مجلة زهرة البارون عدد 45

Page 1

‫‪45‬‬

‫‪2017‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫البارون‬ ‫األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬

‫‪1‬‬

‫عدد ‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫هيئة تحرير‬ ‫مجلة‬ ‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫مستشار المجلة‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫المحررون‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫احمد محمد عيسى‬

‫الموصل‬

‫مصر‬ ‫هادية قصبة فرحات‬ ‫الجزائر‬ ‫شريف العرفاوي‬ ‫تونس‬ ‫رواء خلف السوداني‬ ‫العراق‬ ‫رسل الساعدي‬ ‫العراق‬

‫‪2‬‬


‫عدد ‪45‬‬

‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..................................................................................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫التاريخ بين االدب والعلم ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7.............................................................‬‬ ‫جائزة االبداع العربي ‪ /‬فتحي عيادة ‪9..............................................................................‬‬ ‫غياب العقل الشمولي ‪ /‬د‪ .‬فارس تركي محمود ‪11.........................................................‬‬ ‫العراق اول عاصمة اتخذتها الخالفة العباسية‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪15.........‬‬ ‫مجلة زهرة البارون ‪ /‬رواء خلف السوداني ‪20..............................................................‬‬ ‫تاريخ الصحافة العربية ‪ /‬عبد الرسول الكعبي ‪22........................................................‬‬ ‫الشاعر حمزه فيصل ‪ /‬عمر صالح ‪23............................................................................‬‬ ‫املتنبي شاعر وشارع ثقافي ‪ /‬محمود الجبوري ‪28..........................................................‬‬ ‫عراق بال داعش ‪ /‬رسل ثامر الساعدي ‪30....................................................................‬‬ ‫أدب ساخر‬ ‫حلم ال بومة ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪32...................................................................‬‬ ‫املهم نشترك ‪ /‬حسام الطحان ‪33.................................................................................‬‬ ‫شعر‬ ‫انا ‪ /‬د‪ .‬هشام عبد الكريم ‪34........................................................................................‬‬ ‫القدس ‪ /‬محمود الدرويش ‪36......................................................................................‬‬ ‫باقة عشق ‪ /‬طارق فايز العجاوي ‪38............................................................................‬‬ ‫الرجوع الى االمام ‪ /‬أسامة البدري ‪39..........................................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫نرجسيات ‪ /‬نرجس عمران ‪40.......................................................................................‬‬ ‫من نافذة القطار ‪ /‬رضا سعد ‪41..................................................................................‬‬ ‫تعالي وانثري حبك ‪ /‬ماجد محمد طالل السوداني ‪42................................................‬‬ ‫قصة قصيرة‬ ‫للقدس ‪ /‬محمد علي عاشور ‪44..................................................................................‬‬

‫عالم املراه ‪ /‬زهرة محمد ‪46.........................................................................................‬‬ ‫أقالم شابه‬ ‫تساقطت االحاسيس ‪ /‬شيماء شاكر ‪51......................................................................‬‬ ‫حب الوطن ‪ /‬ذو الفقار عبد الحسين ‪52.....................................................................‬‬ ‫هاتفي القديم ‪ /‬الهانية علي ‪54.....................................................................................‬‬ ‫رسالة عاشق مجهول ‪ /‬عباس محمد ‪55......................................................................‬‬ ‫اكتب ألجلها ‪/‬سالم ماض ي ‪57........................................................................................‬‬ ‫أطفال األرصفة ‪ /‬غدير محمد ‪58.................................................................................‬‬

‫مسك الختام ‪ /‬حاتم الطلياني ‪59.................................................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مقال افتتاحي‬

‫عدد ‪45‬‬

‫المالكي مختار العصر‬ ‫تحت عنوان‬ ‫مختار المخاتير‬ ‫بقلم الشاعر البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫سينا من سونيا ما عد تفرق ‪ .‬كلمة سمعتها في احد األفالم العربية وهي تعني‬ ‫عندما يتساوى الحق والباطل ‪ ،‬وموضوعنا هو المالكي مختار العصر كم‬ ‫يردد اصحبوا وذكرتني قصة المالكي بفلم قديم للفنانة الرائعة فيروز اسمو‬ ‫( بياع الخواتم ) وقصة الفلم تدور حول مختار يتفق مع اللصوص في سرقة‬ ‫القرية التي هو مختار عليه ويأتي في الصباح ليصرخ ويقول ابحثوا عن‬ ‫هؤالء اللصوص وهنا يكون المثل الذي يقول حاميها حرامية القضية ليست‬ ‫محض الصدفة فالشخصيات الفنية واالعمال فيها قد تتنبأ في هو من المجتمع‬ ‫بعيد عن أي صفات محددة لهذا المجتمع ‪ .‬ويردد البعض ان هذا الرجل من‬ ‫العظماء في التاريخ العراقي المعاصر وبصراحة اشترك في هذا الراي‬

‫‪5‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫مستشهد بان صاحب الفشل أيضا له بصمة في التاريخ فما من رئيس في‬ ‫التاريخ العالم يعطي نصف الدولة خسائر وبعد حين يطالب من الشعب‬ ‫تصحيح ما صنع هو وكان االمر عادي أضاع شيء ال قيمة له وسوف يرد‬ ‫بدون خسائر ولم يتوقف عند هذا فقط انما ذهب يجند الشارع لعودته بكل‬ ‫وقاحه ويأخذ الحسين سالم هللا عليه قناع لفشل الذي يختبئ خلف المظلومية‬ ‫وكأن قاتل الحسين حي يرزق وهذا يدل على الغباء الفكري الديني وانا اجزم‬ ‫ان الرجل لو كان موجود أيام الحسين لكان من وآللئك الذي تخلوا عن االمام‬ ‫ال جدال في هذا والغريب في االمر ان التيار الديني يبحث عن ذرائع لكسب‬ ‫ت لها ما كسب ْ‬ ‫السلطة وتنسى قول هللا (تِ ْلك أُ َّمة ق ْد خل ْ‬ ‫ت ول ُكم َّما كس ْبتُ ْم وال‬ ‫تُسْألُون ع َّما كانُوا يعْملُون (‪ )134‬صدق هللا العظيم ‪ .‬حيث ذهب الرجل الى‬ ‫اسوء الطرق في تصفية الخصوم حيث ترك البلد في فوضى وترك الحدود‬ ‫لكالب داعش يعثون في األرض فساد وانتهت مرحلة الظلم لتترك خلفها‬ ‫األرض المنكوبة وااللف االيتام واالرامل ومهم كان انتماء هذا الرجل يدل‬ ‫على ان الرجل جاء على مبدأ الثأر ولكن من أي شيء الرجل لم يدرك ان‬ ‫الزمان مر وقد مضى ‪ 1000‬سنة واكثر والغريب ان تلك األحزاب ليس لها‬ ‫منهج تعمل عليه الن كل ما كان من نتائج كانت من أفعال ارتجاليه غير‬ ‫مدروسة وكانت كارثية على الصعيد المحلي ‪ ،‬وشخصية القائد عند أولئك‬ ‫الناس هو مكتب ضخم وسكرتيرة حسناء ورتل له هيبة امام الناس وهذا كله‬ ‫يصب في نظرية التخلف في مضمار العمل السياسي ولقد كانت هناك احداث‬ ‫كثر كان هو المتسبب الرئيسي فيه اما عن الشارع العراقي فهو يفتقر الى‬ ‫التثقف والوعي المنهجي في إدارة الدولة ‪ .‬وكلمة اخيره اقولها لمختار العصر‬ ‫لو كان الحسين يبحث عن مكتب ضخم وسكرتيرة حسناء وله رتل يهبه الناس‬ ‫ما خرج ليطلب الحق ‪...‬‬ ‫هي كلمة هلل وفي هلل ‪ ...‬وهللا ولي التوفيق‬

‫‪6‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫قراءات‬

‫عدد ‪45‬‬

‫التاريخ بين االدب والعلم‬ ‫ا‪ .‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل‬ ‫ويقول املؤرخ البريطاني ايمري نف في‬ ‫كتابه ‪":‬املؤرخون وروح الشعر " الذي‬ ‫صدر باالنكليزية سنة ‪ 1947‬ان ارقى‬ ‫الخطوات في مسيرة الثقافة االنسانية‬ ‫هي شمولها لالنسانية جميعها ‪.‬‬ ‫وفي سبيل هذا الهدف حطم التأليف‬ ‫التاريخي في القرن التاسع عشر قيوده‬ ‫التقليدية املعروفة من اهتمام‬ ‫بالشؤون السياسية والدينية والحروب‬

‫وقد تخطى تأثير االدب واالداب في‬ ‫التاريخ هذا السبيل ليتجاوز حدود‬ ‫الشكل واالسلوب التي تتضمنها الكتب‬

‫ليسجل كل املظاهر العقلية ‪.‬‬ ‫ومما يسجل في هذا الصدد ان االدب‬ ‫ساعد على هذا التقدم ؛ فاالدب هو‬

‫التي تعالج عالقة االدب بالتاريخ‬ ‫فزودت املؤرخين ببصيرة نافذة شديدة‬ ‫املرونة والعمق في امور العقل االنساني‬

‫للتاريخ طبيعة علمية وادبية وفلسفية‬ ‫وعندما نقول ان العلم ساعد في ترقية‬

‫اال انه تغلب االدب على املؤرخ الهماله‬

‫املعبر عن رغبات االنسان وأمانيه ‪.‬كما‬ ‫ساعد عليه ايضا العلم لهذا قلنا ان‬

‫العلم او اذا تغلب عليه العلم الهماله‬ ‫االدب جاءت الصورة التي يرسمها‬

‫الدراسات التاريخية فمعنى ذلك ان‬ ‫العلم وهو التعبير الجدي الصارم عن‬ ‫نزعته الى املعرفة‪.‬‬

‫لالنسانية ملتوية مشوهة ؛ فتدوين‬ ‫التاريخ يقترب من الكمال بقدر ما بين‬ ‫املعرفة والفن من اتساق في العمل‬ ‫وعندما سمى املؤرخ البريطاني ايمري‬

‫‪7‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫نف كتابه ‪":‬املؤرخون وروح الشعر "‬ ‫فألنه يرى بإن الشعر أنسب ش يء يرمز‬

‫و(منجزات االنسان ) و‬

‫به لجوهر العقل االنساني واختار‬ ‫ملوضوعه املؤرخون املعروفون‬

‫االنسان )‪.‬وكان هذا الكشف واحدا من‬ ‫ابرز محطات التطور الذي شهدته‬

‫بجمعهم بين االدب والعلم والتاريخ‬ ‫والوعي االجتماعي ‪.‬‬

‫(الدراسات التاريخية ) في الغرب وفي‬ ‫اوربا وامريكا بالذات وصار لزاما على‬

‫وقد ظهر هذا االنجاز التاريخي عندما‬

‫من يريد ان يحدث تغييرا في مسيرة‬ ‫التاريخ وكتابته عندنا ان يكون على‬

‫العلوم الطبيعية وهاجموا الرواية‬ ‫الكنيسة للتاريخ البشري وهي الرواية‬ ‫التي ظلت سائدة في اوربا مدة اربعة‬

‫علم كاف بش يء نسميه تاريخ التاريخ‬

‫( تاريخ االنسان ) و(مدينة االنسان )‬

‫تسلح فولتير وعدد من املؤرخين بنتائج‬

‫(نشاط‬

‫أي تاريخ التطورات التي طالت الدرس‬ ‫التاريخي في العالم وخاصة في العصور‬ ‫املتأخرة والقريبة فهناك اليوم‬ ‫مؤرخون يؤمنون بما يسمونه التاريخ‬ ‫الجديد وللتاريخ الجديد رواد ومريدون‬

‫عشر قرنا اي منذ ان وضع القديس‬ ‫أوغسطين كتابه (مدينة هللا )‪.‬‬ ‫وقد قال فولتير في (مقال في عادات‬

‫ومن ابرز مميزاته انه يدرس االشياء‬ ‫تاريخ االشياء كل االشياء ‪.‬‬

‫االمم واخالقها ) ان االنسان يتمنى لو‬ ‫ان الفالسفة هم من كتب التاريخ‬ ‫وليس رجال الكنيسة الن االنسان يريد‬ ‫ان يقرأ التاريخ كما يقرأه الفيلسوف‬ ‫لسبب بسيط وهو اننا نبحث عن‬ ‫الحقائق النافعة لكن ما كتبه رجال‬ ‫الكنيسة عن التاريخ مليء باالخطاء‬ ‫التي التفيد ‪.‬‬ ‫وهكذا وضع فولتير االسس الواضحة‬ ‫لكي يقوم املؤرخون من بعده بدراسة‬

‫‪8‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫افتك المرتبة األولى عربيا‬ ‫لجائزة اإلبداع الفني‬ ‫الفنان قادة قبيز فخر‬ ‫والية النعامة و الجزائر‬ ‫األستاذ ‪ /‬فتحي عيادة‬ ‫تحصل الفنان المسرحي و المخرج‬ ‫المتألق و المبدع قادة قبيز على‬ ‫المرتبة األولى في مجال اإلبداع‬ ‫الفني لجائزة مجلس الشباب العربي‬ ‫للتنمية المتكاملة الخاصة بالشباب‬ ‫العربي المتميز فى عامها الحادى‬ ‫عشر‪.‬‬ ‫الشاب قادة قبيز‪ ،‬ابن مدينة المشرية‬ ‫بوالية النعامة جنوب غرب‬ ‫العاصمة الجزائر‪ ،‬من مواليد‬ ‫‪ 1979‬خريج جامعة وهران‬ ‫ليسانس نقد أدبي و مسرحي‪ ،‬يعمل‬ ‫حاليا كمستشار ثقافي منذ سنة‬ ‫‪ 2008‬و رئيس جمعية الشموع‬ ‫الثقافية الرائدة فنيا بمنطقة الجنوب‬ ‫الغربي‪ ،‬التي قادها للظهورو التميز‬ ‫و التألق فنيا على المستوى المحلي‬ ‫و الجهوي و الوطني و حتى‬ ‫الدولي‪.‬‬

