حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح ،ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ ين س��ور ّي جامع، يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية العدد - 23 -السنة األوىل
/21كانونالثاني2015 /
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
دب ّي وموسكو والقاهرة ،سورية إىل أين؟
البحث عن أسس للحوار ،هدف النظام «هدى» السور ّي وحيداً يف وجه الريح
الثورة... يأكلها أبناؤها أوّ ل مايفعله االستبداد في المجتمعات التي يحكمها هو منع قيام المجتمع السياسيّ ،أي أ ّنه يمنع إرساء أسس تطوّ ر هذا المجتمع وامتالكه ألدوات التطوّ ر والمعاصرة ،واالستبداد السياسيّ ال يطال الحقل السياسيّ فقط ،كما هو معروف بل يشمل ك ّل أوجه المجتمع األخرى ،الدينيّة واالقتصاديّة والثقافيّة واألخالقيّة ،فتصبح كلّها امتداداً لهذا االستبداد وأوجه أخرى له ،وبالتالي فإ ّنه يوقف تطوّ ر ك ّل البُنى والصيغ لهذا المجتمع، فيمنع اإلصالح الدينيّ والثقافيّ واالقتصاديّ واألخالقيّ ،مبقيا ً المجتمع المس َت َب َّد به أسير لحظة مشلولة محكومة بالقوّ ة ،يريد المستب ُّد لها أن تطول إلى األبد. ّ تشظي ي��ؤ ّدي انفالت هذه القوّ ة إلى انفجار -وربّما المجتمع المقموع ،وغالبا ً ماتغيب القدرة على ضبط هذاّ والتشظي طرداً مع ش ّدة االنفالت ،ويتناسب حجم االنفجار االستبداد وعمره ،فكلّما كانت قوّ ة هذا االستبداد عاتية وعمره ّ التشظي كبيراً. طويل ،كلّما كان حجم إذا كانت الثورة السوريّة في أه ّم تكثيف لها هي انفالت المجتمع السوريّ من سيطرة القوّ ة القامعة له ..أي انفجاره بوجه االستبداد الطويل والشديد الذي رزح تحته ،فإنّ أه ّم عيوب هذه الثورة هو عدم امتالك سياسيّيها ومث ّقفيها للرؤى التي تشتغل على فهم هذا االنفجار وعلى ضبطه وتوجيهه لتحقيق غايات ومصالح هذا المجتمع ،هذه المصالح التي ال تح ّددها اإليديولوجيّات وال المصالح الضيّقة لألحزاب واألشخاص ،بل تح ّددها الحاجة الموضوعيّة للمجتمع ..والتي أرى أ ّنها ّ تتكثف باالنتقال إلى الصيغة التي لم تعرفها سورية سابقا ً وهي األه ّم واألش ّد ملحاحيّة ،وأعني االنتقال من صيغة
تحقيقات العدد وهذا العام بال كتب يف ماردين من حتت ال ّدلف لتحت املزراب متلّح الرتبة خطر يه ّدد دير الزور عام دمو ّي يف درعا وريفها -نصف الكوب اململوءة علقم
ر ّد وتوضيح
السورّيون وفوضى االنتماء
ص6 ص6 ص7 ص7 ص7
ص8
اإللكتروني ردّ وتوضيح وردنا عبر البريد ّ التنفيذي لتج ّمع المحامين من «المجلس ّ يخص تحقيقا ً ُنشر السور ّيين األحرار» فيما ّ اجمللس التنفيذ ّي لتجمّع لدينا بتاريخ احملامني السوريّني األحرار 7كانون الثاني 2014
اللجوء إلى الحشيش، هروب أم تحفيز؟
ص9
انتشر في اآلونة األخيرة تعاطي الحشيش خاصة وفي المناطق الخاضعة لسيطرة بشكل كبير بين فئة الشباب ّ ّ الحر أو تنظيم «داعش» أو غيرها من الكتائب المسلحة، الجيش ّ إضافة إلى اإلقبال عليه بين السور ّيين خارج حدود سورية ،سواء في تركيا أو لبنان أو األردنّ أو العراق أو في الدول األورب ّية التي استقبلت السور ّيين كالجئين على أراضيها. ريم احلاج
المرأة والفردوس قراءة في لوحات إسماعيل نصرة
ص 11
التشكيلي إسماعيل نصرة الف ّنان ّ سلم ّية -حماة عام من مواليد مدينة َ تخرج من ك ّل ّية الفنون الجميلة ّ ،1965 عام 1987قسم التصوير ،له العديد من المعارض الفرد ّية ،وحائز على العديد من الجوائز.
سهف عبد الرمحن
االستبداد إلى صيغة الدولة الحديثة التي تؤمّن استقرار هذا المجتمع وتطوّ ره.
ص2
ينقض دون أن يترك �رض عام 2014أن ِ لم ي� َ ضجة إعالم ّية في أواخر أ ّيامه يتناقلونها للسور ّيين ّ االجتماعي ،كانت تلك في القنوات ومواقع التواصل ّ صحفي لشخص ّية معارضة في الضجة حول مؤتمر ّ ّ اإلعالمي على القنوات الفضائ ّية الخارج لها حضورها ّ منذ بداية الثورةُ ،عقد المؤتمر في بيروت «عرين الرحال فيه عن تخ ّليه... األسد» تحدّ ث ّ
السّيد رئيس الحكومة السورّية المؤ ّقتة
إنّ المأزق الذي وصلت إليه الثورة السوريّة ليس مر ّده إلى عنف النظام فحسب ،وال إلى تسلّح الثورة كما يسفسط متب ّنو ّ التدخل الخارجيّ فقط ،بل هو اجتماع ك ّل فكرة السلميّة وليس ما ُذكر سابقاً ،مضافا ً له غياب الرؤى والبرامج والقوّ ة التي
رعد أطلي
تعرف كيف تقود المجتمع -الذي عانى من االستبداد لعقود طويلة ،استبداد من قبل نظام هو من أش ّد أنظمة العالم عسفا ً و ظلما ً -في لحظة انفالت القوّ ة القامعة له ،وبالتالي فإنّ ما يُخرج الثورة السوريّة من مأزقها هو إعادة وعي أطراف هذه الثورة ألسبابها الحقيقيّة وألهدافها الحقيقيّة ...أسبابها التي تنطلق من فهم الواقع جيّداً ،وأهدافها التي تستجيب لحاجات
ص3
�وري سيدخل قلوب السور ّيين ،إنْ أي زعيم س� ّ إنّ ّ أمامهم وأخلص لهم وخدمهم بما يرضي هللا شرط ألاّ ألي سبب من األسباب ،وأن يعمل ليل نهار بينهم ّ أجل البالد وقضاء حاجات العباد ،وأن يضحي من أجل واالستقرار ،وأن يضرب بيد من حديد على أي��دي كل ّ والعابثين والقتلى والمجرمين .إنّ كل ّ إنسان يخطئ، أجمل من يتو ّلى المسؤول ّية ويعترف بخطئه ويتع ّلم من ومختصين عقالء ،فال خاب من استشار.. ويستشير خبراء ّ
نحو بناء جسور بين القوى السياسَية في سورية
تو ا ضع ي���ف���رق م���������ن األم��������ن ا لفا سد ين ول��ك��ن ما ت��ج��ارب��ه حممّد احلاج بكري
ص 5- 4
هل االصطفافات بين القوى السياس ّية والمدن ّية السور ّية هو لصالح الشعب السوري ولصالح سور ّية الجديدة التي نسعى إليها؟ ولماذا ال تقام جسور تواصل ّ السوري ،وما هي العوائق حيال ذلك؟ بين كل ّ هذه التشكيالت العاملة بالشأن ّ توجهت «ك ّلنا سور ّيون» بهذا السؤال إلى مجموعة من حول هذا الموضوع ّ العاملين في الشأن العا ّم في سور ّية ،محاولة منها في رسم صورة ّأول ّية حول هذه القض ّية. ومتنوعة حاولنا أن تكون مروحة األصدقاء الذين ت ّم توجيه السؤال إليهم متعدّدة ّ وال تستثني أحداً ،بعض هذه اإلجابات ـ والتي ُتنشر كما هي ـ جاءت طويلة جدّ اً، المحرر من عدد للكلمات في الردّ ،هيئة التحرير قرره ّ والبعض اآلخر التزم بما ّ وأله ّم ّية الموضوع ،ورغبة منها بخلق حوار مفتوح حوله ستنشر كل ّ المواد التي وصلتها ،رغم طولها ،محترمة آراء الجميع ،وتعلن أ ّنها مستعدّ ة لنشر كل ّ ما يصلها حول هذا الموضوع في عددها القادم... إعداد :باسل العبداهلل
هذا الواقع ،فإذا ك ّنا مقتنعين أنّ الثورة السوريّة قامت إلسقاط نظام استبداديّ مافياويّ ،وأ ّنها ليست ثورة إسالميّة ولم تقم على أساس طائفيّ وهي كانت منذ بدايتها تهدف إلى استعادة الحريّة والكرامة والعيش الكريم لك ّل أبناء الشعب السوريّ ، فإنّ ما تفعله اآلن القوى السياسيّة ،أو التي تعتبر نفسها ّ ممثلة للثورة السوريّة ،هو باختصار ،نسف ك ّل ما قامت من أجله هذه الثورة. أمراء حرب يقيمون مزارعهم الخاصّة ...واجهات سياسيّة تبحث عن مصالحها الحزبيّة والشخصيّة ..نظام مستع ّد ألن يبيع ك ّل الوطن من أجل كرسيّه... كم هم جا ّدون في شعارهم ،أولئك الذاهبون إلى القاهرة لتوحيد المعارضة السوريّة؟؟؟ كم يقترب الذاهبون إلى موسكو من فهم حقيقة هذه الثورة وفهم أهدافها األساسيّة ؟؟؟ السياسة ليست فنّ الكذب ،وليست فنّ الممكن فقط ،كما يحبّ االنتهازيّون الكثر أن ير ّددوا هذه األيّام ،إ ّنها أوّ الً وقبل ك ّل شيء فه ٌم لحقيقة الواقع ولحاجاته وقواه وفه ٌم لمآالته وصيرورته.
ب ّسام يوسف
2
العدد 23
/21كانون الثاني 2015/
سورية ..شبهة األشباه
ّ للحق ،بقدر انطباق الصفة على الموصوف، إلاّ أ ّنها ال تخلو من شبهة العنوان الصحفيّ الالفت لالنتباه للسادة القرّ اء .وكوننا بشر ،نحمل معنا «شبهة الفضول» سنبقى ّ نتأثر بالغريب من األشياء ،ومنها «شبه الشيء» من ك ّل شيء، ح ّتى نتبيّن كنهه حقيقة ،أو نكاد. عندما رمى «الوريث الجمهوريّ » عبارته، في واحدة من خطاباته الناريّة «الالدغة» عن «أشباه الرجال» لم يكن يعي بأ ّنه في األصل ،لم ينضج رجالً بعد ،فكيف برئيس بلد؟! فهو لمّا يزل ميل نحو حركات صب ّيا ً مراهقاً ،ال يكاد يخلو من ٍ الولدنة بظهوره المفاجئ في أماكن عامّة ،األمر الذي كان يربك حركة الناس ،ويو ّتر الجوّ العا ّم حيثما حلّ؛ وفي ك ّل حركاته تلك ،كانت مجموعات الحراسة من عناصر الحرس الجمهوريّ ،ومن حرسه الشخصيّ الخاصّ (المنتقون من المنتقين، المنتقون بدورهم) يملؤون أماكن تواجده ،أ ّنى مال يميلون معه ،كأ ّنهم سرب ذباب يتبع رائحة غذائه أينما ّ حط ،يستعرضون ك ّل مظاهر القوّ ة والعنجهيّة ،وحتى العدائيّة أحياناً ،تجاه المارّ ة من الناس الذين يصادف مرورهم حينها (بالمناسبة، بعد م��رور سنوات ،في موقع المسؤوليّة ،ت ّم الكشف ،من خالل البريد االلكترونيّ المسرّ ب، عن استمراره باللعب على ألعاب «اآلي باد» وما شابه ،تظهر كم ال يزال يتوق للعب ،هو لم يشبع لعبا ً بعد! يلعب بالثلج ،وعلى مقربة منه أطفال وشيوخ سوريّون يموتون من البرد والجوع!). لقد ُحمّل هذا «الشاب الواعد» -كما كان يحلو للغرب ،ولبعض العرب التم ّني -المسؤوليّة باكراً ،مسؤوليّة بلد وشعب ،في جمهوريّة ُخ ّ طط لها أنّ تكون على مقاس عائلة ،أي «جمهوريّة وراثيّة» وقد حدث ذلك بفعل الموت المفاجئ ألخيه المجهّز أصالً وأوّ الً ،ومن ث ّم بفعل موت أبيه الحقاً ،حيث لم يعد من خيار أمام «سدنة الحكم» سوى توريثه الكرسيّ ،أن يُجلس على كرسيّ أبيه ،لقد صار رئيسا ً بالصدفة .وجد نفسه
فجأة رئيساً ،ولمّا ينضج لهذه المكانة بعد ،رغم سنوات ال��ت��دري��ب تحت إشراف والده ،لقد أظهر بالفعل بأ ّنه «ش��ب��ه رئ��ي��س» حقا ً وفعالً ،وليس ف��ي��ه م��ن صفات الرئيس في شيء، بل لقد أثبت بأ ّنه مجرّ د ولد ،يقوم بحرق البلد ،بلد بكامل ناسه وعمرانه وأشيائه ،كأ ّنها ألعاب ناريّة يتلهّى بها بك ّل بالهة الولد ،واستخفاف الولد -وليست حالة بشر حقيقيّين من لحم ودم ،يُفترض أ ّنهم أهله، وبنو وطنه ،وأ ّنه مسؤول عن حمايتهم ،وليس قتلهم وتشريدهم ،ودمار بنيان احتاج دهراً من عمر السوريّين وك ّدهم وشقائهم إلنجازه ُ -تضحكه الحالة فرحا ً عوض أن تبكيه ألما؛ تزيده انتشا ًء واستمرا ًء عوض أن تعقله وتوقفه عند حد (أو ّد اإلشارة هنا ،إلى أ ّني أقصد بما سبق ،تشريح الشخصيّة االعتباريّة ،ذات المكانة الخطيرة في إدارة البلد ،ولست معن ّيا ً بإهانة شخص المعنيّ ، رغم امتالئها ،ح ّد التخمة ،بما يهين لناضج، ولذي كرامة). وليكمل القدر سخريته في وج��ه الشعب السوريّ ،كانت «األشباه» ،تحيط بهذا الشعب أ ّنى ا ّتجه ،ولمن توجّ ه! فنحن بعد أن سلّمنا بأنّ من يحكم الشعب السوريّ هو «شبه رئيس» فال ب ّد من التسليم كذلك بأنّ من ي ّدعون تمثيله (الشعب السوريّ ) هم أيضا ً «شبه معارضة» وهذا ينطبق على األغلبيّة الساحقة منها ،سواء أكانت في الداخل ،أم في الخارج ،ال فرق بينهما سوى بدرجة «الشبه» من المعارضة المسؤولة ،وأي��ض�ا ً بمستوى «الشبهة» في اإلساءة لقضيّة الشعب السوريّ ، بما هي في األصل ثورة كرامة وحرّ يّة ،وال ّ تشذ عن هذه القاعدة المعارضة المسلّحة ،بك ّل تلويناتها ،وأيديولوجيّاتها ،فأصبح لدينا أشباه من الجميع «شبه ثائر» و»شبه جيش حرّ » و»شبه إسالميّ » وح ّتى «شبه إنسان»! ّ الخط سلك «أصدقاء» الشعب وعلى نفس السوريّ ،حيث أظهروا بأ ّنهم هم أيضا ً «شبه أصدقاء» بك ّل انتماءاتهم اإلقليميّة والدوليّة، العربيّة وغير العربيّة ،اإلس�لام� ّي��ة وغير اإلسالميّة ،وحتى التحالف الدوليّ الذي تقوده
ينقض دون أن �رض ع��ام 2014أن لم ي� َ ِ يترك للسوريّين ضجّ ة إعالميّة في أواخ��ر أيّامه يتناقلونها في القنوات ومواقع التواصل االجتماعيّ ،كانت تلك الضجّ ة حول مؤتمر صحفيّ لشخصيّة معارضة في الخارج لها حضورها اإلعالميّ على القنوات الفضائيّة منذ بداية الثورة ،عُقد المؤتمر في بيروت «عرين األس���د» ت��ح� ّدث ال��رحّ ��ال فيه ع��ن تخلّيه عن المعارضة الداعمة لإلرهاب« ،اإلرهاب» الذي نادى به مراراً وطالب به تكراراً لص ّد وحشيّة األسد ودمويّته ،لقد كان من أكثر الوجوه التي تظهر على القنوات اإلعالميّة مطالبا ً بتسليح الثوار وعسكرة الثورة ،إن وضعت اسمه اآلن على محرّ ك البحث (غوغل) لظهرت أكثر عبارة مرافقة لذلك االسم هذه األيّام «حضن الوطن»، إذاً قرّ ر الرحال أن يش ّد رحاله إلى حضن الوطن، في الفترة نفسها ضجّ ت مواقع التواصل والقنوات اإلع�لام� ّي��ة بخبر مبايعة أح��د أب��رز الوجوه اإلعالميّة في الداخل لتنظيم الدولة اإلسالميّة، مطرب الثورة عبد الباسط الساروت انض ّم لتنظيم الدولة بعد أن خذله الجميع حسب ما وصل عنه، وأكثر ما يتبادر للذهن بعد سماع هذا الخبر ،ماذا لو تقابل اليوم حارس الثورة الساروت مع الف ّنانة فدوى سليمان «تلك النصيريّة العلمانيّة الكافرة السافرة المرت ّدة» وقل ما شئت من أوصاف ّ يشمئز لسماعها عناصر وأم��راء التنظيم ،هي نفسها طبعا ً فدوى سليمان التي صدح صوتها جنبا ً إلى جنب مع الساروت متوسّطا ً الحشود التي تتغ ّنى بالحرّ يّة في بداية الثورة ،هي نفسها التي متساو تعرّ ضت لخطر االعتقال أو الموت بشكل ٍ إن لم يكن أكثر -مع رفيق نضالها عبد الباسط،إن قابلها اليوم ماذا سيفعل؟ هل ّ يحز عنقها وتمأل دماؤها يديه وكنزته في الوقت الذي تمأل دموع النشوة عينيه وهو ينظر إلى السماء مناجيا ً قائالً «يا هلل خذ من دمائنا ح ّتى ترضى»؟
لقد علّل عبد الباسط الساروت مبايعته بخذالن الجميع له ،كما أنّ توقيت الرحّ ال أيضا ً يعلّل سبب حنينه للحضن بخذالن الجميع ل��ه ،ألم يخسر معركته في رئاسة الحكومة المؤ ّقتة أمام «العنصر الفريد» أحمد طعمة ،إلاّ أنّ االثنين لم يكونا أوّ ل الذين غادروا صفوف ثوّ ار الحرّ يّة، سبقهم كثيرون في االلتحاق بالنظام أو تنظيم الدولة من عسكريّين وإعالميّين وغيرهم ،لكن حضورهم اإلعالميّ هو الذي أثار تلك الضجّ ة. رغم وجود كالم كثير حول عدم صحّ ة مبايعة الساروت للدولة ،لكن ما نبغي تسليط الضوء عليه حال ّيا ً هو السبب الذي أ ّدى إلى مبايعته، لقد قال إ ّنه بايع بعد أن خذله الجميع ،وكان هذا السبب الوحيد المنطقيّ لما فعله الرحّ ال الذي يبدو أنّ الجميع قد خذله أيضاً. إذاً ،فالسبب ليس بقناعة أو إيمان بقضيّة ما، بل اليأس من تحقيق مشروع ما عبر الجميع ،أ ّيا ً كان هذا المشروع وأ ّيا ً كانت نواياه الطيّبة ففي النهاية يبقى شخص ّياً ،هل من المنطقيّ إن خذلني الجميع أن أتخلّى عن مبادئي وقيمي وأتب ّنى مبادئ وقيم من يمنحني تلك الوسائل؟ هل هذه ميكيافيليّة بالمقلوب؟ وسيلة تبرّ ر غاية؟ وهل هذه المشكلة تقتصر على الرحّ ال والساروت؟ أم أ ّنها قد تكون شاملة لكثيرين غيرهم؟ من يؤمن بقضيّة ما وال يساعده أحد على بلورة إيمانه يمكن أن يعتزل األمر كلّه إن يئس، ال أن يبلور إيمانه على مقاس قضيّة أخرى تؤمّن له الدعم الالزم ،هذا ال يد ّل إلاّ على أمر واحد فحسب ،هو ضعف االنتماء لتلك القضيّة منذ البداية ،وهذه المشكلة كما أسلفنا ال تقتصر على أشخاص معيّنين لألسف ،هذا مرض يضربنا نحن السوريّون عموماً ،انتماؤنا الضعيف للوطن هو ما خلّف ذلك ،آالف من الذين نسمّيهم مستفيدين ما زالوا مع األسد ،يرون الذبح والقتل والتدمير في ك ّل زاوية من البالد وال يعتبرون هذا وال ح ّتى
السورّيون وفوضى االنتماء
newspaper@allsyrians.org
الواليات الم ّتحدة لمكافحة اإلرهاب ،بهجومها الجوّ يّ على جماعات إسالميّة معيّنة ،دون غيرها ،ضمن األراض���ي ال��س��ور ّي��ة ،طبعا ً والعراقيّة ،يُقيّم على أ ّنه «شبه موقف» ويحمل من الشبهات الكثير لدى الشارع السوريّ ،وكذلك ّ كمنظمة معنيّة باألمن موقف هيئة األمم الم ّتحدة، والسلم الدوليّين ،تجاه ما جرى وال يزال يجري في سورية ،لآلن ،هو «شبه موقف» وال تبتعد ّ والمنظمات المدنيّة والدينيّة مواقف الهيئات على اختالفها ،في منحاها العا ّم عن هكذا تقييم، باعتبارها «شبه مواقف» ح ّتى تاريخه (طبعا ً دون الدخول في تفصيالت موقف ك ّل طرف من األطراف ،كون األمر سيحتاج لسرد طويل من األسباب والمبرّ رات). في الخالصة لك ّل ما قيل أعاله ،وأمام هذه الحالة الحزينة ،والمؤلمة من «شبه المواقف» للجميع ،دون أن نستثني أح��داً -اللّه ّم إلاّ في الدرجة -أال يدفعنا هذا الوضع للتساؤل عن طبيعتنا كـ «شعب سوريّ » ضمن هذه اللوحة الال متجانسة؟ أين موقعنا فيها؟ ماذا عن دورنا نحن كـ «شعب» إزاء ما ا ّتخذ من مواقف داخليّة وخارجيّة ح ّتى اآلن؟ فمن خالل لوحة الصراع الدمويّ القائمة أمامنا منذ أربع سنوات إلاّ قليالً ،بمكوّ ناتها المتذرّ رة (هل أقول ،لوحة الفسيفساء المتنافرة!) عرضا ً وعمقاً ،والمتصارعة ليالً نهاراً ،لكسر العظم من قبل ك ّل طرف للطرف اآلخر ،يُطرح علينا هنا التساؤل التاليُ :ترى هل بدونا نحن أيضاً ،في سورية ،كـ «شبه شعب»؟ ح ّتى استطاعت ك ّل شبه المواقف تلك ،أن تحيط بنا من ك ّل حدب وصوب ،وتفعل بنا ،وتؤثر على وجودنا الفعليّ ، ككيان سوريّ وكشعب سوريّ . ّ بالرغم من ذلك ،شخص ّياً ،وحتى تاريخه، لن أتنازل عن مقولة «الشعب السوريّ العظيم» كمفهوم قيميّ ،يحمل في طيّاته إمكانيّة صيرورته شعبا ً سور ّيا ً بكلّيّته أوّ الً ،ومن ث ّم قابليّته ألن يكون عظيماً ،بفعل الثورة -بما لها وبما عليها من خبرة ألم ودم -رغم ك ّل تفاصيل األحداث المأساويّة السوداويّة والمحبطة في المدى العيانيّ والقصير ،قد نختصر درب اآلالم السوريّ ،إن وجد «ص ّناع» سوريّون مهرة في هذا الوقت المناسب ،إلعادة التناغم للوحة التنوّ ع ،وهي هنا صناعة الهويّة الوطنيّة السوريّة ،عن سابق تصوّ ر وتصميم!
