العدد - 25 -السنة الثانية
/18شباط 2015 /
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
األسد :نقتل بالصواريخ والقنابل ال بالرباميل! الثورة عندما تغيب القيادة
األسد.... سبل يستمرّ في من ُ المساندة، تلوين السيكودراما الكلمات ص5 ص 9بالكذب
ص2
سياسية ثقافية نصف شهرية
راديو روزنة -موفق قات
حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح، ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة، حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ ين سور ّي جامع ،يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
ال بـ ّد من مشــروع وط ّ ين إلنقـاذ ســورية مخّيم الرحمن ،ال أفق للنجاة
ص7
وريث ّ الظل
سورية من دولة فاشلة إلى دولة تحت االحتالل استطاع النظام الشموليّ الذي رسّخه حافظ األسد أن ينقل سورية من دولة تمتلك الكثير من مقوّ مات قيام دولة عصريّة إلى دولة فاشلة ،تنتفي فيها ك ّل المعايير الحديثة لشكل الدولة ،دولة تغيب فيها المؤسّسات واألحزاب واإلعالم والقانون ،وتحضر فيها هيمنة االستبداد بك ّل أشكاله وأجهزته على ك ّل مفاصلها ،وجاء ب ّ شار األسد إلى السلطة كامتداد لهذا النظام الشموليّ واستمرّ ت آليّات إدارة الدولة والمجتمع بنفس العقليّة السابقة ،األمر الذي كرّ س صيغة الدولة الفاشلة أكثر. وبغياب المشروع الوطنيّ وحوامله ومرتكزات إقامته ،ت ّم بسهولة نقل سورية إلى مرحلة أخرى تجلّت برهنها ورهن إدارتها إلى جهة خارجيّة. ّ وإذا كانت مرحلة ماقبل الثورة السوريّة تتصف برهن القرار السياسيّ لهذا البلد لجهة خارجيّة ،إلاّ أنّ مرحلة الثورة شهدت نقل هذا االرتهان من صيغة احتالل القرار السياسيّ إلى صيغة االحتالل الماديّ للدولة ومن ث ّم األرض ،وأصبح حضور هذا االحتالل عسكر ّيا ً وسياس ّيا ً واقتصاد ّيا ً واجتماع ّيا ً وثقاف ّيا ً وطائف ّيا ً واضحا ً وصادماً. على مدى التاريخ تواجه الشعوب محتليها ،لكنّ االحتالل الذي تشهده سورية اليوم هو األخطر من نوعه ،فقد وضع ب ّ شار األسد إمكانيّات سورية وجيشها تحت إدارة هذا االحتالل ،وف ّتت الشعب السوريّ ووضعه في مواجهة بعضه البعض ،األمر الذي أضعف إمكانيّة نشوء الجبهة الوطنيّة المتص ّدية لهذا االحتالل ،بالمقابل قامت الدول األخرى -والتي لها مصالحها االستراتيجيّة في سورية بالوقوف ض ّد هذا االحتالل ،لكن خدمة لمصالحها وعبر أدواتسورية أيضاً ،وهكذا استحالت الثورة التي قام بها السوريّون من أجل إنهاء االستبداد وبناء الدولة على أسس جديدة ،إلى حرب مفتوحة بين أطراف كثيرة على األرض السوريّة وبأدوات سورية، ووجد السوريّون أنفسهم يقتتلون من أجل مصالح اآلخرين وبإقصاء تا ّم للمصلحة الحقيقيّة للشعب السوريّ وألهداف الثورة التي قامت من أجلها. الخطورة اليوم تكمن ليس فقط في أ ّننا نتحارب من أجل مصالح اآلخرين وليس فقط في أ ّننا أصبحنا أدوات لهم ،إنّ الخطر األكبر
يكمن في أ ّننا نغلق الباب أمام قيام مشروعنا الوطنيّ ،وأ ّننا نغلق الباب أيضا ً على إمكانيّة إيقاف هذه الحرب وإنقاذ بلدنا ،وأصبحنا كلّنا اآلن في انتظار ما يقرّ ره اآلخرون لنا. إذا كانت األطراف الدوليّة تتح ّكم اآلن بك ّل مفاصل هذا الصراع، وإذا كانت األدوات التي يتصارع بها اآلخرون هي أدوات سورية وإذا كان الغائب األوّ ل في هذا الصراع هو مستقبل الشعب السوريّ وسيادته ،فهل يمكن القول إ ّننا مضطرّ ون وبأقصى ما نستطيع إليجاد حضور سوريّ في هذا الصراع ،حضور لمشروع وطنيّ سوريّ واضح ،يدافع عن مصالح السوريّين ويعمل من أجل سورية القادمة؟؟. هل يمكن إيجاد الالعب السوريّ الذي يدخل هذه اللعبة مدافعا ً عن مصالح السوريّين؟ ،قد يكون األمر بالغ الصعوبة ،لك ّنه بالغ الضرورة واأله ّميّة وقد يكون خلق هذا الالعب في الخارج -أقصد سوريّي الخارج – هو أكثر إمكانيّة منه في سوريّي الداخل ،على اعتبار أنّ أكثر من نصف السوريّين قد أصبحوا خارج سورية، وأنّ االنقسام بين السوريّين في الداخل يتكرّ س يوما ً فيوماً ،يُضاف إلى ذلك أنّ الظرف الموضوعيّ لسوريّي الداخل والبالغ القسوة يدفعنا إلى القول :إنّ َمن هم في الخارج هم األكثر قدرة اآلن على المبادرة والعمل لتشكيل جسد سياسيّ يحمل مشروعا ً وطن ّيا ً تكون مهمّته العاجلة إنقاذ سورية وحماية مصالحها االستراتيجيّة في هذه الفترة. ً إنّ المهمّة األساسيّة لهذا الجسد السياسيّ إذا هي إنقاذ سورية، وبالتالي فإ ّنه ليس مكانا ً لحسابات خاصّة ،إنّ المشروع الوطنيّ السوريّ يجب أن يغيب عنه الوجه الدينيّ (أسلمة الثورة) ،والوجه الطائفيّ (تطييف الثورة) ،ويجب أن يغيب عنه أيضا ً اعتبار الثورة هدفا ً للوصول إلى السلطة ،فالمطلوب اآلن فقط هو إنقاذ سورية. إنّ انتقال صيغة الهيمنة على سورية إلى شكل االحتالل العسكريّ وإدارة هذا االحتالل لموارد الدولة وجيشها هو خطر يته ّدد الوجود السوريّ بك ّل صيغه ،وعليه فإنّ إنقاذ سورية يتطلّب من السوريّين جميعا ً اعتبار مقاومة هذا االحتالل وإفشاله هو األولويّة األولى واأله ّم في تاريخ سورية.
ب ّسام يوسف
ص8
أي مستقبل أطفال سوريةّ .. ص6
ينتظرهم؟
2
العدد 25
/18شباط 2015/
الثورة عندما تغيب القيادة
اس��ت��ط��اع اإلن��س��ان ال��س��وريّ االنقالب على عقليّة المؤسّسات يبلور قيادة األمنيّة ،ولم يستطع أن ِ فاعلة على األرض ،أين المشكلة؟ التجربة على األرض تقول بأنّ الثورة أف��رزت قياداتها المنسجمة تماما ً مع الحراك الثوريّ وأهدافه، لكنّ هذه القيادات الشابّة الجديدة جوبهت بمصاعب كبيرة ،أوّ لها االس��ت��ه��داف ال��م��ب��اش��ر م��ن قبل النظام باالعتقال وال��ق��ت��ل ،فهي واقعة تحت ضرباته مباشرة ،وأب��دى النظام وعيا ً مب ّكراً لخطورة هؤالء الشباب ،وثانيا ً قلّة تجربتها ،فالمجتمع السوريّ المشلول سياس ّيا ً منذ أكثر من أربعين عاما ً ال يمتلك أيّة تجربة في العمل السياسيّ واالجتماعيّ ،فماذا إذاً عن العمل الثوريّ ؟ وثالثا ً وهو األه ّم واألكثر إيالما ً تعرّ ض القيادات الشابّة التي أفرزها الحراك على األرض لمواجهة غير معلنة مع المعارضة التقليديّة المنهكة والممسوخة عن النظام في عقليّتها اإلقصائيّة وتعاليها ،فاألخيرة وجدت أنّ ّ الحق في تاريخها الطويل في المعارضة يعطيها قيادة الثورة ،وعلى اعتبار أنّ معظم رموزها في الخارج ،أو أصبحت بعد الثورة في الخارج ،فهي تمتلك حريّة الحركة والكالم والظهور ،فبرزت إلى الواجهة على حساب القيادات الشابّة في الداخل وأخذت دورها مع ما تحمله من تشوّ هات وعقليّة إقصائيّة ونظرة ضيّقة تبلورت بشكل نزعات على الزعامة والقيادة وتخلّفت في طريقة معالجتها لألمور ورؤيتها عن الثورة وشبابها، كما لو أنّ ما يحكم تفكيرها هو المنطق القبليّ ، وفي هذه األثناء عمل النظام على تقسيم المناطق وفصلها عن بعض ،فمنع الحراك الثوريّ في الداخل من توحيد جهوده لتكوين حالة سياسيّة واح��دة على مستوى البلد ككلّ ،وض��رب ك ّل مقوّ مات إمكانيّة نشوء حالة أو ظاهرة قياديّة محلّيّة منبثقة من الحراك نفسه ،ساعده على ذلك سلوك المعارضة التقليديّة ومشاكل التجربة الشبابيّة في الداخل نفسها. فالتجربة القياديّة الشابّة في الداخل رغم أ ّنها أكثر نضجا ً من القيادات التي تش ّكلت بالخارج، ّ ومثلت أو ا ّدعت تمثيل الثورة إلاّ أ ّنها لم تخ ُل هي نفسها من عيوب بنيويّة سببها ما ذكرناه من
تشوّ هات أصابت بنية المجتمع واإلنسان ،ولقلّة التجربة وحداثة العمل السياسيّ والصعوبات األمنيّة الكبيرة التي واجهتها فكان بينها تناحر وصراعات خفيّة ،وبرز من بينها أعداد ليست بالقليلة عملت على تحقيق أه��داف شخصيّة، وهناك الكثير من الشهادات التي تتح ّدث عن حاالت استغالل للثورة ،ولذلك فشلت تجربة القيادة بش ّقيها الخارجيّ والداخليّ ،ما سمح لجميع ّ بالتدخل في الثورة والثوّ ار على األطراف الدوليّة األرض وأصبح لدينا مجموعات ثوريّة وقياديّين كثر يتبع ك ّل منها للجهة التي تموّ له وتدعمه. وال يخفى على أح��د ب��أنّ أجندات الدولة الداعمة ال ت ّتفق مع طموح الشعب السوريّ ّ فتشظت الثورة وكثر المتح ّكمين فيها وثورته، وبمسار أمورها وحراكها وتحرّ كها ،وفقدت مع األيّام الكثير من شعاراتها التي لم يبق منها كشعار واضح ومعلن غير (الشعب يريد إسقاط النظام). هذا الواقع عمل على ترسيخه واستثماره بحنكة النظام السوريّ ،وهذا الواقع سمح للجماعات والتنظيمات التكفيريّة والجهاديّة بالدخول إلى األراض��ي السوريّة والسطو على مناطق في األراض��ي السوريّة وفي بعض األحيان وجود بيئات حاضنة لهذه التنظيمات بسبب فقدان القيادة الثوريّة البديلة عن النظام ،وبالطبع نحن ال نخلي مسؤوليّة النظام فهو المسؤول األوّ ل واألخير عن ك ّل ما حصل ويحصل في سورية ،لكنّ حديثنا ير ّكز أو يحاول أن يفهم الخلل البنيويّ في الثورة والمجموعات الثوريّة السوريّة وأسباب إخفاقها في تشكيل قيادة ثوريّة ناضجة واعية وكارزميّة موحّ دة ومعبّرة عن الحراك الثوريّ كامالً، والتي من أه ّم أسباب غيابها ما قام به النظام عبر سنوات طويلة من تدمير وتسطيح للمجتمع ومؤسّساته المدنيّة.
يمكننا تلخيص نتائج مخاطر غياب قيادة ثوريّة واح��دة واعية وناضجة بالنقاط التالية: تش ّتت جهود الثوّ ار -1 على األرض. السماح لجهات دوليّة -2 كثيرة بالنفاذ إلى الثورة والثوّ ار. ت��ش�� ّت��ت األه�����داف -3 نتيجة تع ّدد الجهات القياديّة وتع ّدد ارتباطاتها. ت���زاي���د اح��ت��م��االت -4 التناحر والتقاتل بين أجنحة الثورة المختلفة ما أ ّدى إلى إضعافها. -5سهولة تحقيق اختراقات بينها من خالل استثمار الخالفات والتناحر القائم. -6تش ّتت الجهود يؤ ّدي إلى تش ّتت النتائج وعدم النجاح باستثمارها ما يعني استهالك للطاقة والوقت. ّ -7غياب ممثل حقيقيّ واض��ح وفاعل يستطيع تمثيل الثورة أمام المجتمع الدوليّ . -8إظهار ال��ث��ورة والجماعات الثوريّة كفئات ومجموعات غير منضبطة وتح ّكمها مصالح ضيّقة وذاتيّة ما يضعف من بريقها ومن التعاطف معها. -9تشتيت ال��م��وارد وس��ه��ول��ة سرقتها وضياعها وبال ّتالي تشتيت فاعليّتها. إنّ ك ّل ما سبق ،ال يعني وال يقلّل من أه ّميّة الثورة السوريّة كحدث تاريخيّ يعتبر من أبرز األح��داث التاريخيّة المعاصرة التي شهدتها المنطقة وربّما العالم ،لك ّنه يضعنا أمام مسؤوليّات ال تق ّل تاريخيّة عن الثورة نفسها ،وهي اإلسراع في ت��دارك َمواطن الخلل قدر اإلمكان فاللعبة الدوليّة أخطر من التعاطي معها بهذه الطريقة، والثورة في سورية ليست بحاجة ألكثر من توحيد جهود وطاقات أبنائها توحيداً ج ّد ّيا ً وعمل ّيا ً لتحقيق أهدافها وتخليصها من نقاط ضعفها وتش ّتتها والتي استثمرها النظام ح ّتى اآلن لدرجة كبيرة وناجحة وأضعفت قدرة أصدقاء الثورة على ا ّتخاذ قرارات حاسمة يمكنها أن تغيّر من المعادلة على األرض بشكل كبير لمصلحة الثورة واإلسراع في تحقيق ّ المتمثل بإسقاط النظام وبناء دولة العدالة هدفها االجتماعيّة والديمقراطيّة المدنيّة.
حكم احلكم
ما زالت الديكتاتورّية أش ّد إرهاباً...
صيحاته التي أطلقها من قلب القفص الحديديّ تم ّكنت من أن تخترقه وتتحوّ ل إلى صيحات عارمة في الشوارع والميديا وح ّتى المنازل، معاذ الكساسبة الذي قضى حرقا ً على ي ّد تنظيم الدولة مبرّ رين فعلتهم بفتوى البن تيميّة وصل ألم حرقه لك ّل من رآه ،فعل تم ّكن منه تنظيم «داعش» من أن يثبت أ ّنه قادر على أن يكون إرهاب ّيا ً أكثر من أيّ تصوّ ر يمكن أن تذهب بمخيّلتك إليه ،وال ندري علّهم في المرّ ة القادمة يعيدون ألم الخازوق إلى الواقع من جديد ،في الوقت الذي كان يحترق به معاذ ،قطع الملك األردنيّ عبد هللا الثاني زيارته إلى أه ّم عواصم العالم ،وعاد متوعّداً بحرب ال هوادة فيها ض ّد اإلرهاب ،وكان ملك األردنّ قد أعلن أنّ دخوله في الحرب ض ّد تنظيم «داعش» يصبّ في خانة الدفاع عن العقيدة والمبادئ ،ولن نتح ّدث عن عقيدة جاللته ،ألنّ عقائد الح ّكام العرب تتغيّر حسب الحاجة ،فتارة دينيّة وتارة مذهبيّة وتارة قوميّة حسب ما يدفع إليه الحدث الراهن ،ولندخل ذلك في خانة السياسة افتراء ،ولكن ما يثير التساؤل أنّ مبادئ جاللته لم ُت َمسّ عبر المجازر التي ارتكبتها إسرائيل حيال الفلسطينيّين والتي ارتكبها نظام األسد تجاه الشعب السوريّ ،وال نظام ص ّدام تجاه العراقيّين ،وال النظام السعوديّ تجاه أبناء المناطق الشرقيّة في الممّلكة ،ك ّل ما حدث على تخوم ممّلكته خالل سنين حكمه لم يشعر أ ّنه كان ما ّسا ً بمبادئه ،طيران التحالف الذي هو عضوّ بات مركز ّيا ً فيه ،يضرب يوم ّيا ً العديد
newspaper@allsyrians.org
من مواقع للدولة ويحترق بنيرانه كثير من المدنيّين بالجملة ،وعلى بُعد كيلو مترات منه ما زال نظام األسد يرتكب المحارق اليوميّة ّ بحق الشعب السوريّ ،منذ محارق جبل الزاوية أيّام الثورة األولى مروراً بمحارق قرى الريف الجنوبيّ في حلب العام الفائت ،وغير منتهين ّ الحظ بمحارق يوميّة لم يحالف ضحاياها بمجرم ال ضير عنده بفضح جرائمه ،لم تمسّ مبادئ جاللته جثث عشرات األطفال من السوريّين الذين ماتوا حرقا ً وخنقا ً وغرقا ً وس ّما ً على يد النظام السوريّ .معاذ الكساسبة لم ولن يكون يوما ً بطالً في عين أحد، ح ّتى أهله الذين كرّ روا مراراً قبل أن يرتكب تنظيم «داعش» جريمته أ ّنه «عبد مأمور» وال يرى بطولة فيما يفعله ،لك ّنه -قطعا ً -ضحيّة، ضحيّة أنظمة الحكم العبثيّة قبل أن يكون ضحيّة التنظيم ،يتش ّدق عبد هللا الثاني بعدائه لـ «داعش» ّ ويعزيه األسد ويدعوه للتحالف ض ّد «اإلرهاب»، وكأنّ التنسيق األمنيّ الذي تظهر نتائجه على مآالت النازح السوريّ في األردنّ ليس تحالفاً، ي��ع��ادون «داع���ش» والعديد م��ن ق��ادة (دول��ة الخالفة) اليوم كانوا نزالء مكرّ مين في سجونهم أطلقوهم مع انطالقة الربيع العربيّ ليدافعوا بهم عن عروشهم ،وكأنّ حرق اآلدميّين ليس من شيمهم هم ،وليس ذلك فحسب ،بل إنّ تلك الجريمة النكراء ّ هزت شيخ األزهر الذي رفض أن ينسب هذا الفعل اإلرهابيّ لإلسالم الحنيف، ث ّم ن��ادى بقتل ه��ؤالء البغاة الفاسقين وتقطيع أيديهم وأرجلهم ،فهل الحرق ليس من اإلسالم في شيء ،بينما قطع األيدي واألرج��ل ال بأس به في «إسالمك الحنيف»؟؟ وهل دينك الحنيف يسمح لوليّ األمر الذي تدعو له ليل نهار بقتل آالف األشخاص في ميدان رابعة العدويّة قبل م ّدة؟ ما يميّز الح ّكام العرب عن تنظيم «داعش» أ ّنهم قادرون على تنفيذ خسّتهم في العتم دون أن
يشعر بها أحد ،ال يهتمّون بتصوير ضحاياهم كما الخليفة ،هم أس��وأ من ه��ؤالء اإلرهابيّين الذين حرصوا على تربيتهم ك ّل شبر بنذر ،معاذ الكساسبة ضحيّة مليكه اإلرهابيّ قبل أن يكون ضحيّة لمحرقة «داعش» ،ومئات آالف الضحايا في قطعة العقار التي تمت ّد من المحيط للخليج والموبوءة بالديكتاتوريّات المتحجّ رة ،هم ضحايا هؤالء الح ّكام أوّ الً ث ّم أوّ الً ث ّم أوّ الً. ثان في كلماتنا هذه ،محور يؤ ّكد على محور ٍ إرهاب الدولة التي يمارسها ح ّكام العرب نذكر ر ّد الفعل األوّ ل الرسميّ لألردنّ بعد الحادثة، نحن نتفهّم أن تقوم جماعة كدولة البغداديّ ال يمكن أن توجد إلاّ في مناخ الفوضى ،وتمارس فعلها عبر ثقافة راديكاليّة ترى في القضاء على اآلخر استمراراً لها ،نتفهّم أن تقوم هكذا مجموعة باإلقدام على فعل إرهابيّ يتماشى مع معروض ما تعرّ ف هي نفسها به ،ولكن أن يكون ر ّد فعل دولة ت ّدعي أ ّنها تحارب اإلرهاب ،وأنّ حكمها يرتكز على نصّ دستوريّ ،تسهر على حمايته مؤسّسات تشريعيّة وأخرى تنفيذيّة وقضائيّة ،أن يكون ر ّد فعلها أن تعدم اثنين من سجنائها وتنقل عدداً آخر إلى سجن تن ّفذ فيه اإلعدامات ،أن تعدمهم انتقاماً! هذا ما يصعب فهمه. إذاً ،يمكن للدول أن تمارس اإلرهاب انتقاماً، طبعا ً هذا في عرف الدول العربيّة ،الدول التي ال تحترم نفسها ،تلك الدول التي إن أرادت دول أخرى أن تمارس اإلرهاب ض ّد سجناء لديها ترسلهم إلى سجون العرب ،لتحافظ على احترامها لنفسها ولو بصورة شكليّة .تنظيم «داعش» ،تنظيم إرهابيّ وال خالف على ذلك ،لك ّنه بك ّل ما يحتويه من قسوة ووحشيّة ال يصبّ ماء على ي ّد الديكتاتوريّة العربيّة البغيضة ،ع��دوّ الشعوب واإلنسانيّة األوّ ل ،يكفي أن نعلم أنّ خليفة «داعش» تتلمذ على ي ّد «الرفاق» البعثيّين الصداميّين الذين بك ّل ما لديهم من صلف وظلم وبربريّة يبقون أرقى من «الرفاق» البعثيّين األسديّين.
رعد أطلي
قراءة سياسية
إلى أين ترمي الريح بالسورّيين؟ في مسار التحوّ الت المستمرّ ة لألوضاع السوريّة ،قد ال يرى المرء سوى أعمدة من خراب متتالية بال أيّ توجّ ه لح ّل قادم ،بل وبا ّتجاهات قد تكون أكثر تضا ّداً عمّا سبق ،في ظ ّل تلك المواقف ّ والمتدخلة بالشأن السوريّ ،بدءاً من االهتمام الشديد للقوى المعنيّة أمريك ّيا ً وغرب ّيا ً وعرب ّيا ً بمحاربة اإلرهاب ،مع القفز على أسّها ّ الممثل بنظام األسد ،مروراً بالسعي الروسيّ الحثيث السوريّ ّ المهتز في دمشق ،كح ّل وحيد للقضاء على لتقوية كرسيّ السلطة اإلرهاب ،وصوالً للهجمات األكثر ترويعا ً على دوما والجنوب، مع الحديث عن ّ تدخل إيرانيّ أوسع. بهذه المواقف الجديدة المتج ّددة ،ال يظهر على السوريّين أيّ جديد ،ويبقى الصراع مستمرّ اً دون أن يلوح أيّ حسم قريب، ودون أيّة تغيّرات في الواقع الميدانيّ ،سلطة مستمرّ ة فوق بعض المناطق وتدمير مستمرّ لباقي المناطق ،دون االكتراث أليّة نتائج ال توحي سوى بنهاية وطن ،تش ّتت أوسع في صفوف قوى الثورة والمعارضة ،في ظ ّل تناحرات بينيّة على التسيّد ،داخل ّيا ً وخارج ّياً، عسكر ّيا ً وسياس ّياً ،وفي ظ ّل التقلّصات المستمرّ ة في الدعم والتمويل، فهل بات المجتمع بك ّل مكوّ ناته وأطيافه ،أمام الريح التي ترميهم تباعاً ،بين متاهات الموت والجوع داخل ّياً ،وبين تأمين كفاف العيش واألوطان البديلة خارج ّياً؟ ربّما ،لم يعد بعد ك ّل تلك السنوات من الكوارث اليوميّة المتالحقة ،من جدوى في البحث عن ح ّل سياسيّ ،فمنذ التفاهم االختالفيّ الدوليّ في جنيف األوّ ل ،حول انتقال سلميّ ال بديل عنه كح ّل وحيد ،لم يسمع السوريّون سوى المزيد من االختالفات حول الخروج من تلك المأساة ،بل ولم يعرف السوريّون سوى المزيد من الموت والتشرّ د بك ّل األشكال واأللوان ،حين يكون الحديث عن حسم عسكريّ ،مجرّ د استقطاب مستمرّ للمقاتلين من ك ّل بقاع األرض ،بحجّ ة الدفاع عن اإلسالم تارة ،وبحجّ ة حماية المق ّدسات تارة أخرى. وها هي المواقف المختلفة للحلّ ،تتق ّدم اليوم بالصورة األكثر تباينا من ذي قبل ،فإذا كانت الواليات الم ّتحدة ومعظم الدول الغربيّة والعربيّة مشغولة في حربها ض ّد الجهاديّة اإلسالميّة اإلرهابيّة على بعض المناطق السوريّة ،فهل يمكن لفرض الح ّل الذي يرونه مناسبا ً على باقي المناطق السورية ،ألاّ يكون سوى ضرورة لتحقيق هدفها األوّ ل؟ وإذا كان النظام الروسيّ المدرك لطبيعة الصراع الخارجيّ فوق األرض السوريّة ال يريد سوى الخروج من ذلك الصراع، وجعل الح ّل سور ّيا ً خالصاً ،فهل يكون ذلك الح ّل المطالب بخروج ك ّل القوى الخارجيّة ،مستثنيا ً القوّ ات اإليرانيّة وقوّ ات حزب هللا، كما نصّت عليه مبادئ موسكو؟ وإذا كانت األمم الم ّتحدة -عبر مبعوثها الدوليّ -ال ترى حلاّ ً في ظ ّل ك ّل ذلك التعقيد سوى بإيقاف القتال ،بتجميد النزاع التدريجيّ بدءاً من حلب ،أفال يمكن ذلك التجميد إلاّ بنشر قوّ ات النظام في المناطق التي تسيطر عليها قوى المعارضة تحت مسمى الشرطة الحكوميّة؟! إنّ ك ّل تلك التطوّ رات الحاصلة ،والتي ال يمكن النظر إليها كشأن سوريّ وفقط ،الزالت تحمل جوانب أساسيّة من المعادلة المحلّيّة كثورة على نظام لم يعد ووفقا ً لك ّل األدلّة والمؤ ّ شرات المرافقة لتلك الثورة ،سوى جهة ّ ّ بحق وطن ،نظام لم ممثلة للجريمة المستمرّ ة يعد قادراً على تقديم أيّ ح ّل كان ،والذي يدرك النتيجة المنتظرة ألعماله اإلجراميّة ،ممّا يجعله كأيّ قاتل متشبّثا ً بقتل من يراه في طريقه ،كي ال يحكم عليه بالموت ،كذلك فإنّ تلك التحوّ الت الجارية بالنظر إلى الشأن السوريّ ،من الزاوية المتعلّقة بالصراع اإلقليميّ واإلرهاب الدوليّ ،والتي تحمل جوانب هامّة وموضوعيّة ،لن تستطيع إلغاء الجانب السابق مهما كان الحيّز الذي تشغله هذه الجوانب ،بل والب ّد أن تكون متضمّنة في سياق الجانب األساس، مهما اختلفت التخمينات والتحليالت ،ومهما انكشف من ارتباط لتلك الجوانب أو بعضها به أو بقي مستتراً. ربّما يكون حجم التضحيات التي ق ّدمها الشعب قد فاقت ك ّل التو ّقعات ،وربّما يتحوّ ل قسم كبير من أبنائه إلى حاالت قاسية من الضياع والتشرّ د ،وربّما ي ّتفق معظم السوريّين حول أه ّميّة الخالص ،لكن ال وجود أليّة مؤ ّ شرات على تو ّقف تلك التضحيات الكبيرة والحاالت الكارثيّة ،بل وربّما في المحافظة على بقاء هذا الشعب .إنّ ما يحصل ال يبدو قدراً أو قدرة تفوق ما يصنعه البشر، كما أنّ ما يحصل ال يتحمّله السوريّون بمفردهم ،وإذا كان الب ّد لهم من االستمرار في البحث عن المخرج ،كذلك فال ب ّد من وقفة إنسانيّة ودوليّة للوقوف في وجه تلك الريح ذات الصنع البشريّ ، والتي تقتلع شعبا ً من أرض تدعى سورية...
