مجلة زهرة البارون عدد 31

Page 1

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني‬

‫عدد ‪31‬‬

‫ئ‬

‫مجلة ثقافية أدبية فنية الكترونية‬ ‫العراق ‪2017‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫‪1‬‬


‫هيئة حترير‬

‫جملة‬ ‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬ ‫مستشار المجلة‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫المحررون‬ ‫احمد محمد عيسى‬

‫زهرة محمد‬

‫مصر‬

‫الجزائر‬

‫شريف العرفاوي‬

‫هادية قصبة فرحات‬

‫تونس‬

‫الجزائر‬

‫رسل الساعدي‬

‫رواء خلف السوداني‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫‪2‬‬


‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪ /‬البارون األخير ‪5....................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫حديقة الشهداء في الموصل ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.................................‬‬ ‫الواقع الصحي في العراق ‪ /‬د‪ .‬محمد احمد صالح ‪11...............................‬‬ ‫المؤاخاة في المجتمع اإلسالمي ‪ /‬د‪ .‬صالح عطوان الحيالي ‪14..................‬‬ ‫معاناة الورد والنزوح في حياة االديب السوري حسن علي ‪17....................‬‬ ‫عمر الصالح‬ ‫فلسفة الحب ‪ /‬رواء خلف السوداني ‪19.............................................‬‬ ‫رجال اصبحوا هوامش ‪ /‬نشوه فضاله ‪24..........................................‬‬ ‫ادب ساخر‬ ‫بالد ما بين البلوكتين ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪27.................................‬‬ ‫في التسعينات مره أخرى ‪ /‬حسام الطحان ‪28.....................................‬‬ ‫شعر‬ ‫عيون القلب لن تغوى ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪29.........................................‬‬ ‫ثورية ‪ /‬د‪ .‬عبد الستار البدراني ‪32................................................‬‬ ‫ابيك ‪ /‬نرجس عمران ‪33..........................................................‬‬ ‫متفرقات ‪ /‬مؤيد بهنام ‪35..........................................................‬‬ ‫انا وأحرفي والكتابة ‪ /‬لمياء العلوي ‪36...........................................‬‬ ‫يوم اللقا ‪ /‬محمد علي عاشور ‪38.................................................‬‬ ‫عندما يحلى المساء ‪ /‬د‪ .‬محمد احمد صالح ‪39..................................‬‬ ‫حديث الهدهد ‪ /‬هدهد ‪41..........................................................‬‬ ‫لعينيك ابتهاالتي ‪ /‬زينب رمال ‪42...............................................‬‬ ‫اال يا وطني ‪ /‬مالك شمس ناصر ‪44............................................‬‬

‫‪3‬‬


‫قصة قصيرة‬ ‫ترميم خدوش ‪ /‬فضيلة معيرش ‪45..............................................‬‬ ‫تحول ‪ /‬محمد عاشور ‪47........................................................‬‬ ‫عالم المرآه‬ ‫عالم المرآه ‪ /‬زهرة محمد ‪51....................................................‬‬ ‫المخدرات الرقمية ‪ /‬رسل الساعدي ‪52.........................................‬‬ ‫أقالم شابه‬ ‫غفران ‪ /‬نجاة رفيس ‪56........................................................‬‬ ‫ألجلك كتبت ‪ /‬نعمه عبد الهادي ‪58...........................................‬‬ ‫لست أدري ‪ /‬أمينه العمر ‪59..................................................‬‬ ‫على قارعة الطريق ‪ /‬عبير طارق ‪60.......................................‬‬ ‫بال عنوان ‪ /‬رضا سعد ‪61....................................................‬‬ ‫يجذبني قلبي ‪ /‬وفاء العهد ‪62.................................................‬‬ ‫اشواق ‪ /‬صالح الدين الطياش ‪63............................................‬‬ ‫يكفني يا قلب فراق ‪ /‬سمر ضهرو ‪64.......................................‬‬ ‫كوكب ذري ‪ /‬صورية حمدوش ‪65..........................................‬‬ ‫أوراق ‪ /‬ميساء شاهين ‪67....................................................‬‬ ‫يا هوي االحالم ‪ /‬مي عادل ‪68..............................................‬‬ ‫قرار ‪ /‬ابتسام المياحي ‪69....................................................‬‬ ‫واحة سالم بين اكف الدب ‪ /‬فرح تركي ‪70................................‬‬ ‫ختامه مسك ‪ /‬حاتم الطائي ‪74...............................................‬‬

‫‪4‬‬


‫مقال االفتتاحي‬

‫أقالم شابه‬ ‫حتت عنوان‬ ‫الكبار كانوا ونسوا‬ ‫بقلم الشاعر البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫لم يولد احد قط كبير ال في االدب وال غير االدب وهذا يجب ان يفهمه الجميع‬ ‫ولكن البعض من أؤلئك أصحاب األقالم يتناسى بقصد او غير قصد انه كان‬ ‫يوما ما قلم مبتدئ ال يجيد سوى ترتيب الحروف وهناك اسوء من هذا اخذت‬ ‫اشكال عديدة من الوجه التي جعلت من األلوان االدب مسخ ليس له لون وال‬ ‫طعم وليس له مدرس تنضوي النصوص تحت تلك العناوين وهذا يأتي من‬

‫‪5‬‬


‫باب االنانية التي يمتلكه بغض االدباء على مستوى العالمي وهذا أيضا من‬ ‫األسباب التي كانت من عوالم تدهور النشاط االدبي في العالم العربي التي‬ ‫كانت في ما مضى مشاعل نور في العالم العربي وهنا يجب ان نعيد مسارات‬ ‫االدب لقواعدها التي بنيت عليه وقد كان لها أسماء عظيمة منهم الكثير بدون‬ ‫ذكر أسماء لسبب انني ال اريد ان انسى احد وان االدب بستان فيه من كل‬ ‫اشكال الفاكه ولكل واحده طعم يختلف ولكن يبقى اصل البستان ارض طيبه‬ ‫وهنا اريد ان اشيد بتلك األقالم الشابة التي كانت وال زالت ال تعرف اليأس‬ ‫في تقديم الصور التي تمثل واجهت المجتمع وال يمكن االستهانة بتلك األقالم‬ ‫على العكس من بعض األسماء التي نراها اليوم ونسمع عنه اغرب الحكايات‬ ‫التي هم عليه من التكسير بتلك األقالم التي هي بمثابة أساس لمجتمع يحب‬ ‫التغير من خالل الحرف والكلمة وهناك ظاهرة لمستها في الفترة األخير‬ ‫وهي الجري خلف المنافسات الوهمية في االدب خلف تقييم بعضهم البعض‬ ‫وغياب النخبة عن تلك الساحة األدبية التي اخذت نطاق واسع التي ما عاد‬ ‫يمكن تجاهل وهنا يجب ان يكون للكبار دور في تلك التجاذبات ال العزلة في‬ ‫برج عالي فالنخبة يجب ان يكون لها بصمه في اخراج تلك المواهب للنور‬ ‫وليس اخذ موقف المتفرج من الموقف االدبي وهناك من ذهب الى ابعد من‬ ‫هذا ويعتبر كل تلك األقالم هي ريح عابرة ال يجب عليه مسك كف الغربال‬ ‫وعزل الجيد من السيء وحتى من يقع في مصطلح السيء يجب االخذ بيدهم‬ ‫للمسار الصحيح وتبين موضع الخطأ وتقويم بطريقة النقد البناء ال النقد الهدام‬ ‫ويجب إيجاد مدارس تنضوي تحته تلك التجارب وهناك فكره خاطئة عند‬ ‫الجمهور االدبي بشكل عام اال هو ان االديب والشاعر هو كتاب يصنف‬ ‫ويباع في األسواق وهذه هي التي قصمت ظهر االدب في الفترة المعاصرة‬ ‫ولكن الحقيقة هي ان االدب بكل انواعه هي خالصة تجارب حياتي تترجم‬ ‫على الورق بعد حين وانا أرى االن هناك هستيريا الكتابة دون أي قواعد لها‬ ‫ولكن هذا ال يلغي ان هناك مواهب تفرض نفسه رغم استنكار الجميع له ولو‬ ‫كره الحاقدون وهنا يجب االخذ بسبل النجاح ولكن الختصار كل هذا أقول‬ ‫للكبار كنتم صغار ونسيتم هذا فالرفق باألقالم الشابة‬

‫‪6‬‬


‫قراءات‬

‫حديقة الشهداء يف املوصل‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ متمرس جامعة الموصل‬ ‫حديقة الشهداء من منا لم يمر بها من منا‬ ‫لم يدرس في جنباتها من منا لم يتنسم‬ ‫روائح زهورها كانت والتزال ان شاء‬ ‫هللا متنفسا ألهل الموصل تعرضت‬ ‫لإلهمال‬

‫وتعرضت‬

‫للضرر‬

‫لكننا‬

‫سنعيدها الى القها السابق ‪ ..‬حديقة‬ ‫الشهداء تقع في الجانب االيمن من‬ ‫مدينة الموصل وهي حديقة عامة كبيرة وأصل هذه الحديقة (ساحة ) كانت‬ ‫تتدرب فيها قطعات الجيش العثماني حيث انها تمتد لمسافات كبيرة كانت‬ ‫تضم القشلة المدنية والقشلة العسكرية وهي نفسها اليوم تضم دار محافظ‬ ‫نينوى وبناية المتحف الحضاري وبناية المستشفى العسكري وبلدية الموصل‬ ‫وبناية المكتبة المركزية العامة القديمة اقصد مكتبة االمير غازي الملك فيما‬ ‫بعد موت الملك فيصل االول سنة ‪ 1933‬والتي اصبحت فيما بعد مديرية‬ ‫الوسائل التعليمية ‪.‬‬ ‫وقد اعتادت القيادة العثمانية في مقر والية الموصل تنظيم االستعراضات‬ ‫العسكرية الرسمية والسباقات المدرسية واالحتفاالت الحكومية وقد ابتدأ‬ ‫الوالي المصلح محمد اينجة بيرقدار والذي تولى امر الموصل سنة ‪1832‬‬ ‫بعد انهاء حكم الجليليين فيها بتشجير الساحة ‪.‬‬ ‫وهذه الساحة التي تحولت في عهد االحتالل البريطاني(‪ ) 1921-1918‬الى‬ ‫(حديقة عامة) عندما ُسيجت واطلق عليها اسم " حديقة ايمري" وليبولد‬

‫‪7‬‬


‫ايمري هو وزير المستعمرات البريطاني الذي احتلت الموصل في عهده‬ ‫وامام الحديقة الساحة التي كانت تتم فيها االستعراضات العسكرية العثمانية‬ ‫وقد اطلق على الساحة سنة ‪ 1918‬اسم "ميدان فانشو " نسبة الى القائد‬ ‫البريطاني الذي احتلت قواته الموصل في ‪ 11‬تشرين الثاني –نوفمبر ‪1918‬‬ ‫الجنرال فانشو‪.‬‬ ‫وبعد تكوين الدولة العراقية الحديثة بذل متصرفو الموصل جهودا كبيرة‬ ‫من اجل تطوير الحديقة وتجميلها وزرعها باالشجار دائمة الخضار ‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 1923‬واثناء " حركات بارزان االولى "في شمال العراق سقطت‬ ‫في الحركات طائرة كان يقودها " الطيار ناطق الطائي " في ‪8‬نيسان ‪1923‬‬ ‫الموافق ‪ 12‬ذي الحجة سنة ‪ 1315‬هجرية وكان معه مساعده المرحوم "‬ ‫محمد عباس " ‪ ،‬وتقرر دفن جثمانيهما في الحديقة واصبح لهما نصب يعرف‬ ‫ب" نصب الشهداء" ‪ ،‬وتغير اسم الحديقة الى "حديقة الشهداء "‪.‬‬ ‫ويذكر الحاج عبد الجبار جرجيس الباحث التراث الموصلي في مقال له عن‬ ‫حديقة الشهداء منشور في جريدة فتى العراق في عددها ‪ 27‬ايلول –سبتمبر‬ ‫‪ 2008‬ان الحديقة كانت تشهد في عيد تأسيس الجيش في ‪ 6‬كانون الثاني –‬ ‫يناير من كل عام احتفالية توضع فيها اكاليل الزهور على ضريح الشهيدين‬ ‫واستمر الحال هكذا حتى سنة ‪. 1968‬‬ ‫وعندما توفي رئيس بلدية الموصل السيد خير الدين العمري سنة ‪، 1951‬‬ ‫وكانت له جهوده الكبيرة في اعمار الموصل وتحديثها عندما تولى البلدية من‬ ‫‪ ، 1949-1932‬أراد المجلس البلدي تكريمه ‪ ،‬فدفن في حديقة الشهداء واقيم‬ ‫له نصب تذكاري اليزال موجودا في الحديقة ‪.‬‬ ‫وثق للحديقة عدد من ادباء الموصل وشعراءها ‪ ،‬وممن أرخ للحديقة‬ ‫ووثقها شعرا ونصا الدكتور ذو النون االطرقجي والقاص االستاذ انور عبد‬ ‫العزيز‬ ‫وكان للجميع ‪،‬ومنهم كاتب هذه السطور‪ ،‬ذكريات جميلة فيها فلقد كان الطلبة‬ ‫عبر السنوات الماضية يدرسون فيها ويقضون امتع اوقاتهم اذ كانت هي‬ ‫وحديقة الشعب في الجانب االيسر من الموصل متنفسهم الوحيد ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫ولالسف لم يبن او يؤسس اي مسؤول حكومي منذ ‪ 80‬عاما حديقة في‬ ‫الموصل على غرار حديقتي الشهداء والشعب‪ .‬وادناه ماقاله االستاذ ذو النون‬ ‫االطرقجي في حق حديقة الشهداء ‪:‬‬ ‫مفتوحة للعابرين والمقيمين وللجيران‬ ‫لطالبي المتعة والنزهة‬ ‫والمتعبون يستريحون على المصاطب الخضراء‬ ‫يحلمون‬ ‫والكهول ينثرون ذكرياتهم‬ ‫في أخريات الضوء‬ ‫والحدائقيون يشذبون ما طال من الثيل‬ ‫واآلس‬ ‫ويزرعون شتالت جديدة تسر العابرين‬ ‫والمتعبون يرمقونها ويبسمون‬ ‫أبوابها الستة‬ ‫مفتوحة للناس فوق مصاطبها‪،‬‬ ‫يشمسون يرقبون يقظة الورود من نداها‬ ‫للفصول المبطئات‬ ‫للهواء ينقل العبير والغبار‬ ‫والتالميذ يروحون‪،‬‬ ‫يجيئون‬ ‫ساعة للدرس‬ ‫ساعتين للهو وللورود‬ ‫‪...‬‬