‫قائد الحركة المسرحية حاليا بوالية‬ ‫النعامة‪ ،‬بفضل نشاطه المستمر‬ ‫رفقة جمعية الشموع الثقافية‪ ،‬حيث‬ ‫يعتبر ربان سفينتها التي تواصل‬ ‫اإلبحار في عالم اإلبداع و التميز‪،‬‬

‫الجائزة اعتبرت انجازا فريدا من‬ ‫نوعه من طرف فنانين و أصدقاء‬ ‫و عائلة الفنان قادة قبيز‪ ،‬بإعتبار أنه‬

‫‪9‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫للمجتمع و الثقافة على المستوى‬ ‫المحلي و الوطني‪.‬‬

‫الجمعية التي تأسست سنة ‪2012‬‬ ‫أنتجت عدة أعمال مسرحية للكبار‬ ‫و الصغار جالت بها ربوع الوطن‬ ‫الشامخ متحصلة على عدة جوائز و‬ ‫شهادات ضمن مهرجانات و أسابيع‬ ‫ثقافية‪ ،‬كما وضعت قدما في ميدان‬ ‫السينما مؤخرا و أنتجت عملين‬ ‫سينمائيين بإمكانيات بسيطة‪ ،‬و جل‬ ‫األعمال التي تحفظ ذاكرة الجمعية‬ ‫المذكورة من تأليف و إخراج‬ ‫األستاذ قادة قبيز‪ ،‬و كان للفنان‬ ‫فضل في إعادة إبرام بروتوكول‬ ‫تعاون بدولة تونس بين جمعية‬ ‫الشموع الثقافية و نظيرتها جمعية‬ ‫اإلشراق المسرحي ببني خداش‬ ‫والية مدنين جنوب تونس‪ ،‬و كان‬ ‫ذلك بمثابة عمل جبار على خطى‬ ‫األمير خالد الجزئري‪.‬‬ ‫و عقب صدور النتائج عبر الفنان‬ ‫قادة قبيز عن سعادته الكبيرة‬ ‫بالنجاح الباهر الذي اعتبره انجازا‬ ‫و شرفا لجمعيته و أعضائها و‬ ‫فنانيها و نجاحا مشتركا لكل طاقم‬ ‫الجمعية من مسييرين و فنانين‪،‬‬ ‫متمنيا دوام التألق و اإلبداع في‬ ‫إطار خلق فن راق و هادف خدمة‬

‫‪10‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫غياب العقلية الشمولية‬ ‫د‪ .‬فارس تركي محمود‬ ‫جامعة املوصل ‪ /‬مركز الدراسات اإلقليمية‬

‫يكاد يجمع اغلب املختصون‬ ‫والباحثون وحتى الناس البسطاء على‬

‫التساؤالت واأللغاز واألحاجي ‪ ،‬ويوضح‬

‫أن ما تمر به اليوم الشعوب العربية من‬

‫ما غم علينا ‪ ،‬ويقرب ما بعد عن‬

‫محن وكوارث وأزمات يعد املرحلة‬ ‫األخطر في حياتها وفي مسيرتها التاريخية‬

‫أفهامنا ‪ ،‬ويجعلنا نفهم أنفسنا ونتفهم‬

‫إجابة شاملة ومتكاملة عن كل‬

‫وغيرنا ‪.‬‬

‫والتي قد تهدد وجودها وبقائها ذاته‬

‫وبداية ال بد من توضيح ماهية‬ ‫العقلية الشمولية وما الفرق بينها وبين‬

‫وتضعها على حافة الفناء ‪ .‬ومع اتفاقنا‬ ‫معهم في هذا التوصيف ومع إقرارنا بان‬

‫العقلية‬

‫ما يحدث خطير جدا ‪ ،‬إال أن األخطر‬

‫السطحية‬

‫‪،‬‬

‫فالعقلية‬

‫الشمولية هي تلك العقلية التي‬ ‫تستطيع – أو تحاول ‪ -‬أن تقدم أو تنتج‬

‫منه هو عدم القدرة على فهمه وتحليله‬ ‫وتوصيفه بشكل صحيح ‪ ،‬والعجز التام‬ ‫عن معرفة كيفية حدوثه ‪ ،‬وملاذا جرى‬

‫نظرية معرفية متكاملة يمكن بها ومن‬ ‫خاللها تحليل وفهم حدث أو مجموعة‬

‫وحدث ؟ وما هي أبعاده وجذوره ؟ وهل‬ ‫هو حدث طارئ أم داء متأصل ؟ والى‬

‫من األحداث كبرت أم صغرت ‪ ،‬أو شرح‬ ‫وتبيان قضية سياسية ‪ ،‬اقتصادية ‪،‬‬

‫أين سيصل بنا ؟ وما هو الحل وكيف‬

‫اجتماعية الخ ‪ ، . . .‬مع األخذ بنظر‬

‫الخالص ؟ ومن اجل اإلجابة عن كل‬

‫االعتبار أن مدى صحة وقوة هذه‬

‫هذه األسئلة نحتاج إلى ما يمكن‬

‫النظرية يعتمد بشكل كبير على قدرتها‬ ‫على اإلجابة بطريقة منطقية على‬

‫تسميته بالعقلية الشمولية أو املفكر‬ ‫الشمولي الذي يستطيع أن يقدم لنا‬

‫األسئلة التي تواجها ‪ .‬والعقلية‬ ‫الشمولية ال تتعامل عادة مع اآلني على‬

‫‪11‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫أما العقلية السطحية فهي عاجزة‬

‫الرغم من أن القضية التي تتصدى لها‬ ‫ربما تكون آنية ‪ ،‬بل هي تأخذ األمور ملا‬

‫تماما عن إنتاج أية نظرية معرفية بل‬ ‫هي اقرب ما تكون إلى العقلية الوصفية‬

‫هو ابعد من املحسوس واملنظور باحثة‬ ‫عن الجذور ‪ ،‬وعما اختبأ وما عاد يبين‬

‫تتكلم عما هو متاح للعين املجردة‬

‫‪ ،‬وعن البدايات األولى املوصلة للنهايات‬ ‫املرئية آنيا ‪ ،‬لتقول لنا في النهاية ملاذا‬

‫واألحاسيس والحواس املباشرة ‪،‬‬ ‫تسطح األمور وتقزمها وتجيب عن‬

‫كان ما كان ‪ ،‬وملاذا ما لم يكن لم يكن‬ ‫‪ ،‬بل وحتى ما سوف يكون وملاذا سوف‬

‫اعقد األسئلة إجابات ساذجة وسمجة‬ ‫ال تسمن وال تغني من جوع لتترك‬

‫يكون ‪.‬‬

‫سائلها في النهاية اشد تشويشا وإرباكا‬ ‫مما كان عليه قبل أن يسألها ‪ .‬وملزيد‬ ‫من التوضيح فلنتخيل الحور التالي ‪:‬‬

‫السائل ‪ :‬ملاذا ينمو الزرع ؟‬ ‫العقلية السطحية ‪ :‬الن املطر ينزل ويسقيه !‬ ‫السائل ‪ :‬وملاذا ينزل املطر ؟ ‪.‬‬ ‫العقلية السطحية ‪ :‬ليروي الزرع !‬ ‫السائل ‪ :‬وملاذا يروي املطر الزرع ؟‬ ‫العقلية السطحية ‪ :‬لكي ينمو !‬ ‫السائل ‪ :‬وملاذا ينمو ؟‬ ‫العقلية السطحية ‪ :‬الن املطر يسقيه !‬ ‫‪ .‬وهكذا دواليك مجاهيل بعضها فوق‬

‫طبيعة التربة واملناخ ‪ ،‬وآلية اإلنبات ‪،‬‬ ‫ونوعية البذور ‪ ،‬وما يحدث من‬ ‫تفاعالت كيميائية ‪ ،‬وبالتأكيد ستتطرق‬

‫أما إذا وجه السؤال ذاته إلى العقلية‬

‫إلى األمطار من حيث أسباب نزولها‬

‫بعض‬

‫وكمياتها ومواسمها ‪ ،‬وأين ومتى وكيف‬

‫الشمولية فإنها ستوضح للسائل‬

‫‪12‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫شاهدناها عبر التلفاز والتي استضافت‬

‫وملاذا ‪ ،‬وستتوقع النجاح أو الفشل ‪،‬‬ ‫وستقدم الكثير من الحلول واملعالجات‬

‫املئات من حملة األلقاب ليدلوا‬

‫واملقترحات اآلنية واملستقبلية و و و الخ‬

‫بدلوهم في القضية موضوع الحوار ‪،‬‬

‫‪ .‬أي باختصار ستقدم نظرية معرفية‬ ‫تخص اإلنبات ‪.‬‬

‫فنجد مثال مقدم البرنامج يسال ضيفه‬ ‫حامل اللقب عما هي أفضل السبل‬ ‫املتاحة للقضاء على الفساد املستشري‬

‫ومما ال شك فيه أن واحدة من أهم‬

‫في العراق ؟ فإذا بالضيف بعد أن‬

‫الكوارث التي قد تتعرض لها امة من‬ ‫األمم أو شعوب من الشعوب هي‬

‫يتنحنح ويمأمأ ويبسمل ‪ ،‬وبعد أن‬ ‫يقول ‪ :‬في الحقيقة ‪ . . .‬أنا أرى ‪ ...‬ابتداء‬

‫افتقارها للعقليات الشمولية ‪ ،‬واعتقد‬ ‫أننا إذا ما أردنا أن نرى ما برصيدنا من‬

‫‪ ...‬يتحفنا بقوله ‪ :‬إن السبيل الوحيد‬ ‫للقضاء على الفساد يتمثل في إصدار‬

‫عقليات شمولية فإننا سنصاب بخيبة‬

‫التشريعات والقوانين التي تكافحه من‬

‫أمل كبيرة فهي قليلة جدا تكاد تبلغ حد‬

‫جهة ‪ ،‬والضرب على أيدي املفسدين‬ ‫من جهة أخرى ! ! ! ثم يبدأ بعد ذلك‬

‫الندرة واالستثناء الذي ال يقاس عليه ‪،‬‬ ‫على الرغم من كثرة ما نشاهد على‬

‫إسهاله الفموي ليوضح لنا أهمية‬

‫شاشات التلفاز من أسماء وألقاب‬

‫التشريعات والقوانين في مكافحة‬ ‫الفساد وضرورة معاقبة ومالحقة‬ ‫املفسدين ‪ ،‬ويضرب لنا األمثلة ويشرق‬

‫علمية من باحث إلى محلل إلى خبير إلى‬ ‫دكتور إلى أستاذ إلى فقيه إلى عالمة ‪،‬‬ ‫ألقاب كبيرة ورنانة لكنها ما أن تتكلم‬ ‫وتتحفنا بدررها املكنونة حتى ندرك‬

‫ويغرب ويعيرنا بما وصلت إليه سويسرا‬ ‫وهولندا وبلجيكا وأوربا كلها في هذا‬

‫مدى ضآلتها وسطحية طروحاتها التي ال‬ ‫تتجاوز ما تلوكه أفواه العوام في‬ ‫الشوارع واملقاهي ‪ ،‬الفرق الوحيد أنها‬

‫املجال ‪ ،‬وال ينس ى أن يدس بين كلماته‬ ‫بعض املصطلحات املتفرنجة لكي نزداد‬ ‫دهشة وإعجابا به ‪ ،‬وفي نهاية البرنامج‬

‫تتقيأ علينا غثها بطريقة منمقة وبلغة‬

‫يوقن املشاهد البسيط أن التشريعات‬

‫أرقى قليال مما هو دارج ‪ .‬ولنستذكر معا‬

‫والقوانين ومحاسبة الفاسدين هي‬

‫مئات وآالف البرامج الحوارية التي‬

‫‪13‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫والعالمة الفهامة إلى طريق مسدود ‪ ،‬وال‬ ‫يبقى أمام خبيرنا سوى خياران ال ثالث‬

‫السبيل األمثل لكي نقض ي على الفساد‬ ‫ونعيش في تبات ونبات ونخلف صبيان‬ ‫وبنات ‪ ،‬هكذا وبكل بساطة ! ‪.‬‬

‫لهما فإما أن يصمت ويريحنا من هذره‬ ‫وثرثرته الجوفاء ‪ ،‬وأما أن نعيد نحن‬

‫ولكن ماذا لو وضعنا أنفسنا محل‬

‫وإياه بغباء وتكرار ممل وسمج املتوالية‬

‫مقدم البرنامج وأردنا أن نستفهم أكثر‬

‫أعاله ‪ :‬مكافحة الفساد واملفسدين =‬

‫من السيد اللقب ونستزيد من غزارة‬ ‫علمه وأكملنا الحوار معه كالتالي ‪ :‬لقد‬

‫حكومة قوية = انتخابات نزيهة = فساد‬ ‫مستشري ال يسمح بإقامة مثل هذه‬

‫قلت يا سيادة الخبير أن أفضل طريقة‬ ‫للقضاء على الفساد املستشري في‬

‫االنتخابات = كالم ال يصدقه عقل وال‬ ‫يقبله منطق ‪.‬‬

‫العراق هي إصدار القوانين ومعاقبة‬ ‫املفسدين ‪ ،‬لكنك لم تقل لنا كيف يتم‬

‫وربما يا سيدي املشاهد املبتلى‬

‫ذلك أي كيف نصدر مثل تلك القوانين‬

‫بخبرائه ومحلليه وعلمائه خرج لك‬

‫‪ ،‬وكيف نتمكن من معاقبة املفسدين‬

‫احدهم على التلفاز ليشرح لك ولنا ملاذا‬ ‫األنظمة العربية كلها أنظمة دكتاتورية‬ ‫فيقول ‪ -‬أدام هللا ظله ‪ -‬أن السبب هو‬

