حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح ،ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ ين س��ور ّي جامع، يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية العدد - 21 -السنة األوىل
/24كانون األول2014 /
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
يف البـدء كانت الكلمـة ...وسـتبقى حلب ،بني صمـود أبنائهـا ومتاهـة السـياسـ ّي
ب الريـح أطفـال ســورية ...ورقـة يف مه ّ
الحرّية للكلمة انض ّمت الهيئة الشرع ّية بحلب إلى قائمة الجهات التي تمنع توزيع صحيفة «ك ّلنا سور ّيون» في منطقة سيطرتها ،وكانت الهيئة الشرع ّية بسراقب قد سبقتها... مكتب في إستانبول واجهته للتعليم والتربية ،وخلف ّ الموزع عدم احضار واجهته جهة ما ،بلحية ما ،تطلب من «ك ّلنا سور ّيون» إلى المكتب... يساري مث ّقف ّ ّ ديمقراطي ،يتقن انتقاد العالم وال يعترف بكل ّ أي شيء منه، اإلعالم الذي ُولد بعد انفجار الثورة وال يقرأ ّ لك ّنه يقف باجتماع عا ّم ليطلق نيرانه عليه جملة وتفصيالً... صحفي آخر ،ع ّتقته الخبرة التي اكتسبها من المدارس ّ ّ السوري ،ال يعترف إال بمن يحصل «الفذة» للنظام اإلعالم ّية ّ على شهادة خبرة منه. باختصار ،يمكن القول :إنّ ثقافة المزارع هي الثقافة التي يتقنها السور ّيون ،منذ أن جعل آل األسد من سور ّية مزرعة لهم. انتشرت ثقافة المزرعة ...ه��ذه ال���وزارة هي مزرعة المؤسسة هي مزرعة مديرها ،وجابي المياه الوزير ،وهذه ّ يعتبر عدّادات المياه التابعة له هي مزرعته ،وس ّكان بيوتها هم عبيدهُ ،كذلك جابي الكهرباء وعامل صيانة الهاتف وح ّتى الحي. الداخلي ،وعامل تنظيفات سائق باص النقل ّ ّ الخاصة أحمد طعمة ،يرى في الحكومة المؤ ّقتة مزرعته ّ ويستقوي باآلخرين لكي يعترفوا بملك ّيته لها ....سهير األتاسي تحتل ّ وحدة تنسيق الدعم كما لو أ ّنها ش ّقة ورثتها، ورئيس االئتالف ُيحيل االئتالف إلى مزرعة طوال فترة جلوسه كرسي الرئاسة. على ّ
كلّنا سوريون -عدسة عبد إدلب
تحقيقات العدد
التعاون اآلن أضعف اإليمان
العامل السور ّي يف ماردين يوميّات الربد واألسعار والغارات طلاّ ب سوريّون يف بالد اللجوء املقابر اجلماعيّة يف نوى مراقبة األنرتنت.. -أحالم الشباب الرياض ّي تتق ّدم..
ص6 ص6 ص6 ص7 ص7 ص7
شريعة الغاب تحكمنا
ّ ّ مؤسسات الدولة ...كل ّ مؤسسات المعارضة ...كل ّ كل ّ األحزاب ....تشبه خالد بكداش وحافظ األسد وبق ّية عناصر اللوحة المهترئة في الصورة السور ّية خالل العقود األخيرة.
ص2
المكونات ّ يعلم الجميع ب��أنّ ك �ل ّ المجتمع ّية القائمة «دين ّية ،وطائف ّية، أ و وإثن ّية» هي أصيلة في وجودها متجاورة، ه��ذا متعايشة مع بعضها البعض عبر مئات السنين، ّأوالً ،وثانيا ً يجب االعتراف مبدئ ّيا ً بأنّ الجغراف ّية السور ّية بحدودها المعروفة (رغم أ ّنها مصطنعة حديثاً) ما قبل األزمة ال زالت قائمة رغم تمترس أطراف الصراع كل ّ باألرض التي يتصارع فيها وعليها. لؤي حاج بكري
هل تعلّمنا من الثورة؟
ص8 ُيقتل حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي رميا ً بالرصاص في الساعة الرابعة من فجر 14آب 1949على يد رجاالت قائد االنقالب الجديد سامي الح ّناوي بعد اعتقالهم احملامي حممّد محو وبدون أ ّية محاكمة
الطفل كرة في النفسي! مالعب الدعم ّ ،هل ح ّقا ً يت ّم االعتناء بالطفل في حلب؟ هل ح ّقا ً يت ّم تقديم النفسي المناسب له، ال��دع��م ّ تعرض والمساعد له في تجاوز األزمات والضغوط النفس ّية التي ّ النفسي للطفل وكيف يت ّم لها؟ وما الذي ُيقام اليوم تحت اسم الدعم ّ القيام بهذا الدعم و َمن الذي يقوم بتقديم هذا الدعم؟ ريم احلاج
ص9
اإلبصار بعين ساخرة ول��دى دخ��ول التالميذ ص 10 الصف ينتابك شعور إلى ّ بأ ّنهم يدخلون إلى سجنهم، ويستخدم «أميرالي» اإلضاءة الخافتة والنوافذ والقضبان ليضيف األيديولوجي ،وترسيخ العبود ّية إلى هذا الشعور ،دليالً على حبسهم ّ ّ بشار حممّد وتأليه الفرد؛ فنراهم يردّ دون( :منحيي القائد ب ّ شار)
ص3
بعد مرور أكثر من ثالث سنوات ون ّيف على بدء السوري بكا ّفة الثورة السور ّية ،وبعد خضوع الشعب ّ انتماءاته السياس ّية والدين ّية والمذهب ّية ...إلخ ،لتغ ّيرات السوري من هذه المحنة؟ أو هل أدّت الثورة السور ّية مفصل ّية ومحور ّية ،هل تع ّلم ّ سطحي في طريقة تفكيره؟ جذري أو ح ّتى لتغيير ّ ّ التوحد ،أشهر قليلة تفصلنا عن مرور الذكرى الرابعة للثورة السور ّية ،هل ّ ّ ّ الحر والمنظمات السوري المتمثل بالكتل السياس ّية وبفصائل الجيش استطاع الشعب ّ ّ التوحد؟ يتقرب من فكرة ّ ...هل استطاع ح ّتى أن ّ عقيل حسني
بين تضحيات أبنائها وتقاعس الساسة ..هل ستحاصر حلب؟؟؟
ص4
سباق مع الوقت ،النظام يحاول أن يسيطر على حلب ،والمعارضة ت��ح��اول أي��ض��ا ف���رض سيطرتها، الطرفان يسعيان إلى الحسم السريع. ال��ن��ظ��ام واإلي��ران�� ّي��ون ي��ري��دون استكمال تطويق حلب (المناطق الخارجة عن سيطرتهم) بأسرع وقت ممكن ،وبالتالي تطويق حلب بشكل ّ مخطط الحصار كامل .بينما تسعى كتائب المعارضة إلى فتح الطريق الدول ّية وإفشال وإكمال السيطرة على المدينة. ّ وتتخطى المراقب للحدث ،يعلم أنّ هذه المواجهة استراتيج ّية بالمعنى الدقيق، السيطرة اآلن ّية على المدينة إلى تحديد مستقبل... إعداد :باسل العبداهلل
الصحفي األكثر عمراً في الصحافة يرى في الصحافة ّ مزرعته ،قادة الكتائب يجعلون من منطقة وجودهم إمارة لهم يتصرفون فيها بال حسيب وال رقيب ،عامل اإلغاثة يرى فيمن ّ ُيغيثهم عبيداً له. وأي جنون هذا؟ وكيف يمكن أن نصل أ ّية كارثة هذه؟ ّ ..... إلى المرحلة التي يفهم فيها الجميع أنّ الموقع هو مسؤول ّية ُيحاسب عليها الشخص حسب نتائج عمله وليس ورقة (طابو) يبيع ويشتري فيها كما يشاء؟! قرائها ال يختلف أبداً عن من يمنع جريدة من الوصول إلى ّ أي ديكتاتور آخر َ ....من ال يعرف كيف حافظ األسد ،وال عن ّ يحترم من يختلف عنه ،لن يكون قادراً على فعل شيء ،إلاّ على والتفرد واقصاء اآلخرين. القمع ّ أوقفوا هذه المهزلة! .....أوقفوا مسلسل القمع والقتل والتدمير!...وتي ّقنوا أ ّنكم لن تربحوا إلاّ كما ربح كل ّ طغاة التاريخ. بقوة جميعا ً َمن سيصرخ في وجوهنا؟ َ ...من سيصفعنا ّ لندرك أنّ ثقافة االختالف واحترامه هي التي تنتج وطنا ً يمكن للجميع العيش فيه ،وأنّ غياب هذه الثقافة أوصلنا إلى كل ّ هذا الدمار وإلى ما نحن فيه ؟! «في البدء كان الكلمة» .....بدء التنزيل كان اقرأ .... وفجر ثورتها كانت والذي زلزل مملكة الطغيان في سور ّية ّ كلمات قليلة كتبها أطفال سور ّيون على حائط مدرستهم. الحر ّية للكلمة ....وال حياة للطغيان قديمه أو جديده.