مروان حممّد
قراءة سياسية
أي حوار عن ّ سيجري التشاور؟ أيّام قليلة هي الفاصلة عن الموعد المحدد ،ســيحاول الحاضرون ممّن ت ّم اختيارهم من ك ّل األطياف كمعارضين ،وممّن حاول الروس نسبهم للمعارضة ،البدء بالتعرّ ف على ما ســـيطرحون من وجهات النظر المتباعدة في اليومين األوّ لين ،لينضمّوا الحقا ً إلى عمليّة تشاوريّة في اليومين األخرين مع وفد النظام القادم من دمشق، محاولين التوصّل معه إلى أســس لحوار ســوريّ مســتقبليّ ، وكأ ّنما يسعون لخلق اصطفاف جديد مع النظام القائم ،في ظ ّل التوسّع الحاصل لإلســالم المتطرّ ف على األرض ،واســتعصاء المأساة الســوريّة المتفاقمة على الحلّ ،فما يمكن أن يتح ّقق ممّا يسمّيه البعض عودة لبعض الشخصيّات المحسوبة على المعارضة إلى أحضان النظام ،وماهي التطوّ رات والمتغيّرات التي سيعكسها مثل هكذا لقاء. ربّما يكون من الطبيعيّ القول ،بأنّ ما يجري من تهديدات إرهابيّة جديدة في العالم الغربيّ ،قد يدفع بالواليات الم ّتحدة وحلفائها الغربيّين للقبول بأيّ ح ّل كان على الساحة السوريّة ،لكنّ المباركة األمريكيّة واهتمام المجتمع الدوليّ بهذا اللقاء ،ال يمكن النظر إليها كأكثر من صيغة شكليّة في رفع العتب ،حيث تأتي متزامنة مع تكثيف التصريحات األمريكيّة للبدء بتدريب المعارضة دون انتظار لما سيصدر عنه من نتائج؛ وإذا كان الجلوس إلى طاولة حوار وطنيّ هو األساس في ح ّل الصراع الداخليّ في أيّ مجتمع ،فإنّ جلسات التشاور على أسس الحوار تعتبر مق ّدمة مهمّة إلنجاحه ،أو لمنع حصول نكسة حا ّدة مع الوصول إلى طريق مسدود. ّ التدخل المباشر في المعادلة لكنّ المواقف المتع ّنتة لألطراف ذات ّ محطة لالنتقال إلى السوريّة ،قد ال تجعل من أيّ حوار كان ،سوى جولة جديدة من التصعيد ،وربّما تخلق متغيّرات جديدة تزيد من تعقيدات التوصّل إلى الح ّل الذي كان ممكناً ،فالحوار الذي يفترض في أساسه تو ّفر إمكانيّة التنازل عن بعض المواقف لصالح التفاهم المشترك ،ال يستقيم مع تلك االستماتة من النظام إلبقاء األسد على رأس نظام حكم فرديّ ،وال مع تلك الحرب التي يخوضها حزب هللا اللبنانيّ ض ّد المعارضة السوريّة ،وال مع ك ّل ذلك الدعم اإليرانيّ المعلن بأن يكون هو شخص ّيا ً محوراً أليّ ح ّل في سورية. في المقابل فإنّ قوى المعارضة المختلفة ،مع السيطرة التي حصلت لقوى اإلسالم المتطرّ ف على ما يقرب من ثلث الجغرافيا السوريّة ،لم تعد ّ ممثلة سوى في انتشار بعض تشكيالت المعارضة المسلّحة على مناطق متناثرة ،مبتعدة في عملها عن الرؤية السياسيّة للمعارضة ،وغير ممتلكة للقدرة على تنظيم أو تنسيق فعليّ ،فيما تعاني الهيئات السياسيّة والمدنيّة من الضعف ،ح ّتى في قدرتها على التخفيف من بؤس التشرّ د والجوع والبرد للسوريّين الهاربين من الموت. إنّ تلك الوقائع ال تشير كما في المشهد الليبيّ ،إلى إمكانيّة التوصّل لما يشبه حالة الحوار الحالي في جنيف ،كبحث عن ح ّل ينقذ البالد من دوامة العنف ،فالذاهبون إلى موسكو عن أيّ أسس للحوار سيبحثون؟ وعن أيّ إيقاف للقتال يمكن أن يتوصّلوا؟ وعن أيّة حكومة إنقاذ سيكون حوارهم الالحق؟
نقيصة ،أل ّنهم ال يرون في تلك القضيّة قضيّتهم، وال يشعرون حقيقة باالنتماء لهذا الوطن ،على الطرف اآلخر قادة كبار في الجيش الحرّ تتغيّر أسماء كتائبهم وراياتهم يوم ّيا ً حسب الفكرة الجديدة التي يعتنقونها ،آالف من النشطاء في الثورة ومن بينهم كاتب هذه الكلمات غادروا البالد في أقرب فرصة سنحت لهم وأوجدوا ألف مبرّ ر لبقائهم في الخارج في حين لم يف ّكروا بمبرّ ر واحد لعودتهم، آخرون بعددهم موجودون في الداخل يعتبرون بقاءهم هناك امتيازاً يخوّ لهم سبّ وتخوين ك ّل من هم ليسوا تحت خطر البرميل؛ السبب الرئيسيّ في ذلك أ ّننا لم نكن يوما ً شركاء في القضيّة أو في الوطن ،عمل النظام على سلخ وقمع أه ّم قيمة يمكن أن تحافظ على السالم الداخليّ للفرد والمجتمع -في الوقت المعاصر -خالل أمد حكمه الطويل ،لقد قمع قيمة المواطنة ومفهومها ،فقتل معها شكالً مح ّدداً واضحا ً النتمائنا لسورية؛ نعم نحن ننتمي لسورية النشيد الوطنيّ ،واألغنية التراثيّة الجميلة ،لتاريخ يحمل أمجاد وانتصارات كبيرة مملّة ،لمسيرة ترفرف فيها اإلعالم وتستعر فيها الطبول ،هذا ما ننتمي إليه ،وما من وطن حقيقيّ . رعد أطلي
إن ك ّل المؤ ّ شرات ال تشي بأكثر من التوصّل إلى صيغة حوار لال ّتفاق على آليّات الحرب على اإلرهاب ،ولك ّنها لن تكون حربا ً إلاّ وفقا ً لما قام بها النظام على مدار السنوات األربع ،كتدمير لتلك المناطق التي خرجت عن سيطرته ،بعد أن فقد اإلمكانيّة لبسط سيطرته على كامل البالد ،مكتفيا ً بالمنطقة الغربيّة من البالد ،و ممّا بقي بحوزته من مراكز بعض المدن الكبرى ،تدميراً لم ولن يكون سوى بوابة لعبور المزيد من اإلرهابيّين بصيغتهم اإلسالميّة المتطرّ فة ،بعد أن تغدو تلك المناطق المنكوبة أكثر جاهزيّة لتوسيع سيطرتهم نحوها ،وبعد أن تقذف بالمزيد من السوريّين خارج بيوتهم ،في استمرار للمأساة الكبرى التي لم يشهد العالم مثيلها منذ الحرب العالميّة الثانية. على الرغم من بعض أوجه التشابه الملحوظة لألحداث الدائرة في المنطقة ،وارتباطها بالصراع اإلقليميّ ذو البعد الطائفيّ ، واستقطابها الحا ّد لإلسالم المتطرّ ف عالم ّياً ،فإنّ ما يُطرح من مخارج متباينة في ك ّل مجتمع من مجتمعاتها ،يفترض أن يكون متناسبا ً مع ما هو حاصل في ك ّل منها ،وعلى ما يبدو أن وصلت إليه الحالة السوريّة الصعبة ،ال يفتح المجال أمام أيّ طريق للخروج ّ المتمثلة منها ،ما لم يرتكز إلى إنهاء االشكاليّة األساسيّة لتلك الحالة برحيل األسد أوّ الً ،حيث ال يتو ّقع أن تكون ذرائع بقائه أكثر سوء من تلك الحالة ،التي تنذر باستمراريّتها ألعوام طويلة بانهيار الوجود السوريّ أرضا ً وشعباً ،وإذا كان خطر اإلسالم المتطرّ ف الناشئ في سورية قد بات يش ّكل تهديداً عالم ّياً ،بهيمنته على جزء واسع من سورية وتحويلها إلى مركز لإلرهاب العالميّ ،فإنّ توحيد جهود السوريّين لدحر قوى التطرّ ف من بالدهم والقضاء عليهم بالتعاون مع المجتمع الدوليّ ،يتطلّب وبشكل شبه واضح ،قيام حكم انتقاليّ قادر على إنجاز سيادته على كامل األرض السوريّة ،بدءاً من إعادة تشكيل جيش سوريّ كشكل مختلف عن جيش األسد في البنية وفي األهداف ،وصوالً إلى تحرير تلك المناطق الواقعة تحت سيطرة جميع الغرباء القادمين ،من أجل حماية اإلسالم ،أم من أجل حمايه المق ّدسات .
لؤي حاج بكري
www.allsyrians.org
قراءة سياسية
العدد 23
/21كانون الثاني 2015/
السّيد رئيس الحكومة السورّية المؤ ّقتة أناشدك وأنت تبدأ مهامّك من جديد أن تكون مخلصاً ،وأن تكون خطواتك مباركة وتصاحبها قررات ذكيّة بانتشال العمليّة السياسيّة ومعالجة الوضع السياسيّ بحنكة وخبرة ووفقا ً للمبادئ التي ضحّ ى الشعب من أجلها ووفاء لدماء شهدائنا األبرار. أكتب إليك عسى أن تو ّفق في خدمة وطن ّ ومزقته الضغائن واألحقاد وعبث به ذبحه األشقياء اإلرهاب والميليشيات وسرقه اللصوص واخترقه الطارئون القادمون من ك ّل حدب وصوب مع تش ّتت وتشرّ د أهله وضياع قيمه ومعانيه. إنّ أيّ زعيم سوريّ سيدخل قلوب السوريّين، إنْ تواضع أمامهم وأخلص لهم وخدمهم بما يرضي هللا شرط ألاّ يفرق بينهم أليّ سبب من األسباب، وأن يعمل ليل نهار من أجل البالد وقضاء حاجات العباد ،وأن يضحي من أجل األمن واالستقرار، وأن يضرب بيد من حديد على أيدي ك ّل الفاسدين والعابثين والقتلى والمجرمين. إنّ ك ّل إنسان يخطئ ،ولكن ما أجمل من يتولّى المسؤوليّة ويعترف بخطئه ويتعلّم من تجاربه ويستشير خبراء ومختصّين عقالء ،فال خاب من استشار والعبرة في النهايات. أتم ّنى عليك في دورتك الجديدة أن تبقى مواطنا ً سور ّيا ً حقيق ّيا ً ترعى شؤون الجميع بعدالة وإنصاف وتواضع وال تفرّ ق بين الناس ،وأتم ّنى ألاّ تنام ليلتك وفي أرض سورية الحبيبة قتيل أو جريح أو جائع أو مشرد أو مظلوم أو مخطوف ،وألاّ تسمّي نفسك ّ مفخمة وال تجعل من نفسك ظ ّل هللا في بأسماء األرض أو مختاراً للعصر أو قائداً للضرورة أو زعيما ً أوحداً أو دولة الرئيس. أطالبك – مخلصا ً -أن تتجرّ د من حزبيّتك، ح ّتى وإن كانت قد أوصلتك إلى س ّدة الحكم ،فاهلل وحده ّ يعز من يشاء ويذ ّل من يشاء ،وأتم ّنى عليك أن ال تنظر إلى مدينتك وحدها دون النظر إلى بقاع سورية األخ��رى ،وأن تكون منصفا ً وع��ادالً في حكمك ،بحيث ال تجعل أجندتك وفقا ً إلى أحزاب
سياسيّة مهترئة ليس لها وجود شعبيّ ،وأن ال تعتمد على السياسيّين الحاليّين ،فقد ثبت فشلهم وأضحت سمعة معظمهم في الحضيض ،وأن تعتمد أهل العلم والمعرفة والكفاءات ،فال فرق بين سوريّ وآخر إلاّ بذكائه ومقدار وطنيّته ،وبما يق ّدمه من خدمات إلى وطنه ،وأنت أدرى بما تملكه سورية من قوى فاعلة متخصّصة مبدعة مغيّبة؛ وهنا يأتي دورك في رعاية المبدعين والعلماء والمث ّقفين ،واسمح لي بأن أطلب منك ألاّ تحيط نفسك بحاشية فاسدة ،وألاّ تنصّب أهلك ومعارفك في مناصب ومواقع هم ليسوا أهالً لها. وأن تكون مستق ّل اإلرادة في صنع قرراتك بما يمليه عليك ضميرك الوطنيّ وال شيء آخر ،وعليك بالحفاظ على أرواح ك ّل السوريّين، وأن تق ّدس ك ّل شبر في سورية وأن تدافع عن ترابها وأنهارها ومدنها وقراها. أت��م� ّن��ى م��ن ك�� ّل قلبي أن أرى زعيما ً سور ّيا ً وطن ّيا ً ذك ّيا ً متواضعا ً يتم ّتع بمؤهّالت قياديّة وكاريزما رياديّة ،كي يعيد البناء من خالل إرادة وطنيّة مستقلّة، فتعاد الثقة بين أبناء المجتمع، وخ���اصّ���ة ف���ي ال��م��ن��اط��ق ال��م��ح��رّ رة ،ويتح ّدث باسم السوريّين كلّهم ويهتف معهم اًّ ومستقل بمبادئ الثورة محرّ راً شعبه ب��ق��راره عن أيّ ضغط أجنبيّ ، ويحسن اختيار األذكياء من ذوي الخبرة إلدارة المؤسّسات المتو ّفرة وإعادة بنائها،
ويسعى جاهداً للحفاظ على أموال العباد .وثق أيّها الرئيس بأنّ من ي ّتخذ هذه المبادئ ويرسم خارطة طريق وال يقبع في جدران مكتبه ،بل ينزل إلى الشارع ويزور المدن والقرى ويجالس الناس، فسوف يعشقه أبناء شعبه ،وسيكتب التاريخ سيرته بأحرف من نور ،أمّا من يسلك سلوك الطغاة فسوف يُقتل أو يُشنق غير مأسوف عليه. وأ ُ ّك����د على أن ت��ق � ّدم األه�� ّم على المه ّم ،وأتم ّنى أن ترى أين الضرورة التي يحتاجها السوريّون في مثل هذه المرحلة العصيبة .إنّ الحاجة تستدعي عالقة وثيقة مع ك ّل جيراننا ،شرط المحافظة على استقاللنا ّ بتدخل اآلخرين في شؤوننا أبداً، وألاّ يسمح نظراً لما تتطلّبه مصالح ثورتنا وبالدنا. تعلّم من شكري القوّ تلي الحكمة والتواضع واستشارة الحكماء ،وتعلّم م��ن يوسف العظمة الوطنيّة والتضحية ،ومن أدي��ب الشيشكلي ال��ده��اء وسرعة البديهة وال��ظ��راف��ة ،وم��ن إبراهيم هنانو الكتمان والصبر ،ومن سلطان باشا محبّة الناس ،ومن جول جمال الشجاعة ،وأرج��وك ألاّ تتعّلم من حافظ وب ّ شار أيّ شيء. وأخيراً ،أن تعمل لتغيير العمليّة السياسيّة الحاليّة ،وأن تقتنع تماما ً بأنّ هذا النظام ال يسقط إلاّ بالقوّ ة وعن طريق السوريّين ال عن طريق الخارج ،فلربّما ساعدتك ه��ذه النصائح على النجاح في عملك .فهل ستنجح في ذلك؟ األيّام القادمة -طالت أم قصرت -س ُتظهر ّ الحق و ُتزهق الباطل.
د.حممد حاج بكري
الروسي الدب في مواجهة اقتصاد ّ ّ اإليراني والنووي ّ ّ
بشكل في كتب التاريخ كانت الحروب ُتشنّ ٍ مباشر ،ال سياسات وال حرب اقتصاديّة ،وإ ّنما كانت تقتصر على حصار لمدينة ما ،ومن ث ّم شنّ هجوم كامل عليها الحتاللها أو تحريرها ،ولكن في عصرنا اختلف األمر كثيراً ،فباتت للحرب أشكا ٌل ع ّدة ،منها الحرب النفسيّة والعسكريّة والدبلوماسيّة ،وأيضا ً الحرب االقتصاديّة ،واألخيرة ّ تتمثل بعقوبات دوليّة اقتصاديّة منها قطع العالقات والصفقات التجاريّة مع الدولة المستهدفة ،ولك ّنها ّ تتأثر كثيراً بالسياسة النفطيّة وخاصة إنْ كانت دولة ذات إنتاج نفط كبير وبكلفة قليلة. نعلم أنّ المملكة العربيّة السعوديّة هي من أبرز دول العالم في إنتاج النفط ،حيث يبلغ إنتاجها ()12 مليون برميل يوم ّياً ،ولم ال وهي تملك أكبر حقل نفط في العامل حقل الغوار ،وتع ّد السعوديّة من أكبر حلفاء الواليات الم ّتحدة األمريكيّة ،ولع ّل من أبرز الحروب النفطيّة عندما قامت القيادة السعوديّة بتخفيض سعر برميل النفط في منتصف الثمانينات للتعجيل بانهيار اال ّتحاد السوف ّي ّتي ،وعام 1988لخنق الرئيس العراقيّ الراحل ص ّدام حسين ونظامه ،حيث
وصلت أسعار النفط إلى 6دوالرات ،ممّا دفع األخير إلى إط�لاق مقولته الشهيرة «قطع األرزاق من قطع األعناق» و ُمهّد الطريق لسقوطه في المصيدة الكويتيّة التي أُع ّدت له بعناية فائقة ،ومن ث ّم انهيار أكثر من %50من قوّ ته العسكريّة ،واآلن تعود السعوديّة الستخدام ذات السالح وتقوم بتخفيض سعر النفط إلى 60دوالر للبرميل الواحد بعد أن تجاوز
newspaper@allsyrians.org
سعره 100دوالر، ولكن ض ّد روسيا وإي���ران بالدرجة األول��ى ،وبتنسيق كامل مع الواليات ال��م� ّت��ح��دة ،بهدف الضغط المباشر والقويّ على هاتين ال��دول��ت��ي��ن بسبب ّ ت���دخ���ل األول����ى عسكر ّيا ً في أوكرانيا ودعمها اللوجستيّ المباشر ّ المتمثل بإرسال لنظام األسد ،ودعم الثانية للنظام المئات من المقاتلين والمليشيات الطائفيّة وعشرات الضبّاط والدعم المالي ،إضافة إلى تمسّكها (بح ّقها المشروع) في تخصيب اليورانيوم ،ورفضها تقديم تنازالت في مفاوضات فيي ّنا حول طموحاتها ومنشآتها النوويّة ،فعندما تنخفض أسعار برميل النفط إلى أق ّل من سبعين دوالراً بعد أن كانت تتجاوز 100دوالر قبل بضعة أشهر ،أي بمع ّدل يقترب من األربعين في المائة ،فإنّ دوالً مثل ايران وروسيا تش ّكل صادرات النفط أكثرمن خمسين في المئة من دخلها ستجد نفسها أم��ام ظروفاقتصاديّة صعبة للغاية في األش��ه��ر المقبلة ،وال تخفى أه ّميّة الدور الذي يلعبه النفط والغاز في االقتصاد الروسيّ ، وي��ش��ار إل���ى أنّ ال��ع��ائ��دات الروسيّة من ص��ادرات النفط تفوق عائدات تصدير الغاز بأكثر من أرب��ع م���رّ ات ،أي أنّ تصدير النفط هو المصدر الرئيسيّ للعملة الصعبة في روسيا ،ووفق خبراء فإنّ خفض سعر النفط إلى أق ّل من 90دوالراً للبرميل، سيسبّب خسائر لالقتصاد الروسيّ تصل إلى 40 مليار دوالر ،حيث شهدت الفترة الزمنيّة األخيرة تراجعا ً كبيراً في قيمة الروبل الروسيّ ،األمر الذي جعل أكبر شركتين منتجتين للنفط في روسيا تعلنان مواجهتهما مشاكل ماليّة كبيرة.
3
في الحالة اإليرانيّة يأتي انخفاض األسعار ليُكمل ما بدأته العقوبات الغربيّة من تأثير في االقتصاد، واأله ّم من ذلك أ ّنه يح ّد من قدرتها على المناورة ويسرّ ع وتيرة تفاوضها مع الغرب للوصول إلى اتفاق بشأن برنامجها النوويّ ،ويمنح القوى الغربيّة مجاالً أوسع للتش ّدد في موقفها .ووفق إحصاءات، خسرت إيران أكثر من 45في المائة من عائداتها السنويّة لمبيعات النفط خالل السنتين الماضيتين بسبب العقوبات الغربيّة ،ونظراً لألزمة االقتصاديّة الخانقة التي تعانيها إي��ران وعدم تم ّكنها من بيع كميات أكثر من النفط ،سيواجه اقتصادها خطر االنهيار ،وإذا استمرّ ت أسعار النفط باالنخفاض رفع أكثر ألسعار س ُتجبر الحكومة اإليرانيّة على ٍ السلع والخدمات ،ما يُعرّ ض النظام إلى خطر اندالع احتجاجات شعبيّة. ك ّل هذه العقبات والنتائج أجبرت روسيا على أن تلعب في آخر أوراقها في الحفاظ على جزيرة القرم ،وهي التخلّي عن نظام األسد ،والدعوة إلى انعقاد مؤتمر عاجل لح ّل األزمة السوريّة في نظرها. وتبقى إيران الخاسر األكبر ،فسوف تخسر اليمن وسورية ،وسوف تخضع للمفاوضات النوويّة من أجل أن تحافظ على بقاء حكم نظامها في إيران ،فهل نجحت السعوديّة وأمريكا في إخضاع الدبّ الروسيّ والنوويّ اإليرانيّ ؟ األيّام كفيلة بأن ُترينا من الرابح ،إ ّنها حرب باردة في المنطقة فالدول األربعة استغلّوا ثورتنا من أجل كسر النفوذ ،وبدء حرب باردة ثانية ،متجاهلين الدم السوريّ الذي هُدر من أجل مصالحهم...
أمري جنم الدين
سأخون ثورتي مؤسسات الثورة السياسّية ّ ..الحمل الذي أرهقنا لم تستطع المعارضة السياسيّة بك ّل أطيافها ومؤسّساتها السابقة على الثورة كأحزاب وتجمّعات وجماعات ،وال الناشئة بعدها وعلى رأسها االئتالف الوطنيّ ،أن تق ّدم حالة واحدة حقيقة تبرّ ر الدفاع عنها والتمسّك بها باعتبارها (مؤسّسات ثوريّة). لقد حاولنا جاهدين (ومتروكين) أن نوجد مبرّ رات تقنع بضرورة وجود هذه المؤسّسات والواجهات والشخصيّات في البداية ،لكن ومع استمرار فشلها وصوالً إلى دخولها مرحلة ما بعد الفشل واألخطاء ،عملنا كشباب -نعتقد أنّ من الواجب الحفاظ على أيّ منجز ثوريّ -على الحرب في جبهة الفصل بين المؤسّسات (الثوريّة) واألشخاص القائمين عليها. ث ّم عندما سقطت هذه المؤسّسات بك ّل مستنقعات الخطأ، وأُصيبت بك ّل أمراض مؤسّسات النظام ،ضيّقنا زاوية الرؤية نحو التركيز على شخصيّات في هذه المؤسّسات، شخصيّات لها اسمها ووزنها التاريخيّ والنضاليّ في المعارضة والتضحيات ،لكنّ الضربة القاضية تلقيناها من هذه الشخصيّات ذاتها في النهاية ،لتغدو معركتنا في ص ّفها معركة محسومة النتيجة ،بالخسارة طبعاً. في كتابه (شروط النهضة) يتح ّدث «مالك بن نبي» عن تجربة اليقظة الشعبيّة الجزائريّة بين عامي 1925 – 1936ويقرّ ر أنّ هذه التجربة الرائعة انتهت تماما ً مع انعقاد المؤتمر الجزائريّ العام في باريس ،ويعتبر أنّ الحكومة الفرنسيّة استطاعت وأد هذه الحركة النهضويّة بتحويلها إلى مشروع سياسيّ حرف ك ّل أبطالها. لقد أقحمت فرنسا مف ّكري النهضة وموقدي أنوارها في لعبة السياسة ،فبدأ هؤالء يحاولون مجاراة السياسيّين الذين سبقوهم في التخلّي عن الصحوة المجتمعيّة لصالح المنافسة السياسيّة ،فاشتبك الطرفان في صراع ال ينتهي على حساب األمّة ،وكذلك إقحام السياسة العشوائيّ في تجربة غير سياسيّة ،عدا عن توجّ ه الجماهير من السير نحو النهضة الشاملة ،إلى االنشغال بتأييد األط��راف ّ فتمزق الناس بين هذا الحزب وذاك ،وبين المتناحرة، هذه اإليديولوجيّة وتلك ،وبدأ الجميع يتصارع على النسب والتحاصص ،ويتنازعون المؤسّسات وقيادتها ح ّتى قبل أن توجد ،بينما جلس الفرنسيّون يراقبون بسعادة وهم ير ّددون «عندما تنهون خالفاتكم وت ّتفقون تعالوا إلينا» لتنتهي التجربة بفشل ذريع جعل الجزائريّين يدفعون ثمنا ً باهظا ً من أجل استقاللهم الحقا ً بأكثر من مليون شهيد. ال يقول (اب��ن نبي) في ذل��ك ب��أنّ السياسة قتلت الصحوة ،بل يشرح أنّ سقوط العلماء والمف ّكرين وقادة المجتمع المدنيّ في ف ّخ اللعبة السياسيّة خلّف فراغا ً كامالً في األماكن والمنابر التي يجب أن يكونوا فيها ،وأوقف مسيرة الصحوة الفكريّة الشعبيّة ،مترافقا ً ك ّل ذلك مع ال مسؤوليّة الدور الذي لعبوه في السياسيّة وهم يجارون رجاالت السياسة (غير المسؤولين أصالً) ،وصوالً إلى انعدام الضمير العا ّم لصالح الحزبيّة واالنتماءات الضيّقة. ّ والحق ،أنّ هذا ينطبق تماما ً على تجربتي المجلس الوطنيّ والحقا ً االئتالف ،فلم يكفِ أنّ هاتين المؤسّستين تحوّ لتا لحلبة صراع بين القوى السياسيّة التقليديّة التي لم تكن قد استعادت ،أو سعت لتستعيد ،أيّ وجود حقيقيّ لها على األرض ،فكان ك ّل ما في المؤسّستين تناحر وخالفات ّ الممثل للشعب أو الثورة ،بل لقد سرقت بدل أن تقوما بدور من حضن الثورة رجاالت ووجوها ً صمدوا في الداخل مع شبابها لشهور وكانوا قوّ ة دفع معنويّة كبيرة لهم ،وصوالً إلى الكارثة الكبرى التي حصلت مع تخصيص نسبة من المقاعد (لقوى الحراك الثوريّ ) ما أ ّدى لخروج عدد كبير من شباب الثورة إلى مكاتب المجلس واالئتالف بشكل نهائيّ . ومن نجا من إغراء هاتين المؤسّستين ،سقط في شبّاك مؤسّستي الحكومة المؤ ّقتة ووحدة تنسيق الدعم ،ومن ّ والمنظمات نجا منهما وقع في مهلكة الجمعيّات الخيريّة ّ الحظ منها جميعا ً سقط في ف ّخ األخ��رى ،ومن أسعفه االنشغال بك ّل هذه المؤسّسات على حساب الثورة. وإذا كان من مبرّ رات لسقوط شباب الثورة وكوادرها في هذه الفخاخ بشكل أو بآخر ،فإ ّنه ال مبرّ ر على اإلطالق للكوارث التي ارتكبتها القوى السياسيّة والسياسيّون بسقوطهم في هذا الف ّخ ابتداء ،ومن ث ّم مشاركتهم في ك ّل ما وقعت به هذه المؤّ سسات من فساد ومفاسد حشرت الثوّ ار في زواية ضيّقة ،فكان علينا بدل أن نلقي بهمومنا عليهم وعليها ،أن زادوا همّنا هموم.
