،‬الجزائر ‪Une nation,l'algérie‬‬ ‫سنة ‪ 1954‬كما أخرج بمساعدة فرقته فيلمه الشهير الجزائر تحترق ‪L'algérie en‬‬ ‫‪flammes‬سنة ‪ 1958‬وهو فيلم قصير أنتجه بالتعاون مع شركة ‪ RDA‬من جمهورية‬ ‫ألمانيا الديمقراطية‪ ،‬وقد أحدث هذا الفيلم ضجة كبيرة آنذاك ألنه صور في قلب‬ ‫األوراس وجسد الحياة اليومية للجنود في الجبال وبعض األعمال الفدائية التي قاموا‬ ‫بها‪ ،‬وبعد إستقالل الجزائر أخرج فيلم الشعب يسير ‪Peuple en marche‬سنة‬ ‫‪ 1963‬وهو أول فيلم في الجزائر المستقلة‪،‬وبقي في البالد بضع سنوات كان فيها‬ ‫مسؤوال عن دور السينما الشعبية و أخرج فوتييه في العام ‪ 1972‬أن تكون في العشرين‬ ‫في جبال األوراس ‪ Avoir 20 ans dans les Aurès‬مدة الفيلم ‪ 97‬دقيقة وقد حاز‬ ‫على جائزة النقاد العالمية في مهرجان "كان" في السنة ذاتها‪ ،‬يروي الفيلم قصة‬ ‫مجموعة من الشبان الفرنسيين المسالمين حولتهم الحرب الجزائرية الى وحوش‪،‬ومن‬ ‫أجل كتابة سيناريو الفيلم‪ ،‬قابل المخرج عشرات الجنود العائدين من الجزائر‪ ،‬حاملين‬ ‫معه م صدمات وندوب ما عاشوه هناك و تسبب عرض الفيلم في قاعات السينما في‬ ‫فرنسا باضطرابات عامة‪ ،‬بل وقع اعتداء على إحدى الدور الباريسية‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫إن النضال بالكاميرا بالنسبة للمخرج السينمائي يمثل تحديا كبيرا فاألفالم الثورية رغم‬ ‫أنها في العادة تقدم صورة واقعية عما يحدث في بلد ما إال أن رؤية المخرج التغيب‬ ‫عنها فقد تتغير معاني هذه األفالم عند مشاهدتها خارج ثقافتها لكن أفالم فوتييه الثورية‬ ‫كانت رمزا لإلحتجاج والثورة وإنعكاسا لغضب شعب من حقه أن يعيش حرا مستقال‬ ‫في وطنه لذلك جسد بكاميرته صوت الشعب الغاضب الرافض لإلحتالل مما عرضه‬ ‫للكثير من المضايقات نتيجة أفالمه لكن فوتييه ظل متمسكا بإيمانه بعدالة القضية‬ ‫الجزائرية وقد صورت سينما فوتييه في أكثر من محفل المظاهرات والتمرد والثورة‪،‬‬ ‫منها ما كان حقوقيا أو ثوريا ضد االحتالل والظلم أو بحثا عن العدالة االجتماعية‬ ‫واالقتصادية في المجتمعات‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫زفرة يف حبّ الوطن قراءة يف قصيدة أماني حممد‬ ‫"أم املعتصم"‬ ‫الكاتب‬ ‫بولمدايس عبد المالك‬ ‫حين يبكى القلب وطنه شوقا و لهفة في لحظة استغراق و هيام تخرج الحروف منه‬ ‫باكية كغيمة حبلى ‪ ،‬متأججة كنار محتدمة ‪ ،‬تأتي على األخضر و اليابس من القلب و‬ ‫سلوى كل ما يسلي النّفس‬ ‫مس أو لمس ثرى الوطن سلوى و ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الروح ‪..‬و يصبح مجرد ّ‬ ‫عن الكرب والهموم واألحزان‪ ،‬وينسيها جروحها و كروبها و ّ‬ ‫كأن تراب وطنها تدثّر‬ ‫بالقداسة و البركة فبمجرد لمسه و التّمسح به تنزاح األتراح و تنجلي الهموم و األحزان‬ ‫و يعم السرور و الطمأنينة أرجاء النّفس‪.‬‬ ‫عندما تنقلب صورة الوطن اآلخر(ال ُمستقبِل) و يذوب بتفاصيله في بوتقة الوطن األ ّم‬ ‫فإنّه يضحى ك ّل جزء فيه من أرض و سماء و هضاب و تالل و صحاري و غابات‬ ‫و بحار و وديان و غدران نسخة طبق أصل الوطن األ ّم المتربّع على عرش القلب‬ ‫والمتح ّكم في نياط الروح و مجاريها ‪ ..‬فاألوطان و إن تشابهت في معالمها و‬ ‫األول حنين خاص و طعم ال يضاهيه شيء آخر في الحالوة‬ ‫تضاريسها فيبقى للمنزل ّ‬ ‫و ّ‬ ‫الطالوة‪.‬‬ ‫تهزها ّ‬ ‫سسها لنبضات قلبها حين تؤزها و رياح شوقها و ّ‬ ‫هز‬ ‫فهي ترى وطنها في تح ّ‬ ‫عنيفا و تقوى رغبتها و تشت ّد إرادتها لرؤية وطنها ؛ و هي تراه ثانيا في لهفة ك ّل‬ ‫سحت نفسه بثراه و ذابت مهجته و هو يظفر بلقاء فتسمو روحه تعانق‬ ‫مشتاق تم ّ‬ ‫ي الفت ‪..‬فالرجاء من األضداد‬ ‫األفالك في السماوات ‪..‬و التعبير بالرجاء فيه ملمح نفس ّ‬ ‫فهو يحمل األمل و في نفس الوقت يد ّل على الخوف ‪..‬فأملها في رؤية تقاسيمه مشوب‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫بخوف ذلك ّ‬ ‫التخوفات و الهواجس تتسلّل إلى‬ ‫أن هجرة األوطان طويال تجعل بعض‬ ‫ّ‬ ‫النّفس لكن الغلبة في النّهاية هي لألمل أي الجانب اإليجابي في النفس‪.‬‬

‫األول‪:‬‬ ‫المقطع ّ‬ ‫سـلـوى لـروحـي ْ‬ ‫أمــس ثـراكا‬ ‫أن‬ ‫َّ‬

‫شـوقـي إلـيـك ويـرتـجي رؤيـاكا‬

‫أنَّــــى اتّ‬ ‫ُّ‬ ‫ـجـهـت فـــال أرى إالكـــا‬

‫ق مـن زفـرات ِه‬ ‫فــي لـهـف ِة الـ ُمشتا ِ‬ ‫ُ‬ ‫يـعـانـق األفــالكـا‬ ‫عــنــد الــلّـقـاﺀ‬

‫ّ‬ ‫يـؤزني‬ ‫ب حـين‬ ‫فــي نـبـض ٍة لـلقل ِ‬

‫المقطع الثاني‪:‬‬ ‫و في غمرة األشواق و لهفة االشتياق يتمثّل لها وطنها كشخص مادي له قلب و سمع‬ ‫و عقل فنراه تستعمل حرف النّداء أمال في إجابة شافية تطفأ نيران الشوق المتأ ّججة‬ ‫‪..‬و كفى بالوطن معشوقا فها هي ّ‬ ‫تبث له أسرار هواها الهائمة المكنونة في مهجة‬ ‫القلب و ال تخفي صبابتها لوطنها و تيه أفكارها و تناغم نجواه بنجواها فكأنّهما صنوان‬ ‫واحد ‪ ..‬فال يسعها و الحال كذلك إالّ أن تسيل دموع عينيها كسحب باكية راجية منه‬ ‫اإلشفاق و الترفق بحالها و تشت ّد حالتها و تتفاقم عند ك ّل غياب و شبه جفاء‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫أبــث أسـرار الـهوى‬ ‫إلـيـك‬ ‫يـامـن‬ ‫َ‬

‫ُّ‬ ‫ويـبـث فــي نـجـواهُ مـن نـجواكا‬

‫فــي الـقلب تـسكن هـائما بـهواكا‬

‫ْ‬ ‫العين مثل سحائب‬ ‫سـالت دموعُ‬ ‫ِ‬

‫فـارفـق بـصـبّ ٍ تــا َه فــي أفـكار ِه‬

‫ُ‬ ‫أطـيق جـفاكا‬ ‫ب فــال‬ ‫عـنـد الـغـيا ِ‬

‫المقطع الثالث‪:‬‬ ‫حذفت حرف النّداء "يا" عن "وطني" للداللة على ّ‬ ‫أن الوطن َ متجذّر في سويداء قلبها‬ ‫‪ ،‬متح ّكم في حركات روحها و سكناتها ‪..‬فكأنّها تراه رأي العين و تتحسس نبضاته و‬ ‫ترتوي من غيماته ليستحيل حبّ وطنها رشفات من ذلك الجدول بل الجداول الطافحة‬ ‫سالم و سننها تعلن للوجود نذر‬ ‫بالرواء و البركات ‪..‬و على سيرة "أم مريم" عليهما ال ّ‬ ‫قلبها و تشهد على نذرها ذاك دموع العين التي جعلتها عربون فداء لوطنها و شواهد‬ ‫عيان عن والئها له‪...‬‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫و تجعل نبض الوطن في لمسها لحجره المبارك كعالمة حياة و رمز قداسة فتهوي‬ ‫بقلبها المنقاد الموتور لتقبّل ثراه غازلة من زرقة سمائه وشاحا تتشح به ‪..‬و هذا تشبيه‬ ‫ي بليغ جدا إذ يجمع بين أمور ماديّة و أخرى معنوية و عقلية و مثل هذا الجمال‬ ‫عقل ّ‬ ‫ّ‬ ‫متمكن من اللغة العربية التي ال ترخي زماما إالّ لعاشقيها ز‬ ‫ال يجتمع إالّ لضليع‬ ‫فمجرد لمس بسيط لحجر من أحجاره إالّ و انقلبت نفسيتها من النّقيض‬ ‫خاصتها‪ .‬عجبا‬ ‫ّ‬ ‫قوة‪..‬‬ ‫إلى النقيض و أضحت عبدا مطيعا مأمورا ال حول له و ال ّ‬ ‫و في ق ّمة ثوران حبّها و هيجانه تلتفت إلى حبييها الغائب عنها الحاضر في شغاف‬ ‫فؤادها لتمزج بين حبيبين غائبين تناغما و اتّحدا فصار روحا واحدة لتصوغه شمسا‬ ‫مشرقة ال ترى النّور و اإلشراق إالّ بعينيه الذي استحاال عينيها التي تبصر بهما‬ ‫الرواء و زاد في بهائها‬ ‫األشياء و الحقائق‪...‬تشبيهات بلغت أو ّجها من البالغة و ُ‬ ‫المنقطع النّظير روحها الصادقة و وفاءها الممتد و حبّها اللدني الذي ال حدود له و ال‬ ‫قيود‪..‬‬ ‫وطني رشفتُ الحبَّ منك جداوالً‬

