مجلة زهرة البارون 32

Page 1

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني‬

‫عدد ‪32‬‬

‫جملة ثقافية أدبية فنية الكرتونية‬ ‫العراق ‪2017‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫لوحات عاملية‬

‫‪1‬‬


‫هيئة حترير‬ ‫جملة‬ ‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬ ‫مستشار المجلة‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫المحررون‬ ‫احمد محمد عيسى‬

‫زهرة محمد‬

‫مصر‬

‫الجزائر‬

‫شريف العرفاوي‬

‫هادية قصبة فرحات‬

‫تونس‬

‫الجزائر‬

‫رسل الساعدي‬

‫رواء خلف السوداني‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫‪2‬‬


‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪ /‬البارون األخير ‪5..................................................................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫اختيار موضوع االطروحة ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7..........................................................................‬‬ ‫املجاهدة الجزائرية حسيبة بن بو علي ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪10...........................................‬‬ ‫علي قيثارة الروح ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪13...........................................................................................‬‬ ‫أدب الحشد الشعبي ‪ /‬رواء خلف السوداني ‪21............................................................................‬‬ ‫حقائق صادمة ‪ /‬عبد الرازق احمد الشاعر ‪25.............................................................................‬‬ ‫مهندس زراعي يعود الى العراق ‪ /‬عمر الصالح ‪28........................................................................‬‬ ‫أدب ساخر‬ ‫انا فوق الشجرة ‪ /‬د‪ .‬احمد جار هللا ياسين ‪30.............................................................................‬‬ ‫صدمة من نوع ثاني ‪ /‬حسام الطحان ‪31....................................................................................‬‬ ‫اعتذار ملجنون ليلى ‪ /‬د‪ .‬عبد الستار البدراني ‪32.........................................................................‬‬ ‫رفقا بقلبي ‪ /‬ملياء العلوي ‪33.....................................................................................................‬‬ ‫افواه املرايا ‪ /‬نرجس عمران ‪34................................................................................................‬‬ ‫بحر عينيها ‪ /‬د‪ .‬محمد احمد صالح ‪35......................................................................................‬‬ ‫قلب أبيض ‪ /‬شذى االقحوان املعلم ‪37....................................................................................‬‬ ‫حديث الهدهد ‪ /‬هدهد ‪38........................................................................................... ...........‬‬ ‫االطالل وحكاية وطن ‪ /‬طارق فايز العجاوني ‪39........................................................................‬‬ ‫على قارعة الزمان ‪ /‬عبير طارق ‪40............................................................................. ..............‬‬ ‫متهمون نحن باإلسالم ‪ /‬احمد عيس ى ‪41..................................................................................‬‬ ‫قشعريرة الشوق ‪ /‬صورية حمدوش ‪43...................................................................................‬‬ ‫متسلقة الجدار ‪ /‬حمزة العبيدي ‪44......................................................................................‬‬ ‫راحل ال محال ‪ /‬عبد الستار الزهيري ‪45.................................................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫ولن انس ى أنني انثى ‪ /‬وفاء العهد ‪46.......................................................................................‬‬ ‫واحة سالم بين اكف الدب ‪ /‬فرح التركي ‪47............................................................................‬‬ ‫عرائس القصر ‪ /‬عواطف محجوب ‪54..............................................................................‬‬

‫عالم املرآه ‪ /‬زهرة محمد ‪58.............................................................................................‬‬ ‫زواج املتعة بين الحرام والحالل ‪59...................................................................................‬‬

‫لوحة وفنان ‪ /‬الزود ميساء شاهين _ أمير الكربالئي ‪63.......................................................‬‬

‫بوابة هللا ‪ /‬احمد حسيب الحديدي ‪65.............................................................................‬‬ ‫أقالم شابة‬ ‫رسالة عتب ‪ /‬ذو الفقار ناجي ‪68.......................................................................................‬‬ ‫من نظرة عين ‪ /‬على محمد ‪69..........................................................................................‬‬ ‫انتظرتك ‪ /‬شادي محمد ‪70..............................................................................................‬‬ ‫فتاة االفيون ‪ /‬عطاء التميمي ‪71......................................................................................‬‬ ‫االمل ‪ /‬طيبة حسين ‪73...................................................................................................‬‬ ‫ليس مستحيل ‪ /‬حسن حداد ‪74......................................................................................‬‬ ‫دور التلفاز في التنشئة االجتماعية‪ /‬ريان هاني ‪75..............................................................‬‬

‫مسك الختام ‪ /‬حاتم الطائي ‪77.......................................................................................‬‬

‫‪4‬‬


‫مقال افتتاحي‬

‫مظلومية املسيح يف املوصل‬ ‫حتت عنوان‬ ‫حتت اجملهر‬ ‫بقلم الشاعر البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫في البداية أقول مقالي هذا ليس ضد أحد على العكس هناك شخصيات مسيحيه‬ ‫اعتز بمعرفته على الصعيد العمل والحياة وأود االن ان استشهد في مثل‬ ‫مصري شهير يقول ( لو نسيت الذي جرى هات الدفاتر تنقرا ) وهنا بيت‬ ‫القصيد ان مظلومية المسيح في الموصل مبالغ بها بالقياس للوقاع التاريخية‬ ‫التي مرت عبر التاريخ نستذكر محكم التفتيش‪ 1478‬ه التي كانت في االندلس‬ ‫وهذا ليس دفاع عن كالب جهنم داعش ولكن الحق يقال كانت المذابح بذلك‬ ‫الوقت بمباركة البابا الكاثوليكي سيكستوس الرابع والغريب ان العالم يتناسى‬ ‫تلك الجرائم التي حدثت بحق اإلسالم ذلك الوقت وليس هذا فحسب وبعد قرون‬

‫‪5‬‬


‫تعود مذابح على المسلمين في البوسنه والهرسك سنة ‪ 1995‬وقد سكت العالم‬ ‫عن هذا أيضا والسبب مجهول ولكن اليوم الطبول تقرع لفعل المتتطرفين في‬ ‫اإلسالم اذا اعتبرنا هؤالء اسالم باألصل واذا وضعنا الفعل في المقارنة‬ ‫نخرج بنتيجة ان كالب داعش لم تفعل ما فعله القساوسة في االحداث التي‬ ‫كانت في التاريخ فقد هجر الجميع والقتل كان في المسلمين فقط ولم نسمع عن‬ ‫قس قتلته داعش عند تهجير المسيحين او حتى مسيحي واحد في ذلك الوقت‬ ‫ومع هذا ما زالت البكائيات مستمرة وعلى ماذا ال اعرف واذا كنت تقصد‬ ‫المال فاإلنسان هو من يصنع المال ولو قرون خسارة المسلمين في هذه الفترة‬ ‫بخسارة الطائفة المسيحية نخرج بقيمة ‪ % 1‬من الخسائر العامة وهنا يبرز‬ ‫الفكر العنصري ودعاة التفرقة من جميع األطراف المتناحرة وهنا السؤال لما‬ ‫التضخيم والمتاجرة في جراح الناس هو كاس شرب منه الجميع ولكن هناك‬ ‫جهات سيست الموضوع لالستفادة من الموقف وتحقيق مكسب في انضمام‬ ‫شريحة معينه للمشروع التقسيمي الذي رسم للعراق ولكن يبقى السؤال ما‬ ‫جدوى من كل هذا ومن المستفيد لم يسال احد منهم نفسه اين حق العمر الذي‬ ‫قضه في مدينة الموصل والذكريات ولم هو االن متحامل على المدينة وال حد‬ ‫يقول لي ان هذا الكالم غير صحيح الن المواقف صريحة ال جدال فيه‬ ‫انتم فقط هجرتم ؟‬ ‫وانتم فقط سلبت اموالكم ؟‬ ‫انتم فقط تم تدمير حياتكم ؟‬ ‫لم هذه المواقف التي لم تكف عن قراع لها الطبول والبكائيات وهنا اود القول‬ ‫لكم انتم اهل المدينة مثلنا والدمار طال الكل اما ان نتعاون ما في بيننا ألعمار‬ ‫المدينة او الزم الصمت فانت لست خير من الذين سلبت اروحهم وهذا طال‬ ‫الجميع بال استثناء وليس لحد ان يميز نفسه عن االخر نحن شركاء الوطن‬ ‫واألرض والسماء ويجب الكف عن التميز ألنه مدعاة للتفرقة وشق الصف‬ ‫واسال هللا الخير للجميع‬ ‫‪ .................‬وهللا ولي التوفيق‬

‫‪6‬‬


‫قراءات‬

‫إختيار موضوع االطروحة‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ متمرس – جامعة الموصل‬ ‫عندما كنت رئيسا لقسم التاريخ‬ ‫بكلية التربية – جامعة الموصل‬ ‫‪ ، 1995-1980‬دخل علي أحد‬ ‫االصدقاء من مدرسي الثانوية‬ ‫ووضع على مكتبي كتابا ألفه‬ ‫وقال لي إمنحني الدكتوراه على‬ ‫هذا الكتاب اليست الدكتوراه هي‬ ‫أن الف كتابا ‪...‬ابتسمت وقلت له إجلس قليال الخبرك بأن الدكتوراه ليست‬ ‫كتابا انها درجات تبدأ من االسفل وتنتهي الى االعلى فالبحث العلمي هو‬ ‫مجموعة من الخطوات التي يجتازها الطالب للوصول الى الحقيقة ‪ ...‬واردفت‬ ‫هل تستطيع ان تصعد الى عمارة من ست طوابق بدون ساللم ؟ فقال ‪:‬ال‬ ‫فقلت ان وضع االطروحة وتقديمها الى لجنة المناقشة ومناقشتها ومن ثم منح‬ ‫الدرجة ماهي اال المرحلة النهائية في مرحلة الدكتوراه فهناك مرحلة‬ ‫الماجستير وتدريب الطالب على كتابة رسالة ‪ ،‬ومن بعد ذلك يمنح الطالب‬ ‫شهادة الماجستير ويبدأ التقديم الى الدكتوراه ويؤدي الطالب امتحانا تحريريا‬ ‫ثم امتحان كفاءة في اللغة وتتم مقابلة الطالب وبعدها يبدأ بالدراسة وينتهي من‬ ‫السنة التحضيرية والتي تشمل اعطاءه مجموعة من المواضيع المعمقة‬ ‫ويكتب في كل فقرة فيها اوراقا بحثية ويناقشها معه اساتذة منخصصين ثم‬ ‫يمتحن في كل موضوع وبعدها اذا نجح يؤدي امتحانا شامال يقرر مستواه في‬ ‫االستمرار وكتابة اطروحة من عدمه ويقرر له القسم العلمي او لجنة‬ ‫الدراسات العليا استاذا مشرفا ويتفق الطالب واالستاذ على موضوع‬ ‫االطروحة ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫قال صديقي وكيف يتم اختيار الموضوع ؟ أجبت أن هذه اكبر عقبة يواجهها‬ ‫الطالب ‪ ،‬فعلى الطالب ان يراجع العديد من كشافات الرسائل واالطروحات‬ ‫العراقية والعربية واالجنبية ‪ ،‬وان يناقش عددا من اساتذته ويسأل في ما اذا‬ ‫كان هذا الموضوع قد درس في احدى الجامعات وهل تتوفر عليه مصادر‬ ‫وخاصة وثائق منشورة واين تتوفر ‪ ،‬وهل يتوجب عليه ان يسافر لمراجعة‬ ‫االرشيفات ؟وهل يحتاج الى تعلم لغات ؟وهل يستحق الموضوع الذي اختاره‬ ‫البحث فيه وماهي الفوائد التي سيجنيها اذا درس هذا الموضوع ؟ وهل سوف‬ ‫يفخر يوما اذا ما اختار هذا الموضوع ؟ وهل سيأتي بجديد من الفكار‬ ‫والمعلومات والنتائج ؟وهل هو قادر على الولوج في هكذا موضوع ؟ ‪.‬‬ ‫يقينا انه ليس كل موضوع يستحق ان يبذل فيه الطالب مايبذله ‪ ،‬وقد يبحث‬ ‫الطالب في موضوع ويكتشف فيما بعد انه قد بحث في جامعة ما او ان‬ ‫المصادر كثيرة او بالعكس فإن المصادر قليلة ‪ ،‬وقد يكون الموضوع جميال‬ ‫ومهما ‪ ،‬ولكن المشكلة هي عدم توفر مصادر عنه او ان مصادره الرئيسة‬ ‫كلها في انكلترا او البرتغال او ايطاليا ونحن نعرف ان وثائقنا العربية وخاصة‬ ‫في التاريخ الحديث مبعثرة في ارشيفات الكثير من البلدان أو قد تكون‬ ‫المصادر من المخطوطات في التاريخ االسالمي موجودة في برلين او القاهرة‬ ‫‪.‬‬ ‫وقد يحتاج الطالب ان يكون متمكنا من لغة معينة فليس من المعقول ان يكتب‬ ‫الطالب موضوعا عن تاريخ فرنسا وهو اليعرف اللغة الغرنسية او موضوعا‬ ‫عن تركيا وهو اليعرف اللغة التركية ‪.‬‬ ‫والبد ان يحسب الطالب للوقت حسابا ؛ فثمة موضوع يحتاج الى خمس سنين‬ ‫بينما ماهو متاح للطالب من الوقت هو اقل من ذلك ‪.‬‬ ‫وانا دائما انصح طلبتي ان اليكتبوا في موضوع اليحبونه او اليميلون اليه او‬ ‫قد يتنافى مع معتقداتهم ‪..‬نعم على الطالب ان يكون موضوعيا حياديا لكن البد‬ ‫ان يعرف الطالب انه من المستحيل عليه ان يكتب في موضوع الينسجم مع‬ ‫معتقداته أو ميوله ‪.‬‬ ‫كما انصح الطالب عندما يختار موضوع الماجستير ان يفكر في موضوع‬ ‫الدكتوراه وان يكون موضوع الدكتوراه قريبا أو على صلة بموضوع‬ ‫الدكتوراه حتى يوظف معرفته بالمصادر في هذا الجانب ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫واخيرا ليس من ضير في ان يتراجع الطالب عن الموضوع الذي إختاره اذا‬ ‫وجد انه قد بُحث أو ان تكون مصادره غير موجودة في بلده ‪ ،‬أو ان تكون‬ ‫قليلة التغطي الموضوع فيختار موضوعا آخرا ويبدأ معه الجولة نفسها التي‬ ‫ذكرناها آنفا ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫اجملاهدة اجلزائرية اخت الرجال " حسيبة بن بوعلي‬ ‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫كانت أخت الرجال ‪ ،‬بل أشجع من كثير‬ ‫من الرجال ‪ ،‬بل معلمة الرجال‬ ‫وهكذا هن نساء ثورة التحرير‬ ‫الجزائرية ‪ ،‬فقن الرجال شجاعة‬ ‫ومرؤة وشهامة ‪ ،‬و لذلك أدرجهن في‬ ‫خانة رجال الجزائر ‪.‬‬ ‫لعبت المرأة الجزائرية دورا كبيرا بل وعظيما إبان الثورة الجزائرية‬ ‫المجيدة ‪ ،‬و كانت السبب في تفعيل هذه الثورة و إمدادها بكل أسباب‬ ‫القوة و التوهج في المدن واألرياف و الجبال ‪ .‬كانت أخت الرجال‬ ‫تقاتل وتسعف و تطبخ للمجاهدين في الجبال والثغور ‪ ،‬كما كانت‬ ‫تزرع القنابل في مواقع الجيش الفرنسي والمحتلين في الجزائر‬ ‫العاصمة وفي المدن الكبرى ‪ .‬وعندما كان الجنود الفرنسيون يعتقلون‬ ‫المرأة الجزائرية ‪ ،‬كانوا يسومونها سوء العذاب ‪ ،‬و يعاملونها كالرجل‬ ‫تماما ‪ ،‬و قد مرت نسوة مجاهدات كثيران بسجون اإلستعمار الفرنسي‬ ‫‪ ،‬وكن يرفعن عزائم الرجال ويزغردن بالزغاريد المباركة عندما‬ ‫يقطع الجنود الفرنسيون رأس أحد المجاهدين في السجون ‪ ...‬ومن‬ ‫هؤالء المجاهدات الشهيدة العظيمية حسيبة بن بوعلي و التي ولد في‬ ‫مدينة الشلف – األصنام – سابقا في شهر كانون الثاني – يناير العام‬ ‫‪. 1938‬‬ ‫كانت حسيبة تنتمي إلى عائلة ميسورة إقتصاديا ‪ ،‬و لذلك تسنى لها أن‬ ‫تكمل تعليمها اإلبتدائي بمسقط رأسها‪ .‬وبعد إنتقال عائلتها إلى الجزائر‬ ‫العاصمة سنة ‪ 1948‬واصلت تعليمها هناك‪ ،‬وإنضمت إلى ثانوية‬ ‫‪10‬‬


