مجلة زهرة البارون عدد 53

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫‪53‬‬

‫‪2018‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون االخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫‪1‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫جملة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫للنشر االلكتروني‬ ‫موصل‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫العراق‬

‫العراق‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬

‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫العراق‬

‫العراق‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫سوريا‬

‫د‪ .‬سناء عبد هللا عزيز الطائي‬ ‫العراق‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫العراق‬ ‫المحررون‬ ‫هادية قصبة فرحات ‪/‬الجزائر‬

‫احمد محمد عيسى ‪ /‬مصر‬

‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬

‫شريف العرفاوي ‪/‬تونس‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬

‫عبد الرسول الكعبي ‪ /‬عراق‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫محتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..................................................................................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫يوم في ذاكرتي ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7...............................................................................‬‬ ‫فاطمة يونس ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪11....................................................................................‬‬ ‫الرحالت العلمية ‪ /‬د‪ .‬سناء عبدهللا الطائي ‪18...............................................................‬‬ ‫املنظومة الفكرية العربية والقضية الفلسطينية ‪ /‬د‪ .‬فارس تركي ‪23...........................‬‬ ‫التفاؤل والتشاؤم ‪ /‬صدام الصوفي ‪30............................................................................‬‬ ‫املتحف البغدادي ‪ /‬رواء خلف الساعدي ‪32.................................................................‬‬ ‫الوعود الكاذبة واملزايدات االنتخابية ‪ /‬عبد الرسول الكعبي ‪35...................................‬‬ ‫أدب ساخر‬ ‫صناع اليأس ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪37.....................................................................‬‬ ‫طرب ‪ /‬حسام الطحان ‪39................................................................................................‬‬ ‫شعر‬ ‫االغبياء ‪ /‬د‪ .‬عبد الستار البدراني ‪40...............................................................................‬‬ ‫وجنة ‪ /‬ذ بياض احمد ‪41.................................................................................................‬‬ ‫ً‬ ‫قال لي وداعا ‪ /‬سهام الخضور ‪42....................................................................................‬‬ ‫اين انت ‪ /‬علي السيد ‪42..................................................................................................‬‬ ‫قصائد قصيرة ‪ /‬سيد أبو طاحون ‪44..............................................................................‬‬ ‫كيف نحيا بال ورد ‪ /‬نرجس عمران ‪46............................................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫هرم الشباب وصاع ‪ /‬طالل الدالي ‪48.............................................................................‬‬ ‫سكون الليل ‪ /‬د‪ .‬عيس ى نجيب حداد ‪49........................................................................‬‬ ‫مشجب االقدار ‪ /‬صورية حمدوش ‪51............................................................................‬‬ ‫أكاذيب ‪ /‬فوزي فهمي غنيم ‪53........................................................................................‬‬ ‫عالم املرأة‬ ‫وكان اللقاء ‪ /‬زهرة محمد ‪54............................................................................................‬‬ ‫جرح سكين ‪ /‬رسل الساعدي ‪55.....................................................................................‬‬ ‫أقالم شابه‬ ‫العراق عظيم ‪ /‬حسين ياقوت ‪60....................................................................................‬‬ ‫ما هذه الندوب ‪ /‬احمد الجميلي ‪61................................................................................‬‬ ‫يا سمراء اللون ‪ /‬هاجر احمد ‪62.....................................................................................‬‬ ‫شعورنا لعبة مزقتها األيام ‪ /‬زهراء مؤيد رمضان ‪63......................................................‬‬ ‫امنيات ‪ /‬هدى املالكي ‪64..................................................................................................‬‬ ‫ضوضاء ‪ /‬مريم التميمي ‪65..............................................................................................‬‬ ‫قصائد ‪ /‬امير جابر ‪66.......................................................................................................‬‬ ‫املستقبل املجهول ‪ /‬ليلي الشويلي ‪67..............................................................................‬‬ ‫الحب طاهرة تبعث التقديس ‪70....................................................................................‬‬ ‫مسك الختام‬ ‫صراع الفائزين وخسارة الناخبين ‪ /‬قاسم الغراوي ‪72..................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مقال افتتاحي‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫التحالفات السياسية واالنتخابات‬ ‫العراقية‬

‫حتت عنوان‬ ‫غرام االفاعي‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫هو عنوان لفلم عربي قديم من بطولة ليلي علوي وهشام عبد الحميد وليس‬ ‫هذا اصل الموضوع ويذكرني التحالفات اليوم بالتحالفات النسائية في دوائر‬ ‫الدولة العراقية تحالفاتهم ال تخرج حدود جلستهم ترهم اذا رات احدهم اخذتها‬ ‫في االحضان ويتبادلون القبالت ومجرد انتهاء الجلسة تبدأ مجالس النميمة‬ ‫والطعن ما بينهم والعمل كمراقب واحده لألخرى وهذا بالضبط ما يحدث في‬ ‫التحالفات السياسية قبل االنتخابات والحق يقال ليس هناك تحالفات من اجل‬ ‫الوطن انما هي تحالفات من اجل كسب المناصب إلعطاء الشرعية للسراق‬ ‫والفاسدين في نهب األموال وقد انتهت فترة عصيبة من تاريخ العراق وتم‬ ‫القضاء على داعش وقد يغيب عن البعض انها كانت مسرحية ألكبر عرض‬

‫‪5‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫قدم في تاريخ البشرية جمعا والدليل على ما أقول هو تصريح اسوء رئيس‬ ‫في التاريخ األمريكي أوباما في بداية اجتياح داعش لألراضي العراقية قال‬ ‫بالحرف الواحد ان ما يحدث سوف ينهي في ثالث أعوام وليس هذا من صدق‬ ‫الكالم له وال نوع من االلتزام ولكن هناك مثل مصري شهير يقول ( الذي‬ ‫يحضر العفريت يعرف يصرفوا ) أي هم صنيعه أمريكية اوجدوها الستنزاف‬ ‫الجانب اإليراني في معركة غير مباشرة وهنا وضعت الحرب أوزارها‬ ‫وانتهت مسلسل التقشف من اجل الحرب وهذا فقط يشمل العامة من الشعب‬ ‫وعند انتهاء كل هذا بدأت أفالم أخرى على عامة الناس المساكين ونعود الى‬ ‫تلك التحالفات التي تحكمه أجنده خارجية مرتبطة بمصالح دول مجاوره‬ ‫وغيره من الدول وهناك تحالفات ال يمكن ان تكون بسبب االختالف‬ ‫االيدلوجية في فكر تلك األحزاب وأليمكن ان يكون هناك نقاط ارتباط بينهم‬ ‫في أي فتره زمنية أي ان األحزاب الدينية عندما تعقد تحالفات مع أحزاب‬ ‫علمانية او شخصيات من الحزب الشيوعي تدخل في بوابة تحت شعار‬ ‫( مشكل يا لوز ) وان دل على هذا بدل ان تلك التحالفات مؤقته حدودها انتهاء‬ ‫االنتخابات وبعدها تبدأ عملية استنزاف خزانة الدولة وقضية االنتخابات اليوم‬ ‫هي إعطاء الشرعية لسرقة أموال الدولة اما حكاية زج العسكر في االنتخابات‬ ‫هو شبه انتحار للعملية السياسية واليوم يختلف عن السنوات التي مضت‬ ‫واالختالف يكمن في ان قبل سنوات كانت التحالفات على أسس طائفية وقومية‬ ‫ولكن اليوم االتفاقات تتبع القطب األقوى صاحب النفوذ والجهة التي تملك‬ ‫جناح عسكري وهنا يجب ان أقول تلك التحالفات هي اشبه باتفاقات وهمية‬ ‫وهو غزل االفاعي‬

‫‪6‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫قراءات‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫‪ 13‬كانون الثاني سنة ‪ : 1968‬يوم يف‬ ‫ذاكرتي‬

‫ا‪ .‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل‬ ‫يمكن هنا أن اذكر حادثة حصار‬ ‫كلية التربية بجامعة بغداد يوم ‪13‬‬ ‫كانون الثاني سنة ‪ ، 1968‬وكنت‬ ‫طالبا في قسم التاريخ ‪ -‬المرحلة‬ ‫الرابعة في عهد الرئيس الرئيس‬ ‫العراقي االسبق عبد الرحمن‬ ‫عارف( ‪ ) 1968- 1965‬وقبيل‬ ‫تخرجي في السنة ‪1968-1967‬‬ ‫من قبل العقيد الركن سعيد صليبي‬ ‫‪ ،‬وكان يشغل منصب آمر‬ ‫االنضباط العسكري ‪ ،‬وإطالق‬ ‫الرصاص على الطلبة من جنود‬ ‫كانوا واقفين على السدة ‪،‬‬ ‫واستشهاد وإصابة عدد منهم ‪ ،‬ولم‬ ‫يسمح لنا بالخروج من الكلية إال‬ ‫قبيل المغرب وبوساطة عميد الكلية‬ ‫آنذاك األستاذ الدكتور محمود‬ ‫غناوي الزهيري ونحن رافعين‬ ‫أيدينا على رؤوسنا‬

‫الشيوعية والقومية واالشتراكية‬ ‫التي كان لها نشاط سياسي معارض‬ ‫لعارف ‪ ،‬وفي إطار الصراعات‬ ‫السياسية التي كانت قائمة للسيطرة‬ ‫على الحكم والذي تحقق للبعثيين في‬ ‫صبيحة يوم ‪ 17‬تموز سنة ‪1968‬‬

‫وقد عرفت ‪،‬فيما بعد ‪،‬أن حصار‬ ‫الكلية ‪ ،‬جاء لتأديب القوى السياسية‬

‫ومن حسن الحظ أنني إطلعت على‬ ‫ماسمي‬ ‫عن‬ ‫عام‬ ‫تقرير‬

‫‪7‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫(وكانت وزارة الداخلية بيد رئيس‬ ‫الوزراء الفريق طاهر يحيى نفسه‬ ‫وفي ‪ 20‬اب ‪ 1967‬صدر‬ ‫المرسوم الجمهوري ‪ 798‬بتعيين‬ ‫شامل السامرائي وزير الوحدة‬ ‫وزيرا للداخلية بالوكالة ) االستعانة‬ ‫–االنضباط‬ ‫الجيش‬ ‫بقوات‬ ‫العسكري واالستخبارات –للقضاء‬ ‫على هذه االضرابات ‪.‬‬

‫(االضرابات الطالبية واالعتداء‬ ‫على طلبة كلية التربية بجامعة‬ ‫إعتمده كتاب "تاريخ‬ ‫بغداد)‬ ‫الوزارات العراقية في العهد‬ ‫الجمهوري ‪،" 1968-1958‬‬ ‫الجزء العاشر الذي حرره الصديق‬ ‫االستاذ الدكتور جعفر عباس‬ ‫حميدي وطبعه بيت الحكمة ببغداد‬ ‫طبعة جديدة سنة ‪ 2004‬موسعة‬ ‫عن طبعة سنة ‪ ، 2000‬والتي‬ ‫صدرت في ستة أجزاء ‪.‬‬

‫وفي صباح يوم ‪ 13‬كانون الثاني‬ ‫سنة ‪ ، 1968‬إقتحمت قوة عسكرية‬ ‫كلية التربية ‪ ،‬واطلقت الرصاص‬ ‫الحي على الطلبة المضربين‬ ‫‪،‬فأصيب عدد منهم بجراح نقلوا‬ ‫على إثرها الى المستشفى ‪.‬وقد‬ ‫اعترفت الحكومة بإصابة اربعة‬ ‫طالب فقط في حين ان الكثير من‬ ‫الجرحى لم يراجعوا المستشفيات‬ ‫خشية إعتقالهم ‪.‬وقد قوبل عمل‬ ‫الحكومة باالستنكار من قبل‬ ‫التنظيمات السياسية والمهنية ‪،‬حتى‬ ‫ان الدكتور مالك دوهان الحسن‬ ‫وزير الثقافة واالرشاد انذاك قدم‬ ‫استقالته في ‪ 15‬كانون الثاني‬ ‫‪ 1968‬احتجاجا على رمي الطلبة‬ ‫بالرصاص ‪،‬وطالب بإبعاد وزير‬ ‫الداخلية والمجيئ بوزير جديد قادر‬ ‫على حل المشاكل بوعي وتخطيط‬ ‫‪.‬وقد عقد اجتماع لمجلس الوزراء‬ ‫الداخلية‬ ‫االوضاع‬ ‫لدراسة‬

‫ومما اشار اليه التقرير ان هناك‬ ‫تقريرا خاصا بأحداث كلية التربية‬ ‫‪ ،‬مؤرخ في ‪ 10‬كانون الثاني سنة‬ ‫‪ 1968‬يقول ان عميد كلية التربية‬ ‫(االستاذ الدكتور محمود غناوي‬ ‫الزهيري ) خرج صباح ‪ 9‬كانون‬ ‫الثاني سنة ‪ 1968‬في ساحة الكلية‬ ‫وطلب من الطلبة ‪ ،‬إنهاء اضرابهم‬ ‫‪ ،‬والعودة الى الدراسة فقاطعه‬ ‫الطالب الشيوعي (لفتة بنيان مهدي‬ ‫) من الصف الرابع قسم اللغة‬ ‫العربية بالهتاف ‪ ":‬إرادة الطالب‬ ‫الزم تنتصر " ‪ ،‬واخذ يسير في‬ ‫ساحة الكلية ووراءه جمع كبير من‬ ‫الطلبة على شكل مظاهرة وهم‬ ‫يرددون نفس الهتاف المذكور‬ ‫‪...‬وإزاء إستمرار االضرابات‬ ‫الطالبية واتساعها وامتدادها الى‬ ‫خارج بغداد ‪ ،‬رأى وزير الداخلية‬

‫‪8‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫والحكومة تأسف اشد االسف‬ ‫لماحدث والتقر بأي حال من‬ ‫االحوال المساس بحرمة الجامعة‬ ‫التي تحرص عليها كل الحرص‬ ‫وهي لذلك أوعزت فورا بإتخاذ‬ ‫االجراءات القانونية مؤكدة ايمانها‬ ‫بحرمة الجامعة وحرصها على‬ ‫ابنائها الطلبة الذين ترى فيهم طليعة‬ ‫الشعب المثقفة وقيادة النضال‬ ‫القومي والوطني وهي لذلك تدعو‬ ‫الطلبة الى العودة الى كلياتهم‬ ‫لمواصلة دراستهم الجامعية " ‪.‬‬

‫واالسراع بتشكيل حكومة إئتالف‬ ‫وطني ‪.‬وختم استقالته بالقول ‪ :‬إن‬ ‫التعامل مع الشعب بالرصاص ‪ ،‬لم‬ ‫يعد االسلوب الذي تحل به المشاكل‬ ‫‪ ،‬وإن اقتحام االنضباط العسكري‬ ‫لحرم الجامعة لم يعد المظهر‬ ‫المشرف لحكومة جاءت للحرب‬ ‫والبناء " ‪.‬‬ ‫وكما هو معروف‪ ،‬فأن الدكتور‬ ‫مالك دوهان الحسن سرعان ما‬ ‫سحب استقالته ‪ ،‬وبقي في منصبه‬ ‫حتى قيام الحركة البعثية المسلحة‬ ‫ضد نظام الفريق عبد الرحمن‬ ‫محمد عارف في يوم ‪ 17‬تموز سنة‬ ‫‪. 1968‬‬