لؤي حاج بكري www.allsyrians.org
قراءة سياسية
العدد 25
3
/18شباط 2015/
وأي عرب؟ أي شرق أوسط قادمّ .. ّ
ليس بحثاً ،مجرّ د مدخل لبحث وعناوين ،أعقب الحرب العالمميّة الثانية والنصر الغربيّ إعادة توزيع مناطق النفوذ في الشرق األوسط اإلسالميّ العربيّ – النفطيّ ،دخلت واشنطن بشكل أوضح على المنطقة وتخلّت لها لندن عن موقع القيادة .أمّا باريس فخرجت سياس ّيا ً وبقي منها شيء من الثقافة في سوريّة ولبنان وفي المغرب .أخذت موسكو نتفا ً وم َِزقا ً من طرفي قوّ ة االحتالل التاريخيّة :لندن وباريس ،قليالً في القاهرة وأكثر في بغداد ودمشق، استقرّ ت جغراف ّيا ً الشرق األوسط على نفوذين وإرثين هما :واشنطن وموسكو ،لنفوذين أخليا موقعيهما، وتراجع دورهما في قرار السياسة الدوليّة وحكم العالم ،اكتفت باريس ولندن ب��أن تكونا ج��زءاً من الك ّل الغربيّ الذي تقوده واشنطن ،وبدالً من الصراع التاريخيّ بين قوّ تي االستعمار القديمتين :لندن وباريس ح ّل صراع عاصمتين هما :واشنطن وموسكو ث ّم تراجعت موسكو لتغدو م��ج��رّ د ه��ام��ش ف��ي اللعبة ،تماما ً كما غ��دت لندن وب��اري��س .أصبح ّ موزع المصالح بين واشنطن العالم وموسكو ،وانتهى بالغلبة لواشنطن التي استخلفت خلفها لندن باريس في اللعبة .أصبح شرقا ً تقوده موسكو وغربا ً تقوده أمريكا ..ومازال مب ّكراً الحديث عن دور الصين القادم .نحن نعيش اآلن في وسط عالم الهيمنة الكبرى للدولة األعظم في التاريخ :أمريكا ،الدولة المقابلة في الصراع ،أي موسكو ،انسحبت تجرّ من خلفها هزيمة أفغانستان بإسالم قادته واشنطن من خالل السعوديّة وابن الدن الذي قتلته أل ّنه ص ّدق اللعبة أو أراد توظيفها لمصلحة ما ،آمن بها .. ومازالت قاعدته اإلسالميّة مستمرّ ة تقاد وتقود، ويت ّم توظيفها لخمسين عاما ً مضت كان الهيكل السياسيّ لإلقليم يض ّم مركزين للقوّ ة والصراع ومن خلفهما مُلحقات إقليميّة؛ كان الصراع واضحا ً بين القاهرة وبغداد ،مع القاهرة كانت دمشق والسعوديّة، ومع بغداد كانت عمّان وأحزاب عربيّة ذات حلم هاشميّ ،ث ّم جاءت االنقالبات وتع ّددت مراكز التأثير الخارجيّ التي ّ وظفت الصراع ،وكان على السلطة
والقيادة فغدا صراعا ً على ك ّل شيء ،على الهويّة بشكل خاصّ ،وهل هي عربيّة هاشميّة .إنكليزيّة، أم عربيّة ،أمريكيّة بعثيّة ،وهل هي عربيّة تاريخيّة وأين مرجعيّتها؟ وسقطت بغداد باالحتالل األمريكيّ الذي سلّمها لفارس وغابت دمشق بسبق السقوط، لتغدو ،بوضوح أكثر ،هويّة ذات عنوان مختلف على متنه ..لتغدو هويّات ع ّدة وطنيّة وقوميّة ودينيّة ومذهبيّة ذات والءات خارجيّة تتنقل بين واشنطن ولندن وباريس وموسكو ..أخيراً طهران بعد أن
كِذبة والمراهنون َ كذبة ،وبقي األسد الحقيقة الوحيدة على األرض ،وص ّدقت االشتراكيّة مع الحورانيّ ، فإذا بي في نهاية المطاف مع إقطاعيّة سياسيّة أش ّد وأدهى ،وليس الحورانيّ هو المسؤول أيضاً ،كانت سلّما ً لما َبعد ومن َبعد وكان التطبيق كذبة أيضاً؛ الرأسماليّة التي أقيمت تحت عنوان االشتراكيّة وصالحيّاتها أسوأ ألف مرّ ة ممّا سبقها. أخيراً أبحث عن شيء قبل أن تبتلعني لعبة الموت عن عربيّ أص ّدقه وأخشى ،لم تعد األرض صالحة ل َن ْب ٍ ت جديد نظيف .لم تعد صالحة إلاّ للموجود ،تستهلك الثورات العربيّة جيلين :جيل الماضي الحاكم ،وجيل الثورة القادم .كثير من الثوّ ار ليسوا أفضل من الح ّكام ،إ ّنهم مشاريع ح ّكام جدد يدفعهم مجهول من خ��ارج الحدود ومعهم الوطن لمجهول آخر قادم من الحدود، أو من داخلها ،ال تريد الشعوب بدائل سيّئة من واقعها السيّ ء، ت��ري��د صبحا ً ج��م��ي�لاً ،وليس ليالً آخر .وحدها الديمقراطيّة تستبدل القديم بالجديد األفضل، فإن لم يكن أفضل ج ّددته أيضاً، الجيل السابق خرّ ب ما استطاع، دمّر الماضي ،ولم ينتج جديداً أفضل محلّه ،أسقط ثقافة الموروث وعدداً من أنظمة الجهل ،وعجز عن والدة النظام الحديث الديمقراطيّ والحرّ والعادل. سيّ ء جديد ومتخلّف مكان سيّ ء سبق .البحث عن موقع وإسقاط النظام فقط ليس هدفا ً مشروعا ً للثورة مالم يكن بديله حاضراً ومشروعه ناضجاً ،إ ّنه مجرّ د صراع بدائيّ أكثر حيويّة عن جديد عاجز ويقترب من نهايته. ومازال البديل الحيّ غائبا ً وننتظر بزوغ نوره. داخل اللعبة الكبرى نبتت ألعاب صغيرة والعبون ص��غ��ار ،هنا وه��ن��اك وهنالك ،وي��ت� ّم استلحاقها واستلحاقهم بمراكز القرار .ما عدا ذلك مجرّ د خياالت ظِ ّل وتحسب نفسها حقائق. مسكين هذا الشرق يت ّم تنقيله بين حضن وحضن ّ ويتلذذ « .. ..متعوّ دة دايماً» كما تقول راض وهو ٍ مسرحيّة عادل إمام؟! فوّاز غادري
ورغم كثرة المواصفات فإ ّننا ّ نلخصها على الشكل التالي: االنتهازيّون ،هم الرؤوس الحزبيّة الضيّقةالتي ت ّتسم باألنانيّة والتفرّ د واالستحواذ والذين يعتمدون في خطابهم على استدعاء خطاب اإلقصاء والتهميش والتخوين ،وبهذا الوصف يتموضعون في موقع أنظمة االستبداد ويصبحون عبارة عن نسخة مستنسخة من تلك األنظمة ،يا ُترى كم شخصا ً لديك في االئتالف ،يخونون ،وينصبون الكمائن لبعضهم ح ّتى وصلوا إلى مرحلة الضرب؟ االنتهازيّون ،هم مجموعة الفرق التيتنتحل صفة الدين وتستغلها وبدل أن يكونوا مع المقاتلين في المعارك يرفعون معنوياتهم ويهدوهم إذا ضلّوا الطريق ،فضلّوا المناصب والمال والعمل السياسيّ الذي ال يفقهون عنه شيئاً. -االنتهازيّون ،هم الذين ربطوا مصيرهمباألجنبيّ ،والذين يعملون بكا ّفة االتجاهات على تجريد ثورتهم من مبادئها وشموخها ومن أجل بعث إنسان ال لون له وال يرتكز على مُثل وقيم عُليا والغريب في األمر أنّ هذه الفئة تتحالف مع األجنبيّ وفرق أخرى من أجل إحباط مشروع الثورة وت ّتسم بعداء مستحكم لقاعدة العدالة االجتماعيّة التي هي أمنية الناس ،إنّ هذه الفئة االنتهازيّة سبّبت حالة اضطراب ذهنيّ ونشرت في البعد االجتماعيّ حالة اليأس واإلحباط عبر االستغالل اإلعالميّ في القنوات الفضائيّة. االن��ت��ه��از ّي��ون ،هم من استساغوا حياة«الخمس نجوم» في الفنادق من خالل االجتماعات والسفر واالنتقال على حساب شعب يموت ك ّل يوم ألف مرّ ة باسم الثورة والشهداء (فقط راجع يا سيادة الرئيس هذه التكلفة الماديّة من بداية الثورة وح ّتى تاريخه وستعرف حجم المأساة). االنتهازيّون .هم أولئك الذين ترتكز عقيدةسلوكهم وأعمالهم على األنانيّة المطلقة والسيطرة على وسائط المال والهيمنة على ك ّل منفذ للحصول عليه دون رقابة ضمير أو إحساس بوطن (اطلب منهم بيانات عن األم��وال التي حصلوا عليها في الثورة).
االنتهازيّون ،هم من أقسموا على الوالءللدول التي منحتهم جنسيّاتها المختلفة وع��ادوا ليتاجروا بالوطن لمصلحة تلك الدول ،وعلى سبيل المثال عندما ُتمنح الجنسيّة األميركيّة لشخص فإ ّنه يُقسم على الوالء واإلخالص ألميركا ،وأ ّنه مستع ّد لمحاربة ح ّتى بلده األصل إذا تطلّبت مصلحة أميركا ّ يحق له أن يشغل أيّ منصب سياسيّ أو ذلك ،وال ّ يحقق إداريّ أو عسكريّ في بلده األوّ ل إلاّ إذا كان أه��داف أميركا من خالل عمله ،وأن يكون تابعا ً للمخابرات األميركيّة (عميل) وأرى أن تعود إلى خطاب القسم األميركيّ عند منح الجنسيّة وأن تعرف بعدها كم مع ّدل المج ّنسين لديك ،أفال يخشى على أمن الثورة ومق ّدراتها. حقيقة ،أستطيع أن أضيف عشرات األسبابالتي تحمل صفات الالوطنيّة والالمباالة إلى معظم رجاالت االئتالف ،لكنّ جريدة «كلّنا سوريون» تحظر علينا كتابة أكثر من 700كلمة ،ونحن بحاجة إلى 7آالف ،ك ّنا نتو ّقع منك أن تسعى إلى تغيير معظم شخصيّات االئتالف وفي النهاية نشكر لك زيارتك السريعة ج ّداً إلى الساحل السوريّ ،حيث يرك أحد ،مع العلم أنّ امتداد الجبهة 40كيلو لم َ متراً ،وكم كان من الجميل لو قمت بزيارات متع ّددة ورفعت المعنويّات ،لكن يبدو أنّ وقتك ثمين وال مجال إلضاعته في أمور شكليّة أل ّنه يجب تقديم األه ّم على المه ّم. ُ ونسيت أن أخبرك بأ ّنني أؤيد أن تكون هناك حالة توافق ال انتخاب ،ألنّ الشعب لن ينتخب معظم هذه الشخصيّات الكرتونيّة ،وأ ّنه في حال توسعة االئتالف لن يزداد األمر إلاّ انقساما ً واختالفا ً باإلضافة إلى مصاريف اإلقامة والسفر واالنتقال والمهمّات ووج��وه جديدة تصدع ال��رأس على الفضائيّات وخاصّة أنّ كلفة انتقال معارضة الداخل ومهماتها ستكون أكبر ،أل ّنهم محمّلون بتوصيات ومهام جسام من قبل رئيسهم ،وستكون حظوظهم في التعويضات أكبر كونها مزدوجة. أرجو أن تعيد مشاهدة الحلقة لتعرف كمنفتقد إلى الرجل المناسب في المكان المناسب.
غابت القاهرة وسقطت دمشق ،ومن قبلها أو بعدها بغداد ،لم يعد للشرق األوسط هويّة قوميّة بسقوط المشروع القوميّ وغياب قياداته ،وال هويّة إسالميّة عربيّة بهيمنة طهران الفارسيّة على المشروع الدينيّ ،وغياب القاهرة ،وت��ر ّدد العرب في ملء الفراغ .وللموضوع تتمّة ،وتتمّات. أصبح الشرق األوسط منطقة فراغين :فكريّ وسياسيّ تتصارع عليهما القوى الخارجيّة والغلبة لواشنطن ،والقوى اإلقليميّة ومازالت الغلبة لطهران بغياب القاهرة الذاتيّ ودمشق المحتلّة ،وقد بدأ الصراع القديم الجديد بعناوين مذهبيّة ،وعواصم أخرى. أراجع تاريخا ً كنت أعتقد أ ّنه مظلوم ألجد نفسي به خاسراً ك ّل شيء .ص ّدقت العروبة مع عفلق، فخسرت الرهان وانتهيت مع نظام دمشق المذهبيّ الضيّق ،لم يكن عفلق هو المسؤول ،كان الرهان
السّيد رئيس االئتالف خالد الخوجة
ُ تابعت اللقاء المباشر لحضرتك مع قناة الجزيرة ُ وفوجئت – كما كثيرون في برنامج «بال حدود» غيري – بخططكم المستقبليّة التي وضعتموها لتصحيح مسيرة االئتالف والتوسعة التي تع ّد لها والهيكلة الجديدة باإلضافة إلى تصريحك بأ ّنه ال يمكن إجراء انتخابات في المناطق المحرّ رة وسيت ّم االعتماد على الحالة التوافقيّة ضمن ّ منظمة االئتالف. حقيقة إذا كانت هذه المداخالت «فربّ العالمين يستر» من المخرجات ،وإذا كانت هذه هي األفكار «فاهلل يعين الشعب على النتائج المتر ّتبة». هل تريد أن تعرف رأي أحد أفراد هذا الشعب؟ هذه رسالة من أحد أبناء سورية ومن هذا الجيل الذي ثار ويرى أ ّنه أصبح من الضروريّ والمل ّح تصحيح مسار ثورته وإعادتها إلى جوهر أهدافها التي قامت من أجلها ،ووفق المضمون الذي ثار من أجله عموم الشعب ،واستشهد من أجله مئات اآلالف من الشرفاء ،باإلضافة إلى عدد ال حصر له من الجرحى والمشرّ دين ومئات آالف البيوت المه ّدمة ،ناهيك عن المدارس والمساجد والمشافي وعن انهيار التعليم وانتشار الفقر والمرض« ،أبعد هللا شبحهم عنك». لكي ي ّتضح أمامنا الخيط األبيض من األسود وتتجلّى ك ّل االلتباسات التي خلقت ضبابيّة الرؤية ولم تعد درجة الوضوح قادرة على الخروج الثوريّ نحو أهداف الثورة ومضمونها ،يتوجّ ب علينا أن نعرف ما جرى ويجري بهذه الثورة ،بحكم سيطرة قوى (االنتهازيّين) على مسار الثورة ،وأصبحت هذه القوى عبارة عن آليّات تن ّفذ أجندات أجنبيّة الحتواء المسار الثوريّ وتحريفه عن أهدافه حسب ّ المخطط المرسوم ،لذلك علينا توضيح المصطلحات وتبيانها للشعب ،ح ّتى ترتقي حالة الوعي الحاسم في هذه المعركة من أجل امتالك ناصية الثورة وأهدافها الغالية فإذا من هم فرق (االنتهازيين) لكي نقرّ ب هذا ّ يخطط لها عقل التوضيح لألذهان نقول :إنّ الثورة وين ّفذها شجاع وعادة يتولاّ ها انتهازيّ أو عميل أو صاحب فرقة ال تحمل في جوهر نشاطها مضمون الثورة وأهدافها ،فما هي صفات الذين قفزوا على هامات الشهداء و استولوا على مق ّدرات الثورة؟
newspaper@allsyrians.org
د .حممّد حاج بكري
سأخون ثورتي حين تتوه بوصلة الناشطين أكبر من دفع الثمن في الثورة السوريّة هم ناشطوها ،الذين قادوا حراكها منذ اللحظات األولى ،فكانوا وقودها في البدء، ث ّم عمادها وأساسها في ك ّل الميادين -بما فيها العسكريّة – ح ّتى اآلن .ومهما اختلفت المواقف من المؤسّسات الثوريّة (المدنيّة والعسكريّة في الداخل) إلاّ أّنه ال خالف على أنّ الناشطين األوائل هم مؤسّسوها ،كما أنّ معظم قادتها اليوم هم من الناشطين األوائل في الثورة. وبقدر ما يبقى االحترام والتقدير لك ّل ما ق ّدمه هؤالء الناشطون من أجل الثورة التي يستح ّقون وبكل جدارة أن يحملوا لقب حرّ اسها ،بقدر ما يحمّلهم هذا المسؤوليّة الكبيرة (بشكل مباشر أو غير مباشر) عن الكثير من األخطاء واالنحرافات. لقد تحوّ لت المؤسّسات التي ش ّكلها ،أو انخرط فيها الناشطون ،إلى إطارات ضيّقة حصر فيها المنتمون إليها أنفسهم بها ،فلم يعد يرى أحدنا الثورة إلاّ في مؤسّسته ومن خاللها ،ح ّتى غدت هي الهويّة واالنتماء ،بل واألخطر ،هي الوظيفة والمكسب ،الذي لن يتوانى الكثيرون عن الدفاع عنه وبشراسة ،ح ّتى وإن كان على حساب الثورة وأهدافها الجامعة. أتح ّدث عن حلب وال زلت ،فمنذ ظهور المجلس العا ّم لقيادة الثورة ،بدأت الخالفات واالنقسامات بين الناشطين والتنسيقيات ،كما ّ دق اإلعالن عن المجلس بشكل مفاجئ مطلع 2012أوّ ل مسمار في نعش (الثورة العفويّة) رغم أنّ الهدف كان توحيد الناشطين وتنظيم عملهم وتفعيله، إلاّ أنّ الشكل الذي ت ّم به انجاز المجلس ،كان صادما ً لمن بقي خارجه ،أو لم يدع له ،أو لم يشاور به من الناشطين والتنسيقيّات ،بحيث كان واضحا ً فيه التوجّ ه الفكريّ الواحد، واقتصاره على الصفّ األوّ ل من الناشطين ،ما جعل المجلس و مهامّه والغاية منه غير مفهومة للكثيرين. ال يعني هذا لوما ً للمجلس العا ّم أو أصحاب فكرته ،وال تن ّكراً لما ق ّدمه في فترة نشاطه ،لكنّ الواضح أنّ اإلعالن عن المجلس بهذه الطريقة ،فتح الباب لتوالد غير منطقيّ للتجمّعات والتنظيمات الثوريّة ،والتي كانت في معظمها تظهر وتموت بأرضها ،وال تتسبب إلاّ بزيادة االنقسام! لقد ولّدت هذه الظاهرة ،مشكلة التك ّتالت ،وكرّ ستها الحقا ً في ك ّل المؤسّسات الثوريّة (المدنيّة والعسكريّة منها) والتي كان عمادها (التك ّتالت) الناشطون. ولع ّل المجالس المحلّيّة هي أوضح مثال عن هذا المرض الذي استشرى في الجسد الثوريّ ،بعد أن تحوّ لت إلى ساحات تنافس شرس بين الناشطين ،وبلغت ذروتها بين الكتل (؟!!!) في انتخابات مجلس محافظة حلب األخيرة! الطامّة األخرى التي قسمت الناشطين على مستوى جديد آخر ،حدثت في األسابيع األولى من التحرير ،حين بدأ فرز آخر صادم بين من هو إسالميّ ومن هو غير إسالميّ ! أذكر هنا ،المظاهرة التي وقف فيها أحد أبرز الناشطين من أصحاب التوجّ ه اإلسالميّ في حلب ليطالب المشاركين فيها أن يح ّددوا توجّ ههم بين (إسالمي وعلماني)! هكذا وبك ّل مباشرة وبساطة ،بحيث لم يكن ممكنا ً من وجهة نظره الوقوف في الوسط ،وال ح ّتى الحصول على فرصة للتفكير ،ناهيك طبعا ً عن القدرة على رفض هذا الطرح الخطير ،والذي كانت نتائجه كارثيّة على الثورة ح ّتى اليوم! بل ،إنّ من نتائج الفرز الجديد أن قسّم المجالس المحلّيّة والخدميّة نفسها إلى (مجالس إسالميّة) وأخرى ال نعرف ما هو تصنيفها (!!) فكان أن ظهر لدينا أكثر من مجلس حيّ إسالميّ إلى جانب مجلس الحيّ القائم ،في مشهد هزليّ بك ّل معنى الكلمة. وكان من نتائج هذا التصنيف أن أُنتجت لدينا مجالس خدميّة على مستوى المحافظة ،أحدها يتبع جبهة النصرة والثاني يتبع لتنظيم «داعش» ،ورابع تابع للهيئة الشرعيّة، إلى جانب مجلسيّ المدينة والمحافظة...والمشكلة أنّ ك ّل مجلس وك ّل جهة كانت تجد فئة من الناشطين (قليلة كانت أو كثيرة) تتب ّناها وتدافع عنها وتختصر الثورة بها. ك ّل هذا كان ّ يمزق في جسد الثورة ويفرّ ق بين شبابها، في عمليّة استنزاف مرهقة ،زاد من ثقلها االنتماء الفصائليّ الحقاً ،فكان أن ولدت لدينا ميادين جديدة أخرى للتنافس السلبيّ ح ّد الكراهية أحياناً ،األمر الذي ش ّتت الجميع بين والءاتهم لك ّل هذه االنشطارات على حساب الوالء الثوريّ ، ما جعل محاوالت التغلّب على هذه الوالءات صعبة ج ّداً، وهو األمر الذي أدركه الناشطون اليوم ،ولكن دون ر ّد فعل مناسب يجد لهذا التيه عالجاً ،بل ،إنّ الكثير م ّنا لم يعد يعنيه ذلك فعالً سوى بالتباكي وتوجيه اال ّتهامات والنقد السلبيّ في ك ّل اال ّتجاهات!
