مجلة زهرة البارون عدد 26

Page 1

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫عدد ‪26‬‬


‫هيئة حترير جملة‬ ‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫مستشار اجمللة‬ ‫د‪ .‬امحد ميسر‬ ‫املحررون‬ ‫زهرة محمد‬

‫احمد محمد عيسى‬

‫الجزائر‬

‫مصر‬

‫هادية قصبة فرحات‬

‫شريف العرفاوي‬ ‫تونس‬

‫الجزائر‬ ‫صخر الشميري‬ ‫اليمن‬


‫مقال افتتاحي‬ ‫الشمس خلف الغرابيل‬ ‫حتت عنوان‬ ‫املوصل ما بعد االنتصار‬ ‫بقلم الشاعر البارون األخري ‪ /‬حممود صالح الدين‬ ‫ماذا عن الذين هم هناك بين األرض والسماء ال ماء ال كهرباء ال حياة كريمة ال خدمات‬ ‫ال جسور ال شوارع مرصوفه واالنقاض في كل مكان أنقاض الحرب التي سجلت‬ ‫االنتصار على األرض ال انتصار لإلنسان‬ ‫تحولت املدينة الى برلين ما بعد الحرب العاملية الثانية‬ ‫يقول البعض ان ما حدث انتصار لإلنسانية وانا مع هذا الكالم قلبا وقالبا ولكن‬ ‫ماذا عن البشر الذين سحقت انسانيتهم قبل واثناء وبعد الحرب‬ ‫طلباتهم ليست تعجيزية بل طلبات اقل من الطبيعية تمثل الحد االدنى من حقوقهم‬ ‫االدمية اما الحديث عن حقوقهم االنسانية التي كفلتها كل دساتير العالم فذلك ترف‬ ‫فكري وحلم ميتافيزيقي صعب النوال ابعد من ان يراود مخيلتهم البسيطة التي اضنتها‬ ‫تجارب الحصار املتكرر والحروب املزمنة التي لم يكن لهم فيها في يوم ما ناقة والجمل‬ ‫والتي يديم القائمون على ادارة شؤون مدينتهم التغاض ي عنها ألنها ألتعود بالنفع على‬ ‫ارصدتهم الشخصية املتخمة من اموال ودماء ابناء محافظتهم‬ ‫اولئك املوصليون املساكين الخارجين للتو من عنق الزجاجة اللعينة التي كادت تودي‬ ‫بما تبقى من انفاسهم الطاهرة‬ ‫ال عتب على من ثبت ضرره واذيته ملدينته من بعض مسؤولي املحافظة من املحسوبين‬ ‫زورا وبهتانا عليها فهؤالء ينطبق عليهم املثل الدارج ( املجرب ال يجرب )‬ ‫ولكن سؤالي وعتبي ألبناء املدينة‬ ‫ماذا فعلتم بعد االنتصار‬ ‫الحق يقال فقط اثبات انكم مخلصون للحكومة املحلية‬

‫‪1‬‬


‫وما تريد الحكومة من انتصار اعالمي فقط لتثبت للعالم أنها حققت انجازا‬ ‫مبهرا نيابة عن العالم ذلك االنتصار الذي دفع ثمنه شهداء قواتنا املسلحة‬ ‫واالجهزة االمنية املرافقة لها وابناء املدينة املدنيين العزل كال ايها السيدات‬ ‫والسادة‬ ‫االنتصار الحقيقي ال يقتصر على اخراج كالب الشيطان ولكن النصر‬ ‫الحقيقي يتمثل بإعادة الحياة الطبيعية للمواطنين البسطاء التي حرموا من‬ ‫ابسط مقوماتها لسنوات مضت ال ان نتفرج عليهم وهم يمارسون حياتهم‬ ‫بطريقة القرون الوسطى البائسة‬ ‫واال فمن من السادة املسؤولين يرتض ي لنفسه او لعائلته ان يشرب من ماء‬ ‫البئر فما ال ترتضيه لنفسك وعائلتك كيف ترتضيه ألبناء مدينتك‬ ‫الناس في مدينتي يطالبون بأعمار يوفر لهم الحد االدنى من الحياة االدمية‬ ‫السوية ال ناطحات سحاب وبنايات فخمة خمس نجوم ليحتلها املسؤولين‬ ‫وابناء واقارب وحبايب املسؤولين مجددا وكل ذلك من االموال املخصصة‬ ‫للفقراء واملضرورين‬ ‫ذلك االعمار الذي ينشده املواطن العراقي في املوصل اليوم اعمار يعيد له‬ ‫ادميته ال يضيف ترفا الى ترف املسؤولين والذين الهم لهم الى لحظة كتابة‬ ‫هذه السطور اال باملحافظة على البيروقراطية اللعينة‬ ‫فجل ما يشغل بالهم اكمال النصاب للمنتسبين الى دوائرهم بقصد اثبات‬ ‫حسن النية وجودة االدارة عقول ادارية نمطية بامتياز ال تصلح إلدارة ملف‬ ‫مدينة مرت لسنوات بظروف غير نمطية بكافة املقاييس‬ ‫وكلمة أخيرة اوجهها للقائمين على االدارة بكافة مستوياتها وتخصصاتها في‬ ‫مدينتي املوصل املنكوبة‬ ‫رفقا باإلنسان العراقي املوصلي االصيل املسكين‬ ‫رجاء ‪..‬‬ ‫رجاء ‪..‬‬ ‫رجاء ‪..‬‬

‫‪2‬‬


‫قراءات‬ ‫االستاذ سعد الدين خضر يكتب عن جملة اجلامعة‬ ‫(املوصلية )‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ متمرس – جامعة الموصل‬ ‫في سلسلة مقاالته عن " صحف الموصل‬ ‫من ‪ 1969‬الى ‪ ، " 2003‬وتأكيده ان‬ ‫النزعتان األدبية‬

‫و االكاديمية حمتا‬

‫صحافة الموصل من التوجه التعبوي‬ ‫السياسي السائد خالل تلك الحقبة ‪..‬‬ ‫تحدث عن مجلة‬ ‫اصدرتها‬

‫"الجامعة " التي‬

‫جامعة الموصل‬

‫أيام‬

‫كان يرأسها االستاذ الدكتور محمد‬ ‫صادق المشاط ‪ .‬وقال ان‬

‫"مجلة‬

‫الجامعة" كانت نصف شهرية " ثم صارت شهرية ‪ ..‬صدر العدد االول‬ ‫منها في مطلع اذار –مارس سنة ‪ 1971‬بحجم كتاب متوسط وبورق اسمر‬ ‫وغالف كارتون بلون واحد ‪ ،‬وكان االستاذ هشام الطالب (مفتش الجامعة‬ ‫آنذاك ) أول رئيس تحرير للمجلة ‪ ،‬بينما كان القاص الرائد عبد الحميد‬ ‫التحافي ينهض بمهمات سكرتير التحرير لمدة طويلة ‪ ،‬حتى اصبح رئيس‬ ‫الجامعة رئيسا لتحريرها بحكم االمر الواقع وعمال بقانون المطبوعات ‪.‬‬ ‫وقد عنيت المجلة بنشر نتاجات االكاديميين وبعض الكتاب من الوسط الثقافي‬ ‫الموصلي ‪ .‬واصلت مجلة الجامعة صدورها وحققت تطورا ملحوظا في‬ ‫الطباعة والتصميم واالخراج بعد جلب مكائن حديثة لمطبعة الجامعة (حاليا‬ ‫دار ابن االثير للطباعة والنشر ) ذات التقنيات المتطورة جدا ولوجود خبراء‬ ‫أجانب في التصميم والطبع وسرعان ما صدرت بحجم كبير وبااللوان حتى‬ ‫انها كانت تضاهي مجلة "افاق عربية " البغدادية ذات االمكانيات الطباعية‬