‫قَـبّـلتُ‬ ‫سـمـاكا‬ ‫َ‬ ‫تـربـك واتّـشـحتُ َ‬ ‫وطني تَجلّى في الحبيب فصغتُه ُ‬

‫لـما لـمستُ بـذي الـحجارةِ نـبضةً‬

‫ي ذي عـيناكا‬ ‫شـمـسا ً وفــي عـيـن ّ‬

‫ونــذرتُ قـلـبي والـعـيونَ فِـداكـا‬

‫عاطفة جيّاشة أخالها كبركان هائج مضطرب سلب الظنون و األوهام فأضحى الع ّ‬ ‫شاق‬ ‫و المحبّون من ضحاياه و رهائنه أو كنيران محتدمة أتت على األخضر و اليابس ‪..‬‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫مجاليات التناص يف ديوان‬ ‫(دياجر الغياب )‬ ‫للشاعرة صورية محدوش من اجلزائر‬ ‫بقلم ‪ /‬محمد رمضان الجبور‬ ‫األردن‬ ‫من الكتب التي وصلتني حديثا ً ديوان شعري للشاعرة الجزائرية صورية‬ ‫حمدوش ‪ ،‬والشاعرة من مواليد والية ميلة ‪/‬الجزائر ‪ ،‬وعضو المجلس الوطن لالتحاد‬ ‫الجزائري للملكية الفكرية ‪ ،‬وعضو في أكثر من محفل ثقافي ‪ ،‬وقد صدر لها ‪:‬‬ ‫أوراق من النبض ‪ ،‬بين فتق الجراح ورتقها ‪ ،‬وديوان ثالث بعنوان ‪ :‬دياجر‬ ‫الغياب وهو الديوان الذي بين أيدينا ‪ ،‬وقد ضم الديوان بين دفتيه خمسا ً وخمسين قصيدة‬ ‫‪ ،‬تنوعت موضوعاتها وإن كان معظمها قد تمحور حول قضية الوطن وحب الوطن‬ ‫والدفاع عن الوطن ‪.‬‬ ‫وأحببت أن ألقي الضوء على هذا الديوان من جانب شدني كثيراً وأنا ممعنا ً في قراءة‬ ‫قصائده التي تش ُّد المتلقي للمتابعة واالستمتاع ‪ ،‬فكانت جماليات التناص لها الحضور‬ ‫األكثر وضوحا ً في نصوص الشاعرة ‪.‬‬ ‫لقد أصبحت جمالية النص األدبي سواء كان نثراً أو شعراً هدف العديد من االتجاهات‬ ‫النقدية الحديثة ‪ ،‬والتناص احدى الظواهر الفنية التي من خاللها نستطيع الكشف عن‬ ‫جماليات اإلبداع الشعري ‪ ،‬وال شك أن البحث في آليات التناص يحتاج من الباحث‬ ‫الكثير من الدقة والتحليل ‪ ،‬فظاهرة التناص من الظواهر السائدة في القصيدة الحديثة‬ ‫‪ ،‬ومن العناصر التي تُسهم في بناء القصيدة ‪ ،‬وتعتبر من األدوات التي تكشف عن‬ ‫عمق النص األدبي ‪ ،‬وتعمل على تفسير ما يدور حول النص وكشف خباياه ‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫أن من اآلليات الجمالية التي برزت في ديوان (دياجر الغياب) وأضافت إلى هذا‬ ‫المشروع الشعري المزيد من العناصر والدالئل الجمالية خاصية التناص التي قلما‬ ‫يخلو منها نص أدبي ‪ ،‬فقد ُجبلت النفس البشرية بما يسمى بالتعالق ‪ ،‬فيعلق في النفس‬ ‫ما استحسنته النفس ‪ ،‬وقبل أن نبدأ ال بد أن نمر مرورا ً عابراً غلى بعض من عرفوا‬ ‫التناص ‪ ،‬فالدكتور أحمد الزعبي يقول " إن التناص – في أبسط صوره – يعني أن‬ ‫يتضمن نص أدبي ما نصوصا ً أو أفكاراً أخرى سابقة عليه‪ ،‬عن طريق االقتباس أو‬ ‫التضمين أو اإلشارة أو ما شابه ذلك من المقروء الثقافي لدى األديب‪ ،‬بحيث تندمج‬ ‫هذه النصوص أو األفكار مع النص األصلي‪ ،‬وتمتزج فيه ليتشكل نص جديد واحد‬ ‫متكامل "‬ ‫وما لفت انتباهي أثناء قراءة وتصفح ديوان الشاعرة (صورية حمدوش) دياجر‬ ‫الغياب هذا الكم من تجليات ظاهرة التناص ‪ ،‬فقد ظهر التناص في الكثير من قصائد‬ ‫الديوان ‪ ،‬حتى أصبح التناص ظاهر أسلوبية في شعر الشاعرة صورية حمدوش ‪.‬‬ ‫وما يعزز هذه الظاهرة ويقويها لدى الشاعرة الثقافة الواسعة التي تتمتع بها الشاعرة‬ ‫واطالعها على القديم والحديث ‪ ،‬وغزارة قاموسها اللغوي والمعرفي ‪.‬‬ ‫ولقد أحصيت أكثر من خمسين موقعا ً في ديوان الشاعرة صورية حمدوش تناصت‬ ‫فيها واستخدمت أنواعا ً متعددة من أساليب التناص ‪ ،‬وهذا أن دل على شيء فأنه يدل‬ ‫على مدى ما تتمتع به الشاعرة من ثقافة دينية وتاريخية وعلمية ‪ ،‬حتى استطاعت‬ ‫توظيف مثل هذه الظاهرة الفنية في شعرها ‪.‬‬ ‫وقد كان القرآن الكريم والحديث الشريف والتراث القديم المصدر الذي نهلت منه‬ ‫الشاعرة في أكثر نصوصها ‪ ،‬وقد أختلف هذا التناص ما بين استلهام بعض اآليات‬ ‫القرآنية بوجود مفردات من القرآن الكريم بعينها تارة ‪ ،‬واستلهام بعض المعاني‬ ‫والقصص الدينية والقرآنية تارة أخرى ‪ ،‬وسوف نتجول في ديوان الشاعرة لنقف‬ ‫على آليات التناص ‪ ،‬وكيف استطاعت الشاعرة توظيف هذه الظاهرة بأسلوب جميل‬ ‫ينم عن ثقافة واسعة لدى الشاعرة ‪.‬‬ ‫ففي قصيدة بعنوان (جسد أجوف) تقول الشاعرة‪:‬‬ ‫بسطتُ لك الرو َح‬

‫كراح ِة الي ِد‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫وجعلتُ‬ ‫يتلهف‬ ‫نبض فيه‬ ‫القلب ك َل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫تُزينه بسمةٌ في خوفٍ‬

‫مالمح ذلك الوج ِه‬ ‫لرؤية‬ ‫ِ‬

‫ب الكهف‬ ‫كأنَّها تسترقها من أصحا ِ‬

‫فالشاعرة في النص السابق تتناص مع قصة من قصص القرآن الكريم ‪ ،‬قصة أصحاب‬ ‫لر ِق ِيم َكانُواْ ِم ۡن َءا َٰ َي ِتنَا َع َج ًبا‪ " ٩‬فالتناص‬ ‫ب ٱ ۡل َكهۡ ِ‬ ‫الكهف ‪" ،‬أَ ۡم َح ِس ۡب َ‬ ‫ف َوٱ َّ‬ ‫ت أَ َّن أَصۡ َٰ َح َ‬ ‫جاء يحمل داللة ال بعد الزمني ويحمل داللة أخرى تتعلق بالفعل والمشهد العام لقصة‬ ‫أهل الكهف وهو النوم ‪ .‬فهذه هي صفات البسمة التي صورتها الشاعرة‪.‬‬ ‫وفي نص آخر بعنوان ( األوسكار ) تقول الشاعرة ‪:‬‬ ‫الشهامة‬

‫وصفات‬

‫وتكللني بحلل من الفرح تصنع دهشتي‬

‫الرجولة‬

‫وتلك‬ ‫األصيلة‬

‫وكأنك يوسف عصري وحياتي‬

‫جعلتك تغزو كياني‬

‫لهذا ال تلمني إن همتُ بك حبا ً‬

‫تنزع عني ثوب المآسي‬

‫وصرت والدة عصري‬

‫تتعد أشكال التناص الديني في ديوان (دياجر الغياب ) للشاعرة صورية‬ ‫حمدوش ‪ ،‬فنجد تناصها مع المفردة القرآنية ‪ ،‬ومع الجملة المركبة ‪ ،‬ومع المعنى‬ ‫أحيانا ‪ ،‬ومع القصة القرآنية ‪ ،‬ففي النص السابق تناصت الشاعرة مع المفردة القرآنية‬ ‫(يوسف) ومع القصة القرآنية التي تتعلق بسيدنا يوسف عليه السالم ‪ ،‬وفي النص‬ ‫السابق أيضا ً نرى الشاعرة قد تناصت وتعالقت مع قصة من التراث العربي ‪ ،‬وهي‬ ‫قصة (والدة بنت ال مستكفي ) وهي شاعرة عربية وبنت الخليفة األموي المستكفي باهلل‬ ‫ولها قصة حب تتحدث عنها األجيال مع الشاعر أبن زيدون ‪ ،‬فبعد أن وصفت لنا‬ ‫الشاعرة ذاك الحبيب الذي جمع كل الصفات الحسنة حتى كان في نظرها وكأنه سيدنا‬ ‫يوسف بالنسبة لها ‪ ،‬أصبغت على حالها صفة (والدة ) في جمالها وشعرها وجاءت‬ ‫بمفردة توضح للمتلقي ما أرادته الشاعرة وهي كلمة (عصري)‪.‬‬ ‫وفي قصيدة أخرى بعنوان (كسرت قلبي كما المرايا) تقول الشاعرة‪:‬‬ ‫وزدتُ فوقهُ روحي وك َل السنين‬

‫لجين‬ ‫القلب على طبكٍ من‬ ‫وأهديتك‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬

‫‪27‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫نحرت الوتين‬ ‫الحب عطا ٌء ولو‬ ‫ألن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تتناص الشاعرة مع المفردة القرآنية الواردة في سورة الحاقة (الوتين) وتعني نياط‬ ‫ض ٱ ۡألَقَا ِوي ِل‪َ ٤٤‬ألَخ َۡذنَا ِم ۡنهُ‬ ‫القلب ‪ ،‬أو حبل موصول بالقلب " َولَ ۡو تَقَ َّو َل َعلَ ۡينَا بَعۡ َ‬ ‫ين‪ ٤٥‬ث ُ َّم لَقَ َ‬ ‫طعۡ نَا ِم ۡنهُ ٱ ۡل َوتِينَ ‪" ٤٦‬‬ ‫بِٱ ۡليَ ِم ِ‬ ‫ومفردة الوتين من المف ردات التي تكررت في أكثر من مكان في ديوان الشاعرة‬ ‫(دياجر الغياب) ‪ ،‬فقد ظهرت في قصيدة (أرحلوا ) ‪:‬‬ ‫الذي لبانته من وتيني‬ ‫وفي قصيدة (كبوات) ‪:‬‬ ‫فرشتُ له الروح‬ ‫بساطا ً من وتيني‬ ‫وفي قصيدة بعنوان (رحلة المخاض ) ‪:‬‬ ‫والقلب يقفز وللفرحة يسرق‬ ‫ألنك فقط عزفت على الوتين‬ ‫وفي كل مكان في هذه القصائد كانت مفردة (الوتين ) تحمل داللة تتناسب‬ ‫وماأرادته الشاعرة ومعنى يختلف باختالف الموقع والحالة التي وظفتها الشاعرة ‪،‬‬ ‫فهي مرة بساطا ً ‪،‬وأخرى وتراً ‪ ،‬ولكن يبقى المعنى األكبر لها أنها لها عالقة بنياط‬ ‫القلب داللة على أهميتها ‪ .‬ويقول د ‪.‬محمد مفتاح في كتابه تحليل الخطاب‬ ‫الشعري(استراتجية التناص ) ‪:‬‬ ‫" أن التناص هو تعالق( الدخول في عالقة ) نصوص مع نص حديث بكيفيات‬ ‫مختلفة " وفي قصيدة بعنوان( أرخى سدوله ) نرى أن الشاعرة قد وظفت أكثر من‬ ‫نوع من أنواع التناص من التراث الشعري‪ ،‬فعنوان القصيدة قد تناص مع قول الشاعر‬ ‫امرؤ القيس في معلقته الشهيرة ‪:‬‬ ‫ي بأنواع الهموم ليبتلي‬ ‫عل ّ‬

‫وليل كموج البحر أرخى سدوله‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫وكأن الشاعرة أرادت أن تبث أحزانها وهمومها ‪ ،‬فتناصت مع معلقة امرؤ القيس في‬ ‫وصف الليل وما به من هموم وأحزان فهي تقول ‪:‬‬ ‫أرخى سدوله‬

‫والقلب اكتسى شيبا‬

‫أربعينية أنا‬

‫ال بل صار هيكال‬

‫ماتزال تعيش مراهقة القلب‬

‫هكذا فجأة‬

‫وبنقاء طفلة‬

‫فما صدقتُ أن القلب بعد كل ذلك الهوى‬

‫وعقل أربعينية مد كانت مراهقة‬

‫وذلك الوجع أرخى سدوله وولى‬

‫لكنّي بين ليلة وضحاها بلغت من العمر‬ ‫عتيا‬ ‫ُ‬ ‫فالشاعرة تشكوا السنين وااليام وتشكو الجسد الذي صار هيكال ‪ ،‬وتشكو القلب‬ ‫والوجع ‪.‬وفي القصيدة كما قلنا أنواع أخرى من التناص فقد تناصت الشاعرة في قولها‬ ‫وسيصحو القلب‬ ‫ويقول ماودعك ربك وماقلى‬ ‫فمازلت غير موقنة أن القلب تنحى‬ ‫وسلم رايته للعقل بعد سجاالت حالكة الدجى‬ ‫فقد تناصت الشاعرة في النص السابق مع قوله تعالى في سورة الضحى‬ ‫"بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫والضحى ‪ ١‬والليل اذا سجى ‪ ٢‬ماودعك ربك وماقلى ‪" ٣‬‬ ‫يظل القرآن الكريم بإعجازه وبيانه ومعانيه ودقة وصفه وبالغته المعين الذي ال‬ ‫ينضب والبحر الذي اليجف‪ ،‬ففيه الكثير الكثير من الموضوعات التي تهم االنسان‬ ‫في كل زمان ومكان ‪ ،‬وفيه الكثير من الحلول لما يواجه االنسان في حياته من‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫مشكالت ‪ ،‬لذا وجدنا الشعراء ينهلون من معينه ويستلهمون ويقتبسون من آياته لمعالجة‬ ‫قضاياهم المعاصرة‪.‬‬ ‫الشاعرة ص ورية حمدوش من الذين يعشقون الوطن ويترنمون بذكره ‪ ،‬فقد ضم الديوان‬ ‫الكثير من القصائد ‪ ،‬تغنت فيها الشاعرة بالوطن وبثت عواطفها وأحزانها للوطن ‪،‬‬ ‫ولم تنسى ان تعرج في قصائدها عل على أوالئك الذين قدموا أرواحهم للوطن ففي‬ ‫قصيدة بعنوان( جنة األرض ) تقول الشاعرة ‪:‬‬ ‫وما غزو فرنسا العجوز‬

