مجلة زهرة البارون عدد 29

Page 1

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني‬

‫عدد ‪29‬‬

‫‪1‬‬ ‫تصميم‬ ‫البارون االخير‬


‫هيئة حترير جملة‬

‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬ ‫مستشار اجمللة‬ ‫د‪ .‬امحد ميسر‬

‫المحررون‬ ‫زهرة محمد‬

‫احمد محمد عيسى‬

‫الجزائر‬

‫مصر‬

‫هادية قصبة فرحات‬

‫شريف العرفاوي‬

‫الجزائر‬

‫تونس‬ ‫‪2‬‬


‫مقال افتتاحي‬ ‫الفن امللتزم‬ ‫حتت عنون‬ ‫اسرتاحة اجلمعة من جديد‬ ‫بقلم الشاعر البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫برنامج أيام زمان رحم هللا الفنانة امل طه وكان شريك لها الفنان‬ ‫الكبير في العطاء محمد حسين عبد الرحيم وكانت فكرة البرنامج‬ ‫رائعة واكثر من هذا وها هو اليوم الفنانة سوالف والفنان رزاق‬ ‫احمد يرجعون الزمن الى الفن المفقود من أعوام مضت والحق يقال‬ ‫ان االثنين يمتلكان أداة االبداع في هذا المجال بشكل احترافي قل‬ ‫النظير له في هذه األيام وانا اكتب هذا المقال وال تربطني أي صله‬ ‫في احدهم لكن أرى من الواجب علينا مثل ما لدينا حق االنتقاد على‬ ‫الوضع العام لنا أيضا حق اإلشادة في نوعية االعمال المتميزة في‬ ‫التلفزيون المسرح وهذه بقعة ضوء تنير المكان المظلم حيث لها‬ ‫‪3‬‬


‫وقع جميل على نفس المشاهد خاليه من أي إيحاءات أخالقية او‬ ‫سياسية وهذا هو المطلوب للرقي في العمل الفني على مستوى‬ ‫العراق وانا اعتبر هذا الخطوة األولى للفن الملتزم من ناحية المعاير‬ ‫المتعارف عليه في أصول الفن وهنا يجب التوقف للتعريف ان‬ ‫المبدع يولد مبدع ال احد له فضل عليه سوى هللا وان امتلك الجراءة‬ ‫لتقديم عمل فني قديم بنفس االمتيازات التقنية شجاعة ال يمتلكه‬ ‫الكثير وقد ساهم في هذا امتلك الخبرات والمتابعة في العمل‬ ‫المستمر الذي في سيرة هؤالء الفنانين حيث كل شخص منهم يمتلك‬ ‫سجل حافل من االعمال التي سوف يذكرها القلم بشرها وخيرها وقد‬ ‫يساهم هذا العمل في وضع حجر األساس لعودة الفن الملتزم‬ ‫لقواعده التي كان عليه حيث كان هناك صروح لها األثر في الفن‬ ‫العراقي أيام المسرح العسكري وتقديم االعمال الرصينة مثل‬ ‫مسرحية المحطة التي كان لها وقع ال احد يستطيع تجاهله واذكر‬ ‫من ساهم في هذا العمل منهم المرحوم عبد الجبار كاظم وغيره من‬ ‫الفنانين ومسرحية ضاع الخيط والعصفور واخص بذكر المرحوم‬ ‫خليل الرفاعي وكان وقته عمل متميز على ابعد حد من التقنيات في‬ ‫طرح الفكرة ‪ ،‬وكانت وقته االمثال الشعبية في المسرحية دور‬ ‫البطولة في النص وها انا أرى بصيص الضوء في الطاقات الشبابية‬ ‫اليوم من خالل هذا العمل الذي بحق يعتبر نقله متميزة بمعنى الكلمة‬ ‫اذا اردنا ان نصنف العمل في الساحة الفني المعاصرة وهذا شيء‬ ‫مدعاة للفخر بجب تسليط الضوء عليه واستحقاق للحق كان هذا‬ ‫المقال ‪ .............‬وهللا ولي التوفيق‬

‫‪4‬‬


‫قراءات‬

‫شاهزنان حييى اجلليلي من املربيات الرائدات‬ ‫يف املوصل‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس ‪ -‬جامعة الموصل‬ ‫الست شاهزنان يحيى الجليلي‬ ‫‪ 2005-1925‬من المربيات‬ ‫الرائدات الموصليات اللواتي‬ ‫ترددن اسمهن في الموصل‬ ‫والعراق خالل النصف قرن‬ ‫الماضي ‪.‬تنتمي الى االسرة‬ ‫الجليلية العريقة التي تولت‬ ‫حكم الموصل بين سنتي ‪ 1834-1726‬وأسهم عدد كبير من ابنائها في‬ ‫تكوين العراق الحديث ‪.‬‬ ‫الست شاهزنان من مواليد محلة شهر سوق في الجانب االيمن من مدينة‬ ‫الموصل سنة ‪ . 1925‬وبعد ان اكملت دراستها الثانوية دخلت دار المعلمات‬ ‫ببغداد وبعد تخرجها سنة ‪ 1946‬عادت الى الموصل وعينت معلمة في‬ ‫مدرسة الفالح االبتدائية للبنات ثم مديرة لمدرسة أبي تمام للبنات قرب‬ ‫االعدادية الشرقية والقريبة من الجامع المجاهدي على ضفة نهر دجلة اليمنى‬ ‫‪ .‬وقد انتقلت بناية المدرسة الى حي الطيران واصبحت مدرسة انموذجية ‪.‬‬ ‫وذلك للفترة من االول من تشرين االول سنة ‪ 1951‬حتى الثالثين من آب‬ ‫سنة ‪. 1973‬‬ ‫ذكرها الدكتور عمر الطالب في (موسوعة أعالم الموصل في القرن‬ ‫العشرين ) لكنه لم يكتب عنها ‪ -‬لالسف الشديد ‪ -‬سطرا واحدا ‪ ..‬وقد ذكرني‬

‫‪5‬‬


‫بها الصديق االستاذ هاني عبد الكريم الطائي ‪ ،‬وزودني‪ -‬مشكورا ‪ -‬ببعض‬ ‫صورها ومعلومات عنها جمعها من ابن اختها ( فردوس ) الدكتور يزن‬ ‫الجليلي المقيم حاليا في المملكة العربية السعودية ومن بعض تالميذ وتلميذات‬ ‫مدرسة ابي تمام‬ ‫وللست شاهزنان الجليلي اخوة واخوات منهم صديقنا المنهدس الدكتور عبد‬ ‫البر الجليلي واالستاذ بشير الجليلي ويقيم حاليا في ماليزيا واالخت زينب‬ ‫الجليلي واالخت فردوس الجليلي مدرسة الرياضيات المعروفة في متوسطة‬ ‫الكفاح واالخت االستاذة بشرى الجليلي التدريسية في كلية العلوم ‪.‬‬ ‫عرفت الست شاهزنان بكونها مديرة مدرسة حازمة ومنضبطة تتمتع‬ ‫بشخصية قيادية فذة ‪ .‬وكان لها كتابات كشفت عن اسلوبها االدبي الجميل ‪..‬‬ ‫وقد اسهمت مع عدد من فتيات ونسوة الموصل في تأسيس (نادي فتيات‬ ‫الموصل ) سنة ‪ ، 1965‬وترأست الهيئة االدارية له ‪ ..‬وكان لها دار في‬ ‫منطقة الجوسق لكنها بنت دارا جميلة لها في حي االندلس مع اختها الست‬ ‫زينب وقد احالت نفسها على التقاعد سنة ‪ 1975‬ولم تتزوج وتفرغت للعبادة‬ ‫والقراءة حتى توفيت رحمها هللا يوم ‪ 5‬ايار ‪-‬مايس سنة ‪.1975‬‬ ‫كانت ادارية ناجحة واتسمت بالحنان والرأفة والقوة في آن واحد ‪ ،‬وكان‬ ‫يهابها جميع التالميذ والتلميذات لقوة شخصيتها ‪ ،‬كانت كاتبة تتمتع باسلوب‬ ‫شيق وجميل ‪،‬واسهمت مع بعض التربويات النشيطات في تاسيس ( نادي‬ ‫فتيات الموصل )عام ‪ 1965‬وترأست الهيئة االدارية للنادي‪.‬‬ ‫كانت تسكن في دار بمنطقة الجوسق ثم اشترت أرض وقامت ببناء دار لها‬ ‫في حي االندلس مع اختها زينب ولم تتزوج‪.‬‬ ‫عندما صدر أمر التقاعد ‪ ،‬وقبل ان تترك المدرسة سجلت كلمة بليغة في‬ ‫سجل مجلس المعلمات ابتدأتها باالية الكريمة بسم هللا الرحمن الرحيم ‪(:‬وقل‬ ‫اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق هللا العظيم ‪ ..‬وقالت‬ ‫‪ " :‬ان الحياة زائلة واليدوم اال وجهه الكريم واالعمال هي الخالدة " ‪..‬‬ ‫وذكرت بالمثل القائل ‪(:‬زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون ) واضافت انها زرعت‬ ‫زرعا طيبا‪ ،‬وسيبقى ‪ -‬ان شاء هللا طيبا ‪ .‬وشكرت المعلمات ومن عمل معها‬ ‫وقالت انها كانت تعمل من أجل خير المجموع واعتذرت فيما اذا كانت قد‬