‫‪3‬‬


‫الكبيرة وكان الدكتور محمد صادق المشاط رئيس الجامعة وراء دفعها الى‬ ‫االمام حين اضاف الى هيئة تحريرها نخبة من أدباء الموصل ‪.‬‬ ‫وكانت هيئة التحرير تتكون من رئيس التحرير الدكتور محمد صادق المشاط‬ ‫والدكتور عاصم اسماعيل سكرتير التحرير واعضاء هيئة التحرير وهم ‪:‬‬ ‫االستاذ امجد محمد سعيد واالستاذ انس صديق الشيخ علي و الدكتورة بشرى‬ ‫البستاني الدكتوالدكتور ذو النون يونس االطرقجي واالستاذ محمد فدعوس‬ ‫محمد واالستاذ عبد الحميد التحافي والدكتور نجمان ياسين والدكتور مؤيد‬ ‫عيدان ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫اصبحت مجلة "الجامعة " تصدر عن المركز الثقافي واالجتماعي في جامعة‬ ‫الموصل شهرية ثقافية ‪ .‬وعندما تولى االستاذ الدكتور عصام عبد علي‬ ‫رئاسة الجامعة سنة ‪ 1977‬قلص عدد هيئة التحرير وبقي في هيئة التحرير‬ ‫كل من الدكتورة بشرى البستاني والدكتور ذو النون يونس االطرقجي وخرج‬ ‫من هيئة التحرير كل من االستاذ عبد الوهاب اسماعيل واالستاذ امجد محمد‬ ‫سعيد والدكتور نجمان ياسين والدكتور عاصم اسماعيل ‪.‬‬ ‫ثم تولى االستاذ الدكتور محمد مجيد السعيد رئاسة الجامعة والمجلة فقام‬ ‫بحصر االسماء المذكورة في عمود بيانات التحرير في المجلة بإسمين فقط‬ ‫هما ‪ :‬االستاذ الدكتور محمد مجيد السعيد رئيسا للتحرير واالستاذ الدكتور‬ ‫عمر الطالب سكرتيرا للتحرير [كانت هناك هيئة تحرير التظهر اسماءها‬ ‫في المجلة وكان االستاذ الدكتور ابراهيم خليل العالف أحد اعضاء هيئة‬ ‫التحرير ] ‪.‬‬ ‫وفي الحقيقة ‪،‬أننا الننكر الدور الثقافي واالكاديمي الذي نهضت به مجلة‬ ‫الجامعة ؛ فقد استوعبت وتمثلت معظم نتاجات ادباء الموصل وكتابها وفتحت‬ ‫صفحاتها لكتابات ادباء العراق وشعراءه عموما ‪ ..‬كما أسهم عدد من الكتاب‬ ‫العرب برفدها بالمقاالت والقصص والقصائد والدراسات ‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫صفحات من تاريخ املوصل‬ ‫قرب البنت‬ ‫بشار نديم‬ ‫هو ليس قبرا لبنت بل هو قبر‬ ‫المؤرخ الموصلي عز الدين‬ ‫بن األثير الجزري ‪ ،‬وأبناء‬ ‫االثير ولدوا في جزيرة ابن‬ ‫عمر‬

‫والتي تسمى اليوم‬

‫جزيرة بوتان أو بوطان‬ ‫وإليها ينسب الشيخ محمد‬ ‫سعيد رمضان البوطي رحمه هللا ‪ ،‬ويرجع نسبه الى قبيلة بني شيبان العربية‬ ‫التي استوطنت الجزيرة ‪ ،‬وعائلة أبناء األثير تضم مؤرخا وأديبا ومحدثا ‪.‬‬ ‫قال الزبيدي في تاج العروس مادة ( أثر )‪:‬‬ ‫ير‪ :‬األَئِ َّمة ال َم َشا ِهير األخوة الثالثة ‪:‬‬ ‫وأَبناء األَثِ ِ‬ ‫(‪ِ )1‬عز الدِّين علي بن محم ِد ب ِن عب ِد الكريم ِب ِن عبد الواح ِد ال َّش ْيبَانِي‬ ‫ال َج َز ِري الل َغ ِوي المحدِّث له التاريخ واألَنساب ومعرفة الصَّحاب ِة وغيرها‪.‬‬ ‫صول والنِّهَايَة وغيرهما‬ ‫ِّين أَبو ال َّس َعادات ِله جامع األ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )2‬وأَخوه َمجْ د الد ِ‬ ‫َذ َكرهما َّ‬ ‫الذهَبِي في التَّ ْذكرة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ح نَصْ ر هللا له ال َمثَل السائر وغيره‬ ‫(‪ )3‬وأَخوهما الثالث ِ‬ ‫ضياء الدِّين أبو الفَ ْت ِ‬ ‫َذ َكره مع أَ َخويْه ابن خلِّكان َفي ال َوفَيات‪.‬‬ ‫قال شيخنا ‪ :‬و ِمن لَطائِف ِما قِيل َفيهم‪:‬‬ ‫ير ثالثة === قد َ‬ ‫حاز كل م ْفتَ َخرْ‬ ‫َوبنو األَثِ ِ‬

‫‪6‬‬


‫فم َؤرِّخ َج َمع العلو === َم َ‬ ‫الوزَرْ‬ ‫وآخر َولِ َي َ‬ ‫وم َحدِّث َكتَب ال َح ِديـ === َ‬ ‫ث له النِّهَاية في األَثَرْ‬ ‫وحين تم افتتاح هذا الشارع في الخمسينات تمت إزالة قبور كثيرة في طريقه‬ ‫و استقر رأي بلدية الموصل ضرورة الحفاظ على قبره ولم تزله تقديرا لمكانته‬ ‫العلمية‪ ،‬وقد بدأت داعش سلسلة جرائمها في الموصل بتدمير وازالة هذا‬ ‫الشاهد التراثي ‪ ،‬وال ندري ماذا ح َّل به اليوم بعد الخراب العظيم الذي ح َّل‬ ‫بالساحل االيمن‪ ،‬هذه دعوة لبلدية الموصل والمسؤولين في المحافظة الى‬ ‫تدارك ما تبقى من هذه الشواخص اآلثارية والتراثية العظيمة‬

‫‪7‬‬


‫مقال‬ ‫اجملتمع العبيط‬ ‫فارس تركي‬ ‫مركز الدراسات اإلقليمية‬ ‫جامعة الموصل‬

‫لو قلنا أن مجتمعنا مجتمع عبيط فقد يغضب ويستاء البعض وقد يتهمنا‬ ‫البعض اآلخر شتى اإلتهامات ‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فإننا بالفعل نعيش في‬ ‫مجتمع عبيط وألثبات ذلك لن ندخل في تحليالت عميقة ونظريات عويصة‬ ‫ولن نستخدم مصطلحات رنانة ‪ ،‬بل سنسوق مثالا بسيطا ا جداا وربما حتى‬ ‫تافها ا ولكنه كاشف وفاضح لعبطنا ‪ .‬المثل يتمحور حول مناداتنا الدائمة‬ ‫بضرورة قول الحق وتحري الصدق والصراحة في أقوالنا وتعامالتنا ‪ ،‬فنحن‬ ‫دائما ا وبشكل يومي تقريبا ا نوصي بعضنا بعضا ا ونصدع رؤوس بعضنا بعضا ا‬ ‫بأهمية الصراحة وقول الحق ‪ ،‬وبضرورة اإلبتعاد عن الكذب والرياء‬

‫‪8‬‬


‫والمداراة ‪ ،‬وأن ال تأخذنا في الحق لومة الئم كما نقول ونصرخ بصوت‬ ‫عال يتناسب ارتفاعه طرديا ا مع درجة سيطرة العبط علينا ‪.‬‬ ‫إذاا ووفقا ا لذلك فإن قول الحق فضيلة والكذب والتملق رذيلة كما أفهمنا‬ ‫وعلمنا مجتمعنا ‪ ،‬جميل جداا فلنجرب إذاا قول الحق وتحري الصدق‬ ‫والصراحة من خالل حدث إفتراضي ولنرى ما الذي سيحصل ‪ .‬ال ريب أن‬ ‫كل واحد منا لديه عدد من اإلنتقادات والمآخذ على أخالق وسلوكيات‬ ‫أشخاص بعينهم ‪ ،‬فلنفترض أن أحدنا ‪ -‬من تعيسي الحظ ‪ -‬أراد أن يتحدث‬ ‫عن تلك المآخذ واإلنتقادات بشكل صريح فلن يكون أمامه سوى إتباع إحدى‬ ‫الطرق اآلتية ‪:‬‬ ‫أوالا ‪ :‬الحديث مباشرة إلى الشخص موضع النقد أي أن تتحدث عن سلبيات‬ ‫وسيئات الشخص المعني أمامه مباشرة هل تعلم ما لذي سيحصل ؟ بالتأكيد‬ ‫تعلمون ستقوم القيامة وتدق طبول الحرب وسيتهمك هذا الشخص ومعه‬ ‫المجتمع برمته وبكل عبطه بأنك وقح وعديم الذوق وال تعرف باألتاكيت‬ ‫وبأنك حسود حقود لدود كنود ويا رب يأكلك الدود ‪ .‬وستصبح في موقف‬ ‫والعياذ باهلل ال تحسد عليه ‪.‬‬ ‫ثانيا ا ‪ :‬الحديث عن الشخص موضع النقد بغيابه أي أنك وبعد أن تبت عن‬ ‫إتباع الطريقة األولى نتيجة لما حل بك تقرر أن تكون صريحا ا ولكن بطريقة‬ ‫أخرى ‪ ،‬طريقة ال تجعل منك وقحا ا حسوداا حقوداا فتتوكل على هللا وتقرر‬ ‫إنتقاد الشخص نفسه ولكن بغيابه ‪ .‬وها أنا أراك بعين الخيال تجلس مع عدد‬ ‫من أعضاء مجتمعك العبيط وتبدأ بانتقاد سلبيات وسلوكيات ذلك الشخص‬ ‫الغير موجود بينكم ‪ ،‬هل تعلم ما الذي سيحصل لك ؟ بالتأكيد تعلم وأنا أعلم‬ ‫أنك تعلم وأنت تعلم أني أعلم أنكم تعلم ‪ .‬الذي سيحصل هو إتهامك باغتياب‬ ‫اآلخرين والطعن فيهم بغيابهم ‪ ،‬وبأنك ال تجرؤ على مواجهة ذلك الشخص‬ ‫ولذلك تنتقده بغيابه ‪ ،‬وأن سلوكك هذا مخالف للدين والشرع واألخالق ‪ ،‬وأن‬ ‫الجلوس معك ال يطاق ‪ ،‬وأنك سوف تذهب إلى النار ال محالة ووو ‪ . . .‬الخ‬ ‫‪.‬‬ ‫ثالثا ا‪ :‬إذاا ما العمل هل تصمت وتصبح شخص غير صريح والعياذ باهلل ؟‬ ‫ال ال هناك طريقة ثالثة لكنها تحتاج إلى شيء من الصبر ‪ ،‬وأن يطيل هللا‬ ‫بعمرك حتى يصبح أطول من عمر الشخص الذي تريد إنتقاده ‪ ،‬فما أن‬