‫عمر راسم ‪ .‬عرفت بالنباهة والذكاء الحاد ‪ ،‬ولذلك كانت تعي جيدا‬ ‫أن وطنها الجزائر يحتاج إلى تضحيات جسيمة حتى يتحرر ‪ ،‬و كانت‬ ‫مستعدة أن تضحي من أجل وطنها ‪ ،‬لم تكن حسيبة كفتيات هذه األيام‬ ‫حيث متابعة أخبار الطرب و المطربين ‪ ،‬و طرائق تسريح الشعر ‪،‬‬ ‫و أحدث صرعات الموضة العالمية ‪ ،‬كانت رحمة هللا عليها مسكونة‬ ‫بحب الجزائر ‪ ،‬و رغم أن المنظومة التربوية الفرنسية كانت تعمل‬ ‫على صياغة عقول جزائرية تؤمن بالكولونيالية و فضل فرنسا على‬ ‫الجزائر ‪ ،‬إال أنها كانت تسمع هذه الجمل المخادعة وتطرحها جانبا ‪،‬‬ ‫لتصمم على خياراتها الكبرى ‪ ،‬و تقسم بدمها أن تحيا الجزائر ‪ .‬هالها‬ ‫الوضعية التي بلغها الشعب الجزائري جراء االستعمار البغيض ‪ ،‬و‬ ‫كانت تتنقل مع الكشافة الجزائرية من منطقة إلى أخرى ‪ ،‬و كانت‬ ‫تكتشف حقيقة االستعمار الفرنسي الذي كان يتبجح بالحضارة و‬ ‫التنوير و األخوة والمساواة ‪ ،‬اكتشفت خداعة ونفاقه ‪ ،‬خبثه ومراوغته‬ ‫‪ ،‬فقررت أن تعيد للجزائر عزتها وكرامتها ‪ ...‬و لم يكن سهال على‬ ‫فتاة جميلة و ذكية و ميسورة الحال كحسيبة أن تتخذ قرارا باإلنضمام‬ ‫إلى الثورة الجزائرية المقدسة ‪ ،‬فالفتيات في عمره يتجهزن لبيت‬ ‫الزوجية وانتظار العريس ‪ ،‬لكنها إختارت الثورة الجزائرية عريسا ‪،‬‬ ‫فتزوجت الثورة و انضمت إلى الفدائيين والمسبلين بالتعبير الجزائري‬ ‫الذين يصتعون القنابل ويزرعونه و قد تنفجر فيهم هذه القنابل في أي‬ ‫لحظة ‪ .‬وحتى لما إنضمت إلى مستشفى مصطفى باشا للعمل‬ ‫كممرضة كانت تهرب المواد الكيميائية و تعطيها لثوار الجزائر‬ ‫ليصنعوا بها قنابل ‪ ،‬تقوم هي بوضعها في مواقع الجيش الفرنسي‬ ‫والمحتلين الذين سطوا على ممتلكات الجزائريين و أراضيهم ‪ .‬و‬ ‫أصبحت حسيبة بن بوعلي أهم ناشطة في خلية القصبة الجهادية التي‬ ‫كان يشرف عليها الشهيد العمالق العربي بن المهيدي الذي قال عنه‬ ‫الجنرال السفاح بيجار ‪ :‬لو عندي عشرة من أمثال بن المهيدي‬ ‫لفتحتحت العالم ‪...‬إستطاعت حسيبة أن تربك الحالة الفرنسية‬ ‫اإلستعمارية في كل الجزائر العاصمة ‪ ،‬و رصدت من قبل الجيش‬ ‫‪11‬‬


‫الفرنسي ‪ ،‬الذي تعرف إلى مكانها حيث كانت تختفي في مكان سري‬ ‫في بناية قديمة تقع في حي القصبة الشهير ‪ ،‬و طالبها جنود بيجار‬ ‫باإلستسالم و مغادرة المغارة ‪ ،‬فرفضت كما رفض إخوتها‬ ‫المجاهدون ‪ ،‬و الذين كان معهم طفل لم يبلغ الحلم ‪ ،‬و أتخذ الجنود‬ ‫الفرنسيون القرار بنسف المكان ‪ ،‬فأرتقت روحها إلى باريها شهيدة‬ ‫محتسبة لتكمل عرسها في الجنة ‪ ،‬و كان ذلك في ‪ 08‬تشرين األول‬ ‫– أكتوبر ‪ . 1957‬أستشهدت حسيبة مع ثالثة مجاهدين ‪ ،‬و كانت‬ ‫تضاهي مئات الرجال بل آالف الرجال الذي يجبنون عن تقديم الغالي‬ ‫والنفيس عندما يدعوهم الواجب الوطني ‪..‬‬

‫‪12‬‬


‫على قيثارة الروح ‪..‬ومتاهات الطريق إىل احلضرة اإلهلية‬ ‫قراءة‪ :‬د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫” َما‬

‫ِمن َشيء أص َعبُ هَ ِذ ِه األي َِّام ‪،‬‬

‫يكون اإلن َس ُ‬ ‫صي َد ِة نَثر”‬ ‫ِمن أن‬ ‫َ‬ ‫ان ‪َ ،‬شا ِع َر قَ ِ‬ ‫أندريه‬

‫بِ ِريتون‬

‫(‪)1966 – 1896‬‬

‫وأقو ُل ‪َ :‬ما ِمن َشيء أص َعبُ هَ ِذ ِه األي َِّام ‪،‬‬ ‫يكون القارئُ‪َ ،‬شا ِع َر رؤي ِة صوفية‪.‬‬ ‫ِمن أن‬ ‫َ‬ ‫الحس الصوفي‬ ‫مفتاح التجرب ِة الشعري ِة لدى "صالح محمود‬ ‫ الحس الصوفي ربما يُعد‬‫َ‬ ‫َسلمان"‪َّ ،‬‬ ‫متأمل هذه التجربةُ يدرك – منذ الوهلة األولى ‪ -‬مدى تفرد‬ ‫لكن‬ ‫َ‬ ‫صوتها‪...‬فإلى أي مدى أراد الشاعر أن يعزف و يطور في مساحة التجربة‬ ‫الصوفية "على قيثارة الروح؟‬ ‫عندما يكون "الطريق إلى هللا بين اثنين‪ ،‬وليس مع هللا أحد[‪ ]1‬الحالج‬ ‫كيف لنا أن ندرك الطريق إلى الحضرة اإللهية‪..‬؟ وكيف ستكون روح‬ ‫الشاعر في حضرة اللحن‪/‬النص وكيف ستكون روح القيثارة ‪/‬الجسد وهي‬ ‫تراقص روحه المتوهجة قبل أن ترسم َوتحد َد له طرقه بعناية ودقة ؟‬ ‫ومهما يكن من أمر ‪،‬فإن ما يعنينا في هذا اللحن هو الوقوف على سلوك‬ ‫الشاعر الروحي‪ ،‬وهو الذي يتراءى فيه ‪،‬أنه كان متأثرا بسلوك المتصوفين‬ ‫وهنا البد من التذكير ؛ التصوف بأنه إدرا ُ‬ ‫ك الحقيقة المطلقة‪َ ،‬سواء سُميت‬ ‫هذه الحقيقة "حكمة" أو "نورا" أو "عشقا" أو "عدما"[‪.]2‬‬ ‫وهنا الشاعر يصغي إلى نبض الحقيقة من خلف الشبَّاك ‪َ :‬ز َرع ُ‬ ‫ت في‬ ‫طريقك األشواك‬ ‫َ‬ ‫وقل ُ‬ ‫ت ‪ :‬لن تجيء‬ ‫فراح من ستائر الشبَّاك‬ ‫َ‬ ‫ي ُِطل وجه َُك المضيء ‪.‬ص‪14-13-‬‬

‫‪13‬‬


‫تتوغل قصيدة " َسلمان" في الحيز ال ُمبهم من الذات‪ ،‬لتكشف عن تلك المساحة‬ ‫دفاتر الفصو ِل‬ ‫الروحية‪ ،‬في بُعديها "اآلني" و"األزلي"‪ ،‬وترس ُم ال ِّشفاهَ في‬ ‫ِ‬ ‫جنبا إلى جنب‪.‬‬ ‫الروح‪ ،‬هنا‪ ،‬بوصفها االستهالل ال ُمترع ببُ َّح ِة النِّداء اإلنساني‪ .‬قصائد آسرة‬ ‫و ُم َؤثِّرة‪ ،‬وتغلب على أجوائها الوحدة العضوية‪ ،‬وبالرغم من أن الشاعر يقوم‬ ‫تداخل األصوات يجعلها‬ ‫بتقطيعها إلى مقاطع مرقمة‪ ،‬وأخرى معنونة‪ ،‬إال أن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حيث جمالية العوالم الشعرية‬ ‫كتلة واحدة‪ ،‬مموسقة ومتناغمة؛ َسواء من‬ ‫المتناولة‪ ،‬أو من جهة البِنيَة اإليقاعية والتي أتت في قالب هارموني‪ ،‬ليكم َل‬ ‫الجانبان بعضهما البعض بحميمية‪ .‬وتشك َل قصيدة أشبه بطفلة تنا ُم في حبق‬ ‫الذاكرة‪ ،‬ذاكرة القارئ والمبدع معا‪.‬‬ ‫فمنذ العنوان "على قيثارة الروح" ‪ ،‬وعتبة العنوان من أهم العناصر المكونة‬ ‫للعمل الشعري‪ ،‬والمولِّدة لدالالت النص‪ .‬فشعرية العنوان ودالالته من حيث‬ ‫بنيته اللغوية والتناصية واتصالها بالتجربة الشعرية للشاعر في تناص مع‬ ‫المرجعية التراثية الصوفية‪ ،‬تكشف عن رؤية الشاعر الجمالية والفكرية بشكل‬ ‫جديد يرافق تحوالت بنية اللغة الشعرية‪ ،‬فيعثر القارئ على النوتة المركزية‬ ‫التي يقوم عليها مجمل الديوان‪ ،‬والعنوان هو المفتاح التأويلي للنص كما يقول‬ ‫( امبرتو ايكو )‪ ،‬و عليه ‪،‬يحيلنا العنوان إلى احتماالت وإيقاعات شرقية ذات‬ ‫طابع فلسفي صوفي رغبة من النص في أن يعانق الفطرة الخيرة والسجية‬ ‫الصافية حين تستدل على خالصها بعيدا عن الصمت عبر مكابداتها الذاتية‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ورحت كما‬ ‫اجترأت على مكانت ِه‪/‬‬ ‫المكان‪/‬إذا‬ ‫" هل سوف يَقبَلُني‬ ‫الدروب ِ‪/‬أعي ُد تشكي َل ال ُخطا ‪/‬نحو الجهات العش ِر‪/‬كي أج َد السَّبيال ؟ ‪/‬ص‪51-‬‬ ‫واستنادا إلى صوت الضمير الحي فهو يصل االستهالالت بقطعة من حرير‬ ‫الكالم مما يشكل حوار اغنيا بثيمات أربع رئيسية ومؤسِّسة هي‪ :‬الزمان‬ ‫والرغبات أو (األمنيات) والذكريات واألحالم‪.‬‬ ‫إذ تظل اللحظة الشعرية لحظة من لحظات القلق واأللم والموت والعشق‪":‬‬ ‫لح َّر‬ ‫شاطرُها ا َ‬ ‫ص‪ /‬يَرقُبنا كيف نَحدو قصائ َدنا في ال َعرا ِء‪/‬نُ ِ‬ ‫كان يَمشي كما اللِّ ِ‬ ‫والقَ َّر‪ /‬نُصغي إلى هَج ِسها‪/‬حين تحنو على جُرحنا‪ /‬ثُ ِّم تكتُبنا بين سطرين ‪/‬من‬ ‫ين‪-‬ص‪112‬‬ ‫روحها ال ُمع ِشبة‪ /‬لم ي ُِطق أن يرانا خليلَ ِ‬

‫‪14‬‬


‫يناجي " َسل َمان "اآلخر" بوصفه "األنا"‪ ،‬الشاعر هنا كمن ُ‬ ‫يقف أمام المرآة‪/‬‬ ‫ينظر إلى روحه‪ ،‬باحثا في ثنائية "األنا‪ /‬اآلخر" عن نُقطة في نون النَّدى‪ ،‬كي‬ ‫يعيد ترتيب كينونته في هذا العالم‪ ،‬ألن تلك هي رسالة الخلق التي انبثقت من‬ ‫بين الكاف والنون ‪،‬حيث يقول ‪:‬‬ ‫" لي أنا مثلما َ‬ ‫قلت بوصلة‪/‬وجَّهتني إلى نُقطة فوق نون النَّدى‪/‬علَّمتني‬ ‫أحرف ال ُمبتدى ‪/‬ص‪24-‬‬ ‫ُخر ُج النو ُر من كافِ ِه‬ ‫َ‬ ‫قراءتَها‪/‬كوكبا ي ِ‬ ‫فالحوار في الديوان يجيء من الرغبة في اختراق الزمن وعدم التسليم بوقائعه‬ ‫المؤلمة‪ ،‬وذلك باللجوء إلى دغدغة أوتار الكمان ‪/‬الذكريات واستعادة ما فيها‬ ‫من جمال مفقود‪ ،‬بطريقة الترجيع‪ ،‬بما قُضي فيها من الرغبات‪ ،‬وما تحقق أو‬ ‫ما يمكن أن يتحقق من األمنيات‪ ،‬وهنا تبدأ فاعلية الحلم أو الوظيفة الجوهرية‬ ‫للمال ح العصي على الدمع‪.‬‬ ‫إال انه في أوراقه المتعددة تجاوز شارات المرور في الطريق إلى زهرة‬ ‫الشعر ذلك عبر جملة من التحوالت التي أسهمت في اغناء الرمز داللة وإيحاء‬ ‫بوصفه " وليد رؤيا شفافة حدسية تضيء النص بلمعات خاطفة خلف الدالالت‬ ‫التي تتموضع في التجربة الشاعرة المنطوية على نفسها وراء تقنيات الرمز‬ ‫والتشفير ( *) ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫جاوز‬ ‫الذنب إن‬ ‫عر مزروعة بالخطايا ‪ /‬فمن يَغف ُر‬ ‫َ‬ ‫"الطريق ُ إلى زهر ِة ال ِّش ِ‬ ‫َّقص‪-/‬ص‪62‬‬ ‫الح َّد‪ /‬وا َزيَّنَت فتنة بالحروف الغريرا ِ‬ ‫ت‪/‬في ساحة الر ِ‬ ‫فالشعر عند " َسل َمان " يحاكي الصمت الوجودي‪ ،‬عبر ذاكرة جمعية قادرة‬ ‫على التعرف على صدى الحقائق‪ .‬ومما ال شك فيه‪ ،‬أن اإلبداع فعل وجودي‪،‬‬ ‫يمارس نوعا من التطهير حسب أرسطو‪.‬‬ ‫لذلك ‪،‬شكلت الورقة ما قبل األخيرة –على صعيد األوراق‪ -‬ملمحا أسلوبيا‬ ‫ظاهرا‪ ،‬وأسست كل واحدة منها حقال دالليا بينا‪ ،‬ونهضت بوظيفة بنيوية‬ ‫محددة في تساؤل أول وثان ورؤية الشاعر للعالم من حوله‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أيكون لي هذا ال َّد ُم المسفو ُح‬ ‫"‬ ‫من المعلَّ ُ‬ ‫وال َّز ُ‬ ‫أراجيح األبَد ؟‬ ‫ق في‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أيكون لي وجع تُعتِّقُهُ المآسي‬

‫‪15‬‬


‫في ِدنان من َك َمد؟‬ ‫ُ‬ ‫الكون" ص‪88 -‬‬ ‫ويكون لي حزن بحجم‬ ‫ِ‬ ‫و بثقة عالية يمكن القول إن الشاعر يبني أسطورته الخاصة على الحلم‪،‬‬ ‫والحلم هو أداة المقاومة العصية على االنكسار‪ ،‬لذلك يستنجد به حين تحاصره‬ ‫الهزيمة في مستويات ثالثة هي؛ أوال‪ :‬الهزيمة الوجودية المطلقة التي تكون‬ ‫أمام حتمية الموت اإلنساني الحادث ال محالة‪ .‬ثانيا‪ :‬الهزيمة التاريخية‬ ‫المطبقة‪ ،‬الحضارية والحالية‪ ،‬ممثلة بالصراع العالمي الجديد وفقدان األمن‬ ‫واألمان في الوطن والعالم وانهيار الحلم الجمعي‪ ،‬حتى انهيار الحلم الفردي‬ ‫على ضيق أفقه‪ ،‬وصوال إلى مشروع األمل الشخصي المفقود بين متاهات‬ ‫الصدى و انكسار النداء‪" :‬على أيِّ أرض ستمشي‪/‬إذا األرضُ صارت إلى‬ ‫بٍ تائه في السِّراب ؟ ص‪83-‬‬ ‫َغيهَ ِ‬ ‫المراقب "اآلخر" له وجهان‪ ،‬قد يكون مع أو ضد‪ ،‬وهو ما يجعل األصوات‬ ‫داخل النص "تتصاع ُد منها آهات و أمان ‪ ،‬تعلو وتخفت لغة وإيقاعا‪ ،‬كما‬ ‫"جعل الذات تنفتح على آخرها األكثر جوانية‪ ،‬وأتاح للتجربة ركوب خيول‬ ‫الوقت و مساءلة القيم واالختيارات والتجارب والمواقف والمسارات‬ ‫الشخصية‪ ،‬في صلتها بالنبض العام والخاص"‪ .‬في زمن يأتي ‪/‬أحسبُني أقرؤه‬ ‫الخمر إماء‪ /‬من هوالكو آخ َر‬ ‫ب قبائ ُل‪ /‬نَ َسلَتها في أقبية‬ ‫َ‬ ‫اآلن مليَّا‪ /‬تتناب ُذ باأللقا ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪/‬لم يحمل سيفا ‪ /‬أو ي ُ‬ ‫ُتلف َح َجرا أو َش َجرا‪ /‬بل كان "رحيما جدا " ‪/‬حتى أقصى‬ ‫دمعات مآقيه – ص ‪106-105-‬‬ ‫اللغة الغنية لقَيثَا َر ِة َسل َمان‪:‬‬ ‫البنية الفنية لقَيثَا َر ِة َسل َمان تتمثل في عدة مسارات‪ ،‬تأتي الجُملة في سلم‬ ‫ُ‬ ‫حيث الغنى اللغوي وكثافة المفردات المنتقاة في سياقها المنشود‪،‬‬ ‫أولوياتها من‬ ‫كذا عن الجملة المحبوكة بعناية‪ ،‬ومن ثم الربط السلس بين الجُمل حتى داخل‬ ‫ار ِة الروح‬ ‫الحوار الداخلي‪ .‬وهو ما يضفي المزيد من األلفة والمرونة على قَيثَ َ‬ ‫عيون ال ُمريدين ‪.‬‬ ‫عر من‬ ‫ِحين َ‬ ‫ِ‬ ‫من ال َّده ِر أو حتَّى َمطلَ ِع ال ِّش ِ‬ ‫" هنا ال ِّشع ُر ليل يُحدثُني عن نجوم‪/‬‬ ‫ريدين ‪/‬خوفا عليهم ‪ /‬إذا ما رأوها يُفارقُهم عقلُهُم‪/..‬ص‪-‬‬ ‫يُخبِّئُها عن عيون ال ُم‬ ‫َ‬ ‫‪172‬‬