‫‪6‬‬


‫أساءت الحداهن وقالت ان تلك االساءة لم تكن شخصية بل انما بدافع الحماس‬ ‫الشديد للمصلحة العامة ‪.‬‬ ‫واكدت ضرورة االستمرار بالعمل والتعاون لبناء مجتمع رصين لوطننا‬ ‫الحبيب وامتنا المجيدة وختمت كلمتها بالقول ‪ ":‬وكلمة اخيرة أقدمها لكن هي‬ ‫انني اوصيكن ان تكن دائما وابدا عند حسن ظن وموضع ثقة لكل فرد في‬ ‫هذا البلد فواصلن سعيكن الحثيث كما انتن عليه الن هذه المدرسة وهؤالء‬ ‫االطفال هم أمانة بأيديكن " ‪.‬‬ ‫كلمة رائعة من مديرة رائعة ‪ ،‬ومن انسانة نبيلة ‪ ،‬تحمل رسالة وتعرف قيمة‬ ‫وهدف التعليم والتربية ‪ .‬فأي اخالق عظيمة كانت عليها مديرات مدارسنا‬ ‫ونأمل في ان تكون هذه الكلمات محل اهتمام شاباتنا من اللواتي يعملن اليوم‬ ‫في حقل التربية والتعليم ‪.‬‬ ‫أحالت نفسها على التقاعد سنة ‪ 1975‬وتفرغت للقراءة حتى وافاها االجل‬ ‫بتاريخ ‪ 5‬أيار ‪-‬مايس ‪. 2005‬رحمها هللا وجزاها خيرا على ما قدمت لبلدها‬ ‫ولمدينتها ‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫ثنائية الذات و مرآة الوعي عند الشاعر‬ ‫التونسي "عادل بوعقة" يف جمموعته الشعرية‬ ‫‪ :‬أحبث عن وطني ‪..‬يف وطني ‪..‬‬ ‫قراءة ‪ :‬د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫استهالل‬ ‫إن تداول العالقة بين الذات و الوطن‬ ‫كثنائية تناغم الوردة ‪/‬الفكرة مع‬ ‫عطر الروح ‪ /‬خطاب الذات واآلخر‬ ‫في تجلي متضاد بين مرآة الوعي‬ ‫وإنتاج المعنى من خالل الربط بين‬ ‫فعل البحث ‪ /‬القراءة وفعل الخلق‪.‬‬ ‫فالذات بحركتها الدائرية ترسم محاولة الوصول إلى هدفها ومطمحها األساس‪ ،‬وهو‬ ‫فضاء الوطن الرحب أو بمعنى آخر‪ ،‬محاولة الذات في غربتها العودة إلى موطنها‬ ‫األصلي األم موضع الطمأنينة والسالم والهدوء ‪...‬‬ ‫قدر الشعراء‬ ‫إذ تعتمد عالقة الشاعر (عادل بوعقة )في بحثه على حركتي االنفصال واالتصال‬ ‫في آن واحد ليكون قدره كقدر الشعراء أن يدافعوا عن إنسانيتهم ‪ ،‬و عن األرض و‬ ‫ّ‬ ‫والحق‪.‬‬ ‫الحرية والكرامة الوطنيّة‪ ...‬لكن قدره الخلود من كان ضمير األرض‬ ‫وألن الشعر فتنة الكلمة و كبريائها ‪ ،‬دندنة ال ّروح في رحاب ال ّتقوى‪ ،‬تجلّيات ّ‬ ‫الذات‬ ‫ضيّة الضّوء تتراءى في البعد من خالل الروح القلقة ‪ ،‬قد شبه أفالطون‬ ‫هياما سيّاالت ف ّ‬ ‫سيطرة الشعراء على أنفسهم عندما يبدعون القصائد الجميلة ‪ ،‬التي نعرفها ‪ ،‬كهنة‬ ‫اليونان عندما يخرجون عن طورهم ‪.‬‬ ‫وما أن يدخلوا الوزن والقافية حتى يصبحوا كمن أصابه مسّ مثل كاهنات معبد‬ ‫باخوس اللواتي يغرفن العسل واللبن من األنهار بتأثير المس الذي يصيبهن‪ .‬إنه‬ ‫الجنون نفسه الذي يتحرك في نفوس الشعراء كما يعترفون هم أنفسهم "‪..‬؟‬ ‫روّ ي ال ّنفس بال ّتيه‬

‫‪8‬‬


‫ولعل الشاعر العربي التونسي عادل بوعقة كان يعبّر عن الحالة نفسها في مجموعته‬ ‫الشعرية "" أبحث عن وطني ‪ ...‬في وطني" الصادر عن دار االتحاد للنشر والتوزيع‬ ‫في تونس ‪ ..‬ومن هذا المنطلق ينهض إهداء الشاعر ‪:‬إلى شهداء تونس الذين سقطوا‬ ‫دفاعا عن األرض‬ ‫و الحرية والكرامة الوطنيّة‬ ‫إلى ك ّل ال ّرفاق وإلى أحرار العالم "‪،‬كي يظل أفق الشعرية مفتوحا للمغامرين والحالمين‬ ‫‪ ،‬ومثيرا لغواية روّ ي ال ّنفس بال ّتيه ‪ ،‬مثلما يظل باعثا على قراءاتهم األسطورية لشتى‬ ‫سرائر ما يمكن أن تهجس به القصيدة ولتؤسّس ُحلُما للموت والحياة ‪.‬‬ ‫البصمة األنوية‬ ‫يُشكل الشاعر عادل بوعقة – في بحثه عن وطنه–استثناء شعريا متمكنا في صياغة‬ ‫نصه الشعري‪ ،‬واستثنائيته هذه متأتية من قدرته اإلبداعية ورهافة إحساسه‪ُ ،‬مدخال‬ ‫ربيعه الخاص على نصه‪ ،‬مضفيا عليه فرادة إبداعية و أسلوبية‪ ،‬و هو ما يعرف اليوم‬ ‫بالتميز الذاتي أو البصمة األنوية‪.‬‬ ‫وبما أن األرض تحتاج إلى قوة روحية لتعود إلى سيرتها األولى ينفض عن قمره‬ ‫بعض غبار الصحراء ويُعبِّؤُ هُ في ق ّنينة ع ْطر ‪:‬‬ ‫"ح ّتى يعود ال ُع ْشبُ إلى الصَّحْ راء نقيّا‬ ‫ويعود الما ُء إلى ال ّنهْريْن كما كان عراق ّيا‬ ‫ويعود القم ُر إلى الصّحْ راء‬ ‫منتظرا عيرا عربي ّْة‪".‬‬ ‫هل النص وطن ؟ أم الوطن هو نص أبدله بآخر كلما ضاق به ‪ .‬انتقل منه‪ ،‬وحن إليه؟‬ ‫"الفقر في الوطن غربة"‬ ‫وإذا تأملنا ما قاله علي بن أبي طالب كرم هللا وجهه ‪" :‬الفقر في الوطن غربة" حيث‬ ‫الفقر إلى الخبز والحرية والحياة ظل يالزم االنسان منذ أن فتح عيونه على أرض‬ ‫أول الحضارات وأغنى بلدان هللا‪ .‬هذه الغربة التي حملها معه الشاعر في روحه‬ ‫وقصائده هي التي جعلته يحس بالمنفى داخل الوطن وداخل النص‪..‬‬ ‫قد يكون في توصيف الشاعر بوعقة الشيء القريب مما هو عليه من ترد ‪،‬ويرد‬ ‫على آلهته متسائال وبكلمات موجزة وأحرف متقطعة األوصال ‪،‬لتتجلى ثنائية الذات‬ ‫والوطن في الوطن والذات بشكل واضح في الغريب ‪:‬‬ ‫الغريب‬

‫‪9‬‬


‫منْ علّم ْ‬ ‫األطفال‬ ‫أسْ ماء الحضارات القديمة؟‬ ‫« دجْ لة » أ ْم «دقلة ال ّنوُ ر » أجبْ ؟!‬ ‫من أيْن جاء االسم؟‬ ‫ه ْل طيْر هوى من ْ‬ ‫خلف س ْتر وحجابْ‬ ‫يحْ م ُل االسم بِ ْنقار عجيبْ !‬ ‫أم هو هوس وأحْ ام ل‬ ‫رآها كاهن ذات مغيبْ ؟‬ ‫اإلغراء والفتنة‬ ‫وقد نالحظ الذات المنتجة للنص تستجدي في مرآة ذاتها خصائص مؤثرة فيها‬ ‫هي‪(:‬الزمان و المكان و المرأة ) ‪،‬لكن مهما كانت زاوية االنعكاس ‪ ،‬فإن الشعر ما‬ ‫بات يحتفظ بعنصر اإلغراء والفتنة فهو في بعضه يجسد ‪ ،‬بحسب إ ليوت ‪،‬‬ ‫األسطورة واعترافات القديسين ‪،‬وهو الموسيقا ولغة الحياة اليومية في تمازج‬ ‫متداخل محكم بعالم من األوهام ‪.‬‬ ‫ويعبر عن هذه األوهام في طفل الجنون ‪:‬‬ ‫"طفل الجنون‬ ‫مذ شاقني زمني‪،‬‬ ‫رأيتها في خيالي أنجما‪،‬‬ ‫يذوي ال ّزمان بنورها ث ّم يذوب‪".‬‬ ‫كيف يكون للشعر أن يحمل اسمه إذا كان خارج قضايا العصر و يستورد موضوعاته‬ ‫من خارج بيئته ‪..‬؟‬ ‫شهوة اإلصالح‬ ‫" كل شعر معاصر ليس فيه غضب العصر نملة عرجاء"‪ ..‬والشعر الذي يفرض نفسه‬ ‫هو ما يحمل إزاء الواقع المزري والمرير شهوة اإلصالح والتغيير ‪،‬والقادر على‬ ‫تجاوز القرون _ كما يقول ليفي ستروس _‬