‫وقد نشر البيان في جريدة‬ ‫"الجمهورية " البغدادية في عددها‬ ‫الصادر يوم ‪ 16‬كانون الثاني سنة‬ ‫‪. 1968‬كما صدر بيان مماثل من‬ ‫وزارة الدفاع ونشر في جريدة‬ ‫الجمهورية يوم ‪ 25‬كانون الثاني‬ ‫‪ 1968‬جاء فيه ‪ ":‬نوضح للرأي‬ ‫العام بإننا بناء على الصالحية‬ ‫المخولة لنا واستنادا الى الفقرة (‪2‬‬ ‫) من المادة (‪ ) 18‬من قانون‬ ‫السالمة الوطنية بأن سبق ان‬ ‫اصدرنا أمرا وزاريا بالتحقيق في‬ ‫حادث اطالق النار في كلية التربية‬ ‫يوم ‪ 1968-1- 13‬وسينتهي‬ ‫التحقيق في بداية االسبوع القادم ‪،‬‬ ‫وتقدم النتيجة الى الجهات المختصة‬ ‫‪.‬‬

‫لم تستطع الحكومة السكوت عما‬ ‫جرى في كلية التربية ؛ فأصدر‬ ‫مجلس الوزراء بيانا حول حادث‬ ‫كلية التربية في بغداد في ‪ 15‬كانون‬ ‫الثاني ‪ .1968‬ومما جاء في البيان‬ ‫ان اضرابات الطلبة جاءت وسط‬ ‫ظروف وتحديات واشاعات‬ ‫ومؤامرات تستهدف الوحدة‬ ‫الوطنية ‪.‬وقد بدأت بوادر اضرابات‬ ‫الطلبة ومع ان رئاسة جامعة بغداد‬ ‫اتخذت تدابير ‪ ،‬ولكن ذلك لم يقنع‬ ‫الطلبة ‪ ،‬فاستمروا باالضراب في‬ ‫بعض الكليات وحصل حادث‬ ‫مؤسف في كلية التربية أدى الى‬ ‫وقوع أربع اصابات طفيفة‬

‫‪9‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫نتائج التحقيقات التي وعدت‬ ‫بإعالنها حول حادثة كلية التربية‬ ‫آنفة الذكر ‪.‬‬

‫وقد عقد رئيس جامعة بغداد وكان‬ ‫االستاذ الدكتور عبد العزيز‬ ‫( ‪1966-9-10‬‬ ‫الدوري‬ ‫حتى ‪ ، ) 1968-8-7‬مؤتمرا‬ ‫صحفيا اشار فيه الى االضرابات‬ ‫الطالبية ‪ ،‬وما وقع في كلية التربية‬ ‫‪،‬واوضح بأن أغلب مطالب‬ ‫المضربين ليست من اختصاص‬ ‫الجامعة ‪ ،‬السيما ما يتعلق‬ ‫بمواضيع التعيين ‪.‬‬

‫ومهما يكن من أمر فإن ذلك اليوم‬ ‫ما يزال ماثال في ذهني حتى كتابة‬ ‫هذه السطور (‪ ) 2018-2-1‬وبقينا‬ ‫انه سيكون ضمن ما سوف ادونه‬ ‫في مذكراتي التي اكتبها منذ سنوات‬ ‫بعنوان ( جني العمر ‪ :‬سيرة‬ ‫وذكريات ) ان شاء هللا ‪.‬‬

‫وهكذا انتهت االضرابات الطالبية‬ ‫تلك وانا كنت احد طلبة كلية التربية‬ ‫وفي الصف الرابع في قسم التاريخ‬ ‫انتهت بهذه النهاية القمعية ‪ .‬ومما‬ ‫اريد أن اؤكده ان معظم الذين قادوا‬ ‫االضراب في كلية التربية كانوا من‬ ‫الطلبة اليساريين ومن المنتمين الى‬ ‫الحزب الشيوعي العراقي والحركة‬ ‫االشتراكية العربية إال انني كنت‬ ‫االحظ بأن الصبغة الشيوعية هي ما‬ ‫كانت تسم كلية التربية لهذا ما ان‬ ‫حدثت حركة ‪ 17‬تموز ‪1968‬‬ ‫وسقط نظام الفريق عبد الرحمن‬ ‫حتى حرص‬ ‫محمد عارف‬ ‫البعثيون على تبديل صبغة (كلية‬ ‫التربية ) وجعلها (بعثية ) بعد ان‬ ‫كانت (شيوعية )‪.‬‬ ‫ومما ينبغي قوله ان حكومة الفريق‬ ‫طاهر يحيى لم تصدر حتى سقوطها‬ ‫يوم ‪ 17‬تموز ‪ 1968‬أي شئ عن‬

‫‪10‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫ُّ‬ ‫مترد الذات بني احلب واحلرية يف شعر‬ ‫فاطمة يونس‬

‫قراءة ‪ :‬د‪ .‬أحالم غانم‬

‫قبل البّ ْدء‪:‬‬ ‫عند فاطمة ينبت الحب كالنخل المريمي وتعلو منارةً‪ ،‬تهدي شريدا أو توضّئ‬ ‫شاعراً‪..‬‬ ‫استهالل‪:‬‬ ‫المفردات هن عصائر الروح العاشقة ‪،‬وكلما كان فضاء المفردة أكثر نقا ًء‪،‬‬ ‫كانت الروح أكثر تحليقا ً في عالم الحرية ألن أقصر الطرق إلى جوهر‬ ‫القصيدة‪/‬الحرية فهي ب ّوابتها اللغوية ‪.‬‬ ‫ربما يوضح هذا االستهالل بشكل أدق قول سقراط‪" :‬إن الرجل الذي يختبر‬ ‫ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها"‪.‬‬ ‫"حبك حريتي "‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫يؤكد صوت الشاعرة اللبنانية" فاطمة يونس " في كتابها "حبك حريتي " في‬ ‫هذا الموضع استطاع أن يتّحد مع صوت سقراط الذي يضج بفلسفة الحب‬ ‫والوجود واالنتماء وأن تقتنص لحظات من الزمن الماضي من أجل ممارسة‬ ‫اإلسقاط على أفق الحاضر ‪.‬‬ ‫فاطمة واسمها مترابطان "فاطمة يونس" كما إن الجالل والجمال‬ ‫مترابطان"‪ ،‬لذلك نلتمس أن اإلهداء اتسم بروح شاعرية قوامها المجاز‬ ‫واالستعارة والكناية‪.‬‬ ‫أسلوب عاشق ‪:‬‬ ‫ثمة أسلوب عاشق يمتح من لغة ذات مستويات تعبيرية متعددة وثرية ‪،‬‬ ‫ضاجة بأسطر شعرية تتناسل في دالالتها حرائق وأوجاع األنثى‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫بدت للمتلقي الواعي مسكونةً بالكلمات وباألفعال وباألسماء ‪ ،‬واستطاعت‬ ‫أن تعبّر بشعرية عن مساحة الحرية التي تتمتع بها مع من تحب‪ ،‬وأن تتّحد‬ ‫مع من تحب وتعبّر بمحبة عن قيمة الحرية كما عبّر عنها شاعر الحب‬ ‫والحرية "بول إيلوار"‪:‬‬ ‫اإلنسان الذي ال يشعر بمساحة من الحرية‪ ،‬ليس بوسعه أن يشعر بمساحة من‬ ‫الحب‪ ،‬وكذلك فإن الذي ال يملك طاقة من الحب نحو اآلخرين‪ ،‬ال يكون بوسعه‬ ‫أن يدرك قيمة الحرية ‪.‬‬ ‫الشاعرة في اختيارها للعنوان "حبّك حريتي " لم تشأ التميز عن اآلخر بقدر‬ ‫ما شاءت أن تح ّدد انتماءها إلى عالم غير الذي تحيا فيه وظهر عبر وسائل‬ ‫التعبير عن غربتها وارتحالها في التيه تقول ‪:‬‬ ‫"أريد‪ ..‬االرتحال بعيداً‬ ‫مطيتي نسمة هوجاء مجْ نونة‬ ‫ْ‬ ‫حوت‬ ‫وعدة سفري حقيبة‪..‬‬ ‫بتلة ياسمين ‪..‬مراهقة‬ ‫جواز عبوري إلى المجهول‬ ‫حرف أبكم ‪..‬كلمات حمقاء"ص‪60-‬‬

‫‪12‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫مفاتيح التمرد ‪:‬‬ ‫ثالثة عناصر مركزية يمكن عدها مفاتيح التمرد في تجربة فاطمة يونس‬ ‫الشعرية‪ ،‬هي‪ :‬الحرية‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪ ،‬والحزن ‪،‬وحجّتها في ذلك "‪:‬‬ ‫أبتهل ابتهال‪ ..‬األنبياء‬ ‫أسعى الهثةً بين الكلمة والكلمة‬ ‫ثم أطوف سبعا ً ‪..‬سبعا ً‬ ‫من المرّات"ص‪32-‬‬ ‫هل المبدع عموما ً والمتميز خصوصا ً يعاني دوما ً من عدم االستقرار النفسي‬ ‫؟‬ ‫أم روح اإلبداع هي التي تخيم ويكون الواقع مساعداً لها ؟‬ ‫التجريد الصوفي ‪:‬‬ ‫وفي آهات مماثلة تحدث عند الشاعرة فاطمة ‪،‬فتتغنى وتلهث وتطوف بنا‬ ‫مرات ومرات باأللم واألمل‪ ،‬وتتيه في شاعرية التجريد الصوفي من خالل‬ ‫عشق الكلمة والدوران بها والثورة على الواقع المتردي برداءته متأرجحةً‬ ‫بين عتمة الصمت وخفقة القلب‪.‬‬ ‫تدخل "فاطمة " في شطحات صوفية عرفانية مبنية على العشق والحب‬ ‫النوراني للتأشير على المعاناة الذاتية والتمزق النفسي والهروب إلى الوصال‬ ‫الحلولي قصد تحقيق الرغبات الحلمية والذاتية‪:‬‬ ‫أدفئ صوتك المكنون ‪..‬‬ ‫وأستمد من وهج حنانك‪..،‬‬ ‫أنغام الحروف‪..،‬‬ ‫أرسم حدود المعاني‬ ‫بين ع ْتمة الص ْمت‪..‬وخفقة القلب‪/.‬ص‪110 -‬‬ ‫األثر والتأثر‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫تلتقي بطوافها مع ميخائيل نعيمة وتهرّب كل أشجانها من ثقوب غرباله‪،‬‬ ‫ي وفيلسوف‬ ‫ليتبادر إلى أذهاننا التأثر ويعلو صوته قائالً ‪ ":‬ال ّشاعر نب ّ‬ ‫ومص ّور وموسيقي و كاهن "وتبدو لنا فاطمة كل هؤالء‪"..‬أنثى ثكلى‪،‬أضناها‬ ‫الغياب ‪.‬‬ ‫وهنا فاطمة الحرف ونبيّة اللون تق ّدم عنفوانها وغرورها أضحيةً وتمضي‬ ‫خلف جدار البحر كحورية البحر تتراقص على وتر الوجع ‪.‬‬ ‫فصول الحب لديها بال حدود ‪،‬لذا ارتفع منسوب الحب في شرايينها‪ ،‬فلم يكن‬ ‫حبها عبثيا ً مقطوع الصلة عن ظروفها‪ ،‬بل كان قائما ً على رؤية فنية وتصور‬ ‫ذهني واضح ومعاناة أكيدة‪ ،‬إذ كان الوطن هو المحرك الرئيسي لكل‬ ‫قصائدها‪ ،‬وعليه فقد جاء صوتها قويا ً عاليًا ومؤثراً‪.‬‬

‫جرعة من الحب ‪:‬‬ ‫"ارتفع منسوب الحب‪..‬في شراييني‬ ‫آخذ ملء قلبي ‪..،‬غرفةً ‪..‬من تمردك‬ ‫أتشف من نهرجنون غرامك‬ ‫حتى أتحلل وأندثر‪ "!!..‬ص‪10-‬‬

‫‪14‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫رغم االتساع الهائل من الفضاء المبين في عوالم الشعر والشجن ‪ ،‬إال أن‬ ‫الشاعرة ترفض أن " تقع في فخاخ الزمن المأسور والمعطل وهذا يؤكد أن‬ ‫الشاعرة "فاطمة يونس كانت عرّافة لوجودها ‪ ،‬ومن هنا جاءت حريتها‬ ‫مدروسةً دراسةً خبيرة ‪ ،‬والنّص فياض بالعواطف اإلنسانية عن حروف‬ ‫مألى بالفيض الجميل وغير متكلف بل حياتها هي التي أغنت عشقها بهذا‬ ‫التماهي الواضح بين الحب والحرية ‪.‬‬ ‫إن التماهي بين الشاعرة ونصوصها ‪ ،‬وتقلص المسافة السردية او انعدامها‬ ‫أو تقاطعها ‪،‬تبرز من خالل قصيدة "كبرياء"‪:‬‬ ‫لن أرتدي أجمل ما عندي‬ ‫ألرضيك‬ ‫سأهجر مرآتي‬ ‫سأضع مشطي ‪..‬هناك‬ ‫في صندوق ذاكرتي‬ ‫سألقي حلي‬ ‫خاتمي ‪..‬عقدي أقراطي‬ ‫في قلب ‪..‬قلب العدم‬ ‫وكحْ لي األسود ‪..‬‬ ‫سأل ّون به وجه القمر ‪/‬ص ‪-54‬‬ ‫تماهي الزمان والمكان‪:‬‬ ‫هذا السرد المشهدي ‪ ،‬يشكل تماهي عنصري الزمان والمكان ‪،‬وجوداً فاعالً‬ ‫‪،‬إذ تشكل مفردات(المرآة)و( الصندوق والذاكرة ) مرتكزات أساسية لتحديد‬ ‫ماهية المكان والحدث ‪،‬لكن هذه العناصر متوحدة ب(زمنها السردي)‬ ‫‪،‬واضح الداللة والتماهي سرديا ً معها ‪،‬بوصف هذه العناصر تمثل أصواتا ً‬ ‫مجتمعةً أو منفردةً‪ ،‬تعمق من اإليحاء والداللة في الخطاب السردي الشعري‪،‬‬ ‫مما يكشف عن عمق المأساة التي تصورها الشاعرة بأصوات متعددة ‪،‬وليس‬ ‫بصوت واحد ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫فيض من الضياء‪:‬‬ ‫رغم خذالن القدر لها‪ ،‬لكنه اإليمان القوي بالحبّ الذي كان يضخ الدم في‬ ‫مفرداتها ساحت بنا الشاعرة "فاطمة يونس "من قصيدة إلى قصيدة ‪،‬وصلّت‬ ‫بنا صالتها الرافلة في فيض من الضياء ‪ ،‬وأخذت تبدي من الروائع ما استتر‬ ‫ْ‬ ‫وجعلت النجوم تتالشى‪ ،‬والطيور المهاجرة الجئةً ضمنها ‪،‬وجعلتنا نحلم‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نبكي‪ ،‬نضحك‪ ،‬نحب‪ ،‬ثم تضرم النار في هاوية الضياع دون أن يكون هناك‬ ‫رماد يشهد على حبّها وحريتها وتبرر ذلك في قولها ‪:‬‬ ‫" في مملكة الهوى ‪..‬استرق خ ْفقي‬ ‫جاريةً ‪ ..‬صرت له‬ ‫صرْ ت ‪..‬أ ّمةً‬ ‫وأ ْعدم عشقه‬ ‫كل حب دونه‬ ‫فأسكت في حناني رنين ‪..‬كل األجراس"‪.‬ص‪74-‬‬ ‫الحرية الشعرية ‪:‬‬ ‫تلبس الحرية الشعرية في قصائد فاطمة من بداية الديوان حتى نهايته حلة‬ ‫التشخيص واألنسنة والمجاز الشعري عبر المشابهة والمجاورة الكنائية‪.‬‬ ‫تشيد مسافة ملتبسة وحائرة بين حبها وحريتها ف يرتقي وجدها إلى التجريد‬ ‫والغموض واإلبهام الفني ربما القصد ‪ ،‬خلخلة المتن الشعري وإرباك القارئ‬ ‫العادي ودفعه إلى التخييل والتأويل‪.‬‬ ‫الثنائيات المتضادة‪:‬‬ ‫يلعب عنصرا المفارقة والتضاد في نصوص فاطمة ‪ ،‬دوراً بارزاً في الكشف‬ ‫عن أزمة الشاعرة وتم ّزقها الوجدان ّي وعدم توافقها مع عالمها الواقع‪ ،‬وذلك‬ ‫عن طريق هذه الثنائيات المتضادة إيجابيا ً وسلبا ً‪ :‬الحياة والعدم ‪،‬الحزن‬ ‫والفرح ‪..‬النور والظلمة‪..‬‬ ‫صوت الوطن ‪:‬‬

