مجلة زهرة البارون عدد 46

Page 1

‫‪46‬‬

‫‪2017‬‬ ‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬

‫‪1‬‬

‫عدد ‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫هيئة تحرير‬

‫جملة‬ ‫زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬ ‫مستشار المجلة‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫المحررون‬ ‫زهرة محمد‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫الجزائر‬ ‫احمد محمد عيسى‬ ‫مصر‬

‫الموصل‬

‫هادية قصبة فرحات‬ ‫الجزائر‬ ‫شريف العرفاوي‬ ‫تونس‬ ‫رواء خلف السوداني‬ ‫العراق‬ ‫رسل الساعدي‬ ‫العراق‬ ‫‪2‬‬


‫عدد ‪46‬‬

‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5.................................................................................................................‬‬ ‫قراءات‬ ‫فرقة مسرح الرواد (املوصلية ) ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪6.................................................‬‬ ‫حائط مبكى أخير ‪ /‬عبد الرزاق احمد الشاعر ‪13...........................................................‬‬ ‫صفات الشعوب واشتراطات الدولة ‪ /‬د‪ .‬فارس تركي ‪15................................................‬‬ ‫الرسام نور الدين ‪ /‬رسل الساعدي ‪27...........................................................................‬‬ ‫محمود درويش والشعر في العراق ‪ /‬محمود الجبوري ‪31.............................................‬‬ ‫عقوق الوالدين ‪ /‬رواء خلف الساعدي ‪33....................................................................‬‬ ‫القدس خط احمر ‪ /‬عبد الرسول الكعبي ‪35................................................................‬‬ ‫أدب ساخر‬ ‫عرب وين طنبورة وين ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ‪37................................................................‬‬ ‫ارنب وجزر ‪ /‬حسام الطحان ‪38.....................................................................................‬‬ ‫شعر‬ ‫عيناك بدر ‪ /‬رمزي حسن الناصر ‪39...............................................................................‬‬ ‫صاحبة الجاللة ‪ /‬د‪ .‬ريم احمد عثمان ‪41.....................................................................‬‬ ‫الرجوع الى االمام ‪ /‬أسامة البدري ‪43............................................................................‬‬ ‫مواجع ‪ /‬عمر الصالح ‪44................................................................................................‬‬ ‫شغف األماكن ‪ /‬نرجس عمران ‪45.................................................................................‬‬ ‫ودعته ومضيت ‪ /‬ملياء العلوي ‪48....................................................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫عالم املراه ‪ /‬زهرة محمد ‪50............................................................................................‬‬ ‫أقالم شابة‬ ‫تساؤالت مختلفة جدا ‪ /‬احمد الصباغ ‪55....................................................................‬‬ ‫توادعنه ‪ /‬احمد صالح الحمداني ‪56.............................................................................‬‬ ‫اشتاقها ‪ /‬عماد املياحي ‪57.................................................................................................‬‬ ‫وهم االله ‪ /‬ساره فارس ‪58..............................................................................................‬‬ ‫عزيزي القدر ‪ /‬بسمة رباح ‪61..........................................................................................‬‬ ‫واحة أجراس النرجس‬ ‫اهدي لك قلبي ‪ /‬رمزي العقراوي ‪63................................................................................‬‬ ‫قهر االنتظار ‪ /‬عبد هللا أيت احمد ‪64.............................................................................‬‬ ‫متعبة سنيني ‪ /‬سعد الزريجاوي ‪65................................................................................‬‬ ‫مسك الختام‬ ‫زمن العجز العربي ‪ /‬قاسم الغراوي ‪66...........................................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مقال افتتاحي‬

‫عدد ‪46‬‬

‫من كيس الدارة‬ ‫تحت عنوان‬ ‫أيام البارون‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬

‫هي كلمة تعني ان حضر ال يعد وان غاب ال يفتقد ارتبطت هذه‬ ‫الكلمة في المراحل األولى من حياتي في كل ما يخص حياتي‬ ‫اليومية بسبب وضعي الصحي وكنت رافض لهذا الوضع وكانت‬ ‫هذه نقطة التمرد في روح ذلك الصغير الذي حول روح اإلحباط‬ ‫الى قضية تحدي من نوع خاص مع الذات وتكسب الصغير صيغة‬ ‫العناد منذ اليوم األول وارد بهذا يكون هو الدائرة كلها ليس هذا‬ ‫من باب الصدفة ولكن لكل فعل ردة فعل معاكسه وقد تكون مغايرة‬ ‫بتجاه سلبي ولكن األيام وما زرع في داخلي أعطت الدافع‬ ‫لألحسن فمن اول ما ارده ذلك الصغير النجاح رغم ان حتى‬ ‫الطبيعة كانت ضد ذلك الحلم لذلك الطفل الذي كان حتى عمر‬ ‫الخامسة كان يحبوا ولم يقف على قدميه ولكن اإلصرار الذي كان‬ ‫يكمن في داخل الطفل هو اكبر من الظواهر الطبيعة واكبر من‬ ‫رفض المجتمع الطفولي لحالة مشابه كالتي اعاني منها كنت‬ ‫ودمن كنت انا تحت عنوان ( من كيس الدارة ) وكان هذا دافع‬ ‫لتحدي الصعوبات الحياة التي كانت في زمني وحافز ضد الحاالت‬ ‫الفشل التي كانت بعد ذلك ومرت األيام حيث كنت رئيس فريق‬ ‫رياضة من سابع المستحيالت ان امارسها اال وهي كرة القدم وقد‬ ‫كان هذا اول نجاح في اول تحدي في حياة الطفل المتمرد وبعدها‬ ‫بدأ مشوار الصعب في شق الطريق في الحياة وتلك الكلمة كانت‬ ‫مرافق لي منذ البداية وقد أكون نوع مع حقود الن هذا ولد معي‬ ‫منذ الصغر حيث كان امي تجلسني على باب المنزل الن الطبيب‬ ‫قال لها ان الشمس مفيدة وكان هناك طفل كل ما مر بي يقوم‬ ‫بضربي وهو يعلم انني ال استطيع النهوض للدفاع عن نفسي‬ ‫ولكن بعد مرور سنوات و اول ما استطعت النهوض ذهبت لذلك‬ ‫الطفل وقمة بضرب ذلك الطفل فقط للخروج من تحت عباءة تلك‬ ‫الكلمة وقد يفسر البعض هذا بعقده نفسية وهذا خطأ ولكن من‬ ‫باب اإلصرار على ان أكون كأقراني من الذي حولي ومازال‬ ‫الصراع مستمر من اجل اقناع الذات بفكرة النجاح ‪..............‬‬ ‫وتستمر الحياة‬ ‫وهللا ولي التوفيق‬

‫‪5‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫قراءات‬

‫عدد ‪46‬‬

‫فرقة مسرح الرواد (الموصلية )‬ ‫ا‪.‬د‪ .‬ابراهيم خليل العالف‬ ‫استاذ التاريخ الحديث المتمرس ‪-‬جامعة الموصل‬ ‫وانا اتحدث مع شيخ الفوتوغرافيين‬ ‫الموصليين األستاذ نور الدين‬ ‫حسين (أبو نبيل ) عن المسرح‬ ‫الموصلي وهو يعلق على سلسلة‬ ‫المقاالت التي كتبتها في صفحتي‬ ‫الفيسبوكية بعنوان ‪ ( :‬أوراق‬ ‫مسرحية موصلية ) ‪ ،‬وعن (فرقة‬ ‫مسرح الرواد ) قال ان لديه وثيقة‬ ‫تاريخية هي عبارة عن كراس‬ ‫صغير أعده كل من األستاذ محمد‬ ‫نوري طبو واالستاذ موفق الطائي‬ ‫بعنوان ‪( :‬فرقة مسرح الرواد‬ ‫‪:‬عطاء متواصل ‪ 9‬ايلول ‪- 1969‬‬ ‫‪ 9‬ايلول ‪ ) 1999‬ولما سألنا االستاذ‬ ‫محمد نوري طبو عن الكراس قال‬ ‫انه اليحتفظ بنسخة منه فما كان من‬ ‫األستاذ نور الدين حسين إال وان‬ ‫عاد الى مكتبته ليجد الكراس‬ ‫ويتكرم بإهداءي نسخة مشكورا‬ ‫وها انا اقدمه لكم ‪-‬أحبتي الكرام ‪-‬‬ ‫اعتزازا مني بعظم الحركة‬ ‫المسرحية الموصلية العريقة والتي‬ ‫تمتد في بواكيرها إلى أواخر القرن‬ ‫التاسع عشر ‪.‬‬

‫الكراس صدر بمناسبة مرور ‪30‬‬ ‫سنة على تأسيس فرقة الرواد‬ ‫(الموصلية ) والبداية كانت في ‪9‬‬ ‫أيلول ‪-‬سبتمبر سنة ‪ 1969‬عندما‬ ‫تداعى عدد من الشباب المولعين‬ ‫بالمسرح والعاملين فيه وأسسوا‬ ‫(فرقة مسرح الرواد ) وبدأت‬ ‫انطالقتها بمسرحية (ثمن الحرية )‬ ‫ثم توالت العروض وقدمت‬ ‫اإلبداعات الكبرى على خشبة‬ ‫ومنها‬ ‫الموصلي‬ ‫المسرح‬ ‫مسرحيات ( ثم غاب القمر )‬ ‫و(المصنع ) و( كنز الحمراء )‬ ‫و(المشرحة ) و(السيرة والصورة‬ ‫) و( آدابا ) و( ام سعد ) و(إنتبهوا‬

‫‪6‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫وفي السبعينات أخذت الحركة‬ ‫المسرحية الموصلية ابعادا جديدة‬ ‫من خالل تأطير المشهد المسرحي‬ ‫بنصوص جعلت اإلنسان هو الغاية‬ ‫والوسيلة وصار حلم الفرقة تقديم‬ ‫نصوص مسرحية محملة بمضامين‬ ‫اجتماعية واقتصادية تواكب‬ ‫المتغيرات الجديدة التي رافقت‬ ‫عملية التنمية الشاملة ‪.‬‬

‫ايها السادة ) و(جوهر القضية )‬ ‫و(حكايات للناس ) و(الناس‬ ‫والحجارة ) ووو‪.‬‬

‫األعضاء ( المؤسسون ) لفرقة‬ ‫الرواد كما ورد في الكراس ‪-‬‬ ‫الوثيقة هم األساتذة عبد الجبار‬ ‫أحمد‪-‬علي احسان الجراح ‪-‬عصام‬ ‫عبد الرحمن ‪-‬حكمت الكلو ‪ -‬عبد‬ ‫الوهاب أرملة ‪-‬رافع دحام ‪-‬محمد‬ ‫نوري طبو ‪-‬طارق برهان ‪ -‬يوسف‬ ‫مرجان ‪-‬عباس علي شريف ‪-‬‬ ‫طارق فاضل ‪.‬‬

‫وعلى صعيد الدراما التلفزيونية‬ ‫كان دور الفرقة واضحا ومؤثرا في‬ ‫إنتاج التمثيلية والبرنامج المنوع‬ ‫ومواكبتها لالحداث والمتغيرات‬ ‫االجتماعية والسياسية ‪..‬قدمت‬ ‫(المدمن ) و(معرض الجثث ) و‬ ‫( تاجر في المدينة ) و(عبالهم‬ ‫الفروة حياجة ) و(القوي يأكل لحم‬ ‫مستوي ) و(الجندي المجهول )‬ ‫و(نحن واآلخرون ) و(عائد إلى‬ ‫حيفا ) و(ليلى ) و( عودة الحياة )‬ ‫و(نداء الضمير ) و(دولمة ) و‬ ‫( المزرعة ) و(برنامج ‪ 1‬في ‪) 3‬‬ ‫و(اين الحل ) وو‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫عصام سميح ‪-‬موفق طه‪ -‬موفق‬ ‫ويس ‪ -‬ياسين طه ‪ -‬احمد الجميلي‬ ‫طالل الحسيني ‪ -‬عبد الستار‬‫الجميلي ‪ -‬سميرة نافع ‪ -‬ذنون ايوب‬ ‫ ميسر عبد فليح ‪ -‬محمد حسن‬‫عباس ‪-‬سالم جميل ‪ -‬محمود فتحي‬ ‫ واجب سعيد‪ -‬خليل المصور ‪-‬‬‫سمير صبري‪ -‬محمود عثمان ‪-‬‬ ‫مجيد البياتي‪ -‬يونس حيدر ‪ -‬جبللة‬ ‫العزاوي ‪ -‬محمد المهدي ‪ -‬جسام‬ ‫فاضل ‪-‬هيثم العلي‬

‫ثم انضم الى الفرقة العديد من فناني‬ ‫الموصل‬

‫نذكر منهم االساتذة نور الدين‬ ‫حسين ‪-‬صباح ابراهيم ‪--‬سعد هللا‬ ‫صبري‪ -‬موفق الطائي ‪-‬عامر‬ ‫محمد شيت ‪ -‬صبحي صبري ‪-‬‬ ‫احمد كركجة ‪ -‬غازي فيصل ‪-‬‬ ‫الدكتور جالل جميل ‪ -‬عبد هللا‬ ‫جدعان ‪ -‬الدكتور محمد فوزي طبو‬ ‫ محمد الزهيري ‪ -‬نجم الدين عبد‬‫هللا ‪ -‬محسن العلي ‪-‬سمر محمد ‪-‬‬ ‫عبد الواحد اسماعيل ‪ -‬امجد محمد‬ ‫سعيد‪ -‬يونس السبعاوي ‪ -‬سميرة‬ ‫الدراجي ‪-‬نوال الهندي ‪ -‬محمد‬ ‫زكي اسماعيل ‪ -‬حسن فاشل ‪-‬‬ ‫قحطان سامي‪ -‬بيات محمد حسين‬ ‫مرعي ‪-‬اياد جرجيس عبد الرزاق‬ ‫ابراهيم ‪-‬مروان ياسين ‪-‬واثق‬ ‫األمين ‪ -‬محمد النمر ‪-‬مظفر حامد‪-‬‬

‫من نتاجات فرقة الرواد مسرحية‬ ‫(مسألة شرف ) و(ثمن الحرية )‬ ‫و(ثم غاب القمر ) و(المصنع )‬ ‫و(المسحاة ) و(المشرحة ) و(الثور‬ ‫ياملك الزمان ) و(آدابا )‬ ‫و(الصورة والسيرة ) و( ام سعد )‬ ‫و(انتبهوا ايها السادة ) و(حكايات‬ ‫للناس ) و(جوهر القضية )‬ ‫و(شايف خير )و(ام شاكر ) و‬