‫‪10‬‬


‫كي تبقى للكتابة سلطانا‪..‬ولها كلمة تقولها لحظة شروعها في نقل الواقع وقضايا‬ ‫العصر ‪،‬لذلك نرى الشاعر عادل بوعقة قد ارتدته القوارب دربا‪ ،‬وكان الحرف‬ ‫مقصلة‪ ،‬وارتدته القصائد وطنا يمشي على ضفاف ملؤُ ها ال ّ‬ ‫ك الحزينُ ‪.‬‬ ‫ش ْو ُ‬ ‫اللهب األزرق‬ ‫ربّما أحببنا في "عادل "كلماته التي تشغل فينا لهيبا أزرق ‪،‬حيث يقول ‪:‬‬ ‫ك ّنا حبيبين معا‬ ‫حين كان ال ّنج ُم يشدو ب آثار خطانا‪ ،‬ي‬ ‫ينث ُر ْألوان ُه الفضيّة بين يدينا‪،‬‬ ‫يشعل فينا لهيبا أزرق‪،‬‬ ‫ك القبس الشظى‬ ‫نمس ُ‬ ‫ينتشي الرّيشُ ‪ ،‬حمي ُم ّ‬ ‫الطير في عُشِّ الرُّ ؤى‪.‬‬ ‫*‬ ‫ُك ّنا غريب معا ي‬ ‫ُت ِّ‬ ‫وزعُنا ال ّدمو ُع‬ ‫‪14‬‬ ‫على ضفاف ملؤُ ها ال ّ‬ ‫ك الحزينُ ‪.‬‬ ‫ش ْو ُ‬ ‫هل نقع في مغالطات إن َّ‬ ‫حق القول ‪:‬إن انطالق الشاعر بوعقة من العالم األول‬ ‫إلى العالم الثاني هي عملية بحث من المكان إلى الالمكان ومن الزمني إلى الال‬ ‫زمني‪،‬ولذلك كان البحث جسرا للصياغة الالزمانية ويوتوبيا الخلود وصورة للمطلق‬ ‫والالمحدود‪..‬؟‬ ‫الشاعر بوعقة أدرك ‪ " ،‬إن الشعر الحديث صياغة جديدة غير تقريرية بالصور‬ ‫والبناء لحاالت شعورية وال شعورية ‪،‬والشاعر الحديث مكافح وسط شعبه‪ ،‬يستخدم‬ ‫الرموز الشعبية ‪،‬ويمتزج بالحس الشعبي "*‬ ‫شمس الشعر‬ ‫ومن الواضح أن ثمة وعيا فنيا ملحوظا في ربط العالقات واألنساق اللغوية باستثارة‬ ‫نصية تؤكد جودة ابداعها وسموقها الفني ‪،‬وبالوالء للرمز تعزف ذوب الترانيم لهف‬ ‫الرّوح في مزامير الوطن ‪،‬لتشرق شمس الشعر من بين يديه ‪:‬‬

‫‪11‬‬


‫"هذا هو العرش الّذي ملك ال ّرقاب‪ ،‬وق ّدمت أمم‬ ‫له ك ّل الوالء؛ للّذي‬ ‫ْ‬ ‫النطلق‪...‬‬ ‫لو خاطب الجبل بس ّره‬ ‫لو شاء خبّأ غيمه بين قوارير يو ّزعها‬ ‫علينا‪...‬نثمل بالهوى العذريّ‬ ‫ذاك س ّره بين هواه‪"ُ.‬‬ ‫ال رغبة للشاعر بوعقة ذي الروح المو ّ‬ ‫شاة باللينوفر المق ّدس بسرد الحكاية ليظل‬ ‫أفق الشعرية مفتوحا للمغامرين والحالمين ‪ ،‬ومثيرا لغواية روّ ي ال ّنفس بال ّتيه ‪ ،‬مثلما‬ ‫يظل باعثا على قراءاتهم األسطورية لشتى سرائر ما يمكن أن تهجس به القصيدة‬ ‫ولتؤسّس ُحلُما للموت ‪.‬‬ ‫ت ْغريد ُم ْفر ْد‬ ‫« أبْح ُ‬ ‫ث‪» ...............‬‬ ‫« ‪ :‬عمّا تبْح ُ‬ ‫ث‬ ‫يا هذا الواقفُ وحْ دك‬ ‫في ريح الح ُْلم‪!...‬؟ »‬ ‫هتف الهاتفُ فيه ‪...‬‬ ‫ه ْل تبْح ُ‬ ‫ث عنْ نهْر يعْ ُب ُر نهْرا فيك؟‬ ‫أ ْم أنَّ نجْ ما ومض ب ُخدوشك ي‬ ‫ث َّم مضى‪...‬؟‬ ‫واضح إذن أن حدث أن انفتاح الذات الشاعرة على األسطورة‪،‬كان في تصور‬ ‫الخطاب الشعري فعل لجوء واحتماء الشاعر من عالمنا القاتم الذي " تتسع فيه ثغرات‬ ‫الخراب "‪.‬‬ ‫هناك‬ ‫أراهُ على حا َّفة ال ّنهْر‬ ‫يرْ قُبُ أثر المولعين‬ ‫بنبْش ال ُغبار‬

‫‪12‬‬


‫ور ّ‬ ‫شه‬ ‫بين الخراب الجديد‪.‬‬ ‫*‬ ‫‪70‬‬ ‫لع َّل الك ام ‪ ..‬ل‬ ‫يُعي ُد صفاء اللّغ ْة‪...‬‬ ‫ويرْ ج ُع « أ ْنكيدو « م ُْثق ا بالهزائم ل‬ ‫ليبْدأ عصْ ر البناء وي ْت ُرك ضرْ ب الحديد‪.‬‬ ‫ونتيجة البحث في ثنايا الجدود حيث ريح القلق هناك يحدث التالمس الحسيّ التأمل ّي‬ ‫مع ك ّل القضايا التي يعيشها الشاعر ضمن المساحات المحيطة به ‪،‬فتنفعل ذائقته‬ ‫الشعورية وتفجّر الرؤيا االنفعالية لديه ‪:‬‬ ‫غدا ْقد يكون‬ ‫لنا موعد في ثنايا الجدود‪...‬‬ ‫هناك‪...‬‬ ‫تداعت على األرْ ض آالتهم‬ ‫لل ّدمار أُع ّد ْ‬ ‫ت‬ ‫ألنّ الحضارة ك ْنز فريد‬ ‫فلن تستطيعوا ْ‬ ‫اغتيال المع ّري‬ ‫وس ْفك دم المتنبّي‬ ‫وص ْلب الوليد‪...........‬‬ ‫فالذات ال ّ‬ ‫شعريّة عند عادل بوعقة تشهد صراعا بين النص‪/‬الوطن وبين قوّ ة أخرى‬ ‫طبيعتها مختلفة ترتبط باآلخر‪-‬اآلخرين‪ ،‬أو بأفكار وقيم معاكسة‪ .‬وتعلو صيحاته على‬ ‫األشياء ووجوديتها في الحياة ومصيرها المستمر بالخواء ‪ ،‬وقد استخدم االستدراج‬ ‫المعنوي في فعل االستعارة ‪ ،‬لكي يحقّق الدالالت الواعية لك ّل شيء حوله دون‬ ‫المساس بمصائرها ‪،‬ولع ّل المقطع ال ّتالي يعطينا فكرة أوضح عن ذلك الجانب‪:‬‬ ‫"يا صوت مدينتنا‬ ‫ياع ّراب ذي قار‬

‫‪13‬‬


‫يا زمن األوغاد‬ ‫هذي سبايا المغول‪...‬‬ ‫ي‪...‬‬ ‫تقاطر م ْنها العُرْ ُ‬ ‫ت ْفض ُح تتار العصْ ر الهمجيِّ ‪".‬‬ ‫الذات ّ‬ ‫ومع كون ّ‬ ‫تمثل المحور الذي تقوم عليه روح بوعقة القدسيّة وثنائيّاته ال ّدالليّة‪،‬‬ ‫إال ّ أنّ خلفيّاتها تحمل أبعادا ثقافيّة وحضاريّة واجتماعيّة واضحة‪ ،‬انطالقا من منظور‬ ‫ّ‬ ‫تتجذر فيه‪،‬و يمكن استشفاف هذا‬ ‫رؤيوي يجعل من األنا وجها من وجوه المحيط الذي‬ ‫الجانب من خالل مخاطبته لل ّ‬ ‫شهيد شكري بالعيد بالقول‪" :‬رفيق الفقارى‬ ‫إلى نصير الضعفاء والزوّ الي ‪ ،‬إلى حجرة سقراط ‪ ،‬إلى قلعة النضال الّتي جمعتنا ‪:‬‬ ‫كليّة اآلداب منوبة إلى ك ّل األماكن ال ّتي ستفتقد صوتك ‪ :‬ب‬ ‫ال ّ‬ ‫شاعر شكري‬ ‫بالعيد‬ ‫اآلن يا صاحبي‬ ‫شقشق الفجر‬ ‫وبانت رماح الخوارج تقطر إفكا‬ ‫وبانت لنا عورة الخارجين عن الملكوت العظيم‪".‬‬ ‫في ما سبق‪ ،‬نرى حضورا لثنائيّة حا ّدة تتجلّى في صراع وجودي يقع بين األنا الباحثة‬ ‫التي لم تمتلك إال ّ الجسد‪/‬النص‪ ،‬وبين رمز األب ‪/‬الوطن الذي يصرح بانتهاء زمن‬ ‫البرقوق األخضر واألفكار القديمة حول تلك األنا؛ وذلك ما يش ّكل ثنائيّة‬ ‫(الموروث‪/‬المعاصر) ومرآة لروح الوطن الشاردة مما كان ومما سيكون ‪.‬‬ ‫تظهر لنا المرآة ذات الشاعر بوعقة " كيف تحفر في الذاكرة لترسم صورا‪ ،‬وتستعيد‬ ‫رؤى‪ ،‬وتعانق أزمنة تركتها‪ ،‬لتعيد انتاجها على نحو يدخلها في حيز مناخات االبتكار‪،‬‬ ‫وتبعدها – في اآلن نفسه–عن مدارات التشكالت التقليدية‪" :‬ألنْ ت ْفهم ال ّري ُح‬ ‫أيّ ا ْنعطاف يقو ُد لز ْلزلة االنحناء ‪.‬‬ ‫وأيَّ ُتراب نرُي ُد‬ ‫ليق باء الفُ ْ‬ ‫لنصْ نع آنية من فخار ت ُ‬ ‫رات‪"...‬‬ ‫في خالصة للقول ‪ :‬يمكننا أن نرى المدار الذي تدور فيه ّ‬ ‫الثنائيّات ال ّدالليّة لدى الشاعر‬ ‫عادل بوعقة ‪ ،‬والسمة التي ا ّتسمت لديه بال ّنزعة الوجوديّة ّ‬ ‫الذاتيّة والتي أخذت أبعادا‬