‫أطياف الشعب العراقي ‪ .‬حسنا ‪ ،‬وكيف‬

‫عدم وجود معارضة قوية ومؤسسات‬ ‫مجتمع مدني ! ‪ ،‬حسنا يا عالمة وملاذا‬ ‫ال توجد في الدول العربية معارضة‬

‫‪ ،‬سيجيبنا قائال ‪ :‬من خالل تشكيل‬ ‫حكومة قوية وديمقراطية وممثلة لكل‬ ‫نشكل مثل هذه الحكومة ؟ ‪ ،‬سيجيب‬ ‫‪ :‬من خال إجراء انتخابات حرة ونزيهة ‪.‬‬ ‫حسنا ‪ ،‬وكيف نجري انتخابات حرة‬

‫قوية ومؤسسات مجتمع مدني ؟ يجيب‬

‫ونزيهة في ظل استشراء الفساد في كل‬

‫العالمة وبكل ثقة ‪ :‬الن األنظمة‬

‫مفاصل الدولة واملجتمع !!؟ ‪ ،‬وكيف‬

‫دكتاتورية !!! ال اعرف كم احتاج من‬

‫سيسمح لنا هذا الفساد بإجراء‬

‫عالمات التعجب ألفي عالمتنا حقه ‪.‬‬

‫انتخابات ستؤدي ‪ -‬إن تمت – إلى‬

‫وربما أيضا أيها املشاهد املسكين‬ ‫تكون جالسا في بيتك بأمان هللا وفجأة‬

‫القضاء عليه ؟ إال إذا كان فسادا –‬ ‫كجنابك ‪ -‬أهبال ! ‪ ،‬عندئذ نصل نحن‬

‫يظهر لك على التلفاز احد املحللين أو‬

‫‪14‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫الخبراء ليزيل الغموض عن سبب‬

‫واملناطقية ‪ /‬يجب اعتماد الديمقراطية‬

‫تخلفنا وجهلنا وتراجعنا في كافة‬

‫منهجا ومسلكا ‪ /‬والكثير الكثير من هذه‬

‫امليادين فيختصر هذا املوضوع الشائك‬

‫الـ ( يجب ) ‪ .‬لكنك أبدا لن تسمع أو‬ ‫تجد من يقول لك ويفهمك على من‬

‫واملعقد ببضع كلمات ساذجة وعبارات‬ ‫ومقوالت وكليشيهات جاهزة حفظناها‬

‫تجب هذه الـ ( يجب ) ؟ وكيف سيتم‬

‫ومججناها لكثرة ترديدها واستعمالها‬

‫تنفيذها وتطبيقها ؟ ألنها يجب وحسب‬

‫مثل الدكتاتورية هي سبب التخلف ‪،‬‬

‫‪ ،‬يجب وكفى ‪ ،‬يجب ال تخرج إال من‬ ‫عقول سطحية كالمها سراب يحسبه‬

‫والفساد االقتصادي وضعف التنمية‬

‫الظمآن ماء ‪.‬‬

‫والتخلف هو سبب الدكتاتورية ! ‪،‬‬ ‫سببا لكليهما والعكس صحيح ! ‪،‬‬ ‫‪،‬‬

‫نعم سادتي األفاضل إن من اكبر‬

‫والتركة‬

‫واملؤامرات الخارجية‬ ‫االستعمارية ‪ ،‬والصراعات والدسائس‬

‫مصائبنا – على كثرة مصائبنا – هي تلك‬ ‫العقول السطحية التي تعد من أهم‬

‫الداخلية ‪ ،‬وغياب الشفافية والنقد‬ ‫الذاتي ‪ ،‬وتدهور مستوى التعليم ‪،‬‬ ‫والفساد – الفساد دائما ‪ -‬اإلداري‬

‫عوامل تأخرنا وتخلفنا وبخاصة عندما‬ ‫تتولى مناصب قيادية في املجتمع‬ ‫وعندما يتم التعامل معها على أنها‬

‫والسياس ي كلها تسبب بعضها بعضا‬

‫النخبة الفكرية ملجتمعاتها ‪ ،‬فال أبقاها‬

‫وتؤدي إلى بعضها بعضا والعكس دائما‬ ‫صحيح ! ‪.‬‬

‫هللا من نخبة ‪ .‬وأخيرا ال بد أن نذكر أن‬ ‫هناك بعض األسماء التي تستحق ما‬

‫أما إذا كان الحديث عن كيفية بناء‬

‫تحمله من ألقاب علمية ملا تتمتع به من‬ ‫عقلية شمولية وفكر ناضج ورأي‬

‫ستسمع كالما من قبيل ‪ :‬يجب توحيد‬

‫سديد ‪ ،‬لكنها ولألسف قليلة جدا ال‬

‫الصف والكلمة لبناء الوطن ‪ /‬يجب‬

‫تعدو كونها واحات متناثرة هنا وهناك‬

‫تشكيل حكومة قادرة وقوية ‪ /‬يجب‬ ‫تشكيل حكومة تكنوقراط ‪ /‬يجب‬

‫في صحراء الالمنطق املستحوذة على‬ ‫حياتنا ‪.‬‬

‫األوطان ومجابهة املصاعب والتحديات‬

‫محاربة النزعات الطائفية والعرقية‬

‫‪15‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫الهاشمية " العراق "اول‬ ‫عاصمة اتخذنها الخالفة‬ ‫العباسية‬ ‫د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪2017-12-10‬‬ ‫مدينة الهاشمية هي مدينة عراقية‬ ‫ومركز قضاء تتبع إداريا إلى‬ ‫محافظة بابل في منطقة الفرات‬ ‫األوسط على نهر الفرات على بُعد‬ ‫‪ 130‬كم جنوب بغداد‪،‬ويبلغ عدد‬ ‫سكانها نحو ‪ 60‬الف نسمة ‪ .‬يعمل‬ ‫سكانها بالدرجة األساس بالوظائف‬ ‫الحكومية كونها مركز قضاء يتبعه‬ ‫إداريا نواحي مثل المدحتية و‬ ‫الطليعة‪ ،‬وتعتبر المنطقة بصورة‬ ‫عامة ذات طبيعة جميلة وأراض‬ ‫زراعية وبساتين‪ ،‬وتأخذ مدينة‬ ‫الهاشمية طابعا عشائريا بصورة‬ ‫عامة يسكنها خليط من أبناء عشائر‬ ‫متنوعة‪.‬‬

‫وعلى مستوى العراق ومنهم‬ ‫الشاعر بهاء البابلي والشاعر حيدر‬ ‫الشريفي‪.‬‬ ‫التاريخ العربي واالسالمي غاية في‬ ‫الخصوبة والوعي بالمشكالت‬ ‫الكبرى‪ ،‬وفيه صراعات وظواهر‬ ‫مختلفة‪ ،‬والسفر عبره لم يكن‬ ‫ميسرا‪ ،‬وكيفية اظهار قيمة الحقائق‬ ‫التاريخية مقرونة بالجغرافية‪،‬‬ ‫ورصدها ليس هينا‪ ،‬وإلى اي مدى‬ ‫يستطيع المؤلف أن يضبط أحكامه‬ ‫النقدية‪ ،‬بمعنى آخر إلى أي حد‬ ‫ستكون أحكام المؤلف موضوعية‬ ‫غير متأثرة بمصدر معين دون‬

‫المستوى الثقافي‬ ‫تحتوي الهاشمية على كم من‬ ‫والكتاب‬ ‫والفنانين‬ ‫المثقفين‬ ‫والشعراء منهم النحات العراقي‬ ‫المعروف عامر خليل الذي عرف‬ ‫بأمتيازه في المعارض الكبيرة التي‬ ‫شارك بها على المستوى الوطني‬ ‫والدولي وفيها كم من الشعراء الذين‬ ‫تميزو على مستوى المحافظة‬

‫‪16‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫العباسية ‪ .‬ثم تحول منها‪ ،‬فبنى‬ ‫المدينة الهاشمية ‪ .‬ونحن ال ننسى‬ ‫أيضا أن الخليفة العباسي الثاني‪،‬‬ ‫عندما بويع بالخالفة‪ ،‬بنى بظهر‬ ‫الكوفة مدينة سماها الرصافة ‪ .‬وقد‬ ‫نزلها مرات عدة‪ ،‬قبل أن يتحول‬ ‫عنها لبناء بغداد مدينة السالم ‪.‬‬ ‫وورد في الروايات التاريخية أن‬ ‫مدينة الهاشمية‪ ،‬ظلت تسمى قصر‬ ‫ابن هبيرة لفترة طويلة ‪( .‬وكان يقع‬ ‫بالقرب من جسر سور)‪ ،‬وأن أمير‬ ‫المؤمنين أبا العباس‪ ،‬نزل هذا‬ ‫المكان‪ ،‬واستتم الدور فيه‪ ،‬وأحدث‬ ‫البنيان الالزم لدار الخالفة ‪ .‬وبعد‬ ‫أن استتم له ذلك‪ ،‬سمى المدينة‬ ‫الجديدة بالمدينة الهاشمية ولكنه لم‬ ‫يمكث فيها وقتا طويال ‪ .‬واستمر‬ ‫الناس في نسبة القصر إلى ابن‬ ‫هبيرة‪ ،‬ما جعل الخليفة العباسي‬ ‫يقول‪ :‬ما أرى ذكر ابن هبيرة (وهو‬ ‫األمير األموي الذي هزمه أبو‬ ‫العباس) يسقط عنها‪ ،‬فرفضها‪،‬‬ ‫وبنى بالقرب منها المدينة‬ ‫الهاشمية‪ ،‬كما يذكر البالذري في‬ ‫(فتوح البلدان‪ . )285/1 :‬وقد ورد‬ ‫ذكر هذه المدينة في كتب التاريخ‪،‬‬ ‫بهاشمية الكوفة أيضا ‪.‬‬

‫غيره؛ وإذ يدرك الكاتب إن العالقة‬ ‫بينهما (التاريخ والجغرافية)‬ ‫مركبة‪ ،‬وقد تكون غير واضحة أو‬ ‫مؤكدة عبر المصادر‪ ،‬وهذا تطلب‬ ‫من المؤلف أن يغني موضوعه‬ ‫بالكثير من المراجع‪ ،‬وبكل تأكيد إن‬ ‫الصعوبة التي تعترض أي باحث‬ ‫في هذا السفر هي أي المصادر‬ ‫أكثر دقة‪ ،‬وحقيقة األمر إن كل عمل‬ ‫تاريخي يقوم على معطيات‬ ‫واعتبارات عدة‪ ،‬منها‪ ،‬الزمان‪،‬‬ ‫والمكان‪ ،‬والحدث‬ ‫بعد ظهور العباسيين وتأسيس‬ ‫الخالفة العباسية‪ ،‬دشن الخليفة‬ ‫العباسي األول أبو العباس بيعته في‬ ‫الكوفة في دار الوليد بن سعد‬ ‫األزدي وألقى خطبة العهد‬ ‫المشهورة في مسجد الكوفة ‪ .‬ثم‬ ‫خرج بعدها ونزل حمام أعين‪،‬‬ ‫حيث أقام هناك معسكره ألشهر‬ ‫عديدة ‪ .‬وقد ارتحل بعيد ذلك‪ ،‬فنزل‬ ‫مدينة الهاشمية في قصر الكوفة ‪.‬‬ ‫ولهذا يرى المؤرخون أن مدينة‬ ‫الكوفة القريبة من معسكر حمام‬ ‫أعين‪ ،‬أول مركز اتخذه الخليفة‬ ‫العباسي األول‪ ،‬حيث ظهر اسمه‬ ‫فيها‪ ،‬ثم بلغ بقية المدن وسائر‬ ‫األقاليم ‪.‬‬

‫* خالفات المؤرخين‬

‫وقد نزل أبو العباس بعد ذلك مدينة‬ ‫ابن هبيرة تثبيتا لظهور الدولة‬

‫ويشير اليعقوبي إلى أن أمير‬ ‫المؤمنين أبا العباس‪ ،‬عندما انتقل‬

‫‪17‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫الروايات رواية البالذري التي مر‬ ‫ذكرها‪ ،‬من أن الهاشمية هي من‬ ‫بناء أبي العباس في الجزء الذي‬ ‫كان فيه قصر ابن هبيرة‪ ،‬وقد كره‬ ‫الخليفة العباسي األول‪ ،‬أن يظل‬ ‫ذكرها عند الناس مقرونا بابن‬ ‫هبيرة بانيها األول‪ ،‬ألنها لم تشتهر‬ ‫بين الناس باسم الهاشمية ‪ .‬وقد‬ ‫يكون هجرها لهذا السبب كما تقول‬ ‫روايات معظم المؤرخين ‪ .‬أما إذا‬ ‫أردنا التعرف إلى موقع مدينة ابن‬ ‫هبيرة‪ ،‬فإنها كما هو واضح من‬ ‫رواية البالذري واليعقوبي تقع على‬ ‫الفرات ‪ .‬أما قصر ابن هبيرة‬ ‫بالتحديد‪ ،‬فهو يقع على ضفة‬ ‫الفرات اليسرى‪ /‬الشرقية‪ ،‬فوق‬ ‫الكوفة كثيرا (كتاب البلدان‪)227 :‬‬ ‫‪ .‬وقد زاره الرحالة المقدسي في‬ ‫القرن الهجري الرابع‪ /‬العاشر‬ ‫للميالد‪ ،‬وكان بحالة جيدة‪ ،‬بحيث‬ ‫كتب عنه يقول‪ :‬أما قصر ابن‬ ‫هبيرة‪ ،‬فمدينة كبيرة جيدة األسواق‪،‬‬ ‫تجيئهم الماء من الفرات ‪ .‬وهناك‬ ‫روايات أخرى تقول إن المنصور‬ ‫بعد شروعه ببناء بغداد‪ /‬المدينة‬ ‫المدورة‪ ،‬عاد فسكن قصر ابن‬ ‫هبيرة‪ ،‬إذ يقول اليعقوبي أثناء‬ ‫حديثه عن خروج محمد بن عبد‬ ‫هللا‪ :،‬ولم يقر أبو جعفر إالا اياما‪،‬‬ ‫حتى أتاه الخبر بخروج محمد بن‬ ‫عبد هللا بن حسن وظهور أمره ‪.‬‬

