مجلة زهرة البارون عدد 50

Page 1

‫عدد ‪50‬‬

‫‪50‬‬

‫‪2018‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫‪1‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫جملة زهرة البارون‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫رئيس التحرير‬

‫الموصل‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫سوريا‬

‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫المحررون‬ ‫هادية قصبة فرحات ‪/‬الجزائر‬

‫احمد محمد عيسى ‪ /‬مصر‬

‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬

‫شريف العرفاوي ‪/‬تونس‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬

‫عبد الرسول الكعبي ‪ /‬عراق‬ ‫‪2‬‬


‫عدد ‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫لوحة شرف‬ ‫وشهادة تقدير للمجلة‬ ‫مبناسبة صدور العدد رقم ‪50‬‬ ‫ُ‬ ‫أبارك جهود حبيبي وعزيزي البارون االخير االستاذ‬ ‫محمود صالح الدين رئيس تحرير مجلة (زهرة البارون‬ ‫) الذي رافقته عبر ال‪ 49‬عددا التي اصدرها من‬

‫زهرة البارون ‪..‬هي كالزهرة البيضاء وسط‬ ‫الخراب الذي يحيط بنا ‪..‬مجلة الكترونية سهلة‬ ‫الهضم لمن يحبون القراءة ‪..‬منوعة‬ ‫بموضوعاتها وافكارها ‪..‬ويشرفني اني من‬ ‫كتابها ‪..‬اما عن رئيس تحريرها المبدع محمود‬ ‫صالح الدين فهو بنفسه مؤسسة اعالمية كاملة‬ ‫بفضل جهوده في اخراج المجلة التي زادت‬ ‫جماال وتنوعا بعد انضمام عدد من المبدعين‬ ‫اليها مساهمين بتحريرها وصفحاتها ‪..‬‬

‫واالبداعية‬

‫الدكتور احمد جارهللا ياسين‬

‫مجلته الجميلة الحبيبة وكانت لي مساهماتي فيها‬ ‫اعتزازا به واعتزازا بدور هذه املجلة التي فتحت‬ ‫صفحاتها الكترونيا امام الكاتبات والكتاب من ابناء‬ ‫العراق والوطن العربي ‪ .‬وادعو الجميع ممن يجد‬ ‫القدرة على الكتابة من اعضاء كتاب االنترنت‬ ‫العراقيين ان يرفدوا املجلة بنتاجاتهم االدبية واملقالية‬ ‫األستاذ الدكتور إبراهيم العالف‬

‫‪3‬‬


‫عدد ‪50‬‬

‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪6..................................................................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫يوسف العاني‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪8................................................................................‬‬ ‫الواليات املتحدة االمريكية وحركات التغيير العربي ‪ /‬د‪ .‬فارس تركي ‪11........................‬‬ ‫العراق موطن فن املوسيقى ‪ /‬محمود الجبوري ‪18.......................................................‬‬ ‫االنتخابات ‪ /‬رسل ثامر الساعدي ‪20...............................................................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫حبك وجع ‪ /‬د‪ .‬احمد جار هللا ‪23.....................................................................................‬‬ ‫خرافات عراقية ‪ /‬حسام الطحان ‪25..............................................................................‬‬

‫شعر‬ ‫أقول للفقد ‪ /‬د‪ .‬عبد الستار البدراني ‪26........................................................................‬‬ ‫بيان بلغة الصمت ‪ /‬العيدي زروالي ‪28...........................................................................‬‬ ‫أهواك فهل أفلحت ‪ /‬علي محمد الفيلسوف ‪30............................................................‬‬ ‫وئدت فرحتي ‪ /‬عبد الستار الزهيري ‪31...........................................................................‬‬ ‫رسالة الى حاقدة ‪ /‬طارق فايز العجاوي ‪33.....................................................................‬‬ ‫كل سنة وانت الزورد ‪ /‬نرجس عمران ‪34........................................................................‬‬ ‫مساء الخير أيها االحتضار ‪ /‬شذى االقحوان املعلم ‪36..................................................‬‬ ‫الحياة الزائله ‪ /‬د‪ .‬مختار احمد هالل ‪38........................................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫طائر وحيد ‪ /‬أشرف بسيوني ‪40......................................................................................‬‬ ‫غربة البوح ‪ /‬علي الزيادي ‪41..........................................................................................‬‬ ‫أحبك حبا اكبر ‪ /‬عبدهللا العامري ‪43.............................................................................‬‬

‫عالم املرأة‬ ‫رسالة الى من احب ‪ /‬زهرة محمد ‪44...............................................................................‬‬

‫أقالم شابه‬ ‫انت ‪ /‬حسن العراقي ‪48..........................................................................................‬‬ ‫ماكرة ِ‬ ‫رجل ‪ /‬ليلى الشويلية ‪50...................................................................................................‬‬ ‫كلمات ‪ /‬هدى زهير املالكي ‪51...........................................................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫االنتخابات في العراق ‪ /‬قاسم الغراوي ‪52.......................................................................‬‬

‫‪5‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مقال افتتاحي‬

‫عدد ‪50‬‬

‫والية بطيخ‬ ‫حتت عنوان‬ ‫الكوميديا السوداء‬ ‫بقلم الشاعر البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫من العدم الى المجد هذا ما فعله مجموعة من الشباب بقيادة اإلعالمي المبدع‬ ‫(علي فاضل) استطاع من خالل مشاهد تم نشرها على موقع اليوتيوب صنع‬ ‫برنامج ناجح متميز في اصعب فنون اال وهي الكوميديا السوداء في طرح‬ ‫قضايا بشكل كوميدي ساخر وهناك مثل عراقي يقول ‪( ...‬هم يضحك وهم‬

‫‪6‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫يبكي ) فهؤالء الشباب اختاروا ان يجدوا طريقة النتقاد صور المجتمع‬ ‫بصورة تدخل السرور على قلب المشاهد وتنسيه لوقت هموم تلك القضايا‬ ‫التي يتناولها البرنامج من خالل ابتكار شخصيات تسمى في الفن كاركترات‬ ‫وهي شخصيات من وحي الخيال وهي تحاكي الواقع من خالل صور لها‬ ‫األثر الكبير على المواطن وهو عمل بطولي ال يقل عن أي شخص يحمل‬ ‫السالح للدفاع عن الوطن وهؤالء النخبة من الشباب اتخذت طريق الصعب‬ ‫في الدفاع عن الوطن وان ابكاء الناس اصعب من رسم االبتسامة على وجوه‬ ‫البشر وقد كانت هناك صور ليس فقط انتقاد سياسي ولكن انتقاد ظواهر‬ ‫اجتماعية وأعطى هذا البرنامج صبغه مميزة تفرد بها وهي ال يستطيع احد‬ ‫تقديم هذا النوع من البرامج وقد تكون هناك برامج مماثلة لهذا ولكن هي‬ ‫تختص في االنتقاد السياسي حصرا ولكن ان تضيف انتقاد صور في المجتمع‬ ‫هو عمل ابداعي يستحق اإلشادة وقد كان لمخرج البرنامج إضافات ناجحة‬ ‫ساهمت في خلق حالة من االبداع التي جعلت من البرنامج حالة استثنائية من‬ ‫االبداع وما معروف على مستوى البرامج التي من هذا النوع تخفق في بعض‬ ‫اإلضافات التي يتم تداولها في الفترة التي ما بعد النجاح ولكن هنا ترى شيء‬ ‫مغاير في التعامل في معالجة النصوص ما يتوافق مع الشخوص التي تقدم‬ ‫فكرة النص وتقديم اإليحاء المطلوب في قضية معينة وهذا ليس باألمر السهل‬ ‫كما يظن البعض وهنا يجب الثناء على تلك الجهود التي قدمة وما زالت تقدم‬ ‫النجاح بصورة رائعة ومن باب النقد البناء وهو ال يعرفه الكثير من الناس‬ ‫والمعروف في فكرة النقد اظهار العيوب ولكن هناك نقد من نوع اخر هو‬ ‫اإلشادة والثناء على نوعية االعمال الجيدة كان هذا المقال ‪,,,,,,,,,,,,,‬‬ ‫مالحظة ‪ /‬انني ال اعرف احد منهم‬ ‫وهللا ولي التوفيق‬

‫‪7‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫قراءات‬

‫عدد ‪50‬‬

‫حني كتب يوسف العاني تاريخ‬ ‫العراق مسرحيا‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس‬ ‫جامعة الموصل‬ ‫منذ ان كنا طالبا في جامعة بغداد‬ ‫اوائل الستينات كنا نرتاد فرقة‬ ‫المسرح الفني الحديث ولم يكن‬ ‫دخول المسرح سهال اذ كان البد ان‬ ‫نحجز مقاعدنا قبل فترة مناسبة‬ ‫وحسب اهمية المسرحية ‪.‬يوسف‬ ‫العاني كان بطل فرقة المسرح‬ ‫الفني الحديث وكان داينمو هذه‬ ‫الفرقة وقد شاهدت الكثير من‬ ‫المسرحيات التي قدمت من على‬ ‫هذا المسرح ومنها على سبيل‬ ‫المثال ‪ :‬الرجل الذي صار كلبا ‪,‬‬ ‫والبستوكة ‪,‬ورأس الشليلة ‪,‬‬ ‫والشريعة ‪ ,‬وآني امك ياشاكر ‪.‬‬

‫"الشريعة " ليست مسرحية‬ ‫تاريخية بالمعنى الضيق لهذه الكلمة‬ ‫ذلك النها رغم معالجتها الحداث‬ ‫وشخوص وقضايا تاريخية من‬ ‫تاريخ العراق في العهد الملكي‬ ‫المندثر ‪, 1958-1921‬فإنها‬ ‫تنسحب على كل االزمان وهذا هو‬ ‫سر اصالتها ‪.‬ان احداثها ابتدأت‬ ‫لكنها لم تنته ولن تنتهي اال اذا تحقق‬ ‫ذلك العالم السعيد الذي زج بسببه‬

‫في مسرحية "الشريعة " والتي‬ ‫قرأت عنها مرة مقاال في مجلة‬ ‫"الثقافة " البغدادية العدد السابع‬ ‫الصادر في آب سنة ‪ 1971‬كتبه‬ ‫االستاذ عبد الكاظم البياتي في تموز‬ ‫‪ 1971‬قال فيه ان مسرحية‬