‫‪14‬‬


‫حضاريّة وثقافيّة واجتماعيّة‪ ،‬قد ش ّكلت تلك ّ‬ ‫الثنائيّات محورا للبحث في اله ّم الوجوديّ‬ ‫لإلنسان والمتعلّق بالخطر األخالقيّ الذي يته ّدد ّ‬ ‫الذات ويعمل على تهديم القيم االنسانيّة‬ ‫العليا‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق نرى مدار البحث عن ال ّنصّ ‪/‬الوطن‪ /‬ال ّ‬ ‫شعريّ يدخل في عمليّة‬ ‫صراع شاملة لتحقيق قيم الحياة الجديدة‪.‬‬ ‫ونختم بهذا المقطع الذي يعيد إلى أذهاننا قول الجرجاني ‪ - :‬النصّ الجيّد –‪-‬‬ ‫"كالجوهر في الصدف‪ ،‬ال يبرز لك إال أن تشقّه عنه‪ ،‬وكالعزيز المحتجب ال يريك‬ ‫وجهه حتى تستأذن عليه‪ ،‬ث ّم ما ك ّل فكرة يهتدي إلى وجه الكشف عمّا اشتمل عليه‪،‬‬ ‫وال كل خاطر يؤذن له في الوصول إليه‪ ،‬فما كل واحد يفلح في ّ‬ ‫شق الصدفة "‪**.‬‬ ‫براءة الماء‬ ‫لو أ ّنك ْ‬ ‫تخ ُر ُج من رحم األرْ ض م ُْزدحما‬ ‫بصليل الحرْ ف الموُ جع وال َّنغ ْ‬ ‫مات‪.‬‬ ‫وطر ْقت ُتؤسِّسُ مملكة لألسئلة المهُِْ ملة في الوطن‬ ‫الموُ غل في قضْ م أزهار ال ُعمْر‪،‬‬ ‫جِ​ِيف تيْن ُع من ه ْتك ُس ُتور‪.،‬‬ ‫أن الشاعر بمزاوجته بين األنا واآلخر ‪ ،‬الذات والوطن ‪ ،‬الماضي والحاضر‪ ،‬الحلم‬ ‫والواقع‪ ،‬استطاع أن يمنح نصه ‪/‬وطنه ‪/‬ذاته بعدا حيويا تتجسد فيه أبعاد الديمومة‬ ‫والحياة والتناسل واالستمرار ‪....‬و هذا ما يميز ‪/‬وطن ‪/‬ذات ‪/‬نص الشاعر عادل‬ ‫بوعقة عن أوطان اآلخرين ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــ‬ ‫هوامش‪:‬‬ ‫*"(محمود أمين العالم ‪ ،‬الشعر المصري الحديث ‪،‬مجلة اآلداب عدد يناير ‪1955‬‬ ‫** ( الجرجاني‪-‬أسرار البالغة‪ ،‬ص‪.)120-119‬‬

‫‪15‬‬


‫الشاعر األمري‪ ....‬نينوى مدينة الشمس ال يليق‬ ‫بها الظالم‬ ‫حاوره‪ :‬عمر الصالح‬ ‫دهمته الشمس بأشعتها السوداء‪ ،‬لتسكب‬ ‫ظلّه على الرصيف جسدا بال رأس‬ ‫وهو يتحسّس طريقه هاربا من غابة‬ ‫الرؤوس التي تمتد على مساحة شاسعة‬ ‫من األطفال واآلباء واألمهات كتبها في‬ ‫احدى روايته (فارابا) عندما كان شاهدا على فعلته خفافيش الظالم بمدينته‬ ‫نينوى‪ .‬إنه الشاعر عبد المنعم األمير الذي ولد فيها عام ‪ ،1970‬ونشر أولى‬ ‫قصائده في عدد من الصحف والمجالت العراقية والعربية مطلع تسعينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬شارك في العديد من المهرجانات والمسابقات الشعرية منها‬ ‫(أمير الشعراء) الذي بثت من على قناة أبوظبي‪.‬‬ ‫ولألمير عدة إصدارت‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ نقوش على وجنة البيبون‪ ،‬مجموعة شعرية مشتركة‪ ،‬مكتبة المتنبي‪،‬‬‫الموصل‪2002 ،‬‬ ‫ تعرت فانشطر الليل‪ ،‬شعر‪ ،‬دار افريقية‪ ،‬تونس‪2010 ،‬‬‫ ما سقط سهوا من ذاكرة الحلم‪ ،‬شعر‪ ،‬مكتبة الجيل العربي‪ ،‬الموصل‪،‬‬‫‪2011‬‬ ‫ وحده كان‪ ،‬شعر‪ ،‬اكاديمية الشعر‪ ،‬ابو ظبي‪.2014 ،‬‬‫ فارابا‪ ،‬رواية‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪2017 ،‬‬‫‪ -‬صوت أسمر‪ ،‬مجموعة شعرية‪ ،‬مخطوطة‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫*من أين بدأ ولعك بالشعر؟ بمن تأثرت من الشعراء في بداياتك؟‬ ‫** ال أذكر متى بالضبط‪ ،‬ما أذكره ان النجوم انسفحت شالالت ضوء‪،‬‬ ‫والعصافير حطت على راحتي حين كتبت أول بيت غزل في رسالة أرسلتها‬ ‫البنة الجيران التي تعودت المرور على أنامل لهفتي في طريقها الى‬ ‫المدرسة‪ ..‬كبرنا وتزوجت ابنة الجيران وظلت القصيدة وفية‪ ،‬تداعب قلبي‬ ‫وترتب أحالمي على بياض الورقة‪..‬‬ ‫الكالم عن التأثر والتأثير اصبح ممال وال أستسيغه‪ ،‬لكني سأقول ان لنزار‬ ‫قباني فضل على كل من جاء بعده من الشعراء‪ ،‬فليس منهم اال وقلده‪ ،‬ولوال‬ ‫شعر نزار لهجر الكثير من أطيار الشعر واحته ولم ينتبهوا لهذا الطائر‬ ‫الجميل الذي ينقر قلوبهم ويحملهم على جناح الدهشة والحلم‪.‬‬ ‫*متى يقف الشاعر على دهاليز الذاكرة؟ هل األوجاع من تقول ابياته؟‪.‬‬ ‫** منذ أول حرف‪ ،‬أحمق من يتصور ان أعمال الشاعر أو الكاتب ال تمثل‬ ‫حياته‪ ،‬أو هي بعيدة عنه‪ ،‬كانوا يقولون ان القصائد بنات الشاعر‪ ،‬فكيف‬ ‫للبنت اال تأخذ من صفات ابيها الوراثية؟‬ ‫ليس بالضرورة ان تعبر عن االوجاع‪ ،‬لكن حتما لها مكان (اعني االوجاع)‬ ‫كما الفرح والسعادة والحب والكره والغضب والرضى‪ ،‬ان القصيدة حين‬ ‫تفرض نفسها على كاتبها تفلي مكنونات نفسه وتنهل منها‪ ..‬انها تعري روحه‬ ‫امام القارئ‪ ،‬والشاعر الذي ال تنهل قصائده من حياته وتجربته الذاتية شاعر‬ ‫منافق‪.‬‬ ‫* ماذا يعتله الشاعر في محراب الشعر؟ وما هي االفكار التي تراود مخيلته؟‬ ‫** القصيدة أنثى معتدة بنفسها الى حد الغرور‪ ،‬ال تعطي نفسها اال حين‬ ‫تشاء‪ ..‬وحين يحاول الشاعر ان يجرها جرا الى سرير الحب سيخسرها‬ ‫حتما‪ ،‬وسينجب جنينا هالميا يمكن ان يكون أي شيء لكنه لن يكون شعرا‪.‬‬ ‫لذا أترك لها اختيار الزمان والمكان المناسبين‪ ،‬وحين تأتيني راغبة اتفرغ‬

‫‪17‬‬


‫لها تماما فهي ال تحب الضرائر؛ وألنها معتدة بنفسها الى حد الغرور‬ ‫ومتسلطة جدا‪ ،‬ال تسمح لي أن أفرض عليها زمان ومكان اللقاء فحسب بل‬ ‫انها تغير سيناريو اللقاء الذي أضعه حسب أهوائها ورغباتها‪ ،‬فحين أريد‬ ‫كتابة قصيدة عن الوطن تخاتلني القصيدة فتحول مسارها الى جهة أخرى‬ ‫كأن تكون قصيدة حب‪ .‬القصيدة مزاجية جدا فال (متى) في قاموس القصيدة‪،‬‬ ‫وال (اين) تأتي حين تريد وتذهب حين تريد‪ ،‬تغازل شاعرها حين ترغب‬ ‫وتنصرف عنه حين ترغب‪..‬‬ ‫*المرأة قلعة كبيرة اذا سقط قلبها سقطت معه‪ .‬ما المكانة التي تحتلها المرأة‬ ‫في قصائدك؟ هل هناك تفرد في كتابتك عن المرأة؟‬ ‫** أسخر ممن يقول ان المرأة نصف المجتمع‪ ،‬كيف؟ أليست الحياة أنثى؟‬ ‫إنها الحياة يا صديقي‪ ،‬وألنني وجدت نفسي صدفة على هامش الحياة‪ ،‬كرست‬ ‫كل شعري لها‪ ،‬محاوال التسلل الى قلبها برعشة حب‪.‬‬ ‫يقول نزار (القصيدة أنثى)‪ ..‬والوردة انثى‪ ..‬اال ترى؟ كل شيء جميل أنثى‪..‬‬ ‫وانا أحب الجمال وال أكتب اال عنه‪..‬‬ ‫الذكور منتجو المآسي ومشعلو الحروب ووقودها‪ ،‬الذكور افسدوا في االرض‬ ‫وسفكوا الدماء‪ ،‬الذكور ارتكبوا مجازر في كل بقعة على االرض‪ ..‬من ألقى‬ ‫القنبلة النووية على هيروشيما ذكر‪ ،‬ومن ارتكب االبادة الجماعية بحق الهنود‬ ‫الحمر ذكر‪ ،‬و‪ ...‬ان اردنا ان نعد المجازر التي ارتكبها الذكور لن نحصيها‪،‬‬ ‫اال ترى ان االديان اتفقت على ان هنالك مالئكة وشياطين؟‪..‬‬ ‫* وحدي وحلم في سكون الليل يستجدي اتصالك‪ ..‬ما االتصال الذي كنت‬ ‫تحاول اجراؤه؟‬ ‫** اتصال مع الحياة‪ ،‬هذا نص فايسبوكي بامتياز‪ ،‬جاء صدفة‪ ،‬بعد مرحلة‬ ‫توهان‪ ،‬حاولت فيه اقتناص حالة شعورية محددة‪ ،‬لرجل ينتظر حبيبته خلف‬ ‫شاشة المحمول‪ ،‬بينما يشاكسه النت فينقطع مرة ويعود مرة‪ ،‬وهو يتقلب على‬ ‫جمر االنتظار‪ ..‬تنهشه الوساوس والشك والغيرة‪..‬‬