عقيل حسني
www.allsyrians.org
4
العدد 25
/18شباط 2015/
أحوال
ّ وسُبل المأسسة 2/2 المنظمات اإلغاثّية السورّيةبين الواقع ُ تستكمل «كلّنا سوريّون» نشر القسم الثاني من الطاولة املستديرة اليت ُعقدت يف 27كانون الثاني وناقشت فيها <<واقع العمل اإلغاثي يف سورية>> وتذكّر هيئة التحرير بأ ّن صفحات الصحيفة مفتوحة لك ّل من يريد أن يستكمل النقاش يف هذه القضيّة اهلامّة أو غريها. هيئة التحرير مدني مستقلّ: وائل أبو كويت -ناشط مجتمع ّ ن��ع��م ،إنّ القوى السياسيّة تستخدم اإلغاثة ،وهو أمر واقع ،وهذا ال يوجد فقط ف��ي س��وري��ة، بل في ك� ّل العالم. أ ّم���ا أ ّن��ه��ا تست ِغ ّل المحتاجين ،فهذا أم��ر غير ممكن؛ ألنّ المحتاج يأخذ ما يريد ث ّم يدير ظهره، أو يأتي آخر ليق ّدم له .لذلك ليس هنالك استغالل .أمّا التساؤل ،فحال ّيا ً ال تستطيع ضبط العمل اإلغاثيّ وآليّاته بسبب القوى الموجودة على األرض والمتناحرة ،فإن لم يصبح هناك دولة وقانون ونظام وحكومة وشرطة على األرض تنسّق بين أطراف العمل ،فلن يكون هناك ضبط للعمليّة االغاثية. ّ يقظان الشيشكلي -منظمة مرام: في الحالة السياسيّة ا ّتفق مع األستاذ وائل أل ّننا في ّ كمنظمات ،أمّا الحالة السياسيّة فهي وضع ضعيف مدعومة من دول غربيّة وعربيّة ونحن ال نستطيع الوقوف بوجه ه��ذه األم���وال أل ّنها ضخمة، وك��ذل��ك األم��م ال���م��� ّت���ح���دة ت��ع��ام��ل��ت مع م���ن� ّ ��ظ���م���ات ص����اح����ب����ة أج������ن������دات
سياسيّة ،رغم محاولتنا إظهار األمر بالوثائق ،ولكن استمرّ ت بالعمل معهم ،وهذا األمر أكبر من قدرتنا، ولكن نحن كسوريّين ال يمكن إلاّ أن نتعامل مع بعضنا البعض ،فال نستطيع الضبط ،ولكن نستطيع التعاون وم��ا زال هناك ناشطين موثوق بهم ومازال أيضا ً هناك من يسرق (قاطعه مدير الجلسة بسؤال: «أربع سنوات من العمل ولم نستطع وضع آليّة للعمل وضبط اإلغاثة؟») أكمل -وضع آليّة في فوضى مثل هذه ال يمكن ،وأريد أن أوضح أمراً ،نحن نحاول لوم أنفسنا كسوريّين ،وال يوجد إمكانيّة ،ولكن أثبتنا أ ّننا أفضل بكثير من الدول الغربيّة ،فإن حدث بها ما حصل لنا خالل شهرين فقط ستنهار .لذلك رغم أخطائنا ،ولكن استطعنا أن نقف أربع سنوات بشكل جيّد ،ونحن ال نملك خبرة ،وإلى اآلن لم نفشل بمشروع وما زلنا نتعلّم ّ محطات جيّدة من هذا التعليم كسوريّين ووصلنا إلى ّ كمنظمات ،ولكن السؤال هل سيبقى هذا الدعم وليس الغربيّ أو الدوليّ كي نصل إلى مرحلة متق ّدمة أكثر؟ هنا السؤال؛ ولكن أرى أنّ ال أحد سيكمل ليساعدنا في هذا التعلّم وهناك محاولة لمنع التعلّم. السوري العا ّم: مح ّمد عيدو – اال ّتحاد ّ كتنسيق نحن تعلّمنا ،واألوتشه تفاجأت بالجمعيّات األهليّة السوريّة وباألفراد العاملين ،واستطعنا فهم اللعبة -هكذا اسميها لعبة الخارج -أقصد واستطعنا أن نواكبهم كتنسيق وتنظيم أكبر ،وأكيد أفضل منهم. وائل أبو كويت: بخصوص آليّات لضبط العمل ،نحن خالل األربع سنوات ت ّم ضبط اإلغاثة ،فأغلب من كانوا يسرقون، لم يبق منهم إلاّ القليل ،بسبب هذه الضوابط والمعايير التي توضع فهي تلغي ك ّل هؤالء ،ولكي نستطيع التقييم ّ المنظمات وبين الحمالت. يجب التفرقة بين مدني: ربيع البسكي -ناشط ّ فقط أري��د أن أع ّقب على وح��دة التنسيق ،بالنسبة للمخيّمات أصبحنا في السنة الرابعة ونسينا المخيّمات المتواجدة على السفوح ،ولكن األم��وال التي ق ّدمت للوحدة تستطيع فرش األرض من باب السالمة ح ّتى المسلميّة. د .نمير الناصر – ا ّت��ح��اد الديمقراط ّيين مكتب ّ (موظف سابق في الحكومة المؤ ّقتة): سياسي ّ إنّ وحدة التنسيق في بعض األحيان تصلها أموال، ولكن على األغلب تصلها مساعدات عينيّة ،وإلى اآلن ما زالت الوحدة تق ّدم الطحين بعد الحملة األخيرة التي
newspaper@allsyrians.org
ّ وتوزعها في ريف حماة وحلب وإدلب، ق ّدمت لها وأيضا ً على أغلب المدارس الموجودة ،هي من ساهمت بتجهيزاتها ،وأنا أتكلّم عن علم وتجربة مع هذه الوحدة ،أنا ال أدافع عن أحد ،ولكن ال أريد أن نصل لمرحلة التخوين وتوجيه اال ّتهامات فقط. أما موضوع اآلليّات فهي تت ّم بوضع (داتا) لجميع ّ المنظمات والجمعيّات التي تعمل في الداخل السوريّ أو في دول الجوار وأماكن تواجد السوريّين ،وبذلك نوحّ د الجهود من ناحية التنسيق كي ال تت ّم تغطية ّ منظمات ،أو ألكثر من منطقة معيّنة من قبل ع ّدة مرّ ة .فيت ّم التسجيل في الحكومة السوريّة وجعله ّ خطة ض��م��ن واح���دة ،وأن ي���ك���ون ه��ذا ال��ت��س��ج��ي��ل ضمن شروط م��ع� ّي��ن��ة .أمّ��ا م����وض����وع ال��ت��س��ي��ي��س،
فهو أمر موجود منذ األ ّي��ام األولى للدولة السوريّة أيّام األغا ،وهو أيضا ً مستخدم في الغرب ،ولكن أصبح ظاهر لنا بسبب حاجة الناس (تمّت مقاطعته للتوضيح أيّ أن كنت تنتمي ّ الحق باإلغاثة وإن كان لتيّار ما لك جارك ال ينتمي فال إغاثة له) أكمل الدكتور -نعم هذا األمر يت ّم معالجته بوجود ّ خطة واحدة للتعامل مع الناس ،وبذلك يح ّل الموضوع السياسيّ ،ولكن أيضا ً لدينا مشكلة الحالة العسكريّة على األرض ،وهي أيضا ً تفرض شروطها على الناس وعلى اإلغاثة أيضاً. ف���ؤاد ح� اّ �ي، ّل�ق – ن��اش��ط م��دن� ّ مشارك في الحملة: بالنسبة للحمالت ه��ي حالة إسعافيّة ،لذلك تظهر وتختفي بعد فترة ،أمّا موضوع المال السياسيّ ، فقد حاولنا ع ّدة مرّ ات أن نضغط
م��ن أج��ل تقديم الدعم ،إن كان األم��ر فقط من أجل االنتخابات أو م���ن أج��ل الظهور ،ومن يق ّدم مساعدات له عندي واحدة، وأن����ا م��ع��ه إن كان يعمل بشكل ج ّديّ من أجل المواطن ،أمّا اآلليّات لضبط العمل اإلغاثيّ ،فنحن بحاجة إلى وحدة التنسيق والدعم ،ولكن (أي سي يو) بنت حالل ،وأن تتواصل ّ المنظمات وتنسّق فيما بينها. مع جميع ّ مسرات: مأمون عثمان – منظمة ّ ّ المنظمات الداعمة لها أجندة معيّنة، ك أنّ أغلب ال ش ّ وهذا ّ حق ،أن تستفيد من دعمها هذا ،ولكن يجب أن نقول النقطة السلبيّة والتي يجب علينا أن نجد لها حالً، بما أ ّننا مضطرّ ين للدعم الخارجيّ ،فنحن مأسورون ألجنداتهم ،والح ّل هو تفعيل المشاريع التنمويّة ،فنستطيع من خاللها حصد دعم كا ٍ ف للتمويل الذاتيّ ،وألاّ نحتاج إلى تمويلهم ،عندها ُننهي األجندات الخارجيّة ،أما موضوع :أنّ المشاريع التنموية معرّ ضة للقصف (حسب تعبير محمّد عيدو) .فهذا أمر صحيح ،ولكن هناك بدائل مثل إقامتها في دول الجوار ،على أن يكون ريعها للداخل السوريّ ؛ هنا في تركيا نستطيع عمل مشاريع كبيرة وهناك ّ منظمات بدأت بهذه الخطوة .أمّا عن ضبط آليّات العمل فهو أمر صعب ،ولكن نستطيع الح ّد من الهدر والتالعب .وأ ّتفق مع الدكتور نمير ّ الخط ولكن هل نملك قوّ ة بموضوع التسجيل وتوحيد ّ المنظمات؟ ال أعتقد ،أل ّننا ال نملك ضغط للسيطرة على القوّ ة أو االعتراف ،فالتسجيل مه ّم ،ولكن هناك عقبات، وأرى أنّ ضبط العمل اإلغاثيّ وضبط االحتيال ،يت ّم عن طريق ضبط المعابر ،أي باال ّتفاق مع الحكومة المؤ ّقتة أو مع الحكومة التركيّة أو عن طريق التحالفات أو اال ّتحادات الموجودة بتشكيل نا ٍد أو منتدى إلضفاء
صفة على قراراتهم باإلضافة للحكومة التركيّة أو السوريّة المؤ ّقتة لوضع آليّات لضبط المعابر ،وعندها أستطيع ضبط اآلليّات في الداخل. إعالمي: عبد هللا حكواتي - ّ هناك الكثير من الحمالت ظهرت بصور استغالليّة لألطفال أو النساء عن طريق الصور والفيديوهات، أمّا الحملة األخيرة فلم تعمل على هذا األمر وال ح ّتى لصالح الثورة كوضع علم االستقالل رغم أنّ جميع من شارك بها هم ثوّ ار وناشطون بالثورة فموضوع األجندات (موجه إلى األستاذ مأمون) ال أظن أنّ دور القوى السياسيّة في أيّ مكان من العالم هو عمل إغاثيّ ، في حال تحوّ ل إلى هذا األمر أصبح استغالالً ،ويجب محاكمته ،وال ّ يحق لنا كثوّ ار أو كناشطين أن أقول من ح ّقي أن استغ ّل أيّ شخص من أجل هدفي ،وهناك أيضا ً حمالت بعيدة عن الحالة الثوريّة مثل «مبادرون» في مدينة دمشق ضمن مناطق النظام ،فلم نجد لهم أيّة صورة الستغالل أيّة حالة .وربّما هناك مشكلة بالحالة الحِرفيّة في التصوير كما تكلّم األستاذ يقظان ولكن عندما نسمح بهذا األمر فنحن نسيء ،فالصورة التي ظهرت ّ منظمة(غ )...كانت مُهينة ،لذلك ال يمكن في صفحة ّ منظمة أن تعمل ألجنداتها ،والنظام أيضا ً مازال أليّ يمارسها ،ولذلك يجب تسجيل موقف ض ّد االستغالل السياسيّ ،فلم أر مجلس مدينة حلب أو المحافظة يضع اسمه على المواد التي ّ توزع .أمّا موضوع ضبط آليّات العمل اإلغاثيّ فهو للحكومة ،ألنّ دورها األساسيّ هو العمل الذي ّ والمنظمات التي يت ّم في الداخل، تش ّكلت وتعمل هي داعمة لعملها، فالحكومة هي التي تقع على عاتقها هذه المهام .بالنسبة لوحدة التنسيق والدعم هي عبارة عن منسِّقة، ّ المنظمات وهي أمّا المن ّفذين فهم ّ منظمات غير حكوميّة ،وال يمكن ف����رض آل��� ّي���ات عليها للتسجيل، ه����ذا غ��ي��ر أنّ الحكومة حال ّيا ً غير معترف بها. ربيع البسكي: ب��اس��م الحملة، ّ المنظمة أشكر ال��ت��ي ساعدتنا وق ّدمت لنا مستودعها .موضوع الحالة السياسيّة أريد أن أذكر أنّ أكثر من يستخدم هذه الحالة هم اإلخوان، وال يوجد أجندات ألحد إلاّ لهم. مح ّمد عيدو: أنا ال أدافع عن وحدة تنسيق الدعم ،لها أخطاء كثيرة، ولكن إن ّ اطلعنا على تقريرهم في 2013قُ ّدم لهم 61مليون دوالر ولكن %80منها عينيّة ،والفضيحة الكبرى أنّ الكلفة التشغيليّة 4مليون دوالر ،أمّا الحكومة المؤ ّقتة فما وصل إليها من 9-7مليون دوالر ،وهذا ك ّل ما عملت به باإلغاثة ،لذلك ال نستطيع مقارنتها بأيّ ّ ّ المنظمات تق ّدم عشرة آالف منظمة كبيرة؛ مثالً ،إحدى حصّة إغاثيّة من أصل 260ألف حصّة باإلضافة إلى 15أل��ف حصّة نظافة ،باإلضافة إلى الخيم وغيرها م����ن األدوات والمعدات .ونحن ف��ي س��وري��ة ّأث��ر علينا نظام األسد لم ّدة 40سنة ،أمّا في المانيا مثالً لك ّل 80شخص ّ منظمة أهليّة والتنوّ ع إجباريّ والحكومة حال ّيا ً وضعت ّ خطة ومعايير للتسجيل وهي
علمت أنّ ما قامت به من توزيع لتلك األموال هو خطأ ،أل ّنها لم ّ المنظمات األهليّة. تساهم بتقوية أعود لألخطاء الجسيمة من قبل وحدة التنسيق وخاصّة في حملة الرغيف ،عندما وضعت صورة طفل مع الرغيف فكانت مهينة لك ّل أطفال سورية، وكذلك حملة برنامج األغذية العالميّ عندما وضع صورة دوالر واحد (عارضه أغلب الحاضرون بأ ّنها صورة غير مسيئة وهناك حمالت كثيرة قامت عبر الزمن وكان همّها إيقاف الحالة السياسيّة التي تتح ّكم باإلغاثة الموجّ هة إلى سورية). شخيط – ّ رند ّ منظمة بسمة وزيتونة: بالنسبة للقوى السياسيّة ،هذا أمر غير طبيعيّ وكلّنا
ّ المنظمة مسؤولون عن السماح لهذه الحالة ونحن في نقف ض ّد المال السياسيّ ونتم ّنى على الجميع وعلى حمالت الناشطين عدم قبول مثل تلك الحالة أل ّنه ال يوجد حال ّيا ً إلاّ الرادع األخالقيّ والشخصيّ ،وأنا أ ّتفق مع قيام المشاريع التنموية التي تساهم بشكل كبير للتخلّص من المموّ لين مع الزمن .بما يختصّ باآلليّات فهي ال تت ّم إلاّ بالتنسيق ،ومثالي هي األوتشه التي تعمل ّ المنظمات نتيجة التنسيق فيما بينها من على تطوير تنظيم وهيكلة ،وكان يجب أن نكون نحن من نقوم بهذا العمل لذلك تبادل المعلومات هو شيء مه ّم لضبط العمل اإلغاثيّ . عبد الرحمن كحيل -مجلس محافظة حلب: بالنسبة لالستخدام السياسيّ في اإلغاثة ،نحن نعاني ص��ة في الدورتين منه بشكل كبير في حلب وخ��ا ّ األخيرتين من االنتخابات ،رغم إثبات فساد على هؤالء األفراد ،نجد كثير من الناس تدافع عنهم من أجل أن يحصلوا على حصصهم اإلغاثيّة .وال أظنّ أ ّنها توجد في دول العالم بهكذا صيغة فاألحزاب السياسيّة في الغرب تقوم ببرامج معيّنة وقد تدعم ّ منظمات أهليّة أو تساهم بإنشائها ولكن لتسويق أفكارهم وليس من أجل السلطة والنفوذ .عن السؤال حول اآلليّات لضبط العمل اإلغاثي ،فقد ت ّم تشكيل لجنة من مجلس المحافظة ووزارة اإلدارة المحلّيّة لدراسة موضوع تراخيص للجمعيات وضبط المعابر ،وإلى اآلن مازال األمر قيد الدراسة ولم يدخل حيّز التنفيذ ،رغم أنّ ضبط هذه الحالة صعب ج ّداً ،وإنّ تم ّك ّنا من ضبط األمر بنسبة 20إلى 30بالمائة فهذا يكون إنجازاً. وائل أبو كويت: ّ المنظمات ومجلس المحافظة إنّ العمل متكامل بين ّ والمدينة والحكومة المؤقتة ،ولكن ما يضبط العمل حال ّيا ً هو المبدأ األخالقيّ ،وال يوجد ضوابط قانونيّة، فالحكومة غير معترف بها ،وكذلك المجالس المحلّيّة، ّ المنظمات المدنيّة تحظى بذلك. وال عبد هللا حكواتي: ّ والمنظمات اإلغاثيّة عندما تق ّدم الحكومات الغربيّة الداعمة أنّ هذا مشروع ،يجب أن يكون هناك بيانات من المجالس المحلّيّة ،أو أن يكون هناك الكثير من الداعمين الذين يريدون المجالس المحلّيّة كشريك في العمل. وائل أبو كويت: هذا أمر غير مقبول ،ألنّ الداعم الغربيّ أو الخليجيّ يبحث عن الشريك السوريّ وهذا الشريك قد يق ّدم ب���ي���ان���ات ع��ن طريق المجالس. د .ن��م��ي��ر الناصر: ال���داع���م���ون عندما يأتون إلى الحكومة يسألون ع��ن المجالس ال��م��ع��ت��رف بها لدى الحكومة. وائ�������ل أب���و كويت: ما هو الترخيص!؟ هو أن يكون التسجيل صادراً عن جهة معترف بها دول ّيا ً ويكون ضمن قوانين األمم الم ّتحدة ولديها حساب بنكي ،وعندما ُتق ّدم لنا المجالس المحلّيّة هذه األم��ور عندها يكون التسجيل والعمل قانونيّ . مح ّمد عيدو: كال الطرفين يتكلّم من الواقع ألنّ هناك داعمين لهم شرط العمل مع المجالس المحلّيّة ،وهناك آخرين ال ّ المنظمات عالقة لهم بهذا الشرط بل يتوجّ هون إلى ّ المرخصة في الخارج والعاملة في سورية أو الشبكات. ّ منظمة األوتشة ق ّدمت خالل أوّ ل عشرة شهور من العام الماضي 603مليون دوالر وهذا الرقم ال عالقة للمجالس المحلّيّة أو للحكومة به. عبد هللا حكواتي: ّ ّ منظمة تابعة لألمم المتحدة األوتشة ّ وهي ال تعمل مع منظمات أو مؤسّسات لها طابع سياسيّ ،ولكن اضطرّ ت للعمل مع وحدة التنسيق وبعض المجموعات
داخ�����������ل س����وري����ة، وك��ذل��ك مع النظام.
www.allsyrians.org
العدد 25
ملف العدد
السوري حوار العدد مع المعارض ّ
حسان زين العابدين ّ
في سعيها لفتح فضاءات الحوار السوريّ ،التقت صحيفة «كلّنا سوريّون» المعارض السوريّ حسّان زين العابدين الذي يقوم بزيارة لتركيا ،وكان لنا معه هذا الحوار: أهالً بكم أستاذ «زين العابدين» هل تعطينا • فكرة عن سبب زيارتكم لتركيا؟ ّ نخطط لدعم نشاطات ثقافيّة في شهر نيسان القادم، من خالل أ ّي��ام للثقافة والمجتمع في مدينة اليبزغ لف ّنانين وسياسيّين ،وهي خمسة أيّام تعرض فيها أفالم ومسرحيّات وتقام معارض تشكيليّة ،وتعقد ندوات ولقاءات بين المعارضين ومن مختلف اال ّتجاهات، ولطرح أفكارهم إلنقاذ سورية. ونحن اآلن بصدد مساعدة النازحين السوريّين في تركيا ،ضمن نشاطات «الجمعيّة اإلغاثيّة السوريّة في مدينة اليبزغ» ،فقد استطعنا أن نجمع بعض األموال، عن طريق هذه الجمعيّة الخيريّة المسجّ لة في ألمانيا بشكل نظاميّ منذ العام الماضي ،وأنا رئيسها حال ّياً ،وقد جاءت فكرة تأسيس هذه الجمعيّة لهذا العمل اإلغاثيّ حسما ً لخالفات جرت بين الناشطين السوريّين حول طريقة التعامل مع مأساة الشعب السوريّ ،وطرق دعمنا له ،فقرّ رنا اال ّتجاه إلى العمل اإلغاثيّ . ولم نستطع – لألسف – استالم تبرّ عات عينيّة عديدة ّ لنخزن عُرضت علينا أل ّننا أوّ الً ،ال نملك مستودعات فيها ،وثانيا ً لصعوبة نقل هذه المعونات كاأللبسة مثالً ،فهنالك كلفة ماليّة للشحن ومعامالت تخليص وصعوبات إداريّة.
اعتاد الناس في مطلع ك ّل عام أن يتفاءلوا بما يرجون أن يتح ّقق من آمال للسنة الجديدة ،لكن يبدو من الصعوبة بمكان النظر بإيجابيّة بعد ما شهده العام 2014من صراعات مأساويّة ونزاعات بالغة التعقيد وك ّل المؤ ّ شرات في مناطق مختلفة حول العالم تنبئ بوضع أسوأ للعام .2015 الحرب األهليّة في سورية ،العنف المتصاعد في العراق ،تنامي دور المسلّحين المتطرّ فين «داعش» بشكل علنيّ بالرغم من تزايد غارات القصف عليها من قبل الواليات الم ّتحدة األمريكيّة ،والتي أثبتت عدم جدواها في القضاء على التطرّ ف وأنّ األمر بحاجة إلى رؤية أوسع وأشمل إليجاد مخرج لألزمة في العراق وسورية. ً وأحد هذه المخارج هو محاسبة نظام األسد العنيد الذي قاد حربا أهليّة وحشيّة تسبّبت بمقتل ما يزيد عن 200ألف إنسان ونزوح الماليين من ديارهم ،كذلك األمر بالنسبة للعراق واالختالالت الخطيرة التي نشأت جرّ اء االختالفات السياسيّة ،التي أ ّدت إلى تج ّدد أعمال العنف ،وولّدت بدورها أزمة الالجئين بشكل أكبر ممّا حدث خالل الصراع الطائفيّ الذي احتدم بين عامي .2008 - 2006 ال ينبئ المستقبل بحلول سهلة ،بالرغم من ك ّل المقترحات ،وسوف تستمرّ المعاناة للبشر وأعداد الضحايا في ازدياد ... لع ّل االضطرابات التي تمرّ بها المنطقة ،لم تشهدها منذ قيام «دولة إسرائيل» عام ،1948ومن المتو ّقع تصاعد ح ّدة التو ّتر والتف ّكك في العام ،2015وذلك لعدم وجود سياسة عالميّة جديدة وواضحة قد تؤ ّدي إلى االستقرار في ظ ّل األزمات التي يمرّ بها العالم مثل األزمة االقتصاديّة في روسيا واالحباطات المتتالية لعمليّة «السالم» اإلسرائيليّة – الفلسطينيّة، والمطبّات التي يواجهها مشروع االتحاد األوربّيّ والمأزق األمريكيّ في أفغانستان بعد الحرب نتيجة تنامي قوّ ة طالبان من جهة وضعف الحكومة في كابول من جهة أخرى ،واالنتخابات التي ستجري في سريالنكا واحتمال اندالع أعمال العنف في الشوارع ،ناهيك عن األزمات في ليبيا واليمن في ظ ّل االنقالب الحاصل في مصر والوضع الكارثيّ في سورية ،والحوار اإليرانيّ -األمريكيّ بشأن البرنامج النوويّ ،والذي يسعى فيه المتش ّددون والصقور من كال الطرفين إلحباط التحرّ ك نحو التقارب ،هذا عدا عن انشغال العالم باستفحال انتشار فيروس «إيبوال» في غرب أفريقيّا ووصوله إلى 1.4مليون حالة ،والتفاؤل الحذر بنجاعة اللقاح المعتمد منتصف العام ،2015وال ننسى التو ّترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ واحتمال تفجّ ر أزمة في بحر الصين الجنوبي ومحنة «الروهينجا» غير المعترف بمواطنيّتهم في غرب بورما ،باإلضافة إلى المستفز في كوريا الشماليّة ،والذي يش ّكل تهديداً خطيراً ّ الجنون العسكريّ على ص ّناع السياسة الخارجيّة األمريكيّة ،فضالً عن نتائج استطالعات أبرزت في نهاية العام 2014عند األغلبيّة الساحقة للناس على سطح هذا الكوكب قلقا ً من تهديد البطالة وتعميق التفاوت االجتماعيّ والتأقلم مع انخفاض الدخل وتدابير التق ّ شف الحكوميّة. ك ّل ما سبق يطفئ – وبواقعيّة -أكثر األماني تفاؤالً ،وال يبقى إلاّ التعلّق بمعجزات خارجة عن حدود العقل البشريّ ،وسلسلة مصادفات تحدث وتتراكم لتش ّكل منهجا ً قابالً لتحقيق مصلحة الجميع ،وإيجاد مخارج ّ بحق إنسانيّة سياسيّة لبدء عمليّة بناء جديدة ووقف ما يجري من عار الجنس البشريّ على سطح الكرة األرضيّة. عن الواشنطن بوست
ترمجة وإعدادّ : بشار حممّد
newspaper@allsyrians.org
/18شباط 2015/
معارض سور ّي يسار ّي؛ درس اللغة األملانيّة وآدابها يف أملانيا ويعيش فيها منذ عام 1975من خالل احلضارتني العربيّة واألملانيّة.