عقيل حسني www.allsyrians.org
4
العدد 23
/21كانون الثاني 2015/
أحوال
نحو بناء جسور بين القوى السياسّية في سورية منذ بداية الثورة السوريّة تو ّجهت األنظار حيال خلق آليّات عمل هلا طابع مجع ّي ،كالتنسيقيّات ،وبعدها جمموعات العمل املدن ّي ،ومن ث ّم تو ّسع العمل بعد سنتني ليتّجه إىل حاالت أكثر تعقيداً حنو تشكيل تيّارات أو أحزاب مدنيّة أو سياسيّة، وهنا برزت بقوّة اإليديولوجيّات بك ّل توزّعاتها «دينيّة أو مذهبيّة أو علمانيّة أو قوميّة». رغم أ ّن هذه الكيانات املدنيّة أو السياسيّة تشكّل حالة صحيّة يف سوريّة بعد تغييب العمل السياس ّي طوال نصف قرن من تسلّط احلزب الواحد ،إلاّ أ ّن املتابعني الحظوا أ ّن هذه احلالة قادت إىل ختندقات إيديولوجيّة ،حبيث بات ك ّل طرف يعترب أ ّن ما يؤمن به هو الصحيح وك ّل ما عداه باطل. سؤالنا هو: هل االصطفافات بني القوى السياسيّة واملدنيّة السوريّة هو لصاحل الشعب السور ّي ولصاحل سوريّة اجلديدة اليت نسعى إليها؟ وملاذا ال تقام جسور تواصل بني ك ّل هذه التشكيالت العاملة بالشأن السور ّي ،وما هي العوائق حيال ذلك؟ حول هذا املوضوع تو ّجهت «كلّنا سوريّون» بهذا السؤال إىل جمموعة من العاملني يف الشأن العامّ يف سوريّة ،حماولة منها يف رسم صورة أوّليّة حول هذه القضيّة. حاولنا أن تكون مروحة األصدقاء الذين ّ مت توجيه السؤال إليهم متع ّددة ومتنوّعة وال تستثين أحداً ،بعض هذه اإلجابات ـ واليت ُتنشر كما هي ـ جاءت طويلة ج ّداً ،والبعض اآلخر التزم مبا ق ّرره احمل ّرر من عدد للكلمات يف الردّ ،هيئة التحرير وألهمّيّة املوضوع ،ورغبة منها خبلق حوار مفتوح حوله ستنشر ك ّل املواد اليت وصلتها ،رغم طوهلا ،حمرتمة آراء اجلميع، وتعلن أنّها مستع ّدة لنشر ك ّل ما يصلها حول هذا املوضوع يف عددها القادم ،كما تعلن أنّها تفتح صفحاتها لألصدقاء الذين قيّدهم عدد الكلمات من التعبري الكامل عن آرائهم.. هي فسحة سوريّة حلوار منتِج ،تعالوا جن ّربها معاً. طالل أبو دان /عضو اللجنة المركز ّية لحزب الشعب السوري الديمقراطي ّ ّ
إنّ العمل على بناء تك ّتالت سياسيّة ليس باألمر الجديد في الواقع السوريّ ،فمنذ أواخر السبعينات، تداعت مجموعة من القوى اليساريّة والقوميّة ومنها حزبنا ،لتأسيس التجمّع الوطنيّ الديموقراطيّ كجبهة معارضة ،في مواجهة سياسيات النظام في حينه ،وكان ّ المحطات التي مرّ ت للتجمّع دوراً ها ّما ً في العديد من بها البالد. وكان لبيان التجمّع في الثمانينيّات ،أه ّميّة بالغة ،ليس أل ّنه ّ شخص طبيعة األزمة التي عصفت في البالد ،بل أل ّنه قرع ناقوس الخطر لما يته ّدد الوطن ،واعتبر أنّ الحوار الوطنيّ هو الطريق للخروج من أزمته. ّ وبعد موت حافظ األسد في عام ٢٠٠٠وتوريث بشار السلطة ،إضافة للمتغيّرات الكبيرة التي حصلت في العالم ،وانتهاء الحرب الباردة ،وما تبعها .وحرب الخليج وتأثيراتها العميقة والمباشرة على دول المنطقة، انطلق ما عُرف بربيع دمشق ،وفُتح الكثير من المنتديات السياسيّة ،واس ّتتبعت بحركة إحياء المجتمع المدنيّ ، ولم يقتصر هذا النشاط على األحزاب السياسيّة ،إ ّنما شملت قطاعا ً واسعا ً من المث ّقفين والطلبة ،ولم يكن حال تلك التحرّ كات بأفضل ممّا سبقها ،فقد تعرّ ضت أيضا ً لإلغالق والمالحقة واالعتقال بين صفوف نشطائها من السياسيّين والمث ّقفين. ك أنّ انطالق الربيع العربيّ في العديد من ال ش ّ الدول العربيّة ،كان له دور مح ّفز لمختلف التيّارات الوطنيّة والسياسيّة للبحث عن أدوات جديدة تتالءم مع طبيعة المرحلة ،وتكون حاملة لمشروع التغيير الوطنيّ الديمقراطيّ في سوريّة ،فكان اإلعالن عن تجمّع سياسيّ يض ّم مختلف اال ّتجاهات السياسيّة واإليدولوجيّة إضافة للشخصيّات الوطنيّة المستقلّة وسمّي بـ (إعالن دمشق) حيث ُ طرح مشروع التغيير الوطنيّ الديمقراطيّ السلميّ والتدريجيّ إدراكا ً منه للطبيعة الوحشيّة للنظام السوريّ ،ومحاولة لتجنيب البالد ّ هزات أمنيّة أو اجتماعيّة واقتصاديّة ،إلاّ أنّ النظام لم يستجب لدعوات اإلصالح وأمعن في خياره األمنيّ . لم تكن الثورة السوريّة مختلفة بطبيعتها عن باقي ثورات الربيع العربيّ ،من حيث عفويّتها وطبيعتها االنفجاريّة ،رغم خصوصيّة الوضع السوريّ من حيث ش ّدة قمع النظام ،وغياب أيّ شكل من أشكال المجتمع المدنيّ ،والتفتيت الممنهج لتركيبته االجتماعيّة على مدى نصف قرن ،إضافة أله ّميّة موقع سورية الجيوسياسيّ ،ومؤسّسة عسكريّة تابعة بالمطلق للنظام. هذه الخصوصيّة كان لها دور في مسارات الثورة، وجعلها تمرّ بالعديد من المنعطفات الحا ّدة ،ونعيش اليوم أخطر تلك المنعطفات ليس على الثورة فحسب وإ ّنما على مصير الوطن. يمكن القول بأنّ الثورة السوريّة كانت مبدعة ،في
newspaper@allsyrians.org
معظم مراحلها ،فقد استطاعت أن ّ تنظم نفسها في تنسيقيّات وهيئات إغاثة وإع�لام ومشا ٍ ف ميدانيّة، ومنذ مراحلها األولى وتطوّ رت لتكون مجالس محليّة ومجالس محافظات وهيئات قضائيّة. إلاّ أنّ اإلرباك الذي تعيشه القوى السياسيّة اليوم، فهو ناجم عن ضعف إمكاناتها على أكثر من صعيد، إلدارة ثورة بهذا الحجم من التعقيد ،إضافة لحاجتها للدعم لتلبية االحتياجات المتصاعدة نتيجة ألعمال النظام المدمّرة .وتزايد أعداد النازحين والمهجّ رين والجرحى ،ممّا فتح الباب واسعا ً ّ للتدخالت الخارجيّة بمصالحها وتناقضاتها المختلفة ،والذي انعكس فعالً مدمّراً على الثورة وعمق الخالف بين أطراف قوى المعارضة والقوى الثوريّة ،وخلق تح ّديات ووقائع لم يكن تصوّ رها ممكنا ً في بداية الثورة ،ولذا ما نراه اليوم ليس خالفا ً سياس ّيا ً بالمعنى التقليديّ ،وإ ّنما هو ّ المؤثرة نتيجة فرضها الظرف القائم ومجمل العوامل فيه ،والطموحات التي ت ّم تغذيتها لألسف ،وإلاّ كيف استطاعت هذه القوى أن تلتقي على برامج مشتركة ّ المحطات ،وال يمكنها التالقي في أخطر في العديد من مرحلة تمرّ بها البالد والعباد. صخر إدريس /ت ّيار الوعد
من حيث المبدأ فاالختالف والتنوّ ع السياسيّ والفكريّ واإليديولوجيّ هو ظاهرة صحّ يّة في أيّ مجتمع وفي أيّ حدث سياسيّ ،وما جرى في سوريّة هو تماما ً ما ورد في مق ّدمة السؤال ،فبعد خمسين عاما ً من تغييب العمل السياسيّ ،وفرض الخطاب الواحد واللون الواحد واإليديولوجيا الواحدة ،كان من الطبيعيّ والمنطقيّ أن تظهر تك ّتالت وتيّارات تعبّر عن تنوّ ع المجتمع السوريّ . بالتأكيد ال تصبّ هذه الخالفات واالصطفافات بشكلها الحاليّ في صالح الشعب السوريّ ،وال في صالح ثورته وال مستقبله. وأسباب هذه الحالة هي ذات األسباب التي تعيق خلق جسور التواصل بين هذه الكتل: فهناك التداخل الدوليّ اإلقليميّ المحليّ على المستوى الســياســيّ ،فالكثير من التك ّتالت الــسياســيّة ترتبط بشــكل مباشــر بدول إقليميّة ترتبط بدورها بقوى دوليّة ،ومصالح وأجندات هذه الدول والقوى تتضارب وتتقاطع وتتناقض ،وتجرّ معها مواقف الكتل الســياســيّة الســوريّة المرتبطة بها ،باإلضافة طبعا ً ألالعيب أجهزة االستخبارات المختلفة ،ومنها النظام ،والتي نجحت في اختراق بعض الكتل السياسيّة وزرعت فيها أشخاصا ً يقومون بدور التشويش على أيّ رؤية وطنيّة جامعة. والسبب الثاني ،هو الواقع الميدانيّ إنسان ّيا ً واقتصاد ّيا ً وعسكر ّيا ً والذي يش ّكل عامل ضغط على أيّ تك ّتل سياسيّ ،فهو يتكلّم باسم الشعب السوريّ وهو عاجز في الوقت نفسه عن تقديم أيّ شيء له ،أو تعديل أيّ شيء من أوضاعه التي تزداد سوءاً يوما ً بعد يوم ،ممّا
ال يُبقي له سوى التش ّدد بالخطاب واتهام اآلخرين بأ ّنهم سبب المأساة اإلنسانيّة. والسبب الثالث ،أ ّننا في مرحلة انتقاليّة ،ولم نتملّك ّ كسوريّين أدوات ومنصّات ّ وتشذذب تنظم االختالف الخالف ،فقد ظهرت اختالفاتنا على شكل اصطفافات وتخندقات ،ونزعات إلغائيّة محمولة معنا جميعا ً من المرحلة السابقة. والدول التي تميل لالستقرار ّ تنظم خالفاتها عبر صناديق االقتراع وعبر المؤسّسات الدستوريّة وعبر الحوارات الوطنيّة ووسائل اإلعالم ،وهي ما قصدناه باألدوات والمنصّات. نحن بعيدون عن ذل��ك كلّه ،وحين تنتهي هذه الحرب ونبدأ ببناء بلدنا ،ك ّل هذه االختالفات ستجد لها مسارات دستوريّة ومجتمعيّة لتنتظم من خاللها وتصبّ في الصالح العا ّم. سر الكتلة الديمقراط ّية زكر ّيا الص ّقال /أمين ّ
إنّ تفجّ ر الشارع السوريّ في الشهر الثالث عام ،2011لم يباغت النخبة السوريّة وعقلها السياسيّ فحسب ،بل عكس بنية عاجزة متورّ مة باألمراض حيث لم تستطع أن تقرأ ما حصل وكيفيّة قيادته ،وما هي المخاطر التي تواجهه؟ هذا العجز الذي يمكن تفسيره ،ورغم ما ق ّدمته هذه المعارضة من تضحيات ،نزفت بها سنوات طويلة بسجون ومعتقالت االستبداد ،إلاّ أنّ نقداً حقيق ّيا ً لما حصل وطرأ من تطوّ رات أفرزت وبالضرورة عالقات وخطاب جديد كان علينا هضمه وعيش روحه ،بالمعنى البنيويّ وليس على طريقة «الموضة». كما أنّ عقوداً طويلة من االستبداد والفساد عمّت مجتمعات ال��ش��ارع ال��س��وريّ ،فساد ط��ال البنية االجتماعيّة ،ممّا أسفر على جمود وتصلّب ،بل وتأثير االستبداد على مجمل التشكيالت السياسيّة ،حيث تجربة الربيع األوّ ل والمنتديات وإعالن دمشق ،أعطت نموذجا ً واضحا ً لإلقصاء وعدم االعتراف باآلخر، وفتح ملفّ المسألة الديمقراطيّة باعتبارها المهمّة التي توهّم المعارضون التق ّدم لبنائها. هذا العقل المهزوم الذي لم يقيّم وينقد عوامل هزيمته، ّ تنطح لثورة هي حلم السوريّين ومبتغاهم لينتقلوا إلى الدولة الناظمة للمجتمعات باعتبارها فوق الجميع فوق اإليديولوجيا والدين والحزب ،تجمعها تحتهم وتترك للدستور والقانون والقضاء تشريع حقوقهم وواجباتهم ،دولة مواطنة ومواطنين ،ال عجب أنّ هذه الكلمات والمصطلحات تتر ّدد كثيراً على ألسنة النخب والمعارضة ،إلاّ أنّ بنية ه ّ شة تركت حدود الوطن مفتوحة على غاربها متوهّمة أ ّنها ستصل للدولة والديمقراطيّة بمساعدة اآلخر ،أو بتنازالت من قبل النظام كما توهّم جزء منهم. بهذا المعنى يكون عقل النخبة السوريّة مُبتسراً وه ّ شاً، حيث لم يتعامل مع الثورة باعتبارها سيرورة تتطلّب هضم مل ّفات عدوّ ها ومكائده وما يمتلكه من أسلحة قابلة للتفجير بمواجهة هذا االستحقاق ،سيرورة ستفجّ ر - ّ يخططه أعداؤها -كثيراً من األمراض التي إضافة لما يجب تو ّقعها وتج ّنبها ووضع عالجات لقاحها بحالة الجاهزيّة واالستنفار. بهذا المعنى من القصور الفاضح لبنية المعارضة، انعكس هذا على مجمل البُنى واألدوات التي نشأت بسياق هذه الثورة من تنسيقيّات ،وقوى حراك مدنيّ ، ومجالس محليّة حيث استندت لنفس العقل المهزوم، الذي رهن السيادة والقرار لقوى إقليميّة ودوليّة. ال يمكن لثورة تريد تعايش بنى اجتماعيّة ومكوّ نات لم تتذوّ ق أفكار التنوير والنهضة والحداثة ،أن تنجز مهام التوصّل لدولة حديثة تسود بها الحرّ يّة والكرامة، ه��ذا إذا افترضنا ال��ث��ورة ،رغ��م سرقتها ورهنها، سرقتها بمعنى استالب إرادتها ،ورهنها بين الطاغية واإلره��اب ،هذان المحوران ال يمكن الفكاك منهما، إلاّ بأن يعي السوريّون توحّ دهم وتجمّعهم على وطن ودستور وقانون ُتسيّجه دولة ُتبنى بإرادة السوريّين ويسوّ ق ضمانها دول ّيا ً وإقليم ّيا ً وهذا خارج اإليديولوجيا والتمحور والتعصّب.
المنسق العا ّم الئتالف القوى العلمان ّية حسام ميرو/ ّ الديمقراط ّية
بعد عقود من غياب العمل السياسيّ الفعليّ ،وجد السوريّون أنفسهم أمام حالة جديدة سمحت بعودة العمل العا ّم ،ومهما كانت طبيعة األشكال السياسيّة التي ظهرت منذ آذار 2011فهي أتت من رحم الواقع السوريّ ،وعلينا ألاّ نضفي رغباتنا على شكل الواقع الذي اتخذه الحراك السياسّي ،فالمسألة تتجاوز رغباتنا إلى ممكنات الواقع نفسه بأبعاده المختلفة ،وما يو ّفره من معطيات. وبنا ًء عليه ،فإنّ مقاربة ما ظهر من تشكيالت سياسيّة يجب أن تأتي في سياق الحراك العا ّم وتعقيداته السوريّة واإلقليميّة والدوليّة ،وعلينا ألاّ نجلد ذواتنا كثيراً ،لكن، وعلى التوازي ،يجب أن يواكب العمل السياسيّ عمالً نقد ّيا ً لمجمل الحراك السياسيّ ،وهو ضروريّ كي يكون هناك مراجعة دائمة للفعل السياسيّ ،بما يخلق إمكانيّة تصويبه باستمرار ،ويفتح المجال لنموّ عالقة تفاعليّة بين الفكر النقديّ والعمل السياسيّ . ومن الطبيعيّ أن يكون أيّ حراك سياسيّ ،بما هو حراك ع��ا ّم ،لمصلحة الشعب السوريّ ،ولمصلحة مستقبل سوريّة ،بل إنّ ما هو أخطر هو عزوف الناس عن العمل السياسيّ ،وابتعادهم عنه ،ال سيّما جيل الشباب ،وذلك ألسباب عديدة ،أهمّها عدم قناعتهم بجدوى هذا العمل ،أو لغياب قوّ ة المثل فيما ظهر من أح��زاب وتك ّتالت ،لم تتم ّكن من طرح نماذج ت ّتسم بالكثير من اإليجابيّة ،خصوصا ً لجهة ديمقراطيّة البنية التنظيميّة. أمّا غياب التواصل والتنسيق بين المكوّ نات السياسيّة، فهو يعود ألسباب ذاتيّة وموضوعيّة ،فنحن ال نعيش ظروفا ً طبيعيّة ،وأعضاء الكتل السياسيّة ّ موزعون في بلدان عديدة ،وهو ما يُفقد العمل السياسيّ الكثير من حيويّته وقدراته ،لكنّ األخطر هو تبعيّة بعض الكيانات السياسيّة للدول «الداعمة للثورة السوريّة» ،ونتيجة ظروف عديدة ال مجال لذكرها هنا ،وتلك التبعيّة تجعل القرار السياسيّ لبعض الكتل فاقداً لالستقالليّة ،وهو ما ّ أخر ح ّتى اللحظة الكثير من التفاهمات الضروريّة، والتي كانت في حال وجودها ،أن تسهم بشكل فاعل في بلورة بُعد وطنيّ للعمل السياسيّ يسمو فوق األبعاد اإليديولوجيّة والعقائديّة ويتجاوزها بما يخدم المرحلة الراهنة من النضال الوطنيّ والديمقراطيّ . المدني خالد بيطار /عضو مجلس اإلدارة في التج ّمع ّ السوري ّ
شهدت الحياة العامّة في سوريّة استقطابات شديدة خالل السنوات المنصرمة على خلفيّة النزاع الدائر وعلى خلفيّة محاوالت الحشد المستمرّ ة على أسّس عائليّة أو طائفيّة أو إيديولوجيّة ،وامت ّدت هذه االستقطابات لتطال أيضا ً العديد من ّ منظمات المجتمع المدنيّ ولم تقتصر فقط على التيّارات السياسيّة. في حقيقة األم��ر ،وفي الحاالت الطبيعيّة ،أوقات االستقرار وعلى افتراض وج��ود حالة من الحياة الديمقراطيّة ،فاألمر طبيعيّ ويت ّم حسم الخصومات في االنتخابات ويكون هناك دوما ً قنوات للتعبير وللمشاركة وللمحاسبة والمساءلة ،وي ّتخذ المجتمع المدنيّ في هذه الحالة موقفا ً أكثر حياديّة من االستقطابات السياسيّة،
www.allsyrians.org
أحوال ويعمل على الدفاع عن المصلحة العامّة للناس أينما و ِجدت وفي مواجهة أيّ كان. ال شكّ ،أنّ االصطفافات السياسيّة في شكلها الحاليّ وبعدم وجود سبل ديمقراطيّة إلدارتها ال تخدم مصالح الشعب السوريّ ،فمن حيث المبدأ فإنّ االصطفافات السياسيّة هي أمر طبيعيّ وصحّ يّ ،لكن علينا أيضا ً أن نوجد الطرق الديمقراطيّة التي يت ّم من خاللها إدارة هذه االصطفافات مع وجود ثقافة الثقة واألمان المشترك بين ك ّل األفرقاء السياسيّين ،بما معناه ،أ ّنه في حال فوز فريق سياسيّ معيّن في انتخابات حرّ ة و ش ّفافة ونزيهة فإنّ باقي األفرقاء يقرّ ون بنتائج االنتخابات ويتحوّ لون إلى صفوف المعارضة والتحضير لجوالت االنتخابات المقبلة. أمّا فيما يخصّ موضوع إقامة جسور التواصل بين األطراف السياسيّة والمدنيّة ،فعلى المستوى السياسيّ تعني بالضرورة خلق بيئة سالم وحوار ،تفضي إلى اعتراف جميع األطراف السياسيّة الموجودة والفاعلة على الساحة السوريّة ببعضنا البعض والمضي نحو صياغة اإلطار القانونيّ والتشريعيّ لح ّل المعضلة السوريّة ،ويضع المجتمع المدنيّ في موقعه الصحيح والمناسب الحياديّ والمستقل. وال يمكن القول بأ ّنه ال وج��ود لجسور للتعاون ّ منظمات المجتمع المدنيّ ،فقد كانت والتواصل بين تجربة التحالف المدنيّ السوريّ من التجارب الملفتة في الحالة السوريّة ،حيث ض ّم في عضويّته ما يقارب ّ منظمة غير حكوميّة سوريّة ،وهي محاولة الـ 80 لتعزيز استقالليّة وحياديّة العمل المدنيّ والحفاظ عليه في طبيعته المدنيّة وإقامة روابط التعاون والتنسيق ّ المنظمات ،كما هناك أيضا ً والعمل المشترك بين هذه محاوالت وتجارب أخرى مختلفة. السياسي -منبر النداد عبد هللا الحسن /المكتب ّ الوطني ّ
االصطفافات السياسيّة قد نفهم طبيعتها وطموحها كحالة عاديّة متبعة ،ولكنّ التخندق اإليديولوجيّ هو ضارّ بأيّ جسد يراد له أن يكون وطن ّيا ً كما نحلم في سوريّة ،وللمالحظة في الحالة السوريّة فإنّ المال السياسيّ كان له فعل وأث��ر كبيرين في الكثير من االصطفافات السياسيّة واإليديولوجيّة وهذا خلل كبير، ولألسف تبع ذلك اصطفافات وشراء والءات في العمل المدنيّ واإلغاثيّ وهذا خلل أكبر. نحن في المنبر الديمقراطيّ السوريّ ومنذ تأسيسه في حزيران ٢٠١٢كان عملنا وهدفنا (كما ورد في بيان التأسيس) هو توحيد قوى المعارضة وم ّد جسور التواصل بين كافة القوى السياسيّة -بغضّ النظر عن اتجاهاتها وتحالفاتها -كي نخرج بموقف مشترك ورؤية واحدة في وجه االستبداد الذي تمارسه السلطة المستب ّدة في سوريّة ،والذي كان مطلبا ً شعب ّيا ً ودول ّيا ً أيضاً. رغم صعوبة العمل في الواقع السوريّ السياسيّ ّ المعطل بأفعال وتجاذبات دوليّة وإقليميّة ،لكن استطعنا تحقيق ما يمكن تسميته وحدة المعارضة السوريّة على رؤية واحدة «المشروع الوطنيّ » في مؤتمر القاهرة في تمّوز ٢٠١٢حين اجتمعت كا ّفة القوى المعارضة السياسيّة والثوريّة السوريّة في القاهرة وخرجت برؤية سياسيّة واضحة المعالم للمرحلة االنتقاليّة، وبعهد وطنيّ جامع يؤسّس لدستور الجمهوريّة التي نسعى لتحقيقها ،وهذا ما و ّقع عليه كا ّفة المجتمعون في القاهرة يومها. وتحقيقا ً لما ورد في وثائق القاهرة كانت «لجنة المتابعة» التي انبثقت عن المؤتمر والتي كانت مهمّتها متابعة ما جاء في تلك الوثائق تمهيداً لتحقيق أكبر انجاز للمعارضة السوريّة في وقتها ،وهذا ما أفشلته المصالح اإلقليميّة رغم تمسّكنا وسعينا لتحقيقه. ال زلنا في المنبر الديمقراطيّ السوريّ متمسكين ّ بخطنا ونهجنا نحو توحيد المعارضة السوريّة ،وهذا ّ مؤخراً اندماج «حركة النداء الوطنيّ » و نتج عنه «المنبر الديمقراطيّ السوريّ » بشكل كامل تحت اسم «منبر النداء الوطنيّ » والذي حمل نفس اله ّم ونفس الرؤية في توحيد قوى المعارضة السوريّة ،وهذا ما تجلّى واضحا ً في سعينا اليوم لتحقيق لقاء يجمع
newspaper@allsyrians.org
العدد 23 مكوّ نات المعارضة السوريّة في القاهرة للخروج برؤية واحدة تمهّد الطريق للمشاركة الفعّالة في مؤتمر موسكو المزمع عقده قريباً. ال ن ّدعي بأنّ ك ّل العمل هو إنجاز لنا ،ولكن ك ّنا طرفا ً مه ّما ً في تحقيقه وال زلنا نسعى له ،ونؤ ّكد بأنّ هناك الكثير من القوى والشخصيّات الوطنيّة التي تسعى بجهد وقوّ ة لتحقيق ذلك. منهل باريش /إعالن دمشق
بالطبع ،االصطفاف الحاليّ ليس لصالح الشعب السوريّ أو الثورة السوريّة ،ولماذا ال تقام جسور تواصل بين ك ّل هذه التشكيالت العاملة بالشأن السوريّ ، وما هي العوائق حيال ذلك؟ أعتقد أنّ المشكلة ُتر ّد إلى ثالثة أسباب: أوّ الً :انحدار أغلب المعارضة السياسيّة تاريخ ّيا ً من جذور إيديولوجيّة شموليّة (قوميّة وشيوعيّة) وهذا نمّى صراع باطنيّ دفين تحوّ ل إلى شخصيّ في كثير من األحيان ،ولم تعد السياسة أحد أوجهه. ثانياً :فشل الشباب المدنيّ الذي التحق بالثورة في بلورة قوى سياسيّة وازنة تستطيع فرض أولويّات الثورة وتقديم رؤية لح ّل سياسيّ أو لسوريّة حرّ ة ديمقراطيّة ،وسبب هذا أنّ أغلب الشباب السوريّ الذي انتفض بوجه النظام ولد في مرحلة التصحّ ر السياسيّ التي عاشتها سوريّة بعد فرض الح ّل األمنيّ وتدمير المعارضة السياسيّة وسحقها بالسجون. ثالثاً :تدويل القضيّة السورية ما سمح بوجود قوى غير سوريّة (بالمعنى الوطنيّ ) في المعارضة السوريّة، ّ تمثل مصالح دول إقليميّة وتص ّدر أولويّات هذه الدول على أولويّة المصلحة الوطنيّة السوريّة. نوار /ت ّيار مواطنة برهان أبو ّ