‫‪8‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫صبري واخراج جبلة العزاوي‬ ‫وتمثيلية ( وداعا يا امي ) نأليف‬ ‫يوسف مرجان اخراج عصام عبد‬ ‫الرحمن وتمثيلية (نداء الضمير )‬ ‫تأليف االستاذ محمد زكي اسماعيل‬ ‫اخراج االستاذ عصام عبد الرحمن‬ ‫وتمثيلية (الجندي المجهول ) تأليف‬ ‫االستاذ غسان كنفاني اخراج‬ ‫االستاذ محمد نوري طبو ‪-5-15‬‬ ‫‪.1973‬‬

‫( حرامي الصندوق ) و( الناس‬ ‫والحجارة ) و(شليلة وضايع راسها‬ ‫) و(حكاية شعبان ) و(كاسب كار )‬ ‫و(بيت العز ) و(البور صجية )‬ ‫و(ماكبث ) و(صاحب المقام‬ ‫والصالح العام )‪.‬‬

‫كا اشتركت الفرقة بتمثيل البرنامج‬ ‫‪1‬في ‪ 3‬اعداد االستاذ عبد االله‬ ‫حسن واخراج االستاذ محمد نوري‬ ‫طبو ‪ 1973‬وتمثيلية (غزوة الملك‬ ‫تبع ) اعداد االستاذ عبد االله حسن‬ ‫واخراج االستاذ محمد نوري طبو‬ ‫‪ 1973‬وتمثيلية (عدالة هللا ) تأليف‬ ‫االستاذ يوسف وهبي اعداد االستاذ‬ ‫طارق فاضل اخراج االستاذ محمد‬ ‫نوري طبو ‪ 1974-6-11‬وتمثيلية‬ ‫(الفنون ) اعداد االستاذ طارق‬ ‫فاضل اخراج االستاذ محمد نوري‬ ‫طبو ‪ 1974-7-8‬وتمثيلية (سعيد‬ ‫بن جبير ) تأليف األستاذ طارق‬ ‫فاضل اخراج االستاذ محمد نوري‬ ‫طبو وتمثيلية (المسحاة ) تأليف‬ ‫الدكتور محمد فوزي طبو اخراج‬ ‫االستاذ صباح ابراهيم وتمثيلية‬ ‫(الدائرة ) تأليف األستاذ غانم‬

‫اما االعمال التي قدمتها من على‬ ‫شاشة التلفزيون فهي انها اشتركت‬ ‫في البرنامج التمثيلي (اين الحل )‬ ‫تقديم االستاذ حكمت الكلو وقدمت‬ ‫تمثيلية (المدمن ) ‪ 1971‬اخراج‬ ‫عبد الجبار احمد وتمثيلية (معرض‬ ‫الجثث ) اخراج عبد الجبار احمد‬ ‫‪ 1972‬وتمثيليتي (عبالهم الفروجة‬ ‫حياجة ) و( القوي ياكل لحم‬ ‫مستوي ) تأليف االستاذ طارق‬ ‫فاضل وتمثيلية (نحن واالخرون )‬ ‫لالستاذ محمود فتحي وتمثيلية‬ ‫(حسون والقضية ) تأليف سعد هللا‬

‫‪9‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫العبيدي اخراج االستاذ خليل‬ ‫ابراهيم ‪ 1976-11-5‬وتمثيلية‬ ‫(دولمة ) تأليف واخراج االستاذ‬ ‫محمد نوري طبو ‪1977-10-5‬‬ ‫وتمثيلية (مسألة شرف ) تأليف‬ ‫وخراج االستاذ خليل ابراهيم‬ ‫‪ 1977‬وتمثيلية (ليلى ) تأليف‬ ‫االستاذ صبحي صبري اخراج‬ ‫محمد نوري طبو ‪1998-6-15‬‬ ‫وتمثيلية (عودة الحياة ) تأليف علي‬ ‫المهتدي اخراج محمد نوري طبو‬ ‫وتمثيلية‬ ‫‪1978-10-30‬‬ ‫(المزرعة ) تأليف وإخراج محمد‬ ‫نوري طبو ‪ 1978-8-10‬وتمثيلية‬ ‫(بشرى ) تأليف صبحي صبري‬ ‫اخراج خليل ابراهيم ‪1978‬‬ ‫وتمثيلية ( ال لالمية ) تأليف يسن‬ ‫طه إخراج محمد نوري طبو‬ ‫‪.1978‬‬

‫ازهارها وتطرح ما تطرح من‬ ‫كمثرى االبداع وتتضن ما تحتضن‬ ‫من وجوه مبدعة في ظاللها الوارفة‬ ‫"‪.‬‬

‫احتلت فرقة مسرح الرواد مكانة‬ ‫محترمة بين المثقفين الموصليين‬ ‫وظلت في ذاكرة الموصليين هي‬ ‫واعمالها وانشطتها المسرحية‬ ‫والتلفزيونية وال تزال حية متقدة‬ ‫لذلك قال عنها الكثيرين كالما‬ ‫جميال منهم األستاذ معد الجبوري‬ ‫الذي قال ‪ ":‬ان فرقة مسرح الرواد‬ ‫شجرة باسقة ظلت واقفة حية لم‬ ‫تمت واجهت الريح والجفاف‬ ‫والجفاء ظلت تجدد أوراقها وقداح‬

‫اما االستاذ نور الدين حسين فقال‬ ‫‪":‬ان فرقة الرواد استقطبت فناني‬ ‫المسرح في الموصل ولها الفضل‬ ‫االكبر في اقامة اول مهرجان‬ ‫ابداعي فني في حديقة الشهداء تحت‬ ‫عنوان ( مهرجان بيت الفن‬ ‫الموصلي ) والذي أصبح نواة‬ ‫لمهرجان الربيع في الموصل "‬ ‫‪.‬وقال األستاذ سالم العراقي "ان‬ ‫فرقة مسرح الرواد اثبتت وجودها‬ ‫المسرحي على مساحة العراق‬

‫‪10‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫المشهد المسرحي العراقي في‬ ‫الموصل " ‪.‬وقال الدكتور هشام‬ ‫عبد الكريم ان فرقة مسرح الرواد‬ ‫قدمت أعماال ملتزمة وجادة ‪.‬وقال‬ ‫االستاذ غازي فيصل ‪ ":‬ان فرقة‬ ‫مسرح الرواد كانت الفرقة االم‬ ‫وستبقى األم الحنون التي الندفأ اال‬ ‫على نارها "‪.‬وقال الفنان الدكتور‬ ‫جالل جميل ان "فرقة مسرح‬ ‫الرواد كانت العتبة األولى في‬ ‫طريقي الى المسرح " ‪.‬‬

‫وكان لها صدى استثنائيا لما قدمته‬ ‫من مسرحيات وأعمال فنية جادة "‬ ‫‪.‬وقال الدكتور محمد فوزي طبو‬ ‫العجيلي ان (الرواد مقياس حقيقي‬ ‫للجهد الفني الرصين الملتزم‬ ‫بقضايا اإلنسان وهمومه وتطلعاته‬ ‫نحو اآلفاق األرحب " ‪.‬وكتب‬ ‫األستاذ بيات محمد مرعي يقول ‪":‬‬ ‫ان فرقة مسرح الرواد رائدة الفرق‬ ‫المسرحية في الموصل " ‪.‬وقال‬ ‫االستاذ عبد الجبار الجبوري ‪ ":‬ان‬ ‫ما قدمته الفرقة من مسرحيات‬ ‫اليزال محفورا في ذاكرة الحركة‬ ‫المسرحية في العراق وان هذه‬ ‫الفرقة واحدة من أعمدة المسرح‬ ‫العراقي وحسبنا ذلك " ‪.‬‬

‫خالل ال‪ 30‬سنة فقدت فرقة مسرح‬ ‫الرواد عددا من أعضائها منهم‬ ‫محمد حسين مرعي وعصام علي‬ ‫وحكمت ذنون الكلو وفرحان طه‬ ‫ويوسف محمود وصبحي صبري‬ ‫وحارث جميل وسمير خليل‬ ‫المصور وطه العشبة ورسمي‬ ‫اليافي وخالد إدريس الموصلي‬ ‫والدكتور جالل جميل ونجم الخياط‬ ‫وفائق الشكرجي وعبد الرزاق‬ ‫ابراهيم عضوا‬

‫وكتب األستاذ طارق فاضل عن‬ ‫الفرقة وقال تحية اجالل الى معلمها‬ ‫األول األستاذ عبد الجبار احمد (ابو‬ ‫رفعت ) والى االستاذ حكمت الكلو‬ ‫ابنها البار والى كل من عمل فيها "‬ ‫‪.‬‬

‫رحمهم هللا جميعا ومثواهم الجنة ان‬ ‫شاء هللا تعالى ‪.‬‬

‫وقال الفنان المسرحي األستاذ محمد‬ ‫الزهيري ان "من بين معطفها‬ ‫الواسع خرجنا وفي فضاءاتها‬ ‫الرحبة كان لنا جوالت وصوالت "‬ ‫‪.‬‬

‫وكانت آخر هيئة ادارية لفرقة‬ ‫مسرح الرواد في ‪ 9‬ايلول ‪1999‬‬ ‫تتشكل من األساتذة محمد نوري‬ ‫طبو رئيسا وموفق الطائي نائبا‬ ‫للرئيس ومحمد الزهيري االمين‬ ‫المالي وطارق فاضل عضوا‬

‫وكتب االستاذ حسين رحيم الكاتب‬ ‫المسرحي انه "عبر تاريخها‬ ‫الطويل كان لها مكانة رفيعة في‬

‫‪11‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫النشاطات تركت بصمة واضحة‬ ‫في سجل حركة المسرح العراقي‬ ‫الحديث في الموصل ‪.‬‬

‫وعصام عبد الرحمن عضوا وعبد‬ ‫الرزاق ابراهيم عضوا ‪.‬‬ ‫بقي ان نقول ان الدكتور محمد‬ ‫فوزي طبو العجيلي مدير مستشفى‬ ‫السالم األسبق قدم دعما لفرقة‬ ‫مسرح الرواد لتطبع هذا الكراس ‪-‬‬ ‫الوثيقة والذي أشرف عليه واعده‬ ‫كال من األستاذين محمد نوري طبو‬ ‫وموفق الطائي ‪.‬‬ ‫تلك هي قصة فرقة مسرح الرواد‬ ‫التي قدمت خالل السنوات الماضية‬ ‫نشاطا مسرحيا وتلفزيونيا لفت إليها‬ ‫األنظار ومن خالل كل تلك‬

‫‪12‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫حائط مبكى أخير‬ ‫عبد الرازق أحمد الشاعر‬ ‫أنهكتنا القمم‪ ،‬ولم يعد لدينا ما‬ ‫نسمعه من الشاشات المخجلة ‪ ..‬كل‬ ‫الشكر لمن رفع الحرج عن قوائمنا‬ ‫المنهكة وظهورنا المتصلبة‪ ،‬وسمح‬ ‫لنا برصاصة رحمة تأخرت‬ ‫طويال‪ .‬كم مللنا الوقوف على‬ ‫األرصفة في انتظار غوردو ‪ ..‬كم‬ ‫رأيناه فارسا ملثما يشق غبار‬ ‫البالدة ويمنح أرضنا الخصب‬ ‫والنماء ‪ ..‬وكلما لدغنا عقرب‬ ‫الوقت‪ ،‬توسلنا بالمعجزات‪.‬‬

‫فألقينا بأجرامنا المترهلة فوق‬ ‫عكازة االنتظار‪ .‬وكبرنا‪ ،‬وكبرت‬

‫للبيت رب يحميه ويحمينا ويحمي‬ ‫شياهنا البليدة تحت األشجار اليابسة‬ ‫في سنوات قيظ ال تطاق‪ .‬سيأتي‬ ‫يوسف ‪ -‬كم تمنينا ‪ -‬ليورق الدمع‬ ‫في عيني يعقوب وتثمر وجنتاه عنبا‬ ‫وتينا‪ ،‬سيأتي المنتظر ليمزق بسيفه‬ ‫البتار فلول اليهود‪ ،‬ويوزعهم على‬

‫أحالمنا ‪ ..‬حتى تيبست أطرافنا‬ ‫الباردة‪ .‬وفجأة‪ ،‬شق حسام أرعن‬ ‫أعواد القصب التي ظنناها قادرة‬ ‫على حملنا فوق طوفان الحزن‬ ‫وإعصار األلم‪ .‬شكرا لمن منحنا‬ ‫لحظة إفاقة‪ ،‬ولو برصاصة رحمة‬ ‫في جمجمة أمة بحجم المحيط‪.‬‬

‫أقطار األرض ذرا وهباء‪ ،‬فاهدأ‬ ‫أيها العربي الثائر‪ ،‬فللبيت رغم كل‬ ‫هواننا وضعفنا وقلة حيلتنا رب‬ ‫يحميه‪.‬‬

‫لألقصى رب يحميه‪ ،‬لكننا لن‬ ‫نستطيع بعد اليوم أن نحمي شياهنا‬ ‫وال أن نهش عليها‪ ،‬وال أن نرفع‬ ‫أعيننا لنتبجح أمام التاريخ بأننا خير‬ ‫أمة أخرجت للناس‪ .‬لن نستطيع أن‬ ‫نرفع جباهنا فوق مستوى الحدث‪،‬‬ ‫وال حواجبنا فوق أسالكهم الشائكة‪.‬‬

‫كبرنا‪ ،‬وكبرت أمانينا البائسة‪،‬‬ ‫وانتفخت بطوننا بالوعود المنبرية‪،‬‬

‫‪13‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫نفدت ذخيرة صغارنا هناك من‬ ‫الحجارة‪ ،‬وذاقت جلودهم الناعمة‬ ‫حميم سجيل‪ ،‬وبخلنا عليهم‬ ‫برصاصات نجود بها على خيولنا‬ ‫المسنة بكل سخاء‪ .‬ال عزاء لمن‬ ‫يتلحف بالتاريخ في وجه العاصفة‪،‬‬ ‫وال عزاء لمن يجلس كعادته البليدة‬ ‫لينتظر مهديا من مؤتمرات بليدة ال‬ ‫تلد إال فئران ميتة ال زالت رائحتها‬ ‫العفنة تزكم أنوفنا منذ ميالد‪ .‬ال‬ ‫غوردو وال مهدي ينتظر ‪ ..‬فقط‬ ‫يأتينا الموت من كل مكان حتى‬ ‫يرث الحزن أرضنا ومن علينا أو‬ ‫يتغمدنا هللا برحمة ال نستحقها‬ ‫بجدارة‪.‬‬