ب ّسام يوسف
2
العدد 21
/24كانون األول 2014/
التعاون اآلن أضعف اإليمان رغم قناعة الخروج على المستوى الشخصيّ ، لكنّ حزن الفراق يخيّم على قلبي..قلبي المليء بحبّ الكثير من الناس والكثير من «أشياء» البلد العريق ،وهو متعب أيضا ً من الخوف المتواصل ج��رّ اء الصراع المجنون والقلق العميق على ضياع البلد ،صحيح أنّ قدر السوريّين أن يكونوا محكومين باألمل ،لكنّ هذا األمل ال يمنع الحزن، وال يوقف الخوف أو القلق ،خاصّة عندما يكون األمل بعيد المنال نوعا ً ما. في المبدأ تعتمد على عراقة ه��ذا الشعب العظيم (رغم الحرب الشرسة التي بدأها النظام على قسم من الشعب السوريّ ،والتي تحوّ لت مع الزمن حربا ً أهليّة تطحن الجميع ،لك ّنها بالمقابل تفرز الجميع) وتستند أيضا ً على تاريخه الراسخ دون أن يعني ذلك التمسّك بالماضي ،بل يعني االعتماد على ما يساعد -رمز ّيا ً وواقع ّيا ً - على النهوض من جديد عندما يحين الوقت (وهذا أمر يحتمل النقاش) فكم من كبوة مرّ ت على سوريّة المعاصرة؟ على بالد الشام الحديثة ،كما القديمة على ح ٍّد سواء؟! جميعكم يعلم الك ّم الهائل من الغزوات التي وقعت على هذه المنطقة ،وحجم الدمار الذي أصابها لدرجة أُ ْ بيدت فيها حضارات بعينها ودا َلت معها ممالك ودول مع ذلك مازلنا نعيش في بلد معاصر قائم ومنتم لتاريخ ولحضارة مح ّددتين ،صحيح بذاته، ٍ أنّ ح��دوده الجغرافيّة الحاليّة مصطنعة كذلك مكوّ ناته قد «جمعت» بطريقة ليست «طبيعية» تماما ً لتكوّ ن «شعباً» محدداً (أيضا ً تحتمل الجدل وأ ّنه جزء من أمّة واحدة).بداية ،يعلم الجميع بأنّ ك ّل المكوّ نات المجتمعيّة القائمة «دينيّة ،وطائفيّة ،وإثنيّة» هي أصيلة في وجودها متجاورة ،أو متعايشة مع بعضها البعض عبر مئات السنين ،هذا أوّ الً ،وثانيا ً يجب االعتراف مبدئ ّيا ً بأنّ الجغرافيّة السوريّة بحدودها المعروفة (رغم أ ّنها مصطنعة حديثاً) ما قبل األزم��ة ال زال��ت قائمة رغم تمترس أطراف الصراع ك ّل باألرض التي يتصارع فيها وعليها. (ح ّتى اليوم ال يوجد أحد يدعو للتقسيم ،علن ّيا ً وجد ّيا ً -طبعا ً نعلم بأنّ إعالن «دولة الخالفة» هو وضع مؤ ّقت وغير ثابت ،كذلك ُ طرح الموضوع على صعيد القانون الدوليّ أمر غير مطروح في
المدى المنظور ولليوم أنت تتن ّقل عبر األراضي السوريّة من شرقها إلى غربها ،ومن شمالها إلى جنوبها عبر المواصالت البريّة من وإلى ك ّل المحافظات دون استثناء ،هذه عظمة سوريّة وأحجيتها المربكة ،أنت في سوريّة نفسها ،لك ّنها ليست نفسها بالقطع؟ وتراهن على أن تبقى نفسها بك ّل قناعة). كذلك يجب ألاّ ننسى بأنّ الشعب السوريّ قد مرّ بامتحان صعب ولزمن طويل نسب ّيا ً (أربع سنوات) واستثنائيّ للغاية ،مع ذلك مازالت «وحدته» قائمة ،رغم ك ّل المحاوالت المنهجيّة في خلخلة نسيجه وتفتيت وحدته ،لكنّ األمور مازالت تحت السيطرة رغم ك ّل ال��ج��رائ��م الطائفيّة
و ا لمذ هبيّة التي حصلت وتحصل ح ّتى اآلن ،وه��ذا أمر ذو داللة إيجابيّة فيما يخصّ إعادة بناء سوريّة مستقبالً ،موحّ دة أرضا ً وشعباً ،عندما تضع الحرب أوزارها ال نريد أن نكذب على أنفسنا وكأنّ شيئا ً لم يتغيّر ،بل على العكس يجب االعتراف بأنّ ما حصل و يحصل هو أمر جلل وخطر حقيقيّ يه ّدد النسيج الوطنيّ السوريّ ،ويه ّدد صيغة العيش المشترك في بلد واحد موحّ د ،لكن ما أراهن عليه ،هو ما ذكرته في األعلى (عمق تاريخيّ ، وعيش مشترك) شريطة أن تتو ّقف الحرب، لكن ما يهمّنا ،في حالتنا الراهنة هي الشروط التي ستتو ّقف فيها الحرب ،هل عبر تسوية ما، أم بانتصار طرف على طرف ،أم أطراف على أطراف؟ وهل ّ بتدخل أطراف خارجيّة ،أم بإنهاك أطراف الصراع وهزيمة أحدهم بعد ضعف؟ هذا أمر في غاية األهميّة ،حيث سيتر ّتب عليه شكل الدولة العتيدة ،كذلك شكل الحكم الذي سيح ّدد مستقبل البلد السياسيّ .
حال ّياً ،بعد أن تم ّدد تنظيم «الدولة» خارج الحدود السوريّة وأصبح يه ّدد منابع النفط في العراق بعد أن سيطر على أغلبها في شرق وشمال سوريّة ،كما بات يه ّدد بتن ّقل بؤر الصراع من مكان آلخر ،األمر الذي فرض على اإلدارة األمريكيّة تغييراً ج ّد ّيا ً في التعاطي مع المستجد الطارئ على المنطقة ،وبناء عليه حُشد تحالف دوليّ عريض ليش ّكل غطاءً ،أو ربّما يستخدمهم كأدوات لين ّفذ هجمة عسكريّة جويّة -ح ّتى اآلن - ال تقتصر على تنظيم «الدولة» فحسب ،بل تطال التنظيمات اإلسالميّة المتش ّددة (الس ّنية ح ّتى اآلن) التي تراها الواليات الم ّتحدة تش ّكل خطراً راهنا ً أو تهديداً محتمالً على مصالحها أو على مصالح حلفائها في المنطقة. بالنسبة لنا في سوريّة ،وفي ق��راءة أوليّة لمجريات األحداث ول��وض��ع ال��م��ع��ارض��ة السياسيّة والمسلّحة على السواء ،يمكن القول: بأنّ الح ّل السوريّ غير متو ّفر حال ّياً، فشروط الح ّل السياسيّ لم تنضج بعد رغم قناعتي الشخصيّة بأ ّنه لو وُ جدت جبهة موحّ دة (عسكريّة ،مدنيّة «أي أوسع من سياسيّة») بأهداف وطنيّة سوريّة تراعي مصالح ك ّل السوريّين جد ّيا ً وبصدق - طبعا ً مع أخذ مصالح الدول بعين االعتبار، اإلقليميّة منها والعالميّة -فإ ّنها ستحصّل نتائج بأسرع ممّا تتوقع كون النظام في رأيي هو في أضعف حاالته ،بل هو مهلهل ومخلخل يحتاج لموقف وطنيّ س��وريّ موحّ د وص��ادق ينهيه لتتحوّ ل المواجهة مع قوّ ات احتالل غير سوريّة صريحة في جنسيّتها الغازية لألراضي السوريّة، األمر الذي سيفرض تغيراً أساس ّيا ً على المجتمع الدوليّ ،وتعاطيا ً مختلفا ً مع األزمة السوريّة ،لكنّ المشكلة هي في تو ّفر هذه القوى المستع ّدة ،بل والناضجة لتب ّني هذا الموقف الوطنيّ الموحّ د، كون اليوم هو أنسب من الغد للتعاون اآلن، ومبدئ ّيا ً يكفي التعاون مع ك ّل القوى الم ّتفقة على إنهاء النظام القائم وطرد ك ّل الغرباء من سوريّة وبناء دولة ديمقراطيّة حديثة تقبل الجميع ال تستثني سوى القتلة والسفلة ،في اعتقادي سيكون هذا هو المخرج لسوريّة من أزمتها المستعصية، بل سيكون هو المنقذ لها من التدهور المستمرّ والتف ّكك المحتمل. مروان حممّد
الكرد بإيجاز بين التأثير والتأُّثر إنّ دراس���ة مختلف المصادر والمراجع التاريخيّة يُتيح لنا معرفة المرحلة التي وجد فيها األكراد أنفسهم كغيرهم من شعوب الشرق األدنى واألوس����ط ،ضمن نطاق الخالفة العربيّة ،األمر الذي نسج أولى خيوط ّ التأثر والتأثير بين الثقافتين الكرديّة
والعربيّة ،فقد حدثت تغيّرات عميقة في الواقع الكرديّ بعد الفتوحات العربيّة اإلسالميّة ،وخالل م ّدة طويلة تتجاوز الثالثة ق��رونّ ، تمثلت هذه التغيّرات في مختلف مظاهر الحياة من اجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة، وكان سببها انتشار اإلسالم.