أوّ الً :هناك مشكلة في السؤال نفسه فاألطراف العلمانيّة ليست كلّها حاملة إليديولوجيا ،والليبراليّة مثل ساطع ،وهي المعنيّة األساسيّة بالسؤال؛ بالمقابل لم يقف (اليساريّون والقوميّون) إلى جانب الثورة كما كان مأموالً من هاتين اإليديولوجيّتين ،ال بل على العكس، وقفت معظم ه��ذه األح��زاب الحاملة لإليديولوجيا اليساريّة والقوميّة إلى جانب السلطة. ثانياً :وهو األه ّم ،لم تبرز نزعة وطنيّة جامعة لدى معظم األطراف الداعمة للثورة ،ألنّ األساس الفكريّ الذي أسّس للتيارات والتجمّعات السياسيّة يقوم غالبا ً على مرجعيّة قبل وطنيّة -العشائريّة والقوميّة الضيّقة أو على مرجعيّة فوق وطنيّة – األمّة اإلسالميّة أواألمّة العربيّة أو األمميّة ،أمّا الدعوة على أساس وطنيّ (سوريّ ) يجعل االعتبارات السابقة مؤجّ لة وفي المرتبة الثانية من األه ّميّة فلم يبرز بتلك القوّ ة الالزمة وبقيت حوامله التنظيميّة والقاعدة الشعبيّة القوّ ة األضعف بين جميع االصطفافات. ثالثاً :وهي نقطة يجب البحث الجديّ فيها ويمكن اعتبارها األساس السياسيّ – االجتماعيّ للخروج ّ وتتمثل بإيجاد برنامج (وطنيّ ) متجاوز من المأزق، لإليديولوجيّات التفريقيّة للهويّة الوطنيّة ،هل لهذا البرنامج قاعدة اجتماعيّة ،وهل يتم ّتع بدعم وقبول إقليميّ ودول���يّ ؟ هل له ب��ذور تنظيميّة في الواقع السوريّ ؟ من دون أدنى تر ّدد ،اإلجابة على هذا السؤال تنبع اآلن من المأزق الذي تعيشه سوريّة شعبا ً ومعارضة وسلطة ،وهي حالة أق ّل ما يقال فيها :إ ّنها تف ّتت اجتماعيّ إلى أصغر المكوّ نات االجتماعيّة للمجتمع ،وأق ّل ما يقال
/21كانون الثاني 2015/ فيها :إنّ جميع تلك االصطفافات اإلسالميّة واليساريّة والقوميّة قد أوصلتنا إلى هذه الحالة ،وبالتالي ال يبقى مخرج خارج هذه األزمة إلاّ عبر (عقيدة) وطنيّة على قاعدة المواطنة المتساوية. نعم ،القاعدة االجتماعيّة المذرّ رة في الوضع الراهن ال تق ّدم الكثير من التفاؤل كذلك الموقف الدوليّ واإلقليميّ ،لكنّ وعي هذه الضرورة من قبل القوى السياسيّة القائمة والتي ستنشأ قريبا ً بحكم الضرورة ستجعل من هذا البرنامج الوطنيّ الجامع ضرورة ال تقوم دولة بدونه وسواء انتمى الفرد المواطن إلى اإلسالم بك ّل طوائفه أو مذاهبه أو إلى العرب أو الكرد أو إلى أيّ مكوّ ن سوريّ آخر ،فإنّ ضمانته المستقبليّة تقوم على اعتبار أ ّنه جزء من ك ّل جامع هو سوريّة. الديمقراطي /PYD/ حزب اال ّتحاد ّ
كلّنا يعرف أنّ الثورة السوريّة بدأت بشكل عفويّ وسلميّ وبدون تنظيم وبرنامج ممّا جعلها عشوائيّة، وأ ّدى تدخل الكثير من الدول خاصّة من الدول اإلقليميّة والنظام ،حرف الثورة عن مسارها السلميّ وبدأت بعض القوى بتنفيذ أجندات الجهات الخارجيّة الداعمة لها بغضّ النظر عن مصالح الجماهير ،وبعدها ت ّم تغذية المفاهيم الطائفيّة والمذهبيّة والقوميّة وتسلّحت الثورة .استغ ّل النظام هذه النقطة ليقوم بقمع الثورة بكافة األسلحة وح ّتى المحرّ مة دول ّياً .ونحن في حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ ك ّنا معارضين ح ّتى قبل بداية الثورة السوريّة أل ّننا جزء من المكوّ ن السوريّ ،وبعد انحراف الثورة عن سلميّتها ا ّتخذنا ألنفسنا ّ صا ً خطا ً خا ّ وهو بناء اإلدارة الذاتيّة الديمقراطيّة وذلك إيمانا ً م ّنا بسوريّة واحدة تع ّدديّة ديمقراطيّة ال مركزيّة وبوادر نجاح مشروعنا واضحة للعيان في هذا الوقت. ونحن في حزب اال ّتحاد الديمقراطيّ -ومنذ البداية نسعى لم ّد جسور التواصل بين التشكيالت العاملةفي الشأن السوريّ وفتح باب الحوار أمام جميع إثنيّات الشعب السوريّ ،أل ّنهم هم أصحاب القضيّة والكلمة األخيرة. المحامي رشيد شعبان /عضو اللجنة السياس ّية في الكردي في سور ّية (يكيتي): الديمقراطي حزب الوحدة ّ ّ
وجود األحزاب هو غاية وليس هدفا ً وعلى األحزاب أن تكون في خدمة المجتمع وأن تعمل األحزاب لتحقيق مصالح الجماهير وليس أن تكون عبئا ً على المجتمع وأن تضع المجتمع لخدمة مصالحها لتخلق في النهاية ديكتاتوريّات استبداديّة وهذا مانعاني منه في واقعنا الحاضر ،مستغلّين عواطف الجماهير باسم الدين أو القوميّة. وبما أنّ سوريّة متع ّددة القوميّات واألديان والطوائف، لذا فهي بحاجة إلى ثقافة جديدة مبنيّة على الحوار الب ّناء وقبول اآلخر بعيداً عن النزعات القوميّة والطائفيّة والمذهبيّة ،وأن يت ّم األخ��ذ بعين االعتبار مصالح المجتمع العليا لتحقيق العدل والمساواة الحرّ يّة. ثوار حلب /نبيه مستريح مكتب العالقات مجلس ّ العا ّمة كانت تلك االصطفافات السياسيّة التابعة إليديولوجيّات متع ّددة هي ميزة للتجمّعات السياسيّة التي ظهرت ببداية الثورة في الخارج السوريّ أو بالداخل ولك ّنها كانت م ّتفقة لح ّد معيّن ومترابطة كشكل خارجيّ والذي
5
كان ظاهراً في المجلس الوطنيّ واالئتالف ،والذي كان متوافقا ً إلى ح ّد كبير سياس ّيا ً بين تك ّتالته المؤسّسة له ،أ ّم��ا في الداخل فقد كان االختالف ظاهراً بين اإليديولوجيّات للمجموعات الفاعلة على األرض بسبب االختالف الذي ظهر جل ّيا ً في الشعارات التي رُفعت في المظاهرات ،والتي كان فاعالً فيها عدد قليل من األشخاص الذين كانوا يسوّ قون بشكل أو بآخر حيث تش ّكلت التجمّعات بالتوافق بين األشخاص القريبين من اإليديولوجيّات الخاصّة بهم ليظهروا فعاليتهم على األرض ضمن مناطق مح ّددة ببداية الحراك، وانتقلوا إلى مناطق أخرى ليبدأ العمل بتلك المناطق وظهورهم كعنصر غريب لح ّد معيّن والذي دفع الكثير من األشخاص الذين التحقوا بالثورة وكانوا بعيدين عن العمل السياسيّ وليطلعوا على اإليديولوجيّات الجديدة والغريبة عن مناطقهم وكان له الدور اإليجابيّ الكبير لتع ّدد اإليديولوجيّات وانتقالها من منطقة إلى أخرى، وبدأ هذا التنافس بين أصحاب تلك اإليديولوجيّات بالعمل على األرض وكان لذلك التنافس التأثير على التجمّعات السياسيّة في الخارج ،كون أنّ قوّ ة التجمّعات السياسيّة في الخارج من قوّ ة تجمّعات الحراك في الداخل الشبيهة لها إيديولوج ّيا ً أو المنتمية لها وكانت ّ مؤثرة على إعادة تشكيل تجمّعات الخارج وأ ّدت لتغير المناخ السياسيّ وعدم سيطرة تامّة أليّة إيديولوجيّة مقابل غيرها ،وبدء ظهور تجربة ديمقراطيّة متماشية مع الواقع االجتماعيّ السياسيّ في زمن قبل الثورة . كانت هذه االصطفافات مفيدة للمرحلة القادمة في مرحلة ما بعد الثورة ح ّتى تكون التجارب الديمقراطيّة قد نضجت بين التجمّعات المدنيّة والسياسيّة التي ستكون هي عماد لعمليّة بناء الدولة السوريّة الجديدة لتكون هي المؤسّس لتشكيل السلطة القادمة بعد أن تكون لها تجاربها في تناقل السلطة سلم ّيا ً وفقا ً لتوازنات القوى على األرض في مرحلة ما بعد سقوط النظام أو في مرحلة أيّ ح ّل سياسيّ قادم. ولماذا ال تقام جسور تواصل بين ك ّل هذه التشكيالت العاملة بالشأن السوريّ وما هي العوائق حيال ذلك؟ لم يكن يوجد أيّ تمثيل سياسيّ للثورة السوريّة منذ بداياتها ،ولكن بدأت محاوالت ظهور لتمثيل سياسيّ لهذه الثورة من ع ّدة تك ّتالت سياسيّة معارضة للنظام في الوقت السابق ،وكان لديها تلك التجارب السياسيّة القديمة ،ولك ّنها لم تكن تلك التجارب القويّة ولم تكن بظرف صحيّ سياس ّيا ً لتكوين جسور تواصل فيما بينها والتي ظهرت جل ّيا ً أثناء الثورة ،حيث كان التواصل فيما بينها سريعا ً وتوافق ّيا ً للبدء بظهور جسم سياسيّ موحّ د ،ح ّتى ولو شكل ّيا ً ليُقبل من طرف المجتمع الدوليّ ،ويكون وجها ً سياس ّيا ً لتلك الثورة ،ولك ّنها مع الوقت بدأت تتنافس فيما بينها لدعم قوى الحراك المشابهة لك ّل تك ّتل إيديولوجيّ ،والذي أ ّدى إلى تو ّقف التواصل بين تلك التجمّعات بسبب خالفات كانت تظهر لدى التك ّتالت السياسيّة التي كانت في ك ّل من االئتالف والمجلس الوطنيّ الداعمة لتجمّعات الحراك الثوريّ على األرض ،وهنا بدأ القطع شبه ال ّتام بين تلك التجمّعات ،والتي كانت ُتكسر ك ّل م ّدة بسبب ظهور حاجات عمليّة تحتاج للتنسيق بين ك ّل قوى الحراك الموجودة على األرض وكانت عصيّة على قرارات سياسيّة أتت من خارج دوائر قرار الداخل ،لتكون خبرة جيّدة لتلك المجموعات الموجودة في الحراك، الذي كان من أهداف هذا الحراك هو المحرّ ك األساسيّ للتشبيك بين تلك المجموعات المختلفة إيديولوج ّيا ً إلى ح ّد كبير. تنويه وصلت ردود أخرى للجريدة حول سؤال المحرّ ر، ولكون هذه ال��ردود طويلة ،وتعبّر عن وجهة نظر قائليها والقوى التي ّ يمثلون ،باإلضافة إلى أ ّننا لم نسمح ألنفسنا بأن نختزل ولو كلمة واحدة من الردود التي وصلتنا ،فسننشر في عددنا القادم ما وردنا من األستاذين منصور األتاسي وحسن النيفي ،وما قد يصل من ردود الحقاً. هيئة التحرير تشكر ك ّل السادة المساهمين في الر ّد على سؤالنا وبحثنا عمّا يجمع السوريّين نحو مستقبل جديد.
إعداد :باسل العبداهلل www.allsyrians.org
6
العدد 23
تحقيقات
/21كانون الثاني 2015/
وهذا العام بال كتب في ماردين
ينال التعب من المرء عندما ينزل من جبل ماردين قاصداً مدرسة السوريّين التي تقع في أسفله ،حيث يلزمه سيّارة خاصّة للوصول إليها ،كونها ليست على طريق عا ّم ،وهي عبارة عن مبنى قديم نوعا ً ما؛ وقد ُ كث ْ رت االنتقادات من الطلاّ ب واألهالي لهذه المدرسة في اآلونة األخيرة.
إستياء وإنتقادات وصلنا إلى المدرسة المسمّاة «كويت الرحمة» وأردنا أن نستفسر من اإلدارة عن صوابيّة االنتقادات الموجّ هة ،والتي استخلصناها من بعض اللقاءات كما يلي: أخبرنا السيّد «ماهر سنقر» وهو حقوقيّ من محافظة إدلب ،لديه ثالثة أوالد في الحلقة األولى والثانية من التعليم األساسيّ في المدرسة ،عن معاناته قائالً :المعاناة األولى ،تجسّدت في عدم تأمين الما ّدة األساسيّة للتعليم أال وهي الكتاب المدرسيّ ،فقد إنتهى العام الدراسيّ الفائت دون تأمين كتب مدرسيّة لكا ّفة الصفوف ،وكانت المعاناة األكبر لطلاّ ب الصّف التاسع ،فقد كانوا يدرسون المنهاج الليبيّ ،وت ّم تزويد الطلاّ ب بنسخ مصوّ رة عن المنهاج ،ولكن قبل شهر من االمتحانات النهائيّة ،ت ّم فرض المنهاج السوريّ الموضوع من قبل االئتالف ،وأيضا ً دون تأمين الكتب ّ الملخصات المقرّ رة ،بعدها ت ّم تزويد الطلاّ ب ببعض المختصرة ج ّداً ،ث ّم إمتحانهم بها ،وكانت النتيجة نجاح أربعة طلاّ ب من أصل خمسة عشر طالباً. ويضيف األستاذ «سنقر» هذا العام -وح ّتى اآلن
زوِّ د الطلاّ ب ببعض الكتب فقط .أمّا طلاّ ب الصفّالتاسع الذين يتراوح عددهم بين خمسة إلى سبعة بين طالب وطالبة – وبينهم ابني -فلم تفتتح المدرسة لهم ص ّفاً ،وهم اآلن في مهبّ الريح! معاناة أخرى ،يح ّدثنا عنها السيّد «سنقر» والتي امت ّدت من العام الفائت وح ّتى الوقت الحالي ،هي أجور باصات نقل الطلاّ ب من أماكن إقاماتهم إلى المدرسة الكائنة خلف الفندق الكبير في ماردين القديمة ،فيقول :أدفع شهر ّيا ً مبلغ مائة وستين ليرة تركيّة أجرة باصات ،وهذا يعتبر مبلغا ً كبيراً بالنسبة للاّ جئ السوريّ ،أمّا طلاّ ب الشهادة الثانوّ ية فهؤالء لم يحسب حسابهم إطالقاً ،وليس لهم أيّ نصيب أو مكان في المدرسة ،والسبب إمّا عدم كفاية عددهم ،أو عدم تو ّفر مكان لهم ،أو نقص الكادر التدريسيّ ،ال أدري! هكذا أنهى الحقوقيّ «ماهر سنقر» حديثه.
حلم بالعودة استكماالً للصورة ،أخذنا رأي وليّ أمر طالب آخر ،حيث قال :اسمي «سربست حسين» من دمشق، ومقيم حال ّيا ً كالجئ في ماردين ،بعثت ابني وهو من الصفّ الثاني في بداية الفصل األوّ ل إلى المدرسة ودفعت أجرة الباص ،ولك ّنني لم أعد أرسله إليها ،ألنّ المدرسة لم تعطه كتبا ً مثل العام الماضي ،إذ لم تكن هنالك كتب .اآلن ولدي في البيت ،وهنالك الكثير من أوالدنا على هذه الحال. لاّ كذلك ،لمعرفة آراء الط ب التقينا بالطالب محمّد
الكادر التدريسيّ في هذه السنة بدون راتب كون الجهة الداعمة أوقفت التمويل .يتابع «أبو طارق» بالنسبة للمواصالت ،في السنة الماضية قمنا بتأمين باصات وكان ك ّل طالب يدفع أجرة شهريّة للباص خمسا ً وثالثين ليرة تركيّة ،ولألسف ،لم يكونوا ينتظمون بالدفع ،والبعض منهم لم يكن يدفع أبداً والمعلّمون كانوا يساعدون الطلاّ ب في األجرة ،أمّا هذ العام فعالقة أصحاب الباصات أصبحت مع األولياء مباشرة ،وال دخل لنا بهم ،والزالت مشكلة عدم الدفع المنتظم أو ْ تركت دفع نصف األجرة بدالً عن الك ّل موجودة ،لذلك أربعة باصات المدرسة ،وقد ق ّدمنا طلبا ً لوالي ماردين من أجل تأمين باصات وال جواب ح ّتى اآلن ،والكادر التدريسيّ لدينا يتألّف من واحد وعشرين معلّما ً ال يتقاضون راتباً ،وهم مشكورون أل ّنهم يداومون تطوّ عا ً وبعد الدوام يعملون في أعمال ال تليق بمعلّم، وأتساءل ماذا يفعل مكتب ماردين التابع للحكومة
حسين (مواليد دمشق )1996الذي بدأ بالحديث وكأ ّنه ينتظر أحداً ليشكو له همّه ،فقال :كنت مقيما ً في دمشق، وكنت طالباً ،اضطرّ رت لترك سورية مع أهلي منذ عامين والمجيء لتركيا واإلقامة في ماردين ،عملت في أعمال ش ّتى وبأجور منخفضة ،وعندما سمعت في السنة الماضية بأ ّنه ت ّم إفتتاح مدرسة للسوريّين في ماردين ذهبت أنا وأختي ،وهي أيضا ً في الصفّ الثالث الثانويّ ،وق ّدمنا أوراقنا للمدرسة وسجّ لونا وقالوا لنا بأنّ الدوام سيبدأ في الشهر السادس 2013 واالمتحانات ستكون في الشهر السادس من العام ،2014ولكن -لألسف -لم يكن هنالك ال دوام وال امتحان ولم ي ّتصلوا بنا (هادا وجه الضيف) واآلن أعمل في (كازيّة) من الصباح إلى المساء ،والزلت أحلم بالعودة إلى سورية وتكملة دراستي. انتقادات مضادّة نقلنا ك ّل ما سبق من معاناة األهالي والطلاّ ب إلى مدير مدرسة «كويت الرحمة» األستاذ «خالد أبو طارق» فتح ّدث إلينا عن المدرسة ومشاكلها ،واشتكى بدوره من أهالي الطلاّ ب على النحو التالي: اف ُّتتحت المدرسة السنة الماضية ،وكان الراعي لها «جمعيّة الشفقة» ومقرّ ها إستانبول ومدير الجمعيّة «محمّد الماضي» .وأضاف المدير :الطلاّ ب المسّجلون لدينا هذه السنة أربعمائة وعشر طلاّ ب، إضافة إلى مائتين وس ّتين طالبا ً من السنة الماضية. ث ّم قال :ك ّل مشاكلنا هي عدم تفهّم األهالي وإهمالهم للمشروع التربويّ الخاصّ بأبنائهم ،مع العلم أنّ
السوريّة المؤ ّقتة لهذه المدارس؟ وماهي الخدمات التي ّ موظفي المكتب يتقاضون رواتب يق ّدمها؟ علما ً أنّ عالية ودون عمل ،والمعلّمون يخدمون وبدون راتب فما مهمّة هذا المكتب! على األق ّل عليهم تأمين الكتب، علما ً أنّ طلاّ ب الشهادة الثانويّة (الفرع العلميّ ) يلزمهم ألفا كتاب ،ومكتب أورفا لم يبعث سوى ألف كتاب، ومتفرّ قات أيضاً ،فال منهاج كامل لصفّ واحد ،ولدينا س ّتمائة طالب بحاجة إلى منهاج كامل ،ونتيجة ش ّح الكتب ،وأجرة المواصالت ،فإنّ نصف الطلاّ ب فقط يداومون! وك ّنا قد أرسلنا جداول بحاجاتنا منذ بداية العام إلى وزارة التربية في الحكومة المؤ ّقتة. أين وزارة الرتبية والتعليم؟ طلاّ ب يُحرمون من التعليم بسبب عدم وجود كتب، وهنالك وزارة في الحكومة السوريّة المؤ ّقتة اسمها وزارة التربية والتعليم ،فلماذا ال تؤمّن هذه الوزارة الكتب؟ هذا ما يجب أن تجيب عنه هذه الوزارة ،أليس كذلك؟
ماردين -احملامي :علي كولو
من تحت ال ّدلف لتحت المزراب
البيت بأكمله اُسعفنا إلى تركيّا أنا والصغيرة وتمّت معالجة حروقنا معالجة أوليّة ،ومن ث ّم رُحّ لنا إلى المخيّم ،لم نكن نملك أيّ شيء سوى مالبسنا التي خرجنا بها ،لم يكن حالنا في المخيّم جيّد بل كان يزداد سوءاً ،لقد التهبت الحروق التي أُصبنا بها أنا والطفلة ولم نجد أيّة عناية ،حينها قرّ رنا المجيء إلى تركيّا علّنا نجد مأوىً وعمالً. البحث عن مأوى
أكثر من عشر مرّ ات كان الطفل حسن يجوب الحديقة ذهابا ً وإياباً ،يجرّ خلفه حقيبة بالية تزيده حجماً ،راقبته من بعيد وهو يف ّتش في جميع الحاويات ويلتقط عبوات بالستيكيّة يجمعها في حقيبته ،دفعني فضولي لسؤاله عن اسمه واسم البلد الذي جاء منه ،ولماذا استبدل حقيبته الدراسيّة بهذه الحقيبة ،عندها أخبرنا بأ ّنه يسكن مع عائلته في مكان قريب ،وقرّ رنا الذهاب معه ،دخلنا إلى المنزل وهو عبارة عن مكان مهجور غير صالح للسكن وفيه قابلنا عائلة الطفل «حسن ربيع» نزوح آخر «ما جبنا معنا شي ..هربنا وما معنا أي شي .. ح ّتى لباس للوالد ما في ..وأوراقنا كلّها انحرقت» ه��ذا م��ا قالته «أ ّم حسن رب��ي��ع» ل��دى لقائنا بها. أ ّم حسن ربيع المرأة التي سقطت على بيتها قذيفة وأحرقت رقبتها ويدها اليمنى وأحرقت البيت ،وأحرقت وجه طفلتها «ب��راء» البالغة من العمر 5سنوات. تتألّف عائلة «حسن ربيع» من األب واأل ّم وأربعة أطفال قدِموا من منطقة الباب في حلب إلى تركيّا. تروي لنا أ ّم حسن قصّة نزوحها :بعد سقوط قذيفة في الشتاء على بيتنا الكائن في منطقة الباب واحتراق
newspaper@allsyrians.org
تقول أ ّم حسن :هذا البيت الخرب الذي نسكن فيه اآلن ،هو بدون أبواب وبدون كهرباء وال ح ّتى ماء، ورغم ذلك فقد طلب م ّنا صاحب البيت إخالءه أل ّننا غير قادرين على دفع أجرته ،فنحن ال نستطيع ذلك أل ّننا ح ّتى الطعام ال نستطيع تأمينه ،فصاحب المطعم التركيّ الذي بجانبنا يجلب لنا ما تب ّقى من الطعام الذي يتركه الزبائن (ك ّتر هللا خيره) البارحة – مثالً -لم يكن لدينا ما نأكله ألنّ صاحب المطعم لم يجلب لنا شيئاً ،وك ّل هذا نتحمّله أنا واألوالد ،لكن ما ال أطيقه هذه الحروق التي يزيد التهابها يوما ً بعد يوم وطفلتي «براء» التي تشوّ ه وجهها بالكامل وما من مساعد لنا، وح ّتى عندما ذهبنا إلى المشفى التركيّ لم نحصل إلاّ
على بعض المراهم التي ال تفيدنا بشيء ،وتضيف :ما يزيد من التهاب الحروق لديّ ولدى الطفلة هذا المكان الذي ال ماء فيه والمليء بالجراثيم ،هذا وتضيف( :أنا راحت علييّ ،بس البنت ما بريد يبقى وجهها مشوّ ه بهادا الشكل ،حرام بكرة رح تكبر ويبقى وجهها مشوّ ه) وأجهشت بالبكاء ،وهنا طرحنا عليها السؤال التالي: هل تعرفين أنّ مقرّ الحكومة المؤ ّقتة ال يبعد عن بيتكم سوى بضعة أمتار؟ أجابت :لم أسمع أبداً بما يُسمّى حكومة (ويمكن تكون الحكومة ما سمعت فينا كمان) هناك جمعيّة تق ّدم لنا مساعدة بسيطة ك ّل شهر تقريباً. أمّا الزوج «أبو حسن ربيع» الذي كان يعمل بائع خضرة على عربة في منطقة الباب سابقاً ،كان من فقراء المنطقة فهو المعيل الوحيد للعائلة ،هو واحد من آالف السوريّين الذين يعانون الفقر المدقع قبل الثورة، لكن كان لديهم بيت يأويهم مع أطفالهم ،أمّا اآلن فهم مشرّ دون بدون عمل وبدون بيت ،بدون وطن ،لقد زادت الحرب من معاناتهم ومن معاناة آالف السوريّين أمثالهم الذين يه ّددهم الفقر والجهل والمرض إضافة إلى التشرّ د، أطفال يه ّددهم اجلهل أخت «حسن ربيع» األكبر التي تبلغ من العمر 11سنة أجابتنا على سؤالنا لها إنْ كانت تعرف القراءة أم ال؟ قائلة :لم أعد أتذ ّكر األحرف التي تعلّمتها في المدرسة لقد نسيت ك ّل األحرف والكلمات التي تعلّمتها أل ّنني لم أتابع تعليمي ،فقد درست فقط الصفّ األوّ ل ونجحت إلى الصفّ الثاني وعندها بدأت الثورة ولم نعد نذهب إلى المدرسة ،وهنا قال الطفل حسن (البالغ من العمر 9سنوات) وأنا لم أدخل المدرسة أيضا ً ألنّ القذائف كانت تتساقط على منطقتنا ك ّل يوم ،أمّا األخ األصغر الذي يبلغ من العمر 8سنوات فهو اآلخر ال يعرف الكتابة أل ّنه لم يدخل المدرسة أصالً. إذاً نحن أمام عائلة كاملة ال يعرف أحد منها أن يقرأ حرف واحد ،وهذه كارثة بح ّد ذاتها ،فالكثير من السوريّين هذا وضعهم وإذا ما أجرينا إحصائيّة بعدد هؤالء األطفال الذين هم بدون تعليم فإ ّننا سنشعر بحجم الكارثة التي ينتظرها جيل كامل من األطفال السوريّين.