األلماني لما ما هي الصورة لدى المجتمع • ّ توجه الحكومة؟ وبالنتيجة يحدث في سورية؟ وما هو ّ األلماني إلى ماذا يمكننا أن نفعل لنكسب الموقف ّ السوري؟ جانب الشعب ّ الشعب األلمانيّ عموما ً متضامن مع الربيع العربيّ ، ومع الثورة السوريّة خصوصاً ،رغم التشويش من بعض وسائل إعالم لديهم ،فهنالك وسائل إعالم تصوّ ر «داعش» وكأ ّنها ُخلقت اليوم ،وتحاول هذه الجهات أن ّ التدخل العسكريّ المباشر بالقصف على مناطق تبرّ ر في سورية باسم محاربة اإلره��اب والقضاء على «داعش» بإرسال طيران التحالف للقصف. وهنالك أحزاب مثل «الخضر» توافق على هذا، أي أ ّنها تقبل بإرسال أسلحة ومقاتلين إلى خارج ألمانيا وتوافق على االشتراك في التحالف الدوليّ الذي تقوده الواليات الم ّتحدة فيما يسمّى بمحاربة اإلرهاب. من جهة الحكومة األلمانيّة ،فهي تؤيّد بشكل مُطلق – مثل جميع أصدقاء سورية – لطرف وباتجاه واحد من المعارضة ،فال يختلف موقف الحكومة األلمانيّة عن الموقف األمريكيّ أو موقف اال ّتحاد األوروبيّ ،وهي تعلن تأييدها للثورة السوريّة وعداءها لنظام األسد، انطالقا ً من مصالحها ومن عالقتها مع إسرائيل وعدائها إليران ،ولك ّنها ُتبقي على عالقاتها مع «الحكومة» السوريّة ،وح ّتى مع المخابرات السوريّة ،وهذا إن لم يظهر اليوم للعلن اآلن فسيظهر فيما بعد. كيف تنظر إلى مستقبل سورية؟ هل من • الحالي؟ مخارج للوضع ّ
المستقبل ال ينبئ بحلول سهلة
5
مستقبل سورية – كما أراه – ال يمكن أن يكون إلاّ دولة ديمقراطيّة علمانيّة تفصل الدين عن الدولة ،دولة مدنيّة حديثة تسعى للصداقة مع دول العالم ،وتتعامل مع الخارج بسياسة الن ّد للن ّد؛ ومن أجل تحقيق ذلك وللخروج من المأزق الذي نحن فيه ،ليس هنالك إلاّ الح ّل السياسيّ ،فيجب أن نضغط على المجتمع األوروبّي والدوليّ ،وعلى الحكومات ،لوقف توريد األسلحة ودعم الح ّل السياسيّ . أليس في هذا الطرح تناقضاً ،بمعنى أ ّنكم • ّ الخارجي وتطلبونه بنفس الوقت؟ التدخل ترفضون ّ ً ّ التدخل يكون سلب ّيا عندما يدعم الخارج برأيي ،أنّ األطراف التي تزيد من معاناة الشعب السوريّ ،مثالً هناك بعض الدول التي سلّحت المعارضة ،ومنها دول عربيّة .أمّا ما أقصده من ّ تدخل خارجيّ إيجابيّ ، فهو مساهمة الدول الكبرى أميركا وروسيا وفرنسا، وكذلك اإلقليميّة مثل تركيا وإيران والسعوديّة ،لجعل المعارضة تجلس على الطاولة للحوار ،بالطبع البعض لن يقبل ،وبالطبع لن نقبل بمن تلوّ ثت أيديهم بدماء السوريّين ،ولكنّ الجلوس على الطاولة سيكون بداية للمخرج من األزمة أو باألص ّح من هذه المأساة الكارثيّة التي وقعنا فيها .يجب وقف القتل بأن نضغط لتحريك الرأي العا ّم العالميّ من أجل أن توقف الحكومات الدعم ليتو ّقف القتل. وهنا أعود لمواقف اليسار األلمانيّ ،والذي يرفض إرسال السالح إلى أيّة جهة في العالم ،ويرفض إرسال الجيش األلمانيّ إلى أيّ مكان ،وبالتالي يرفض دخول
الحكومة األلمانيّة في التحالف الذي يقصف األراضيّ السوريّة بأيّة حجة كانت .إنّ 60إلى 70بالمائة من الشعب األلمانيّ – حسب استبيانات للرأي تقف ض ّد ّ التدخل العسكريّ في أيّ مكان من العالم بما فيها سورية. السوري قام بالدفاع رأى العالم أنّ الشعب • ّ تعرض للقتل بشكل مباشر من عن نفسه بعد أن ّ ّ الحق في ذلك؟ النظام ،وأنّ له كل ّ بالتأكيد هذا ح ّقه ،ولكنّ التسلّح جاء عشوائ ّياً ،واآلن صار لدينا «داعش» وأه ّم شيء هو وقف القتل .يجب – برأيي -أنْ نغيّر توجّ ه أفكار الجميع نحو الح ّل السياسيّ . حسان زين العابدين شكراً جزيالً. • األستاذ ّ
حاوره ّ بشار فستق
األسد ..يستمرّ في تلوين الكلمات بالكذب السيّد «جريمي بوين» وهو الصحف ّي الذي أجرى احلوار مع األسد ،عنون مقالته بـ «يومي مع الديكتاتور» ووصف يف مقالته زوايا القصر والقاعات ،وأكمل بقوله« :كان كالمه مفصوالً عن الواقع ،وكان مقتنعاً بك ّل ما يقوله». لم يخطر ببالي رغم ك ّل المآسي التي مرّ ت علينا في سورية في السنوات الماضية ،أن يصل مستوى الخداع والكذب أمام العدسات لتبرير الفشل واإلجرام ،وال أن يصل األمر إلى االنفصام التا ّم عن الواقع ،كان يحاول تبييض صورته أمام الغرب ،فاجترّ الكذبة تلو األخرى ،ومع ذلك لم ينجح في مسعاه ،إذ بدا هزيالً فاقداً للمصداقيّة ،ح ّتى من قِبل الذين حاول أن يخاطبهم. سنحاول في هذه القراءة أن نستعرض في عجالة بعض ر ّدات الفعل التي تناولت هذا الحوار وما جاء فيه من ترّ هات وأكاذيب. السيّد «جيرمي بوين» وهو الصحفيّ الذي أجرى الحوار مع األسد ،عنون مقالته بـ «يومي مع الديكتاتور» ووصف في مقالته زوايا القصر والقاعات ،وأكمل بقوله« :كان كالمه مفصوالً عن الواقع ،وكان مقتنعا ً بك ّل ما يقوله». ّ منظمة «ه��ي��وم��ن راي��ت��س» أوردت على موقعها تأسّفها لتلك المقابلة بقولها« :حين يتجرّ أ زعيم أمّة من األمم على تقديم ر ّد فكاهي عند سؤاله على التلفاز عن سالح مميت مسؤول عن قتل وتشويه اآلالف من مواطنيه» وأضافت« :إنّ تلك األسلحة قتلت أكثر من األسلحة الكيماويّة التي تراكضت وسلّمتها ،وتابعت أ ّنك كاذب بالطبع ،ال يتعلّق السؤال بما إذا كان األسد يكذب ،فهو يكذب دون مجال للتشكيك ،بل إنّ السؤال هو :لماذا ّ الحق في استعراض روح الدعابة يجد لنفسه بهذا الشكل الفاحش؟ السبب بسيط :فقد أفلت األسد من العقاب على جرائم مهولة ط��وال ع ّدة أع��وام .فالمعركة الدوليّة ض�� ّد تنظيم «داع���ش»، المعركة التي تشغل القوى الغربيّة ،قد و ّفرت له تلهية مناسبة تماماً ،إذ أتاحت ل��ه مواصلة القتل بغير راديو روزنة -موفق قات مضايقات» أ ّم��ا الوزير البريطانيّ المكلّف بالشرق األوسط «توماس ألوود» قال مته ّكماً« :األسد يعيش أوهام ،وال يوجد أيّ تعاون مع نظامه ،وإنّ المقابلة أظهرت أكاذيبه
ووهمه على واقع وضع الدولة الخطير الذي تواجهه سورية» وصرّ حت الخارجيّة البريطانيّة« :األسد عمل ّيا ً لم يفعل شيئا ً لوقف «داعش» ،بل اختار مهاجمة الشعب السوريّ والمعارضة المكافحين ألجل حقوقهم األساسيّة» وعبّر «جون كيري» وزير الخارجية األمريكية بغضب عن المقابلة: «ال نتواصل وال ننسّق مع نظام األسد في شأن عمليّاتنا العسكريّة ال بشكل مباشر ،وال غير مباشر وك ّل ما يقوله أكاذيب» وهذا ما أ ّكدته المندوبة الدائمة لدى الواليات الم ّتحدة األمريكيّة لدى األمم الم ّتحدة «سامانثا باور» وأضافت« :األسد ينكر استخدام البراميل المتفجّ رة ،ولكن الواضح أنّ ما ال يستخدمه «االنترنت» معبّرة عن انفصاله عن الواقع» وأرفقت بتغريدتها تلك مواقع البراميل المتفجّ رة التي تسقط على المدنيّين. أمّا الصحافة األجنبّية فقد أفردت العشرات من صفحاتها لتبيّن مدى الكذب فيما جاء في الحوار ،فصحيفة «الغارديان» قالت« :األسد يشعر أ ّنه قادر على مناقشة القضايا كأيّ رئيس إقليميّ » وعن مضمون اللقاء «الصورة التي رسمها له الرئيس السوريّ ب ّ شار األسد في مقابلة قناة الـ بي بي سي يجب ألاّ تصرف انتباهنا عن أكاذيب مجرم حرب» واستكملت «إنّ مراقبة األسد وهو ير ّد على أسئلة المحاور بطريقة متعجّ رفة وعاديّة وكأ ّنها اإلنكار ،فلم يقل وال كلمة عن امتحان حول المذابح التي ارتكبتها قوّ اته والتي تركت مدنا ً بكاملها في حالة دمار (حلب – حمص)». أمّ��ا صحيفة «ال��دي��ل��ي تلغراف» فعنونت افتتاحيّتها «األسد عدوّ تنظيم الدولة اإلسالميّة ،إلاّ أ ّنه ليس حليف الغرب». وقالت: «إنّ المقابلة ما هي إلاّ تذكير بحقيقة فشل السياسات الغربّية ،فاألسد ما زال يتربّع على كرسيّ الرئاسة وليس هناك أيّة إشارة إلى إقصائه عن س� ّدة الحكم اليوم» .وأوضحت الصحيفة «أنّ رفض األسد تحمّل أيّة مسؤوليّة عن دوره في تدهور األوض��اع في سورية أو االعتراف بالدور المروّ ع الذي يقوم به جيشه ،هو «إهانة ألجهزة استخباراتنا» ،كما أنّ نفي استخدام جيشه للبراميل المتفجّ رة ضّد المدنيّين أمر «فاضح».
إعداد :باسل العبداهلل
www.allsyrians.org
6
العدد 25
المراكز الصحّية في ريف حلب الجنوبي ،انجازات ومعوقات، ّ ومشاكل بال حلول نظام األسد ّ يعطل المراكز الصح ّية ُ بعد قيام الثورة ،أغلقت المراكز بأمر من الجهات األمنيّة الخاصّة بنظام األسد ،وتعرّ ضت المع ّدات واألثاث للنهب من اللصوص ،وفي شهر نيسان من العام 2014م ،قامت مديريّة الصحّ ة التابعة لمحافظة حلب الحرّ ة بإعادة تفعيلها ،وعيّنت كادراً طب ّياً ،يق ّدم خدمات مجانيّة للمواطنين ،وأه ّم هذه المراكز، المركز الصحّ ي في بلدة زمار والمركز الصحّ ي في بلدة الزربة، ومركز الشهيد «فراس العبود» الصحّ ي في قرية الخوّ اري، ومستوصف في قرية السميريّة وتلك المراكز تق ّدم خدمات مجّ انيّة لما يقارب ( )500ألف نسمة ،ويعتبر ذلك إنجازاً على الصعيد اإلنسانيّ . الصحية: الخدمات الطب ّية التي تقدّ مها المراكز ّ تقوم المراكز الصحّ ية في المنطقة بتقديم خدمات عالجيّة مجّ انيّة ،وأه ّم الخدمات الطبيّة تنحصر في الحاالت المرضيّة التالية: اإلسعافات األوّ ليّة للجرحى من الثوّ ار ،كون المراكز قريبة من جبهات القتال كجبهة جبل ع� ّ �زان حيث تدور اشتباكات ومعارك بين الثوّ ار وقوّ ات نظام األسد ،وقريبة أيضا ً من مطار «أبو الظهور» العسكريّ معالجة مرضى الليشمانيا (حبّة حلب) وهو مرض متف ّ شي لمرور نهر قويق من المنطقة وكثرة الحشرات التي ت��ؤ ّدي لإلصابة بهذا المرض نتيجة عدم رشّ مجرى النهر بالمبيدات الحشريّة. الحروق ،وهي شائعة على نطاق واسع نتيجة العمل بالحرّ اقات لتكرير النفط بشكل عشوائيّ ،حيث يوجد أكثر من ألف حرّ اق. مختلف األمراض العامّة. وأفاد المخبري جالل أبو أيهم في مركز زمّار الصحيّ ،أنّ عدد المراجعين يوم ّيا ً يقترب من المئة وخمسين مراجع. الصحية: المعوقات التي تعترض المراكز ّ التقينا بعض أفراد الكادر الطبّي في تلك المراكز الذين تح ّدثوا عن أه ّم المعوقات التي تعترض عمل المراكز الصحّ ية: نقص في الكادر الطبّي ،وعدم وجود طبيب أو طبيبة–اختصاص نسائيّة – في أغلب المراكز. ع��دم وج��ود أجهزة وم��ع � ّدات طبيّة ،حيث يحتوي مستوصف السميريّة على سريرين للمعاينة فقط. كما تحتاج المراكز إلى مع ّدات جراحيّة إسعافيّة. وهناك نقص حا ّد في األدوية ،حيث لم تحصل بعض المراكز إلاّ على دفعة أدوية واحدة كادت تنفذ في بعض المراكز. والتقينا في مبنى مركز زمّار الصحيّ بالمخبري زكريّا حجازي ،وهو يبحث عن فرصة عمل في المركز المذكور وأفادنا بأنّ المخبر الطبّي له أه ّميّة كبيرة وال يمكن االستغناء عنه وبما أنّ البناء موجود فمن الممكن تزويد المراكز في ريف حلب الجنوبيّ «بمجهر ومثفلة دم وحاضنة» وجهاز كيميا، وأنابيب دم وعلب جمع بول ومواد مخبريّة ،وتكلفتها تعادل ما يقارب 4000دوالر ،وذكر المخبري جالل أبو أيهم رغم حداثة المخبر فإ ّننا نق ّدم تحاليل مجانيّة للسكر والكلسترول ،والشحوم وحمض البول ،ولكنّ المخبر بحاجة إلى مع ّدات ولوازم أخرى. االقتراحات: والتقينا بالمعنيين في المراكز الصحّ ية وأفادنا الدكتور محمود بالمقترحات التالية: تفعيل المراكز الصحّ ية المتو ّفرة في ري��ف حلب ّ الجنوبيّ ،كون المراكز ال تكفي لك ّل المنطقة ،علما ً أنّ منظمة الهالل األحمر القطريّ قامت بترميم مركز الزربة وتفعيله. ايجاد فرص عمل للمختصين من أطباء وممرضين وخدميّين حيث الكادر الطبيّ الموجود ال يكفي لس ّد حاجة ّ الموظفين. المطالبة بمختصّة نسائيّة ،نتيجة حاجة المواطنين لهذا االختصاص. مختصين: صيادلة غير ّ وفي لقاء مع بعض المواطنين ،ذكروا أنّ المراكز الصحّ ية ّ موظفي تكاد تخلو من األدوي���ة ،وهناك س��وء تعامل من الصيدليّات في المراكز وأغلبهم غير مختصين ،وهناك أخطاء في قراءة الوصفات الطبيّة ،وتوجد حوالي المئة صيدليّة خاصّة في المنطقة % 90من العاملين فيها غير مختصين ،كما ال توجد أجهزة مطلوبة للمعاينة وخاصّة فيما يتعلّق باألمراض النسائيّة. والتقينا بمريض حروق يخضع للعالج في مركز زمّار الصحّ ي، فقال :ق ّدم لي الكادر الطبيّ ك ّل ما يمكن تقديمه من عالج ،ولنقص األدوية اضطرّ رت لشرائها من الصيدليّات الخاصّة بأسعار مرتفعة ج ّداً ،وأفادت إحدى السيّدات أنّ مستوصف السميريّة ال يق ّدم أيّة خدمة للنساء ،وخاصّة الحوامل لعدم وجود طبيب مختصّ أو قابلة قانونيّة. مالحظات: تزويد ك � ّل مركز بسيّارة إسعاف مجهّزة لخدمة المواطنين في منطقة قريبة من مناطق االشتباكات. تزويد ك ّل مركز باختصاصيّ نسائيّة وأجهزة طبيّة وخاصّة جهاز ايكو. تزويد مستوصف السميريّة بمخبر طبيّ . ّ ايجاد موظفين لمراقبة أيّام وساعات الدوام المفترضة، حيث الدوام في بعض المراكز مزاج ّياً. ا ّتخاذ اجراءات عاجلة لرشّ مجرى نهر قويق بالموا ّد الالزمة للقضاء على البعوض ،إذ يعتبر السبب األساسيّ في مرض (الليشمانيا). اقتراح اسم المراكز الصحّ ية بأسماء شهداء الثورة. -
مصطفى فرحان newspaper@allsyrians.org
/18شباط 2015/
تحقيقات
أبناؤنا بال كتب ومقاعد في «باتمان»
يلعبون في األز ّقة والشوارع ،بينما أقرانهم على مقاعدهم الدراسيّة في المدرستين اللتين ت ّم افتتاحهما ألجل استقبال التالميذ السوريّين الالجئين في «باتمان» ،وذلك يعود إلى عدم قدرة بعض األهالي على تحمّل نفقات دراستهم وإلى ضيق المكان، حيث ك ّل مدرسة تتألّف من مبنى واحد مؤلّف من شقق سكنيّة وغير مخصّصة الستقبال التالميذ. مدرسة «جان»
أبو جان ،والد أحد الطلاّ ب في مدرسة «جان» أفادنا بالتالي :المشكلة األساسيّة في البداية هي: تأمين المواصالت للتالميذ ،فك ّنا نعاني بادئ ذي بدء من مشكلة إيصال أبنائنا إلى المدرسة صباحاً، ومن ث ّم االنتظار ريثما ينتهي الدوام لنعود بهم إلى البيوت وهذا الوضع أرهق كاهل معظم األسر، باإلضافة للمصاريف التي تدفع جيئة وذهابا ً من وإلى المدرسة وتحمّل من ّغصات الباصات وأزمتها. يضيف أبو جان :نحن نسكن في منطقة تبعد أكثر من 7كم عن مدرسة «جان» وال يوجد سوى ّ خط واحد لباصات البلديّة ،وهذه المشكلة ال زالت مستمرّ ة بعد اشتراك أغلب األهالي وتأمين الباصات وعلى نفقتهم الخاصّة من خالل عدم التزام تلك الشركة بمواعيدها الدقيقة وتأمين الباصات ،والمشكلة األخ��رى في ذلك وضع أكثر من 30تلميذاً في باص ي ّتسع لـ 15راكبا ً فقط ،وهذه معاناة حقيقيّة للتالميذ .وقال أبو جان أيضا ً «هنالك مشاكل داخل
أسوار المدرسة ،يعني مرتبطة بالتدريس وتكديس التالميذ في الشعب الضيّقة ومشكلة نقص الكتب والقرطاسيّة و ..و».. توجّ هنا إلى مدرسة «جان» والتقينا مع مديرها األستاذ «أحمد إسماعيل» الذي شرح لنا الوضع على الشكل التالي: مسجّ ل لدينا نحو ألف طالب ،أمّا المداومون فهم 720فقط ،وذلك بسبب عدم قدرة المكان على استيعابهم ،وح ّتى المداومون ال يكفيهم المكان ،كون المدرسة عبارة عن مبنى قديم سكنيّ بثالثة طوابق. بخصوص النقل قال األستاذ «إسماعيل :في السنة الماضية قام أصحاب األيادي البيضاء في «باتمان» بدفع أجرة نقل التالميذ ،أمّا في هذه السنة فإنّ أولياء األمور يدفعون أجرة الباصات ،وذلك بسبب عدم وجود جهة داعمة ،المدرسة تقوم بدور المنسّق بين الباصات واألهالي .وأضاف المدير :نعاني من عدم تو ّفر الكتب المدرسيّة ح ّتى هذه اللحظة ،وما ت ّم توفيره منذ أيّام قليلة فهو للصفوف من األوّ ل وح ّتى الرابع فقط ،ولم تصل لنا ،وقيل لنا إنّ الوزارة ال تملك المال الكافي لتأمين الكتب وعلى المدرسة أن تقوم بذلك من حسابها الخاصّ ،والسؤال الذي يطرح نفسه ،كيف ستت ّم كتابة أسئلة االمتحان التي ستشمل ك ّل المنهاج؟ وقد مضى ثالثة أشهر على افتتاح المدارس ولم تصل الكتب ليد تالميذنا والحجّ ة التي ُتطرح ،أ ّنه كان هنالك كتب في مستودع «أورفا»! ولكن لم يكن لنا علم بذلك ،وهنالك ر ّد من وزارة التربية في الحكومة المؤ ّقتة على سؤالنا ،بأ ّنه كان عليكم تدارك األمر بطرقكم الخاصّة! أمّا كيف؟ فقد ُترك هذا السؤال مفتوحا ً على إمكانيّاتنا المتواضعة، بل الفقيرة ،أمّا بخصوص مبنى المدرسة ،فقد كان مهترئا ً مهجوراً ،فقمنا بترميمه على نفقتنا الخاصّة وندفع 1500ل .ت أجرة شهريّة لصاحب المبنى. مدرسة «دوست» «كاميران عزيز خلف» من قامشلو ،لديه طفالن في مدرسة «دوست» في الصفّ الثالث والخامس تح ّدث عن المدرسة قائالً :ال نعاني من أيّة مشاكل، فالباصات متو ّفرة ذهابا ً وإيابا ً وعلى نفقة المدرسة والكتب أيضا ً متو ّفرة وال يوجد نقص ،وأحيانا ً يق ّدمون للتالميذ ألعاب أطفال وألبسة وقرطاسيّة، وأشكر جهود كادر المدرسة من المدير وح ّتى
المستخدم ،وألجل معرفة الوضع عن كثب توجّ هنا لمدرسة «دوست» فأفادنا مديرها األستاذ «فوّ از الراوي» بما يلي: ت ّم افتتاح مدرسة «دوست» بداية العام ،2014 وتض ّم التالميذ من الصفّ األوّ ل وح ّتى الصفّ التاسع ،كادرنا التدريسيّ يتألّف من 17أستاذاً، أمّا التالميذ فعدد المسجّ لين ،426بينما المداومون منهم فعددهم ،345بسبب عدم تو ّفر المكان وضيقه وبالنسبة للمواصالت قمنا كمدرسة بتأمين س ّتة
باصات لجلب وأخذ التالميذ بحيث ال يتحمّل أولياء األمور شيئا ً من أجرة الباصات .وش ّدد المدير أنّ : ما نعانيه هو عدم تأمين الكتب من قبل وزارة التربية في الحكومة السوريّة المؤ ّقتة ،والكتب التي قمنا بتأمينها كانت عن طريق العالقات الخاصّة، والزالت شعبة كاملة بدون كتب ولم نستطع تأمينها وهي شعبة للصفّ األوّ ل ،وأطالب وزارة التربية بتعديل المنهاج المدرسيّ بسبب صعوبته والظروف التي مرّ بها شعبنا في سنين الثورة وما تبعه من انقطاع التالميذ عن مدارسهم ،وأن تضع في حسبانها وضع المدرّ سين وأن تحسب الم ّدة التي يخدمونها هنا كم ّدة خدمة لهم مستقبالً. أين وزارة التربية؟ يتساءل األهالي النازحون :ال��وزارة التي ال تستطيع تأمين كتب للتالميذ الالجئين وهو أبسط شيء يمكن أن تق ّدمه ،فما عساها أن تق ّدم؟
احملامي علي كولو
أي مستقبل ينتظرهم؟ أطفال سوريةّ ..
بعيداً عمّا يخلّفه الصراع المسلّح في سورية من قتل وتدمير وأف���راد معاقين ،يبقى هنالك خراب ودمار ينعكس على المستوى النفسيّ للكبار والصغار ،إن كان ذلك يخصّ مناطق النزاع التي يوجد فيها األفراد أو مخيّمات اللجوء. والتبول الط ّيارة ّ لك ّل وضع إفرازاته النفسيّة التي تواكبه وتتجلّى بأشكال مختلفة ،ففي المناطق التي يُسمع فيها صوت القذائف والقصف بكا ّفة أن��واع األسلحة ويُشاهد فيها الخراب والدمار من قبل من يعيشون هناك ،يترك ذلك أثراً نفس ّيا ً سيّئا ً من االضطرابات النفسيّة يتجلّى بعضها بحاالت من االكتئاب التي تظهر على اليافعين وبعض األطفال ،وعلى ذلك الصغير الذي ال يعرف الخوف بعد ،ولكن قرأه في عيون من هم حوله ،إن كان من جرّ اء سماع صوت طائرة أو قذيفة .وهذا أ ّدى إلى ظهور جيل كامل في سورية من األطفال والمراهقين الذين يعانون ّ تتمثل في الخوف من االضطرابات النفسيّة التي المستمرّ ،حيث تح ّدثنا «أ ّم محمّد» (نازحة من معرّ ة النعمان) عن طفلها محمّد ذو الـ 12عاماً، الذي بدأ يخاف من البقاء لوحده ،تقول :بعد أن قصفت الطائرة بيتنا واختطف الموت أخته «مها» من أحضاني وهو يعاني من الهلع والخوف وال ينام إلاّ بعد عذاب طويل وك ّل ليلة يرى كوابيسا ً ويبدأ بالصراخ «الطيّارة ..الطيّارة قصفت ... قوموا خلّونا نهرب بسرعة» وبعدها يستيقظ ويبدأ بالبكاء وهذه الحالة تتكرّ ر ك ّل ليلة ،أمّا في النهار فيكون محمّد انفعال ّيا ً وأصبح يميل للعنف خاصّة أثناء اللعب مع رفاقه فهو يصرخ كثيراً ،وجميع أفعاله عدوانيّة وكثيراً ما يستخدم الضرب تجاه رفاقه الصغار ،ويحاول الحصول على ما يريده ولو بالعنف ،هذا عن الطفل محمّد. وتعتبر هذه المشاكل ردود فعل لتتطوّ ر لدى البعض على شكل التبوّ ل الليليّ في الفراش، وهذا ما حدث مع الطفل خالد من أهالي سراقب. خالد يبلغ من العمر 5أعوام ،تقول أ ّم خالد :في البداية كان يخاف أثناء سماعه تبادل إطالق النار، ولكن بعد أن تتو ّقف االشتباكات كان يعود لحالته الطبيعيّة ،أمّا بعد أن بدأ النظام باستخدام القذائف
أصبح خوفه يزداد وبات يخاف من ك ّل األصوات الغريبة ،وتطوّ رت حالته هذه في األيّام األخيرة عندما سقط برميل بالقرب من منزلنا ،حيث بدأ بالتبوّ ل أثناء النوم ،وازداد ارتباطه وتعلّقه بنا وخصوصا ً في الليل ،فالعتم يساهم بشكل كبير في تجلّي هذا الخوف ويبلغ لدرجة ال يكاد يفارقني ويبقى ملتصقا ً بي ماسكا ً بكلتا يديه بثيابي .هذا الوضع انعكس بشكل غير مباشر وزاد التوتر لديّ ولدى والده وسيطر جوّ من التو ّتر على البيت بشكل كامل.
شمس سوداء يقول طبيب األطفال «هيثم» المشرف على معالجة خالد :إنّ الحرب لها تأثيرات على نموّ الطفل تتجلّى بإصابته بالتوحّ د واإلعاقات الذهنيّة وسلس البول وقد يُصاب البعض بالصرع ويعانون من الكوابيس ويزداد ارتباطهم بوالديهم ويخافون من االنفصال عنهم ،كما تظهر لديهم صعوبة في التركيز والتعلّم وقد يقوم بعضهم بعزل أنفسهم عن اآلخرين. المعلّمة «سماح» إحدى المعلّمات في مدرسة الحيّ الشماليّ بسراقب تح ّدثنا عن تالميذها في
الصفّ الرابع وعن أه ّم المشاكل النفسيّة التي يعانون منها ،تقول سماح :يعاني معظم تالميذ الصفّ من مشاكل نفسيّة تظهر في صعوبة الفهم والتركيز، هناك عدد ال بأس به من التالميذ أميل إلى العنف وقد تظهر عندهم أفعال عدوانيّة اتجاه البعض من رفاقهم وباتت معظم ألعابهم تد ّل على العنف حيث ينقسمون إلى فريقين فريق ّ يمثل الجيش الحرّ وآخر ّ يمثل النظام ويبدؤون بالتمثيل وكأ ّنهم في معركة، أغان بعيدة وح ّتى األغاني التي يغ ّنيها التالميذ هي ٍ ك ّل البعد عن الطفولة. مدرّ س ما ّدة الرسم «ف��ادي» يقول :إنّ معظم الرسومات التي يرسمها التالميذ هي رسومات ي��ص��وّ رون فيها الواقع ال��ذي يرونه ك��أن يرسم أحدهم البارودة أو أن يرسم طائرة ترمي البراميل أو منزالً مدمّراً ،فمنذ يومين رسمت الطفلة راما (تلميذة في الصفّ الثاني) شمسا ً سوداء اللون، وكذلك الطفل عمران فقد رسم ثيابا ً متناثرة بدون أن يكون لها مكان تر ّتب فيه ،وهناك تجلّيات أخرى كثيرة ومتع ّددة تظهر في رسومات التالميذ وتعكس حالتهم النفسيّة وانفعاالتهم التي يعانون منها. ولدى مقابلتنا للمرشدة النفسيّة «لمياء» في المدرسة ح ّدثتنا عن وضع التالميذ قائلة :هناك ح��االت من الهلع وال��خ��وف الشديد عند معظم التالميذ ونحن في المدرسة نواجه حاالت صعبة للغاية «كالخوف وأكل األصابع واالكتئاب والعزلة واالنطواء» إضافة إلى اضطرابات انفعاليّة حا ّدة، ونحن بحاجة إلى أخصائيّين نفسيّين ُكثر لمساعدتنا. ّ خزان للمستقبل هذا بعض من فيض ،فاآلثار السلبيّة للمشاهد والصوّ ر التي ّ خزنها األطفال في ذاكرتهم عن مشاهد الموت والدمار والخراب التي عايشوها ال تنتهي بنهاية مرحلة الطفولة ،بل تش ّكل منظاراً يرى الطفل العالم من خالله. وهنا ،نتوجّ ه إلى من يهمّه األمر بأ ّنه حان الوقت ألن ي ّ ُدق ناقوس الخطر والتنبيه من كارثة إنسانيّة ّ بحق األطفال السوريّين وبما يشترك فيها الجميع سيعانون في المستقبل من مشاكل وانفعاالت نفسيّة قد تودي بهم إلى التهلكة.