‫‪18‬‬


‫* منذ أعوام كانت لك مشاركة في برنامج أمير الشعراء‪ ،‬ما الذي اضافته‬ ‫هذه المشاركة على نتاجك الشعري؟‬ ‫** ان برنامج أمير الشعراء قدم خدمة اعالمية كبيرة لمن شارك فيه من‬ ‫الشعراء‪ ،‬واختصر لهم أعمارا من العمل‪ ،‬وبسرعة ضوئية‪ ،‬استطاع ان‬ ‫يدخلهم الى بيوت ماليين المتابعين فضال عن انه وضعهم وجها لوجه امام‬ ‫النقد‪ ،‬الذي أضاء زوايا قد تكون معتمة على المتلقي في قصائدهم‪ ،‬وناقش‬ ‫قصائدهم برؤية عارفة على ايدي نقاد كبار‪..‬‬ ‫برنامج امير الشعراء كحال الملتقيات الثقافية األخرى‪ ،‬فرصة لالطالع على‬ ‫تجارب شعرية وثقافية مختلفة‪ ،‬يمكن ان يفاد منها الشاعر في اغناء تجربته‬ ‫الشخصية ومعرفة المساحة التي يشتغل عليها االخرون ومحاولة تجاوزها‪.‬‬ ‫* ثالث سنوات ونينوى في ظلمة سوداء‪ ،‬ماالذي تركه هذا الغياب على‬ ‫المشهد األدبي والثقافي؟‬ ‫** نينوى مدينة الشمس ال يليق بها الظالم‪ ،‬لذا حين دهمها الليل اغمضت‬ ‫الشمس عينها وصار الظالم سرمدا‪..‬‬ ‫لكن الظالم لم يستطع ان يكمم نور الفكر فيها‪ ،‬فقد اشعل أدباؤها ومثقفوها‬ ‫الف شمعة وقدموا لالنسان عقولهم في شتى المجاالت الفكرية والثقافية‬ ‫والعلمية وايس ادل على ذلك من عشرات بل مئات االصدارات التي اضافت‬ ‫للمكتبة العربية الكثير‪.‬‬ ‫كنا نرد على حرق مكتبة في الموصل باصدار كتاب‪ ..‬لذا لم تتوقف عجلة‬ ‫مثقفي الموصل بل ظلت تدور رغم خطورة االمر وهم يرزحون تحت حكم‬ ‫وصولي متطرف‪.‬‬ ‫* الشاعر هو اآلخر مؤثق لألحداث من خالل قصائده‪ ،‬ماالذي قلته عن‬ ‫نينوى طيلة فترة أزمتها؟‬

‫‪19‬‬


‫نعم الشاعر واألديب في الموصل ارخ لمرحلة الظالم الداعشي في كثير من‬ ‫المساهمات الفكرية والثقافية على مستوى العالم‪..‬‬ ‫وعني شاركت في معرض اربيل الدولي للكتاب عام ‪ 2017‬بورقة كشفت‬ ‫بها ما شاهدته من ممارسات ال انسانية داعشية ضد االنسان الموصلي‪ ..‬كما‬ ‫انني خرجت الى النور بعد سنتين ونصف من الظالم بمجموعة شعرية هي‬ ‫(صوت اسمر) جل قصائدها عن مرحلة داعش‪ ..‬ورواية (فارابا) التي دونت‬ ‫فيها بطريقة فنتازية ما شاهدته ليس خالل فترة داعش فقط انما االسباب التي‬ ‫اوجدتها أو ساعدت على ايجادها قبل سنوات كثيرة‪.‬‬ ‫*انت رئيس الهيئة االدارية التحاد ادباء نينوى‪ ،‬ماهي المشاريع المستقبلية‬ ‫لالتحاد؟ وهل هناك اصدارات جديدة لالتحاد؟‬ ‫** ان كنت تريد الكالم عن االحالم‪ ،‬فمشاريعنا المستقبلية تسع االرض‬ ‫والسماوات‪ ،‬وان كنت تريد الكالم عن الواقع‪ ،‬فاقول لك اننا مصدومون حقا‪.‬‬ ‫كن نتصور ان االعصار الذي عصف بالمدينة واهلها سيعيد العقل الى‬ ‫رؤوس سياسيي المدينة‪ ..‬اذا صحت تسميتهم سياسيين‪..‬‬ ‫انهم هم السبب في كل ما حدث‪ ..‬النهم منشغلون بالمكاسب الشخصية على‬ ‫حساب اإلنسان الموصلي‪ ..‬سرقوا وزوروا واحرقوا وسلموا المدينة‬ ‫بتاريخها وحاضرها ومستقبلها لداعش وراحوا في اجازة لثالث سنوات في‬ ‫مصايف كردستان‪ ..‬وعادوا االن ليعوضوا ما فاتهم خالل سني اإلجازة‪.‬‬ ‫بينما االنسان الموصلي الذي ظل في مدينته ولم يتركها للغرباء ظل مقموعا‬ ‫ومنبوذا‪ ..‬ومنهم المثقف الموصلي‪..‬‬ ‫قلت لك حبن هرب السياسيون الى كردستان كنا في الموصل نكتب ونوثق‬ ‫ونخفي ما نكتبه في رمل الحديقة او خلف مفاتيح الكهرباء بعد نسخه على‬ ‫ذاكرة الكترونية صغيرة‪ ..‬حين كانت داعش تحرق مكتبات الموصل اتفقنا‬ ‫في اتحاد االدباء مع دار غيداء في االردن وطبعنا عدة عناوين‪..‬‬ ‫واالن عاد الهاربون من االجازة ليقرروا ان اتحاد االدباء ال يستحق مقرا‪..‬‬

‫‪20‬‬


‫انهم ضد الثقافة ويعملون على اشاعة الجهل الن الجهل هو الوحيد الذي‬ ‫يرضى بالفساد والمحاصصة والطائفية التي تساعد على وجودهم وبقائهم‬ ‫متنعمين بمكاسبهم‪..‬‬ ‫انهم يعلمون بعريهم امام الثقافة لهذا يحاربونها‪ ..‬لكننا سنظل نعمل وسنسلط‬ ‫على الفاسدين ضوء الحقيقة لتعريتهم امام المواطن الموصلي‪ ،‬اما عن‬ ‫االصدارات فقد بدأنا االن بتفعيل مشروعنا وبدأنا باصدار رواية الزميل‬ ‫نوزت شمدين (سقوط سرداب) وستتوالى االصدارات عن اتحاد ادباء نينوى‬ ‫خدمة للثقافة والمثقفين في مدينتنا الجميلة‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫أدب ساخر‬

‫ياباعراقي‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫اكثر من الف مرة تحاورت مع صديقي بشان ضرورة استنساخ التجربة‬ ‫اليابانية في العراق بخصوص ابداعهم في االعمار والنظام والثقافة وكرة‬ ‫القدم ‪..‬حتى تاكدت من وصوله الى القناعة التامة بها ‪..‬لكنني صباح هذا‬ ‫اليوم رايت صديقي اليابا عراقي يحمل (عود نشافة ) مطاردا قطة ما‬ ‫‪..‬لمجرد محاولتها البريئة النوم في حديقة بيته ‪..‬فاوقفته محتجا ‪....‬وقلت له‬ ‫‪ :‬هل تعلم ان في اليابان فندقا مخصصا للقطط ‪..‬‬ ‫لم يجبني ‪..‬وتطايرت شرارات غضب ثورة العشرين من عينيه ‪..‬‬ ‫وتصاعدت لديه ( الحماوة ) العراقية ‪..‬مستذكرا نشيد الحت رؤوس الحراب‬ ‫‪..‬تلمع بين الروابي ‪..‬‬ ‫ففهمت منه بنباهتي اليابانية ‪..‬انني اذا لم اركض‪ ..،‬واهرب مثل القطة فان‬ ‫(عود النشافة ) سيشطر راسي الى نصفين ‪..‬‬ ‫وكما يقول المثل الياباني ( الهزيمة نصف المرجلة )‬ ‫لذلك انطلقت راكضا للحفاظ على المرجلة ‪....‬وعلى العالقات الدبلوماسية‬ ‫بين اليابان ‪..‬والعراق ‪..‬‬

‫‪22‬‬


‫عسكر يف املعسكر‬

‫حسام الطحان‬ ‫استدعاني امر السرية ذات يوم للحضور امام أمر مركز التدريب فجئت‬ ‫واديت التحية على طريقة محمد هنيدي ‪ ،‬فقال لي االمر ‪ :‬وين شواربك ؟‬ ‫وبطريقة ال ارادية قلت له ‪ :‬سيدي بالبيت ثم تداركت وقلت سيدي شواربي‬ ‫عالسنة ‪ ،‬فقال طولها ‪ ،‬لكني قلت له وهللا سيدي ما اطول هذه سنة الرسول‬ ‫‪ ،‬وكان اآلمر يعتز بشاربه كثيرا ‪.‬‬ ‫مع بدء االلتحاق كل يوم سبت كنا نأخذ معنا طعاما يكفي حتى نهاية االسبوع‬ ‫تقريبا ‪ ،‬لكن اآلمر كان يفرض علينا ان نخرج طعامنا صباح يوم السبت‬ ‫ويطلب منا ان نأكله او نتخلص منه في غضون ساعة ونبقى االسبوع كله‬ ‫بال طعام ‪ ،‬ثم تبين لنا ان جزءا من ارباح الحانوت يذهب الى جيبه الشريف‬ ‫‪ ،‬وان امتالكنا للطعام يؤثر سلبا على عمل الحانوت لذا كان يعمد الى اخذه‬ ‫منا وحتى اتالفه كي نضطر للشراء من الحانوت ‪ ،‬وبما ان امر السرية كان‬ ‫من معارفنا وجارا لنا في المنطقة كنت اتعمد ابقاء الحقيبة في غرفته في‬ ‫اليوم االول من التحاقي كي ال يصادر امر المركز طعامي ‪.‬‬ ‫هكذا كان بعضهم ينظر الى مفهوم الشرف ‪ ،‬فالشارب عنده رجولة وشرف‬ ‫‪ ،‬واخذ الطعام من الجنود والتضييق عليهم ليس باالمر المهم وال يعد‬ ‫انتهاكا لمقاييس الشرف ‪.‬‬ ‫كم اود ان التقي هذا الرجل الجبان واضع ( تفلة ) في جبينه واقول له ‪:‬‬ ‫بسبب امثالك من العارات جرى لنا ما جرى يا عديم الشرف ‪.‬‬ ‫وعليهم عليهم ‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫شعر‬

‫اتابع خطاي‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫كيف ‪،...‬‬ ‫ّ‬ ‫أصنف خطاي ‪،...‬‬ ‫وأنا لست ‪،...‬‬ ‫أناي ‪،..‬‬ ‫ضائع يف ‪،..‬‬ ‫طور االفرتاض ‪،...‬‬ ‫تهديني ‪،...‬‬ ‫عصاي ‪،..‬‬ ‫وجودي ‪،...‬‬ ‫كال وجودي ‪،...‬‬ ‫وغيابي ‪،...‬‬ ‫معاي ‪،.‬‬ ‫أتيه مباهيتي ‪،...‬‬ ‫وصمتي ‪،...‬‬ ‫هواي ‪!.‬؟‬

‫‪24‬‬


‫يف حلق األفق‬

‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫تنهد المساء‬ ‫في حلق األفق‬ ‫تلحفت األحالم‬ ‫فيما يشبه الغسق‬ ‫أولست أنت من سبق ؟؟‬ ‫وقال شاركيني حلما‬ ‫برائحة الحبق‬ ‫أوليست عيناك ؟؟!‬ ‫ما أهدانيه محار البحر‬ ‫ونبض معصميك‬ ‫ما دب في خافقي‬ ‫لحظات الحب‬ ‫والحنين‬ ‫والقهر‬ ‫إياك ‪....‬‬ ‫بحق القمر‬ ‫أن تقهقر السمر‬ ‫أن تذبح عنق العطر‬ ‫في مذبح السفر‬ ‫إياك‪...‬‬ ‫بحق المغيب‬

‫‪25‬‬


‫أن تغيب‬ ‫وتغرب‬ ‫فيغرب األمل عن الوطر‬ ‫أناشدك ‪....‬‬ ‫بالسموات السبع‬ ‫وبرأس ذاك النبع‬ ‫وبحرفك الذي‬ ‫التهم قصيدي ولم يشبع‬ ‫أناشدك ‪...‬‬ ‫بسهد في ليلي تربع‬ ‫ومرج زهر‬ ‫في بيد الصدر يقبع‬ ‫أال تبهت ألواني‬ ‫أال تخرف نيساني‬ ‫أال تحرق كانوني‬ ‫فيخلو مكاني من دوني‬ ‫أرجوك‬ ‫إرو ظمأة نيراني‬ ‫تخاصم عيني ‪..‬أجفاني‬ ‫أشتاق بعثا يحييني‬ ‫فادخل وحدتي‬ ‫دون استئذاني‬

‫‪26‬‬


‫ما كل هذا الدمار‬ ‫************‬ ‫شذى االقحوان المعلم‬ ‫سوريا‬ ‫فوق برج األمل‬ ‫من صخور البؤس‬ ‫ميد رأسه جرح‬ ‫يصرخ دون صوت‬ ‫يردد صداه مدى‬ ‫يسبيه انكسار‬ ‫خلف انكسار‬ ‫أوجعتموني‬ ‫سراب‬ ‫متد يدك ‪ ...‬إليه‬ ‫من نافذة اجلوع‬ ‫وتكسر زجاج قهر‬ ‫فقأ عني احللم‬

‫‪27‬‬


‫كأنك مركب تائه‬ ‫يف ليل الغربة‬ ‫واجلهات تصب‬ ‫يف بوتقة العدم‬ ‫والرب هذيان‬ ‫سراب‬ ‫كل رحلة‬ ‫ماكل هذا الدمار‬ ‫يأتي اخلريف‬ ‫يشد معطف الثبات‬ ‫فترتنح اخلطوة‬ ‫يف دروب املبتغى‬ ‫و ينسج احلزن‬ ‫خيبة األمل‬ ‫خبيط العجز‬ ‫وينشد االحتضار‬

‫‪28‬‬


‫ايقاع املساء‬ ‫بقلم‬ ‫لمياء العلوي‪ ...‬تونس‬ ‫اهفو اليك ولكن نفسي‬ ‫تزدريني‬ ‫تؤنبني ليايل‪ ...‬تردعني ايامي‪..‬‬ ‫هوسك وهلا كان‬ ‫كان‪ ...‬يعتليىن‬ ‫ايقاع املساء‪ ...‬يعزف رنيني‬ ‫لفح خدك ريق رقيق يسكب شذاه بريق‬ ‫يريق عطرا يتسرب بني جدائل شعري الليلكي‬ ‫أنتشيه عشقا ‪...‬حبا ينتشيني‬ ‫احلنني جيتاحني ‪..‬‬ ‫يأسرني يشتت شتاتي‬ ‫يستفز انوثتي‬ ‫‪29‬‬


‫اقف امام مرٱتي العنها الف مره‬ ‫ثم احني هامتي‬ ‫فقط الحيي كرامتي‬ ‫ابعث الٱه تسافر تنهيدتي شاقة بروري‬ ‫ناسجة عناويني‪..‬‬ ‫لتمسح الوانا كانت‬ ‫يف حمياه انيني‬ ‫الريح متطر قوس قزح من ندى يغتالني حنيني‪..‬‬ ‫اهب هاربة السرتد فقط‬ ‫انفتي ‪.....‬‬ ‫واحمو امسه من قوائم سنيني‬

‫‪30‬‬


‫قصيدة تحاكي أغنية قارئة الفنجان للراحل عبد الحليم حافظ…‬ ‫تأليف الراحل نزار قباني‬ ‫قارئة الفنجان‬ ‫عبدالستار الزهيري ‪..‬العراق‬ ‫عند تلك الغجرية‬

‫ال شمس وال قمر‬

‫ولكني…‬

‫التي تدّعي قراءة‬

‫والليل ال يغادر‬ ‫الزمان‬

‫سأرفض هذا الكالم‬

‫جلست بين يديها‬

‫ستتوه بين الكثبان‬

‫ال اؤمن بهذيان‬ ‫العرافة‬

‫أستمع للبرهان‬

‫في صحراء الهجر‬

‫فطريقي سالك‬

‫قالت يا ولدي‬

‫ال صوت وال أنيس‬

‫طريقك طويل فيه‬

‫والبلبل أمتنع عن‬

‫وسأمتطي جواد‬ ‫الريح‬

‫متاهات وظنون‬

‫الغناء‬

‫ستحاول وتحاول‬

‫ستحيط بك أشباح‬

‫وأتغلب على كل‬ ‫الحراس‬

‫الفنجان‬

‫وسأردفها خلفي‬

‫لكن الغد مجهول‬

‫الدروب‬

‫والحلم بعيد‬

‫فطريقك مسدود‬

‫وأطير الى عنان‬ ‫السماء‬

‫عند شطآن الخلجان‬

‫يا ولدي‬

‫وسأبني لها قصرا‬

‫فالجو عاصف‬

‫وأميرتك في قفص‬

‫فوق الغمام‬

‫والريح تقلع األبواب‬

‫في قصر السلطان‬

‫ليليق بأميرة الزمان‬

‫ياولدي…‬

‫تكسرت أحالمك‬

‫طريقك محفوف‬

‫وجرح الروح نازف‬

‫بالمخاطر‬

‫بأستمرار‬

‫‪31‬‬


‫حني أراك‬ ‫بقلمي د‪ .‬محمد احمد‬ ‫حين اراك‬ ‫يصبح عقلي مني سليب‬ ‫اتوه ضاال بسحر عيناك‬

‫تنتابني لحظات ان اكون مناك‬

‫ينتابني عشق غريب‬

‫حر انا ولكني أسير هواك‬

‫يجري بنبضي كل هواك‬

‫تقيدني سالسل ال يملكها سواك‬

‫حين أراك‬

‫متى تعرف اني اتوق فداك‬

‫يتهافت الجلك نبضي‬

‫حين أراك‬

‫تتسارع دقات قلبي‬

‫تختلط عبثا الواني‬

‫تحلق روحي في افاقي‬

‫لترسمك فرحة احزاني‬

‫ليصبح هائما بسحرك لبي‬

‫فحبك عنوان مهجتي‬

‫حين أراك‬

‫احاسيسي وكل حناني‬

‫تتفتح حدائق عمري‬

‫حين اراك‬

‫بأجمل ورودي‬

‫تفتقد حضورك اشيائي‬

‫اكتب إسمك بسري‬

‫تموت دونك طيور سمائي‬

‫بارق كلماتي‬

‫يطل باكيا قمر سمائي‬

‫حين أراك‬

‫الن دموعه عرفتك دائي ودوائي‬

‫‪32‬‬


‫جترعت حبك حتي الثماله‬ ‫قصبة هادية فرحات‬ ‫الجزائر‬ ‫فما عدت أدرك الحالل من الحرام‬