مجع البالستيك
وعند سؤالنا أل ّم حسن عن سبب عدم ذهاب أطفالها األربعة إلى المدرسة هنا في «غازي عينتاب» أجابتنا: إنْ سجّ لتهم في المدرسة هذا يعني أ ّنني سأدفع على األق ّل ك ّل شهر ما يعادل 400ليرة تركيّة وهذا يعني أنّ األوالد لن يذهبوا إلى العمل ،وباألصل نحن ال نملك هذا المبلغ لدفعه ،وعند سؤالنا عن طبيعة عمل األطفال أجابتنا :يعمل األوالد بجمع العبوات البالستيكيّة من الحاويات ونبيعها بمبلغ يُق ّدر ك ّل يوم بما يعادل 10 إلى 15ليرة تركيّة ،وهنا قال حسن :أنا أذهب في ك ّل يوم الساعة 6صباحا ً ألبحث عن العبوات في الحديقة وأبقى ح ّتى السادسة مساءً ،وأردف مبتسما ً وألعب بجميع األلعاب الموجودة في الحديقة. ّ ّ هنا نتساءل ،أين الحكومة المؤقتة والمنظمات اإلنسانيّة وحقوق الطفل من وضع هؤالء السوريّين؟ أم أ ّنها لم تسمع بهم؟ كما أخبرتنا «أ ّم حسن ربيع». هذا ،ويبقى األطفال السوريّون سواء أكانوا في الداخل أم في الخارج هم الضحيّة التي تطحنها رحى الطغيان.
فلك اخلالد www.allsyrians.org
تحقيقات
العدد 23
/21كانون الثاني 2015/
تملّح التربة خطر يه ّدد دير الزور
ّ يمثل تملّح التربة مشكلة مزمنة بالنسبة لألراضيّ الزراعيّة على حوض الفرات وخاصّة في مدينة دير الزور ،هذه المشكلة تتسبّب في خروج مساحات كبيرة من عمليّة اإلنتاج الزراعيّة إضافة إلى نقص في اإلنتاج والغالل. قدمية جديدة أب��و محمّد م��زارع من الريف الغربيّ لدير الزور وأحد الذين تضرّ روا من تملّح التربة في وادي الفرات تحدث لـ كلّنا سوريّون» قائالً «إنّ مشكلة التملّح مشكلة قديمة ،ولك ّنها ازدادت في ظ ّل الثورة ،بسبب غياب الجهات الرسميّة التي كانت تقوم بتأهيل وصيانة أقنية تصريف المياه الزائدة ،إضافة لعدم توافر المع ّدات التي تساعد على تسوية األراض��ي بالليزر ،كما أنّ الجهات اإلداريّة التي حلّت بدل مؤسّسات النظام األسديّ ال تملك اإلمكانيّات الالزمة للمعالجة ،ممّا أ ّدى إلى تراجع إنتاج األراض��ي الزراعيّة ،وبالتالي تد ّني المردود في المساحات المزروعة و زيادة في تكاليف اإلنتاج ،حيث نضطرّ إلضافة كميات مضاعفة من األسمدة والبذور وحراثة حقولنا أكثر من مرّ ة ح ّتى يتس ّنى لنا الزراعة ،وبسب ارتفاع ُ أوقفت الزراعة بنصف التكاليف وانعدام المع ّدات األراضي التي أملكها» ويضيف أبو محمّد «إنّ ربع األراضي الزراعيّة على النهر اآلن خارجة عن العمليّة اإلنتاجيّة بانتظار إيجاد جهات تساعد على ح ّل مشكلة التملّح التي تصيب المساحات الزراعيّة». محمّد ع .رئيس جمعيّة فالحيّة من ريف دير الزور الشرقيّ قال «إنّ نسبة األراضي الزراعيّة
الخارجة عن العمليّة اإلنتاجيّة بسبب تملّح التربة تق ّدر بـنحو %35من مساحة األراضي الزراعيّة المستثمرة بشكل مرويّ في المحافظة والبالغ مساحتها 150834 هكتاراً». تآكل اإلمسنت مشكلة التملّح لم يكن تأثيرها فقط على األراض��ي الزراعيّة ،ولكن امت ّد ليشمل أم���وراً أخ��رى مثل التلف ال��ذي يصيب األبنية السكنيّة المنتشرة في داخل األراضي الزراعيّة إضافة لمشكلة تصيب شبكات الهاتف األرضيّ والكهرباء المدفونة في األراضي المتملّحة. عبد الحميد الشعيبيّ خبير جيولوجيّ مختصّ بطبقات األرض والتربة قال «إنّ مشكلة التملّح تش ّكل خطراً على المباني السكنيّة المتواجدة على األراضي حول نهر الفرات وقد تؤ ّدي مع مرور الزمن إلى تآكل القواعد اإلسمنتيّة ،ممّا يؤ ّدي النهيارها ،فاألمالح الموجودة في التربة تتفاعل كيميائ ّيا ً مع مواد البناء وتؤ ّدي لتآكلها مع مرور الزمن ،رغم ك ّل اإلجراءات االحتياطيّة من استخدام العوازل وغيرها كـ (الزفت -والبالستيك) التي يضعها األهالي كعازل إضافيّ بين البناء والتربة «. جذر املشكلة المهندس الزراعيّ محسن العلي مسؤول الملفّ الزراعيّ في مجلس المحافظة الحرّ تح ّدث لـ «كلّنا سوريّون» عن أسباب تملّح األراضي الزراعيّة في حوض الفرات بقوله «تعاني األراضي الزراعيّة على ح��وض ال��ف��رات والتي مضى على ريّها بالطرق التقليديّة أكثر من 20عاما ً من تملّح التربة (تسبّخها) وذلك بسبب استخدام كميات زائدة من المياه في عمليات الريّ ،وعدم وجود صيانة ألقنية تصريف المياه الزائدة ،ما تسبّب بنمو الحشائش وتراكم الطين فيها ،وما جعل من الصعوبة جريان المياه الزائدة با ّتجاه نهر الفرات ،كما أنّ استخدام مياه اآلبار المالحة في عمليّة الريّ كان سببا ً إضاف ّيا ً لتملّح التربة .أضاف المهندس العلي ،أنّ السبب الرئيسيّ الذي خلق هذه المشكلة ،في المحافظة يكمن في عدم تسوية األرض الزراعيّة ،وبشكل يتناسب
والميول الطبيعيّة ل�لأرض ،ممّا ي��ؤ ّدي لتخزين كميات كبيرة من المياه داخل األراضي لتقترب هذه المياه من جذور النبات ،وتلك المياه الجوفيّة هي مياه مالحة وذلك بسبب طبيعة األرض في وادي الفرات والقريبة من منجم الملح في مدينة التبني غرب دير الزور ،ومع مرور الزمن تصاب الطبقة السطحيّة من التربة بالتملّح ،نتيجة زيادة نسبة األمالح فيها ،وتصبح فائدتها االقتصاديّة محدودة، وال تنحصر أضرار تملّح (تسبّخ) األراضي على الحقول الزراعيّة المرويّة بطرق الريّ التقليديّ ،بل تشمل األراضي المجاورة لها ،وإن كانت تستخدم أساليب الريّ الحديثة. ما احل ّل؟ وحول سبل معالجة تملّح األراضي الزراعيّة وتسبّخها واألساليب الحديثة الم ّتبعة في المعالجة تح ّدث المهندس العلي قائالً «إنّ استخدام األساليب العلميّة الحديثة في تسوية األراض��ي الزراعيّة فالتسوية الليزرية لألراضي تمنع تجمّع المياه الزائدة المستخدمة بالريّ في األرض ،إضافة إلى استخدام الريّ المتطوّ ر والحديث مثل (الريّ بالرذاذ والتنقيط) والصيانة ألقنية تصريف المياه الزائدة، التي تلعب دوراً كبيراً في التخلّص من المياه غير الالزمة لعمليّة الريّ . وغياب احلكومة التملّح ال��ذي أص��اب األراض��ي الزراعيّة في دير ال��زور أصبح كارثة ته ّدد السهول الممت ّدة على ضفاف النهر ،والتي كانت من أجود أنواع التربة وأكثر األراضي الزراعيّة إنتاجا ً في سورية. ففي بلدة الشميطيّة بريف دير الزور الغربيّ تق ّدر المساحة الخارجة عن الزراعة والتي ّ تأثرت بظاهرة التملّح بـنحو %30من مساحة األراضي الزراعيّة في البلدة. ّ تمضي األ ّي��ام ،وت��زداد مشكلة التملح ويتوسّع انتشارها في دير ال��زور في ظ ّل عجز يصيب الفالحين عن تجاوز هذه المشكلة ،وخاصّة في ظ ّل ّ ومنظمات غياب الجهات الرسميّة من حكومة مؤ ّقتة داعمة تقوم بدعم مشاريع تعزيل أقنية التصريف، إضافة لتزويد المحافظة بمع ّدات متطوّ رة لمكافحة هذه الظاهرة.
من دير الزور -حممّد ح ّسان
نصف الكوب المملوءة علقم
ّ منظمات إغاثيّة كثيرة متواجدة في ك ّل مكان ظهرت في خضم األزمة السوريّة ،وأسماء متع ّددة جالت كا ّفة البلدان تحت اسم إغاثة للشعب السوريّ ، لكن وعلى الرغم من كثرتها وك ّل ما ت ّقدمه ،لم ّ ّ كمنظمة المنظمات اإلغاثيّة تخف يوما ً حقيقة بعض َ الهالل األحمر السوريّ ؛ فعند ذكرنا السم هذه ّ المنظمة فإنّ أوّ ل ما يجول في مخيّلتنا هو تبعية ّ المنظمة لقوّ ات النظام ،وأوّ ل ما نراه هو حجم الفساد ِّ المنظمين وبين الكادر العامل، الكبير المتواجد بين إلى ما هنالك من السرقات الكثيرة الخفيّة ،ومن أكل ّ حق الكثير من الناس وسوء معاملة للوافدين ،كما أنّ سوء معاملتهم لم يطل فقط الناس المستفيدة ،بل طال أيضا ً المتطوّ عين ضمن الفريق. فتّش عن األقارب وبناء على ذل��ك ،وجّ هنا بعض األسئلة ألحد ّ للمنظمة في مدينة المسؤولين في الشعب التابعة «الكسوة» وهو «أبو سامر» فقلنا له: ّ المنظمة بتبعيتها للنظام مار ّدكم على وصف السوريّ ،وعدم حياديّتكم؟ فر ّد أبو سامر :لك ّل نجاح عدوّ ،وتواجدنا في أماكن النظام ال يمنع تواجدنا في أيّ منطقة أخرى إنْ أمكننا ذلك. وسألناه: عند دخولكم األماكن المحاصرة يالحظ تواجدكم دائما ً إلى جانب النظام ما السبب؟ أبو سامر :أغلب التأمين يكون من جهة النظام، ودخولنا أيّة منطقة هدفه المساعدة بغضّ النظر أمام من نقف. وحول شكاوى بعض الناس سألناه أيضاً :برأيك ّ مستحق يأخذ ح ّقه لديكم؟ هل ك ّل
newspaper@allsyrians.org
أجاب أبو سامر :هذا شيء مؤ ّكد ،وليس من ّ لمنظمة ح ّققت الصواب طرح مثل هذا السؤال ّ الكثير ومازالت ،توجَّ ه إلينا الكثير من االتهامات بخصوص هذا الموضوع ،لكن ك ّل ما يبقى في مستودعاتنا هو حاجتنا أليّ استجابة طارئة. وعند سؤالنا عن الكادر العامل وما المؤهّالت المطلوبة للعمل؟ ولماذا يش ّكل األقارب أغلب العاملين؟ قال أبو سامر :نقبل الجميع، ونفضّل ذوي الشهادات الجامعيّة وذوي الخبرات ،وليس الكادر بالكامل من األقارب. قال املتطوّعون «رزان «متطوّ عة خرّ يجة معهد إدارة قالت لنا :رغم عدم تقاضيّ أيّة أجور على عملي لك ّني سعيدة ج�� ّداً فرؤية ابتسامة من شخص ق ّدمت له المساعدة تنسيني تعبي. أمّا «أبو محمّد» سائق الشعبة فحدثنا :ك�� ّل ش��ي بعملو بسوق هالسيارة لوين مابدن ،وهللا ساترها والحمد هللا ،وبيطلعلي متلي متل ك ّل هالناس بآخر الشهر أل ّني مهجّ ر. ّ الموظفين الحديث معنا نهائ ّياً. ورفض بعض أين الرجال؟ الحظنا وقوف ام��رأة يناهز عمرها الخمسين عاماً ،ولم ّدة تجاوزت الساعتين ،بادرتنا هي: لك بنتي! وعدوني اليوم يعطوني حصّتي هيك قالو لي مبارح ،هللا وكيلك صار لي أسبوع عم روح واجي ولو مالي بعازة ما بجي لهون ...طلعنا أنا
ّ الدخانيّة (ريف القنيطرة) من تحت ووالدي من القصف. ث ّم اقتربت وهمست: ّ جوزي (زوجي) ضل هنيك بالدخانيّة مو مارق وال مرّ ة ع حاجز .وعادت تشكو: قال ب ّدن وراق ثبوتية اني مالي من س ّكان «الكسوة» شو بدي احمل وراق!؟ إذا البيت كله راح. ماحدا حاطط ع راسو خيمة ،ش ّدة وبدا تزول... بس كيف عطو جيراني؟ ألنو إلهن معارفن ،وأنا عوضي ع هللا. إحدى النساء من وسط الزحام تطالب بتنظيم دور ّ الموزعين: للرجال وآخر للنساء ،ليأتي الر ّد من أحد اختي وين الرجال دلّيني ،ليكون أنا مفكرتيني رجال؟! لك من خمسين سنة مافي رجال ...عند مين صار الدور؟ البقاء
والحقيقة ،إنْ أعجبنا نصف الكوب المملوء أم لم يعجبنا فإنّ %95من الس ّكان المحليّين والوافدين ّ المنظمة رغم الشوائب بل وعلقم المستفيدين تعجبهم الذلّ ،وليس المه ّم لديهم إن كان من يس ّد رمقهم هو قاتلهم ،ك ّل ما يهمّهم هو أن يبقوا مستفيدين من تلك ّ ّ لتغطي ولو جزءاً بسيطا ً من احتياجاتهم، المنظمة ليبقوا على قيد األحياء.
ريف دمشق – عروبة اهلادي
7
دموي في درعا وريفها عام ّ 2990شهيداً من بينهم 431طفالً انقضى عام دمويّ عاشه أهالي محافظة درعا حيث فقدوا فيه 2990شخصا ً من أبنائهم على أيدي قوّ ات النظام السوريّ سواء داخل المحافظة أو خارجها حسب ما ّ وثقه الناشطون في مكتب توثيق شهداء الثورة السوريّة في درعا. حتت التعذيب ّ العزل ب كانت النسبة العظمى من الشهداء هي للمدنيّين 1775شهيداً أي 62بالمائة ،من بينهم 431طفل بنسبة تتجاوز 14بالمائة من عموم الشهداء ،كما قُتل 10أج ّنة رفقة أمّهاتهم ،فيما استشهد 302معتقالً تحت التعذيب على أيدي قوّ ات النظام ،ومن المتو ّقع أن يكون العدد أكبر من ذلك بكثير، ومن بين الشهداء 24شهيداً في سجن صيدنايا العسكريّ لوحده. وكانت للمرأة حصّتها في القتل الوحشيّ ،حيث بلغ عدد اإلناث اللواتي استشهدن على أيدي قوّ ات النظام 411شهيدة أنثى خالل العام المنصرم بينهن 153طفلة معظمهن قتل بقصف الطيران المروحيّ بالبراميل المتفجّ رة. ولم يغب القتل عن ناقلي الحقيقة واألحداث حيث استشهد 39 ناشطا ً إعالم ّيا ً من بينهم 20إعالم ّيا ً قتلوا أثناء تغطيتهم للمعارك بين قوّ ات النظام والمعارضة ،في حين ت ّم توثيق 87شهيداً قامت قوّ ات النظام بإعدامهم ميدان ّيا ً بينهم 17طفالً و15سيّدة، كما استشهد 59من المنش ّقين عن قوّ ات النظام ،بينهم 22شهيداً تحت التعذيب ،أحدهم برتبة عقيد و 5برتبة نقيب. يف اجلوالن وشهد العام قيام قوّ ات النظام بتفجير عدد من السيّارات ّ المفخخة في مدن و قرى وبلدات محافظة درعا ،أبرزها مجزرتا اليادودة و نمر ،التي ارتقى على أثرها 92شهيداً غالبيّتهم من الذكور ،حيث ت ّم استهدافهم أثناء أداء صالة الجمعة في مساجد البلدات ،كما لم تغب المقابر الجماعيّة عن المشهد ،حيث عثر األهالي على 45شهيداً مجهول الهويّة ،ت ّم توثيقهم خالل العام من بينهم 4نساء و طفل ،غالبيّتهم في مقابر جماعيّة ت ّم العثور عليها قرب مدينة نوى ،وفي المناطق التي كانت قوّ ات النظام تسيطر عليها قبل انسحابها تحت ضربات قوّ ات المعارضة في المنطقة. ونال أبناء الجوالن المحت ّل في محافظة درعا حصّتهم من القتل على أيدي قوّ ات النظام حيث استشهد 74شخصا ً بينهم 12طفل و 6نساء و 4شهداء تحت التعذيب ،فيما استشهد 52 شخصا ً من الالجئين الفلسطينيّين في درعا معظمهم من أبناء مخيّم درعا بينهم 14طفل و 6نساء و 3شهداء تحت التعذيب. ولم يغب الق ّناصة عن ممارسة إجرامهم ّ بحق األهالي ،حيث ّ وثق المكتب استشهاد 78مدن ّيا ً برصاص ق ّناص قوّ ات النظام خالل العام الماضي من بينهم 8أطفال و 13سيّدة ،ومنهم 33 شهيداً في الشيخ مسكين وبصرى الشام فقط ،في حين ارتقى 50 شهيداً مدن ّيا ً من أبناء درعا أثناء تواجدهم في محافظات أخرى، بينهم شهيد مات جوعا ً في حصار أحياء دمشق الجنوبيّة. ويف املخيّمات وكان شهر شباط األكثر دمويّة في العام الماضي حيث استشهد فيه 339شهيداً ،فقد شهد الشهر مجازر في طفس وجاسم والمزيريب ،باإلضافة لمجزرة اليادودة في حين ش ّكلت البراميل المتفجّ رة السالح األكثر تدميراً وفتكا ً في ممتلكات وأرواح األهالي فقد بلغ عدد ضحاياها 421شهيداً من بينهم 147طفالً و 91سيّدة و 33مقاتل فقط. وكان لمقاتلي المعارضة نصيب من أعداد الشهداء ،حيث بلغ عددهم 942شهيداً جرّ اء االشتباكات المباشرة مع قوّ ات النظام وكان شهر تشرين الثاني األكثر عدداً بارتقاء 120شهيداً بعد توسّع معارك الريف الشماليّ من المحافظة. احتلّت مدينة درعا الصدارة بأعداد الشهداء حيث استشهد من أبنائها 323شخصا ً بينهم 52طفالً و 36امرأة و 17شهيداً تحت التعذيب ،في حين جاءت مدينة نوى في شمال المحافظة ثانيا ً بـ 304شهيداً بينهم 69طفالً و 74سقطوا نتيجة إلقاء الطيران المروحيّ للبراميل المتفجّ رة على المدينة ،واحتلّت مدينة جاسم -المجاورة لنوى -المركز الثالث بـ 187شهيداً بينهم 47شهيداً من المقاتلين و 22شهيداً تحت التعذيب و54 نتيجة القصف المدفعيّ والصاروخي. ولم يكن الموت داخل أسوار الوطن فقط ،بل الحق الجرحى والالجئين في خيمهم ،حيث استشهد ثالثة أطفال جرّ اء احتراق خيمتهم في مخيّم الزعتري باألردن ،واستشهد 244جريحا ً أثناء تل ّقيهم للعالج في مشافي دول الجوار بينهم 242في األردن و 2في فلسطين المحتلّة. قبل االنسحاب مورس ّ بحق أهالي حوران ش ّتى أنواع القتل والترهيب ،فقد شهدت مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشماليّ أبشع الجرائم أواخر العام المنصرم ،حيث عثر على عدد من العوائل التي ت ّم احتجازها في الحيّ الشرقيّ من قبل قوّ ات النظام والمليشيّات اللبنانيّة والعراقيّة المتواجدة في المدينة ،وت ّم اعدامهم بعد حفالت التعذيب والتنكيل ،غالبيّة الضحايا من النساء واألطفال والطاعنين في السنّ ،وكان لعائلة «الجالل» العدد األكبر من بين الضحايا حيث قتل 14شخصا ً من أفرادها نحراً ومن ث ّم حرقا ً وح ّتى اللحظة ليصل عدد الضحايا الذين ت ّم توثيقهم في الحي الشرقيّ بعد انسحاب قوّ ات النظام منه ّ 80 جثة متفحّ مة ّ ومقطعة األوصال.