‫‪9‬‬


‫سياجها الطويل لم تكن له نهاية‬ ‫كدجلة الطويل‬ ‫كانت تسع الدنيا‬ ‫ومما كتبه االستاذ انور عبد العزيز عنها ‪ " :‬قبل أربعين عاما في الخمسينات‬ ‫وجزء من الستينات كانت حديقة الشهداء معلما جميال بهيا‪ ،‬وكانت رمزا‬ ‫للموصل أبّهة وفرحا ونظافة‪ ،‬في التصنيف البلدي لم تكن أكثر من حديقة‬ ‫ولكنّها كانت من أجمل حدائق العراق تخطيطا وتنسيقا وشجيرات ورد وزينة‬ ‫وطيور‪ ،‬كان الك ّل محبا لها معتزا بها‪ ،‬لم يجرأ أحد – إالّ في النادر – على‬ ‫العبث بها‪ ،‬وحتى الصغار يتعاملون معها بتقدير‪ . "...‬أما االستاذ صالح سليم‬ ‫علي فكتب عن الحديقة وقال ‪ ":‬حديقة الشهداء كانت اشبه بجامعة حرة‬ ‫مفتوحة في الهواء الطلق ‪ ،‬وهي بحكم اجواء ام الربيعين تنسجم مع مناخات‬ ‫المدينة واجوائها الطبيعية والوجدانية معا ‪ .‬كما تقدم دربا مختصرا عاطرا‬ ‫لمن يقدم من المكتبة المركزية العامة او الجسر الجديد او شارع حلب عبر‬ ‫األعدادية الشرقية او الكورنيش الى الدواسة او النبي شيت التي تختزن افكار‬ ‫الحركة القومية وانتفاضة الشواف ‪..‬وذكريات أخرى كثيرة ‪"...‬‬

‫‪10‬‬


‫الواقع الصحي يف العراق‬ ‫د‪ .‬محمد أحمد صالح‬ ‫شهد القطاع الصحي في ا لعراق بكافة‬ ‫مؤسساته تذبذبا في مستوى تقديم‬ ‫الخدمات طوال الثالثة عقود المنصرمة‬ ‫وكان مستوى الخدمات المقدمة في‬ ‫انخفاض واضح ‪ ،‬ويعزو ذلك الى‬ ‫االوضاع السياسية واالمنية التي مر بها‬ ‫البلد ‪ ..‬حيث كان افضل مستوى للقطاع‬ ‫الصحي قد سجل في عام ‪. 1980‬‬ ‫ان الوضع المضطرب‪ .‬خالل الفترات هذه وتحويل سياسة البلد في نهاية‬ ‫الثمانينات وبداية التسعينات من القرن المنصرم الى سياسة شبه عسكرية‬ ‫وزيادة االنفاق على الجانب العسكري ادى الى خفض تمويل الصحة العامة‬ ‫بنسبة ‪ 90‬في المئة‪ ،‬فتدهورت الرعاية الصحية بشكل كبير وخالل تلك‬ ‫الفترة‪ ،‬ارتفعت وفيات األمهات بمقدار ثالثة أضعاف تقريبا‪ ،‬ورواتب‬ ‫العاملين في المجال الطبي انخفضت بشكل كبير‪ .‬كذلك تجهيز األجهزة‬ ‫و المعدات الطبية انخفض وتدهور بشكل كبير جدا‪ ،،‬واصبحت الحالة‬ ‫الصحية خطيرة وخصوصا في الجنوب‪ ،‬حيث سوء التغذية‪ ،‬وشاعت‬ ‫األمراض االنتقالية واالوبئة المنتقلة بالماء خصوصا بعد عام ‪1990‬م‪. .‬‬ ‫واستمر الواقع الصحي تدهورا‪ ،‬بسبب الحروب واالوضاع البيئية والمعيشية‬ ‫السيئة وفي عام ‪2005‬م سجلت اعلى نسبة حدوث للتيفوئيد‪ ،‬والكوليرا‬ ‫والمالريا‪ ،‬والسل‪ ،‬بالعراق منها في البلدان المماثلة‪...‬‬ ‫إن المشاكل السياسية والطائفية والصراعات والحروب عام ‪2003‬م دمر ما‬ ‫يقدر بنحو ‪ 12‬بالمئة من المستشفيات واثنين من مختبرات الصحة العراقية‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫والكثير من المؤسسات الصحية على الرغم من انه عام ‪2004‬م طرأ بعض‬ ‫التحسن‪ .‬عن طريق التمويل الدولي حيث‬ ‫اشتغلت نحو ‪ 240‬مستشفى و ‪ 1200‬مركز للرعاية الصحية األولية‪ ،‬وق ّل‬ ‫النقص في بعض المواد الطبية‪ ،‬وبدأ تدريب العاملين في المجال الطبي‪،‬‬ ‫وتلقيح األطفال على نطاق واسع‪ ،.‬ومع كل هذا ماتزال إجراءات الوقاية‬ ‫الصحية في المستشفيات العراقية غير مرضية بالمستوى الطبي‪ ،‬وهنالك‬ ‫وجود نقص في الموظفين المدربين واألدوية‪ ،‬والرعاية الصحية ال تزال غير‬ ‫متوفرة إلى حد كبير في المناطق التي تعاني من اإلرهاب والمشاكل واالقتتال‬ ‫الطائفي والسياسي والحروب في عام ‪2005‬م بلغ االشغال السريري ‪15‬‬ ‫سرير لكل مستشفى‪ ،‬و‪ 6.3‬طبيب و‪ 11‬ممرضة لكل ‪ 10000‬مواطن‬ ‫عراقي‪ ..‬في عام ‪2006‬م‪ ،‬وضعت خطط لتخصيص ‪ 1.5‬مليار دوالر‬ ‫أمريكي من الميزانية الوطنية لإلنفاق على الرعاية الصحية ‪ ،‬لكن لم يتحقق‬ ‫منه شيء يحسن من مستوى الخدمات ألسباب شتى المجال لحصرها هنا ‪،،‬‬ ‫‪ ..‬وبقياسات بسيطة ومؤشرات خاصة نالحظ تدني مستوى الصحة في‬ ‫العراق حيث ازدادت معدالت وفيات الرضع إلى أكثر من الضعف‪ .‬ازدادت‬ ‫معدالت الوفيات والمضاعفات من مرضي السرطان والسكري في أواخر‬ ‫التسعينات وبداية األلفية الجديدة‪ ،‬بسبب انخفاض في نسبة التشخيص والعالج‬ ‫لهذين المرضين في التسعينات‪ .‬وكذلك زيادة وفيات االمهات في سن االنجاب‬ ‫ولوحظ انهيار البنية التحتية للمرافق الصحية والصرف الصحي وتعقيم المياه‬ ‫في كل انحاء البلد وبعد عام ‪ 2003‬استمر ازدياد سوء التغذية‪ ،‬وأمراض‬ ‫الطفولة (كالربو‪ ، ،‬وفقر الدم وغيرها)‪- ،‬وبعد عام‪ 2006 .‬ونتيجة كثرة‬ ‫الحروب والهجرة واالقتتال والتغييرات الديمو غرافية واالجتماعية ادى الى‬ ‫زيادة بشكل ملحوظ في االمراض المنتقلة جنسيا وحدوث نقص المناعة‬ ‫المكتسب وهذا مؤشر خطير في انحدار الواقع الصحي ‪..‬‬ ‫نظام الرعاية الصحية‬ ‫أنشئ العراق نظام رعاية صحية‪ ،‬مركزي‪ ،‬ومجاني في نهاية ال(‪)1970‬‬ ‫باستخدام نظام صحة عالجي (‪ ،)curative care‬مستندا على رأس المال‬ ‫المركز‪ ،‬ونظام المستشفيات الصحيح‪ .‬واعتمدت البالد بنطاق واسع على‬ ‫استيراد المعدات واألدوية الطبية‪ ،‬وحتى الممرضات‪ ،‬وثمنها دفع من أموال‬ ‫الصادرات النفطية‪.. ،‬‬

‫‪12‬‬


‫وطور العراق نظام غربي من المستشفيات المتطورة‪ ،‬وأطباء مختصين في‬ ‫إجراء العمليات الطبية المتقدمة‪ .‬ووفقا للتقرير السابق ذكره‪ ،‬أنه قبل سنة‬ ‫‪ 97 ،1990‬بالمئة من سكان الحضر و ‪ 71‬بالمئة من سكان الريف لديهم‬ ‫القدرة للحصول على الرعاية الصحية األولية مجانا‪ ،‬فيما تدهور هذا الواقع‬ ‫فيما بعد ليصل الي اوطأ مستويات من الخدمة العالجية والوقائية والفندقية‬ ‫بيومنا هذ‬

‫‪13‬‬


‫املؤاخاة يف اجملتمع االسالمي أهميتها ومكانتها‬ ‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي‬ ‫المجتمع اإلسالمي هو تلك األسرة الكبيرة التي تربطها أواصر المحبَّة‬ ‫والتكافل والتعاون والرحمة‪ ،‬وهو مجتمع رباني إنساني أخالقي متوازن؛‬ ‫يتعايش أفراده بمكارم األخالق‪ ،‬ويتعاملون بالعدل والشورى‪ ،‬يرحم الكبي ُر‬ ‫فيه الصغير‪ ،‬ويعطف فيه الغني على الفقير‪ ،‬ويأخذ القوي بيد الضعيف‪ ،‬بل‬ ‫هو كالجسد الواحد‪ ،‬الذي إذا اشتكى منه عضو تألَّم له سائر األعضاء‪،‬‬ ‫وكالبنيان يشد بعضه بعضا‬ ‫المؤاخاة في اإلسالم‬ ‫االخوة في هللا يقول آتووتر ‪ ،‬وهو أحد الرموز البارزة في إدارة الرئيس‬ ‫ريجان ‪ ،‬في عدد فبراير (‪1991‬م) من مجلة ‪ ..." :Life‬لقد ساعدني مرضي‬ ‫على أن أُ ْد ِرك أن ما كان مفقودا في المجتمع كان مفقودا في داخلي أنا أيضا‪:‬‬ ‫قليل من الحُب والمودة‪ ،‬وقليل من األُ ُخ َّوة‪. "..‬‬ ‫فالمؤاخاة أو اإلخاء أو األخوة من أروع القيم اإلنسانية التي أرساها اإلسالم‬ ‫للمحافظة على كيان المجتمع‪ ،‬وهي التي تجعل المجتمع وحْ دة متماسكة‪ ،‬وهي‬ ‫قيمة لم تُوج ْد في أي مجتمع؛ ال في القديم وال في الحديث‪ ،‬وتعني‪" :‬أن يعيش‬ ‫الناس في المجتمع متحابَّين‪ ،‬مترابطين‪ ،‬متناصرين‪ ،‬يجمعهم شعور أبناء‬ ‫بعض‪ ،‬يحس‬ ‫األسرة الواحدة‪ ،‬التي ي ُِحب بعضها بعضا‪ ،‬ويشد بعضها أزر‬ ‫ٍ‬ ‫كل منها أن ق َّوة أخيه ق َّوة له‪ ،‬وأن ضعفه ضعف له‪ ،‬وأنه قليل بنفسه كثير‬ ‫بإخوانه" ‪.‬‬ ‫وقد تضافرت النصوص على مكانة المؤاخاة في المجتمع اإلسالمي وأثرها‬ ‫ت على كل ما من شأنه تقويتها‪ ،‬ونه ْ‬ ‫في بناء المجتمع المسلم‪ ،‬كما حثَّ ْ‬ ‫ت عن‬ ‫كل ما من شأنه أن ينال منها؛ فقال تعالى ُمقررا عالقة األُ ُخ َّوة باإليمان‪{ :‬إِنَّما‬ ‫س أو لون أو‬ ‫ْالـ ُم ْؤ ِمنُون إِ ْخوة} [الحجرات‪ ،]10 :‬وذلك دون اعتبار لجن ٍ‬ ‫نسب‪ ،‬فاجتمع وتآخى بذلك سلمان الفارسي وبالل الحبشي وصهيب الرومي‬ ‫مع إخوانهم العرب‪.‬‬

‫‪14‬‬


‫كما وصف القرآن الكريم هذه األُ ُخ َّوة بأنها نعمة من هللا‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬ ‫{و ْاذ ُكرُوا نِعْمت هللاِ عل ْي ُك ْم إِ ْذ ُك ْنتُ ْم أ ْعداء فألَّف بيْن قُلُوبِ ُك ْم فأصْ بحْ تُ ْم بِنِعْمتِ ِه‬ ‫إِ ْخوانا} [آل عمران‪.]103 :‬‬ ‫وها هو ذا الرسول بعد هجرته إلى المدينة ‪-‬لـ َّما كانت بداية المجتمع المسلم‪-‬‬ ‫بدأ بعد بناء المسجد مباشرة بالمؤاخاة بين المهاجرين واألنصار‪ ،‬وقد سجَّل‬ ‫القرآن الكريم هذه المؤاخاة التي ضربت المثل الرائع للحُب واإليثار‪ ،‬فقال‬ ‫اإليمان ِم ْن ق ْبلِ ِه ْم ي ُِحبون م ْن هاجر إِل ْي ِه ْم وال‬ ‫تعالى‪{ :‬والَّ ِذين تب َّو ُءوا ال َّدار و ِ‬ ‫ور ِه ْم حاجة ِم َّما أُوتُوا وي ُْؤثِرُون على أ ْنفُ ِس ِه ْم ول ْو كان بِ ِه ْم‬ ‫ي ِج ُدون فِي ُ‬ ‫ص ُد ِ‬ ‫خصاصة} [الحشر‪.]9 :‬‬ ‫وفي بيان لصورة من تلك ال ُمثُل الرائعة في الحُب واإليثار جرَّاء هذه‬ ‫المؤاخاة‪ ،‬تلك التي يعرض فيه أخ أنصاري على أخيه المهاجر نصف ماله‬ ‫وإحدى زوجتيه بعد أن يُطلقها له! وهو ما رواه أنس بن مالك حيث قال‪ :‬ق ِدم‬ ‫ع ْب ُد الرَّحْ م ِن ب ُْن ع ْو ٍ‬ ‫ف المدينة فآخى النَّبِي بيْنهُ وبيْن س ْع ِد ب ِْن ال َّربِيعِ‬ ‫اصفهُ أ ْهلهُ ومالهُ‪ ،‬فقال ع ْب ُد الرَّحْ م ِن‪ :‬بارك هللاُ‬ ‫اري‪ ،‬فعرض عل ْي ِه أ ْن يُن ِ‬ ‫األ ْنص ِ‬ ‫وق‪. "...‬‬ ‫لك فِي أ ْهلِك ومالِك‪ُ ،‬دلَّنِي على الس ِ‬ ‫ولدورها العظيم في تماسك بنيان المجتمع كان تحذير هللا ‪ I‬واضحا جليّا لكل‬ ‫عمل يُو ِه ُن األُ ُخ َّوة اإلسالمية‪ ،‬فحرَّم التعالي والسخرية‪ ،‬فقال تعالى‪{ :‬يا أيها‬ ‫الَّ ِذين آمنُوا ال يسْخرْ ق ْوم ِم ْن ق ْو ٍم عسى أ ْن ي ُكونُوا خيْرا ِم ْنهُ ْم وال نِساء ِم ْن‬ ‫نِسا ٍء عسى أ ْن ي ُك َّن خيْرا ِم ْنه َُّن} [الحجرات‪.]11 :‬‬ ‫كما حرَّم التعريض بالعيوب والتفاخر باألنساب‪ ،‬فقال تعالى‪{ :‬وال ت ْلـ ِم ُزوا‬ ‫ب بِ ْئس ا ِال ْس ُم ْالفُسُو ُ‬ ‫اإليما ِن وم ْن ل ْم يتُبْ فأُولئِك‬ ‫أ ْنفُس ُك ْم وال تناب ُزوا بِاأل ْلقا ِ‬ ‫ق بعْد ِ‬ ‫هُ ُم الظَّالِ ُمون} [الحجرات‪.]11 :‬‬ ‫وحرَّم كذلك الغيبة والنميمة وسوء الظن؛ وهي من أسوأ عوامل هدم‬ ‫المجتمعات‪ ،‬فقال تعالى‪{ :‬يا أيها الَّ ِذين آمنُوا اجْ تنِبُوا كثِيرا ِمن الظَّن إِ َّن بعْض‬ ‫ض ُك ْم بعْضا أيُ ِحب أح ُد ُك ْم أ ْن يأْ ُكل لـحْ م‬ ‫الظَّن إِ ْثم وال تج َّسسُوا وال ي ْغتبْ ب ْع ُ‬ ‫أ ِخي ِه ميْتا فك ِر ْهتُ ُموهُ واتَّقُوا هللا إِ َّن هللا ت َّواب ر ِحيم} [الحجرات‪.]12 :‬‬ ‫وإذا ما حدث خصام أو مهاجرة‪ ،‬فإن اإلسالم راح يُرغبُ في ُكل ما يجمع‬ ‫القلوب ويدعم الوحْ دة؛ وذلك بالدعوة إلى اإلصالح بين المتخاصمين؛ حيث‬ ‫قال ُمعظما و ُمرغبا في ذلك‪" :‬أال أُ ْخبِ ُر ُك ْم بِأ ْفضل ِم ْن درج ِة الصي ِام والصَّال ِة‬