‫هزني عرشك سيدى‬

‫ووقفت علي بابك ألقي السالم‬

‫وامسيت اتجول بين حديث شعرك‬

‫وكلى شوق ألسمع حلو الكالم‬

‫بين كلماتك‬

‫فاخذتني االحالم بعيدا الي األمام‬

‫حروفك‬

‫فأحس انى بين الغيوم كالحمامه‬

‫نقاطك‬

‫فالحياة علمتني الكثير‬

‫وحتي حبر اقالمك‬

‫ولكنها لم تعلمني كيف أطير‬

‫كل شئ منك عطر‬

‫ألحلق بين العشاق‬

‫عبق الزمن الجميل يمأل المكان‬

‫وانير قلبا خلفه الزمن من سنين‬

‫وفجأة أجدني أحلم‬

‫ثم عاد وايقظه بعد حين‬

‫علقت أنا في شبق الخيال‬

‫فاحسني للحب أسير‬

‫وأحالمي كالصخور رزانة‬

‫فادركني يا إلهي وعجل التدبير‬

‫تعتصر روحي وقلبي الما‬

‫ما اظنني ندا لهذا المثير‬

‫عبثا أحاول الخروج‬

‫حبيسة بين كلماته‬

‫دون جدوى من هذه البروج‬

‫مثل طفلة في العاشرة بين المروج‬ ‫تسير‬

‫متاهات أبواب واقفال‬ ‫ما الحل وأنا في دنياك‬

‫فعذرا ايها الحب استقيم‬

‫اسيره‬

‫فكأنني قرأت كلماته واكتفيت‬

‫وقليلة الحيله‪......‬‬

‫ومضيت في حبه وارتقيت‬ ‫أنا العاشقة البائسة‬

‫‪33‬‬


‫عالم املرآه‬ ‫ّ‬ ‫يا حبيبي أيعقل أن تفرقنا املسافات وجتمعنا اآلهات؟‬ ‫ُ‬ ‫يا من ملكت قلبي ومهجتي يا من عشقتك وملكت‬ ‫دنيتي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أتصدقيني إن قلت لك أن اجلمال خلق من عينيك حني‬ ‫ّ‬ ‫رؤياك؟ حبيبي عندما أنام أحلم أنني أراك بالواقع‬ ‫ّ‬ ‫وعندما أصحو أمتنى أن أراك ثانية يف أحالمي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حينما تتوقف روحي عن عشق روحك سيتوقف قلمي عن‬ ‫عشق احلروف وتقبيل الورق‪.‬‬ ‫يف يدي الواحدة مخسة أصابع‪ ،‬أراها متساوية مجيعا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باخلشوع حينما تالمس يديك‪ ،‬ضاع عمري مرتني‪ ،‬مرة‬ ‫ّ‬ ‫قبل أن ألقاك‪ ،‬والثانية‪ ،‬عندما مل أعد ألقاك‪.‬‬

‫زهرة حممد‬ ‫‪34‬‬


‫اتصال هاتفي ‪ .......‬يهز الرأي العام‬ ‫اسيل الساعدي‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫( وال تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيال )‬ ‫صدق هللا العلي العظيم‬

‫اليوم اقشعر بدني وارتجف سائر جسدي اعترف أنني أصبت بصدمة‬ ‫منعتني من الحديث والحركة لدقائق ‪..‬‬ ‫فأالتصال الذي سمعتة شتت افكاري وسبب لي اضطرابات في مشاعري‬ ‫وحرقة عظيمه في قلبي ‪..‬‬ ‫في هذا االتصال الذي هز ضمائر وقلوب العديد من الناس غيري ذكرت‬ ‫كوثر أنها ال تثق بأحد ابدا وعندما سألها مقدم البرنامج عن السبب‬ ‫قالت كيف اثق بأحد وأقرب الناس لي قد خانني ‪..‬‬ ‫أجل خانني مع تلك التي تعيش معي في نفس المنزل خانني مع زوجة أخو‬ ‫‪..‬‬ ‫زوجي يزني بزوجة أخو ‪..‬‬

‫‪35‬‬


‫ياالهي سترك ورحمتك علينا هذا ما رددتة حين سمعت كالمها ياالهي إلى‬ ‫أي حال قد وصلنا ( إنا المحارم من الكبائر )‬ ‫استمرت بالحديث عن وضعها وذكرت أن ماتمر به ليس شك فقط وغيره‬ ‫بل هي رأتهم يمارسون الرذيلة بعينها ‪..‬‬ ‫وواجهتهم‬ ‫فكان جواب الزوج ‪:‬‬ ‫أن كان يعجبك البقاء ابقي وان لم يعجبك ارحلي ‪..‬‬ ‫أما جواب زوجة األخ الخائنة فكان ‪:‬‬ ‫انا وزوجك تجمعنا قصة حب قبل أن يتزوج بك وما نفعلة لن تستطيعي أن‬ ‫توقفية ‪..‬‬ ‫كوثر أصبح صوتها مخنوق كأنها تبكي بصمت ‪..‬‬ ‫تقول لي أربعة اطفال أن كشفت الحقيقة سيصبحون كأنهم أيتام رغم أن‬ ‫والدهم على قيد الحياة ‪..‬‬ ‫وحماي أيضا لدية اطفال انا ماذا أفعل ‪..‬‬ ‫إن تكلمت ساهدم عائلتين ‪ ..‬سيضيع اطفالي وأطفال حماي ماذنبهم‬ ‫ثم أكملت مازلت في حيرة من أمري ‪..‬‬ ‫جريمة كبرى تهز عرش السماء وفاحشة مرتكبة بتعمد ومع سبق االصرار‬ ‫‪..‬‬ ‫كوثر عليك أن تتكلمي فالساكت عن الحق شيطان اخرس ‪ ..‬الحق يجب أن‬ ‫يظهر ماذنبك لتتعذبي وماذنب زوجها ليتعذب ‪..‬‬ ‫مسك الختام اللهم بحق كل انبيائك واوليائك أن تحمينا من شر انفسنا‬ ‫وضعفنا وان تزيد محبتك في قلوبنا وخوفنا‬

‫‪36‬‬


‫أزياء‬

‫‪37‬‬


‫أقالم شابه‬ ‫َ ْ ّ‬ ‫ّ‬ ‫سِنيِنا منسية‬ ‫استبرق الزبيدي‬

‫ّ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫من بعد كل هذه السنِي ‪....‬‬ ‫ّ‬ ‫ما بال تِلك الغصة التي تعرتيني‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عِند هبوب نسيم ذِكراك على خميلتي ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ما بال صحوة ذلك الشعور‪... .‬بعد سباته الطويل‪!....‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ظننت اني جتردت مِنك ‪....‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫حت ايقنت اني منغمسة فيك ‪..‬معجونة بِخداعك‬ ‫ُ‬ ‫‪..‬مغرمة بأكاذيبك‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫انا مل اجترد يا عزيزي ‪....‬امتزجت بك‪.....‬‬ ‫ّ‬ ‫وكانت هذهِ مأســاتي!‪..‬‬

‫‪38‬‬


‫… قمة الغنب واخلذل…‬ ‫منال محسن‬ ‫هناك من حيبك ‪..‬‬ ‫وهناك من هو معتاد عليك فقط‬ ‫الفرق أنك إذا غبت ‪..‬‬ ‫األول سيفتقدك ويسأل عنك ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫والثاني سينساك كأنه مل يعرفك ‪..‬‬ ‫هناك من حيبك لن يدعك تشكو له اكثر من مره‬ ‫وهناك من يعرف تعبك و شكوتك فصم االذن عنها وتركك‬ ‫بامل الشكوى…‬ ‫هناك من حيبك ال يطفئ ضؤه االخضر بوقت تواجدك‬ ‫وهناك من يطفئ ضؤه ومىت ماتأكد انك ذهبت حىت‬ ‫يضيء‬ ‫ضؤه…‬

‫‪39‬‬


‫*ترانيم سحرك *‬ ‫بقلمي صورية حمدوش ‪ /‬الجزائر‬ ‫أتدري حبيبي‬ ‫كلما أقبل عينيك‬ ‫يف تلك الصور التي تتألق فيها بسماتك‬ ‫ينشرح صدري وتتسع شرايني قلبي‬ ‫كإرتوائي مباء زمزم السحري‬ ‫وأجيبت دعواتي‬ ‫أو كأمنا صببت ماء عينيك على جسدي‬ ‫كتلك البسمة التي تتألق بها حنوي‬ ‫مذاقها حلو عسل وشهد مصفى‬ ‫فال يوجد جن والإنس إىل بسمتك يرقى‬ ‫قسما برب اخللق األعلى‬ ‫تسحرني كلما نظرت يف عينيك‬ ‫فالبؤبؤ يتجلى فيه روحك األنقى‬ ‫والرموش شواطئ البحار واحمليطات‬ ‫تهديني سعادة بغريها أشقى‬ ‫كأنك العروة الوثقى‬

‫‪40‬‬


‫إن حدت عن حبك‬ ‫نار جهنم ألقى‬ ‫فكيف لو لقيت عينايا عيناك‬ ‫فأرسلت نورهما حنوي‬ ‫سأتوهج نورا ينسف نور حوريات السماء‬ ‫وإن تشبعت صدري بأنفاسك‬ ‫سينبت يل أجنحة كاملالئكة‬ ‫عندها سأختطفك إىل اجلنان‬ ‫ألواريك عن أهل األرض بأمان‬ ‫فوحدي من كتب إمسها يف بؤبؤ تلك العينان‬ ‫لدى روحي تائهة وشريدة يف بعدك‬ ‫تزورني مع أطيافك‬ ‫بني الفينة واألخرى‬ ‫ألتلوا عليها تراتيل حبي لك‬ ‫ثم حتلق يف السماء كنوارس بيضاء‬ ‫ترفرف أجنحتها كريشة رسام‬ ‫زاد من األلوان الذهبية‬ ‫ليكتشف أن ريشته سحرية‬

‫‪41‬‬


‫مصدرها أشعة ضوء عينيك البهية‬ ‫استحلفك برب اهلدى‬ ‫أن تطلق العنان لضوء عينيك‬ ‫مع ضوء النجوم ليال وتبوح هلما مبكنوناتك‬ ‫فإنها واهلل ستعكسها أنوار يتشربها قلبي‬ ‫بنياط القلب خيزنها‬ ‫يسرتسل نورها مع خيوط الفجر‬ ‫فتتألق به أصوات الكروان‬ ‫تشدوا وترتاقص للكون‬ ‫تتبعها نسمات الصباح مع فلق الفجر‬ ‫تداعب رموشي ووجنتاي‬ ‫كأمرية يف قصر قلبك‬ ‫الحتلوا صباحاتها إال بك‬ ‫واليكتمل نهار سعادتها‬ ‫إال برتانيم سحرك‬ ‫فما أبدعك حبيبي‬ ‫وسبحانه اخلالق كيف صورك‬ ‫وهنيئا لقلبي حببك‬