‫‪16‬‬


‫موسيقى التفعيلة ‪..‬‬ ‫هل اإليقاع أو الموسيقى في الشعر حالة واعية يتم استحضارها عمدا بشكل‬ ‫مسبق في شعر َسل َمان ؟ أم تأتي نتيجة عوامل نفسية ال واعية تستدعيها‬ ‫ضرورة الحالة الشعورية للكاتب لحظة والدة النص؟‬ ‫أدرك األبعا َد الرباعية وطبيعة الكالم نفسه بتكويناته‬ ‫الشاعر قد‬ ‫البُ َّد أن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الصائتة والساكنة موزعا على النبر والوقف والتنغيم والوصل‪.‬‬ ‫وتظهر مواربة الشاعر في االستهالل الثالث ‪/‬المقطع الثالث‪ :‬ليال تُضي ُء ل َي‬ ‫الظمآن للضو ِء القص ِّي ‪/‬‬ ‫بجناحي‬ ‫ق فراشة ‪/‬فأطي ُر نحو غزالتي ‪/‬‬ ‫الطري َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪/‬يبته ُج الكال ُم إذا المعاني‪/‬جُل َن في رُدهاتِ ِه‬ ‫ُم َوسِّدا رأسي‬ ‫َ‬ ‫شهاب القل ِ‬ ‫صبَّا‪/‬ص‪25-‬‬ ‫ويُضيئُني‪/‬فأسي ُر في ُم‬ ‫تناول السنوات َ‬ ‫ِ‬ ‫فيوارب الشاعر باب التأويل‪ ،‬ويناور ويدور بالتفعيلة السيما أنه ينتقي شكال‬ ‫يبدو مالئما لطبيعة القصيدة إذ يتدفق في هيئة محطات هي أشبه بالدوائر‬ ‫المغلقة ظاهريا بيد أنها تنفتح على بعضها وتتواشج َعبر َسلك إيقاعي ينتظمها‬ ‫هو تفعيلة بحر الكامل (متفاعلن) وفي إطار ظاهرة التدوير اإليقاعية‪.‬‬ ‫فضال عن اآلصرة الداللية التي تشد هذه الدوائر الشعرية إلى بعضها‪ ،‬فهي‬ ‫تبدأ بقلق روحي تشي به المفارقة‪.‬‬ ‫وعليه ‪،‬يعتمد " َسل َمان " اإليقاع في قصائده أسلوبا ذاتيا‪ ،‬يخدم من خالله‬ ‫مناخ القصيدة ويمنحها دالالت نفسية وإيحائية تكمل الفراغ القابع بين نهايات‬ ‫المقاطع الشعرية بشكل تشعر معه بأن اإليقاع يستمر ويتواصل يرتفع‬ ‫وينخفض ويتلون وكأنه يرافق المفردات كآلة موسيقية ‪،‬ومع هذايسائل ذاته‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ك ‪ /‬أنا العصي على‬ ‫كنت أنس ُج ليلتي ِشعرا‬ ‫" هل‬ ‫خفيف الوزن ‪/‬يحملُني إلي َ‬ ‫َ‬ ‫ف ؟!‪/‬ص‪(101-‬وال ُخل ُ‬ ‫منك ُخل ُ‬ ‫ف‬ ‫بي َ‬ ‫ال َّدموع ‪/‬يَ ِمضني هذا الجفا ُء‪/‬ويحتفي َ‬ ‫( في علم الفلسفة )‪ :‬ال ُمحال الذي ينافي المنطق ‪،‬ويخالف المعقول )‪.‬‬ ‫وهنا تأكيد لكالم الفيلسوف الفرنسي باشالر غاستون‬ ‫في كتابه "جدلية الزمن" ‪ -‬وإشارته إلى أن اإليقاع يعد الطريقة الوحيدة‬ ‫لضبط الطاقات النفسية المتنوعة باعتباره أساس الدينامية النفسية‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫وارتبط االيقاع عند " َسل َمان " كشعراء المتصوفة بالرؤيا كحالة كشف‬ ‫واختراق لما هو عادي ومحسوس الى ما وراء الواقع والذي يسميه ابن عربي‬ ‫علم النظرة وهو "يخطر في النفس كلمح البصر»‬ ‫أو الشطح وهو نوع من الحضور الكامل في اللغة مثلما يتجلى النفري في‬ ‫مواقفه ومخاطباته "أوقفني في الثوب وقال لي ‪ :‬إنك في كل شي ء كرائحة‬ ‫الثوب في الثوب "(‪)3‬‬ ‫وكأن الثوب شكل والشكل معنى ومع ذلك "قال لي ليس الكاف تشبيها هي‬ ‫حقيقة ال تعرفها إال بتشبيه »‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث تمشي ‪/‬فأدنو ألشت َّم رائحةَ الياسمين ‪ُ /‬‬ ‫أفقت على صوتها‬ ‫وسلمان يقول ‪:‬‬ ‫حين ل َّما أزل‪/‬عن َد سطرين في صفح ِة البَد ِء ‪ ..‬ص‪173 -‬‬ ‫َ‬ ‫ويمكن أن نالحظَ الهزيمةَ النفسية المحققة أمام الرَّغب ِة الجامح ِة والملح ِة على‬ ‫الشاعر‪ ،‬وهي التي من شأنها أن تفتك به إن هو استسلم لها‪ ،‬فال يعود قادرا‬ ‫على تحمل الوجود وال ثقل التاريخ وال الحضارة‪ ،‬وهكذا ينهار أمام رغبته‪،‬‬ ‫وهذا ما عبرت عنه المجموعة الشعرية بكل وضوح‪.‬‬ ‫فإذا به يبكي حاله ومآله‪ ،‬فهو المنتهى‪ ،‬وهو الرائي والمرائي في آن واحد‪..‬‬ ‫تداخل المعاني وتناو َشها يضفيان على القصيدة عمقا دراميا مثيرا‪.‬‬ ‫إن‬ ‫َ‬ ‫وقد تكفل الحضو ُر الفاع ُل للحوار بإشاعة الروح الدرامية على امتداد القصائد‬ ‫كلَّها‪.‬‬ ‫وأسلوبه التركيبي‪،‬أي يؤلف بين التباعد ‪،‬والتناقض‪،‬ويعتمد خصائص األلفاظ‬ ‫‪،‬ويولد صراعا بين المنطقي وغير المنطقي ‪.‬‬ ‫فلو أخذنا لفظة "الطريق "الواردة في المقطع الثالث من االستهالل الثالث "‬ ‫ق فراشة ص‪25-‬‬ ‫ليال تضي ُء ل َي الطري َ‬ ‫لوجدناها تؤدي رمزا معنويا‪ ،‬لكنه في الوقت نفسه أي الرمز يضيء له‬ ‫الطريق وهذا بدوره ينقلنا من المعنوي إلى المحسوس ‪.‬ومن الممكن أن نعتبر‬ ‫هذا التصوير أو التعبير ‪":‬اللمحة الدالة "‪.‬‬ ‫وبالومض المشرق من التلميح ‪،‬ندرك أن النص الشعري للشاعر صالح هو‬ ‫النص المعاصر هو نص مقدود ” ِمن مادة مف َعمة بالمعنَى …نص يتأسسُ‬

‫‪18‬‬


‫على نقض العالقة المباشرة التي يُم ِك ُن أن ت ُش َّدها إلى ما تُحي ُل عليه و تمنَعها‬ ‫ِمن الترحال و الحلول بكل السياقات… فهو بنية مغيرة تنطل ُ‬ ‫ق من نواة لتر َح َل‬ ‫تلك التحوالت ينمو‬ ‫ب‬ ‫جذب االبتداع و االغتراب‪ .‬و ثِن َي َ‬ ‫َ‬ ‫في لذة اللغ ِة و تُجرِّ َ‬ ‫ما به يكون األدبُ أ َدبا و تنك ِش ُ‬ ‫ف لل ُمري ِد أسبابُ البقاء وديمومة الفعل و التجدد‬ ‫ث االنفعال”(**)‪.‬‬ ‫و القدر ِة على بع ِ‬ ‫و هذه القيثارة تعزف الزمن في أقانيمه المتداخلة (الماضي –الحاضر –‬ ‫المستقبل ) والتقاسيم تكشف عن أحالمه أمام مرايا الواقع المخادعة ‪،‬لنقرأ‬ ‫اليقين في ثوب الشك ‪،‬والشك في ثوب اليقين ‪ ،‬فتزخر بإيحاءات ينتمي‬ ‫بعضها إلى الصورة الذهنية المعبرة عن معنى الترقب واستشراف المستقبل‬ ‫ويتضمخ بعضها اآلخر بعبير الحواس إفصاحا عن امتزاج الحلم بكيان‬ ‫الشاعر كله إذ يشغل حواسه جميعا ويتوغل إلى أعماقه ‪.‬‬ ‫وكما يقول باشالر في جماليات المكان ‪" :‬إن وظيفة الشعر الكبرى هي أن‬ ‫يجعلنا نستعيد مواقف أحالمنا ‪.‬‬ ‫بهذا التدرج في المعنى واللون يقول‪ :‬من هُنا يعب ُر الصب ُح‪/..‬البُ َّد‪/‬قُلنا سيأتي‬ ‫غدا صاعدا من دم يانع‪/‬من شرايين زيتوننا‪ /‬من تُراب يُ َعلِّ ُمنا حكمةَ‬ ‫األرض‪/‬نهر يُ َعلِّ ُمنا حكمةَ الما ِء‪/‬حرف يُ َعلِّ ُمنا حك َمةَ‬ ‫اللون‪/‬في زهر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األُرجوان ‪/.‬ص‪226-‬‬ ‫ونالحظُ ما يالحظُه ” محمد بنيس ” َّ‬ ‫أن أساس الثورة الشعرية العربية‬ ‫المعاصرة هو مبدأ ـ الرؤيا ـ الذي يُح ِّمل القصيدةَ ” النهائية الخلق الشعري”‬ ‫فالشعر رؤيا ذات بعد فكري و روحي ‪ ،‬ونالحظُ ‪:‬إن هذا الديوان ِسفر في‬ ‫متاهات الروح و َسفَ ُر الصبح في بياض النهار وعمق الذات للكشف عن‬ ‫تلك القصيدة المخبأة في إهاب التين والزيتون دواخلها واالنطالق في رحلة‬ ‫بوح شعري وتعري "على بساط من قصب" أمام القصيدة لمعانقة المعنى‪،‬‬ ‫فالشاع ُر وحده من يعرف إعادةَ تشكيل ال ُخطا في الكتابة فاتحا النوافذ على‬ ‫الجهات العشر بكل خصوصياتها وتفاصيلها الزمانية والمكانية‪ ،‬مشكال‬ ‫تساؤال ُمفعما بالغموض والحزن والجمر يحتال به على متلقيه فيراقص ذات‬ ‫القارئ "على قيثارة الروح "كما يراقص الدراويش فراشات الروح حول‬ ‫النور ليولد فيه رعشة االنبهار والدهشة ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫‪ ،‬الم يقل جالل الدين الرومي ‪ " :‬من يعرف الرقص يحيا في ذات هللا "‬ ‫ودائما طموح الشاعر بسعة التاريخ الروحي لإلنسان ‪،‬كي يبقى الهدف ‪:‬‬ ‫الحفر في بنية المسكوت عنه والضائع في غضون التاريخ‪.‬‬ ‫الشعر قي ُد الحياة‪ ،‬وديمومة متجددة‪ ،‬وخلق دائم لها‪ .‬والشعر أكث ُر الفنون‬ ‫ألن‬ ‫َ‬ ‫هموما‪،‬وأخطرُها بحثا‪ ،‬وأعمقُها قضية‪ ،‬وأبع ُدها مراما‪ ،‬وأعالها قدسية‪ ..‬إنه‬ ‫قلبُ الدراما ‪،‬و الرو ُح الهائمةُ في غياهب الكون والالمحدود‪.‬‬ ‫هل هذا هو ُك َّل الديوان (على قيثارة الروح) من منشورات الهيئة العامة‬ ‫السورية للكتاب‪ ،..‬ال أظن ‪!..‬فالقارئ الرائي سيج ُد الكثير ‪ ،‬مما لم أستشعرهُ‪،‬‬ ‫وربما لم يتلقفهُ خاطري‪..‬تحية للشاعر األستاذ صالح َسل َمان ‪،‬قيثارة شعرية‬ ‫وملحمة إنسانية على قيثارة الروح‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫‪-1‬أدونيس‪ ،‬أبجدية ثانية‪ ،‬دار تويقال للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫‪.1994‬‬ ‫‪ -2‬أدونيس‪ ،‬أغاني مهيار الدمشقي‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بيروت‪.1988 ،‬‬ ‫‪ -3‬محمد عبدالجبار النفري‪ .‬المواقف والمخاطبات‪ ،‬آرثر اربوي‪ ،‬تقديم د‪.‬‬ ‫عبدالقادر محمود الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1985‬ص ‪.140‬‬ ‫( *) ـ دراسة في لغة الشعر ‪ ،‬د‪.‬رجاء عيد ‪ 11 :‬ـ ‪. 12‬‬ ‫(**)حمادي صمود‪ِ :‬من تجليات الخطاب األدبي‪ ،‬قضايا تطبيقية‪ ،‬دار قرطاج‬ ‫للنشر و التوزيع‪ ،‬تونس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ، 1999،‬ص ‪. 113‬‬

‫‪20‬‬


‫أدب احلشد الشعبي‬ ‫رواء خلف السوداني‬

‫ال َحشد الشعبي هي قوات نظامية عراقية‪ ،‬وجزء من القوات المسلحة العراقية‪،‬‬ ‫تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي ‪ 67‬فصيال‪ ،‬تشكلت‬ ‫بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف األشرف‪،‬‬ ‫وذلك بعد سيطرة تنظيم االرهابي (داعش) على مساحات واسعة في عدد‬ ‫من المحافظات الواقعة شمال بغداد‪ ،‬وأقر قانون هيئة الحشد الشعبي بعد‬ ‫تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية األصوات لصالح القانون في ‪26‬‬ ‫نوفمبر ‪2016‬‬ ‫تأسست قوات الحشد الشعبي في ‪ 13‬يونيو‪/‬حزيران ‪ 2014‬بعد فتوى المرجع‬ ‫الشيعي علي السيستاني بوجوب الجهاد الكفائي لتحرير العراق من تنظيم‬ ‫داعش االرهابي‬ ‫يعجز اللسان وتقتصر العبارات وتشجع المعاني أمام من كتب بالدماء حقيقة‬ ‫الوالء وروعة وقصة االباء وقد يحتاج المرء الى عمر بأكمله حتى يبل ُغ‬ ‫مدحتهم ولعله ال يبلغ المرام فالكلمة لها أفق محدود وقد ال يرتقي لمستوى أن‬ ‫تحاكي مقام الجهاد والشهادة فأن المداد وحب الوطن صانعا للشهداء األ انه‬

‫‪21‬‬


‫لن يفي المديح بحقهم ولألمم ليس واضحآ في اضهار مدى تعلقهم بالدفاع عن‬ ‫مقدسات الوطن واحرارها للحصول على حياة كريمة‬ ‫وفي سبيل الشهادة وحب الوطن والتضحية له لتوفير حياة جميلة نثرو دماءهم‬ ‫ألجل اروئ هذا االرض بالحب والحياة ولدم الشهيد قيمة وطنية نشيد فيها‬ ‫حب الوطن التي صاغ الحنين والشوق والرقة كلماتها يمتزج فيها اإلحساسي‬ ‫العميق والحب الصادق وتتواصل فيها تنهدات العاشق وتتالحق انفاس اللهفة‬ ‫ففي المناجاة تطمن القلوب وترتاح النفوس ويرتاح البال وهي نزعة إنسانية‬ ‫عريقة عرفتها الشعوب واصل تراثها العراق لما يعبر بها عن المشاعر‬ ‫جياشة ناضجة عن طبيعة االنسان وقيمة االخالقية واالنسانية والروحية‬ ‫والتي يحسها الشهيد من خالل ايمانه بالوطن وان مثل هذا االحساس يمثل‬ ‫قمة الشعور بالمواطنة‬ ‫الرصاص‬ ‫حينما تُزمجر رياح الموت غاضبة ويعلوا على َعصفِها صوت‬ ‫ِ‬ ‫وتُقدح صواعق الحق في كل بارقة قد استوجبت منا وقع القصاص فاعلموا‬ ‫أشوس ماجد‬ ‫أنهم قَ ِدموا‪ ...‬رجال عاهدوا صدقوا إلى الهيجاء قد نزلوا ما بين َ‬ ‫ُ‬ ‫حتف الردى ب ِسنانه وحد الحسام‬ ‫صعبُ المراس غضنفر وأقعس يسقي العدى‬ ‫البات ُر قد أسرجوا للمجد صهوة جيادهم وتوشحوا لها بالمرهفات البيض‬ ‫واألسل السم ُر فطأطأت لشدة بأسهم أسد الثرى وغيلها والراسيات الصل ُد ‪،‬‬ ‫فكان النصر حليفهم وقائدهم وعنوانا لصوالتهم إنهم وبكل فخر رجال هللا من‬ ‫مجاهدي الحشد الشعبي االبطال في عراق علي والحسين‬ ‫الحشد الشعبي أسم لِ ُمسماه‪ ..‬نَ َسب لمن يعنيه من العراقيين‪ِ ..‬مالكه األمة‬ ‫العراقية جمعاء‪ ،‬وليس ِحكرا لطائفة دون أخرى‪ ،‬أو َوقفا لعرق عدا عرق‬ ‫آخر‪ ....‬وبعيدا عن الكالم المشفر والموقف المحفر‪ ،‬ولكي ال تفقد بوصلة‬ ‫الحديث وجهتها‪ ،‬نقول‬ ‫ُ‬ ‫فميزان قوة‬ ‫ال يضركم ما يحيط بكم من ظالم طالما النهار في دواخلكم‪،‬‬ ‫أعدائكم مرجوح‪ ،‬وذباحهم مذبوح ‪ ،‬وصوتُهم مبحوح‪ ،‬وهم أمام الرمال‬ ‫المتحركة للشعب ُمبتلَعون‪.‬‬ ‫أن للوطن قدسية خاصة يجب أن نحافظ عليها بقلوبنا وهو ما يحتم علينا ان‬ ‫نضع الوطن في أهداب العيون لنقف جميعا وقفه أجالل واكبار ألمهات‬ ‫الشهداء اللواتي قدمن فلذات اكبادهن ألجل عزة وكرامة الوطن وال ننسى‬