‫إلى األنبار بنى على شاطئ الفرات‬ ‫مدينة الهاشمية ‪ .‬وذكر ابن شاكر‬ ‫الكتبي في فوات الوفيات‪ ،‬أنه بنيت‬ ‫ألبي العباس مدينة الهاشمية إلى‬ ‫جانب األنبار والواقع أن مدينة‬ ‫الهاشمية‪ ،‬حصل حولها خالف‬ ‫كثير بين المؤرخين‪ ،‬فهناك من‬ ‫نسب بناءها إلى الخليفة أبي جعفر‬ ‫المنصور ‪ .‬إذ يذكر اليعقوبي بأنه‬ ‫لما استخلف المنصور بعد وفاة‬ ‫أخيه أبي العباس‪ ،‬بنى مدينة‬ ‫الهاشمية ‪ .‬أما البالذري فلم يذكر‬ ‫في كتابه فتوح البلدان‪ ،‬أن الخليفة‬ ‫المنصور هو الذي بنى الهاشمية‪،‬‬ ‫وإنما يقول إنه (أي المنصور) نزل‬ ‫مدينة الهاشمية بالكوفة واستتم شيئا‬ ‫كان بقي منها‪ ،‬وزاد فيها بناء‬ ‫وهيأها على ما أراد (البلدان ص‬ ‫‪ . )285‬وأما بحسب رواية الطبري‬ ‫في تاريخه‪ ،‬فإن مدينة الهاشمية‬ ‫التي بناها المنصور‪ ،‬إنما تقع قبالة‬ ‫مدينة ابن هبيرة‪ ،‬وبينهما عرض‬ ‫الطريق ‪ .‬غير أن موقعها بحسب ما‬ ‫ذكر اليعقوبي‪ ،‬هو بين الكوفة‬ ‫والحيرة (البلدان‪ :‬ص ‪. )237‬‬ ‫* اسم يكتنفه الغموض‬ ‫أن اسم الهاشمية إنما يكتنفه الكثير‬ ‫من الغموض والتشابه ‪ .‬وهو يرد‬ ‫اسما لمواضع وأبنية وقصور‬ ‫متعددة ‪ .‬وربما كان أوضح‬

‫‪18‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫والواقع أن األنبار‪ ،‬إنما هي من‬ ‫المراكز المهمة التي اتخذها الخلفاء‬ ‫العباسيون األوائل دارا لخالفتهم‬ ‫قبل بغداد ‪ .‬وقد بناها الخليفة‬ ‫العباسي األول أمير المؤمنين أبو‬ ‫العباس على الضفة اليسرى لنهر‬ ‫الفرات (الضفة الشرقية) ‪ .‬ويقول‬ ‫المؤرخون العرب إنها على مسيرة‬ ‫إثني عشر فرسخا من بغداد ‪ .‬غير‬ ‫أن ياقوت الحموي وكذلك أبو الفدا‪،‬‬ ‫يقوالن بأنها تقع على بعد عشرة‬ ‫فراسخ من بغداد ‪ .‬وهي تقع في‬ ‫سهل قابل للزراعة على مقربة من‬ ‫نهر عيسى الذي كان ينتهي إلى‬ ‫بغداد ويصب في دجلة ‪ .‬وكان‬ ‫يعرف قبل بناء مدينة السالم بنهر‬ ‫رفيل‪ ،‬وهو يأخذ مياهه من الضفة‬ ‫اليسرى لنهر الفرات‪ ،‬عند القنطرة‬ ‫‪.‬‬

‫فرجع إلى الكوفة فأقام بقصر ابن‬ ‫هبيرة (تاريخ اليعقوبي‪. )450/2 :‬‬ ‫وكذلك يذكر أبو الفدا في تاريخه‪،‬‬ ‫تلك الحوادث فيعلق قائال‪ :‬إنه عندما‬ ‫قضى المنصور على محمد بن عبد‬ ‫هللا وأخيه إبراهيم‪ ،‬تحول من مدينة‬ ‫ابن هبيرة إلى بغداد ليكمل عمارتها‬ ‫(تاريخ اليعقوبي ‪. )4/2‬‬ ‫وهناك من يقول إن أمير المؤمنين‬ ‫الخليفة العباسي الثاني أبا جعفر‬ ‫المنصور لم يمكث في مدينة‬ ‫الهاشمية كثيرا ‪ .‬إذ كرهها كرها‬ ‫شديدا‪ ،‬وخصوصا بعدما ثارت في‬ ‫وجهه الحركة الراوندية ‪ .‬وكانت‬ ‫آراؤهم مخالفة لمبادئ اإلسالم‪،‬‬ ‫فتصدى لهم منكرا وغاضبا بعدما‬ ‫كانوا من أنصاره ‪ .‬وقد خشي على‬ ‫نفسه من أن تطاله سيوفهم التي‬ ‫شهروها في وجهه‪ ،‬فآثر ترك‬ ‫الهاشمية بعدما رأى ضرورة تغيير‬ ‫العاصمة‪ ،‬وأخذ يبحث عن موضع‬ ‫يصلح ألن يكون دارا للخالفة‬ ‫وعاصمة لملكه الواسع‪ ،‬فوجد‬ ‫ضالته في األنبار قبل أن يشرع في‬ ‫بناء دار الخالفة في المدينة المدورة‬ ‫‪ /‬بغداد ‪.‬‬

‫وفي روايات المؤرخين أيضا أن‬ ‫الخليفة أبا العباس‪ ،‬حين ترك‬ ‫الكوفة‪ ،‬تحول إلى الحيرة ‪ .‬غير أنه‬ ‫تركها فيما بعد‪ ،‬وسار باتباعه‬ ‫باتجاه معاكس لمجرى النهر‪ ،‬حتى‬ ‫انتهى إلى موضع األنبار‪ ،‬فاستطابه‬ ‫ورضي عنه ‪ .‬وقد اشترى أراضي‬ ‫ذلك الموضع من أصحابها‪ ،‬ثم‬ ‫قسمها خططا ووزعها على قواده‬ ‫وجنده ‪.‬‬

‫* بناء األنبار‬

‫‪19‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬ ‫رواء خلف السوداني‬

‫أطلعت علية تسمية زهرة البارون ألنها تزهر كل يوم بطاقات شابة ‪ ،‬تب ُ‬ ‫ث‬ ‫األمل في داخل قلوب الجميع ‪ ،‬انبثقت من بحر واسع العلم‪ ،‬والمعرفة‪ ،‬دعمت‬ ‫مواهب الجميع ‪،‬لم تقصر على موهبة دون اخرى‪ ،‬شملت جميع فئات الشبابية‬ ‫‪ ،‬والفئات الناشطة ‪ ،‬في جميع المجاالت ‪،‬توسعت في العراق وخطئت خطاها‬ ‫الدول العربية‪ ،‬يرأس المجلة اساتذة الكفاءة ذو خبرة واسعة في مجاالت كافة‬ ‫انطلقت المجلة في تاريخ ‪ 1‬من يناير من عام ‪ ، 2017‬واستطاعت ان تثبت‬ ‫نفسها للجميع‪ ،‬على انها ليست مجلة الكترونية فحسب بل تخطت هذا االسم‬ ‫‪،‬واليوم يصدرها لها العدد ‪ ،45‬كانت بدايتها من الموصل تحديدا رغم معانته‬ ‫هذا المدينة من اضطهاد وظلم حاولت جاهدة ‪،‬ان تثبت نفسها رغم الالم‬ ‫والحزن ‪،‬ابتدأت بأشياء بسيطة جدا ثم توسعت ليكون عدد صفحاتها ما يعادل‬ ‫الخمسون صفحة تصدر كل اسبوع من يوم السبت ‪،‬تتألف المجلة من عدة من‬ ‫الكتاب الذي تتاألى اسماءهم في سماء االدب العربي ‪ ،‬قائمين بكل اعمالهم‬ ‫بجهد وعزيمة ‪،‬وقد قسمت محاور او أبواب المجلة الى عدة اقسام‪،‬‬

‫‪20‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫ُ‬ ‫شملت الصفحة االفتتاحية الذي يتولى مدير ومؤسس المجلة االستاذ محمود‬ ‫صالح الدين ‪،‬الذي يبدأ المجلة بكلماته الجميلة تجعل من المتلقي الشغف‬ ‫الكامل لقراءة مقاالته ‪ ،‬وهناك ايضا ابواب تحص الثقافة‪ ،‬والسياسية ‪ ،‬اللذان‬ ‫يكتبهم المختصون في هذا المجال‪ ،‬وايضا لم ننسى ان نخصص شيء من‬ ‫صفحاتنا للطاقة الحيوية التي تتعب النور في كل مكان هي طاقات الشابة‬ ‫واسمينها اقالم شابة ‪ ،‬وكذلك المراة التي هي نصف هذا للمجتمع قد جعلنا‬ ‫فقرة االزياء من نصيبك يا حواء ‪ ،‬وكذلك هنا رسم ورسم الكاركتير ‪ ،‬في كل‬ ‫شيء بها يجذب المتلقي حتى وان كان لم يبالي ‪ ،‬خطوة بعد خطوة تخطو هذا‬ ‫المجلة لتصل لنا بحلتها الجديدة وتفاجئنا ‪ ،‬في كل اسبوع‪ ،‬لتضع لمحاتها على‬ ‫ما انبرى من خط قلمنا‬ ‫هدفها النجاح والوصول الى كل شخص قارئ ويرتقي اسمها في كل انحاء‬ ‫العالم ‪،،،‬‬ ‫لكم كل التوفيق مجلتي العزيزة ولكل من يساهم بها‬ ‫ساعين من هللا الوصول الى اهدافنا‬

‫‪21‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫نبذة مختصرة ‪.‬‬ ‫تاريخ الصحافة العربية‬ ‫الصحفي‬ ‫عبد الرسول جلوب سيد الكعبي‬ ‫بدأت الصحافة العربية منذ العقد‬ ‫الثاني من القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫حينما اصدر الوالي داوود باشا أول‬ ‫جريدة عربية في بغداد اسمها‬ ‫جورنال عراق‪ ،‬باللغتين العربية‬ ‫والتركية‪ ،‬وذلك عام ‪ ،1816‬بعدها‬ ‫ومع حملة نابليون بونابرت على‬ ‫مصر عام ‪ ،1798‬حيث أصدرت‬ ‫في القاهرة صحيفتين باللغة‬ ‫الفرنسية‪ .‬في عام ‪ 1828‬أصدر‬ ‫محمد علي باشا صحيفة رسمية‬ ‫باسم جريدة الوقائع المصرية‪ ،‬وفي‬ ‫عام ‪ 1867‬صدرت في دمشق‬ ‫جريدة سوريا‪ ،‬وعام ‪1865‬‬

‫صدرت في حلب ب سورية جريدة‬ ‫فرات وبعدها صدرت في حلبكذلك‬ ‫الشهباء‪ ،‬وجريدة الفي عام ‪1885‬‬ ‫أصدر رزق هللا حسون في استنبول‬ ‫جريدة عربية أهلية باسم مرآة‬ ‫األحوال العربية‪ .‬وفي بداية القرن‬ ‫العشرين كثر عدد الصحف العربية‬ ‫وخصوصا في سورية ومصر‪،‬‬ ‫فصدرت المؤيد واللواء والسياسة‬ ‫والبالغ والجهاد والمقتبس‬ ‫وغيرها‪ .‬ومن الصحف القديمة‬ ‫والتي ال زالت تصدر في مصر‬ ‫جريدة األهرام والتي صدرت ألول‬ ‫مرة في عام ‪1875‬‬

‫‪22‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫الشاعر حمزة فيصل‬ ‫المردان‪ :‬الحب ما يعطى‬ ‫بتجرد كبير امام روافد‬ ‫عابها الفراق‬ ‫حاوره‪ :‬عمر الصالح‬ ‫يمر الشعر العراقي في الوقت‬ ‫الحاضر بمرحلة من التطور‬ ‫والرقي حيث قام الشعراء بإختيار‬ ‫ُ‬ ‫تختلف‬ ‫طرق خاصة بهم كل طريقة‬ ‫عن األخرى في الرؤيا والتعبير‬ ‫والتكثيف واإلختزال والطرح‬ ‫ويعتبر الشاعر والناقد حمزة فيصل‬ ‫المردان من مواليد مدينة بابل‬ ‫‪ 1968‬وهو عضو االتحاد العام‬ ‫لألدباء والكتاب في العراق أحد‬ ‫أبرز الشعراء الذي عاصر التطور‬ ‫والحداثة في الشعر العراقي في‬ ‫القرن الماضي مع عيشه وعائلته‬ ‫بحالة من اإلضطهاد والحرمان‪.‬‬

‫الى اللغة األمازيغية‪ ،‬وصدرت له‬ ‫أربع مجاميع شعرية وهي (حتى‬ ‫تستريح االسئلة‪ ،‬الظل له بمزايا‬ ‫دائرة الضوء‪ ،‬مابين الغياب‬ ‫والحضور‪ ،‬إنها تجري من دوني)‪.‬‬

‫وكان للشعراء ايليا ابو ماضي‬ ‫والجواهري وفاضل العزاوي‬ ‫وحسيب الشيخ جعفر وآخرين تأثير‬ ‫واضح على الشاعر المردان‪ ،‬حيث‬ ‫تكمن من نشر أغلب قصائده في‬ ‫الصحف المحلية والعربية‪،‬‬ ‫وترجمت بعض نصوصه الشعرية‬