درعا – سارة احلوراني
www.allsyrians.org
8
العدد 23
اقتصاد و قانون
/21كانون الثاني 2015/
الهتك مريم« ،شاهدة ملكة» في محكمة جنايات دولّية 2/2 َ (تنشر بالتزامن مع جمموعة من وسائل اإلعالم السوريّة)
في الثاني من أيلول من ذات العام ،2012اع ُتقلت مريم للمرّ ة الثانية ،حين كانت تعمل في معالجة الجرحى في المنطقة التي كانت لجأت إليها بين جوبر وعربين ،أُلقي القبض عليها في مشفى ميدانيّ بعد أن ت ّم اإلبالغ عن المشفى وأسماء الطاقم الطبّيّ ،في المعتقل أنكرت مريم ك ّل التهم التي وُ جِّ هت إليها ،إلاّ أنّ عناصر المخابرات عرضوا عليها مقاطع فيديو تظهر نشاطها ،فاعترفت ،وتصف التعذيب الذي تال ذلك بالوحشيّ . مريم قالت :إ ّنها أمضت أكثر من شهرين في المخابرات الجويّة قبل أن ُتنقل إلى األمن السياسيّ وتمضي فيه عام ونصف ،رئيس الرابطة السوريّة للدفاع عن حقوق اإلنسان عبد الكريم ريحاوي ،الذي ّ اطلع على شهادة مريم ،قال :إنّ المكان الذي ُنقلت إليه مريم من المخابرات الجويّة ،هو على األغلب فرع آخر للجويّة ،مرجّ حا ً أن يكون فرع المعلومات في ساحة العباسيّين ،معتمداً في هذا االستنتاج على ع ّدة نقاط من أهمّها أنّ منطقة جوبر تخضع أمن ّيا ً للمخابرات الجوّ يّة فقط ،فضالً عن أنّ األمن السياسيّ
أق ّل وحشيّة في عمليّات التعذيب من الجوّ يّة ،وأنّ مريم ذكرت أ ّنها شاهدت ضابطا ً في المعتقل الثاني كانت قد شاهدته في اعتقالها األوّ ل، وعمليّة النقل للضباط بين الجهتين، الجويّة والسياسيّة أمر ال يحدث عادة ،ث ّم إنّ المعلومة التي تستند إليها مريم حول مكان وجودها في األمن السياسيّ كانت قد حصلت ت معتقال ٍ عليها من زميال ٍ ت معها، ريحاويّ يقول :إنّ المعتقلين في جميع األف��رع األمنيّة ،يُقال لهم معلومات مُضلّلة عن اسم الفرع الذي هم فيه ،ما يعني في النهاية ،أنّ مريم أمضت الفترة كاملة في المخابرات الجويّة لكن في مكانين مختلفين. تقول الشاهدة :إنّ عمليّات االغتصاب أخذت شكالً جديداً تماما ً خالل اعتقالها الثاني ،إذ تعرّ ضت ت لها لمرّ ا ٍ الغتصاب جماعيّ مع زميال ٍ ت عديدة ،فيما ن ّفذ العناصر والضبّاط االغتصاب بشكل يوميّ وألكثر من مرّ ة في ذات اليوم ،فضالً عن عمليّات التعذيب األخرى ،وتقول« :في يوم واحد ت ّم االعتداء عليّ من قبل ثالثة عشر رجالً مختلفاً ،وذلك بآليّة عشوائيّة وغير منتظمة» تقول الشاهدة :إنّ عمليّات التعذيب أجبرتها على تقبيل حذاء عنصر كان يه ّم باغتصابها كي ال يفعل ،ولمرّ ة واحدة تو ّقف اغتصابها بعد أن رجت عنصراً كان يه ّم بذلك ،العنصر أشعل سيجارة وراقبها طويالً ،ث ّم مضى من دون اغتصابها ،لك ّنه بصق على األرض قبل أن يرحل. تذكر الشاهدة عدداً من أسماء المعتقالت اللواتي كنَّ معها ،وبعضهنّ فقدن الحياة نتيجة الضرب المباشر على الصدر ،األمر الذي كان يؤ ّدي إلى ظهور كدمات
الحرّّية لمتط ّوعي الهالل األحمر اب���ت���دأ ال��م��ت��ط��وّ ع ص�لاح الدين الطبّاع مشاركته ف��ي أعمال ّ منظمة الهالل األحمر م��ن��ذ أن ك���ان يافعا ً بعمر 13رب��ي��ع�اً ،من خ�لال مخيّم األطفال الصيفيّ ،وق��د شارك ب��األع��م��ال اإلنسانيّة ّ للمنظمة عبر مساعدة النازحين اللبنانيّين في عام 2006عندما كان بعمر 16ربيعاً. ت�� ّم إي��ق��اف صالح على الجانب السوريّ من الحدود وهو في طريقه إلى لبنان، بعد أن غادر منزله الكائن في العاصمة السوريّة دمشق ،وأخبر أحد أصدقائه -مقيم في الخارج ّ - منظمة العفو الدوليّة أنّ ضبّاط الحدود قالوا لصالح أ ّنه يوجد مذ ّكرة توقيف بح ّقه صادرة عن الفرع 227التابع لالستخبارات العسكريّةُ ،نقل الطبّاع إلى فرع االستخبارات العسكريّة في اليوم التالي ،وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين. قامت ّ منظمة العفو الدوليّة (أمنيستي) بإصدار النسخة العربيّة من «التحرّ ك العاجل» المتعلّق بالمتطوّ ع وهذا نصّه: «تعرّ ض الطالب صالح الدين الطبّاع الذي يعمل متطوّ عا ً مع الهالل األحمر لإلخفاء القسريّ على أيدي السلطات السوريّة وألقي القبض عليه بتاريخ 2014/9/5عند الحدود السوريّة اللبنانيّة ،ويواجه الطبّاع خطر التعرّ ض للتعذيب وغير ذلك من ضروب سوء المعاملة». ّ منظمة العفو الدوليّة (أمنيستي) السلطات السوريّة وتطالب بالكشف عن مصيره والسماح لمحاميه وذويه بزيارته ،باإلضافة إلى إطالق سراحه وفق القوانين المرعيّة. يدرس صالح (مواليد )1990في معهد صناعة األسنان، وبحسب ما أفاد به أقاربه ومعارفه فليس له أيّ نشاط سياسيّ . ويُذكر أنّ ممارسات التعذيب ،وغير ذلك من ضروب سوء المعاملة ،تنتشر على نطاق واسع في األفرع األمنيّة واالستخباراتيّة في سوريّة ،وقد توجّ هت عائلة صالح إلى المخابرات العسكريّة وغيرها من األجهزة األمنيّة والسلطات القضائيّة ،في محاولة للحصول على معلومات بشأن مكان تواجده وسبب إلقاء القبض عليه ،دون أن تصيب النجاح في مساعيها تلك ح ّتى اآلن،
newspaper@allsyrians.org
كبيرة ،ما تلبث المعتقلة بعدها أن تفارق الحياة ،كما سُجّ لت حاالت وفاة ألسباب منها سوء التغذية والبرد واالغتصاب ،فيما كانت تقيم في زنزانة كبيرة ت ّتسع ألكثر م��ن ٢٠٠معتقلة ،دخلت وخ��رج��ت مئات المعتقالت خالل الفترة التي قضتها هناك. السجود لآللهة تتح ّدث مريم عن حادث ٍة شهدتها أثناء االعتقال ،حيث أمر عناصر المخابرات المعتقالت بأن يسجدن ويصلين لصورة ب ّ شار األسد ،وأن يحرِّ فن في سورة الصمد من القرآن الكريم ليقلن «ب ّ شار الصمد» فرفضت معتقلة من إدلب تدعى «إيمان» -ال تذكر الشاهدة اسمها الكامل أو التهمة التي وجّ هت إليها -تنفيذ األمر، فقُتلت بيد العناصر بعد ضربها لترضخ ألمر الصالة للصورة ،فيما قامت بقيّة المعتقالت بتنفيذه ،بعد أن أدركن خطورة رفض التحريف في المق ّدسات ،وبعد أن نصحتهنّ معتقلة من دوما باالمتثال لألمرُ ،تركت ّ جثة «إيمان» في مكان إقامة المعتقالت ألكثر من ساعتين، وحين طلبت المعتقالت نقل ّ الجثة ،ر َّد العناصر عليهنّ الجثة ّ ّ تمثل مصيرهنّ جميعاً. بأنّ تؤ ّكد مريم في شهادتها ،أنّ المعتقالت كنّ يجبرن على تناول أدوية بشكل منتظم ،منها على شكل حبوب ومنها عن طريق حقن وريديّة ،هذه الجرعات كانت تمنع مريم ومن معها من النوم ،وتشير إلى أنّ السجانين كانوا يعلمون في حال لم تأخذ المعتقلة الجرعة التي أعطيت لها. عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السوريّة لحقوق اإلنسان يؤ ّكد أنّ هذه الجرعات هي من ّ شطات ُتعطى عادة للمعتقلين والمعتقالت في أجهزة األمن السوريّة، و ُتعرف باسم «الكبتاغون» ولها تأثير المن ّ شط الجنسيّ مع عدم القدرة على المقاومة ،فيما يشير أيضا ً إلى أنّ دراسة حاالت االعتقال المماثلة تقول إنّ الضحايا تق ُّل
مقاومتهن مع الزمن وعدد مرّ ات االعتقال. ومحمّد غادرت مريم المعتقل في المخابرات الجوّ يّة في تاريخ ال تستطيع تحديده تماماً ،كانت في الشهر الثامن ٍ من الحمل الذي أتى نتيجة االغتصاب ،من دمشق إلى النبك ث ّم حمص ث ّم حلب انتقلت مع حملها ث ّم طفلها الذي وضعته وأسمته محمّد ،وال تزال تربّيه ح ّتى اآلن ،بعد ع ّدة محاوالت للتخلّص منه عبر تركه في الطريق، لك ّنها كانت تعود لحمله حين يبكي ،وال تستطيع اليوم أن تح ّدد مشاعرها تجاهه ،تشعر بالكره له في بعض األحيان. المعالِجة النفسيّة آية مه ّنا تقول :إنّ عالقة مريم ّ التدخل بطفلها محمّد هي من أكثر النقاط تعقيداً أثناء العالجي في حالتها ،وتقول :إنّ حالة من اإلسقاط النفسيّ من الممكن أن تقوم بها مريم تجاه الطفل الذي يش ّكل بالنسبة لها رمزاً لالعتقال واالغتصاب ،ما سيعني أيضا ً إفراطا ً في التعامل العاطفيّ مع طفلها، مريم كانت أ ّما ً قبل ذلك من زواجها في سوريّة ،اليوم ال تعلم أيّ شيء عن طفلها األوّ ل ،الذي نخفي اسمه هنا ،مه ّنا تقول :إنّ الحالة المزدوجة التي تعيشها مريم بين طفل أنجبته في ظروف طبيعيّة وآخر نتيجة االعتقال واالغتصاب ،سيتركها أمام وضع نفسيّ أكثر تعقيداً بالذات في مشاعر األمومة التي تعيشها ،فمن حالة فقد ابن البن آخر لم تكن تريده سيجعلها غير متقبّلة للواقع الجديد. ً تعيش مريم اليوم بعيدا عن بلدها وما تب ّقى من عائلتها ،حيث اعتبر زوجها أ ّنها د ّنست شرف العائلة، فنبذها وه ّدد بقتلها ،وحرمها من أيّة معلومة قد توصلها إلى ابنها األوّ ل ،فوقعت في اعتقال اجتماعيّ يعاملها ال ّ تستحق القصاص. كضحيّة أو ناجية بل كمذنبة
عامر حممّد
ر ّد وتوضيح
كان قد أطلق منذ أكثر من عام (مشروع التوثيق الوطنيّ ) الذي يسعى من خالله لنسخ السجلاّ ت العقاريّة وسجلاّ ت المحاكم بشكل إلكترونيّ وحفظها ف��ي ذواك��ر الكترونيّة حماية لها ولما تتضمّنه من حقوق للمواطنين السوريّين من االستهداف أو العبث أو التلف في ظ ّل الظروف التي تعيشها سورية.
وردنا عبر البريد اإللكترونيّ ر ّد وتوضيح من «المجلس التنفيذيّ لتجمّع المحامين السوريّين األحرار» فيما يخصّ تحقيقا ً ُنشر لدينا بتاريخ 7 كانون الثاني ،2014وها نحن ننشره كما ورد: السادة المحترمون هيئة تحرير صحيفة «كلّنا سوريّون» نشر في العدد رقم 22من صحيفتكم المو ّقرة، وفي الصفحة 8تحقيقا ً صحف ّيا ً تحت عنوان (حقوق الناس ..إلى أين ؟) للزميل المحامي عبّاس الموسى حول مصير مل ّفات الدعاوى وسجلاّ ت القرارات القضائيّة التي تم ّكن الزمالء في هيئة «محامو حلب األحرار» من إنقاذها إثر استهداف سلطة العصابة لمقرّ المحاكم المدنيّة بالقصف ،وما يته ّدد تلك المل ّفات بما تتضمّنه من حقوق ماليّة وعينيّة لعشرات اآلالف من المواطنين السوريّين من تلف أو استهداف. ويهمّنا في هذا السياق توضيح التالي: -1إنّ «تجمّع المحامين السوريّين األحرار»
وق��د قامت مؤسّسة «ال��ي��وم التالي» مشكورة بتمويل هذا المشروع وتغطية كا ّفة التكاليف واألتعاب التي يتقاضاها الزمالء العاملين على تنفيذه بالداخل ،فضالً عن تدريب الكوادر التي تعمل به قبل مباشرتها للعمل؛ وبالفعل ت ّم نسخ السجلاّ ت العقاريّة في ك ّل من مناطق حارم وأعزاز واألتارب وسراقب ،فضالً عن سجلاّ ت محاكم منطقة حارم ،وت ّم تسليم نسخة إلكترونيّة عن تلك الوثائق إلى السيّد رئيس الحكومة المؤ ّقتة ووزارة العدل .وتجري التحضيرات اآلن لتنفيذ العمل فيما يتعلّق بسجلاّ ت المحاكم في العديد من المناطق ،التي لن تعلن اآلن حرصا ً على سالمة عمليّة التنفيذ. -2منذ بدء العمل ب��ال��م��ش��روع ب��ادر الزميل غزوان قرنفل رئيس التجمّع ومدير م��ش��روع التوثيق الوطنيّ بالتواصل مع الزمالء في هيئة «محامو حلب األح��رار» بهدف التعاون لتنفيذ المشروع فيما يتعلّق بالمل ّفات القضائيّة موضوع تحقيقكم المومأ إليه أعاله ،لكنّ جواب الهيئة في إدارتها السابقة كان سلب ّياً ،ورفضت العمل بهذا الموضوع مع التجمّع دون اإلفصاح عن أسباب هذا الموقف ،ومع ذلك سعينا تكراراً وكاد العمل يثمر عن إنجاز سجلاّ ت المحاكم في مدينة الباب أوّ الً لتكون مدخالً يُسهّل العمل على إنجاز المشروع بكلّيّته ،لكن مع األسف جاءت سيطرة « داعش» على المنطقة لتجهض تلك الفرصة .
قرنفل والزميل محمّد العبد هللا مسؤول العالقات الخارجيّة بهيئة «محامو حلب األحرار» بحضور ّ ممثل عن بعض الزمالء من الهيئة وبحضور مؤسّسة «اليوم التالي» المموِّ ل الرئيسيّ والوحيد للمشروع ،وت ّم التوافق بين تجمّع المحامين وهيئة «محامو حلب األحرار» على العمل معا ً إلنقاذ تلك المل ّفات على مرحلتين ،وت ّم اال ّتفاق على الخطوط العريضة آلليّات العمل التي من شأنها الوصول إلى النتيجة المرجوّ ة في حفظ تلك المل ّفات إلكترون ّياً، حفاظا ً على حقوق الناس وأموالهم .ورغم أنّ الموضوع يحتاج إلى ميزانيّة ليست قليلة إلاّ أنّ مؤسّسة «اليوم التالي» لن تتوانى عن بذل الكثير من الجهد لتأمين الدعم الالزم له.
نختم أخيراً بالقول :إنّ تجمّع المحامين السوريّين األحرار ،كانت وستبقى يده ممدودة لجميع الزمالء في أيّ مكان كان للعمل معا ً على استكمال عناصر هذا المشروع الوطنيّ الذي يسمو العمل به على أيّة خالفات في الرأي أو الرؤية ،فالجامع الوطنيّ هو السقف الذي نستظ ّل به جميعا ً كسوريّين.
التنفيذي لتج ّمع المحامين المجلس ّ السور ّيين األحرار الجمعة 2015\1\16
-3ت ّم التواصل ّ مؤخراً وعُقد اجتماع بين الزميل
www.allsyrians.org
مجتمع
العدد 23
9
/21كانون الثاني 2015/
اللجوء إلى الحشيش ،هروب أم تحفيز؟ انتشر في اآلونة األخيرة تعاطي الحشيش بشكل كبير بين فئة الشباب خاصّة وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحرّ أو تنظيم “داعش” أو غيرها من الكتائب المسلّحة ،إضافة إلى اإلقبال عليه بين السوريّين خارج حدود سورية ،سواء في تركيا أو لبنان أو األردنّ أو العراق أو في الدول األوربيّة التي استقبلت السوريّين كالجئين على أراضيها. والمالحظ أيضا ً إقبال الكثير على تعاطي الحشيش مقارنة مع السّابق ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام. والسؤال ،هل هذا اإلقبال يعتبر وسيلة هروبيّة من الواقع السيّئ المعاش أو الحرب أم هو وسيلة للتحفيز؟ عندما طرحنا السؤال التالي :لماذا تتعاطى الحشيش؟ على الذين ي��ت��ع��اط��ون��ه ب��اس��ت��م��رار كانت اإلجابات متفاوتة ج � ّداً ،تفاوتت ما بين صيغ توحي بالحاجة إلى الهروب من الواقع وبين الصيغ التي تعطي معنى التحفيز على توليد األفكار والتحرّ ر من قيود العقل المسيطر والموجّ ه في اتجاه واحد. وكأمثلة ،كان الجواب على هذا السؤال هو “ح ّتى ما حس بشي” وفي إجابة أخرى كان الر ّد “ألن بريحني وبطالعني من التعب اللي عايشو” وفي إجابة ثالثة كان الر ّد “منشان زهزه” و “منشان ما ف ّكر بشي” بينما وردت العديد من اإلجابات المختلفة كلّ ّيا ً عن السابقة مثل “لمن ب ّدي فكر بشي أعملو وبالقي ّ مخي مس ّكر الحشيش بخلّي األفكار تطلع عراسي لحالها” و اإلجابة “في أسئلة ما بالقيال جواب غير لمن بحشش” و “بخليني ف ّكر باألمور وشوفا بطريقة مختلفة” و “بيفتحلي آفاق بتكون مس ّكرة وقت بكون صاحي” و “منشان حسّ
أكتر” وفي إجابة أتت على شكل سؤال كانت “السؤال الصح هو أ ّنه ليه الحشيش ممنوع من األساس؟” من خالل اإلجابات ال��واردة السّابقة يمكننا أن ندرك مدى تفاوت األسباب التي يلجأ بسببها البعض لتعاطي الحشيش وفي بعض األحيان تناقضها، فهو يح ّفز التفكير عند البعض ويثبّطه عند آخر، اإلحساس عند البعض ويخ ّفضه ويرفع عتبة ويمكننا مالحظة أنّ األسباب في عند آخر، تختلف بشكل شبه كامل عن ت��ع��اط��ي��ه شرب الكحول أس���ب���اب أو تعاطي المخ ّدرات. ول�����ذا،
فإ ّنه يمكننا استنتاج أنّ أسباب تدخين الحشيش تختلف من شخص آلخر تبعا ً لطريقة تفكيره وتعاطيه لألمور ونظرته إليها ،وتبعا ً لشخصيّته في ح ّد ذاتها، هل هو انسحابيّ أم ال؟ كما يمكننا استنتاج تفاوت تأثير الحشيش على اإلنسان تبعا ً له أيضاً ،أي أنّ السبب والنتيجة تختلفان من شخص إلى آخر وليست عامّة عند الجميع. وفي نظرة على الناحية اإلدمانيّة لتعاطي الحشيش
فوضى التفويض
بداية ،ال أكتب هذا الكالم ليرضى ع ّني الغرب، كتهمة استباقيّة ،وال يهمّني كثيراً رض��اه ،وال ليرضى ع ّني أهل اللحى الحليقة ،وال لترضى ع ّني الفصائل المسلّحة المعتدلة ،أو المتش ّددة ،وال أل ّني أريد للفاحشة أن تنتشر بين الناس ،فتنتهك األعراض وتضيّع األنساب. لقد تع ّدت جبهة النصرة ،وكثيرون ممّن حملوا السالح مثلها ،بتنفيذ حكم اإلعدام هذا على مقاصد الشريعة ،حيث في العرف العقديّ اإلسالميّ ، تحاسب المسبّبات ،وتعالج قبل اإلي��ذان باستفحال األمراض ،والوصول لتنفيذ األحكام ،حيث لم نجد ح ّتى اآلن معالجة صحيحة ألوضاع متفاقمة ،تقوم بتيسير شؤون ال��زواج بين الناس كأحد مسبّبات انتشار الرذيلة ،ما شاهدناه هو فقط معالجة بتراء، لمرض اجتماعيّ أصاب ويصيب ك ّل المجتمعات ّ المتأخرة ،كما المتق ّدمة ،المتش ّددة كما المتحرّ رة ،هذا إن ت ّم اإلجماع على أنّ قتل الزاني أو الزانية هو من الشريعة اإلسالميّة ،بالنصّ القرآنيّ الواضح. ال أعرف كيف اع ُتبر الموضوع من الحدود ،ذات الضرورة واجبة التنفيذ ،ومن المعلوم للجاهل قبل ّ تعطل في أوقات الحرب ،ويكون العالم أنّ الحدود هناك االستتابة ،ومحاصرة األسباب لوأدها ،حيث يمكن أن نشاهد عقوبات مفيدة ،تتعلّق بالحفاظ على األرواح ،يكون هدفها األس��اس إصالحا ً للذكور واإلناث ،على ح ّد سواء ،تصبّ في خدمة المجتمع من استصالح لألرض واألعمال الزراعيّة ،أو عمل في الشؤون المدنيّة ،أو ح ّتى تنظيف الشوارع وتخديم
newspaper@allsyrians.org
تشير الكثير من الدراسات على أنّ الحشيش ال يؤ ّدي إلى إدمان فيزيولوجيّ لمتعاطيه ،ولك ّنه قد يؤ ّدي إلى إدمان نفسيّ .أي أ ّنه بذلك يختلف عن الكحول والمخ ّدرات بشكل كبير .ويمكننا أن نتو ّقع أنّ األشخاص الذين قد يؤ ّدي تعاطي الحشيش عندهم إلى إدمان نفسيّ هم من ذوي الشخصيّة التج ّنبيّة بالدرجة األولى .حيث تسبّب سمات شخصيّاتهم إلى اإلدمان على تعاطي الحشيش .ويمكن مالحظة أنّ نسبة األشخاص المدمنين نفس ّيا ً على تعاطيه هي أق� ّل بكثير من نسبة األف��راد الذين يتعاطونه دون الوصول إلى اإلدمان النفسيّ . ف���ي ب��ع��ض ال��ب��ل��دان األور ّبيّة يعتبر بيع وشراء الماريجوانا قانون ّيا ً تماما ً كبيع وش��راء التبغ مثالً .وفي بلدان أخرى ال يعتبر هذا األمر قانون ّياً ،إلاّ أ ّنه غير ممنوع بمعنى أ ّن���ه غير محارب قانون ّيا ً رغم عدم وجود قانون يبيح بيعه وش��راءه وتعاطيه كمصر واليمن مثالً .إذاً ،لماذا يعتبر مقبوالً في دول وممنوعا ً في دول أخرى؟ في رأي الكثيرين أنّ هذا األمر مرتبط بالناحية االجتماعيّة أكثر من ارتباطه بالناحية القانونيّة، بمعنى أنّ بدء التقبّل اليوم لوجود الحشيش بهذا الشكل في المجتمع قد ي��ؤ ّدي إلى إص��دار قانون يقضي بعدم منعه في الفترة القادمة .فالقبول أو ّ ومؤثراً الرفض االجتماعيّ لهذا األمر يعتبر أساس ّيا ً على الناحية القانونيّة وليس العكس.
ريم احلاج
(خبصوص تنفيذ حكم اإلعدام حب ّق امرأة يف ريف إدلب من قبل جبهة النصرة)
المرافق العامّة ،مع مراقبة متواصلة. جبهة النصرة ،وغيرها من الفصائل ذات الشوكة العسكريّة ،ليست وص ّيا ً على الشعب السوريّ ،وال يمكن نسيان أ ّنها تتبع جهة خارجيّة ،شأنها شأن الذين يأخذون تمويالت خارجيّة من بقيّة الفصائل ال��ع��س��ك��ر ّي��ة ،وه��ؤالء ليسوا المخوّ لين بتنفيذ األحكام القضائيّة ،التي ه��ي ش��أن القانونيّين وال��م��ت��خ��صّ��ص��ي��ن، وه�������ؤالء ج��م��ي��ع��ه��م مخوّ لين حال ّيا ً فقط، بإسقاط النظام السوريّ المجرم ،باعتبار أن ال أحد تق ّدم لنجدة الشعب ال��س��وريّ ،ال��ذي ُترك وحيداً ليواجه أع��زالً أعتى األنظمة البوليسيّة ّ ممثالً إجراما ً وعنفاً، بعصابة األسد ومواالة نظام الماللي الشيعيّ في إيران وعصابة حزب الالت .هذا الفصل ضرورة حتميّة في ظروف الفوضى التي تعاني منها المناطق التي تخلّصت من سيطرة النظام ،ح ّتى ال تتشبّه بمن دفع الشعب ثمنا ً باهظا ً إلسقاطه ،وال يكون هناك الحقا ً من تبعات تالحق من ين ّفذون مثل هذه األحكام، بدون دراية شرعيّة وقضائيّة كافية وبدون اثباتات في بعض األحيان.