فقد ساعدت هجرة األكراد نتيجة تعرّ ضهم لحاالت التهجير أو لهربهم من اإلبادة إلى تغيير مكان إقامتهم التاريخيّة وأرضهم ،على االختالط بباقي الشعوب التي تسكن المنطقة. في بعض الحاالت كانت القبائل الكرديّة تستقرّ في هذه المنطقة أو تلك وتختلط بالس ّكان المحليّين وبسالالت أخرى ،لذا ينبغي اإلشارة بصورة خاصّة إلى عمليّة التتريك أو التفريس أو تعريب األك��راد والتي تعمّقت كثيراً نتيجة اعتناقهم اإلسالم. ولكن بالرغم من تعرّ ض الشعب الكرديّ للكثير من تلك المظالم من قمع وإبادة وتهجير إلاّ أ ّنه ظ َّل محافظا ً على خصائصه القوميّة واللغويّة والثقافيّة واالجتماعيّة ،ولك ّنه أيضا ً كان من أكثر الشعوب ّ تأثراً بالثقافة العربيّة اإلسالميّة ،وذلك من منطلق استعماره من قبل دولتين عربيّتين إلى جانب دولة فارسيّة وأخرى تركيّة ،لذا فقد ّ كان ّ والتأثر، حظ العرب أوفر في عمليّة التأثير وأيضا ً من منطلق التشابه بين موروث الشعبين
newspaper@allsyrians.org
«أب���و ال���ف���داء» إس��م��اع��ي��ل بن المظ ّفر ،والشاعر األيّوبيّ األمجد بهرام شاه وغيرهم.... ك��م��ا ظ��ه��ر ع��ل��ى الصعيد السياسيّ َمن كان لهم الدور األكبر في بلورة الفكر السياسيّ وتعميقه مثل محمّد كرد عليّ بن خلّكان وغيرهم أم��ث��ال سليم بركات من الك ّتاب الكرد الذين أضافوا إلى قاموس اللغة العربيّة مئات المفردات االشتقاقيّة المتصرّ فة. القائم على التشابه في العادات والتقاليد ،لكنّ تأثير اإلسالم كان أكبر تأثيراً على الثقافتين وخاصّة العربيّة ،إذ أنّ الرسول كان عرب ّيا ً والبيئة عربيّة بامتياز ،أمّا ما خال ذلك من الشعوب فقد دخل اإلسالم عن طريق الغزوات اإلسالميّة؟ هذا كلّه ال يمنعنا من القول إنّ للثقافة الكرديّة األثر البالغ والواضح في تعميق دور الثقافة العربيّة على جميع األصعدة ،على أ ّنها ثقافة تكامليّة وليست تضاديّة كما فهمها البعض من المتش ّددين للقوميّة والعروبييّن. ففي المجال السياسيّ ظهر ق��ادة أك��راد تجاوزوا انتماءهم العرقيّ ليتحوّ لوا إلى مدافعين عن الدولة اإلسالميّة ،األمر الذي شجّ عهم ليهتمّوا بجميع نواحي الحياة األخرى (العلميّة -الثقافيّة االجتماعيّة -االقتصاديّة) انطالقا ً من كونهم(أمراء وخلفاء) ،وخير مثال على ذلك :الدولة األيّوبيّة التي أسّسها صالح الدين األيوبيّ ،الذي لم يكتفِ بالدفاع عن العرب المسلمين بل امت ّد نشاطه إلى تشجيع العلم والعلماء ببناء المدارس والجامعات والمستشفيات و..... وقد ظهر في تلك المرحلة من الزمن المؤرّ خ
عمليّة التأثير ام��ت � ّدت إلى الفنّ التشكيليّ والفنّ التلفزيونيّ والسينمائيّ وغيرها من المجاالت التي لعبت دوراً مه ّما ً كعامل ثقافيّ ها ّم وحامل لحضارة بلد ما ،فقد ظهرت شخصيّات فنيّة مهمّة أمثال عمران حمدي (مالفا) كفنان عالميّ يحاول التوفيق بين روح الشرق المغروزة في داخله وبين العالم الجديد الذي يقيم ويعمل فيه حال ّياً، والبدرخانيّون كانوا الروّ اد في صناعة السينما من حيث اإلخراج ،علي بدرخان اليزال معاصراً وي��زاول اإلخ��راج على نطاق واس��ع ،وأفالمه تحصد الجوائز. في النهاية لست هنا بصدد ذكر األسماء الكرديّة التي ّأثرت بشكل فعليّ في الثقافة العربيّة وخلقت منها ثقافة عالميّة ،وإ ّنما ألبيّن بصورة عامّة التبادل الثقافيّ والحضاريّ الذي يت ّم بين الشعوب ،وأنّ الثقافات من الممكن أن تتالقح وتستفيد من بعضها البعض في عمليّة التق ّدم إذا ت ّم التخلّص من نزعة اإللغاء والتعامل مع الشأن الثقافيّ العام على أ ّنه حاضن الوعي الكليّ للحضارات واألمم بصورة عامّة.
وجيهة عبد الرمحن
قراءة سياسية
هل يمكن إنقاذ سورّية؟ تحت هذا العنوان ،أقام منذ أيّام بعض الناشطين المدنيّين األلمان ندوة عامّة ،تمّت فيها مناقشة لما يحدث في سوريّة ،محاولين البحث في المساعدات التي يتوجّ ب تنظيمها وتقديمها من قِبل المجتمع األلمانيّ للشعب السوريّ ،وفي أسباب قلّة التضامن الغربيّ مع هذا الشعب، الذي يتعرّ ض ألسوأ وضع إنسانيّ في القرن الحادي والعشرين، وبغضّ النظر عن النتائج البسيطة التي يمكن أن تتح ّقق في مثل هذه النشاطات المدنيّة ،خارج إطار المساعدات المق ّدمة من قِبل الحكومة األلمانيّة واألمم الم ّتحدة ،يمكن االستفادة من تلك األنشطة، باالطالع على اآلراء المطروحة عن المسألة السوريّة في المجتمع الغربيّ ،كآراء لمراقبين مهتمّين -بنا ًء على دراساتهم المعمّقة في قضايا الشرق األوسط وسوريّة -بما يفتح أمامنا نحن السوريّين من مشاركين ومتضرّ رين ،آفاقا ً جديدة للبحث عن مخارج قابلة لح ّل تلك المسألة المتزايدة في تعقيداتها. ّ المطلعين على الشأن السوريّ ،باتوا يدركون هول الشكّ ،أنّ معظم المأساة التي مازالت مستمرّ ة ،والتي أ ّدت -ح ّتى اآلن -إلى مقتل أكثر من مائتي ألف إنسان ،وإلى ما يفوق ذلك الرقم من المصابين بإعاقة دائمة ،وإلى تهجير نحو نصف أبناء المجتمع السوريّ من بيوتهم، ملقية بما ال يق ّل عن أربعة ماليين منهم خارج الحدود ،وإذا كان قسم مه ّم من الرأي العام الغربيّ مازال متمسّكا ً بالرؤية المتش ّكلة منذ بداية األحداث كحرب أهليّة أو طائفيّة ،ومازال معظم اليساريّين ير ّدون ّ التدخل األمريكيّ ، المشكالت الحاصلة في ك ّل أرجاء المعمورة إلى في إطار رؤيتهم األحاديّة التقليديّة ،فإنّ ما حصل من مستج ّدات متعلّقة بالتم ّدد اإلسالميّ القاعديّ اإلرهابيّ ،جعلت الكثير ينظرون لما يحدث في سوريّة كحالة مستعصية على الحلّ ،بوقوع المجتمع بين مطرقة النظام الدكتاتوريّ وسندان اإلرهاب اإلسالميّ ،محاولين البحث في تأمين مساعدات إنسانيّة للشعب السوريّ ،دون الخوض في اإلجابة على السؤال المتعلّق بإمكانيّة إنقاذه. انطالقا ً من التطوّ رات الميدانيّة األخيرة ،المتعلّقة بسيطرة جبهة النصرة وحركة أح��رار الشام على معسكري «وادي الضيف» و»الحامديّة» ،وتركيز النظام في تحقيق تق ّدم ملحوظ إلحكام الحصار على مدينة حلب ،يكاد المجتمع الدوليّ أن يُجمع هذه المرّ ة على تقديم مبادرة المبعوث األمميّ لتجميد النزاع في مدينة حلب ،كخطوة على طريق الح ّل في غياب الحلول البديلة ،في حين ال تبدو إلاّ كخطوة منفصلة عن السياق العام لألحداث المتصاعدة في التو ّتر؛ فالنظام الذي ير ّكز معظم قدراته العسكريّة ،المدعومة بالميليشيات الشيعيّة المختلفة ،على المناطق التي تسيطر عليها فصائل معارضة سوريّة شا ً مختلفة بعض الشيء عن قوى اإلسالم الجهاديّ اإلرهابيّ ،يبدو ه ّ وضعيفا ً أمام هجمات ما ّ يمثل تلك القوى من «داعش» والنصرة، ّ معززاً بذلك من قوّ ة متخلّ ّيا ً عن كميات كبيرة من أسلحته وعتاده، هذين التنظيمين ،مع توسّع وتكريس سيطرتهما على مناطق واسعة من البالد؛ فعن أيّ نزاع يجري البحث على تجميده؟ و َمن هي القوى المقصودة بالتجميد؟ قد يكون االستعراض السريع للحالة التي آلت إليها مختلف التشكيالت المسلّحة للمعارضة السوريّة ،هو األكثر د ّقة في اإلجابة على تلك األسئلة ،وعلى السؤال األساس المتعلّق بإمكانيّة إنقاذ البالد، فالكتائب واأللوية التي ظهرت كتجمّعات شعبيّة محلّيّة للر ّد على ذلك العنف للنظام الحاكم ،غير المسبوق سور ّيا ً ودول ّياً ،والتي كانت بحاجة ماسّة للدعم بالسالح والمال ،تعّرضت خالل ك ّل تلك الفترة الطويلة من السعيّ لتحقيق أهداف الثورة في اسقاط النظام إلى العديد من التحوّ الت المتالحقة ،فإذا كانت التوجّ هات السياسيّة لمعظمها قد ارتبطت بمن يق ّدم ذلك الدعم من قوى وشخصيّات ذات طابع إسالميّ ،فإنّ الظهور الالحق لتنظيم «داعش» وتم ّدده فوق قسم واسع من األرض السوريّة ،قد فرض توجّ ها ً لذلك الدعم لصالح التحالف الدوليّ ض ّد «داعش» ،ممّا رجّ ح تحوّ ل قسم غير قليل من قوى الجيش الحرّ كتشكيالت وكعناصر باالتجاه الجهاديّ ،وإلى ازدياد قوّ ة جبهة النصرة وتوسّعها مع ضعف الكثير من التشكيالت الكبرى تحت تأثير الضربات المتع ّددة المصادر من جهة النظام كما من جهتي «داعش» والنصرة ،وهكذا غابت تشكيالت أساسيّة من لواء التوحيد وصوالً إلى جيش المجاهدين ،فيما نشهد تحالفا ً ألحرار الشام مع النصرة ومحاوالت متكرّ رة لجيش اإلسالم وزهران علّوش إلبقاء سيطرته على محيط مدينة دمشق بأيّ شكل كان .وهكذا ،ال يمكن النظر إلى مبادرة «دي ميستورا» إلاّ كاستمرارّ ية للهدن التي تح ّققت في حمص وريف دمشق ،والتي لم تح ّقق سوى حصاراً جديداً لتجمّعات مدنيّة معيّنة حاول النظام من خاللها االستعانة بأساليب جديدة للقتل والتهجير عبر التجويع والترويع ،إضافة للقتل والتدمير بقذائف الدبّابات والطائرات ،وبهذا الشكل يحاول النظام إطباق الخناق على ما يقرب من مليون مدنيّ سوريّ يقبعون في أحياء حلب الشرقيّة ،قبل التوصّل إلى هدنة في منطقة ثالثة من البالد ،وباستخدام صيغة دوليّة في هذه المرّ ة ،فيما ال يأبه للتوسّع المستمرّ من قبل قوى اإلسالم المتطرّ ف في مناطق أخرى ،ممّا يكرّ س حالة مختلفة من المأساة الدائمة للشعب السوريّ ،مع غياب أيّة إمكانيّة إلنقاذه من براثن دكتاتوريّة وحشيّة وإسالم متطرّ ف ،ال يختلفان في درجة استهدافهما اإلرهابيّ للشعب السوريّ ،على الرغم من اختالفهما في النوع .هنا ،لم يعد أمام السوريّين سوى التوجّ ه للمجتمع الدوليّ ،مرّ ة بعد المرّ ات العديدة السابقة ،للقيام بدوره الفاعل والسريع في إنقاذ بالدهم ،دوراً قد ال تش ّكل فيه تلك المبادرة سوى هدراً للمزيد من الوقت ،مع تعرّ ض المزيد منهم للموت والتشرّ د ،محاصرة وتجويعاً، إضافة للقتل المباشر وهدم البيوت.
لؤي حاج بكري
www.allsyrians.org
قراءة سياسية
العدد 21
/24كانون األول 2014/
هل تعلّمنا من الثورة؟ بعد م��رور أكثر من ثالث سنوات ونيّف على بدء الثورة السوريّة ،وبعد خضوع الشعب السوريّ بكا ّفة انتماءاته السياسيّة والدينيّة والمذهبيّة ...إلخ ،لتغيّرات مفصليّة ومحوريّة، هل تعلّم السوريّ من هذه المحنة؟ أو هل أ ّدت الثورة السوريّة لتغيير جذريّ أو ح ّتى سطحيّ في طريقة تفكيره؟
الكتل السياسيّة ،ك ّل منها تعمل وفق نظرتها الخاصّة ومصالحها أوّ الً ،وذلك بحسب ما يُملي عليها من يموّ لها ،فبعد أكثر من سنتين على تشكيل المجلس الوطنيّ السوريّ واالئتالف والحكومة ،إلى اآلن ال نرى أيّ شكل من أشكال التوحّ د ،بل بتنا نخجل أن نطلق على أنفسنا لقب معارضة ،يتجلّى هذا التف ّكك في االجتماع األخير لالئتالف للموافقة على تشكيلة الحكومة المؤ ّقتة التي ترأّسها أحمد طعمة ،اجتماع ،انتخاب ،تسريبات ،إلغاء النتائج، دراسة قانونيّة إلغاء النتائج ...إلخ. الجيش الحرّ ليس بأحسن حال من الكتل السياسيّة، فوسم دعم القيادة الموحّ دة ناشد «لدرجة الترجّ ي» الجيش الحرّ بالتوحّ د (لواء فالن ،وكتيبة علتان) ك ّل واحد منها يعتقد نفسه األقوى على األرض، شباب ق ّدموا الغالي والرخيص للدفاع عن مدينتهم، استشهدوا بسبب عدم التوحّ د ،كتيبة تقتحم مبنى للنظام ،وبسبب عدم التنسيق تحاصر تلك الكتيبة ويُقتل جميع عناصرها« ،اتحدوا أو ارحلوا». وسم آخر حاول فيه الشباب الناشط بالضغط على الجيش الحرّ ،ولكن دون نتيجة تذكر. ّ ومنظمات مؤسّسات إعالميّة ،ومدنيّة ،وإغاثيّة، مجتمع مدنيّ ،بل ح ّتى على مستوى األفراد الذين هم أنفسهم يطالبون بالتوحّ د ،لم ي ّتحدوا أبداً بالرغم ّ المنظمات والمؤسّسات بأشخاص من احتواء تلك يُقال إ ّنهم مث ّقفون وواعون. لم تتعلّم الجمعيّات اإلغاثيّة أنّ تصوير الطفل مع السلّة اإلغاثيّة التي مُنحت له تعتبر إهانة للطفل
سأخون ثورتي
الشهيد عبد القادر الصالح ،هل يعني دخول العاصمة االقتصاديّة لسوريّة بمئتي بارودة هو إنجاز ،أم ماذا؟ لماذا لم يجهّز القتحام مدينة حلب ،بشكل كامل وتكتيكيّ ،واآلن نرى نتيجة عدم النظر للغد ،ها هو «دي ميستورا» يحاول تجميد القتال في حلب ،وهو تجميد لصالح النظام بشكل كامل -لن أخوض هنا لماذا تلك المبادرة تخدم النظام -وهذه المبادرة مدعومة من دول «أصدقاء سوريّة» الذين يموّ لون الجيش الحرّ أي في حال ت ّم إيقاف التمويل ،لن يستطيع مقاتلو حلب الوقوف بوجه النظام ألكثر من أشهر معدودة.