‫‪16‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫وعلى الرغم من أن صوت الغربة هو األكثر ارتفاعا ً وبروزاً‪ّ ،‬‬ ‫فإن صوت‬ ‫الوطن ـ بما أكسبته الشاعرة من نبرات جالل ودفء وإنسانية ـ يظ ّل هو‬ ‫األكثر عمقاً‪ ،‬واألقوى تأثيراً‪ ،‬وهذا ما تب ّدى في قولها‪":‬لي في محراب روحك‬ ‫‪..‬موطن دائم ‪/‬كل لحظة ‪..‬وكل نبضة فيه ‪ /‬أزهد ‪..‬أتعبد‪/‬كلّما سمعْت ‪..‬همسك‬ ‫الم ْتعب‪/‬شدني الحب إليك "‪/‬ص‪96-‬‬ ‫وأهم ميزة اتسمت بها الشاعرة فاطمة هي خاصية التجريد الرمزي التي قربت‬ ‫معظم قصائد الديوان من الغموض الفني واالنزياح الجمالي والتضاد الممتع‪.‬‬ ‫قصارى القول ‪:‬‬ ‫كل شعر فاطمة من عصارة القلب‪ ،‬ومن عبير تمرّدها ‪ ،‬فجعلتنا نرى كيف‬ ‫يتضافر التضاد مع التوازي تضافراً قويا ً ومؤثراً‪ ،‬في تشكيل الذات الشاعرة‬ ‫‪،‬وثمة في هذه النصوص صوت أنثى يعلو بالرفض لكل مظاهر القبح الفكري‬ ‫‪ ،‬والتكفير الذكوري ‪،‬يحركها هواجس متعددة وأهمها‪ :‬إيقاظ الوعي بالذات‬ ‫األنثوية ويبدو التقابل الجمالي بمثل هذا التقابل تتوحد ذات اإلبداع بذات‬ ‫التلقي‪.‬‬ ‫وهكذا نرى تحمل الشاعرة فاطمة هموم الوطن على أهداب مدامعها ‪،‬وعليه‬ ‫جعلت لفظ "الحب" محور ارتكاز لملكتها الشعرية تتكئ عليه كلّما انتهت من‬ ‫تصوير أحد أبعاد رؤيتها الوجدانية للحب والحرية‪ ،‬لتجعل الثوابت ترسو‬ ‫على ميناء اليقين بالقضية الوجودية ويحثنا معنى المعنى لالعتراف ‪ :‬إنها‬ ‫االستثناء المتجلّي في ‪ "..‬حبك حريتي"‪..‬الصادر عن المؤسّسة العربيّة للكتاب‬ ‫في بيروت‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫الرحالت العلمية ومساهمتها يف حتالف‬ ‫احلضارات‬

‫د‪ .‬سناء عبد هللا عزيز الطائي‬ ‫قسم الدراسات االقتصادية واالجتماعية‬ ‫مركز الدراسات االقليمية‬ ‫جامعة الموصل‬

‫إن من الحقائق المعروفة أن االسالم لم يترك وسيلة من وسائل الرقي والتقدم‬ ‫إال نبه عليها ‪ ،‬وندب الى العمل بها بآية كريمة ‪ ،‬أو بحديث نبوي شريف ‪.‬‬ ‫وهكذا شانه في الرحالت العلمية ؛ فقد دعا اليها راميا الى اغراض سامية‬ ‫في مقدمتها طلب العلم ‪،‬قال تعالى في محكم كتابه العزيز ‪ ":‬وما كان‬ ‫ْالم ْؤمنون لينفروا كافةً ۚ فل ْوال نفر من كل فرْ قة م ْنه ْم طائفة ليتفقهوا في الدين‬ ‫ولينذروا ق ْومه ْم إذا رجعوا إليْه ْم لعله ْم يحْ ذرون التوبة (‪ . )122‬كما ورد‬ ‫ذكر طلب العلم في موضع اخر من القران الكريم بلفظة (سائح) ‪ ":‬التائبون‬ ‫ْالعابدون ْالحامدون السائحون الراكعون الساجدون ْاآلمرون ب ْالمعْروف‬ ‫والناهون عن ْالمنكر و ْالحافظون لحدود هللا ۗ وبشر ْالم ْؤمنين التوبة (‪)112‬‬ ‫صدق هللا العظيم‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫واكد الرسول الكريم محمد ( صلى هللا عليه وسلم )على اهمية العلم وجعله‬ ‫فريضة على كل مسلم ومسلمة في قوله ‪" :‬طلب العلم فريضة على كل مسلم‬ ‫"‪،‬وبذلك اصبحت الرحالت العلمية من اجل طلب العلم من السنن الحميدة‬ ‫المتبعة من طالب العلم المسلمين ‪ .‬فضال عن االطالع والتعرف على‬ ‫الحضارات البائدة والحضارات القائمة ألخذ العبرة منها ومن اسباب سقوطها‬ ‫وانهيارها ‪،‬وتدوين مالحظاتهم على تلك المناطق التي يقومون بزيارتها ‪،‬‬ ‫ومن المؤكد أن العامل الحاسم في ازدهار الرحالت وبعث النشاط فيها الى‬ ‫اوربا وغيرها من البلدان ‪،‬كان توجه انظار المسلمين الى الدول الكبرى‬ ‫‪،‬ففرض على المسلمين التعرف على تلك الدول ‪،‬والعالم المحيط باالمة‬ ‫االسالمية ‪،‬وبالفعل اندفع العرب المسلمون ينشرون االسالم بين اسبانيا‬ ‫غربا و الصين والهند شرقا‪ ،‬فأخضعوا بالد الشام ومصر التابعتين للروم‬ ‫‪،‬وبالد العجم والعراق التابعين للدولة الساسانية ‪،‬وكسبوا معركة ذات‬ ‫الصواري (‪654‬هجرية ‪ 1256‬ميالدية )‪،‬وفتحوا السند بقيادة محمد القاسم‬ ‫سنة (‪713‬هجرية‪ 1314-‬ميالدية )‪،‬ووصلوا الى تركستان الصينية سنة‬ ‫(‪715‬هجرية ‪ 1316-‬ميالدية ) ‪،‬وحاصروا القسطنطينية سنة(‪717‬هجرية‪-‬‬ ‫‪ 1318‬ميالدية )‪،‬وحصل هذا كله في قرن من الزمان ‪،‬وتعرف العرب من‬ ‫خالله على حضارات متنوعة افادوا منها وتفاعلوا معها وادخلوها ضمن‬ ‫ثقافتهم العربية ـ االسالمية ‪.‬‬ ‫وعندما اقبل القرن الثالث الهجري – التاسع الميالدي صار للعرب المسلمون‬ ‫امبراطورية فسيحة االرجاء لها امتدادت عالمية ‪،‬تمازجت فيها الشعوب تحت‬ ‫خيمة االسالم كدين والعربية كلغة ‪،‬وتجلت في داخل هذه االمبراطورية اخوة‬ ‫روحية اسالمية ‪،‬وساعد هذا في حركة التقصي المعرفي من خالل التجول‬ ‫في االرجاء الشاسعة لدار االسالم التي كانت مفتوحة امام المسافر دون أية‬ ‫عراقيل أو مشاكل ‪.‬‬ ‫لقد تعمقت لدى العرب المسلمين الرغبة في معرفة الجار االوربي ‪،‬وغيره‬ ‫من الجيران ‪،‬وذلك بالتزامن مع ازدهار العالقات السياسية والدبلوماسية‬ ‫والتجارية والثقافية وساعد ذلك في ازدهار حركة الترجمة في القرن الثالث‬ ‫الهجري ـ التاسع الميالدي ‪،‬وتوسع دائرة الرحالت والسفارة الى اوربا‬ ‫‪،‬وبدأت تتضح لدى العرب المسلمين بصورة تدريجية معالم صورة اوربا‬ ‫‪،‬وهكذا فمع التشجيع الديني على الرحلة للتفكير بخلق هللا ‪ ،‬واالعتبار بحوادث‬

‫‪19‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫االمم الدارسة والباقية ‪،‬واتى دور الدولة العربية – االسالمية وخاصة في‬ ‫عصور االزدهار الحضاري ‪ ،‬التي غدت قوة عالمية كبرى ‪،‬لتسهل على‬ ‫الرحالة ترحالهم ‪،‬فقد كان البد لهذه االمبراطورية الواسعة االرجاء من ان‬ ‫تكون على دراية بأوضاع البالد التابعة لها ‪،‬وبأحوال البالد المجاورة التي‬ ‫يمكن ان تكون مصدرا للتهديد ايضا ‪،‬وسهلت الدولة نفسها عملية الترحال‬ ‫واالنتقال ‪،‬بأعتنائها بنظام البريد وبتمهيدها للطرق وبتشييدها المحطات أمام‬ ‫المسافرين الرحالة والحجاج‪.‬‬ ‫لقد ارسل الخلفاء السفارات الدبلوماسية والعلمية الى اوربا ‪،‬وعكست تلك‬ ‫الرحالت ‪ -‬وبأمانة ‪ -‬حاالت االزدهار واالنهيار في تلك المناطق ‪،‬وفي ظل‬ ‫ازدهار الدولة العباسية واتساعها ‪،‬تعددت اسباب الرحلة وحوافزها ‪ ،‬وحبب‬ ‫الى الناس الهجرة من بالدهم لالطالع على احوال البالد االخرى ‪،‬وقام علماء‬ ‫الرحالت بتدوين مشاهداتهم ‪،‬وغدت الرحلة عنصرا قويا في حياة المجتمع‬ ‫االسالمي في عصوره الزاهية ‪.‬‬ ‫وكان للحج وزيارة االماكن المقدسة في الحجاز دور كبير في تشجيع‬ ‫الرحالت وطلب العلم ‪.‬كما كانت زيارة أماكن و مراكز العلم المنتشرة في‬ ‫انحاء الدولة العربية االسالمية مسألة مهمة ايضا من المسائل التي اهتم بها‬ ‫العلماء وطالبي العلم ‪.‬فضال عن قيام التجار بالسفرات العلمية من اجل‬ ‫تجارتهم حيث كانت االسواق في مشارق االرض ومغاربها مرتبطة بعضها‬ ‫ببعض ‪،‬وهذا مما رسخ فكرة التعاون بين الشعوب وايمانها بوحدة االسالم‬ ‫‪،‬ودون الكثير من الرحالة العرب اخبار رحالتهم واسفارهم فذكروا المدن‬ ‫والمسافات التي اجتازوها ووصفوا البالد وزرعها وصناعاتها وتجارتها‪،‬‬ ‫وأتوا على وصف حياة السكان ‪،‬فتعرضوا للطيب من عاداتهم بالمديح ‪،‬وعابوا‬ ‫مافيها من ضعف ‪.‬‬ ‫وكان من اهم اسباب تدوين الرحالت عند العرب المسلمين‪ ،‬حاجة الدولة‬ ‫معرفة الطرق الكبرى التي تصل االقاليم بعضها ببعض ‪،‬واقترنت هذه الحاجة‬ ‫السياسية بقضاء فريضة الحج ‪،‬فوصف الكثير من الحجاج مشاهداتهم‬ ‫لالماكن المقدسة‪.‬‬ ‫وبعد تحول المسلمين من فاتحين الى رحالة كبار ومالحين مهرة وتجار‬ ‫تمكنوا من التعرف على سائر االقطار الواقعة على ضفاف البحر المتوسط‬

‫‪20‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫والبحر االحمر و بحر قزوين والبحر االسود فضال عن المحيط الهندي وجزء‬ ‫من سواحل االطلسي في اوربا وأفريقيا ‪،‬ثم مالبث مؤرخو الفتوحات‬ ‫والرحالة والجغرافيون والتجار ان قاموا بوصف تلك االصقاع المترامية‬ ‫االطراف ودونوا مشاهداتهم عن سكانها وتجارتها وصناعاتها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من وجود االعجاب بهذا االتصال ‪،‬فقد تخلل ذلك وفي بعض‬ ‫االحيان شيء من الحذر الممتزج باالعجاب ‪،‬وتعرف العرب المسلمون على‬ ‫ثقافة الفرس والهند والصين ‪،‬فضال عن الثقافة اليونانية كذلك تعرفوا على‬ ‫خبرة الحكم واالدارة ‪،‬وتراث بيزنطة الشرقية ‪،‬في وقت كانت فيه اوربا كما‬ ‫يقول برنارد لويس ‪" :‬معزولة بين المياه المتجمدة شماال ‪،‬ومياه المحيط غربا‬ ‫واالسالم جنوبا والبراري شرقا ‪،‬اما االسالم فكان على اتصال دائم مع‬ ‫الحضارات المزدهرة في الهند والصين‪ ،‬في ساحات الحرب او السلم"‬ ‫لقد تنوعت الرحالت بتعدد اسبابها ووظائفها ؛ فهناك رحالت قامت لدواعي‬ ‫االيمان او المعرفة الدينية ‪،‬وهناك الرحالت ألغراض سياسية ‪،‬كالسفارة‬ ‫والجاسوسية‪.‬‬ ‫لقد طغى على الرحالت الى اوربا الهم السياسي اوال ‪ ،‬والهم المعرفي ثانيا‬ ‫وبدا ذلك واضحا الول مرة عند الجغرافي ابن خرداذبة الذي عكس بدايات‬ ‫تشكيل صورة اوربا في المدونات العربية واالسالمية ‪،‬حيث اختلطت‬ ‫معلومات الرحالت في كثير من االحيان بالمدونات الجغرافية ‪،‬واحتفظ لنا‬ ‫التاريخ بالعديد من الرحالت من ابرزها رسالة ابن فضالن وابن خرداذبة‬ ‫‪ ،‬وابن رسته ‪ ،‬وابن الفقيه ‪ ،‬واليعقوبي ‪.‬‬ ‫ومهما يكن من أمر فإن الرحالت العلمية اسهمت في ازدهار الحركة العلمية‬ ‫وساعدت في التقريب بين الشعوب وفي تحالف الحضارات المختلفة وانعكس‬ ‫ذلك على توفير حاالت من السلم الطويلة في العالم وخالل قرون ‪.‬وترى‬ ‫الباحثة ان من الضروري تشجيع البعثات العلمية الى خارج العراق‬ ‫واالستفادة مما يتوفر من زماالت دراسية وكذلك البد من تشجيع اساتذة‬ ‫وتدريسيو الجامعات والمراكز العلمية على حضور الندوات والمؤتمرات‬ ‫العلمية وهذا سيسهم في تأكيد قيم التعاون والتعارف والتالقح الحضاري‬ ‫االنساني ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫املنظومة الفكرية العربية والقضية‬ ‫الفلسطينية‬

