مجلة زهرة البارون عدد 36

Page 1

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني عدد ‪36‬‬

‫‪1‬‬


‫هيئة حترير‬ ‫جملة‬ ‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬ ‫مستشار المجلة‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫المحررون‬ ‫د‪ .‬محمد احمد صالح‬ ‫العراق‬ ‫احمد محمد عيسى‬

‫زهرة محمد‬

‫مصر‬

‫الجزائر‬

‫شريف العرفاوي‬

‫هادية قصبة فرحات‬

‫تونس‬

‫الجزائر‬

‫رسل الساعدي‬

‫رواء خلف السوداني‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫‪2‬‬


‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاح ‪5............................................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫داؤد باشا ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.......................................................‬‬ ‫السيدة نصرى ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪10......................................................‬‬ ‫الدولة الحديثة‪ /‬د‪ .‬فارس تركي ‪16.....................................................‬‬ ‫المراة في صدر اإلسالم ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪22.............................‬‬ ‫دور الصحافة في تطور النثر ‪ /‬رواء خلف السوداني ‪25............................‬‬ ‫ادب ساخر‬

‫شاطر ( رحمه هللا ) ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪27.....................................‬‬ ‫ذات يوم ‪ /‬حسام الطحان ‪28............................................................‬‬ ‫شعر‬

‫غربة ‪ /‬د‪ .‬عبد الستار البدراني ‪29....................................................‬‬ ‫ألجلك يا قدس ‪ /‬لمياء العلوي ‪31.....................................................‬‬ ‫وارتكب الوداع ‪ /‬نرجس عمران ‪32..................................................‬‬ ‫دموعنا من اختيارنا ‪ /‬محمد احمد العراقي ‪33.......................................‬‬ ‫حديث الهدهد ‪ /‬هدهد ‪35..............................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫الليل بيدي ‪ /‬محمد سلطان ‪36........................................................‬‬ ‫أيا يا انت ‪ /‬عبد الستار الزهري ‪37..................................................‬‬ ‫مالك ‪ /‬كروان شعيب ‪38..............................................................‬‬ ‫الوفاء ‪ /‬نسرين ‪41....................................................................‬‬ ‫حرقة اللقاء ‪ /‬صورية حمدوش ‪42..................................................‬‬ ‫سأقول لك ‪ /‬وفاء العهد ‪43...........................................................‬‬ ‫هبني نورك ‪ /‬شذى االقحوان المعلم ‪44.............................................‬‬ ‫عالم المراه‬ ‫عالم المراه ‪ /‬زهرة محمد ‪45........................................................‬‬ ‫التغيرات المناخية السياسية ‪ /‬رسل الساعدي ‪46..................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫ذكريات ‪ /‬غفران محمد ‪49...........................................................‬‬ ‫وفاة صديق ‪ /‬ايالف عبد الحميد ‪50.................................................‬‬ ‫مسك الختام ‪ /‬حاتم الطلياني ‪51.....................................................‬‬

‫‪4‬‬


‫مقال افتتاحي‬

‫الرئيس السبسي‬ ‫حتت عنوان‬ ‫اخر احلمقى املغفلني‬ ‫مقال بقلم الشاعر البارون األخير‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫يستحق اللقب وبجدار الرجل وهناك قصور في فهم العلمانية من الناحية‬ ‫االيدولوجية على المستوى العقلي كما عند البعض وقد يقول البعض انني‬ ‫اكتب من منطلق ديني وهذا خطاء كبير انما اكتب من المنطلق العقلي في‬ ‫إيجاد الصيغة للتشريع في عالمنا اليوم وأود الحديث عن اخر الصيحات في‬ ‫التشريع وهنا يجب ان نعطي صوره للحياة المرآه في تونس في ظل التوجهات‬ ‫االوربية التي تدعوا لها بعض العقول هناك ال سلخ تونس من الجسد اإلسمامي‬

‫‪5‬‬


‫هناك وهذا سوف يخلق ليجاد فكر اكثر عنف من داعش اليوم وقضية‬ ‫التوجهات الدول في المغرب العربي هي بمثابة انتحار ودفع الدول الى الهاوية‬ ‫وهذه الجزائر والتوجه التركي في خلق تركيا ثانية بلباس إسمامي وتأسيس‬ ‫دوله منحله من كل القيم التي هي عليه وسوف يكون بركان يأكل األخضر‬ ‫واليابس هناك وانا بهذا لست ضد حقوق المرآه ولكن ليس على حساب حدود‬ ‫هللا وهنا منطلق جيد من المفاهيم الغبية في السياسة التي تتبعه تلك الدول التي‬ ‫هي باألصل تعاني من مشاكل اقتصادية ليس لها اخر وهنا العرض الرائع‬ ‫لبعض المنظمات التي تقرع الطبول لمحاربة هللا نعم محاربة هللا ناسين ان‬ ‫داعش ال تمثال هللا الن بكل بساطه هللا اكبر من ان يمثله بشر على األرض‬ ‫وهنا السؤال ماذا بعد التشريع وارضاء شريحة النساء بقصد اثبات للعالم اننا‬ ‫بعيدين عن هللا الذي يمثلها داعش وهذا غير صحيح جمله وتفصيل وان الدول‬ ‫التي تتبع التشريعات من هذا النوع لغرض الوصول لألهداف الدنيوية التي‬ ‫هي مثابة عبث الن هللا ليس ككل الذين يعرفهم الناس هو يقبل التحدي من أي‬ ‫شخص يعلن هذا بكل وقاحه وهذا يعتبر جهر بسوء وهذا يغضب هللا بشكل‬ ‫مباشر وهنا يجب تصحيح المسار للسياسة الحمقاء التي تبناها اخر الحمقى‬ ‫االن وان العمل بهذه الصيغة ليست هي سياسة تعتمد المنطق في التعامل مع‬ ‫التشريع القوانين ولهذا أتوقع جيل اسوء من داعش سوف يولد هناك وسوف‬ ‫تسيل الدماء األبرياء التي هي تراق من زمن وهذا أيضا يدخل في ايعازات‬ ‫السفير الفرنسي البغيض وعادات االستعمار بصورة جديدة في معزوفة مقرفة‬ ‫مللنا منه في السنوات الماضية اال وهي حقوق البشر وهللا والحق يقال ان‬ ‫البشر الكائن الوحيد على سطح األرض ليس له حقوق وال حتى حق العيش‬ ‫بسمام استيقظوا أيها العرب واإلسمام انها حرب على هللا وسوف أقول لكم‬ ‫كما قال عبد المنطلب عندما ذهبه ل ابرهة الحبشي قال انا رب االبل وللبيت‬ ‫رب يحميه وانا أقول انا رب الكلمة بوجهكم ولإلسمام رب يحميه ‪ ....‬ان ربك‬ ‫لبالمرصاد ‪ /‬صدق هللا العظيم‬

‫‪6‬‬


‫قراءات‬ ‫داؤد باشا وايل بغداد ‪ 1831-1817‬وبواكري حركة التحديث يف‬ ‫العراق‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث –المتمرس – جامعة الموصل‬ ‫وقر في ذهن الكثير من العراقيين‪ ،‬ان مدحت‬ ‫باشا ‪ ،‬الوالي العثماني المتنور في بغداد‬ ‫(‪ ، )1872-1869‬هو الذي وضع العراق‬ ‫على عتبة العصر الحديث ‪ ،‬وذلك من‬ ‫خمال انشاء المدرسة الحديثة‪ ،‬والمستشفى‬ ‫الحديث‪ ،‬وادخال المطابع‪ ،‬واصدار الصحف‪ ،‬وتوزيع االراضي على‬ ‫الفماحين‪ ،‬والسعي لتوطين العشائر‪ .‬لكن الحقيقة الغائبة هي ان داؤد باشا والي‬ ‫بغداد للمدة من ‪ 1817‬وحتى ‪ ،1831‬قد سبق مدحت باشا في البدء بحركة‬ ‫تحديث البنى السياسية واالدارية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية والثقافية‬ ‫للعراق‪ ..‬وال ابالغ اذا قلت ان االستاذ الدكتور عبد العزيز سليمان نوار‪ ،‬هو‬ ‫أول من تنبه ونبه الى هذه الحقيقة‪ ..‬وذلك في رسالته للماجستير التي قدمها‬ ‫الى جامعة عين شمس بمصر سنة ‪ ،1958‬وظهرت مطبوعة من قبل دار‬ ‫الكاتب العربي للطباعة والنشر في القاهرة سنة ‪ .1968‬والدكتور نوار‪،‬‬ ‫رحمه هللا‪ ،‬استاذ مصري‪ ،‬انتدب للتدريس في كلية التربية بجامعة بغداد أوائل‬ ‫الستينات من القرن الماضي‪ ،‬وكنت انا واحدا من الطلبة الذين تتلمذوا على‬ ‫يديه‪ ،‬اذ درسنا موادا تاريخية مهمة في قسم التاريخ بالكلية المذكورة‪ ،‬ومنها‬ ‫(تاريخ الشرق االدنى الحديث)‪.‬‬ ‫يقول االستاذ الدكتور احمد عزت عبد الكريم‪ ،‬رحمه هللا ((ان الدكتور نوار‬ ‫اتجه منذ بدأ دراسته العليا في التاريخ الى العناية بتاريخ العراق الحديث‪ ،‬ولم‬ ‫املك اال ان اشجعه على هذا االتجاه‪ ،‬وعلى المضي فيه‪ ،‬فاقبل على بحوثه‬ ‫جادا مخلصا في عمله))‪ .‬وللدكتور نوار كتب كثيرة منها كتابه (داؤد باشا‬ ‫والي بغداد)‪،‬و(تاريخ العراق الحديث منذ نهاية حكم داؤد باشا حتى نهاية حكم‬

‫‪7‬‬


‫مدحت باشا)‪ ،‬و(المصالح البريطانية في انهار العراق)‪،‬و(مصر والعراق ‪:‬‬ ‫دراسة في تاريخ العماقات بينهما حتى نشوب الحرب العالمية االولى)‪ ،‬هذا‬ ‫فضما عن عشرات البحوث والدراسات حول تاريخ العراق الحديث منشورة‬ ‫في مجمات مصرية وعربية واجنبية‪.‬‬ ‫الذي يهمنا هنا في هذا الحيز‪ ،‬ان‬ ‫الدكتور نوار‪ ،‬عد فترة حكم داؤد باشا‬ ‫للعراق‪ ،‬بانها اهم فترة من تاريخ‬ ‫العراق الحديث‪ ،‬وان داؤد باشا وال‬ ‫متنور‪ ،‬ومصلح‪ ،‬وقد عمل من اجل‬ ‫توحيد العراق‪ ،‬وسعى لمقاومة‬ ‫التدخل االجنبي‪ ،‬وله فضل كبير على‬ ‫النهضة االقتصادية والثقافية التي‬ ‫شهدها العراق‪ ..‬ويعده البعض من‬ ‫المؤرخين رائدا من رواد الحركة‬ ‫الفكرية ‪(( ..‬وواضعا اللبنة االولى في‬ ‫صرح النهضة االدبية العظيمة التي‬ ‫شهدها العراق منذ النصف الثاني من‬ ‫القرن التاسع عشر))‪ ..‬وتتضح قيمة‬ ‫داؤد باشا في كره االنكليز له بعد ان‬ ‫قاوم نفوذهم فهم يرونه ((حاكما‬ ‫شرقيا‪ ،‬مستبدا‪ ،‬قاسيا))‪ ..‬لذلك شوه‬ ‫المؤرخون االنكليز سمعة داؤد باشا‪..‬‬ ‫لكن الدكتور نوار اكد في كتابه ان‬ ‫االتجاه المعادي لداؤد في كتابات‬ ‫المؤرخين االنكليز يرجع الى موقفه‬ ‫الشديد من نفوذهم ومقاومته له‪.‬‬ ‫ويضيف ان داؤد باشا‪ ،‬في تفكيره وفي اهدافه السياسية كان يرمي الى توحيد‬ ‫العراق وتخليصه من النفوذ االجنبي باالعتماد على شعبه وعلى قواه وعلى‬ ‫امكانياته بعيدا عن تدخل السلطان العثماني ومطالبه وهي اهداف سياسية كان‬ ‫العراق في أمس الحاجة الى تحقيقها انذاك‪ ،‬لذلك التقت مصالح العثمانيين‬