‫‪22‬‬


‫موقف تلك االم التي قدمت ابنها شهيدا للدفاع عن الوطن وقالت أال غال لكن‬ ‫الوطن أغلى من األبن‬ ‫ما روع شعبك يا عراق وما اروع رجالك وما اروع نساءك وما اروع ابناءك‬ ‫التي تضحي بأرواحها ألجلك‬ ‫الى ابطال الحشد الشعبي والقوات االمنية وكل شريف ضحى بدمه ألجل‬ ‫الحفاظ على هذا البلد ومقدساته وتراثه‬ ‫أقبل رؤوسكم التي أعلت كل رأس‬ ‫يامن تناج ُزجن َد الشر في وطني‬

‫يا قائدا صولة الفرسان مؤتمنا‬

‫وكر الغدر ِوالفت ِن‬ ‫إضرب‬ ‫َ‬ ‫فديتك َ‬

‫صنت األمانة لم تنكل ولم تخن ِ‬

‫الشعب خلفك يدعو غير مكترث‬

‫َ‬ ‫امتشقت لنور الحق صا َرمه‬ ‫حين‬

‫بالناعقين على األطالل والدمن‬

‫أحييت أمجادنا في سالف الزمن‬

‫الالعقين دماء الناس في صلف‬

‫فقلت للمعتدي إياك من غضبي‬

‫والحاذقين بدس السم في اللبن‬

‫حر القواطع ٱصلي من توعدني‬

‫حييت من فارس بانت بشائرهُ‬

‫إني العراق وخصمي حين يطلبني‬

‫بوركت من حارس للشعب مرتهن ِ‬

‫فلن يعود بغير اللحد والكفن‬

‫‪23‬‬


‫خاب الطواغيت بين الشام واليمن‬

‫النصر يشتاق لي في كل ملحمة‬ ‫شوق النوارس للشطآن والسفن‬

‫يا كاسرا شوكة االرهاب في جلد‬ ‫طهرت أجيالنا من فكره النتن‬

‫لما علت رايتي كالطود شامخة‬

‫‪24‬‬


‫حقائق صادمة‬ ‫عبد الرازق أحمد الشاعر‬

‫كانت حانقة‪ ،‬وكنت ال أجد من الكلمات ما يهدئ سورتها‪ .‬انتظرت بفارغ ألم‬ ‫حتى انتهت من حكايتها‪ .‬كانت أستاذتي الجامعية قد بلغت من العمر سن‬ ‫الحكمة‪ ،‬لكن ما حدث معها كان أكبر من تجاربها جميعا‪ .‬ولم تكن تجيد الدراما‬ ‫رغم أنها كانت تدرسها لنا باقتدار‪ .‬كانت األستاذة عزة جاب هللا قد فُصلت‬ ‫حديثا من كلية اآلداب لمجرد أنها وضعت دائرة حمراء حول مادة تخصصها‬ ‫أمام اسم ربة الصون والحظوة ابنة عميد كلية اآلداب في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ال أكاد أنسى وجهها المحتقن وعينيها الغائرتين‪ ،‬وثورة ال تكاد تهدأ بين‬ ‫جنبيها‪ .‬فقلت لها بطفولية فجة ‪":‬لو طبقنا شريعة هللا‪ ،‬لما حدث ما نرى‪".‬‬ ‫فأجابتني برد نزل علي كالصاعقة ‪":‬لو كنا بوذيين‪ ،‬لما حدث هذا‪ ".‬فهل تراها‬ ‫أخطأت حين استشهدت ببوذا وأتباعه يا ترى؟ وهل تراها اآلن حية تشاهد ما‬ ‫يفعله أتباع بوذا بأنصار محمد من مسلمي الروهينجا؟ ولو كانت حية وتشاهد‪،‬‬ ‫هل تراها تراجعت عن تصريحها الذي صدمني للغاية في مقتبل الحمية؟‬

‫‪25‬‬


‫وألنني قد رأيت في سنوات الهشيم األخيرة من أتباع محمد ما ال يمكن أن‬ ‫ينسب إلى ديانته‪ ،‬قررت تقليب صفحات التاريخ ألخرج هذا البوذا من تابوت‬ ‫الورق وأستنطقه ألرى إن كان أتباعه يمارسون هذا الحمق الطائفي بوازع‬ ‫عقائدي‪ ،‬أم هو الحقد األعمى الذي يذهب بالقلوب واألبصار والدين جميعا‪.‬‬ ‫جلست إلى جوار أم بوذا وهي تحدث جاريتها قبل الميالد بأربعة قرون بما‬ ‫رأته حين حملت به‪" :‬رأيت في المنام فيال أبيض له أربعة أنياب يدخل‬ ‫خصري األيمن ليستقر في رحمي‪ ".‬ثم رأيتها بعد تسعة أشهر من الحمل‬ ‫جالسة تحت شجرة سدر بين قصر زوجها وقصر ذويها لتضع غالما قال عنه‬ ‫راهب الجوار حين رآه‪" :‬لو قدر لهذا الطفل أن يحيا ألصبح ملكا متوجا أو‬ ‫قائدا متبعا‪".‬‬ ‫ورأيت هذا الشاب يرفل في أغلى الثياب ويمتطي أمهر الخيول فتخر أمامه‬ ‫جباه وتنحني قامات حتى بلغ من العمر تسعة وعشرين عاما‪ ،‬فإذا به يتمرد‬ ‫على سلطان الرغبة ويقفز فوق حاجز الطبقية‪ ،‬ويخرج من إطار قصره‬ ‫الضيق ليصافح آالم البسطاء‪.‬وعلى إثر ذلك يقرر الخروج من قصره ذات‬ ‫غفلة من أبيه في ثياب شحاذ بسيط‪ ،‬فيسأل الناس اللقمة ويطلب من اإلله‬ ‫الحكمة‪ .‬فلما يستعصي عليه التنويرسبع سنوات عجاف‪ ،‬يقسم أن ال يبرح‬ ‫مكانه حتى يمن عليه اإلله بالوعي‪ .‬وبعد تسعة وأربعين يوما من الوحدة‪،‬‬ ‫تهبط على روحه السكينة‪ ،‬ويعود إلى قومه محمال برسالة لم يوحي بها اإلله‪،‬‬ ‫ولكن مصدرها بؤس اإلنسان‪.‬‬ ‫وحين يسأله قومه ‪ ":‬هل عرفت اإلله يا بوذا؟" يجيبهم في تواضع جم‪" :‬لم‬ ‫أعرف اإلله‪ ،‬لكنني عرفت الكثير عن بؤس اإلنسان‪ ".‬لم يناد اإلله بوذا من‬ ‫فوق جبل‪ ،‬ولم يخلع الرجل نعليه‪ ،‬لكنه خلع أنانيته وتجرد لمواساة أخيه‬ ‫اإلنسان‪ .‬كان جوتاما بوذا يصرخ في أتباعه ناصحا‪" :‬لن يجد السالم من‬ ‫يحمل في قلبه مثقال ذرة من حقد‪" ".‬لن توقف الكراهية عجلة الكراهية ‪..‬‬ ‫إنما يوقفها الحب‪ ،‬وتلك هي القاعدة الخالدة‪".‬‬ ‫لم يدع جوتاما لحرق الشيوخ وبقر بطون النساء واللهو بجماجم األطفال في‬ ‫حفالت دموية صاخبة‪ .‬وبريء بوذا من أتباعه السفهاء الذين استبدلوا كلماته‬ ‫الخالدة بصرخات حفنة من جهالء الكهانة‪ .‬بريء بوذا بسيرته وبريء‬

‫‪26‬‬


‫بوصاياه‪ ،‬وقد أمر أتباعه أن ال يتخذوا من بعده قائدا‪ ،‬وكأنه كان يعلم أن‬ ‫التحريف والتبديل سنة الجهالء الذين ال يصبرون على حق وال معروف‪.‬‬ ‫ذكرتني مواعظ بوذا بالمسيح عليه السالم حين منع أحد حوارييه من الدفاع‬ ‫عنه قائال ‪":‬إن من يأخذون بالسيف‪ ،‬بالسيف يهلكون‪ ".‬كما تداعى إلى ذهني‬ ‫موقف عثمان عليه السالم حين التف حول داره ألفان من أشقياء الكوفة‬ ‫والبصرة يريدون قتله‪ ،‬فإذا به يصرف من حوله من الصحابة حتى ال تراق‬ ‫الدماء وتعم الفتن‪ .‬وتذكرت محمدا وهو يقف على قمة جبل اإلنسانية ينادي‬ ‫فيمن آذوه وعذبوه وقتلوا أتباعه واستحلوا محارمهم‪" :‬اذهبوا فأنتم الطلقاء‪".‬‬ ‫برئ بوذا ممن استغلوا األردية البرتقالية ليأمروا الناس بذبح األطفال وحرق‬ ‫القرى واغتصاب النساء‪ ،‬وبريء عيسى ممن رفعوا صليبه فوق محاكم‬ ‫تفتيش غبية ليكرهوا الناس على الدخول في دينهم أفواجا‪ ،‬وبريء محمد ممن‬ ‫رفعوا آالف الرايات باسمه واقتتلوا في سبيل الطاغوت‪ .‬وبريئة اإلنسانية ممن‬ ‫يقذفون وجوه المدن بالقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة‪.‬‬ ‫لو كانت أستاذتي عزة جاب هللا حية‪ ،‬أتمنى أن تقرأ مقالي‪ .‬ففيه اعتراف تأخر‬ ‫ثالثة عقود بأننا لو اتبعنا أي ملة‪ ،‬ولو كانت وضعية‪ ،‬لما وصل بنا اإلسفاف‬ ‫هذا الحد المهين‪ .‬ولو اتبعنا أي شريعة‪ ،‬ولو كانت بوذية‪ ،‬لما استبد بنا الحمق‬ ‫وذهبت بنا الضغائن كل مذهب‪ .‬ولو كانت أستاذتي غادرت هذا الواقع الذي‬ ‫يزداد جهالة كل صباح‪ ،‬أدعو هللا أن يغفر لها قدر ما علِمت وعلمتني‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫مهندس زراعي يعود إىل العراق للقضاء على ظاهرة‬ ‫التصحر‬ ‫تقرير ‪:‬عمر الصالح‬ ‫بعد غياب دام ألكثر من ‪ 25‬عاما عاد‬ ‫المهندس الزراعي العراقي علي أبو‬ ‫تبارك الى العراق وهو من سكنة مدينة‬ ‫الديوانية ‪ ،‬بعد ان عمل في باكستان منذ‬ ‫العام ‪ 1991‬في مجال زراعة األشجار‬ ‫البرية وأشجار‬

‫األعشاب الطبية‪.‬‬

‫أبو تبارك قال ‪ :‬انه "ظاهرة التصحر تعد من الظواهر التي تهدد الكثير من‬ ‫الدول ومنها العراق"‪ ،‬الفتا إلى انه "جلب معه الكثير من أصناف أشجار‬ ‫األعشاب والتوابل والبخور واألخشاب والفواكه النادرة منها شجرة البابايا‬ ‫والمورينجا واللوز الهندي والقشطة والشيكو والطلح الملحي وجاك افروت‬ ‫والقراض والكورديا البيضاء النيم وكرانجا والصندل األبيض وهي من‬ ‫أصول آسيوية وافريقية تعيش في البيئة االستوائية وشبه االستوائية التي تقاوم‬ ‫ارتفاع درجات الحرارة من ‪ 45‬فأكثر"‪.‬‬ ‫وأوضح انه "يمتلك مزرعة كبيرة من أشجار االعشاب الطبية النادرة‪ ،‬وأنه‬ ‫وضع خططه العملية للقضاء على ظاهرة التصحر في مدة ال تتجاوز الثالث‬ ‫سنوات"‪ ،‬مضيفا في الوقت نفسه انه "هناك مساحات واسعة من أراضي‬ ‫البالد شهدت حاالت إهمال في القطاع الزراعي عازيا السبب الى الحروب‬ ‫التي مر بها العراق وأيضا قلة الدعم الحكومي الذي قلل من شأن المزارعين‬ ‫منها عدم تزويدهم بالمنتجات والمعدات األخرى"‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫وأكد أبو تبارك انه "هدفه الرئيس في العراق هو إحياء البيئة وتوعية الناس‬ ‫على زراعة األشجار ذات األهمية البيئية واالقتصادية في كل محافظات‬ ‫العراق دون استثناء"‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫أدب ساخر‬

‫انا… فوق الشجرة‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫قبل سنوات تعرفت على صديق لي بسيط جدا يشتغل في حديقة للحيوانات‪..‬‬ ‫العجيب في امره انه بعد مدة بدا يتناول الموز بشكل مبالغ فيه ‪..‬ثم الحظت‬ ‫انه ما عاد يسير وانما يقفز من مكان الى آخر مع تغير رهيب في صوته‬ ‫الجهوري المبهم الكلمات ‪..‬واخير ادهشني عندما رايته يتسلق األشجار بشكل‬ ‫اكد ظنوني كلها تجاهه ‪..‬تاسفت عليه وبكيت سبعة ايام‪ .‬وتوقفت عن االستماع‬ ‫الى فيروز ‪..‬‬ ‫لكنني كلما راجعت دائرة استذكرته ‪..‬ألني اقفز من شباك الى اخر ‪..‬وعندما‬ ‫يامرونني باالنتظار اتجه الى اقرب شجرة ‪..‬لكنني ال افعل مثلما يفعل صديقي‬ ‫الذي كان يتسلق اغصان الشجر ‪..‬بل اكتفي بالجلوس تحت ظل الشجرة ‪..‬لكن‬ ‫اذا استمرت مراجعاتي فاني ال استبعد ان انتقل مستقبال من الظل الى‬ ‫االغصان ‪..‬مع كيلو موز ‪..‬وصوت جهوري اطلقه من اعلى شجرة في‬ ‫حديقة…… ‪ ..‬الدائرة ‪..‬‬ ‫ارجوكم اذا رايتموني افعل ذلك ‪..‬اعيدوني الى البيت بهدوء ‪..‬او اسمعوني‬ ‫( انا عندي حنين ما بعرف لمين )‪..‬لعلي انزل ‪..‬من الشجرة ‪..‬‬

‫‪30‬‬


‫صدمه من نوع ثاني‬ ‫حسام الطحان‬

‫احد االشخاص كان ينشر افكارا تفاؤلية عن مستقبل املوصل ‪ ،‬ويقدم املقترحات‬ ‫واحدة تلو االخرى ‪ ،‬حتى خيل للبعض ان املوصل ستكون جنة االرض ‪ ،‬في كل يوم‬ ‫يقدم مشروعا جديدا ‪ :‬يبني مجمعا سكنيا هنا ومشاريع استثمارية هناك ‪ ،‬يعاقب‬ ‫الفاسدين ويكافئ الصالحين ‪ ،‬بعبارة اخرى ‪ :‬سوى الهور مرك ‪.‬‬ ‫منذ مدة تغير اسمه في الفيسبوك الى ‪ :‬مستخدم فيسبوك ‪.‬‬ ‫ما هي القضية ؟؟!!‬

‫‪31‬‬


‫شعر‬

‫اعتذار جملنون ليلى‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫عري ‪،..‬‬ ‫املاء ‪،...‬‬ ‫يسكرني ‪!..‬؟‪،‬‬ ‫فأسقط في ‪،..‬‬ ‫وجده ‪،...‬‬ ‫ثمال ‪،..‬‬ ‫حيران ‪!...‬؟‪،‬‬ ‫خانتني أصابعي ‪،...‬‬ ‫عذرا ‪...‬؟؟‪،‬‬ ‫فروج ‪،...‬‬ ‫أصابعي ‪،...‬‬ ‫من ‪،....‬‬ ‫ّ‬ ‫منا ‪،...‬‬ ‫يبكي ‪،...‬‬ ‫اآلن ‪!!!..‬؟‬

‫‪32‬‬


‫رفقا بقلبي‬ ‫لمياء العلوي‬ ‫تونس‬ ‫تسربلت خطايا‬

‫لما انت او انت لما‬

‫وهي تنطلق نحوك‬

‫ارتجل كلماتي‬

‫مسرعة‬

‫تصوغ الحكاية‬

‫بهوادة تتخضرم مسافاتي‬

‫مفرداتي‪...‬‬

‫تسقيني حبا لالتي‬

‫اعيد كتابة حياتي‬

‫يدنو من الهاوية‬

‫اقلدك حبا باقي‬

‫طريقي‬

‫بقاء االلف والياء‬

‫ارتجف لوقع خطاك‬

‫يا لف بين السماء واالرض ليلتقيا‬

‫التائهة في متاهاتي‬

‫بين فكي الفضاء يلتحما‬

‫رفقا بقلبي ‪..‬الضائع‬

‫استوطن بين اناملك‬

‫في هذا الزمان‬

‫اتحسس همساتك‬

‫رجل يأسر همس االنفاس بين‬ ‫طيات كتاب‬

‫ارسل وميض يقتلع منك شحناتك‬ ‫تشتعل صرخاتي بين سكناتك‬

‫اتبختر ادمانا لفحيح انفاسك‬ ‫اقلب الكتاب علني اجد االجابة؟؟‬ ‫طاعة عبيدا لساده‬

‫‪33‬‬


‫أفواه املرايا‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫اسال الدرب‬ ‫كم أرهقته ُخطايا‬ ‫وحديث األرق‬ ‫الذي نثرته عيناي‬ ‫إن شئت الوعد حقا‬ ‫إسرج للعزم المطايا‬