‫‪8‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫ضد‬ ‫والمقاومة‬ ‫واالستبداد‬ ‫المستغلين والرجعيين المرتبطين‬ ‫باالستعمار وكان يجعل ابطاله‬ ‫يرددون القصائد الوطنية المثيرة‬ ‫للحماس ومنها مثال ترديد قصيدة‬ ‫"جرح الشهيد " لشاعر العرب‬ ‫االكبر محمد مهدي الجواهري‬ ‫‪.‬ومن هنا فمسرحيات يوسف العاني‬ ‫سياسية واجتماعية كتبت تاريخ‬ ‫نضال العراقيين ضد االستعمار‬ ‫والرجعية والظلم والجهل مسرحيا‬ ‫‪.‬وقدم ابطاله او بعضا من ابطاله‬ ‫ممثلين لشرائح المجتمع العراقي‬ ‫وفيهم االنسان الصادق واالنسان‬ ‫الكاذب واالنتهازي والمظلوم‬ ‫وعديم الغيرة وعديم المسؤولية‬ ‫والجاهل والمثقف السلبي والمثقف‬ ‫العضوي الذي يشعر بشعور اهله‬ ‫ويلتزم بقضاياه المصيرية ‪.‬‬

‫حسن المضمد ودعبول واالف‬ ‫غيرهما في السجون والمعتقالت "‬ ‫‪.‬‬ ‫حاول يوسف العاني من خالل هذه‬ ‫المسرحية ومسرحيات اخرى ان‬ ‫ينقل معاناة العراقيين من الفقر‬ ‫والجهل والمرض وابرز مقاومتهم‬ ‫لنظام الحكم السائد في العهد الملكي‬ ‫ونصرته للقضية الفلسطينية واراد‬ ‫من ذلك الان يسجل التاريخ بقدر ما‬ ‫كان يهدف الى استخدام التاريخ‬ ‫كوسيلة لشحذ الهمم وتنمية الوعي‬ ‫والتأكيد على ان اي شعب‬ ‫اليستطيع بناء حياة حرة مرفهة‬ ‫وكريمة اال عبر نضال ابنائه ‪.‬‬ ‫ومن الطريف ان يوسف العاني‬ ‫لكي يستطيع ان يحقق هدفه هذا كان‬ ‫اليتورع من ان يستخدم اسلوب‬ ‫السخرية من الواقع البقصد‬ ‫اضحاك الجمهور وانما لكي‬ ‫يجعلهم يسخرون ويستهزأون من‬ ‫تلك المجالس النيابية البائسة وطرق‬ ‫االنتخابات الشكلية وبذلك فإنه‬ ‫يعمل على فتح عيونهم ويستثير‬ ‫وعيهم لتقييم واقعهم المزري ‪.‬‬

‫كان عندما يقدم كل هذه النماذج‬ ‫فلكي يؤكد طبيعة الحياة وعظمة‬ ‫القيم االنسانية ويشدد على النموذج‬ ‫الذي يندمج بكل عواطفه واحاسيسه‬ ‫مع مجتمعه ‪..‬كان يريد ان يجعلنا‬ ‫نبتعد عن الدجل والشعوذة‬ ‫والخرافات ‪..‬كان يريد ان يدعو الى‬ ‫استخدام العقل والتفكير ‪.‬‬

‫ومما اكده يوسف العاني الدور‬ ‫الفاعل الذي ينبغي ان يقوم به‬ ‫المثقف والمناضل للتفاعل مع‬ ‫المجتمع ‪.‬كما لمح الى اثر االدب‬ ‫الملتزم في المعركة ضد الظلم‬

‫عمو حساني وسبع وشاحوذ‬ ‫ودعبول وعلي طابو ومال زهرة‬ ‫وفاضل وماهية وام فاضل وسعاد‬

‫‪9‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫ينبغي ان اليتوقف عن التفكير‬ ‫بالعالم وبالحياة والمجتمع وهذا ما‬ ‫جعل يوسف العاني ينهي مسرحيته‬ ‫بأن يفتح سؤاال البد من اجابته‬ ‫باالستناد الى الفكر التقدمي‬ ‫التنويري المتطور الذي يدعو‬ ‫االنسان الى الصبر وغذ السير من‬ ‫اجل تغيير المجتمع واقامة عالم‬ ‫جديد دعا اليها شاعرنا السياب‬ ‫عندما قال في "انشودة المطر " ان‬ ‫هذا العالم سيبنيه الجياع والعراق‬ ‫والمقهورين والعبيد والمستضعفين‬ ‫والمهمشين ‪:‬عام الغد الفتي واهب‬ ‫الحياة ‪.‬‬

‫وغيرهم من شخصيات مسرحية‬ ‫الشريعة استطاع يوسف العاني‬ ‫وقاسم محمد الذي اخرج المسرحية‬ ‫وابطال المسرحية الذين مثلوا‬ ‫االدوار ‪ :‬روميو يوسف وزينب‬ ‫وكريم عواد وصالح القصب‬ ‫وخليل الرفاعي وناهدة الرماح‬ ‫وعبد الجبار عباس وسامي عبد‬ ‫الحميد وسامي السراج ومجيد‬ ‫العزاوي ونادية وهبي كل اولئك‬ ‫العمالقة كانوا صادقين ‪:‬صادقين‬ ‫في حياتهم وصادقين وهم يؤدون‬ ‫ادوارهم على المسرح وصادقين‬ ‫في تقديم النموذج لالنسان الذي‬

‫‪10‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫وحركات التغيري العربي‬ ‫إشكالية الفهم وحتمية الصدام‬ ‫الفكري‬ ‫د‪ .‬فارس تركي محمود‬ ‫كان انتهاء الحرب العالمية الثانية ‪ ,‬وظهور الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫كقوة دولية عظمى ‪ ,‬ودخول العالم مرحلة القطبية الثنائية إيذانا ببدء حالة من‬ ‫الصراع والصدام الفكري ما بين المنظومة الفكرية الغربية بقيادة الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية من جهة ‪ ,‬والمنظومة الفكرية العربية المفتقدة للقيادة من‬ ‫جهة أخرى ‪ .‬وطوال خمسة أو ستة عقود حاول األمريكيون تطويع المنظومة‬ ‫الفكرية العربية ‪ ,‬أو إعادة تشكيلها بالشكل الذي يتماشى ويتناغم مع منظومتهم‬ ‫الفكرية وصوال إلى هدفهم االستراتيجي المتمثل بإحاللها ‪ -‬أي منظومتهم‬ ‫الفكرية ‪ -‬محل المنظومة الفكرية العربية ‪ .‬وقد استخدمت الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية عدة وسائل لتحقيق هذه الغاية أبرزها التواجد العسكري وإقامة‬ ‫القواعد في المنطقة العربية ‪ ,‬تعزيز الروابط االقتصادية وتقديم المساعدات‬ ‫‪ ,‬تشجيع ونشر وترويج المفاهيم الجوهرية للحضارة الغربية مثل الديمقراطية‬ ‫والليبرالية والحرية وحقوق اإلنسان وغيرها ‪ ,‬مداعبة المخيلة العربية‬ ‫وإغراءها بالحلم األمريكي وبأسلوب الحياة األمريكية ‪ ,‬البعثات والزماالت‬ ‫الدراسية وافتتاح الجامعات األمريكية في عدد من الدول العربية ‪ ,‬وغيرها‬ ‫من وسائل وأساليب لم تؤد إلى أية نتيجة تذكر بل على العكس من ذلك حيث‬ ‫وجدت الواليات المتحدة أنها كلما زادت جهودها من اجل إقناع المنطقة‬

‫‪11‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫العربية حكاما وشعوبا بفكرها ‪ ,‬كلما ازداد الرفض الشعبي لها ولفكرها وكلما‬ ‫ازدادت صورتها تشويها وقبحا في العقل الجمعي العربي ‪.‬‬

‫فالمساعدات االقتصادية أصبحت – وفقا للمنظور العربي ‪ -‬انتقاصا‬ ‫لالستقالل والسيادة ‪ ,‬ووجود القواعد العسكرية احتالال يجب مقاومته ‪,‬‬ ‫والتفاعل الثقافي والعلمي والتعليمي صار غزوا ثقافيا ‪ ,‬حتى وصل األمر إلى‬ ‫وصف الواليات المتحدة بالدولة الكافرة والمنحرفة ‪ ,‬عدوة العروبة واإلسالم‬ ‫‪ ,‬والشيطان األكبر ‪ .‬وفي أحسن الحاالت دولة امبريالية ‪ ,‬استعمارية ‪ ,‬متآمرة‬ ‫‪ .‬وأصبح المواطن العربي يرى األصابع األمريكية وراء كل مصيبة أو‬ ‫انتكاسة أو كارثة تحل به أو ببلده ‪ ,‬بل ال نبالغ إذا قلنا إن القضية تحولت إلى‬ ‫( ‪America Phobia‬‬ ‫حالة مرضية يمكن تسميتها بأمريكا فوبيا‬ ‫) ‪ .‬وهكذا وصلت الواليات المتحدة األمريكية إلى حالة من العجز وانعدام‬ ‫القدرة على الفعل والتأثير ‪ ,‬وأصبحت في وضع ال تحسد عليه فال هي تستطيع‬ ‫أن تترك المنطقة العربية وتغادرها ألهميتها اإلستراتيجية ‪ ,‬وال هي نجحت‬ ‫في اختراقها فكريا أو تحييدها على األقل ‪.‬‬ ‫وبقدر ما يمثل هذا الوضع مأزقا خطيرا للواليات المتحدة فهو كذلك مأزق‬ ‫أكثر خطورة للدول العربية التي لم تستطع أن تهضم المنظومة الفكرية‬ ‫األمريكية من جهة ‪ ,‬وعجزت ‪ -‬بسبب القصور الذاتي – عن مواجهة‬ ‫الواليات المتحدة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من جهة أخرى ‪ .‬ووفقا لهذا‬ ‫التوصيف لم يبق أمام المنظومتين الفكريتين سوى الصدام المباشر أو غير‬