‫* في أي مجرى من األحداث كتبت‬ ‫أولى قصائدك؟ ماذا تمثل لك هذه‬ ‫الحقبة في بداياتك؟‬

‫‪23‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫** المعيار االهم هو التطرق‬ ‫لهموم اآلخرين فالحالة االجتماعية‬ ‫بعد ما ظهرت على المجتمع تبعات‬ ‫وسلبيات الحرب… وهذا هو‬ ‫الموضوع االكثر مقبولية لدى‬ ‫المجتمع كك ال وبك ال طبقاته…‪.‬‬

‫** دخلت مع عائلتي المكونة من‬ ‫تسعة أشخاص سجن امن بابل‬ ‫وكان عمري ‪ 12‬عاما ومكثنا به ما‬ ‫يقارب السنتين كان ذلك في عام‬ ‫‪1981‬م وكنت وقتها قد نجحت من‬ ‫الصف السادس االبتدائي الى‬ ‫الصف االول متوسط… خرجت‬ ‫من سجن امن بابل وعمري ‪14‬‬ ‫عاما من الخوف والتعذيب‬ ‫واالضطهاد والمراقبة بدات اكتب‬ ‫الشعر‪.‬‬

‫*عامل التأثر والتأثير موجود في‬ ‫كل المجتمعات‪ ،‬هل الشاعر ملزم‬ ‫ان يكون متأثرا بما حوله هو‬ ‫وقصائده؟‬

‫أول نص كتبته ونشر في مجلة‬ ‫الطلبة والشباب عام م‪…1984‬‬ ‫عن طريق دار الثقافة والشباب التي‬ ‫انتميت لها بعد خروجي من السجن‬ ‫وعودتي الى المدرسة بتشجيع من‬ ‫االستاذين الفاصلين‪ /‬الشاعر عبد‬ ‫الهادي عباس… ‪ /‬واالستاذ كاظم‬ ‫بله‪ ،‬وعنوانها "مولد زهرة"‬ ‫تتحدث عن خروجي من السجن‬ ‫وكانني في مولد جديد لتخلصي من‬ ‫التعذيب واالعتقال والخوف‬ ‫وتباعات ذلك… لكنني بقيت متابع‬ ‫حتى سقوط النظام عام ‪2003‬م…‬

‫** الشاعر لسان حال المجتمع منذ‬ ‫عصور سحيقة وهذا ديدنه واذا كان‬ ‫غير ذلك فهو ال حاجة لنا به…‬ ‫وقصائده يجب تحاكي واقع‬ ‫المجتمع المرير… ويحاول جاهدا‬ ‫ايجاد الحلول المناسبة لذلك‪...‬‬ ‫* ماهو االفتقار الذي يخيم على‬ ‫اكناف الشعراء؟ وما حال الشاعر‬ ‫بين قصائده الحالمة البائسة؟‬ ‫** االفتقار للدعم المادي لألديب‬ ‫بمعنى عدم دعم مطبوعة يتكفال هو‬ ‫بطباعته بدون تبني أي جيهة‬ ‫ذلك…‬

‫* ماهو المعيار أو االساس الذي‬ ‫البد أن يبرز في كتابة القصيدة؟‬ ‫وماهي المواضيع االكثر مقبولية‬ ‫في قصائدك؟‬

‫الشاعر يطوف في خياالت كبيرة‬ ‫وبعيدة تفوق التص اور… وهو‬ ‫يعاني من البؤس والحرمان وربما‬ ‫االقصاء والتهميش ولالمباالة…‬ ‫من المجتمع برمته‪..‬‬

‫‪24‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫(اذا الشعب يوما اراد الحياة فال ان‬ ‫يستجيب القدر ) وغيرها…‬

‫*ماهي العوامل التي طرأت على‬ ‫جوانب الشعر؟ وماهو دور النقاد‬ ‫والشعراء في هكذا حاالت؟‬

‫ليس به سلبيات بل كلها ايجابيات اذا‬ ‫استخدم خارج الهجاء والمديح‪.‬‬

‫** جوانب التغير كبيرة وجذرية‬ ‫بحيث تح اولت من العمودي بصدره‬ ‫وعجزه وزنه وقافيته جناسه‬ ‫وطباقه ووحدة موضوعه… الى‬ ‫شعر التفعيلة الحر بالمحافظة على‬ ‫الوزن والقافية لكن ليس التمسك‬ ‫بعدد التفعيالت بحيث تقصر‬ ‫وتطول وتصبح سطرا بعد سطر‬ ‫اي افقية…‬

‫فالشاعر يتوجاب عليه اختيار‬ ‫مشروعه وانطالقته بال خوف او‬ ‫تردد ألنه يحمل قضية وجوهرها‬ ‫يقتضي المكاشفة ال التخفاي وراء‬ ‫الرموز واالحاجي وان يكون‬ ‫اسلوبه مؤثر إيجابي لتحديد الهوية‬ ‫والمنهج وان ال يكون انهزامي‬ ‫ومتر ادد وخائف او منضوي تحت‬ ‫كنف هذا او ذاك النه ربما يحقق‬ ‫مكاسب شخصية تقتل الموهبة النه‬ ‫يحمل قضية وهدف كما اسلفت‬ ‫وهذه الشخصية ومالمحها تحددها‬ ‫المواقف في احلك الظروف‬ ‫واقساها‪...‬‬

‫ظهرت قصيدة النثر بقوة وفاعلية‬ ‫على يد شعراء فاعلين امثال‪..‬‬ ‫ادونيس الذي حاول التنضاير لها‬ ‫وجدد فيها وطورها بحيث تالئم‬ ‫وتناسب تقلبات وضعنا الراهن…‬ ‫وقد اخذت دورها في الذائقة العربية‬ ‫والعراقية… واكيد يجب على النقااد‬ ‫تجديد ادواتهم بما يناسب ضخامة‬ ‫التحول وقوة الحدث…‬

‫* هل تعتقد أن مفهوم الحداثة أحدث‬ ‫قلة توزان في الساحة الشعرية؟‬ ‫وبرأيك‪ ،‬ماهي اهم األساسيات او‬ ‫الحدود للشعر والشعراء؟‬

‫* لكل نشاط وعمل ايجابيات‬ ‫وسلبيات‪ ،‬ماهي ايجابيات وسلبيات‬ ‫الشعر على الشاعر نفسه؟‬

‫** الحداثة تطور يتقدم باتجاهات‬ ‫صحيحة ال شأن له بتأخر األمم‬ ‫والصراعات التي تؤثر عليها‬ ‫التوازن الذي نتحدث عنه في الفكر‬ ‫الجمعي لكنني عندما اتبنى منهج‬ ‫نقدي او فلسفي او طريقة كتابة على‬ ‫مدرسة كالسيكية او حديثة الفارق‬

‫** الشعر يش اخص المشكلة ويعطي‬ ‫الحل فهو صفة مميزة لرسم غد‬ ‫جميل وواعد فقد حدثت ثورات‬ ‫كبيرة في العالم العربي بسبب‬ ‫قصيدة…‬

‫‪25‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫** النص المفتوح او المغلق‬ ‫تسميات سبقت قصيدة النثر…‬ ‫المفتوح يجعل القاريء شريك في‬ ‫النص… اما المغلق عكس ذلك‬ ‫وهما سبقا قصيدة النثر في التسمية‬ ‫والمضمون…‬

‫ان ابدع بالصيغة التي اجد نفسي‬ ‫فيها‪ ..‬وال حدود للشعر ففي كل يوم‬ ‫هناك جديد ولكل جديد ا‬ ‫لذة كما يقول‬ ‫المثل…‬ ‫* ماهو الموضوع الشائك الذي‬ ‫يدور في اطار الشعر؟ برأيك اين‬ ‫دور النقاد في ايجاد الحلول؟‬

‫نعم‪ ..‬هناك اشكال كبير لكن في‬ ‫الوزن فقط… فقصيدة النثر تعتمد‬ ‫االيقاع الداخلي للجملة او السطر‬ ‫النثري الذي تت اولد منه المعاني بعد‬ ‫التشظي‪...‬‬

‫** العمودي ثابت وازلي والحر‬ ‫شعر التفعيلة مستحدث ومع ذلك لم‬ ‫يخرج عن الوزن وربما تسياد‬ ‫القافية… الموضوع الشائك هو في‬ ‫قصيدة النثر… بعض النقاد‬ ‫يسمونها نص مفتوح او نص‬ ‫مغلق‪ ..‬او نثر فني دون االعتراف‬ ‫بأنها قصيدة نثر جديدة بثوبها‬ ‫البراق المغري‪..‬‬

‫*الغموض حالة شهدت في الشعر‬ ‫العربي الحديث‪ ،‬كيف تفسر هذه‬ ‫الحالة؟ وماسر نجاحها؟‬ ‫** هناك فرق بين الغموض‬ ‫الخصب ذو االبعاد وبين الغموض‬ ‫الذي يؤدي الى االبهام وعدم‬ ‫الوصول الى معنى… وهذا بح اد‬ ‫ذاته نجاح للقصيدة والنص‬ ‫النثري… ألن من خالل خصوبته‬ ‫يكون التشظي فاعال‪..‬‬

‫*برايك‪ ،‬ماذا افرزت المدارس‬ ‫الشعرية من تحوالت على الشعر‬ ‫العربي؟‬ ‫** المدارس تنتهج من قبل الشاعر‬ ‫هو يطلع عليها ك ال على حده ويحدد‬ ‫موقفه منها ويتنبى الكتابة والدفاع‬ ‫عن دورها في التأثير في المجتمع‬ ‫شأنها شأن المدارس النقدية…‬ ‫كاالكالسيكية… والحداثوية…‬ ‫وما بعد الحداثة……‪.‬‬

‫* ما هو الحنين الذي يلوح في أفق‬ ‫الشاعر‪ ،‬وألي األشياء تبرز ذاتية‬ ‫القصيدة؟‬ ‫** الحنين الى الماضي فالشاعر او‬ ‫االديب يعود الى ذكريات الطفولة‬ ‫ويشتاق الى اماكن عاش فيها او‬ ‫مكث فيها ألنها وطنه وعالمه الذي‬

‫*ما مدى تقبل فكرة النص المفتوح‬ ‫والمغلق لدى الشعراء‪ ،‬ولها‬ ‫اشكاالت لديهم‪..‬؟‬

‫‪26‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫البيت الثقافي له برنامج فصلي‬ ‫واماسيه اسبوعية‪..‬‬

‫ال ينفصل عنه مهما حاول الهروب‬ ‫او االبتعاد او السفر… وهي تبرز‬ ‫جلياة في قصائده ونصوصه‬ ‫ومقارباته ومناقشاته بتفسير اخر‬ ‫يكون بروز واضح للمكان والزمان‬ ‫في كل ما يكتب وما يبوح‬ ‫به‪..‬بك…‬

‫نقابة الفنانين لها برنامج فصلي‬ ‫واماسيه اسبوعية…‬ ‫ملتقى شعراء القاسم‬ ‫ملتقى المحاويل االدبي‬

‫* صف لنا مشهد مدينة بابل االدبي‬ ‫والثقافي‪ ،‬ماذا تمثل بالنسبة للثقافة‬ ‫والمثقف العراقي ؟‬

‫وهنالك منتديات ليلية‬ ‫مثل‪..‬‬ ‫ملتقى حسام الشاله النصف شهري‬

‫** بابل حاضنة للفكر واالدب‬ ‫والشعر وكل الفنون االبداعية منذ‬ ‫والدة التاريخ‪ ..‬ولالن ومهرجان‬ ‫بابل السنوي خير دليل‪ ..‬الثقافة‬ ‫على اوجها في بابل… منتديات‬ ‫ومهرجانات فنياة وثقافية على مدار‬ ‫االسبوع‪...‬‬

‫ملتقى عبد االخوة النصف شهري‬ ‫ملتقى المطيري النصف شهري‬ ‫ملتقى الجندول‬ ‫وهنالك ملتقيات نصف شهرية‬ ‫كثيرة‪،‬‬ ‫للمثقاف في بابل دور كبير وعلى‬ ‫مدار االسبوع‪...‬‬

‫في اتحاد ادباء وكتااب بابل له‬ ‫واماسيه‬ ‫فصلي‪..‬‬ ‫برنامج‬ ‫اسبوعياة‪...‬‬

‫‪27‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫ألمتنبي شاعر وشارع ثقافي‬ ‫بقلم ألكاتب محمود ألجبوري ـ ألعراق ـ بابل‬ ‫ألشاعر ألعراقي أبو ألطيب‬ ‫ألمتنبي(‪ 915‬ـ ‪965‬م)هو ( أحمد‬ ‫بن ألحسين ألجعفي) ولد في حي‬ ‫قبيلة كندة بالكوفة ‪،‬نظم ألشعر‬ ‫وعمره تسع سنوات ‪،‬إشتهر شعره‬ ‫بالحكمة ‪ ،‬أجاد وصف ألمعارك‬ ‫وألحروب فكان شعره سجل‬ ‫تأريخي ‪ ،‬كان شجاع وطموح‬ ‫ومحب للمغامرات‪ ،‬غزير أألنتاج‬ ‫ومفخرة لألدب ألعربي ‪ ،‬ترك ‪326‬‬ ‫قصيدة ‪،‬لقاب بـ (ماليءألدنيا وشاغل‬ ‫ألناس) ‪،‬سجن سنتين في حمص من‬ ‫قبل أميرها (لؤلؤ) من ‪ 321‬ـ ‪323‬‬ ‫هجرية‪ ،‬معظم شعره هو مدح‬ ‫أألمراء وألحكام ‪ ،‬عاش أجمل أيام‬ ‫حياته في بالط سيف ألدولة‬ ‫ألحمداني في حلب وأصبح من‬ ‫شعراء بالطه عام ‪337‬هجرية ‪،‬‬ ‫ثلث شعره مدح في سيف ألدولة ‪،‬‬ ‫كان لديه كبرياء يلقي ألشعر قاعدا‬ ‫بين يدي سيف ألدولة ‪،‬قوله في‬ ‫سيف ألدولة ‪:‬‬