‫تسردها أفواه المرايا‬

‫بين جحافل الذكرى‬

‫وعلى صدر الخيبة‬

‫توسدنا متن الحكايا‬

‫تنثر فرحنا شظايا‬

‫باألمس خطفتنا رغبة‬

‫هو في عرشي انا‬

‫نَ َمت في عقر الخفايا‬

‫ملك وسيد ورعايا‬

‫اليوم و على مصرعيها‬

‫نحو واحة اللقى‬

‫تفتح أبوابها النوايا‬

‫تجدد عهدها منايا‬

‫يا حب ال تكن فكرة‬

‫لنبني صرح الخفقة‬ ‫نبضاتك لقلبي سبايا‬ ‫ما للعمر أبدا معنى‬ ‫ان لم تشاركني حشايا‬

‫‪34‬‬


‫حبر عينيها‬ ‫بقلم‬ ‫د‪ .‬محمد احمد صالح‬

‫غرقت يف حبر عينيها تامال‬ ‫حىت اصابني منها ما يذهال‬ ‫ماعرفت ان حتت احلاجبني سحرا‬ ‫وان يف البؤبؤين نظرة تؤسرا‬

‫‪35‬‬


‫رمقتني ذات مرة ببصرا‬ ‫نظرة شتتني واسرت يل فكرا‬ ‫وانا من احسبني مدرك كل امرا‬ ‫صرت ال اعي ما اعرف وله منكرا‬ ‫ليصبح دهائي امام سحرها متحريا‬ ‫يراودني سؤال ما اصابني وما جرا‬ ‫فيتحول فكري مرددا لكل ما يقولون‬ ‫نعم انها بال شك ما وصفوا سحر العيون‬ ‫من مل يعهدها مل يعرف ما تكون‬ ‫هيهات هيهات ان ترتككم منها تنجون‬ ‫ماذا حل بي وما جرايل‬ ‫وكيف اصبحت مالزما هلا يبصرها حايل‬ ‫وانا من اعتاد الليايل صايف الفكر خايل‬ ‫صرت بوجودها تغشاني بسهرها الليايل‬ ‫هي القمر ومن عرفت جنوم مظلمة التراري‬ ‫كيف استباحتني فحطمت قيودي وكل اسراري‬ ‫صرت هائما دونها هي فكري وبها سؤايل‬ ‫وعينيها مسكني وعيشي دونهما حمايل‬

‫‪36‬‬


‫قلب أبيض‬ ‫*******‬ ‫شذى االقحوان املعلم‬ ‫سوريا‬ ‫حني جيتاحني الربد‬

‫ابتسامة صفراء‬

‫حني عيناك تغيب‬

‫شامتة‬

‫عن مسائي‬

‫حني يأتي الشتاء‬

‫مع آخر شعاع مشس‬

‫والريح تطيح‬

‫يف أملي‬

‫مبعطف أحالمي‬

‫أجترع سم االنتظار‬

‫أشعل بضع دموع‬

‫وحدي‬

‫بقيت‬

‫أعاجل الذي على يسار صدري‬

‫من نزيف ماضي‬

‫مبخدر حملي‬

‫أرخي الستار‬

‫امسه الصرب‬

‫على مسرحية‬

‫حني‬

‫امسها‬

‫ال أقدر أن أنسى‬

‫قلب أبيض فاني‬

‫وحني‬ ‫ثواني البعد تبتسم‬

‫‪37‬‬


‫حديث اهلدهد‬ ‫هدهد‬

‫مازال في قلبي نافذة تطل على ذكراك‬ ‫وكرسي أجلس عليه أنتظر طلة محياك‬ ‫فنجان قهوة أدمن لمسة يديك‬ ‫ووردة تعلقها علي شعري برضاك‬ ‫ما زلت انا هنا حبيسة عطاياك‬ ‫ما زلت لم ألق في دروبي من يلغي ذكراك‬ ‫أنت ما زلت هنا بين طيات أيامي‬ ‫جعلتني اكتب شعرا للورى‬ ‫و أمأل قلوب العشاق بحب الهوى‬ ‫ما زلت أنتظر هنا‪.‬‬ ‫لعلك تأتي من هنا أو هنا‬ ‫شتاء بارد من دونك يا أنا‬ ‫ومعطفي ما عاد به دفئ‬ ‫قد ال تعلم أني ما زلت هنا‬ ‫سأكتب دائما وابدا لك ‪.‬‬

‫‪38‬‬


‫األطالل ‪ .‬حكاية وطن‬ ‫الشاعر طارق فايز العجاوي‬ ‫إصرف جياعك وأنسحب يا صاح‬ ‫تدافع‬

‫األقداح‬

‫ال ماء‬

‫رغم‬

‫هذي السفينة بالشقوق‬

‫تآكلت‬ ‫اإلصالح‬

‫والثلم متسع‬

‫على‬

‫والموج يدوي‬

‫والشراع مشقق‬

‫يبكي على المجذاف والمالح‬ ‫ال يملك الناعون غير قلوبهم‬ ‫ورواية عن موطن‬

‫وجراح‬

‫قد أعطب التاريخ كل سفينهم‬ ‫وسطا على األشجان واألفراح‬ ‫ورمى ذويهم في التغرب والجوى‬ ‫في قبضة الملعون واألرياح‬ ‫هذي السفينة كل ما تركوا لهم‬ ‫ومؤونة‬

‫وسالح‬

‫من‬

‫ملجأ‬

‫هل من طريق للنجاة ؟‬

‫وما بدا‬

‫في العتم من‬

‫قيد وال مصباح‬

‫‪39‬‬


‫على قارعة الزمان‬ ‫بقلم ‪ ..‬عبير طارق‬ ‫كانت تحمل باقات االمل‬

‫فاقد االتزان‪..‬‬

‫وزهور االمان‪ ..‬كانت انسان‬

‫بل نور وظل وريحان‬

‫على قارعة الزمان‪..‬‬

‫على قارعة الزمان‬

‫كانت تغزو بروحها غابات‬

‫لم يبق منها االهالة نور‬

‫االحزان‪ ..‬يسكنها اطياف االشجان‬

‫ونبراس فراشات تحوم‬

‫على قارعة الزمان‬

‫بين االطالل‪..‬‬

‫حملت مشاعل وانوار‬

‫فقد تالشت كندى الحقول‬

‫تسبقها عيون فاضت‬

‫فى فجر االيام‪.‬‬

‫بالدفء واالمان‪..‬‬

‫على قارعة الزمان‬

‫على قارعة الزمان‬

‫تسابق بجناحيها اعاصير‬

‫تحبو طفلة رقيقة‬

‫تشاغب اشرعة لسفينة‬

‫تحمل قلب ناصع فتان‬

‫ما كانت فى الحسبان‪..‬‬

‫تمحو به قهر االنسان‪..‬‬

‫تنئ بها عصف بركان‬

‫على قارعة الزمان‬

‫على قارعة الزمان‬

‫تفقد زهور عمرها‬

‫ما زالت تحارب‬

‫وتحصد سحر االفنان‬

‫شرور‬

‫على قارعة الزمان‬

‫وأثام‪..‬‬

‫ينهل فاقد الحب رحيقها‬

‫انها‬

‫وتطرب لشدوها االحالم‬

‫انسان‬

‫على قارعة الزمان‬

‫على قارعة الزمان‪.‬‬

‫ترنو بكبرياء وعنفوان‬ ‫لم تكن ظال او شبحا‬

‫‪40‬‬


‫متهمون حنن باإلسالم‬ ‫أحمد عيسى‬

‫متهمون نحن باإلسالم‬ ‫وأن الصالةَ خمس‬

‫نملك فقط الخزي المباح‬

‫ب‬ ‫وأننا نتفاخر باألنسا ِ‬

‫فكل من يسير بالشوارع‬ ‫العربية‬

‫نعلن للعالم أننا أمة اإلسالم‬

‫أصبح يرتدى الحجاب‬

‫أننا خير من وضع قدمه‬ ‫ب‬ ‫على الترا ِ‬

‫وأدنى المرؤة فينا‬

‫نحن العزة والكرامة‬

‫وأدنى الطهر داخل األهداب‬

‫بأمره يفتح العالم‬ ‫نحن من‬ ‫ِ‬ ‫األبواب‬

‫مات النبي محمد ولن ينزل‬ ‫الوحي‬

‫وا إسالماه ‪..‬‬

‫ليخرج الكفر ويرفع الجباه‬

‫يا أمة بال عنوان‬ ‫يا أوطان بال أسماء‬

‫ينتظروا عصا موسى لتشق‬ ‫البحر‬

‫إخوانكم يحرقون وأنتم‬

‫ينتظروا سليمان والجاه‬

‫تقارعون الكؤوس على‬ ‫قبور األيتام‬ ‫ِ‬ ‫نكتب واحسرتاه‬

‫زمن المعجزات مضى‬ ‫عراة الفكر والتعبير‬

‫عذرا ال نملك سالح‬

‫كساة الذل والهوان‬

‫عذرا ال نملك الفالح‬

‫غثاء سيل ال قيمة لكم‬

‫كفاكم عهر أيها الحفاة‬

‫‪41‬‬


‫صحن تكالب عليه الرعاة‬

‫لم يبقى معتصم أو أموي‬

‫نبول على أنفسنا خوفا‬

‫لم يبقى من يقول ال‬

‫بطش الروم أو من‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫بطش فرساه‬ ‫ِ‬ ‫متهمون نحن باإلسالم‬

‫أين الرجال ‪ ،‬لم أجد‬ ‫تخشي بطش الطغاة‬

‫وأن ربنا هللا جل في عاله‬

‫يا قياصرة العرب‬

‫متهمون أننا لم نسجد لنار‬

‫كلنا بورما ‪..‬‬

‫ولم ننادى بوذا الشقي في‬ ‫فاله‬

‫كلنا محرقون بداخلنا‬

‫سوى نفوس مريضة‬

‫كلنا من قتاله ‪..‬‬

‫واسفاه ‪..‬‬ ‫قالوا نصنع مفاوضات‬ ‫ذهبنا نتفاوض على أختاه‬ ‫من يضاجعها أوال‬ ‫ضاجعونا وأحرقوا ولداه‬ ‫يا أمة الخراب والخذالن‬ ‫لم يبقى عمر أو علي‬ ‫لم يبقى عثمان ‪..‬‬

‫‪42‬‬


‫قشعريرة الشوق‬ ‫صورية حمدوش ‪ /‬الجزائر‬ ‫حين تتملكني قشعريرة الشوق‬ ‫أصبح كعصفورة ترتعد من البرد‬ ‫كأني في العراء في قطب متجمد‬ ‫تكاد الروح تفارقها وتلحد‬ ‫فوحده السكن والملجأ الدافئ‬ ‫إلتففت بأغطية لعلي أسكن البرد‬ ‫لكن ال جدوى فالبرد الزم الجسد‬ ‫ويستصرخه في صمت أين أنت‬ ‫فجسدي ما عاد يحتمل إلى هذا الحد‬ ‫أين أنت يا ممشوق القد‬ ‫يامن أبدع فيه الخالق بتفرد‬ ‫جمع هللا فيك جمال الخلق والخلق‬ ‫يا صاحب ابتسامة تفتح الورد‬ ‫أدركت أن الروح من تطلب الود‬ ‫وكل هذه األعراض الشوق فيها يتجدد‬ ‫فيطفوا على السطح ويتمدد‬ ‫ويصير مرضا للجسد‬ ‫تتعدد ظواهره واألصل واحد‬ ‫شوقه يكتسح روحي ويتمرد‬ ‫فخارت قواي وضعف الجسد‬

‫‪43‬‬


‫متسلقة اجلدار‬ ‫حمزة العبيدي‬

‫إبتعدي‪....‬ثم إبتعدي‪.....‬‬ ‫لن تتسلقي الجدار‬ ‫فلقلبي جدار حوله مالك مغيار‬ ‫ولست ممن يفتن بجمال األبصار‬ ‫أو ممن فشلوا في عشق اإلبحار‬ ‫فلحبيبتي سحر كهرهرة األنهار‬ ‫أشدو بعذب صوتها ليال نهار‬ ‫فكفى تسلال يا متسلقة الجدار‬ ‫وكفي عنادا واشها ار في اإلصرار‬ ‫فقلبي غير قابل للقسمة وال لإلنشطار‬

‫‪44‬‬


‫راحل ال حمال‬ ‫عبدالستار الزهيري العراق‬ ‫متى يلوح الفجر‬

‫فال صبر نفع‬

‫ألطوي همومي‬

‫وال صمت دفع‬

‫في دروج النسيان‬

‫سقطت في بحر‬

‫سأصارع ذاتي‬

‫إغراءاتك‬

‫وأركن للصمت‬

‫أضطرب السكون‬

‫بعيدا عن هوس‬

‫بدأت أنتفض‬

‫معاناتي‬

‫ليتأجج بركان غاضب‬

‫إني حامل حقيبتي‬

‫أن ثار سينثرني‬

‫وراحل‬

‫أشالء متطايرة‬

‫أفتش عن ذاتي‬

‫لك أن تدعيني‬ ‫هل ِ‬

‫أنا بالغت البقاء‬

‫بسالم‬

‫ك‬ ‫بين ذراعي ِ‬

‫قد أتجاوز جمر‬

‫أضعت أشالئي‬

‫أشواقي‬

‫غرورك‬ ‫بين فواصل‬ ‫ِ‬

‫أتركيني لذاتي فأنا‬

‫اختلجت نفسي‬

‫راحل ال محال‬

‫ضاعت أحالمي‬ ‫أثملت آهاتي‬

‫‪45‬‬


‫ولن انسى أنني أنثى‬ ‫بقلم‬ ‫وفاء العهد‬ ‫كلما اقتربت منك‪....‬‬

‫ولم اريك دمعتي‪.....‬‬

‫وجدتك معذبي‪...‬‬

‫كفاك حبيبي‪....‬‬

‫انسيتني نفسي‪...‬‬

‫لن أسمح لك‪....‬‬

‫غرقت في ذاتك‪....‬‬

‫بعد االن‪.....‬‬

‫حبك مذهبي‪....‬‬

‫لن اقبلك‪....‬‬

‫عندما غرقت بك‪....‬‬

‫حتى تبرأ جروحي‪...‬‬

‫غرقت انت بكبريائك‪....‬‬

‫سأثأر منك حبيبي‪...‬‬

‫سلبت مني حنانا‪....‬‬

‫لروحي‪....‬‬

‫سلبت مني قلبا‪.....‬‬

‫لقلبي‪.....‬‬

‫سلبت مني روحا‪....‬‬

‫ساقهر قوتك‪..‬‬

‫سلبتني كلي‪.....‬‬

‫وكبرياءك‪....‬‬

‫لم تبق مني شيئا‪...‬‬

‫وستقوى ارادتي‪....‬‬

‫عندما عرفتك‪....‬‬

‫سأكون أرقى بعزتي‪.....‬‬

‫نسيت أني أمرأه‪....‬‬

‫ولن أنسى‪....‬‬

‫أعطتك جوهر ما عندها‪...‬‬

‫أنني أنثى‪...‬‬

‫كم دفأتك بدقات قلبي‪...‬‬

‫‪46‬‬


‫قصة قصيرة‬

‫واحة سالم بني أكف الدب‬ ‫اجلزء الثاني‬

‫فرح تركي‬ ‫العراق‬ ‫_ال تخافي لقد توقفت العاصفة‬ ‫_ ما أسمك ؟‬ ‫_ هل يهمك االسم ؟‬ ‫ال ‪ ،‬ولكنني أحاول التجرد من قلقي بالكالم_‬ ‫وقف في الفناء األمامي كانت ليزا تشعر بصوت األرضية الخشبية وهي‬ ‫تسير عليها وقفت كما هو وأحست وكأنما شيء ثقيل يقترب نحوهما هو‬ ‫ليس بشر أحست كيف يمكن للمكفوفين أن يدركوا ما يجري حولهم بمجرد‬ ‫إنصاتهم لألصوات ‪..‬‬ ‫دوما أتساءل عن تلك القدرة الخفية التي تهيئ لهم الحياة دون أو مع أبصار‬ ‫ضئيل‬ ‫صوت (نفس عميق) ليس كإنسان هو أقرب للحيوان كلب ربما ‪ ..‬لكن أيعقل‬ ‫أن يكن بهذا الحجم لقد قطع تيار الهواء بجسمه ومدت يداها لألمام أحست‬ ‫بدفء فراءه وطول فكه‬ ‫نعم اآه كلب‬ ‫ضحك الرجل المنقذ كما تسميه‬ ‫_ أي كلب ؟‬ ‫تقدم رفع الغطاء من فوق عيناها‬ ‫تفضلي لقد فشلت باإلجابة_‬