‫‪12‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫المباشر والذي عبر عن نفسه من خالل مهاجمة واستهداف المصالح‬ ‫األمريكية في المنطقة ‪ ,‬والسعي إلى إزاحة األنظمة الموالية لواشنطن ‪,‬‬ ‫وظهور الحركات المتشددة ‪ .‬أما التعبير األكثر وضوحا واألشد تأثيرا لهذا‬ ‫الصدام فيتمثل بأحداث الحادي عشر من أيلول ‪ /‬سبتمبر ‪ 2001‬وما تالها‬ ‫من قيام الواليات المتحدة بغزو العراق واحتالله في خطوة كان يفترض أن‬ ‫يتبعها خطوات تؤدي في النهاية إلى تغيير المنطقة العربية بشكل نهائي والى‬ ‫األبد ‪ ,‬أي القضاء على منظومتها الفكرية بالقوة واستبدالها بالمنظومة الفكرية‬ ‫األمريكية ‪ .‬وقد كان اليأس وإدراك استحالة أمركة المنطقة العربية سلميا من‬ ‫أهم األسباب التي دفعت اإلدارة األمريكية لتبني هذا الخيار الغير منطقي‬ ‫والذي باء بالفشل في النهاية ‪.‬‬ ‫وعندما تصل األمور إلى هذا الحد من التعقيد والعداء المزمن ‪ ,‬وسوء فهم‬ ‫اآلخر ‪ ,‬وظهور الصدام وكأنه خيار ال مفر منه ‪ ,‬فال بد أن نسال عن السبب‬ ‫‪ .‬وفي الحقيقة يكمن السبب في االختالف الكبير والتناقض الصارخ في الرؤى‬ ‫واألفكار بين الجانبين أي اختالف المنظومة الفكرية ‪ .‬وهناك عدد من‬ ‫األسباب والعوامل التي أوصلت هاتين المنظومتين إلى هذه الدرجة من‬ ‫الخالف الجذري وجعلتهما تقفان دائما على حافة الصدام أهمها ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬التاريخ ‪ :‬يعد التاريخ من أهم العوامل في تكوين المنظومة الفكرية ألية‬ ‫امة أو شعب من الشعوب ‪ ,‬فهو المسؤول األول عن إرساء الثوابت‬ ‫والمسلمات التي يكون من المستحيل تقريبا زحزحتها أو تغييرها ‪ ,‬وهو‬ ‫المسؤول أيضا عن تكوين العقل الجمعي ‪ ,‬والعادات والتقاليد والصواب‬ ‫والخطأ ‪ .‬ولو تتبعنا التاريخ العربي لوجدنا انه قد أنتج منظومة شغل الدين‬ ‫فيها حيزا ايجابيا كبيرا ‪ .‬حيث أن العرب تاريخيا لم يتمكنوا من تأسيس وإقامة‬ ‫حضارة عالمية وإمبراطورية مترامية األطراف إال في ظل راية الدين‬ ‫اإلسالمي ابتداء بعهد الرسول محمد ( ص ) وانتهاء بالقضاء على الخالفة‬ ‫العثمانية في بداية القرن العشرين ‪ .‬حيث دخل العرب بعدها في حالة من‬ ‫الضعف والتشرذم ما زالت مستمرة حتى اآلن ‪ .‬لذلك أصبح الدين اإلسالمي‬ ‫باعتباره دين ودنيا شرطا أساسيا ومسبقا ألية نهضة لهذه األمة ‪ ,‬وتحول هذا‬ ‫الفهم إلى مسلمة ثابتة ومستقرة في العقل الجمعي العربي تعززها وتغذيها‬ ‫التجربة التاريخية ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫وبالمقابل فقد احتل الدين ‪ -‬كمنتج للحضارة ‪ -‬حيزا سلبيا في المنظومة الفكرية‬ ‫الغربية ‪ ,‬فالحضارة الغربية لم تبنى على أساس ديني ولم ترتبط بالدين‬ ‫المسيحي ‪ ,‬بل على العكس فان النهوض الحضاري للغرب لم يبدأ إال بعد‬ ‫فصل الدين عن الدولة ‪ ,‬وتبني العلمانية والمنهج العقلي المادي البحت كفلسفة‬ ‫وإطار للحياة بكل تفاصيلها ‪ .‬وقد تطور هذا النهج واخذ أكثر صوره تشددا‬ ‫في الواليات المتحدة األمريكية ‪ ,‬وأصبح احد ثوابت ومسلمات العقل الجمعي‬ ‫الغربي معزز بالتجربة التاريخية والتجربة المعاشة على السواء ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬اختالف المفاهيم ‪ :‬ومما ال شك فيه أن هذا االختالف في النظرة إلى‬ ‫الدين ترتبت عليه اختالفات كثيرة أخرى مثل مفهوم الحريات وكونها مقيدة‬ ‫أو مطلقة ‪ ,‬وحقوق اإلنسان وأين حدودها ‪ ,‬والحرية الفكرية وماذا تعني ‪,‬‬ ‫وشكل النظام السياسي واالقتصادي واالجتماعي ‪ ,‬وما هو المقدس وغير‬ ‫المقدس وغيرها من اختالفات تؤدي في النهاية إلى إنتاج مجتمعين مختلفين‬ ‫بالكامل ومهيئين للتصادم عند أول احتكاك ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الفكر ( المطلق ) ‪ :‬الفكر المطلق او المنظومة الفكرية التي ترتكز‬ ‫على المطلق هي تلك المنظومة التي تعتقد بعصمتها من الخطأ ‪ ,‬وإن أفكارها‬ ‫ورؤاها هي الصواب والخير المطلق ‪ ,‬وبناء على ذلك وكتحصيل حاصل‬ ‫ستكون أفكار اآلخرين هي الخطأ المطلق ‪ .‬والمنظومة الفكرية العربية الدينية‬ ‫هي منظومة تستند في فلسفتها إلى المطلق باعتبار مصدرها الهي ال يمكن أن‬ ‫يخطئ أو يعتريه النقص فهو الحق المطلق والصواب المطلق ‪ .‬وكذلك‬ ‫المنظومة الفكرية الغربية التي آمنت بالفلسفة المادية والمنهج العقلي واعتبرته‬ ‫شيئا قريبا من المطلق في صحته ‪ ,‬وبأنه ال يخطئ البتة ‪ .‬والصدام هو النتيجة‬ ‫الطبيعية عند التقاء منظومتين فكريتين مختلفتين تماما وتعتقد كل واحدة منها‬ ‫بصوابيتها المطلقة ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬العالمية ‪ :‬إن المنظومة الفكرية العربية ببعدها الديني ترى أن رسالتها‬ ‫رسالة عالمية وإن من واجبها أن تعمل على نشر مفاهيمها ورؤاها التي تستند‬ ‫إلى الدين اإلسالمي باعتباره دين تبشيري جاء للناس كافة ‪ ,‬وإن نشره في‬ ‫كافة أصقاع العالم هو واجب على كل مسلم ‪ .‬وبالمقابل فان المنظومة الفكرية‬ ‫الغربية تعتبر أن العالم كله مجاال لها وانه تقع على عاتقها مهمة تمدين شعوب‬ ‫األرض ونشر الحضارة بينها سواء تحت ذريعة ما يسمى بعبء الرجل‬ ‫األبيض في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ‪ ,‬ونشر الديمقراطية‬

‫‪14‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫والحرية وحقوق اإلنسان والعولمة في نهاية القرن العشرين ‪ .‬ومن الطبيعي‬ ‫أن تكون فرصة الصدام كبيرة بين منظومتين فكريتين تريان في التوسع‬ ‫واالنتشار مبدأ أساسي من مبادئهما ‪.‬‬ ‫في ظل هذه اإلشكالية الكبرى وهذا الكم من الخالف واالختالف حدثت‬ ‫وتفجرت حركات التغيير العربية أو ما يعرف بثورات الربيع العربي ‪ ,‬التي‬ ‫فاجأت الجميع بضمنهم الواليات المتحدة األمريكية ‪ .‬وفي الحقيقة أن هذه‬ ‫التحركات الشعبية بحد ذاتها هي تعبير صارخ عن العجز األمريكي في‬ ‫المنطقة ‪ ,‬وعن فشل اإلستراتيجية التي تبنتها واشنطن وطبقتها خالل العقود‬ ‫الماضية والتي لم تفشل في تحقيق هدفها النهائي والمتمثل بتغيير المنطقة‬ ‫فكريا وسياسيا واقتصاديا بالشكل الذي يتالئم مع منظومة الفكر األمريكي‬ ‫فحسب ‪ ,‬بل عجزت حتى عن أن تحافظ على حد أدنى من الهيكلية السياسية‬ ‫واالقتصادية – األنظمة السابقة ‪ -‬تستطيع أن تتعامل معها وان تستخدمها‬ ‫كأدوات لتحقيق ذلك الهدف ‪ ,‬حيث قضت حركات التغيير على ما تبقى من‬ ‫هذه الهيكلية المتهرئة والمتداعية أصال لتجد الواليات المتحدة األمريكية نفسها‬ ‫في النهاية غير قادرة على الفعل والتأثير في منطقة مهمة جدا لمصالحها‬ ‫الحيوية ‪ .‬ولتجد أنها ال تستطيع سوى أن تلعب دور المراقب لألحداث‬ ‫وتطوراتها ‪ ,‬وان تحاول أن تخمن إلى أين ستؤدي تلك األحداث وما الذي‬ ‫سينتج عنها ‪.‬‬ ‫ومهما كان شكل الواقع الجديد الذي ستفرزه حركات التغيير العربية فانه‬ ‫سيشكل تحديا كبيرا ومأزقا خطيرا للواليات المتحدة األمريكية والمنطقة‬ ‫العربية على السواء ‪ .‬فمما ال جدال فيه أن حركات التغيير تلك ستؤدي إلى‬ ‫نتيجتين ال ثالث لهما ‪ :‬األولى هي إنتاج حكومات منتخبة وإقامة دول مستقرة‬ ‫وديمقراطية وهو أمر مستبعد وفقا للواقع الذي نعيشه ونشاهده يوميا ‪ .‬والثانية‬ ‫هي حالة االضطراب والفوضى ‪ ,‬وغياب الدولة الفاعلة ‪ ,‬وربما تقسيم‬ ‫األوطان ‪ ,‬واالنجرار إلى حروب أهلية وهذه النتيجة تبدو اقرب إلى التحقق‬ ‫أو هي بدأت تتحقق بالفعل ‪ .‬وعلى أية حال فإذا ما تحققت النتيجة األولى وتم‬ ‫إقامة دول ديمقراطية وحكومات منتخبة فان هذه الحكومات ستكون ملزمة‬ ‫بالتعبير عن المنظومة الفكرية للشعب الذي انتخبها وستكون شرعيتها وبقائها‬ ‫في السلطة رهنا بذلك ‪ .‬وبما أن هذه المنظومة الفكرية العربية هي في حالة‬ ‫صدام مع المنظومة الفكرية األمريكية لألسباب التي ذكرناها آنفا ‪ ,‬فان‬