‫ولن نستطيع انتظار غوردو وال‬ ‫المالئكة التي لن تأتينا في ظلل من‬ ‫الغمام لتضرب رؤوسا أينعت حان‬ ‫قطافها‪.‬‬ ‫شكرا لمن مزق غشاوة األمل‬ ‫الكثيفة أمام أعين رمداء كانت‬ ‫تتجاهل الحقيقة عامدة عن سبق‬ ‫إصرار وعجز‪ .‬وشكرا لمن سرقوا‬ ‫ثيابنا وتركونا نرى عرينا في‬ ‫صحراء األمم مجردين من الستر‪،‬‬ ‫كما تجردنا سالفا من المروءة‬ ‫واإلرادة والرغبة‪ .‬وتعسا لرمال‬ ‫تغوص تحت أقدامنا حتى الفناء‬ ‫األخير والصرخة األخيرة تحت‬ ‫سيف جالد ال يرقب فينا إال وال‬ ‫عجزا‪.‬‬ ‫لم يعد لنا قدس لنحميه‪ ،‬ألننا ببساطة‬ ‫لم نعد له‪ .‬أخذوا القدس وتركوا لنا‬ ‫حائط مبكى‪ ،‬يمتد من غالف‬ ‫التاريخ إلى غالف المنفى‪ ،‬لنبكي‬ ‫كالنساء ملكا لم نحافظ عليه‬ ‫كالرجال‪ .‬لم يعد لنا قدس وال براق‪،‬‬ ‫ألننا رضينا بالحياة الدنيا من‬ ‫اآلخرة‪ ،‬واستبدلنا الذي هو أدنى‬ ‫بالذي هو خير‪ ،‬وأحببنا الدنيا كما لم‬ ‫يحبها أحد‪ ،‬وكرهنا الموت كما لم‬ ‫يكرهه حتى اليهود‪.‬‬ ‫ال عزاء لمن ينتظرون النصر من‬ ‫فيل أبرهة وال الطير األبابيل‪ ،‬فقد‬

‫‪14‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫صف ات الشعوب واشتراطات الدولة‬ ‫فارس تركي محمود‬ ‫جامعة املوصل ‪ /‬مركز الدراسات اإلقليمية‬

‫ال اعتقد ان هناك امة من االمم او شعب من الشعوب عبر التاريخ االنساني كله‬ ‫اصابته الحيرة واالرتباك ‪ ،‬والعجز عن تحديد ما يريد وعن معرفة كيفية فعل ما يريد‬ ‫مثلما اصابت الشعوب العربية من محيطها الى خليجها في املئة سنة االخيرة ‪ ،‬هذه‬ ‫الشعوب التي جربت كل انواع االنظمة وكل اشكال الحكم من ملكي الى جمهوري الى‬ ‫عسكري الى حكم مستقل كامل السيادة الى حكم تابع او خاضع او واقع تحت احتالل‬

‫‪15‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫مباشر او غير مباشر وعلى الرغم من كل هذه التنويعات كانت النتيجة واحدة وهي‬ ‫الفشل ‪ ،‬وجربت كذلك االنتفاضات واملظاهرات واالنقالبات والثورات وكانت النتيجة‬ ‫الفشل ‪ ،‬واعتنقت مختلف االفكار من اقص ى اليسار الى اقص ى اليمين وكان الفشل‬ ‫بانتظارها دائما وكأنه قدرها الذي ال تحيد عنه ‪ .‬نعم فشلت الشعوب العربية في‬ ‫تحقيق حلمها بإقامة دولة عربية موحدة او عدد من الدول العربية املستقرة‬ ‫والديمقراطية حيث يتمتع فيها املواطن بالحرية والكرامة واالمان واالستقرار والرفاهية‬ ‫ورغد العيش أي أن يصبح مواطنا حقيقيا يتمتع بحقوق حقيقية كباقي خلق هللا‬ ‫الذين يسمع بهم ويراهم يوميا على شاشات التلفاز وهم يتمتعون ويسرحون ويمرحون‬ ‫ويعيشون حياتهم بالطول والعرض في الدول املتقدمة ‪.‬‬ ‫ان السؤال الذي يحير الشعوب العربية هو ملاذا نفشل دائما بينما هم _ في الدول‬ ‫املتقدمة _ ينجحون دائما ؟ ملاذا يعاكسنا ويستعص ي علينا كل ش يء بينما يسلس كل‬ ‫ش يء قياده لهم ؟ كيف استطاعوا ان يضبطوا تفاعالت مجتمعاتهم سياسيا‬ ‫واقتصاديا واجتماعيا الى اقص ى درجات الضبط بدون ان يؤدي ذلك الى الدكتاتورية‬ ‫كما يحصل لدينا ؟ وكيف استطاعوا ان يوفروا حرية غير محدودة ملواطنيهم بدون‬ ‫ان يؤدي ذلك الى املشاكل والفوض ى وانفراط عقد الدولة كما يحصل لدينا ايضا ؟‬ ‫وكيف بنوا اقتصادهم وطوروا بلدانهم وفرضوا هيبتهم واحترامهم وجعلوا حياتهم‬ ‫جميلة رقيقة واحبوا اوطانهم واحبتهم اوطانهم واحبوا بعضهم بعضا بل واحبوا حتى‬ ‫حيواناتهم واحبتهم حيواناتهم ؟ ‪.‬‬ ‫ومما يزيد من حيرتنا ويعمق من جراحنا ويضيف الى مرارتنا مرارات اننا في يوم من‬ ‫االيام وفي املاض ي العتيد كنا نحن الناجحون وكانوا هم الفاشلون ‪ ،‬الم يكونوا‬ ‫ينظرون الينا كنظرتنا اليهم اليوم ؟ الم نكن نحن القدوة واملثال وهم املقلد واملحاكي؟‬ ‫ألم ننجح في اقامة امبراطورية وحضارة عربية اسالمية امتدت من الصين الى االندلس‬ ‫؟ ألم نزحف بجحافلنا حتى بواتييه ؟ ألم نطرق بقوة ابواب فيينا ؟ ألم نكن سادة‬ ‫الدهر والدنيا لقرون طويلة ؟ الم تكن الدنيا مطواعة لنا نأمرها فتطيع نطلبها فتأتي‬ ‫ذليلة ترتجي رضانا ؟ ‪ ،‬كيف اصبحنا نتوسل بها ونستجديها وهي حرون شموس‬

‫‪16‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫معاندة ال تبل لنا غلة وال تفتح لنا بابا وال تلبي لنا طلبا وال تعبأ بنا وال تقيم لنا وزنا‬ ‫؟ ‪ ،‬كيف وملاذا وما الذي حصل وما العمل وما التصرف ؟ ‪ ،‬اسئلة كثيرة ومحيرة‬ ‫تضغط بشدة على العقل العربي ‪.‬‬ ‫عندما يفشل انسان ما أي انسان ‪ ،‬او شعب ما أي شعب مرارا وتكرارا في تحقيق‬ ‫الحلم او الهدف الذي يسعى اليه ‪ ،‬وبعد ان يجرب كل الوسائل واالليات املشروعة‬ ‫وغير املشروعة وال يصل الى نتيجة وال يخطو خطوة واحدة باتجاه هدفه املنشود ‪،‬‬ ‫فان من املنطقي ان يتوقف للحظات ويهدأ قليال ويوجه لنفسه السؤال البسيط التالي‬ ‫‪ :‬لعل سبب الفشل يكمن في ان الهدف الذي أسعى اليه ال يتناسب مع افكاري‬ ‫ونفسيتي ونظرتي للحياة ؟ او لعل السبب يكمن في عدم امتالكي للمؤهالت التي تمكنني‬ ‫من الوصول الى ذلك الهدف ؟ ‪ .‬هذا التساؤل البسيط سيوصله الى محاولة فهم‬ ‫افكاره ونفسيته ومؤهالت أي صفاته بشكل عام من جهة ‪ ،‬ومحاولة فهم الشروط‬ ‫واالشتراطات املطلوبة لتحقيق الهدف املنشود وتحويله الى واقع ملموس من جهة‬ ‫ثانية ‪ ،‬ومن ثم اجراء نوع من املقارنة بين صفاته من جهة وبين اشتراطات الهدف من‬ ‫جهة اخرى ملعرفة مدى التطابق او االختالف وعلى ضوء النتيجة يقرر االستمرار في‬ ‫مالحقة ذلك الهدف او تغييره واستبداله بهدف اخر او التوقف نهائيا عن مالحقة اية‬ ‫اهداف لكي يرتاح ويريح ‪ ،‬وقديما قالت العرب اليأس إحدى الراحتين ‪.‬‬ ‫وفقا لهذا املنطق يتوجب على الشعوب العربية ان تحدد هدفها بالضبط وان‬ ‫تدرس بعمق وبطريقة علمية وواقعية االشتراطات املطلوبة لتحقيقه ‪ ،‬وعليها ايضا‬ ‫ان تعي صفاتها ومواصفاتها وهل تتناسب مع اشتراطات الهدف الذي تسعى اليه ‪.‬‬ ‫وبما ان الشعوب العربية كما هو واضح ومعلن تهدف وتسعى الى انتاج الدولة الحديثة‬ ‫العصرية املتمدنة كتلك التي انتجتها الحضارة االوربية تصبح املهمة دراسة مدى‬ ‫التطابق او التنافر واالختالف بين مواصفاتنا كشعب عربي وبين اشتراطات الدولة‬ ‫الحديثة ‪ .‬فكما هو معلوم ‪ -‬او ربما كما هو مجهول ‪ -‬فان لكل شعب من الشعوب‬ ‫مواصفات هي نتاج لبيئته الجغرافية ولتاريخه وهذه املواصفات ال تتغير او تتبدل‬ ‫بتبدل العصور واالزمان بل تغير من شكلها ومن طريقتها في الظهور والفعل والتأثير‬

‫‪17‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫بينما يبقى جوهرها واحد ال يتغير ألنها إبنة الجغرافيا التي ال تتغير ‪ ،‬كذلك فان للدولة‬ ‫– اية دولة قديمة او حديثة – اشتراطات تتميز بانها ‪ -‬على العكس من مواصفات‬ ‫الشعوب ‪ -‬تتغير وتتبدل باستمرار ألن الدولة في االول واالخير ما هي اال منتج بشري‬ ‫وانعكاس لدرجة نضوج وتطور الفكر االنساني ‪ ،‬لذلك فان الشعب الذي تتطابق‬ ‫مواصفاته مع اشتراطات الدولة في عصر بعينه هو الذي يسيطر ويزدهر ويسود ‪،‬‬ ‫والشعب الذي ال تتطابق مواصفاته مع اشتراطات الدولة ال يمكنه ‪ -‬مهما حاول او‬ ‫فعل ‪ -‬أن ينتجها ‪ ،‬وال يمكنه ان يتمتع بثمراتها بل سيهزم ويتراجع امام الشعب الذي‬ ‫تطابقت مواصفاته مع تلك االشتراطات ‪.‬‬ ‫لذلك فال عجب باننا فشلنا اليوم ونجحنا في املاض ي ‪ ،‬فشلنا اليوم في انتاج الدولة‬ ‫العصرية بكل ما تتضمنه من ديمقراطية وحريات وحقوق ونجاحات في مختلف‬ ‫املجاالت ‪ ،‬ونجحنا في املاض ي في انتاج الدولة التي كانت تتضمن كل مفاهيم ذلك‬ ‫العصر الذي نشأت فيه ‪ ،‬الن اشتراطات الدولة تغيرت وصفاتنا بقيت ثابتة فتطابقت‬ ‫تطابقا كامال مع اشتراطات دولة املاض ي وتنافرت تمام التنافر مع اشتراطات الدولة‬ ‫الحديثة ‪ .‬ففي املاض ي كانت اشتراطات الدولة تتمثل بـ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬طغيان العقل الجمعي ‪ :‬إن إقامة وتأسيس الدولة في العصور الغابرة كان يشترط‬ ‫وجود جماعة من الناس يسيطر عليها ويوجهها عقل جمعي مسيطر بدرجة عالية جدا‬ ‫‪ ،‬بحيث يتمكن من جعل افكار وتوجهات وسلوكيات ونفسيات افراد هذه الجماعة‬ ‫متشابهة ومتطابقة وكأنهم شخص واحد تم استنساخه ال تلمس فيما بينهم أي درجة‬ ‫من درجات االختالف او الشذوذ اال ما ندر ‪ ،‬يؤمنون بنفس االفكار واملسلمات ‪،‬‬ ‫وينظرون الى انفسهم والى العالم املحيط بهم النظرة ذاتها ‪ ،‬عاداتهم وتقاليدهم‬ ‫وحكاياتهم واساطيرهم واقوالهم وافعالهم وردود افعالهم واحدة ‪ ،‬انماطهم الحياتية‬ ‫من االلف الى الياء واحدة ال اختالف فيها ‪ ،‬مما يجعلهم اقرب الى جيش نظامي منهم‬ ‫الى مجتمع انساني ‪ ،‬وهذا بالضبط ما يحتاجه تأسيس الدولة في االزمنة السابقة ‪،‬‬ ‫ففي تلك االزمنة لم تكن الدولة تؤسس عن طريق التفاوض مع الجماعات االخرى ‪،‬‬ ‫ويقينا أنها لم تكن تؤسس عن طريق االستفتاءات واالنتخابات او حق تقرير املصير او‬