‫‪47‬‬


‫ماذا وصرخت للتراجع للوراء محتمية به ولكن ردة فعلها لم تؤثر في الدب‬ ‫بل يتطلع إليها بكل أمان‬ ‫تخاف منه_‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫أنه يعيش معي هنا_‬ ‫ولم يأكلك اآلن _‬ ‫أجل فقد وجدته منذ أن كان صغير وربيته هو يحب البشر وال يقتلهم‬ ‫_فعال؟‬ ‫_لكان ألتهمنا بهذه الدقائق لو كان بري متوحش‬ ‫أقول لك أنا من األفضل أن أموت فأي حياة تعيسة ألتوق عيشها سأتقدم‬ ‫نحوه‬ ‫ضحك المنقذ مرة أخرى وهو يرى تقدمها نحو الدب ببسالة_‬ ‫والدب بمنتهى الحنان يلتف حولها ويشممها‬ ‫نعم أنا وجبة لذيذة قالت ليزا وهي تطلب من الدب التهامها الذي ما أنفك‬ ‫يلتف حولها بألفة‬ ‫_األمر حقيقي انه في منتهى الوداعة‬ ‫قتلت والدتهُ من قبل صيادين وبقي وحيدا وربيته منذ ذاك الحين_‪.‬‬ ‫أنه يعاملني بحنان لم يعاملني به زوجي الذي أحببته _‬ ‫_ أطرق المنقذ بنظره أرضا ثم رفعه ليتأمل جمال ليزا‬ ‫_هل تحبين زوجك ؟‬ ‫_ الحب مخلوق شفاف يسهل قتله بخيبة كبيرة أو أنانية وأحيانا‬ ‫بكلمة أو كف على وجهك أو خذالن يقلبك حياتك ليس مشاعرك فقط‬ ‫ف ِهم أنها أحبتهُ بعمق ولكنه سدد دينه بخيبة كبيرة حتى أنهم لم يروا النبتة‬ ‫لتمسي شجرة كبيرة وإنما قطع إمداداتها من أن تزهر بقسوة بدل الحب‪..‬‬

‫‪48‬‬


‫قضت ليزا ذاك النهار بأجمعهُ تلعب مع الدب وتركض هنا وهناك لم تشعر‬ ‫بأي شيء سوى تلك النعمة التي تسنت لها أن تعود طفلة‪.‬‬ ‫تقبلهُ وتمسح بكفها على فكهُ وتقول يال غبائي لم أعرف أنك دب حسبتك‬ ‫كلب وتقهقه بشدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تعرف ليزا أن صاحب البيت كان في الداخل وينظر أليها وكم البراءة‬ ‫لم‬ ‫الذي لديها‬ ‫خرج أليها قبل غروب الشمس‬ ‫_ ألم تجوعي ؟‬ ‫_ ها‬ ‫أنت لم تأكلي منذ ساعات طويلة_‬ ‫_الحقيقة ‪ ،‬ليس الطعام الذي نسيته أنا نسيت نفسي مع دبك الرائع ‪.‬‬ ‫لماذا تخبئهُ هنا أنه نجم عليك أن تأخذه لموسكو‬ ‫حيث األضواء‪..‬‬ ‫_ال ‪ ،‬سأبقى مستحوذا عليه لنفسي‬ ‫_سنرى‬ ‫_حقا‬ ‫دخلت ليزا وبعدها الدب ومالكهُ‬ ‫كانت تغسل وجهها وهو يتمعن بها والدب يأكل سمك وضعهُ له مالكهُ في‬ ‫صحن كبير بوسط البهو ‪..‬‬ ‫_لم تخبرني ما أسمك؟‬ ‫_ ليزا وأنت؟‬ ‫_ مارك‬ ‫أهال مارك أنت طيب وشهم ‪-‬‬ ‫لكنك ال تعرف كيف تتعامل مع حياتك_‬

‫‪49‬‬


‫_ وأنت هل تعرفين؟‬ ‫_كنت قبال أعرف كنت نجمة وسط األضواء ولكن الحب وجنونه أوصلني‬ ‫إلى هنا ‪..‬‬ ‫ كيف ؟‬‫تزوجت وأردت الخصوصية فلجئنا إلى هنا حيث ال ازعاج‬ ‫_كم من الوقت في هذه الضاحية؟‬ ‫_ سنة (وأربعة)أشهر‬ ‫_تناولي طعامك ‪..‬‬ ‫سأفعل وأنت _‬ ‫_ ها أنا ذا‬ ‫كانت الفترة التي مكثت فيها ليزا في منزل مارك قاربت األسبوعين و‬ ‫بلحظة قررت المغادرة وبالتأكيد ليس إلى بيتها حيث كانت متزوجة ‪..‬‬ ‫كانت قد أوضحت لمارك أنها قد شفيت من جروحها وطابت نفسها وأنها‬ ‫تود الطيران كحمامة أدركت موسم الهجرة وتبحث عن الدفء‪..‬‬ ‫وهي تستعد مارك مطرق برأسه وكأنه يودع عزيزا ما‬ ‫_مارك لقد أمنت لي وسيلة ألصل إلى موسكو لما ال ترافقني ؟‬ ‫_ال يمكنني‬ ‫_لما‬ ‫_ ال أستطيع ترك الدب‬ ‫ حسنا لنأخذه معنا‬‫_ربما ستكون هذه الفكرة سيئة التنقل بدب دون قفص سيثير الفزع لدى‬ ‫الكثير في الطرقات ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫_ لنضعه في قفص ‪،‬‬ ‫مستحيل سيؤثر سلبا على سلوكه‪_.‬‬ ‫_ ال تنسى أنت الخبير بهذه األمور‬ ‫_ ليزا ستتركين وشما عزيزا في ذاكرتي أرجو أن ال نتألم أنا والدب بعد‬ ‫مغادرتك‪..‬‬ ‫سأعود آلخذكما دون قفص_‬ ‫ال تتركينا على األمل ‪ ،‬ترى ما هي خططك ؟‬ ‫سأعود الى حياتي الماضية والى عملي وسأرفع قضية طالق وأبدأ من‬ ‫جديد‪..‬‬ ‫سحبت يدها من يده لتنطلق من بين بياض الثلوج وتختفي مع غصة في قلب‬ ‫مارك‬ ‫ هل بدأت أحبها أيها الدب؟‬‫أنت تلوح لها يبدو أنك أحببتها قبلي ‪ ،‬و دلف إلى بيته ومسكنه البسيط‬ ‫عودة إلى الوحدة والى الالشيء عودة إلى ما كان عليه ولكن هذه المرة‬ ‫بوجع مخفي يئن بقلبه وال أحد يشعر به سوى دب‪..‬‬ ‫بعد ثالثة أشهر سمع مارك بابه تطرق‬ ‫هو يهم لفتح الباب والطرق يعلو ويعلو كمن يريد قلع الباب راح ليفتح وإذا‬ ‫بشمس تطل إلى بهو بيته البسيط‬ ‫_ مرحبا‬ ‫_ من أنت ؟‬ ‫_ هل نسيتني أنا الوشم أين الدب ؟‬ ‫_ ليزا أهال بعودتك وتقدم لمعانقتها دون كلفة‬ ‫ابتسمت بعد أن أزاح ثقل كتفيه وهو ممسك بيديها‬ ‫_أنت مختلفة تماما ما هذه الهيئة ؟‬

‫‪51‬‬


‫ألم أقل لك أني أعمل عارضة أزياء مشهورة‬ ‫ت ولكن لم يسبق لي رؤية عارضات أزياء‬ ‫_قل ِ‬ ‫_اآلن فعلت‬ ‫_ حسنا ‪ ،‬أجلسي‬ ‫_دعني أقدم لك فريقي لم آتي لوحدي‬ ‫ من معك ؟‬‫خرجت تنادي ومن ثم عادت ومعها أربعة أشخاص ثالثة رجال وأمراه‬ ‫تبين أن هم منتج ومخرج ومصور والمرأة مرافقتها وصديقتها‪..‬‬ ‫ومارك يعد القهوة انسحبت منهم ليزا واقتربت إلى مارك‬ ‫مارك أين الدب؟‬ ‫لما أبعدته؟‬ ‫_ لكي ال يخافوا‬ ‫_ماذا ‪ ،‬أحضره سأسكب القهوة بدال منك‪ ،‬جئنا لنتفق معك من أجله‬ ‫سيصبح نجما سينمائيا‬ ‫جحظت عينا مارك وأعطى مهمته لليزا وخرج إلحضار الدب ‪.‬‬ ‫كانت تجربة ال تنسى بالنسبة لضيوف مارك‬ ‫وبدا األنشغال ‪..‬‬ ‫في صباح اليوم التالي حيث صور المصور ليزا بعدة وضعيات مع الدب‬ ‫الذي أنقذها وكان في منتهى الوداعة واأللفة و في أحد اللقطات يلف ليزا‬ ‫لتبك وهي تتذكر أن هذه اللحظة سبق وعاشتها لتعرف سالم لم تعرفه‬ ‫بفرائه ِ‬ ‫من قبل‬ ‫كانت جلسة التصوير تلك عمال ناجحا ليس ماديا أو ترويجيا لليزا ومن‬ ‫معها بل إنسانيا فقد لفتت إلى قلوب كثيرين أن ممكن أن يكون حيوان‬ ‫مفترس يغدق الحنان ينشر األمان وممكن بذات الوقت أنسأن يفقد قيمتهما‬ ‫ويبخسها‪..‬‬

‫‪52‬‬


‫شارك الدب في سبعون فلما سينمائيا و ليزا رفعت قضية للطالق من‬ ‫زوجها وسكنت موسكو وتتنقل وتسافر دوما‪..‬‬ ‫ومارك ترك بيته بعد أخذ الدب ودوما يلتقي بليزا‬ ‫ويأمل أن يصارحها بحبه‪.....‬‬

‫‪53‬‬


‫عرائس القصر‬ ‫عواطف محجوب‪-‬تونس‬ ‫بآخر القرية الرابضة بين سلسلة من الجبال‬ ‫الشهباء الجرداء يقبع القصر القديم بأعلى‬ ‫قمة منها بطوابقه الثالثة و لونه الترابي‬ ‫الباهت‪ .‬قصر أثري ال حياة فيه سوى‬ ‫ماضي األجداد الذين سكنوه و عمروه‬ ‫كمخازن او قلعة تكفيهم شر األعداء‪.‬‬ ‫معظم غرفه ال أبواب لها و حائط من الجهة الغرب منهار جعله بعض الباحثين‬ ‫عن الكنوز مالذا منه يتسللون لنبش أرضيات الغرف بحثا عن دهاليز‬ ‫مطمورة قد تحوي ذهبا‪ .‬ال أحد يصعد للقصر سوى الشيخ عدنان عراف و‬ ‫راقي القرية‪ ،‬تراه كل مساء خميس يصعد هناك و ال يعود الى منزله بالقرية‬ ‫إال عند ظهيرة يوم الجمعة‪.‬‬ ‫عفاف تلك الفتاة الجميلة ال شئ يوحي باصابتها بمرض ما ‪،‬قبل موعد زفافها‬ ‫بستة اشهر‪ ،‬أصبح يغمى عليها و ال تفيق إال بعد مرور بعض الوقت و تطور‬ ‫األمر ليصبح ساعات بأكملها‪ .‬زارت الطبيب ‪ ،‬بقي محتارا لمرضها فال‬ ‫أعراض لديها و ال إشارات لمرض ما‪ .‬حتى طلب منها عدم المجئ‬ ‫للمستوصف ألنه عجز عن تفسير مرضها‪ .‬تواصل إغماؤها ‪ ،‬إقترحت أمها‬ ‫أخذها للشيخ عدنان ليداويها فيده تجمد الماء الحار و أهل القرية يشهدون‬ ‫بذلك‪ .‬و كان االمر‪.‬‬ ‫من بين سحابة من دخان البخور إستقرت نظراتها اليه أرعبتها مالمحه ‪.‬كأنه‬ ‫شيطان مريد‪ ،‬لكن ال ضير قد يكون الشفاء على يده‪ .‬إقترب واضعا كفه على‬ ‫راسها و تال أيات و كالم متشابه و غير متشابه لكنه مبهم ‪.‬أحست باإلغماء‬ ‫ثم غابت عن الوعي‪ .‬اقتربت األم خائفة فأمرها باإلنتظار خارجا و إنسحبت‬ ‫صاغرة‪ .‬اقترب من عفاف يشم عطر بشرتها و يتلمس شفاهها بانامله‬ ‫المتسخة‪ .‬و صفر عاليا‪.‬‬

‫‪54‬‬


‫تعالي يا حاجة‪..‬‬‫نعم سيدي الشيخ ‪-‬بخوف‪-‬‬‫إبنتك تعاني من غضب األسياد عليها‪ ،‬ال شفاء لها سوى ان تمضي ليلة في‬‫غرفة القصر خاصتي مقيدة‪ ،‬سأدخل هناك لمحاكمتهم على أذيتها ثم تعود‬ ‫سليمة معافاة‪.‬‬ ‫—احقا هذا ؟‬ ‫—‪......‬؟؟‬ ‫صباح الخميس قادت األم إبنتها مرغمة الى القصر‪ ،‬أدخلها الشيخ عدنان‬ ‫للغرفة الوحيدة هناك التى بها باب خشبي عتيق‪ ،‬بكت البنت تترجى و لم‬ ‫يرحماها بل قيداها الى الحائط ‪ ،‬من يديها و وسطها و هي جالسة أرضا‪ .‬و‬ ‫إنسحبت األم تاركة فلذتها و قفة من المؤونة تكفي ليوم و نصف ‪ .‬كله فرح‬ ‫ساذج بمعافاة إبنتها على يدي الشيخ عدنان‪.‬‬ ‫و إختلى بها‪ ،‬إقترب‪ ،‬مرر األصابع على الجسد الغض و أحيانا يعتصر ما‬ ‫ينفر عن السطح و هي ترتعش لمعرفتها بما نوى‪ .‬بكت و ترجته و لم ينفع‪.‬‬ ‫—اهدئي ألستطيع مساعدتك لتشفي‬ ‫—‪ .....‬صراخ و طلب نجده‪،‬‬ ‫أسرع و وضع على فمها و انفها خرقة مبللة بمخدر و غابت عن الوعي‪.‬‬ ‫عبث بها و قبل منها ما شاء ثم زحف اكثر و اخترق جدار عفتها‪ .‬هتك‬ ‫عرضها و اغتصبها‪.‬‬ ‫إرتدى ثيابه‪ ،‬و لملمها ثم حملها و ألقى بها خارج القصر و عاد لينام في غرفة‬ ‫القصر متلذذا بفتوحاته‪.‬‬ ‫أفاقت عفاف تحت وطأة حرارة الشمس واهنة‪ ،‬تدرك أن خطبا ما أصابها و‬ ‫حاولت المشي فلم تقدر‪ .‬جلست لتتذكر‪ ..‬أخر ما رأته يشمها ذلك الشيطان و‬ ‫يحاول تقبيلها و توقف الزمن‪ ..‬صرخت و جرت بكل ما أوتيت من قوة‬ ‫فانحدرت ساقطة من مسلك الجبل الضيق على إلى سفح الجبل ‪ .‬دق عنقها‬ ‫على الصخور فماتت‪.‬‬

‫‪55‬‬


‫بانتظار جنازتها الكل يتهامس بخوف و رعب‬ ‫—غضب األسياد مريع هذه نهاية كل من يعترض‬ ‫—الشيخ عدنان قال إنها قالت كالم بذئ عن االسياد‬ ‫— تستحق الموت ألنها تجرأت على االسياد‪.....‬‬ ‫و دفنت و نساها الكل عدا أمها‪..‬‬ ‫دؤوب هو في خدمة الناس و شفائهم‪ ،‬يرقي هذا و يكتب حجابا لتلك و يحضر‬ ‫خلطة للعاقر و ينثر الملح على المطلقة لتتزوج كرة اخرى‪ .‬و يبقى عالجه‬ ‫للفتيات بذات الطريقة‪ .‬عفاف و قبلها خديجة و سهام و بعدها نورة و هاجر‬ ‫و القائمة مازالت مفتوحة ‪..‬‬ ‫تجهز له العروس كل واحدة حسب شروط األسياد التي يمليها على أهل الفتاة‬ ‫تلك ترتدي "حرام" احمر و االخرى فستان ابيض و التالية تلبس حولي أسود‬ ‫عليه تعجيرة ‪.‬كان حريصا جدا ان تلبس كل واحدة لبس العروس تقليدي او‬ ‫عصري لبس اليوم السابع او لبس الجحفة فكلهن عرائس‪...‬يغتصبهن بشهوة‬ ‫عجوز كشيطان اخرس ثم يلقي بهن خارج القصر و يترك كل واحدة تواجه‬ ‫مصيرها إما موتا او فضيحة او سكوت مشوب بالخوف من الشيخ عدنان‪.‬‬ ‫جاءته يوما الحاجة حليمة بإبنتها التي تدرس اختصاص فلسفة بالجامعة‬ ‫—البنت جنت تقرأ علينا كالما يشكك في وجود هللا‪ ،‬و تقول ان أصل اإلنسان‬ ‫قرد‪!.‬‬ ‫—إطمئني سنرى ما بها‪ ،‬إنتظري بجانب الباب‬ ‫لم يغمى على الضحية الجديدة‪ ،‬تال و أعاد التالوة و لم يغمى عليها‬ ‫—أيكون كفرها سببا لذلك؟‪ ،‬تساءل في سره‪ .‬واصل الرقية و لم يغمى‬ ‫عليها‪...‬‬ ‫— تعالي يا حاجة‪ ،‬إبنتك حالتها عويصة‪ ،‬يسكنها شيطان كافر‪ ،‬البدا من‬ ‫أخذها للقصر و تقييدها بالغرفة و ضربها حتى يخرج منها‪ ،‬إشترط الضرب‬ ‫ليغادر‪ ،‬ألبسيها يوم الخميس لباس نوم خفيف ال شيء تحته ليسهل خروجه‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫وضع في جيبه قارورة خمر و كيس مكسرات و رافق الحاجة و إبنتها الى‬ ‫القصر‪ .‬أمر السيدة بتقييد يدي البنت و ربطها من وسطها للحائط‪ .‬فعلت و لم‬ ‫تربط بشدة خوفا من إيذاء البنت ‪ .‬ثم أمرها بالعودة الى بيتها‪.‬‬ ‫صاغرة مضت متوجسة و كادت ان تعود إلنقاذ البنت لكن الخوف من الشيخ‬ ‫منعها‪.‬‬ ‫انهمك يشرب خمرته و يأكل المكسرات و يتأملها ضاحكا‬ ‫—جاء دورك ايتها الفاجرة‪ ،‬لطالما تمنيتك‪ ،‬أريت هتكت عرض كل بنات‬ ‫القرية ألصل اليك‪ ،‬سأحاسبك اليوم‪ ،‬ال ترضين بي فقط ألنك تريدين اكمال‬ ‫دراستك!!‬ ‫تأملته جيدا انه هو بعينه‪ ،‬فاروق!!‬ ‫اخرستها الصدمة و اكمل شربه هاذيا بكالم غير مفهوم‪.‬‬ ‫في غفلة منه حررت يداها من القيد المرتخي ثم وسطها و جلست بال حراك‪.‬‬ ‫اقترب منها يلمس وجهها و يتحسس شفاهها و هي تشيح وجهها فيعيده غصبا‪.‬‬ ‫انحنى عليها اكثر محاوال تقبيلها فدفعته بشدة القت به ارضا و قامت بسرعة‬ ‫لتضربه بزجاجة الخمر و تهرب تاركة اياه مغمى عليه‪.‬‬ ‫بإحدى ليالي الشتاء القارسة اقتاده حارس الزنزانة لتنفيذ حكم االعدام فيه‪.‬‬ ‫سأله عشماوي ماذا يريد ان يفعل له كأخر طلب قبل ان يغادر الدنيا اجاب‬ ‫بهدوء عميق‪:‬‬ ‫—اجلب لي غادة الغتصبها‪ ،‬العروس الوحيدة التي فرت من القصر و اهانت‬ ‫االسياد!!‬