‫‪15‬‬


‫ت‬ ‫ت ْالبي ِْن‪ ،‬وفسا ُد ذا ِ‬ ‫والصَّدق ِة؟!" قالوا‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ .‬قال‪" :‬إِصْ ال ُح ذا ِ‬ ‫ْالبي ِْن ْالـحالِقةُ" ‪.‬بل إن اإلسالم أباح الكذب لإلصالح بين المتخاصمين؛ لما‬ ‫في ذلك من جبر كيان المجتمع اإلسالمي من أن يتص َّدع‪ ،‬فقال ‪" :‬ليْس ا ْلك َّذابُ‬ ‫اس‪ ،‬في ْن ِمي خيْرا أ ْو يقُو ُل خيْرا"‬ ‫الَّ ِذي يُصْ لِ ُح بيْن النَّ ِ‬ ‫حقوق وواجبات األخوة‬ ‫ألهمية االخوة وضع اإلسالم مجموعة مجموعة من الحقوق والواجبات‪،‬‬ ‫يلتزمها كل مسلم بمقتضى تلك العالقة‪ ،‬ويُكلَّ ُ‬ ‫ف بها على أنها ديْن يُحاسبُ‬ ‫عليه‪ ،‬وأمانة ال بُ َّد من أدائها‪ ،‬فقال النبي يُوضح ذلك‪" :‬ال تحاس ُدوا‪ ،‬وال‬ ‫ْض‪ ،‬و ُكونُوا‬ ‫تناج ُشوا‪ ،‬وال تباغضُوا‪ ،‬وال تدابرُوا‪ ،‬وال يبِ ْع ب ْع ُ‬ ‫ض ُك ْم على بي ِْع بع ٍ‬ ‫ِعباد هللاِ إِ ْخوانا؛ ْالـ ُم ْسلِ ُم أ ُخو ْالـ ُم ْسلِ ِم‪ ،‬ال ي ْ‬ ‫ب‬ ‫ظلِ ُمهُ وال ي ْخ ُذلُهُ وال يحْ قِ ُرهُ‪ ...‬بِح ْس ِ‬ ‫ئ ِمن ال َّشر أ ْن يحْ قِر أخاهُ ْالـ ُم ْسلِم‪ُ ،‬كل ْالـ ُم ْسلِ ِم على ْالـ ُم ْسلِ ِم حرام؛ د ُمهُ‬ ‫ا ْم ِر ٍ‬ ‫ضهُ" ‪.‬‬ ‫ومالُهُ و ِعرْ ُ‬ ‫حقوق وواجبات األخوة ففي قوله ‪" :‬وال ي ْخ ُذلُهُ"‪ .‬قال العلماء‪ :‬الخذل ترك‬ ‫اإلعانة والنصر‪ ،‬ومعناه‪ :‬إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا‬ ‫أمكنه‪ ،‬ولم يكن له عذر شرعي ‪.‬‬ ‫وعن أنس قال‪ :‬قال رسول هللا ‪" :‬ا ْنصُرْ أخاك ظالِما أ ْو م ْ‬ ‫ظلُوما"‪ .‬فقال رجل‪:‬‬ ‫يا رسول هللا‪ ،‬أنصره إذا كان مظلوما‪ ،‬أفرأيت إذا كان ظالما‪ ،‬كيف أنصره؟‬ ‫قال‪" :‬تحْ ُج ُزهُ أ ْو ت ْمن ُعهُ ِمن الظ ْل ِـم فإ ِ َّن ذلِك نصْ ُرهُ" ‪.‬‬ ‫فهل نرى مجتمعا إنسانيّا يقوى على أن ي ُْل ِزم ك َّل فرد فيه بأن يسعى في حاجة‬ ‫أخيه‪ ،‬وأن ينصره مظلوما‪ ،‬وي ُر َّده عن ظلمه إن كان ظالما؟!‬ ‫إنه فقط في المجتمع اإلسالمي؛ حيث هذه الدرجة العالية من األخوة وتوحد‬ ‫اإلحساس‪ ،‬فيعمل كل فرد على تفريج ضوائق أخيه وحل مشكالته‪ ،‬ويقف‬ ‫منه موقف العون والمساندة‪ ،‬ال موقف التحاسد والتباغض‪ ،‬ويكون ملتزما‬ ‫ُك المجتمع‬ ‫باإليجابية‪ ،‬وعلى هذا تكون المؤاخاة أساس وعنوان بناء وتماس ِ‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫معاناة الورد والنزوح إىل ذاكرة املخيمات يف‬ ‫حياة االديب السوري حسن علي‬ ‫بقلم عمر الصالح‬ ‫ولد المخرج والمؤلف السينمائي حسن علي‬ ‫في منطقة قامشلي السورية ذات األصول‬ ‫الكردية عام ‪، 15/8/1968‬‬

‫وبدأ‬

‫اهتمامه الفني في منتصف الثمانينات من‬ ‫القرن الماضي عندما دخل الحياة الجامعية‬ ‫قسم العلوم اإلنسانية في دمشق‪ ،‬وأعجب‬ ‫كثيرا بمؤلفات الفنان يلماز غوني‪ ،‬منها رواية (صالبا) الشباب القروي الذي‬ ‫هاجر إلى المدينة بحثا عن ذاته التائه وهو يعاني من مشاكل مالية وعاطفية؛‬ ‫مما دفعه لمتابعة أعمال يلماز بدقة منتاهية فضال عن أفالمه الشهيرة (القطيع‬ ‫والطريق والجدار) و روايات األدب العالمي ذات الخصائص السيكولوجية‪.‬‬ ‫وأول إنتاج لفيلم علي كان عام ‪ 2003‬بأدوات شبة سينمائية عن حياة الفنانة‬ ‫مريم خان الذي تأثر بحياتها وهي تغني عن حلمها محمدو روني في مشهد‬ ‫مؤلم وهو يشمي حافي القدمين على الثلج عندما ارغمت هي بالزوج بغيره‬ ‫تم تصويره أربعين دقيقة من اصل ساعتين ونصف‪.‬‬ ‫كما وأنتج في عام ‪ 2004‬فيلما اخر بعنوان (عيون كلو على جائزة أوسكار)‬ ‫في قامشلي ‪ ،‬صدر له مجموعات شعرية عديدة منها حكاية الينابيع األربعة‬ ‫‪1991‬م‪ ،‬والعشب الذي نما في قلقي ‪1997‬م‪ ،‬في دمشق و ديوانه الكردي‬ ‫( اللش ؤ هه لبه ستين بريندار) ‪ 1993‬في بيروت‪ ،‬ومعاناة الورد والنزوح‬ ‫الى الذاكرة المخيمات في الموصل أصدره بالتعاون مع األديب صالح بابان‬ ‫في الموصل‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫رافق األديب السوري حسن علي زوجته التي عانت من مرض الفشل‬ ‫الكلوي بظروف مادية قاهرة على مدار السنين وسط األزمة السورية‪،‬‬ ‫فقرر السفر الى مدينة دهوك إلجراء الفحوصات الطبية لزرع الكلية لها إال‬ ‫أنها بعد أسبوع من نجاح العلمية فارقت حياتها وراوت جثمانها الثرى في‬ ‫مقبرة فايدى ‪-‬دهوك‪ ،‬لم يستطيع العودة إلى دياره فبقى نازحا في دهوك‬ ‫بسبب بيع بيته وبعض ممتلكاته في قامشلي‪ ،‬سكن في مخيم دوميز وهو‬ ‫مفترق عن زوجته في أحضان أطفاله الثالثة يحمل همومه في معاناة الورد‬ ‫والنزوح الى ذاكرة المخيمات الديوان الذي أصدره عام ‪ 2013‬في تجربة‬ ‫فريدة عاشها مع أوالده وهم يحملون معه وجع ذلك الواقع المرير‪.‬‬ ‫بعد ما عاشه من معاناة وغربة‪ ،‬استقر االديب حسن علي في احدى ضواحي‬ ‫مدينة دهوك ومن ثم منحته إدارة كامب دوميز قاعدة من غرفتين ليمارس‬ ‫حياته فيها‪ ،‬التقى بعدد من المثقفيين والفنانين واألدباء من الوسط الفني‬ ‫واالدبي خالل تردده على اتحاد ادباء الكرد وقاعة الفنون (كه له ري)‪.‬‬ ‫عمل في تلفزيون دهوك‪ ،‬وانتج فيلم (سمؤ مؤختارى كامبى يه) بطريقة‬ ‫كوميديا اجتماعية تناول فيه حال النازحين والمصاعب المعيشية وهم‬ ‫يعيشون ظاهرة النزوح والترحال التي أثرت في نمط حياتهم وهجرتهم من‬ ‫مدنهم بسبب الحروب الدائرة‪.‬‬ ‫تمثلت أعماله األدبية والفنية‪ ،‬سواء االدبية منها أو الفنية‪ ،‬بالطبع الفلكلوري‬ ‫والمنبثقة من تاريخ حياة الكرد النضالية إال أن قلة الدعم المالي واالداري‬ ‫له عرقلت جل مشاريعه السينمائية وال نجافي الحقيقة أن حسن علي هو‬ ‫مبدع في كتابة السيناريوهات والنصوص الشعرية على امتداد مسيرته‬ ‫الممتددة ألكثر من عشرين عاما‪.‬‬

‫‪18‬‬


‫فلسفة احلب‬ ‫حتت عنوان‬ ‫موضوع مشرتك بني رجل وامراه‬ ‫رواء خلف السوداني‬ ‫محمود صالح الدين ‪ /‬البارون األخير‬ ‫املرأة‬

‫واجهت المرأة صعوبات كثيرة في الماضي فقد كان ال يسمح لها باختراع‬ ‫األشياء وإذا اخترعت شيئا ما سمي االختراع باسم زوجها‪ .‬و المرأة هي‬ ‫نصف المجتمع أيضا‪ ،‬قدس المصريون القدماء دور المرأة وحفظوها كمصدر‬ ‫للخصب والعطاء ووصلت أن ارتقت إلى زوجة اإلله وكذلك في وادي‬ ‫الرافدين ‪ .‬ومثلوها في أساطيرهم كدور [ايزيس] في قصة أوزريس ‪،‬وهي‬ ‫ملكة تجلب الخيرات لبالدها كما كانت الملكة حتشبسوت ‪ ،‬وكليوباترا‪.‬‬ ‫ازداد دور المرأة فعالية في عصر النهضة األوروبية‪ ،‬وعلى األخص خالل‬ ‫القرن العشرين ‪ ،‬فأصبح لها حق التعلم والعمل والمشاركة في جميع نواحي‬ ‫الحياة‪ .‬على األخص بعد الحرب العالمية الثانية خرجت البالد األوروبية في‬

‫‪19‬‬


‫حالة دمار كبير ‪ ،‬وافتقرت بماليين الرجال الذين ماتوا في الحرب أو ماليين‬ ‫الرجال الذين أصبحوا معوقين ال يستطيعون العمل ‪ ،‬فلم تجد النساء مفرا من‬ ‫يعتمدوا على أنفسهم إلعادة بناء المدن وإعادة تسيير الحياة ‪ .‬واستطعن بذلك‬ ‫إعادة بناء مدنهم في ظروف صعبة وفي أجواء كانت شديدة البرودة أحيانا ‪.‬‬ ‫واآلن تجد معظم البالد األوروبية تعيش في رخاء بفضل ما قدمته المرأة‬ ‫آنذاك في غياب الكثيرين من الرجال ‪ ،‬فقد أعادوا بناء بالدهم بسواعدهم ولم‬ ‫يكن هناك األدوات والمعدات الميكانيكية التي تساعدهن على ذلك ‪.‬‬ ‫ولم يكن من الغريب أن تتبوأ المرأة األوروبية وفي العالم الغربي مكانتها‬ ‫بالمساواة مع الرجال ‪ ،‬فأصبحن يشاركون في جميع الوظائف ومنهن من‬ ‫يعمل في السياسة ويشاركون الرجال في البرلمانات في وضع القوانين ‪،‬‬ ‫وإدارة البالد ‪.‬‬ ‫دعنا اليوم نتحدث عن المرأة وفلسفتها بالحياة وخصوصا في الحب ماهي‬ ‫المرأة وكيف بأماكنها ان تواجهه كل صعوبات الحياة وتضحي من اجل‬ ‫االخرين ‪...‬‬ ‫الحب هو تاريخ المرأة وليس حادث عابرا في حياة الرجل اليوم اذا أردت أن‬ ‫تسأل المرأة كيف تفهم فلسفة الحب فأسلها عن أحسسها عندما تفقد حبيبها‪.‬‬ ‫هناك فرق بين قلب الرجل وقلب المرأة كالهما نفس المواصفات والصفات‬ ‫وخارطتهما تتوزع جغرافيا على الجسم بنفس الشكل ومع ذلك يبقى هناك‬ ‫فرق بين الرجل والمرأة‬ ‫قلوب النساء صغيرة هي حجرة واحدة التسع الثنين ينزل بها رجل واحد من‬ ‫يدخل قلبها يتم فيه لالبد عندما تعشق المرأة الرجل تجعله سيدا امام الكون‬ ‫وتجعل قلبها له مكان يسكن فيه لالبد وال يخرج منه‬ ‫قلب الرجل والمرأة يتشابهان تقيم االنثى في قلب الرجل ثم ترحل وتترك‬ ‫دمعه او وردة‬ ‫ويقيم الرجل في قلب األنثى ثم يرحل ويترك مكانه شوكا او جرحا‬ ‫متى أحبت المرأة حبآ صادقا تهذبت وسمت وأستحال عليها ان تتصور نفسها‬ ‫ملكا لغير رجال الذي تحبه فال مال وال عواطف وال اروع مفاتن الترف يمكن‬ ‫ان توثر بها وتدفعها لخيانة حبيبها‬