‫‪15‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫الحكومات المنتخبة ستجازف بالصدام مع الواليات المتحدة سياسيا واقتصاديا‬ ‫وعسكريا إذا ما عبرت عن المنظومة الفكرية لناخبيها ‪ ,‬وستجازف أكثر إذا‬ ‫استسلمت أو تناغمت أو تفاعلت ايجابيا مع المنظومة الفكرية األمريكية الن‬ ‫الشعب حينها لن يكون من الصعب عليه إسقاطها وإزاحتها من السلطة سواء‬ ‫عن طريق صناديق االقتراع أو بواسطة المظاهرات والثورات والتحركات‬ ‫الشعبية ‪.‬‬ ‫كما إن هذه الحكومات ملزمة وملتزمة إلى جانب ذلك بتحقيق الحرية‬ ‫والعدالة والعيش الكريم وتحسين األحوال االقتصادية ‪ ,‬وهذه المطالب –‬ ‫وبخاصة االقتصادية منها ‪ -‬ال يمكن تحقيقها بدون أن يكون هناك حد أدنى‬ ‫من التعاون والتفاهم مع الواليات المتحدة األمريكية ومع الغرب بصورة عامة‬ ‫‪ .‬الن عملية اإلصالح االقتصادي والتنمية المستدامة تتطلب من الدول النامية‬ ‫أن تصبح جزء من المنظومة االقتصادية العالمية المسيطر عليها والموجهة‬ ‫تماما من قبل منظومة الفكر الغربي ‪ ,‬ودخول المنظومة االقتصادية العالمية‬ ‫يعني قبول المنظومة الفكرية التي تديرها وسيكون ذلك على حساب المنظومة‬ ‫الفكرية العربية وهذا ما ال تغفره الجماهير التي تريد إصالحا اقتصاديا وعيشا‬ ‫كريما بدون المساس بثوابت منظومتها الفكرية ‪ .‬وهذا ما ال تستطيعه األنظمة‬ ‫المنتخبة مما يؤدي بالتالي إلى دخولها في مرحلة من االضطرابات قد تؤدي‬ ‫في النهاية إلى تفكك الدولة وانهيارها ‪.‬‬ ‫أما إذا تحققت النتيجة الثانية وتمخضت حركات التغيير العربية عن حالة‬ ‫من الفوضى واالضطرابات والصراعات ‪ ,‬والحروب األهلية ‪ ,‬وتالشي‬ ‫مفهوم الدولة فان هذا يعني انعدام قدرة الواليات المتحدة عن أي فعل أو تأثير‬ ‫في المنطقة بالشكل الذي يخدم هدفها النهائي ألنه سيتحتم عليها التعامل مع‬ ‫جموع بشرية ‪ ,‬تيارات متصارعة ومتضاربة ‪ ,‬حركات ثورية وعلى األغلب‬ ‫متشددة ‪ ,‬وفوضى اقتصادية وسياسية ‪ .‬وهذا أسوأ كابوس يمكن أن تتخيله‬ ‫واشنطن ألنه ال يوفر بل ويلغي أية أرضية يمكن البناء عليها أو التخطيط‬ ‫وفقا لمعطياتها ‪ ,‬ويترك األمور كلها مفتوحة على كل االحتماالت ‪ .‬وكما أن‬ ‫هذه النتيجة تمثل كابوسا بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية فأنها كذلك تمثل‬ ‫كابوسا بالنسبة للمنطقة العربية ‪ ,‬حيث أن انعدام قدرة واشنطن على الفعل‬ ‫االيجابي في المنطقة ال يعني أنها لن تتدخل فيها ‪ ,‬أو أنها ستصبر وستنتظر‬ ‫طويال لحين استقرارها هذا إذا استقرت ‪ .‬فأهمية المنطقة اإلستراتيجية وحجم‬

‫‪16‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫المصالح األمريكية فيها سيجعل هذا الخيار مستحيال ‪ ,‬وسيدفع الواليات‬ ‫المتحدة ومن خلفها النظام العالمي بقضه وقضيضه إلى التدخل فيها بل قد‬ ‫تصل األمور إلى حد فرض نوع من الوصايا عليها ‪ ,‬وبخاصة إذا ما تعرضت‬ ‫المصالح الحيوية ‪ -‬مثل النفط وطرق ووسائط نقله ‪ ,‬والممرات المائية المهمة‬ ‫– للخطر ‪ ,‬أو إذا ما تم تهديد األمن والسلم اإلقليمي والعالمي ‪ .‬ومثل هذا‬ ‫التدخل وفي ظل وجود استعداد فكري للصدام سيكون شرارة البداية لسلسلة‬ ‫من األحداث ال يعلم أال هللا مداها ‪ ,‬وما الذي سينتج عنها ‪ ,‬وإلى أين ستصل‬ ‫بنا ‪.‬‬ ‫إذا فان المنطقة العربية حكاما وشعوبا تمر في ظل حركات التغيير بمأزق‬ ‫خطير فيما يخص عالقتها بالواليات المتحدة األمريكية ‪ ,‬وكل المعطيات‬ ‫والمؤشرات تؤكد بان القادم أسوأ ‪.‬‬ ‫فالواليات المتحدة وبحكم المصالح ستبقى في المنطقة العربية ‪ -‬شاءت أم أبت‬ ‫‪ ,‬شئنا أم أبينا ‪ -‬لفترة زمنية طويلة وسيضطر كال الطرفين لالحتكاك باآلخر‬ ‫‪ ,‬وفي ظل وجود خالفات جذرية في الرؤى واألفكار ‪ ,‬وحالة الفوضى‬ ‫واالنفالت وغياب المؤسسات الحاكمة في المنطقة العربية فان مثل هذا‬ ‫االحتكاك لن يكون مأمون العواقب وقد يؤدي إلى نتائج كارثية ‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من صعوبة ‪ -‬وربما استحالة – إيجاد مخرج امن لهذا المأزق إال انه يمكن‬ ‫التقليل من حجم األضرار من خالل العمل على إرساء أسس دول شبه مستقرة‬ ‫‪ ,‬والشروع ولو بحد أدنى من اإلصالحات السياسية واالقتصادية ‪ ,‬ومحاولة‬ ‫االستثمار في المناطق اآلمنة التي ال تصدم منظومتنا الفكرية من جهة وال‬ ‫تستفز المجتمع الدولي من جهة أخرى ‪ ,‬واالبتعاد قليال عن حالة الهوس‬ ‫الثوري المتحكمة حاليا بالشارع العربي ‪ ,‬وبذل الجهود من اجل إفهام اآلخر‬ ‫طبيعة المجتمعات العربية ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫ألعراق موطن فن أملوسيقى‬ ‫بقلم ألباحث محمود محمد سهيل ألجبوري‬ ‫ألعراق ـ بابل‬

‫تأريخ ألعراق حافل بالفنون ومنها فن ألموسيقى منذ زمن قديم ‪,‬فأول قيثارة‬ ‫عرفت بالتاريخ كانت عراقية من سومر تعود للملكة (شبعاد)قبل أربعة آالف‬ ‫سنة في جنوب ألعراق ‪ ,‬وأشهر موسيقي عراقي هو إسحاق ألموصلي (‪772‬ـ‬ ‫‪ 850‬م) ألذي عاش في ألعصر ألعباسي ‪ ,‬كان أعلم رجال زمانه بالغناء ألقديم‬ ‫وأكثرهم إطالعا عليه ‪ ,‬تولى ألدفاع عن ألغناء ألقديم وتجريح ألجديد ‪ ,‬ألف‬ ‫في فن ألموسيقى (ألنغم وأأليقاع)و(أغاني معبد) ‪,‬ولد في بغداد وتوفي فيها ‪,‬‬ ‫نعاه ألخليفة ألعباسي قائال(ذهب صدر عظيم من جمال ألملك و زينته و‬ ‫بهائه)‪ ,‬أما تلميذه ( علي بن نافع أبو ألحسن) ألملقب ب(زرياب) ‪ ,‬نابغة‬ ‫ألموسيقى في زمنه ‪ ,‬حسن ألصوت‪ ,‬ترك بغداد لشدة ألمنافسة بينه وبين‬