‫‪57‬‬


‫عالم املرآه‬

‫حررتها‬ ‫زهرة محمد‬

‫هل يمكن لرجل أن يدرك أن هناك امرأة يمكن لها أن تتفحصه‬ ‫وتختبره ثم يسقط في االختبار ال‪ ..‬لقد تعود الرجل على أنه هو‬ ‫وحده الذي يفحص المرأة ويختبرها‪ ..‬هو وحده الذي له حق‬ ‫األختبار و اإلختيار‪ ..‬أما المرأة فليس لها إال أن تقبل الرجل‬ ‫الذي يختارها‪ ..‬رجل واحد أوحد‪ ..‬ويعيش حياته كلها يقنع نفسه‬ ‫أنه هو هذا الواحد األوحد‪ ..‬الغرور يصنع من الرجل مخلوقا‬ ‫غبيا‪ .‬حرية المرأة ال تعني أبدا تحررها من المالبس والزينة‬ ‫التقليدية‪ ،‬إن حرية المرأة تعني حرية االختيار وحرية التفكير‬ ‫وحرية الحياة‪ .‬هذا كل ما تحتاجه لتعرفه عن المرأة والرجل‪:‬‬ ‫النساء مجانين‪ ،‬الرجال أغبياء‪ ..‬والسبب الرئيسي إن النساء‬ ‫مجانين هو ألن الرجال أغبياء‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫زواج املتعة بني احلرام واحلالل‬ ‫رسل الساعدي‬ ‫نحن البشر بطبيعتنا نختلف عن بعضنا البعض بكثير من األمور اشكالنا‬ ‫دياناتنا معتقداتنا وعقلياتنا‬ ‫_البعض يحب أن يستفسر عن كل شيء وال يصدق او يكذب احد اعتباطا‬ ‫بل يحب المناقشة ويعتمد في قراراته على وجود األدلة ومبدأ اإلقناع‬ ‫_والبعض اآلخر اختار لنفسة ان يكون مسير حسب العادات والتقاليد وما‬ ‫وجد عليه االباء واالجداد دون أن يكون متأكد من صحة او عدم صحة‬ ‫مايتبعة‬ ‫من المواضيع التي اثارت ضجة في المجتمع واختلف على تحليله وتحريمة‬ ‫الكثير هو زواج المتعة‬ ‫ماهو زواج المتعة ؟‬ ‫هو زواج يقول فيه الرجل للمرأة اعطيك كذا من المال على أن اتمتع بك كذا‬ ‫يوم او شهر او سنه او نحو ذلك وبعد انقضاء المدة يحدث الفراق دون‬ ‫طالق‬ ‫_ قد يكون زواج المتعة لمدة معلومة أو لمدة مجهولة‬ ‫كان يقول الرجل للمرأة اعطيك كذا من المال على أن اتمتع بك لمدة شهر‬ ‫هنا تكون المدة معلومة‬ ‫او يقول الرجل للمرأة اعطيك كذا من المال على أن اتمتع بك مادمت في‬ ‫هذا البلد وبهذا تكون المدة مجهولة‬ ‫ماذا قال جمهور العلماء في زواج المتعة ؟‬ ‫اختلف علماء الطوائف اإلسالمية في شرعية زواج المتعة‬ ‫_فيرى اهل السنة والجماعه واالباضية والزيدية ان زواج المتعة حرام‬ ‫وان الرسول قد حرمة ويعتير نكاح باطل‬

‫‪59‬‬


‫_ بينما يقول الشيعة انه حالل وان الذي نهى عنه عمر بن الخطاب وليس‬ ‫الرسول‬ ‫ويرى الشيعة بأنه قربة يتقرب بها الشخص الى هللا ويتجنب بها الزنا‬ ‫ويحفظ دينة‬ ‫ذكر السنة ان الرسول قد حرمة بيوم خيبر ثم حللة بغزوة الفتح ثم حرمة بعد‬ ‫حجة الوداع‬ ‫وقال الربيع بن سليمان ‪ :‬سمعت الشافعي يقول ال اعلم في اإلسالم شئ حلل‬ ‫ثم حرم ثم حلل ثم حرم غير المتعة‬ ‫اما الشيعة يقولون إن الرسول لم يحرمه وان من حرمه هو عمر بن‬ ‫الخطاب‬ ‫وهذا استنادا لقول الكثير من الصحابة بما فيهم عبد هللا بن عمر‬ ‫وقول اإلمام علي عليه السالم‬ ‫أحكام وضوابط زواج المتعة‬ ‫_ قبول الطرفين ويشترط قبول ولي األمر المرأة اذا كانت باكر‬ ‫_ ال ميراث لمن تمتع بها من الزوج وال نفقة لها‬ ‫_ على المتمتع بها ان تلزم عدة بعد الفراق كما حال المطلقة‬ ‫لكن مدة العدة تختلف فعدتها حيضتين وخمسة واربعون يوما‬

‫‪60‬‬


‫أزياء‬

‫‪61‬‬


62


‫لوحة وفنان‬ ‫الزورد ميساء شاهين‬

‫‪63‬‬


‫أمير الكربالئي‬

‫‪64‬‬


‫بوابة هللا‬

‫االسالم عاملي وليس قومي‬ ‫احمد حسيب الحديدي‬ ‫أنزل هللا سبحانه وتعالى القرآن الكريم على رسولنا محمد صلى هللا عليه وآله‬ ‫وسلم بلسان عربي لينذر الناس كافة ‪ .‬وهذا ال يعني أنه مختص بالعرب ألن‬ ‫هللا جعل رسالة اإلسالم عامة للعرب وغيرهم ‪ .‬فهي للعالم أجمع قال تعالى‬ ‫( وما أرسلناك إال كافة للناس بشيرا ونذيرا ) وبدأ الرسول صلى هللا عليه‬ ‫وآله وسلم بدعوة العرب في مكة ألنه وجد بينهم ثم أنتقل إلى المدينة بعد بيعة‬ ‫العقبة الثانية مع أهل المدينة فأقام لالسالم دولة وبدأ يحمل االسالم بقوة الدولة‬ ‫بالدعوة والجهاد ففتح هللا عليه الجزيرة العربية ثم حمل اإلسالم رسالة الى‬ ‫العالم بإرسال الرسل والرسائل إلى الملوك من فارس والروم وغيرهم ثم‬ ‫حمله الصحابة الكرام والمسلمون من بعدهم إلى الدنيأ بأجمعها حتى مكن هللا‬ ‫لهم في األرض وأصبحوا سادة الدنيا وهداة للبشرية وقادة العالم وحكامه‬ ‫ووضعوا اإلسالم وأحكامه موضع التطبيق والتنفيذ وأخرجوا الناس من‬ ‫الضلمات إلى نور اإلسالم بالحجة والبرهان واألدلة واآليات على صدق‬ ‫اإلسالم وأنه من خالق الكون واإلنسان والحياة فدخلوا فيه وكان من يسلم منهم‬ ‫يصبح واحدا من المسلمين عربيا كان أم غير عربي له ما للمسلمين وعليه ما‬ ‫على المسلمين فالمسلمون أمة واحدة قال تعالى (فأصبحتم بنعمته إخوانا)‬ ‫وقال(إنما المؤمنون إخوة) وقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم ‪ :‬المسلم‬ ‫أخو المسلم ال يضلمه وال يسلمه‪،....‬‬ ‫ومع كون اإلسالم رسالة إلى العالم فإن هللا سبحانه وتعالى أوجب حمله الى‬ ‫العالم باللغة العربية إلنها لغة اإلسالم وال يجوز أن تفصل عنه إلنها جزء‬ ‫جوهري في اإلسالم وعنصر أساسي من عناصر الثقافة اإلسالمية فال بد أن‬ ‫تتحد باإلسالم لما فيها وفي اإلسالم من القدرة على التأثير والتوسع واإلنتشار‬ ‫‪ .‬ألنه ال يمكن أداء اإلسالم وحمله أداء كامال إال باللغة العربية ‪ .‬وألن‬ ‫األحداث والوقائع اليومية المتجددة توجب على المسلمين إيجاد أحكام شرعية‬ ‫لحلها وال يمكن إيجاد أحكام شرعية لها إال باإلجتهاد واإلجتهاد بالشرع‬ ‫اإلسالمي ال يتأتى إال باللغة العربية ألنها لغته التي نزل بها وألنها شرط‬ ‫أساسي في اإلجتهاد وهو ضروري للمسلمين حتى يعلموا حكم الشرع في‬

‫‪65‬‬


‫المسائل المستجدة ‪ .‬إال أنه يجب أن يكون واضحا أن وجوب مسج الطاقة‬ ‫العربية باإلسالم ال يعني قومية اإلسالم وعروبته‪ ،‬وال تعني الدعوة إال‬ ‫اإلسالم الدعوة الى القومية العربية فاإلسالم شيء والقومية العربية شيء آخر‬ ‫‪.‬‬ ‫فاإلسالم نظام يقوم على العقيدة اإلسالمية لينظم ويعالج شؤون الحياة كافة‬ ‫منها العبادات والمعامالت ومنها إقتصادي ومنها سياسي ومنها تعليمي ومنها‬ ‫حمل الدعوة إلى العالم ‪.‬‬ ‫والقومية رابط عاطفي يربط بين أبناء قوم معينين أي رابطة قبلية ضيقة وهي‬ ‫ال تصلح أن تربط بين الناس وال أن توحدهم على فكر معين ألنها خالية من‬ ‫الفكر وال عالقة لها بالفكر وال بالنظام وبالتالي فهي ال تصلح أن تنهض باألمة‬ ‫‪ .‬وألن النهضة هي األرتفاع الفكري والقومية التي يدعون لها ال تملك أنظمة‬ ‫وأفكار وكل الذي تملكه هو عاطفة اإلنتساب إلى قوم من األقوام ولذلك فهي‬ ‫رابطة غير إنسانية وهي تسبب الخصومات بين الناس على السيادة وهي‬ ‫رابطة تفرق وال تجمع ‪ .‬فنظرة يسيرة إلى بعض األقطار كالعراق وسوريا‬ ‫والمغرب والجزائر‪..........‬الخ والتي فيها قوميات مختلفة من عرب وأكراد‬ ‫وترك وفرس وترى مدى الخصومات القائمة بين أبناء هذه القوميات ومحاولة‬ ‫كل قومية فرض سيطرتها على األخرى أو إقامة كيان خاص بها ‪.‬‬ ‫إن اإلسالم قد حرم الدعوة ألى القومية وذمها فقد روى مسلم أن رسول هللا‬ ‫صلى هللا عليه وآله وسلم قال ‪ :‬دعوها فإنها نتنه ‪.‬‬ ‫ولقد تبنى وغذى هذه الفتنة أعداء اإلسالم لتمزيق وحدة المسلمين لكيانهم‬ ‫السياسي الذي عهدوه لقرون وتالها تمزيق الرابط الفكري لألمة فيتم بذلك‬ ‫تقسيم المقسم وتجزئة المجزء‪.‬‬ ‫وواهم كل الوهم من يظن أن الدولة القومية ستجلب اإلستقرار والسعادة‬ ‫لشعوبها والمنطقة وسوف تتجزء كل البالد القومية عندما تقرر الدول‬ ‫اإلستعمارية المتنفذة ذلك ‪.‬‬ ‫إن القومية معول هدم لبنيان األمة فها هو الكافر مستمر لهدم ما بقي من كيان‬ ‫األمة ومن ثم يجعل بالد المسلمين ساحة للصراع بين الدول الكبرى ووسيلة‬ ‫إلراقة دماء المسلمين وضرب األخوة رقاب بعضهم بعضا ولقد حرم اإلسالم‬ ‫كل ذلك وأكد على وحدة المسلمين وعلى أخوتهم قال تعالى (واعتصموا بحبل‬

‫‪66‬‬


‫هللا جميعا وال تفرقوا) وقال (إنما المؤمنون اخوة) فقد حرم اإلسالم أنواع‬ ‫العصبية القبلية والقومية والوطنية فقد روى اإلمام مسلم أن رسول هللا صلى‬ ‫هللا عليه وآله وسلم قال ‪ :‬من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر‬ ‫عصبية فقتلة جاهلية‪.‬‬ ‫لقد عاش المسلمون مئات السنين أعزاء بدينيهم وأقوياء بربهم تجمعهم أخوة‬ ‫اإلسالم فكان من أصحاب الرسول صلى هللا عليه وآله وسلم أبو بكر وعلي‬ ‫وبالل الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي فكانوا عباد هللا إخوانا ففتح‬ ‫عمر الفاروق القدس وحرر صالح الدين الكردي القدس من دنس يهود هكذا‬ ‫يعز المسلمون قال تعالى (إن في هذا لبالغا لقوم عابدين)‬

‫‪67‬‬


‫أقالم شابة‬

‫شعر شعبي‬

‫رساله عتب حتمل يف داخلي الكثري بعيدة‬ ‫ذوالفقار ناجي‬ ‫العراق‬ ‫يلي رحتوا شلون تاليها تجون ؟‬

‫هسه غربه الناس و الدنيا سواد‬

‫و هللا بيدي األگلب الدنيا عرس‬

‫عكس االول جانت بكلشي شمس‬

‫عني صرتوا بعاد عفتوني وحيد‬

‫وجهي ميت صار مو ذاك القديم‬

‫كلشي بية يموت و بعزة نفس‬

‫لونه هندس‪...‬ليل‪..‬وجهين لفلس‬

‫كل صوركم عاشت بعيني رماد‬

‫ال تجونا بعتب ملينا نموت‬

‫و اني المهن كون هل بيهن أحس‬

‫خلي عدنا اللمه نهجسها هجس‬

‫بروحي هيمه و برزخ و كلشي‬ ‫حصاد‬

‫خلي نضحك خل نسولف خل‬ ‫نعيش‬

‫الزرعته سنين بالتالي درس !!!‬

‫خلي كل احزاننا ندزها خرس‬

‫هي حمرة تصير و دموعي تفيض‬

‫يال ردوا و اني فارش كل طريق‬

‫و اني أوشل شوك و أرجع انترس‬

‫مشتهات الملكه مغروسه غرس‬

‫اليوادع كون يتوضه بتعال‬

‫تسوة عندي الراح بايام الحنين‬

‫باجر احلى يصير من يوم األمس‬

‫من احاضن من ابوس و التمس‬

‫كلمه حلوة يكول متروسه امان‬

‫كان هذا غزلي و وجداني و‬ ‫وجعي‬

‫و اليشابك بصمه يتركها بهمس‬

‫‪68‬‬


‫َ‬

‫َ َ‬ ‫ظرة عين‬ ‫من ن ِ‬ ‫ِ‬

‫َ‬

‫وف )‬ ‫بِقَلَ ِم الشَّا ِع ِر ‪َ /‬علَى ُم َح َّم ُد (ا ْلفَ ْيلَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ِمن نَ ِظ َرة بِ َعي َن حبيبتي أَفَ َر َح‬ ‫ال َوأَس َر ُح‬ ‫قَ ِربَهَا أَ َسافِ ُر بِال َخيَ ِ‬ ‫ان لقلبي‬ ‫هي ال َّس ِكينَةَ َواأل َم َ‬ ‫َو ُكلَّ َما قابلتنى لِلحُز ِن نَط َر ُح‬ ‫صافِيَةَ يزدان‬ ‫لَهَا إبتسامة َ‬ ‫َوجهُهَا بِهَا فتجعلنى أَتَ َرن َح‬ ‫تُسكرنى فَتَ َمي َل رأسي منتشيا‬ ‫ح‬ ‫ِمن حُسنِهَا َو َك َالَ ِمهَا ال ُمف ِر ِ‬ ‫َع ِشقَت ال َحيَاةُ حينما َو ِج َّدتَهَا‬ ‫َو ِج َوا ُرهَا أَبقَى َال أُ ِري ُد أَن أَب َر َح‬ ‫ضا َو َخفَقَانا‬ ‫يا قلبى َكفَ َ‬ ‫اك نَبَ َ‬ ‫لَهَا فَأَنَا قَيَّ َد أَنَ ِملَة لَن أَتَ َزح ُز َح‬ ‫لَن أَ َغا َد َر يَو َما َدربِهَا َو َسأَبقَى‬ ‫َعلَى ال َّد َو ِام فَهَل بِإِس َعا ِدهَا أَفَلح ؟‬ ‫ت‬ ‫ُك َّل األمانى َواألح َالَ َم َمعهَا تَ َحقَّق ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫َوأس ُع ُد بِهَا َو َمعهَا َدائِ َما أ َم َر ِ‬ ‫ض القُلَّبُ لي‬ ‫هي حياتي َونُبِ َ‬ ‫ف بِ ِعشقِهَا َو ِغ َرا ِمهَا أَ َشرح؟‪..‬‬ ‫فَ َكي َ‬