‫مدحه في قصيدتين ولم يحصل‬ ‫على مبتغاه فخاطبه قائال ‪:‬‬ ‫أصبحت أغنى خازنا ويدا أنا ألغني‬ ‫وأموالي ألمواعيد‬ ‫ال تشتري ألعبد إال وألعصى معه إن‬ ‫ألعبيد ألنجاس مناكيد‬ ‫هجى كافور بقوله ‪:‬‬ ‫أغاية ألدين أن تحفاوا شواربكم يا‬ ‫أ امة ضحكت من جهلها أألمم‬ ‫خرج من مصر يوم عيد بعد أن‬ ‫حطاوا من منزلته بقوله ‪:‬‬

‫كأنك قمرا وألملوك كواكب إذا‬ ‫طلعت لم يبد منهم أحد‬

‫عيد بأياة حال عدت ياعيد بما مضى‬ ‫أم ألمر فيك تجديد‬

‫سافر إلى مصر ومدح كافور‬ ‫أألخشيدي حاكمها وكان عبدا أسود‬

‫عاد إلى ألكوفة ودافع عنها عندما‬ ‫هاجمها ألقرامطة عام ‪ 353‬هجرية‬

‫‪28‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫ثقافي إقترن إسمه بالشاعر ألمتنبي‬ ‫عرف بشارع ألمتنبي على ضفاف‬ ‫دجلة ‪ ،‬أألسم ألقديم له هو شارع‬ ‫أألكمكخانة ‪،‬وفي عام ‪1936‬‬ ‫أصبح إسمه شارع ألمتنبي ‪ ،‬وهو‬ ‫حاليا شارع للثقافة يقصده ألمثقفين‬ ‫كل يوم جمعة ‪ ،‬أقامت أمانة بغداد‬ ‫تمثال للمتنبي مقابل دار ألكتب‬ ‫وألوثائق قطع رأسه عام ‪ 2005‬من‬ ‫قبل ألتكفيريين ‪ ،‬تم بناء تمثال‬ ‫حديث له عام ‪ 2007‬على ضفة‬ ‫دجلة ‪،‬ظ ال ألظالميين يالحقون‬ ‫ألمتنبي حتى بعد مماته إذ فتك به‬ ‫قطعان ألجهل وألظالم يوم‬ ‫‪ 2007/3/5‬بسيارة مفخخة ‪،‬فكانت‬ ‫ألنتيجة ‪ 60‬شهيد ‪ 70 ،‬جريح ‪،‬‬ ‫حرق ‪ 30‬مكتبة ‪،‬حرق ‪ 25‬محل‬ ‫قرطاسية ‪ ،‬حرق ألمكتبة ألعصرية‬ ‫وهي أقدم مكتبة في شارع ألمتنبي‬ ‫تأسست عام ‪ ، 1908‬هدم مقهى‬ ‫ألشابندرألثقافي ألتي تأسست‬ ‫‪ 1917‬وإستشهاد أوالد ألحاج‬ ‫(محمد ألخشالي) ألخمسة صاحب‬ ‫ألمقهى ‪ ،‬وإستشهاد أشهر بائع كتب‬ ‫( محمد يحياوي) ‪ ،‬أغلق ألشارع‬ ‫عامين ثم أعيد بنائه وتأهيله وعادت‬ ‫له ألحياة يوم ‪2008/12/11‬‬ ‫بإفتتاح رسمي ليبقى رمزا ثقافيا‬ ‫على م ار أأليام ‪.‬‬

‫‪،‬هجى (ضباة بن يزيد أألسدي)‬ ‫بقصيدة شديدة سببت مقتله فيما بعد‬ ‫‪،‬خال (ضباة) هو (فاتك أألسدي) ‪،‬‬ ‫سافر إلى بالد فارس(إيران)ومدح‬ ‫عضد ألدولة ألبويهي وهي آخر‬ ‫قصيدة في حياته وكانت تحمل نذر‬ ‫ألموت قال فيها ‪:‬‬ ‫فدا لك من يقصر عن مداكا فال ملك‬ ‫إذن إالا فداكا‬ ‫وبعد لقائه بعضد ألدولة في شيراز‬ ‫من أعمال فارس وعند عودته إلى‬ ‫بغداد يوم ‪ 965/12/23‬م‬ ‫ألمصادف ‪ 24‬رمضان ‪354‬‬ ‫هجرية لقيه (فاتك أألسدي) هجم‬ ‫عليه مع ‪ 61‬من قطاع ألطرق‬ ‫بقيادته ‪،‬ألمتنبي أراد ألهرب فقال‬ ‫غالمه (مفلح) أتهرب وأنت ألقائل‬ ‫؟‪:‬‬ ‫ألخيل وألليل وألبيداء تعرفني‬ ‫وألسيف وألرمح وألقرطاس وألقلم‬ ‫فر اد عليه ألمتنبي بقوله قتلتني قتلك‬ ‫أهلل ‪ ،‬قتل معه إبنه ( محمد) ونفر‬ ‫من غلمانه ‪ ،‬مكان ألقتل دير‬ ‫ألعاقول في ألنعمانية ‪ ،‬وكان قد‬ ‫جمع ديوانه في شيراز فتطايرت‬ ‫أوراقه في ألهواء ‪،‬تخليدا للشاعر‬ ‫ألمتنبي ودوره في أألدب ألعربي‬ ‫تأسس ببغداد في ألعراق شارع‬

‫‪29‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫عراق بال داعش‬ ‫رسل ثامر الساعدي‬ ‫فتوى السيد السيستاني ضمنت‬ ‫عودة العراق حر وضمنت حفظ‬ ‫األرض والمال والعرض‬ ‫قبل بضع سنوات مضت بدأت‬ ‫غيمه سوداء تنتشر في أرض‬ ‫العراق‬ ‫تتدفق أمطار حامضيه قاتلة ملئت‬ ‫األرض برائحة عفن‬ ‫قتل وسبي للنساء ودماء تسيل بكل‬ ‫مكان قطع يد ورجم‬ ‫وتعذيب واغتصاب وتهجير بحجه‬ ‫اإلسالم‬

‫أجل بطل‬ ‫انه المرجع األعلى السيد‬ ‫السيستاني ليعلن فتوه الجهاد‬

‫داعش تخونني عباراتي عندما اود‬ ‫وصفهم فحتى الحيوان يمتلك من‬ ‫الرأفة أكثر منهم‬

‫فأنتفض الشعب العراقي على بكره‬ ‫أبيه من صغار وكبار‬

‫انتفض أبناء العراق للقتال الكثير‬ ‫الكثير من الضحايا‬

‫بأعمار مختلفة ينادون لبيك‬ ‫ياعراق لبيك أيها المرجع األعلى‬

‫شهداء سبايكر ‪ 1700‬شهيد ستبقى‬ ‫رائحة دمائهم الزكية تعطر جو‬ ‫العراق‬

‫وبذلك تشكل الحشد الشعبي‬ ‫المقدس واستمر القتال‬ ‫بإعداد رجال لم تتوقعها داعش‬ ‫وبشجاعة ابطال‬

‫رغم ذلك استمرت تلك الغيمة‬ ‫السوداء باالنتشار ناشره الرعب‬ ‫والدمار‬

‫ينادون حي على الشهادة‬

‫إلى أن تحدث بطل‬

‫‪30‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫زف إلى الجنة‬

‫قواتنا األمنية وحشدنا المقدس‬ ‫لوالكم لما كنا بأمان ولما انتصرنا‬

‫بعد أن استشهد في أحد هجمات‬ ‫داعش‬

‫تحية إجالل واحترام مني ومن كل‬ ‫العراقيين لكم‬

‫أما الشخصية الثانية هي‬

‫شهدائنا رحمكم هللا برحمته‬ ‫الواسعة واعطى ذويكم الصبر‬

‫_ اإلعالمية والمراسلة الحربية‬ ‫المجاهدة رنا العجيلي‬

‫أنتم فخرنا‬

‫أول مراسلة حربية امرأة تستشهد‬ ‫في العراق منذ دخول داعش‬

‫أنا اليوم لو أردت ذكر أسماء‬ ‫الشهداء لن تكفيني مئات‬ ‫الصفحات‬

‫رحلت عن هذه الدنيا تاركه خلفها‬ ‫أبناء يفتخرون بها‬

‫سأسلط الضوء على شهيدين‬ ‫يعتبران شخصيات إعالمية وادبيه‬

‫وبشجاعتها ووطنيتها‬ ‫الرحمة والرضوان لجميع الشهداء‬ ‫االبراء‬

‫كان لهم دور فاعل قبل دخول‬ ‫داعش تركوا كل شيء ورائهم‬ ‫وانضموا للحشود المقاتل‬

‫سيدي السيستاني سأيبقى موقفك‬ ‫مذكورا على مر التاريخ‬

‫مؤمنين بجمال الشهادة وجمال‬ ‫النصر مستنكرين العيش بذله‬

‫وسيذكر التاريخ ان العراق كاد أن‬ ‫يحترق ويصبح رماد‬

‫رافضين تدنيس أرض العراق‬ ‫مصرين على القضاء على داعش‬

‫وفتواك أطفئها‬

‫كما هو حال جميع العراقيين‬ ‫هما‬ ‫_ الشهيد الشاعر المراسل الحربي‬ ‫علي رشم الساعدي‬ ‫شاب موهوب وشاعر متمكن‬ ‫مراسل حربي ال يخشى الموت‬ ‫عشريني عمر وسيم الشكل‬

‫‪31‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫أدب ساخر‬

‫عدد ‪45‬‬

‫حلم ال بومة‬ ‫احمد جارهللا ياسين‬

‫بعد اصغائه لنشرة االخبار االخيرة زاد المواطن‬ ‫صالح سعيد البومة من استنكاره وشجبه من خالل‬ ‫تركه تدخين السكاير والتوجه الى النركيلة ‪..‬ثم زاد‬ ‫استنكاره درجة اعلى بضرب قطعة الدوشيش بقوة‬ ‫اكبر على الطاولة… كادت من شدتها ان تسقط لعبة‬ ‫الطائرة المقاتلة البالستيكية المعلقة في سقف كافييه‬ ‫( الحلم العربي )…‬

‫‪32‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫المهم نشترك‬ ‫حسام الطحان‬

‫ابان انتهاء الحرب العراقية االيرانية عام ‪ 1988‬انطلقت االحتفاالت في‬ ‫عموم العراق ‪ ،‬واختلفت طرق التعبير عن الفرحة ‪ ،‬وكان ابرزها اطالق‬ ‫العيارات النارية والتراشق بالمياه ‪ ،‬واتذكر ان احدهم اراد ان يعيش اللحظة‬ ‫ويشارك بأطالق العيارات النارية لكنه لم يكن يملك مسدسا حقيقيا ‪ ،‬فأخرج‬ ‫مسدس الحج الذي كان قد اهداه اياه احد الحجاج سابقا ‪.‬‬ ‫الحكمة ‪ :‬ليس مهما الطريقة التي تشارك فيها االخرين افراحهم ولكن المهم‬ ‫ان تشارك ‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫شعر‬

‫عدد ‪45‬‬

‫أنا‬ ‫شعر ‪:‬د‪ .‬هشام عبد الكريم‬

‫الطفل الذي نهض‬

‫هو أنا‬

‫من أقاص ي حلمه‬

‫العاشق‬

‫هو أنا‬ ‫املجنون الذي‬

‫الذي يعرف ما‬ ‫يدور‬

‫ركب مكنسة‬

‫في عقل حبيبته‬

‫وظنها‬

‫ويحبها هو أنا‬

‫ستقلع به‬

‫الشاعر‬

‫الى السماء‬

‫الذي جر ّ قصائده‬

‫السابعة‬

‫من آذانها‬

‫هو انا‬

‫وجعلها‬

‫الرجل‬

‫ّ‬ ‫طيعة بين يديه‬

‫الذي فكر‬

‫هو أنا‬

‫أن يوحد العالم‬

‫أملفكر‬

‫تحت خيمة‬

‫الذي عرف‬

‫اسمها الحب‬

‫النهايات‬

‫قبل حدوثها‬ ‫هو أنا‬ ‫البئيس الذي‬ ‫ذرف الدموع‬ ‫على أمه املوصل‬ ‫وهو يعرف‬ ‫من اوصلها‬ ‫إلى مفترق فجيعتها‬

‫‪34‬‬

‫هو أنا‬ ‫املمسك‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫بجمرة حضوره‬

‫ونزوحه‬

‫أو لستني أشبه‬

‫وحيرته‬

‫وجفوة األصدقاء‬

‫بخرائط‬

‫ودورانه الالمجدي‬

‫وإحساسه‬

‫مازالت تبحث‬

‫وضياعه‬

‫بأنه كالبعير املعبد‬

‫عن هوياتها‬

‫وخذالنه وحرمانه‬

‫هو أنا‬

‫الضائعه‬

‫وفجيعته وخيباته‬

‫ياه‬

‫وانسحاقه‬

‫كم أنا حزين علي‬

‫‪35‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫محاكاة لقصيدة الشاعر‬ ‫عدنان االحمدي‬ ‫القدس‬ ‫محمود الدرويش‬ ‫حتام تصحو والجميع نيام‬ ‫وإالم توأد بالصدى األقالم‬ ‫حتام يحتكر الرعاع يراعنا‬ ‫وينام عما تفعل اإلعالم‬ ‫والناس تذبح كالنعاج بقدسنا‬ ‫والدم يسفك والذمام حرام‬ ‫والراية العلياء قد سقطت بنا‬ ‫إذ ليس في فعل ألآلم سالم‬ ‫ما عاد فينا عنتر أو حمزة‬ ‫ما عاد فينا فارس مقدام‬ ‫والدمع في عين الطفولة جامد‬ ‫باعته وسط مزادها األيام‬ ‫يا شام عذرا أن جرحك مالح‬ ‫لك أن تصيحي تصرخي يا شام‬ ‫من ألف عام والدماء تجرنا‬