‫وابن باديس لهم متصدرة‬

‫سوى صفحة عابرة‬

‫الصمت جلجل باألرواح‬

‫وإن تركت أذنابها‬

‫وعلت بالشوارع منابره‬

‫فسيجتثون سراعا إلى المقبرة‬

‫الجزائر بالد محرمة‬

‫ابناء عبد القادر‬

‫كعبة الثوار المفاخرة‬

‫فالشاعرة في النص السابق تعرج على االستعمار الفرنسي للجزائر وتصفه بأنه ليس‬ ‫سوى صفحة عابرة في تاريخ الجزائر ولم يبقى منه إال أذناب ومصيرهم إلى المقابر‬ ‫‪ ،‬ثم التناص مع أسماء األمير عبد القادر الجزائري و عبد الحميد بن باديس فهي‬ ‫بذلك تناص مع التاريخ والتراث الناصع البياض ‪ ،‬فتعيد إلى االذهان مالمح الثورة‬ ‫الجزائرية والتحرر من االستعمار ‪.‬‬ ‫فالجزائر محرمة على المجرمين وكعبة للثوار واألبطال‪.‬‬ ‫وفي قصيدة بعنوان( الدين الجديد ) تقول الشاعرة صورية حمدوش‬ ‫وحيث ماوليت وجهك‬

‫فال المسافات تقهرني‬

‫يقابلك قلبي والهوى‬

‫وال الغياب وال الجوى‬

‫ففي النص السابق تتناص الشاعرة مع قوله تعالى في سورة البقرة " وهلل المشرق‬ ‫والمغرب فأينما تولوا فثم وجه هللا ان هللا واسع عليم "‬

‫‪30‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫فالشاعرة أرادت أن تعبر لمن أحبت أنها موجودة دائما في كل إتجاه وفي كل مكان‬ ‫دون تحديد جهة معينة بل هي تريد كل الجهات بال استثناء فتناصت مع اآلية التي‬ ‫تتحدث عن اتجاه القبلة في سورة البقرة تناصت معها في اللفظ فقط‪.‬‬ ‫وقد ال يسمح لنا في هذه العجالة أن نقف على كل ما ورد من تناص في ديوان الشاعرة‬ ‫‪ ،‬فكما ذكرنا في بداية الحديث أن هناك الكثير من هذه الظاهرة الفنية في ديوان‬ ‫الشاعرة ‪ ،‬ويظل هذا الديوان إضافة نوعية لرفوف المكتبة العربية ‪ ،‬ويستحق التوقف‬ ‫والدراسة من اكثر من زاوية ‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫تغريد العبيدي‬ ‫المواطنة هي من أكثر المفاهيم تعلقا بصياغة العالقة السياسية بين الحاكم والمحكوم‪،‬‬ ‫بين العالقة بين السلطة والمواطن‪ ،‬بين مسألة هي ركن ركين في صياغة العالقة‬ ‫السوية بين الدولة والمجتمع‪ ،‬وصياغة مفهوم للسلطة يتعلق بوظائفها وجوهر أدوارها‪،‬‬ ‫ومفهوم المواطنة يتعلق بكامل حقوقها والتعبير عن التزاماتها‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن محاولة صياغة مفهوم للسلطة ومفهوم للمواطنة وممارسات وسياسات‬ ‫تتعلق بهما في إطار عالقة السيد بالعبد؛ إنما تشكل في حقيقة األمر صياغة المفهومين‬ ‫ضمن حاالت وسياقات وممارسات ومؤسسات وعالقات‪ ،‬وقبل كل ذلك مفاهيم‬ ‫وإدراكات لصياغة وترجمة حالة من العالقات االستبدادية والفسادية واإلفسادية‪،‬‬ ‫وتوابع ذلك من تمكين شبكات االستبداد ومؤسسات الفساد‪..‬‬ ‫ومن المسائل التي تشيعها السلطة المستبدة لتمكين طغيانها وسياسات استبدادها؛ خلط‬ ‫متعمد بين مفاهيم الدولة والسلطة والنظام السياسي والحكومة وجهات ومؤسسات‬ ‫اإلدارة العامة؛ والخلط المتعمد بين تلك المفاهيم ومؤسسات وممارسات السلطة القابلة‬ ‫للمحاسبة والمساءلة‪..‬‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫ومن ثم بدا للجميع أنه من الضروري قراءة المجتمع كنص؛ نص اإلدراكات‪ ،‬ونص‬ ‫المفاهيم‪ ،‬ونص الخطابات‪ ،‬ونص السياسات‪ ،‬ونص المؤسسات‪ ،‬وأخيرا نص شبكة‬ ‫العالقات على تنوع مستوياتها وتعدد أطرافها‪ ..‬وإن قراءة النص المجتمعي يمكن أن‬ ‫تعكسه مصادر غير تقليدية ومادة معلومات مختلفة‪ ،‬يغلب على معظمها فكرة‬ ‫"اللقطات" أو "المشاهد" من خالل حادثات تبدو فردية‪ ،‬ولكنها بالنظر العميق غير‬ ‫ذلك‪ ،‬وبالنظر الدقيق فهي إن لم تمثل ظاهرة فإنها تؤشر عليها‪ ،‬وهي لقطات كالبؤرة‬ ‫المجمعة للصورة والعدسة الالمة للحدث وبلُّورته‪...‬‬ ‫إن خطاب السلطة ونصوصها ال يشكل وضوح الهدف األساسي له‪ ،‬بل على العكس‬ ‫يسعى إلى تعتيم وتضبيب الرسالة عن طريق خلق الصيغ اللغوية المضادة والملتبسة‪،‬‬ ‫من أجل قطع الطريق على كل جدل عقلي أو معارضة منطقية؛ وذلك ألن هدفه‬ ‫الرئيس ليس اإلقناع والمجادلة وإنما االنصياع والخضوع والطاعة العمياء لصالح‬ ‫ال متكلم‪ ..‬فخطاب السلطة شامل ونهائي وال يحتاج إلى تعليق‪ ،‬فكلما "تقلصت قيمة‬ ‫رسالة الداللة زادت قدرتها عن اإلقناع‪"..‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬كانت السلطة مؤسسة على السكوت أو ما هو في حكمه ال على الحوار؛ ويبقى‬ ‫السيد "صاحب السلطان" (في النهاية) دائم الحضور والمراقبة لتوزيع الكالم‪ ،‬وتحديد‬ ‫المواطن الصالح‪ ،‬وشكل العملية السياسية والتعامل‪ .‬حضور القائد رمزيا في كل‬ ‫مناسبة يزيد من وزنه‪ ،‬ويجعله أكثر قدرة على السيطرة واالستمرار‪ .‬صاحب السلطة‬ ‫ال يمنع أن ينظر إلى أولئك الذين هم أدنى منه أنهم مجبرون على التوسل إليه وسؤال‬ ‫خاطره في كل لحظة؛ "بمعنى أنهم ال يتعين عليهم وحسب أن يفعلوا ما يأمرهم به‪،‬‬ ‫بل عليهم كذلك أن يفكروا كما يريدهم هو أن يفكروا‪ ،‬وفي أغلب األحيان يكون من‬ ‫الواجب عليهم أن يستبقوا أفكاره استجالبا لمرضاته"‪...‬‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫عالمة استفهام‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫للمرة الثانية خالل يومين انسى مفتاح السيارة بداخلها ومعه المفتاح الثاني االحتياط‬ ‫في حقيبتي اليدوية بداخلها ايضا ‪ ..‬وانا خارج البيت ‪..‬مرة في األيسر ومرة في‬ ‫األيمن ‪..‬‬ ‫والينقذ الموقف اال وجود مفتاح ثالث احتياطي يسعفونني بارساله من البيت ‪..‬بعد‬ ‫انتظار‪..‬‬ ‫برأيكم ما السبب ؟‬ ‫وماالحل ؟‬ ‫وهل لذلك عالقة بعيد المرأة ؟‬ ‫أو بفوضوية الشعراء ؟‬ ‫أو بخسارات البرشا؟‬ ‫او بقصيدة النثر؟‬

‫‪34‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫خواطر مستشفاوية‬ ‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫ كان معي شخص بالغرفة خارج من العملية للتو وما زال تحت تأثير‬‫المخدر ‪ ،‬فأخرج الدرر المخفية في أعماقه ‪ ،‬وفي أول دخوله كان يغني أغنية‬ ‫األسطورة سعدي الحلي ( حبيبي امك ما تقبل ‪ )...‬فقلت ألخي عبدهللا هذا سائق باص‬ ‫أو ما شابه ‪ ،‬وهذا ما أكده الشخص المرافق له‪..‬‬ ‫ ال شخص نفسه كشف أسماء حبيباته بالتفصيل لكني استغربت من عدم وجود اسم‬‫غيداء‪..‬‬ ‫ جاءني شخص وقال لي ‪ :‬تفضل استاذ لصالة العمليات فمشيت معه فإذا بباب‬‫الصالة عبارة ( صالة الوالدة ) فقلت له مازحا ‪ :‬بس ال توم‪..‬‬ ‫ كما هو معروف عني ال أفقد توازني بسهولة وابقى محافظا على أسرار القضية ‪،‬‬‫وحتى عندما كنت تحت تأثير المخدر لم أكشف أيا ً من تلك األسرار ‪..‬‬

‫‪35‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫شوقٌ وبُعد‬ ‫اسماعيل خوشناو‬ ‫ٌ‬ ‫يام‬ ‫زمن جا َل بنا ْاأل َ‬ ‫أرض‬ ‫كقاطرةٍ‬ ‫ٌ‬ ‫َعد ْ‬ ‫ًت ِبنا للبُع ِد‬ ‫مساحا ٍ‬ ‫شمس‬ ‫ت‬ ‫ٌ‬ ‫تكوي جبيني ساخرةً‬ ‫وقلبي‬ ‫في ظلم ِة ال ُّ‬ ‫ق‬ ‫شو ِ‬ ‫في َمتَاها ٍ‬ ‫ت‬ ‫أَناملي‬ ‫حر ْ‬ ‫رت أَ ْوراقَ بُؤْ ٍس‬ ‫َّ‬ ‫ور َيأْتي‬ ‫ال النُّ ُ‬

‫كي أَنث ُ َر على يدي ِه‬

‫ِم ْن يوم ا ْن َجلى‬

‫تحيَّاتي‬

‫ُ‬ ‫ألوان وحيها‬

‫ف بي‬ ‫وال ال َّ‬ ‫سعادة ُ ت َْرأَ ُ‬

‫ِم ْن أينَ أج ُد ْاآلنَ‬

‫وتظهر ِم ْن جدي ٍد‬ ‫ُ‬ ‫في ُّ‬ ‫ت‬ ‫الطرقا ِ‬

‫مسرحا ً‬

‫ربي ُع ْالحياةِ‬ ‫ب عن ال ُّ‬ ‫ق‬ ‫أَض َْر َ‬ ‫شرو ِ‬ ‫وصرتُ ال أَراهُ‬ ‫ت‬ ‫حتى ِمنَ ْالفَ َّوها ِ‬ ‫ت ْاللوحاتُ‬ ‫ُخ ِسف ِ‬

‫‪36‬‬

‫رقص كلماتي‬ ‫ِل ِ‬ ‫ديوانا ً‬ ‫استأنف ِم ْنهُ‬ ‫ُ‬ ‫ومسراتي‬ ‫حياتي‬ ‫َّ‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫َق ْلبِي ب ْي َن يَ َدْيكَ‬ ‫د‪ .‬أميره البشيهي‬ ‫ِي لَ َك ال ُّد ْن َيا َو َما ِفيها‬ ‫أَتَ َمنَّى ا َْٔن أَ ْهد َ‬

‫الرقِيقَ‬ ‫َملَ ْك َ‬ ‫ب َّ‬ ‫ت َوحْ َد َك هَذا القَ ْل َ‬

‫َوٱ ْز َرعْها لَ َك َوا َْٔر ِويها‬

‫الو ِري ِد‬ ‫سأحْ يَا فِ َ‬ ‫َو َ‬ ‫الو ِري ِد إِلى َ‬ ‫يك ِمنَ َ‬

‫َارة ً‬ ‫ِمنَ ال ُح ّ ِ‬ ‫قت َ‬ ‫بت َ‬ ‫َارةً َو ِمنَ ال ِع ْش ِ‬ ‫ف لَحْ نَ ُح ِب َّك َكالقَ ْيثَارةِ‬ ‫فَقَ ْل ِبي َي ْع ِز ُ‬

‫سأُس ِْمعُ َك ُك َّل َمعَانِي التَّ ْن ِهي ِد‬ ‫َو َ‬ ‫ع ُمراً َجدِيداً‬ ‫قَ ْل ِبي َبيْنَ َي َدي َْك َيحْ َيا ُ‬

‫ور‬ ‫ض ْر َ‬ ‫اس ُح ُ‬ ‫ض ٌ‬ ‫ت فَ ُك ُل النَّ ِ‬ ‫ا ِْٕن َح َ‬ ‫ور‬ ‫َوا ِْٕن ِغب َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ب قَ ْل ِبي َو َيث ُ ُ‬ ‫ْت َي ْغ َ‬