‫‪18‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫أستاذه (إسحاق ألموصلي) ‪ ,‬غادر وطنه ألعراق سنة ‪ 820‬م وأقام في قرطبة‬ ‫و بها إخترع مضراب ألعود من قوادم ألنسر ‪ ,‬وأضاف ألوتر ألخامس إلى‬ ‫ألعود ‪,‬وأعطى ألكثير للموسيقى أألندلسية ‪ ,‬بقي ألعراق منبع للموسيقى‬ ‫وألموسيقيين حتى في ألعصر ألحديث فذلك مال عثمان ألموصلي (‪ 1854‬ـ‬ ‫‪ )1923‬رائد ألنهضة ألعربية ألموسيقية و أستاذ فن ألموشح في ألعراق و‬ ‫ألوطن ألعربي ‪ ,‬أصدر مجلة ألمعارف ‪ ,‬قام بالتدريس في إسطنبول و قونية‬ ‫‪ ,‬سافر إلى مصر عام ‪1895‬م وبقي خمس سنوات وتعرف على ألفنان (عبد‬ ‫ألحمولي) ألذي أخذ منه فن ألموشحات ومزجها باألدوار ألمصرية ‪,‬أدخل إلى‬ ‫مصرنغمة ألحجاز ‪ ,‬أخذ عنه ألمال كامل ألخلعي (‪1871‬ـ ‪ 1937‬م) وهو‬ ‫ملحن و مؤلف موسيقي ‪ ,‬تتلمذ على يديه ألفنانين ألمصريين (زكريا أحمد)‬ ‫و(سيد درويش) ألذي أعده ألمعلم أألول في بنائه ألموسيقي ‪ ,‬من ألحان‬ ‫ألموسيقار(مال عثمان ألموصلي) هي (فوك ألنخل) و(ربيتك زغيرون‬ ‫حسن)و(ياخشوف إلعلى ألمجرية) و(خي لوصي ألمارمايقبل وصية )‬ ‫و( طلعت يا محلى نورها شمس ألشموسة ) و( زوروني كل سنة مرة) ‪ ,‬من‬ ‫أحفاده في ألموصل هو ألفنان ألموسيقار (جميل جرجيس) ‪ ,‬للمال عثمان‬ ‫تمثال في ألموصل لم يسلم من أعداء ألموسيقى وألفن إذ فجروه عام ‪2015‬م‬ ‫‪ ,‬من رواد ألموسيقى في ألعراق في ألعصر ألحديث ألموسيقار (منير بشير)‬ ‫مؤسس معهد ألدراسات ألموسيقية عام ‪ 1970‬و أخوه ألموسيقار (جميل بشير‬ ‫) و ألموسيقار (سالم حسين) ألملقب (أمير ألقانون ألعراقي) وألملحن (محمد‬ ‫جواد أموري) ألذي لحن ‪ 500‬أغنية ‪,‬باألضافة إلى أألرث ألموسيقي‬ ‫لالخوين (صالح ألكويتي )و (داود ألكويتي ) أللذين أضافا للموسيقى ألعراقية‬ ‫ألشيء ألكثير ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫االنتخابات‪ ......‬قبح املسؤولني‬ ‫و جشعهم يدفعهم إلطالق‬ ‫الوعود الكاذبة للحصول على‬ ‫صوت املواطن‬ ‫رسل ثامر الساعدي‬ ‫االنتخابات على االبواب‬ ‫والساسة بدأوا يطلقون العديد من الوعود بعضها يستطيعون تنفيذها والبعض‬ ‫اآلخر ال يستطيعون‬ ‫يحاولون بهذه الوعود كسب المواطن الذي انهكه التعب والحرمان في بلد‬ ‫مملوء بكل أنواع الثروات‬ ‫عراق النفط والموانئ والنخيل والثروة السمكية والزئبق والمعادن اي شئ‬ ‫ممكن ان يخطر على بال الفرد موجود بالعراق‬ ‫رغم ذلك المواطنين يعيشون من الحرمان بسبب استالم ذوي المصالح‬ ‫الشخصية للكراسي الرئاسية والمناصب المهمة بالدولة‬ ‫وبالتالي فهم يحققون مصالحهم ومصالح من لهم مصالح معهم على حساب‬ ‫الشعب‬ ‫أكثر من خمسه عشر سنه منذ سقوط النظام السابق والحال من سيئ إلى اسوء‬ ‫‪ ,‬المواطن يعاني األمرين‬ ‫بطالة عالية والكثير من الخريجين‬ ‫الجود لنظام تنسيق معتمد يستطيع تيسير األمور‬

‫‪20‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫ووضع االشخاص المناسبين في مكانهم الذي يستحقون‬ ‫فشل بالتعليم واضح والجميع يعلم نسبه النجاح عاليه وبالتالي نسبه الخريجين‬ ‫عالية‬ ‫في المقابل ال يوجد درجات وظيفية‬ ‫فيطر الخريج للعمل بالشركات االهلية طبعا ان توفر العمل‬ ‫او يعمل بعمل بسيط ال يمد لدراسته بشيء وبالتالي يعاني من خيبه امل فنخسر‬ ‫فرد فعال بالمجتمع‬ ‫العراق يعاني من اشخاص يسببون للبناءة االنهيار البطيء بسبب عدم قيادتهم‬ ‫الصحيحة للدولة‬ ‫االن االنتخابات على االبواب ستجد الجميع يعمل الجميع يتكلم الجميع يتوعد‬ ‫من أجل الصوت‬ ‫ال من أجل المواطن من أجل الكرسي ال من اجل الوطن‬ ‫جربناهم سابقا ورأينا مدى مصداقية وعودهم‬ ‫جميع الساسة بقرب االنتخابات يبدأ إحساسهم بالعمل ويبدأون بتوزيع كسوه‬ ‫الشتاء‬ ‫ومالبس للمحتاجين وااليتام ومبالغ ماليه لهذا وذاك وتعيينات للبعض‬ ‫ألم يسأل المواطن نفسه لما يفعلون ذلك اآلن‬ ‫اين كانوا عن األيتام والمحتاجين والخريجين من قبل‬ ‫هل كانت أعينهم مصابه بالعمى وشفيت اآلن‬ ‫أمر جدا مؤسف أننا شعب ال يتعظ نعلم من يسرقنا ومن يكذب علينا ونسكت‬ ‫تغرينا مايتصدقوا علينا به في وقت أنتخاباتهم فننتخبهم‬ ‫ثم بعد ذلك نعود لنصبح على مافعلنا من النادمين‬ ‫كم مؤلم أن ترى بلدك يتمزق ومن يمزقه أبناءه العاقين‬ ‫اين أنتم يامن تحبون والدكم دافعوا عنه مااستطعتم‬

‫‪21‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫ال تجعلوا الطمع والخوف وتلك التناقضات التي يتعمدون خلقها بداخلكم‬ ‫ليسهل عليهم اخترقكم وتشتيتكم تمنعكم من إنقاذ والدكم ياوطني انت والدي‬ ‫وأهلي‬ ‫ياوطن تعاون أقرب الناس إليك على ذبحك‬ ‫اعتقد أن نفس السيناريو سيعاد هذه المرة أيضا‬ ‫سنعيد انتخاب نفس الوجوه كأننا ال نملك عقل او لربما ال نملك خيار‬ ‫صراحة ال اعلم لم البعض ال يملكون خيار‬ ‫ان لم نغير نحن من سيغير‬ ‫ان بقينا ساكتين عن الظلم سيحصل لنا أكثر وأكثر مما نتصور‬ ‫قال تعالى‬ ‫لن يغير هللا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‬ ‫صدق هللا العلي العظيم‬ ‫لذا اتمنى ان يحدث شئ مختلف اتمنى ان يصحى من نام فكره وضميره‬ ‫نحن الجيل القادم يجب أن ننهض بواقع المجتمع ونحافظ على بلدنا من‬ ‫الضياع‬ ‫ونحمي اموالنا من سلب الحقوق و السرقة‬ ‫نحن المثقفين امل الباقين وقدوتهم يحب أن نحث على التغير‬ ‫طرد الفاسدين‬ ‫و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب‬

‫‪22‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫أدب ساخر‬

‫عدد ‪50‬‬

‫حبك وجع‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫لعل من االفضل لي التوقف عن الحديث عن سيرة املواطن صالح سعيد ال بومة الن‬ ‫شبحه االدبي بدا يطاردني ويزجني في مواقف محرجة جدا ‪..‬كما ان مالزمتي االدبية‬ ‫املتخيلة لوجوده االفتراض ي املنحوس جعلته يتمثل لي في كل ما امر به من تجارب‬ ‫الحياة اليومية‪ ..‬قبل ايام اللصوص لم يعجبهم من بيت ابي سوى لوحاتي ‪..‬اما اليوم‬ ‫فقد وصلت الكلية واغلقت بثقة ابواب السيارة ونوافذها من دون اطفاء محركها‬ ‫ومذيع االخبار من داخلها يسرد كوارث البالد‪..‬ونسيت املفتاح بداخلها ‪ ( ..‬تخيلت‬ ‫صورة صالح سعيد ال بومة وهو يضحك علي من اعماقه في هذا املوقف الصعب‬ ‫الذي اوقعتني االقدار فيه ) ‪ ..‬علما ان لدي مراقبة امتحانية بعد نصف ساعة…‬

‫‪23‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫ولم اتذكر املفتاح اال بعد خروجي من السيارة واثق الخطوة امش ي ملكا ‪..‬وقفت حائرا‬ ‫مثل اي مواطن صالح للعطب ‪..‬اذ اليوجد حل سوى جلب املفتاح االحتياطي من‬ ‫البيت ‪..‬وبما ان الجامعة تخلو من سيارات التاكس ي فانني وقفت بانتظار ابن حالل‬ ‫عابر يوصلني في االقل الى البوابة الخارجية ومن هناك اركب التاكس ي ‪ ..‬وبما ان‬ ‫الجميع منشغل بالوصول الى كليته وليس بالخروج منها كما هو الحال مع ( بطران )‬ ‫مثلي ‪..‬فانني لم اجد اية سيارة ‪..‬بينما كانت سيارتي بجانبي تنفث الدخان مسرورة‬ ‫بغيابي ‪..‬‬ ‫وفي اللحظة املناسبة ارسلت لي السماء ابن الحالل اخي وصديقي د‪ .‬علي محمد‬ ‫العبيدي وكأنه ( املنقذ من الظالل ) في تلك اللحظة التاريخية‪..‬الذي رآني ( مسطوال‬ ‫‪..‬مشتوال ‪..‬محطم الخطوات ) على قارعة الطريق ‪..‬شرحت له االمر بايجاز فاصر بكرمه‬ ‫املعهود على مساعدتي رغم ارتباطه بالدوام ‪ ..‬وانطلق بي مشكورا من الجامعة الى‬ ‫البيت مباشرة ‪..‬جلبت املفتاح االحتياطي ‪..‬وعدنا بسرعة غرندايزر الى الجامعة‪..‬‬ ‫فتحت باب سيارتي ‪....‬كانت نشرة االخبار في مذياع السيارة قد انتهت واليسا تغني‬ ‫( حبك وجع ) ‪..‬وبالتاكيد لم تكن اليساتعني حبي انا ‪....‬اوصديقي د‪ .‬علي محمد‬ ‫العبيدي ‪..‬وانما ‪..‬تعني حب صالح سعيد ال بومة ‪ . .‬الذي تسببت صداقته بكوارث‬ ‫هائلة‪ .. .‬لي ‪ ..‬ولألمة ‪..‬ول اليسا ‪..‬‬

‫‪24‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫خرافات عراقية‬ ‫حسام الطحان‬