‫‪9‬‬


‫يموت هذا الشخص حتى تصبح الفرصة مؤاتية لكي تقول رأيك فيه بصراحة‬ ‫بدون أن توصف بأنك وقح أو مغتاب ‪ ،‬وبذلك تصبح شخصا ا صريحا ا ملتزما ا‬ ‫بالحق كما يريد منك مجتمعك ‪ .‬هل تعتقد أن هذا ما سيحصل ؟ كال ‪ ،‬وأنت‬ ‫تعلم جيداا ما الذي سيحصل وأنا أعلم أنك تعلم ‪ ، . . .‬ما سيحص هو أن‬ ‫مجتمعك العبيط سيهاجمك هذه المرة أيضا ا وسيحرمك من قول ما تراه حقا ا‬ ‫وسيسمعك عبارات من قبيل أذكروا محاسن موتاكم ‪ ،‬وال تجوز على الميت‬ ‫إال الرحمة ‪ ،‬وحرمة الميت ‪ ،‬وسيصفك مرة ثالثة بأبشع النعوت واألوصاف‬ ‫مثل عديم الحياء ‪ ،‬والوقح ‪ -‬مرة أخرى ‪ ، -‬والحقود الحسود – الجزء الثاني‬ ‫والمغتاب – يعود من جديد – والمستهتر ‪ ،‬وأنك في هذه المرة ذاهب إلى‬ ‫النار ال محالة ‪.‬‬ ‫عندها وعندها فقط يجب أن تتبع الطريقة الرابعة وهي طريقة ناجعة‬ ‫وفعالة وتشفي الصدور وتذهب الغيظ لكنها تحتاج إلى شجاعة وتتمثل هذه‬ ‫الطريقة بأن تستدير إلى مجتمعك وتقول له ‪ " :‬أيها المجتمع العبيط إذا كنت‬ ‫ال تريد الصراحة ‪ ،‬ويزعجك قول الحق كثيراا ‪ ،‬ولديك تحسس من الوضوح‬ ‫‪ ،‬وتصاب باإلسهال والغثيان من الشفافية ‪ ،‬وترتجف فرائصك من المواجهة‬ ‫‪ ،‬وال تستطيع أن تتنفس إال في أجواء الكذب والرياء والنفاق والمداهنة فلماذا‬ ‫تصدع رؤوسنا بالحديث عن الصراحة واإلشادة بقول الحق وتدعي دائما ا‬ ‫حرصك على اإلستقامة وعدم الكذب ‪ ،‬ال أجد لك عذراا في ذلك إال أنك‬ ‫مجتمع عبيط جداا جداا جداا ‪ .‬ويا أيها المجتمع العبيط إذا كان إنتقادي لشخص‬ ‫بحضوره تسميه وقاحة ‪ ،‬وفي غيابه تسميه إغتيابا ا ‪ ،‬وبعد موته تسميه‬ ‫إستهتاراا وقلة أدب ‪ ،‬فقلي بربك أيها العبيط متى وكيف سيتسنى لي قول‬ ‫الحقيقة ومصارحة الناس بحقيقتهم كما تطلب مني أنت – أيها العبيط ‪ -‬دائما ا‬ ‫وبإلحاح " ‪.‬‬ ‫هذا نموذج من آالف النماذج غيره ‪ ،‬ومثل بسيط جداا يبين مدى العبط‬ ‫الذي وصلت إليه مجتمعاتنا ‪ ،‬ويكشف بكل وضوح عن سذاجتنا ‪ ،‬ويؤكد أن‬ ‫ما نقوله ونصرح وننادي به مجرد أصوات تخرج من األفواه وال تمر أبداا‬ ‫بالعقول ‪ ،‬فلماذا يا ربي أعطيت الجميع حباالا صوتية ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫أدب ساخر‬

‫بيوت ‪..‬ولص‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫اللص الذي تسلل الى بيت الشاعر‬ ‫فتش كل شبر فيه‬ ‫ثم خرج‬ ‫بكيس من الكلمات‬ ‫التي حاول ترتيبها بالشكل المنطقي الصحيح‬ ‫ليشكل منها قصائد ثمينة‬ ‫لكنه لم ينجح‬ ‫ألنه لم يقرا قول تودوروف ‪:‬‬ ‫(ان الشعر ترتيب غير مألوف للكلمات للتعبير عن عالم مألوف‪)..‬‬ ‫‪...........‬‬ ‫حينذاك شعر بالندم الشديد‬ ‫ألنه لم يسرق بيت روائي‬ ‫وألنه لم يتعلم اللغة البلغارية‬

‫‪11‬‬


‫شعب ال ( ملاذا )‬ ‫حسام الطحان‬

‫في التسعينيات كانت وزارة الصحة تبث اعالنات توعوية عن اللقاح‬ ‫ومخاطر اهمال لقاح الطفال وتظهر صورا ألطفال معاقين ذهنيا وجسديا ‪.‬‬ ‫بعد تلك السنوات ‪ ،‬وانا ارى الناس ( بعضهم يعني ) بأخالق سيئة جدا ‪،‬‬ ‫قلت في نفسي كان ينبغي ان يكون هناك لقاح لتهذيب النفس واالخالق ‪،‬‬ ‫فخطر العوق االخالقي اكبر من خطر العوق الجسدي ‪.‬‬ ‫لماذا لماذا لماذا ‪.‬‬ ‫بس رجاء بال تلحين وتنغيم ومقامات ودو ري مي فا صو ال سي ‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫شعر‬

‫طفلة اخلزامى ‪ .....‬يوجعني وجد‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫وصلك‬ ‫الصد‬ ‫أنت خمر قصيدي‬ ‫ومنك‬ ‫يضوع العود‬ ‫يعانقه‬ ‫ند‬ ‫يناديك نبض ي‬ ‫بنبض ي تئن الثواني‬ ‫ويكبر منك البعاد‬ ‫وينزف في جرحي‬ ‫البعد‬ ‫أشكوك الى هللا‬ ‫والدمع يحفر خدي‬ ‫أي ْ‬ ‫صرخ‬

‫‪13‬‬


‫أغاني للدرويش‬ ‫محمود الدرويش‬ ‫أنت الندامى وأنت الكأس والساقي‬ ‫وأنت عمري الذي قد مر والباقي‬ ‫خذي سطوري خذي أوتار قافيتي‬ ‫خذي السنين إذا استهوتك أوراقي‬ ‫خذي الحسان وظلي أنت يافعة‬ ‫فبعد عشقك قد طلقت عشاقي‬ ‫فأنت نبضي الذي قد خانني ومضى‬ ‫وأنت نبضي الذي ما مر أعماقي‬ ‫مذ أينعت لغتي حاولت اسردها‬ ‫حاولت امضي أنا كسرت أطواقي‬ ‫وأجمعت حرقي تغتاظ من شفتي‬ ‫تبتز‬

‫تبتز‬

‫أشرعتي‬

‫كأنما كل من‬

‫أشواقي‬

‫عانقت رايتهم‬

‫قد واعدوا شمسهم‬

‫فجرا بآفاقي‬

‫وهللا يا ارض لو ناديتني وجعا‬ ‫أصير‬

‫بعضك‬

‫أعراقا‬

‫بأعراق‬

‫‪14‬‬


‫َ َ َّ َ ْ َ‬ ‫كم مرة تدفع احلِساب‬ ‫شذى األقحوان المعلم‬ ‫حمص ‪ .‬سوريا‬ ‫صوت ال ِحر َما ِن‬ ‫ص َدى َ‬ ‫َ‬ ‫صهار في ذا ِك َر ِة‬ ‫ا ْن ِ‬ ‫اللَّ ْي ِل‬ ‫سوا ِر ِهم‬ ‫ضجيج أ ْ‬ ‫َ‬ ‫يزعزع َركيزةَ‬ ‫ب‬ ‫الدُّرو ِ‬ ‫والنَّ َهار‬

‫الخ ْطوةَ‬ ‫يَلوم َ‬ ‫ضا َر‬ ‫واحتِ َ‬ ‫القَرار‬ ‫كل حلم تَ ْهوي‬ ‫وال تَدْري‬ ‫َك ْم َمرة‬ ‫ساب‬ ‫الح َ‬ ‫َ‬ ‫ستَدفَع ِ‬

‫‪15‬‬


16


‫عتاب‬ ‫علي مسعود‬ ‫غزلت بنجمي رداء العتاب‬ ‫ْ‬ ‫شكوت إىل الليل وطء العذاب‬ ‫ً‬ ‫و قلت زمانا و قد فاض كأسي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو الدهر يفني سالف الشباب‬ ‫ّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫أيا راكبا موج صبري متهل‬ ‫ْ‬ ‫فنبضي هدير كدفق العباب‬ ‫ْ‬ ‫أنا أول العازفني بغيم‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫عال شدو قلبي حرير السحاب‬ ‫تراقص روحي خرير املعاني‬ ‫و جيري لساني بعذب اخلطاب‬ ‫ّ‬ ‫و إني امرئ قد تسلى بغيم‬ ‫ُّ‬ ‫و ذاق اهلوى من رحيق الرضاب‬ ‫ّ‬ ‫فال احللو دام و عتق ليلي‬