‫ْب ال َج ِلي َد‬ ‫َد ْعنَا َنتَ َعان َُق ِلنِذي َ‬ ‫ت التَّ ْن ِه ْي ِد‬ ‫ب َوآهَا ِ‬ ‫ب ال ُح ّ ِ‬ ‫ِم ْن لَ ِهي ِ‬

‫يَ ْشت ُ‬ ‫ان‬ ‫َاق لَ َك فَيَتَ َح َّو ُل ِلبُ ْر َك ٍ‬ ‫َوال يُ ْ‬ ‫سهُ َح ٌ‬ ‫نان‬ ‫ط ِف ُٔيهُ ا َّٕال لَ َم َ‬

‫شفَتَي َْك ال َك َال َم‬ ‫ف ِم ْن َ‬ ‫َد ْعنِ ْي ا َْٔرتَ ِش ُ‬ ‫غام‬ ‫ف قَ ْلبِي ُحب َ​َّك َكاالَٔ ْن ِ‬ ‫َويَ ْع ِز ُ‬

‫ان‬ ‫فَ َي َدي َْك ت ُ ْش ِع ُرهُ ِباالَٔ َم ِ‬ ‫سيَ َ‬ ‫ظ ُّل قَ ْلبِي لَ َك‬ ‫َ‬

‫َيا ه َ​َوا ٔيي َيا َد َوا ٔيي‬ ‫س َما ٔيي‬ ‫يَا قَ َمراً يُنِ ُ‬ ‫ير َ‬

‫سنَ َ‬ ‫ان‬ ‫َو َ‬ ‫ظ ُّل َمعا ً فِي ُك ِّل زَ َم ٍ‬

‫َيا فَ َر َحا ً َي ْم ُح ْو أَحْزاني‬

‫‪37‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫سفينة احلب و الغرام‬ ‫محمد كركوب‬ ‫ركبنا و غزالي سفينة‬ ‫الحب و الغرام‬

‫رأينا اآلعالم البحرية‬

‫في البحار أين حضر‬ ‫الفارس المغوار‬

‫تزهي الآلنفس يا‬ ‫شجعان‬

‫ألنه في مهمة ومشوار‬

‫بروح مثالية وفية كلنا‬ ‫أحاسيس إرتجالية‬

‫و تعجب السائحين لما‬ ‫لها‬

‫يبحث عن عروسه‬ ‫الفارسية‬

‫من أثار النحت الباهية‬

‫نزلنا لألرض مليا لنبقى‬ ‫فيها سويا‬

‫نقشت بيد كل بحار‬ ‫فنان‬

‫فالتقينا سويا في بحر‬ ‫قزوين‬

‫و لنرقى في اآلحالم‬ ‫الباهية‬

‫يبدع الرسم العربي‬

‫كلنا رقي و يقين في‬ ‫الغزالن‬

‫و حتى مصابيح‬ ‫األنوار‬

‫أين إغترفنا غرفة ماء‬ ‫نقية‬

‫تبهر اآلنظار ببديع‬ ‫اآللوان‬

‫من يد الحبيبة المثالية‬ ‫للحياة اآلبدية‬

‫أين تتراقص الحسان‬ ‫فوق األوثار‬

‫غرفة ماء عذباء صافية‬ ‫تسقيني‬

‫و تسبح بكل سالسة‬ ‫فنية‬

‫من يد راقية للغالي‬ ‫الحبيب‬

‫يا لها من سهرة راقية‬

‫ألنها مثالية تنعشني‬

‫ما أروعها كنا نرتقي‬ ‫في السماء الفضية‬

‫سبحنا في البحر سمعنا‬ ‫هدير اآلمواج‬ ‫وصلنا جزيرة اآلحالم‬ ‫الوردية‬ ‫و هي تتالطم و‬ ‫الصخور الحجرية‬ ‫المزينة بالمرجان‬ ‫رجعنا ألعماق البحار‬

‫‪38‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫و تحي وجداني كل‬ ‫حين‬

‫في بستان فؤادي‬ ‫تربعت تسقيني‬

‫و عبق الياسمين يزداد‬ ‫بهاؤك‬

‫أهل المودة و الحنين‬ ‫تذكري يا غزال لما‬ ‫إنخفضى الجبين‬

‫تنعشني تحييني و تحي‬ ‫الضمآن‬

‫طيب ريحك في كل‬ ‫اآلفاق‬

‫و تنفس كرب السجين‬

‫و تلقى الجسد اآلنين‬ ‫من ويالت‬

‫دمت لي البخث في هذه‬ ‫السنين‬

‫وسط البساتين يزهيني‬ ‫يتغلغل‬ ‫في كياني يغمرني‬

‫السقم اليوم أناشدك‬ ‫قوليها دوما‬

‫نزهى في الحدائق‬ ‫والبساتين‬

‫سرك جمالك و نقاء‬ ‫روحك‬

‫أسقيني يا حبيبي غرفة‬ ‫ماء عذباء‬

‫كلنا حب ود و حنين‬

‫كبهاء شجرة النرجس‬ ‫والياسمين‬

‫من يديك الناعمتين‬

‫أفرش لك القطن و‬ ‫الحرير‬

‫الباهية كأنها النعيم‬ ‫وفراش‬

‫أنت بحري اآلمين في‬ ‫كل ثانية‬

‫الحلم اآلبدي و الحرير‬

‫أتوغل عبر عيونك‬ ‫تشفي الغليل‬

‫كأنك النسيم العليل‬

‫أنسجم مع روحك فيك‬ ‫الكنوز‬

‫من العالي الحليم‬ ‫تنعشنا رائحة الطيب‬ ‫األثير‬ ‫لتصبح الود و الحنين‬ ‫تزيني بأكاليل الزهر‬ ‫و عبق الياسمين الغافي‬

‫و شجرة البنفسج‬ ‫واليقطين‬ ‫و شقائق النعمان في‬ ‫العالمين‬ ‫هذه مدة سنين يا‬ ‫ياسمين‬ ‫كلما تعاملت بحكمة‬

‫ال مثيل و أرقى‬ ‫األحاسيس‬

‫ما أرقاها ليزداد شوقي‬

‫ذاك هو التنفس لكل‬ ‫عريس‬

‫إليك ألنغمس في‬ ‫وجدانك‬

‫بهمسات الندى الوردية‬

‫بكل حماسة و حرية ال‬ ‫مثيل‬

‫‪39‬‬

‫و أخالق متحضرة‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫بروح حواسي و ثنايا‬ ‫وجداني‬ ‫أشم فيك عبق العطر‬ ‫الغافي‬ ‫أنت روح أمل كل حين‬ ‫في الدنيا الفناء‬

‫و النجمة القطبية‬ ‫و كأني ولدت صبية يا‬ ‫أمل‬ ‫في الدنيا ألرقى كلما‬ ‫سجدت للمولى‬

‫و حتى الحرمات من‬ ‫النسوة‬ ‫قبل فقدان العقل‬ ‫فالنسيان‬ ‫ال تأكلك الذئاب‬ ‫والديدان‬

‫دمت لي الصرح المنير‬

‫الموجود في كل الوجود‬ ‫فال يهمني‬

‫ألجأ إليك في حالة‬ ‫الضيق‬

‫إال اإلنسان المثل الخير‬ ‫مع الخلق‬

‫في كل الشدائد‬ ‫والصعاب‬

‫في كل المواضع و هو‬ ‫متواضع‬

‫أسقي روحك و الحبيب‬

‫ألحيا من جديد حياة‬ ‫راقية‬

‫راقي ذو هيبة و وقار‬ ‫في كل اآلفاق‬

‫شربة ماء نقية و طيب‬ ‫روحك‬

‫كأني في جنة الفردوس‬ ‫اآلبدية‬

‫فال تغره المظاهر‬ ‫كالشهرة و المال‬

‫و التوأم بالعطر الغافي‬ ‫و الريحان‬

‫مع الغالي و عشقي‬ ‫الوحيد‬

‫في ذا الزمان الغريب‬ ‫بل رضى الرحمن‬

‫لتسعدان في الجنان عند‬ ‫رب الكون‬

‫أشتنشق الهواء البهيج‬

‫العدل في الميزان و‬ ‫الصفاء من السيئات‬

‫خير اآلنام تحية إجالل‬ ‫لكل‬

‫يا أيها اإلنسان الغفالن‬ ‫فاتقي هللا‬

‫من إستغفر ربه ثم نام‬

‫و أرى األحالم الوردية‬ ‫في كل ليلة و سهرية‬ ‫تحتى ضوء القمر‬ ‫الباهي‬

‫في الفقير إبن السبيل‬ ‫الحيران‬

‫‪40‬‬

‫يا أعز و أغلى ما في‬ ‫الوجود‬ ‫أنت أيها اإلنسان التائه‬ ‫أستفق‬

‫ليرى أحلى األحالم‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫‪41‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫فلذة الكبِدِ‬ ‫محمد الشريف بن زراري‬ ‫قُ َّرة ُ‬ ‫ثمن‪...‬‬ ‫العين اغلى ِ‬ ‫ِ‬

‫تأبى َح ْملَها الروا ِسي‪...‬‬

‫الوطن‪...‬‬ ‫َك ُحبّ ِ‬ ‫ِ‬

‫خرف الما ِل اعمى‬ ‫ُز‬ ‫ُ‬ ‫االبصار‪...‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عال شانُه تَ َملّ َك‬ ‫االذهانَ ‪...‬‬

‫البدن‪...‬‬ ‫أولى من راحة‬ ‫ِ‬ ‫نعمة يُ َو ِكدُها مرور‬ ‫الزمن‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫لكن اكبادي!‪...‬‬ ‫لن ا ْغ ِفر ِلمن يَ ِحر ُمنِي‬ ‫ابناىئِي‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫سقينِي‬ ‫فقدان فلذة الكب ِد يُ َ‬ ‫االَسى‪...‬‬ ‫يُف ِقدُني معنى الحياةِ‪...‬‬ ‫ال ا ُ َم ِي ُّز الظهيرة من‬ ‫المساء‪...‬‬ ‫و ال الحنظلة من العسل‬ ‫ال ُمصفى‪...‬‬ ‫مآسي‪...‬‬

‫‪42‬‬

‫ص االنسانَ ‪...‬‬ ‫َر َّخ َ‬ ‫ص‬ ‫لماذا التربُ ُ‬ ‫والخداع‪...‬‬ ‫اِساَل تُعطى دون وقيعة‬ ‫وال اَوجاع‪...‬‬ ‫الثِقة كنز منبَعُها‬ ‫النوايا‪...‬‬ ‫ال تُشترى وال تُباع‪...‬‬ ‫دعي لي فلذة كبدِي‪...‬‬ ‫و لَ ِك الجدران‬ ‫والمجوهرات‪...‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫لك ِح ٌ‬ ‫صن‬ ‫ان كان ِ‬ ‫غيري‪...‬‬

‫اِني وان تمكنت ال‬ ‫ارضى لك‪...‬‬

‫تعالي‪...‬‬

‫النواح ِس‪...‬‬ ‫ام‬ ‫ِ‬ ‫اَ َي َ‬

‫دون هوس وال‬ ‫مرض‪...‬‬ ‫ِ‬

‫كرري نَكدي‬ ‫ال ت ُ ِ ّ‬ ‫ونَك ِسي‪...‬‬

‫افصحي وال تخن َِس‪...‬‬

‫سلو ًكا‬ ‫صير ُ‬ ‫فيَ ُ‬ ‫يتكر ِس‪...‬‬ ‫َّ‬ ‫ال تخلُ ِد ِلسوء‬ ‫المجا ِل ِس‪...‬‬

‫اَق ِلعي َع ِن الدسائس‪...‬‬ ‫بالرضى‪ ،‬ليس‬ ‫فالحب ِ ّ‬ ‫بالوسا ِو ِس‪...‬‬ ‫توجس مني خيفة‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ث‪...‬‬ ‫تريَّ ِ‬ ‫الهواج ِس‪...‬‬ ‫تركي ُك َّل‬ ‫ِ‬ ‫اُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫توافق‬ ‫دوام ال ِعشر ِة‬ ‫وتجانُ ِس‪...‬‬ ‫واعراض عن‬ ‫ٌ‬ ‫الفسافس‪...‬‬ ‫ِ‬

‫شر مكانًا‪...‬‬ ‫انها ٌّ‬ ‫يعتليها ن َّما ٌم‬ ‫تغطرس‪...‬‬ ‫ُم‬ ‫ِ‬ ‫الكالم ليس‬ ‫غو‬ ‫ِ‬ ‫لَ َ‬ ‫ُمقَد َِّس‪...‬‬ ‫ذُريّة ابليس‪...‬‬ ‫واالنس‪...‬‬ ‫الج ِّن‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬

‫‪43‬‬

‫دساس ش َِر ِس‪...‬‬ ‫كالهما‬ ‫ٌ‬ ‫فاحتر ِس‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫اّللِ ِم ِن‬ ‫تعوذي بِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫فتر ِس‪...‬‬ ‫ال ُم ِ‬ ‫سن‬ ‫اليس من ُح ِ‬ ‫االسالم‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫خيرا او‬ ‫ان تقولي ً‬ ‫َخرس‪...‬‬ ‫ت َ‬ ‫لك الجنةُ‬ ‫لقد ِحيزت ِ‬ ‫قدميك‪...‬‬ ‫تحت‬ ‫ِ‬ ‫بصري‪...‬‬ ‫لو ت ُ ِ‬ ‫ق الخير‬ ‫فاستبِ ِ‬ ‫وتَ َح َّم ِس‪...‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫وَ َجعٌ كفيفْ‬ ‫الطاهر زوايمية‬ ‫ُكنا ّ معا ً‬ ‫س المعنَى ال ّ‬ ‫فيف‬ ‫ش ْ‬ ‫نَتَلَ ّم ُ‬ ‫َعلَى ُخ ْ‬ ‫ط ِو ال ّ‬ ‫شهي ِد‬ ‫ْ‬ ‫ع األم َل الجريء‬ ‫نزر ُ‬ ‫نَ ْس ِقي لوعةَ‬ ‫األحالم‬ ‫ِ‬ ‫الكفيف‬ ‫الو َج ِع‬ ‫ْ‬ ‫رغم َ‬ ‫َ‬ ‫كنّا م ًعا يدًا بي ٍد‬ ‫سا َح ِة‬ ‫نَ ْفتِ ُل البارو َد ع ْن َد َ‬ ‫بماء التّ َحدي‬ ‫الشَقا ْء ِ‬ ‫يف ال ِعنَا ْد‬ ‫نَ ْ‬ ‫صق ُل َ‬ ‫س َ‬ ‫هر‬ ‫َعلَى ضفّ ِة النّ ِ‬ ‫غيف‬ ‫نَ ْقتَ ِس ُم َ‬ ‫الر ْ‬ ‫ش ْيئًا ِمنَ ّ‬ ‫ف ا ِلّلقَا ْء‬ ‫نر ّد به خ َْو َ‬ ‫الجس ِْر‬ ‫عن َد َ‬ ‫شفَ ِة ِ‬ ‫عطش‬ ‫س ُم قبْلةً تؤ ِ ّج ُل‬ ‫ْ‬ ‫نر ُ‬ ‫َ‬ ‫يف‬ ‫المص ْ‬ ‫ِ‬

‫اف المحبَّة‬ ‫ص ِ‬ ‫ص ْف َ‬ ‫نم ُّد ل َ‬ ‫مآذِنَ النَّقا ْء‬ ‫س ْه ٍو‬ ‫ض ُ‬ ‫ونُ ِ‬ ‫سجْ َدةَ َ‬ ‫يف َ‬ ‫لغَ َم ِام بريءٍ‬ ‫زن‬ ‫يس ُّد مهبَّ ال ُح ِ‬ ‫ف‬ ‫في ك ْهفٍ يسابِقُهُ َك ٌ‬ ‫يف كنَّا َم ًعا‬ ‫َع ِف ْ‬ ‫ش ِة‬ ‫اب الدّه َ‬ ‫س َح َ‬ ‫ّ‬ ‫نلو ُن َ‬ ‫ضا ِتنَا‬ ‫بب ْع ِ‬ ‫ض نَ ْب َ‬ ‫ن ُخ ُّ‬ ‫المو ّدةِ‬ ‫ط أجْ نِ َحةَ ْ‬ ‫س َوا ِد الليَّ ِل‬ ‫َر ْغ َم َ‬ ‫اصي ِل الذئابْ‬ ‫وتفَ ِ‬ ‫يف‬ ‫ص ْ‬ ‫التي تنَا ُم َعلى ّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ابين ال ّ‬ ‫شري َد ِة‬ ‫رغم الثّ َع ِ‬ ‫َ‬ ‫ارب‬ ‫وال َعقَ ِ‬ ‫محيط ال ُح ْلم‬ ‫ْفوقَ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫الط ْ‬ ‫ويل ُكنا ّ معا ً‪...‬‬

‫‪44‬‬

‫تراقص‬ ‫نجمتان‬ ‫ُ‬ ‫سافَا ِ‬ ‫ت ال َبعيدةِ‬ ‫ضو َء الم َ‬ ‫ْ‬ ‫الجنون‬ ‫ت‬ ‫فوقَ َمدارا ِ‬ ‫سجْ دة ُ النُّور‬ ‫نخلتان هُما َ‬ ‫الر ْ‬ ‫حيل‬ ‫عن َد‬ ‫كثبان ّ‬ ‫ِ‬ ‫َاق ال ّ‬ ‫و ِعن ُ‬ ‫شذى‬ ‫بين زهرتين‬ ‫بسر‬ ‫ربيع‬ ‫ُ‬ ‫القلوب يبو ُح ِ ّ‬ ‫اللّقا ْء‬ ‫ِ‬ ‫ويلقي َعلى ه َْودج‬ ‫الراحلين ظالل النّقا ْء‬ ‫ّ‬ ‫فيخفي بين تجاعيد‬ ‫المساء بعض أمنية‬ ‫سقَ َ‬ ‫ط ْ‬ ‫ب‬ ‫ت من جيو ِ‬ ‫َ‬ ‫الرثاء‬ ‫ّ‬ ‫يطاردُها في لحظة‬ ‫ٌكفيف‬ ‫البوح و َجع‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫حلظات متصدعة وحلظة حب‬ ‫حيدر الشماع‬ ‫تندلع في غبشها ‪..‬فكرة‬

‫وتتصدع جدران منازلهم المتهالكة‬

‫ترتجف برهافتها‬

‫ربما يجف ضرع النساء الثكالى‬

‫تتوحد تتواشج تتظافر‬

‫لفقد عزيز من شظايا حقد أعمى‬

‫لحظات توقفت عن حاضرها‬

‫وتكبح بذور الوالدة في ارحامهن‬

‫بعد شك في براءتها‬

‫لن اصرخ بتاتا ‪ ...‬جبنا من هوان‬

‫لحظات نادرة ترزح تحت وطا ٔة‬ ‫االكراه‬

‫سا ٔحلم ‪..‬خفقان القلب‬ ‫يحلم بعذراء‬

‫دعوني في صمت‬

‫العذارى كثير وكلهن مختلفات‬

‫ال أود أن ارفع صوتي‬

‫االبراءة اعينهن مربكة‬

‫ليتحسس كبريا ٔيي‬

‫تفتح اذرعها للنقاء‬

‫لست مترفعا او مكابرا‬

‫في صناديق مغلفة بالحب‬

‫ولكن دون جدوى‬

‫عن اسرار الجمال‬

‫أوقظ جوع االطفال في داخلي‬

‫عن هدوء يقف با ٔحترام اليرهق العقل‬

‫منع عنهم الكيل اذالال‬

‫ٔيورقني في النوم‬

‫‪45‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫أحالم تايهة‬ ‫حواس محمود‬ ‫أي وقت أعيش فيه‬ ‫تمر دورة االٔيام‬ ‫والحلم الجبلي يدور‬ ‫و ٔييدا و ٔييدا في صرة الذاكرة‬ ‫أتمدد على قارعة الطريق‬ ‫ألملم أحزاني المبعثرة‬ ‫بين خارطة االٔلم وطقس المصالح‬ ‫تتعرج الدروب في مسيرتي‬ ‫كتعاريج جبالي الصاعدة‬ ‫أبدا الى السماء‬

‫وروى سوداء‬ ‫من خرا ٔيب جغرافية ٔ‬ ‫وضما ٔير خلبية‬

‫تمر في شراييني وخزة مال ٔيكية‬

‫فا ٔغوص قليال في بحر كرياتي‬ ‫الحمراء‬

‫تعربد في سما ٔيي شياطين بشرية‬ ‫وأرقص في ناد يجمع بين طفل عار‬

‫ويصعدني الفردوس المنتظر على‬ ‫سطوح االٔلم الشرقي‬

‫وامرأة ثكلى وشيخ يحلم بالموت‬ ‫تتمركز في سمت بوصلتي‬ ‫أشواك عصرية‬

‫وعالم سلمي يتبلور!‬

‫‪46‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫وحبيبتي – آه حبيبتي‪ -‬ممزقة بين‬ ‫أنياب ذ ٔيب آسيوي جا ٔيع‬

‫تتزاحم خياالتي كثيرا‬ ‫في ح َمى الروح المتمردة‬

‫سهول خضراء من نزف‬ ‫وكيمياء ومجزرة‬

‫كنت جوزة هندية‬ ‫فا ٔصبحت خبزا مستوردا‬

‫تهتز فوق بركان من صخب وضجيج‬

‫وخياما يا ٔيسة على الحدود‬

‫هل الشجرة الميدية‬ ‫راسخة في مكانها ؟‬

‫كنت شمعة كادت تحرق الجالد‬ ‫فتشظيت على تخوم البالد‬

‫ال تهزها زالزل القهر‬ ‫ورياح العواصم‬

‫تمترست ‪ ..‬تمترست‬ ‫على جسدك‬

‫هي الدمعة المليون‬ ‫على سطح المعجزة‬

‫ياحبيبتي‬

‫هي الرذاذ االٔخير على‬ ‫جسد االٔحالم التا ٔيهة‬

‫وأدركت جيدا‬ ‫شطرنج السياسة ولعبة الذ ٔياب‬

‫هي القبلة الفلكية‬

‫وتسلقت رويدا‪ ..‬رويدا‬

‫للدماغ االلكتروني الضاج‬

‫سفوح الجبال‬

‫بالغموض والتداعي والعصافير‬ ‫المجنونة‬

‫‪47‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫صمت حتت املوج‬ ‫ربيعة ازداد‬ ‫وأنا أرقص فوق الرمل‬ ‫الثا ٔير ‪ ،‬وأصنع به‬ ‫قصورا للحرف أزينها‬ ‫بسالل الكادينيا وأغرس‬ ‫أشجار الحب على طول‬ ‫أرصفتها مرددة أغنية‬ ‫صبح نسماته محملة‬ ‫برا ٔيحة المطر ‪،‬فجا ٔة‬ ‫وحشة مخيفة تحيط‬ ‫بي‪،‬تتعثر قدماي في‬ ‫أسالك سياج تصدأت‬ ‫من صد ظالم ومن‬ ‫هحر غير متوقع‬ ‫‪،‬أضحت القصور كانها‬

‫مقابر يمالٔها صدى‬ ‫أشباح موتى تمشي‬ ‫بغير اتجاه في سهوب‬ ‫يابسة االذيال غادرتها‬ ‫بسمات الزهر حين‬ ‫عصفت نعور باردة‬ ‫ظالم دامس حجب‬ ‫عيون القمر لتختنق‬ ‫النجوم في حضن غيوم‬ ‫داكنة ‪،‬كيف أمشي وأنا‬ ‫محاطة با ٔدغال الصمت‬ ‫والظالم يتفنن في نقش‬ ‫دوا ٔير مغلقة حولي‬ ‫ليغيب عني ذاك الضياء‬

‫‪48‬‬

‫الذي طالما انار عتمة‬ ‫سما ٔيي ‪،‬متى يبزغ ذاك‬ ‫الفجر المغرد في كل‬ ‫الصباحات الحالمة‬ ‫يمتص ظلمة الدوا ٔير‬ ‫‪،‬يتجلى النور ينبوعا‬ ‫يطفي شوقي‬ ‫متفجرا‬ ‫ٔ‬ ‫وأواصل سيري ال أهتم‬ ‫بلسعات غربة جاثمة‬ ‫فوق قصا ٔيدي ‪،‬أفتح‬ ‫عين الماء يتدفق حامال‬ ‫معه كل أوزاري‬ ‫والٔحالمي الحبلى والدة‬ ‫جديدة على يديك‪....‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫لليل لون أخر‬ ‫نرجس عمران‬ ‫حين يلبس قلبي‬ ‫خمارا يغطي كل‬

‫فوق وتحت وبين‬ ‫جنبات‬

‫على طبق من عينيك‬

‫عورات الشوق‬

‫الشراشف الخاوية‬

‫يبيض وجه الليل‬

‫من سواد الهجر‬

‫تمحى رواية‬

‫وتنتفض ثورة الوتين‬

‫من خلوة مكتملة‬ ‫النصاب‬

‫النبض البائس‬

‫يهجر الصقيع مخدعي‬

‫التي أكتب وأقرأ‬

‫وتلوح مالمح الدفء‬

‫من وضح الجوى‬

‫بعين ناطقة‬

‫على وجه الوسادة‬

‫من مرادفة عرجاء‬

‫وصوت صامت‬

‫تتبلور ابتسامة حمراء‬

‫تتعكز على عصا‬ ‫القصيدة‬

‫من على حائط الشرود‬

‫على شفاه اللحظة‬

‫ليلة بعد ليلة‬

‫لتبلغ قافية لقاء عاجز‬

‫فيغدو لليل لونا أحمرا‬

‫تدخل فراشي‬

‫في هودج الوصال‬

‫عندما يجهش السهد‬

‫في وحدة حال‬

‫من مغبة السكون‬

‫أنات الرحيل‬

‫من صدى الوحشة‬

‫مع ضحكاتي‬ ‫وابتساماتي وتنهيداتي‬

‫وتبدأ دموع األشواق‬

‫من‪...‬‬

‫ومسقط رأسينا‬

‫من ‪ ...‬تتدلى‬ ‫فوقها جميعا‬

‫فيصبح لليل لون‬ ‫الحياء‬

‫‪49‬‬

‫عندما يأتيني الحلم‬

‫بمغادرة عيون السهاد‬ ‫وتهاجر كل قصص‬ ‫الحنين التي عشعشت‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫لها قمرا ونجوما‬ ‫وكوالبا حين وضعت‬ ‫ألقهم عند حده‬ ‫وتماديت في السطوع‬ ‫من بؤبؤ عينيك‬ ‫الخضراوين‬ ‫فأصبح لليل لون‬ ‫العقيق‬ ‫المعتق بالخضار‬ ‫هكذا تدحرج ليلنا‬ ‫على قوس قزح‬ ‫وتدرأ فيء كل‬ ‫األلوان‬ ‫فاعتكف سواده في‬ ‫الالطغيان‬ ‫وتهدلت من أذياله‬ ‫أزياء الربيع‬ ‫و وسامته وألوانه‬