فلك اخلالد www.allsyrians.org
تحقيقات
العدد 25
/18شباط 2015/
مخّيم الرحمن ،ال أفق للنجاة
ضاقت سبل العيش وضاق األفق لالجئ السوريّ ، فقد هرب من الحرب المشتعلة في بلده ليدخل في حرب جديدة تفرض نفسها عليه ،حربا ً تدعى معركة الحياة في دول اللجوء ،التي ربّما فتحت باب اللجوء إليها ،إلاّ أ ّنها طوّ قته بالعديد من القيود التي تنال من إنسانيّتهم ،كما في مخيّم الزعتريّ في األردنّ الشقيق ،أو تسنّ القوانين األقرب إلى التعجيزيّة بما يخصّ تجديد اإلقامة لالجئ السوريّ ،وقوانين تح ّد من دخوله إلى أراضيها كما في لبنان. النزوح الثاني فإن هرب السوريّون من الموت يالحقهم بشكل آخ��ر ،من قلّة وسائل العيش وانعدام العمل في ظروف تفرض المضيّ نحو الهالك وليس الحياة، حيث ال أمل لهم في وقف الحرب ،فأخذ الناس يف ّكرون بكيفيّة االستمرار في العيش والحفاظ على ما تب ّقى من أفراد عائالتهم. فهنا ي ُّذلّ ،وهناك يموت ،وبين هنا وهناك ال حياة آمنة وال طريق للمضيّ في بلد ليست بلده ،لكن أين المفرّ من هول ما يحدث له في ك ّل مكان يلتمس به طوقا ً للنجاة. يتح ّدث «أبو النور» الذي يعيش مع أسرته في مخيّم الرحمن في منطقة الروضة في محافظة البقاع في لبنان ،عن سوء المعيشة واألوضاع في المخيّم الذي يبلغ عدد العائالت السوريّة فيه 25 عائلة تقريباً ،نحو 140شخصا ً ّ متوزعين على خيم ،في ك ّل خيمة 6أشخاص على األقلّ ،يدفعون ما يقارب 50000ل.ل لصاحب األرض و50000
ل.ل للكهرباء ،فتكون العائلة السوريّة الواحدة تدفع 100000ل.ل ك ّل شهر فقط كهرباء وإيجار أرض. ومفوضيّة األمم لالجئين عوضا ً عن أن تساعد، تقوم بفصل بعض العائالت السوريّة الالجئة من قوائمها بدون أيّ سبب واضح بالفصل ،و ُتختصر المعونة كذلك دون سبب أيضاً ،مع العلم أنّ ك ّل الجئ سوريّ كان يحصل على معونة من مفوضيّة األمم الم ّتحدة ،مبلغ يق ّدر بـ 30دوالراً ك ّل شهر، ومنذ شهرين أصبح المبلغ 13دوالراً للشخص الواحد. وح ّتى قسائم المازوت لم ُتصرف لعائالت بال معيل أو عائلة مؤلّفة من رجل وامرأة مس ّنين بالعمر ال حول لهم وال قدرة على العمل ،يواجهان برد الشتاء وعواصفه اللئيمة ،مع العلم أ ّنهم يحاولون تربية وإعالة أحفادهم البالغين من العمر 9–6 سنوات ألبّ معتقل في سورية. لقد أتى «أبو النور» مع عائلته إلى لبنان منذ 6أشهر من «دروشة» الموجودة في ريف دمشق التي دمّرتها الحرب كل ّيا ً كما معظم أهل مخيّم الرحمن ،فأهل «دروش��ة» هم باألصل نازحون داخل األراضي السوريّة من الجوالن المحت ّل أو من القنيطرة إلى «دروشة» واآلن إلى لبنان ،يقول أبو النور هذا النزوح الثاني لنا. البشري غير صالحة لالستخدام ّ لقد هربوا من الموت ليقابلوا الموت بطرق أخرى ،فخيامهم هي عبارة عن ع ّدة أعمدة خشبيّة من دون أيّ غطاء يحميها من عواصف الشتاء
األسنان والدوالر
أو حرّ الصيف ،واألرض ال فرش بها فقط تراب وبالشتاء تتحوّ ل أرض الخيمة إلى مستنقع من الطين يصعب النوم فوقها أو حتى المشيّ عليها. ال ماء نظيفة يستحمّون به أو يشربون منه، فلك ّل 8خيام ّ خزان واحد ،منذ قدومهم وهم يطلبون من المعنيّين تمديد أنابيب صرف صحّ يّة ولم يت ّم تلبية طلبهم فما كان منهم إلاّ أن حفروا جورة فنيّة لك ّل خيمة وبذلك اختلطت المياه الجوفيّة التي يستخدمونها للغسيل بمياه الصرف وأ ّدى ذلك إلى العديد من األمراض الجلديّة ومنها الجرب. يخبرنا «أبو النور» أنّ لجنة ط ّبيّة قد جاءت لمخيّم الرحمن وأخذت عيّنة من المياه الجوفيّة التي يستخدمونها للغسيل وكانت النتيجة أ ّنها غير صالحة لالستخدام البشريّ . حقوق اإلنسان! ّ تحاول بعض المنظمات االجتماعيّة الخاصّة مساعدة المخيّمات بما تيسّر من دعم ،لكنّ صوتا ً واح��داً ال يكفي ،فالعائالت بحاجة لرعاية ط ّبيّة واجتماعيّة نفسيّة ،ودعم ما ّديّ أكبر لتلبية حاجاتهم ضمن حدود العيش اإلنسانيّ ،من مأوى وملبس ومأكل ....إلخ ،باإلضافة إلى أنّ هذا العمل يجب أن تقوم به دول كبرى ،أساسها حقوق اإلنسان ومساعدة المنكوبين من جرّ اء الحروب ،ال أن يضيّقوا عليهم الخناق ويتركوهم في مهبّ الفقر واأللم والموت كما تفعل مفوضيّة األمم الم ّتحدة لالجئين.
يارا جرعتلي
المعيشي في تركّيا الواقع ّ
يعتقد القاطن في سورية عندما ينوي الخروج من بالده إلى تركيّا ،بأ ّنه سيخرج إلى ج ّنة األرض، وس ُتفتح أمامه أبواب العمل والرزق ،كما يعتقد أ ّنه سيتلذذ بجميع ّ ّ ملذات الحياة. إضافة إلى اعتقاداته السابقة ،سيعتقد أيضا ً أ ّنه بمجرّ د وصوله إلى األراضي التركيّة ،سيجد الشعب التركيّ بانتظاره ،مهلّالً بمجيئه ،ومرحّ با ً به ،ومساعداً له. لكن عندما يصل إلى أحد المعابر ويتجاوزها باتجاه األراضي التركيّة، تبدأ الصدمة ،ويكتشف أنّ أغلب الكالم الذي قيل له ،ومعظم الرسومات التي رسمها بمخيّلته ،ال تتع ّدى مجرّ د كذبة عاشها قبل وصوله لتركيّا. أوّ ل مشكلة تواجه السوريّ في تركيّا هي مشكلة السكن ،فعندما يبدأ الشخص بالبحث عن منزل يقطنه هو وعائلته أو أصدقائه ،يُصدم بالغالء الفاحش ،ففي مدينة «غازي عينتاب» مثالً ،إن أراد السكن في منطقة عاديّة ،ليست بالراقية ،وفي ذات ّ الوقت ليست بالشعبيّة ،فسوف يتفاجأ بأنه مضطرّ لدفع ما ال يق ّل عن $700أميركيّ ،حيث بات السمسار السوريّ والتركيّ على ح ّد سواء ،يطلب تأمينا ً للمنزل يساوي مبلغ اآلجار ،ويزيد على ذلك ما يسمّى «كومسيون» أيضا ً بنفس المقدار ،فالش ّقة المؤلّفة من غرفة واحدة فقط ،سيجد الشخص نفسه مضطرّ اً لدفع $250آجار تلك الغرفة ،إضافة إلى
newspaper@allsyrians.org
$500كتأمين وكومسيون للمنزل ،مع التأكيد على ّ الشقق يرفضون بعد انتهاء العقد أنّ أغلب مدراء إعادة كامل مبلغ التأمين لحجج متع ّددة ،كأجور تنظيف المنزل ،وغسل السجّ اد ...إلخ. �ق األنفس يجد ذل��ك الشخص منزالً وبعد ش� ّ صغيراً ال ي ّتسع إلاّ لشخصين ،يقطنه ويقول في نفسه «ال مشكلة في السكن ،غداً سأحصل على
عمل جيّد ،وأغيّر هذا المنزل المقيت» ،ويبدأ هذا الشابّ رحلة البحث عن العمل ،فأوّ الً يصرّ على العمل ضمن اختصاصه ،ليفقد األمل تدريج ّياً ،ويبدأ البحث عن أيّ عمل يس ّد به رمقه ،ليجد أخيراً، وليس غالباً ،عمالً في معمل حرفيّ ،يعمل فيه لم ّدة ال تق ّل عن عشر ساعات في اليوم ،وبأجر زهيد ال يتع ّدى العشرة دوالرات بشكل يوميّ ،طبعا ً دون
7
أيّ عطلة أسبوعيّة ،أو قد تكون العطلة على حسابه الشخصيّ ،وفي حال أراد ذلك الشابّ أخذ إجازة على نفقته الخاصّة ،فيجب عليه أن يف ّكر مل ّياً ،ألنّ احتمال عدم عودته لعمله ذاته يتع ّدى الـ.%60 نبقى في العمل ،المشكلة هنا ليست فقط مشكلة طول عدد ساعات الدوام واألجر الزهيد ،بل تتع ّدى ذلك الستغالل العامل من قبل ربّ العمل ،وهنا يجب أن أنوّ ه إلى أنّ أغلب أرباب العمل السوريّين هم من يقومون باستغالل العامل السوريّ ،فكثير ما يُجبر العامل على العمل لساعات إضافيّة دون أيّ أجر إضافيّ ،مُه ّدداً بالطرد الفوري ،في حال لم يقبل العمل اإلضافيّ بشكل مجانيّ . في حال قرّ ر ذلك الشابّ المسكين العمل في ّ منظمات سورية معارضة ،فهو مضطرّ في أغلب ّ المنظمات لتأمين «واسطة» ،ليشغل أيّ عمل مكتبيّ ح ّتى ولو كان هذا العمل بعيداً عن مجال اختصاصه ،وكأبرز مثال العمل ضمن الحكومة المؤ ّقتة ،حيث يكون الشابّ متمرّ س في العمل المعلن عنه في الحكومة ،كما يحمل شهادات جامعيّة، وشهادات خبرة ،وعندما يذهب لطلب التوظيف يفاجأ بالرفض ،لسبب بسيط وهو أنّ شخصا ً آخر يملك «واسطة» ،وقس على هذا المثال العمل في ّ المنظمات السوريّة المعارضة ،إلاّ من رحم أغلب ربي. ننتقل إل���ى ال��وض��ع المعيشيّ في ّ كالرز والبرغل تركيّا ،فالموا ّد األساسيّة والخضروات ليست بالرخيصة في حال مقارنتها باألجور التي يتقاضاه السوريّ ، زد على ذل��ك فواتير الكهرباء والماء واألنترنت ،وأضف إلى ذلك لو أراد أيّ شخص الذهاب إلى أيّ مقهى مع أصدقائه للترويح عن نفسه قليالً فيتوجّ ب عليه أن يف ّكر مل ّيا ً قبل اإلقدام على تلك الخطوة. المواصالت أيضا ً تش ّكل عائقا ً أساس ّياً، ففي مدينة اسطنبول مثالً قد يضطرّ الشخص لدفع خمسة دوالرات يوم ّيا ً في حال كان عمله في وسط المدينة ،وسكنه على أطرافها. ويجدر التنويه أخيراً ،إلى موضوع العنصريّة تجاه السوريّين ،فهي غير متف ّ شية إلى اآلن في تركيّا ،وجميع األحداث التي جرت يمكن أن تص ّنف فرديّة ،أو مرحليّة ال أكثر.
حممّد احلاج
يقولون «وجع الفلس وال وجع الضرس» ،مقولة لم تقال من الفراغ ،يكمن فيها الكثير من الحقيقة ،حيث أنّ الذهاب لزيارة طبيب األسنان تلتزم العديد من الحسابات أكثر من سواه من األطبّاء ،سواء أكانت حسابات ماليّة أو حسابات نفسيّة ،فتقريبا ً أغلب الناس يخشون الذهاب لطبيب األسنان بسبب إبرة البنج واألجهزة التي يستعملها ،فعمل ّيا ً أغلب مرضى عيادات أطبّاء األسنان يكونون من ضمن الحاالت اإلسعافيّة ،أولئك الذين لم يعد بإمكانهم النوم في الليل بسبب ألم أسنانهم ،والحسابات الماليّة تكمن في الفاتورة المرتفعة لك ّل معالجة بالمقارنة مع بقيّة األطبّاء. لقد اختلف الوضع الطبيّ اليوم تماماً ،فبشكل عا ّم تمّت االستعاضة عن األطبّاء باالكتفاء بسؤال الصيدالنيّ ،وذلك نتيجة زيادة كشفيّة األطبّاء مع زيادة األسعار وتكلفة المعيشة في ك ّل شيء ،لكن من المحال أن يح ّل أحد مح ّل طبيب األسنان ،فهو الوحيد القادر على إزالة األلم ،بشكل عا ّم يميل معظم الناس لالعتقاد بأنّ طبيب األسنان «يقصّ ذهباً» نتيجة المبلغ الذي يأخذه من ك ّل معالجة .لكن ،يجب عرض حقيقة الوضع بالنسبة للطبيب ،الذي ارتفعت أسعار موا ّده لألضعاف مع ك ّل ارتفاع للدوالر ورقصه للسامبا ،فبات من الال ممكن أن تخرج من عيادة طبيب األسنان دون أن يكلّفك تصليح السنّ الواحد حوالي الـ 3000ليرة سوريّة ،أي ما يعادل سعر جرّ ة غاز في السوق السوداء ،فنعود لمقولتنا «وجع الفلس وال وجع الضرس»! وعند سؤالنا لعدد من أطبّاء األسنان في حلب ،أجابوا بأ ّنهم وبعد خصم أسعار الموا ّد ومصاريف العيادة اإلضافيّة التي لم تكن موجودة قبل األزمة في سورية من المازوت (الذي يت ّم شراؤه من السوق السوداء) لتشغيل المولّدة حين تغطية الفترة الصباحيّة وأجور األمبير لتغطية الفترة المسائيّة ،فتش ّكل نسبة الربح الصافي نسبة التتجاوز ال %10ويعلّق أحد األطباء على األمر ساخراً« :دخلي الشهريّ يعادل مر ّتب مساعدتي التي ال تحمل شهادة تاسع» ،فبلغت تأثيرات األزمة على أطبّاء األسنان كذلك ،فلم يعد العمل مربحاً ،أصبح تقريبا ً مجرّ د استمرار بالممارسة.
تداعيات األزمة في سورية وفي حلب ،وإطالة عمرها، طالت الجميع ،سواء أكان من حملة الشهادات أو طالب جامعيّ أو عامل أو ح ّتى سائق ،واإلرتفاع المستمرّ للدوالر وعجز ّ التدخل أكثر لمنع الليرة السوريّة من المصرف المركزيّ عن اإلنهيار ،وعجز الدولة عن تحسين الوضع المعيشيّ سواء من ناحية تأمين الخدمات األساسيّة من المازوت والبنزين ّ للموظفين على وح ّتى الكهرباء ،أو من ناحية زيادة الرواتب األقل لتتناسب مع الوضع المعيشيّ ،األمر الذي يزيد الوضع سوءاً يوما ً بعد يوم على ك ّل من بقي في الداخل السوريّ وال يملك سبيالً للخروج .فيكون للعجز والقهر الكلمة األخيرة في ك ّل بيت سوريّ ،وفي قلب ك ّل مواطن سوريّ ،بغضّ النظر عن موقفه مؤيّداً أو معارضا ً أو ح ّتى حياد ّياً.
لينا احلكيم www.allsyrians.org
8
العدد 25
اقتصاد و قانون
/18شباط 2015/
تعويم الليرة السورّية وخطرها على السورّيين
في البداية ال ب ّد من شرح معنى كلمة تعويم ،وهي تعني ترك سعر صرف العملة يتح ّدد وفقا ً لقوى العرض والطلب في السوق النقديّة ،وتختلف سياسات الحكومات حيال تعويم عمالتها تبعا ً لمستوى تحرّ ر اقتصادها وكفاية أدائه ،ومن أكثر العوامل التي ّ تؤثر على تعويم العملة عدم االستقرار السياسيّ ّ ، تتأثر قيمة العملة باالستقرار السياسيّ من خالل المخاطر المصاحبة لالستثمار بهذه العملة ،فإذا ارتفعت درجة ع��دم االستقرار السياسيّ في ال��دول��ة ،مثل شيوع اإلضرابات أو نشوب الحروب ..إلخ ،ترتفع مخاطر االستثمار في هذه الدولة ،وإذا لم يصاحب ذلك ارتفاع في عالوة المخاطرة في مع ّدل العائد على االستثمار، فإنّ اإلقبال على االستثمار في أصول هذه الدولة يق ّل (انخفاض عرض العملة األجنبيّة) ،بينما يزيد الطلب
على االستثمار في األصول األجنبيّة (زيادة الطلب على العملة األجنبيّة) ومن ث ّم ترفع مع ّدالت صرف العملة األجنبيّة والعكس ،وهذا هو حال العملة السوريّة التي بدأت بالتدهور منذ بداية الثورة على يد النظام ح ّتى أصبح تعويم الليرة خطراً على المواطنين السوريّين الذين باتوا عندما يهاجرون إلى بالد اللجوء ،يقومون بتبديل أموالهم إلى الدوالر ،األمر الذي جعل الليرة السوريّة تنخفض قيمتها ،ومن ث ّم قام النظام األسديّ بطبع نوع جديد من الليرة السوريّة وسحب رصيدها من الذهب في مركز البنك الدوليّ ،ممّا جعلها ال قيمة لها في دول المهجر ،ومن ث ّم بدأت عمليّة خنق المواطن ّ الموظف حوالي 400دوالر السوريّ ،حيث كان راتب قبل الثورة ،أمّا اآلن فال يتجاوز 100دوالر ،مع العلم أنّ الموا ّد االستهالكيّة تضاعفت أسعارها مرّ ات ع ّدة،
وريث ّ الظل
الف ّنان زكي كورديللو الوريث الشرعيّ لمسرح خيال الظ ّل في سوريّة وهو من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحيّة عام ،1984بعد التخرّ ج عمل في المسرح القوميّ لم ّدة أربع سنوات شارك فيها بـ 20عمالً ث ّم انتقل إلى مهنة اإلخراج في المسرح، وارتبط ارتباطا ً وثيقا ً بمسرح خيال الظ ّل واعتبر نفسه الوريث الشرعيّ له ،فأخذ على عاتقه الحفاظ على مسرح «خيال الظلّ» ّ الرزاق الذهبيّ وأصبح في سوريّة بعد وفاة آخر «المخايلة» عبد الوريث الحقيقيّ لمسرح خيال الظ ّل منذ 1993 اعتقل الف ّنان «كورديللو» في العاصمة دمشق 2012/8/11 برفقة ابنه مهيار وصديق الف ّنان وقريبه «عادل برازي» وشابّ من مدينة السلميّة «إسماعيل جمودة» حيث تمّت مداهمة بيت الف ّنان زكي في منطقة «دمّر» خلف معمل اإلسمنت واقتياده إلى جهة مجهولة هو و َمن معه في البيت ،كما تمّت مصادرة حواسيبهم الشخصيّة ،لم يتر ّدد «كورديللو» في التصريح بمواقفه المناهضة للعنف والقتل التي يمارسها جميع أطراف النزاع الدائر على األرض ،في مجمل التعليقات التي كان يكتبها على صفحته يدين بها القتل والدمويّة ،وقبل اعتقاله كتب «سؤال أرجو اإلجابة :إلى أين سيلجأ ك ّل المهجّ رين في مدن وقرى سوريّة؟»، ْ وعلت الدعوات المطالبة بإطالق سراح «عرّ اب مسرح الظ ّل السوريّ » بعدما أُلحق بقافلة طويلة من المعتقلين ،واستنكر عدد من الف ّنانين اعتقال «كورديللو» على سبيل المثال فقد علّق النجم «نضال سيجري» عبر صفحته الشخصيّة على الحادثة بالقول: «لماذا زكي كورديللو؟ أعرف زكي منذ سنوات طويلة ج ّداً، زكي لم يكن يوما ً سياس ّياً ،ولم يكن يوما ً خائنا ً لبالده ،زكي هو مواطن سوريّ وإنسان محبّ وطيّب ج ّداً ولطيف وف ّنان مسرحيّ ، لو تعرفون زكي فهو من القالئل الذين يعرفون كيف يحكون النكتة ،ومن القالئل الذين يعرفون كيف ُتحكى الحكايات يجب أن يكون زكي بين أهله وأصدقائه وعلى خشبة المسرح ،يليق بزكي الحياة والعدالة والنور ،نريد زكي ونجله الشابّ الصغير بيننا، بانتظارك زكي وسنصرخ لتعود إلينا يا أخي السوريّ »
newspaper@allsyrians.org
وهنا تق ّدم النظام لبيع سنداته إلى روسيا والصين لدفع ّ الموظفين وش��راء األسلحة الف ّتاكة لضرب روات��ب ّ المعارضة السلميّة قبل المسلحة ،وليقنع الشعب أنّ النظام متماسك اقتصاد ّياً ،فضالً عن أخذه المساعدات العسكريّة والماليّة والبشريّة من إي��ران والعراق وحزب هللا اللبنانيّ ،مقابل عدم اعترافه بالمعارضة والح ّل السياسيّ حسب مؤتمر «جنيف ،»1أمّا الفاجعة الكبرى فتتجلّى بتق ّدم النظام السوريّ إلى طلب قرض من البنك الدوليّ لمشاريعه الوحشيّة لهدم البنية التحتيّة، فكان شرط البنك الدوليّ رفع الدعم عن الموا ّد التموينيّة والنفطيّة ،ممّا يؤ ّدي إلى رفع سعر المازوت والبنزين وكا ّفة الموا ّد االستهالكيّة أضعاف سعرها ليصبح ّ الموظف ال يتجاوز 50دوالراً ،وهذا يؤ ّدي إلى راتب زيادة في انحراف الشعب السوريّ للسرقات والتشبيح والتطرّ ف الدينيّ لدعم ال��ق��وى ال��م��ت��ط��رّ ف��ة من «داع����ش» وأخ��وات��ه��ا، واأله��� ّم م��ن ذل��ك غرق سورية بالديون والدمار، م � ّم��ا يجعلها بهشاشة ستقودها إل��ى الفناء ال محال.
المتطرّ فة أيضا ً التي بدأت بالعودة إلى اعتماد الليرة التركيّة أو الدوالر للتداول بين المواطنين في المناطق المحرّ رة ،عوضا ً عن الليرة السوريّة ،األمر الذي سيسهم في تعزيز االنقسام وبيع الوطن للدول اإلقليميّة على حساب المصالح الطائفيّة ،متناسين بذلك أنّ الحرّ يّة ّ تتجزأ وال تتجلّى بالتقسيم ،فالدولة ببنيتها التحتيّة ال ومؤسّساتها هي ملك الشعب ،ال ملك النظام ،ومن أراد إسقاط النظام عليه أن يدرك هذا التميّز بين النظام والدولة ،ومن يحيا تحت حكم النظام ليس بالضرورة أن يكون مواليا ً لهذا الحكم ،لذا علينا إنقاذ الشعب عبر البحث عن سُبل تنجّ يه من التدهور االقتصاديّ الذي يقوده إليه النظام ،المستفيد األوّ ل واألخير من تعويم ّ خطة التقسيم المطروحة تحت طاولة العملة ومن المفاوضات الدوليّة.
بما أ ّننا «كلّنا سوريّون» يجب على القوى الوطنيّة والثوريّة داخ��ل الوطن وخارجه التوحّ د والنضال لدعم الشعب السوريّ من مخاطر تالشي هويّة بالده االقتصاديّة عبر تدهور حياته المعيشيّة ،وحمايته من تجّ ار الحروب والفاسدين من النظام والمعارضة
أمري جنم الدين
سيف الجنائّية الدولّية
في 2015/1/8أصبحت فلسطين رسم ّيا ً عضواً في المحكمة الجنائيّة الدوليّة؛ ت���راف���ق ذل����ك ب��ت��ن��دي��دات إسرائيليّة اعتبرت الخطوة تسيء الى العمليّة السلميّة وجمّدت تحويل مائة وس ّتة ماليين ي���ورو م��ن أم��وال الضرائب المحصّلة لصالح السلطة ،مع تهديدات أمريكيّة بإيقاف المساعدات السنويّة التي تق ّدم للسلطة الفلسطينيّة والتي تق ّدر بحوالي 400 مليون دوالر أمريكيّ سنو ّياً. في المقابل ش ّنت السلطة الفلسطينيّة زوبعة إعالميّة لتصوير انضمامها للمحكمة الجنائيّة الدوليّة وكأ ّنه انتصار سيؤ ّدي إلى وضع ك ّل قيادات اإلجرام اإلسرائيليّة في قفص االتهام وأنّ حبال المشانق تنتظر الجنراالت اإلسرائيليّين وأنّ القدس صارت قاب قوسين أو أدنى من الحرّ يّة. ك ّل هذا الضجيج والتصريحات حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائيّة الدوليّة؛ فماهي صالحيّات هذه المحكمة؟ وما الذي يمكن أن تق ّدمه للقضيّة الفلسطينية؟ وهل ستح ّقق مالم تح ّققه البندقيّة؟ أم أنّ السحر سينقلب على الساحر وسيحاكم أبطال المقاومة الفلسطينيّة فقط دون مجرمي إسرائيل؟ المحكمة الجنائ ّية الدول ّية
ش ّكلت فكرة العدالة الجنائيّة الدوليّة هاجسا ً للمجتمع الدوليّ منذ عام ُ .1945 ش ّكلت العديد من المحاكم المؤ ّقتة لمحاكمة المجرمين ومنها محكمتا نورمبرغ وطوكيو بعد الحرب العالمية الثانيّة ،والتي ش ّكلت من قبل الحلفاء لمحاكمة الدول المهزومة .من أه ّم سلبيّاتها تغاضيها عن ك ّل جرائم المنتصرين التي فاقت ك ّل التصوّ رات الوحشيّة في هيروشيما وناغازاكيُ . ش ّكلت بعدها محكمة لمعاقبة مرتكبي جرائم اإلبادة الجماعيّة في رواندا ويوغسالفيا .ت ّم تشكيل محكمة خاصّة في قضية اغتيال الرئيس اللبنانيّ رفيق الحريريّ في عام .2007وبعد ك ّل هذه التجارب ،وإثر نقاش طويل استمرّ أكثر من ثالث سنوات تبلورت فكرة إنشاء محكمة جنائيّة لها صفة االستمراريّة، ّ منظمات غير حكوميّة والعديد من وبمشاركة الوكاالت المختصّة ووفود من معظم دول العالم.