‫‪17‬‬


‫ً‬ ‫و ال النجم در ملى من شراب‬ ‫ْ‬ ‫وحني خرقت مراكب فجري‬ ‫ّ‬ ‫وهبت لبحري يقني الضباب‬ ‫ّ‬ ‫فملت إىل صخرة قد تعرت‬ ‫ْ‬ ‫تعايل نعد من متون الكتاب‬ ‫أيفرح حريف و قد صام قلبي‬ ‫عن احلب حني غدا كاليباب‬ ‫ْ‬ ‫ملاذا وأدت حنني املرايا‬ ‫سقيت عيوني زعاف السراب‬ ‫ْ‬ ‫أال من يجيب مرافئ ليلي‬ ‫فيشفي حضورا منا يف الغياب‬

‫‪18‬‬


‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫لعظم مصابي بك‬

‫الوحشية‬

‫منتهي‬

‫اسألك اليوم‬

‫التي‬

‫وانك‬

‫ان ترحلي‬

‫ال ترتوي‬

‫لن تعدمي‬

‫اسلبيني‬

‫من بقر‬

‫بعدي‬

‫اي ش يء‬

‫احشائي‬

‫غبيا جديدا‬

‫كعادتك معي‬

‫ومن‬

‫عليه ستضحك‬

‫قد قبلت‬

‫سفك دمي‬

‫ناشدتك‬

‫ولكن‬

‫عبثا معي‬

‫هللا‬

‫ارحلي‬

‫تحاولين‬

‫واالنبياء‬

‫ما عدت محتمال‬

‫فلقد مللت‬

‫ان تتركيني‬

‫أن تذل‬

‫وشاخت‬

‫وترحلي‬

‫بيارقي‬

‫من زمان‬

‫فقط‬

‫بيدي‬

‫ادمعي‬

‫ارحلي‬

‫من اجل‬

‫ورغم يقيني‬

‫عينيك‬

‫بأني‬

‫التي‬

‫ال محالة‬

‫الترعوي‬

‫بعدك‬

‫ايتها‬

‫منتهي‬

‫النفعية‬

‫وانك‬

‫‪19‬‬


‫عالم املرآه‬ ‫لمرأة إذا ذبل عقلها ومات ‪ ...‬ذبل عقل األمة بكاملها‬ ‫وماتت ‪....‬‬ ‫المرأة أمل كل رجل في الحياة ‪....‬‬ ‫المرأة تدرك في دقيقة ‪ ...‬ماال يدركه الرجل في حياته‬ ‫كلها ‪....‬‬

‫زهرة حممد‬

‫المرأة ‪ ...‬أحلى هدية أعطيت للرجل في هذه الحياة‬ ‫المرأة هي ‪ ...‬زهرة الربيع ‪ ...‬وفتاة الدنيا ‪ ...‬وروح‬ ‫الحياة ‪....‬‬ ‫المرأة ‪ ...‬المنبع الفياض للحب في هذه الحياة ‪....‬‬ ‫المرأة يمكنها أن تخلص كل اإلخالص ‪......‬‬ ‫المرأة ‪ ...‬منبع السعادة ‪ ...‬واألنس ‪ ...‬والسرور ‪....‬‬ ‫المرأة أشد ألغاز الحياة غموضا ‪....‬‬ ‫المرأة زهرة ال يفوح أريجها إال في الظل‬ ‫المرأة لم تخلق لتكون محط إعجاب الرجال جميعا ‪...‬‬ ‫بل لتكون مصدرا لسعادة رجل واحد ‪...‬‬

‫‪20‬‬


21


22


‫فائق حسن‬ ‫فنان تشكيلي من العراق‪ ،‬ولد في بغداد عام ‪ . 1914‬بدأ الفنان فائق‬ ‫حسن حياته في محلة البقجة في بغداد وكانت حياته الفنية تعبيرا عن‬ ‫الطبيعة التي عاشها بواقعية أكاديمية كما عبر عنها في بعض اللوحات‬ ‫بطريقة المدرسة الحديثة‪ ،‬رغم أنه كان رساما مقلدا لرسوم عبد القادر‬ ‫الرسام‪ ،‬ويعتبر من أكثر الفنانين العراقيين واقعية اللتصاقه بالواقع والبيئة‬ ‫الشعبية العراقية كما انه نحات ورسام بارع فهو يهتم باللون في الدرجة‬ ‫األولى‪ ،‬ولم يهمل (الفورم‪ -‬الشكل) النهما بالنسبة له عنصران مكمالن‬ ‫لبعضهما البعض ويتعامل معهما‪ .‬كوحدة ضرورية عضوية لعمل اللوحة‪.‬‬ ‫وهو يختلف عن زميله جواد سليم الذي فضل (الشكل) أكثر من تفضيله‬ ‫للون‪.‬‬ ‫أضحى فائق حسن خالل النصف الثاني من القرن العشرين ظاهرة متميزة‬ ‫في الفن العراقي فهو المؤسس األول ‪ -‬بال منازع ‪ -‬لفن الرسم في العراق‪،‬‬ ‫هذا ما وصفه زميله الفنان شاكر حسن آل سعيد في أحد لقاءاته فهو حقا‬ ‫فنان كبير له الفضل في ارساء قاعدة فنية على أسس موضوعية أسهمت‬ ‫في تأسيس معهد الفنون الجميلة بالتعاون مع زميليه فنان الشعب جواد‬ ‫سليم والفنان المسرحي القدير حقي الشبلي‪ .‬ناهيك عن أنه كان مصمما‬ ‫لعمل الديكورات المسرحية فكان له الدور الكبير مع الفنان حقي الشبلي‬ ‫بتأسيس المسرح العراقي‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أنه منذ طفولته كان بارعا بفنه من خالل موهبته‬ ‫التشكيلية وأسلوبه الذي نال اعجاب الناس به‪ ،‬وذلك لرصده الواقع الذي‬ ‫يعيشه‪ ،‬فعندما ارسل في بعثة دراسية إلى باريس لدراسة الفن‪ ،‬جمع أغلب‬ ‫أعماله وقام بعرضها على (البروفسور روجيه) فقرر قبوله فورا على‬ ‫أثرها وبال تردد حسب ما ذكره‪.‬‬ ‫بعد تخرجه من (البوزار) في فرنسا عام ‪ 1938‬اشترك في نفس العام في‬ ‫العديد من المعارض في بغداد وبيروت والكويت ومصر والجزائر والمغرب‬ ‫وأمريكا‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫أقالم شابه‬

‫تولد الكائنات الحية مرة واحدة‬ ‫وكسرت القاعدة وولدت مرتين‬

‫واحدة من رحم أمي‬ ‫عندما انقطع منها حبلي السري‬ ‫وأخرى من رحم قلبك فعقدت بحبل الوتين‬ ‫لهذا أعيش طفولتي مرتين‬ ‫أدركت هذا عندما ابتعدنا لفترتين‬ ‫واحدة هربت فيها إلى الطفولة األولى بحنين‬ ‫واسترجعت شريط حياتي مع أمي‬ ‫ألنها الوطن األول والحضن األمين‬ ‫لكنني كنت أطل على أطالل ذكرياتي‬ ‫في صمت كان يدفن حبي‬ ‫ثم في زمجرة يكسر األنين‬ ‫فيبرق ويرعد ويرتوي كالسجين‬ ‫من وراء قضبان الحنين‬ ‫بأطياف أحالم للعشق الدفين‬ ‫وتنكسر أحيانا األطياف ويرتفع صوت األنين‬

‫‪24‬‬


25


‫رفقا بقلبي يا ملك‬ ‫دالمه مسعود‬ ‫فلسطين‬

‫رفقا بقلبي يا ملك‬ ‫فقلبي قلب من ورق‬ ‫إن مسه الشوق هلك‬ ‫أو مسه العشق احترق‬ ‫إن غبت يسكنه األسى‬ ‫على حبيب ما ان سبق‬ ‫ال تتركيه وقد غفا‬ ‫طفال على كتف الشفق‬ ‫حين أحبك مرغما‬ ‫ما كان يعلم ما األرق‬ ‫فهواك حين أصابه‬ ‫من عينه النوم سرق‬ ‫سهم أصابه غفلة‬ ‫لم يدري من أين مرق‬ ‫رفقا بقلب يحتويك‬ ‫عمرا وما عرف القلق‬

‫‪26‬‬


‫ألجلك انت‬ ‫أحمد ماضي أبو حمزة‬

‫خلعت االغاني والتمني‬ ‫وعانقت في عينيك‬ ‫ليال الوصل وقلة صبري وعزمي‬ ‫ادور كالدوالب على صفحات‬ ‫الوجد‬ ‫ساعة وساعة في ملكوت عينيك‬ ‫كالحجيج ادور والبي‬