‫يرتدي الحيرة‬

‫طرحة من بياض‬

‫أين البريق ؟‬

‫قلبي ونقاء األماني‬

‫لقد ذهب مساكين كيف‬ ‫سيسطعون ؟‬

‫طرزتها بمخرز حبك‬ ‫حينها يصبح لليل‬

‫وقد لونت أنت‬

‫لونا أبيضا‬

‫سواد الليل بألوان‬ ‫الوصال‬

‫ويتساءلون‬

‫ترحل غبطتهم‬ ‫نعم لقد استقرت في‬ ‫قلبي أال يحق‬ ‫لليلي مرة أن يكون‬ ‫أبيضا ؟ !حتى من دون‬ ‫حمرة عشق أبيضا‬ ‫بشغف الخيال أال يحق‬ ‫لي أن أبادل القمر‬ ‫األدوار ؟ ! فأنير العالم‬ ‫بسنا وجهك حديث‬ ‫النجوم يتردد على‬ ‫ألسنة األماكن‬

‫حتى غدا بسواده‬

‫واألثاث من حوالي‬

‫علبة ألوان‬

‫التي تشتعل من وهج‬ ‫لقائنا يكفي الليالي‬ ‫أنانية لتحتكر اللؤلؤ‬

‫‪50‬‬

‫ويجزعون‬ ‫وتتطاير منهم عالمات‬ ‫تعجب‬ ‫وإشارات استفهام‬ ‫وأقواس مفتوحة على‬ ‫استفسارات‬ ‫عربة الفواصل التكاد‬ ‫تفرغ حتى تمتأل‬ ‫مجددا ويبدو وجه‬ ‫االستهجان كالحا‬ ‫وتبلغ الريبة منتهاها‬ ‫حتى تعود الطمأنية‬ ‫أدراجها‬ ‫بعيدا عن نفوسهم‬ ‫أجل كل ما في السماء‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫عانقتين قهوتي‬ ‫عبدالصاحب إ اميري‬ ‫قررت حين لحظة أن‬ ‫ال أخط حرفا‬

‫رسمت أبتسامة على‬ ‫فنجانها‬

‫وال أكتب اسما ‪،‬‬

‫تحركت بنشوه‬

‫وال من الشعر بيتا‪،‬‬

‫على أنغام قرع منتظم‬ ‫على األرض‬

‫خاصمتها‪ ،‬خاصمت‬ ‫حروفي ال رجوع بعده‬

‫كأننا في حفل‬

‫مزقتها بيدي تمزيقا‪،‬‬

‫فاضت دهشتي‬

‫حرقتها‬

‫حروفي عادت بعد‬ ‫موتها‪،‬‬

‫رحت أحتسي القهوة‪،‬‬ ‫قهوتي حين كنت‬ ‫اشربها نظرت خلفي‪،‬‬

‫بعد تمزيقها‪ ،‬حرقها‬ ‫ترقص‪ ،‬كمن حققت‬ ‫فتحا‬

‫‪51‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫نصرا‬

‫تهرب من قبضتي‪،‬‬

‫ال أحد يسمع‬

‫غلبتني‬

‫تظهر‪ ،‬تختفي‪ ،‬كمن‬ ‫تلعب معي‬

‫الناس على البطون‬ ‫كالطبل يقرعون‬

‫انقطعت انفاسي‪ ،‬وقعت‬ ‫مرهقا الهث‬

‫يبحثون أينما كان عن‬ ‫الماعون‬

‫لساني غادر فمي‪،‬‬ ‫يطلب قطرة ماء‬

‫لمن نكتب‬ ‫الحروب تحصدهم‪.‬‬

‫حروفي والحزن يلفها‬

‫موتاهم يدفنون‬

‫أحاطتني‬

‫عقولهم غادرت‬

‫ترتجف خوفا‬

‫بحثا عن سقف يجمعهم‬

‫أنقذتني من موت التف‬ ‫حولي‬

‫شر الذئاب يحميهم‬

‫اجتمعت‪ ،‬شكلت كلمة‪،‬‬ ‫نطقتها‬ ‫ال‪،،،،،،،‬‬ ‫راح صدها في المكان‬ ‫يدوي‬ ‫صارت جملة‬ ‫ال‬

‫لن تتمكن منا‬

‫سنكون معك إلى آخر‬ ‫العهد‬ ‫رميت قهوتي منزعجا‬ ‫التحدي‬

‫صرخت فيها‪،‬‬

‫الغضب كاد يصرعني‬

‫قررت بعد اليوم أن ال‬ ‫أخط حرفا‬

‫صرخت‬

‫ولن أكتب من الشعر‬ ‫يبتا‬

‫رحت أطاردها‪،‬‬

‫ال أحد يقرأ‬

‫يقتلني‬

‫‪52‬‬

‫فنجان قهوتي‬ ‫لملم نفسه‪،‬‬ ‫عانقي‪ ،‬عانقنه‪ ،‬بكى‬ ‫ظلت حائرا في أمري‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫زهرة محمد‬ ‫يقولون أننا ال نعرف قيمة ما نملك إال بعد‬ ‫أن نفقده‪ ،‬ولكن الحقيقة هي‪ :‬أننا نعرف‬ ‫قيمة ما نملك‪ ،‬ولكننا لم نفكر أبدا ً أننا‬ ‫سنفقده‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫‪54‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫‪55‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫النشاط الثقايف االسبوعي‬ ‫بقلم‬ ‫ابوعثمان السراج‬ ‫تميز االسبوع المنصرم بكثرة النشاطات الثقافية التي التي شهدتها المراكز والمنتديات‬ ‫في المدينة‬

‫ وقد استهل النشاط الثقافي اعتبارا من عصر يوم الجمعة ‪ ٢٠٢١/ ٢/ ١٢‬حيث‬‫شهدت قاعة مركز المرحوم يوسف ذنون للدراسات والبحوث التاريخية والفنية‬ ‫لقاءا تكريميا متميزا اقامته الرابطة العربية لآلداب والثقافة فرع الموصل بمناسبة‬ ‫الذكرى الثالثة لتأسيسها وبرعاية المنظمة االلمانية للعالمية للتنمية والسالم ومؤسسة‬ ‫الراشد لالستشارات الهندسية وذلك لتكريم عدد من الشخصيات المرموقة الناشطة في‬ ‫الوسط الثقافي الموصلي والعراقي امثال الدكتور وليد الصراف والدكتور الشاعر‬ ‫هشام عبدالكريم والدكتور الفنان التشكيلي خليف محمود المحل والدكتور الباحث‬

‫‪56‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫االقتصادي خالد حامد النعيمي والدكتور قيس العبيدي واالستاذ طالل صفاوي واالستلذ‬ ‫ماجد حامد الحسيني والفنان واالستاذ المؤرخ ازهر العبيدي محمد زكي واالستاذ‬ ‫نبيل الحريثي واالستاذة يسر ى الحسيني‪...‬‬ ‫كما رافق حفل التكريم معرضا لكتب االستاذ المؤرخ ازهر العبيدي المتضمن ‪١٤‬‬ ‫كتاب وموسوعة‬ ‫فيما اختفت نشاطات رصيف الكتب هذا االسبوع ايضا الشغال الرصيف باعمال‬ ‫ترابية وحفريات النعلم سببها‪..‬‬ ‫ واستضافت قاعة منظمة حكماء العراق للعدالة االنتقالية صباح يوم السبت ‪٢ /١٣‬‬‫محاضرة قيمة لالستاذ الدكتور جاسم الفارس بعنوان "" ابن رشد ‪ ..‬الضرورة الغائبة‬ ‫‪ ...‬رؤية فلسفية "" وحضر اللقاء الذي قدمه الدكتور قيس للعبيدي عدد كبير من‬ ‫السادة الحضور‬ ‫ وشهد مركز يوسف ذنون للدراسات والبحوث التاريخية والفنية‬‫يوم السبت ‪ ٢ /١٣‬ايضا محاضرة قيمة لالستاذ عبدالعزيز االمير الراشدي رئيس‬ ‫ال رلبطة العربية للنسابين بعنوان ""المجتمع الموصلي بين العشائرية والبيوتات‬ ‫الموصلية ""‬

‫‪57‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫ شهد يوم السبت ‪ ١٣/٢/٢٠٢١‬اجتماع للهيئة االدارية والعامة في اتحاد الصحفيين‬‫العراقيين فرع نينوى برئاسة االستاذ حسن حسين آل رشكري‬ ‫رئيس فرع نينوى لالتحاد وبحضور االستاذ االعالمي الكبير ثامر معيوف نائب‬ ‫رئيس االتحاد وعدد من السادة االعضاء‬ ‫وقد تفضل االستاذ ثامر معيوف بادارة االجتماع وتطرق في حديثه على اعادة تنظيم‬ ‫التحرك التنظيمي واالداري وتفعيل دور اعضاء االتحاد والتخطيط لمستقبل افضل‬ ‫على مستوى الهيئتين االدارية والعامة والتطوير في المجال االعالمي والثقافي ‪،‬‬ ‫وكذلك التواصل االجتماعي مع شرائح المجتمع كافة ‪ ،‬والتواصل مع المؤسسات‬ ‫الحكومية واالطالع عل ماتقدمه من خدمات البناء المدينة من اجل بناء قاعدة‬ ‫اقتصادية مزدهرة‪..‬‬ ‫والحفاظ على على مكانة االتحاد االيجابية والفعالة والتي اكتسبت احترام وتقدير‬ ‫وثقة المواطن‬ ‫والدوائر كافة لمدينة الموصل‬ ‫ وفي يوم االحد الموافق ‪ 14/2/2021‬تمز افتتاح المسرح الفرنكفوني على ارض‬‫كلية االداب في جامعة الموصل وهو أحد المشاريع الطالبية الفائزة والممولة من‬ ‫احدى المنظمات الفرنسية والذي يسمح بدوره باقامة النشاطات والغعاليات الطالبية‬ ‫وعروض مسرحية قادمة وحضر االفتتاح الدكتور قصي كمال الدين االحمدي رئيس‬ ‫جامعة الموصل والسفير الفرنسي في العراق والفريق المرافق له‬ ‫بحضور عدد من االعالميين والجمهور الطالبي‪...‬‬ ‫ ومن اهم االحداث الثقافية التي شهدها هذا االسبوع هو زيارة االستاذة الكبيرة‬‫والمربية الفاضل لطفية الجراح للموصل بعد غياب اكثر من عام وكانت اوفى فقرات‬ ‫زيارتها الى مركز المرحوم يوسف ذنون للدراسات للدراسات والبحوث التاريخية‬ ‫حيث استقبلت هناك بعض رواد المركز الذي جاءوا للسالم وتقديم التحية لحضورها‬ ‫الكريم‬

‫‪58‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫ وشهد تجمع نركال للفن التشكيلي اقامة معرضه الثاني‪ .‬بعنوان ( جماليات) في‬‫قاعة المنتدى العلمي للفترة من ‪ ٢ /١٥‬ولليوم التالي ‪٢٠٢١ / ٢ /١٦.‬‬ ‫وبمشاركة أكثر من عشرين فنانا" موصليا"من أجيال مختلفة ومستويات متفاوتة شكلوا‬ ‫تظاهرة فنية تعلن عن تميزها وتليق بأألحتفاء بها‬ ‫ وفي يوم االثنين ‪ 15/2/2021‬أقامت المنظمة العالمية لحقوق االنسان بالتعاون‬‫مع قسم شؤون المرأة في محافظة نينوى مؤتمرها الجماهيري حيث نوقش في المؤتمر‬ ‫واقع التمكين السياسي للمرأة العراقية وسبل النهوض بها والتحديات التي تواجهها في‬ ‫العمل السياسي واالفاق المستقبلية‬ ‫بحضور محافظ نينوى السيد نجم الجبوري وضباط الداخلية والشرطة المجتمعية وعدد‬ ‫من شيوخ ووجهاء محافظة نينوى وعدد كبير من الصحفيين واالعالميين والناشطين‬ ‫المدنيين وجمعا غفيرا من الجمهور الكريم في قاعة الحدباء في ديوان المحافظة‪...‬‬