صعوبات أمام العدالة ص���ع���وب���ت���ان ت���واج���ه الفلسطينيّين لوضع المجرمين في قفص اال ّتهام وهما:
وت� ّم التصويت على النظام األساسيّ للمحكمة الجنائيّة الدوليّة وبدأت المحكمة أعمالها منذ عام 2002كهيئة قضائيّة دوليّة دائمة ،تحظى بوالية عالميّة لمحاكمة مقترفي الجرائم الخطيرة مركزها في الهاي -هولندا ومستقلّة عن األمم الم ّتحدة. هل تشمل عدالة احملكمة ضحايا فلسطني؟ ّ يحق للمحكمة التص ّدي للجرائم إلاّ وفق ال أصول مح ّددة ،وفي المسألة الفلسطينيّة يمكن أن تستفيد من المحكمة في ثالث حاالت: -1أن يقوم مجلس األمن وتحت الفصل السابع من ميثاق األمم الم ّتحدة بإحالة جريمة وقعت ّ بحق الفلسطينيّين إلى الم ّدعي العا ّم في المحكمة ليح ّقق فيها ويعاقب المجرمين .إلاّ أنّ تجربة الشعب الفلسطينيّ مع مجلس األمن واستخدام أمريكا للفيتو لصالح إسرائيل أكثر من مرّ ة يجعلنا نستنتج باستحالة تطبيق هذه الحالة. -2أن يباشر الم ّدعي العا ّم من تلقاء نفسه التحقيق في الجريمة ،إلاّ أنّ ذلك مستبعد ،وأكبر ّ بحق دليل على ذلك أنّ الجرائم التي ارتكبت الشعب الفلسطينيّ في نهاية 2008لم تحرّ ك ضمير الم ّدعي العا ّم ليبادر لفتح تحقيق إلحقاق الحقوق ومعاقبة المجرمين ،وهذه الحالة تضع العدل تحت رحمة مزاجيّة وأهواء الم ّدعي العام للمحكمة. -3انضمام فلسطين ‘ل��ى ميثاق المحكمة الجنائيّة الدوليّة ،وأصبح هذا الخيار متاحا ً فقط بعد اعتراف األمم الم ّتحدة بفلسطين كدولة غير عضو بعد 2012وهو ما تعوّ ل عليه الماكينة القانونيّة للشعب الفلسطينيّ لمحاكمة مجرمي الكيان الصهيونيّ .
الميثاقيّة الطبيعةللمحكمة الجنائيّة الدوليّة، ويعني ذلك أنّ الدول المو ّقعة على ميثاق المحكمة هي التي تلتزم فقط بتنفيذ قرارتها وبما أنّ إسرائيل لم تو ّقع على ميثاق المحكمة فهي غير ملزمة بتسليم المجرمين ،كما أ ّنها و ّقعت ا ّتفاقيات ثنائيّة مع العديد من الدول تنصّ على امتناع تلك الدول عن تسليم المجرمين الصهاينة للمحكمة ،ممّا يجعل أحكام المحكمة في حال صدورها مجرّ دة من القوّ ة التنفيذيّة عمل ّياً. الطبيعة التكميليّة للمحكمة :أي أنّ االختصاص األساسيّ يكون للقضاء الوطنيّ وال تمارس المحكمة صالحيّاتها إلاّ في حالة تقصير القضاء الوطنيّ عن مهامّه في محاكمة المجرمين، ولذلك فإنّ إسرائيل قامت بحركة وقائيّة بإجراء محاكمات شكليّة لضبّاطها وقياداتها الذين يُتو ّقع أن توجّ ه إليهم ا ّتهامات من قبل المحكمة الجنائيّة الدوليّة بارتكاب جرائم ض ّد الفلسطينيّين ليضيع ّ حق الشعب الفلسطينيّ في دهاليز المحكمة. محاكمة المقاومين الفلسطين ّيين انضمام فلسطين إلى المحكمة يفتح المجال أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة أن تطلب من السلطة الفلسطينيّة تسليمها أيّ مقاوم للتحقيق معه ،ممّا يعرض المقاومة لإلصابة بالشلل خوفا ً من األحكام التي قد تصدر عن المحكمة ،وهذا ما جعل حزب هللا يدفع لبنان إلى رفض االنضمام إلى المحكمة كيال تتحوّ ل المحكمة إلى سيف مسلّط على رقاب المقاومين. المحكمة الجنائيّة الدوليّة بسلبيّاتها وإيجابيّاتها جبهة جديدة أمام القانونيّين الفلسطينيّين ال تق ّل أه ّميّة عن الجبهات األخرى ،ولكن لن تكون بديالً عن المقاومة الحقيقيّة على األرض التي لها القرار ّ الحق. الفيصل في إحقاق
احملامي حممّد محو www.allsyrians.org
مجتمع
العدد 25
9
/18شباط 2015/
الخرافة والتخريف الخرافة في المعجم :كالم وهميّ غير منطقيّ ينكره العقل .أمّا لغة :فقد زعم العرب أنّ رجالً من بني عذره يسمّى خرافة غاب عن أهله زمناً، ولمّا رجع أخبرهم أ ّنه عاش مع الجنّ ولك ّنهم ّ كذبوه وصاروا يقولون لك ّل حديث ال يمكن تصديقه خرافة. ال يكاد أيّ ت��راث شعبيّ في العالم يخلو من الخرافة ،إن كانت من جنس النثر أو الشعر أو الحكاية أو األقصوصة أو أيّ شكل أدبيّ آخر ،وقد يكون أبطالها حيوانات أو طيور تتكلّم وتعبّر عن همومها ومشاعرها لتصل بقارئها إلى هدف أو عظة ما ،واألعمال األدبيّة التي تعتمد على التخيّل والرمز ال يأخذ عليها أ ّنها خرافة فذلك من طبيعة األدب وتبقى خرافة م��س��ت��م��ل��ح��ة،
ول���ل���خ���راف���ة أنواع عديدة متغلغلة ومترسّخة في ك ّل المناحي الثقافيّة لدى الشعوب فقد تكون اقتصاديّة “من يح ّكه كفّ يده سيقبض نقوداً” وأحيانا ً تكون بشكل معتقدات خاطئة كقولهم “إنّ طائر البوم يد ّل على الخراب ،أو تعليق خرزة زرقاء يحمي من العين” وأحيانا ً يركن إليها كدواء ،ففي معظم األرياف السوريّة يت ّم صهر معدن الرصاص ث ّم يُلقى في الماء ،فأيّ شكل ينتج عنه يت ّم نسبه إلى شخص ما ويكون هو من سبّب المرض للمعت ّل والذي من المفترض أن يتماثل بعدها للشفاء، وقد تأخذ الخرافة بعداً الهوت ّيا ً وهذا األخطر كظهور األعور الدجّ ال أو أيّ رمز دينيّ متو ّفى منذ مئات السنين ،أو أن يقسم أحد رجال الدين أ ّنه رأى ابن أحد الرؤساء في الج ّنة ،وقد تأخذ شكل سياس ّيا ً “أنّ هللا بارك نجاح الدكتاتور في االنتخابات المزيّفة بأنْ َمنّ على عباده وأنزل المطر” ويمكن للشخص أن يصنع خرافة بنفسه كأن يترسّخ لديه قناعة أنّ أحد أيّام األسبوع أو أحد األلوان هو شؤم عليه دائماً. والخرافة تختلف عن األسطورة ،فاألولى غالبا ً ال يكون ألحداثها أيّ جذر في الواقع ،بينما يكون ألح��داث األس��ط��ورة ج��ذر واق��ع��يّ ،ويتناسب جوّ
الخرافة في ثقافات الشعوب ك ّما ً ونوعا ً طرداً مع بدائيّة وتخلّف هذه الشعوب ،وعليه يكون التفكير الخرافيّ هو السائد في ثقافة هذه الشعوب ،وهكذا يت ّم اختالق أحداث ووقائع وبطولة ليس لها أيّ رصيد واقعيّ ،فالتفكير الخرافيّ ال يعتمد أيّ منهج في تفسيره ل��ل��ظ��واه��ر ف��ق��د يضع األسباب مسبقا ً ليصل إلى النتائج المرجوّ ة، وغالبا ً م��ا تكون هذه األسباب ال تؤ ّدي إلى تلك النتائج ،ويحدث أن يقفز إلى النتائج مباشرة دونما
أس��ب��اب، لذلك هو يحتاج دائ��م �ا ً إل��ى االستعانة بقوى غيبيّة وخفيّة تمتلك ق���درات خ��ارق��ة تسيّر األح���داث وفق مشيئته ،ويعتمد التفكير الخرافيّ على االستسهال والسطحيّة ويتب ّنى لغة العواطف والمشاعر ،وبالنتيجة هو تفكير حسيّ يتفارق ويتناقض مع التفكير العلميّ الذي يعمد إلى دراسة األسباب والقوانين التي تؤ ّدي لنشوء الظواهر وحركة األشياء وحتميّة ترابط األسباب مع النتائج والعوامل المسبّبة وال يتب ّنى أو يركن لتفسير أيّ حركة أو ظاهرة إلاّ بعد المالحظة والتجربة العلميّة وفق أدواته المعرفيّة الخاصّة به ،وقد يحدث أن يت ّم معاينة نفس الظاهرة بعينها من قبل التفكير الخرافيّ والعلميّ ،ولكن غالبا ً ما تكون النتائج مختلفة
نظراً الختالف أسلوب الدراسة ومنهج التفكير الم ّتبع ،وأكثر األزمنة المواتية الستدعاء الخرافة هي األزمات والحروب بحيث يعمد ك ّل طرف إلى مخزونه التراثيّ ينهل منه الخرافات ليرهب بها الطرف اآلخر ويستنهض همّة وعزيمة مؤيّديه ،فهذا الذي شاهد رجالً ضخم القامة يرتدي لباسا ً أبيض وبشرته بيضاء وعندما سأله عن سرّ كون يده اليمنى سوداء أجابه :بأ ّنه ير ّد الصواريخ بها عنهم! وذاك الذي ُي��ق��س��م ألت��ب��اع��ه أ ّن��ه��م يخوضون حربا ً مق ّدسة وأنّ اإلم��ام المتخ ّفي منذ مئات السنين سوف يكون عونا ً لهم على أعدائهم وأنّ هذه الحرب قد تنبَّأ بها اإلمام الفالنيّ منذ مئات السنين وح ّدد سير أحداثها ،وأنّ ال��ن��ص��ر سيكون حليفهم وقد تتغيّر أح��وال الكون بعد هذا االنتصار!
وأخ��ي��راً وليس آخ�����راً ،ال��خ��رف م����رض يصيب ال����ب����ع����ض ف��ي س���نّ الشيخوخة وأعراضه ضعف ب��ع��ض الملكات العقليّة وأهمّها الذاكرة ،فال يستطيع المصاب بهذا المرض أن يتعرّ ف على َمن حوله ،وقد يصيب الخرف أمّة ما أو جماعة فتنسلخ عن حاضرها وما حولها محاولة استحضار الماضي بحيثيّاته أو العودة إليه ،وال أعرف إن كان خرافات أم تخريف ما تتب ّناه الجماعات اإلرهابيّة المتطرّ فة ،وهو الرجوع بالزمن إلى الوراء ،وهذا ما يخالف ك ّل قوانين العقل.
مسري العل ّي
سبل المساندة ،السيكودراما من ُ
ترتدي مسألة الدعم النفسيّ لألطفال ،الذين تعرّ ضوا ألزم��ات كبرى أو ك��وارث كالحروب، أهمّية قصوى لدى السوريّين ،ال ّتساع مأساتهم زمان ّيا ً ومكان ّياً ،واستمرارها ح ّتى اللحظة. وباعتبار المسرح فعالً اجتماع ّيا ً ونشاطا ً مدن ّيا ً بامتياز ،والحتوائه على مجموعة من الفنون ،يمكن استخدامه كأداة للتشخيص وللعالج في آن ،وبطريقة تسمح بإجراء الدعم النفسيّ لألطفال خاصّة عبر فنونه ،متفرّ قة ث ّم مجمّعة ،ومن جهة المشتغلين في إنتاج العمل ومتل ّقيه من الجهة األخرى أيضاً. الفنّ واألدب
تلك البدايات تؤ ّدي إلى ما يسمّى باالنفراغ النفسيّ تمثيل ّياً ،وينتج عنه نوع من (السيكودراما) الدراما النفسيّة. أكثر من دور
يمكن أن تبدأ الورشات بالرسم والتلوين ،فاألطفال عموما ً يحبّون هذا الفنّ ويمكنهم ممارسته بسهولة نسبيّة في حالة األزمة ،في جلسات المساندة والدعم. باإلضافة إلى نشاطات أخرى وهوايات وألعاب بدنيّة ،والقيام بحفالت تن ّكريّة أو رحالت ترفيهيّة - إنْ أمكن – أو أيّ عمل تطوّ عيّ جماعيّ .
يمكن بداية أن نسلك طريق التفريغ بواسطة فنون مساهمة في العرض المسرحيّ ،مثل الرسم أو التلوين ،وكذلك النحت وغيرها من الفنون التشكيليّة والتطبيقيّة ،وح ّتى تصميم العرائس والمالبس، وذل��ك بإقامة ورش��ات لتلك الفنون. من الناحية األدبيّة ،تغدو كتابة القصص والحكايات ث ّم كتابة المسرحيّة ،والـتأليف عموماً ،سبيالً إبداع ّيا ً ها ّما ً في التفريغ كتشخيص وعالج للحاالت النفسيّة التي تعرّ ض لها الطفل وهو يقوم بسردها. ويتضمّن ذلك كتابة األناشيد ،واالستماع إلى الموسيقى ،وح ّتى المشاركة في إخ��راج المشاهد ّ يعزز ع��ودة المفاهيم والعالقات المسرحيّة ،ما االجتماعيّة الصحّ يّة إل��ى عالم الطفل المصاب نفس ّياً ،وكذلك عالقة المجموعة ببعضها ،وعالقتها بالمجتمع مُختصراً كجمهور مسرحيّ ،الذي يجب أن يكون موسّعا ً شامالً ،لينال حصّته من الفائدة ،بما أنّ أثر كارثة كالحرب ال ب ّد وأن يصيب الجميع.
newspaper@allsyrians.org
كما أنّ جلسات البوح واإلرشاد ،يمكن أن تكوّ ن بذرة للفعل المسرحيّ أو حكاية ينبني عليها العرض بالكامل ،وقد لوحظ أنّ هكذا عروض يمكن أن تؤ ّدي الدور الماتع ،والمطلوب من أيّ مسرح. أمّا انتقاء نصّ درام��يّ ذو هدف أعلى نفسيّ ، فيجب أن يت ّم عن طريق متخصصّ في هذا النوع، بما يناسب طبيعة وعدد األطفال والمشاركين في الدراما ،ث ّم يُعرض النصّ على المجموعة ،بأن يقرأ أو ُتسرد حكايته عليهم ،ويمكن أن تترك بعض المهام
اإلخراجيّة لألطفال ،كأن يجري توزيع األدوار من قبل األطفال أنفسهم ،ويقوم بعضهم باقتراح أجزاء من السينوغرافيا ،أو من الموسيقى ،هذا كلّه سيساهم في عمليّات االنفراغ ،وسيفيد ليس األطفال المستهدفين بل مجموع العاملين بمن فيهم أهالي األطفال بشكل رئيسيّ . مالحظات لإلشراف:
ّ التدخل غير وارد بشكل مباشر من نافل القول ،إنّ في مجريات النشاط ،وح ّتى بشكل غير مباشر ،إ ّنما يمكن المشاركة التشجيعيّة ،كأن نمسك ببعض أدوات الرسم والتلوين ،ونبتدئ عمل الورشة ،أو نبدي اهتمامنا بما يقال وننصت ونحكي أو نسأل وندوّ ن ،بل ونلعب باذلين طاقة بدنيّة مح ِّفزة. أمّ��ا فيما ي ّتصل بجلسات البوح ،فيلزم أن يعطى الطفل المناخ المناسب من اإلنصات، لنقطف ثمار ما يمتاز به هذا النشاط من فعاليّات عالجيّة نفسيّة كالتخفيف من ضغوط القلق ،وليتم ّكن المشرف النفسيّ الدراميّ من استخالص البنيةالدراميّة ،من صراع وتلوّ ن أو رصف الحكايات كفسيفساء، وف��ي الحالتين ت��ت� ّم مساندة األطفال في إيجاد األسلوب اإليجابيّ لتقديم المسألة، وهذا تماما ً يعني :انفراغ الشحنة السلبيّة النفسيّة الناتجة عن القلق المرتبط بمجموعة المخاوف. وأخيراً ،نذ ّكر بأ ّنه من األه ّميّة بمكان االستفادة من الخبرات السابقة للمجموعات العاملة في نفس المجال ،بااللتقاء معهم لرفع مستوى المهارة لدى المشرفين ،وزي��ادة مقدار األنشطة الجماعيّة قدر المستطاع.
ّ بشار فستق
الخوف من جديد ربّما من الصعب أن نعطي تعريفا ً دقيقا ً للخوف ،بالرّ غم من أ ّنه يبدو مفهوما ً شائعا ً ومألوفا ً لدى الجميع ،ولكن، على مرّ التاريخ البشريّ جميع الظواهر التي ت َّم تعريفها ت ّم تحديدها بأسباب معيّنة وبنتائج واضحة بنسبة ما ،ولكنّ الخوف؛ هو ذلك المحيط القادر على استيعاب وابتالع الكثير من األسباب والدواعي وعلى ما يتر ّتب عليها من تبعات ،فبعضنا يخاف الظالم وبعضنا يخاف األماكن الضيّقة والمغلقة أو االرتفاعات الشاهقة ،هذه جميعها حاالت شائعة وطبيعيّة ،وممكن أن تش ّكل لدى العديد من الناس حالة مرضيّة ،ولكن يمكن التغلّب عليها باالبتعاد عنها وتالفيها ،فال ّ تؤثر على مجريات الحياة اليوميّة ،ولكن ّ يتمخض بنا ،ويسكننا هنالك نوع آخر للخوف ،ذلك الذي ويتغلغل في أعماقنا وشرايننا ،فيتلبّسنا ويصبح جزءاً من حياتنا ،وبالتالي يجعلنا مسيّرين لكثير من تبعاته ،وأغلب حاالت هذا الخوف تكون ناتجة عن مرور اإلنسان بحالة ما ،أو تعرّ ضه لتهديد يش ّكل هاالت من الخوف الدائم والمستمرّ ،تمنع الشخص المه ّدد غالبا ً من الخروج منها، فما الذي أبقى على األنظمة التي تحكمنا طيلة هذه العقود إلاّ إمبراطوريّات الخوف التي شيّدوها وعملوا على تدعيمها يوما ً بعد يوم ،ففي العشر سنين األولى قد حاول الشعب التمرّ د على حكم األسد ،ولكنّ ما القاه حينها من ويالت من التعذيب والقهر عملت على إدخال الشعب بمجمله في ّ المتمثل بجدرانه ،الذي خندق مظلم ،ظالمه هو الخوف ّ وتخطي هذا الخوف، منع أيّة محاولة الجتياز هذه الجدران فإمبراطوريّة الخوف التي قد ت ّم تشيدها كانت أكثر متانة من أيّ دافع آخر للحرّ يّة أو الكرامة أو العيش الحسن طوال عقود طويلة ،فكيف ال يخاف اإلنسان وهو مه ّدد داخل منزله وفي فراشه ،في سعيه اليوميّ بعمله ،في أفكاره ّ بأدق تفاصيل حياته وتطلّعاته ،فعندما يشعر بأ ّنه مراقب وأنَّ العقاب سيكون أش ّد ممّا يستطيع أن يتحمّل ،سيخاف أن يفكر وأن يمضي في تنفيذ فكرة ،سيخاف أن يشعر ح ّتى! كم من أناس قد استيقظوا من حلم ،وهم مذعورون ويستعيذون باهلل! هذا الخوف الذي يكبّل اإلنسان ويمنعه من أيّ شيء، سيكون له تأثير آخر ،فلن يقتصر تأثيره على الشخص في أن يصمت وألاّ يتكلّم بحقيقة ما يجول بفكره وما يعتمل بخاطره ،بل سيتع ّدى التأثير هذه المرحلة إلى مرحلة الفعل والفكر المضا ّد ،فيصبح اإلنسان يحييّ قاتله ويمجّ ده ويدعو له بدوام الصحّ ة ،فأيّ شيء يدفعه للقيام بهذا؟ إلاّ الخوف وما له من سياط أليمة ،الخوف من االعتقال والتغييب في المعتقالت تحت األرض لسنين وسنين ،الخوف في إيذاء من أحبّ ،الخوف في أن يُسلب اإلنسان ما تب ّقى له من رمق ،ولهذا قد رأينا عدداً من العوائل التي ا ّتخذت موقفا ً مغايراً على ما كانت عليه في السابق ،فالفعل المضا ّد للخوف قد ّ تمثل بهم ،ومع بداية الثورة التي كان أساسها الحقيقيّ هو الجيل الذي لم يعرف الخوف كجيل آبائه ،ولم يعش ويالت التنكيل الحقيقيّة التي ُتري الشخص الشمس مظلمة ،الثورة كسرت حاجز الخوف ،وإن كانت بنسب متفاوتة ،فأن تخرج مظاهرات في وسط هكذا إمبراطوريّة للخوف تدعو إلسقاطها وللتحرّ ر من قيود عبوديّتها هي أكثر أشكال كسر هذا الحاجز وضوحاً ،فكانت كالحلم أو األسطورة بالنسبة لجيل الخوف ،ولكن مع مرور األيّام بمناح ش ّتى وا ّتخاذها مسارات متع ّددة وتطوّ ر األحداث ٍ نرى أنَّ الخوف قد عاد ليسكن القلوب ،بالتأكيد هناك حالة ما قد ت ّم تجاوزها ،فاليوم أصبح من الطبيعيّ ج ّداً أن تسمع انتقادات وآراء معارضة في أيّ مجلس أو مكان ،ولكن لم تعد الحناجر لتصدح أمام البندقيّة ،ربّما ا ّتخذت الثورة شكالً آخر بال شكّ ،ولكنّ اللوحة التي ّ تمثل كسر الخوف الحقيقيّ لم تعد موجودة كما كانت عليه في بداية الثورة ،فالثائر أو المعارض الذي بقي لليوم تحت أسوار النظام لم يعد قادراً أن يحيّي الحرّ يّة كما فعل منذ عامين ،ولم يعد قادراً على رؤية الساحات بساحات الحرّ يّة بل أصبح يراها ساحات اعتقال ،هذا ما يفعله الخوف ،ربّما هو على ّ حق ،فال يريد أحد م ّنا أن يقاسي عذاب ومآسي االعتقال وفقدان ما تب ّقى بداخلنا من أحساس ووجود إنسانيّ ،وهذه الحالة تش ّكل لديهم إحساسا ً كالموت بعد الحياة ،فالخوف يفقدنا وجودنا. وأخيراً ،علينا أن نعي أ ّنه ما دام هنالك خوف في مكان ما ،فهنالك حتما ً ستغيب الحرّ يّة وسيح ّل الظلم والقهر والفساد شيئا ً فشيئاً ،لذلك على أق ّل تقدير ،علينا مجابهة من يصنع الخوف بالمناطق التي ننتمي إليها كي ال تصبح ثان يرمي بظالله لتحجب ع ّنا إمبراطوريّات جديدة لخوف ٍ ضوء الشمس من جديد.