‫‪27‬‬


‫مهما طال بي البعد عدت اليك‬ ‫سفينة مهما غابت‬ ‫ردها الحنين للمرسى‬ ‫وعلى اشرعة الشوق‬ ‫تجري‬ ‫في السماء روحي تتجلى‬ ‫قمر افضى‬ ‫يهز ابواب الهجر‬ ‫ويسقط في حجرك عرجونا ضعيف‬ ‫يستقي‬ ‫رضاب هواك‬ ‫تنقذها من غياهب الغربة‬ ‫ويغرق في‬ ‫حبك حتى يفنى‬ ‫هزي اليك طرف قميصي ليزهر‬ ‫قلبي‬ ‫بعد جفاف‬ ‫اقحوان الخلود في سرمدية همي‬

‫‪28‬‬


‫علي عرش القلب‬ ‫ملكه علي‬ ‫حين شعرت‬ ‫أن الفرح يملو قلبي‬ ‫و أن زهور الحب‬ ‫قد مألت أرجاء الروح‬ ‫طرقت أنا باب القلب‬ ‫فرأيت مليكي‬ ‫يتربع فوق العرش‬ ‫‪...‬‬ ‫تساءلت أنا‬ ‫كيف بلحظه‬ ‫أمكنك زراعة‬ ‫كل دروبي بالفرح‬ ‫كيف تغير‬ ‫إيقاع القلب‬ ‫و صرت أنا‬ ‫عنوانا للحب‬ ‫‪...‬‬ ‫قال عاشقي ‪:‬‬ ‫أحببت بصدق‬ ‫فتملكت القلب‬ ‫يا حب العمر‬ ‫الحب ال يطرح‬

‫‪29‬‬


‫إال الزهر‬ ‫الحب طريق‬ ‫ال يخطئ أبدا‬ ‫عنوان الفرح‬ ‫‪...‬‬ ‫هل تذكرين‬ ‫يا أجمل ما في العمر‬ ‫كيف دخلت إلي قلبك‬ ‫كانت نظرة‬ ‫جمعت قلبانا‬ ‫و تالشت في لحظه‬ ‫كل قوانين الكون‬ ‫‪...‬‬ ‫هل تدري‬ ‫أني حين تعثرت بعينيك‬ ‫وجدت أنا مملكتي‬ ‫و أصبحت بنظرة عين‬ ‫كالسلطان هارب‬ ‫من أسطورة‬ ‫أو من أغرب كتب السحر‬ ‫فملكت الدنيا‬ ‫حين ملكت أنا ذاك العرش‬ ‫عرش قلبك مليكتي‬

‫‪30‬‬


‫هلوسة عشق‬ ‫ناديا الحسيني‬ ‫العراق‬ ‫يغمرني أحساس ال يشبه شيء‬ ‫ال أعرف ما هو أهو إعجاب؟‬ ‫أم حبا؟ أم تعلق؟‪..‬‬ ‫منذ أن عرفتكَ وأنا صامتة‬ ‫ونبضاتي تنبض بقلق‪..‬‬ ‫كل شيء غير مفهوم‬ ‫وكالمي يرتبك وحين الحديث‬ ‫ال أجد ردا لردودهم ينطبق‪..‬‬ ‫ما سر هذا الضياع السبب عينيك؟‬ ‫يااااويل قلبي عن َد رؤيتهم‬ ‫يخرس لساني وتتجمد نظراتي‬ ‫وكل ما بي يطير ويذهب ألبعد األفق‪..‬‬ ‫سترجوك عيني أن ال تنظر‬ ‫لهما ألنني سأتوه وأنسى‬ ‫من أنا وسأفقد ذاكرتي‬ ‫أ يرضيك هذا يا أمير الوسامة؟‬ ‫س المشرق‪..‬‬ ‫وبديل ضو َء الشم ِ‬ ‫أجلس وحدي وأبعد ذاكرتي‬ ‫‪31‬‬


‫عن كل ما يحيط بكَ وأراكَ‬ ‫بين أحرف كتابي تمر‬ ‫َ‬ ‫وتقلب ما كتب بالكتاب‬ ‫دروسا للعشق‪..‬‬ ‫أالمس ما بداخلي ويقول لي ‪:‬‬ ‫ت بأشد الحاجة لذلك المعين‬ ‫أن ِ‬ ‫الذي سيزيل حيرتك‬ ‫وسرحان عقلك بعمق‪..‬‬ ‫ما هذا ؟ جعلتني أهلوس عشقا بك‬ ‫يألون نهاري ومعنى كلماتي‬ ‫وهدوءي الخاص وألنفاسي شهيق‬

‫‪32‬‬


‫على عرش القلب‬ ‫ملكه علي‬ ‫علي عرش القلب‬

‫قال عاشقي ‪:‬‬

‫كل قوانين الكون‬

‫حين شعرت‬

‫أحببت بصدق‬

‫‪...‬‬

‫فتملكت القلب‬

‫هل تدري‬

‫أن الفرح يملو قلبي‬ ‫و أن زهور الحب‬

‫يا حب العمر‬

‫قد مألت أرجاء‬ ‫الروح‬

‫الحب ال يطرح‬

‫طرقت أنا باب القلب‬

‫إال الزهر‬

‫فرأيت مليكي‬

‫الحب طريق‬

‫يتربع فوق العرش‬

‫ال يخطئ أبدا‬

‫تساءلت أنا‬

‫عنوان الفرح‬

‫كيف بلحظه‬

‫‪...‬‬

‫أمكنك زراعة‬

‫هل تذكرين‬

‫كل دروبي بالفرح‬

‫يا أجمل ما في العمر‬

‫كيف تغير‬

‫كيف دخلت إلي قلبك‬

‫إيقاع القلب‬

‫كانت نظرة‬

‫و صرت أنا‬

‫جمعت قلبانا‬

‫عنوانا للحب‬

‫و تالشت في لحظه‬

‫أني حين تعثرت‬ ‫بعينيك‬ ‫وجدت أنا مملكتي‬ ‫و أصبحت بنظرة‬ ‫عين‬ ‫كالسلطان هارب‬ ‫من أسطورة‬ ‫أو من أغرب كتب‬ ‫السحر‬ ‫فملكت الدنيا‬ ‫حين ملكت أنا ذاك‬ ‫العرش‬ ‫عرش قلبك مليكتي‬

‫‪33‬‬


‫ذات مساء‬ ‫سما االرجوان‬ ‫لبنان‬

‫‪34‬‬


‫طيفه يؤنبني‬ ‫ملياء العلوي‬ ‫غفوت يف احضانه‬ ‫ومن خط اهلوى دنوت‪.‬‬ ‫حلمت‪.....‬‬ ‫استفقت على حلم مرير‬ ‫مللمت سنيني‬ ‫مللمت ثيابي واندفعت‬ ‫هربت‪....‬‬ ‫اهملت كحلي فوق ربى عينيه‬ ‫اهملت اصابعي تتحسس‬ ‫يديه‬ ‫اهملت ريقي فوق ملى شفتيه‬ ‫وسافرت ‪...‬‬ ‫سافرت حاملة ردحا من زمان كنت اسري اليه‬ ‫ودعت اديم االرض حيث خطى رجليه‬

‫‪35‬‬


‫واردفت النسيان خليلي‬ ‫واهملت عيدي ‪...‬‬ ‫اهملت نشيدي‪..‬‬ ‫اهملت زينتي ‪...‬‬ ‫اهملت وعودي ‪...‬‬ ‫اهملت زرقة السماء من صفا حبور عشقه االزوردي‬ ‫واستفقت بني احضان وسادتي وطيفه‬ ‫وطيفه يؤنبني‬ ‫عودي حلضن املاضي‬ ‫حيث الزفرات نسيم فوق جنون خديه‬ ‫حيث اهلوى يسقى من مقلتيه‬ ‫لكني انزويت‬ ‫بعيدا‬ ‫بعيدا‬ ‫و ابيت الرجوع اليه‬

‫‪36‬‬


‫صوت خمنوق يرسل تراتيل بكل صالة‬ ‫منال محسن‬ ‫صالتنا اصابها‬ ‫الحزن‬ ‫تبكي‬ ‫ضل‬ ‫تارة ألبن َ‬ ‫ولكل عجوز وطفل‬ ‫تتضرع إالهات‬ ‫بمحراب الصالة‬ ‫حين تعرج‬ ‫بها المالئكة‬ ‫تنظر الى االرض‬ ‫تراها جدب‬ ‫هنا وترى‬ ‫خسف هناك‬ ‫وتختنق الصالة‬ ‫خجلة مما ينطق‬ ‫ممن يؤذن‬ ‫ويداه غارقة‬ ‫بالدماء‪...‬‬

‫‪37‬‬


‫قالت موالتى‬ ‫رضا سعد‬

‫ما اجمل الصبح‬ ‫اذ ارى فيه طيفك‬ ‫بعدا ليوم‬ ‫لم يأتي الصبح فيه‬ ‫فيا فجر قلبي‬ ‫اشرقت بالنور تناجيه‬ ‫ناديتك‬ ‫وهذا الصبح يناديك‬ ‫فاراك‬ ‫مشغولة بي كيف اصبحت؟‬

‫‪38‬‬


‫اتيتك موالتي‬ ‫بأجمل البساتين‬ ‫وسالتك موالتى‬ ‫ماذا تطلبين؟‬ ‫قالت موالتى‬ ‫هلم اليا‬ ‫فانا كلى اليك حنين‬ ‫ال تنسى وجعا‬ ‫يشبعني انين‬ ‫ال تطلب حب‬ ‫فى هودج حزين‬ ‫تمهل فالقلب‬ ‫لحبك متيم سكين‬ ‫قلت موالتى‬ ‫انا اعلم انك‬ ‫للرقص تحبين‬ ‫اقبل دعوتي‬ ‫للساحة تنزلين‬ ‫لكم اراكى على‬ ‫نغماتي ترقصين‬ ‫انا اعلم موالتى‬