‫‪18‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫بقرار من االمم املتحدة او غيرها من وسائل وآليات لم تظهر اال في العصر الحديث ‪،‬‬ ‫بل تؤسس عن طريق القوة فحسب وليس هناك أي طريق اخر ‪ ،‬فالبشرية جمعاء لم‬ ‫تكن في املاض ي تعرف طريقا او وسيلة اخرى غير القوة ‪ ،‬وهنا تأتي اهمية العقل‬ ‫الجمعي الذي سيجعل من املجموعة املؤسسة للدولة تقاتل وتكافح من اجل اقامة‬ ‫وتوسيع دولتها وكأنها رجل واحد وليست مجموعة من االفراد مما يرفع كثيرا من نسب‬ ‫نجاحها في االنتصار على الجماعات االخرى وفي تحقيق هدفها بإقامة دولة ‪ ،‬فلن تجد‬ ‫احدا من هذه الجماعة يتسائل مثال عن مشروعية وقانونية ما يفعلونه الن العقل‬ ‫الجمعي قض ى بانه مشروع ‪ ،‬ولن تجد من يقول مثال ( اني ارى رايا مخالفا ) الن هذا‬ ‫غير وارد اصال في ظل العقل الجمعي فالقبيلة والجماعة قد قضت واتخذت قرارها‬ ‫وانتهى االمر ‪ ،‬وكلما ازداد تأثير العقل الجمعي في حياة هذه الجماعة كلما ارتفعت‬ ‫احتمالية نجاحها حتى يصبح هذا النجاح في حكم املحتوم ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ان كل املجتمعات البشرية كان يسيطر عليها بشكل او بآخر العقل‬ ‫الجمعي اال ان درجة هذه السيطرة كانت تتفاوت من مجتمع آلخر ‪ ،‬فاملجتمع الذي‬ ‫كان يتمتع بأعلى درجة من درجات السيطرة كان هو االقرب واالوفر حظا في اقامة‬ ‫وتأسيس الدولة باشتراطات االزمنة السابقة ‪ ،‬ومن املعروف ان أعلى درجات سيطرة‬ ‫العقل الجمعي تظهر في الصحراء والبادية لذلك وباعتبار اننا ‪ -‬كأمة عربية ‪ -‬ابناء‬ ‫للبادية والصحراء فقد كنا االقدر على اقامة وتأسيس الدول في تلك االزمنة ‪ .‬بينما‬ ‫الشعوب التي تعيش ضمن شروط جغرافية اقل حدة وتطرف يضعف فيها تأثير العقل‬ ‫الجمعي حتى يصل الى اقل درجاته تأثيرا في الغابات والسهول الخضراء ‪ ،‬لذلك كان‬ ‫لدى سكان املناطق الخضراء – كاألوربيين ‪ -‬مشكلة في تأسيس الدول في تلك االزمنة‬ ‫بسبب ضعف تأثير العقل الجمعي في حياتهم قياسا الى سكان البادية والصحراء ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬النظام االبوي ‪ :‬ان ما يميز البيئة الصحراوية والقريبة من الصحراوية فضال عن‬ ‫كونها البيئة املثالية لتغول وطغيان العقل الجمعي انها كذلك البيئة املثالية لظهور‬ ‫وتجذر النظام االبوي حيث ان ظروف الحياة في البادية ال تسمح أبدا بالخالف‬ ‫واالختالف بين ابناء القبيلة الواحدة ‪ ،‬والطاعة العمياء ألولياء االمر او آباء القبيلة‬

‫‪19‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫من كهنة وسادة وشيوخ تعد شرطا ضروريا ال يمكن االستغناء عنه ملن يريد النجاة‬ ‫والبقاء والتنافس في تلك الظروف الجغرافية القاسية ‪ .‬ان هذا النظام االبوي كان‬ ‫احد اشتراطات الدولة في املاض ي ‪ ،‬حيث ان وجود جماعة من الناس يسيطر عليها‬ ‫العقل الجمعي ‪ -‬وعلى الرغم من اهميته ‪ -‬ال يكفي وحده إلقامة الدولة بل هو يحتاج‬ ‫الى من يستثمره ويوجهه باتجاه الهدف املنشود ‪ ،‬وهنا تبرز اهمية النظام االبوي الذي‬ ‫سيفرز في النهاية قيادة متسلطة مطلقة السلطة – سواء تمثلت بفرد او بمجموعة‬ ‫من االشخاص – تستطيع ان تسيطر على الحشود املنقادة انقيادا اعمى وتوجهها‬ ‫بالشكل الذي تشاء وباتجاه الغاية التي تريدها ‪ ،‬واذا ما كان هدفها اقامة دولة فان‬ ‫فرص نجاحها ستكون كبيرة جدا ما دام قد توافر شرطان من اهم شروط واشتراطات‬ ‫الدولة القديمة وهما الحشد غير املفكر الذي يخضع تماما للعقل الجمعي ‪ ،‬والقيادة‬ ‫املتمتعة بسلطات مطلقة على ذلك الحشد بفضل النظام االبوي ‪.‬‬ ‫ان النظام االبوي الصارم الذي يظهر بأجلى صوره واكثرها تطرفا في البيئة‬ ‫الصحراوية يفقد كثيرا من حضوره وصرامته وتطرفه لدى سكان املناطق الخضراء‬ ‫‪ ،‬وبالتالي يفقد الكثير من تأثيره ومن قدرته على توجيه الحشود باالتجاه الذي يريده‬ ‫مما يقلل كثيرا من فرص نجاحه في تأسيس الدولة اذا كان تأسيسها هو الهدف‬ ‫املنشود ‪ ،‬وإذا ما اضفنا الى ذلك – كما ذكرنا سابقا ‪ -‬ضعف تأثير العقل الجمعي في‬ ‫البيئة غير الصحراوية تصبح املهمة اكثر صعوبة الن مشروع الدولة حينها يكون قد‬ ‫حظي بالحد االدنى من شرطي العقل الجمعي والنظام االبوي املطلوبين لتحقيقه ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الروح الحربية ‪ :‬بما ان تأسيس الدول في املاض ي كان يتم فقط عن طريق القوة‬ ‫فان الشعب الذي تسيطر عليه الروح القتالية والحربية وامللتصق التصاقا بفكرة‬ ‫القتال ‪ ،‬والشعب االكثر خشونة وقساوة واالقوى شكيمة ‪ ،‬واالقدر على تحمل تبعات‬ ‫ومشقات الحروب ‪ ،‬واالكثر استعدادا جسديا ونفسيا لخوض الصراعات والحروب‬ ‫هو الشعب الذي يمكن ان يعول عليه كثيرا في انجاح مشروع انشاء واقامة الدولة ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من حقيقة ان الشعوب في املاض ي كانت كلها شعوب محاربة إال ان ذلك‬ ‫ال يعني انها كلها تتمتع بذات القدرات القتالية وبذات االستعداد لخوض غمار الحروب‬

‫‪20‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫بل كانت تتفاوت من شعب آلخر ‪ ،‬فالجماعات التي تعيش في بيئة قاسية شحيحة‬ ‫املوارد تتمتع بأعلى مستوى من القدرات القتالية ومن االستعداد الدائم للحرب‬ ‫وخوض الصراعات من اجل االستحواذ على خيرات ارضها الشحيحة فاملسألة هنا‬ ‫مسألة حياة او موت فأما الفوز بكل ش يء او خسارة كل ش يء وهنا يتجلى قانون البقاء‬ ‫لألقوى بأوضح صوره ‪ .‬على العكس من البيئة التي تتمتع بخيرات وفيرة تكفي الجميع‬ ‫وتزيد عن حاجتهم مما يقلل كثيرا من اسباب وفرص الصراع والقتال ويجعل الناس‬ ‫في تلك املناطق اميل للهدوء والدعة والسالم مما يضعف بتقادم االيام قدرتهم‬ ‫القتالية ويفقدهم واحد من اهم اشتراطات اقامة دولة املاض ي ‪ .‬ومن املعروف ان‬ ‫العرب أمة مقاتلة تاريخها برمته ليس سوى سلسلة من الصراعات والحروب‬ ‫املتواصلة مما رفع كثيرا من قدرتها القتالية وزودها بنفسية وروحية على استعداد‬ ‫دائم لخوض الحروب َّ‬ ‫فأمنت بذلك واحدا من اهم اركان واشتراطات دولة املاض ي ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬املنهج الخطابي الوعظي ‪ :‬يعد املنهج الخطابي الوعظي من اهم اشتراطات تأسيس‬ ‫الدولة في االزمنة السابقة ‪ ،‬ألنه في تلك االزمنة كان العقل البشري ال يزال عقال بدائيا‬ ‫وعظيا ال يعرف مناهج التفكير واالقناع املتقدمة كاملنهج التحليلي والتجريبي وال يتأثر‬ ‫بها ‪ ،‬بل كان يتناغم ويتسق تماما مع املنهج الوعظي الذي يركز على االحاسيس‬ ‫واملشاعر ويستخدم اساليب الترهيب والترغيب والحماسة والفخر ‪ ،‬ويثير في نفوس‬ ‫من يخاطبهم معاني العزة واملجد والكرامة ‪ ،‬ويدغدغ عواطفهم الدينية او القومية او‬ ‫القبلية او غيرها من اساليب وعظية تهدف في النهاية الى اقناعهم بالفكرة التي يريدها‬ ‫وتحشيدهم خلف الهدف الذي يسعى اليه ‪ .‬وبما اننا نحن العرب كنا وال زلنا –‬ ‫ونتيجة ايضا لظروفنا الجغرافية ‪ -‬من بين ابرز االمم في الخطابة والشعر والبيان فقد‬ ‫كنا االقدر على استخدام املنهج الوعظي الخطابي مما جعل حظوظنا في النجاح‬ ‫بإقامة وتأسيس دولة املاض ي اكثر من حظوظ كثير من االمم االخرى ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬القائد او البطل ‪ :‬ان وجود العقل الجمعي املسيطر تماما على الحشود ووجود‬ ‫النظام االبوي الصارم وتوافر الروح الحربية وسيادة املنهج الوعظي ال يعني ان عملية‬ ‫بناء وتأسيس الدولة قد انطلقت من عقالها بل يعني ان أهم مستلزمات هذه العملية‬

‫‪21‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫قد استكملت وال تحتاج إال من يعلن ساعة انطالقها وهذه تكون مهمة القائد او‬ ‫البطل الذي يمتلك الشخصية القوية ‪ ،‬والقدرة على ادراك عناصر القوة التي تتمتع‬ ‫بها جماعته وما يمكن ان ينتج عنها اذا استغلت بالشكل الصحيح ‪ ،‬وسعة االفق ‪،‬‬ ‫والقدرة الخطابية الوعظية واملؤهالت القيادية االخرى التي تمكنه من استغالل‬ ‫وتوظيف ميزة توافر العقل الجمعي والنظام االبوي والقدرة القتالية واملنهج الوعظي‬ ‫في عملية تأسيس الدولة وتقويتها وتوسيعها ‪ .‬ان هذا النوع من االبطال يمكن ان يظهر‬ ‫في أي شعب من الشعوب لكن امكانية نجاحه ستكون كبيرة جدا اذا ما ظهر في شعب‬ ‫تتطابق صفاته مع اشتراطات الدولة في االزمنة السابقة كالشعب العربي مثال ‪.‬‬ ‫ان هذه الصفات التي تمتعنا بها في املاض ي وما زلنا نتصف بها في الوقت الحاضر‬ ‫هي التي مكنتنا من النجاح والسيادة وتأسيس الدولة املنشودة في املاض ي ألنها كانت‬ ‫تتسق وتتطابق وتتناغم تماما مع اشتراطات الدولة آنذاك ‪ ،‬اال ان هذه االشتراطات‬ ‫وكما ذكرنا سابقا ال تبقى ثابتة بل تتغير بتغير االزمنة والظروف واالحوال ‪ ،‬على‬ ‫العكس من صفات الشعوب التي ال تتغير وتبقى ثابتة نتيجة لثبات وعدم تغير البيئة‬ ‫التي انتجتها ‪ .‬وهكذا فان ذات الصفات التي مكنتنا من بناء دولة املاض ي تمنعنا اليوم‬ ‫من بناء الدولة الحديثة التي اختلفت بل وتناقضت اشتراطاتها مع صفاتنا ‪ .‬وعلى‬ ‫الرغم من تعدد وتشعب اشتراطات الدولة الحديثة اال انه يمكن حصرها وبشكل‬ ‫مختصر في التالي ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬النظام الرأسمالي ‪ :‬ان الدولة الحديثة بكل تجلياتها وتفاعالتها وانشطتها وبكل ما‬ ‫انتجته وما سوف تنتجه ليست اال احدى منتجات النظام الرأسمالي فهذا النظام هو‬ ‫الذي انتجها وهو الذي صاغها ووسمها بميسمه ودمغها بختمه وأحل فيها صفاته ‪،‬‬ ‫وال يمكن تصور انتاج او اقامة الدولة الحديثة بمعزل عن النظام الرأسمالي او بعيدا‬ ‫عنه فهو أمها وابوها ‪ ،‬بل يمكن القول ان الدولة الحديثة اشبه ما تكون بشركة او‬ ‫مؤسسة اقتصادية هائلة يتحكم بها منطق السوق وفلسفة الربح والخسارة ‪ .‬ان هذا‬ ‫النظام الرأسمالي القائم على فكرة الربح والخسارة والذي انتج الدولة الحديثة ال ينشأ‬ ‫وال ينمو وال يتطور وال يتحول الى اسلوب حياة اال في بيئة جغرافية بعينها تتميز بكثرة‬

‫‪22‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫وتنوع خيراتها ‪ ،‬وبقدرتها على تحفيز الجهد االنساني العقلي والبدني ملزيد من العمل‬ ‫واالجتهاد وتبادل املنفعة مع االخرين ‪ ،‬وترسيخ اهمية فكرة التعاون مع االخرين‬ ‫لتجنب الخسارة وتحقيق الربح ‪ ،‬وتحويل هذا كله الى سلوك انساني فطري تلقائي ‪.‬‬ ‫إن الشرارة االولى لخلق وترسيخ هذا السلوك الذي سيتحول بمرور االيام والسنين الى‬ ‫ما بات يعرف اليوم بالنظام الرأسمالي ال يمكن ان تنطلق في بيئة الصحراء والبادية‬ ‫إذ سيمنع انطالقها عقل جمعي ونظام ابوي وروح محاربة ومنهج تفكير قائم على‬ ‫الخطابة والوعظ ‪ ،‬لذلك لم نستطع نحن العرب ان ننتج مثل هذا النظام الرأسمالي‬ ‫الذي بدونه يستحيل انتاج الدولة الحديثة ‪ ،‬بينما انتجته وطورته الشعوب التي‬ ‫عاشت في بيئة الوفرة والخيرات ‪ .‬وهكذا فقدنا واحدا من اهم اشتراطات الدولة‬ ‫الحديثة ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬الحرية ‪ :‬ان حرية التفكير والتعبير والنشر والحرية السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية تعد شرطا مهما واساسيا إلقامة واستمرار الدولة املدنية الحديثة التي‬ ‫تمثل مشروعا اقتصاديا جماعيا تعاونيا واقعيا يحتاج الى تضافر كل جهود الجماعة‬ ‫املنشأة له ويحتاج كذلك الى انتاج استجابات واقعية وحلول منطقية ملا يواجهه من‬ ‫تحديات ومعوقات ومشاكل لكي يستطيع االستمرار والتطور وهذا ال يمكن ان يتم‬ ‫تمكن افراد املجتمع من االبتكار‬ ‫أبدا بدون توافر سقف مفتوح من الحرية غير املقيدة ِّ‬ ‫واالبداع في مختلف املجاالت ‪ ،‬كما تمكنهم من نقد الذات وتشخيص االخطاء‬ ‫واالختالالت وايجاد الحلول لها ودفع املجتمع في مدارج التطور ‪ ،‬والتطور في الدولة‬ ‫الحديثة ليس مطلبا ترفيا بل هو حاجة اساسية ال يمكن االستغناء عنها الن العصر‬ ‫الحديث ال يقبل التوقف او الجمود بل هو في تغير وتطور مستمر وعلى الدولة الحديثة‬ ‫ان تسايره واال تراجعت واندثرت ‪ ،‬ومن املعروف ان الحرية شرط التطور فالشعب‬ ‫الذي يتمتع بأعلى قدر من الحرية هو االقدر على انتاج الدولة الحديثة والعكس‬ ‫صحيح ‪.‬‬ ‫ان تغول العقل الجمعي واستبداد النظام االبوي الذي انتجته بيئتنا وظروفنا‬ ‫الجغرافية والذي كان خير معين لنا في انتاج الدولة في املاض ي اصبح اليوم من اهم‬