‫جدلية السبب والنتيجة‬ ‫د‪ .‬فارس تركي محمود‬

‫مما ال شك فيه أن المنظومة الفكرية ألي شعب من الشعوب هي السبب‬ ‫األساس والعامل الحاسم في تقدم أو تقهقر هذا الشعب ‪ ،‬وهي المسؤولة عن‬ ‫نجاحه أو فشله في تحقيق أهدافه وطموحاته وفي حل مشاكله ومعالجة قضاياه‬ ‫‪ ،‬وفي قدرته على تبني مشاريع تحررية أو تنموية أو وحدوية وتحويلها إلى‬ ‫واقع ملموس ‪ ،‬وهي المسؤولة عما ينتجه من ثقافة وأفكار ورؤى ومسلمات‬ ‫وعادات وتقاليد ‪ ،‬وهي التي تحدد مدى قدرته أو عجزه عن المنافسة والتنافس‬ ‫مع الشعوب األخرى أو التناغم واالنسجام مع المنظومة العالمية بشكل عام ‪،‬‬ ‫وهي اإلطار العام الذي يحكم أفعاله وردود أفعاله ويش ّكل خارطة وعيه وعقله‬ ‫الجمعي ‪ .‬إذاً فان المنظومة الفكرية هي المصنع وما الشعب إال إحدى منتجاته‬

‫‪22‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫وبذلك تكون تلك المنظومة هي القضية المركزية للشعوب فإذا صلحت‬ ‫واستقامت صلح كل شيء وإذا تدهورت تدهور وتعثر كل شيء ‪.‬‬ ‫وإذا ما طبقنا هذه المقولة على المنطقة العربية لخرجنا بنتيجة مفادها أن‬ ‫قضية العرب المركزية ليست فلسطين بل هي منظومتهم الفكرية ‪ ،‬فكل‬ ‫اإلخفاقات والنكسات والهزائم واالضطرابات والتوترات التي شهدها‬ ‫ويشهدها العرب في فلسطين والعراق وسوريا ومصر ولبنان والسودان‬ ‫وغيرها من البلدان العربية ما هي إال نتاج لتلك المنظومة ‪ ،‬وتبقى القضية‬ ‫الفلسطينية ‪ -‬بكل ما تختزنه من مرارة وآالم وانكسارات وشعور بالعجز‬ ‫والهوان ‪ -‬المنتج األبرز لها أي للمنظومة الفكرية العربية ‪ ،‬كذلك تبقى هذه‬ ‫القضية بمثابة مقياس دقيق يمكن به ومن خالله قياس مدى فاعلية تلك‬ ‫المنظومة ومدى نجاحها أو فشلها في صراعها ضد المشروع اإلسرائيلي ‪،‬‬ ‫ومعرفة أين أصبحت والى أين انتهت الشعارات التي رفعها العرب عند بدء‬ ‫هذا الصراع ‪ ،‬وكيف أصبحوا اليوم يطالبون بالنزر اليسير وال يحصلون‬ ‫عليه ‪ ،‬وكيف تحولت القضية الفلسطينية من قضية مركزية إلى قضية شبه‬ ‫هامشية نشاهد فصولها وأحداثها على شاشات التلفاز بدون أن نحرك ساكنا ‪،‬‬ ‫بل وأحيانا بدون أن نحس بأنها تخصنا ‪.‬‬ ‫ولسنا هنا بصدد محاكمة المنظومة الفكرية العربية محاكمة أخالقية ‪ ،‬كذلك‬ ‫لسنا بصدد تقييمها أو توصيفها أو إطالق مسميات عليها سواء بالسلب أو‬ ‫اإليجاب ‪ ،‬لكننا نحاول أن نعرف مدى قدرة هذه المنظومة على إنتاج‬ ‫استجابات عقالنية ومنطقية للتحديات التي تواجهها ‪ ،‬وهل تستطيع أن تنتج‬ ‫مشروعا عمليا وقابل للتطبيق ينافس المشروع الصهيوني ويتحداه ؟ فالصراع‬ ‫بين األمم والشعوب ليس صراعا بين الخير والشر وليس صراعا بين الحق‬ ‫والباطل بل هو صراع بين مشاريع والمشروع األقوى واألقدر على البقاء‬ ‫والمنافسة هو الذي ينتصر ويفوز في النهاية بغض النظر عما إذا كان هذا‬ ‫المشروع مبرر أخالقيا أم ال ‪ ،‬فكونك على حق ال يعني انك ستنتصر وكونك‬ ‫على باطل ال يعني انك ستخسر ‪ ،‬لكنك ستنتصر إذا خططت بشكل جيد‬ ‫وعملت على تنفيذ ما خططت له ‪ ،‬وستخسر إذا خططت بشكل سيء أو لم‬ ‫تخطط أصال وتصرفت بشكل عشوائي ووفقا لردود األفعال العاطفية‬ ‫والمواقف المرتجلة ‪ .‬وقدرة أو عدم قدرة أي شعب على التخطيط بشكل جيد‬

‫‪23‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫والتنفيذ بشكل جيد ليست مسألة خيار أو قرار يتخذه ذلك الشعب في وقت أو‬ ‫ظرف بعينه بل هو مرتبط ارتباطا ال انفصام له بمنظومته الفكرية ‪.‬‬ ‫قبل قرن من الزمن أي في بداية القرن العشرين كان هناك مشروع قومي‬ ‫عربي في طور التبلور والنضوج وكانت كل الظروف والمؤشرات تؤكد‬ ‫إمكانية أو حتمية نجاح هذا المشروع فالعرب كأمة كانوا موجودين بالفعل‬ ‫وليسوا فكرة تم اختالقها ‪ ،‬ويقطنون أرضا بعينها تمتد من المحيط إلى الخليج‬ ‫‪ ،‬والقواسم المشتركة بينهم أكثر من أن تعد ‪ ،‬والنوايا كانت أكثر من صادقة‬ ‫والحماسة كانت أكثر من كافية ‪ ،‬ومن الناحية األخالقية كان المشروع مبرر‬ ‫جدا ‪ ،‬ولكن ما الذي تحقق على ارض الواقع بعد قرن من الزمن ‪ .‬عند خط‬ ‫الشروع أي في بداية القرن العشرين كان العرب يخططون لمشروع قومي‬ ‫ينتهي بإقامة دولة تضم العرب كلهم أو جلهم ‪ ،‬أما اليوم في بداية القرن الواحد‬ ‫والعشرين فجل همهم وأسمى أمانيهم وطموحاتهم أن ال يتقسم العراق أو‬ ‫سوريا أو مصر أو لبنان أو غيرها من الدول العربية بعد أن تقسم السودان‬ ‫وبعد أن ضاعت فلسطين ‪.‬‬ ‫وبالمقابل وقبل قرن من الزمن أيضا كان هناك مشروع صهيوني إلقامة‬ ‫وطن قومي لليهود في فلسطين يداعب مخيلة عدد من الصهاينة المتعصبين ‪،‬‬ ‫وكانت كل المؤشرات والظروف تؤكد عدم إمكانية وربما استحالة نجاح هذا‬ ‫المشروع فليس هناك شعب اسمه الشعب اليهودي بل اختلق اختالقا ‪ ،‬وليست‬ ‫هناك ارض بعينها يسكنها اليهود بل هم موزعين في مشارق األرض‬ ‫ومغاربها ‪ ،‬وليست هناك أية قواسم مشتركة بين هؤالء اليهود باستثناء العقيدة‬ ‫الدينية ‪ ،‬وليس هناك أي تبرير أخالقي لهذا المشروع بل هو مدان أخالقيا‬ ‫ويمثل الباطل بعينه ‪ ،‬ولكن ما الذي تحقق على ارض الواقع بعد قرن ن لقد‬ ‫نجح المشروع الصهيوني نجاحا كبيرا وتحول إلى حقيقة ماثلة للعيان تقض‬ ‫مضاجعنا ليل نهار ‪ .‬فأي المشروعين كان حقا ً وأيها كان باطالً ؟ ومن الذي‬ ‫نجح الحق أم الباطل ؟ ‪.‬‬ ‫إن هذه المقارنة تبين بوضوح فشل المنظومة الفكرية العربية في خلق‬ ‫استجابة تتناسب مع حجم التحدي الذي واجهته ‪ ،‬وفي عجزها عن تبني‬ ‫مشروع واضح المعالم وقابل للتطبيق ‪ ،‬وقد دفع العرب ‪ -‬وما زالوا يدفعون‬ ‫‪ -‬ضرائب باهضة نتيجة لهذا الفشل والعجز كان أفدحها وأكثرها إيالما هي‬

‫‪24‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫فلسطين ‪ .‬نعم منظومتنا الفكرية هي من أضاع فلسطين وإذا ما استمرت‬ ‫تحكمنا وتتحكم بنا ربما سنفقد ما هو أكثر من فلسطين ‪.‬‬ ‫وهنا سوف نحاول وبشكل موجز أن نحلل ابرز خصائص المنظومة الفكرية‬ ‫العربية وكيف أثرت بشكل أو بآخر في القضية الفلسطينية ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬يمكن القول أن المنظومة الفكرية العربية أو الفكر العربي بشكل عام –‬ ‫وألسباب ال يتسع المجال لذكرها هنا ‪ -‬هو فكر يؤمن بالمطلق فالخير لديه‬ ‫خير مطلق والشر كذلك شر مطلق ‪ ،‬وكذلك الخطأ والصواب كالهما مطلقان‬ ‫‪ ،‬ال يرى من األلوان سوى األسود واألبيض ‪ ،‬عدوه عدو دائم وصديقه صديق‬ ‫دائم ‪ ،‬ال يؤمن بالحلول الوسط ومفهوم النسبية بعيد عنه وغريب عن تاريخه‬ ‫‪ ،‬حقائقه ومسلماته ثابتة ال تتغير وال تقبل الجدل والنقاش ‪ .‬وبغض النظر عن‬ ‫تقييمنا لمثل هذا الفكر سواء اتفقنا أو اختلفنا معه ‪ ،‬إال أن فكرا بهذه المواصفات‬ ‫ال يمكنه أن يطرح مشروعا قابال للتطبيق الن المشروع القابل للتطبيق ينبغي‬ ‫أن يكون بالضرورة مشروعا واقعيا يأخذ معطيات الواقع بنظر االعتبار ‪،‬‬ ‫وليس هناك في عالم الواقع شيء مطلق بل كل شيء نسبي قابل لألخذ والرد‬ ‫ويحتمل الخطأ والصواب ‪ .‬لذلك ال يمكن لمنظومة فكرية تتخذ من المطلق‬ ‫منهجا وأسلوبا في التعامل أن تنجح أو تنتج مشروعا ناجحا على ارض الواقع‬ ‫‪ .‬هذا فضال عن أن المنظومة الفكرية التي تؤمن بالمطلق ال تترك لمعتنقيها‬ ‫خيارات كثيرة فهي تضعهم في حالة صدامية دائمة مع اآلخر – الذي يمثل‬ ‫الشر المطلق ‪ ، -‬وبالتالي ال يكون أمامهم سوى خيارين أولهما تدمير وإلغاء‬ ‫هذا اآلخر والقضاء عليه بضربة واحدة والى األبد حتى في حالة انعدام القدرة‬ ‫على القيام بعمل كهذا ‪ ،‬وثانيهما تجاهل وتحقير هذا اآلخر ‪ ،‬والتعلل باألماني‬ ‫واآلمال بأن تحصل معجزة ما تقضي عليه وتريحهم من وجوده ‪ ،‬أو الذهاب‬ ‫باتجاه تبني خيارات عدمية وعبثية ال تسمن وال تغني من جوع ‪.‬‬ ‫وقد طبق العرب الخيارين في تعاملهم مع القضية الفلسطينية والمشروع‬ ‫الصهيوني ‪ ،‬الخيار األول ‪ -‬الصدامي ‪ -‬تم تطبيقه منذ صدور قرار تقسيم‬ ‫فلسطين عام ‪ 1947‬وحتى عام ‪ 1973‬حيث لم يقبل العرب بهذا القرار‬ ‫وقرروا القضاء على الدولة اليهودية بشكل تام وإزالتها من الوجود وخاضوا‬ ‫في سبيل ذلك حروب عديدة ‪ .‬والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا اتخذ‬ ‫العرب هذا القرار ووفقا ألية معطيات ؟ وهل كانوا يمتلكون القدرة لتنفيذه ؟‬ ‫وهل كانت الظروف الدولية واإلقليمية تسمح بنجاح مثل هذا القرار أو‬

‫‪25‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫المشروع ؟ وهل كان نتيجة لدراسة علمية ومنطقية ؟ وباختصار هل كان‬ ‫مشروعا واقعيا قابل للتطبيق على ارض الواقع ؟ والجواب ال فهو لم يكن‬ ‫مشروعا واقعيا ولم يكن نتيجة لدراسة منطقية تأخذ كل المعطيات بنظر‬ ‫االعتبار ‪ .‬إذا ما الذي دفع العرب التخاذ مثل هذا القرار غير منظومتهم‬ ‫الفكرية المبنية على فلسفة المطلق ‪ ،‬ونتيجة لهذه الفلسفة تبنى العرب مشروعا‬ ‫غير واقعي انتهى بهزيمتهم العسكرية أكثر من مرة ‪ ،‬واستمر هذا الوضع‬ ‫حتى جاءت حرب أكتوبر عام ‪ 1973‬وما تالها ليسدل الستار على هذا‬ ‫المشروع الغير واقعي والذي تسبب في زيادة خسائرنا وإخفاقاتنا ولم نجني‬ ‫منه شيء يذكر فيما يخص القضية الفلسطينية ‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ 1973‬وحتى أالن والعرب يدورون في فلك الخيار الثاني فبعد‬ ‫أن عجزوا عن إزالة هذا الكيان من الوجود فضل بعضهم تجاهله وتجاهل‬ ‫خطره على المنطقة والتصرف وكأنه غير موجود ‪ ،‬والعمل على التقليل من‬ ‫شانه وتهوين خطره من خالل إطالق تسميات غير واقعية عليه مثل الكيان‬ ‫الصهيوني ‪ ،‬والكيان المزعوم ‪ ،‬والدولة المزعومة ‪ ،‬وشذاذ اآلفاق ‪ .‬وفي‬ ‫الحقيقة إن الدول إذا كانت تقاس باستقرارها السياسي وقدرتها االقتصادية‬ ‫وقوتها العسكرية وحجم تحالفاتها الخارجية فان المنطقة العربية تضم بالفعل‬ ‫الكثير من الدول المزعومة لكن إسرائيل ليست من بينها ‪ .‬وبعد أن ازداد‬ ‫ضعفنا وظهر بشكل واضح عجز مشروعنا عن مواجهة المشروع الصهيوني‬ ‫التجأنا – في محاولة للتخلص من هذا العبء الذي أثقل كاهلنا ‪ -‬إلى تراثنا‬ ‫الديني نبحث فيه عن أية إشارة تنبأنا ولو من بعيد بان نجاح المشروع‬ ‫الصهيوني هو تقدير الهي وجاء وفقا لخطة ربانية ‪ ،‬وإن القضاء على هذا‬ ‫المشروع مرتبط أيضا بتلك الخطة ووفقا لميعاد وتوقيت محدد سلفا ‪ ،‬إذا فيما‬ ‫التخطيط وبذل الجهود ما دام هللا قد شاء هكذا وال راد لمشيئته ! ؟ ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬كذلك يمكن القول أن المنظومة الفكرية العربية تعتمد األسلوب أو المنهج‬ ‫الخطابي البالغي ألتنظيري البعيد كل البعد عن المنهج التجريبي العملي الذي‬ ‫ال يعترف إال بما هو متحقق على ارض الواقع وال يؤمن بشيء وال يصدق‬ ‫بشيء إال بعد أن يخضعه للتجربة والتمحيص ‪ ،‬وهذا أمر طبيعي جدا بل‬ ‫وحتمي فالمنظومة الفكرية التي تؤمن بالمطلق ال غنى لها عن المنهج‬ ‫الخطابي البالغي الذي ال تستطيع بدونه أن تسوق أفكارها ورؤاها الغير‬ ‫واقعية من جهة ‪ ،‬وتبرر إخفاقاتها وفشلها من جهة أخرى ‪ ،‬فالمنهج الخطابي‬