سارة ع ّز www.allsyrians.org
10
العدد 25
/18شباط 2015/
التطرّف والتطرّف المضا ّد
تعالت في األم��س أص��وات العرب المن ّددين بالجريمة النكراء التي قام بها أمريكيّ متطرّ ف م��ع��ا ٍد ل�لإس�لام حيث أزه��ق ب��دم ب��ارد أرواح ثالثة طلاّ ب تجمعهم صفة «المسلم» في والية كارولينا الشماليّة ،فكان من الطبيعيّ التعبير عن الغضب اإلنسانيّ ألنّ قيمة الدم المدنيّ ليست مجّ انيّة وال يجب الصمت عن ح ّقه بالحياة ،غير أنّ المؤلم باألمر أنّ هذا الغضب الذي عبّر عنه العرب والسوريّون خاصّة في وسائل التواصل االجتماعيّ ،جاء بصيغة ن ّديّة تواجه ك ّل من تعاطف مع الجريمة التي حدثت في باريس قبل شهر من اآلن ،ولم يكن في ذلك االحتجاج المفعم بالغضب أيّة قيمة إنسانيّة للدم المدنيّ الذي يحمل ذنب االنتماء إلى اإلسالم بقدر ما كان تنديدهم ر ّداً انفعال ّيا ً يحمل طابع المظلوميّة الدينيّة ،وكأ ّننا ك ّنا ننتظر متطرّ فا ً مضا ّداً لنقول لهم« :انظروا لستم أفضل م ّنا لديكم من التطرّ ف المشابه لتطرّ فنا»، وبذلك ال ننفي التطرّ ف عن الدين اإلسالميّ بقدر ما نحوّ له إلى أيقونة متطرّ فة تنتظر أن يضاهيها دين آخر بالتطرّ ف ،وبمعنى آخر إنّ ما نفعله اليوم بطابعه العا ّم في محاولة تبرئة الدين اإلسالميّ يندرج تحت خانة نفي النفي ،غير أنّ نفي النفي هو تأكيد ،متناسين بذلك أنّ المعتقد الدينيّ كقيمة مجرّ دة يختزل من المفاهيم األخالقيّة واالجتماعيّة واإلن��س��ان� ّي��ة م��ا يجعله أكبر م��ن الممارسات
المتطرّ فة ،بل ال يمكن أن تح ّدد تلك الممارسات أطره أو ح ّتى ترسم منهجيّته الكليّة ،فال يمكن وسم الدين اليهوديّ أو الدين المسيحيّ بالتطرّ ف على الرغم من أنّ التاريخ حافل بممارسات متطرّ فة لبعض من يتبعهما ،فلماذا نحاول توكيد التطرّ ف في صلب الدين اإلسالميّ عبر نفي النفي؟
قد يتساءل القارئ ،نحن الذين نحمل الهويّة اإلسالميّة المشرقيّة سواء أك ّنا علمانيّين أو مسلمين معتدلين ،تلك الهويّة التي ال يرى الغرب فيها سوى التطرّ ف ،والتي ال يمكننا التملّص منها ،فهي وعينا وتراثنا ،فكيف لنا أن نقنع العالم بأنّ قيمة هويّتنا اإلنسانيّة تلك أعلى من الممارسات المتطرّ فة وال تستحق أن تقابلها عنصريّتهم المتطرّ فة المضا ّدة؟ سأقول لك ،قبل ع ّدة أيّام انتشر (فيديو) عن شابّ مسلم في أوربّا يقف في الشارع وقد أغمض عينيه بقطعة قماش فاتحا ً يديه وبقربه وضع الفتتين ُكتب عليهما «أنا مسلم يصفونني باإلرهابيّ ..أنا أثق بك ،هل تثق بي؟ عانقني» فكانت ر ّدة فعل المارّ ة الغربيّين مبهرة بعفويّتها التي ت ّم تحفيزها من خالل عبارة صادقة حافلة باإلنسانيّة وضعتها يدان مشرّ عتان للعناق اإلنسانيّ الذي سيكون صوت العقل حين ُتعمي العنصريّة البصيرة. غير أ ّنه من الواجب أن ننوّ ه أيضا ً بأ ّنه ال ب ّد من االقتناع بأنّ البحث عن سُبل الدفاع عن ّ حق حامل
الهويّة اإلسالميّة المشرقيّة بالحياة واالحترام في ك ّل أرجاء العالم كي ال يعامل بعنصريّة متطرّ فة، هو أمر ال يخصّ المسلم الذي يتبع تعاليم دينه وحسب ،وال يقتصر عليه ،بل هو واجب أيضا ً على الذي يعتنق فكراً مدن ّيا ً أو علمان ّياً ،غير أ ّنه يحمل تلك الهويّة اإلسالميّة التي تختزل تراث انتمائه، هي هويّة يحملها أفراد عائلته وأبناء وطنه ،ودمهم ليس أرخص من دمه ،وحين يعبّر عن تعاطفه مع الجرائم التي ترتكب باسم الدين بشكل يتجلّى بالتنصّل من الهويّة اإلسالميّة والتبرّ ؤ منها بدالً من إيجاد الطرائق التي تميّز بين الدين كقيمة مجرّ دة وبين الممارسات المتطرّ فة ،فيكتفي بإزالة العار االنتمائيّ عنه متناسيا ً ما كان ير ّدده حول «الدين هلل والوطن للجميع» ،بل هو قد يتجاهل بذلك أنّ ج ّده أو أحد أفراد عائلته ربّما كان شيخا ً حافظا ً للقرآن ولم يكن إرهاب ّياً ،وأ ّنه حين يطلق حكم قيمة ال يقبل الجدال بوصف المعتقد الدينيّ كك ّل بالتطرّ ف ،فهو بذلك يظلم المقرّ بين منه قبل أن يظلم اآلخرين ،بل هو يحكم عليهم أيضا ً بصفة اإلرهاب ،ولن يكون حينها أق ّل عنصريّة من ذاك الغربيّ الذي قتل باسم التطرّ ف المضا ّد ،والسبب في ذلك هو أ ّنه يحكم على أهله ،أمّا ذاك اإلرهابيّ فيحكم على خصومه وش ّتان.
م ّي الفارس
إنّهم يدفعوننا للجنون والتطرّف (التعامل مع الكساسبة مثاالً!)
مع أنّ الجريمة متطابقة ،وال تحتاج لكثير من العناء لتد ّل على أنّ هناك إسفافاً ،نفاقا ً وازدواجيّة، بالتعامل مع مستج ّدات ،ونتائج إبقاء استمرار نظام عصابة األسد في السلطة ،نستمع مرغمين ،ورغم ك ّل الجراح ،وك ّل القراح ،وك ّل التهجير ،وك ّل التنفير ،لنتواجه مع التهافت الفظيع ،والمقرف، لجريمة حرق الطيّار األردنيّ الكساسبة ،في اإلعالم الدوليّ ،ولنجد أنّ معظم دول الجوار ،والمجتمع العربيّ واإلسالميّ والدوليّ ،قد تناسوا متعمّدين، مقدار األنفس البشريّة التي أحرقها التحالف الدوليّ الذي كان الطيّار جزءاً منه -الذي طال ح ّتى ت ّمتشكيله ،وليت ّم توجيهه نحو ترك النظام المجرم، ليجعل من اللعبة بأرواح المستضعفين من المدنيّين تصبح أكثر دمويّة وقذارة ،ومن ث ّم لتصل لظى الحمم الدوليّة ،لألبرياء بدل أن يت ّم توجيه ولو جزء ّ المتمثل بعصابة األسد ،وبعدها يسير منها ،للمسبّب لتوحّ د الجهود ض ّد النتيجة «داعش» ،وقد فعل هذا منفرداً «الجيش الحرّ » الذي يبدو من حيث المسمّى أ ّنه جيش تقليديّ وهو ليس كذلك ،في عديد من المناطق السوريّة ،ولك ّنه ُترك منفرداً يعاني من أعتى عصابتين ،األسد و «داعش» معاً ،ومع ذلك ّ حقق هذا التجمّع الثائر كثيراً من االنتصارات ّ بحق الطرفين ،ممّا يعطيه األحقيّة بالدعم ويوجّ ه الشكوك ناحية ما يرصد إليه من أموال ومن نفقات بالحرب ض ّد «داعش» التكفيريّة. ّ ليحقق التحالف الدوليّ ،الذي طال انتظاره، شيئا ً من موازنة الرعب في إيقاف إرهاب العصابة ّ المنظمة ال��ذي يقوده نظام األس��د في سورية، يأخذ طريقا ً فرعيّة ،ويجعل من حالة الضبابيّة لدى الشعوب التي خرج منها التحالف ،تظنّ أنّ المشكلة األساس ،كانت مع تنظيمات ّ حذرت منها عصابة األسد ،وليس مع كيفيّة صناعة اإلرهاب في المجتمعات ،وعن كيفيّة تصديره لباقي أنحاء العباد والبالد فيظ ّل المجتمع بهاجس التخلّص من وباء التكفير والرجعيّة الفكريّة وينسى واقعه األليم على كا ّفة األصعدة في ظ ّل أنظمة ال تق ّل ترهيبا ً ّ منظما ً عن «داعش». ال يمكن للمتابع في شرائط األخبار المتتابعة والدمويّة ،ألاّ أن يصاب بمسّ من الجنون ،سيّما وإنْ كان الضحايا ،من ناحية القيمة البشريّة واإلنسانيّة ،غير متطابقة ،وال تحمل ح ّتى ذات االهتمام ،على المستوى الدوليّ ،أو ح ّتى المستوى اإلقليميّ والمحلّيّ ،ال يمكن لسويّ عقل ،أن يوازن بين عذابات وآالم ك ّل المهجّ رين ،والذين ماتوا تحت ش ّدة أحوال الطقس الجنونيّة بالبرد وفي العراء، من أطفال وشيوخ ومرضى وضعفاء ،وحيدين سوى من بعض دريهمات تنفق لتسكين الضمير هنا وهناك ،وبين حالة واحدة ،يصبّ عليها ك ّل ّ السذج ،جام غضبهم ،ويتناسون واجباتهم في حمل راية اإلنسانيّة والتنديد ،على األقلّ ،بحالة الهمجيّة والبربريّة التي ترتكبها عصابة قوّ ات األسد أو القوّ ات الدوليّة ّ بحق المدنيّين ،الذي يصيبهم الوبال األكبر من العذاب والتنكيل والقتل والتجهيل والتهجير.
newspaper@allsyrians.org
قال أشتون كارتر ،مر ّ شح أوباما ،لمنصب وزير الدفاع ،في جلسة استجواب ،لتنصيبه وزير الدفاع :إنّ مواجهة «داعش» ستكون أولويّة وليس هزيمة األسد .يبدي مثل هذا التصريح ،أولويّات معكوسة ،في الح ّد األدنى ،من وصف مثل هذا ّ المهذبة ،التي تصلح للنشر في القرار ،باللغة األدبيّات الصحفيّة. إنّ الهولوكوست العربيّ ،ال��ذي يت ّم على ّ والمتأخر من مرأى من جميع العالم (المتحضّر) العرب والمسلمين ،أخصّ القادة منهم والسياسيّين والمسؤولين عن دائرة صناعة القرار ،سيدفعون ثمنه غاليا ً ج ّداً ،وسيكون انقالبه عليهم ثقيل الوطأة وهو ثمن دفعه الشعب السوريّ ،الذي سكت طويالً ّ بحق شعوب ودول الجوار ،عبر على نظام أجرم سياسة قذرة كرّ سها لتبادل مصالح الدول ،في لبنان والعراق ،ليكون له حصّة في نظام دوليّ إجراميّ ، يؤمن بأنّ الحصص ّ توزع حسب األدوار القذرة التي توكل للقيام بالنيابة عنه ،في حكم أو استثارة حالة عدم االستقرار ،في أيّ منطقة للنزاعات، فلطالما كانت الساحة اللبنانيّة ولوقت طويل ،مكانا ً مارس فيه النظام السوريّ ،ش ّتى أنواع اإلرهاب ّ بحق اللبنانيّين والفلسطينيّين، الدمويّ والعسكريّ ، على ح ّد سواء ،وعلى مرأى من العالم أجمع ،بل وبمباركة منه أيضاً ،وكان الثمن رخيصاً ،هو القبول بأحالف عسكريّة ض ّد دولة جارة وشقيقة هي العراق ،ال يعني مثل هذا الكالم أ ّنني أساند طاغية مثل طاغية العراق ،بل هو مجرّ د تحليل لألحداث. وال يُعرف المقدار الذي لعبته عصابة األسد، في وصول العراق لمستنقع التطرّ ف ،عبر فتح الحدود للمتطرّ فين ،ومعتدلين وجدوا الك ّفة في الحرب غير م ّتسقة ،فت ّم دفعهم دفعا ً للتطرّ ف فيما بعد ،عندما وجدوا أنفسهم ضمن لعبة قذرة وكبيرة ،من إيران ومن المخابرات األمريكيّة، لمنع النظر باتجاه دوّ ام��ة الال استقرار والعنف وارتفاع موجة الطائفيّة والكراهيّة في البالد بين المواطنين بعضهم بعضا ً التي يستفيد منها الذين يؤمنون بعراق متناثر وضعيف منهك القوى ومقسّم األقاليم ،حسب األهواء الطائفيّة أو العرقيّة. يبدو الطيّار األردن��يّ المحروق ،بابتسامته الوادعة ،أشبه بعنصر مخابرات سوريّ ،ت ّم أدلجة عقله ،بطريقة العصابات التكفيريّة ذاتها ،فهو مقتنع أنّ ما قام به ،يعود بالنفع على نظامه الحاكم، وليس على المجتمع الذي ينتمي إليه ،وقد دفع الثمن غالياً ،بموتة شنيعة ال يرضى بها أحد ،رغم أ ّنه أذاق المدنيّين األبرياء شيئا ً من فيح الجحيم. ولتستمرّ المسرحيّة الهزليّة أعلن الملك األردنيّ ،سليل األسرة الهاشميّة( ،بجاللة قدره) ك أ ّن��ه يريد بنفسه أن يقوم بقيادة طائرته ،ليد ّ حصون اإلرهاب «الداعشيّ » ،وت ّم التراجع عن ذلك ألسباب غير معروفة ،ونسي (جاللته) أ ّنه لم يقم ولو بإدانة لفظيّة واضحة ومباشرة لعصابة األسد ،التي كانت سنده األساس في المرجعيّات
المخابراتيّة ،في المنطقة خصوصاً ،وفي الشرق األوسط عموماً. وح ّتى يكمل المشهد الدراميّ االنتقاميّ القبليّ ، أعلن النظام األردن��يّ ،أ ّنه سيقوم بعمليّة إعدام، ّ بحق إرهابيّة مدانة ومعتقلة منذ تسع سنوات، كان سيبادلها بالطيّار المجرم ،في حركة طفوليّة جاهليّة ،ال تق ّل شبها ً عن انتقام عافه التاريخ منذ زمن طويل ،يذكر الباحثون أنّ األنظمة العربيّة أنظمة انفعاليّة ودمويّة وانتقائيّة في ر ّدات أفعالها، وال تتصرّ ف بمنطق الدولة ،التي تعزل نفسها عن الوقوع بموجة ر ّدات الفعل ،بل تراجع تماما ً فعالها ،وتعيد تصنيف أخطائها ،بل وتعترف بها ح ّتى ال يكررها من سيخلفها ،لما في ذلك من أثر رجعيّ على المجتمعات ،في الوقوع في دائرة توارث األخطاء التراكميّة. الحظنا أيضاً ،في عتبة التحالف الدوليّ ،أنّ أبناء ملوك المنطقة يدخلون الحرب ض ّد «داعش» في أسراب الطائرات بل ويتراجعون عنها بعد مقتل الكساسبة حرقاً ،دفاعا ً عن مكتسبات وسياسات بقائهم في السلطة ،بعد أن ذهب تفكيرهم أنّ التفكير المتطرّ ف سيصل إليهم وسينازعهم على يع أولئك أنّ الوصول للتطرّ ف كان نتاج الملك ولم ِ سياساتهم وهو أمر طارئ يزول بزوال المسبّبات والمبرّ رات ألنّ أساس بقاء الدول هو العدل وتبادل السلطة. لن استصرخ لدماء الضحايا السوريّين ،ولن أتباكى على أجساد األطفال والشيوخ والنساء، التي تذيبني خجالً من هللا ،إ ّنني واقف ال أملك سوى القلم للدفاع عنهم ،ولك ّنني واثق ثقة تامّة ،أنّ المنطقة بأسرها ستتذوّ ق ذات الوبال ،ما دام حالها ّ يتمطى كحال عبّاس الذي ترك المتراس وذهب باق ح ّتى أمد قليل. وراء عرض يسير من استقرار ٍ وال ب ّد لي من االعتراف أ ّنني أصاب بلوثة من الجنون ،حين أسمع عويل الطائفيّين ،في إيران ولبنان ،من قادة المليشيات ،ين ّددون بفعل «داعش» ،وهم من ذوي السجلاّ ت المفتوحة ،في الذبح والقتل والحرق والتهجير والتنفير. عموما ً وكختام ،تشير ك ّل المؤ ّ شرات على أنّ إحراق الكساسبة أعاد األمل بالقبول بعصابة األسد بالمجتمع الدوليّ ،وص��رّ ح بذلك معاون وزي��ر الخارجيّة المصريّ السابق ،وتناسى أولئك المرحّ بون ،أ ّنه لو ت ّم (االنتقام) ألطفال درعا وشهدائها ،ولو كان صاحب القرار ي ّتصف بالحكمة والعقل والـ (اعتدال) كما بات البعض يعطيه هذا الوصف المقيت ،لما وصلت األمور لما وصلت إليه من ضحايا ودمار وفرقة وكراهيّة في المنطقة بأسرها ،ولك ّنهم بإعطائه هذه الفرصة، عليهم أن يتذ ّكروا أنّ دفع الفاتورة سيكون مرّ اً وعلقماً ،وستثبت لهم األيّام أيّة كارثة هم بصدد الدخول فيها وما سيتولّد عنها من جنون وتطرّ ف في المستقبل.
ثقافة
في اإلعادة إفادة *مق ّدمة ّ يتوقف عليها إدراك علّة خروج الفرنساويّة عن طاعة ملكهم
رفاعة رافع الطهطاوي ()1873 – 1801 اعلم أنّ هذه الطائفة متفرّ قة في الرأي فرقتين أصليّتين، وهما :ا َلملكيّة والحرّ يّة؛ والمراد بالملكيّة أتباع الملك القائلون ُعارض فيه من بأ ّنه ينبغي تسليم األمر لوليّ األمر من غير أن ي َ طرف الرعية بشيء ،واألخرى تميل إلى الحرّ يّة ،بمعنى أ ّنهم يقولون :ال ينبغي النظر إلاّ إلى القوانين فقط ،والملك إ ّنما هو من ّفذ لألحكام على طبق ما في القوانين ،فكأ ّنه عبارة عن آلة. ك أنّ الرأيين متباينان ،فلذلك كان ال ا ّتحاد بين أهل وال ش ّ فرنسا ،لفقد اال ّتفاق في الرأي ،والملكيّة أكثرهم من القسوس وأتباعهم ،وأكثر الحرّ يّين من الفالسفة والعلماء والحكماء وأغلب الرعيّة ،فالفرقة األولى تحاول إعانة الملك ،واألخرى ضعفه وإعانة الرعيّة ،ومن الفرقة الثانية طائفة عظيمة تريد أن يكون الحكم بالكلّيّة للرعيّة ،وال حاجة إلى ملك أصالً ،ولكن لمّا كانت الرعيّة ال تصلح أن تكون حاكمة ومحكومة ،ويجب أن توكِل عنها من تختاره منها للحكم ،وهذا هو حكم الجمهوريّة ويقال للكبار :مشايخ وجمهور. وشريعة اإلس�لام التي عليها م��دار الحكومة اإلسالميّة مشوبة باألنواع الثالثة المذكورة لمن تأمّلها وعرف مصادرها ومواردها. بعض الفرنساويّة يريد المملكة المطلقة ،وبعضهم يريد المملكة المقيّدة بالعمل بما في القوانين ،وبعضهم يريد الجمهورية ،وقد سبق للفرنساويّة أ ّنهم قاموا سنة ١٧٩٠ من الميالد وحكموا على ملكهم وزوجته بالقتل ،ث ّم صنعوا جمهوريّة ،وأخرجوا العائلة السلطانيّة المسمّاة «البربون» من مدينة «باريس» وأشهروهم مثل األعداء ،وما زالت الفتنة باقية األثر إلى سنة ١٨١٠ميالديّة ،ثم تسلطن «بونابارته» المسمّى «نابليون» وتل ّقب بسلطان السالطين؛ ث ّم لمّا كثرت محارباته وكثر أخذه للممالك وخيف بأسه وبطشه تعاهد عليه ملوك اإلفرنج ،ليخرجوه من المملكة ،فأخرجوه منها ،مع محبّة الفرنساويّة له ،وأعادوا البربون إلى محلّهم رغما ً عن أنف الملّة الفرنساويّة ،فكان أوّ ل من تسلطن منهم «لويز الثامن عشر» ، وألجل تغريب الناس في حكمه وتمكين ملكه صنع قانونا ً بينه وبين الفرنساويّة ،بمشورتهم ورضائهم ،وألزم نفسه أن يتبعه وال يخرج عنه ،وهو الشرطة ،وال شك أنّ وعد الكريم ألزم من دين الغريم؛ وقد جعل هذا القانون له ولمن بعده من ورثة مملكة الفرنساويّة ،وأنه ال يزاد فيه وال ينقص ،إلاّ إذا ا ّتفق عليه الملك وديوان «البير» وديوان وكالء الرعيّة ،فال ب ّد من الديوانين والملك ،ويقال إ ّنه صنع ذلك على غير مراد أهله وأقاربه وهم يحبّون التصرّ ف المطلق في الرعيّة ،ويقال :إ ّنهم تعصّبوا عليه وكان رئيس العصبة أخاه «كرلوس العاشر» ،ح ّتى إ ّنه ّ اطلع على ما أخفاه له فأبطله ،ويقال إنّ كرلوس العاشر أراد في كبر لويز الثامن عشر أن ينقص ذلك القانون ،ويرجع إلى طريق إطالق التصرّ ف ،فلم يمكنه ذلك ،ث ّم بعد موت أخيه أظهر «كرلوس» الحيلة ،وأبطل ما كان نواه ،وأظهر أ ّنه ال يريد شيئا ً من ذلك ،وجوز لك ّل إنسان أن يبدي في الكازيطات (الصحف) رأيه بالكتابة من غير أن ينظر فيه قبل طبعه وإظهاره فص ّدق الناس كالمه واعتقدوا أ ّنه ال يخلف وعده ،بل فرحت سائر الرعيّة بتدبيره ومشيه على القوانين ،ث ّم إ ّنه انتهى أمره إلى أن هتك القوانين التي هي شرائع الفرنساويّة وخالفها ،وقبل هتكه للشريعة بانت منه أمارات ذلك بمجرّ د تقليده الوزارة للوزير» بولنياق» وهو معلوم المذهب والتدبير ،يعني أ ّنه يميل إلى كون األمر ال يكون إلاّ للملك ،وكانت الفرنساويّة تنسب إليه ك ّل ما خالف مذهب الحرّ يّة ؛ فلذلك كان يبغضه سائر أرباب الحرّ يّة وأغلب الرعيّة ،وقد عرف الفرنساويّة من قبل أنّ اختياره للوزارة كان مقصوداً لمهم ،وقد حصل بعد توليته بنحو سنة. وقد قلنا فيما سبق :إنّ ديوان وكالء الرعيّة يجتمعون ك ّل سنة للمشورة العموميّة ،فلمّا اجتمع هذا الديوان عرضوا على الملك أن يعزل هذا الوزير ومن معه من الوزراء الس ّتة ،فلم يصغ لكالمهم أصالً ،وقد راجت العادة أنّ ديوان المشورة يعمل فيه جميع األشياء بمقالة أكثر أربابه ،وكان المجتمع في هذا الديوان للمشورة في قضيّة ال��وزراء أربعمائة وثالثون نفساً ،منها ثالثمائة ال يرضون بإبقاء الوزراء ،ومنهم مائة وثالثون يحبّون إبقاءهم ،فكان العدد األكثر عليهم ،والعدد األق ّل لهم ،فتي ّقنوا عزلهم ،وكان الملك يحبّ إبقاءهم ،الستعانته بهم على تنفيذ ما أضمره في نفسه فأبقاهم ،ث ّم خرم القانون بع ّدة أوامر ملكيّة فكانت عاقبتها خروجهم وإخراجهم له من بالدهم معزوالً... * الصفحات ()237 – 235من كتاب «تخليص اإلبريز في تلخيص باريز» لرفاعة رافع الطهطاوي عن دار كلمات عرب ّية للترجمة والنشر.
عبد الكريم أنيس www.allsyrians.org
العدد 25
ثقافة
/18شباط 2015/
عمالق صغير
أل ّنه قصير القامة ،كره التلفزيون وأحبّ اإلذاعة ،ولسنوات ّ البث من إذاعة دمشق بنغمته الرائعة ظ ّل يط ّل صباحا ً مع بدء على بزقه األنيق ،في إحدى الحفالت استمع الملك فيصل ملك العراق حينها إلى عزفه فأعجب به ووصفه بـ «أمير البزق» فطلب منه فرمانا ً يشير إلى ذلك ،فأصدر أمراً ملك ّيا ً بتسمية «محمّد عبد الكريم» أميراً آللة البزق ،والزمه هذا اللقب طوال حياته ،ل ّقبه البعض شيطان البزق و «باغنيني» البزق. ولد محمّد عبد الكريم عام 1911لعائلة فنيّة من أصل غجريّ (نوريّ ) بمدينة حمص ويُعتبر والده أستاذه األوّ ل ،انتسب إلى نادي الميماس عازفا ً ضمن فرقته الموسيقيّة. في العاشرة من عمره انتقل إلى دمشق واستطاع األمير أن يفرض نفسه عازفا ً متميّزاً على البزق ،في بدايته نشط مع فنان خيال الظ ّل «أبو شاكر» الذي كان يق ّدم عروضه في مقهى النوفرة بدمشق وأخذ ينهل من المعارف الموسيقيّة الشرقيّة والغربيّة. عام 1925زار القاهرة ،وتعرّ ف على عمالقة الموسيقى مثل (محمّد القصبجي وزكريّا أحمد وداوود حسني ومحمّد عبد الوهاب) ،وشارك في إحياء العديد من الحفالت ،وفي إيطاليا انتزع إعجاب اإليطاليّين عندما عزف على بزقه لحنين شعبيّين لمدينة نابولي ،كذلك عزف النشيد الوطنيّ اإلنكليزيّ بأصابع قدميه عندما غمز بعض الجمهور اإلنكليزيّ من قِصر قامته ،زار بيروت والتقى فيها عازف البزق اللبنانيّ «محيي الدين بعيون» أشهر عازفي البزق في الوطن العربيّ آنذاك، والذي أبدى إعجابه باألمير ،في مطلع الثالثينيّات سافر إلى القدس ،وتعرّ ف على كبار الموسيقيّين الفلسطينييّن مثل يوسف بتروني ويحيى السعوديّ . ويعتبر «عبد الكريم» من مؤسّسي إذاعة دمشق ،والقدس، والشرق األدنى ،وما زلت أذكر اللهفة التي ك ّنا ننتظر بها موعده األسبوعيّ في إذاعة دمشق لنستمع إلى بزقه الساحر ،إذ يُعتبر األمير من المج ّددين ،ولكنّ تجديده أتى بعد أن حفظ التراث ّ وتمثله ،وهو القائل (ك ّل تجديد ال ينبع من التراث إلى زوال) كان مح ّبا ً ومستمعا ً جيّداً للموسيقى الغربيّة الكالسيكيّة بك ّل أنوعها ،وبناء عليه نقل إلينا فنّ «السريناده» الغربيّ ،وألّف فيه روائع تشهد له بالنبوغ .كما كتب عدداً من «الفالسات» و «التانجوات» وكانت أفكاره الموسيقيّة تنافس موهبته وطموحاته في التجديد ،ألّف الكثير من المقطوعات الموسيقيّة مثل (ديك الجنّ -بين الصنوبر) وتبقى مقطوعته الموسيقيّة الشهيرة «المعركة الموسيقيّة» أو «رقصة الشيطان» تختلف عن ك ّل مؤلّفاته من ك ّل النواحي وبخاصّة التكنيكيّة ،ألنّ
11
تمرّ المدينة برقاً
عزفها يتطلّب تكنيكا ً عاليا ً من العازف ،وعلى الرغم من انقضاء أكثر من ثالثين عاما ً على تأليفها ،فهي مازالت تتح ّدث بلغة العصر ،وهذا يدل ّل أنّ األمير سبق زمنه ،وإذا عرفنا أنّ المقطوعة المذكورة خضعت للعلوم الموسيقيّة الغربيّة في التوافق (الهارموني) أدركنا مدى اهتمامه ومواكبته للموسيقى السائدة في العالم. يُعتبر األمير عمالقا ً في االرتجال ،والذي يحتاج إلى َملكة خاصّة ومعرفة عميقة بعلم المقام ،وكان له أسلوبه المتميّز وطبعه المتفرّ د في االرتجال ،ح ّتى أ ّنه أضاف مقاما ً جديداً عُرف بمقام (مريومة) عندما زار العازف التركيّ «شنشالر» إذاعة دمشق ،ولكونه من أبرع عازفي المنطقة لم يستطع أيّ من العازفين السورييّن العزف معه سوى األمير الذي جاراه أحيانا ً وتفوّ قه عليه في أخرى ،وعندما غزا فنّ «المونولوج» الغناء العربيّ ،أقبل «حمّد عبد الكريم» على هذه الخطوة بحماس ،وهو الف ّنان العالم المج ّدد الذي يعرف ما يريد ،فلحّ ن أوّ ل ما لحّ ن رائعته «يا جارتي ليلى» لماري ع ّكاوي على إيقاع (التانغو) والتي غ ّنتها كذلك المطربة فائزة أحمد ،لتغدو مثاالً يُحتذى في فنّ صياغة المونولوج. في الخمسينيّات طلبت منه المطربة الكبيرة «سعاد محمّد» أن يلحّ ن لها بعض األغنيات فلم يبخل عليها ،ولحّ ن لها عدداً من األغاني التي جعلت من سعاد محمّد اسما ً معروفا ً في عالم الطرب ،وتعتبر أغنية «محتارة يا ناس» التي لحّ نها لها واحدة من أجمل األغاني التي اشتهرت في الحياة الف ّنيّة ،ور ّددتها شفاه الناس ،كذلك أعطى المطربة «نجاح سالم» أغنية «ر ّقة حسنك وداللك» التي ساعدت على شهرتها .أمّا ما أبدعه بالنسبة آللة البزق تطويراً وعزفا ً فهو أكثر من أن يُذكر ،فقد ج ّدد ب ُع َقد البزق وأضاف إليه (زند ودساستين) وغيّر الطاسة وصنعها من خشب (موندرين) وزاد وترين على البزق ووضع بالقرار وتراً إضاف ّيا ً (األوّ ل :قرار ،والثاني :جواب) .أمّا رباطي زند البزق فقد كان عددها ( )18رباطا ً وجعلها ( )38للتنوّ ع في النغم ،وقد كانت معظم آالت البزق سابقا ً من صنعه ،وهكذا صدقت عليه المقولة (وزاد في الطنبور نغماً). اعتزل الحياة الفنيّة وآثر العيش لوحدة رغم ما عُرف عنه من مرح ،داهمه مرض السرطان ح ّتى أتى عليه وتو ّفي في بيته المتواضع في دمشق عام 1989وكانت جنازته متواضعة ،قليل من األحبّة واألصدقاء كجنازة أيّ مبدع. األمير الغجريّ محمّد عبد الكريم موهبة لو قيّض لها أن تنمو في بيئة أخرى لكان ال يق ّل شهرة وإبداعا ً عن أيّ من عباقرة الموسيقى العظماء.