‫‪23‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫اسباب تراجع وانكفاء مناخات الحرية عندنا ‪ ،‬بحيث اصبنا بعوق ذاتي في هذا املجال‬ ‫أحبط كل محاوالت الداخل والخارج لرفع سقف الحرية لدينا للمستوى الذي يسمح‬ ‫بإنتاج الدولة الحديثة وبذلك خسرنا شرطا أو إشتراطا آخر من اشتراطات الدولة‬ ‫الحديثة ‪ .‬بينما الشعوب التي عانت وبسبب الجغرافيا أيضا من ضعف سيطرة العقل‬ ‫الجمعي والنظام االبوي مما منعها من اقامة دولة املاض ي اصبحت اليوم وللسبب‬ ‫ذاته االقدر على رفع سقف حرياتها ‪ -‬بطريقة تلقائية وبدون قسر ‪ -‬بما يسمح بإقامة‬ ‫الدولة الحديثة ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الديمقراطية ‪ :‬ان ما ينطبق على فكرة الحرية ينطبق كذلك على فكرة‬ ‫الديمقراطية التي اصبحت السمة االكثر وضوحا للدولة الحديثة ‪ ،‬فكما ساعدت‬ ‫الجغرافيا على ظهور بدايات فكرة الحرية في مناطق بعينها ومن ثم َّنمتها َّ‬ ‫وطورتها‬ ‫لتصل الى ما وصلت اليه في العصر الراهن ‪ ،‬بينما قضت على اية امكانية لظهورها‬ ‫في مناطق اخرى ‪ .‬كذلك كان للجغرافيا الدور الحاسم في بذر البذور االولى لفكرة‬ ‫الديمقراطية لتتركها تنمو وتتدرج في اكتساب املزيد واملزيد من القوة بشكل تلقائي‬ ‫حتى اصبحت الركن االساس الذي تشاد عليه الدولة الحديثة ‪ ،‬بينما حرمت‬ ‫الجغرافيا مناطق اخرى من اية بذرة من بذور الديمقراطية ‪ .‬وال يخفى على احد ان‬ ‫الديمقراطية تمثل اليوم واحدا من اهم اشتراطات الدولة الحديثة فبدونها ال معنى‬ ‫لهذه الدولة فالديمقراطية تمكن جميع افراد املجتمع من املشاركة في بناء الدولة وفي‬ ‫تحمل مسؤولية بقائها واستمرارها وتطورها ‪ ،‬وتمكنهم من مراقبة الحكام والنظام‬ ‫السياس ي برمته والقضاء على اية توجهات دكتاتورية ‪ ،‬كما انها تساعد على نشر ثقافة‬ ‫التسامح وعدم التزمت وقبول الرأي والرأي اآلخر واالعتراف باآلخر املختلف وغيرها من‬ ‫مفاهيم تسهم مساهمة فاعلة في بناء الدولة الحديثة ‪ .‬إن مشكلة الديمقراطية انه‬ ‫ال يمكن استيرادها فهي ال تظهر وال تنمو وال تزدهر اال في البيئة املناسبة ‪ ،‬البيئة التي‬ ‫ال تؤهلها ظروفها الجغرافية إلنتاج نظام ابوي صارم ولخلق القائد والزعيم االوحد‬ ‫وثنائيات الخير والشر واالسود واالبيض والحق والباطل وبشكل مطلق ‪ ،‬أي ان بيئتنا‬ ‫يستحيل عليها انتاج الديمقراطية ليضيع علينا بذلك واحدا من اهم اشتراطات‬

‫‪24‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫الدولة الحديثة ‪ ،‬بينما غيرنا ممن يمتلكون بيئة مخالفة لبيئتنا نجحوا وبدون جهد‬ ‫بل وبدون ان يقصدوا ذلك في انتاج الديمقراطية التي يتمتعون بها االن ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬املنهج العلمي التجريبي ‪ :‬مثلما ساعدت ظروف البادية والصحراء على خلق نمط‬ ‫من التفكير يعتمد على الوعظ والخطابة ‪ ،‬كذلك ساعدت ظروف الجغرافيا الخضراء‬ ‫على اضعاف قوة الخطاب الوعظي لصالح منهج تفكير علمي يتعلم من تجاربه‬ ‫واخطائه ‪ ،‬والسبب في ذلك يعود الى ان املناطق التي تتمتع بخيرات كثيرة تحتاج الى‬ ‫اعمال العقل وتفعيل دوره من اجل استغالل تلك الخيرات بالشكل االمثل ‪ ،‬كما انها‬ ‫تدفع االنسان الى االحتكاك املستمر مع بيئته والى تجريب مختلف االفكار والبدائل‬ ‫للحصول على افضل النتائج مما يساعد على ترسيخ املنهج العلمي التجريبي ويوسع‬ ‫سيطرته على مختلف مناحي الحياة وتفرعاتها ‪ .‬ان املنهج العلمي التجريبي هو املنهج‬ ‫الذي تعتمد عليه الدولة الحديثة في كل تفاعالتها وانشطتها السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية فترسم وتضع الخطط وتنفذ مشاريعها وتخطط لحاضرها ومستقبلها‬ ‫وتبني وتطور وتتخذ كل خطوة من خطواتها وفقا لهذا املنهج ‪ ،‬وبدون املنهج العلمي ال‬ ‫تقوم للدولة الحديثة قائمة وبما ان منهجنا نحن العرب هو منهج وعظي خطابي فقد‬ ‫اصبح احد مسببات عجزنا عن اقامة الدولة الحديثة ‪.‬‬ ‫هناك اشتراطات كثيرة اخرى للدولة الحديثة مثل حقوق االنسان وسيادة القانون‬ ‫واحترام الدستور واستقالل القضاء والحرية الفردية ومعايير النزاهة والشفافية‬ ‫ومستوى التعليم ‪ . . .‬الخ ‪ ،‬اال انها كلها متفرعة عن االشتراطات الرئيسة التي ذكرناها‬ ‫اعاله ومرتبطة بها وموجودة فيها ضمنا ‪ ،‬الن اشتراطات الدولة الحديثة مرتبطة‬ ‫ببعضها البعض ارتباطا وثيقا ال انفصام له بحيث يؤدي بعضها الى بعض وينتج‬ ‫بعضها بعضا كما هو الحال بالنسبة الشتراطات دولة املاض ي ‪ .‬وليست االشتراطات‬ ‫فحسب بل كذلك صفات الشعوب فهي ليست صفات قائمة بذاتها ومنفصلة عن‬ ‫بعضها البعض انما هي صفات متداخلة ينتج بعضها بعضا ويقوي ويؤازر وينضج‬ ‫بعضها بعضا ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫نعم يا سادة يا كرام ان صفاتنا هي املسؤولة عن نجاحنا في املاض ي وفشلنا في‬ ‫الحاضر فعندما تطابقت تلك الصفات مع اشتراطات دولة املاض ي نجحنا في اقامة‬ ‫دول مرهوبة الجانب سيطرت على اراض ي واصقاع شاسعة وانتجت حضارة ما زلنا‬ ‫نتغنى بها ‪ ،‬وعندما تناقضت تلك الصفات مع اشتراطات الدولة الحديثة فشلنا فشال‬ ‫ذريعا وعجزنا تماما عن تأسيس أية دولة او كيان سياس ي يتمتع ولو بالحد االدنى مما‬ ‫تتمتع به دولة املدنية والحداثة ‪ ،‬ووصلنا بنا االمر الى حد االستعانة باملقوالت الدينية‬ ‫لتبرير فشلنا من قبيل ( الدنيا جنة الكافر ) و ( الدنيا لهم واالخرة لنا ) و ( لو كانت‬ ‫الدنيا تساوي جناح بعوضة ملا سقى منها كافرا شربة ماء ) ‪ ،‬ومن ثم انحططنا اكثر‬ ‫فتبنينا خيارات عبثية وتدميرية لذواتنا وألوطاننا ولآلخرين من حولنا كما تشاهدون‬ ‫وكما هو حاصل اليوم في الكثير من بقاع الوطن العربي ‪ .‬فهذا الكم من القتل والذبح‬ ‫والتفجير وسفك الدماء والصراع املجنون ما هو اال انعكاس لحجم املرارة التي شوهت‬ ‫حياتنا والخذالن واالحباط اللذين سرقا كل آمالنا في التغيير وطموحاتنا في الحياة‬ ‫الكريمة ‪ ،‬وما هو اال رد فعل تدميري على عجزنا في اللحاق بركب املدنية والحداثة‬ ‫وفشلنا في انتاج الدولة املنشودة دولة الحرية والديمقراطية واملساواة وحقوق‬ ‫االنسان ‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫اليوم سآخذكم مع الرسام نور الدين في رحلة‬ ‫بعالم السحر والجمال‬ ‫عالم‬ ‫حوار ‪ :‬رسل الساعدي‬ ‫تتشابك وتتعانق به األلوان لترسم‬ ‫مالمح الطبيعة واإلنسان‬ ‫ولتعبر عن مشاعر يعجز عن‬ ‫التعبير عنها اللسان‬ ‫فريشه الرسام لسان صامت يبوح‬ ‫بالكثير رغم الصمت‬ ‫تناسق األلوان وبهجتها وانطفائها كل هذه دالالت يفهمها فقط من يجيد قراءة‬ ‫اللوحات‬ ‫أستاذ نور أعطني نبذة تعريفية عنك ؟‬

‫أسمي‪ :‬نورالدين حسينات من مواليد‬ ‫‪ 27/2/1981‬من بلد الجزائر‬

‫‪27‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫فنان تشكيلي * رسام *‬ ‫ماهو تحصيلك الدراسي وهل لدراستك عالقه بالرسم ؟‬ ‫لم أكمل دراستي أنهيت المرحلة المتوسطة فقط‬ ‫لكن رغم ذلك دراستي كان لها دور إيجابي تجاه موهبتي رغم عدم أكاملها‬ ‫من أكتشف موهبتك بالرسم‬ ‫وهل تلقيت الدعم أم واجهت صعوبات للتمسك بهذه الموهبة وتطويرها ؟‬ ‫موهبتي اكتشفتها منذ صغري لكن بسبب الظروف االجتماعية لم يتم‬ ‫توجيهي ولم أتلقى الدعم أنداك‬ ‫عند بلوغي سن السابعة عشر تقدمت لمدرسة الفنون بواليتي‬ ‫وتم رفضي ألسباب مجهولة‬ ‫بعدها ذهبت إلى دار الثقافة بواليتي وهناك فجرت طاقاتي وامكانياتي‬ ‫من أكتشف موهبتك وساعدتك بتطويرها وكان من الداعمين لك‬ ‫الفضل هلل سبحانه وتعالى وأسرتي ثم من بعد ذلك‬ ‫لالب الروحي لي‬ ‫شريف منوبي‬ ‫تلميذ األب الروحي شريف منوبي‬ ‫ماذا أضاف لك هذا المعلم‬ ‫ما أهم النصائح التي قدمها لك ومازالت لحد اآلن راسخه في عقلك وتعمل‬ ‫بها ؟‬ ‫أستاذ شريف مهما مدحته لن أوفي له حقه تعجز كلماتي عن شكره‬ ‫علمني الكثير‬ ‫وأهم شيء أضافه لي هو التواضع‬ ‫فالتواضع يجمل كل الصفات‬

‫‪28‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫أستاذ نور هل سبق أن شاركت بمعارض رسم‬ ‫أو عملت معارض خاصه بك ؟؟‬ ‫أجل طبعا‬ ‫كان لي عده معارض خاصتا بواليتي وتم دعوتي لعده معارض خارج‬ ‫الجزائر لكن‬ ‫بسبب بعض العراقيل والظروف لم أتمكن من الحضور‬ ‫أتمنى من المسؤولين في بلدي ان يهتموا بالشريحة الشابة ويدعموا‬ ‫الموهوبين منهم‬ ‫ماذا يريد نور ان يعبر من خالل ريشته ولوحاته‬ ‫وهل تمكن من إيصال رساله ريشته أو ال‬ ‫دائما في لوحاتي أعبر عن الموروث الثقافي لواليتي‬ ‫األمازيغية او كما يلقبون الشاوية‬ ‫تقاليدهم وعاداتهم‬ ‫رساله لوحاتك وصلت للمتلقي‬ ‫حسب رأيك‬ ‫الذي لدية ذوق وحس فني أجد أن رسالتي وصلت له‬

‫ ماهي أحب اللوحات واقربها إلى قلبك ؟‬‫كل اللوحات عزيزة على قلبي‬ ‫ال توجد لوحة خاصة‬ ‫فلكل عمل فيه شيء من قلبي وساعاتي واحساسي لذلك ال استطيع‬ ‫أن أذكر لوحه معينه‬

‫‪29‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫البعض يقول أن الرسم مثله مثل باقي األعمال تستطيع أن تتقنه بالتعلم وأنه‬ ‫ال يقترن بالموهبة‬ ‫_ما رأيك بهذا الكالم‬ ‫هل توافقهم أم تظن أن الموهبة ضرورية وبدونها ال يستطيع الرسام ان‬ ‫يبدع‬ ‫الموهبة مهمه جدا‬ ‫يستطيع اي انسان ان يرسم‬ ‫لكن بدون موهبة ال يستطيع ان يعبر عما يفعله‬ ‫الموهبة في كل الفنون يجب ان تكون‬ ‫ثم يصقل ويطور موهبته‬ ‫‪.................‬‬ ‫أسعدني الحوار معك جدا‬ ‫في الختام‬ ‫اتمنى لك كل التوفيق والنجاح رسام مبدع من دولة شقيقة‬ ‫البد أن تتحسن الظروف يوما ويكون لك معرض في بلدك اآلخر العراق‬ ‫إلى ذلك الحين‬ ‫أمنياتي لك بتحقيق أحالمك ومواصلة ابداعك‪..‬‬ ‫شكرا جزيال‬ ‫هللا يحفظك ويحفظ عراقنا العزيز‬ ‫كان لي الشرف ان اكون معكم وفي مجلتكم الموقرة‬

‫‪30‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫محمود درويش وألشّعر في ألعراق‬ ‫محمود ألجبوري ـ ألعراق ـ بابل‬