‫‪8‬‬


‫وااليرانيين واالنكليز في العمل السقاط داؤد باشا سنة ‪ 1831‬وانهاء تجربته‬ ‫في حكم العراق‪..‬‬ ‫في كتابه (داؤد باشا) تحدث الدكتور نوار عن سياسة داؤد باشا ازاء العشائر‬ ‫‪ ،‬وازاء الكيانات المحلية في الشمال والوسط والجنوب‪ ،‬وعن مقاومته للتدخل‬ ‫االيراني‪ ،‬والنفوذ االنكليزي وعن سياسته تجاه الخليج العربي‪ ،‬واخيرا عن‬ ‫اصماحاته وصراعه مع السلطان العثماني محمود الثاني(‪. ) 1839-1808‬‬ ‫لقد نهض داؤد باشا باالقتصاد العراقي‪ ،‬وحقق االستقرار السياسي‪ ،‬واهتم‬ ‫بمشاريع الري‪ ،‬وانشأ مصانع المنسوجات‪ ،‬ونشط التجارة‪ ،‬ونظم الضرائب‬ ‫‪ ،‬وخفض مقاديرها‪ ،‬واصدر اول جريدة في تاريخ العراق هي (جورنال‬ ‫العراق) ولماسف لم نعثر على اي عدد منها‪ ،‬واهتم بالمدارس وعمل من اجل‬ ‫تطوير مناهجها وعادت بغداد‪ ،‬في عهده‪ ،‬لتكون بحق عاصمة العراق الفعلية‪.‬‬ ‫وفي عهده ارتفع شأن العلماء‪ ،‬واشترك بعضهم في ادارة امور البماد‪ ،‬وقد‬ ‫ادرك داؤد قيمة التعليم في تكوين طبقة مثقفة واعية‪ ..‬تستطيع النهوض‬ ‫بالبماد‪ ،‬لذلك شجع التعليم ورعاه‪ ،‬وتفقد شؤون المدارس والمكتبات‪ ،‬وكانت‬ ‫صماته بادباء عصره قوية جدا‪ ،‬فهو نفسه كان اديبا وعالما‪ ..‬اما حركة كتابة‬ ‫التاريخ فكانت نشطة وقد سارت جنبا الى جنب مع ارتقاء االدب وفروعه‪،‬‬ ‫وتزعم هذه الحركة (الشيخ عثمان بن سند) و(االديب رسول حاوي‬ ‫الكركوكي)‪ ..‬واية نظرة الى سجل اسماء الشعراء‪ ،‬واالدباء والمؤرخين‪،‬‬ ‫والعلماء‪ ،‬والفقهاء الذين ظهروا في عهد داؤد باشا تكشف عظم هذا الوالي‪،‬‬ ‫ودوره الفاعل في سير حركة التاريخ‪ ،‬وفي ادخال فكرة التقدم والتحديث الى‬ ‫اصوله وركائزه العسكرية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ .‬وقمين بكل‬ ‫من يدرس تاريخ العراق ان يقف عند عصر داؤد باشا‪ ،‬ويتلمس قيمة اعماله‬ ‫واصماحاته بعقل واع‪ ،‬وعين ثاقبة‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫ّ‬ ‫السيدة نصري بني االنزياح اجلمايل" و مهرة النور "‬ ‫قراءة ‪ :‬د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫االنزياح الجمالي ‪:‬‬ ‫من المعروف أن اإلشكالية المحورية التي تطرحها‬ ‫نظرية التلقي هي العماقة بين النص والقارئ‬ ‫فما شكل تلك العماقة بالوعي الجمعي قبل أن‬ ‫تكون الكلمة‬

‫وقبل أن تكون مهرة النور؟‬

‫من منظور نظرية التلقي يصعب‪ ،‬إن لم يكن مستحيما‪ ،‬الفصل بين حدود‬ ‫النص وحدود القارئ؛ إذ"من الصعب التمييز أو وضع حدود دقيقة بين‬ ‫الواقعة والتأويل(ا)‪ ،‬أو بين ما يمكن أن يقرأ في النص وبين ما هو مقروء‬ ‫منه فعما"(‪ ، )2‬حيث إن العماقة بين القطبين عماقة حوار وتداخل وتفاعل‪،‬‬ ‫وليس باإلمكان تصور تلك العماقة إال على تلك الصورة‪".‬‬ ‫لذلك ‪ ،‬لن أذهب بعيدا جدا وأطالب" مهرة النور" بتوسيع "زمنية "تاريخ‬ ‫الفن في كل الحقب ‪،‬ولكن أطالب بتوسيع دائرة الجمال التي وسعها لنا الناقد‬ ‫األلماني روبرت" ياوس" كي نصل معا إلى نتيجة ما يقصد ه باالنزياح‬ ‫الجمالي ‪ ":‬المسافة الموجودة بين أفق التوقع الموجود سلفا‪ ،‬و بين العمل‬ ‫الجديد الذي يحدث تلقيه تغيرا في األفق"‬ ‫وإذا كان اعتماد "ياوس" على هذا المفهوم لقياس درجة التوتر بين أفق‬ ‫القارئ و أفق النص‪ ،‬مقدمة ضرورية قد يصبح معها االنزياح الجمالي بصفة‬ ‫عامة معيارا للتحليل التاريخي‪ ،‬فهل حقا أن قيمة العمل األدبي الفنية العالية‪،‬‬ ‫تصبح كذلك‪ ،‬كلما كانت درجة خيبة أفق توقعات القارئ قوية؟‬ ‫وأي ما يكن الجواب ‪،‬لم يعد دور المتلقي في "جمالية التلقي" دورا سلبيا في‬ ‫عماقته بالنص‪ ،‬بل أصبح مشاركا في صنع جمالياته‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫لذلك ‪،‬ال تراهن الشاعرة التونسية "السيدة نصري " على العماقات المألوفة‬ ‫وطبيعة التصورات المقولبة حول العالم واللغة والمعجميات الثبوتية‬ ‫ونظريات النقد األدبي‪..‬‬ ‫" مهرة النور "‪:‬‬ ‫تنطلق الشاعرة التي ورثت منابع الغيث في صوتها من مجموعتها النثرية‬ ‫" مهرة النور " من وعي مبدئي بطبيعة التغير كحقيقة دينامية تشكل‬ ‫تصوراتنا عن الوجود والحياة وكذلك الصراع الذي يوازي التقابل الجمالي‬ ‫في ثالوث الوجود (هللا ‪ /‬العالم ‪ /‬اإلنسان) وينعكس ذلك على إيديولوجية‬ ‫الشاعرة و على المتلقي وجمالية التلقي لعنصري النور والظمام‪.‬‬ ‫وعي مغاير ‪:‬‬ ‫تنتهج الشاعرة دروبا خانها الشفق ‪،‬وتسعى جادة لتفتيت الموروث‬ ‫والمجهز والجامد المعلب عن طريقة آلية التشظي إلحداث الدهشة الجمالية‪،‬‬ ‫ولخلق وعي مغاير بالوجود‪.‬‬ ‫وتتولى هذا الحضور الذي يسربله الغياب "مهرة النور "للسيدة نصري‬ ‫كتجربة شعرية تركض فيها بين ثنايا أسطرها وراء طيف مفقود منتظر ‪،‬و‬ ‫تنوح بحمل ما راود حرفها من سحر المجازات ‪،‬أو التخفي الجميل وراء‬ ‫وميض المحسنات ‪ ،‬وبين ألوان الحرقة واليأس من فقد متأللئ متقد سار يفتح‬ ‫ذراعيه لوهيج الذكرى واألشواق البعيدة ‪ "..‬على حسب تقديم كلمة الناشر"‬ ‫نجاة المازني "‪.‬‬ ‫تبدو مغامرة التجريب والتي دخلت الشاعرة في اختبار عناصرها الجمالية‪،‬‬ ‫ومن البدء نتحسس النور الهادئ التي تقدمه لنا "مهرة النور"و توظف بعضا‬ ‫من بعض كلمات الحياة اليومية فتقول ‪:‬‬ ‫من أين أبدأ‬ ‫وكل المسافات تهرب مني‪،‬‬ ‫وتتركني لتيهي ‪،‬أصادقه وأقيم فيه؟"ص‪19-‬‬ ‫خصوبة الغيم‪:‬‬

‫‪11‬‬


‫تتطلع "مهرة النور" عبر هذا القلق الذي يجتاحها سرا ألن تكون ابنة‬ ‫شرعية لتصورات تتشرب خصوبة الغيم ‪ ..‬باعتبار أن مهرة النور تجربة‬ ‫خرجت من طور العمى ‪،‬وحاولت استرداد حواس الوجود ومرآة لتجليات‬ ‫بالغة الخصوصية‪ ،‬ملتبسة بأنات روح أرهقها النزيف ‪ ،‬وتتراقص كفراشة‬ ‫حول النور ‪ ،‬وتخرج كزهرة من رماد ‪،‬وأفق عرفاني متفرد تدافع عن‬ ‫مهرتها داخل زحام عولمة األفكار واألوطان والثقافات‪ ..‬وتفتح للقراءة آفاقا‬ ‫وفضاءات تنطق من فضاء النص وهذا ما يمكن استنباطه من قولها ‪:‬‬ ‫"للمياه محافل ‪،‬وللدماء منافذ‪،‬‬ ‫ولها شبق الفصول ‪.‬‬ ‫وللروح مسالك سرية‬ ‫ما بين الوريد والوريد‪.‬‬ ‫تتشرب خصوبة الغيم بها‪،‬‬ ‫وشذى الورود‪.‬‬ ‫فأخرج من حطب الجذوع‬ ‫زهرة برية تهمي ‪،‬‬ ‫وتطلق آهاتها‬ ‫فتخضر الحكاية ‪".‬ص‪74-‬‬ ‫مسالك سرية ‪:‬‬ ‫ونرى هذا األسلوب في التفكير عند مهرة النور جعلها تنقل مفهوم (الخصوبة‬ ‫‪ ،‬شبق الفصول ‪،‬مسالك الروح السرية )إلى مفهوم ما يشبه الخلوة مع الذات‬ ‫وموضوعاتها إلى ظاهرة متوهجة وخصوصا عند المنكوبين والمسلوبين من‬ ‫إنسانيتهم ‪،‬أي فتحت الطريق أمام المقهورين التباع مسالك تحررهم مما هم‬ ‫فيه ‪ ،‬وتبني لهم عماقة داخلية نفسية وفكرية عن طريق التنامي في الصور‬ ‫والتكثيف في الرؤيا والتماحم بين التضاد والتناغم بين الفراغات التي تقحم‬ ‫المتلقي في ملئها بخياله ورؤاه ‪،‬وتقول في ذلك‪:‬‬ ‫"تراودني عناكب الغار وتنبئ عني‬