‫‪20‬‬


‫الحب هو تاريخ المرأة وليس حادثا عابرا كما يتصوره البعض من الرجال‬ ‫المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة هي الحب‬ ‫للمرأة مصطلحات على كل رجل فألحب االول تطلق علية أبن الروح والحب‬ ‫الثاني ابن القلب والحب األخر أبن الجسد ودائما تتعلم الدرس من الحب الثاني‬ ‫تغفر في الحب حد الجريمة اما البعض فال تغفر حتى الفضيلة المرأة تحتقر‬ ‫من يحبها مالم تحبه هي ايضا‬ ‫والحب ال ينتزع من قلب المرأة اال اذا وجدت حب جديد يعوضها عن ما‬ ‫عانتها من جروح تحب كل ما تسمع وينفذ وتكره كل خذالن للوعود ان اكبر‬ ‫تكتيك لدى النساء هو ان يحملن على االعتقاد بأنهن يحببن عندما ال يحبب‬ ‫وان يخففن حبهن عندما يقتن في الحب‬ ‫ليس احب من حياة المرأة أن تجد نفسها واقفة بين رجل يحبها ورجل تحبه‬ ‫أن المرأة كائن خلقها هللا من العاطفة جعلها مقدسة بكل ما لديها تستطيع ان‬ ‫تضحي بكل شيء وحتى وأن وقف أمامها الجميع من اجل الرجل الذي تحبها‬ ‫سوف تضحي لكن في نفس الوقت ألتهتم بمن تشق في محبته لها‬ ‫في بعض االحيان يكون حب المرأة حب تملك وانانية يكون طاغي ال تسمح‬ ‫وال تتقبل انثى سواها في رجل الذي تحبه‬ ‫وقد يصل طغيانها الى الدكتاتورية تريد ان تخضع جميع عواطف الرجل‬ ‫إلرادتها‬ ‫المرأة ال تقبل الخسارة وال تخسر ابدآ ال تهزم من الوفاء األ بعد ان يخيب‬ ‫ظنها رجل أحبته وحطم أمالها وأحالمها التي كانت تضعها معه‬ ‫يظن البعض أن المرأة تتزوج بأي كان وان لم تتزوج سوف تترك وتتحطم‬ ‫لكن نظرية المرأة اذا تزوجت يجب ان تتزوج على حب حتى لوكان حب‬ ‫للمال‬ ‫المرأة گ قوس قزح الربيع تلون حياتها بألوانها المختلفة وقد يكون أجملها‬ ‫هو لون الحب الذي يكون له طعم يختلف عن الوان الحياة الطبيعية لم يستلذ‬ ‫به الصداقة وال شيء اخر غيره في الحياة‬

‫‪21‬‬


‫في بعض االحيان يستطيع الرجل ان يجمع بين ثالثة نساء فهناك ْامراة يحبها‬ ‫وامرأة يبعث معها وأمراة يشكو لها ولكن المرأة ال تؤمن األ برجل واحد تحبه‬ ‫قلبك كبير ورحيم يأمراه‬ ‫وتبعث معه وتشكو له كم هو ِ‬ ‫دائما المضحية اذا أحبت أحبت بعاطفة سبعين أم وعندما تسمع ان امرأة أحبت‬ ‫رجل فقير ال تتعجب فهي عندما تحب تصبح مجنونة وحبها يخلق المعجزات‬ ‫المرأة التي تفقد حبيبها أمراه احبت وأمراه التي تحافظ على حبيبها أمراه‬ ‫أتقنت الحب‬ ‫بعض الرجال يخفون حبهم او يظهرون حبهم بالكالم أما المرأة تظهر حبها‬ ‫بالدموع ‪...‬‬ ‫أحيانا ال يعرف الرجل ما تحب المرأة فيه ولماذا احبته وكذلك؛ المرأة وقد‬ ‫يكون هذا هو سر الوفاق بينهما‬ ‫حب المرأة گ القمر اذا لم يأخذ بالزيادة أخذ في نقصان بعض النساء يفضلون‬ ‫فقدان حبهم على فقدان جمالهم فأن ايسر عندما تضيع من تحب على ان تضيع‬ ‫ما يحب فيها ألنها خلقت جميلة وخلقت بأجمل الصفات دائما تكون أرق من‬ ‫الفراشة تكون طفلة حتى لو كبرت واصبح عمرها مئة عام تكون طفلة في‬ ‫حبها وتصرفاتها‬ ‫حب االطفال ما يزرع في قلبها تحب طفلها وتحب زوجها اذا كان طفال معها‬ ‫التضحية التي تقدمها المرأة للرجل ال احد من الكائنات يستطيع ان يضحي‬ ‫مثلها فهي من اجل سعادة رجل من تحب مستعدة ان تضحي بما تملك الن‬ ‫اسمى انواع الحب التضحية من اجل اسعاد من تحب حتى لو كانت سعادته‬ ‫مع شخص اخر‪...‬‬ ‫المرأة قوية ال تخضع الٔي فرد هي األم واألخت والبنت والزوجة هي أساس‬ ‫الذي يتكون منه الحياة مهما حصل لها مهما عانت مها ضحت ستظل قوية‬ ‫وتكافح من أجلها ومن اجل غيرها ترتعش قلوب النساء وتهتز كأوراق الشجر‬ ‫أذا مر بها ريح الحب ‪....‬‬ ‫لك مني كل الحب واالحترام أيتها الجنة العظيمة هللا وضع تحت اقدامك الجنان‬ ‫ِ‬ ‫فكيف ال نقدسك‬

‫‪22‬‬


‫الرجل‪ ...‬من قال ان الرجال تختلف كذب ورب الكعبة واكبر دليل على‬ ‫ما اقول هو ان هللا اجاز للرجل تعدد النساء وحرم على المرآه هذا وهناك‬ ‫صفات كل الرجال تحمله دون استثناء حتى من كتب هذا المقال ومنها التسلط‬ ‫وإلغاء االخر في الحياة العائلية بال على العكس هناك نماذج سيئة جدا وال‬ ‫تستحق ان يطلق عليه اسم رجل ومن اسوء ما يكون في الصفات هي الطمع‬ ‫الغريزي الذي تتوحد فيه كل الرجال وهذا الذي قتل معنى كلمة الحب في‬ ‫عالم اليوم بالوصل االمر لحد ان هناك في بعض العائالت ان خطا المرأة‬ ‫في الحب جريمة وخطاء الرجل نزوات يجب التغاضي عنه النه رجل يحق‬ ‫لهو ان يغوي ابنت من يشاء وان يلعب كما يشاء متناسي ان هذه الفتاة لها‬ ‫اخ رجل واب رجل ايضا ويقول في نهاية المطاف ان ليس هو المسيء‬ ‫بالعكس هي الفتاة قد سمحت لهو ليفعل ما يشاء ولسنا بصدد من هو المسيء‬ ‫الخطأ هو الخطأ رجل ام امراه كبير ام صغير ويتناسى بعض الرجال انه‬ ‫لهو اخت وزوجه وبنت عم وبنت خاله وكلهم معرضون لم فعلت انت ويأتي‬ ‫يتكلم عن الشرف ومفهوم الشرف بالنسبة لرجل مثله ويبدأ ب اعطاء‬ ‫النصائح واالرشادات في كيفية الحفاظ على الشرف ولو حدقت النظر إلى‬ ‫هذا الرجل قليل لوجدت بعد قليل يبدأ بالتباهي في مغامراته مع جموع النساء‬ ‫وكان من كان معهم ليس لهم اهل وال قيمة لهن والغريب كل هذه الجرائم‬ ‫ترتكب بس الحب وهنا اقول ان المرآه هي الخاسر الوحيد اذا فشل الحب‬ ‫حتى هذه النظرية تشمل المجتمعات الغربية حيث ان الرجل هو الرجل بكل‬ ‫الخصوصيات الحسن منه والسيء وال اختالف احد منهم أم عن الكذب‬ ‫المبرر حدث بال حرج والمصيبة انهو عندما يخطأ بسم الحب يستنكر لم فعل‬ ‫والنتائج من هذا العمل وهنا السؤال اي انت يا هذا من الرجولة عندما تقول‬ ‫انك تحب ومستعد لكل شيء يحدث وكأنك البلوتوث عندما تبتعد المرآه تبحث‬ ‫عن اخرى وهذه حقيقة الرجل لألسف ويجب االعتراف به وما اذا كنت‬ ‫تبحث عن الحب فتسامى عن الغرائز فالحب هو احساس باألول واالخر ما‬ ‫ما هو عليه اليوم هو طبيعة حيوانية بحته ويقول البعض ان من كتب هذه‬ ‫الكلمات متحامل على الرجال ال لسبب بسيط انني رجل مثل البقية ال اختلف‬ ‫عنهم ولكن الفرق البسيط بيننا انني اقول الحق ولو على نفسه والرجل في‬ ‫نهاية المطاف لهو فلسفة خاص به مؤمن به‪ .‬اصلح هللا حال الجميع‬

‫‪23‬‬


‫رجال أصبحوا هوامش‬ ‫كتبه‬ ‫نشوه فضاله‬ ‫إصحي أيها القلم وانطق بالحق فأنت حياه‬ ‫للكثير من البشر عجزوا عن التعبير عن‬ ‫أفراحهم وأحزانهم‬ ‫فا انتبه لهم وأخرج كل إحساس دفين في‬ ‫جراب صمتهم وفجر منه ينابيع من‬ ‫حياتهم وما فيها من اسرار يال نبدأ الرحلة فياال العجب كل العجب في قلب‬ ‫موازين واسس الحياه‬ ‫قل لي هل الرجولة أصبحت مجرد كلمه وليس لها أصول وال مواقف‬ ‫وجدعنة ابن البلد اللي راعي لكل من حوله ففي هذا الزمان نماذج غير‬ ‫مشرفه من البشر وتؤثر تأثير مباشر علي المجتمع حيث يوجد قليل من‬ ‫الرجال يتحملون المسؤولية كامله تجاه أسرهم ومنهم من يشارك اسرته في‬ ‫تحمل المسؤولية ومنهم من يتقاسم المسؤولية بينه وبين زوجته ومنهم من ال‬ ‫يقدر الحياه الزوجية ويهمل دوره أو يتنحي عنه تماما ويترك المسؤولية‬ ‫كامله للزوجة أما النوع الخطير الذي يساعد علي فساد الجيل وال يؤدى دوره‬ ‫علي اكمل وجه بل بالعكس يسبح ضد التيار األسري الذي يفسد الحياه‬ ‫األسرية ويجعلها جحيم ال يطاق وهو النوع المتسلط من الرجال الذي ال‬ ‫يعرف الرحمه‬ ‫فانقلب الموازين ألنه ال يؤدى دوره بل يعكس االدوار بينه وبين الزوجة‬ ‫ويتدخل في كل شئ وفي ادق التفاصيل ولكن بقسوة في المعاملة لكل من‬ ‫حوله ويعتقد أنه بخدمته لزوجته في بعض االمور سوف يرضيها ويجعلها‬ ‫تنساق لكالمه وسوء تصرفاته ولكن نجد المرأة العربية المشهود لها بالصمود‬ ‫ومواجهة كل الصعاب من أجل انجاح حياتها االسرية ومن أجل إسعاد ابناها‬ ‫وتوفير حياه مستقرة هادئة لهم ولكنها تعجز عن االمر وها نحن نتطرق‬

‫‪24‬‬


‫ونلقي الضوء علي هذا االب الجاحد قاسي القلب الذي تستحيل معه العشرة‬ ‫ويفتقد للمودة والرحمة ألسرته ألنه فاقد للحنان منذ الصغر فال مقدره له‬ ‫علي العطاء‬ ‫فيتعامل بقسوة شديده وبعنف مع زوجته واوالده اعتقادا منه ان هذه الطريقة‬ ‫تعتبر رجولة‬ ‫فهو ال يقدر الحياه الزوجية حق التقدير وال يهتم بتربية ابنائه وإهماله لزوجته‬ ‫وتعامالته بقسوة داخل وخارج المنزل اعتقادا منه انه بتلك القسوة سوف‬ ‫يصلح الكون‪.‬‬ ‫قسوته الشديدة تحول المنزل إلي جحيم ال يطاق فهو يهدم كل فرحة ويمحو‬ ‫السعادة من نفوس االبناء ألنه لم يعرف معني الدفئ االسري ‪.‬فيصبح شديد‬ ‫الغلظة ووجهه عابس دائما في وجه من حوله ويمارس سلطاته علي الزوجة‬ ‫واالبناء يتلذذ وهو يقسو عليهم ويحقر دورهم طول الوقت وهذا يؤدى إلي‬ ‫عدم استماع الزوجة لكالمه هي واالبناء ألنه دائم الكذب ويقلب الحقائق‬ ‫ولذلك فقدو الثقة تجاهه‪.‬‬ ‫وبالتالي الزوجة تقرر أن تتحمل المسؤولية كاملة من أجل استمرار الحياه‬ ‫رغم صعوبتها وتعي تماما أنه عبئ علي األسرة بتصرفاته السيئة معهم طول‬ ‫الوقت ويفقدهم االمان واالستقرار النفسي ومن ثم تتحمل الزوجة إساءة‬ ‫معاملة الزوج لها وتحاول دائما أن تخفي علي االبناء المشاكل التي تعاني‬ ‫منها حتي ال تثقل عليهم ولتوفير جو أسري مستقر ولكنها تفشل في ذلك الن‬ ‫الزوج ال يهاب الفضائح ودائما صوته عالي وال يستمع الحد رغم ان أفكاره‬ ‫هدامة ويفسد كل ما هو جميل من حولهم ‪.‬‬ ‫ومن هنا تبدأ الزوجة في التحايل مع الموقف حتي تستكمل المسيرة علي‬ ‫أكمل وجه من أجل أبناءها فاتضع منهج لنفسها يؤهلها علي تحمل الصعاب‬ ‫والتعايش مع تلك الظروف فالكي تتجنب تلك المشاكل بدأت بتأهيل نفسها‬ ‫علي تلقي االخبار المزعجة والمفاجأة الغير ساره بصدر رحم وتعالجها‬ ‫بهدوء شديد قدر االستطاعة وهذا يكلفها الكثير ويجعلها في توتر دائم وفي‬ ‫وضع غير مستقر بالمرة‬ ‫ثم تتحلي بالهدوء الظاهري معه طول الوقت ومحاولة ضبط اعصابها معه‬ ‫حين تتعرض للمناقشات في االمور التي تخص البيت واالوالد وال تحاول‬

‫‪25‬‬


‫إثارته او مجادلته اال بحدود ورغم ذلك تحاول طول الوقت ان تشعره بحنانها‬ ‫حتي تطوعه علي أمر يهم االبناء ويصعب ان يقف امام اسعادهم‬ ‫وتتوجه دائما الي هللا سبحانه وتعالى بالدعاء له وال بنائها بالهداية واالستقرار‬ ‫وتحاول حثه علي المعاملة الحسنه اسماعه بطريق غير مباشر لالحاديث‬ ‫النبوية التي تحث الزوج علي حسن المعاملة للزوجة واالبناء‬ ‫وبعد ذلك تحاول مشاركته بأفكار جديده لكي تحسن من حالة األسرة السيئة‬ ‫وتجنب المشاكل لكي يتألف معها ومع االبناء‬ ‫ولكنه دائما يشكك في أفكارها باالفتراء والكذب أمام األبناء ألنه يعي تماما‬ ‫مدى ارتباط األبناء بأمهم وتعلقهم بها فا يحاول ان يفرق بينهم ويشكك في‬ ‫تصرفاتها واضعاف دورها الحقيقي أمام االبناء وتحقيره لها ‪ .‬فتتحمل‬ ‫الزوجة كل األعباء كما ولو انها من دون زوج في حياتها ألنه ال يقدر علي‬ ‫إسعاد أحد حتي نفسه ويهدم العالقة بينها وبين األبناء لكي تضيع الحقائق‬ ‫وال يستوعب االبناء مين الظالم ومين المظلوم ويقدر علي خداعهم وتصديق‬ ‫نفسه بأنه هو الذي مجني عليه وليس الجاني وفعال تنقلب الحقائق‬ ‫وتقف الزوجة عاجزه تماما عن إصالح ما أفسده الزوج وتنهار وينهار‬ ‫معها األسرة بأكملها وتنهار كل المبادئ والقيم ويهدم الكيان الذي ظلت‬ ‫طوال الوقت ان تحافظ عليه رغم كل الظروف فكيف تتخطي تلك المحنه‬ ‫الصعبة وهي تعي تماما ان ال مقدره لها في تغير الواقع المرير ويجني‬ ‫الزوج ثمرة ما زرعه بخراب وانهيار المنزل بأكمله والندم ال يفيد‬ ‫هذه هي مأساة زوجه تجيد فن الرسم بحروف اللغة لتكتب إحساسها باألسي‬ ‫واأللم تجاه انهيار عالمها الذي ظلت تحلم به وسعت بكل طاقتها ان تحافظ‬ ‫عليه رغم كل الظروف القاسية‪.‬‬