‫‪36‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫ويلفنا غبش له إجرام‬ ‫تلك الحجارة تستفز سكوننا‬ ‫كي تنطوي في قلب ميم الم‬ ‫يا قدس إن مساءنا مستوحش‬ ‫يا قدس إن صباحنا أوهام‬ ‫أمجادنا في الدهر صات نكتة‬ ‫وحكاية الشرف الرفيع كالم‬ ‫أصنامنا عادت إلى عبادها‬ ‫ماذا جرى كي تعبد األصنام‬ ‫الكل نام عن الذبيحة قدسنا‬ ‫نوم الكهوف ومن بها قد ناموا‬ ‫ماتت خيول العرب فينا كلها‬ ‫ما عاد فينا فارس ضرغام‬ ‫ما عاد يشفينا صالح الدين أو‬ ‫يعلو بسيف القادمين الهام‬ ‫نام الجميع ومستقانا مره‬ ‫لك أن تصيحي ‪،،،‬تصرخي يا شام‬

‫‪37‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫باقة عشق‬ ‫الشاعر طارق فايز العجاوي‬ ‫اني محب‬

‫هائم‬

‫واني‬

‫ولع‬

‫وفي صميمي الهوى املرصود قد عصفا‬ ‫وفي صدري مدارجه‬

‫وقد قصدت‬ ‫محراب‬

‫تواقا‬

‫ودك‬

‫ومعتكفا‬

‫هذا كتابي به اطريك منتشيا‬ ‫وقد سما بك قرضا وانتش ى شرفا‬ ‫هذا الجوى الغض ازجيه لساحرة‬ ‫لغيرها القلب لم يهدل وما رجفا‬ ‫وليس لي في الهوى والود سابقة‬ ‫ما كنت يوما لهذا الكار محترفا‬ ‫ولست ممن يرى في الود تسلية‬ ‫وال اروم‬

‫به‬

‫لغوا‬

‫وال ترفا‬

‫اهيم بالعشق يسبيني واحفظه‬ ‫بين الضلوع الى دنياك معترفا‬

‫‪38‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫الرجوع الى األمام‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫مذ وطأت أناملي الكتابة‬ ‫وأنا أبوح عكس قافلتهم‬ ‫أصدقائي العقالء‬ ‫ما زالوا يسرحون‬ ‫كـ محقى يف خميلتي‬ ‫ُ‬ ‫والزلت بالنسبة هلم‬ ‫اجملنون الذي سئموا‬ ‫حكايات جداتهم عنه‬ ‫حني كانوا صغارا‬ ‫يلوذون خلف األبواب‬ ‫لـيلعقوا أصابعهم‬ ‫من سرقة احللوى‬

‫‪39‬‬

‫أسامة البدري‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫نرجسيات‬ ‫نرجس عمران‬

‫أعد الروح حمرابها‬

‫فأقبل على املصاب‬

‫كيف حتيا جسدا يف‬

‫راضيا‬

‫جسد ؟‬

‫ما خفف ثقله إال‬

‫األجماد تنقب عن‬

‫احلمد‬

‫أقرانها‬

‫به تغدو راضيا‬

‫فكن هلا الصانع والند‬

‫فأزد منه يف الفرح او‬

‫األعمار تضع آجاهلا‬

‫النكد‬

‫التسألنك طوهلا والقد‬

‫أرح جيد سالمل‬ ‫الرحيل‬

‫سل الشطآن عن‬

‫واجعل القناعة له‬

‫حلقومها‬

‫تتوسد‬

‫هل رواه جزر أو مد‬

‫مهما طال عمرك‬

‫وما زالت الصحراء‬

‫قصري‬

‫عامرة‬

‫فكن لفرحك خري سند‬

‫ومازال جوف الرمال‬ ‫يلد‬ ‫‪40‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫من نافذة القطار‬ ‫رضا سعد‬ ‫زاغت العينان‬

‫عليه اغنى‬

‫وقف القطار‬

‫على أبواب األمل‬

‫ارض العز‬

‫على أبواب المكان‬

‫ارتجف الوجدان‬

‫ارض الكرم‬

‫انا المسافر‬

‫قف قليال هاهنا‬

‫ارض الميعاد‬

‫بين سطوري اشجان‬

‫ذكرى عمر كان‬

‫ارضى‬

‫مهاجر رغم عني‬

‫قف قليال أنني‬

‫االقصى جريح‬

‫مرحل لمخيم حيران‬

‫متيم تملئه االحزان‬

‫قوال صريح‬

‫من بعد عز‬

‫ثقي حبيبتي‬

‫ما استريح‬

‫تاركا خلفي األمان‬

‫اني‬

‫حتى فيه نصلى‬

‫يوما أعود‬

‫فارس للوطن‬

‫لو كنت اسير‬

‫اغني‬

‫اوكنت شهيد‬

‫بالحب لخير‬ ‫األوطان‬

‫وانت للقلب درع‬

‫طرق جديد‬

‫تمهل أيها القطار‬

‫يدفع الياس‬

‫وفهم سعيد‬

‫عني‬

‫فكر شريد‬

‫جماد انت ال تعي‬ ‫اإلنسان‬

‫اصاب الوهن‬

‫ما زال يبحث‬

‫ما اصاب منى‬

‫عن النصر‬

‫لكن هذا حالي‬

‫وعنى‬

‫‪41‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫تعالي وانثري حبك‬ ‫‪---------------------‬‬‫ماجد محمد طالل السوداني‬ ‫العراق ‪ -‬بغداد‬

‫تعالي‬ ‫رعك الخصبةُ‬ ‫أنا أرْ ض ز‬ ‫ِ‬ ‫تعالي وحرثُي رُو ِحي الولهة‬ ‫ت حُبك ِ‬ ‫بِكلِما ِ‬ ‫نثري ُحرُوف اللوع ِة على‬ ‫وأ ِ‬ ‫جس ِدي ال ُمسجى‬ ‫والهجران‬ ‫رصيف الغرب ِة‬ ‫على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعالي‬

‫ت الزلتي مبللة‬ ‫فأن ِ‬ ‫ت‬ ‫بما ِء ور ِد قُبالتي الممطرا ِ‬

‫وسقي أرضي العطشة‬ ‫ك‬ ‫برضاب شفتي ِ‬

‫بما ِء كلماتي وأحرفي‬

‫الحز ُ‬ ‫ين‬ ‫ُمر‬ ‫ِ‬ ‫وحصدي بقايا الع ِ‬

‫تعالي موالتي‬

‫تعالي‬

‫مري‬ ‫ألسقي ُعمر ِ‬ ‫ُك من ماء ُع ِ‬

‫ت‬ ‫ومط ِري على كلما ِ‬ ‫امرأةعاشقة‬

‫ُوح‪.‬‬ ‫وأشب ِ‬ ‫عك ِمن ِسنِين الر ِ‬ ‫مري‬ ‫لِيطول ُع ِ‬ ‫مرك ويُقص ُر ُع ِ‬

‫بنار الحب‬ ‫اكتوى جسدها ِ‬ ‫والحرمان‬

‫بحر العيو ِن‬ ‫فإنا المفتون في ِ‬ ‫تعالي‬

‫مطري‬ ‫وال تنسي فيض‬ ‫ِ‬ ‫عليك‬ ‫ِ‬ ‫‪42‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫ساعةُ‬ ‫رؤياك حلم للحالمين ؟‬ ‫ِ‬

‫رحيق‬ ‫لنعطر الحياة من‬ ‫ِ‬ ‫الشفتي ِن‬ ‫ونتحدى قساوة الزمن‬

‫تعالي ورددي معي‬ ‫أهزوجة المحبين ‪::‬‬

‫ُ‬ ‫لك حروف‬ ‫يا من‬ ‫جمعت ِ‬ ‫ت‬ ‫الكلما ِ‬

‫((يا محله الكصيبة‬ ‫ويامحله كذلته‬

‫ك‬ ‫من كبريا ِء نهدي ِ‬

‫وياطيب العسل‬

‫ألسقي العم ُر عشرات السنين‬

‫من بين شفته ))‬

‫سيدتي تعالي‬ ‫العينين‬ ‫وارشديني ياكحيل ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫لقياك‬ ‫يكون‬ ‫ب‬ ‫في أ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ي الدرو ِ‬ ‫موالتي ؟؟‬

‫‪43‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫قصة قصيرة‬

‫عدد ‪45‬‬

‫للقدس‬ ‫قصة قصيرة ‪ /‬بقلم محمد على عاشور‬

‫لحظة الميالد‬ ‫نظرت الشجرة المزهرة من عليائها إلى الحجر الراسخ منذ األزل وقالت له‬ ‫متعجرفة ‪:‬‬ ‫" أنت قابع هاهنا منذ القدم ‪ ،‬وأنا أعانق النسيم وأزداد طوال ‪ ،‬حتى أن قاطفي‬ ‫أزهاري يقفون على رأسك كي يقطفوها"‬ ‫رفع الحجر العتيق رأسه متأمال ثم ابتسم في سخرية وعاود هدوءه األزلي‬ ‫وتطلعه فيما حوله ‪.‬‬ ‫لمح من بعيد الشمس تداعبه بأشعتها الدافئة ثم تبتسم وهي تقول ‪:‬‬

‫‪44‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫‪ :‬ال تحزن ‪ ،‬فهي تتجاهل أن الماء والذي يرويها ينبثق من تحتك ‪ ،‬والزمن‬ ‫يمر من فوقك وأنت باق ‪ ،‬أما هي فقد نمت بسرعة وسيأتي اليوم الذي تفنى‬ ‫فيه ‪.‬‬ ‫نظرت الشجرة المزهرة إلى ربة النور وهي تضحك ‪.‬‬ ‫انتبهوا جميعا بعد سماعهم ضجيجا في المكان ‪ ،‬ضباعا مختلفة األشكال قادمة‬ ‫من اتجاه الغرب‪ ،‬تعبث في كل شيء و هي تتقدم ‪.‬‬ ‫قالت الشجرة للحجر وهي تنظر إلى الشمس في سخرية ‪:‬‬ ‫أنظر ها قد جاء قاطفو أزهاري وسيطؤون رأسك ‪.‬‬ ‫بعد قليل جاء من الشرق فتيان كثيرون ‪ ،‬عيونهم جمرات ‪ ،‬وخطواتهم راسخة‬ ‫‪ ،‬آخذون في االقتراب ‪.‬‬ ‫تهلل وجه الحجر وهو يرى الفتية يلتقطون إخوانه الصغار ويقذفون بها‬ ‫الضباع التي تخطفت بعض صغارهم وتحاول أن تخطف من الباقين األقوياء‪.‬‬ ‫تقلقل الحجر الراسخ في مكانه ‪ ،‬وثار ثورة عارمة ‪ ،‬وتزلزل كيانه ‪ ،‬ثم ما‬ ‫لبث أن انفجر إلى أجزاء‪ ،‬والشجرة المزهرة تضحك ضحكات هستيرية وهي‬ ‫تراه يتحول إلى صخيرات من نار في حجم قبضة اليد ‪ ،‬سرعان ما التقطها‬ ‫الصبية وقذفوا بها الضباع التي فرت هاربة خلف أشجار الغرقد‪.‬‬ ‫عندها توقفت الشجرة المزهرة عن الضحك ‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عالم املرآة‬

‫عدد ‪45‬‬

‫سألتني‬ ‫ذات مرة هل احبك‬ ‫نعم‬ ‫وهل جتهل هذا‬ ‫ال‬ ‫ملا السؤال اذا‬ ‫احبها من فمك‬ ‫بفمك شهد العسل‬ ‫وسر احلياة‬ ‫ومهد احلب‬ ‫رددت‬ ‫ان احلب يا حبيبي‬ ‫ليست كلمات نقوهلا‬ ‫امنا إحساس يولد وميوت‬

‫‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫أزياء‬

‫‪47‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫ناصر إبراهيم‬

‫‪48‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫لوحة وفنان‬

‫مواهب شابه‬

‫زهراء الساعدي‬

‫‪49‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫كلمات وخواطر‬

‫‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫أقالم شابة‬

‫عدد ‪45‬‬

‫تسَاقطت األحاسيس‬ ‫شيماء شاكر‬ ‫ُ‬ ‫أدري‬ ‫أحاسيسي‬ ‫تساقطت‬ ‫ِ‬ ‫ولست ِ‬

‫وإحساسي ال يُبلى‪،‬‬ ‫أنا المج ُد‬ ‫ِ‬

‫متى جاء الحب وكيف يأتِي !‬

‫أوي !‬ ‫هري شوك والقلبُ ال ي ِ‬ ‫فد ِ‬

‫يسري‪،‬‬ ‫أتى وغ امه بين عروقِي ِ‬ ‫هياما أو شوقا ال أ ِميلُ‪،‬‬ ‫عمري !‬ ‫ثباتا وصالبة طُول‬ ‫ِ‬

‫عليه رجائي‪ ،‬ضعفِي وقلة حليتِي !ِ‬ ‫كالحلم ليال‪،‬‬ ‫مزخرف لونه‬ ‫ِ‬ ‫ألمحُه كما لو ا‬ ‫أن النجم بين يد ا‬ ‫ي!‬ ‫تالبس بين قلوب دون خوف‪،‬‬ ‫يمسي‬ ‫ضفاف‬ ‫ت على‬ ‫الشوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫يغشي‪،‬‬ ‫وتساقط‬ ‫األحاسيس متى ما ِ‬ ‫ِ‬ ‫يجتا ُح ال اشريان ِمن فوقِي لتحتِي !‬ ‫بالهيام والوج ِد‪،‬‬ ‫لثَّم قلبِي‬ ‫ِ‬ ‫عد اوي لطالما أضعفنِي بال ُود !‬ ‫فال هناء وال صفاء فِي الحبا ‪،‬‬ ‫وبهذا يلتقِيك اليو ُم لح ِدي !‬ ‫ولو ُ‬ ‫كنت أحل ُل وأح ار ُم‪،‬‬ ‫لحر ُ‬ ‫ُؤوي !‬ ‫امت الحُبا ِحين ي ِ‬