‫ألشعر حالة وجدانية وإنسانية‬ ‫تختلج في نفوس ألشعراء‬ ‫ورابطة ثقافية يلتقي حولها‬ ‫مثقفي أألنسانية ‪ ،‬في عاملنا‬ ‫ألعربي ألحب وألغزل بين ألشعراء‬ ‫عابر للحدود فهذا محمود درويش (‪ 1941‬ـ ‪ ) 2008‬شاعر من فلسطين يعد بلده‬ ‫ألثاني ألعراق واحة ألشعر وأن صفة ألشاعر أصبحت مالزمة لكل عراقي ‪ ،‬ويختار‬ ‫ألشاعر ألعراقي بدر شاكر ألسياب (‪ 1926‬ـ ‪ ) 1964‬مصدرا ألعجابه بقوله ‪:‬ـ‬ ‫أتذكر ألسياب في هذا ألفضاء ألسومري‬ ‫تغلبت أنت على عقم ألسديم‬ ‫وأورثتنا أألرض وأملنفى معا أتذكر ألسياب‬ ‫إن ألشعر يولد في ألعراق‬ ‫فكن عراقيا لتصبح شاعرا يا صاحبي‬ ‫أما ألشاعرة ألعراقية ( مليعة عباس عمارة ) فإنها إتخذت جزء مميز من ألشاعر وهو‬ ‫نظارته هاجس للكتابة بقولها ‪:‬ـ‬ ‫أرح ياحبيبي نظارتيك قليال‬ ‫ألمعن فيك ألنظر‬ ‫فما لون عينيك ؟‬

‫‪31‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫هل للغروب تميالن‬ ‫أم ألخضرار ألشجر‬ ‫أحبهما تتعرى ألنجوم‬ ‫بغير سحاب أريد ألقمر‬ ‫وأهلل من أجل عينيك محمود‬ ‫أصبحت‬ ‫أعشق قصر ألنظر‬

‫‪32‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫عقوق الوالدين‬ ‫رواء خلف السوداني‬

‫ارتع ٌدت وارتطمت من عبء الحياة ‪،‬فلم اجد من اتكئ عليه وارتمي بين‬ ‫احضانه سوى أمي ‪،‬‬ ‫فهي الجنة والحياة والروح والشمس والقمر والنجوم ‪ ،‬لوكل العالم جمعته بين‬ ‫يدها‪ ،‬أبقى مقصرا بحقها ‪ ،‬ما فعلته لي وما تفعله الى االن‪ ،‬ووصولنا لمرحلة‬ ‫النجاح كان بفضلها وحبها ودعاءها‪.‬‬ ‫األم واألب عنوان الوجود‪ ،‬الذي نراها اليوم في أزقة الطرق‪ ،‬لم تجد مأوى‬ ‫تحتمي به من حرارة الشمس وبرد الشتاء ‪ ،‬كبار بروح الصغر‪ ،‬قلبهم‬ ‫كاألطفال ال يمألها الحقد وال الطمع‪ ،‬ارتموا بسبب طمع اوالدهم في الدنيا‬ ‫وحب الذات في الطرق امام أنظار كل المارة‪ ،‬في ليالي ال يتحمل برودتها‬ ‫احد وهم لم يجدوا سوى بعض األغطية التي تصدق البعض بها عليهم‪،‬‬ ‫بالرغم من اننا نعيش في بلد يطوف على بحر من الذهب والخيرات‪ ،‬الت‬ ‫تشبع العالم اجمع‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫المجتمع العراقي تنامت به ظاهرة سلبية جدا‪ ،‬وهي تسابق األوالد في الحقد‬ ‫والكره على الوالدين ‪،‬دعنا نفرض إنكم يا اوالد فعلتم هذه االفعال بقصد او‬ ‫بغير قصد‪ ،‬اال تعلموا إنكم كما تدينون تداننون؟‪.‬‬ ‫ازي من شقى‬ ‫هل جزاء اال االحسان؟ هل تفخرون بهذه االفعال هل لنا ان نُ َج ِ‬ ‫العمر‪ ،‬ونرميه في الطرقات ما ذنبهم؟‪.‬‬ ‫قال تعالى‪(:‬ووصينا اإلنسان بوالديه حملته أمه وهنآ على وهن وفصاله في‬ ‫عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير) الذي ليس بعظمته احد أوصى‬ ‫بالوالدين فهما نعمة الوجود لكن بنو البشر لم يخضو ٌ‬ ‫ع لهذا الشي وفعلوا كل‬ ‫ما يغضب هللا‪.‬‬ ‫امرأة تنام في زاوية في شارع عام لم يبالي بحالها احد وال يرف لها احد كبيرة‬ ‫السن جدا ال تملك شيء لتلوذ به من شدة البرد ‪،‬رجل تدمع عينه ونحن قوم‬ ‫عرب ونبينا نبي االنسانية ال يقبل ان ينام احد من قومه وهو جائع لكن اليوم‬ ‫تنام الناس وخصوصا كبار السن في الطرقات وال يأكلون شيء أليام ‪،‬أين‬ ‫أنتم يا مسلمون يا غيارى من هكذا أمور ‪ ،‬ألن تجدوا حل لهم؟‪.‬‬ ‫األبناء ال يبالون لهم لكن أنتم يا حكومة الشعب انقذوا هؤالء ابنوا لهم دار‬ ‫كبيرة لتأويهم من مخاطر الحياة اجعلوا اعينكم على شعبكم‪ ،‬كفاكم سرقة‬ ‫أموال الناس أنقذوهم من الهالك‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫القدس خط أحمر‬ ‫الصحفي‬ ‫عبد الرسول جلوب سيد الكعبي‬

‫صى الَّ ِذي‬ ‫ُسب َْح َ‬ ‫ْج ِد ْال َح َر ِام إِلَى ْال َم ْس ِج ِد ْاألَ ْق َ‬ ‫ان الَّ ِذي أَس َْرى بِ َع ْب ِد ِه لَي ًْال ِّم َن ْال َمس ِ‬ ‫صي ُر( صدق هللا العظيم )‬ ‫بَا َر ْكنَا َح ْولَهُ لِنُ ِريَهُ ِم ْن آيَاتِنَا إِنَّهُ هُ َو ال َّس ِمي ُع ْالبَ ِ‬ ‫هذه األية تدل على قدسية القدس وطهارة أرضها ‪.‬‬ ‫وكانت القدس أول قبلة للمسلمين والعديد من االنبياء مرو بها من زمن أبراهيم‬ ‫علية السالم الى زمن عيسى علية السالم وكان يطلق عليها بيت ومعناها هذا‬ ‫االسم انها مدينة طاهرة ‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫كما أن تخليصها من االحتالل الصهيوني واجب على كل المسلمين في شتى‬ ‫نواحي االرض ‪ .‬والدول العربية ترفض كل مشروع اسرائيلي أمريكي ضد‬ ‫الدولة الفلسطينية ‪.‬‬ ‫أن القدس خط أحمر قدس العرب وليس لليهود نحارب من أجلها كي ال تدنسها‬ ‫أرضها الطاهرة أيادي اليهود عدوة الشعوب وأمريكا حليفتها عدوة االنسانية‬ ‫‪.‬‬ ‫سوف تنتفض االمة العربية بأجمعها نحاربهم بما نستطيع سوف نرفظ الظلم‬ ‫ضد فلسطين سوف تبقى القدس خط أحمر وال نسمح الى أمريكا وإسرائيل‬ ‫التحكم بهذه االرض المقدسة والقدس أهلها أحق بها‪.‬‬ ‫وال نريد نسمع من الدول العربية االستنكارات فقط بل نريد مقاطعة أمريكا‬ ‫ومحاربة اليهود بكل الوسائل االعالمية والعسكرية واالقتصادية ‪.‬‬ ‫وطرد السفارات األمريكية من كافة الدول العربية كي يعلم ترامب أن القدس‬ ‫خط أحمر وعدم تجاوز هذا الخط األحمر الذي يؤدي الى هالك أمريكا‬ ‫وإسرائيل وعلى الدول العربية التدخل بأسرع وقت ‪.‬‬ ‫كما تدخلت سنة ‪ 1948‬وقاتلوا العصابات اليهودية والدول العربية كانت حين‬ ‫ذاك مصر واالردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية‪ .‬واليوم يجب‬ ‫التصدي لهذة الهجمات اليهودية على القدس ‪.‬‬ ‫وعلى العربية أن تعتبر القدس عاصمة األمة العربية والدفاع عنها والتمسك‬ ‫بها وال يهمهم التصريحات األمريكية اليهودية‬ ‫علينا دفع الضرر عن هذه األرض المقدسة ومساندة فلسطين بكل ما لدينا ‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫أدب ساخر‬

‫عدد ‪46‬‬

‫عرب وين طنبورة وين‬ ‫احمد جارهللا ياسين‬

‫يقول املؤرخ عام ‪ :2090‬وبعد وعد ترامب املشؤوم انقسمت االمة العربية الى‬ ‫قسمين… قسم عرف ب ( عرب وين ) ويمثل االقلية ‪..‬والقسم االخر وهو االغلبية‬ ‫عرف ب ( عرب طنبورة ) وهو الذي كان يتظاهر ويستنكر ويندد ويحتج …‬ ‫اما قسم ( عرب وين ) فكان يؤمن بان افعال طنبورة ال تجدي نفعا ‪..‬وانما من يمتلك‬ ‫القدرة على التحكم باألموال والقوة والبترول هو الذي يمكن ان يرد على ترامب…‬ ‫والن (عرب طنبورة ) ال يتحكمون بذلك الثالوث… فانهم عادوا الى البيت… بعد‬ ‫املظاهرات تتقدمهم طنبورة ‪..‬‬

‫‪37‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫ارنب والجزر‬ ‫حسام الطحان‬

‫افضل دواء لإلنسان هو الطعام ‪ ،‬على ان يكون منتظما وصحيا ‪ ،‬وهما ما نفتقدهما‬ ‫في حياتنا ‪ ،‬فمواعيد الطعام لم تعد منتظمة كما كانت سابقا ‪ ،‬وهذا االضطراب‬ ‫يتبعه اضطراب في عمل‬ ‫اعضاء الجسم ‪.‬‬ ‫كما ان االطعمة الجاهزة غزت عاملنا من دون ان نعرف مصدر هذه االطعمة ومدى‬ ‫صالحيتها لالستهالك البشري ‪ ،‬وهو ما ادى الى تزايد بعض االمراض التي لم نكن نسمع‬ ‫عنها سابقا ‪.‬‬ ‫الورطة حين تقول الحدهم ان الطعام الفالني مفيد لصحتك ‪ ،‬فال يفارقه وال يتناول‬ ‫غيره ‪ ،‬واذكر ان احدهم قالوا له ان املوز ينفعك ‪ ،‬فلم يبق شيئا للقردة ‪ ،‬واخر‬ ‫نصحوه بتناول الجزر لتقوية بصره فتحول الى ارنب ‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫شعر‬

‫عدد ‪46‬‬

‫عيناك بدر‬ ‫رمزي حسن الناصر‬

‫هدبيك يغتسل‬ ‫يناك بدر على‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫قد زان أجمل ش ئ عندك الخجل‬

‫وإن أوسم من تهوى إليه بدا‬ ‫دعجاء اليتخطى حرفك الجزل‬

‫ماأوهمت أعين األنات جامحة‬ ‫مذ أسفرت بالنهى أوهامنا املقل‬

‫إن حرت أال تعي عشقا ملعتبر‬ ‫فأحذو من أي فيض ُيمنع الزلل‬

‫‪39‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫كأنما ماج سقياه فطوعه‬ ‫قلوبنا حين بانوا فهي تبتهل‬

‫وقد دوى الشوق في أضالعنا قدر‬ ‫ثغر غزاهن من وجناتها الحلل‬

‫يجني زمام اللقا ما في مآربها‬ ‫وينضح البوح في أطيافها الوجل‬

‫تكاد تحتضر األنفاس لو حضرت‬ ‫ُويفصح البدر من أحالمها الغزل‬

‫‪40‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫صاحب الجاللة‬ ‫د ريم احمد عثمان‬

‫ما جار عليه الدهر… ابدا…‬ ‫من كان جارك ‪..‬‬ ‫وانعم هللا عليه ‪..‬من كان داره‪..‬‬ ‫جوار دارك‬ ‫ٱو حتى من حضر مجلسك الكريم ‪..‬‬

‫جهرت عينيك بما فاض به قلبك‬

‫وكان يوما… ‪.‬من زوارك‪!!.. ..‬‬

‫وكشفت كل ٱسرارك… !!‬

‫ياصديقي ‪ ..‬ال تقدم للبعيد القريب‬

‫يا صاحب الجاللة ‪..‬‬

‫ٱعذارك‪..‬‬

‫ٱضحيت في املحافل عاريا…‬

‫هي مشيئة هللا…‬

‫رغم عظيم صمتك ‪..‬‬

‫ترسم بحكمة‪ ..‬وسكينة‬

‫وفاحت في حدائق حروفها… ‪..‬‬

‫اقداري ‪.....‬و ٱقدارك ‪!!..‬‬

‫عبق ٱزهارك… !!!‬

‫في ليالي نهب ٱنفسنا ‪..‬للعشق‬

‫تحت جليدك ‪..‬‬

‫ان صمتت كلماتك ‪..‬‬

‫‪41‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫بركان يغلي… يستعر بالشوق ‪..‬‬

‫ال تكابر ‪..‬‬

‫و ‪..‬منجنيق عشقها ‪..‬يدك‬

‫بعض الحب ‪..‬يا توٱم الروح‬

‫حصونك املنيعة ‪ ..‬و يهدم كل‬

‫رزق من هللا ‪..‬و خير زاد‬

‫اسوارك… !!‬

‫دعوة صادقة منها…في ٱسفارك‪!!..‬‬

‫ريح تزمجر… في صدرك‬

‫ٱلف شكر ملن احتلني‬

‫وصدى صوتها ‪..‬‬

‫ومن ثم اغتالني ‪..‬في زحوم مشاعر‬

‫يحفر الفرح ‪..‬في لياليك الحزينة‬

‫توغل مستبدة ‪..‬‬

‫شهد و خمر ‪..‬‬

‫في ٱشعاري… ‪.‬و ٱشعارك‪!! ....‬‬

‫في ٱقبالك… و ٱدبارك‪!! ..‬‬

‫‪42‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫الرجوع الى األمام‬ ‫اسامة البدري‬

‫وألنني أبوح التيه‬ ‫وألوك بالـ خذالن‬ ‫ما زلت أقف هناك‬ ‫على أعتاب الفقد‬ ‫لست بمفردي‬ ‫قبلتي الساخنة جدا‬ ‫معي‬ ‫جائع‬ ‫لكن أريكتنا ‪ ..‬خالية‬