‫‪59‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫بصمة أنثوية يف علوم القرآن‬ ‫للدكتورة ليلى بلخري حاورتها‬ ‫الصحفية األديبة‬ ‫صورية محدوش من اجلزائر‬ ‫ضيفة الثريا اليوم تأتينا من مدينة الجسور المعلقة من مدينة العلماء والدعاة من منبع‬ ‫النور الذي يسطع من شرق الجزائر امرأة تبحر في معالم اللفظ القرآني وتعري فيه‬ ‫معناه المبطن لعلنا نتذوق ماكان ملتحفا هناك جبة الغفلة في مكان قصي بالقصص‬ ‫القرآني لتطير بنا إلى عوالم األدب ومايؤثث لنون النسوة وتاء التأنيت في رحاب‬ ‫عالمة القرن الماضي والقادم مالك بن نبي ‪ ،‬وفكر اإلمام محمد الغزالي الذي ترك‬ ‫عطره هناك بقس نطينة بجامعة األمير عبد القادر التي كانت احدى محطات الدراسة‬ ‫لسيدة الثريا الليلة إنها الدكتورة الجزائرية ليلى محمد بلخير تأتيكم بكل مانقبت عنه‬ ‫وماتزال تحفر في جذور معناه ليشع قبسه أينما حلت وحيثما ارتحلت‪.‬‬

‫السيرة الذاتية والعلمية‬ ‫االسم‪ :‬ليلى‬ ‫اللقب‪ :‬بلخير‬ ‫تاريخ و مكان االزدياد‪14 :‬فيفري ‪ 1971‬بالجزائر الوسطى‬ ‫الحالة العائلية‪ :‬متزوجة و أم ألربع أطفال‬ ‫العنوان‪ :‬حي سركينة ‪ 1‬رقم ‪ 180‬قسنطينة‬

‫‪60‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫المهنة الحالية ‪ :‬أستاذ التعليم العالي جامعة قسنطينة ‪1‬‬

‫المستوى العلمي ‪:‬‬ ‫باكالوريا آداب ‪1989‬‬‫لسانس لغة و دراسات قرآنية ‪ 1993‬قسنطينة‬‫ماجيستير لغة و دراسات قرآنية ‪ 2000‬قسنطينة‬‫دكتوراه أدب حديث ومعاصر قسنطينة ‪2010‬‬‫اللغة المستعملة‪ :‬العربية والفرنسية‬ ‫الخبرة المهنية ‪:‬‬ ‫صحفية بجريدة البيان‬‫أستاذ مجاز من ‪ 1995‬إلى ‪ 2000‬المسيلة‬‫مدير ملحقة ابتدائية من ‪1996‬إلى ‪ 1998‬المسيلة‬‫أستاذ مشارك بالمدرسة العليا لألساتذة ‪2000‬ـ ‪ 2001‬قسنطينة‬‫الرتبة أستاذ التعليم العالي‬‫قسم اللغة العربية جامعة العربي التبسي‪ -‬تبسة بداية من ‪ 2002‬حتى‪.2018‬‬‫مسؤول تخصص تحليل الخطاب منذ ‪1‬مارس ‪2010‬‬‫تم التحويل في سبتمبر ‪ 2018‬إلى قسم اللغة العربية جامعة قسنطينة ‪1‬‬‫النشاط العلمي و الثقافي ‪:‬‬

‫الهيئات والجمعيات‪:‬‬ ‫عضو المجلس الوطني لألسرة والمرأة سابقا‬‫‪-‬عضو رابطة إبداع األدبية في سنة ‪1994 -1993‬‬

‫‪61‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫عضو ونائب رئيس جمعية أمان لحماية وتأهيل األسرة بتبسة‬‫عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائرين‬‫‪-‬عضو االتحاد العالمي للعلماء المسلمين‬

‫االصدارات‬ ‫ اولي العزم من الرسل‬‫قضايا المرأة في زمن العولمة‬‫‪ -‬خطاب المؤنث في الرواية الجزائرية‬

‫الملتقيات‪:‬‬ ‫ المشاركة في ملتقى "القصة في األدب العربي" قسم اللغة العربية و آدابها‬‫المسيلة‪ 1999‬بمداخلة عنوانها "خصائص القصة في القرآن الكريم ‪".‬‬ ‫ المشاركة في ملتقى"المرأة واألسرة" المركز الثقافي اإلسالمي تبسة بمداخلة عنوانها‬‫"مالمح شخصية المرأة المسلمة على ضوء القصص القرآني"‬ ‫المش اركة في دورة تأهيل بعنوان ابنك صدقة جارية والموسومة بالتربية الجمالية‬‫لدى الطفل المركز الثقافي اإلسالمي ماي ‪2006‬‬ ‫ المشاركة في الملتقى الوطني األول حول فكر مالك بن نبي بمداخلة عنوانها "البعد‬‫الجمالي في فكر مالك بن نبي" جامعة تبسة‪.‬‬ ‫ المشاركة في الملتقى المغاربي حول تعلمية اللغات‪ ،‬بجامعة تبسة بمداخلة عنوانها‬‫"تراجع تداول اللغة العربية لدى طلبة أقسام اللغة العربية‪ ،‬طلبة جامعة تبسة نموذجا"‪.‬‬ ‫قسم اللغة العربية وآدابها جامعة تبسة‪.‬‬ ‫ االشراف على دورة تنمية المهارات اللغوية في طبعاتها الثالث ( فن التنشيط‬‫‪ ،2013‬فن الخطابة ‪ ،2014‬فن االلقاء الشعري ‪)2015‬‬

‫‪62‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫ المشاركة في المؤتمر الدولي حول اللغة العربية والتنمية البشرية بوجدة المغرب‬‫بمداخلة عنوانها "ديداكتيك اللغة العربية و سبل اإلصالح"‪ .‬مركز التنمية البشرية‪،‬‬ ‫وجدة‪ ،‬المغرب ‪ . 2008‬قسم اللغة العربية وآدابها –جامعة العربي التبسي –تبسة‪-‬‬ ‫ المشاركة في مؤتمر المرأة العربية الدولي بأبو ظبي اإلمارات العربية‪ ،‬من تنظيم‬‫منظمة المرأة العربية‪.‬‬ ‫ المشاركة في ملتقى االستراتيجية الوطنية لألسرة الجزائرية ‪ 24-23‬مارس ‪2010‬‬‫ المشاركة في الملتقى الدولي الخطاب المرئي والتواصل من ثقافة المكتوب إلى‬‫سلطة المرئي أيام ‪ 30-29-28‬نوفمبر ‪ 2010‬قسم اللغة العربية وآدابها –جامعة‬ ‫العربي التبسي –تبسة‪ -‬بمداخلة هوية المؤنث ومركزية الجسد في مسلسل ذاكرة الجسد‬ ‫ألحالم مستغانمي‬ ‫ المشاركة في الملتقى الدولي التفكير اللساني والنظرية النقدية من إشكالية التأصيل‬‫إلى الحداثة البعدية‪ ،‬قسم اللغة العربية وآدابها جامعة العربي التبسي –تبسة‪19-18-‬‬ ‫نوفمبر‪ ، 2012‬بمداخلة عنوانها المبدأ اللساني وتحليل الخطاب الروائي دراسة في‬ ‫أسلوبية الرواية عند ميخائيل باختين ‪.‬‬ ‫ المشاركة في الملتقى الدولي الرواية العربية المعاصرة بين الحرية اإلبداعية‬‫والضوابط االجتماعية – قسم اللغة العربية وآدابها جامعة العربي التبسي –تبسة‪-‬‬ ‫يومي‪ 04 -03:‬نوفمبر‪ 2014‬بمداخلة عنوانها تمثيالت الجسد في الرواية النسوية‬ ‫الجزائرية بين االرتهان والتمرد‪.‬‬ ‫ المشاركة في الملتقى الوطني المحاور الكبرى لفكر محمد الغزالي‪ ،‬من تنظيم جمعية‬‫العلماء المسلمين الجزائريين‪ ،‬مركز الشهاب للدراسات والبحوث اإلسالمية‪-‬‬ ‫سطيف‪،‬يومي‪ 22-21:‬مارس‪2015‬بمداخلة عنوانها قيم األسرة في فكر محمد الغزالي‬ ‫ المشاركة في الملتقى الوطني قضايا المصطلح النقدي في الدراسات اللغوية‬‫واألد بية‪ ،‬من تنظيم قسم اللغة والدراسات القرآنية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر قسنطينة‬ ‫يومي‪ -11-10 :‬نوفمبر ‪ ، 2015‬بمداخلة عنوانها (إشكالية مصطلح النقد النسوي في‬ ‫النقد العربي‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫ المشاركة في الملتقى الدولي اإلمامة بين الرسالة والوظيفة من تنظيم مديرية الشؤون‬‫الدينية العاصمة الجزائر في ‪ 21-20-19-18‬أفريل ‪ 2016‬بمداخلة عنوانها اهتمامات‬ ‫المرأة في خطب اإلمام‪.‬‬ ‫ المشاركة في الملتقى الدولي الشيخ محمد الغزالي التجديد واإلصالح‪ ،‬جامعة األمير‬‫عبد القادر قسنطينة‪ ،‬أيام ‪ 25-24-23‬ـ أفريل ‪ 2016‬بمداخلة تحت عنوان (خطاب‬ ‫الهوية في خطب الشيخ محمد الغزالي)‪.‬‬ ‫ المشاركة في الملتقى الوطني األول (أمن األسرة)‪ ،‬من تنظيم نظارة الشؤون‬‫الدينية لوالية قسنطينة أيام ‪ 09-08‬ماي ‪ 2016‬بمداخلة تحت عنوان (أثر مقوالت‬ ‫النسوية الغربية في تغيير قيم األسرة)‪.‬‬ ‫ تنشيط دورة في التأهيل األسري تحت عنوان (قيم األسرة وتهديدات النسوية الغربية)‬‫من تنظيم نظارة‬ ‫الشؤون الدينية لوالية ميلة يوم ‪19‬ماي ‪.2016‬‬ ‫ تنشيط دورة التأهيل األسري تحت عنوان ( فنون ومهارات العالقات األسرية )‬‫يومي ‪ 01‬و ‪ 02‬جوان ‪ 2016‬من تنظيم المركز الثقافي االسالمي لوالية تبسة ‪.‬‬ ‫ المشاركة في إعداد وتنشيط حصة اذاعية أسبوعية بعنوان( بيوت مطمئنة ) إذاعة‬‫تبسة الجزائر خاصة بالتأهيل األسري ‪.‬‬ ‫ اإلشراف على جائزة القلم الذهبي لإلبداع األدبي والنقدي في طبعاتها الثمانية من‬‫‪ 2008‬حتى ‪.2016‬‬ ‫ المشاركة في دورات التأهيل األسري من سنة ‪ 2002‬حتى يومنا هذا ‪.‬‬‫ المشاركة في الجرائد الوطنية بعدة دراسات حول قضايا المرأة الجزائرية ‪.‬‬‫ المشاركة في جريدة البصائر بعمود عنوانه القرآن والحياة‪.‬‬‫ نبدأ رحلتنا مع الدكتورة ليلى محمد بلخير من خالل السيرة الذاتية كانت مسيرتك‬‫الدراسية تأخد منحى الغوص في معالم كتاب هللا القرآن وبعدها برسالة بالدكتورة‬

‫‪64‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫عرجت إلى األدب هل ألنك وجدت األدب ولد من رحم القصص القرآني أم ألنك ألنه‬ ‫يعكس الواقع بطريقة عصرية؟‬ ‫ الدك تورة ليلى بلخير بالفعل كانت بدايتي مع القرآن الكريم خاصة في بحثي‬‫للماجيستير قصص أولي العزم من الرسل دراسة جمالية كانت محطة وقود تزودت‬ ‫بها في مراحلي األخرى من البحث ‪ ،‬حقا القرآن الكريم يعطينا المدد الروحي والفني‬ ‫الجمالي على كل المستويات اللغة والفكر‪.‬‬ ‫ أس تاذة ليلى بلخير كتابك قضايا المرأة في زمن العولمة في غالفين متمايزين هل‬‫هما طبعتين أم جزئين مكملين لبعضهما وماهي القضايا المهمة التي أثرتيها تحت هذا‬ ‫العنوان الشائك؟‬ ‫ الدكتورة ليلى بلخير قضايا المرأة في زمن العولمة طبعتين مختلفتين لكتاب واحد‬‫األولى ‪ 2007‬دار الهدى والثانية ‪ 2010‬األردن ‪ .‬وهو عبارة عن مقاالت نشرت‬ ‫في الجرائد أيام التسعينات حول التحوالت الفكرية والثقافية وآثارها على المرأة‬ ‫واألسرة والمجتمع كله‪.‬‬ ‫ أستاذة ليلى بلخير كتابك أولي العزم من الرسل ماهو الجديد الذي قدمته بعد هذا‬‫الزمن الطويل الذي أكيد تطرق له الكثير من األقالم ولم تالمسه عقولهم وأرواحهم‬ ‫واحتوته روحك وعقلك؟‬ ‫ الدكتورة ليلى بلخير الجديد في كتابي حاولت تقديم منهج لتفسير القرآن من زاوية‬‫األنثى وبعين األنثى من خالل جداول تجمع القواسم المشتركة بين األنبياء الكبار‬ ‫أصحاب الشرائع واستنتاج البعد الحركي للقصص القرآني وفعالية الخطاب المعجز‬ ‫في زمننا هذا وفي كل زمان ‪.‬‬ ‫ أستاذة ليلى بلخير تفسير القرآن ان صح التعبير عندما أضفت له لمسة أنثوية هل‬‫قوبل بالترحاب لما أثريته أم هناك من قدم سخطه كالعادة عند العرب يعارضون من‬ ‫أجل المعارضة دون تحكيم العقل ؟‬ ‫ الدكتورة ليلى بلخير لقد وجدت صدودا من بعض المتشددين ومن جهة أخرى‬‫وجدت نصرة ومؤازرة وانصافا من أولي النهي والفكر وهذه سنة من السنن وعلى‬