ينبغي أيضا ً أن يت ّم اإلشارة لمبدأ أساسيّ في الثورة السوريّة وهو االبتعاد عن وضع العمل المدنيّ الذي ّ منظمة تحت مؤسّسات يقوم به مجموعات مدنيّة ّ منظمات المجتمع المدنيّ ،والتي من الممكن أن يت ّم ّ المنظم وبين األيديولوجيا الخلط بين عملها المدنيّ الفكريّة لهذه التنظيمات. وبخصوص ما يحدث من انفالت في التشريعات، أطالب المجمع اإلس�لام��يّ للعلوم الشرعيّة بأن يأخذ دوره بإعالن عا ّم يستقطب فيه علماء األمّة من ذوي العلوم االجتماعيّة والشرعيّة وأهل الفكر والمعرفة ،من ذوي الفقه والرشاد ،غير المشهورين إعالم ّياً ،قبل المشهورين ،ليقوموا بوضع تصوّ رات عامّة للحدود اإلسالميّة وتخرج بقوالب ي ّتفق عليها المجتمعون بالغالبيّة أو اإلجماع مع السند كي نخرج من فوضى التفويض الحصريّ للجماعة (التي تحصر نفسها وصيّة لتنفيذ حدود هللا) بإزهاق األرواح عبر القتل المقصود أو غير المقصود ،وألنّ جريرة تلك األرواح معلّقة في رقاب القادرين على مثل هذا االجتماع ،علّنا نتخلّص من أحكام القتل باسم هللا الرحمن ،أرحم الراحمين. ولع ّل كلمة فقهاء األ ّم��ة من اجتهادات فقهيّة وشرعيّة تكون الفصل في انقطاع دام قرونا ً عن
مجتمعات باتت تواجه تحديّات كبيرة من حيث الواقع الجديد لمفاهيم ومقاييس ينبغي أن يطالها الفكر اإلسالميّ المرن والخاضع لمرونة الزمان والمكان دون المساس بالفروض والواجبات. وهللا من وراء القصد
عبد الكريم أنيس
«ديستوبيا» اإلرهاب واالستبداد
ال شيء يقضي على أحالم الشعوب بالحرّ يّة والديمقراطيّة أكثر من اإلرهاب ،ذاك اإلرهاب الذي يضعك أمام خيارين ال ثالث لهما ،إمّا أن تخضع للحياة تحت وطأة االستبداد، وإمّا أن تدع اإلرهاب يبتلعك ح ّتى تتالشى في ثقبه األسود، حيث ال فرار من الدمار الكلّيّ . وكثيراً ما نظنّ أنّ هذا اإلرهاب مستق ّل عن االستبداد، ولك ّنه في الحقيقة هو الوجه اآلخر له ،غير أنّ طابعه الخصوصيّ الذي يقابل الطابع الشموليّ ألنظمة االستبداد، فضالً عن ارتباط اإلرهاب الوثيق بالمعتقدات الدينيّة ،ما يمنحه صفة الثأر والتعصّب الدموي ،يوهمنا بأ ّنه مستق ّل عن االستبداد ،غير أنّ اإلرهاب هو ّ الفزاعة التي تخيف بها األنظمة االستبداديّة شعوبها التواقة إلى الحرّ يّة ،كما أنّ هذا اإلرهاب هو ما يحفظ ماء وجه األنظمة االستبداديّة أمام شعوبها في حروبها ض ّد الشعوب األخرى. ولع ّل ما نقوله هنا ،يدخل في حيّز الكالم العا ّم والمتداول الذي ال يختلف فيه اثنان ،غير أنّ األحداث األخيرة في فرنسا ،والتي أصبحت حديث الساعة ،وعلى خلفيّة الظهور الشرس لـ “داعش” وحروبها الدينيّة التوسّعيّة ،ك ّل ذلك يجعلنا نتناسى قناعاتنا تلك أمام اللحظة الموجعة ،اللحظة الدمويّة الغادرة التي تخضعنا لالستبداد بتلقائيّة غريزة البقاء خوفا ً من ذلك اإلرهاب ومن إبادته للحياة ،ليبرز اليوم ما يسمّى مصطلح “ديستوبيا” أي التخيّل المستقبليّ للمكان الفاسد الذي يمتاز باالنهيار المجتمعيّ ،وهو ما يستثمره الك ّتاب والسينمائيّون في أعمالهم التي تصوّ ر مستقبالً قاتما ً للبشريّة غير أنّ استخدامهم لهذه التقنية تراوح ما بين ترسيخ فكرة اإلرهاب وتعزيز الخوف من نتائجه ،وما بين تحديد األسس التي ينهض عليها اإلره��اب وهي األساس التي يخلقها له االستبداد ليحافظ على ديمومته .فقبل حادثة مجلّة شارلي المأساويّة في فرنسا بأيّام ضجّ ت الصحف األور ّبيّة باألخبار حول رواية تدعى “االستسالم” ص ّنفت ضمن أدب “الديستوبيا” لكاتب فرنسيّ معاصر يدعى “ميشال ويلبيك” تدور أحداثها المتخيّلة في فرنسا سنة ٢٠٢٢حيث يفوز حزب اإلخاء اإلسالميّ ويحصل على السلطة في فرنسا، وأعتقد أنّ ذكر ذلك كفيل بالقارئ لكي يتخيّل ما سيدرجه الكاتب من أحداث تعبّر عن النظرة االستشراقيّة للغرب التي ستصوّ ر الحياة في ظ ّل حكم إسالميّ يشرّ ع الحجاب، ويمنع االختالط ،ويبيح تع ّدد الزوجات .غير أ ّنه من منظور آخر لتخيّل المستقبل ال يغيب عن ذهننا ما جاء به فيلم “ ”V for Vendettaوالذي عُرض عام ،2006حيث تدور أحداثه في لندن عام 2038إذ يتخيّل كاتب السيناريو المستقبل في لندن ،بعد إرساء الحكم لسلطة استبداديّة نهضت على ا ّدعاءات بأ ّنها حاربت إرهابا ً بيولوج ّيا ً كاد أن يفتك بالشعب ،ممّا سوّ غ لها تحويل إنكلترة إلى دولة ديكتاتوريّة يحكمها طاغية يحرم شعبها من الحرّ يّة ،فاقتناء اللوحات وامتالك الكتب الفكريّة أو الدينيّة جريمة يعاقب عليها القانون باإلعدام ،أي حياة مجتمع “الديستوبيا” المحكوم بحظر التجوال تحت رقابة نظام ينهشه الفساد واالستبداد ،ليظهر ثائر مق ّنع يكشف للشعب أنّ ما جرى من أحداث إرهابيّة هو من صنيع السلطة التي كانت تقوم بتجارب بيولوجيّة على أجساد المعتقلين والمغيّبين انتهت بكارثة بيئيّة تمّت االستفادة منها بقمع الشعب تحت حجّ ة اإلرهاب. هذا التأرجح في ماهيّة اإلرهاب يضعنا أمام أسئلة الب ّد أن نبحث عن أجوبة لها ،إذ يكفي اليوم أن نرى قادة اإلرهاب، فيما أُطلق عليه مظاهرة ض ّد اإلرهاب ،لنسأل أنفسنا ما هو اإلرهاب؟ السيّما وأنّ هذا المصطلح بات ّ مطاط ّيا ً نختلف في تفسيره ويستخدمه الطغاة لتطويعنا ،فكيف سنتم ّكن من التمييز بينه وبين ما تأتي به الجماعات التكفيريّة التي توافدت على العالم لقرون وقرون من مختلف المعتقدات الدينيّة؟ كيف سنفصل بينهما؟ ومن سيغلب في الغد؟ ربّما لن نصل إلى أجوبة شافية في حضرة الدم وغياب األدلّة، غير أ ّننا لن ننسى أن السياسيّين يستخدمون الحقائق لقول األكاذيب ،في حين يستخدم الك ّتاب الكذب لقول الحقيقة.
م ّي الفارس www.allsyrians.org
10
العدد 23
حوار مع المعارض السوري مروان األطرش ّ
في سعيها لفتح فضاءات الحوار السوريّ ، التقت صحيفة «كلّنا سوريّون» باألستاذ مروان األطرش ،وأجرت معه الحوار التالي: أنتم في اللجنة التحضير ّية لمؤتمر • القاهرة أستاذ األطرش ،ما هو المغزى من هذه التحركات والمبادرات األخيرة؟ وماذا يمكن أن ّ ينتج عن مؤتمر القاهرة؟ م���روان األط���رش :هناك أزم��ة حقيقيّة في المعارضة السوريّة عموماً ،وصلت إلى ح ّد عدم الثقة بها سور ّيا ً وإقليم ّيا ً ودول ّياً؛ ينسبها البعض لدواعي ذاتيّة وموضوعيّة ،لك ّنها أزمة حقيقيّة. هذا ما دعانا ،ومنذ فترة طويلة ،للعمل عبر لقاءات متتالية إليجاد قاعدة معارضة واسعة منسجمة ،تتعامل مع الواقع -دون أن يعني ذلك التنازل عن الثوابت -ومحاولة بعث األمل لدى شعبنا في إمكانيّة الخروج من هذه المأساة .وكنت أعمل -وما أزال -بصمت وج ّديّة. ال��واق��ع على األرض وال��ق��رارات الدوليّة واإلقليميّة ،المعلنة وغير المعلنة ،أوصلتنا إلى أنّ الح ّل الوحيد هو الح ّل السياسيّ الوطنيّ . ولمصر بوزنها ،وابتعادها عن تب ّني أيّ طرف في سورية ،دور يمكن أن يساعدنا في إيجاد مخارج لمأساتنا ،ولما لها أيضا ً من عالقات متقاطعة مع الدول اإلقليميّة والعربيّة. لقاء القاهرة كان في األصل حين ف ّكرنا به -وما زال -مرحلة لتحضير مؤتمر وطنيّ واسع يض ّم معظم أطراف المعارضة الحاليّة ،وتلك الصامتة أو المضطرّ ة الموجودة في الداخل والخارج؛ يجب اإلعداد له بما يتناسب مع تعقيدات الوضع السوريّ . وقد أصبح واضحاً ،ألاّ مستقبل لألسد ح ّتى بنظر القريبين منه .وأ ّننا جميعا ً بين ف ّكي تطرّ ف ووحشية النظام أو التطرّ ف «الداعشي» ومن شابهه ،لذلك علينا العمل على جمع ك ّل القوى التي يمكن أن تدفع باتجاه سقوط النظام ،انطالقا ً من
/21كانون الثاني 2015/
مروان األطرش ،نائب رئيس اهليئة التنفيذيّة للكتلة الوطنيّة الدميقراطيّة السوريّة .مقيم يف اإلمارات العربيّة.
الح ّل السياسيّ الوطنيّ المبني على جنيف.
ك بأنّ وجود معارضة جامعة تض ّم أطيافا ً وال ش ّ واسعة ،أوّ ل همومها هو إنهاء المأساة ،بعيداً عن الثأريّة واالنتقام ،سيش ّكل الضمانة لك ّل مكوّ نات شعبنا نحو الوطن الديموقراطيّ الموحّ د ،المبنيّ على المواطنة واإلنسانيّة. وصلت بعض األح��زاب اإلسالم ّية إلى • السلطة (تونس ،مصر) كيف تق ّيمون أداءه��ا السياسي في السلطة؟ وما هو مستقبل اإلسالم ّ برأيكم؟ مروان األطرش :األحزاب اإلسالميّة لألسف لم تتخلّص من مرض العصبويّة وإقصاء اآلخر، ولذلك انتهت حيث هي اآلن .هناك فرق ملحوظ بين مصر وتونس وذلك ناتج عن دور المجتمع المدنيّ في تونس ودور المرأة وحرّ يّتها. أمّا عن مستقبل اإلسالم السياسيّ ،فهو مرتبط بنضوج وعي القوى السياسيّة اإلسالميّة ،التي عليها أن تخرج من انغالقها وسرّ يّتها ،لتكوّ ن حزبا ً ديموقراط ّيا ً ش ّفافا ً بعيداً عن األدلجة وخلط الدين بالسياسة ..الدين هلل والوطن للجميع .وتاريخ سورية في التعايش بين مكوّ ناتها الدينيّة واإلثنيّة والمذهبيّة شاهد على ذلك عبر التاريخ وإغناء لنا وللمستقبل ولشعبنا. صحيح أنّ الثورة تمرّ بأزمة لك ّنها قائمة مستمرّ ة
وسبيلها الوحيد هو في وحدة الوطن عبر الدولة الديموقراطيّة المدنيّة ،حيث نتساوى جميعا ً نسا ًء ورجاالً وبمختلف تنوّ عاتنا. هل بقي بيد السور ّيين ولو طرف خيط • الوطني؟ فالمؤ ّ شرات تدل ّ -لألسف السياسي ّ ّ للحل ّ أن ال شيء بيدنا ،أليس كذلك؟مروان األطرش :نعم الح ّل بأيدي القوى الدوليّة واإلقليميّة ،لكن الب ّد من العمل على بناء معارضة توحّ د أطيافها وتتهيّأ لمعارضة ذات مصداقيّة يتعامل معها العالم. ال ب ّد من بعث األمل لدى شعبنا للخروج من المأساة ..وعلينا أن ندرك أنّ العمليّة طويلة طويلة، إ ّنما علينا العمل في هذا اال ّتجاه. األستاذ مروان األطرش ،صحيفة «ك ّلنا • سور ّيون» تشكركم شكراً جزيالً ،وتترك لكم الكلمة. مروان األط��رش :أريد أن أقول ،إنّ التعامل في السياسة وبين ال��دول مبنيّ على المصالح؛ وسيكون استقرار المنطقة مصلحة مشتركة ّ المؤثرة ،خصوصا ً بعد انتشار التطرّ ف لألطراف «الداعشيّ » ح ّتى في أوطانهم.
حاورهّ : بشار فستق
الديني التطرّف ّ ليس األمر وكأنّه حماولة «لرتقيع» ما ال ميكن ترقيعه ،مّ إنا هو عرض جملريات تارخييّة ومعاصرة، وإرهاب قام بأي ٍد خمتلفة ،يف عصور خمتلفة ،ولكن حتت اسم واحد ،هو تلبية نداء الر ّب وإعالء كلمته حين يت ّم سرد تاريخ اإلرهاب عند اليهود والمسيحيّين، وع��رض التطرّ ف المعاصر في صفوفهم ،سيقرؤها القارئ المسلم بابتسامة المتش ّفي، أ ّم��ا ع��رض تاريخ اإلره��اب اإلس�لام��يّ س���واء القديم أو المعاصر ،ي���ؤ ّدي إل��ى رفع السيوف إلى األعناق ،فهم ال يقبلون تسميتها باإلرهاب، فقديما ً كانت فتوحات ،وهي اليوم جهاد في سبيل هللا. مع النظر إلى الفرق الزمنيّ بين ظ��ه��ور ك�� ّل دي���ن ،فمن البديهيّ ،تبعا ً لـ «الصيرورة التاريخيّة» أن يزخر عصرنا هذا بالتطرّ ف واإلرهاب اإلسالميّ ،سواء كانت بدايته بنشوء القاعدة وتطوّ رها التطرّ فيّ لـ «داعش» أو كأفراد بعيداً عن التنظيمات ممّن يجد مبرّ رات وفتاوى ألحقيّة هذه المجازر والجرائم التي تجري تحت راية اإلسالم. من قبيل المصادفة أن يأتي العدد الذي كنت أنوي فيه الحديث عن التطرّ ف المعاصر لدى المسلمين مع تداعيات أح��داث باريس ومقتل رسّامين من جريدة «شارلي إبدو» التي كانت قد نشرت رسومات ساخرة عن الرسول ،بالتزامن مع رسومات ساخرة عن المسيح واليهود والبوذيّين وكا ّفة األديان ،فذاك هو ّ خطهم التحريريّ ،لكنّ الجريمة لم تقع سوى على أيدي مسلمين ،ليبدأ مسلسل جديد من اإلس�لام وارتباطه باإلرهاب بحسب السياسة العالميّة ،وانتشار ألحاديث وقصص تجيز فيها قتل من يسخر من الرسول ضمن شبكات التواصل االجتماعيّ .
newspaper@allsyrians.org
في طريقها نحو العلمانيّة، فالتسلّط الدينيّ هو الذي أ ّدى إل��ى ث���ورات شعبيّة إلسقاط ظلمها وتسلّطها ونشوء دول علمانيّة تتم ّتع بحريّات التعبير واإليمان واإللحاد ،تماما ً كما يفجّ ر االستبداد والديكتاتوريّات للثورات الشعبيّة للحصول على نظام حكم ديمقراطيّ وحرّ .
يقف العديد من المسلمين موقف الذي يتعرّ ض لمؤامرة كونيّة ض ّد دينهم في الوقت الذي يقومون هم بإعطاء الذرائع لتثبيتها ،فبين أعمال القاعدة وتفجيراتها ،و»داعش» ومجازرها وجرائمها، الجلد وقطع األعناق تحت صيحات «هللا وأعمال َ أكبر» وجماعة «بوكو حرام النيجيريّة» واألمر ّ منظمات شديدة التطرّ ف، ليس مقتصراً على فقيام الممّلكة العربيّة السعوديّة في القرن الحادي والعشرين بجلد المدوّ ن السعوديّ رائف بدوي َ 1000جلدة ،إضافة إلى حكم بالسجن لعشر سنوات ،بتهمة اإلساءة إلى الدين اإلسالميّ ،علما ً أ ّنه واجه في أوائل العام 2013محاكمة بتهمة الر ّدة التي لم تثبت ض ّده والتي كان سيحكم عليها باإلعدام إن ثبتت عليه تهمة الر ّدة. إنّ ربط اإلسالم باإلرهاب ليس مؤامرة ض ّده حقيقة ،فهناك من يثبت ذلك بأفعاله وجرائمه، وهذه الجماعات تزداد يوما ً بعد يوم ،ولكن بالنظر إلى التاريخ ال ب ّد لنا من أن نفهم أ ّنه أمر «طبيعيّ » ومفهوم ،وهو الطريق الذي سلكته كا ّفة الدول
في اإلعادة إفادة تثقيف العقل*
فرنسيس فتح اهلل م ّراش ()1873 – 1836
يبدو أنّ ال��ح�ل ّ األمريكي(التحالف) • تتوسع هذه للتطرف يعطي مفعوالً معاكساً ،إذ ّ ّ التنظيمات وتنتشر ،ما هو مخططكم لمواجهة هكذا تنظيمات وأفكار؟ وماذا تعملون لمواجهة اإلسالمي؟ التطرف ّ ّ يحارب عندما تزال مروان األطرش :التطرّ ف َ ّ مسبّباته ،وأوّ لها أنظمة االستبداد التي تولده وتزيد حاضنته عبر وحشيّتها وتسلّطها .كما أن العمل على الح ّل السياسيّ الوطنيّ سيعيد ثقة الناس ببعضها...ألم نكن كذلك قبل الثورة؟ ألم تقم داعية للكرامة ،وأنّ الشعب السوريّ واحد؟؟
ثقافة
ليس األم��ر وكأ ّنه محاولة «لترقيع» ما ال يمكن ترقيعه، إ ّن��م��ا ه��و ع��رض لمجريات تاريخيّة ومعاصرة ،وإرهاب قام بأي ٍد مختلفة ،في عصور مختلفة ،ولكن تحت اسم واح��د ،هو تلبية نداء الربّ وإعالء كلمته ،وقد يقول قائل إنّ في هذا الكالم إساءة إلى األديان كا ّفة ،على غرار سياسة جريدة «شارلي إبدو» ربّما ،ولك ّنه ليس اعتراضا ً على الدين بقدر ما هو اعتراض على تابعي هذه األديان ،وسبلهم في نشره ومحاولة إعالء شأنه بين األمم ،خاصّة في عصر بات ي ّتسم بسياسات دوليّة وقوانين لم تكن موجودة سابقاً ،ممّا يعني تداعيات وعواقب أكبر حجما ً بكثير في زمن اإلعالم والشحن العاطفيّ وغسل األدمغة ،وأحداث 11أيلول خير شاهدة على ذلك ،فما زالت عواقب تلك العمليّة اإلرهابيّة تتفاقم وترمي بأوزارها على كا ّفة بقاع العالم ،اإلسالميّ منه خاصّة. يبقى السؤال ،في ظ ّل عصر السرعة ،هل سيستغرق عصر الظلمات اإلسالميّ قرونا ً ليعلن نهايته؟ أم أنّ الثورة الشعبيّة ض ّده واالنفتاح نحو اآلخ��ر والتحرّ ر من «البارانويا» اإلسالميّة، ستكون خالل النصف المقبل من القرن؟
لينا احلكيم
إ ّن���ه إذا فحص الجوهر اإلنسانيّ م��ن ح��ي��ث فطرته األول������ى وأص��ل��ه الطبيعيّ ،إ ّنما يشاهد المعا ً بك ّل الصفات الساذجة والخصال ال��ب��س��ي��ط��ة حسبما يتبيّن ذل��ك من ك ّل إنسان يتربّى منفرداً عن ازدحامات عالم ال��م��خ��ال��ط��ة ،ول� ّم��ا ك���ان ع��ظ��م لطافة هذا الجوهر وش ّدة احتياجه إلى وقاية نفسه سببا ً ف � ّع��االً ّ التأثر بك ّل لقبوله ص����ورة ت��ل��وح له والتخلّق بك ّل سمة يحافظ بها على ذاته ،كان انضمامه في سلك الجمعيّة -إذ ذاك -موجبا ً النطباع صور الحوادث االجتماعيّة والوقائع األدبيّة على ستائر قلبه ،وتطبّعه بأخالق وطباع بها يمكنه أن يعارك ويزاحم أمواج العالم البشريّ ويعيش تحت لواء حوادثه. غير أنّ كثرة تقلّبات األحوال واألجيال تأ ّدت به إلى أن يفقد ك ّل أطوار تلك الفطرة األولى ويصير من أشرّ المخلوقات وأوحشها .ومن ث ّم لم يعد اإلنسان قادراً على الدخول في دائرة التم ّدن الذي يطلب سذاجة الصفات وسالمة الطباع ،إلاَ إذا كان متزيّنا ً بتثقيف العقل الذي يعتبر كآلة عظيمة بها يمكن لك ّل من البشر أن يسترجع إلى طبيعته ما أفقدها التوحّ ش ،وال يت ّم هذا التثقيف إلاّ بالتروض في العلوم والفنون ودراسة المعارف الطبيعيّة واألدبيّة .ومن المعلوم أنّ العلم يخلق في اإلنسان قلبا َ نق ّيا ً وروحا ً مستقيمة ويجعله ظافراً بك ّل الصفات الصافية ونافراً عن ك ّل ما يُشين الجوهر اإلنسانيّ ،وال يترك له سبيالً إلى التف ّكر في األمور الدنيّة واألميال المنحرفة ،وهو األمر الذي ُت ّ شتق منه ك ّل أفعال الشرّ ،وعليه ُتبنى ك ّل دعائم التوحش؛ فكيف يف ّكر اإلنسان – مثالً -في دناءة السلوك ،عندما يكون الفُلك طائراً به إلى أعالي األجرام السماويّة ،حيثما يرى ألوف ألوف وربوات ربوات من النجوم ،التي هي شموس هائلة الحجم، وك ّل منها جالس على عرش الفضاء ثابت في مركزه وتدور حوله كواكب سيّارة مختلفة األبعاد واألشكال ،وجميع ذلك له من السموّ والعظمة ما يخبر بعظم أعمال هللا؟ وكيف يأخذ بذهنه الهتك بالقريب ،بينما تكون الطبيعة هاتكة له أسرارها ومبدية لديه غوامضها ،فإذا نظر إلى األرض يراها تدعوه إلى تمييز تراكيب طبقاتها وتعديد مفردات عناصرها ومعرفة نسبة ك ّل من موادها إلى غيره؟ وإذا تأمّل في الحيوان يراهُ باسطا ً أنواعه لدى حكمه وطالبا ً منه فصل ك ّل عن اآلخر ،وإذا لحظ النباتات يراها كأ ّنها تدعوه إلى معاينة عجائب نموّ ها وماهيّة جوهرها وكي ّفية تغذيتها وعمليّة إنتاجها وتأثير خاصيّاتها وكأ ّنها تكلّفه إحصاء ك ّل من أنواعها وتحديده ،تكليفا ً فوق وسعه؟ وكيف يرتضي بعمل المنكرات حينما تكون الكيمياء مق ّدمة له مشكالتها وطارحة عليه مسائل غوامضها ،فما ينتهي من معرفة عنصر منها وإدراك نسبة ا ّتحاده بغيره وكيفيّة قوامه إلاّ صفات ٍ ً ويبرز لديه عنصر آخر ويدعوه إلى تفنيده؟ فيذهب خابطا في عباب المشكالت حيثما يقابله مولد الحوامض بإيقاده وإنارته ويطارحه مولد الماء برشاقته ولهيبه ويناقشه حامل األنوار بلمعانه وإضاءته ،ويدهشه الذهب بثباته وثقله ،وتذهله الفضّة بوضاءتها ونقاوتها ويلطمه الحديد بكثافته وصدئه ويحيّره الزئبق بفراره ونقائه. وكيف يسمح ألمياله أن تسرح في عالم الشرور والمعاصي حيثما تكون الجغرافيّة سارحة به على ظهر هذه الكرة األرضيّة المملوءة من عجائب الخليقة وغرائب الحوادث؟ ...فيقف متف ّكراً فيما جمّد اليابسة وجمع السوائل إلى مكان واحد ،ويستوقفه اختالف العرض والطول في ميدان التأمّل لتباين المناخات واألهوية .وطوراً تترحّ ل به إلى بالد ال عدد لها وأماكن ال تحصى ،وجميعها تختلف باختالف المواقع والوقائع فيقف متحيّراً بما تحويه األرض من األمم والقبائل المختلفة بالمذاهب والمشارب والهيئات ،ومندهشا ً لما يراه من أحوال البلدان والسياسات والشرائع ،وممعنا ً فيما يعانيه من الصنائع المتنوّ عة األشكال والتجارات المتش ّكلة األحوال ،وهكذا يطوف به هذا العلم إلى أقاصي العالم بدون أن يترك له سبيالً للجوالن في عالم المآثم ،وهو جالس على وسادته غير مبارح صديقا ً وال مفارق حبيباً... فبدون تثقيف العقل إذن ،ال يع ّد اإلنسان إلاّ مع البهائم التي ال عقل لها ،وال يمكن أن يُدعى متم ّدنا ً ّ قط». مراش، *الصفحات ( )71 – 64من كتاب «غابة الحقّ » لـ فرنسيس فتح هللا ّ مطبعة القدّ يس جاورجيوس للروم األرثوذكس – بيروت سنة 1881
www.allsyrians.org
العدد 23
ثقافة
/21كانون الثاني 2015/
فنّ ٌ إنساني الهوّية ان ّ
منذ اللحظة التي جمعتنا سويّة كطلاّ ب في المعهد الموسيقيّ بحلب كان مسكونا ً به ّم إنسانيّ ،وقد اختار أن يدرس الموسيقى كونها اللغة العالميّة التي يستطيع أن يُحمّل نوتاتها هذا اله ّم. «غني ميرزو» الموسيقار السوريّ من أصل كرديّ من مواليد مدينة «قامشلو» تن ّقل منذ الطفولة بين مدينته األ ّم ومدينة حلب تخرّ ج من معهد حلب للموسيقى عام 1987وفي عام 1993 سافر إلى إسبانيا والتحق بالمعهد العالي للموسيقى ()liceo قسم دراسات «الفالمينكو» في مدينة برشلونة ليكمل دراسته بعد تخرّ جه ،تن ّقل مع فرقته الموسيقيّة وأحيا ع ّدة حفالت في أغلب المدن اإلسبانيّة (برشلونة ،قرطبة) كما أحيا ع ّدة حفالت في مدن أور ّبيّة أخرى (المعهد العربيّ بباريس ،بروكسل، لندن) قام بالتعاون مع الف ّنان اإلسبانيّ البروفسور «مانويل غرانادوس» بالعديد من البحوث المتعلّقة «بالفالمينكو» ويحاول «ميرزو» في أغلب أعماله الموسيقيّة والغنائيّة أن يُوجد تناغما ً بين خصوصيّة الموسيقى الكرديّة والعربيّة والشرقيّة بشكل عام مع موسيقى الفالمينكو والجاز؛ لذا ،وانطالقا ً من إيمانه أنّ خصوصيّتك هي طريقك إلى العالميّة إذا أتقنت أسلوب تقديمها، أنشأ في عام 1995الثالثي مجموعة «ميرزو غني» المعترف بها لألبحاث الموسيقيّة. ألّف «ميرزو» الموسيقى التصويريّة لعدد من األفالم الوثائقيّة منها (نشطاء في العراق) في عام 2005وكذلك الموسيقى التصويريّة لمسرحيّة (ألف ليلة وليلة) للفرقة الكتاالنيّة ،وفي
2012كتب موسيقى فيلم «الحرق» حول الثورة التونسيّة. بعد انطالق الثورة السوريّة زار «ميرزو» مخيّم «دوميز» في كردستان العراق ليرى ويتلمّس عن كثب الكارثة اإلنسانيّة التي ألمّت بالشعب السوريّ -بكرده وعربه -ويعيش آالم النازحين وألم أطفالهم ويعود إلى مدينة برشلونة حيث إقامته، لكنّ آالم النازحين ظلّت تحاصره وسعى وبإصرار على إصدار ألبومه الرابع «كامبود وميرزو» الذي أنتجته له شركة «روس��ازول» اإلسبانيّة ،وخصّص عائداته لدعم الالجئين السوريّين في مخيّمات كردستان العراق ولبنان ،وخصوصا ً مخيّم «دوميز» ومخيّم «هاتاي» و «الزعتري» واأللبوم هو أغان عربيّة أخذ عبارة عن عمل موسيقيّ وغنائيّ ،مؤلّف من ٍ كلماتها من الشاعر نزار قبّاني كقصائد (يدك ...ومرفأ) وأغاني «كتالنيّة وكرديّة وإسبانيّة» وبعض المقطوعات الموسيقيّة. ي ّتجه «ميرزو» في أعماله الموسيقيّة نحو أعمال إنسانيّة أكثر التصاقا ً بواقع أمّته الكرديّة ،حيث تم ّكن من إيصال الموسيقى الكرديّة إلى المحافل الدوليّة عندما ق ّدم نموذجا ً فريداً من نوعه في المزج بين الموسيقى الكرديّة والفالمينكو والجاز ليح ّقق شهرة في إسبانيا ،بينما لم ينل ما تستح ّقه موسيقاه في المنطقة. تشارك الف ّنانة الجزائريّة «نايلة بن بي» مع «ميرزو» في أداء األغاني باللغات العربيّة واإلسبانيّة والكتالنيّة والكرديّة ،باإلضافة لف ّنانين من إسبانيا وكاتالونيا وكوبا والمغرب والجزائر ،يحاول «ميرزو» في تجربته الخاصّة أن ّ يوظف تقنيّات العزف على آلة الغيتار في العزف على آلة العود والبزق ،أي طريقة العزف باألصابع ،بحيث يعمل على تسخيرهما إلصدار توافقات هارمونيّة ،ويفسّر ذلك بقوله :في الغرب هنالك ع ّدة طرق للعزف على الغيتار ،أمّا بالنسبة آللة العود فتقريبا ً لم يطرأ أيّ جديد في طريقة تناول هذه اآللة منذ مئات السنين .ويرى أنّ آلة العود تحمل إمكانيّات التطوّ ر إذا ما تطوّ ر العازف. وهو يرأس فرقة موسيقيّة مكوّ نة من ع ّدة عازفين على اآلالت الموسيقيّة التالية «العود ،البزق ،الغيتار اإلسبانيّ ،وت ّم تطوير ّ مؤخراً بإضافة آالت موسيقيّة أخرى مثل «الفيولونسيل، الفرقة والكالرينيت» وآالت إيقاعيّة جديدة وال زالت الفرقة قائمة باسم فرقة «غني ميرزو» الموسيقيّة ومستمرّ ة في تقديم أعمالها ونشاطاتها الف ّنيّة في المهرجانات الموسيقيّة التي تقام في إسبانيا وأوربّا ،حيث يق ّدم الف ّنان «ميرزو» أعماالً ومعزوفات موسيقيّة نالت إعجاب اإلسبان وهذا ما جعله يكتسب شهرة عالية في الوسط الموسيقيّ اإلسبانيّ حيث يق ّدم عروضه الموسيقيّة «كونسرتو» في أشهر صاالت برشلونة مثل «الوديتوريو» كما يق ّدم عروضه الموسيقيّة في معظم المدن األوربيّة وخاصّة في «مدريد وبرشلونة وباريس وبرلين وامستردام». نال «غني ميرزو» جائزة mini maxللمسرح في إسبانية في عام ،2007واليوم يستع ّد الف ّنان «ميرزو» إلحياء ع ّدة حفالت في إسبانيا والجزائر ،ليتابع عمله في إيصال همّه اإلنسانيّ بلغة الموسيقى كما كان يحلم منذ الطفولة.