‫‪12‬‬


‫وتكشف ما حجبته الجبال وأصداء القفار‬ ‫وضوضاء السكينة‬ ‫فأرى ظل القوافل وتنكرني القبيلة ‪،‬‬ ‫أصغي إلى ابن العبد‪،‬‬ ‫يستدرج العواصف والمراح‪،‬‬ ‫يؤول ثاقب رؤاه‪،‬‬ ‫فتحاصره الشعاب ‪ ،‬وغربان الدجى‬ ‫وأوجاع السؤال‪ ".‬ص‪43-42-‬‬ ‫جملة القول ‪ :‬تراهن السيدة نصري على تقنية تخصها بشكل رئيس وهي‬ ‫تقنية المراوغة‪ ..‬فقدرة النص على اإلحالة والترميز واإلشارة والتلميح‬ ‫وتفجير طاقات اللغة بحيث تمسك وعي المتلقي بمهرتها الوحيدة التي تؤسس‬ ‫لها قصيدة واحدة للتعبير عن رؤى غير كماسيكية وغير موروثة وال هي‬ ‫إعادة إنتاج لرؤية سابقة عن الوجود وما وراءه‪ ..‬وعن اإلنسان وإشكاليات‬ ‫التعايش‪ ..‬هو ما يحقق الصدمة الجمالية أو ما يسمى بالدهشة‪ ..‬فمهرة النور‬ ‫تحاول أن تضيف لقارئها عبر الوحدة العضوية ومعالجة فنية تثير شدة‬ ‫التأثير و تضيف لرصيد القارئ الجمالي‪ ..‬وتعمل وفق تقنية المراوغة التي‬ ‫تتخطى الموروث والمتوقع لذائقة المتلقي‪ ،‬إنها تعمد إلى المفاجئ و الما متوقع‬ ‫عبر التضليل المقصود للتمويه على الطرق المباشرة الكامنة في استعداد‬ ‫القارئ لتلقي مهرة النور موحدة مضغوطة كقطعة بلور حسب تعبير‬ ‫سوزان برنار ‪.‬‬ ‫ويبقى التساؤل مشروعا ‪ :‬ما دور "مهرة النور "‪/‬القصيدة أساسا‪ ،‬في إبقاء‬ ‫جذوة الحياة حية وحاضرة وأبدية؟‬ ‫ــــــــــــــــــــ‬ ‫هوامش‪:‬‬

‫‪13‬‬


‫‪ -1‬حميد سمير‪ :‬النص وتفاعل المتلقي في الخطاب األدبي عند المعري‪،‬‬ ‫منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،2005 ،‬ص‪.14‬‬ ‫‪ -2‬أحمد بوحسن‪ :‬نظرية التلقي والنقد األدبي العربي الحديث‪ ،‬ضمن كتاب‬ ‫‪:‬نظرية التلقي إشكاالت وتطبيقات‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫بالرباط‪ ،1993 ،‬ص‪23‬‬

‫‪14‬‬


‫الدولة احلديثة منتج اقتصادي‬ ‫فارس تركي محمود‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫مركز الدراسات اإلقليمية‬ ‫لقد تمكن االنسان منذ أن وجد على هذه االرض من تأسيس وإنشاء الكثير‬ ‫من الدول الكبيرة والصغيرة وبكل انواعها كالدولة الدينية والدولة القبلية‬ ‫والدولة العسكرية الحربية والدولة العائلية او دول العائمات وكانت هذه الدول‬ ‫كلها تشترك بصفات وسمات وقواسم بعينها أبرزها أنها دول صنعت واوجدت‬ ‫بقوة خارجية وبقرارات وجهود بشرية وال تمتلك مقومات ذاتية تساعدها على‬ ‫النهوض والبقاء والتطور واالستمرار حيث أن والدة وظهور هذه الدول لم‬ ‫تكن في أي حالة من الحاالت وال في أي زمن من األزمنة والدة طبيعية وال‬ ‫ظهور تلقائي بل هي عملية استيماد قسري وإظهار جبري يكون نتيجة لطموح‬ ‫قائد او رجل واحد او مجموعة من الرجال ينجحوا في استغمال الظرف‬ ‫المناسب واالحوال المؤاتية فيفرضوا سيطرتهم بالقوة على أحد المجتمعات‬ ‫البشرية تحت شعارات متعددة دينية ‪ ،‬مذهبية ‪ ،‬طائفية ‪ ،‬عرقية ‪ ،‬قبلية ‪،‬‬ ‫جهوية ‪ . . . ،‬الخ ‪ ،‬ويتكئوا على هذا المجتمع ليكون نواة لدولتهم التي ستتسع‬ ‫وتمتد لتفرض سيطرتها على مجتمعات جديدة تكون هي األخرى بدورها أداة‬ ‫لمزيد من التوسع واإلمتداد ‪ ،‬وبالتالي لن تكون هذه الدولة نتاج وإفراز طبيعي‬ ‫وتلقائي للمجتمعات المسيطر عليها بل هي نزلت على هذه المجتمعات نزول‬ ‫الصواعق وبشكل مفاجئ وسريع جدا ‪.‬‬ ‫كما إن هذه الدول تتسم بأنها دول قمعية ودكتاتورية ومستبدة بل إنها ال‬ ‫يمكن أن تكون إال كذلك ‪ ،‬أو باألحرى أنه لم يكن يوجد في الفترة التي ظهرت‬ ‫بها هذه الدول ما هو عكس ذلك ‪ ،‬ولم يكن الناس يتخيلون أصما وجود لدول‬ ‫ليست كذلك ‪ ،‬فالدولة لم تكن تعني إال االستبداد والتسلط والطغيان وال غرابة‬ ‫في ذلك إذا كانت الدول اصما في تلك الفترة ال تقام إال عن طريق استخدام‬ ‫القوة ‪ ،‬ولم تكن البشرية تعرف طريق آخر او وسيلة مغايرة ‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫وعندما نقول أن هذه الدول كانت دكتاتورية واستبدادية فهذا يعني أنها لم‬ ‫تعرف ولم تمارس أي نوع من انواع الحرية سواء السياسية او الدينية او‬ ‫الفكرية او الفردية إذ لم تكن البشرية قد وصلت الى مرحلة من النضوج‬ ‫تمكنها من معرفة او ممارسة او ادراك وجود مثل هذه الحريات وجل معرفتها‬ ‫كانت قائمة على وجود ناس حاكمين وناس محكومين حيث يتمتع الحكام بكل‬ ‫شيء ويحتكرون كل السلطات واالموال واالمتيازات المادية والمعنوية بينما‬ ‫يحرم الناس المحكومين من كل شيء ‪ ،‬ويستطيع الحاكم متى ما قرر أن‬ ‫يسلبهم أي شيء حتى حقهم في الحياة ‪ .‬ولم يكن ذلك باألمر المستغرب او‬ ‫المستهجن او المرفوض في ذلك الزمن بل كان هو األمر العادي والطبيعي‬ ‫والسائد وال يوجد غيره ‪.‬‬ ‫ولسنا بحاجة إلى القول أن ما يعرف اليوم بالديمقراطية والليبرالية وحقوق‬ ‫االنسان لم تكن قد ظهرت بعد ولم يكن لها وجود اصما بل إن االنسان نفسه‬ ‫لم يكن له وجود ؛ وال نقصد هنا االنسان البيولوجي أي ذلك الكائن الحي الذي‬ ‫يتنفس ويتحرك ويتكلم ويأكل ويشرب ويتزوج وينمو ويمرض ويموت ‪ ،‬بل‬ ‫نقصد االنسان الفرد القائم بذاته المدرك لفرديته الواعي لحقوقه الذي يعترف‬ ‫المجتمع بفرديته ويتعامل معها كحقيقة ال يرقى اليها الشك ‪ .‬لذلك لم تكن‬ ‫التسميات والمصطلحات التي تطلق على ابناء المجتمع او رعايا الدولة تدل‬ ‫على وجود فكرة الفرد او الفردية أساسا ‪ ،‬بل كانت تدل على أنهم كتلة واحدة‬ ‫ال يتميز فيها أحد عن أحد ‪ ،‬وكم مهمل ال قيمة له ومن هذه المصطلحات‬ ‫التي كانت سائدة ‪ :‬السوقة ‪ ،‬الدهماء ‪ ،‬العوام ‪ ،‬السواد ‪ ،‬الغوغاء ‪ ،‬الرعاع‬ ‫وهلم جرا ‪ ،‬أما مصطلحات المواطن والشعب ومفهوم االنسان الفرد فلم تظهر‬ ‫إال في العصر الحديث ‪.‬‬ ‫ومما يميز هذه الدول أيضا أنها كلها كانت تستند بشكل او بآخر إلى فلسفة‬ ‫ما ورائية او مقوالت مقدسة وأفكار دينية او أحداث وروايات خرافية ‪ ،‬إذ أن‬ ‫حكامها كانوا يتميزون عن بقية الناس بكونهم يمثلون االله وفي بعض االحيان‬ ‫يصبحون هم اآللهة او انصاف آلهة ‪ ،‬او أنهم يحكمون باسم االله ‪ ،‬او أن االله‬ ‫قد كلفهم بالحكم ‪ ،‬او أن حكمهم تحقيق لنبوءة قديمة ومقدسة ‪ ،‬او أنهم‬ ‫ينحدرون من سمالة أرقى وأنقى بكثير من تلك التي ينتمي إليها العوام ‪ ،‬او‬ ‫أنهم هم الذين ال غنى عنهم من أجل سمامة وديمومة واستقرار الدولة ‪ .‬وفي‬ ‫أحيان كثيرة لم يكن الحكام هم من يبتكر ويروج لمثل هذه األـفكار بل الناس‬