‫‪69‬‬


‫انتظرتك‬ ‫*******‬ ‫شادى محمد‬ ‫مصر‬ ‫انتظرتك عمري ولم تأتي‬

‫ويزهر وردي‬

‫وسأنتظرك ما بقي‬

‫ويعود نبضي‬

‫اشتعل الرأس شيبا‬

‫وازهو بك وحبك‬

‫ومأل الحزن قلبا‬

‫انا يا حبيبتي انتظرك‬

‫وسأنتظرك‬

‫لن امل انتظارك‬

‫انا يا حبيبتي‬

‫ما بقي من عمري‬

‫باق علي عهدي‬

‫تسألين لماذا؟‬

‫وادعو ربي‬

‫الن بك عمري‬

‫لقاء بعينيك يجمعني‬

‫يثمر ويزهر‬

‫لماذا لم تأتي؟‬

‫زيتونا وعنبا‬

‫اشغلتك حياتك عني ؟‬

‫وقضبا وحدائق‬

‫انا يا حبيبتي‬

‫انتظر مالئكتي منك‬

‫لم تشغلني حياتي عنك‬

‫يلعبوا حولي‬

‫اتدرين لماذا ؟‬

‫نتسامر سويا‬

‫ألنك كل حياتي‬

‫ويحلو الليل بوجودك‬

‫وانتظرك‬

‫وفلذات كبدي منك‬

‫لعلك تأتي‬

‫انتظرك وسأنتظرك‬

‫في خريف العمر‬

‫ما بقي من عمري‬

‫‪70‬‬


‫أرك يوم ما ستأتي‬

‫اجيبي بربك‬

‫انا حبيبك زهرة عمرك‬

‫هل ستأتي ؟‬

‫احببتك وسأحبك‬

‫ام ُكتب علي‬

‫ما بقي من عمري‬

‫االنتظار في الدنيا ؟‬

‫لن افقد االمل في‬

‫اجتهد في رضا ربي‬

‫وصلك وأرآك‬

‫لعلي القاك في جنه الخلد‬

‫ستأتي وانتظرك‬

‫أتراني فقدت االمل في وصلك‬

‫ال تسأليني لماذا؟‬

‫ال وربي انتظرتك‬

‫سؤال يزعجني‬

‫وسأنتظرك‬

‫اجابته واضحه‬

‫احبك‬

‫كما الشمس‬ ‫اجابته باختصار‬ ‫اني احبك وانتظرك‬

‫‪71‬‬


‫فتاه االفيون‬ ‫عطاء التميمي‬ ‫لفتت انتباهي تلك الوردة الجميلة القابعة بين الزهور‬ ‫ُ‬ ‫شعرت بشي ما يجذبني اليها أعتقد ألوانها البراقة ورائحتها الزكية والغريبة‬ ‫بعض الشيء‪...‬؟‬ ‫التي تشعرك بشي من النشوة والراحة النفسية عند االقتراب منها اصبحت‬ ‫أتردد كثيرا اليها‪!...‬‬ ‫اجلس لساعات طويلة أحدق فيها ‪...‬؟‬ ‫أسقيها وأعتني بها من دون باقي الزهور التي من حولي والتي كان البعض‬ ‫أجمل منها بكثير ‪!...‬‬ ‫لكنني ال اعرف ادمنت هذه الوردة ‪...‬اصبحت اترك الكثير من أعمالي‬ ‫وأشغالي المهمة حتى أحضى بفرصة للذهاب لرؤيتها‪!...‬‬ ‫فجاه في يوما ما فقدت الوعي واغمي علي ‪!...‬أفقت في المشفى على حاله‬ ‫ُ‬ ‫شعرت بأنني اتالشى شيئا فشيئا لم أدرك ما لذي يحدث‬ ‫صحيه متردية جدا‬ ‫فقط اسمع صوت يقول سوف نفقد المريض‬ ‫لألسف كانت ورده األفيون‪!...‬‬ ‫ُ‬ ‫أدركت حقيقتها قبل فوات‬ ‫تلك التي ادمنتها تراءت لي كهذه الوردة إلى أن‬ ‫أواني بقليل ‪...‬؟‬

‫‪72‬‬


‫األمل‬ ‫طيبه حسين‬ ‫الى ذلك األمل‬ ‫الذي يسكن جوفي‬ ‫ويجعل اضالع صدري تُزهر‬ ‫ورئتاي تتورد‬ ‫الى الحب الذي يتوسدني‬ ‫بيني وبين خالقي‬ ‫الى خطوات الناعمة‬ ‫في طريق النجاح‬ ‫الى حروفي البسيطة‬ ‫التي تحاول النجاة‬ ‫الى قلمي الصغير‬ ‫الذي تحمل العناء‬ ‫الى ذاتي‬ ‫التي لم تمل يوما‬ ‫شقاء هذه الحياة‬

‫‪73‬‬


‫ليس مستحيل‬ ‫حسن الحداد‬ ‫ال تترك أي حلم تمنيته يوما‪..‬‬ ‫إن كان لديك هدف ما في حياتك فال تتركه‪ ..‬ال تتنازل عنه‪ ..‬السعي إلى‬ ‫تحقيقه‪ ..‬قاتل من أجله‪ ..‬احفر في الصخر كي تصل إليه‪ ..‬حتى لو كانت‬ ‫ظروفك الحالية ال تساعدك على تحقيقه‪ ..‬فال بأس‪ ..‬لكن أبقه داخلك‪ ..‬في‬ ‫حلمك‪ ..‬في روحك‪ ..‬في وجدانك‪ ..‬احتفظ به دوما حتى تحين لحظة تحقيقه‪..‬‬ ‫وال تفعل كالكثيرين الذين عندما يعجزون عن تحقيق حلم ما بسرعة‪..‬‬ ‫فيقومون بالتنازل عنه رويدأ رويدأ‪..‬و يبد أون بتقبل واقعهم الجديد إلى أن‬ ‫يألفوه و يعتادوه‪..‬ثم ينسون حلمهم القديم‪ ..‬ال تكن مثلهم‪ ..‬و ال تفعل فعلتهم‪..‬‬ ‫و إن عصفت بك مشاكل الحياة و اضطررت للرضوخ مرة فال مشكلة‪ ..‬لكن‬ ‫ال تطل رضوخك‪ ..‬وال تكثر من انحنائك‪ ..‬فالدنيا تقسو على الضعفاء‪..‬‬ ‫وتنبذهم دوما‪ ..‬و األهم من ذلك كله‪ ..‬ال تربط أحالمك بأشخاص أو أحداث‬ ‫أو أماكن أو أشياء‪ ..‬فكل ما ترتبط به ستصبح عبدأ له‪ ..‬و تابعا له‪ ..‬وتذكر‬ ‫دوما أن كل ما يحيط بك يمكن أن يختفي فجأة‪ ..‬أو أن يتخلى عنك بطرفة عين‬ ‫دون أن يكترث بك و بمشاعرك‪ ..‬فال تحطم حياتك بيديك‪ ..‬وال تنس أحالمك‬ ‫القديمة‪ ..‬فطالما أنت حي‪ ..‬عش حياتك بأفضل ما يمكن ان تكون‪ ..‬وال ترض‬ ‫بالقليل باسم القناعة‪ ..‬فكل من حققوا أحالمهم عرفوا هذه القاعدة‪ ..‬فال تكن‬ ‫أقل منهم‪ ..‬فلن تعيش سوى مرة واحدة فقط‪..‬‬

‫‪74‬‬


‫دور التلفاز يف التنشئة االجتماعية‬ ‫ريان هاني‬

‫لقد تعددت مصادر التنشئة المجتمعية في العصر الحديث ولعل احد اهم‬ ‫مصادر التنشئة هو جهاز التلفاز حيث وحسب دراسات حديثة يقضي الفرد‬ ‫العربي ما يقارب من ‪ 7‬ساعات يوميا في مشاهدة التلفاز كال حسب هواه‬ ‫وتكمن المشكلة ان بعض القنوات تبث سمومها بال رقيب وال حسيب تبث‬ ‫سموم الطائفية والتفرقة وعدم تقبل اآلخر وتغذية الفكر المتطرف ‪ ،‬فماذا‬ ‫ننتظر من شاب ناشئ تلقا دروا لساعات وعلى مدى اشهر عديدة في القتل‬ ‫والكراهية وعدم تقبل اآلخر وتكفير الطرف االخر بعيدا عن اسس التعايش‬ ‫السلمي وروح المواطنة والشراكة في الوطن والمصير بسبب غياب الناصح‬ ‫االمين المتفهم للواقع وهنا يبرز دور االسرة في توجيه وارشاد االبناء صغارا‬ ‫وحتى كبارا على ضرورة مبادى التعايش السلمي وحب االخر بعيدا عن‬ ‫الكراهية وغرز المفاهيم الصحيحة مما ينعكس باإليجاب على االسرة‬ ‫والمجتمع ككل وكما قال االمام علي ( االنسان اما نظير لك في الخلق او‬ ‫نظير لك في الدين ) ولكن المشكلة ونتيجة للظروف االقتصادية الصعبة التي‬

‫‪75‬‬


‫تمر بها بعض األسر ولتوفير العيش الكريم فالوالدان يضطران للعمل‬ ‫لساعات طويلة لتأمين الحاجات االساسية ألبنائهم وبهذا اصبح دور االسرة‬ ‫في الرقابة على االبناء محدود يكاد ال يتجاوز سويعات قليلة يتواجد افراد‬ ‫االسرة مع بعضهم البعض وهنا تكمن المشكلة حيث يتلقى الشاب الناشئ‬ ‫االفكار والمفاهيم بدون تدقيق وال تنقيح من القنوات الفضائية مولدة افكار‬ ‫وبالنتيجة سلوك وافعال سلبية للغاية على االسرة والمجتمع عامة ‪.‬‬ ‫حيث ذهب بعض الكتاب والباحثين الى اعتبار التلفاز هو الوالد الثالث‬ ‫للناشئين فاهو يأتي بالمرتبة الثالثة في االهمية بعد األب واألم وهنا يجب على‬ ‫الحكومات والمنظمات غير الحكومية االلتفات الى افكار ومضامين البرامج‬ ‫والمواد االعالمية وتقويمها وتميز الطيب والخبيث منها والتأكيد على مبادى‬ ‫المواطنة وحب اآلخر بعيدا عن البرامج التقليدية المملة وضرورة مواكبة‬ ‫التطور التكنولوجي الحاصل حيث يمكن للتلفاز لعب دور مهم في استقرار‬ ‫وتحقيق التنمية المجتمعية المرجوة واال ستكون الساحة مفتوحة بال حسيب‬ ‫وال رقيب وحينها ستكون العواقب وخيمة جدا ‪.‬‬ ‫واسمح لي عزيزي القارئ الكريم أن اطلق مجازا مصطلح " المعلم " على‬ ‫التلفاز فهو حقيقة معلم يعطي دروسا ولكنه بدون مشاعر يعطيك كل شيء‬ ‫بال قيود وبال حدود والتلفاز كالسيف فهو ذو حدين اما يرتقي بك وبأفكارك‬ ‫الى عليين او يهبط بك الى سافلين ‪ ،‬واليوم اصبح الزما على االعالم المهني‬ ‫الواعي بخطورة المرحلة الحالية تنوير الجيل الناشئ وتوسيع مداركهم وغرز‬ ‫روح المواطنة والسلم المجتمعي وتميز الحق عن الباطل وعدم خلط االوراق‬ ‫لمصالح شخصية دنيئة وكل ذلك لبناء عراق جديد قوي متوحد يتسع للجميع‬ ‫وختاما ال يسعني اال ان اقول حفظ هللا العراق واهله ‪.‬‬

‫‪76‬‬


‫ختامه مسك‬ ‫إيرما وإرم‬ ‫حاتم الطائي‬

‫هل تعلمون ايها األحبة إن االعصار الذي يضرب الواليات المتحدة االميركية‬ ‫هذه االيام والذي يدعى إيرما ‪ Irma‬مذكور في القرآن وذلك في قوله تعالى‬ ‫" إرم ذات العماد " في سورة الفجر وان الكثير من المشركين والكفار عندما‬ ‫سمعوا بذلك اعلنوا اسالمهم !‬ ‫هذا ما قاله الشيخ زغلول النجار اخيرا في معرض اإلستدالل بأن كل شيء‬ ‫مذكور في القرآن سيما العقوبات اإللهية التي يعاقب بها هللا المتسلطين الذين‬ ‫هم اآلن على هيئة دول كبرى كأميركا !‬ ‫وهذا يذكرني بما تم ترويجه بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عام ‪2001‬‬ ‫‪ ،‬حيث تم ترويج ان ما جرى قد تنبأ به القرآن الكريم في سورة التوبة في آية‬ ‫‪ 109‬التي تقول " أفمن اسس بنيانه على تقوى من هللا ورضوان خير أم من‬ ‫أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم وهللا ال يهدي القوم‬ ‫الظالمين " ‪ ...‬مستدلين بأن المبنى الذي تم استهدافه يتكون من ‪ 109‬طابق‬ ‫وهو مطابق لرقم اآلية كما ان " جرف هار " هو الترجمة الحرفية السم‬ ‫المكان الذي وقع فيه االنفجار كما ان ترتيب سورة التوبة في القرآن هو التاسع‬ ‫وان الحدث وقع في الشهر التاسع واضف الى ذلك ان سورة التوبة هي‬ ‫الوحيدة التي ال تبدأ بالبسملة اي " بسم هللا الرحمن الرحيم " وذلك ألن هللا‬ ‫الذي من صفته الرحمة قد تبرأ من المشركين وافعالهم !‬

‫‪77‬‬


‫وبذلك حلت اللعنة عليهم وان ذلك تسليط رباني مذكور في القرآن سلفا وما‬ ‫الذين قاموا بتنفيذه اال جنود من جنود هللا الذين ال يعلمهم اال هو !‬ ‫مع االسف ان يحاول الكثير وخاصة ممن يدعون انفسهم علماء ايهام الناس‬ ‫بأن كل ما يجري من كوارث طبيعية كفيضانات واعاصير وهزات ارضية‬ ‫او مما هو من صنع البشر كتفجيرات يعتبرونه انتقاما إلهيا ومذكورا بالقرآن‬ ‫واذا ما طالبتهم بالدليل يستدلون عليك بالقول " فيه خبر من قبلكم ونبأ من‬ ‫بعدكم " !‬ ‫ليكن في معلوم الجميع ان اعصار ايرما ما هو اال عبارة عن ظاهرة طبيعية‬ ‫ليس لها عالقة بالعذاب االلهي فعذاب الريح والخسف قد كان فيما مضى وحل‬ ‫محله تسليط بعضنا على بعض ‪ ،‬هذا اوال ‪ .‬اما ثانيا فان محاولة ايهام الناس‬ ‫بأن كل ذلك مذكور في القرآن ومحاولة مطابقة الفاظ القرآن الذي نزل‬ ‫بالعربية الفصحى " انا انزلناه بلسان عربي مبين " على اسماء اجنبية ال‬ ‫لشيء اال لتقاربها في اللفظ فان ذلك شيء يدعو للسخرية ‪.‬‬ ‫ان االصرار على ان كل ما يحدث من هذه االمور مذكور في القرآن باعتقادي‬ ‫ال يصب في مصلحتنا كمسلمين إذ ان ذلك ال يزيد اآلخرين اال يقينا بأن ديننا‬ ‫متمثال بالقرآن فعال يدعو الى االرهاب ويضمر الشر لآلخرين ‪.‬‬ ‫كفاكم ضحكا علينا وتخديرا للمسلمين بهكذا اوهام بأن هللا يدافع عنهم وعن‬ ‫دينه الذي ارتضاه لهم فلو كان ذلك صحيحا فلماذا لم يخسف هللا االرض‬ ‫بقريش التي آذت النبي محمد واصحابه واذاقتهم انواع العذاب وهو القادر‬ ‫ليري المسلمين قدرته آنذاك وانه حقا يدافع عن دينه وعن الذين آمنوا به ‪ ،‬او‬ ‫ليس محمد واصحابه اولى منا نحن بأن يريهم هللا سطوته على من عذبهم ولم‬ ‫يؤمن به ؟!‬ ‫باالضافة الى ماتقدم فان هذا الفكر يشيع روح التواكل واالتكالية بيننا‬ ‫كمسلمين وذلك بإشاعة االعتقاد بانه ما دام هللا يدافع عنا وينتقم لنا ممن يظلمنا‬ ‫فال حاجة بنا الى الكد واالجتهاد للحصول على وسائل القوة والمنعة ‪.‬‬ ‫ثم اذا سلمنا بان ذلك صحيح فلماذا قال لنا هللا في قرآنه " وأعدوا لهم ما‬ ‫استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " ؟!‬

‫‪78‬‬


‫ليس من الشجاعة ان نكسر القلوب ولكن‬ ‫الشجاعة هي القدره على احتواء اجلميع بدون‬ ‫جتريح ل احد ف الكل ميلك لسان واشياء‬ ‫اخرى‪ ...‬ولكن احلكمة ان ليس الكل ميلك‬ ‫عقل‪...‬‬ ‫البارون االخري‬

‫‪79‬‬


Magazine Rose du baron Culturel Leterature Artestique

‫الووو‬

‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني‬ Tzozo000@gmail.com

80

‫موقع املجلة على الويب‬ https://magazineflowerbaron.wordpress.co /m


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.