أسعد شالش
ممدوح عدوان ( )2004 - 1941كاتب سوري. ومسرحي وشاعر ّ ّ ول��د في قيرون -مصياف -محافظة وتخرج في جامعة دمشق -قسم اللغة حماة، ّ اإلنجليز ّية .1966 بدأ ينشر الشعر منذ عام 1964في مجلةّ اآلداب اللبنانيّة والمجلاّ ت العربيّة األخرى. وترك ورائه 26مسرحيّة مطبوعة ق ّدمت على المسارح في سورية وفي دول عربيّة متع ّددة .كما نشر 17مجموعة شعريّة في دور نشر سورية وعربيّة ،ومجموعتي «مختارات» نشرتا في القاهرة .كما نشر 30كتابا ً مترجما ً عن اإلنكليزيّة في األدب والفكر والمسرح .وأصدر س ّتة كتب نثريّة حول هواجسه في األدب والفنّ والحياة عامّة. كما درّ س م��ادة الكتابة المسرحيّة في المعهد العالي للفنون المسرحيّة بدمشق منذ عام .1992 من أعماله الشعريّة قصيدة: تمر المدينة برقا ً ّ ً َ رأيت بالدا تجو ُع وتنذر للحرب لقمتها ث ّم يأكلها األغنياءْ وتنذر للحرب أبنا َءها ث ّم يقتلها حاكموها ُ فقلت :سالما ً بالدي التي تتقيّؤنا الجئينْ ُ َ ضاق ح ّتى تجاوز ح َّد الحصار الذي رأيت َ والخبز الكرام ِة ِ الحزن كان الطغاةُ يض ّنون ع ّني بح ّقي في ِ ّ ت حين أتت ضربة الغدر منهم، وحطم ِ الرأس َ ُ ذقت قبي َل التهاوي دمائي فه ّن ُ أت رأسي التي لم تكن تعرف االنحناء أليس من العجائب أنّ مثلي يرى ما ق َّل َ ممتنعا ً علي ِه و ُت ْؤ ُ خذ باسمه الدنيا جميعا ً وما مِنْ ذاك َ شي ٌء في يدي ِه إليه تجمّع األموا ُل طرّ اً ويمن ُع بعض ما يجبى علي ِه جا َء طيفُ المدين ِة يفض ُح سرّ انتمائي إليها ُ فصرت الوباءْ وتج ّنبني األصدقاءْ أح ٌد أحد أحد َ َس َقط األصدقاء قطر ًة قطر ًة قطر ًة و ُت َ ركت وحيداً بقعر اإلناء
ورقة ورقة ورقة وتر َّدد بعضهم ً ليلة ث ّم مالوا مع الريح حيث تمي ْل ُت ْ ركت وحيداً وحيداً أجابه هذا الشتا ْء ت بينهم عنزةٌ و َق َع ْ فاشرأبّت خناجرُهم ث ّم طالت أظافرُهم أخذوا يطعنون فصاغوا قناعا ً لغدر األخوّ ة ممّا نزفت ،وممّا تب ّقى بجسمي دماءْ تكالب حولي الحق ُد ،تتالى اللط ُم على [حين َ َ وجهي المزرقِّ، ْ أركع، امتألت عيناي دما ً وأنا أرفضُ أن َ ُ ثم تر ّن ُ مددت حت، يدي أبحث عن لمسة حبّ تسندني َ ..من منكم م َّد َيدَ ه؟ َمن منكم لم يتج ّنبْ وجهي في ساعات الش َّدة؟ َمن ِم ْنكم لم َي َت َق َّد ْم ليصافح كفّ مسيلمة في أوّ ل أيّام الر َّدة؟] حمّلتني المدين ُة شمساً، وحمّلني جُرْ حها الكبريا ْء بالحزن أَرْ هقتني المدين ُة ِ طوبى لمن َيئسوا ولمن َيجرؤون على النوم والحبِّ ْ طوبى لمن غافلته السعادة عن َحتفه لم يكنْ َيتر ّقبه بعد خطوته التالية مرَّ بي الدهر يوما ً فيوما ً ولوّ ح لي بهزائمه العارية ثم َمرّ ت مدينتنا ً بغتة وأنا في الطريق إلى البيت ،يُتعبُني الدربُ تأتي إليّ وتسندني ً بغتة وأنا في ظالم اغترابي تط ُّل وتلقي عليَّ السال َم وزائرتي كأنّ بها حيا ًء فرشت لها الهزائم والمنافي قي َل ليَ : أنت تبقى هنا في المدينة ُ قلت :وأين المدينة؟ ُ حملت المدين َة وحدي وأنتم معي إني تجهلون مالم َِحها ودموع المدينة َوهْ َي تصي ُر دمي ُ سرقت المدين َة منكم إ ّنني قد ُ ورحت أطارد فيها ويُنفى من المدن الناسُ َمنْ سوف ينفي المدين َة ِم ّني...
الكتابة ما بين المهنة والشغف
حين تتحوّ ل الكتابة من فنّ وشغف إلى مهنة جا ّفة لكسب المال ،هذا ما وصلت إليه حال الكتابة اليوم، فتحوّ لت إلى مهنة من ال مهنة لديه. ّ مؤخراً المجالّت والجرائد بشكل كبير، انتشرت ورغم أنّ هذه ظاهرة صحيّة للغاية ،بحيث نحتاج إلى نشر الوعي والثقافة في المجتمع ،و َمن بوسعه القيام بهذه المهمّة أكثر من الجرائد والمجالّت والكتب؟ إالّ أنّ تلك الجرائد والمجالّت بشكل عا ّم من لون واحد ونفس واحد ،وتتح ّدث بلهجة واحدة دون أيّ تميّز فيما بينها ،إلاّ استثناءات قليلة ،وتحوّ لت تلك الظاهرة من أصلها الذي هو نشر الثقافة والوعيّ ،وتسليط األضواء على الظواهر االجتماعيّة والسياسيّة وطرح وجهات نظر مختلفة ،بحيث تتيح للقارئ مشاهدة الظاهرة الواحدة من زوايا مختلفة وتدفعه إلعادة التفكير بالمسلّمات أو
newspaper@allsyrians.org
غير المسلّمات، ت���ح���وّ ل���ت تلك ال���ظ���اه���رة من أصلها ه��ذا إلى نوع من المظاهر وال��ب��ري��س��ت��ي��ج شي ج��� ّداً المتف ّ ف�����ي اآلون�������ة األخ���ي���رة ،ع��دا عن تحوّ لها إلى ن��وع م��ن أن��واع ال��ن��ق��ط لكسب ال��دع��م ال��م��ا ّديّ م��ن المموّ لين. ونتيجة لهذا -أي نتيجة لتحوّ لها إل����ى ال��ص��ورة القاتمة تلك -لم يعد هناك أيّ اهتمام في الجوهر ،بل أصبح االهتمام مصبوبا ً على عدد الصفحات والكلمات التي ُتحشى بها ما بين جلدتيها ،وهكذا زاد «الطلب» للك ّتاب الذين هم في المقابل أفراد شبه عاطلين عن العمل يبحثون عن بضعة دوالرات لتساعدهم على قضاء أيّامهم، ورغم أنّ هذا األمر قد فتح الباب أمام العديد من الك ّتاب الموهوبين ح ّقاً ،ولك ّنهم لم يجدوا سابقا ً الفرصة المساعدة إلخراج إبداعهم إلى النور ،إلاّ أ ّنها أيضا ً فتحت الباب أمام الكثيرين ممّن ال يم ّتون إلى اإلبداع أو إلى فنّ الكتابة بصلة ،وبات بوسع أيّ شخص أن ينشر مقاالته في أيّة جريدة أو مجلّة ،فالمسؤولون عنها ال يبحثون عن المضمون ،والكاتبون فيها ال يبحثون عن التغيير ،وهكذا وبك ّل بساطة تحوّ لت الكتابة من شغف
وإبداع وفنّ إلى مهنة من ال مهنة لديه. وربّما األمر هذا ال ينطبق على المجالّت وال����ج����رائ����د ،ب��ل ينسحب كذلك على ّ والمحطات اإلذاعات وك � ّل التلفزيونيّة ما يرتبط باإلعالم ب��ش��ك��ل م��ب��اش��ر أو غير مباشر ،وتحوّ ل اإلع�لام إل��ى أب��واق مجعجعة ال روح فيها ،ومثيرة للضجيج بشكل ال يعقل وال يحتمل ،فما من روح خاصّة تميّز أيّة وسيلة إعالم، وما من قضايا جوهريّة تطرح بشكل مناسب أو تناقش بمهنيّة وإتقان ،ومعظم البرامج التي ُتطرح -كما هو حال معظم المقاالت -أبواق وضجيج وتوافه .وبالتالي ّ محطة تلفزيونيّة ما من إذاعة أو جريدة أو مجلّة أو استطاعت ح ّقا ً أن تحدث أثراً حقيق ّيا ً أو ملحوظا ً في شرائح المجتمع المتابعة ،وعوضا ً عن ذلك غدت أبواقا ً تجترّ الكالم ذاته واألفكار ذاتها والروح ذاتها. واألمر ال يتو ّقف هنا على اإلطالق ،بل ولألسف الشديد «وصل الب ّل لدقن الكتب» ،الروايات ،دواوين الشعر ،القصّة ،المذ ّكرات ،وسير الحياة ،وك ّل ما يمكن أن تتناوله الكتب ،تحوّ ل إلى مهزلة كبيرة وتوافه وترّ هات وضجيج مؤ ٍذ ج ّداً ،وربّما جميعنا يعلم الحالة المزرية التي ي ّتصف بها الك ّتاب العرب ،واألمر اآلن أصبح أش ّد سوءاً وانحداراً. ورغم أ ّنه من ّ حق الجميع أن يعبّر عن رأيه ،ومن ّ حق أيّ إنسان أن يكتب وأن يصدر كتابا ً أو رواية أو ديوان شعر ،إالّ أنّ هذا ال يعني أن نتقبّل ذلك دون نقد،
وأن نبتلعه على عيوبه ونمضغه مع شوائبه ،ويمكننا أن نالحظ أنّ نسبة الكتب الجيّدة تكاد ال تصل إلاّ عشرة بالمائة من نسبة الكتب الصادرة ،فاألفكار سطحيّة ج� ّداً وال معنى لها ،واألسلوب ركيك جافّ وتافه، والمواضيع المتناولة تكاد أن تكون واحدة ال تجديد فيها ،فجميعها تحكي عن الحرب والحبّ وال شيء غير ذلك ،وح ّتى تلك المواضيع ،أيّ الحبّ والحرب ،فتكاد أن تكون صورة طبق األصل عن بعضها البعض، ويندر أن نعثر على كتاب يتناول هذين الموضوعين بشكل مختلف أو مغاير لما جرت عليه العادة ،وفي نهاية ك ّل كتاب ،يحارب الكاتب كي يوصل فكرة واحدة إلى القارئ ،أال وهي أ ّنه كان بطالً في هذه الحرب، وفي النهاية ،ك ّل الك ّتاب هم أبطال. وربّما تكمن ّ الطامة الكبرى حين يتحوّ ل الجميع إلى قاص أو روائيّ ،ويتحوّ ل الجميع كاتب أو شاعر أو ٍ إلى رؤوس منفوخة فارغة متبجّ حة ومتفاخرة ،وتصبح مهن الجميع على صفحات التواصل االجتماعيّ واحدة« ،كاتب» أين القرّ اء إذاً ،وما الذي أحدثه هذا الك ّم الهائل والمفاجئ والكبير من الك ّتاب في المجتمع؟؟
ريم احلاج
www.allsyrians.org
12
العدد 25
/18شباط 2015/
بدنا حنكي
مقامات
ك ّذاب برتبة جنرال
رغم قدرات خبير الماكياج الواضحة ،والذي حاول أن ّ يغطي اصفرار وجه السيّد ب ّ شار األسد بطبقات من المساحيق والملوّ نات ،ليبدو سعيداً ،ضاجّ ا ً بالحياة ،متوازناً ،واثقاً ،وربّما هذا ما نقلته الكاميرا للوهلة األولى ،حينما كانت اللقطة بعيدة ،وهو جالس على كرسيه ّ يوزع ابتساماته قبل أن يبدأ بالكالم. إلاّ أنّ حديث ب ّ أصفر مهترئاً ،غائبا ً عن الوعي ،منفصالً عن الواقع ،يتماهى شار ذاته ،بدا َ فيه الرجل مع أكاذيبه بثقة األبله الذي يهرف بما ال يعرف! حين يسأله محاوره بعد ك ّل ما جرى من قتل وتدمير ونزوح هل أصبحت سورية دولة فاشلة؟ يجيب الرجل بال تر ّدد: «ال ،طالما تؤ ّدي الحكومة ومؤسّسات الدولة واجبها تجاه الشعب السوريّ ،ال يمكن أن نتح ّدث عن دولة فاشلة .الحديث عن فقد السيطرة شيء مختلف تماماً. ما يحدث مشابه لغزو إرهابيّين من الخارج والحكومة تؤ ّدي دورها في القتال والدفاع عن البالد».
ّ لكل مقام مقال
أ ّم ّ الكل
معالجة ذكّية
/1 فقد خرّ بت عليّ ال وعيا ً كان يسقي ضلوعي كنهر أبديّ ،وأل ّم أنا محصوله من القصائد متى أشاء فقد صرت في أحالم اليقظة ألبس قبّعة اإلخفاء /وأدخل على القاتل شرفته المطلّة على الدم /وأرشّ في عينيه مسحوق الزنزلخت /وأنسل من بوطه خيوط الربّاط/ وأهبط إلى الشوارع كورد منتصر أمّا في المنام ً فأمتهن قتالً ،ربّما كان رحيما ،في شرعة الغاب /أدخل عليه وهو ينام بعين نصف مفتوحة /وأضع أمامه أكياسا ً صغيرة من «د ّقة» األوالد /ما تزال على حالها ولكن مفلوتة الخرزات/ أجبره على لعقها كلّها ّ كقطة صغيرة صغيرة /وعندما يثخن لسانه كنعل /أطلب إليه أن يتل ّفظ بجملة /كنت زرعت فيها لغما خف ّيا ً في آخر حرف جرّ ت ّبا ً لهذه الحرب /2 معنى ذلك أنّ الزلزال القادم ،لن يسحب من تحت حلب ركام القالع السابقة ويقهقه بك ّل شماتة ،وهو يراقبها تنقلب على قفاها كعدوّ مهزوم فالزالزل ال تفترس غير العمران ومعنى ذلك أ ّنه سوف يمرّ كهرّ ة ال أكثر من بين سيقان القبور /وصوته ّ مقزز فقط كسرير يطقطق ظهره ،تحت ،في الطابق السفليّ /فال ضحايا لبشر تفرّ قوا في األرض ،هكذا ،بال حيطان وسقوف/ وهكذا لن يكحّ ل عينيه بغبار الطلع وهو يتابع طريقه نحو القيامة /فقد أصبحت حصيداً بساتين الفستق /ومنذ زلزالها الكبير 1822ميالديّ /جفّ فيها النهر من كثرة ما بكى أبوابها المتطايرة /وهي تلقي بين يديه نقوشها النافقة معنى ذلك أ ّنه ال دمار جديداً /ولن يموت أحد /وأنّ مقياس ريختر من حلب فصاعداً /سيبطل في تصنيف ّ هزات األرض /وربّما يقيس االهتراء في ثياب الخيام /وهي ّ تمزقها حزنا ً على حجرها القتيل /3 ظلّت أربعين عاما ً تقلّب ّ حظها في علبة «كبريت الفرس» ولم يخطر ببالها، ّ ّ أنّ القصب المجدول في الحصيرة /إنما يقلد أصابع النسّاجة ّ «بطاريات البرق» القزمة كبيّور /كي فتجعّد /ظلّت تنذ ّل لـ تدرّ ب أنوثتها في أثير إذاعة دمشق /وهي ترسل آهات أ ّم كلثوم بعد منتصف الليل ولم يخطر ببالها ّ أ ّنها ستصبح أرملة بال وحم من أوّ ل حرب /ظلت ال ترفع ّ اإلوز /فربّما صار المنام رأسها إلاّ حين تمرّ في السماء أسراب أقضى /وحملتها إلى مدن الحنين لم يخطر ببالها ّ اإلوز أوّ ل المفجوعين بالرصاص /يشت ّم رائحة البارود أنّ من أقاصي األرض فلن تراه /وعليها أن تعود للياسمين من جديد /وتتابع محو أ ّميّته على طبق القشّ / ظلّت ما تب ّنت ولداً /فكلّهم رضعوا حبّات الرّ احة من بين أصابعها /وعلى حسابها كان حلق البنات وتكاليف ختان الصبيان لم يخطر ببالها ّ ّ ّ أنّ حربا ً أخرى /ستأكل عكازها وما تبقى من بصر /وأنه، سيأتي ذلك اليوم /تتل ّفت وال تجد حواليها ح ّتى ظ ّل حائط.
عبد السالم حلّوم المدير العام
رئيس التحرير
توفيــق دنيـــا
بسام يوسف َ
newspaper@allsyrians.org
ببساطة ،الرجل وبعد مقتل ربع مليون سوريّ ،ونزوح وتشرّ د نصف الشعب السوريّ ، ودمار نصف البنية التحتيّة في سورية ،وفقدانه السيطرة على أكثر من نصف الجغرافيّة السوريّة ،ال يعترف بأ ّنه فاشل يقود دولة فاشلة ،بل هو ما زال القائد الصنديد الذي يص ّد غزوات اإلرهابيّين القادمين من الخارج!! أمّا حين يسأله محاوره عن استخدام قوّ اته للبراميل المتفجّ رة ،يجيب بمساعدة ضحكة بلهاء كعادته« :ما أعرفه عن الجيش هو أ ّنه يستخدم الرصاص والصواريخ والقنابل ،لم أسمع عن براميل أو ربّما أواني الطبخ المنزليّة». ولكن حين يلّح المحاور بالسؤال شارحا ً له أ ّنه يقصد البراميل الكبيرة المليئة بالمتفجّ رات التي تسقطها المروحيّات وتنفجر محدثة آثاراً مدمّرة ،يجيب األسد« :تسمّى هذه قنابل ،لدينا قنابل وصواريخ ورصاص .....ليس لدينا براميل متفجّ رة ،ال نملك براميل».
رغم أنّ القاصي والداني ،ومن يعرف ومن ال يعرف ،رأى البراميل بعينيه وهي تهوي بسقوط حرّ ،حاملة معها الموت المجانيّ العبثيّ للمدنيّين ،والخراب العميم للبيوت والبنية يأمل باحثون أميركيّون أن يصبح األنسولين «الذكي» ،الذي التحتيّة على األرض؛ ولكنّ المضحك في جوابه أ ّنه يعترف بأ ّنه وجيشه وميليشياته يقتلون، يخضع للتجارب اآلن ،ثورة في طريقة عالج داء الس ّكريّ . ولكن ليس بالبراميل وإ ّنما بالقنابل والصواريخ والرصاص ،هو يقتل ويدمّر ،لكن ليس فوفقا ً لتقرير نشرته دوريّة بي إن إيه إس ،أنّ جرعة واحدة من بالبراميل» علينا أن ننتبه وأن نعي الحقيقة ،وألاّ ن ّتهم الرجل بما ال نعرف!! األنسولين الذكي سوف تستمرّ في الدورة الدمويّة وتعمل عندما ّ مرّ ة بعد أخرى ،يحاول بشار األسد أن يق ّدم نفسه كقائد واثق من قضيّته العادلة ،دون يحتاج الجسم إليها. ويخطط معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ،الختبار هذا األنسولين أن يميّز أ ّنه يق ّدم نفسه كأبله منفصل عن الواقع ،يكذب ويكذب وال أحد يص ّدق كذبته إلاّ ه. ّ
حسني برو
على البشر.
اف ُتتح في متحف جامعة «مرمره» المعرض التشكيليّ السوريّ األوّ ل في إسطنبول بالتعاون مع «دار وغالوري كلمات» الشهر الماضي ،وض ّم المعرض مجموعة كبيرة من أعمال الف ّنانين السوريّين ،تحت عنوان :متل الحكي، رحلة عبر الزمان والمكان. ّ من أبرز الف ّنانين المشاركين في المعرض الخطاط محمّد عماد محوّ ك ،والف ّنان ناصر نعسان آغا. وفي المعرض أعمال ف ّنيّة ولوحات للعديد من الف ّنانين السوريّين أمثال :أسعد عرابي والراحل شريف محرّ م والراحل فاتح المدرّ س. وقد كتب الف ّنان نعسان آغا انطباعه عن المعرض قائالً: «سورية يا فرح هللا في األك��وان يا بسمة التاريخ يا قصص األنبياء ... نعبر معك الليل الطويل.
معرض متل الحكي
الـ «هاشتاغ»
القتل المق ّدس
ص��در حديثاً ،ع��ن دار َر َه���ف للنشر والتوزيع ،كتاب «القتل المق ّدس» للكاتب الشابّ محمّد حميدة.
من ومتى وأين وكيف استخدم أوّ ل مرّ ة؟
كريس ميسينا تقني كان يعمل في عدد من الشركات وأبرزها غوغل ،كان أوّ ل شخص يستخدم الهاشتاغ ،وهو مخترع هذه األداة ّ يتجزأ من الحياة التي أصبحت ج��زء ال االجتماعيّة على اإلنترنت. يقول ميسينا: عام 2007اقترحت على تويتر وضع إشارة # قبل الكلمة لتصبح أكثر إثارة ،وأرسلت ذلك في تغريدة لتويتر نفسه. أتذ ّكر �ت م��ن ُ س��م��ع� ُ ش � َّب��اك قبونا ،عوي َل أُمّي قبل أن أدخ َل البيت :لوينْ رايحْ يا أبوعبدو؟ ليشْ ب ّدك تتركني لوحدي؟ ُ ُ وترك أمّي وحيد ًة عرفت أنّ أبي قد تو ّفي، َ تنتظر زيارات أوالدها لها .هذه الزيارات التي كانت تتباع ُد رويداً رويداً ...ونبرّ ر :مشغولون يا العيش لألوالد .وهي تنظ ُر إلينا بتأمين لقم ِة أمّي ِ ِ Walid Hisso وتكتفي بالبكاء.
هيئة التحرير حسين برو ّ - بشار فستق غزوان قرنفل -ثائر موسى -عزّة البحرة
االخراج الفني منير األيوبي
نبلسم الجراح ونحلم بالغد األجمل. ندخل مُتحف مرمره ...الصمت سيّد الزمان لبوّ ابات المعرفة. رسائل من بالد الشام وشهبائها من جبالها وسواحلها من حمص العديّة من سورية التاريخ والحضارة. رسائل تحمل بين طيّاتها هواجس اإلبداع لتؤ ّكد على الدور الريّادي للف ّنان السوريّ من خالل النهج الثقافيّ وما يمتلكه من موروث حضاريّ عبر التاريخ». أمّا الناقد التشكيليّ عدنان األحمد (صاحب ومدير الدار) فقال :اليوم ،ومن وسط إسطنبول العاصمة التاريخيّة والحضاريّة للعالم ،تنطلق «غاليري كلمات» عبر عاصمتي الثقافة حلب وإسطنبول ،فنحن في النهاية نعيش في مجتمع عولميّ .
يستعرض الكتاب األسس الفكريّة والفقهيّة لنظريّة التطرّ ف ،فيبدأ بالتأصيل لنشاه تنظيم «داعش» وصوالً إلى ممارساته وجرائمه ّ بحق الشعب السوريّ وغيره، التي ارتكبها وما أحدثه عبر خططه ومدوّ نته الحركيّة والفكريّة من تغيُّر ج��ذريّ عميق الفعل والتأثير في بنية المجتمع وأسسه.
الف ّنانة التونسيّة صوفيّة ّ ع�����ز ال���ح���رب ف����ي ّ صادق تغني بتوزيع جديد: يروّ جون لما يسمّونه «عيد م��ن ك��ل��م��ات أح��م��د ف��ؤاد الحبّ »! هل ألوان الدماء نجم وأل��ح��ان الشيخ أمام الحمراء التي تنزف في أغنية «شيّد قصورك ع سوريا ومصر وفلسطين ال���م���زارع» ...م��ن ك ّدنا غير كافية!؟ وعمل إدينا والخمّارات تحكمني قناعتي جنب المصانع ...والسجن مطرح الجنينه واطلق mohammed abu murad كالبك في الشوارع ...واقفل زنازينك علينا و يقل بينما يحتفل العالم بما يسمّى عيد الحبّ لم يعرف نومنا في المضاجع ...ادي احنا نمنا ما اشتهينا أهلنا في سوريا منه إلاّ لونه األحمر المُخضّب واتقل علينا بالمواجع ...احنا اتوجعنا واكتفينا... حتكمين قناعيت https://www.youtube.com/watch?v=MiDldoD_eBE بدمائهم!
فريق العمل هلّ العبدال سكرتاريا :نور التدقيق اللغوي :فلك الخالد الموقع اإللكتروني :باسل العبداهلل
اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة
www.allsyrians.org