‫‪39‬‬


‫انك لي تميلين‬ ‫قالت موالتى‬ ‫قف صامتا‬ ‫أتأملك فارس حصين‬ ‫فمازال باألحشاء‬ ‫لك شوق وحنين‬ ‫ال تبتعد بهواك عنى‬ ‫اكتبني بين المحبين‬ ‫فتفاصيلك‬ ‫تشعرني بحب‬ ‫بالقلب مكين‬ ‫قلت موالتي‬ ‫انا اولع شوقا‬ ‫اموت عشقا‬ ‫احترق حنين‬ ‫اضيع بين‬ ‫طيات كلماتك واالنين‬ ‫انا احبك‬ ‫اكتبها النها بمكان امين‬ ‫انا احبك‬ ‫ارسمها على صفحة النيل العظيم‬ ‫‪40‬‬


‫انا احبك‬ ‫اكتبها ليفرح القلب الذى بات حزين‬ ‫‪.‬قالت موالتى‬ ‫انا لؤلؤة‬ ‫بمكان حصين‬ ‫فى اعماق‬ ‫البحر بقرار مكين‬ ‫انزل لألعماق أخرجني‬ ‫فهواك هاهنا سجين‬ ‫قلت موالتى‬ ‫مدى يديك‬ ‫انا الفارس‬ ‫اغوص حنين‬ ‫مدى يديك‬ ‫يبلعني بحر‬ ‫هواك االمين‬ ‫انا احبك انت‬ ‫فال تقفى‬ ‫يوما بين صفوف المحبين‬

‫‪41‬‬


‫قصة قصيرة‬ ‫أحالم يف ظالم‬ ‫قصه قصيره بقلم سعيد دمشقي‬

‫__________________‬ ‫تخطت السادس االعدادي وتنتظر‬ ‫مجيئه حيث‬ ‫هو في كلية الهندسة كي تخبره انها‬ ‫حصلت على معدل يؤهلها لكلية الطب‬ ‫كما وعدته وسوف تكون بجانبه في‬ ‫بغداد الحلم والمستقبل ‪.‬ولكن لم‬ ‫يسعفها صبرها فكتبت له ‪ :‬ال اريد ان‬ ‫ادفن عشقي لك ويشهد هللا اني احببتك‬ ‫ولم ارى منك غير الطيب والخير‬ ‫واالنسان الرائع ‪.‬اسرع بالعوده الن‬ ‫ابن عمي طلبني من ابي ورفضته‬ ‫بإصرار مما اشعره رفضي باالهانه‬ ‫وربما االنتقام ‪ ..... .. ...‬وبعد عودته‬ ‫نهاية العام الدراسي وفي يوم جميل‬ ‫كانت فاطمه جالسه مع حبيبها محمود‬ ‫على شاطى النهر يتاملون بمستقبلهم يتبادالن كلمات الحب واالعجاب ‪.‬فتشابكت‬ ‫االيادي والقلوب وابتسمت العيون واالشداق تنثر السعاده والفرح الغامر ‪..‬انه‬ ‫االعجاب الجارف والحب السماوي وقد احسو بحبهما يسري بقلبيهما بنفس القدر‬ ‫‪.‬احتضنها وقال لها احبك يافاطمه هل انت تحبيني اجابته بعيونها التي ارسلت له الف‬ ‫رساله ‪..‬بل اموت من دونك يامحمود‪.‬همس في اذنيها التي كانت قريبه من شفافه ‪:‬‬ ‫سيذهب اهلي غدا لطلب يدك من والدك ونتزوج قبل ان نعطي فرصه الابن عمك‬ ‫ليخطفك مني النك اصبحت قطعه من جسدي يامالكي والعيش بدونك مستحيل ‪ .‬فجن‬ ‫جنونها والتصقت به اكثر وعانقته بكل قوه واربتت على كتفه ممتنة وشاكرة له‪.‬كثيرا‬

‫‪42‬‬


‫انه فارس احالمها التي تمنته وحلمت به وها هي االحالم تتحول الى حقيقه ‪ ...‬بل‬ ‫غفت على صدره طويال من الوقت ‪......................................‬‬ ‫ولكن النور بدا يخبو ثم ينطفى ‪.‬الن اخيها هداد وابن عمها وسالحهم يظهرون فجاة‬ ‫‪..........‬‬ ‫وبدون ان يبتا بكلمه واحده كانت رصاصاتهم الغادرة قد مزقت الجسدين العاشقين ‪..‬‬ ‫فودعا الحياة بسرعه وهما متعانقين ملتصقان ببعضهما كجسد واحد ‪.....‬‬ ‫لقد مات محمود وماتت فاطمه ‪..‬مات العاشقان البريئان وسوف يلتقيان في دنيا ثانيه‬ ‫ليكملى العناق لكن الوطن المصدوم بفقدانهم بكاهم بنحيب طويل طويل وعيونه تعبه‬ ‫مغرورقه بالدموع‬

‫‪43‬‬


‫نزيف املشاعر‬ ‫رشا الجزائري ‪ -‬الجزائر‬ ‫حطت طائرة السفر بجناحيها العمالقين على أرض الوطن و فتحت باب الخروج لتبدأ‬ ‫القلوب تخفق في لهفة وشوق الحتضان من طال غيابهم‪ .‬نزل “علي” وبدأ ينظر في‬ ‫كل األنحاء بعينين ذابلتين ويسير بخطوات بطيئة كتائه ال يعرف اين يمشي‪ ..‬وكأن‬ ‫رجليه غير متفقتين على مسار واحد‪ ..‬او مثل طفل ضيع عنوان بيته‪ .‬عطر التراب‬ ‫يلفحه مثل نسيم الصباح يداعب أنفه يحاصره من كل جهة‪ ..‬بدأ يتغلغل بأنفاسه فالتراب‬ ‫ال ينسى أبناءه رغم جحودهم ‪ .‬استنشقه “علي” بعمق وأرسل تنهيدة طويلة‪ ..‬تمتزج‬ ‫بعذابات مملوءة بحكايا السنوات التي أبعدته‪ .‬عيناه ما زالت تتفحص حركات القادمين‬ ‫معه وهم يرتمون في أحضان من جاءوا لمالقاتهم‪ ،‬ال تزال خطواته البطيئة المترددة‬ ‫تعاقره فيدفعها بروح متعبة‪ ..‬ال شيء يحمل معه سوى أوراق وجواز سفر وملف‬ ‫يختفي تحت ابطه يمسكه بإحكام‪ .‬بباب المطار كان يقف حائرا… تتزاحم التساؤالت‬ ‫بداخله‪ :‬ترى هل يتبع شوقه الذي يحمله الى بيته وزوجته وابنه الذين فارقهم منذ عشر‬ ‫سنوات ام يختار الطريق الثاني ويختفي فيه ويكمل مشواره في صمت‪ ..‬وعلى شفتين‬ ‫متعبتين نال منهما زمن الطيش ما أراد‪ ..‬ارتسمت إبتسامة‪ ،‬ضوئها يكاااد ينطفئ إال‬ ‫من بصيص أمل حين تراقصت صورة ولده الوحيد أمامه‪ ..‬أخذ يسترجع مالمح وجهه‬ ‫الجميل وضحكاته البريئة حين كان يداعبه في ارجاء المنزل ‪ .‬يا أالهي لقد كبر اآلن‬ ‫‪ ،‬البد انه ال يتذكرني!!! قالها يحدث نفسه ‪ .‬ثم ما لبثت االبتسامة أن اختفت حين تذكر‬ ‫اخر مرة ودعه فيها وعمره ال يتجاوز السنتين‪ ..‬كان بين أحضان أمه ويده الصغيرة‬ ‫تلوح له الى ان أبتعد وأختفى‪ .‬في هذه اللحظات ارتمت امامه كل سنوات البعد والطيش‬ ‫التى عاشها حتى اخر يوم قرر فيه العودة اليهم‪ ..‬وبقي التساؤل يلح بداخله… إن هو‬ ‫اتبع عواطفه وطرق باب بيته ماذا سيقدم لعائلته وكيف سيبرر هجره لهم‪ .‬وكان قد‬ ‫سمع بعد غيابه أنها خرجت للعمل من اجل ان تعيل نفسها وابنها … زوجته التي‬ ‫تركها من غير سبب ولم يأبه بمشاعرها كزوجة ولم يفكر في ما ستحتاجه بعد غيابه…‬ ‫بل راح يبحث عن نفسه ويرمي أحلى أيام شبابه في أحضان نساء أخريات‪ ،‬انغمس‬ ‫في طبق الحرية الذي كان يبيح له الممنوع واالممنوع‪ .‬كل شيء كان يشل حركته‬ ‫ويدعوه للتراجع الى الخلف… ماعدا صورة أبنه العالقة في ذهنه… كانت تناديه أن‬ ‫يتقدم وتعطيه بعض األمل‪ .‬أخذ قراره بعد مخاض عسير بين قلبه وعقله… دفع‬ ‫بخطواته لألمام رغم تعبها و راح يشق طريقه‪ ..‬يستمد قوته من بعض الهواء الذي‬ ‫استنشقه إثر هبوطه من الطائرة…‪ .‬لم يشعر بمسافة الطريق إال حين وصل الى حارته‬