التوحّ د ،أشهر قليلة تفصلنا عن مرور الذكرى الرابعة للثورة السوريّة ،هل استطاع الشعب ّ المتمثل بالكتل السياسيّة وبفصائل السوريّ ّ والمنظمات ...هل استطاع ح ّتى الجيش الحرّ أن يتقرّ ب من فكرة التوحّ د؟ السوريّ ،وتعتبر إهانة لعائلة هذا الطفل ،بل ح ّتى ّ للمنظمة ذاتها ،وللفرد الذي يسلّم تلك السلّة، إهانة ومن يلتقط تلك الصور المهينة. ننتقل لفكرة أخرى ،ولتكن التخوين ،ك ّل شخص يخالفني الرأي فهو خائن ،عميل للنظام ،للغرب، ألميركا ،لقطر ،لتركيا ،وما أكثر عمالء سوريّة للدول األخ��رى ،شباب خرجت تطالب بالكرامة والحرّ يّة ،وبعد ثالث سنوات ،بتنا نخاف من إبداء الرأي في حال كان ال يُرضي غالبيّة الناشطين. وخير مثال على ذلك كالم العميد زاهر الساكت، الذي قال بشكل حرفيّ عن معاذ الخطيب« :أنت وأمثالك لمزابل التاريخ» ،بسبب زي��ارة األخير لموسكو. االستغالل ،على ما أذكر خرجنا بسبب استغالل النظام لنا ،في جميع النواحي ،استغالل جسديّ ، ونفسيّ ،ووظيفيّ ،وجنسيّ ،واستغالل الكرسيّ ، واآلن نصدم بأنّ أوّ ل من صاح «هللا أكبر» في ّ المنظمات أو سوريّة ،وبعد أن بات مدير إحدى المؤسّسات ،بات يستغ ّل الشباب ماد ّيا ً ومعنو ّياً، وح ّتى جنس ّياً. إلى اآلن نعتقد أنّ «المهاجر» أتى لنصرة الثورة ،وبعد ك ّل ما فعلته «داعش» ما زلنا نرحّ ب بالمهاجرين الجهاديّين الذين هم أتوا من القطب الشماليّ ،فقط لنصرة الثورة السوريّة ،إلى اآلن لم نتعلّم من أخطائنا. «دخلنا حلب بمائتي بارودة فقط» هذا ما قاله
أطلق ع ّدة ناشطون وسم «علّمتني الثورة» على موقع التواصل االجتماعيّ «فيسبوك»، قرأت ما تعلّمناه من الثورة ،القول ال لب ّ شار األسد، الصبر ،مناطق سوريّة ك ّنا نجهلها بتنا نحفظها عن ظهر قلب« ،التعربش عالسوزكي» ...إلخ ،لكن لم أر أحداً تعلّم أكثر من هذه األمور ،وهي أمور بالفعل ك ّنا نجهلها ،وهي مهمّة ،وضروريّة ولك ّنها غير كافية. ليست الطامة الكبرى بأ ّننا لم نتعلّم من الثورة، بل على العكس لم نعرف كيف نحافظ على ثورتنا بشكل لطيف ،فباتت الطائفيّة ،والمناطقيّة ،منتشرة بشكل غير محدود ،ما أظهر لنا مدى جهلنا الثقافيّ ، ومدى قصر رؤيتنا للمستقبل ،ال أطلب هنا بك ّل تأكيد عدم محاكمة المجرمين ،ولكن دعونا نحاول أن ال نحاسب أحد أل ّنه من الطائفة العلويّة ،في حال لم تتلطخ يديه بالدماء ،دعونا نحاسب جميع مرتكبي جرائم الحرب ،وعدم النظر وتسليط الضوء على تلك الفيديوهات التي تنشر عن سبق إص��رار وترصّد ،هدفها الوحيد تأجيج الطائفيّة في سوريّة، فال أعتقد أنّ أحداً م ّنا يريد سوريّة كـ «لبنان ،أو العراق ،أو ليبيا». أعتقد يجب أن نتعلّم كيفيّة التعايش ،ومحاولة عدم تخوين بعضنا ،والعمل لسوريّة وليس ألنفسنا، وإيجاد حلول تتوافق مع رؤية الشعب السوريّ ،ربّما المحاولة ستكون كافية ،ربّما أنا أوّ ل َمن لم يتعلّم من الثورة السوريّة ،ولكن من الممكن أن نعتبر هذه صرخة للجميع ،فقط لمحاولة التعلّم ليس إلاّ .
حممّد احلاج
فايز سارة في حوار مفتوح في عينتاب ليس لنا غير االئتالف؟؟!! «ال أحد يعلم ماهيّة األسئلة في رأس ك ّل السوريّين نتيجة الكوارث التي ألّمت بهم» هكذا بدأ األستاذ فايز سارة لقاءه مع مجموعة من المث ّقفين والناشطين في مكتب تيّار «مواطنة» في غازي عينتاب. قال إ ّنه لم يكتب شيئا ً مسبقاً ،ولم يحضّر ورق��ة جاهزة ،إ ّنما ج��اء ليستمع ويناقش ويتبادل الرأي مع الشباب السوريّ ،منوّ ها ً بأ ّنه يتو ّقع أن يأخذ االئتالف وواقعه الراهن، الحصّة األكبر من النقاشات .قال «سنقف عند فكرة االئتالف وهي من األمور التي قد تشغلنا ،وسبب ذلك أنّ االئتالف هو التحالف األكثر تمثيالً للكتل السياسيّة واألح��زاب والحراك الثوريّ والجيش الحرّ إضافة إلى مستقلّين ،وهو التحالف الحاصل على االعتراف الدوليّ ولو ظاهر ّياً ،لذلك يجب ألاّ نتجاوز أه ّميّة االئتالف رغم أ ّنه لم يش َّكل بإرادة السوريّين ولك ّنه كان ضرورة موضوعيّة ،وهناك الكثيرون ممن شاركوا في تشكيله» .وأضاف األستاذ س��ارة« :حمل االئتالف بعد تشكيله ذات األمراض التي عانى منها سابقه ،المجلس الوطنيّ ، منها إعطاء حصّة رئيسيّة للمجلس الوطنيّ ،وأيضا ً ّ وممثلة في المجلس حصّة لكتلة أخرى موجودة الوطنيّ ،لذا فآليّة توزيع الحصص على الكتل كانت مشكلة ،كما كان النظام الداخليّ لالئتالف كقانون الثلثين ،الذي يمنح أعضاء االئتالف قبول أو رفض أيّ تكتل جديد ،مشكلة أخرى». أضاف األستاذ سارة« :األزمة الراهنة هي انقسام عاموديّ ،تتداخل فيه عوامل شخصيّة وأخرى حزبيّة لتعميق المشكلة ،وقد بُذلت محاوالت عديدة النتشال االئتالف من هذه األزمة ،وألوّ ل مرّ ة كان من يقوم بهذه الجهود هم أعضاء من قلب االئتالف ،هم من يعملون على ح ّل هذه الخالفات ،أي يوجد حالة ثقل سوريّ لح ّل المواضيع في ظ ّل وجود طرفين يعتقد
newspaper@allsyrians.org
ك ّل منهما أنّ اآلخر يحاول سحب االئتالف إلى طرف آخر ،ح ّتى ت ّم التوصّل إلى صيغة وعُقدت ع ّدة اجتماعات ،ا ّتفق غالبيّة األعضاء على إعادة القضايا إلى الحوار ووضع مسوّ دة إلقرارها ،ويت ّم اآلن العمل إلصالح مؤسّسة وحدة تنسيق الدعم، وكذلك التوافق على الحكومة وتشكيل المجلس العسكريّ األعلى والتوافق على الكتلة العسكريّة في االئتالف ،وبعد أكثر من 16يوما ً من اال ّتفاق لم تت ّم أيّة خطوة عمليّة للتنفيذ باستثناء اللجنة المكلّفة بتشكيل المجلس العسكريّ ،التي عملت على تسمية 4كتل من أجل تسمية ّ ممثليهم ،وهذه الحالة خطيرة أل ّننا سننتقل بعد ع ّدة أسابيع إلى انتخاب قيادة جديدة. وقال« :نحن وصلنا إلى ا ّتفاق وملتزمون به، رغم أ ّنه يتعارض مع توجّ هاتنا ،مثالً :تسمية أحمد طعمة ،ك ّنا ض ّدها ألنّ أكثر من ثلثي األعضاء هم َمن أقالوا الحكومة فكان من الصعوبة أن تعاد تسميته ،ورغم ذلك وافقنا على الحوار مع زمالئنا لنتوافق على القاسم المشترك بيننا لمعالجة أزمة االئتالف .وليس همّنا الكتلة الديمقراطيّة أو التحالف المحيط بها». ختم األستاذ سارة حديثه بأنّ ما يهمّنا هو سورية وليس االئتالف وال الكتل المش ّكلة له ،فالجميع أدوات في سبيل الوصول إلى القضيّة». وبعدها ت ّم حوار مفتوح بين الحضور واألستاذ
3
فايز س���ارة ،حيث ت��س��اءل الحضور عن المشاكل الداخليّة لالئتالف وعدم قدرته على مواكبة الوضع في سورية ،وعن عدم وضوح ّ توزع الكتل داخله ،إذ بين انتخابين تتب ّدل خريطة الكتل وتتغيّر التحالفات ،وعدم قدرته على مأسّسة أموره؟ وتساءل أحد الحضور: إلى أين ستذهب سورية نتيجة الكتل الموجودة داخل االئتالف بمعنى الموقف وليس السياسة؟ وإلى أين يذهب االئتالف؟ كما تح ّدث أحد الحاضرين« :انتقلنا من التخوين السياسيّ إل��ى التخوين ال��ث��وريّ ال��ذي أ ّدى إلى احتكار االئتالف للثورة ومن ث ّم السلطة» .وآخر قال« :االئتالف في أزمة وال يجب أن يتبرّ أ أحد من مسؤوليّاته ،ال يمكن ألحد أن يلغي االئتالف ولك ّنه فعل ّيا ً ملغى من عقول الناس» .وتساءل آخر: «هل الح ّل هو مؤتمر سوريّ ؟ الك ّل يعلم كم من المؤتمرات التي عُقدت ،فهل كان لها أيّ تأثير أو نتائج ملموسة؟ هل سنعيد إنتاج هذه المؤتمرات وكأ ّننا نعيد تركيب دوالب خربان؟ لذلك يجب دعم المؤسّسات الموجودة في الحكومة ووحدة تنسيق الدعم واالئتالف». أحد الحضور لخصّ انطباعه عن اللقاء بقوله: «لم يكن الحضور م ّتفقا ً مع ما طرحه األستاذ فايز ّ الحق على الشعب سارة فمنهم من قال إ ّنه يضع السوريّ ويبرئ ساحة االئتالف ،رغم ك ّل ما قاله، ما ق ّدمه األستاذ فايز هو حالة من الضياع والتخبّط السياسيّ الموجود في كتلته وفي إجاباته لم ينجح في أن يجيب عن األسئلة بموضوعيّة بل جعل من نفسه محاميا ً عن االئتالف رغم ك ّل اإلساءات التي ق ّدمها االئتالف كمؤسّسة إلى الشعب السوريّ ... ح��وار مه ّم ،وفضاء مفتوح لتبادل األفكار والرؤى ،يتيحه لنا ك ّل أسبوع مكتب تيّار مواطنة منري التعمري في غازي عينتاب.