‫‪26‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫هو بمثابة إكسير الحياة للفكر المطلق ألنه يخاطب المشاعر والغرائز وال‬ ‫يخاطب العقل والمنطق ‪ ،‬وألنه يثير الناس ويهيجهم بدال من أن يفهمهم‬ ‫ويوعيهم ‪ ،‬ونجاحه ال يعتمد على ذكر الحقائق والوقائع كما هي بقدر ما يعتمد‬ ‫على قدرة الخطيب البالغية وشطارته في السفسطة وبراعته في الجدل وفي‬ ‫تصوير األمور على غير حقيقتها ‪.‬‬ ‫لذلك عندما حلت الكارثة وخسر العرب حرب عام ‪ 1948‬هرع فكرنا‬ ‫المطلق إلى المنهج الخطابي البالغي الذي كان عند حسن ظننا كما هو دائما‬ ‫فأسعفنا بوصفة وخلطة غريبة اشتملت على تآمر دولي وإقليمي ‪ ،‬وصفقات‬ ‫أسلحة فاسدة ‪ ،‬وعمالء في الداخل والخارج وغير ذلك من تبريرات وأعذار‬ ‫‪ ،‬وهكذا خرجنا من المأزق مرتاحي الضمير والقينا بالعبء والمسؤولية على‬ ‫إطراف وجهات أخرى ‪ ،‬واألهم من ذلك أن منظومتنا الفكرية خرجت أيضا‬ ‫معافاة وسليمة وغير متهمة – وهل يمكن اتهام من صوابه مطلق ‪ -‬أو مذنبة‬ ‫ولم يمسسها سوء ‪ .‬وهكذا وبدال من أن نخرج من هزيمة ‪ 1948‬بدروس‬ ‫واقعية وبدل أن نحللها تحليال علميا يساعدنا على النجاح في محطات الصراع‬ ‫القادمة ‪ ،‬أصبحت هذه الهزيمة ‪ -‬وبفضل منظومتنا الفكرية ‪ -‬مقدمة لهزيمة‬ ‫ونكبة اكبر حلت علينا في الخامس من حزيران عام ‪ 1967‬وعندها هرعنا‬ ‫مرة أخرى إلى منظومتنا الفكرية ومنهجها الخطابي السفسطائي الذي لم يبخل‬ ‫علينا هذه المرة أيضا وأغاثنا بتبريرات تتراوح ما بين تهاون أو خيانة بعض‬ ‫القادة العسكريين العرب ‪ ،‬مع شبهة وجود مؤامرة ! فتنفسنا الصعداء وحمدنا‬ ‫هللا كثيرا على أننا لسنا المسؤولين ‪ ،‬وعلى أن منظومتنا الفكرية ما زالت‬ ‫بخير وليست هي المسببة لهذه الهزيمة النكراء ! ‪ .‬وكانت المحصلة لذلك كله‬ ‫والنتيجة النهائية هي ضياع فلسطين وبقاء منظومتنا الفكرية شامخة عزيزة‬ ‫وتستحثنا إلى المزيد والمزيد من هذا الفشل والعجز ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬كذلك يمكن القول أنه ليس هناك امة على وجه األرض مسكونة بنظرية‬ ‫المؤامرة كاألمة العربية ‪ ،‬والشغف العربي بتلك النظرية ليس باألمر‬ ‫المستغرب فمن كانت منظومته الفكرية مبنية على فلسفة المطلق ومتبنية‬ ‫للمنهج الجدلي السفسطائي ال بد أن يتعلق بنظرية المؤامرة تعلق الغريق‬ ‫بالقشة ‪ ،‬كيف ال وهذه النظرية توفر درعا واقيا لفكره المطلق ‪ .‬فبالنسبة‬ ‫لمعتنقي الفكر المطلق فأنه – وألنه مطلق ‪ -‬ال يمكن أن يخطئ وإذا حدث‬ ‫وأخطئ فنتيجة لمؤامرة خارجية أو داخلية ‪ ،‬وال يمكن أن يفشل وإذا فشل‬

‫‪27‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫فهناك حتما مؤامرة ‪ ،‬وال يمكن أن يهزم وإذا هزم فابحث عن المؤامرة ‪.‬‬ ‫وهكذا فال حياة للفكر المطلق بدون نظرية المؤامرة والتآمر والمتآمرين ‪ .‬أما‬ ‫أين هي المؤامرة ؟ ومن هم المتآمرين ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ ولماذا ؟ فهذا ما‬ ‫يتكفل باإلجابة عليه المنهج الخطابي الجدلي السفسطائي التنظيري الذي‬ ‫سيستخدم كل قدراته في اللف والدوران وفي النبش والبحث عن اصغر‬ ‫األشياء وابسطها ثم يقوم بتوليفها والربط بينها ليخرج لنا بمؤامرة تريحنا‬ ‫وتروي ظمأنا التآمري ‪ ،‬وحتى إذا عجز عن إيجادها بهذه الطريقة الفجة‬ ‫والملتوية فسوف يسعى الختالقها اختالقا وسوف نصدقها ألنه ليس لدينا خيار‬ ‫فإما أن نعتقد ونؤمن بوجود مؤامرة ‪ ،‬وإما أن نعترف بأننا فشلنا وهزمنا وبما‬ ‫أن حامل الفكر المطلق في صحته ال يمكن أن يفشل ويهزم فال مناص من‬ ‫تبني نظرية المؤامرة ‪.‬‬ ‫ولم ترتبط قضية من قضايا العرب بنظرية المؤامرة كما ارتبطت القضية‬ ‫الفلسطينية بل أصبحت هذه القضية – وفقا للعقل الجمعي العربي ‪ -‬بمثابة‬ ‫سفر يحكي قصة التآمر الدولي علينا ‪ ،‬ويحكي كذلك قصة التآمر الداخلي ‪،‬‬ ‫وتآمر العرب بعضهم على بعض ‪ ،‬وخرجت عن كونها تجسيدا لمشروع‬ ‫صهيوني توسعي يحتاج إلى مشروع عربي يواجهه ويرد عليه ‪ .‬وال نبالغ إذا‬ ‫قلنا أن مصطلح القضية الفلسطينية أصبح مرادفا لمصطلح المؤامرة في العقل‬ ‫الجمعي العربي ‪ .‬وعندما يصل شعب ما إلى هذا المستوى في تفسير األمور‬ ‫واألحداث ال يمكن أن يرتجى منه النجاح في أي مشروع حتى لو كان صغيرا‬ ‫فما بالك بمشروع مصيري ومعقد يستطيع أن يواجه المشروع الصهيوني ‪.‬‬ ‫فاإليمان بنظرية المؤامرة تقتل أي قدرة على اإلبداع والعمل الجاد ‪ ،‬وتدعو‬ ‫إلى التقاعس والتشاؤم والسلبية فكيف تستطيع أن تتبنى مشروعا وتسعى من‬ ‫اجل إنجاحه وأنت مؤمن سلفا أن هناك من سيتآمر عليك ويدمر هذا المشروع‬ ‫؟ ‪ ،‬وكيف ستبني وتطور قدراتك ووسائلك ‪ ،‬وتنمي مهاراتك وقدرتك على‬ ‫منافسة اآلخرين وأنت تتصور أن مؤامرة ما ستجهض كل هذا ؟ واألخطر‬ ‫من ذلك كيف سننجح في بناء مشروع واقعي نواجه به المشروع الصهيوني‬ ‫إذا كنا نعتقد سلفا أن العالم كله سيتآمر من اجل إجهاض مشروعنا وإنجاح‬ ‫المشروع الصهيوني ؟ ‪ .‬وعلى فرض انه هناك فعال مؤامرات قد حيكت وما‬ ‫زالت تحاك ضدنا فالسؤال هو لماذا ينجح اآلخرون دائما في التآمر علينا ‪،‬‬ ‫وفي تنفيذ مؤامراتهم ومخططاتهم ؟ ولماذا ال يكون الحال بالعكس أي لماذا‬

‫‪28‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫ال نتآمر نحن عليهم وننجح في التآمر عليهم ‪ ،‬وفي تنفيذ مخططاتنا وندمر‬ ‫بالتالي مشاريعهم ومخططاتهم ؟ وليس هناك من جواب مقنع إال إذا أقررنا‬ ‫بأن الخلل فينا وفي منظومتنا الفكرية ‪.‬‬ ‫نعم هذه المنظومة هي التي أضاعت فلسطين ‪ ،‬وهي التي أضعفت العرب‬ ‫ومزقتهم ‪ ،‬وهي التي وضعت األمة العربية في ذيل األمم من حيث القدرة‬ ‫االقتصادية ‪ ،‬والقوة العسكرية ‪ ،‬واالستقرار السياسي واالجتماعي ‪،‬‬ ‫والمستوى التعليمي ‪ ،‬وهي المسؤولة عن تردي وتدهور أوضاعنا وعلى‬ ‫األصعدة كافة ‪ .‬واألخطر من ذلك أن هذه المنظومة ما زالت تسيطر علينا‬ ‫وتوجه أفعالنا وتتحكم بتصرفاتنا وتقودنا إلى مزيد من الضعف والهوان‬ ‫والتمزق ‪ ،‬والى هزائم جديدة ونكبات جديدة ستطال كل البلدان العربية ‪ .‬فإذا‬ ‫لم نبادر إلى إصالح شاننا ‪ ،‬والى إعادة النظر في رؤانا وأفكارنا وفي‬ ‫منظومتنا الفكرية بشكل عام ‪ ،‬وإذا لم نبادر إلى إطالق عملية نقد ذاتي حقيقي‬ ‫وغير مجامل ‪ ،‬وإذا لم نسعى إلى فهم الواقع والتفاعل معه كما هو ال كما‬ ‫نتخيله أو كما يصور لنا ‪ ،‬فنحن أمام مأزق خطير ربما يهدد وجودنا ذاته ‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫َ‬ ‫التفاؤل و التشاؤم‬ ‫صدام الصوفي‬

‫حالة من حاالت النفس البشرية ‪ ،‬و ظاهرة من الظواهر التي ال يمكن تحديد‬ ‫تاريخ معين لها ‪.‬‬ ‫فقد تكون قديمة قدم االنسان و قدم الحياة البشرية ‪،‬و قد يكون الخوف المخزون‬ ‫في جوف االنسان من االسباب الرئيسية في ظهور مثل هذه الحاالت و‬ ‫المشاعر ‪ ،‬بل قد يكون المصدر الرئيسي لمثل هذه الحاالت في أغلب االحيان‬ ‫‪.‬و بالتالي قد تتحول هذه المشاعر او الحاالت الى نوع من أنواع التنبؤ بين‬ ‫االنسان و نفسه و قد يعيش االنسان هذه الحالة التي تدخل ضمن االسرار التي‬ ‫يخفيها و التي تتكور بداخله و تكون جزءا من شخصيته دون أن يطّلع عليها‬ ‫من يعيش معه و من يحتك به في حياته اليومية و قد يكون خفيا على أقرب‬ ‫االشخاص الذين يعيشون معه ‪..‬و التي تختزل حالته النفسية التي‬ ‫يعيشها الفرد مع نفسه و مع االخرين ‪.‬‬ ‫ال يزال الكثير من الناس يعيشون هذه الحالة في مجتمعنا و بكل تفاصيلها‬ ‫‪،‬فهناك من االشخاص من يتشائم من حالة جوية معينة أو عند هبوب رياح‬

‫‪30‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫قوية او صفراء ترابية او من نوع انواع الطيور كالبوم مثال أو عند مشاهدته‬ ‫كلبا أسود أو قطة سوداء ‪ ..‬و أو مصادفة شخص معين قد م ّر أمامه قبل ذلك‬ ‫ففشل في موضوع معين أو صادفته حادثة معينة خالل مرور شخص معين‬ ‫من أمامه ‪..‬غيرها ‪...‬‬ ‫فهناك اشخاص يقومون بترك عمل لهم أو واجب محدد حين يصادفهم كلب‬ ‫اسود على طريق الذهاب الى ذلك العمل أو يقوم بترك أو تأجيل عمل مهم‬ ‫لقناعة في نفسه بأنه الشئ الذي قد شاهده نذير شؤم و سوف يتعرض لخطر‬ ‫ما ‪ ،‬إن كان هذا الشعور ذاتيا أو مكتسبا ً لذا الشخص فستكون النتائج سلبية‬ ‫في حال عدم اكماله للمشوار اغلب االحيان ‪.‬‬ ‫فقد تكون االسباب في مثل هذه الحاالت عوامل موروثة من االسرة او‬ ‫المجتمع او المعتقدات المتعارف عليها في البقعة التي يعيش فيها أو حتى أنه‬ ‫قد يكتسب هذه الحالة مع وجود عوامل نفسية مهيئة من بيئات اخرى قد تكون‬ ‫بعيدة ‪،‬و كذلك من العوامل النفسية كالخوف و العقد النفسية المرتبطة بسلسلة‬ ‫أفكار ناجمة عن البيئة االسرية التي تربى فيها الفرد‪.‬‬ ‫ومن المؤكد أن هذه الحالة تسبب أضراراً أجتماعية و نفسية و قد تقود االنسان‬ ‫الى الفشل في الكثير من االمور و المسائل ‪ ،‬منها تأجيل بعض االعمال‬ ‫الضرورية و تركها ‪ ،‬أو قد تتحول هذه الحالة الى حالة غلّو تدخل صاحبها‬ ‫الى متاهات و عقد نفسية تجعله يضيع فرصا ً كثيرة في حياته و في الكثير من‬ ‫المجاالت ‪.‬‬ ‫و ال يوجد طب متخصص للتخلص من هذه الحالة إال أن االنسان يستطيع‬ ‫تجاوز مثل هذه االفكار و الحاالت باليقين و الثقة بالنفس و التحليل العلمي‬ ‫للكثير من االمور و الحوادث التي تأخذ مجراها ضمن اطار االحداث اليومية‬ ‫في حياة االنسان ‪،‬و كذلك االبتعاد عن االوهام و التشاؤم و اختيار االهداف‬ ‫البديلة عندما ال يصل االنسان الى منبتغاه و عدم حساب ذلك بالفشل و الخروج‬ ‫من الدوائر المغلقة و الموروثة من ازمان مختلفة ‪،‬و السفر و االطالع على‬ ‫ثقافات الشعوب و حياتها و التوجه الى نواحي الخير و الحب و الجمال الذي‬ ‫يملؤ العالم ‪ ،‬رغم كل السلبيات التي تخلق مثل هذه الحاالت ‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫املتحف البغدادي للفولكلور الشعبي‬ ‫رواء خلف السوداني‬ ‫يضم غالبية المعالم الحياتية لسكان بغداد األوائل‪ .‬ولقد أفتتح المتحف البغدادي‬ ‫في مطلع عام ‪1970‬م بموقعه الحالي على ضفاف نهر دجلة قرب مبنى‬ ‫المدرسة المستنصرية‪ .‬وتعد بناية المتحف البغدادي من المباني القديمة في‬ ‫بغداد‪ ،‬حيث يعود تاريخ إنشاؤها إلى عام ‪1869‬م في عهد الدولة العثمانية‪.‬‬ ‫واستخدمت أوالً كمطبعة لوالية بغداد ايام حكم الوالي مدحت باشا‪.‬‬