‫‪16‬‬


‫المحكومين أنفسهم يخترعونها وينشرونها ومن ثم يصدقونها ويحولونها إلى‬ ‫حقيقة مقدسة تتناقلها االجيال ‪ ،‬فالعقلية البشرية البدائية لم تكن تقبل او تتصور‬ ‫أن انسانا عاديا حاله حال بقية البشر يمكن ان يحكم بل يجب أن يكون هذا‬ ‫االنسان متميز عن اآلخرين وتقف خلفه قوى خفية وإال لما أصبح حاكما ‪.‬‬ ‫إن هذا التصور البدائي أنتج لنا سمة اخرى من سمات هذه الدول وهي أن‬ ‫الناس الذين تحكمهم لم يخطر ببالهم البتة ولم يتصوروا أنه من حقهم أن‬ ‫يشاركوا او يشتركوا في الحكم بل كانوا يعتبرون أي توجه او تفكير من هذا‬ ‫النوع ما هو إال نوع من الكفر والتجديف والمساس بالمقدسات وتجاوز‬ ‫الخطوط الحمراء ‪ ،‬وكانوا على قناعة تامة بأن ال شان لهم ‪ -‬وال ينبغي أن‬ ‫يكون لهم ‪ -‬من قريب او بعيد بشؤون الحكم والدولة ومما يدل على قوة هذه‬ ‫الفكرة وهيمنتها على العقلية البشرية البدائية أنها وجدت طريقها الى التراث‬ ‫البشري الشفهي والمدون المقدس وغير المقدس بل وحتى إلى األمثال الشعبية‬ ‫فها هو المسيح يقول ‪ " :‬اعطي ما هلل هلل وما لقيصر لقيصر " ‪ ،‬والناس هي‬ ‫من ابتكرت فكرة " ذوو الدماء الزرقاء " ‪ ،‬وفكرة " السلطان ظل هللا على‬ ‫االرض " ‪ " ،‬والحق االلهي بالحكم " ‪ . . .‬الخ ‪.‬‬ ‫إن هذه السمات التي اتصفت بها هذه الدول من دكتاتورية واستبداد وغياب‬ ‫للحريات واستخدام وسائل القهر والقوة واإلتسام بالقدسية وانقطاع صلتها‬ ‫بأفراد المجتمع وغيرها من صفات لم تكن إال إنعكاسا وترجمة لصفات‬ ‫وسمات العقلية البشرية البدائية التي أنتجت تلك الدول ‪.‬‬ ‫إن الدول القديمة كلها كانت منتجا بشريا ولم يتغير ذلك إال مع بداية العصر‬ ‫الحديث عندما أصبحت الدولة وألول مرة بتاريخ البشرية منتجا اقتصاديا ‪،‬‬ ‫فمع بداية القرن الثامن عشر شهدت بريطانيا حدثا جلل كانت له وال تزال‬ ‫تداعيات ونتائج كبيرة وخطيرة وعلى كافة المستويات السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية تمثل هذا الحدث بانطماق ما بات يعرف بالثورة الصناعية هذه‬ ‫الثورة التي كانت نتيجة لتوافر بيئة جغرافية ساعدت على خلق وإدامة‬ ‫وتطوير ومراكمة مفاهيم حياتية بعينها كالحرية والمبادرة الفردية واالحتكاك‬ ‫االيجابي بالواقع والتعلم من االخطاء واالعتماد اكثر واكثر على التفكير‬ ‫الواقعي التجريبي وغيرها من المفاهيم التي أصبحت من أبرز سمات الدولة‬ ‫الحديثة ‪ ،‬وبدوره أدى ظهور هذه المفاهيم وتجذرها وتزايد دورها وتأثيرها‬ ‫في مفردات الحياة اليومية الى والدة وتفجر الثورة الصناعية ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫إن الثورة الصناعية لم تكن حدثا طارئا ولم تظهر على حين غرة او‬ ‫صدفة ولم يتم استيمادها قسريا وبتدخل بشري فج ومباشر وقهري في‬ ‫األحداث والتطورات بل كانت نتيجة لعملية تراكمية طويلة استمرت لمئات‬ ‫السنين شبيهة بتلك العمليات الطويلة والمعقدة التي يقوم بها علم الجيولوجيا‬ ‫ليتمكن في نهايتها من انتاج النفط مثما ‪ ،‬او العمليات التي قامت بها الطبيعة‬ ‫والتي أدت الى إبداع وخلق شماالت نياغارا او جبال الهممايا او نهر األمازون‬ ‫‪ .‬أما فيما يخص الثورة الصناعية فإن الجغرافية لعبت ذات الدور الذي لعبته‬ ‫الطبيعة ولعبه علم الجيولوجيا ‪ ،‬حيث أن الشروط الجغرافية ألوربا والمتمثلة‬ ‫بالغطاء النباتي األخضر الذي يغطي أكثر من تسعين بالمائة من اراضي‬ ‫القارة وانعدام المساحات الصحراوية ‪ ،‬والبيئة المشجعة على الفعل االنساني‬ ‫والمحفزة لإلبداع البشري والمنشطة للقدرات العقلية سمحت بظهور ونمو‬ ‫البذور االولى لما بات يعرف في الوقت الحاضر بإيقونات التمدن كالحرية‬ ‫والتعددية والديمقراطية والعقمانية وحقوق االنسان واعتماد المنهج التحليلي‬ ‫التجريبي في طريقة التفكير والفعل ‪ ،‬وصاغت ونحتت االنسان االوربي عقما‬ ‫ونفسية وسلوكا بالشكل الذي يتوافق مع تلك اإليقونات ‪ .‬إن انطماق الثورة‬ ‫الصناعية كانت إحدى نتائج االثر التراكمي لتلك اإليقونات واألثر التراكمي‬ ‫ألفعال وسلوكيات االنسان األوربي ‪ ،‬فعندما بلغ هذا األثر في بداية القرن‬ ‫الثامن عشر مرحلة او درجة معينة من التراكم ‪ -‬وبمساعدة اسباب غير‬ ‫مباشرة اخرى – ادى ذلك إلى تفجر الثورة الصناعية ‪ ،‬وألسباب ال يتسع‬ ‫المجال لذكرها اختارت بريطانيا مهدا لها ‪.‬‬ ‫لم تكن الثورة الصناعية مجرد حدث م َّكن االنسان من مزيد من السيطرة‬ ‫على محيطه ‪ ،‬وساعده على اختراع وابتكار المزيد والمزيد من اآلالت‬ ‫والمكائن ‪ ،‬بل كان بمثابة الزلزال الذي امتد بآثاره الى كل مناحي الحياة‬ ‫وطالت هزاته االرتدادية كل المجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫والفكرية والثقافية ليهدم العالم الذي كان قبله بسياسته باقتصاده بأفكاره ورؤاه‬ ‫ومسلماته وليشيد عالما جديد ‪ ،‬ولتتمخض عنه نتائج وفلسفات وطروحات‬ ‫كان من أهمها والدة النظام الرأسمالي القائم على فلسفة الربح والخسارة ‪،‬‬ ‫حيث أن النظام الرأسمالي ال يعرف وال يعترف بأي معيار إال معيار الربح‬ ‫والخسارة وال يفهم اأية لغة اال لغة الربح والخسارة ‪ ،‬فوفقا لفلسفة الرأسمالية‬

‫‪18‬‬


‫فإن إي منهج وإي توجه وإي سلوك يؤدي إلى الربح يعد هو الصح بعينه وكل‬ ‫ما يسبب الخسارة هو الخطأ بعينه بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى ‪.‬‬ ‫إن هذه الفلسفة ساعدت على تجذير وتقوية عدد من المفاهيم كالفكر‬ ‫الواقعي العقماني واالعتماد على المنهج التحليلي التجريبي ألن من يريد أن‬ ‫يحقق الربح ال بد أن يكون واقعيا عقمانيا وال بد أن يحلل ويجرب ويخطئ‬ ‫ويصيب لكي يصل الى أفضل النتائج ويحقق أعلى االرباح ويتجنب الخسائر‬ ‫‪ ،‬كذلك ساعدت هذه الفلسفة على رفع سقف الحريات بكل أنواعها السياسية‬ ‫واالقتصادية والفكرية والحرية الشخصية وحرية االعتقاد ‪ ،‬فالنظام‬ ‫الرأسمالي ولكونه نظام تنافسي يحرص حرصا شديدا على ادامة وتطوير‬ ‫قاعدته الصناعية والتجارية وتحديث وسائله وهو في عطش دائم ال ينتهي‬ ‫الى المزيد والمزيد من االفكار الجديدة واالبداع الخماق واالختراعات‬ ‫واالبتكارات الحديثة وهذا ال يتم إال في بيئة حرة ومتحررة بالكامل ال تحدها‬ ‫حدود وال تقيدها قيود من أي شكل او لون وهذا كله سيؤدي حتما الى رفع‬ ‫سقف الحريات ويجعل من الحرية قيمة متأصلة ومتجذرة في نفوس ابناء‬ ‫المجتمع الرأسمالي الذين يمارسون الحرية اكثر مما يتحدثون عنها بعكس‬ ‫ابناء المجتمعات االخرى الذين يتحدثون دائما وبإسراف عن الحرية لكنهم ال‬ ‫يمارسونها أبدا ألنها ليست قيمة متأصلة في نفوسهم بل كلمة تلوكها السنتهم‬ ‫‪.‬‬ ‫كذلك عززت الرأسمالية وفلسفة الربح والخسارة مفهوم النسبية واالعتراف‬ ‫باآلخر ‪ ،‬وزادت من إدراك العقل البشري بعدم وجود حقيقة مطلقة وبأن‬ ‫الحياة ال تتكون من لونين فحسب أسود وأبيض بل مجموعة من االلوان تتدرج‬ ‫وتتداخل فيما بينها بحيث يصعب التفريق فيما بينها ‪ ،‬وإن ما تراه أنت حق قد‬ ‫يراه اآلخر باطل ‪ .‬وربَّت الرأسمالية رويدا رويدا عقلية نقدية تنظر الى كل‬ ‫ما يدور حولها والى كل ما تسمعه وتقرأه وتراه بعين فاحصة محللة تنتقد‬ ‫وتقيم وتميِز الغث من السمين والخطأ من الصواب والخرافة من الحقيقة وفقا‬ ‫لمنهج علمي عقماني ‪ .‬ون َّمت الروح الفردية والمبادرة الفردية وجعلت‬ ‫االنسان يشعر بفرديته وبأنه كيان قائم بذاته وليس سائمة ضمن قطيع او أحد‬ ‫افراد السوقة والدهماء ‪ ،‬وسمحت بتعدد اآلراء واالفكار والفنون واآلداب‬ ‫والمشارب واالذواق وغير ذلك الكثير الكثير مما اصبح الحقا من أهم ما‬ ‫تتميز به الدولة الحديثة المتمدنة ‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫لقد تمخض عن الثورة الصناعية وظهور وتبلور النظام الرأسمالي نتائج‬ ‫كثيرة أهمها التطور الصناعي والتكنولوجي وظهور االسلحة الحديثة وتنامي‬ ‫الظاهرة االستعمارية وتغير شكل وتاريخ المجتمعات البشرية إال أن اهم ما‬ ‫أنتجته الرأسمالية هو الدولة الحديثة ‪ .‬فألول مرة بتاريخ البشرية أصبحت‬ ‫الدولة منتجا اقتصاديا إتسم بكل ما إتسم به النظام الرأسمالي الذي انتجها‬ ‫فالحرية التي ال غنى عنها للرأسمالية أصبحت من اهم سمات الدولة الحديثة‬ ‫حيث تغلغلت في كل مفصل من مفاصل الحياة وتنوعت اشكالها وتجلياتها‬ ‫فأصبح االنسان الذي يحيا في ظل دولة الحداثة والتمدن انسان حر في كل ما‬ ‫يقوله ويفعله ويقرأه ويكتبه وينشره ‪ ،‬وحر في افكاره وآرائه ومعتقداته‬ ‫وقناعاته وفي الكيفية التي يشكل بها حياته وفي نظرته للحياة ولكل ما يحيط‬ ‫به ‪ ،‬وقد نتج عن هذه الحرية التعددية السياسية وظهور االحزاب‬ ‫والديمقراطية واالنتخابات والمجالس النيابية فكل حزب – ووفقا لمنطق‬ ‫السوق ولقانون العرض والطلب ‪ -‬يعرض ما لديه من برامج وافكار ويحشد‬ ‫كل قواه وامكانياته للتنافس مع االحزاب االخرى ويفعل المستحيل إلقناع‬ ‫المواطن باختيار بضاعته وفي النهاية المواطن حر في اختياره ‪ ،‬والطرف‬ ‫الذي يخسر سيعمل على تطوير افكاره وبرامجه ويسعى الى كل ما هو جديد‬ ‫ومبتكر لتحقيق الفوز والنجاح وكأنه مؤسسة اقتصادية تسعى لتحسين وترويج‬ ‫بضاعتها ‪ ،‬وبهذه الطريقة ومن خمال المنافسة يترقى ويتطور العمل السياسي‬ ‫ويتطور معه المجتمع اقتصادا وفكرا وثقافة وخدمات والعكس صحيح ‪.‬‬ ‫وكما اتصفت الرأسمالية بتبنيها للفكر الواقعي المنطقي العقماني وللمنهج‬ ‫التحليلي التجريبي لتحقيق اكبر قدر ممكن من االرباح ‪ ،‬فقد كان من الطبيعي‬ ‫أن تنقل هذه الصفة الى منتجها حيث أصبح المنهج العقماني المنطقي التحليلي‬ ‫من اهم سمات الدولة الحديثة وتراجع وانحسر أمامه العقل البدائي الخطابي‬ ‫الوعظي المؤمن بالخرافات واالساطير مما أدى الى تطور وارتقاء المجتمع‬ ‫وازدهار معارفه وعلومه وآدابه وفنونه وتحقيقه المعجزات في المجاالت‬ ‫كافة ‪ .‬كذلك فان الرأسمالية تعادي الجمود واالحكام المطلقة والرؤية أحادية‬ ‫الجانب والتعصب األعمى والمسلمات واالحكام المسبقة وغيرها من افكار‬ ‫وطروحات ال تنتج أي ربح اقتصادي بل على العكس ال تورث اال البور‬ ‫والخسران ‪ ،‬لذلك فقد ساهمت الرأسمالية في تعزيز مفهوم النسبية ‪ ،‬وقبول‬ ‫االخر المغاير ‪ ،‬ومفهوم المواطنة ‪ ،‬وإدراك عدم وجود حقائق مطلقة ‪،‬‬