انتهازّية القوى السياسّية وقصورها لماذا جرى التخلّي عن شباب الثورة وقيمها من قِبل القوى الوطنيّة ولمصلحة َمن جرى ذلك؟ هذا هو السؤال الذي مازلنا نر ّدده كشباب ناشطين في الثورة ،آم ّنا بأهدافها وتمسّكنا بمبادئها تحت ك ّل الضغوط، ك ّنا خاللها وحيدين ،إلاّ من محاوالت ،ح ّتى هذه المحاوالت على قلّتها كانت محاوالت غير سليمة أوّ الً ،وفي أفضل األحوال (وهذا ثانياً) كانت خاطئة ،إن على صعيد الشكل أو من حيث المضمون ،ناهيك عن أ ّنها كانت قاصرة ثالثاً. أوّ الً -مع انطالقة الثورة كان مطلوبا ً أن ال تز ّج القوى السياسيّة التقليديّة اسمها في هذا الحراك الذي كان يواجه تح ّدي الحفاظ على مظهره الشعبيّ العفويّ دفعا ً ألن يستغ ّل النظام ذلك في تعزيز دعايته عن هذا الحراك بأ ّنه مدفوع ومحرّ ك ويحمل أجندات...إلخ. لكنّ ما حصل عمل ّيا ً أنّ العديد من هذه القوى بدأت مب ّكراً بالتسابق فيما بينها على حصد نتائج هذا الحراك عندما اعتقدت أنّ المكاسب ستكون سريعة ،بعد أن ُخ ْ دعت َ وخدعت الحراك نفس ّيا ً بوعود إقليميّة ودوليّة تأ ّكد زيفها الحقاً. لقد بدأت هذه القوى التي تزايد عددها الحقا ً في ساحة االستغالل هذه بالتنافس على استغالل تضحيات الشباب المتظاهر ،ولم تردعها عن ذلك فاتورة الد ّم المضاعفة بعد انتقال الحراك إلى العسكرة ،فاكتفت بتقديم القليل من الدعم مقابل الكثير الكثير من الوعود ،وبالتزامن مع ذلك بدأت هذه القوى تق ّدم نفسها على أ ّنها مالكة الثورة وموجّ هتها، إلى أن تك ّ شف للجميع حقيقة الموقف الدوليّ من القضيّة السوريّة ،فبدأت (هذه القوى) تنسحب لصالح االكتفاء بالتنافس على المؤسّسات السياسيّة التي أُنتجت باسم الثورة، تاركة شبابها نهب الصراعات والتجاذبات الخطيرة التي لم يكن من السهل علينا الصمود بوجهها. ثانيا ً -بعد التحوّ ل الكبير هذا ،وبحكم ضرورة الحاجة إلى األرض ،بدأت الكثير من القوى السياسيّة تف ّكر بأ ّنه ّ يحق لها أن تستتبع الناشطين باعتبارها تمتلك النضج الذي ّ يستحق -كما ظ ّنت -أن يضحّ ي من أجله هؤالء الشباب، هكذا وبك ّل بساطة. أذكر هنا ،في أواخر العام ،2012تواصلت معي سيّدة من إحدى مؤسّسات المجتمع المدنيّ -أثنت على وعيي الكبير -تعرّ فت عليها من خالل صفحتي في «الفيسبوك» وطلبت م ّني االنضمام إلى فريق اإلذاع��ة التي ينوون تأسّيسها ،قبل أن تفاجئني السيّدة برسالة الحقة ُتلغي الفكرة بسبب «بوست» نشرته على صفحتي الشخصيّة وقالت: إ ّنه طائفيّ . لم يعن لي األمر شيئاً ،لكن أذهلني غرور هذه السيّدة وعنجهيّتها ،كما أدهشتني طريقة تقيمها لفكري ودرجة وعيي وصالحيّتي الوطنيّة من خالل بوست ،هذا إن صدق تفسيرها للبوست. هذا المثال هو واحد من أمثلة مكرّ رة مرّ ت على الكثير من الناشطين طيلة عامين ونصف من الثورة في عهدها المسلّح ،وهي تجارب لم تفشل كلّها في إيجاد شبّان قبلوا العمل مع هذه الفعّاليّات ألسباب مختلفة ،لكن ليس من بين هذه األسباب حتما ً القناعة ،ما يعني بالتأكيد أنّ هدف هذه القوى لم يتح ّقق ،بدليل النتيجة الواضحة على األرض اليوم. ثالثا ً -وعن القصور أتح ّدث اآلن ،وهو جانب يحتاج لشرح مطوّ ل ليس هذا مكانه ،لكن باختصار نالحظ أنّ القائمين على المشاريع الوطنيّة (وأتح ّدث هنا عن الصادقين منهم) لم يبدعوا أيّ أساليب أو أدوات تح ّقق لها الفعاليّة واالنتشار ،فاكتفى أكثرهم بنشاطات شكليّة أو ألهداف إعالميّة في الدول المجاورة ،ناهيك عن أنّ هذه القوى عملت على تقديم نفسها بطريقة غير حكيمة ،أضرّ ت بالمبادئ التي تحملها ،وبالمشاريع التي تسعى لها إلى الح ّد الذي كان من الحكمة بالنسبة للشباب المؤمن بهذه األفكار والمشاريع -بغضّ النظر عن انتمائها أليّ من هذه القوى أن يتج ّنب اإلعالن عن قناعاته ،فضالً عن النضال منأجلها. أستغرب فعالً كيف تو ّقعت القوى الديمقراطيّة مثالً أن يكافح الشباب الديمقراطيّ على األرض من أجل الفكرة وسط بحر من الترويج لـ (تحريم الديمقراطيّة وتكفيرها) في الوقت الذي كان وجوه القوى الديمقراطيّة السوريّة ورموزها ال يتوانون عن استعراض عضالتهم في طرح ومناقشة قضايا حسّاسة اجتماع ّيا ً من جهة (مثل حقوق المثلييّن) أو صادمة للسوريّين كزيارة إسرائيل ،وغيرها ّ تمت أصالً لقضيّة الديمقراطيّة أو من القضايا التي ال جوهرها ،وبشكل بدا أ ّنه بال حكمة ،وأحيانا ً أنانيّ وبال ضمير. عقيل حسني
www.allsyrians.org
4
العدد 21
/24كانون األول 2014/
أحوال
بين تضحيات أبنائها وتقاعس الساسة ..هل ستحاصر حلب؟؟؟ سباق مع الوقت ،النظام حياول أن يسيطر على حلب ،واملعارضة حتاول أيضا فرض سيطرتها ،الطرفان يسعيان إىل احلسم السريع. النظام واإليرانيّون يريدون استكمال تطويق حلب (املناطق اخلارجة عن سيطرتهم) بأسرع وقت ممكن ،وبالتالي تطويق حلب بشكل كامل .بينما تسعى كتائب املعارضة إىل فتح الطريق الدوليّة وإفشال خم ّطط احلصار وإكمال السيطرة على املدينة. املراقب للحدث ،يعلم أ ّن هذه املواجهة اسرتاتيجيّة باملعنى الدقيق ،وتتخ ّطى السيطرة اآلنيّة على املدينة إىل حتديد مستقبل مدينة حلب ضمن أ ّي اتّفاق أو تسوية قد حتدث. ّ هلذه التصوّرات حتاول «كلنا سوريّون» أن تستطلع ما جيري يف حلب: .1هل س ُتحاصر حلب من قبل قوّات النظام ،أم أ ّن النظام حياول رفع سقف مطالبه وفرض إمالءاته على املعارضة واملبعوث الدول ّي؟ .2ماذا ح ّضرت قوى املعارضة ومؤ ّسساتها املدنيّة ميدانيّاً للتعامل مع سيناريو حصار حلب ،خا ّصة وأ ّن جتربة محص ما زالت ماثلة يف األذهان ،أم أنّنا كالعادة ننتظر املصيبة أن تقع ومن ث ّم نقع يف ردّ الفعل؟ 3هل يوجد خطط بديلة أم أصبح احلصار أمراً واقعاً؟ .4هل د ْرس هدنة محص قابل للتطبيق يف حلب أم أ ّن الظروف الدوليّة وامليدانيّة والعسكريّة ختتلف؟ أمحد ديري (عضو جملس مدينة حلب -رئيس اإلدارة احمللّيّة) ج 1الحصار حقيقة وليس خياالً ،وهو واقع اآلن مع وعورة الطريق وخطورته ،حيث تتعرّ ض الطريق بشكل دائم للقصف والرصد ،وقد تق ّدم النظام لمناطق تط ّل بشكل مباشر على الطريق بمسافة ال تتجاوز 1500م ،لقد أضحت حياة البشر سلعة للمزاودات السياسيّة ولعبة دوليّة للضغط على المعارضة والنظام، الك ّل يلعب ب��األرواح مع األس��ف ،ح ّتى بعض من يُحسبون على المعارضة .