‫‪43‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫مواجع‬ ‫عمر الصالح‬ ‫اتعثر‬ ‫في مواجعي‬ ‫هذا الزمن‬ ‫أطال بقسوته‬ ‫ما اكثر املخادعين‬ ‫الذين عزفوا على قلبي‬ ‫ما اقساهم‬ ‫انهم بشر!‬ ‫أكاد اذكرهم‬ ‫في ليل مظلم‬ ‫كسواد قلوبهم‬ ‫التي ارهقتني‬ ‫سأسير‬ ‫بوحدتي‬ ‫واعتكف عن الذين‬ ‫هجروا ضحكتي‬ ‫ورقصوا على بكائي‬

‫‪44‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫شغف األماكن‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫وتسألني األماكن‬ ‫أين ذهب عطر‬ ‫كان ها هنا ساكنا ؟‬ ‫يناغيني‬ ‫يداديني‬ ‫وفي أحضانه يرميني‬ ‫ومن ثم يعود‪ ....‬ويصحيني‬ ‫أين ذهب طيف‬ ‫كان هاهنا سارحا ؟‬

‫أن تعلق في أكف الجدران‬

‫يناغشني‬

‫في خطوات السنين‬

‫يجالسني‬

‫وفي كوز النرجس‬

‫وفي أوصاله يعانقني‬

‫في أيار وفي تشرين‬

‫ثم يعود ‪...‬و يفارقني‬

‫وكيف أصبح لليالي‬

‫ويسألني الحنين‬

‫فم بالقصيد يصدح ؟‬

‫منذ متى‬

‫وفكر بالحبيب يسرح ؟‬

‫وعيون املكان مغرمان ؟!‬

‫ونسائم تضفر سنا القمر‬

‫كيف لرائحة الوجدان ؟‬

‫‪45‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫وعلى نظرات النجوم تتأرجح‬

‫ماذا أجيب الوسادة‬

‫كنت أظن‬

‫حين تسألني أين هو الخليل ؟‬

‫أن العشق مولد حياة‬

‫وكيف أمأل محضر السادة‬

‫وأن املوقد يجمر باللذات‬

‫برجل في زمان فيه الرجال قليل‬

‫وأن ذكراك لن تصبح خبر َّي اآلتي‬

‫يا خيالي ال تسأل الهوى‬

‫لكن عمري انطوى‬

‫سبب الدموع في عيون ُسهيل‬

‫لحظة أعلنت البديل‬

‫كان النديم منذ الوالدة‬

‫حتى املكان اكتوى‬

‫واألن بوصلتي بال دليل‬

‫حين أصبح عناقك مستحيال‬

‫إسال‪....‬‬

‫كيف أخبر النجوى ؟‬

‫شغف أقداح الندى‬

‫أالتغدق همسك في أذني سلسبيال‬

‫كيف تنضح العبرات‬

‫ويلي والعمر الذي أرى‬

‫في ذات صهيل‬

‫يقف على اطالل ماض جميل‬

‫وما ذا عن الفجر لحظة الوالدة ؟‬

‫يندب الحظ وعنه يتغاض ى‬

‫وكيف يعود نوره دونك ذليال ؟‬

‫ويقول إلى الصحو‬

‫أصقاع املساء ذات ضمة‬

‫كيف أفقأ عيون الرحيل‬

‫جهشت بالجليد والرثاء عويال‬

‫أعجز وال أملك اإلرادة‬

‫كيف أخرس استفهام النبضة ؟‬

‫ألخلع أثوابك عن روح الليل‬

‫وأكبح جماح ثورة الرحيل‬

‫وأغلق محفظة القيادة‬

‫تلك الصورة‬

‫على درب ما كان إليك طويل‬

‫كيف أغمضها‬

‫‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫أراها وأنا مظلله بالوجود‬

‫بعدك أكثر يترجاني‬

‫وأنا أعبق بأنفاس القيود‬

‫ما عاد بمقدوري أن أقمع أشجاني‬

‫وذاك الدثار‬

‫أن أنهر كياني‬

‫ال ينفك يبتسم ملالمحي‬

‫أن أجلد بالصمت سكوني‬

‫فأعلقها معه‬

‫قد عاث السهاد في كوني‬

‫وأتابع منزوعة من أزرار األنا‬

‫وماذا عني ؟‬

‫وماذا عن ذكراك ؟‬ ‫التي تهاجمني كالتتار‬

‫كل ما ذكرته بعض من ‪ -‬أنت‪ -‬في‬ ‫وطني‬

‫ما أنا مغول‬

‫ارحم ما أندى حرفي ومللمني‬

‫وقد تملكني من الوفاء قنطارا‬

‫شريان املكان‬

‫أبعد عني ذائقة الشوق‬

‫ونبض الزمان‬

‫لعاب قصيدي يسيل من فم الثوان‬

‫تتسول على‬

‫أن إرحل‬

‫قارعة النسيان‬

‫وال تدع مكاني‬

‫ويخيب بالنسيان ظني‬

‫‪47‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫ودعته ومضيت‬ ‫ملياء العلوي‬ ‫ودعته ومضيت‬ ‫حركت شعري‬ ‫فتطايرت مواويلي‬ ‫ردد الصدى صوت احالمي‬ ‫إنارة قناديلي‬ ‫ارتد هبوب منديلي‬ ‫ودعته ومضيت‬ ‫التهمت الزمان في جوف الحكاية‬ ‫كي تموت الذكريات داخل رمس ي عقيمة‬ ‫ودعته ومضيت‬ ‫طلقت أجراس الرواية‬ ‫وال تزال‬ ‫تالزم ظل قريني‬ ‫احجيات‪.......‬‬ ‫متيمة عناقيد وليده‬ ‫تتأرجح من محياي تليده‬ ‫ينتشيني بدالل‬

‫‪48‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫مخاض االيام‬ ‫ثم‪......‬‬ ‫ودعته ومضيت‬ ‫تواريت في فيه مكلوم‬ ‫يعزف االه لحن جنون‬ ‫ترقرقت ادمعي فاض كأس انيني‬ ‫قدمت له كل قرابيني‬ ‫ودعته ومضيت‬ ‫وهوى الحنين ليضرم نار قنديلي‬ ‫تسابقني أنفاسه اتراجع‬ ‫ويضيع في الصحراء دليلي‬ ‫لن أعود‬ ‫سأترك آثار أناملي‬ ‫اناملي ترسم بقايا أحرف وداع فوق جسده الشارد خلفي‬ ‫يقتفي سنيني‬ ‫كان ذكرى‪....‬‬ ‫فقبرت‬ ‫وتأملت البدايه خطوه ترسم النهاية‬ ‫وتأملت‪.........‬‬ ‫ودعته ومضيت‬

‫‪49‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عالم املرأه‬

‫عدد ‪46‬‬

‫زهرة حممد‬ ‫لم تعد كما عرفتك‬ ‫ذلك الرجل الذي أحببت‬ ‫وبقى السؤال‬ ‫لم هذا التغير هل انت غاضب ولم‬ ‫الغضب وانت الرجل الذي طاملا أحببت‬ ‫وانت كل مرة يكون لك حال واي حال‬ ‫ذلك الحال الذي يجعلني بمزاج س يء‬ ‫لكن رغم كل ش يء الزلت احبك‬

‫‪50‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫أزياء‬

‫‪51‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫ناصر إبراهيم‬

‫‪52‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫لوحة وفنان‬

‫انعام العبيدي‬ ‫طالبه قسم علوم الحاسبات‬ ‫رسامه مبتدأه‪ .‬هوايتي هيه الرسم من اني وصغيره لكن بديت بالرسم من‬ ‫نهاية سنة‪ 2015‬وبديت الرسم دون دروس تقويه او استاذ يعلمني‪ .‬يعني‬ ‫بديتها بمفردي بمساعده من تشجيع االهل وصديقاتي والمعارف القريبين‬ ‫ويعرفون بموهبتي اكيد هم شجعوني‪ .‬شاركت بمعرض للرسوم وكانت اول‬ ‫مشاركه الي وحصلت على شهاده تقديريه‬ ‫ومشاركتي الثانية كانت بمهرجان وحصلت على درع تقديراً لموهبتي‬ ‫ومشاركتي بالموهبة في ذلك المهرجان‪ .‬وان شاء اللي الي مشاركات قادمه‬ ‫في مهرجانات قادمه مستقبالً‬

‫‪53‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫كلمات وخواطر‬

‫‪54‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫أقالم شابه‬

‫عدد ‪46‬‬

‫تساؤالت مختلة جدا‬ ‫احمد الصباغ‬ ‫عاشقة تبحث عن‪...‬‬ ‫أنت تسير خلفك‬ ‫السراب بعيد‪ ..‬بعيد‬ ‫دخان‪...‬‬ ‫رماد ال يندحر‬ ‫أصابع‪ ..‬أقدام ‪..‬رؤوس متطايرة‬

‫نعم سمعتك تقول ‪ :‬من يبحث عنا‬

‫‪..‬لعاب املوت ما زال‪...‬‬

‫‪..‬نحن نبحث عن من و من يبحث عنا‬

‫ملاذا‪...‬‬

‫و نحن نبحث عن من و الحياة‬

‫كيف ‪...‬‬

‫تحتضر‬

‫متى‪...‬‬

‫و من لم يأتي‬

‫هم و نحن‬

‫و لن يأتي‬

‫ال ال نحن و هم‬

‫ملاذا لم و لن يأتي ؟‬

‫بل هم و نحن نبحث عن من‬

‫انا ال اعلم‬

‫ماذا قلت يا صديقي ‪..‬‬

‫هي ال تعلم‬ ‫‪..‬انتم تعلمون ؟‬ ‫إخبروني إذن‪.....‬‬

‫‪55‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫قصيدة توادعنه‬ ‫احمد صالح الحمداني‬ ‫صار التخرج والسنه نتفارك‬

‫شادهلي بال وتعباهه ضنوني‬

‫وتطشر الدمعات بين عيوني‬

‫باب القسم يشهد عله شكد ضحكات‬

‫يل جانت صوركم ضوه وترس الروح‬

‫ولون النوارس مايميز لوني‬

‫حل الظالم وبعد ماشفتوني‬

‫وذيج االيام الحلوه تتعوض بيش‬

‫خلصت يعزاز الكلب ها تمشون‬

‫وتبقه الصور تمثال لو زرتوني‬

‫تطشر اللمه وصدك تجفوني‬

‫بيكم مواقف كلفه وتشيل الراس‬

‫مو باجر الحيطان تتفكد ناس‬

‫لو حجه الشامت جنتو ماتنطوني‬

‫وتكول يا وحشتكم تعوفوني‬

‫وخلصت قصه من العمر بين اعزاز‬

‫تاخذني صفنه تردني صفنة خالن‬

‫هذا التخرج مارحم عذروني‬

‫عن ملة الصحبان لو سئلوني‬ ‫اي واملسامر والحجي وي الصحبان‬

‫‪56‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫اشتاقها‬ ‫_____‬ ‫عماد المياحي‬ ‫اشتاقها والليل يعزف شوقها‬

‫واحبها صوت يرن بمسمعي‬

‫وارى بأنوار النجوم مداها‬

‫ويردد القلب الشغوف صداها‬

‫وغدت تردد شوقها ضرباته‬

‫كلماتها وحي يثير صبابتي‬

‫قلبي فيعزف قربها ولقاها‬

‫ياليتني حرف بنطق شفاها‬

‫اشتاقها لحن بريشة عازف‬

‫هي طفلة مهما تزيد سنينها‬

‫تاهت اذا هب الغرام هواها‬

‫تزداد صغرا ترتقي بشقاها‬

‫ومناي ان تلقى دروبي دربها‬

‫مجنونتي والحق اني عاشق‬

‫ماتهت في درب الهوى بسواها‬

‫ذاك الجنون وطيشها وصباها‬

‫فالكف مغلول إلى عنقي وال‬

‫مالي اذا فارقت يوما ضلها‬

‫يشفي غليلي غير مسك يداها‬

‫نار اصير وكالسعير لضاها‬

‫‪57‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫وهم االله‬ ‫ساره فارس‬

‫على قدر علمي البسط اال اني ارى اخذ كتاب وهم اإلله هو أحد كتب عالم األحياء‬ ‫البريطاني ريتشارد دوكنز شهرة بال مبرر فرغم من انه مليئ باملعلومات القيمة اال انه‬ ‫حاول يثبت ان امللحدين افضل من املؤمنين الكتاب هو عن فلسفة الدين‪ ،‬يشرح‬ ‫دوكنز‬ ‫فيه املغالطات املنطقية في‬

‫‪58‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫املعتقدات الدينية ويستنتج أن احتمال وجود هللا هو احتمال ضئيل جدا وأن اإليمان‬ ‫بوجود إله شخص ي هو مجرد وهم‪ .‬ويتفق دوكنز في كتابه مع مقولة روبرت بيرسيغ أنه‬ ‫"عندما يعاني شخص من وهم يسمى ذلك جنونا‪ ،‬وعندما يعاني مجموعة أشخاص‬ ‫من وهم يسمى ذلك دينا"‬ ‫في مقابل التعصب واألصولية الدينية لدى بعض املؤمنين الذين يستبيحون كل‬ ‫يهد غيرهم‬ ‫مخالف لهم تبعا ملقالة ابن سينا‪( :‬لقد ابتلينا بقوم يظنون أن هللا لم ِّ‬ ‫هناك أصولية ثقافية وانغالقية علموية لدى بعض امللحلدين الذين أغراهم‬ ‫انسجام ميولهم النفسانية مع الخطاب السياس ي العالمي السائد‪ ،‬الذي بات جذال‬ ‫بانتصاره على الالهوت والدين‪ ،‬ليتحول إلى آليات قمعية للمخالفين‪ .‬فكأن ليس هناك‬ ‫غيرهم قرأ وتعلم الطب وكتب الفيزياء‪،‬‬ ‫وبالتالي كأن الذكاء حكر عليهم‪ .‬وهو أمر ينتهي إلى مشكلة مكررة تتمثل بالسقوط في‬ ‫فخ التأويل األرسطي‬ ‫ان منكر االشياء تاما كاملؤمن بها كالهما يعتبران في نظر العلم من اولي التعصب‬ ‫والتحيز في الراي‬ ‫وقد يحلو لبعض املتعلمين ان يتباهوا بانهم ينكرون االله كانهم يعدون هذا االنكار‬ ‫من دالئل التحرر‬ ‫الفكري والواقع ان املنكر كاملؤمن قد حفظ شيئا وغابت عنه اشياء‬ ‫قال بعض العلماء الريفي تاتي له الكهرباء وال يعرف كيف اتت ومن اين مصدرها‬ ‫والعالم دوكنيز يريد ان نعيش بالكون وال نعرف كيف انوجد ومن صنعه بقوله اال‬ ‫يكفي النظر لروعه الحديقه وجمالها ملاذا علينا االعتقاد بان هناك جنينات تحتها‬ ‫الكتاب املراد منه لفت االنتباه بان االلحاد تطلع واقعي وشجاع ورائع وااللحاد ليس‬ ‫بالش ي الذي يدعوا للخجل بل على االعكس هو شيئا يدعوا للفخر والشموخ باالفق‬ ‫البعيد طاملا كان االلحاد مصحوبا باستقالليه فكريه صحيه للعقل واالبداع‬