‫‪42‬‬


‫آمل الفراق‬ ‫بقلمي حمزة العبيدي‬ ‫موتك والدي عاصفة جرفتني‬ ‫بني املدن والوديان أهملتني‬ ‫فانعدم اإلحساس وتوقف عقلي‬ ‫وأنا تائه خبطى بطيئة أبكي‬ ‫متجها إليك جبسد يستجدي‬ ‫رأيتك بأعينن حزينة تروي‬ ‫مرار البعد عن حضن يشفي فلبثت يف املرض شهورا تنادي‬ ‫لرأيتي متجاهال أالمك غري مبايل‬ ‫فما أعظم صربك وأنت تفتدي رؤية ابنك ثم متضي‬ ‫فرمحة اهلل عليك يا قدوتي‬

‫‪43‬‬


‫وطني‬ ‫بلقيس حيو‬ ‫العراق‬ ‫وانا مغرتب يف وطني‪!..‬‬ ‫طفل أنا وقتلت طفولتي‬ ‫َ‬ ‫كنت أبلغ السادس من عمري‬ ‫وربيعي كان ينمو بعيني‬ ‫َ‬ ‫كنت أمجع اوراق احالمي‬ ‫كنت اناثر ضحكاتي‬ ‫كنت أنتظر أبي‬ ‫لكي يزينني بالثياب‬ ‫والكتب تضم أمسي ومستقبلي‬ ‫نزحت يف رقة طفولتي‬ ‫َ‬ ‫واحللم تبعثر‬ ‫َ‬ ‫واألمل تسطر‬ ‫‪44‬‬


‫والوجه ختدش‬ ‫َ‬ ‫والبيت تهدم‬

‫َ‬

‫وسألتني الناس بأي ذنب جرى‬ ‫وبأي يوم سرى ومضى‬ ‫ال أعلم ‪!..‬‬ ‫فقد جرى ما جرى‬ ‫فأنا وثيابي املتمزقة مضينا بال مأوى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫واب قد رحل بال عودة‬ ‫َ‬ ‫وبقي دمه يزهر الربيع والنوى‬ ‫وياليته ما مضى‬ ‫وما كنت ألطلب العلى‬

‫‪45‬‬


‫روحك تهمس يل‬ ‫بقلم‬ ‫سمر ضهرو‬ ‫كاوراق الشجر‪...‬‬ ‫نغازلني كالنجم يف السحر‪..‬‬ ‫حناكيني جبدائل القمر‪...‬‬ ‫نكتب قصتي من جنون السهاد‪...‬‬ ‫لعاشق يل يشبهني‪...‬‬ ‫وعاشقة فاقت بعشقها‬ ‫اخليال جنون عشقي‪ ..‬للحياة‬ ‫له يثور احلنني حني ينبض‬ ‫يف ايسري الوتني‪..‬‬ ‫والشغاف عنه بسال‬ ‫ادمنت غربة‪..‬الشرايني‪.‬‬ ‫وعن االحضان اسال ضمة‪...‬‬ ‫‪.‬عن وجود قبلة‪...‬‬ ‫انا عاااااشقة للهوى‬ ‫وانزف رغبة‪...‬‬

‫‪46‬‬


‫لعاشق‪..‬غز نبضه نبضي‪..‬‬ ‫يسالوني ان انسى‪.‬‬ ‫كيف انسى وانت تسكنني‪،‬‬ ‫كجان نفسي‪..‬‬ ‫يدعوا يل ان اشفى‪...‬‬ ‫كيف اشفى‪...‬‬ ‫وانا املريضة بعشق اهلوى‪...‬‬ ‫وان احلروف شهقت زفريها‪...‬‬ ‫اكتب بها كي احيا‪...‬‬ ‫كيف احيا‬ ‫انا القتيلة باحلرف والقاتل‬ ‫ينزف دما‪...‬‬ ‫هل عرفتم حبيبي‪.‬‬ ‫انه احلرف والقلم‪.‬‬ ‫ارتوي منه عشقي‬ ‫وهو يرتوي املا ‪...............‬‬

‫‪47‬‬


‫من أنت ؟؟‬ ‫رواء السوداني‬

‫حزنك!!‬ ‫أنا‬‫ِ‬

‫َ‬ ‫حزن من قال أني حزينة !!‬ ‫‬‫ِ‬ ‫غرورك ال يسمح إللك بقول هذا ‪.‬‬ ‫انك حزينة لكن‬ ‫اعلم‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زن‬ ‫أنا لست حزينة‬‫ح ِ‬ ‫لكن أكرهك أنت سبب ِ‬ ‫ِ‬ ‫أجرحك‬ ‫مل اقصدك ان‬‫ِ‬

‫‪48‬‬


‫لكن فعلتها !!‬‫سواك ومل اكن اقصد كانت غلطة عندما‬ ‫أخربتك ليس يل‬‫ِ‬

‫خنتك‬ ‫ِ‬

‫غلطة جعلتني ابتسم ‪...‬غلطة انا دفعت الثمن بها‬‫وتغفر يل‬ ‫سيأتي يوم‬‫ِ‬ ‫من قال ؟؟؟‬‫روحك‬ ‫النك مالك طاهر وانا الذي لوثت‬ ‫انا أقول‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لست مالك ؟؟اصبحت شيطان ومل اغفر الحد‬‫حت أنا !!!؟؟؟‬‫ومن أنت حت اغفر لك اصبحت اعمل على كالم احدهم انتقم‬‫ممن ظلموك فأنت لست الرب لتساحمهم‬ ‫وهل ستنتقمي مني !!؟؟‬‫طبعا‪...‬اعيدك غريب كما كنت حت لو تصادفنا يومآ سوف‬‫اقول ال اعرفك ابد تبآ لك‬

‫‪49‬‬


‫ختامه مسك‬ ‫ال ارى ‪ ...‬ال امسع ‪ ...‬ال اتكلم‬ ‫حاتم الطائي‬

‫منذ قضية فالح السوداني مرورا بأيهم السامرائي وبهاء االعرجي وحماية‬ ‫عادل عبد المهدي وليس انتهاء بالنصراوي لم نشهد تقديم اي مسؤول عفوا‬ ‫أي " مسعور " عراقي الى القضاء ومحاكمته كي ينال جزاءه العادل !‬ ‫بصريح العبارة لم تكتحل عيون العراقيين برؤية وزير فاسد وراء القضبان‬ ‫محكوما عليه بكذا مدة من السجن ‪ ...‬كلهم خارج الحدود اآلن بل ويتنعمون‬ ‫بما سرقوه وذلك بفضل الجنسية المزدوجة التي يحملونها والتي اصبحت‬ ‫بمثابة حصانة دبلوماسية و صك من صكوك الغفران !‬ ‫اذا كنت تريد ان تكون لصا ال يستطيع القانون ان يطالك فعليك بالحصول‬ ‫على جنسية أخرى واالنضمام الى اي كتلة سياسية والتباكي على مظلومية‬ ‫آل البيت اذا كنت شيعيا او االمتعاض من سب امهات المؤمنين والصحابة‬ ‫اذا كنت سنيا !‬ ‫هؤالء كلهم ينتمون الى احزاب او حركات او تيارات اسالمية تدعي انها‬ ‫تمثل االسالم المحمدي األصيل بشقيه السني والشيعي ‪ .‬فاعضاء الحزب‬ ‫االسالمي السني ومن لف لفه يتباكون على عدالة " العمرين " عمر بن‬ ‫الخطاب وعمر بن عبد العزيز واعضاء االحزاب الشيعية يتباكون على‬ ‫عدالة علي بن ابي طالب !‬

‫‪50‬‬


‫والنتيجة كما يقول المثل االنكليزي " اني اسمع جعجعة وال ارى طحينا " !‬ ‫الكل يتحدث عن العدالة وضرورة تطبيقها على الرعية بالسوية والكل يتحدث‬ ‫عن ضرورة ان ال تأخذهم في تحقيقها لومة الئم والكل يتحدث عن " العدل‬ ‫اساس الملك " حتى ان احد البرلمانيين ولشدة ولهه بها عدها آية من آيات‬ ‫القرآن الكريم وحتى انه سبقها بالبسملة بقوله بسم هللا الرحمن الرحيم ‪" :‬‬ ‫العدل اساس الملك " صدق هللا العظيم !‬ ‫ولكن عندما تأتي الى الواقع تجد ان كل ما يتفوهون به مجرد شعارات لذر‬ ‫الرماد في العيون ‪ .‬وحتى وصل األمر الى أن يحضر احدهم " المحاكمة "‬ ‫ويجري تبرئته من كافة التهم الموجهة اليه بناء على قاعدة " حلني وأحلك "‬ ‫!‬ ‫هناك حكاية عراقية طريفة تقول ان احد االبناء سمع حسحسة في الليل فاذا‬ ‫به يرى " حرامي " فمسك بتالبيبه واخذ ينادي على والده ‪ ...‬يا والدي اني‬ ‫قبضت على لص يريد سرقتنا فقال له والده إئتي به إلي فقال اإلبن انه ال‬ ‫يريد أن يأتي فقال له الوالد يا بني دعه يذهب في سبيل حاله فقال اإلبن يا‬ ‫والدي انه ال يدعني !‬ ‫فعال " من أمن العقاب أساء األدب " ‪ ...‬ما دام هناك مساومات وما دام هناك‬ ‫قضاء فاسد وما دام هناك " وجهانيات " وما دام هناك من يحكمنا وفق مبدأ‬ ‫" هذا لك وهذا لي " فال نتوقع في المدى المنظور ان نرى عدالة العمرين‬ ‫او عدالة علي تتحقق في العراق وكل من يقول لك عكس ذلك فقل له بالفم‬ ‫المليان " أنت كذاب أشر " !‬ ‫ودعونا نواسي انفسنا وإياكم بقراءة سيرة العمرين وسيرة علي بن ابي طالب‬ ‫ونمني انفسنا بأنه كان فيما مضى وفي سالف العصر واألوان شيئا يدعى "‬ ‫عدالة " وكونوا على ثقة بأننا سوف نجد قصصا رائعة عن العدالة يمكننا ان‬ ‫نتغنى بها ونرويها بكل فخر وزهو ألجيالنا القادمة عندما يسألوننا عما‬ ‫اورثناه لهم ‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫الووو‬

tzozo000@gmail.com ‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني‬

52/https://magazineflowerbaron.wordpress.com ‫موقع الويب للمجلة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.