‫‪65‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫سبيل الذكر ال الحصر مثال بالنسبة لمشاعر فرعون وهذا من العنوان الصادم كيف‬ ‫لفرعون أعتى الجبابرة تكون له مشاعر ولكنه أذعن لزوجته وهي تستعطفه لالستبقاء‬ ‫على الوليد وهو رغم أنه يعلم أن فيه حتفه لم يسفك دمه أمام زوجته بل تأثر ‪ ،‬معناه‬ ‫أن فرعون في خارج بيته فرعونا ومع زوجته رقيق القلب عطوفا ‪ ،‬أما البعض تجده‬ ‫وديعا ضحوكا خارج بيته ومع زوجته فرعونا كبيرا ‪ ،‬والحمد هلل الكثير من مقاالتي‬ ‫ترجمت إلى عدة لغات ‪.‬‬ ‫ أستاذة ليلى بلخير كتابك المؤنث في الرواية الجزائرية هل هو غوص وتقصي‬‫لألقالم النسوية الجزائرية ألحداث اشعاع على ماكان مغمورا بالنسيان أو مغيب أم‬ ‫أنه عامل األنوثة فيك جعلك تقيمين له منبرا ألنه أحدث الفارق فعال في الساحة األدبية‬ ‫بالموازاة مع األدب الرجالي؟‬ ‫ الدكتورة ليلى بلخير الخطاب المؤنث رسالتي للدكتوراه درست فيها ‪ 15‬رواية‬‫نسوية معظمها لم تنل حظا من الدراسة وألني أحسست بضرورة قراءة ماكتبته المرأة‬ ‫في بالدي بمنهج جديد وزاوية جديدة‪.‬‬ ‫ مارأيك في البعد اإلصالحي لألدب ‪ ،‬وما جدوى النسوية في األدب؟‬‫ الدكتورة ليلى بلخير األدب هو نبض قوي ومؤثر ويزداد تأثيره كلما ارتقى بالفكر‬‫النير وأيضا هو رسالة وله دور حضاري ‪ ،‬وكل اناء ينضح بما فيه ‪ ،‬اما عن النسوية‬ ‫في األدب من جهة اللغة الخاصة والبصمة المميزة ال من ناحية الفكر الغربي الدخيل‬ ‫عن ثقافتنا ‪.‬‬ ‫ أستاذة ليلى بلخير أكيد أن الكتابة القصصية كان البدأ فيها القصص القرآني هل‬‫فعال القصة ماتزال تحمل ذلك الوهج من الحكمة الذي يؤثر بالواقع أم أنها أخدت‬ ‫منحى مفرغ من الهدف التي وجدت ألجله؟‬ ‫ الدكتورة ليلى بلخير كلما كانت القصة من رحم الواقع عرفت الخلود والبقاء‪.‬‬‫ من خالل سيرتك الذاتية ال حظت تسليط الضوء على فكر هذا مالك بن نبي هذا‬‫العالمة الذي همش كثيرا في بلده بينما يتنعم العالم بنتاجه العلمي هل استدركت الجامعة‬ ‫الجزائرية بعض ماضاع منها في حياته وتحاول اعادة األمور إلى نصابها ؟‬

‫‪66‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫ الدكتورة ليلى بلخير من جهتي قدمت كتبه لطلبتي وانجزنا حول كتبه رسائل قيمة‬‫وأطروحات ولكن هذا وحده غير مجدي في ظل غياب استراتجية من جالئل أعمال‬ ‫مالك بن نبي الرائدة رحمه هللا ‪.‬‬ ‫ هذه الملتقيات والمؤتمرات التي تنظم لماذا ال تهيكل وتسجل ويقترح أن تقدم بدعم‬‫من وزارة الثقافة في برامج تلفزيونية خاصة أو على األقل يؤثث لها بمجالت وتوزع‬ ‫على جميع دور الثقافة والجامعات حتى النبقى ندور في فلك أفكار سبق إليها البعض‬ ‫وندفع بعجلة التفكير إلى التجديد؟‬ ‫ الدكتورة ليلى بلخير لألسف سيطر البعد المادي والتهريج على جل األنشطة من‬‫ملتقيات وندوات وافتقرت الجامعة الجزائرية إلى النمادج البانية ‪ ،‬واألهداف الرسالية‬ ‫ الوقت بدأ يعزف سنفونية األفول هذا اللحن الذي اليروق لي أبدا ولكنها نواميس‬‫الكون هكذا تفرض علينا قوانينها وماعلينا سوى اإلذعان بالسمع والطاعة ماهي‬ ‫رسالتك لالنسانية أستاذة ليلى بلخير التي تبنيتها في المستقبل من خالل هذا الزخم‬ ‫الكبير الذي غصت فيه بين التنقيب والبحث وماهي الحكمة أو النصيحة الذهبية التي‬ ‫تقدميها للطالب والكتاب الجدد ولك حرية الكلمة في اختتام هذه الرحلة المعرفية ونأمل‬ ‫أننا قد حاولنا قدر اإلمكان دغدغة أفكارك بطريقة ايجابية ؟‬ ‫ الدكتورة ليلى بلخير رسالتي رسالة حب وصفاء وجمال لكل من في األرض ‪،‬اما‬‫عن نصيحتي لطالب العلم في كل مكان العلم ال ينهض إال بطاقتي الصبر والبذل‬ ‫والتجرد من الماديات والمناصب واالستعراض العلم سيد الجميع ال يقبل شريكا من‬ ‫سفاسف وبهارج هو رزق من هللا وال يقدم إال خالصا نافعا ونتمنى من هللا القبول‬ ‫والثبات ودمتم طيبين‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫خاطرة‬ ‫بلقيس خيري شاكر‬ ‫لحن جميل وصوت شجي‪ ،‬ألصنع لك أغنية عن شهر ديسمبر في الشتاء الماضي‬ ‫كنت في كوخ خشبي أجلس وحيدا حيث صفير الريح يدوي في آذني والبرد القارص‬ ‫في الخارج ‪ ،‬وصوت السماء الغاضبة بالرعد ترعد بصوت قوي مرعب وغاضب ‪،‬‬ ‫و األماكن تعصف بالفراغ‪ ،‬الجميع يختبئ في األكواخ الصغيرة خوفا من الشتاء‬ ‫القاسي‪ ،‬بدات أحد ث الزمان واتكلم مع الشتاء بسلبية‪ ،‬وانا اجلس على كرسي المتحرك‬ ‫بقرب مدفئتي الموقدة بالحطب ‪ ،‬بات ينتهي ونار تبرد وتزيد اشتعالها في قلبي وقطتي‬ ‫ماري تغفو بقربي‬ ‫أيها الشتاء !‬ ‫أتسمح لي ان اطرح لك بعض االسئلة ‪ 5.1.2.5‬من االسئلة ‪ 5.1.3‬بصدق؟‬ ‫_الشتاء ‪- :‬تفضلي‪.‬‬ ‫_ لماذا نحبك رغم قسوتك وبرودتك وصوتك عالي صوت مميز من بين الفصول‬ ‫األربعة ؟ ‪.‬‬ ‫_الشتاء ‪ - :‬ال أعلم اسئلي ذاتك ‪.‬‬

‫‪68‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫_لماذا ابنك الرعد غاضب ماسر هذا الصوت؟‬ ‫ ‪_ :‬انه ملك من مالئكة الشتاء يضرب الصواعق بأمر هللا تعالى ‪.‬‬‫_لماذا يشعل ناس كل وقود عند مجيئك؟‬ ‫_الشتاء ‪ - :‬الم شملهم وا كي جمعه م في بيوتهم‪ ،‬لذلك يحبوني‪ ،‬فأنا فصل الدفء‬ ‫وتدفق المشاعر‪ ،‬وأجمل مايكون يمسكون أيدي بعض من شدة بردي‪،‬‬ ‫_لماذا تختبئ الحيوانات خوفا منك؟‬ ‫ ‪_ :‬انا ال اخيفهم الشتاء بل أعطي لهم راحه طويلة والخلود لساعات ‪.‬‬‫_لماذا يطلقو عليك فصل المرض؟‬ ‫_الشتاء ‪ - :‬كي اريكم قدرة هللا في داءه ودواءه وعذابه ورحمته‪.‬‬ ‫_آخرا أريدك أن تعرفني عن نفسك أكثر !‬ ‫_الشتاء ‪ - :‬انا جد الفصول‬ ‫لون شعري الثلوج البيضاء وصوتي الرعد متعب أجمع شملكم على موقد النار اطعمتي‬ ‫تننضروها بشغف تحبون عندي سماع الموسيقى واالفالم القديمه أجمل ماتحبون رؤية‬ ‫شعري الثلج يتساقط وتزحلق دموعي كالماء من المباني الخلود للنوم دون حساب‬ ‫رؤية قوس قزح بعد هطول األمطار لكني أدخن أطيل البقاء ال انتهي خالل‪ 90 ،‬يوم‬ ‫البرنامج المفضل أكثر جماهيري كبار السن الشتاء اكثر ماتسمعونه صوت األذان‬ ‫و أجراس الكنائس تدق واضواء الشارع ليال وأصوات القطط والكالب تتقاتل ‪.....‬‬ ‫بعد ذهابي استقبلو صغيري اليطول نعدكم اسبوعين ويرحل انه حفيدي‬ ‫الربيع انتهت الحكاية اخلد للنوم ياعزيزي فخلفك ليل طويل وثقيل‬

‫‪69‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫حزب العمال‬ ‫‪PKK‬‬ ‫وشد احلبل‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫منذ ثمانينيات القرن المنصرم وحتى اليوم ‪ ،‬واالعتداءات التركية متوالية على‬ ‫االراضي العراقية ‪ ،‬دون ان يكون لها رادع ‪ ،‬ومع كل تعرض هناك ارباكآ للواقع‬ ‫االمني في شمال الوطن ‪ ،‬ومازال هذا المسلسل يتواصل ‪ ،‬حتى ان تركيا تجرأت‬ ‫لتبني القواعد العسكرية على اراضينا‪.‬‬ ‫االعتداءات التركية لها تاريخا طويال وتستند لعاملين‪:‬‬ ‫االول ‪ :‬موافقة الحكومات العراقية المتتالية بدخول القوات التركية لمسافة أكثر من‬ ‫‪ 15‬كيلو مترات لكنها تجاوزت أكثر من ‪30‬كيلو متر‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬تصويت البرلمان التركي وتفويض حكومته بمالحقة ‪ PPK‬داخل األراضي‬ ‫العراقية‪.‬‬

‫‪70‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫الحكومة العراقية أما متفقة مع حكومة اوردغان على ذلك ‪ ،‬او رافضة بخجل‪،‬‬ ‫والترتقي مواقفها إلى مستوى هذا التحدي‪.‬‬ ‫المشكلة ايضآ في حكومة إقليم كوردستان التدافع عن حدود اإلقليم وغالبا ما تستنجد‬ ‫بالحكومة المركزية لكنها ال تنسق معها‪.‬‬ ‫الجهد الدبلوماسي العراقي لم يحقق نتائج ملموسة واكتفى باالستنكار ‪ .‬وسياسة الدولة‬ ‫االقتصادية المفروض أن تنتهجها الحكومة ضد تركيا لم تخطو الحكومة خطوة واحدة‬ ‫وتوقف االستيراد كورقة ضاغطة‪.‬‬ ‫ربما هناك مساعي لحكومة بايدن أن تشكل كيانا كرديا من العراق وسوريا وهذا يهدد‬ ‫األمن التركي لذا كانت خطوات الحكومة التركية سابقة للتمركز في شمال العراق‬ ‫وإيجاد قواعد بحجة مالحقة حزب العمال الكردستاني الذي يشكل تهديدا لألمن القومي‬ ‫التركي‪.‬‬ ‫ويرى اختصاص القانون الدستوري ان انتهاك السيادة العراقية من تركيا يشكل( انتهاكا‬ ‫دستوريا للمواد ‪ ١‬و‪ ٥٠‬و‪ ٧٨‬و‪ ٧٩‬و‪ ١٠٩‬من الدستور)‪ ،‬كما يشكل انتهاكا من القرار‬ ‫النيابي الصادر في ‪ ٢٠٢٠-١-٥‬بإخراج القوات األجنبية‪ ،‬وتتمثل اسباب ذلك في‬ ‫اعتياد الحكومة العراقية على هذا االمر وضعفها ‪ ،‬وتتمثل الحلول بتسليط االعالم‬ ‫الضوء على هذا الفشل والتنصل من المنهاج الوزاري والنصوص الدستورية‪ ،‬فضال‬ ‫عن ضرورة تدويل ملف االحتالل التركي للعراق وطرحه في اروقة األمم المتحدة‪،‬‬ ‫دون ادخال الحشد في خط المواجهة االول‬

‫‪71‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪199‬‬

‫‪72‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.