‫الحسد من الصفات املنبوذة عند االنسان وقد نهى الشرع الحكيم عن الحسد ونزلت‬ ‫ايات تبين ذلك ‪.‬‬ ‫ويتعامل العراقيون بطريقة حذرة مع الحسد النهم يؤمنون بوجوده ‪ ،‬لذلك يتخذون‬ ‫مجموعة من االجراءات للوقاية من هذه االفة التي تمحو الخير والبركة ‪ ،‬ومن هذه‬ ‫االجراءات تعليق ( نعال عتيك او سبع عيون ) فوق باب البيت ‪ ،‬او تعليق تميمة على‬ ‫صدر الطفل وكأنه ( يوزرسيف ) ‪.‬‬ ‫ولبعض االشخاص قابلية عظيمة في الحسد الى درجة انه ملجرد ان ينظر الى ش ئ تحل‬ ‫الكارثة في ذلك الش ئ في غضون لحظات ‪.‬‬ ‫لي صديق من هذا النوع ‪ ،‬فعينه ال تخطئ ابدا ‪ ،‬واذكر انه كان جالسا معي في املحل‬ ‫ذات يوم ‪ ،‬فتوقف الباص لصعود الركاب ‪ ،‬فقال صديقي ‪ ( :‬شوف هذا الباص‬ ‫خليت عيني عليه ) ‪ ،‬وما ان اكمل حديثه حتى انفجر اطار الباص ‪ ،‬فنزل الركاب‬ ‫وذهب كل في طريقه بعد ان استعادوا االجرة من السائق ‪ ،‬فقلت لصديقي ( يستر‬ ‫على خالتك امش ي من يمي بعدني شاب وما شفت ش يء من حياتي ) ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫شعر‬

‫عدد ‪50‬‬

‫أقول للفقد‪ .‬أنت متيمتي‬ ‫فليأتي الغبار‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫في‪,...‬‬ ‫حي ماريان‪,...‬‬ ‫نزلت ‪...‬؟!‬ ‫علقت‪,..‬‬ ‫مواعيدي كلها ‪,...‬‬ ‫وانتظرت ‪!...‬؟‪,‬‬ ‫أن تمري ‪,..‬‬ ‫أتمرين‪,...‬‬ ‫بماريان وتنسين ‪,...‬‬ ‫نبضي ‪,...‬‬

‫كفك ‪,...‬‬

‫تنسين‪,...‬‬

‫أصابعك ‪,...‬‬

‫أني هنا‪!...‬؟‪,‬‬

‫ثغرك المعبق ‪,...‬‬

‫أقلّب روحي ‪,...‬‬

‫بالريحان ‪,...‬‬

‫علها تلمس ‪,...‬‬

‫في‪,...‬‬

‫شيئا منك ‪,...‬‬

‫حي ماريان ‪,...‬‬

‫ثوبك ‪,...‬‬

‫مرت النساء ‪,...‬‬

‫شعرك ‪,...‬‬

‫سراعا ‪,...‬‬

‫‪26‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫اال أنت ‪,...‬‬

‫وغائب عنه ‪,...‬‬

‫ما زلت‪,...‬‬

‫منذهل بذاكرتي ‪,...‬‬

‫في حضن ‪,...‬‬

‫حلمي ‪,...‬‬

‫الغياب ‪,...‬‬

‫حيث طيفك ‪,...‬‬

‫تهشين‪,...‬‬

‫يناغي وحدتي ‪,...‬‬

‫على غيمة ‪,...‬‬

‫ال أريد‪,...‬‬

‫عابرة ‪,...‬‬

‫أن أصحو ‪,...‬‬

‫غير‪,..‬‬

‫على صوت‪,...‬‬

‫أني مازلت ‪,...‬‬

‫الباعة ‪,...‬‬

‫عند جدار‪,...‬‬

‫كي ال ‪,...‬‬

‫بحي ماريان ‪,...‬‬

‫تغيبي‪,...‬‬

‫أنتظر ‪,...‬‬

‫مرة أخرى ‪,...‬‬

‫طلة منك ‪...‬؟‪,‬‬

‫فأعود فراغا ‪,...‬‬

‫وأحتضر ‪!!..‬؟‬

‫وعماء ‪!!...‬؟‬

‫هنا‪,...‬‬ ‫وجعي ‪,...‬‬ ‫فكأن الرؤى ‪,...‬‬ ‫تمضي بي ‪,...‬‬ ‫الى الالزمان ‪...‬؟!‪,‬‬ ‫والمكان هنا ‪...‬؟‪,‬‬ ‫موجع ‪..‬؛‬ ‫لست فيه ‪,...‬‬ ‫وأنا فيه ‪,...‬‬

‫‪27‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫بيان بلغة الصمت‬ ‫العيدي زروالي‬ ‫المغرب الدار البيضاء‬ ‫عكاز حزني‬ ‫كلما لمست حرفك‬ ‫تركت ضحكتي وانسحبت‬ ‫أزور نجوم الليل‬ ‫باحثا عن رغيف‬ ‫مبلل بالدمع‬ ‫باحثا عن حقيبة سفر‬ ‫تنتظر تأشيرة المغادرة‬ ‫جئتكم بنار قوتي‬ ‫على أبواب قالعك أنهزم‬ ‫جئتكم بصقيع ضعفي‬

‫بأقواس الورد‬

‫الجنائز العشق أنتقم‬

‫بقبضة نعناع‬

‫جئتكم عاريا‬

‫بقماش أبيض‬

‫كسدر الصحاري‬

‫مضمغ بالحناء‬

‫أحمل أشواكي‬

‫هذا قلبي ريحانة ترتجف‬

‫ونبض الخوف في جسدي‬

‫شعلة أنت باألسى تعتصر‬

‫أحمل نعشي وأمشي‬

‫هبي لي قلبك‬

‫من يعتليه ويحضنني‬

‫وال تموتي‬

‫‪28‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫كم انت مثقلة سنابلي‬

‫من وراء حجاب‬

‫حبات قمحك تصطف‬

‫أشكو قهري‬

‫كجيش يحارب سنان المناجل‬

‫لعلكم تفهمون قصدي‬

‫جلجل صوتك ببياني‬ ‫ال توقعه بالصمت‬ ‫على وتر الحرف‬ ‫يشدو نعم الوجع‬ ‫جئتكم أسأل زادا‬

‫‪29‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫أهواك فهل أفلحت‬ ‫على محمد ( الفيلسوف )‬ ‫تالقت األعين فسرحت‬ ‫بعيدا باألشواق سبحت‬ ‫أيقنت الحب بقربك‬ ‫لكنى أبدا ما ُبحت‬ ‫سنوات دونك مرت‬ ‫حزن وظالم َبحت‬ ‫تغمرنى مشاعر شتى‬ ‫أهواك فهل أفلحت ؟‬ ‫ِ‬ ‫بجوارك زاد حنينى‬

‫يا قلبى ونبض حياتى‬

‫ولألفضل قــد أصبحت‬

‫ولدربك مــا تزحزحت‬

‫أتمنى بقائك قربى‬

‫سأكون مليك حياتك‬

‫اآلن وق ــد أوضحت‬

‫بغرامى لك أفصحت‬

‫عشقك قد زلزل قلبى‬ ‫وسواك أن ــا ما أرتحت‬ ‫ِ‬

‫‪30‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫وئدت فرحتي‬ ‫عبدالستار الزهيري ‪ -‬العراق‬ ‫سمائي ضجت بغيوم‬ ‫سوداء‬ ‫حجبت ضياء الشمس‬ ‫أنين األنوار تداخلت‬ ‫ضجيج الرعد مأل األكوان‬ ‫أنا ال زلت على طريق‬ ‫الغربة وحيد‬ ‫عند واحة األلم‬ ‫ترتجف فرائصي‬ ‫أستمع لصراخ وحدتي‬

‫قررت بناء خيمة‬

‫ناداني صوت مشعوذة‬

‫عرسي‬

‫عند بئر قديم‬

‫وأن أتيك ألقيم فرحتي‬

‫يعج بضحايا العشق‬

‫وأقبر أالمي ولوعتي‬

‫ال شيء سوى األنين‬

‫لكنها في لحظة جنون‬

‫إياك أن تتركيني‬

‫غرست خنجرا مسموما‬

‫أنا ال زلت صغيرا‬

‫في فؤادي‬ ‫وئدت فرحتي‬ ‫شاخت أمنيتي‬ ‫وكأني على مشارف‬

‫‪31‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫قبري‬

‫أنزل زينة األفراح‬

‫فجعت في مشهدي‬

‫وعلق شاهد موتي‬

‫أبلغت راعي حفلتي‬

‫قتلتني بدم بارد‬

‫أوقف نصب خيمة‬

‫أموت وعيني‬

‫عرسي‬

‫تناظر صورتك‬

‫العروسة شلت فرحتي‬

‫تأمل أن تكوني‬

‫أنا أتضور من لدغة‬

‫أخر رؤيتي‬

‫أفعتي‬ ‫سمها أجتاح أوردي‬

‫‪32‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫رسالة ‪ . .‬اىل حاقدة‬ ‫طارق فايز العجاوي‬ ‫األردن‬

‫يا حاقدة موتي بغيضك واسمعي‬ ‫إن غنيت هالدنيا ترى ترقص معي‬ ‫ان القباحه‬

‫والدمامه‬

‫ذاتها‬

‫من حقدك المعروف ما عندك وعي‬ ‫أنت دميمة ‪ ,‬الكل بعرف منبتك‬ ‫شعلة غباء ‪ ,‬والناس منها عرفتك‬ ‫لو كانت الغيدات مثلك بالدني‬ ‫الضاد ثارت وبالقوافي سبتك‬

‫‪33‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫كل سنة وأنت الزورد‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫اليوم كغير ‪....‬‬ ‫تماما كباقي األيام‬ ‫َ‬ ‫ف ْقد ‪ .....‬بلغ من العمر سنة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وأحسه قد شاخ في عمري أنا‬ ‫من نمنمات األمل‬ ‫نسجت حلمي‬ ‫وسبكت أبياتا من خامة املنى‬ ‫لعل القدر يزهر ‪...‬‬ ‫ببعض وعودي برعما من رضا‬ ‫لكن بعض األيام تجني ‪...‬‬ ‫على اإلنتظار بحجة القضاء‬