‫‪44‬‬


‫التي كاد ان ال يعرفها‪ ..‬أشياء كثيرة تغيرت‪ ..‬البنايات تتنافس في التصاعد‪ ..‬حتى‬ ‫الوجوه تبدو له غريبة‪ ،‬فهو لم يتعرف على أحد‪ ..‬وكيف يتعرف عليهم وربما من يراه‬ ‫اليوم في العشرين من العمر كان قد تركه طفال يلعب‪ .‬المارون ينظرون اليه…‬ ‫يتساءلون من هذا الغريب القادم وماذا يحتاج‪ ..‬كان يقرأ ما يدور في عيونهم ويفهم‬ ‫همساتهم‪ ..‬أتجه نحو باب منزله دون ان يتعب نفسه اكثر في سؤال او إجابة أحد‪..‬‬ ‫عندما وصل تملكه بعض الخوف وبدأت خفقات قلبه تتسارع‪ ،‬يده التي تهم بالطرق‬ ‫على الباب اصبحت ترتعش بقوة ‪ :‬هل يطرق الباب ام ينتظر ؟ تردده وخوفه ال‬ ‫ينفعان‪ ،‬اآلن هو أمام الباب في مواجهة لما خلفه ‪ ..‬اقنع نفسه بهذا فتالشى تردده‬ ‫قليال‪ ..‬والعيون التي خلفه مازالت تراقبه وتالحقه مستفسرة‪ .‬مد يده في طرق خفيف‬ ‫بعد ان أبتلع بعضا من ريقه وأخذ نفسا عميقا‪ ..‬لم يطل األمر‪ ،‬إذ رأى الباب يفتح‬ ‫ووجه ولد يبتسم له ويسأله في شيء من الفضول ((من تكون وماذا تريد؟)) ‪ ..‬نظر‬ ‫إليه “علي” واحس بشعور غريب لم يشعر به من قبل كان يحتضنه بكل ما فيه من‬ ‫شوق دون ان يقترب منه ودون ان يلمسه‪ ،‬وخلف الطفل وقفت إمرأة جميلة‪ ..‬تنظر‬ ‫باستغراب‪ ..‬بداخلها امتزجت مشاعر الدهشة واللوم والعتاب‪.‬وكأنها تريد ان تقول له‬ ‫(ما الذي اتى بك بعد كل هذه السنين) نظر اليها نظرة هادئة و قال‪ :‬ما زلت جميلة‬ ‫لم تتغيري كثيرا‪ ..‬ارى في عينيك قوة كبيرة وثقة‪ .‬فقالت‪ :‬وأرى الغربة التهمت‬ ‫شبابك‪ ،‬في عينيك انكسار وضعف وتردد ‪ ..‬وفي البهو جلسا وجها لوجه كانت صامته‬ ‫تنتظر منه أن يروي قصصا وحكايات وأن يقدم تبريرات ويطلب المسامحة ‪ .‬لكنه‬ ‫اختصر كل شيء ومد يده المرتعشة الى الملف الذي كان يتأبطه وضعه على الطاولة‪،‬‬ ‫وقال ‪:‬فكرت أن أذهب الى احدى المستشفيات… وبنبرة حزينة أضاف ‪..‬هذا الملف‬ ‫يحكي قصة انكساري عندما تقر أين قرري وأخطاري انت بأي مكان يكون موتي!؟‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫ملحق العدد‬ ‫مساهمات‬ ‫منتدى همس القلوب األدبي‬

‫‪46‬‬


‫قراءة لنص‬ ‫ريحانة آزال‬

‫قراءة تحليلية‪ .‬في قصيدة ‪ ...‬ليس في القلب ما يقده ‪..‬‬ ‫شجاع الدين‪.‬‬

‫للشاعرة سكينة‬

‫في قصيدة نثرية زخمه الصور طالعتنا الشاعرة بعنوان ساخر أليم ليس في‬ ‫القلب ما يقده ‪ .‬ينحته ‪ .‬وكأنها تجيب على حوار يستنكر الحزن بمرارة‪.‬‬ ‫ثم يأتي االستثناء في السطر الثاني لالستدراك‬ ‫( إال وجع في ليل مطبق ) فتنكير الوجع يدل على عدم الفته والعهدية به‬ ‫وتنوعه‬ ‫معتمدة على الفضاء الزماني لليل بكل إيحائه الموحشة في وصفها له فهو‬ ‫‪ ...‬مطبق الصمت ‪...‬‬ ‫ينكأ جراح مضاجعه ويخترق وحشته من ثقوب السهر‪...‬‬ ‫اطناب يوضح تشظيا النفسية في ذلك الليل‬

‫‪47‬‬


‫‪..‬مطبق الصمت ‪ ....‬وحشه و سكون تام‬ ‫ينكأ جراح مضاجعه ‪ ..‬غدر حتى األقربون‬ ‫يخترق وحشته من ثقوب السهر ‪ ..‬تكثيف للصورة المتحركة بصمت ‪..‬فال‬ ‫نجد أصواتا فيه‬ ‫اعتمادا على كنايات واستعارات بديعيه لوحشه جاثمه على الساهرين‪ .‬ما‬ ‫بين عبوس واغتيال واحتراق ولنا أن ننظر إلى فضاء التلوين بين السطور‬ ‫ما بين ألوان الليل وألوان االحتراق فاألسود و الناري يوحيان بظلم وثورة‬ ‫تتقدان في صمت‬ ‫وبعد الليل وما فيه تفصلنا الشاعرة بطريقه مفاجئة لتنقلنا إلى الطرف اآلخر‬ ‫من القصيدة بضمير الفصل ( هي )‬ ‫تغني الحانها ‪ ...‬انطالق للصوت في الصورة الجديدة ‪ ...‬بين حدائق الورد‪...‬‬ ‫دخول األلوان وااللحان جعل الخيال ينطلق إلى فضاء آخر برغم قسوة‬ ‫المحيط حولها على اليباب قاحلة الظالل‬ ‫صحراء خاليه من أي رحمه هي صحراء نفسيه تحيط مؤثرة بها إلى درجه‬ ‫االنكسار في همسها ‪..‬‬ ‫والزمن وضياعه في العمر تأثيره الخاص عليها فيه ‪ ..‬تقتات من عيون‬ ‫الوقت‪ ...‬وميض البقاء دون الحياة‪ ..‬فهل هي تنتظر الموت هنا أم تنتظر‬ ‫الوعد الي قصدت به الحياة‬ ‫ما بين تهاو ورحيل وانين والتهام يظل الوعد هو الحياة ‪ ......‬والعفو أن‬ ‫قصرت نظرتي إنما اجتهد غوصا واحساسا ولست بمتخصصه‪.‬‬ ‫‪ ...........‬النص ‪.................‬‬ ‫ليس في القلب ما يقده ‪...‬الشاعرة‪ :‬سكينة شجاع الدين‬

‫‪48‬‬


‫ليس في القلب ما يقده‬ ‫ليس في القلب ما يقده‬ ‫إال وجع في ليل‬ ‫مطبق الصمت‬ ‫ينكأ جراح‬ ‫مضاجعه ‪،‬‬ ‫ويخترق وحشته‬ ‫من ثقوب السهر‬ ‫التي تتناثر من‬ ‫أهداب الليل ‪.‬‬ ‫فتجثم على جفنه‬ ‫عابسة في وجه‬ ‫الحرف ‪.‬‬ ‫تغتال فيه احتراق‬ ‫أضالع الوهم‪ ،‬وهي‬ ‫تغني ألحانها‬ ‫بشجن الوجد ‪.‬‬ ‫في حدائق الورد‬ ‫على اليباب‬ ‫قاحلة الظالل‬ ‫منكسرة الهمس ‪.‬‬ ‫تقتات من عيون الوقت‬

‫‪49‬‬


‫وميض البقاء دون‬ ‫الحياة ‪.‬‬ ‫التي ترتقي لتكون‬ ‫حلم التكوين ‪.‬‬ ‫حيث تتهاوى معها‬ ‫كل رسائل‬ ‫النبض ‪.‬‬ ‫التي اعتمدت‬ ‫الرحيل زادا‬ ‫عن األنين الذي‬ ‫يلتهم أستار‬ ‫الروح ‪.‬‬ ‫ويمتد إلى خمائل‬ ‫القلب وشرفاته‬ ‫المطلة على‬ ‫أنامل اللقاء‬ ‫حين يرتديه الوعد‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫امنحني بعضا من الوقت‬ ‫تمارا حسن‬ ‫ألعيد تشكيل كينونتي املعجزة من جديد‬ ‫أجل املعجزة‬ ‫ستة من أرواحي قضوا حنبهم‬ ‫لكنني مل أمت‬ ‫انها السابعة‬ ‫تزرع النبض يف قلبي مرة أخرى‬ ‫جتهض فتات أجنة‬ ‫من اخلوف واالنكسار‬ ‫وتتعافى بسبعة أخرى‬ ‫عصية على اهلزمية‪.........‬‬