المرأة والفردوس
قراءة في لوحات إسماعيل نصرة يف الشكل الفنيّ : نلحظ تغيّرات أسلوبيّة وتن ّقالت عديدة في لوحة ّ والخطيّة واالشتقاقات الف ّنان من حيث المعالجة اللونيّة الشكليّة ،يجمع فيما بينها الموضوع الواحد بمعالجات مختلفة. ال يوجد بداية واضحة ومستقرّ ة للوحة ،فال تستطيع ّ الخط أم اللون؟ هل يبدأ الف ّنان أن تعرف أيّهما أسبق لوحته بدراسة ّ ّ خطيّة يرسم من خاللها إناثه ويوزع المساحات وبناء اللوحة؟ أم أ ّنه يشت ّقها من تداعيات حرّ ة باللون والفرشاة وصوالً إلى صياغتها األخيرة؟ ّ الخطيّ وراء في بعض لوحاته يختفي الحضور المساحة اللونيّة التصويريّة ،وم��رّ ة يظهر واضحا ً جل ّيا ً ليضفي على اللوحة طابعا ً مميّزاً من حيث متانة التكوين ووضوح اإليقاع ونضوجه.
عيونها تحمل إغماضة حالمة وحيدة ،وإن تجمّع حولها العالم بأسره ،ال يستقرّ لها حال أو عاطفة، مجهولة لآلخرين معروفة ل��ه ،يكاد يلمسها حين يرسمها ،إ ّنها هي تلك التي لم تزل صورتها في عمق الذاكرة بعيداً ،حيث ك ّل شيء دافئ وال يعود. الف ّنان التشكيليّ إسماعيل نصرة من مواليد مدينة َسلميّة -حماة عام ،1965تخرّ ج من كلّيّة الفنون الجميلة ع���ام 1987قسم التصوير ،له العديد من المعارض الفرديّة ،وحائز على العديد من الجوائز.
newspaper@allsyrians.org
إيقاع لوحاته متغيّر ،ال يوجد إيقاع ثابت مح ّدد للعمل ،فمرّ ة يكون إيقاعا ً متناوبا ً بين فترات ووحدات متغيّرة ،ومرّ ة يغدو منفلتا ً من الضوابط ،متصاعداً حيناً ،وتنازل ّيا ً حينا ً آخر. منهج التلوين لديه يجعل من السطح التصويريّ قو ّيا ً وحاضراً دوماً؛ وتختلف طرق فرشه للون ،فمن الضربات الحرّ ة والواضحة إلى المعالجات الناعمة الكالسيكيّة للشكل ،فالوجوه ملوّ نة لديه بأسلوب كالسيكيّ يخفي ضربة الريشة ويحافظ على البعد الثالث من خالل وحدة المنبع الضوئيّ ،في حين تصير الخلفيّات لديه معالجة بضربات قويّة أقرب إلى منهج التلوين الحديث ،ويعتمد الف ّنان نصرة على األلوان
11
أسعد شالش
مشاهد يومّية
يعتبر الشاعر السوريّ «رياض الصالح الحسين» المولود درعا في 1954/3/10 والمتو ّفى في دمشق ،1982 /11/21من أه ّم شعراء قصيدة النثر في سورية والوطن العربيّ الحديث. كتب في الشعر ،القصّة القصيرة، قصص األطفال ،المقالة الصحفيّة ،والنقد األدبيّ . أص��در ث�لاث مجموعات شعريّة في حياته: خ��راب ال��دورة الدمويّة -مطابع وزارة الثقافة -دمشق 1979 أساطير يوميّة -مطابع وزارة الثقافة دمشق 1980بسيط كالماء واضح كطلقة مس َّدس - دار الجرمق -دمشق 1982 أنجز مجموعته الشعريّة «وعل في الغابة» قبل وفاته ،ومنها نقتطف: مشاهد يوميّة -1المكتب ك ّل صباح حينما أفتح باب غرفتك بهدوء كاذب م��ح��اوالً إخ��ف��اء ارت��ج��اف أصابعي وشراييني ك ّل صباح حينما أراكِ تعبثين بالبطاقات البيضاء بالصحف والمجلاّ ت بالزمن والقهوة ك ّل صباح أتم ّنى حينما أدخل غرفتك بهدوء كاذب أن أكون قلما ً أو ممحاة صحيفة أو فنجان قهوة بين أصابعك التي تعبث باألشياء
كما يعبث عازف مبتدئ بمفاتيح البيانو. -2الطريق في الطريق حينما أكون معك في الخريف الذي طال حيث تشتعل الشمس وتنطفئ بطريقة غريبة بطريقة ّ أخاذة في الطريق ،في الطريق حيث تسقط ورقة شجر صفراء فوق َشعرك األسود المشتعل أقول لك :اقتربي لقد وقع طائر أصفر فوق رأسك وها هو ينقر حبوب العدس طائر أصفر صغير يغ ّني فوق أغصان َشعرك الغزير َشعرك الذي كقطيع من الماعز يرعى في برّ يّة القلب -3البيت حذاؤك في الزاوية ثوبك فوق الكرسيّ وفوق المنضدة دبابيس َشعرك خاتمك الذهبيّ وحقيبتك السوداء وأنت معي عارية وخائفة م ّم تخافين؟من قنبلة تسقط فوق زهرة! من زهرة تحت عجالت قطار! عارية وترتجفين م ّم ترتجفين؟من بركان يتفجر! من رغبة تئن! عارية وتلتصقين بي سأترك النافذة مفتوحة انظري ..انظري ها هي السماء الزرقاء وها هي ّ قطة بيضاء ورماديّة ّ تتنزه فوق حا ّفة الجدار المقابل للنافذة وها نحن نقتسم رغيف الحبّ نأكل من صحن واحد بملعقة واحدة وك ّل ما نملكه وما ال نملكه سنقتسمه أيضا ً تماما ً كرفيقين في رحلة طويلة.
الفنّان التشكيل ّي إمساعيل نصرة من مواليد مدينة َسلميّة -محاة عام ،1965خت ّرج من كلّيّة الفنون اجلميلة عام 1987قسم التصوير، له العديد من املعارض الفرديّة ،وحائز على العديد من اجلوائز. الباردة والترابيّة ،إلاّ أنّ استخدام األبيض في بعض اللوحات يضعف أصل اللون وقيمته ،ممّا يجعل أفضل لوحاته تلك التي تعتمد على األلوان الصريحة ،التي ينعدم امتزاجها باألبيض ،وبمنهجيّة تلوينيّة أقرب للعفويّة والحداثة ،إ ّنه يجيد التلوين باأللوان الصريحة، لكن قلّما يستخدمها في لوحاته. يتنوّ ع التكوين لديه ما بين الخطوط المستقيمة المتقاطعة وما تنتجه من بناء هندسيّ للخلفيّات ،ونادراً ّ الخط المنحني والتكوينات الدائريّة ما نالحظ وجود ّ الخطيّ والحلول البصريّة في لوحاته ،إلاّ أنّ التأليف للتكوين تقضي على التشابه الذي تنتجه الوجوه األنثويّة المتكرّ رة والواحدة. إنّ االخ��ت�لاف في األس��ل��وب والمعالجة ما بين الخلفيّات والموضوع ،يجعل المتل ّقي وكأ ّنه أمام لوحتين منفصلتين ،ما يثير في النفس رغبة بسيادة أحد األسلوبين على كامل اللوحة. يف اخلطاب البصريّ: تر ّكز معظم لوحات الف ّنان على المرأة كمركز للموضوع والخطاب ،وك ّل المفردات األخ��رى في اللوحة ليست س��وى تنويعات على العالم النفسيّ والداخليّ للمرأة. في لوحته ،تصبح المرأة كائنا ً مستقرّ اً في الماضي مجمّدة في لحظة زمانيّة واحدة تتب ّدل من حولها األمكنة، إلاّ أ ّنها ال تخرج من عالمها الخاصّ ،مستغرقة في ذاتها ال ترى ما حولها ،فالجميع مرايا لفتنتها ،ح ّتى وهي مفتوحة العينين ال ترى إلاّ ذاتها العميقة البعيدة، وكأنّ الف ّنان يصرّ على تأكيد عزلتها واستغراقها في
أناها ،فيب ّدل ك ّل ما حولها وتبقى هي أسيرة لحظتها الصامتة؛ هنا المكان ليس بالفردوس وال هو بالمقهى ليس بواقعيّ وليس بمتخيّل ،إ ّنه المكان -العناصر المكان -المفردات الصغيرة المتناثرة ،والمرأة ليست الحلم ،إ ّنها الطفلة الفاتنة العابثة ،في كثير من تب ّدالتها ترى (لوليتا) متخ ّفية وراء مالمحها ال تبتسم ،وتخفي وراء شفاهها المكتنزة رغبة ال ترتوي وال ُتطال. إذاً ،خرجت المرأة في لوحات إسماعيل نصرة من فضاء الحلم لتدخل في الذات والخاصّ ،إ ّنها بالغة الخصوصيّة ،رغم أ ّنها تشبه في ارتسام مالمحها الكثير من النسوة الحلم. والمكان تحوّ ل من ف��ردوس إل��ى مجموعة من التفاصيل واألشياء لنقف أمام تج ٍّل جديد لمثنويّة المرأة والفردوس إ ّننا أمام (المرأة – الذات في المكان – الخاصّ ).
سهف عبد الرمحن
www.allsyrians.org
12
العدد 23
مقامات
/21كانون الثاني 2015/
بدنا حنكي
ّ لكل مقام مقال
في سيرته األخيرة
قيادة آلّية لسّيارات جنرال موتورز بالتعاون مع غوغل
احللم ّ موعدك متأخراً ،عن لماذا ُتولد َ المح ّدد ،ك ّل ليلة؟ �ك تعاني من المخاض أعرف أ َّن� َ وحيداً، وأنَّ األلم كان يرفرف فوق السرير
لماذا تولد ،بشام ٍة خضراء ،خلف األذن ربمّا ،نكاية بالذكريات التي ال تموت. ال ّرصاص
الرّ صاصْ ؛ مؤ ّك ٌد أ ّن َك َلسْ َ الجه َلة ت الحيَّ ،كما يصفك بعضُ َ َ َج َس ُد َك المعدنيُّ ،الذي بال أُلفةٍ، ُك مِقعداً واحداً للجلوس بيّننا ال َيمنح َ ِ لك الب ّتة ،سوى في دفاتر الجُرحْ ب َ ال َن َس َ ْ الجهات َتحْ ِم ُل وف ّياً ،رسائل الغدر ،لك ّل ِك الفاسدة؛ مُسْ ِرعا ً َتحْ ِم ُل أمتعت َ الرائح ُة الكريهة،
يف سريت ِه األخريةِ؛ ت كثيراً، لم يختلفْ عن الوق ِ يأتي خ ً ِلسة ،دون سابق إنذار
هذه العبارة مأخوذة من رسالة أحد المعتقلين في سجون نظام الذين ازداد عددهم ومأساتهم ،لدرجة موت 250معتقالً تحت التعذيب في سجون النظام بشهر آب الماضي؛ أي بمعدل 8أشخاص ك ّل يوم!
ُشب ُه الخطأ ،إذا وقع دون عم ٍد أيضا ً ... أحيانا ً ي ِ في بعض حاالته الطارئة ينتظ ُر طويالً، ل َمنْ ينادي عليه،
إ ّنها أكبر جريمة ّ موثقة في العالم ،إذ قام «قيصر» المنشق عن نظام األسد بتوثيق صور 11000ضحيّة ،وال يمكننا الوقوف أمامها عاجزين؛ من هنا
خجول حين يضح ُ ك بأعلى صوت ِه كطفل ٍ ٍ وغالبا ً يرح ُل إلى جه ٍة مجهول ٍة تماماً ،خوفا ً من االنتقام ُ حال، هو ال يثبت على ٍ تشبّها ً بالماء ،أو النار ،أو النسيان
حيطان سراقب في هولندا
كائن خرافيّ ، ومث َل ك ِّل ٍ
اختار مهرجان روتردام الدوليّ فيلم «دفاتر الع ّ شاق» ليكون بين عروضه لعام 2015ضمن قائمة األفالم الوثائقيّة ،في الفترة ما بين 21كانون الثاني و 1شباط.
يبتك ُر بصماته المشبوهة ،بمختلف األلوان يجهل متى يكونُ عليه الحضور أو الغياب أن يأتيّ مكحّ ل العينين ،أو م ّتشحا ً بالبياض ننتظر مجي َئ ُه ـ وقد ّ يتأخر قليالً ـ بشغ ٍ عميق حزن ف أو ٍ ٍ ربمّا هو الحبُ ، ْ الموت. وربمّا هو أعمال شغب: أكسر زجاج نوافذكم ،دونما سب ٍ ب وجيه.. أستطي ُع أن َ أستطي ُع أن أذرف دمعا ً غزيراً على تلك التماثيل المتأل ّم ِة هناك. ُ استطعت ،أكرّ ر ك َّل أخطائي القبيحة ج ّداً ،دون الجميلة و إن منها .. جاهداً؛ أنتز ُع شوك االحتماالت ،هي الع ّدو الوحيد لت ّفاحة «نيوتن» لك ّنني الضح ّي ُة الوحيدة التي تسقط بينهما .. إفراطا ً في الحبّ أُطقطق أصابع الموتى، وأ ُ ّ كذبُ اختبار الصراط المستقيم من سرديّات هللا الموحشة. ّ ّ سأكذب مثل جميع البشر. سأكذبُ كثيراً،
حممّد ّ جنار
توفيــق دنيـــا
بسام يوسف َ
newspaper@allsyrians.org
حسني برو
انطلقت حملة #أنقذوا_البقيّة لتطالب بـ:
ما فقدته ليس بمقدور أح��د أن يعيده لي ،فقد فقدت عمري ولحظاتي مع عائلتي ،لقد فقدت أجمل وأرقى األصدقاء»...
والكثير من ثمر المفاجآت.
المدير العام
درس جديد في المنطق يق ّدمه لنا ب ّ شار األسد. فها هو وفي حوار صحفيّ ،يشرح لنا مفهوم الحوار وماهيّة الحوار ،وكيف يمكن أن نقيم الحوار؟ وماذا يعني الحوار؟ وهل من الممكن أن يكون هناك حوار دون أسس لهذا الحوار؟ كيف من الممكن أن نكتشف هذه األسس؟ ليختتم الحصّة األولى من درس المنطق بضرورة الذهاب إلى موسكو للتشاور وإجراء الدراسات المستفيضة الكتشاف هذه األسس ،وبعدها ـ أي بعد أن نح ّدد األسس ـ من الممكن أن نبدأ بالحوار! هكذا يفسّر ب ّ شار األسد رحلة موسكو.. مستعجل ،وال يقبل أن ُتسلق األمور سلقاً ،وال أن يكون الحوار ببساطة ،يبدو الرجل غير ٍ على حين غِ رّ ة ،وال يمنع أن تكون الجلسة األولى ،أو الجلسات األولى مخصّصة لوضع أسس منطقيّة للحوار ،وليكن بعدها الحوار مُنت ِجاً ،الرجل ال يُحبّ أن يحشره الوقت في زاوية ميتة ،يأخذ من سائقي ميكرو الباص في شوارع دمشق ،حكمته اليوميّة التي يكتبها السائقون على خلفيّة سياراتهم: ّ متأخراً خير من ألاّ تصل أبداً» «أن تصل رغم أنّ السائقين يُسرعون ويش ّفطون ويسوقون ببهلوانيّة عجيبة إلاّ أ ّنهم ال يتنازلون عن هذه الحكمة ،وهو أيضا ً رغم أنّ طائراته وبراميله تنشر الموت والدمار في أغلب المدن السوريّة ،إلاّ أ ّنه غير مستعجل ،وال يمكن أن يقبل بحوار لم تتوضّح أسسه بعد. نذكر في أوّ ل التسعينيّات ،وبعد أن جرّ ت قوّ ات التحالف حافظ األسد من أذنه للمشاركة في عاصفة الصحراء ،وكيف قادته بعدها لجلسات حوار بدأت في مدريد ،وكيف حاول الرجل أن يعلّمهم دروسه في المنطق ،ودخل معهم في قصّة «تعريف اإلرهاب» وناور بها ح ّتى مات ،وأورثنا البنه ،وما زال العالم كلّه مشغوالً في البحث عن تعريف لإلرهاب يُقنع حافظ األسد أو يتماشى مع منطقه. اليوم ،تعود قصّة إبريق الزيت من جديد ،ويعود ب ّ شار إلى طرح مفهومه بالبحث عن أسس الحوار قبل البدء بالحوار ذاته. وكون هذا الشبل من ذاك األسد ،ربّما ستتع ّدد الجلسات والشبل مستع ّد ألن يصل إلى ما بعد بعد موسكو ح ّتى يكتشف األسس!! الرحلة طويلة ،ومن يسعى الكتشاف األسس عليه أن يتحمّل طول الوقت. تذ ّكروا تاريخ درس ب ّ شار جيّداً ،وتعالوا نحسب كم من الجلسات ،وكم من اللقاءات، سيستغرق معنا اكتشاف األسس؟؟!!
حملة #أنقذوا_البقّية
الصوت الخجول، ُ المسافات الطارئة،
رئيس التحرير
أعلن رئيس قطاع التكنولوجيا بشركة جنرال موتورز األمريكيّة لصناعة السيّارات جون لوكنر أنّ الشركة تتعاون مع شركة غوغل البتكار تقنيات سيّارات القيادة اآلليّة. وتتنافس ع ّدة شركات لصناعة السيّارات منها جنرال موتورز على تطوير مواصفات القيادة اآلمنة ،وتتضمّن هذه الرؤية إنتاج سيّارات تسير ذات ّياً.
ال حوار ..قبل اكتشاف األسس
الفيلم من تصوير وإخ��راج إياد الجرود وإنتاج ،2014وهو يحكي الطابع السلميّ للثورة السوريّة من خالل الكتابات على حيطان بلدة سراقب بريف إدلب ،شمال غرب سورية.
إطالق سراح كا ّفة معتقلي الرأي، وكشف مكانهم ومصيرهم ،وإلغاء كا ّفة المحاكم العسكريّة ومحاكم اإلرهاب ،ومحاسبة ومحاكمة ك ّل من قام باعتقال وتعذيب وانتهاك حقوق الناس ،وإرس��ال لجان تفتيش إلى سجون النظام وفروعه األمنيّة السرّ يّة والعلنيّة لتقف على الظروف اإلنسانيّة للمعتقل ،وتقديم الرعاية الط ّبيّة الالزمة لكا ّفة المعتقلين تحت إشراف الصليب األحمر الدوليّ والهالل األحمر السوريّ ،واإلفصاح عن أماكن دفن المعتقلين المتو ّفين تحت التعذيب.
مجموعة 18من 18
صدر في نهاية 2014 المجموعة القصصية: الحا ّفة – نقطة تقاطع 18 ق����ص����ص ام��رأة سوريّة .والكتاب محاولة لتوصيف الحياة اليوميّة لنساء عشن نار الحرب ،ووصف لمقاومة االستبداد ،ولك ّنه – كما يقول الغالف – حكاية األمل في الحصول على مستقبل مشرق. الكتاب يقع في 120صفحة ،ويض ّم 18حكاية من 18كاتبة سوريّة.
س��يّ��د الف�����روف ما يستقبل ال��س��وري��ون أوّ ل اعتصام منزليّ نسائيّ العواصف الثلجية برضا في سورية ،تمّوز ،2011 ف��ي داع��ي تشبّح علينا ممزوج باأللم والخوف، في فيديو ولم ّدة دقيقتين، وعالمعارضة ،ثورتنا فتبقى الثلوج بما تحمله ألقت فيه إح��دى السيّدات ص��ار عمرها 4سنين من عبء وعواقب صعبة، كلمة المعتصمات ،وطالبت وتعمّدت بالدم مشان ما وخ���اص���ة ع��ل��ى قاطني برحيل النظام ،ورفعت حدا يشبّح علينا.. المخيمات في الداخل السوري ،والنازحين خارج النسوة الفتات عديدة منها :ال شرعيّة لنظام يحتمي ناقص تهددنا بفرع فلسطين! بيوتهم ،وف��ي ظل ن��درة م��واد التدفئة وصعوبة بالشبّيحة .سورية للجميع .ال لسفك الدماء .كان أمّا المعارضة فستطلق على نفسها رصاصة تأمينها ،تبقى أخف وطأة من طائرات األسد التي ال العلم المعتمد ذو النجمتين الخضراوين ،وقد ر ّددت تفارق أجواء المنطقة في األيام العادية. المعتصمات :عاشت سوريّة ...حرّ ة أبيّة. الرحمة إن صدقتكم!! Maisa Akbik http://www.youtube.com/watch?v=5Vdbz9SWhck عبد الكريم أبو أحمد@
هيئة التحرير حسين برو ّ - بشار فستق غزوان قرنفل -ثائر موسى -عزّة البحرة
االخراج الفني منير األيوبي
فريق العمل هلّ العبدال سكرتاريا :نور التدقيق اللغوي :فلك الخالد الموقع اإللكتروني :باسل العبداهلل
اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة
www.allsyrians.org