‫َّأيا عمر كيف أمض ي ؟‬

‫أو املكتوب‬

‫باقي ما تبقى‬

‫أو بشر وال حول وال قوة‬

‫دون ‪....‬إهتداء‬

‫لها نستكين طوعا‬

‫كيف أستجدي َلق ّدي‬

‫ومالنا في الشك من شركاء‬

‫ثوبا ُ‬ ‫بح ّلية من كبرياء ؟‬

‫‪34‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫هل في الصمت‬

‫على مفارق أفقي‬

‫أجد ملقاس ي‬

‫أخلع قناع املرجان‬

‫كل خيوط العطاء ؟‬

‫أنت لي املخمل الوثير‬

‫و كيف يلبس وجودي‬

‫وقد فارقني دفء الثوان‬

‫هذا الضيق في رداء ؟‬ ‫َ َ‬ ‫واملالمح ما ف ِتئت ْ‬

‫اإل في خيالي أنت أنس‬ ‫َ‬ ‫الن ْ‬ ‫عابق ما عبق في َ‬ ‫س ‪...‬ن َفس‬ ‫ف‬ ‫ِ‬

‫أصدق من بوح النبالء‬

‫مالي وأنت كلن على نعش‬

‫إشراقة مع طالع من ِرياء‬

‫مقامه ُبعد‬

‫غبار ال يكثم غيظ الحنق‬

‫وكفنه ‪....‬صعيع ودخان‬

‫في حلق البقاء‬

‫مابال العمر ال يفض ي‬

‫أي استنكار ال يجدي‬ ‫وأنا املشدودة بوثاق من‬

‫إلى ش يء من رقصة البنيان‬ ‫ُ‬ ‫قرأته وعليه أمض ي‬ ‫َ‬ ‫ف ْقد األجساد‬

‫من يقين‬

‫ال يبتلي األرواح بأي ُبعد‬

‫من وازع خلق‬ ‫ُي َقلم َّفي كل َم ّد‬

‫فكل سنة‬

‫نقاء‬

‫وأنت الالزورد‬

‫صوب جنون الصهيل‬ ‫ليستكين جزر الغيظ‬ ‫في وداعة السلسبيل‬ ‫وأعود ‪...‬‬

‫‪35‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫مساء اخلري أيها االحتضار‬ ‫شذى االقحوان‬ ‫سورية‬ ‫ما الذي جرى‬ ‫حتى باتت األحالم‬ ‫ترتدي ثوب الليل‬ ‫األسود‬ ‫حلم يدعو يقظة‬ ‫ويقظة تدعو حلما‬ ‫ّ‬ ‫بجناحي‬ ‫أسافر‬ ‫إلى الالمكان‬ ‫و أي مكان ‪..‬‬

‫املراقبة‬

‫وأنا الصياد‬

‫وأياد تجبل األرصفة‬

‫ممزقة شباكه‬

‫باألشواك ‪...‬‬

‫تائه في بحر العيون‬

‫ها أنذا أدعو الليل‬ ‫الصمت والحنين‬ ‫على وليمة‬ ‫أعد فيها‬

‫‪36‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫أطباق عجزي‬

‫لنشرب نخبك‬

‫أصرخ‬

‫أيها الحزن‬

‫دون صوت‬

‫فالصمت انتصار‬

‫أساهر نجوم الخيبة‬

‫حين يعلن العقل‬

‫أحادثها‬

‫حتف القرار‬

‫مساء الخير أيها االحتضار‬ ‫من يدلني ‪..‬‬ ‫كيف أخلص من املتاهة‬ ‫كل بيوت اليقين‬ ‫من رمال‬

‫‪37‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫احلياه الزائله‬ ‫شعر د مختار أحمد هالل‬ ‫ضيفا أتيت إلى الحياة وسرت ضمن القافله‬ ‫أفهمت أسباب الوجود وهل حسبت المسأله‬ ‫وعرفت أنك قد أتيت لغاية ومحصله‬ ‫إما خلود في النعيم‪ .‬أو الجحيم المشعله‬ ‫وجميع أفعال العباد‪ .‬على العباد مسجله‬ ‫لم تأتها عبثا ولكن‪ .‬قد أتيت لمعضله‬ ‫حرب تدور بقسوة ومعارك متواصله‬ ‫ما بين شيطان مريد قد أعد حبائله‬ ‫باهلل أقسم أن يضل عباده إن أمهله‬ ‫فن الغواية والفساد‪ .‬يجيده ما أسهله‬ ‫من عهد آدم ضالع‪ ' .‬فى فجره كم زاوله‬ ‫يلقى بروعك ما يشاء‪ .‬من األمانى الباطله‬ ‫ستعيش عمرا حافال حتى تقارب أرذله‬ ‫عشها كما شئت الحياة‪ .‬نعيمها ما أجمله‬ ‫من قبل نومك فى القبور‪ .‬رقادها ما أطوله‬ ‫يغريك باألمل الكذو‪ .‬ب‪ .‬بتوبه متقبله‬ ‫إن لم تكن عند الشبا‪ .‬ب ففى السنين المقبله‬ ‫وبكل أنواع الخدا‪ .‬ع يزينن محافله‬ ‫فإذا غفلت فإنه‪ .‬يلقى عليك حبائله‬

‫‪38‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫وإذا ذكرت فإنه‪ .‬بالذكر تكسر معوله‬ ‫شهوات نفسك بابه‪ .‬نحو الشرور القاتله‪.‬‬ ‫النفس والدنيا هما للمرء لب المشكله‬ ‫أأخذت حذرك منهما‪ .‬وحسمت تلك المسأله‬ ‫وزمام نفسك قد ملكت فتأمنن الغائله‬ ‫أو أنت قد أعددت زا‪ .‬دا‪ .‬للطريق وراحله‬ ‫والفعل قد أخلصته‪ .‬هلل حتى يقبله‬ ‫أو أنت جهزت السفينه‪ .‬الجتياز المرحله‬ ‫فأخذتها بالباقيا‪ .‬ت الصالحات محمله‬ ‫وجعلت تقوى هللا ذخرا‪ .‬للحياه المقبله‬ ‫أم انت ضمن التائهين‪..‬من الحشود الهائله‬ ‫السائرين بال هدى‪ .‬و المؤثرين العاجله‬ ‫كل الحشود مصيرها فوق الرقاب محمله‬

‫‪39‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫طائر وحيد‬ ‫أشرف بسيونى‬ ‫كطائر وحيد‪..‬‬ ‫فى موسم التزاوج‬ ‫كنت أحتاج إليك‬ ‫ورحلت أبحث عنك‬ ‫طفت بين البالد‬ ‫علوت قمم الجبال‬ ‫عبرت كل البحار‬ ‫سرت مع األنهار‬

‫وكل ذلك فيك أنت‬

‫لعلى ألتقى بك‬

‫كنت ألقاك ‪..‬‬

‫قابلت ساحرة الحسن‬

‫فى الطريق إليهن‬

‫حدثت جميلة الصوت‬

‫كنت أراك بيني وبينهن‬

‫ناقشت بليغة الحرف‬

‫وما رضيت بأقل منك‬

‫جادلت صاحبة الرأى‬

‫وألنك لغيري‬ ‫سافرت وابتعدت‬ ‫ومن أجلك عدت‬ ‫ألعلن في صمت‬ ‫بأني فشلت‪..‬‬ ‫ولكنى حاولت‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫غربة البوح‬ ‫علي الزيادي‬ ‫أقول لك قلبي ‪...‬‬

‫عاشق أنا ‪...‬‬

‫أبك كما تشاء ‪...‬‬

‫وحبها لباقيات سنين عمري ‪...‬‬

‫ودع دموعك ‪...‬‬

‫غاية وسلواها ‪...‬‬

‫على الخد مجراها ‪...‬‬

‫هو قدري ‪...‬‬

‫من يهوى التسلق ‪...‬‬

‫رجوعي بين يديك يؤنسني ‪...‬‬

‫وجب أن ينس مسراها ‪...‬‬

‫وعطر حبي لحبك يحدثني ‪...‬‬

‫ياجاهالا ‪...‬‬

‫أنت دون سواك ‪...‬‬

‫كما باقي الرجال ‪...‬‬

‫للروح فحواها ‪...‬‬

‫حواء بحر عميق ‪...‬‬

‫أضمد بهواك جرحي ‪...‬‬

‫كيف تحلم برضاها ‪...‬‬

‫وألملم أشالء قلبي ‪...‬‬

‫دع سيل دمعك ‪...‬‬

‫عله يطاوعني ‪...‬‬

‫يواسي نبضات قلبك ‪...‬‬

‫عيش دون هواها ‪...‬‬

‫فالحب ‪...‬‬

‫فترفرف جوزائي ‪...‬‬

‫لها قد أعطيته ‪...‬‬

‫تملؤها أشجاني ‪...‬‬

‫دون سواها ‪...‬‬

‫وأشواقها تواكبني ‪...‬‬

‫وال ندما ‪...‬‬

‫فيضج مضجعي شاكيا ‪...‬‬

‫تَعود قلبي حبها ‪...‬‬

‫وأعود بلهفة ‪...‬‬

‫وإن كان هالكي ‪...‬‬

‫أبحث عن ذكراها ‪...‬‬

‫رسم بين عينيها ‪...‬‬

‫بأشواق تغازل جوانحي ‪...‬‬

‫‪41‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫وتمأل كأسي ‪...‬‬

‫وحسبك ها هنا ‪...‬‬

‫أرتشفها بشغف ‪...‬‬

‫فالروح إن عشقت ‪...‬‬

‫علها تواسي غربتي ‪...‬‬

‫هتك وقارها ‪...‬‬

‫في وطني ياوطني ‪...‬‬

‫فال تكوني ‪...‬‬

‫من للروح غيرك نجواها ‪...‬‬

‫بذنب عشقي مستبدة ‪...‬‬

‫إذ َكبلت قلبي بحبها ‪...‬‬

‫وأنت للروح من أغواها ‪.‬‬

‫ومزقت أحشائي بهجرها ‪...‬‬ ‫وكلي لكلها رغبة بلقاها ‪...‬‬ ‫قفي عاشقتي ‪...‬‬

‫‪42‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫احبك حبا اكرب‬ ‫عبد هللا العامري‬ ‫قولي احبك‪.‬‬