‫‪51‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫وطن الحب‬ ‫ذوالفقار عبدالحسين‬ ‫حبك وطني يمأل الكون عشقا‬ ‫تزين الجبال والوهاد شمسه وردا‬ ‫يعني حبك يا وطني‬ ‫اعظم شيئا آلالمك‬ ‫سأحسُبُ النجوم في نهاري‬ ‫وأحسب ليلي جراحا‬ ‫كأني بالليل‬ ‫الملمه انتظارا‬ ‫وأَسم ُع البكاء‬ ‫من بعيد‬ ‫يقطع الوريد‬

‫رغم الموت‬

‫وأسم ُع الغناء‬

‫نسقيها اآلهات‬

‫إحتضارا‬

‫مواويل العشق‬

‫على جراحك نقشت دمي‬

‫لدجلة والفرات‬

‫على جسم الشهيد‬

‫اسمك يعلوا اسمك تراتيل‬

‫أهزوجة عيد‬

‫في التاريخ تشدوا‬

‫نغم موجات‬

‫ارقني شعري وسطور نثري‬

‫النهرين‬

‫تحكي ترانيم‬

‫اكيف العيشُ وزهرك‬

‫الزمان‬

‫رغم الجرح‬

‫انت وطني بيت الكل‬

‫‪52‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫وعلى انغامك‬

‫دجلة الخير يرقص‬

‫يشدوا الكل‬

‫بصوت غنى شجنا يحكي‬

‫وفي صباحاتك‬

‫عن اسرارا تبكيه‬

‫يتعطر صبح الفل يهيم بانوارك‬ ‫الليل‬

‫عن أجساد رميت فيه‬ ‫ربي احفظ شعب‬

‫فيك اجتمعت فيك كثرت‬

‫قباب النور‬

‫ناس تنسى ركب الخيل‬

‫وابعد عنه نواح المقابر‬

‫تبقى شمسك مشرقة‬

‫يزرع حبا يهمس صوت‬

‫وخمائلك الظل‬

‫تغرد في اجواءه اصوات العنادل‬

‫شمس عراقي ما احالها‬

‫على مر العصور‬

‫تضحك تأخذ قلبي‬ ‫اليها ينبض وهي دربي‬ ‫نور عيني يا وطني‬

‫‪53‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫هاتفي القديم‬ ‫الهانية علي ‪ /‬الجزائر‬ ‫ّ‬ ‫وانا اقلب صور هاتفي القديم ‪ ..‬وجدت فتاة شعرت وكأنها تشبنهي غريب مع انني في‬ ‫السابق كثيرا ما كنت ابحث عن شبيهة لي أيعقل أنني نسيت هذا االمر ايضا ‪ ..‬جلست‬ ‫ّ‬ ‫اقلب حتى رأيت صورة الفتاة تتكرر وتتكرر ‪ ..‬أربما تكون احد صديقاتي ! او اختي ربما‬ ‫!! ربما تكون انا ‪ !!..‬رفعت رأس ي ألرى وجهي امام املرأة وحدقت بنفس ي مليا ‪ ..‬كان‬ ‫وجهي مرعبا بعض الش يء ‪ ..‬ظالم حالك تحت عيناي ووجه شاحب يشبه املوت‬ ‫تشققات مكثفة على شفتاي ‪ ..‬لكن ملا انظر لنفس ي!! انسيت السبب ايضا ‪ ..‬حتى انني‬ ‫ال ادري ملا امسك هذا الهاتف القديم ‪...‬‬ ‫"صوت منبه على هاتفي" تذكير آلكل دوائي ‪..‬‬ ‫ثم ماذا الى متى سأبقى على حال كهذا ‪ ..‬الى متى وانا ادفع ضريبة حبي له ‪ ..‬كيف علي‬ ‫ان اجمع شتات ضعفي واحوله الى قوة ‪ ..‬نزلت دمعة من عيناي أشبه من نيزك‬ ‫شعرت وان جسدي كله قد اشتعل ‪ ..‬واستذكرت حوارنا ذات ليلة حين قال لي‬ ‫~ انت عمري الذي أعيشه وفرحتي التي انعم بها ‪ ..‬سألته هل ستتركني ؟ اجابني قائال‬ ‫وهل استطيع ترك قلبي وارحل ‪ ..‬ال اعلم بالضبط هل كنت انا غبية ام كان بارعا في‬ ‫التمثيل ~‬ ‫ذهب في وقت غريب للغاية ولحجج قاتلة ‪ ..‬ذهب وذهب معه كل ش يء اال قلبه تركه‬ ‫لي ‪..‬‬

‫‪54‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫رساله عاشق مجهول‬ ‫عباس محمد‬ ‫الى تلك الفاتنة النقية‬ ‫ذات الشعر األسود والعيون العسلية‬ ‫اود ان أعبر لك عن تلك المشاعر التي أحرقت دواخلي‬ ‫تخونني عباراتي وال اعلم‬ ‫كيف ابدأ‬ ‫ت تعلمين جيدا صعوبة البدايات‬ ‫أن ِ‬ ‫أنا ما زلت في البداية‬ ‫النهاية مجهولة‬ ‫ال أستطيع تخليها فالرؤية في عقلي الباطن مشوشه‬ ‫أسير باتجاهك بخطوات راجفة‬ ‫أسرت عقلي‬ ‫وها أنا أتوجه نحوك بخطط سيدها قلبي‬ ‫خائف من نهايتي‬ ‫ال أعلم أن كانت رسالتي ستصل اليك يوما ما‬ ‫رغم ذلك سأكتب‬ ‫حبك جعلني اتخبط كأنني ادور في حلقه مفرغة جلست ساعات طويله‬ ‫انظر إلى السماء واتخيل وجهك بين ثنايا القمر‬ ‫كل شئ يجعلني اتعلق بك‬ ‫صوت الرياح الذي يحمل معه نغمات صوتك وصوت العصافير الذي‬ ‫لطالما أسرك‬ ‫يبدو أن ما يحدث لي عقاب من اله الحب‬

‫‪55‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫فأنا رجل عقل ومنطق‬ ‫اتذكر كم كنت استهزاء بالعاشقين‬ ‫كانت نظرتي للحب بشعة كنت اظن الحب نزوة‬ ‫كذبه صنعها اإلنسان ليستمع‬ ‫بأبتليت بهذا العشق‬ ‫الذي غير مالمح تفكيري المنطقي وجعلني ابحر بسفينه الحب على اليابسة‬ ‫من الصعب اكون ال شئ بحياتك وتكونين حياتي‬ ‫وجودك من يعطي قيمه لوجودي‬ ‫هذه رسالتي لك‬ ‫اتمنى ان تقبلي حبي‬ ‫ان قبلتي بي سأكون اسعد من في األرض‬ ‫وان رفضت سأبتعد عنك ولن أعود‬ ‫سأكون سعيدا حتى لو كان هذا الحب من طرف واحد‬ ‫على االقل وجودك جعلني اؤمن بوجوديه الحب‬

‫‪56‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫أكتب ألجلها‬ ‫سالم ماض ي‪/‬العراق‬ ‫الغارقة بمحيط صاخب بلحظات‬

‫هذه املرة سأكتب لك من حبر‬ ‫أحمر‬

‫تعلقي بك‪.‬‬

‫على ورقة أدمة صدري ليظهر لك‬

‫في كل عام وهم يجتمعون بالوذ‬

‫الوزن من بحر املتراصف بقوافي‬

‫ولعان بتعرضهم بي في غار ابالسة‬

‫الوالء‪ ...‬وليطمئن قلبك ايضا‬

‫الشر مترجبن من بعضهم‬

‫وان ال‬

‫لفك طالسم جنوني بك ‪....‬‬

‫تظني بي وبشياطيني ! فهم‬

‫ويصطدمون بخيبة متكررة بسنين‬

‫ال يكيدون بأحقيتنا وال يستطيعوا‬

‫كيدهم بي‬

‫بانحداري لغرض خيانتك!‬ ‫يعلمون‬

‫سأبقى أحادي الوالء ألجل سيدة‬ ‫واحدة ‪....‬‬

‫ما مدى حبي لك ولهذا هم‬ ‫مقيدون‪...‬‬

‫ومربض بعشقها ‪ ..‬حتى املوت‬

‫ال بل هم منزعجون من مخيلتي‬

‫‪57‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫اطفال االرصفة‬ ‫غدير حميد‬

‫ما يحزنني رؤيتهم يملؤون الشوارع مع نسائم الصباح‬ ‫االولى يجوبون الطرقات بحثا عن لقمة العيش لهم ‪.‬تلك‬ ‫البراعم الصغيرة ذات العيون البريئة ومنظرهم المتمثل‬ ‫بارتجافهم من قساوة البرد تقطع نياط قلبي ‪..‬تجعلني وقتها‬ ‫اتمنى لو ان قوة ما بيدي ألجعل واقعهم اسعد ام ارى تلك‬ ‫االبتسامة التي تعج طفولة ‪.‬فاين من يعنيه االمر منكم اين‬ ‫من يحتضن تلك االنامل ان يجعلهم في اماكنهم الصحيحة‬ ‫ان يشعرهم بمراحل الطفولة ال النضوج مبكرا‬

‫‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مسك الختام‬

‫عدد ‪45‬‬

‫روما لم تبن في يوم واحد‬ ‫حاتم الطلياني‬

‫هناك مثل شبيه بالمثل أعاله بدأ يطرق اسماعنا في السنوات االخيرة وخاصة‬ ‫فترة ما بعد االحتالل ويتناقله كل من هب ودب من سياسيي الصدفة وسكنة‬ ‫فيالت وشقق المنطقة الخضراء كلما تدنو ايام االنتخابات وهو " ان هللا لم‬ ‫يخلق السموات واالرض في يوم واحد " ‪.‬‬ ‫ولكن اولئك السواس البعيدين تناسوا ان هللا سبحانه خلق السموات واالرض‬ ‫وما بينهما ووزع فيها االرزاق واوحى الى كل سماء امرها في ستة ايام فقط‬ ‫ال غير ولم يؤجل ولم يسوف ولم يماطل كتأجيلهم هم ومماطلتهم هم وتسويفهم‬ ‫هم !‬ ‫وقد ينكر علينا منكر هذا التشبيه واقولها بكل صراحة انتم يا من تنكرون علينا‬ ‫ان نشبه عالي القدرة هللا بخلقه الذين هم دونه في كل شيء اقول لكم لماذا ال‬ ‫تنكرون عليهم هم الذين يتمضمضون في ماء الورد ويحتجون على من‬

‫‪59‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫يعترض على تأخرهم في اعادة إعمار البالد بقولهم ان هللا خلق السموات‬ ‫واالرض في ستة ايام !‬ ‫واألدهى من ذلك واألمر منه هو انسياق الكثير من رجال الدين ووعاظ‬ ‫السالطين في تبرير فشل الطبقة السياسية ومن ارتقى سدة الحكم من العام‬ ‫‪ 2005‬والى اآلن بتكرارهم لعبارة " حتى هللا لم يخلق السموات واالرض‬ ‫في يوم واحد " على مسامع البؤساء والمغيبين في خطب الجمعة الغراء‬ ‫ويطالبون الرعية باعطاء فرصة ألولي االمر واهل الحل والعقد إللتقاط‬ ‫االنفاس ومعاودة الكر !‬ ‫طيب ووفقا لمقولة إلحق العيار الى باب الدار وسلمنا بأن روما لم تبن في يوم‬ ‫واحد وان هللا خلق السموات واالرض في ستة ايام ‪ ،‬ما الذي بنوه وصنعوه‬ ‫وزرعوه طوال فترة إثني عشر عاما ؟ حتى يحتج علينا من يحتج بأن روما‬ ‫لم تبن في يوم واحد ؟‬ ‫النتيجة ال شيء ‪ .‬حتى انهم بالحد االدنى لم يحافظوا على ما كان وانما زادوا‬ ‫االمور تعقيدا والطين بلة ‪ .‬ففي البداية كانوا يتحججون بان العراق لما يخرج‬ ‫بعد من طائلة احكام البند السابع حتى يملك زمام امره وتارة اخرى بأن العراق‬ ‫لما يزل بلدا محتال وامره ليس بيده وثالثة بأن االرهاب لما يزل معشعشا في‬ ‫بالدنا ويقوم بتخريب ما يعمرونه هم وبأعذار اقبح من ذنوب !‬ ‫وعلى طاري العذر اقبح من الذنب يقال ان هارون الرشيد طلب يوما من‬ ‫مؤنسه أبي نؤاس أن يأتيه بعذر اقبح من ذنب واال جلده ‪ .‬فلما التفت الرشيد‬ ‫ضربه ابو نؤاس على مؤخرته فانتفض الرشيد وقال له ويحك أتدري ما فعلت‬ ‫وهللا ألقيمن عليك الحد فقال له اعذرني يا سيدي فوهللا حسبتك الست زبيدة !‬ ‫العراق خرج من البند السابع وقوات االحتالل خرجت من العراق صاغرة‬ ‫وتم القضاء على القاعدة وداعش واالمور هي هي إن لم تكن تسير من سيء‬ ‫الى اسوء ويأتي من يقول لك ‪:‬‬ ‫روما لم تبن في يوم واحد !‬

‫‪60‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫‪61‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪45‬‬

‫‪62‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.