‫يوثق المتحف البغدادي فترة زمنية من تاريخ بغداد وينقل تفاصيل دقيقة عن‬ ‫حياة البغداديين ويلقي الضوء على التراث البغدادي ونمط الحياة التقليدية‬ ‫لبغداد القديمة‪ .‬ويستعيد بساطة الحياة وتماسكها وثرائها االجتماعي من خالل‬ ‫مشاهد واقعية تجسد الشكل والحركة واأللوان التي أبدعها فنانون عراقيون‬ ‫صنعوا تماثيل الشخصيات بلغة ذات صلة بالموروث الشعبي والتراثي‬ ‫للمجتمع البغدادي القديم‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫ترجع فكرة إنشاء المتحف الي امين بغداد األسبق السيد مدحت الحاج سري‬ ‫بعد أن عاد من زيارته إلحدى الدول المجاورة‪ ،‬وفي رأسه فكرة صمم على‬ ‫تنفيذها وهي تأسيس متحف شعبي في بغداد‪ .‬وعلى هذا األساس شرعت أمانة‬ ‫بغداد في عام ‪ 1968‬بتأسيس المتحف البغدادي‪ .‬حيث كلف فريق عمل لعمل‬ ‫مجموعة من التماثيل موزعة على ‪ 45‬مشهدا يمثلون أصحاب المهن‬ ‫والحرف اليدوية من البغداديين‪ .‬وبعد أن انتهت كافة األعمال أفتتح المتحف‬ ‫البغدادي بتاريخ األول من شهر كانون الثاني عام ‪1970‬م‪ ،‬وفي موقعه‬ ‫الحالي على ضفاف نهر دجلة قرب مبنى المدرسة المستنصرية‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1985‬جرت عليه عملية صيانة وتطوير كبرى لكافة ارجاء‬ ‫المتحف وتعلقت باألعمال األنشائية وأنشاء الزقاق البغدادي الذي ضم ‪39‬‬ ‫مشهداً جديداً وانتشرت فيما بينها مائة وسبعة شخصيات لم تكن موجودة‬ ‫سابقا ً‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1989‬استحدث مرفق جديد في المتحف اكسبه هوية شعبية أكبر‬ ‫بعد أن شيد داخله السوق البغدادي والمطعم البغدادي إضافة إلى تهيئة قاعة‬ ‫مناسبة القامة الحفالت الغنائية والموسيقية والمقام العراقي‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫تعرض المتحف إلى أضرار كبيرة وأغلقت أبوابه بعد الغزو األمريكي للعراق‬ ‫عام ‪2003‬م‪ ،‬ثم اعيد ترميمه وافتتاحه رسميا في الثامن من آب عام ‪2008‬م‪.‬‬ ‫يضم المتحف ‪ 385‬تمثاالً توزعت على ‪ 77‬مشهداً يضاف إلى ذلك نماذج‬ ‫وأدوات خاصة بكافة المواد والمستلزمات والحاجيات واألكسسوارات التي‬ ‫يحتاجها المشهد‪.‬‬

‫ويحتوي المتحف على مكتبة ضمت خزاناتها وثائق ومراجع ومصادر عن‬ ‫مدينة بغداد بلغ عددها ‪ 4830‬كتابا احتوت على الحكايات والعادات والتقاليد‬ ‫التي أشتهر بها البغداديون‪.‬‬ ‫ويضم المتحف مجموعة من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين العراقيين الرواد‬ ‫من أمثال الفنان حافظ الدروبي والفنان فرج عبو وفنانون آخرون من أجيال‬ ‫الحقة امثال الفنان سعد الطائي وماهود أحمد وصالح جياد ونعمان هادي‬ ‫ومحمد مهرالدين وطالب العالق وفريد أسعد وميسر القاضلي وإبراهيم‬ ‫الكمالي وشاكر الشاوي وجودت حسيب ووليد شيت وكنعان هادي وعقيل‬ ‫اآللوسي وعالء الشبلي ومحيي خليفة وآخرون‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫الوعود الكاذبة واملزايدات االنتخابية‬ ‫الصحفي‬ ‫عبد الرسول جلوب سيد الكعبي‬ ‫( من غشنا فليس منا )‬ ‫في هذه السنة ‪ 2018‬ستجري انتخابات برلمانية ومجالس المحافظات في‬ ‫العراق وستبدأ معها الوعود الكاذبة على المواطن العراقي الذي يتأمل خير‬ ‫بمن ينتخبه وتغير حالة من األسواء لألفضل لكن العكس هو الصحيح في‬ ‫مجتمعنا هذا الكثير من انها دراسته الجامعية وحصل على شهادة‬ ‫البكالوريوس ويتأمل حصوله على فرصة للتعيين عندما ينتخب من يوعدون‬ ‫المواطن بالتعينات وحصولهم على فرص عمل ‪.‬‬ ‫وهنا يبدأ المشوار مع الوعود الكاذبة هذا من يقول انا مشروعي االنتخابي‬ ‫هو تحسين الواقع الصحي والثاني من يروج لتحسين الواقع التعليمي والبعض‬ ‫من يروج لمشروعة االنتخابي القضاء على أزمة السكن وتوزيع قطع‬ ‫االراضي على المواطنين واالخر من يروج لتحسين الواقع االقتصادي ‪.‬‬ ‫أما المزايدات االنتخابية حدث بال حرج نحن كنا بالسابق عندما نتفرج على‬ ‫فلم مصري وكانت احداث تدور حول االنتخابات عندهم ونرى من يرشح‬ ‫على الدائرة االنتخابية لمجلس النواب ويظهر المرشح بتوزيع اللحمة على‬ ‫الناخبين والمبالغ المالية والمالبس والمواد الغذائية للترويج لالنتخاب الية فكنا‬ ‫نتعجب على هكذا اعمال غير نزية ‪.‬‬ ‫لكن اليوم بالعراق شاء القدر يعملوا المرشحين كما جرى بأحداث الفلم‬ ‫المصري وزعوا على المواطن العراقي اللحمة والمواد الغذائية وقطع‬ ‫االراضي الوهمية ووعدهم بتمليك لهم ذلك لشراء أصواتهم كي يصلوا‬ ‫بأصواتهم الى قبة البرلمان والمزايدات االنتخابية مستمرة تراهم قبل‬ ‫االنتخابات يتواصلوا مع المواطن بأفراحه وأحزانه وأرقام هواتفهم مفتوحة‬ ‫على طول الخط ‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء االنتخابات واعالن النتائج تسقط مباشرة أقنعة الوجوه الصادقة‬ ‫وتظهر وجوههم الحقيقية ولغاء خطوط هواتفهم ويسجنون في قصور محمية‬

‫‪35‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫وعدم الوصول اليهم من قبل المواطن العراقي وقطع التواصل مع المواطن‬ ‫ال يصلون له بأحزانه وال بأفراحه ‪.‬‬ ‫اما بعد الفوز باالنتخابات اول جلسة برلمانية يسنوا قوانين تخدم مصالحهم‬ ‫والتصويت على االمتيازات التي تخدمهم وتثبيت رواتبهم الخرافية واعداد‬ ‫افراد الحمايات واعداد العجالت وجوازاتهم الدولية الدبلوماسية ‪.‬‬ ‫فعندما تأتي االنتخابات يذهب المواطن لالنتخابات لكن لم يغير الوجوه هم‬‫أنفسهم باقين ‪.‬‬ ‫ننتخب ام لم ننتخب فاالنتخابات سوف تقوم والمواطن العراقي يتفرج ويتحسر‬ ‫على ما يجري على العراق المظلوم ‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫أدب ساخر‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫صناع اليأس‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬

‫حضرت اليوم مجلسا ما قيل لنا انه ثقافي ‪..‬وجدت المتكلم فيه ينتقد الشباب‬ ‫بقسوة ‪..‬ينتقد بحدة تسريحاتهم ومظهرهم ‪..‬والعاب تسليتهم ‪..‬لم ينتقد من لم‬ ‫يوفر لهم فرصا للعمل…فتركهم عرضة للفراغ ‪ ..‬لم ينتقد من اربك تعليمهم‬ ‫ودمر مستقبلهم ‪..‬لم ينتقد من حرمهم ابسط حقوق الحياة فكبلهم بالفقر‬ ‫والحرمان والتهميش‪..،‬‬ ‫لم يحثهم المتحدث على العلم ‪..‬والصناعة والتكنلوجيا وااللكترونيات ومعرفة‬ ‫اسرار الطب والفضاء والبحار … حثهم فقط على ضرورة تغيير التسريحة‬ ‫انتقد تركهم للمدارس ولم ينتقد المعلم الذي يقصر في تدريسهم بشتى الذرائع‬ ‫‪ ..‬ويستخدم العصا احيانا معهم ‪..‬‬

‫‪37‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫لم يمدح الشريحة االكبر من الشباب بغض النظر عن المظهر والشكل الذين‬ ‫يقومون بجهود كبيرة في اعمار المدينة برفع االنقاض ومخلفات الحرب من‬ ‫االزقة القديمة فضال عن االعمال التطوعية والخيرية‪..‬‬ ‫وانا اعلم جيدا ان مالبس المتحدث االنيقة البراقة لم تنزل يوما للشارع‬ ‫واالزقة لتنظف وترفع االنقاض كما يفعل كثير من شبابنا اليوم ‪....‬فلم تمنعهم‬ ‫من عمل الخير مالبسهم ايا كان زيها مادام جوهرهم محبا للخير ولإلنسان‬ ‫ولمدينتهم‬ ‫اما ذاك المتحدث الذي تصدر المجلس فانه وامثاله سبب من اسباب خراب‬ ‫هذه المدينة ما داموا يفكرون بهذه الطريقة السطحية الساذجة التي لم تعتبر‬ ‫من الدروس العصيبة التي مرت بها المدينة ‪..‬وماداموا يفكرون انهم وحدهم‬ ‫يمتلكون الحقيقة التي فوضتهم لتصنيف الناس وانتقادهم بقسوة وتجريح من‬ ‫دون رسم اشارة امل واحدة امامهم ‪..‬‬ ‫والحمد هلل ان الكهرباء انقطع تيارها ‪....‬وساد الظالم الذي وفر فرصة ألغلب‬ ‫الحضور لل ( الفلتة ) ‪..‬وكان اخوكم في المقدمة…‬

‫‪38‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫طرب‬ ‫حسام الطحان‬

‫لألغاني الريفية جمهور واسع شغوف بها ‪ ،‬ويتفاعل معها بشكل مثير جدا‬ ‫وثمة مطربون ريفيون ال يقلون جماهيرية عن عبدالحليم حافظ وكاظم الساهر‬ ‫وهيفاء وهبي ‪.‬‬ ‫ويعد المطبك من ابرز االالت الموسيقية التي تعتمد عليها االغنية الريفية ‪.‬‬ ‫بالعودة الى جمهور هذا النمط الغنائي ‪ ،‬ذات مرة كان مجموعة من الشباب‬ ‫متجمهرين امام محل تسجيالت صوتية ‪ ،‬وفجأة فتح صاحب المحل سماعات‬ ‫الصوت على اغنية ريفية فما كان من هؤالء الشباب اال ان يشبكوا اياديهم‬ ‫ويبدأوا برقص الجوبي وهز االكتاف ‪ ،‬وتبين لي فيما بعد ان المسألة اشبه‬ ‫بالحالة الالرادية ‪ ،‬فبمجرد سماعهم االغنية وااليقاع يدخلون في دوامة فنية‬ ‫كتلك التي يدخلها الموسيقار العالمي ياني ويفقدون الوعي ويبدأون الرقص‬ ‫على انغام المطبك ‪.‬‬ ‫كان لي بضع امنيات في هذه الحياة ‪ ،‬ومن ضمنها ان اعرف سر المتعة التي‬ ‫يشعر بها هؤالء وهم يهزون اكتافهم ويصيحون بصوت عال ( هال باليلعب‬ ‫جوبي هال برجال الجوبي ) ‪ ،‬وهل يختلف رجال الجوبي عن رجال‬ ‫الموهيكانز ‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫شعر‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫االغبياء‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫أحاول‪،...‬‬ ‫أن أكتب ‪،...‬‬ ‫الشعر ‪!...‬؟‪،‬‬ ‫قالوا ‪،:...‬‬ ‫مقاول‪،!...‬‬ ‫أنّى أكون ‪،...‬‬ ‫وقلبي خراب‪،...‬‬ ‫وبيتي ‪،...‬‬ ‫معاقل‪!...‬؟‪،‬‬ ‫ليت القصيد‪...‬؟‪،‬‬ ‫يباهل‪،!...‬‬ ‫أشكو اليه ‪،...‬‬ ‫ونبضي حروف ‪،!....‬‬ ‫ّ‬ ‫تئن على ‪،....‬‬ ‫صدرها ‪،!...‬‬ ‫والشفاه ‪،...‬‬ ‫ذوابل ‪!!...‬؟‬

‫‪40‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫وجنة‬ ‫ذ بياض أحمد‬ ‫المغرب‬ ‫لينكسر الفراغ‬ ‫على أبعاد الليل‬ ‫وجنة طفلة‬ ‫على زهرة الحطب‬ ‫رخام‬ ‫على ندى الرحيل‬ ‫تراب األنفاس يتهادى‬

‫عانقي الهدهد إن شذا‬

‫يتآكل‬

‫في فضاء الفراغ‬

‫على وشم البخار‬

‫باركي رهسه الحلم‬

‫جفاف القيظ‬

‫على طيش الجفن‬

‫وطفل البحر‬

‫من يعيد‬

‫يسبح‬

‫غيث سنبلة‬

‫في روضة الحلم‬

‫على زهرة الغيم‬ ‫ويكتب على الشط‬ ‫أنين الفراق‬ ‫بلحن مزمار الزوارق؟!‪........‬‬

‫‪41‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫قال يل وداعا‬ ‫سهام يوسف الخضور‬ ‫قلت ولماذا الوداع‬ ‫لماذا تترك القلب الذي‬ ‫حماك من الضياع‬ ‫اترك العنوان في جعبتك‬ ‫ربما تحتاج إلى عودة‬ ‫فيها وجد والتياع‬ ‫ال تغادر‬ ‫ربما يحتاجك القلب‬ ‫ويحتاج منك االستماع‬

‫شاطئ امان وشراع‬

‫أنت بالنسبة لي‬

‫يبحر القلب إليك‬ ‫في متاهات النزاع‬ ‫او ربما يأتيك طوعا‬ ‫او بعد سجال وصراع‬ ‫ال تغادر‬ ‫إن في القلب مكانا‬ ‫لك ال يحاكيه‬ ‫اتساع‬

‫‪42‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫أين أنت‬ ‫علي السيد‬ ‫َ‬ ‫تغيبين ف ُتأملين‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫فيتيه العقل‬ ‫تغيبين‬ ‫ُ‬ ‫وتذوب الروح‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫القلب ويتلوى أملا‬ ‫وينزف‬ ‫ُ‬ ‫تعودين فتسعدين‬ ‫ُ‬ ‫العقل إلى ما كان عليه‬ ‫ويعود‬ ‫وتنتش ي الروح‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫القلب ُويسعد‬ ‫ويفرح‬ ‫ُ‬ ‫ولكن‪ُ ...‬ي ُ‬ ‫اللسان‬ ‫شل‬ ‫ُ‬ ‫وترتعد الفرائص‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الروح ثانية‬ ‫تذوب‬ ‫ثم‬ ‫َ‬ ‫فكيف وكيف‪.‬‬ ‫أالنني ُ‬ ‫أحبك‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وأهيم فيك ٍعشقا‬ ‫ُت ُ‬ ‫َ‬ ‫فدليني الطريق‬ ‫هت‬

‫‪43‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫قصائد قصريه‬ ‫السيد أبو طاحون‬ ‫*********‬ ‫يسعد صباح النقاء‬ ‫جمع السحاب في القلب‬ ‫من فيض همس االيمان‬ ‫نزل المطر بالحب‬ ‫رفع ايده الجمال‬ ‫قال احمدك يارب‬ ‫*********‬ ‫خديني ل بحرك المليان‬ ‫بحب وشط كله حنان‬ ‫وأول همسه من حضنك‬ ‫نالقي الحزن كان يا ما كان‬ ‫*********‬ ‫اعزميني يا عيوني‬ ‫قلبي ديما عند بابك‬ ‫نفسه أكله من ايديكي‬ ‫والشفا من نور شبابك‬