‫البل اصغر‪.‬‬

‫قوليها عشر مرات واكثر‬

‫هو هذا الحب الطاهر‪.‬‬

‫اني احبك حبا اكبر‬

‫في شغاف القلب يتمحور‪.‬‬

‫احبك في طول الدنيا‬

‫فاتنتي خذيني اليك‪....‬‬

‫منذ والدتي وحتى المعشر‪.‬‬

‫ال اقوى على صبر حتى اصبر‬

‫قوليها بلسانك احلى‪.‬‬

‫تعالي تحت الغيمات‪..‬‬

‫ودعي قلبك يتفطر‪.‬‬

‫نغازلها كي تمطر‪..‬‬

‫اطارحك شوقا بين االنفاس‬

‫ونقسم ان حبنا من‬

‫يتكسر‪.‬‬

‫قطرات الغيث اطهر‪.‬‬

‫وفي حناجري يصرخ‪.....‬‬

‫حب ال يتبخر‪.‬‬

‫وينزف حنانا حتى االبهر‪.‬‬

‫انه في اعماق الذات‪.‬‬

‫قوليها سيدتي‪.‬‬

‫يصفو ال يتكدر‪.‬‬

‫فلقد تذوقت حالوتها بين‬

‫اقسم عشر مرات واكثر‬

‫شفتيك سكر‪.‬‬

‫ان حبنا اصبح حكاية‪....‬‬

‫احبك حبا اكبر‪.‬‬

‫ما كان قيس في ليلى‪.....‬‬

‫ما جئت لهذه الدنيا عبثا‪.‬‬

‫كأنا فيك‪.‬‬

‫انا منذور لعينيك‪.....‬‬

‫وال مثلي على موقد لهب‬

‫وقيدك بمعصمي يتاطر‪.‬‬

‫يسعر‪..‬‬

‫أيا من اهواها وانا في المهد‪.‬‬

‫احبك حبا اكبر‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عالم املرأة‬

‫عدد ‪50‬‬

‫رسالة اىل من احب‬ ‫انت قدري وحبيبي وكل ما‬ ‫املك وانت الرجل الذي دخل‬ ‫حياتي دون استدان واحببتك‬ ‫بكل صدق وانت سيد الرجال‬ ‫يف حياتي وانا احب بك كل‬ ‫شيء وانت حبيبي‬

‫زهرة حممد‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫أزياء‬

‫‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫حسين حمه‬ ‫‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫لوحة وفنان‬

‫الفنان سعد نجم‬

‫‪47‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫أقالم شابه‬

‫عدد ‪50‬‬

‫ماكرة انت‬ ‫حسن العراقي‬ ‫في يوما من االيام دق قلبي دقتان اولهما لكي اعيش وثانينا ألني احببت!‬ ‫لم يطرق ع باب قلبي من سنين احد او لتصحيح لم افتح الحد‬ ‫في يوم دق ع باب قلبي احداهم وكانت الصدفة اني فتحت بال سؤال من الطارق!؟‬ ‫فتحت رايت تلك التي تخيلتها من سنين امامي‬ ‫صغيرة قصيرة ماكرة تحمل كل صفات الحب الذي اتمناه‬ ‫شعرت بخوف من سنين لم اشعر به وقلت في داخلي اين قوتك يا انا‬ ‫ضعفت امامها حاولت ان انحي اليها ولكن عندما انحنيت وحضنتها وهي واقفة‬ ‫اذهلتني لقطة انا عندما كنت منحني اليها وحضنتها وصلت وهي وواقفة الى صدري‬ ‫النها قصيرة وجميلة بحجمها وقلبها كما تخيلت يا حلوتي‬ ‫ال اخفي في داخلي ضحكة كبيرة ولكن سعادتي طغت ع ضحكتي‬ ‫وبدات اضحك من شدة السعادة‬ ‫ولكن عندما افلتت من صدري بانت انها مجروحة ليس من عذاب الحب‬ ‫ال ال من عذاب الحياة ال اخفي عنكم هي مجروحة ولكن تحمل في قلبها حب ال‬ ‫يفهمها‬ ‫غيرها نضرة الى عينها تحمل صفتان اولهما ضحكة طفلة وثانيهما لغز لم افتحه لهذا‬ ‫يومي‬ ‫ولكن اشعر بسعادة شديدة وقوي عندما اتكلم معها‬

‫‪48‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫لدرجة اني لم افكر ان افتح هذا الغز‬ ‫افكركم اني احببتها بجنون‬ ‫اتعتقدون اني افقدها بعد ما رأيت من جمال هذه العيون‬ ‫اخبرها بش يء‬ ‫ال تتجرئي ووتتركيني الن من بعدي الطوفان‬ ‫وال اعتقد ان احد يهرب من الطوفاني‬ ‫الن في داخلي زرعهوا هللا بي‬ ‫فال تتركيني الني اتعذب واموت بعدها‬ ‫وقبل ان اموت اخاف عليكي من رمال قبري‬ ‫لنها سوف تعاتبكي عتاب عاشق قتلتيه بيدك‬ ‫ال تكوني ماكرة معي النني ليس قميص يوسف يا ماكرة‪....‬‬

‫‪49‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫رجل‬ ‫ليلى الشويلية‬ ‫كرجل‬ ‫عليه إال يبكي‬ ‫من قال ذلك‬ ‫قل لي من قال ذلك‬ ‫كرجل‬ ‫عليه أن ال يظهر ضعفة‬ ‫في متاهات الحياة‬ ‫كرجل‬

‫عليه أن ال يظهر دموعة‬ ‫في اوجاع الدنيا‬ ‫كرجل‬

‫عليه ان ال ينحني‬ ‫بسبب تعاسة القدر‬ ‫**‬

‫‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫كلمات‬ ‫هدى زهير املالكي‬

‫كانت تعنف‬ ‫كانت تعنف من قبل والديها‬ ‫كانت الكبرى لم تطلب سوى‬ ‫االحترام والتقدير والحب من‬ ‫والدها ولم تجد سوى الذل‬ ‫واالهانة والضرب‬ ‫لم تريد سوى االهتمام والخوف عليها من امها‬ ‫والكن !!كانت تعطيها كفوف ع خديها الناعمتين كانت تأذيها بكل معنى االلم‬ ‫وال كنها كانت تحبهم‬ ‫حتى جاء اليوم الذي رحلت فيه عن هذا العالم‬ ‫ماتت تلك الزهرة الذابلة‪....‬‬

‫‪51‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫مسك الختام‬ ‫االنتخابات يف العراق‬ ‫احالم دافئة يف اجواء باردة‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫الزالت العملية السياسية في العراق عرجاء وبعيدة عن القيم الديمقراطية ومبادئ‬ ‫الحرية املعمول بها في االنظمة الديمقراطية ولم تتغير افكار الساسة منذ اربعة عشر‬ ‫عامآ‪.‬‬ ‫يبدو ان املشهد ضبابي مع اقتراب موعد االنتخابات والتحالفات فيه هشة لكونها‬ ‫تشكلت على عجالة لذا لم تصمد طويال وان امتدت سينفرط عقدها بعد النتائج‬ ‫واثناء تشكيل الحكومة بالغالبية السياسية‪.‬‬ ‫النظام االنتخابي الذي اليتماش ى مع خيارات وطموحات الشعب واالصطفافات‬ ‫الطائفية للقوائم من خالل التحالفات وخيبة امل الشعب من سلطة االحزاب الدينية‬ ‫مع قصور واضح من البرملان في اقرار القوانين وتاخير قانون االنتخابات وامليزانية جعل‬ ‫اجواء الشعب باردة رغم سخونة احالم السياسيين‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫ان كثرة االحزاب املشاركة في االنتخابات والدستور املفخخ بفقرات تحتاح الى تشريع‬ ‫واملتغير الستراتيجي في املنطقة يؤثر بشكل او باخر في تكوين التحالفات والحكومة‬ ‫لفقدان الهوية الوطنية للسياسيين وتاثرهم بدول الجوار‪.‬‬ ‫الزالت عملية القفز من جرف الخر للكتل التي تحاول ان تاتلف مع بعضها ففي‬ ‫الصباح شكال وفي املساء تغيرا في املواقف وحتى االخبار تضاربت وفقدت مصداقيتها‬ ‫اثر هذه التحوالت والتغيرات وظلت بعض الكتل لم تحسم امرها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من نشاط حكومة العبادي في دحر اإلرهاب وإعادة العالقات مع الدول‬ ‫املجاورة وموقفه الصلب من قضية استفتاء كردستان ووقوف دول اإلقليم واملجتمع‬ ‫الدولي معه وهذا ما سيعزز من تفوقه انتخابيآ نوع ما اال انه كان هدفا سهال ملرمى‬ ‫السيد مقتدى الصدر حينما اتهم أئتالف العبادي بالطائفي لتحالف العامري والحشد‬ ‫معه في الوقت الذي صرح فيه زعيم التيار الصدري في وقت سابق بأنه سيرشح‬ ‫العبادي لوالية ثانية‪ ،‬وقد حزم السيد مقتدى الصدر تحالفه بكتلة سائرون مع‬ ‫التكنوقراط والتيار املدني والحزب الشيوعي‪.‬‬ ‫اما تداعيات االستفتاء في كردستان فقد اثرت على وحدة الصف الكردي وامست‬ ‫القوى الكرديه خيمة بال عمود بعد ان تشتت جمعها فحركة التغيير والديموقراطية‬ ‫والعدالة والجماعة االسالمية يطمحون ان يكون عمقهم االستراتيجي في بغداد كرقم‬ ‫للفوز في مقاعد البرملان العراقي وفي انتخابات االقليم لتشكيل حكومة كردستان كابرز‬ ‫منافس مع الحزبين الحاكمين‪ ،‬اما الحزبين الكرديين االتحاد والديمقراطي لم يحسما‬ ‫امرهما نهائيآ ‪ ،‬وتحالفت القوى السنية مع بعضها كمثيالتها من القوائم الشيعية‬ ‫مؤكدة صبغتها الطائفية‪.‬‬ ‫ومن املتوقع ان تكون والدة الحكومة صعبة جدا وتمر بمخاض عسير وستولد حتما‬ ‫بعد جرعة من الشراكة ‪ ،‬والتوافق ‪ ،‬واملحاصصة ‪ ،‬وسيكون الضحية هو الشعب‬ ‫النه اختار ان يكون الضحية بانتخابه ثلة من الفاسدين‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪50‬‬

‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني ‪tzozo000@gmail.com‬‬ ‫‪54‬‬

‫موقع الويب للمجلة ‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.