‫‪26‬‬


‫أدب ساخر‬

‫بالد ما بني البلوكتني‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫في هذا اليوم التاريخي تورطت و ذهبت مجبرا في مهمة خطيرة‬ ‫واستراتيجية ال نجاز معاملة ما في عراق الذرى والشامية والبقصم ‪..‬فجلست‬ ‫مع زميلي في صالة االنتظار الطبيعية تحت الشمس ساعة كاملة ( عدا ساعة‬ ‫اخرى واكثر وقوفا ) جلسنا على انموذج من كراسي االنتظار العراقية‬ ‫نتحدث عن المجد والكرامة والنخوة والمروة والسؤدد والمعالي وحاتم‬ ‫الطائي والقعقاع ‪ ..‬ثم تذكرت الست ( نوال ) معلمتي في االبتدائية التي (‬ ‫هجت ) من الوطن مبكرا ‪..‬بعد ان مزقت مسامير الرحالت المدرسية‬ ‫الخشبية الرديئة اكثر من عشرة معاطف لها في صفنا الدراسي ‪..‬وعندما‬ ‫احتجت على ذلك قالت لها المديرة وهي تشرب طاسة سوس من حر الصيف‬ ‫بصوت جهوري ‪ :‬المايعجبه الوطن الباب يفوت جمل…‬ ‫وحسنا فعلت معلمتي الفاضلة عندما ركبت جمل الهجرة وخرجت من باب‬ ‫الوطن الى فضاءات اخرى تحترم انسانيتها وعلمها ‪..‬اما انا وزميلي فقررنا‬ ‫البقاء في الوطن ولو جلوسا على ( بلوكة ) ‪..‬بانتظار انجاز معاملة واحدة‬ ‫من عشرات ‪..‬تنتظرنا ‪..‬والصورة المرفقة توضح عظمة بالد ما بين‬ ‫البلوكتين ‪..‬‬ ‫وعاشت الصومال …‬

‫‪27‬‬


‫يف التسعينيات مرة اخرى‬ ‫حسام الطحان‬

‫كانت االسواق المركزية توزع سلعها على الموظفين حسب دفتر خاص‬ ‫منحته الدولة للموظف ‪ ،‬وكانت البضائع متنوعة بين ملبوسات ومأكوالت‬ ‫واجهزة منزلية وكهربائية ‪ ،‬وكان الداللون يتجمعون امام باب االسواق وما‬ ‫ان يخرج احد المتبضعين حتى يتجمهرون حوله لمفاوضته على بيع ما‬ ‫بجعبته بهامش من الربح يكون مقنعا للموظف المحتاج للمال بسبب قلة راتبه‬ ‫‪ ،‬كان بعض الموظفين يجد في ذلك فرصة ( لالسترزاق ) لمساعدة راتبه‬ ‫المتهالك ‪.‬‬ ‫من بين البضائع االخرى التي كانت تمنحها الدولة للموظف مادة العرق ‪،‬‬ ‫وكان عرقا اسكتلنديا اصليا ‪ ،‬وكان بعض الموظفين يشترونه ثم يبيعونه امام‬ ‫الباب بربح وافر حيث كان جماعة ( الجاجيك ) ينتظرون بفارغ الصبر‬ ‫خروج اول زجاجة نبيذ من داخل المبنى ليضمنوا جلستهم لذلك اليوم بعد ان‬ ‫اشتروا ( الباجلة من العربانة اللي يم سينما حمورابي ) ‪.‬‬ ‫المجد للموظف الذي جرب شتى الوسائل للحفاظ على نزاهته حتى ولو ببيع‬ ‫زجاجة عرق ‪.‬‬

‫‪28‬‬


‫شعر‬

‫عني القلب لن تغوى‬ ‫شعر د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫س ْق َيا‬ ‫كفى غيثا من الزهراء وال ُّ‬ ‫أح ّيا‬ ‫أنا ذات بذات هللاه قدْ ْ‬ ‫وأنت حبيبي‬ ‫بين قلب ال ُّن َهى ُي ْر َوى‬ ‫ّ‬ ‫الحق هل‬ ‫سائل‬ ‫ه‬ ‫الشمس سوى‬ ‫زهرة هائمة‬ ‫بالعين ُم ْثلَى‬ ‫دارت الدنيا كما درنا بها‬ ‫وعدنا َن ُج ُّر الخيل َ من‬ ‫س ْكرى‬ ‫شوقنا َ‬ ‫ُ‬ ‫نشرق أم نوقد جمرا ؟!‬ ‫أ غدا‬ ‫فعين القل ه‬ ‫الكون‬ ‫ب لن تغوى بماس‬ ‫ه‬ ‫في روحي وفي راحي‬ ‫رسول ُ الوج هد ترياق بها َي ْح َيا‬ ‫اي‬ ‫هنا ح ْل ُم الذي يبكي هب َم ْن َف َ‬ ‫َر َك ْب ُ‬ ‫والجوزاء والزهرا‬ ‫البحر‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فال مثوى ‪..‬‬ ‫ُح َم َّيا األمر في حلمي‬ ‫الح ْل هم في إسمي‬ ‫وجمع ُ‬ ‫ُ‬

‫‪29‬‬


‫األيتام‬ ‫غدا خبزي مع‬ ‫ه‬ ‫َخ ْمرا‬ ‫كأس الوج هد منْ‬ ‫إنَّ‬ ‫َ‬ ‫عيني َك أحلى‬ ‫كلَّما أ ْث َملَ ه‬ ‫ت العينَ‬ ‫اس َتهال‬ ‫ْ‬ ‫ب َك آية لمن ْارتقى‬ ‫تتجلّى‬ ‫ومرآتي وتيجاني َعلَ ْت َت ْت َرى‬ ‫َعلَ ْت نصفا‬ ‫َب ْ‬ ‫دَت ُكال‬ ‫نور بمحرابي وأفواهي‬ ‫وبدر الليل ال يبدو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الو ْت َر يا ظلّي‬ ‫فكنت ه‬ ‫أس َع‬ ‫ولم ْ‬ ‫س َعا نبضي‬ ‫َ‬ ‫َخ َطا دمعي‬ ‫َه َفا قلبي‬ ‫َغدا طيري‬ ‫فذاب الملح في بحري‬ ‫َ‬ ‫وفي عيني و في ك ِّفي‬ ‫بال ماء‬ ‫البحر َي ْعسوبي‬ ‫ومدَّ‬ ‫َ‬

‫‪30‬‬


‫هنا أعراس ُه تقوى‬ ‫وفيضي شه ُدهُ ذكرى‬ ‫له أنأى‬ ‫له المعنى‬ ‫الر َّيا‬ ‫هنا َّ‬ ‫روى ش ّكي‬ ‫بال ضوء‬ ‫والح َّمى‬ ‫بالسهر‬ ‫ُ‬ ‫األشعار ُكل ُّ‬ ‫يا منهل َ‬ ‫ه‬ ‫قصيدة‬ ‫ْ‬ ‫سجدت على أعتا ه‬ ‫ب‬ ‫قلب َك َخ ْجلى‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫خذ جفون القمح قيثارا‬ ‫و قُ ْم‬ ‫لن يقوم األمر في‬ ‫الساعة ُظ ْه َرا‬ ‫ّ‬ ‫أسوة‬ ‫فع يقي َن َك ْ‬ ‫فار ْ‬ ‫ْ‬ ‫بالمولى‬ ‫أ ُيذب ُح ط َّيار‬ ‫بسيفه الذي يهوى ؟‬

‫‪31‬‬


‫ثورية‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫كلما ‪،...‬‬ ‫قرأت ‪،...‬‬ ‫ألف ليلة ‪،...‬‬ ‫وليلة ‪!..‬؟‪،‬‬ ‫عاقبتني ‪،..‬‬ ‫خميلتي ‪..‬؛‬ ‫ألنها مل ‪،..‬‬ ‫جتد ‪،...‬‬ ‫(( حمبسا )) ‪..‬؟؟‪،‬‬ ‫إال يف ‪،...‬‬ ‫زنازين ‪،...‬‬ ‫املدينة ‪!!....‬؟‬

‫‪32‬‬


‫ّ‬ ‫أبيك‬ ‫على سبيل اللهجة البدوية‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫ما أبي منك أي ٍة غاية‬ ‫ث طويل‬ ‫وحدي ٍ‬ ‫يخط مابينا رواية‬ ‫لحظ فيه نتعالل‬ ‫ما أبي ٍ‬ ‫ونفرد عالصدر لمة جدايل‬ ‫وبعدها بشويش‬ ‫ننسى مين قال ؟؟‬ ‫وشو قايل؟؟؟‬ ‫الاا‬ ‫أنّي‬ ‫أبيك أبد العمر وليفي‬ ‫أصونك وراعيك‬ ‫على كيف كيفي‬ ‫أبي عقالك تاج راسي‬ ‫من صيفي لصيفي‬ ‫تراك إن هجرت مرة‬ ‫يترجل الخريف‬ ‫و ينزلي بعمري ضيفي‬

‫‪33‬‬


‫التقول‬ ‫إنها بالقصيد تصدح‬ ‫ترى المشاعر سيفن يذبح‬ ‫صلي عالنبي‬ ‫وخلي البيد تفرح‬ ‫ترى فرسك‬ ‫ما ينشقله غبار‬ ‫حين يسرح‬ ‫عمرك طويل‬ ‫يا سيد النشامى‬ ‫وجهك جميل‬ ‫ويزدان بالشامى‬ ‫تراني عليل‬ ‫وتعتليني حرقة الندامى‬ ‫حين يمي تميل‬ ‫واشتم ريحة الشهامة‬ ‫يصير نهاري ليل‬ ‫وتفقد بوصلتي العالمة‬ ‫ينعدم من حيلي الحيل‬ ‫وعلى روحي يال السالمة‬

‫‪34‬‬


‫متفرقات‬ ‫مؤيد بهنام‬ ‫من مجرة القلب‬ ‫أوقد مشعة الروح‪..‬‬ ‫تلك حسناء‬ ‫حطت بقلبي‬ ‫أم محامة بيضاء ‪..‬‬ ‫احلب‬ ‫آخر األوطان‬ ‫يف فوضى املنافى ‪..‬‬

‫‪35‬‬


‫انا واحريف والكتابة‬ ‫الشاعرة‬ ‫لمياء العلوي‬ ‫الد حروفا عند املساء‬ ‫واخرى تتأرجح عناقيد على شفتي‬ ‫ترجتف كلماتي‬ ‫مثلة ‪....‬‬ ‫يعقبها خماض‬ ‫بعد كل لقاء‬ ‫ترتاكم اللحظات صرحا‬ ‫عظيم البناء‬ ‫وتتموج االلفاظ‬ ‫حبار اسبح فيها‬ ‫وحدي ‪....‬‬ ‫عارية ارتدي برد عطاء‬ ‫بدرا يتخبط بني النجوم يعشق اجلنوبية‬ ‫ثم يبيت من اجلوى يف العراء‬ ‫بدرا يهب للسماء رداء من‬

‫‪36‬‬


‫الضوء يقتلع الوله‬ ‫ويسابق انفاس القصيدة‬ ‫نسيم عليل‬ ‫نسيم ينري كل قنديل‬ ‫واسري اسري ‪....‬واسري‬ ‫احبث عن مصري‬ ‫عن ابرة يف قش‬ ‫عن مسكه يف حبر‬ ‫عن نقطه يف جملد يدون تارخيي بال استثناء‬ ‫انا انا والكتابة‬ ‫اثنني ال ثالث هلما‬ ‫احريف تسابيح لناسك يف حمراب بال اعمدة وال سقف جدرانه رتقاء‬ ‫مرتعه ارض جدباء‬ ‫ميشي اخليالء‬ ‫انا واحريف والكتابة‬

‫‪37‬‬


‫يوم اللقا‬ ‫بقلم ‪ /‬محمد على عاشور‬

‫و ندعى رب العباد‬ ‫و الفرقة موجوده‬ ‫يلم شمل البعاد‬ ‫و ترجع الروح سعيدة‬ ‫و معاها نلقى االحبه‬ ‫و لسه فى القلب حبه‬ ‫و الجسم وياها يرجف‬ ‫و العقل وياها يحلم‬ ‫و ربى شايف و عالم‬ ‫و نرجو منه التالقى‬ ‫و قمر الليالى ياللى‬ ‫على يوم لقانا الجميل‬ ‫يتلم شمل األحبة‬ ‫و تصبح الدنيا جنة‬ ‫معاك يا ساكنه الوتين‬

‫‪38‬‬


‫عندما حيل املساء‬ ‫بقلم‬ ‫محمد احمد العراقي‬

‫وبعد ان تغادر الشمس السماء‬ ‫و تتوارى خلف االفق‪..‬‬ ‫يسيطر علينا الصفاء‬ ‫ورمبا اهلدوء ‪...‬‬ ‫ميتلكني شعور غريب‬ ‫جيتاح ذاكرتي بنقاء‬ ‫اسافر معه بدنيا عجيبة‬ ‫اتعبتنا حد االعياء ‪...‬‬ ‫أمللم شتات ذاكرتي وأبدا الكتابة‬ ‫عن كل مصادفاتنا الغريبة‬ ‫وكان من حولنا ينفرنا الستقصاء‬ ‫يتخطى القلم مضيا حبروف عمياء‬ ‫مل يتعدى ذاكرتي واالذهان‬

‫‪39‬‬


‫مل يصف الواقع ومل خيط االستقراء‬ ‫احاول مللمة االفكار لعلها تهتدي‬ ‫اليقاد مشعة يهتدي من نورها االصدقاء‬ ‫هل ياترى وضحت الرؤيا!؟‬ ‫وهل أصبحت بقلمي وأفكاري من البصراء‬ ‫ام ما زلت أجهل شعوري‬ ‫وأصبحت عيوني البصرية عمياء‬ ‫ثم أرجع والسؤال يراودني‬ ‫هل أتعبت بصريتي واصابها االعياء‬ ‫ومازلت اصارع االفكار يف ليلتي الظلماء‬ ‫حىت ابهرني من يوم جديد نور وضياء‬