‫‪20‬‬


‫ومغادرة الثنائيات االخماقية مما ساعد على خلق المجتمع المتمدن واالنسان‬ ‫المتمدن المتحضر ‪ .‬ولوال النظام الرأسمالي لما ظهرت لدينا أية تعددية من‬ ‫أي نوع ال تعددية فكرية وال تعددية سياسية وال تعددية اقتصادية وثقافية ‪،‬‬ ‫ولما دب على هذه االرض االنسان الفرد القائم بذاته الواعي بفرديته المتمرد‬ ‫على عقلية وفلسفة القطيع ‪ ،‬ولما تماقحت االفكار وتكاملت الجهود وتنافست‬ ‫االرادات ‪ ،‬ولما حلقت العقول المبدعة في سماوات المعرفة والعلم ‪ ،‬ولما‬ ‫فتحت للبشرية آفاق لم تكن تحلم بعشر معشارها ‪ ،‬ألن الرأسمالية ال تبتغي‬ ‫اال الربح المادي وهذه المفاهيم تحقق لها ذلك ‪.‬‬ ‫إذا فإن الدولة الحديثة بكل ما تحتويه من حرية وليبرالية وديمقراطية‬ ‫وحقوق االنسان ودساتير واحزاب وانتخابات ليست إال الوجه السياسي‬ ‫للرأسمالية او بكمام آخر فان الرأسمالية عندما عبرت عن نفسها سياسيا خلقت‬ ‫لنا الدولة الحديثة ‪ ،‬بينما حرية السوق واالقتصاد الحر والتجارة الحرة‬ ‫والشركات العابرة للقارات تمثل الوجه االقتصادي للرأسمالية ‪ .‬وبالتالي فإن‬ ‫أي محاولة إلنتاج الدولة الحديثة من خمال طريق آخر غير طريق الرأسمالية‬ ‫هي محاولة محكوم عليها بالفشل ‪ ،‬نعم يمكن أن تنجح في انتاج دولة االسر‬ ‫والقبائل ودولة االنقمابات العسكرية ودولة الفوضى والتخلف وعدم االستقرار‬ ‫أي اعادة انتاج للدولة القديمة بكل ما تمثله من استبداد وطغيان ورجعية ‪،‬‬ ‫لكنها أبدا لن تنجح بإنتاج الدولة الحديثة العصرية المتمدنة ألن إنتاج هذه‬ ‫الدولة حق حصري للنظام الرأسمالي ‪ ،‬مع االخذ بنظر االعتبار أن النظام‬ ‫الرأسمالي ال يستورد وال يخلق بقرار اقتصادي او قرار سياسي او فرمان‬ ‫سلطاني او بإرادة بشرية بل هو نتيجة لعملية تراكمية طويلة المدى تديرها‬ ‫وتوجهها ظروف ومزايا جغرافية بعينها كما ذكرنا سابقا ‪ ،‬ومن لم يتصادف‬ ‫وجوده في مثل هذه الجغرافية عليه ان يكف عن المحاولة ويكتفي من الغنيمة‬ ‫بالسمامة ‪ .‬لقد كنا وال زلنا نسمع من يطلب منَّا أن نتعلم دروس التاريخ لكن‬ ‫األهم هو أن نعي ونفهم جيدا دروس الجغرافية ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫املراة يف صدر االسالم بني البيت والسياسة والقتال واهلجرة‬ ‫والبيعة واملشورة والتجارة والشعرحقيقة ال ميكن طمسها‬ ‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫إن محاولة تقديم صورة كاملة عن نضال وهجرة‬ ‫وصوالت النساء المسلمات الماتي شكل حضور‬ ‫هن درسا من دروس العدالة في صدر اإلسمام‬ ‫أمر يحتاج‬

‫لكتابة بحوث معمقة وال يمكن‬

‫لمقال بسيط متواضع مؤلف من سطور إعطاء‬ ‫القضية حقها ‪ ،‬ذلك الحق الذي تجاهله المؤرخون‪ ،‬وللفقهاء منه موقف عديدة‬ ‫تتسم بالحذر‪!!..‬‬ ‫ان الرحلة نحو ماضينا وسيلة متعة وتعلم فحسب ‪ ،‬ولكنها تعطينا أفكارا ثمينة‬ ‫بشأن طريقة العيش بسعادة …‪.‬إن حضور المرأة في السياسة والقتال‬ ‫والهجرة والبيعة والمشورة والتجارة والشعر ‪ ،‬مما أوردته كتب السيرة النبوية‬ ‫الصحيحة مثل” سيرة أبن هشام ” المنقولة عن أبن إسحاق ‪ ،‬كانت حقائق‬ ‫تاريخية ال تستطيع حملة التغيب والتشويه والتحريف التي تعامل بها‬ ‫المؤرخون مع حضور المرأة أن تخفيها ‪ ،‬إن طمس تلك الحقائق التاريخية‬ ‫التي ثبتت في أكثر كتب السيرة مصداقية عند جمهور المسلمين ‪،‬ذلك الطمس‬ ‫الذي تم من طرف الذين تعاملوا مع تلك الفترة في ناحيتها النسائية بنوع من‬ ‫التجاهل وال مباالت ‪ ،‬بدل الوقوف بإجمال لعظمة هذا الدين الجديد ‪ ،‬الذي‬ ‫كانت المرأة أولى المستجيبين له ‪.‬‬ ‫وكان النساء في العهد الجاهلي هن أكبر الضحايا ‪ ،‬مما جعلهن أيضا من أكثر‬ ‫المستفيدين من تلك الرسالة الخالدة …!!‪.‬‬ ‫لقد تجلى بوضوح تام أسس العدالة التي أرسى دعائمها الرسول صلى هللا‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬وأثبتت المرأة في ذلك العهد أهليتها للمشاركة في ذلك التحرر‬ ‫وتلك الصحوة …!!‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫إنه لمن المستغرب جدا أن غالبية المؤرخين وبعضا من أصحاب الفقه‬ ‫المسيطر قد تجاهما ما قامت به المرأة في العهد النبوي ‪ ،‬وما قدمه الرسول‬ ‫المعظم لها من تشجيع رغم قرب عهدها بالوأد والتغيب والحيف …!!!‪.‬‬ ‫إن حضور المرأة في السياسة التي تفنن بعض الفقهاء في جعل السياسة ساحة‬ ‫حرام على المرأة ‪ ،‬أثبتت كتب السيرة حضور امرأتين من األنصار لبيعة‬ ‫العقبة الثانية صحبة نخبة من رجال األوس والخزرج ‪ ،‬وكانتا المرأتين هما‬ ‫‪ ” :‬نسيبة بنت كعب وأسماء بنت عمرو ” ‪ ،‬قد حضرتا هذا االجتماع ذو‬ ‫األهمية القصوى ومع ذلك كان تمثيل النساء قد تم مع هاتين السيدتين ‪ ،‬ولم‬ ‫يشكل حضورهن أي معارضة من طرف الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬ ‫الذي أعتبر أنهما جزء من كيان بشري مستهدف بهذه الرسالة ‪ ،‬وأنهما‬ ‫أعضاء ضمن هذه المجموعة ‪ ،‬ولم يلتفت لألنوثة التي أصبحت بعد ذلك العهد‬ ‫سببا كافيا ومبررا دينيا إلبعادهن عن هذا النوع من المجالس الرجالية الخاصة‬ ‫…!!‪.‬‬ ‫إن هذه الحادثة رغم أهميتها قد طوتها رفوف مكتبات عصر التدوين‪ ،‬دون‬ ‫أن تكون محل إشادة بصماحية المرأة وأهليتها للمشاركة في البنود السياسية‬ ‫ذات الحساسية الظرفية الخاصة ‪ ،‬مثل ممابسات التهيئة للهجرة من مكة إلى‬ ‫المدينة تحت السرية التامة عن جبروت وطغيان وثنيي قريش …!!‪.‬‬ ‫إن عصر التدوين والتوثيق الذي كتب بعقلية ذكورية ‪ ،‬لم تستوقفه هذه الحادثة‬ ‫‪ ،‬حتى دخلنا عصور االنحطاط وظمامية الفهم والتفكير …!!‪.‬‬ ‫أما عن القتال فإن سيدات فجر اإلسمام كان لهن حضورهن في ساحات الوغى‬ ‫‪ ،‬الشيء الذي جعل الرسول صلى هللا عليه وسلم يشيد به في معركة أحد ‪،‬‬ ‫وذلك مع نسيبة بنت كعب ‪ ،‬هذه السيدة نفسها التي حضرت للعقبة الثانية ‪،‬‬ ‫فالثقة التي نالتها من حضورها ذلك االجتماع غذت طموحها ليتطور إلى‬ ‫ميدان النزال ومقارعة الرجال …!!‪.‬‬ ‫أما نسوة بني غفار للواتي عرضن مشاركتهن القتالية على الرسول صلى هللا‬ ‫عليه وسلم ‪ ،‬في فتح خيبر‪ ،‬مما وضح قدرتهن وفعالية مشاركتهن ‪ ،‬وقد أبلين‬ ‫بماء حسنا في ساحة القتال ‪.‬‬ ‫أما عن الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة فإن النساء انطماقا من إيمانهن‬ ‫وحرية اختيارهن ‪ ،‬فقد شكلت هجرتهن مرحلة هامة من تاريخ حرية المرأة‬

‫‪23‬‬


‫‪ ،‬حيث انطلقت مسيرة النساء المؤمنات الفارات بدينهن من كفر قريش ‪،‬‬ ‫ليثبتن قدرتهن على التحدي رغم نباح كماب الجاهلية ‪ ،‬التي ما فتأ نباحها‬ ‫يماحق تلك المسيرة النسائية الصادقة والصارمة ‪ ،‬فواصلت القافلة سيرها‬ ‫لتشارك المرأة في بناء الدولة اإلسمامية …!!‪.‬‬ ‫وقد بايعن الرسول صلى هللا عليه وسلم باستقمالية منفصلة عن رجالهن ‪،‬‬ ‫وكان لوظيفة االستشارة دور خلدت به نساء فجر اإلسمام تجربتهن لصماحية‬ ‫رأيهن ‪ ،‬وذلك في قصة أمنا أم سلمة التي عرضت رأيها على الرسول المعظم‬ ‫‪ ،‬في صلح الحديبية وكانت مشورتها مباركة وميمونة على المسلمين ‪.‬‬ ‫كما كان لتجارة النساء ودخولهن عالم المال واألعمال حضور في مشهد العهد‬ ‫النبوي المشرق ‪ ،‬فأمنا خديجة بنت خويلد رضي هللا عنها ‪ ،‬آزرت البعثة في‬ ‫أصعب مراحلها بمالها وتجارتها ‪ ،‬وكانت الشفاء بنت عبد هللا تتولى حسبة‬ ‫سوق المدينة ‪ ،‬رغم وجود الرجال وكفائتهم ‪ ،‬لكن التشريع أقتضى تلك‬ ‫المشاركة النسائية الرائدة ‪ ،‬وكانت تلك الوظيفة تشبه وزارة المالية وجباية‬ ‫الضرائب ‪.‬‬ ‫أما الشعر والخطابة فقد بارك الرسول المعظم إنتاج الخنساء الشعري التي‬ ‫ظلت تنشده للفاتحين اإلسماميين أيام الفتح ‪ ،‬وفي معركة القادسية بالذات‬ ‫(‪14‬هـ)… هذا بشكل موجز عن هذا الدور المميز للمرأة المسلمة ‪..‬‬