‫‪51‬‬


‫نصوص احبث عن عنوان‬ ‫مارسلين مرح‬ ‫نا مني فتلعثمت حروفي‬ ‫ودق قلبي ناقوس الخطر‬ ‫شدني إليه بكل حب‬ ‫تالقت العيون وجن القمر‬ ‫خذني إليك أتوق شوقا‬ ‫لصدرك لكلك وذاك العطر‬ ‫أريدك نصفا أريدك زوجا‬ ‫هذا ما شئنا وشاء القدر‬ ‫فأنا وأنت گ جملة اسمية‬ ‫ال معنى لمبتدأ دون الخبر‬

‫‪52‬‬


‫عرس اجلنوب‬ ‫ريم البياتي‬ ‫خذني لعينيك التي غرقت‬ ‫في شاطئيها الشمس‬ ‫وارْ َتد الغروب‬ ‫خذني شراعاا‬ ‫غافل الربان والموج اللعوبْ‬ ‫خذني صهيل الضوء‬ ‫يفترش الروابي‬ ‫ويستريح هناك‬ ‫في ارض الجنوبْ‬ ‫‪.......‬‬ ‫ْ‬ ‫الغافية‬ ‫دعني أجوب الليل أستل الحكايات‬ ‫ْ‬ ‫الساقية‬ ‫وألم أحالم التالل ووشوشات‬ ‫ْ‬ ‫الزاهية‬ ‫َوأقبِّل الشرفات في تلك البيوت‬ ‫ْ‬ ‫الحانية‬ ‫عيناك صيف‪ ..‬ال ينام على ذرانا‬ ‫الليل أجمل في الجنوبْ‬ ‫والحب أطهر في الجنوبْ‬ ‫ليلكا‬

‫والغيم‬

‫يمطر‬

‫فوق ‪..‬‬

‫‪....‬الدروبْ‬

‫وأنا وهذا الصيف عشاق‬ ‫لملحمة ‪....‬‬

‫‪53‬‬


‫الجنوبْ‬ ‫نجم وعرس‬

‫زنابق وغدي هناك‬

‫أيقظت بابل وال ُم َكالا في رؤاك‬ ‫وشقائق النعمان تثملها خطاك‬ ‫عاد الحمام ليستريح على حماك‬ ‫الطير من سفر يؤوبْ‬ ‫والروح هائمة طروبْ‬ ‫والعاشقان‪...‬هناك‬ ‫قلبي‬

‫والجنوبْ‬

‫‪..........‬‬

‫‪54‬‬


‫أمل البعاد‬ ‫بقلمي لمياء فرعون‬ ‫سورية‪-‬دمشق‬ ‫ُ‬ ‫ك عيونـي‬ ‫أدمـيـت من شوقي إلي َ‬ ‫ُ‬ ‫لئ جفونـي‬ ‫وبكيت جُـل الـليل مـ َ‬ ‫ونسيت من بُعد األحبة ضحكتي‬ ‫ُ‬ ‫وكرهـت مـن يأس اللقاء ظنوني‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫شمـعة‬ ‫وأخذت أوقـ ُد في فـؤادي‬ ‫عـلِّي أقـاو ُم مـا يـثـيـ ُر جـنـونـي‬ ‫وأُمـد نـفـسي بـالوعـود لـعـلـها‬ ‫َ‬ ‫الفراق ولوعتي وحنيني‬ ‫تنسى‬ ‫ُ‬ ‫جاهـدت كي أغـفـو ولو لهنيه‬ ‫لم أستطعْ فالسهـ ُد لم يـغـفـيـنـي‬ ‫ُ‬ ‫حاولـت وأد مـشاعـري بقساوة‬ ‫كي ال أشمـ ِّ َ‬ ‫ت عاذالا بـشجونـي‬ ‫ففشلت في درء اللهيب بخافقي‬ ‫ودمو ُع عيني بالبكئ فضحوني‬ ‫ُ‬ ‫أسلمـت قيـدي لـلذي أحـبـبـتـه‬ ‫لـيـديـر لي أمري وكل شؤوني‬ ‫َ‬ ‫إن الـحيـا َة بـدونـه مـمـجـوجـة‬ ‫ووجوده نـغـم يـزيـل سكونـي‬

‫‪55‬‬


‫مجال انثي‬ ‫الشاعر‬ ‫د‪ .‬مراد بن علي‬ ‫الغيرة‪..‬‬ ‫رصاصة نائمة‬ ‫ال توقضيها ‪....‬‬ ‫فكلماتي تعجبك‬ ‫ف عتقيها‪..‬‬ ‫اعذريني‪........‬‬ ‫افهميني‪.......‬‬ ‫لو كانت غيرتك‬ ‫من انثي أتفهم‬ ‫لكن غيرتك‪....‬‬ ‫من ذكر ال أفهم‬ ‫سيدتي أحبك‬ ‫أال تفهم‪....‬‬ ‫سيدتي أعشقك‬ ‫أال تفهم‪....‬‬ ‫سيدتي اعشقه‬ ‫أعشق الشعر‬ ‫ف التفهم‪......‬‬

‫‪56‬‬


‫ختامه مسك‬ ‫األمم ال تبىن بالفتاوى واﻹستخارات‬ ‫حاتم الطائي‬ ‫نحن العرب وخاصة العراقيون علينا أن نعي حقيقة مفادها اننا نعيش في القرن الحادي والعشرين ‪ ...‬عصر االنترنيت‬ ‫والثورة املعلوماتية على كافة الصعد ‪ ...‬عصر الكوكل والفيس بوك والتويتر واليوتيوب والياهو وما الى ذلك وال ندري‬ ‫ما يخبأه لنا املستقبل القريب !‬ ‫قبل هذا العصر وخاصة بعد عهد الفترة املظلمة مرت االنسانية وال سيما الغرب بعصور شتى اهمها عهد التنوير‬ ‫وعهد الثورة الصناعية وعهد التكنلوجيا وعهد الفضاء وليس آخرها عهد املعلوماتية والشبكة العنكبوتية ومع كل هذا‬ ‫وذاك نحن ما زلنا نعيش عصر الفتاوى التي يصدرها املرجع الديني واملفتي ‪ ..‬فالن وعالن ‪...‬‬ ‫حتى وصل بنا األمر اننا اذا اردنا ان نتزوج او نعمل او نقدم على اية خطوة نقوم باالستخارة واالستخارة يجريها طبعا‬ ‫رجل الدين ‪ ...‬او نجريها باالستعانة بكتاب ضياء الصالحين او مفاتيح الجنان ‪.‬‬ ‫لكم ان تتصوروا شخصا يعيش في هذا القرن ويقوم باالستخارة في اشياء تخص حياته اليومية ‪ .‬ولو كان األمر مقتصرا‬ ‫على االفراد لهان علينا ولكنه تعدى هذه املرحلة ليشمل سياسة واستقالل وأمن واقتصاد شعب بكامله !‬ ‫يعني سيادة امة بكاملها تتعلق بفتوى جهادية يصدرها مرجع ديني او مفتي ما ‪ .‬اين اذن دور الحكومات واين دور‬ ‫الجيش واملؤسسة العسكرية واالستخبارات واين دور رجال االقتصاد واين دور مراكز البحوث واين دور الوزارات‬ ‫والوزراء املكلفين بادارتها وملاذا تم انشاء الجامعات ومن قبلها املدارس االبتدائية واملتوسطة واالعدادية والكليات‬ ‫واملعاهد ‪ ...‬اذا كنا ننتظر اشارة من رجل دين ايا كان اسمه او رسمه بالدفاع عن الوطن او بنائه او محاسبة املسيئين‬ ‫واملفسدين فيه فما حاجتنا اذن الى كل هذه املؤسسات الحكومية وموظفيها ؟‬ ‫في هذه الحال علينا ان نقوم باغالق املدارس واملؤسسات والوزارات وتسريح منتسبيها وموظفيها ألنهم باملختصر املفيد‬ ‫ال فائدة ترتجى منهم ما دمنا نعتمد على فتوى يصدرها رجل الدين او استخارة يجريها لنا رجل دين ‪.‬‬ ‫حتى وصل بنا األمر الى أن ينادي البعض بتبني خطبة الجمعة في كربالء واتخاذها ورقة عمل للحكومة والوزراء !‬ ‫الغرب والشرق متمثال باليابان والصين وصلوا الى ما وصلوا اليه ببناء مؤسسات ومراكز بحوث ومراكز تطوير وليس‬ ‫باالعتماد على فتاوى واستخارات ‪..‬‬ ‫في احدى اللقاءات التي جرت على الهواء وجمعت بين شخصية خليجية واخرى ايرانية قال الخليجي مستهزءا بااليراني‬ ‫اليس عندكم واتس آب وتويتر ؟ فرد عليه االيراني ‪ " :‬عندنا نووي ! "‬ ‫نريد دولة مؤسسات وليس دولة خزعبالت !‬ ‫وهذا األمر ال يقتصر على العراقيين فقط بل انه يتعداهم ليشمل العرب الذين ينتظرون بدورهم فتوى بالجهاد من‬ ‫االزهر او من مفتي اململكلة العربية السعودية لتحرير فلسطين والقدس !‬

‫‪57‬‬


Magazine Rose du baron Culturel Leterature Artestique

‫الوووو‬

tzozo000@gmail.com ‫البريد‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني‬

/https://magazineflowerbaron.wordpress.com ‫موقع الويب للمجلة‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.