‫‪40‬‬


‫حديث اهلدهد‬ ‫هدهد‬ ‫ضعي احلزن من عينيك يا صديق‬ ‫فهذا بك أبدا ال يليق‬ ‫أمضي يف سبيلك صبحا ومساء‬ ‫انت ال تهزمك مشاعر غراء‬ ‫أو جتربه حب بدون عطاء‬ ‫انت أكرب من كل هذه األشياء‬ ‫ال عالقة عابره مع امرأة هاربه‬ ‫يف دروب األرض العامرة‬ ‫قد يعفوا احلب غدا‬ ‫وحتط الدنيا جناحيها وتنزل املطر‬ ‫احلب قمة اهلاوية‬ ‫وانت اتريد القمة أو اهلاوية‪!!!....‬‬

‫‪41‬‬


‫لعينيك ابتهاالتي‬ ‫زينب رمال‬ ‫لبنان‬ ‫شهق الصبح مزهوا سيدي‬ ‫يتهجأ اسمك المنقوش‬ ‫على بتالت النرجس‬ ‫وعطر االقحوان‬ ‫المحتشد في مسامات الفضاء‬ ‫يتقاطر منتشيا على ناصية الولع‬ ‫ويستحم بالشواطئ البعيدة‬ ‫كقسوة جرح غائر في مجمرة الوجع‬ ‫يناغي شظف الولوج لصرة العويل‬ ‫لهاث يؤجج صمت السكون‬ ‫يسبل ظل العطش من هوة البعد‬ ‫يفتح دربا للسماء‬ ‫وعلى امتداد النبض يسعى‬ ‫يدغدغ شراشف الغيم‬ ‫يستجدي هطول المطر‬ ‫يرذرذ تباريح الزنابق‬ ‫على خرائط النبض‬ ‫ليمسد بيادر القحط ‪...‬‬ ‫ويبرعم السنين المؤثثة بالحرائق‬ ‫والحنين الغائر في مهجة الروح‬

‫‪42‬‬


‫منذ ان تكور الشهيق‬ ‫في قبضة الحواس‪..‬‬ ‫‪.‬يتدفق رعودا حبيسة‬ ‫يهز جسد التعب‬ ‫كنت الصليل‬ ‫والهدير ‪...‬‬ ‫والموج الدافق في االسارير المتقدة‬ ‫طوفان عشق ذائب في نشوة البقاء‬ ‫مد‪ ...‬وجزر ‪....‬‬ ‫يفتق الهدوء الصاخب‬ ‫ويفتح نوافذ الروح‬ ‫لتتأرجح حد الهذيان‬ ‫عند المساحة الممتدة‬ ‫بين االرض والسماء‬ ‫ودمت لي حشد مسرات‬ ‫يحرق الدمع في رعونة الغياب‬ ‫ينتف وجه الرحيل‬ ‫ودمت لي‬ ‫ثمالة فجر على حدود المرايا‬

‫‪43‬‬


‫اال يا وطني‬

‫مالك شمس ناصر‬ ‫أنت الحلم‬

‫فلسطين‬

‫عشقناك وطنا‬ ‫وعشقنا األلم‬ ‫بحجارتك ثوراتنا‬ ‫و زغاريد امهاتنا‬ ‫تشحذ الهمم‬ ‫كلنا عروسك‬ ‫حبك ينشده المبسم‬ ‫بعزمك ننهض‬ ‫باسمك نصرخ‬ ‫و بالحق يصدح فم أألبكم‬ ‫ارض العزة والكرامة‬ ‫حماتها بالروح كرما‬ ‫و هل يكرم بروحه المعدم‬ ‫نعم ‪ ..‬ها هنا فلسطين‬ ‫أرض مسرى الحبيب‬ ‫ماؤه مبارك كأنه الزمزم‬ ‫وطني‬ ‫وعلى كل ارضي ‪ ..‬ال محالة‬ ‫سيرفرف العلم‬

‫‪44‬‬


‫قصه قصيرة‬

‫ترميم خدوش‬ ‫بقلم‬ ‫الكاتبة فضيلة معيرش‬ ‫صمته القابع بين خدوش الفجيعة ما زال طريا‬ ‫بقلبه الصغير أدرك أن وجعه امتطى‬ ‫صهوة فرس جامح لم يروض بعد ‪ ،‬لكن حين‬ ‫تعثر ذات مساء صيف حار بخير لم يستوعبه‬ ‫في‬ ‫أول األمر ‪ ،‬ما كان عليه حينها إال تأثيث أولويات أوجاعه تباعا ‪ ،‬تذكر أ ّنه‬ ‫امتنع عن الذهاب معهم لعرس ابن خالته الوحيد ‪ ،‬فمباراته الرياضية أهم‬ ‫هذا ما قاله لوالده ‪.....‬‬ ‫حين أ ْبلِغ بالحادثة التي ذهب ضحيتها والداه وأخواه محمد وأحمد ‪..‬ل ْم تنج‬ ‫منه إال أخته هبة الرحمان ذات السنوات الثالث ‪ ،‬شارف وقتها على الضياع‬ ‫و الجنون ‪.‬‬ ‫في األيام األولى للحادثة لفته خيوط الصمت الشائكة ‪،‬والذي حيره أكثر أنه‬ ‫بلغ عيد ميالده السادس عشر دونهم ‪ .‬فعرف أنه بلغ سن الوحدة وأنهم اتفقوا‬ ‫على المغادرة دونه كما تعودوا ‪.‬‬ ‫و دون رجعة هذه المرة ‪ ،‬تعودوا مفاجأته في أعياد ميالده السابقة ‪.‬فهو أكبر‬ ‫إخوته وأكثرهم دالال ‪ ،‬ال أحد تمكن من تفكيك شفرة دمعه المتحجر إال أخته‬ ‫هبة‬ ‫وهو يتأملها بين أحضان خالته ‪..‬طفح دمعه فأطلق سراحه دون مقدمات‬ ‫‪.‬تنهدت خالته لطيفة وقالت ‪ :‬ما أصعب القلب الصغير حين يثخن باكرا‬ ‫بالمرارة و المكابرة ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫وقفته بين حافتي الفجيعة و الفقد لم تمنعه من مواصلة دراسته وتفوقه ‪،‬‬ ‫تماهت به اللّحظات وقد إختار اإلقامة بمفرده في فيال والده ‪ ،‬ال مفر له من‬ ‫التجوال في فضاء الذكريات الفسيح ‪ ،‬هذا ما قاله لعمه ناصر‬ ‫الذي كان لزاما عليه العودة للمهجر ‪...‬ربّت على كتفه بمودة قائال ‪ :‬األوجاع‬ ‫تبدأ سامقة يا ابن أخي ‪ ،‬تجعلنا نتصفح الوجوه على عجل ‪ ،‬و الصمت في‬ ‫حضرتها واجب ‪ ،‬ر ّد أنيس بكالم مقتضب كعادته وكأن الكلمات تنزلق‬ ‫من بين شفتيه كانزالق رجلي متزحلق ال يريد أن يترك أثرا على جليد ّ‬ ‫الزمن‬ ‫‪ :....‬هذا ما كانت تردده جدتي رحمها هللا ‪ ،‬طلب من عمه قبل مغادرته‬ ‫مساعدته في جلب عمال للعمل كأجراء في محالت والده بما فيهم من عتاد‬ ‫‪ ،‬في التنظيف‬ ‫وإصالح السيارات ‪.‬بارك له عمه ذلك ‪ ،‬مستحضرا فيه صورة والده المحبّ‬ ‫للعمل ‪ ،‬نظر عمّه في عينيه وهو يودعه قائال بشرود مباغت ‪ :‬السيطرة على‬ ‫الوجع شبهة م ْشرعة يجب أن ترتكز عنها أنيس أثق بك ‪.‬‬ ‫مرّ ت أعوام وهو يتحسس وحشة الحياة بمفرده أكثر من وحشة الميت في‬ ‫قبره ‪..‬ذات لحظة وهو يغافل األلم و يتبادل النكت مع رفاقه رنّ هاتفه‬ ‫ليخبروه أنه األول على‬ ‫دفعته ‪ ،‬تنهد والفرح يوشي عيونه مرددا ‪ :‬كنت أعرف أن النجاح وحده‬ ‫يتربص بي صرخ يومها دون شعور منه وسط الحي الذي يقيم فيه كمن‬ ‫يخاطب نفسه ‪ :‬ال أحد يفرح‬ ‫معي ‪...‬الك ّل ذهبوا ‪ .‬سمعه الك ّل وبكت معه ك ّل العيون التي ال مسها شغاف‬ ‫وحدته بحرقة ‪ ،‬تحسس تراب أمّه ووشوش لها ‪ :‬حققت لك أمنيتك‬ ‫‪...‬وسأسجل في كلية الهندسة ‪.‬‬ ‫تنهد فوق قبر والده وقلده في ابتسامته ‪ ،‬تحسس قبر أخويه متمتما ‪ :‬آه يا‬ ‫قرتي العين اشتقــتكما ‪. ،‬مسح بقايا أوجاعه بكم قميصه وانصرف يكمل بقية‬ ‫أفراحهم ‪..‬‬

‫‪46‬‬


‫حتول‬ ‫القاص محمد عاشور‬ ‫مصر‬

‫وهو جالس في المقعد الخلفي في " الميني باص " عائدا من عمله‬ ‫إلى بيته رآها تصعد " الميني باص " أعرض عنها مدعيا أنه لم يرها‬ ‫‪ ،‬وألن المقعد الجالس فيه خال إال منه ‪ ،‬وألنها تريد أن تجلس بجواره‬ ‫فقد جلست ومعها طفلها ‪ ،‬وعرف أنه طفلها ألنه ناداها مرة " ماما‬ ‫" ومرة أمي ‪.‬‬ ‫دارت في داخله عدة هواجس ولم يعرف ما هيتها ‪ ،‬وأسئلة لم يعرف‬ ‫لها إجابة لماذا جاءت وجلست بجواره ‪ ،‬مع أنه يوجد أماكن أخرى‬ ‫في " الميني باص " يا للوقاحة !أو هل يريدها أصال أو حتى يريد‬ ‫أن يراها ؟ ال يعرف ‪ .‬لقد أحبها في يوم من األيام وخطبها لكنهما‬ ‫انفصال وتزوجت ‪ ،‬رغم عنها أو بخاطرها ال يهم السبب ‪ ،‬فقد‬ ‫تزوجت ‪ ،‬وكره الزواج وأحجم عنه ‪ ،‬لكنه ما زال لآلن يحتفظ بدبلتها‬ ‫في بنصره األيمن فلم يطاوعه قلبه أن يخلعها ‪.‬‬ ‫جلست بجواره تختلس النظر إليه بين الفينة واألخرى ‪ ،‬وطفلها من‬ ‫تصرفاته يبدو أنه مشاغب ‪ ،‬وهو ال يحب الطفل المشاغب ‪ ،‬الطفل‬ ‫معه قطعة من العسلية أصابت يده وفمه بالزوجة ‪ ،‬وأصابت صدره‬ ‫بالبقع من لعابه السائل عليها ‪.‬‬ ‫" هل هذا هو الطفل الذي كان يحلمان به أثناء فترة الخطوبة ؟! لقد‬ ‫كان يتمنى أن يكون طفله األول شاعرا مثل " نزار قباني " وكانت‬ ‫هي تقول ال ‪ ..‬دكتور ‪ ...‬ويضحكان " عندما تذكر ذلك كاد أن يبكي‬ ‫‪.‬‬ ‫إن الطفل يتلفظ بألفاظ غاية في القذارة ‪ ،‬ألفاظ تخنقه وتصيبه بالقرف‬ ‫من الطفل ‪ ،‬لقد سمعه يقول لها " يا وليه " وهي تنهره وتقول له ‪:‬‬ ‫‪47‬‬


‫عيب ما تقول كده قدام الناس ‪.‬‬ ‫قال في سره وهو خزين ‪:‬‬ ‫يااااه ‪ ..‬قدام الناس ! كل ما يعنيها الناس ‪ ..‬الناس فقط ‪.‬‬ ‫أخذ " الميني باص " يتخفف من بعض ركابه حتى خال الكرسي الذي‬ ‫يجلسان فيه إال منهما ‪ ،‬والذي أمامهما خال من كل ركابه ‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من ذلك ما زالت ملتصقة به ‪.‬‬ ‫ظل الطفل يتنقل في األماكن الخالية في السيارة ‪ ،‬وأخذت هي تتململ‬ ‫في جلستها حتى أقلقته ‪ ،‬وأحس أنها لن تتركه في حاله ‪.‬‬ ‫التفت إليها وهو يبتسم ابتسامة خفيفة لكن في داخله كان يمتلئ‬ ‫بالمرارة واالمتعاض ‪ ،‬ولكنه أحس أنها تريد أن تتكلم ‪ ،‬ألقى عليها‬ ‫السالم وسألها عن حالها ‪.‬‬ ‫وكأنها أتتها الفرصة ‪ ،‬وانطلقت تثرثر وتتكلم عن كل شيء وأي‬ ‫شيء ‪.‬‬ ‫نظر إلها وإلى حديثها ‪ ،‬ال تخلو جملة من ذكر النقود واإلنفاق والعمل‬ ‫والمكسب والخسارة ‪ ،‬وأعمال زوجها ومحالته التي تمأل طول البالد‬ ‫وعرضها ‪.‬‬ ‫ابتسم في داخله ألنه يعلم أن زوجها يمتلك محلين فقط ‪.‬‬ ‫لم تتوقف لحظة واحدة عن الكالم وهو يتابعها وبتفحص هيئتها ‪،‬‬ ‫ومالبسها ‪ ،‬ولهجتها التي تغيرت أو انقلبت ‪ ،‬كل شيء فيها أصبح‬ ‫على نقيضه ‪ ،‬فيبدو أنها سقطت على رجل يهوي اكتناز المال رغم‬ ‫غناه‪.‬‬ ‫تذكرها أيام خطبته لها ‪ ،‬عندما كان يجلس معها في بيتها وتكلمه ‪،‬‬ ‫كان حديثها حلوا ‪ ،‬ودائما كانت تقرأ له من أشعرا " نزار قباني "‬ ‫وكانت عند إلقائها لشعره يطرب ‪ ،‬وعندما كانت تجد كلمة ( النهد )‬ ‫‪48‬‬