‫‪59‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫وان املؤمنين ضحية تلقين اباؤهم‬ ‫يقع الكتاب في عشرة فصول‪ ،‬يناقش دوكنز في الفصول األولى احتمال وجود هللا‪،‬‬ ‫وتتناول بقية الفصول العالقة بين الدين واألخالق‪ .‬استنادا إلى دوكنز‪ ،‬الرسائل التي‬ ‫يبعثها الكتاب يمكن تلخيصها في أربعة نقاط‪:‬‬ ‫‪-1‬أن امللحدين يمكن أن يكونوا سعداء‪ ،‬متزنين‪ ،‬ذوي أخالق‪ ،‬وراضين فكريا‪.‬‬ ‫‪-2‬االنتقاء الطبيعي والنظريات العلمية املشابهة تتفوق على "فرضية اإلله" في تفسير‬ ‫وجود الكائنات الحية والكون‪.‬‬ ‫‪-3‬ال يجب أن يتسمى األطفال بديانة آبائهم كأن يقال "طفل مسيحي" أو "طفل مسلم"‪.‬‬ ‫‪-4‬امللحدون يجب أن يكونوا فخورين‪ ،‬ألن اإللحاد دليل على عقل صحي ومستقل‬ ‫وناقش الكاتب دوكنيز بعض أدلة توماس األكوينى مناقشة سطحية استخدم فيها‬ ‫السخرية أكثر مما استخدم النقد السليم فمثال نجد السخرية من حكاية الصانع أى‬ ‫املصمم فى حالة اإلله ومع هذا يصدق الرجل وكل املالحدة بوجود مخترع‬ ‫أى صانع لكل آلة وهو تناقض فى املنهج العلمى فإما إثبات صانع لكل ش ىء وإنما نفى‬ ‫كل الصناع فاإلنسان عندهم بال صانع والساعة لها صانع ألن صانع الساعة وهو‬ ‫إنسان كان محسوسا مرئيا بينما صانع اإلنسان ليس موجودا لكونه غير مرئى وغير‬ ‫محسوس‬ ‫اقتباس من الكتاب يمالء الدين فجوه مهمة في حياتك غالبا ما يقال بان هناك فجوه‬ ‫في الدماغ يجب مالءها باالله هناك حاجه نفسيه لالله صديق متخيل اب اخ اكبر‬ ‫اب االعتراف شخص محل ثقة وهذه الحاجه يجب اشباعها سوا كان هللا موجودا ام‬ ‫ال‬ ‫لكن هل من املمكن ان يكون من االفضل علم ربما صداقه انسانيه حب الحياة في‬ ‫العالم الحقيقي بدون الحاجه لاليمان بحياة اخرى خلف القبر حب الطبيعه او ما‬ ‫سماه عالم الحشرات العظيم‬

‫‪60‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫عزيزي القدر‬ ‫بسمة رباح‬

‫شكرا على ردك في طيات األيام‪ ،‬صدقت ستتصالح مع نفسها وإن لم تنساه‪ ،‬سيتحول‬ ‫إلى مجرد انسان‪ ،‬سيتحول إلى ثرى بعدما كان الثرية‪ ،‬ستشكرك على استضافتها في‬ ‫ذلك العالم مجهول اللون‪ ،‬ومقابلة ذلك املثالي خياليا‪ ،‬عالم برغم اتساعه شعوريا‪،‬‬ ‫كانت بدايته في نهايته على عتبة باب‪ ،‬ستدرك أن الحب سواء كان بالطول نظرة‬ ‫فابتسامة فسالم فكالم فموعد فقرار‪ ،‬أو مارس القفز الطويل مكتفية بقرار‪ ،‬فتلك‬ ‫النتيجة محسومة من البداية‪ ،‬ستريح نفسها من "لو"‪ .‬سيخيب ظنها بتلك املسرحية‬ ‫الشكسبيرية املنسوجة وسيمفونية بتهوفنية ورقصة بجعية‪ ،‬وتأنس بمجرد ظالم‬ ‫ودموع‪ ،‬كله بهدف أن تكون أكثر واقعية ونضجا‪ ،‬بهدف أن تبتسم على سخفها وهي‬ ‫تستمع إلى دقات قلب رجل تستحقه ويستحقها بملكية تامة يدعى "زوجها" وبالضبط‬ ‫حين يلمع ذلك الخيال في مجرة ذكرياتها أو يسبح في محيط شعورها‪ ،‬لتكتشف أن‬ ‫مالمحه قد لفها النسيان‪ ،‬بفعل تزاحم الذكريات‪.‬‬ ‫فال تقفلي باب قلبك على فرصة تدعى "الزوج املناسب" بحجة مازال للحبيب األولي‪،‬‬ ‫وافقي قابلي تزوجي عاشري أنجبي منه وله‪ ،‬والحب سيكون تحصيل حاصل‪ .‬املحبة‬ ‫دائما بسمة‬

‫‪61‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫واحة أجراس‬ ‫النرجس‬

‫‪62‬‬

‫عدد ‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫أهدي ِ‬ ‫لك ق لبي‬ ‫قصيدة الشاعر رمزي عقراوي‬ ‫ليس له َمثيل‬ ‫حتى ال َيت َّ‬ ‫حمله‬

‫منذ أن أحببتك‬ ‫كان كل َه ّمي رضاك‬

‫َ‬ ‫صبر املح ّب‬

‫وما يحمله لك قلبي‬ ‫َ‬ ‫إن تزيدي‬

‫إن عاتبتك‬

‫من جرعات ح ّبك‬

‫َ‬ ‫فليس من َملل‬

‫أكثر فأكثر‬

‫ولكن َ‬ ‫َّ‬ ‫أروع الح ّب‬ ‫َ‬ ‫أمتز َج َ‬ ‫بالعتب‬ ‫ما‬

‫فأهال َ‬ ‫وسهال بك‬ ‫ّ‬ ‫وإال حسبك‬

‫هللا‬ ‫َ‬ ‫يا عاشقتي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قد وافقت طبعي‬ ‫َن َّ َ ّ‬ ‫بقية الناس‬ ‫دو‬ ‫َ‬ ‫وجانست ل ّبي‬

‫ما لقيت منك َ‬ ‫وحسبي !‬ ‫َ َ َ‬ ‫حسبين‬ ‫قد ت‬ ‫يا حبيبتي ظلما‬ ‫غلوي في ح ّبك‬ ‫َ‬ ‫وإخالص ي ذنبي !‬ ‫َ‬ ‫فآعلمي‬

‫الى َهواك‬

‫ما أكابده‬

‫الى كالمك‬

‫في سبيل ح ّبك العظيم‬ ‫َ‬ ‫ذلك يعلم َرّبي !!‬

‫الذي ال ي َمل‬

‫وأ َراني َمشدودا‬

‫من الحديث َ‬ ‫العذب !‬

‫حبيبتي‬ ‫أحبك ح ًّبا جنونيا‬

‫‪63‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫قه ر االنتظ ار‬ ‫عبـــداللـــه أيت أحمـــــد‪/‬المغــــرب‬ ‫علــى رصيـــف الحيـــاة‪ ..‬قهـــره االنتظــار‬ ‫يناديهـــا قلبـــا‪ ..‬تصـــدُّه ظَهــــرا ودهــــــرا‬ ‫تيتّمت مشاعـره ‪ ..‬تاهـت في شعـاب العمـر‬ ‫هي وردة متفتِّحة‪ ..‬تُعطــِّر ال ّزمن والمكـــان‬ ‫بأريجهــــا‪ ..‬تنثــر المســك في الفضـــــــاء‬ ‫كلَّمـا لُ ِمســت أغصانهــا‪ ..‬ينحنــي جذعهـــــا‬ ‫لحاؤهــا وأوراقهــا‪ ..‬تتــو ّرد خبثـا ومكـــرا‬ ‫تغـــور جذورهـــا‪ ..‬فـي أتربـــة األرخبيــــل‬ ‫وتحمــر وجنتاهــا‪ ..‬على فوهــة البركـــــان‬ ‫ُّ‬ ‫في يبـاس القلب المنيـع‪ ..‬تـدور ّ‬ ‫الذكريـات‬ ‫في األفـق تظهـر وتختفي ألـوان عجيبــة‬ ‫ســــــواد‬ ‫ويطغــــى عليهـــــا الدُّخـــــان وال ّ‬ ‫على هامــــش الوقــت‪ ..‬يـــزول الغمـــوض‬ ‫ويلــــوح جليّــا‪ ..‬ذاك الخيــــط العجيـــب‬ ‫تنهـــار الثّمــار‪ ..‬وتـذوب في كأس النّبيــــذ‬ ‫يثمـــل الشّيطــان‪ ..‬ويرقـص رقصـة الورود‬ ‫ويقصــف أزهــارا أينعـــت عنــد الغـــروب‬ ‫عجبت ألمــرها‪ ..‬كيـف ترتـدي ذاك القنــاع‬ ‫فمــ ّرة ُرطبــا جنيّــا‪ ..‬ومــ ّرة س ّمــا زعافـــا‬ ‫يــــا ذاك المـــزارع‪ ..‬فــي أرض الخــــــــالء‬ ‫ستدور عليك ال ّرقطــاء‪ ..‬في خـ ِّم الدّجـــاج‬ ‫وتعصــر منــك لحمـــا‪ ..‬طعامــا للحـرابيـش‬

‫‪64‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫متعبة سنيني‬ ‫سعد الزريجاوي‬ ‫العراق ‪ -‬بغداد‬

‫فرحيلك سيدتي جعلني‬

‫على جسد سامره‬ ‫وجدي‬

‫رغم كل البعد‬ ‫أحتضر ‪. .‬‬

‫وحنيني ‪. .‬‬

‫وإستفاقت أوجاعي‬

‫وإشتعل وجع السنين‬

‫حتى صار ليلي ثقيال‬

‫بخافقي ‪..‬‬

‫بال قمر ‪. .‬‬

‫ثم إنكفأ غافيا‬

‫وسكنت آالم الموج‬

‫عسى يهديء ظمأ‬

‫على الصخر ‪. .‬‬

‫قلبا‬

‫و ألهبت قلبا مذ أفاق‬

‫أتعبني‬

‫بحر الجمر ‪..‬‬

‫ويعيد له الحياة‬

‫ومن بين سحب‬ ‫اإلشتياق‬

‫من بعد طول سبات ‪.‬‬

‫طل أنيني ‪. .‬‬ ‫‪65‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫مسك اخلتام‬

‫عدد ‪46‬‬

‫زمن العجز العربي‬

‫امراء االمة اراذلها‬ ‫قاسم الغراوي‬

‫الشعب بحاكمه واالسرة بربها والوحدة العسكرية بآمرها‪ ،‬فاذا صلح الراعي‬ ‫صلحت الرعية‪.‬‬ ‫كم هو هزليا هذا الواقع العربي الذي تحول معه النظام الرسمي الى القاع‬ ‫واصبح حال العرب يثير الشفقة بين شعوب العالم‪ ..‬هذا الواقع العربي ليس‬ ‫بابتالء الهي بقدر ماهو ابتالء من العرب انفسهم والنفسهم عندما ارتضوا ان‬ ‫يكون موقعهم في اخر الصفوف (ذيول) لهذا العصر الذين يعيشون احداثه‬ ‫واليستطيعون صنعه او التاثير فيه نظرا النهم مسيرون وفق مشيئة التبعية‬ ‫فاصبح وجودهم كعدمه ال لون وال طعم وال رائحة‪ ،‬فكل الشعوب تمتلك‬

‫‪66‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫االرادة وتصنع قدرها بمشيئتها اال الشعوب العربية تظل قانعة بالقاع الذي‬ ‫ارتضاه لها الحكام ‪ ،‬نعم هذا هو الحال العربي عجز واحباط ومرارة خلف‬ ‫االسوار التي صنعتها االرادة االستعمارية وظلت قائمة وستظل حتى قيام‬ ‫الساعة‪.‬‬ ‫فالعرب اليعني لهم ان يتحول العالم الى تكتالت واتحادات قوية شيئآ‪ ،‬النهم‬ ‫وبكل بساطة جبلوا على حياة الكهوف فباتوا يهابون صعود الجبال والتطلع‬ ‫نحو الشمس التي الريب في انها ستكشف واقعهم الرث وستظهرهم عراة امام‬ ‫الحقيقة‪ .‬ان كل الفواتير الباهضة التي تدفعها الشعوب العربية يقف وراءها‬ ‫عجز النظام الرسمي العربي عن تحمل مسؤولياته وان الحال المتردي العربي‬ ‫الذي نعيش على وقع تفاصيله المذلة هو نتيجة طبيعية للضعف وهو ان االمة‬ ‫التي فقدت االرادة في التغيير والتحرر من االرث البالي الذي اليصلح مطلقآ‬ ‫لهذا العصر الجديد‪ ،‬فالنهوض من تحت ركام الماضي يصبح ضرورة ملحة‬ ‫من اجل صون الوجود المهدد بالتالشي واالندثار بسبب قيام التكتالت‬ ‫والفضاءات االقليمية الكبرى‪ ،‬فهل يعي العرب واقعهم ويعون حقيقة االخطار‬ ‫المحدقة بهم ومن تحديات تحيط بهم اولها احتالل فلسطين والفوضى العارمة‬ ‫في دولهم والحروب والقتل والدمار والنزوح والموت ولن يكون اخرها القدس‬ ‫عاصمة للكيان الصهيوني‪ ،‬فليكنسوا االقليمية والقطرية ويكنسوا منها النظام‬ ‫الرسمي العاجز وتبعية االنظمة الحاكمة للغرب الذي بات يشكل اكبر عائق‬ ‫امام انطالقة الشعوب العربية نحو اللحاق بركب التطور الحضاري الكبير‬ ‫واثبات وجودها على الخارطة كامة لها ثقل واثر وتاثير في المنظومة الدولية‬ ‫ال امة مستهلكة نائمة تشتر احالم الماضي وتفاخر باجدادها‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬


‫عدد ‪46‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪46‬‬

‫البريد االلكتروني ‪tzozo000@gmail.com‬‬ ‫ألرسال النصوص‪68‬‬ ‫موقع الويب للمجلة ‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.