‫‪24‬‬


‫دور الصحافة والطباعة يف تطور النثر‬ ‫رواء خلف السوداني‬

‫کانت للصحافة تأثير کبير في حرکة التطور‪ .‬حيث في المرحلة األولی كانت‬ ‫وسيلة السلطة فحسب‪ ،‬فقد غدت‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬محرضا وباعثا علی النهضة‬ ‫والتطور‪ .‬وقد کانت تضم مقاالت أدبية أو اجتماعية أو علمية‪ ،‬يفيد منها‬ ‫القراء‪ .‬وأول من فکر في إنشاء صحيفة‪ ،‬نابليون‪ ،‬الذي أمر بإصدار ثماث‬ ‫صحف‪ ،‬اثنتين بالفرنسية وواحدة بالعربية‪ .‬ثم أنشأ محمد علي باشا جريدة‬ ‫رسمية باسم السلطة‪.‬‬ ‫وللسوريين واللبنانيين سهم کبير في إصدار عدد ضخم من الصحف‬ ‫والمجمات کاألهرام والمقتطف والمقطم والهمال‪.‬‬ ‫وکانت الصحافة هي التي عادت بالکتابة األدبية إلی أصالتها من حيث کونها‬ ‫خلصتها من التصنع والزخرف ورجعت بها إلی الوضوح ودقة التعبير‬ ‫وطوعتها من جديد للتعبير السمح عن خطرات التفکير ومشاعر الوجدان‪.‬‬ ‫«ففي حقل الصحافة استطاعت الصحف االسمامية والوطنية أن تصل إلی‬ ‫طبقات کاملة من القراء»‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫وازدهار الصحافة کان نتيجة نمو الحرکات السياسية واالصماحية واستعماء‬ ‫الوعي القومي من ناحية والوعي الديني من ناحية أخری‪ .‬فأصبحت الصحف‬ ‫منابر لتلك الحركات والمنظمات التي تمثل مختلف الدعوات والمواقف‬ ‫االيديولوجية‪ .‬وکان القصد عند هؤالء وأولئك التأثير في الرأي العام والتعبير‬ ‫عن قضاياه‪ .‬وبذلك يکون ظهور فن المقالة نتيجة من نتائج هذه العوامل کلها‪،‬‬ ‫من ظهور الصحافة‪ ،‬وظهور الرأي العام‪ ،‬وظهور الحركات السياسية‬ ‫واالصماحية‪ .‬فعاد األدب إلی الحياة مرة أخری يعبر عن قضاياه ومنازعها‪.‬‬ ‫«وقد کان لمحمد عبده أثر کبير في نهضة الصحافة في أواخر القرن التاسع‬ ‫عشر‪ ،‬وهو الذي تولی العمل في الوقائع المصرية»‪.‬‬ ‫وکان للطباعة أيضا أثر کبير في تطور النثر و «ما کان للنهضة أن تحدث‬ ‫لوال الطباعة‪ ،‬فهي وسيلة النشر األولی‪ ،‬في عصر يتسم بالتطور السريع‪،‬‬ ‫والحاجة إلی الکتاب والصحيفة والمجلة»‪.‬‬ ‫«کان الزدياد المطابع‪ ،‬والرغبة األكيدة في طلب المعرفة أن زادت حرکة‬ ‫إحياء التراث العربي‪ ،‬فطبعت أمهات الکتب العربية‪ :‬األغاني ألبي الفرج‬ ‫االصبهاني‪ ،‬و العقد الفريد البن عبد ربه األندلسي ‪.»...‬‬ ‫وفي البماد العربية کان السبق للبنان في استعمال المطبعة‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫أدب ساخر‬

‫شاطر (رمحه اهلل )‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫صديقي الذي يحرص على االصغاء لقناة فضائية بعينها يوميا ‪..‬ليتابع اآلخ‬ ‫‪..‬بار ‪..‬بدا لي طبيعيا بعد مدة من افتراقنا لوال انه بسبب االخ ‪..‬بار اصيب‬ ‫فقط بضغط الدم والسكري والقولون العصبي والربو والجيوب االنفية‬ ‫وهشاشة العظام والتيفوئيد والكابة وعمى االلوان والبواسير والوسواس‬ ‫القهري ‪..‬وهذا المرض االخير يدفعه الى اعادة مشاهدة القناة نفسها واالخبار‬ ‫نفسها ثانية لعله يجد في االعادة تغييرا او خبرا مفرحا ‪..‬وعندما ال يجد ذلك‬ ‫يبدا لديه االرق حتى الصباح ‪..‬‬ ‫قبل يومين توفي صديقي رحمه هللا‬ ‫والمفارقة ان قناته المفضلة التي ضحى بصحته الجلها لم تذكر خبر وفاته‬ ‫مطلقا ‪..‬واستمرت ببث اغنية ( شاطر شاطر ) لنانسي عجرم ‪...‬‬

‫‪27‬‬


‫ذات يوم‬ ‫حسام الطحان‬

‫انتشرت شوايات الدجاج في شوارع الموصل واصبح عدد الشوايات بعدد‬ ‫سكان المدينة ‪ ،‬وفي كل واحدة تجد عشرات الدجاجات المعلقة ‪ ،‬وامام‬ ‫الشوايات يقف عشرات االشخاص في طابور فوضوي بانتظار الدجاجة‬ ‫الموعودة وعيونهم ترنو ولعابهم يسيل مع الدهن الذي يقطر من الدجاجة‬ ‫المسكينة ‪.‬‬ ‫في تلك الفترة انتشر مرض انفلونزا الطيور على نطاق عالمي واسع ‪ ،‬ورغم‬ ‫تحذيرات الجهات الصحية بتجنب اكل لحوم الدجاج اال ان العراقي يأبى اال‬ ‫ان يسجل اسمه في ديوان المجد التليد ‪ ،‬فلم يهتم لتلك التحذيرات واستمر في‬ ‫البحث عن دجاجة الخلود مستحضرا قصة جده االول كلكامش وبق بق بق‬ ‫بق بق بق ‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫غربة‬ ‫*******‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫كلما ‪،...‬‬ ‫مر بي ‪،...‬‬ ‫عطرها يف ‪،...‬‬ ‫احلي ‪،...‬‬ ‫بكيت ‪...‬؟!‪،‬‬ ‫واحلي غريب ‪،...‬‬ ‫فجاري له ‪،...‬‬ ‫بيت‪،...‬‬ ‫وأنا ال ‪،...‬‬ ‫ثوب وال ‪،...‬‬ ‫بيت‪،...‬‬ ‫‪29‬‬


‫أسهر الليل‪،...‬‬ ‫حتت أنني ‪،...‬‬ ‫الندى ‪،!!...‬‬ ‫وفؤادي يف ‪،...‬‬ ‫صمت احلقائب ‪،...‬‬ ‫صوت ‪!...‬؟‪،‬‬ ‫وحلمي مرايا ‪،...‬‬ ‫هواك إذا ‪،...‬‬ ‫ملستني نسمة ‪،...‬‬ ‫صحو بعثرت ‪،...‬‬ ‫مواعيدي ‪،...‬‬ ‫ومضيت ‪!!!...‬؟‬

‫‪30‬‬


‫ألجلك يا قدس‬ ‫بقلم لمياء العلوي‬ ‫ظمام وضباب‬

‫تتكحل حواء بحمرة السماء‬

‫بعض قبل على سطح‬

‫اال انجلي ياضباب عن ارض‬ ‫االنبياء‬

‫تعتل ايام الراوي‬

‫سليمان جاء‬

‫تألبه المفردات‬

‫يقارع روح القديس‬

‫تهاجره الذكريات‬

‫يبحث عن دماء‬

‫زخم الحروف‬

‫من بركة احمام اطفال يتسلون‬

‫وعد ووعيد‬

‫على زند القدر ينامون‬

‫وقلم يؤرخ تراتيل قص‬

‫ألجلك يا قدس يبتهلون‬

‫في محراب القصيد‬

‫يبحثون عن هيكل هراء‬

‫ينذر النمل ان انجلي جاء سليمان‬ ‫وافياله‪...‬‬

‫تحت اقصانا‬ ‫لياال دهماء‬

‫جاء الجنود‬

‫وارضنا‪..‬‬

‫جاء العبيد‬ ‫طرق على ابواب السماء‬

‫تفيض نبيذ من عرق التربة‬ ‫السمراء‬

‫استنفار رجم شيطان‬

‫مقطعة هي‬

‫االرض تحمل اعباء‬

‫بين بساط وفضاء‬

‫كتاب‬

‫ادم يجابه الضعف بالغوغاء‬ ‫تفاحة نيوتن‬ ‫جاذبية حواء‬ ‫كحل وبغاء ‪...‬وسنن عرجاء‬

‫‪31‬‬


‫وارتكب الوداع‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫دون وداع‬

‫سيد ‪...‬وراع‬

‫اعتنق الغياب‬

‫أمرك ذاع‬

‫ولحكمه انصاع‬

‫بين الخلق وشاع‬

‫ترك الحنين‬

‫ينتهي العمر‬

‫يتوسد األيام‬

‫بين تكات اإلنتظار‬

‫وحكم األنين‬

‫وال يتوه‬

‫على الزفير مطاع‬

‫عن همسك السماع‬

‫استوطن القصيد‬

‫أراك غيثا‬

‫همس النبص‬

‫يبلل الخلوة أنسا‬

‫واستفاق السهد‬

‫فتنصهر الوحدة‬

‫على جفون اإللتياع‬

‫وصلبها ماع‬

‫أبحر الشوق‬

‫ما فتئ عهدك‬

‫في مركب الخفقات‬

‫توأم الروح‬

‫ونطق الوجد‬

‫لكن القدر للخيبة‬

‫شفاه اليراع‬

‫الوعد باع‬

‫يا مستوطنا‬

‫يستكين لموجك‬

‫في الخلجات طاغ‬

‫كبرياء أسطولي‬

‫شعور الحبور‬

‫ونوك لمركبي‬

‫حين الفقد ضاع‬

‫بدل اتجاه الشراع‬

‫أنك لي ملك‪...‬‬

‫‪32‬‬


‫دموعنا من اختيارنا‬ ‫بقلمي محمد احمد العراق‬

‫ممكن حبياتنا كلشي نريد‬ ‫بس ماحنصل غري اللي اخرتنا‬ ‫يعجبنا اجلميل وبي نطمع ونزيد‬ ‫واحيانا مانشوف وخيدعنا نظرنا‬ ‫انصح احملب يطلق مشاعر بال تقييد‬ ‫حىت مانتعب بعد اختيار ويدوم ندمنا‬ ‫عيش مشاعرك كلها بال حتديد‬ ‫حرام متوت مشاعر جوة صدرنا‬ ‫‪33‬‬


‫والتضل زمانك عايش حبسرة وتنهيد‬ ‫وتبكي االه بندم وتقول ياريت ماكنا‬ ‫نسيت احلب احساس جيي بال تاكيد‬ ‫يغشي القلب رقة معه تذوب روحنا‬ ‫ويعيش معنا سجن اختياري به تأبيد‬ ‫ابد ما يطلب اخلالص من سجنه قلبنا‬ ‫واسالك ياقلب بعد حبه شتطلب وتريد‬ ‫ما رديت اجلواب ايل وما رمحت فكرنا‬ ‫احلب احاسيس اهلا ضريبة تود تسديد‬ ‫ايل ما يعرف الويف بي اليتعب مشاعرنا‬ ‫وال يولع نار حبنا ويرتك نارنا تقيد‬ ‫يعلمنا السهر وااله وياه تزيد دمعتنا‬