‫‪44‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫وحشاني طلة حروفك‬ ‫ياغصن بان القصيده‬ ‫ضمة عيوني لعيونك‬ ‫غنوه و لكن فريده‬ ‫*********‬ ‫على شط االمل واقف‬ ‫وبستناك وأنا خايف‬ ‫وقلبي يلف وينادي‬ ‫وحتى النجم مش شايف‬ ‫*********‬ ‫وليه بتهربي مني‬ ‫والقلب دايب ف عنيكي‬ ‫حضن هواكي مجنني‬ ‫ورعشة الروح تناديكي‬ ‫*********‬

‫‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫كيف حنيا بال ورد ؟؟‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫أبلغوا السالم‬ ‫عن لساننا سالمنا‬ ‫وقلوا له‬ ‫األ يغادر مطلقا ديارنا‬ ‫ما حياتنا دونه‬ ‫اإل رحى‬ ‫في فمها تلوكنا‬ ‫في جوفها تطحننا‬ ‫ودقيقا من هباء تنثرنا‬ ‫كيف السبيل إلى الوئام ؟‬ ‫إن تاهت عن دربه خطانا‬ ‫نكظم القهر تارة‬ ‫نجلد السلم أخرى‬

‫إن إلى بالهجر‬

‫ونعاود مجددا بلوانا‬

‫يوما‬

‫ابتالء روح‬

‫سالمنا ابتالنا‬

‫خراب صروح‬

‫ال يا حب‬

‫وتصبح الحرب‬

‫ال تخاصم أرواحنا‬

‫قوتنا وزادنا‬

‫نتوق عائلةً تلملم الشتات‬

‫‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫تصفو في سمائها الذات‬

‫رصاص شغب‬

‫وتعدو صوب المحبة‬

‫أي إنسان من اإلنسانية يدنو‬

‫كل احتماالت الحياة‬

‫ومن التسامح‬

‫ال أحمر سوى النعمان‬

‫ومن الرغد‬

‫يشوب خضرة الرياض‬

‫إن كان نائما على شوك‬

‫يزهر في الخد‬

‫مستيقظا‬

‫ويثور في الرمان‬

‫على تالل غدر‬

‫ال موت‬

‫سائرا في دروب قهر‬

‫من رصاص‬

‫التفضي خطاه‬

‫من ذبحة بقلم‬

‫اإل إلى رحيل‬

‫يترنح على خارطة البلدان‬

‫مفاده حرب‬

‫ال تسكب العيون‬

‫فكيف نحيا بال ورد ؟؟؟‬

‫دمعها اإل فرحا‬ ‫ال أم ‪...‬فلذة كبد تندب‬ ‫ال زوجة تجابه‬ ‫معترك العمر‬ ‫بال سند‬ ‫ال طفل على أدراج اليتم‬ ‫يحبو بال أب‬ ‫ال عمر اخترق سكينته‬

‫‪47‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫هرم الشباب وضاع‬ ‫طالل الدالي‬ ‫جواز سفري‬ ‫عشق بال وداع‬ ‫ونبض حبي‬ ‫ما بين الثريا‬ ‫والثرى نجما‬ ‫تجلى روح‬ ‫رغم الصراع‬ ‫كنت للحسان‬ ‫أسكب خمرا‬

‫ورسول للحب‬

‫واقراء لهم‬

‫أسوق قوافله‬

‫ما خط اليراع‬

‫بين البوادي‬ ‫رغم الوحوش‬ ‫وزئير السباع‬ ‫والبوم أصبحت‬ ‫وحيدا بعدما‬ ‫هرم الشباب‬ ‫وضاع‪، ،،‬‬

‫‪48‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫سكون الليل‬ ‫د ‪ .‬عيس ى نجيب حداد‬ ‫في غفوة الاحلام تترائين‬ ‫على جدائل التعبير حروف‬ ‫وقصائد تمتهن من الواقع خياله‬ ‫وطيفك يراود الصحو عبر السنين‬ ‫قصة تعبر على مراكب التذكار تدوين‬ ‫في ردهات النوافذ تاخذ مواقع عبور‬ ‫لتمر سجل من نبض للشوق والحنين‬ ‫تكسب من الافراح خصوصية الفرح‬ ‫تتراقص على مسرح المحبة انغام‬ ‫تقول للهمس حاكيني على النوافذ‬ ‫تقول يا لمس ابحر على هذا الجسد‬ ‫دغدغ من عنفوانه لمس الحرية الفذه‬ ‫ولا تخجل من عتمات الليالي بوحها‬ ‫ولاتنسى انك الحر المتملك لمحتواه‬ ‫اكتب على اسفاره كل عواطفك‬

‫‪49‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫وارسم احساسك بالشعور خفقات‬ ‫تذوب فيها الرعشات منه بالاطياف‬ ‫لا تصنت حبيبي للسماع من الحديث‬ ‫ولا تستهوي غياب الحلم من ذاكرتك‬ ‫ابسط للاماني من مواجعك التحقيق‬ ‫وافرد على اجنحة التلاقي كل حبك‬ ‫ليزهر في بساتين العشق كل الاماني‬ ‫يتورد على العمر تلك الاحلام الجميله‬ ‫فيبهي لحظك وتسعد دهورك الرائعة‬ ‫هناك اطياف السكون ستجدها بفرح‬ ‫تباهي الاقمار والانجم في عمر الليالي‬ ‫رحلة العمر‬

‫‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫مشجب األقدار‬ ‫صورية حمدوش‬ ‫الجزائر‬

‫ناديتم برياح التغير‬ ‫ورفعتم العلم فوق المنبر‬ ‫أغريتمونا بتلك التقارير‬ ‫فنمى حلم التحرير‬ ‫من شباك النصب والتزوير‬ ‫مددنا لكم اليد وجندنا لكم العقل‬ ‫وصال اللسان وجال دعما لحرية التعبير‬ ‫وهللا شاهد أن دعمناكم بالكثير‬ ‫فكم حلمنا بفتية آمنوا بربهم وسبيلهم الخير‬

‫‪51‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫برنامج مسطر للتنوير‬ ‫كلوح الرقيم محفور‬ ‫ولكنها مجرد أحلام مدفونة في القبور‬ ‫تعيدنا إلى جاهلية عمياء لا تعرف النور‬ ‫كأن الخلق طبع على قلوبهم في كتاب مسطور‬ ‫لهذا كالنعاج يتبعون الذئب المغرور‬ ‫ويتهافتون على بعض النخالة بطريقهم مدرور‬ ‫ضاعت الأخلاق والقيم مجرد هدير‬ ‫فيا أسفي عليكم يا أسود يا ثوار‬ ‫فقد خلف من بعدكم خلف ليس بكم جدير‬ ‫فقط يجيدون تعليق خنوعهم على مشجب الأقدار‬ ‫فماذا سيقولون نحن كنا من الفتنة فرار‬ ‫آه ثم آه وألف آه‬ ‫على كذب يتلبسهم ويتغنون به كمزمار‬ ‫والنعاج ترقص على اللحن بإستمرار‬ ‫غص الحلق وصار الريق حنضل مدرار‬ ‫فمتى يعود العسل إلى موائد الديار‬ ‫أم أنه دهاء مترجل يسوقنا إلى البوار‬

‫‪52‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫اكاذيـــــــــــــــــــــــــــــب‬ ‫األديب ‪ /‬الشاعر ‪ :‬فوزى فهمى محمد غنيم‬ ‫يا دعاة الحريـــــــــــــــــــــــــة الكاذبـــــــــــه‬ ‫مصـــــــــــــــــــــــــــــــــر ترفض حياة العبوديــــــــــــــــــــه‬ ‫والمصرى مش حيكون كبش فدا أو ضحيـه‬ ‫ومصــــــــــــر بأوالدها قـــــــــــــــــــويه وعفيــــــــــــــــــــه‬ ‫واعين الشامتيـــــــــــــــن لمصر ملهيــــــه‬ ‫ألن شعبهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم بدون حريـــــــــــــــه‬ ‫وهم يعيشون بال ذمــــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬ ‫وفى الحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة كأنهم قـــــــــــــــرده‬ ‫ونحن ال نسمـــــــــح للعبث وجــــــــــــــوده‬ ‫ألن العبــــــــــث يسىء للوطنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬ ‫ومصر دائمــا بيضــــــــاء كالحمامـــــــــــــه‬ ‫وقد توجـــت بتاج الديمقراطيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬

‫‪53‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عالم المرأة‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫وكان اللقاء‬ ‫ُ‬ ‫ودون أن نلقي نظرة على بعضنا‬ ‫طلبنا بدل الشاي شيئا من النسيان‬ ‫وكطبق أساسي كثريا من الكذب‬ ‫ُ‬ ‫وضعنا قليل من الثلج يف كأس حبنا‬ ‫وضعنا قليل من التهذيب يف كلماتنا‬ ‫وضعنا جنوننا يف جيوبنا ‪.....‬وشوقنا يف‬ ‫حقيبة يدنا‬

‫ّ‬ ‫وعلقنا املاضي مع معطفنا على االريكه‬ ‫ّ‬ ‫فمر احلب علينا دون أن يتعرف علينا‬

‫‪54‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫جرح سكني‬ ‫رسل الساعدي‬

‫يا حب يجرح كالسكين بل أكثر‬ ‫يا قلبا خان كل المعتقدات التي كان ينادي بها العقل طول السابقات من‬ ‫السنين‬ ‫احببت فتمردت فعصيت العقل والعرف والعادات وتنكرت للدين‬ ‫اعترفت فأجرحت فأهنت نفسك‬ ‫فبكيت على ما خسرت فلوال االعتراف لما خسرت الكثير‬ ‫عدت لي منكسر بعد الرفض ترجوا السماح من العقل وباقي الحواس‬

‫‪55‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫وليس لحواسي الجريحة القدرة على السماح‬ ‫ماذا فعلت أيها القلب‬ ‫كيف وقعت أسير هوى من ال يدق قلبه لك‬ ‫ال يشعر بك ‪ ،‬ال يحزن لحزنك‬ ‫هل أصابك العمى وقادك الجنون إلى حتفتك‬ ‫نهايتك مؤلمة ‪ ،‬تدعوا إلى الشفقة‬ ‫وانا أقف حائرة‬ ‫بين السماح واال سماح ‪ ،‬بين الحب واال حب ضائعة‬ ‫اعلم يا قلبي أنك تتألم‬ ‫وأنا وكل حواسي على أثر جرحك ننزف‬ ‫ليس سهال ان تحب فتعشق فتعترف فيرمى بحبك أرضا‬ ‫أنهض جميعنا سأسندك‬ ‫امسك يدينا بقوة ‪ ،‬ضمن جراحك بالنسيان وامضي في طريق الورود‬ ‫الثائرة‬ ‫وتذكر أن الحب قوة‬ ‫فقط اختر من تهبه الحب بدقة واحذر أن تخطأ االختيار مرة أخرى‬

‫‪56‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫أزياء‬

‫‪57‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫متالزمة الموهوب‬

‫معلومات طبية‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫بعض االشخاص تنشأ مواهبهم من مرض‬ ‫تعددت األمراض وتعددت طرق المعالجة واالسباب‬ ‫جميعا نحب أن نكون موهوبين ومميزين ولدينا هبه تختلف عن بقيه أفراد جنس‬

‫اعداد ‪ :‬رسل ثامر الساعدي‬

‫ولكن لم نكن نعلم ان هناك مرض يدعي متالزمه الموهوب‬ ‫او متالزمه العبقري‬ ‫وهل الموهبه والعبقرية لها اقتران بأحد االمراض‬

‫متالزمه العبقري حاله نادرة تصاحب ذوي االعاقه العقليه حيث تنتج بسبب خلل نمائي عصبي او إصابة بالدماغ‬ ‫متالزمه الموهوب تكون لدى شخص مضطرب عقليا ويكون له القدرة لكن له القدرة على العمل واظهار ذكائه في مجال معين‬ ‫والسبب يعود إلى أن بعضهم قد تعرض لمشاكل في الدماغ يتبع ذلك ظهور اعراض كالتوحد‬ ‫رغم ذلك ال يصنف هذا المرض كمرض نفسي ابد‬ ‫وتظهر مواهب هؤالء في الفن كالرسم والموسيقى والرياضيات والتكنلوجيا‬ ‫يقول بعض األطباء النفسيين مثل الدكتور ( دارلد تريفرت ) ان سبب االصابه بهذه المتالزمه يعود إلى امتالك المصابين نوع من الذاكرة واسعه‬ ‫األفق‬ ‫اما سبب تسميتها هكذا اسم ؟؟‬ ‫بسبب ان الطبيب البريطاني جون دارون اول من اطلق لفظ االحمق الموهوب على هذه الحاله عام ‪1987‬‬ ‫بعد ذلك لم ينطبق وصف االحمق على جميع الحاالت لذلك لغي واستبدل بالتوحد‬ ‫فهذه الصفه كانت واضحة على العديد من الحاالت‬ ‫وبذلك اصبح االسم المتوحد الموهوب‬ ‫المشاهير المصابين بهذه المتالزمة‬ ‫_ كليمونز الونزو ‪ :‬نحات‬ ‫_ طوني ديبلويز ‪ :‬موسيقي امريكي‬ ‫_ ليزلي لميك ‪ :‬موسيقية كفيفة‬ ‫_ جيسون هيوز ‪ :‬متخصص بعلم االجتماع‬ ‫_ انطوني تروني ‪ :‬كاتب أمريكي‬ ‫بالنهاية اود ان اذكر ان العقل البشري والقدرة الكامنه عند البشر‬ ‫ليس لها حدود‬ ‫والعلم وعطايا الرب كثيره‬ ‫االمراض باختالف انواعها لها عالجات وبعض االمراض لها منافع أكثر من المضار‬

‫‪59‬‬


‫أقالم شابه‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫العراق عظيم‬ ‫حسين ياقوت‬ ‫ال يحتاج الحد أن يرفع من عظمته‬

‫كل ما تعرض اباهم الى جرح‬

‫رجل يبلغ من العمر عشرة االلف‬ ‫ربيعا‬

‫نهضو للملمة جراح ابيهم حتى‬ ‫ولو اضطروا ان يقدموا ارواحهم‬

‫كان هذا الرجل االول‬

‫من اجل ابيهم‬

‫من علم الناس القراءة والكتابة‬ ‫ذو شأن عظيم بين أقرانه ملا ُله‬

‫نعم انهم ابناء العراق الغيارى‬ ‫الذين قدموا دمائهم من‬

‫من تاريخ عظيم‬ ‫هذا الرجل ُله ستة اصحاب‬

‫من اجل ابيهم العراق‬ ‫اال عرفتم من أعني ومن اباهي به‬ ‫اقرانه‬

‫تعرض لطعنات عدة‬ ‫من اقراب أصحابه‬

‫انه الشيخ الكبير واالب العجوز‬

‫اصيب بجراح بليغة‬

‫الذي ال يشيب هو قرة عيني‬

‫بقي ينزف على مدار السنين‬

‫وطني العراق هو رمز الحضارات‬

‫لكن هذا الرجل الكبير بالعمر لم‬ ‫يسقط‬ ‫ولم يمت‬ ‫انجب ابناء غيارى‬

‫‪60‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫ما هذه الندوب‬ ‫احمد عبدهللا الجميلي‬ ‫عائلة مأواها العراء‬