‫كانت تموء موءا جميال كالقطة فيبتسم وتبتسم حتى تتخطاها ‪ ،‬ثم‬ ‫تتابع وهو نشوان يتابعها وهو مغمض العينين ‪.‬‬ ‫نظر إلى مالبسها ‪ ،‬لقد كانت فنانة في انتقاء مالبسها برغم رخصها‬ ‫‪ ،‬أما اآلن نظر إلى مالبسها ‪ ،‬ترتدي فستانا قديما‪ ،‬أكل منه الزمن‬ ‫وشرب ‪ ،‬به بعض األماكن من على الذراع قد خيط باإلبرة بلون‬ ‫مخالف تماما للون القماش ‪ ،‬وعلى رأسها طرحة لونها غريب لم يره‬ ‫من قبل ‪ ،‬بها بعض الورود الضائعة ‪ ،‬تذكر الورود القليلة التي كانت‬ ‫تقطفها له من قصرية الزرع عندما تتفتح في بلكونة بيتها ‪.‬‬ ‫نظر إلى يديها " يااااااه " تلك اليد البيضاء التي طالما وضعت في‬ ‫فمه حبات من الفول السوداني الذي تحمصه حتى يتحول إلى لون‬ ‫الحناء الذي يحبه ‪ ،‬لقد أصبحت اليد خشنة وفقدت جمالها ‪ ،‬هل اقتنت‬ ‫قفصا للعصافير في بيت زوجها كما كانت تقول إنها ستجعل في كل‬ ‫مكان في بيتنا قفصا للعصافير ؟ ‪ ..‬ال أعتقد !‬ ‫هكذا سأل نفسه ‪ ،‬وهكذا أجاب عليها‬ ‫جذبت الطفل من المقعد الذي أمامها‪ ،‬والطفل يرفض بشدة االنصياع‬ ‫لوالدته ‪ ،‬أخذ يراقب الطفل وهو يتملص منها ‪ ،‬مالبسه رثة غير‬ ‫متناسقة ‪ ،‬يلبس بنطلونا قديما ظهر فيه من حركاته وكثرة تملصه‬ ‫فتق من أسفله وظهرت منه عورته ‪.‬‬ ‫داهمته ضحكة مباغتة‪ ،‬وهو يرى عورة الطفل‪ ،‬لكنه ألجمها وكتمها‬ ‫في صدره وهو يتابع ثرثرتها ‪.‬‬ ‫يحاول الطفل أن يصرخ وهو يلعب في " الميني باص " بعدما خف‬ ‫من ركابه ‪ ،‬لكنها تحاول أن توقفه ‪ ،‬من حركاته الشديدة ودفعه لها‬ ‫أصاب ظهر يده وجهها " اقعد يا ابن الكلب " هكذا نطقت ‪ ،‬وضغطت‬ ‫على فمه لتسكته ‪ ،‬عضها الولد وانفلت منها وقام ليلعب ‪ ،‬وعاودت‬ ‫هي الثرثرة كأنها لم تقل شيئا ‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫تجهم وجهه وانقبض صدره " ابن الـــ ‪ " ......‬إنه لم يستطع أن‬ ‫ينطقها بينه وبين نفسه ‪ ،‬لقد سمع هذه الكلمة مرات ال يعرف عددها‬ ‫‪ ،‬لكنه لم يسمعها بهذا القبح ‪.‬‬ ‫هل هذا ما أصبحت عليه يا من عشت راهبا في محراب حبك ؟!‬ ‫خمس سنوات مرت لم أرك فيها وعندما أراك تكونين بهذا الحال ‪...‬‬ ‫سامحك هللا ‪ ..‬قالها في حزن وقلبه يعتصر ‪.‬‬ ‫نظر إلى الدبلة التي في إصبعه وكان كتب عليها اسمها من الداخل ‪.‬‬ ‫أطلق السائق بوق سيارته كي ينبههما ‪.‬‬ ‫أخذت الطفل ونزلت من " الميني باص " ‪ ،‬وظل ينظر إليها ويستدير‬ ‫بنصفه العلوي ويتابعها من خلف الزجاج و " المين باص " يتحرك‬ ‫وهي تلوح له بيد ‪ ،‬وباليد األخرى تقبض على معصم الطفل ‪ ،‬وأخذت‬ ‫تبتعد حتى اختفت ‪.‬‬ ‫اعتدل في جلسته ونظر إلى األمام وعلى وجهه ابتسامة حزينة ‪ ،‬خلع‬ ‫الدبلة ونظر إلى اسمها ثم وضعها في جيب سترته وأطلق لفكره‬ ‫العنان ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫حررتها‬

‫عالم املرآه‬

‫عشقتك ومل يكن يل يف العشق حلما‬

‫زهرة حممد‬

‫وهويتك ومل أضعف للهوى يوما‬ ‫من أين جئتني ل ادرى وال أعلم‬ ‫وال أدرى كيف خترتق جسور رغباتي وتتحكم‬ ‫كيف تلمس نقاط ضعفي وكأنك بها تعلم‬ ‫كيف أحطتني بسوار عشق حول قلبي واملعصم‬ ‫ساحر انت فاجأت حنني ساكن يف قلبي املتأمل‬ ‫ُ‬ ‫وجدت علي شرياني بلهيب رغبه رجل متيم‬ ‫واغتلت ِعند أنوثتي وأقمت لكربيائي املأمت‬ ‫وأشرقت فجرا بهيا علي معانقا ليل أحالمي املعتم‬ ‫فظننت أنى مل افق من غيبتي وأنى أحلم‬ ‫لكن صوتك أتأنى عازفا فوق نبضاتي بعذب الكلم‬ ‫فرتحنت من هول ما مسعت وحقا ال استطيع ان أتكلم‬

‫‪51‬‬


‫املخدرات الرقمية ‪ ...‬خطر إدمان جديد يواجه الشباب ؟؟‬ ‫رسل الساعدي‬

‫خطر من نوع آخر يواجه المجتمع ‪ ،‬الشباب والبنات مهما كانت األعمار‬ ‫الكل مهدد ‪ ،‬انه إدمان من نوع جديد ‪ ،‬يصعب مكافحته فهو ال يباع وال‬ ‫يشترى مثل باقي األنواع المخدرة كاألفيون والحشيش والكرستال وغيرها‬ ‫أكد األطباء ان االضرار المدمرة للمخدرات الرقمية ال تقل ابد عن اضرار‬ ‫المخدرات الحقيقية‬ ‫ماهي المخدرات الرقمية ؟؟‬ ‫هي نوع جديد من المخدرات انتشرت في اوربا لتنتقل إلى العالم العربي‬ ‫أولى ضحايا هذا النوع من السموم ظهرت في السعودية حسب متناقلته‬ ‫وسائل االعالم العربية‬

‫‪52‬‬


‫يتم تجارة هذا النوع من المخدرات عن طريق اإلنترنت ‪ ،‬وتأخذ منتجاته‬ ‫على ملفات صوتية تحمل في بدأ األمر مجاني لغرض التجربة وغالبا ما‬ ‫تحقق الهدف‬ ‫المخدرات الرقمية او ما تعرف بين الشباب‬ ‫بأسم ‪DIGITAL DRUG‬‬ ‫تنساب من االذن على شكل نغمات موسيقية لتصل إلى الدماغ وتؤثر على‬ ‫ذبذباته الطبيعية وبهذا يدخل الفرد إلى عالم آخر من االسترخاء‬ ‫للمخدرات الرقمية قواعد خاصه حيث بإمكان اي جرعة زائدة ان تفتك بحياة‬ ‫المستمع‬ ‫حيث يجب على المتلقي ان يجلس في غرفة ذات إضاءة خافتة ويرتدي‬ ‫مالبس فضفاضة ثم يضع سماعته ويشغل المقطع الصوتي ليصل إلى النشوة‬ ‫بغضون دقائق‬ ‫كيف تعمل هذه المخدرات‬ ‫تكمن قدرتها على التخدير عند تزويد طرفان السماعة بدرجتين مختلفتين من‬ ‫الترددات ويكون الفرق بينمها ضئيل يصل إلى ‪ 30‬هيرتز‬ ‫حيث الفرق بين طرفين السماعة يحدد كمية الجرعة‬ ‫في دراسة طبية خالصه اثبتت ان المخدرات الطبية اضرارها تعادل اضرار‬ ‫المخدرات العادية على الدماغ‪..‬‬

‫‪53‬‬


‫أزياء‬

‫‪54‬‬


55


‫أقالم شابة‬

‫غفران‬ ‫نجاة رفيس‬ ‫الجزائر‬

‫ُ‬ ‫هال غفرت ‪...‬بعدي‬ ‫جتاهلي ‪...‬ونكراني‬ ‫ليايل السهد‪ ..‬وهجراني‬ ‫طيبتي‪...‬وعنفواني‬ ‫حريتي ‪...‬وسكوني‬ ‫اغفري‬ ‫حارسي‪ .‬ومالكي‬ ‫يف حلي وترحايل‬ ‫غريب االوطان‬ ‫ارمحي تضرعي و حناني‬ ‫فما برحت أحضاني‬ ‫اغفري‬ ‫شريدا‪...‬بني البلدان‬

‫‪56‬‬


‫تصارعني أحزاني‬ ‫ندمي ‪...‬يرافقني‬ ‫تائها احبث عن عنواني‬ ‫اغفري‬ ‫فقد ‪...‬تعب صربي مني‬ ‫هزيل اخلطى‬ ‫ضعيف اهلوى‬ ‫أحبث عن وطني‬ ‫فقدت مأواي وسكني‬ ‫فهل تغفري‪....‬؟؟؟؟‬

‫‪57‬‬


‫ألجلك كتبت‬ ‫نعمه عبد الهادي‬ ‫لذلك‪.‬‬ ‫حني افكر وال اجد ما اكتبه‬ ‫اخرج صورتك فبيداء‬ ‫قلمي بالبكاء‬ ‫ورقتي تنطق الشهادة‬ ‫واعشق حينها ان العب بعقارب الساعة‬ ‫اساير امنيتي بعودة الزمن اىل الوراء‬ ‫فينبت على جبيني نصيبي‬ ‫وحني ارى مثاره‪.‬‬ ‫اسجد كثريا عل ميحى نصيبي‬ ‫فأرمسه عند خطاط ادفع له رشوة‪.‬‬

‫‪58‬‬


‫لست أدري‬ ‫أمنية العمر‬ ‫كم من األشياء علي أن أدمر‬ ‫قبل أن افكر بك‪...‬‬ ‫وكم من األلوان أمزج للقائك‪..‬‬ ‫كنت أحاول بكل األشكال واأللوان‪...‬‬ ‫أن انتهي منك‪...‬‬ ‫لكني في الحقيقة أزداد تورطا في حبك‪..‬‬ ‫أحببتك وسط تنهيد فريدة‪...‬‬ ‫طالما أبلعتني بصمت‪!!..‬‬ ‫وفي كل مرة أحاول الفرار‬ ‫أجد طيفك يتربص بي‬ ‫ويطوف بي ‪..‬‬ ‫وسط ضباب أفكاري‪..‬‬ ‫في حين تمتد نوافذ الذكرى‬ ‫لتحضن تلك التنهيدة‬ ‫والوجع المسكوب‬ ‫في أوردة الكلمات‪..‬‬ ‫فأجدني مرة أخرى‪..‬‬ ‫وفي قلبي ‪..‬‬ ‫أرسمك بتفاصيل غالية‬

‫‪59‬‬


‫على قارعة الزمان‬ ‫قلم‪/‬عبير طارق‬ ‫كانت تحمل باقات االمل‬

‫لم تكن ظال او شبحا‬

‫وزهور االمان‪ ..‬كانت انسان‬

‫فاقد االتزان‪..‬‬

‫على قارعة الزمان‪..‬‬

‫بل نور وظل وريحان‬

‫كانت تغزو بروحها غابات‬

‫على قارعة الزمان‬

‫االحزان‪ ..‬يسكنها اطياف االشجان‬

‫لم يبق منها االهالة نور‬

‫على قارعة الزمان‬

‫ونبراس فراشات تحوم‬

‫حملت مشاعل وانوار‬

‫بين االطالل‪..‬‬

‫تسبقها عيون فاضت‬

‫فقد تالشت كندى الحقول‬

‫بالدفء واالمان‪..‬‬

‫في فجر االيام‪.‬‬

‫على قارعة الزمان‬

‫على قارعة الزمان‬

‫تحبو طفلة رقيقة‬

‫تسابق بجناحيها اعاصير‬

‫تحمل قلب ناصع فتان‬

‫تشاغب اشرعة لسفينة‬

‫تمحو به قهر االنسان‪..‬‬

‫ما كانت في الحسبان‪..‬‬

‫على قارعة الزمان‬

‫تنئ بها عصف بركان‬

‫تفقد زهور عمرها‬

‫على قارعة الزمان‬

‫وتحصد سحر االفنان‬

‫ما زالت تحارب‬

‫على قارعة الزمان‬

‫شرور‬

‫ينهل فاقد الحب رحيقها‬

‫وأثام‪..‬‬

‫وتطرب لشدوها االحالم‬

‫انها‬

‫على قارعة الزمان‬

‫انسان‬

‫ترنو بكبرياء وعنفوان‬

‫على قارعة الزمان‪.‬‬

‫‪60‬‬


‫بال عنوان‬ ‫بقلم‬ ‫رضا سعد‬ ‫أال قفي بزعمك فأخبرينا‬ ‫أخنت العهد ام كنت االمينا‬ ‫تلك الليالي موحشها الغرام‬ ‫وانت لدروب الغدر تاخذينا‬ ‫قفي هاهنا كفكي دموعك‬ ‫ما عاد لي قلب فتسألينا‬ ‫وكنت فارس بالحب منعما‬ ‫اتيتك و الغرام حصن امينا‬ ‫كم مرة وقفت أسألك الهوى‬ ‫وانت بصحراء الجوى تتركينا‬ ‫قد باتت العيون بال اشواق‬ ‫والقلب المتيم بك مات حزينا‬ ‫ظالل حبي كست حر قسوتك‬ ‫فهبي لحبك قبل ان تظلمينا‬ ‫كسوت بستانك بالحب اسألك‬ ‫وانت بسكين الغدر تضربينا‬ ‫االن اسألك درب الهجر االكيد‬ ‫ما عاد لطيفك مكان فودعينا‬

‫‪61‬‬


‫جيذبني قلبي‬ ‫وفاء العهد‬ ‫حنو أصحاب القلوب النقية‬ ‫حمسني الظن‬ ‫مبتسمي احمليا‬ ‫مجيلي السرائر‬ ‫وحمبي اخلري لآلخرين‬ ‫أنتم مجال احلياة وبهجة النفس أطال اهلل يف أعماركم‬ ‫وأحسن أعمالكم‬ ‫وجعلكم من الفائزين السعداء‬ ‫وبارك اهلل يف أوقاتكم‬ ‫وأعطاكم أفضل ما أعطى السائلني … ضموا إمسي إىل دعائكم‬ ‫لعلكم إىل اهلل أقرب …‬ ‫حفظكم اهلل أينما كنتم‬

‫‪62‬‬


‫اشواق‬ ‫بقلم‬ ‫صالح الدين الطياش‬ ‫يف أنفاسي صدى أشواق‬ ‫حب اليوصف‬ ‫أحس أن قلبي املرهف‬ ‫يطري ويفرح‬ ‫ال أرىسوى الورد يتفتح‬ ‫وبسمة تفضح‬ ‫مساء زرقاء وبياض كالثلج‬ ‫قلبي منشرح‬ ‫ريح هبت بنسائمها على فؤادي‬ ‫سرور ومرح‬ ‫شغفت ذقت ما كان حيكى عنه‬ ‫دقات تسمع‬ ‫إحساس راقي لعب بكياني‬ ‫جعلني اخضع‬ ‫شعور مجيل ملمسه ال يوصف‬

‫‪63‬‬


‫يكفيني يا قلب فراق‬ ‫سمر ضهرو‬ ‫هجر االحبة الدار‬ ‫الوجد ازهق الروح‬ ‫والبعد‬ ‫أنهك االدبان‬ ‫اصبحت ضلوعي تئن‬ ‫ي لم تعد‬ ‫يا فؤاد ُ‬ ‫كما كنت‬ ‫فالوجع ساكنا بين خلجات الروح‬ ‫نزفا بالثنايا بدأ والدمع يجري في المقل‬ ‫يا حبيبا بدأت السكرات‬ ‫فقد سئمت البعاد‬ ‫والجوي مزق الضلوع‬ ‫ما بال قلبك أصبح كصخر‬ ‫اصم‬ ‫وكأنه في صحراء تجرد‬ ‫من الحب‬ ‫يا عيون القلب‬ ‫مهال‬ ‫ان للعاشقين عذرا‬ ‫ذهب وترك الوجع‪.‬‬