‫‪34‬‬


‫حديث اهلدهد‬

‫هدهد‬ ‫يف يوم‬ ‫بينما الليل يسدل ستائر الظالم‬ ‫ميروا طيفك بغتة امامي‬ ‫أسرعت اليه والقلب العج‬ ‫اهيم حبا بعد الفطام‬ ‫قلت رويدك يامن اخذت اهلناء‬ ‫فصارت ايامي من بعدك قتام‬ ‫الليلة متر كمرور احلمام‬ ‫ذكراك يف القلب اشد من سطو احلسام‬ ‫الريح رحيك نسائم يف االجام‬ ‫متلئ الدجى والفضاء املرتامي‬ ‫ال قانون يف اهلوى ال حاكم وال نظام‬ ‫العشق سلطان داء و دواء وعلة كل االسقام‬

‫‪35‬‬


‫الليل بيدي‬ ‫بقلمي‪ /‬محمد سلطان‬

‫امسك الليل بيدي فيأبى ان يتركني‬ ‫فأهدده بالنهار فيرد هو الذي خالني‬ ‫هو في مسار وانا في غير المسارات‬ ‫فما كان لنا ان نلتقي منذ بدء االكوان‬ ‫فانا ظلمة الدجي وعبق سكينة الليالي‬ ‫الهدوء بمنتهاه حالوة دندنة االغاني‬ ‫احالم العذارى العاشقات حين صبابة‬ ‫سكينة النجوى عند مناجاة قمر اغوان‬ ‫انا العتمة والسكنات لهمس المحبين‬ ‫جالل لون االسود يختال على االلوان‬ ‫انا عبق رحيق قهوة الهيل السوداء‬ ‫انا عشق العباد للثم شفتاه الفنجان‬ ‫انا ليل شعرات الصبايا و الشباب‬ ‫ومنية شعيرات من مضى بهم الزمان‬

‫‪36‬‬


‫أيا يا أنت‬ ‫عبدالستار الزهيري ‪ //‬العراق‬ ‫أيا يا أنت ‪..‬‬

‫تذيب الجليد وتنسي ‪..‬‬

‫وتاهت الشفاه ‪..‬‬

‫سأكلمك بلوم ‪..‬‬

‫األحزان ‪..‬‬

‫على واقع الهجر ‪..‬‬

‫وعتاب ‪..‬‬

‫يدانا كانت تعانق ‪..‬‬

‫وضرجت بخطايا ‪..‬‬

‫قصيدة حروفها ‪..‬‬

‫األبدان ‪..‬‬

‫المحبين ‪..‬‬

‫تئن من الفراق ‪..‬‬

‫عنفوان عشقنا ‪..‬‬

‫لم األستعجال ‪...‬‬

‫ستكون فيها ‪..‬‬

‫كأنه مشهد حلم ‪..‬‬

‫ففراقنا سيل ‪..‬‬

‫شكوى وليس ‪..‬‬

‫سهد الفراق ‪..‬‬ ‫بعد ُ‬

‫يقلع األشجار ‪..‬‬

‫مجرد كالم ‪..‬‬

‫ال تكوني أنت ‪..‬‬

‫ويحيل قلبي ‪..‬‬

‫مدادها دموع ‪..‬‬

‫القاضي والسجان ‪..‬‬

‫صحراء رمضاء ‪..‬‬

‫سوداء من محبرة ‪..‬‬

‫ستكون النهاية ‪..‬‬

‫ال نبت فيها وال حب ‪..‬‬

‫الخذالن ‪..‬‬

‫دموعا تترك خطوطا ‪..‬‬

‫وال أنسان ‪..‬‬

‫أمطار صاخبة ‪..‬‬

‫سوداء على وجه ‪..‬‬

‫فرياح البعد تقتل ‪..‬‬

‫وعواصف غضب ‪..‬‬

‫الزمان ‪..‬‬

‫الشوق في كل مكان ‪..‬‬

‫ترفض األستسالم ‪..‬‬

‫أيا أنت ‪..‬‬

‫أختزل الزمان ‪..‬‬

‫كنا ال نفترق جسدا ‪..‬‬

‫سأنفجر أنا وسأصرخ‬ ‫‪..‬‬

‫واألرض تئن من ‪..‬‬

‫والروح كأنها في ‪..‬‬

‫بوجه السجان ‪..‬‬

‫والروح تناظر ‪..‬‬

‫الجنان ‪..‬‬

‫وسأحرق ساعات ‪..‬‬

‫السماء ‪..‬‬

‫األبتسامة على الشفاه‬ ‫‪..‬‬

‫العشق ‪..‬‬

‫واحدا ‪..‬‬

‫عجز اللسان ‪..‬‬

‫‪37‬‬

‫ثقل الخطايا ‪..‬‬


‫مالك‬ ‫كروان شعيب‪/‬سورية‬ ‫سلب مني القلب والنهى‬ ‫ّ‬ ‫به قلبي قد تعلق‪،،،،‬‬ ‫يا امرأة‬ ‫اختصر الكون فيها وروده‬ ‫سقيت من عطور اليامسني‬ ‫فنبت يف بساتني العشق‬ ‫شتل احلبق‪،،،،‬‬ ‫ياحبا فاق نبضات القلوب خفقا‬ ‫وجتاوز يف فؤادي‬ ‫آفاق العشق‪،،،،،‬‬ ‫لكحل عينيك أنادي‬ ‫جبمر خديك‬

‫ّ‬ ‫كما اجلوري أحلق‪،،،،،‬‬

‫أجلس يف حمراب مجالك وامجا‬

‫‪38‬‬


‫فيغزو جملسنا‬ ‫صمت مطبق‪،،،،‬‬ ‫لك من روحي‬ ‫كل روحي‬ ‫ومن عمري‬ ‫عناق‬ ‫لو كان لعمري‬ ‫من رق هواك عتق‪،،،،‬‬ ‫احضني أجزائي‬ ‫مللمي أشالئي‬ ‫احتملي يف حبك محاقاتي‬ ‫ال تسمحي لفوضى قلبي‬ ‫يف غري حبورك تغرق‪،،،،‬‬ ‫يا جنمة‬ ‫سطعت زهرا يف خريف عمري‬ ‫يا فرحة‪،،،،‬‬

‫‪39‬‬


‫يا بسمة‪،،،،،‬‬ ‫يا قصيدة بهاء‬ ‫حاكت جبماهلا أطياف األفق‪،،،،‬‬ ‫كوني مدينتي‪،،،‬‬ ‫كوني حبيبتي‪،،،‬‬ ‫كوني أهلي وعشريتي ‪،،،،‬‬ ‫أمي ‪،،،‬‬ ‫أبي وأخوتي‪،،،،‬‬ ‫كوني كوني‪،،،،‬‬ ‫كوني وطني‬ ‫أعشق ترابه‪،،،،‬‬ ‫ّ‬ ‫أقدس مساه ‪،،،‬‬ ‫أتعبد يف ذراه‪،،،،‬‬ ‫فهل بعد عشق الوطن‬ ‫يرتقي عشق‪،،،،،‬‬

‫‪40‬‬


‫الوفاء‬ ‫القلم الفضي سيرين‬ ‫الجزائر‬ ‫قل كيف أداري‬

‫دقات القلب‬

‫لهفتي و حنيني‬

‫تهواك‬

‫و كيف ال يشتاق‬

‫ايام الدنيا في البعاد‬

‫قلبي و ال يحن إليك‬

‫جمر و لهيب‬

‫ساعات الغياب‬

‫منفاك‬

‫سجينة بحر هواك‬

‫يا حبيب الدار‬

‫معذبي‬

‫مفارق ام عائد‬

‫أهانت ادمعي‬

‫ألقاك‬

‫و حبي عليك‬

‫تركت القلب يغرد ليال‬

‫افترشت الحنين‬

‫و يحن كالطير‬

‫في صمت و مر هواك‬

‫لرضاك‬

‫تحلو الحياة‬

‫عواصف القلب‬

‫بمعذب القلب‬

‫تتخبط و ترفض‬

‫و العقل مادهاك‬

‫حبا سواك‬

‫يا خليل الفؤاد‬

‫لحظات االنس‬

‫احتارت هواجسي‬

‫جليلة القرب‬

‫في مقلتاك‬

‫تحن ال تنساك‬

‫تربعت‬

‫ومضات الشوق تحتار‬

‫على عرش الغرام‬

‫و تسمع لهواك‬

‫‪41‬‬


‫حرقة اللقاء‬ ‫بقلمي صورية حمدوش ‪/‬الجزائر‬ ‫نمت و في قلبي حرقة اللقاء وفاء العهد‬ ‫الذي كان حلما يجمعنا حتى الفناء‬ ‫فترأى لي طيفك يغازلني‬ ‫وإقتربت خطانا متثاقلة‬ ‫في دهشة تغمرنا‬ ‫أتراه حقيقة أم هو حلمنا‬ ‫تتراقص أرواحنا كما قلوبنا‬ ‫خيم الصمت على المكان‬ ‫وكأننا في واحدة من الجنان‬ ‫فعينيه كانت جنات ذات أفنان‬ ‫تقول لعينيا نعم أنا عيناك ال تكذبان‬ ‫ضمني حبيبتي إليك‬ ‫ودعيني أرتشف رحيق شفتيك‬ ‫وأثمل حتى الهذيان‬ ‫فالعمر كله كان حبيس حلمك‬ ‫وأطلقته اليوم فرشات لربيع عمرك‬ ‫فأنفاسك تحلق في سماء روحي‬ ‫كأنها أهازيج وألحان‬ ‫دعني ألفك بدراعيا وأخذك باألحضان‬ ‫ألستمتع بدقات فؤادك‬ ‫وأتأكد أن هذه اللحظة حقيقة‬ ‫وليس مجرد حلم لعاشق ولهان‬

‫‪42‬‬


‫سأقول لك‬ ‫وفاء العهد‬ ‫بمال فمي ‪....‬‬

‫عليك التذكار‪.....‬‬

‫بروحي‪....‬‬

‫اعلنت عليك الحنين‪.....‬‬

‫بقلبي‪...‬‬

‫اعلنت عليك ‪....‬‬

‫بجميع جوارحي‪.....‬‬

‫الشوق واالنين‪....‬‬

‫أسمع ‪...‬أسمع ‪....‬‬

‫وبمال هذا الكون‪......‬‬

‫بقايا شعور‪.....‬‬

‫ما زلت اصرخ واصرخ‪.....‬‬

‫بيني وبينك‪....‬‬

‫واسمع انت مني‪.....‬‬

‫بيني وبين روحك‪....‬‬

‫احبك بكمال جوارحي‪.....‬‬

‫تناديني ‪....‬‬

‫ولن اغادرك ما حييت ‪.....‬‬

‫تراودني ‪....‬‬

‫حتى تغادرني‪.....‬‬

‫عن النسيان ‪....‬‬

‫انت لو استطعت‪....‬‬

‫وطلبت ان اكف ‪....‬‬

‫حتى تبرئني ‪.....‬‬

‫عن الهذيان ‪....‬‬

‫من ذنب حبك ‪....‬‬

‫وضمات الشوق والحنين‪....‬‬

‫حتى تعود بي ‪....‬‬

‫وعناق ‪....‬‬

‫الى الوجود ‪.....‬‬

‫اشتاق له ‪.....‬‬

‫فانا بحبك ‪....‬‬

‫وانين‪.....‬‬

‫غائبة عن الوجود‪......‬‬

‫ال ال ابدا ‪. ...‬‬ ‫وبحق هذا الشعور‪....‬‬ ‫لن افعل ‪....‬‬ ‫ولن انسى ‪....‬‬ ‫بل اعلنت انا ‪....‬‬