‫كنت ذلك الصغير الهزيل‬

‫طفلهم يسأل ابيه قبل النوم‬

‫حين حملتني جدتي على كتفيها‬

‫البيضاء‬

‫هي توفت وانا قررت ترميم‬ ‫منكبي‬

‫في سقف منزلنا الواسع يا ابي ‪..‬؟‬

‫استعداداً لزمن شيخوختي ‪..‬‬

‫******************‬ ‫تنهيده واحدة‬

‫********************‬

‫او صرخة واحدة‬

‫تمهلي يا عزيزتي‬

‫تــكــفــي‬

‫وأنت تمنحين للقصيدة‬

‫لبدء مراسيم الحلم ‪.‬‬

‫عمراً بعمر الزقورات‬

‫***********‬

‫ليحيا العصفور المغرد‬

‫في المنام رأيت‬

‫في شغاف قلبي‬

‫إني اعانقك من رقبتك‬

‫وتمنحيني فرصة أخرى في الحياة‬

‫صباحا ً كانت السكاكين‬

‫بعد حكمك عل ّي با األعدام عشقا ً‬

‫تستعملني كحقل تجارب لحدتها ‪.‬‬

‫حـتـى الــــمــــوت ‪.‬‬

‫*************‬

‫‪61‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫يا مسراء اللون‬ ‫هاجر احمد‬ ‫بغداد‬

‫األحمر على تلك الشفتين يقتلني‪ ،‬االسود في تلك العينين ينفيني‪ ،‬لم يعد قلبي‬ ‫كما كان صلباً‪ ،‬فبحبك ذابت جميع شراييني‪،‬‬ ‫وجهك يا سمراء اللون يقتلني‪،‬‬ ‫ولمسة من تلك اليدين تشفيني‪،‬‬ ‫أبيع العمر لقاء نظرة من عينيك‪،‬‬ ‫وقبلة من تلك الشفتين تحييني‪،‬‬ ‫ما بال هذا العالم يستضعف امرأة وهي عن جماله تغنيني‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫شعورنا لعبة مزقتها األيام ؟!‬ ‫زهراء مؤيد رمضان‬ ‫نعيش في كذبة هذه الجملة (شعورنا لعبة مزقتها األيام) من القبح أن يترك‬ ‫اللوم على األيام ‪..‬‬ ‫ان كنا مرتاحين قلنا اجمل ايام ‪..‬‬ ‫وإن كنا منهكين قلنا أتعس أيام ‪..‬‬ ‫هل نحن عقالء بما يكفي ‪!.‬‬ ‫أم أن األمر تجاوز حدود العقل وعبر السواتر !!!‬ ‫األمر مزاجي ال أكثر ‪ ..‬األيام هي األيام والزمن هو الزمن ‪ ..‬لكن هكذا وتيرة‬ ‫الحياة تمضي ‪..‬‬ ‫ونحن ‪..‬‬ ‫بين حزن وفرح ‪ ..‬دموع وابتسامة ‪ ..‬صعب وسهل ‪..‬‬ ‫اختبارات تصقل نفوسنا أو تزيد عليها األتربة ‪..‬‬ ‫بيدنا الخيار ‪ ..‬نحارب من اجل احالمنا ‪ ..‬نفارق الذين نحبهم ‪ ..‬نتخذ قرارات‬ ‫وإن كانت صعبة ‪ ..‬نبتعد عندما نشعر باإلهمال ‪ ..‬نقترب من كل من يسمو‬ ‫بنا ‪..‬‬ ‫صراعات وتناقضات ونعيش في الرمادي أما آن األوان أن نختار أبيض أو‬ ‫أسود ‪ ..‬نبقى أو نرحل ‪ ..‬نعاني أو نودع ‪ ..‬نحزن أو نفرح ‪ ..‬نحن نختار‬ ‫والقرار صعب لكنه قرارنا وإن كان ال يقر العين فسيقرها فيما بعد لنختار‬ ‫ذواتنا ‪..‬‬ ‫حارب من أجل حلمك ‪ ..‬إختر كرامتك ‪ ..‬أنقذ إنسانيتك ‪ ..‬أنقذ شعورك ‪..‬‬ ‫بعد كل هذا هل نلوم األيام ونردد (شعورنا لعبة مزقته األيام) أم ماذا يكن ذاك‬

‫‪63‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫امنيات‬ ‫هدى المالكي‬

‫ابشع شعور يمر به االنسان‬ ‫ان يكون مهمش‬ ‫ان ال يحتويه شيء‬ ‫ان ال ينتمي لشي‬ ‫ان ترفضه الحياه‬ ‫ان ال يشعر بما في داخله احدا سواه‬ ‫وان ال يعلم كيف يفسر ما بداخله حتى لنفسه‬ ‫االغتراب ‪،‬العزلة ‪،‬الوحدة‬ ‫هذا ماكنت اريد ولكن عندما اصبحت هكذا تيقنت ان هذه ليست سوأ االم‬ ‫تفسر على انها امنيات‪...‬‬

‫‪64‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫ضوضاء‬ ‫مريم التميمي‬ ‫باهلل عليكم ما شأنكم مني ‪..‬؟‬ ‫ما خطبكم ؟‬ ‫ماذا حل بكم ؟‬ ‫أتريدون سرقتي أياي والكتب ؟‬ ‫ُ‬ ‫أتريدون سرقة قلمي ؟‬ ‫ُ‬ ‫أتريدون‬ ‫أغتصاب حقوقي وحريتي؟؟‬ ‫ُ‬ ‫بئسا لكما!!‬ ‫لن وال !!‬ ‫فمدامعي لن تتساقط‪..‬‬ ‫وقلبي لن يلين ‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫يخيب ‪..‬‬ ‫وأملي لن‬ ‫وصوتي لن ينخفض‬ ‫ُ‬ ‫كنت ولم ازل القوه بذاتها‬

‫‪65‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫قصائد‬ ‫أمير جابر‬ ‫بعيد أنت‬ ‫أدنوا أنا‬ ‫وقلبي بالفراق ترنم‬ ‫وليس لي منك غير البعد جزاء‬ ‫**********‬ ‫بعيد أنت‬ ‫أسعى أنا‬ ‫وعقلي ببعدك تشتتا‬

‫وليس لي منك غير الجفاء جفاء‬

‫وليس لي منك غير التشتت تزاحما‬

‫**********‬

‫**********‬

‫بعيد أنت‬

‫بعيد أنت‬

‫أسرع أنا‬

‫أوشك أنا‬

‫وعقلي بأيامك التي نقضت يتذكر‬

‫وقلبي ليس له منك تباعد‬

‫وليس لي منك غير األعتزال تباعد‬ ‫**********‬ ‫بعيد أنت‬ ‫أشارف أنا‬ ‫وقلبي بأعتابك معذبا‬ ‫ومالي منك غير التخلي تغرب‬ ‫**********‬

‫‪66‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫املستقبل اجملهول‬ ‫ليلى الشويلي‬ ‫في يوم من ايام ذهبت الى عيادة الطبيب لنظر في امري وهناك رأيت عدة‬ ‫اشخاص أتوا لعالج وكانوا أشد مرضا مني وأسوء حالنا مني ايضا‪ ،‬وعندما‬ ‫كنت انتظر دوري لمقابله الطبيب رأيت عجوزا اصابة الشلل وكان شيء‬ ‫محزن انهو فقد متعة في المشي لكن هناك شيء مفرح ايضا‪ .‬كان معه أبناءه‬ ‫االربعة الذين لم يتركوه لحظة‪ .‬فمنهم من يقدم له الماء ومنهم من يدفعه وهو‬ ‫على عجلته ومنهم من يمسك اوراق تشخيص مرضة وعالجه‪ ،‬المفرح في‬ ‫األمر كان لهم األب الحنون في الماضي واالن اصبحوا له بمثابة ذلك األب‬ ‫الحنون‪ ،‬هذا شيء جميل فعال ولفت انتباهي‪ .‬لكن هناك موقف اخر لم يلفت‬ ‫انتباهي فقط بل فاجئني وارعبني حقا ‪،‬عندما كنت افكر في( األب الحنون‬ ‫)فجأة دخلن مجموعه من النساء واصواتهن عالية وتعابير الخوف واضحة‬ ‫على وجوههن ‪،‬واذا تنحن وكانت في وسطهن فتاة جميلة في سن العشرين‬ ‫من العمر كانت رائعة المالمح ‪،‬رغم مالمحها الجميلة والفاتنة أال ان غلب‬ ‫عليها طابع الحزن وكانت تعابير االنكسار واأللم هي األغالبة ‪،‬وانصدمت‬ ‫اكثر عندما رأيت انها مصابة بالشلل النصفي ايضا‪ .‬استغربت ال بل تعجبت‬ ‫!! كونها في العشرون من العمر ما الذي حدث معها كي تصبح هكذا وال‬ ‫تزال في ريعان شبابها ‪،‬وانا منشغلة في التفكير ماذا حدث لها ‪،‬اذ سمعت‬ ‫بواحدة من النساء تهمس مع اخرى بصوت منكسر اصبحت هكذا ألنها فقدت‬ ‫زوجها استشهد في احدى المعارك واصابتها صدمة واصبحت على هذه‬ ‫الحالة‪ .‬عندما سمعت هذا الكالم كاد ان يتوقف نفسي من الخوف وكنت قد‬ ‫سمعت دقات قلبي وهي تنبض بسرعة كبيرة ‪،‬وبال شعور وتفكيير‪ .‬دعوت‬ ‫ربي دعوة خالصة ان يحفظ (زوجي ) من كل شر ويرعاه الذي ال اعلم من‬ ‫هو ‪،‬ما اسمة ‪،‬اين يكون ‪،‬لكن خوفي من المستقبل ومن هذا الموقف جعلني‬ ‫أدعو ربي بهذا الدعاء‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫احلب طهارة تبعث التقديس‬ ‫هند عدنان الطائي‬

‫للحب معاني عدة وفي كل قاموس معنى مختلف دعوني اكلمكم عن الحب في زماننا‬ ‫هذا الحياه تتجمل بالحب و ان العمر ليس بما يعد من السنين العمر جمال الحياة‬ ‫وجمالها مرتبط بالحب ولكن في وقتنا لم يعرفوا املعنى الحقيقي له هو في نظرهم‬ ‫شعور جميل ال يعرفوا كنهه متشبثين بالقشر وتاركين الحشوة معرفتهم سطحية به‬ ‫والسطحية هذه مغلفة بشهوانية اي ان الحب في نظرهم شهوة ألغير‬ ‫الحب لو تمعنا فيه لوجدناه مقدس ملا يحمل من تراتيل وآيات مقدسات ومن آياته‬ ‫االيثار والوفاء والورع واالهتمام والرضا واالحترام لو اجتمعن في الشخص لوصل الى‬ ‫جمال الحياه‬

‫‪68‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫ومادام كثرت في املجتمع الخيانة فقد كسرت احدى ركائز الحب واصبح حبا اعرج‬ ‫واحب ان انوه ان الخيانة تأتي من عديمي الورع لو كان الرجل ورع الستقام الحب‬ ‫والحب اسمى من يتالعب به عديمي الدين والورع ومن يخدش الحب فأ نما نتاج‬ ‫ذلك هو فيض في دنس النفس ‪..‬‬ ‫وللحب مراحل ايضا‬ ‫املرحلة االولى هي‪ :‬حنان وامان ودفئ (هذه تكون عند الطفولة )‬ ‫املرحلة الثانية ‪ :‬طموح وعمل وهدف وارادة (عند بلوغ سن الرشد الزواج )‬ ‫املرحلة الثالثة ‪ :‬شوق ووله وحنين (بعد الزواج‬ ‫املرحلة الرابعة‪ :‬شكر وتقدير (عند اشتعال الر أس شيبا )‬ ‫املرحلة الخامسة‪ :‬رحمة وعطف (عند بلوغ العمر عتيا )‬ ‫املرحلة السادسة وفاء وصدق واخالص ( اما هذه النقطة كلما زدنا في العمر كلما‬ ‫اكتشفنا اسراره )‬ ‫من تطهر وطبق اياته واكمل مراحله الست عاش بسعادة وانغمس بجمال الحياه‬ ‫لذا احببت ان اجمع هذين الحرفين في جملة‬ ‫(الحب طهارة تبعث التقديس )‬ ‫حافظوا على قداستها‬

‫‪69‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مسك الختام‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫صراع الفائزين وخسارة‬ ‫الناخبني‬

‫قاسم الغراوي‬

‫اقرت االنتخابات في الدستور لتعبر عن التداول السلمي للسلطة بطرق‬ ‫ديمقراطية تحسمها نتائج االنتخابات وبذلك تمنح الفائزين الشرعية في تمثيل‬ ‫الناخبين ومن خالل هذا االستحقاق تتكون الحكومة التي تمنح الثقة لتبدا‬ ‫مشوارها للفترة الزمنية المقررة‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي يقترب فيه موعد االنتخابات تكثر القوائم وتتنافس للوصول‬ ‫الى مبتغاها‪ .‬ان كثرة القوائم اليعني اننا من اكثر الشعوب التصاقآ بالقيم‬ ‫الديمقراطية وال الجميع يتهافت لخدمة الشعب ‪ ،‬فما تحقق لناس تافهين خالل‬

‫‪70‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫السنوات الماضية في السلطة اغرى طبقات من الشعب لتحاول تجريب حظها‬ ‫في السياسة‪.‬‬ ‫فكم هو عدد السياسيين الذين حصلوا على مناصب واموال واسسوا شركات‬ ‫وبنوك وتملكوا العقارات وصار لديهم وألسرهم جوازات سفر دبلوماسية‬ ‫ومنهم من يمتلك البيوت والفلل واالراضي في الخارج دون ان يهتز لهم‬ ‫ضمير ليتحسسوا اآلم الشعب او يندى لهم جبين ليتذكروا االصابع البنفسجية‬ ‫التي اوصلتهم الى السلطة بينما بقية الناس يعيشون في الوحل ويأكلون الطين‬ ‫وهم راغبون في اللحاق بالقطار المسرع نحو المكاسب‪ .‬هذا بالتحديد مايفسر‬ ‫عدد الكتل االنتخابية وعدد المرشحين حيث وصل عدد القوائم الى ‪204‬‬ ‫قائمة‪.‬فهل يمتلك هؤالء الروح الوطنية والرؤيا االستراتيجية لخالص البلد‬ ‫والشعب من تراكمات التدمير والفساد الذي لحق بالمؤسسات والبنى التحتية‬ ‫في االعوام الماضية‪ .‬فالتهافت من الرجال ومن النساء ومع (تقديري لمن‬ ‫يستحق) فعندي ان الغالبية يكذب ومن يدعي الرغبة في خدمة الشعب يكذب‪.‬‬ ‫ان الهدف لدى هذه الغالبية الطموح في سرقة المال العام من خالل الطموح‬ ‫في الترشح لمقعد في البرلمان او لمنصب في الحكومة او في مؤسساتها‬ ‫وبطبيعة الحال يعني هذا المال والسفر والجاه والسمعة والفساد الن البرلماني‬ ‫بمجرد حصوله على المال والجاه يتحول الى طاووس ويغادر مرحلة‬ ‫الفسيفس‪ .‬ومن المؤسف حقا ان التقي مع شخصيات نسائية ورجالية تتصف‬ ‫بالنزاهه والعلم والوطنية وقد تهيأت لهم فرص الترشيح للبرلمان لكنهم‬ ‫رفضوا اليمانهم بأن القوائم الكبيرة ( االسماك الكبيرة) ستأكل االسماك‬ ‫الصغيرة حسب قانون سانت ديغو لذا فاالمل ضعيف حسب اعتقادهم ان‬ ‫تصعد الى السلطة قيادات جديدة ووجوه شابة ووطنية لتغير االوضاع نحو‬ ‫االفضل‪ .‬على الجميع ان اليستسلم الرادة الفاسدين ويمنحهم فرصة اخرى‬ ‫لالستمرار في السلطة من خالل مشاركتهم الفعالة والقوية لتغيير الوجوه‬ ‫البالية التي عاثت في االرض الفساد وان ينتخبوا االصلح وممن يثقون بهم‬ ‫لقيادة البلد نحو بر االمان‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع عدد ‪53‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪53‬‬

‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني ‪tzozo000@gmail.com‬‬ ‫موقع الويب للمجلة‬

‫‪72‬‬ ‫‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.