‫‪64‬‬


‫*كوكب ذري*‬ ‫بقلم صورية حمدوش ‪ /‬الجزائر‬

‫خيتصر قلبي مسافة البعاد‬ ‫بني دفتي قلبي‬ ‫الشوق واحلنني يدفنني‬ ‫قلبك حلبي كقرب منسي‬ ‫عشت شريدة بني أهلي بعدك يا أمي‬ ‫أحبث عن وطن حيتويني‬ ‫فكنت الوطن األبي‬ ‫ملاذا بنيت يل صرحا قرمزي‬ ‫وحفرت من شرايني قنوات عشق سرمدي‬ ‫فأزهرت اخلاليا بساتني زهر وردي‬ ‫فاح عطرها الندي‬ ‫حىت صار شعرا عربي‬ ‫يتهجد به كل قلب إرتقى لعشقي‬ ‫‪65‬‬


‫وختنس يف ركن منزوي‬ ‫عن إحساسك بي‬ ‫كأنك أصبت باجلدري‬ ‫فواهلل ماأفل جنم حبي‬ ‫مع كل طيف من أطيافك التي تغازلني‬ ‫تتألأل ككوكب ذري‬ ‫ولد من رحم السماء هدية يل‬ ‫تبتسم له خاليا جسدي‬ ‫مهللة بقدومه كأنه مولد نبي‬

‫‪66‬‬


‫أوراق‬ ‫الزورد ميساء شاهين‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مسحت دموع‬ ‫أهديت أخضرها ‪،‬‬ ‫رميت أصفرها‪،‬‬ ‫أعدت ترتيب أوراقي ‪،‬‬ ‫أسودها ‪،‬‬ ‫آهاتك على صدري‬ ‫بلون شعري‪ ،‬بعثري‬ ‫بطرف ثوبي‪،‬‬ ‫الورق استنجد‬ ‫بياضُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬واسكبي حرفا بماء الذهب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سكبت حروفي على‬ ‫أزلت عنها الغبار‪،‬‬ ‫باطن الخيال ‪،‬‬ ‫لملمت صورا من‬ ‫ِ‬ ‫الورق‪ ،‬اشتعل من حرق ِة الحنين‪.‬‬ ‫أفكار ومفرداته‬ ‫تشتا ُ‬ ‫لبياض الورق‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫جمرةُ حنين تنتظرها ‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫يا هوي االحالم‬ ‫مي عادل‬

‫يا ابتسامه فجر هلت‬ ‫بددت ليلي الحزين‬ ‫يا ندى الصبح اللي سأسأ‬ ‫فوق خدودي الدبالنين‬ ‫بل شوقهم‬ ‫صحى لون الورد فوقهم‬ ‫كل خد و شم ورده‬ ‫مين يدوقهم‬ ‫غيرك انت‬ ‫و مين سواك‬ ‫يا حياتي يا مالكي‬ ‫يا نسيم الحب لما هب‬ ‫هز القلب هزه‬ ‫يا هوي األحالم‬

‫‪68‬‬


‫قرار‬ ‫ابتسام المياحي‬ ‫العراق‪ .‬ذي قار‬ ‫ما بين الفؤاد وبين قراري‬ ‫ارى طيفك يسكن جواري‬ ‫كلما مسكت القلم ألكتب‬ ‫رفض تدوين القرار بأشعاري‬ ‫فياتي الليل ملبدا بحزنه‬ ‫ليطبق عزفه على اوتاري‬ ‫اه ايها الحبيب البعيد‬ ‫كم الحت بنا جملة االخطار‬ ‫كيف بي انسى ما بيننا‬ ‫ويوما بثغرك ذقت الثمار‬ ‫بعدك كقيس الصحارى انا‬ ‫ال مأوى يحتويني وال دياري‬ ‫هل جف قلبك من غرامنا‬ ‫وقلبي كجمرٱ تتقد نار‬ ‫شامتا اخبرني امرا مغبرا‬ ‫حبيبك ملطخ جبينه عار‬ ‫عجبت للبوة تعشق فأرا‬ ‫ظنا منها سيدا وخيرة االخيار‬ ‫كسرت جناحي بقسوة قلبك‬ ‫فما كان مني اال الفرار‬

‫‪69‬‬


‫واحة سالم بني أكف الدب‬

‫فرح تركي‬

‫تقع كثيرات من النساء في جراب االختيار السيئ لشريك حياتها‬ ‫فشخصية أي شخص مبهمة حتى تتعرف عليه ‪ ،‬وبعد أن تتعرف عليه‬ ‫يبدأ بتجميل سلوكه وعادة النهاية هي وحدها من تسلط األضواء على‬ ‫النوايا والقلوب‬ ‫ونحن لسنا بنقاء المالئكة لنا أيضا تراكمات نرميها خطا على من‬ ‫أحبونا وضحوا من اجلنا إنها تعقيدات التجارب والتوافق بين الناس‬ ‫ربما هناك سلطه لألمزجة لتؤثر على كل ذلك‬ ‫وقع أقدامها عميق يغرز في الثلوج وتناثره أمام ليزا ال يمنعها من‬ ‫السير ارتجاال وهي تبكي بعد أن وز الشيطان في أذن زوجها فقام‬ ‫بطردها بهذه العاصفة الثلجية حاولت عدم موافقته للخروج وتبقى‬ ‫رغم كم الكره التي تنبعث من عينيه لها لكن قيامه المتواصل بضربها‬ ‫بطريقة عدوانيـة قد شجعها على ذلك‬ ‫من هناك في هذه الناحية البعيدة سوى عدد قليل من السكان ودون شك‬ ‫يمنعهم الثلج من الخروج !ألرؤيا بيضاء ولكن القلب بما يزن أسود‬ ‫من الحزن هكذا كانت ليزا‬ ‫‪70‬‬


‫خرجت لم تكن تقصد أال اللجوء إلى أول بيت توطأ عنده من أجل‬ ‫االحتماء حتى انتهاء العاصفة ‪ ،‬العاصفة شديدة لدرجة أن‬ ‫حتى مدامعها تجمدت ولم تصل لآلن إلى مكان مأهول باألنس)‬ ‫وما الضير في اقتحام أي بيت والبقاء فيه‬ ‫يمكنها االعتذار ألي شخص إذا صادف وعاد إلى البيت ووجدها فيه‬ ‫‪ ،‬ربما ثمن حياتها بقدر أغلى من ذاك الزوج الذي خلفته ورائها ‪..‬‬ ‫من سيأتي إلى هذه المنطقة في هذا الجو العاصف ؟‬ ‫لكنها لم توفق وانهارت في الثلج مرمية كدمية بال حراك ثابرت كثيرا‬ ‫من أجل الثبات والسير ارتجاال ولكن طاقتها نفذت لألسف أستصعب‬ ‫عليها الحصول على قطعتي خشب لتوقدهما علهما يمنحاها دفء ‪،‬‬ ‫تحسرت على كل الجهد الذي أهدرته في األيام المشمسة لتجمع خشب‬ ‫وأالن تواجه الموت وهي أمرآة ثلج‬ ‫‪..‬‬ ‫كانت ليزا تحلم بشيء أطر بالواقعية حلمت بدب يتجول حولها لكن‬ ‫حتى كمية الخوف لم تسعفها لتقاوم وتنهض من الثلج وتخرج ساقاها‬ ‫العالقتان ‪ ،‬أم ألحلم يقيد أطرافنا بوثاق نسج من خيالنا ‪ ،‬حلمت بأن‬ ‫الدب أستمر بااللتفات حولها وشمها لكنه لم يأكلها بل سحبها من‬ ‫الحفرة وأستمر بسحبها إلى مكان مظلم ربما يخبئها كوجبة لوقت قادم‬ ‫‪ ،‬لكنه لف فروتهُ الدافئة و كأنه يحاول أن يمتزج معها ليمنحها الدفء‬ ‫وغطت في نوم وتالشى الحلم في دائرة الدفء تلك ‪..‬‬ ‫عند انتهاء العاصفة فتحت ليزا عينيها لكنها لن تتمكن من التعرف‬ ‫على المكان وأين هي أنه بيت ال مألوف ورائحة طعام مطهوه حديثا‬ ‫تاقت لتذوقهُ نهضت لتذهب نحو المصدر‬

‫‪71‬‬


‫رأت رجل في ركن قد يكن ذاك الركن بديال للمطبخ وكمحاولة للفتت‬ ‫انتباهه أسقطت قدحا كان بقربها واستدار الرجل ورآها لم تفكر بأي‬ ‫نوع من الرجال هو ولكنه لم يتركها تموت في الثلج‬ ‫آ ٍه لقد صحوت أخيرا _‬ ‫أجل ‪..‬‬ ‫كيف حالك هل تحسنت ؟_‬ ‫جائعة وقليل من الصداع_‬ ‫ها هو الفطور جاهز_‬ ‫وبدأ بتحضير تلك المائدة الصغيرة‬ ‫وجلس وهي كذلك في حذاءه‬ ‫وبدأ يأكالن وعيناها تصور كل ركن بصورة ولقطة من ذهنها وكأنه‬ ‫استطالع يحتاجه قلبها دون عقلها‪ ،‬لتستلهم لروحها اآلمان ‪..‬‬ ‫هذه الكدمات سألها وهو يشير بيده في الهواء إلى وجهها ‪ ،‬واضح جدا‬ ‫أنه سبق ورآها عدة مرات وهي في غيبوبة العاصفة تلك _‬ ‫زوجي_‬ ‫بسببها خرجت من بيتك_‬ ‫_ال هو من طردني بعد ضربي بقسوة‬ ‫لما_‬ ‫_ بدون سبب أنه مجنون وكان الجنون هو ما يجذب الفتاة لتحب رجال‬ ‫_ آسف قلقت عليك فقط لذا وجهت سؤالي‬ ‫أنه ليس بشيء لتقلق عليه_ ‪.‬‬

‫‪72‬‬


‫كيف حملتني من الثلج فقد كانت نسبة نجاتي قليلة نسبة لقوة العاصفة‬ ‫قالت ليزا وهي تنظر بعمق وشكر إلى عين ّي منقذها االفتراضي لم‬ ‫تفكر بوسامتهُ وال ببساطة حياته جل ما ركزت عليه على أنه هبة‬ ‫لتبقى حية ‪ ،‬كانت ممتنة له بال حجم أو وصف وتنظر إلية من أجل‬ ‫تفاصيل أعمق‬ ‫لم أحملك ولم أكن بالخارج ماذا تتوقعيني مجنون_‬ ‫ال آسفة لكن من أحضرني لبيتك_‬ ‫_هل مصرة لمعرفة شخصيتهُ‬ ‫بالطبع ألشكره عرفانا_‬ ‫ال أنصحك ربما ستخافين منهُ_‬ ‫أخاف! _‬ ‫لحظة صمت دون أن تزيد كلمة‬ ‫نهض من مكانه وأحضر قطعة قماش ولفها على عينيها وقال بعد‬ ‫أذنك هل تهبين ثقتك لي‬ ‫هزت رأسها لتعلن موافقتها دون كالم _‬ ‫بدأ يمشي و يسحبها إلى األمام من كتفيها‬ ‫_ إلى أين تأخذني؟ كانت تظن أن والده العجوز أو أخوه ‪ ،‬شخص‬ ‫أخر يسكن معه هنا‬ ‫_ال تخافي لقد توقفت العاصفة‬ ‫_ ما أسمك ؟‬ ‫_ هل يهمك االسم‬

‫‪73‬‬


‫ختامه مسك‬ ‫املوسوعة الربيطانية كانت الكوكل الذي نبحث فيه عن‬ ‫املعلومات ايام زمان‬ ‫حاتم الطائي‬

‫الموسوعة البريطانية او ال " بريتانيكا " هي موسوعة عامة باللغة‬ ‫االنكليزية تصدرها شركة الموسوعة البريطانية المحدودة الخاصة ‪.‬‬ ‫المقاالت في الموسوعة تستهدف القراء المتعلمين والمثقفين ويكتبها‬ ‫مائة مثقف بدوام كامل واكثر من ‪ 4400‬مساهم مختص ‪ .‬وهي تعد‬ ‫من اشهر وأدق الموسوعات سعة وإطالعا ‪.‬‬ ‫وهي تعد من اقدم الموسوعات المطبوعة باللغة االنكليزية والتي ما‬ ‫تزال تصدر لحد اآلن ‪ .‬صدرت ألول مرة بين عامي ‪ 1768‬و‬ ‫‪ 1771‬في مدينة ادنبرة االسكتلندية ونمت بسرعة في الحجم‬ ‫والشعبية ‪.‬‬ ‫بشكل عام ‪ ،‬حافظت الموسوعة على حجمها عبر السنين إذ ما زالت‬ ‫تتكون من اربعين مليون كلمة تشرح نصف مليون مقالة اي بمعدل‬ ‫ثمانين كلمة للمقالة الواحدة ‪.‬‬ ‫ومثل كل الموسوعات واجهت العديد من المشاكل المالية في تاريخها‬ ‫كما واجهت بعض االنتقادات اال انها حافظت على سمعتها كمرجع‬ ‫بحثي ومعرفي مهم ‪ .‬وهناك موسوعة بريطانية مختصرة ‪.‬‬ ‫وحسنا فعل العرب حينما قاموا بترجمتها الى اللغة العربية فقد كانت‬ ‫اثناء دراستنا الجامعية مرجعا مهما لنا كطلبة في مساعدتنا على‬ ‫البحث واالستزادة في المعرفة ‪.‬‬ ‫انها مثلها مثل الكوكل في ايامنا هذه وباعتقادي ان المعلومات التي‬ ‫في الكوكل تعتبر الموسوعة البريطانية قاعدتها االساسية ‪.‬‬ ‫‪74‬‬


‫ال أخفيكم سرا اني كنت اذهب الى مكتبة الجامعة واغوص فيها‬ ‫لساعات حتى كنت انسى نفسي وانا اتصفحها متنقال من موضوع‬ ‫الى آخر مستمتعا بمقاالتها ومعلوماتها الرائعة ‪ .‬بحيث كنت افضلها‬ ‫حتى على المراجع والكتب الدينية وخاصة كتب الصحاح وكتاب‬ ‫الكافي والفرق االساسي بينها وبين كتب الصحاح انها اي الموسوعة‬ ‫ال تصدع رأسك بقال فالن عن عالن عن فالن عن عالن الى قطع‬ ‫النفس وانما كانت تدخل في الموضوع مباشرة وتترك لك فضاء‬ ‫اوسع من التأمل وحرية التصديق وال تلزمك بشيء ‪.‬‬

‫‪75‬‬


‫‪Magazine‬‬ ‫‪Rose du baron‬‬ ‫‪Leterature‬‬

‫‪Culturel‬‬

‫‪Artestique‬‬

‫قال يل البعض ملاذا انت ال خترج من احلمك قلت هلم‬ ‫ان ال اريد ان اعيش الواقع الذي انتم عليه فهو ال‬ ‫يليق بي ك انسان‪...‬‬ ‫البارون االخري‬

‫الوووووووووووو‬ ‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني‬ ‫‪Tzozo000@gmail.com‬‬ ‫موقع الويب للمجلة‬ ‫‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬

‫‪76‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.