‫‪43‬‬


‫هبني نورك‬ ‫شذى االقحوان المعلم‬ ‫ألم أقل لك‬

‫على أرصفة البشر‬

‫أني أخت الشمس‬

‫منسية‬

‫لكنها‬

‫هناك‬

‫اخذت ضوءها‬

‫بيت على تلة الوهم‬

‫وأعطتني لهيب‬

‫منذ عصور‬

‫الحرمان‬

‫في عينيك أرسمه‬

‫وأن حبي سيعمدك‬

‫نهر حنان‬

‫بألف قصيدة‬

‫عله‬

‫انكسار‬

‫ينسكب من يديك‬

‫ووعود‬

‫طوفان‬

‫من برق‬

‫يأتيني بك‬

‫وحلم وردي‬

‫بعد البرق‬

‫و لوعة انتظار‬

‫بعد الرعد‬

‫في محارتي‬

‫تنشلني من حزن العبارة‬

‫الزلت‬

‫من صرخة قهر‬

‫أغزل الفصول‬

‫دفينة‬

‫بخيوط الكبرياء‬

‫شهر ياري‬

‫حين أعطتني فينوس‬

‫انزع عنك قناع‬

‫دثارها‬

‫أنانية الشرقي‬

‫واستاء شهريار‬

‫وهبني‬

‫وأعلنني نجمة‬

‫نورك‬

‫في دجى األمل‬

‫وبعض أمان‬

‫‪44‬‬


‫عالم املرآه‬

‫حررتها زهرة حممد‬ ‫عندما حتدث بينك وبني اآلخرين مشادة أو‬ ‫اختالف وخترج منك بعض الكلمات السيئة‪ ،‬فأنت‬ ‫ترتكهم جبرح يف أعماقهم كتلك الثقوب التي‬ ‫تراها‪.‬‬ ‫أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم خترج السكني من‬ ‫جوفه ‪،‬ولكن تكون قد تركت أثرا جلرحا غائرا‬ ‫هلذا ال يهم كم من املرات قد تأسفت له ألن اجلرح‬ ‫ال زال موجودا‪.‬‬ ‫جرح اللسان أقوى من جرح األبدان‬ ‫األصدقاء جواهر نادرة ‪ ،‬هم يبهجونك ويساندوك‪.‬‬ ‫هم جاهزون لسماعك يف أي وقت حتتاجهم‬ ‫هم جبانبك فاحتني قلوبهم لك‬ ‫لذا أرهم مدى حبك هلم ‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫التغريات املناخية السياسية واالجتماعية وتاثرياتها السلبية‬ ‫على العقلية الفكرية للمراهقني‬ ‫رسل الساعدي‬ ‫اليوم وفي ظل الظروف التي يعيشها البلد من حروب وانقالبات وتطورات‬ ‫شتى اثرت في بعض جوانبها على األفراد وخاصتا الفئة المراهقة‬ ‫المراهقين براعم أزهار تحتاج إلى عناية مكثفة لتنمو نمو صحيح وتزهر‬ ‫وقد الحظ الجميع ان‬ ‫االختالفات المناخية السياسية واالجتماعية اصبحت تشع بالطاقة السلبية‬ ‫وان حاله الشباب المراهق تتجه نحو الكسل وعدم االهتمام بالشهادة بحجة‬ ‫ان ال تعيين بعد الدراسة‬ ‫بل وأصبح البعض ال يكلف نفسه باالجتهاد ابدا ويلجأ إلى الغش وطبعا‬ ‫بوجود أصحاب النفوس الضعيفة‬ ‫ينجح بالغش او شراء األسئلة او غيرها‬ ‫يؤسفني الحال الذي وصل له المراهق او الشاب العراقي على حد سواء من‬ ‫يأس وقدرة على اتباع طرق غير شرعية للنجاح بمجاالت الدراسة وحتى‬ ‫الحصول على عمل‬ ‫انا ال القي كل الوم على تصرفاتهم فالواقع المرير الذي نعيشه قد تسببه بهذه‬ ‫االزمه الفكرية التشتية االتكالية‬ ‫من يأخذ رشوه ومن يساعد شخص للغش ومن يأخذ المال من اجل التعيين‬ ‫ارحموا الفكر الشبابي الذي تشوه بسبب افعالكم‬ ‫قد يكون الضحية الالحقة احد افراد عائلتك‬ ‫الدراسة مستقبل والشهادة سالح للدفاع عن النفس وقت الشدة‬ ‫مراهقينا شبابنا انتم بناه المستقبل اياكم ان تستسلموا فبكم يتطور بلدنا‬ ‫وبقدرتكم وكفائتكم نبني العراق ونرتقي‬

‫‪46‬‬


‫أزياء‬

‫‪47‬‬


48


‫أقالم شابة‬

‫ذكرياتي‬ ‫غفران محمد‬

‫وكأنها عواصف‬ ‫رعدية وبرق ‪..‬‬ ‫كأنها الم يمزق جسد مريض في اخر لحظات مع‬ ‫الحياة ‪..‬‬ ‫كأنها غبار آتي من بعيد بعيد جدا ال اعرف من اي‬ ‫‪..‬‬ ‫جل ما اعرفه ان هذا الغبار سيغميني ويجرحني‬ ‫بجراح بليغة ‪..‬‬ ‫ذكرياتي ‪..‬‬ ‫كأنها رجل مسن قد تركه ابنه الوحيد على عتبة‬ ‫مسجد مقفل منذ سنين ‪ ..‬ذكرياتي ‪..‬‬ ‫عبارة عن تشققات حائط قديم ال يمكن اصالحه‬

‫‪49‬‬


‫وفاة صديق‬ ‫ايالف عبد الحميد‬

‫وقفت امام الموقف الهزلي‬ ‫امام وفاة صديقة لي‬ ‫اضحك كأنما الموت نكتة‬ ‫هزلية ضحكيه‬ ‫بعد دقائق من الموت الغريق‬ ‫تحطمت نهائيا‬ ‫غدوت ال استطيع التنفس‬ ‫كأنما ادركت حقيقة الموقف‬

‫‪50‬‬


‫مسك اخلتام‬ ‫ماشة نار‬ ‫حاتم الطلياني‬ ‫انا ال اتمكن من أن أضع نفسي اليوم وفي اي وقت آخر تحت تصرف من‬ ‫يصنعون التاريخ ‪:‬‬ ‫انا تحت تصرف من يتحملون التاريخ ‪.‬‬ ‫على مر التاريخ قام الكثير من الزعماء والقادة بخوض حروب ومعارك ال‬ ‫لشيء اال لكي يقوموا بصنع تاريخا لهم او ليقال عنهم انهم قد دخلوا التاريخ‬ ‫من اوسع ابوابه ‪.‬‬ ‫وال يكاد يخلو عصر من امثال هؤالء الذين يحاولون ان يصنعوا التاريخ ‪:‬‬ ‫اخيارا كانوا أم اشرارا ‪ ....‬االسكندر المقدوني ‪ ،‬جنكيزخان ‪ ،‬هوالكو ‪،‬‬ ‫تيمورلنك ‪ ،‬محمد ‪ ،‬علي ‪ ،‬هتلر ‪ ،‬غاندي ‪ ،‬جيفارا ‪ ،‬الحسين ‪ ،‬عمر ‪،‬‬ ‫موسوليني ‪ ،‬ستالين ‪ ،‬صدام حسين ‪ ،‬بوش الخ‬ ‫عن نفسي ال اريد أن اكون تحت تصرف اي واحد من هؤالء جميعا وال‬ ‫يغرنكم قول " يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما " ‪ ..‬فهم وليس انتم وال‬ ‫حتى نحن من يفوز بالفوز العظيم ‪ ..‬فوزا الفقراء وابناء الفقراء وابناء‬ ‫الطبقات المعدمة هم عليهم وحدهم من ينبغي عليهم دفع ثمن صنع اولئك‬ ‫العظام للتاريخ !‬ ‫وبيني وبينكم انا ال اريد ان اشترك في صنع تاريخ يغمطني حقي فتترمل‬ ‫زوجتي او يتيتم اطفالي ‪ ...‬انا ال اريد ان اشترك في صنع تاريخ ألناس‬ ‫تذكرهم كتب التاريخ هم فقط وال يذكرونني انا الذي قتلت او فقدت او اسرت‬ ‫! او قمت بقتل او اسر او تعويق او تهجير المقابل ليحظى قائدي بالنصر‬ ‫وابوء انا باالثم‬ ‫انا ال اريد ان اكون طرفا يهجم بيته ويهجر منه ال لشيء اال ليدخل فالن او‬ ‫عالن التاريخ ايا كان ذلك الفالن او العالن سواء كان نبيا او وليا او سفاحا‬

‫‪51‬‬


‫انا ال اريد ان يضحك علي مرة اخرى باسم الحرية والعدالة والمساواة‬ ‫والوحدة الوطنية ونشر الدين والتوحيد ليقوم بعد ذلك اللصوص بصنع‬ ‫التاريخ ودخوله على حسابي انا الفقير الحر الذي يأبى الضيم‬ ‫قولوا لي بربكم ما الذي جناه من ساعد كل هؤالء الذين قاموا بصنع التاريخ‬ ‫ودخلوه من اوسع ابوابه وال تذكروا لي الوصوليين واالنتهازيين ؟‬ ‫مع اني لست مع من يروم ان يصنع التاريخ ولكني في نفس الوقت مع اولئك‬ ‫الذين يتحملون التاريخ ‪ .‬نعم انا مع ضحايا طموحات من يريدون صنع‬ ‫التاريخ وهؤالء كثيرون وهم بالدرجة االولى اولئك الذين كتب عليهم ان‬ ‫يتحملوا او باالحرى ان يدفعوا ثمن صنع العظماء للتاريخ ‪...‬‬ ‫انا مع االرملة التي تحملت فقدان زوجها وهي في ريعان الشباب وانا مع‬ ‫تلك المرأة التي فقدت ابا اوالدها ومعيلهم الوحيد وانا مع االب او االم اللذين‬ ‫فقدا ولدا لهما في صنع مجد وتاريخ للعظماء وانا مع الفتاة التي تنتظر خطيبا‬ ‫لها لن يعود وهي عايشه على امل االنتظار‬ ‫وانا مع اليتيم الذي فقد اباه في خضم حرب يخوضها قائد حتى تقول عنه‬ ‫كتب التاريخ فيما بعد انه قد خاض حربا وغزا قوما كان ابوه وامثاله اوارها‬ ‫المضطرم‬ ‫انا مع المعاق الذي فقد جزءا من جسمه او اصيب بعاهة مستدامة ال يلقى‬ ‫عالجا لها في وطن ضحى من اجله في حين ان هناك من يقوم بأجراء عملية‬ ‫جراحية له في ارقى مستشفيات الخارج ال لشيء اال ألنه من بطانة العظيم‬ ‫الذي يجب علي انا ان اقوم بصنع تاريخا له تتحدث عنه االجيال ‪.‬‬ ‫نعم انا مع ضحايا هؤالء العظام فاني قد نذرت نفسي للتخفيف عن معاناتهم‬ ‫وتطيبب خواطرهم ولو حتى بكلمة !‬ ‫" قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫قال يل البعض ملاذا‬ ‫انت ال خترج من احلمك‬ ‫قلت هلم ان ال اريد ان‬ ‫اعيش الواقع الذي‬ ‫انتم عليه فهو ال يليق‬ ‫بي ك انسان‬ ‫البارون االخري‬ ‫‪53‬‬


‫الووو‬

‫‪54‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.