يمكن أن أتفهّم بأنّ العالم وهيئة األمم بال أخالق وليس لهم منها إلاّ ما تنطق به ألسنتهم ،وكذلك النظام ،ولك ّني لم أكن أتصوّ ر هذا من بعض الدول العربيّة وبعض رموز المعارضة. ج 2حيث لم يستجب أحد لنداءات مجلس مدينة حلب والقوى الثوريّة في تعجيل إيصال المساعدات الما ّديّة والعينيّة ووضع ّ خطة طوارئ موضع التنفيذ الفوريّ ، بل باتت عرضة للمساومات السياسيّة ،نحن نعمل ك ّل ما نستطيع وأملنا باهلل ث ّم عزيمة وصبر أبطال حلب من الثوّ ار والمجاهدين ،لن نستسلم أو نستكين وسنبذل األرواح آخر المطاف. ج 3نعم يوجد خطط بعضها يحضّر حال ّياً. ج 4الهدنة ،من وجهة نظرنا نحن ،ال يمكن أن تكون مع نظام مجرم س ّفاح ال يرعى أيّة اتفاقيّات ،وليس له أيّ عهد أو ذمّة ،ولن تكون إلاّ بعد أن تكون أرواحنا قد تصاعدت إلى السماء. ربيع اإلبراهيم (املكتب اإلعالم ّي حل ّي طريق الباب) ج 1النظام السوريّ بعد أن احت ّل خناصر والسفيرة، ك��ان بإمكانه اجتياح حلب أل ّن��ه فتح لنفسه طريق اإلمداد ،وبات في أيّ وقت يستطيع أن يستر ّد المنطقة التي يريدها بسبب تش ّتت المعارضة ،وقتال الفصائل فيما بينها ،ومن ناحية أخرى ضربات «داعش» في خاصرة الثوّ ار ،لكنّ المجتمع الدوليّ يضغط عليهم ألاّ يتحرّ كوا ح ّتى تكمل مفوضات دي ميستورا. ج 2حلب تفتقر للمواد الطبّية ،وألنّ عندها مخزون فقط لـ 3أشهر يطالب كا ّفة الناشطين اآلن بالمواد األوليّة من ب��ذور وطحين من أجل الحصار ،لكن بنظري حلب إذا حوصرت ستقاوم أكثر من حمص أل ّنها تعلّمت الدرس. ج 3إنْ أصبح الحصار أمراً واقعا ً فلديك ح ّل بديل ،أن يسلّم الجيش الحرّ سالحه لـ «داعش» ويضع يده في يد «داعش» ويهاجموا النظام. ج 4هدنة حمص مستحيل أن تطبّق في حلب أل ّنهم أخذوا درسا ً من هدنة حمص شاهدوا كيف أنّ من صالحوا وقبلوا الهدنة ،اعتقل نصفهم .و ُغدر فيمن صالحوا ،برأيي لن نصل إلى هذه المرحلة في حلب ولن يرجع النظام إليها. فراس املصري (ناشط جمتمع مدن ّي) ج 1من المؤ ّكد أنّ المحاوالت األخيرة من قبل النظام تهدف إلى فرض واقع جديد أمام أيّة مبادرات سياسيّة بغضّ النظر عن سيناريوهاتها المقترحة .من الصعوبة بمكان أن يتم ّكن النظام من حصار حلب فالوضع الميدانيّ بتعقيداته عصيّ على قوّ ات النظام ،وقد فشل سابقا ً وهو في وضع أفضل ممّا هو عليه اآلن. ج 2ال يتو ّفر لديّ معلومات تفصيليّة لكن باإلجمال السيناريو تكرّ ر منذ ع ّدة شهور وبالتالي التحضيرات مختلفة تماما ً عن الوضع في حمص. ج 3ال بديل عن منع الحصار بالرغم من توافر تحضيرات لمثل هذا السيناريو. ج 4من المؤ ّكد أنّ الظروف الدوليّة والميدانيّة وح ّتى القرار السوريّ يختلف في هذه الحالة ،وال ننسى أنّ هدنة حمص جاءت بعد حصار أكثر من سنة ولو حوصرت حلب -ال سمح هللا -مثل هذه الم ّدة (وهذا لن يحصل) فالكالم سيكون عن نهاية ثورة ال عن إبرام هدنة. ّ بكري كعكة (نائب مدير ممثليّة االئتالف) ج 1ميليشيات األسد تسعى لفرض الحصار على مدينة حلب منذ قرابة السنة ،منذ نجاحها بإعادة السيطرة على اللواء ،٨٠يعني قبل مبادرة دي ميستورا .وإن نجحت بذلك فذلك سيقويّ من موقفها في المبادرة.
newspaper@allsyrians.org
ج 2المعارضة السياسيّة ومؤسّساتها تسعى ألن تكون على قدر مسؤوليّة التعامل مع الحصار فيما لو حصل ،لكن -وكما هو معروف -المعارضة السياسيّة ومؤسّساتها تعتمد على دعم الدول الخارجيّة ،ممّا يرهن عملها بالسياسات التي تعمل بها تلك الدول على غرار موقفها وتغيّراته. ج 3حلول الثوّ ار البديلة هي إيمانهم بثورتهم وبالنصر الذي سيق ّدمون الغالي والنفيس من أجله. ج 4ال يوجد مجال للمقارنة ما بين الحصار الذي حصل في حمص أو الحصار الذي يمكن أن يلحق بحلب .الوضع الجغرافيّ بحلب مختلف ،خطوط جبهات القتال مختلفة ،هناك ع ّدة أمور مختلفة تماما ً عن حمص. باسل اجلنيدي (مدير مكتب تركيا لـ»مركز الشرق للدراسات») ج 1على المدى القريب أتو ّقع بحسب واقع األحداث في األرض أن يتم ّكن النظام من تطويق حلب ،إلاّ أ ّنه لن يستطيع غالبا ً االستمرار في محاصرتها ،هناك ارتفاع لمعنويّات الثوار بعد التق ّدم في درعا وإدلب خالل الشهر األخير ،وأتو ّقع أن ينعكس ذلك على الوضع في حلب .بالطبع ،فحلب ذات أه ّميّة استراتيجيّة كبيرة سواء للنظام أو المعارضة ،وسيضع النظام قواه من أجل محاصرتها وفرض شروطه في أيّة مفاوضات قادمة أو بشأن ّ خطة دي ميستورا. ج 2ليس هناك تحضيرات ج ّديةُ ، طرحت في الفترة الماضية ع ّدة أفكار من أجل توفير حالة من األمن الغذائيّ ،النباتيّ والحيوانيّ ،في حالة الحصار ،إلاّ أنّ هذه التحضيرات لم تنعكس على األرض بشكل حقيقيّ ، ّ تتلق الدعم الكافي ،في هذه الحالة هناك تقصير ولم محلّيّ وتجاهل دوليّ للكارثة المقبلة في حالة الحصار. سيكون الحصار كارث ّيا ً إذا حدث كما في حمص ،كنا نتكلّم في حمص عن ع ّدة آالف من المدنيّين ،أمّا في الحالة الحلبيّة فنحن نتكلّم عن حوالي 300ألف مدنيّ موجود اليوم في المناطق المحرّ رة. ج 3ليس هناك أيّة خطط حقيقيّة يقوم بها المجتمع المدنيّ المحلّيّ والدوليّ . ج 4هدنه حمص كانت بمثابة االستسالم ،ليس هناك أيّة تجربة ناجحة للهدن في سورية وجميعها كانت تت ّم تحت وطأة التجويع والحصار ،لذلك فالمثال الحمصيّ أو غيره من األمثلة في ريف دمشق غير مب ّ شرة، ويصرّ دي ميستورا أنّ ّ خطته تق ّدم نموذجا ً مختلفا ً عن الهدن السابقة ويرفض مقارنتها بأيّ منها. أعتقد أنّ أيّة هدنة حقيقيّة تحتاج إلى عمل سياسيّ مواز لها يفضي إلى انتقال للسلطة ،أمّا محاولة عزل ٍ الوضع الميدانيّ عن الوضع السياسيّ ،فهي برأيي طريقة فاشلة في مقاربة الوضع في سورية ،وال أظنّ أنّ هناك أمالً لنجاح مساعي دي ميستورا في هذا المجال، إلاّ في حالة حصار حلب وتجويعها واستسالمها ،وهو سيناريو ال يبدو بعيداً لك ّنه غير متو ّقع بنظري. حممود النجّار (حزب الشعب الدميقراط ّي السور ّي -عضو اجمللس الوط ّ ين إلعالن دمشق) نتيجة لتشرذم قوى المعارضة والجيش الحرّ في حلب وريفها والتنازع الحاصل بينها وبين القوى على األرض فالنظام مع حلفائه من جهة و»داعش» مع نظرائها من جهة أخرى ،ومع اقتراب فضح ّ خطة دي ك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء ،يقترب ميستورا لف ّ الحصار على مدينة حلب وقطع الطريق الواصل بين المدينة والحدود التركيّة ،وبذلك يضمن خنق ما تب ّقى من قوّ ات الجيش الحرّ المدافعة عن المدينة والريف ض ّد النظام وض ّد «داعش» فقوّ ات النظام مدعومة بالقوّ ات االيرانيّة وحزب الالت ،وك ّل المرتزقة تسعى جاهدة لحصار حلب تعويضا ً عن الخسائر التي ُتمنى بها في باقي المناطق ،وفرض قوّ تها بعد طرح حلب منطقة مجمّدة النزاع ووضع اليد على أكبر مساحة جغرافيّة تستطيع من خاللها التحرّ ك بحرّ يّة أكثر وإيصال السالح والعتاد والمساعدات لقوّ اتها .أمّا قوى المعارضة ومؤسّساتها المدنيّة والعسكريّة وبفعل حالة ّ التشظي وتع ّدد المرجعيّات وجهات الدعم لم ُتعد الع ّدة
ولم تتعلّم من تجارب المدن السوريّة األخرى التي اكتوت بنيران الحصار والجوع وانتظار المصائب، ومن ث ّم الندب والبكاء عليها .حسب المتو ّفر من معلومات وهي بالكاد ،أ ّنه ال خطط وال هم يحزنون (طجّ ت لعبت) وإنْ وقع الفأس بالرأس فلن ينفع ندم وال تسويف ،وأظنّ أنّ واقع حمص والغوطة المؤلمين يمكن أن يتكرّ ر بحلب إلاّ إذا كان لألتراك رأي آخر، عندها تكون األمور قد سارت بعكس المشتهى. حممّد يوسف (ناشط جمتمع مدن ّي) هناك صعوبتان لتنفيذ حصار حلب -1 :كون حلب نواة مشروع دي ميستورا كعمليّة سياسيّة -2صعوبة الحصار من الناحية العسكريّة ،حيث هناك ثقل عسكريّ ال يسمح بالحصار. باعتقادي أنّ انهيار النظام في وادي الضيف (على أه ّميّته البالغة) يؤ ّ شر إلى انهياره العا ّم وبالتالي فاأليّام القادمة قد تكشف عن مفاجآت في حلب أو جبهات أخرى. أبو متيم (مدير فرع ريف حلب للمؤ ّسسة األمنيّة) ج 1من الممكن حسب المعطيات الحاليّة أن ُتحاصر ّ المنظم حلب في حال استمرّ غياب العمل العسكريّ وتع ّدد القيادات. عال ج 2أعتقد أ ّنه ال يوجد تحضير على مستوى ٍ نظراً لضعف اإلمكانيّات الما ّديّة واللوجستيّة ،وبالعموم أعتقد أ ّننا ننتظر وقوع الكارثة كالعادة. ج 3نعم هناك من يعمل على خطط بديلة كفتح ممرّ ات بديلة في الريف الجنوبيّ في حال ت ّم حصار حلب، ولكنّ الظروف التي نعمل فيها صعبة ج ّداً وهي وجود جهات معادية أخرى وعلى رأسها «داعش» ج 4أعتقد أنّ ظروف حلب تختلف من جميع النواحي، وأعتقد أنّ المقاربة بين حمص وحلب مقاربة غير صحيحة. أبو معاوية (رئيس فرع أمن املعلومات) ج 1ال أعتقد أ ّنه يمكن محاصرة حلب وإ ّنما هي ورقة ضغط يستخدمها النظام على القوى المعارضة لتحسين شروط تفاوضه وموقفه السياسيّ أمام الداخل والمجتمع الدوليّ . ج 2ال أعتقد أ ّنه يوجد أيّة خطط بديلة وأعتقد أ ّننا ننتظر وقوع الكارثة لغياب القيادة الواحدة وتع ّدد المرجعيّات والمشاريع. ج 3ال أعتقد ذلك لعدم وجود الرؤية االستراتيجيّة للفصائل المعارضة. ج 4نعم ،أعتقد أنّ سيناريو حمص قابل للتطبيق من خالل ما نشاهده من واقع الفصائل المعارضة ومن التنسيق بين الفصائل المعارضة. أبو مهنّد (رئيس فرع التحقيق) ج 1أعتقد أنّ حلب لن يت ّم حصارها وإ ّنما هي ورقة ضغط يستخدمها النظام لرفع سقف مطالبه. ج 2أتو ّقع أ ّنه ال شيء ت ّم تحضيره وإ ّنما ننتظر وقوع الكارثة. ج 3أعتقد أ ّنه ال توجد خطط بديلة من قبل أيّة جهة في الثورة. ج 4أعتقد أنّ الظروف السياسيّة والعسكريّة والميدانيّة تختلف عن حمص وال يوجد مجال للمقاربة بينهما. أبو سمير (القائد العسكريّ العام للواء عاصفة الشمال بالجبهة اإلسالميّة) ج 1ال ،ألنّ الشعب والجيش الحرّ سيدفع بك ّل أبنائه في المعركة ،والحرّ ق ّدم لتحرير أرضه أكثر من خمسة آالف شهيد. ج 2أتو ّقع أنّ الجيش الحرّ بدأ بصياغة خطط لمنع حصار حلب أصالً ،وتجري االجتماعات والنقاشات مكثف لتوحيد الجهود بشكل ّ بشكل ّ منظم. ج 3نعم ،يت ّم العمل على إعداد خطط بديلة في حال ت ّم حصار حلب مع أ ّننا متأ ّكدون – إنشاء هللا -من عدم حصار حلب. ج 4أعتقد أنّ حمص غير حلب ،ألنّ حمص فُرض عليها حصار خانق من حدود لبنان إلى مناطق النظام إلى الساحل ،وألنّ حلب مفتوحة على الحدود التركيّة وعلى المناطق المحرّ رة.
عبد احلميد سليمان (إعالم ّي) ج 1النظام سيناور -غالبا ً لكسب الوقت مع الحفاظ على حالته العسكريّة ويمكن التصعيد ح ّتى من قبله، لتطويق المدينة وش ّد الخناق عليها. ج 2أغلب المبادرات متعلّقة بالظرف الزمانيّ وأداء األطراف في الصراع على مكان ما وما يتخلّله من مصالح دوليّة أو ح ّتى مصالح كنتائج من مبادرة تفضي إلنهاء حالة ما .المعارضة أداؤها سيّ ء ج ّداً على كا ّفة الصعد ،المحاجّ ات المق ّدمة من قبلها وأيضا ً األداء المؤسّساتيّ ،وبالمقابل النظام متماسك .ولديه القدرة على الحفاظ على مؤسّساته التابعة لها بالعموم. -3ال جواب -4القضايا نسبيّة وتختلف من مكان آلخر والظرف الزمني -السياسيّ مختلف نوعا ما. ميالد الشهابي (إعالم ّي) ج 1بعد الضغط الذي حصل على النظام السوريّ منذ عامين ح ّتى اآلن من قبل شبّيحة نبّل والزهراء، ك الحصار عن هاتين المدينتين اللتين تعتبران وفشل ف ّ قلعة النظام السوريّ في ريف حلب الشماليّ ،يحاول النظام رفع معنويّات مقاتليه في البلدتين من أجل إطالة الوقت. ج 2هناك ع ّدة خطط من أجل التعامل مع الحصار ولكن ح ّتى اآلن ال توجد أيّة ّ منظمة محلّيّة أو دوليّة أو عالميّة تدعم مدينة حلب من أجل الحصار. ج 3في الحقيقة ،أثناء تصوير تقرير عن وضع الشارع الحلبيّ في ظ ّل فصل الشتاء ،وفي لقاء مع مدير المكتب اإلغاثي لدى المجلس المحلّيّ ،أخبرني أ ّنه ال يوجد أيّ دعم في هذا العام لمدينة حلب من أجل تأمين العائلة في ظ ّل الشتاء ،واآلن حلب -بدون حصار -هي أمام كارثة إنسانيّة. ج 4الظروف الدوليّة ال تسمح لمحاصرة أكبر مدينة سورية من حيث عدد الس ّكان أو المساحة ،الظروف العسكريّة تختلف تماماً ،المقاتلون من أبناء الريف والمدينة ح ّتى اآلن يدفعون أرواحهم من أجل عدم السماح لنظام األسد بحصار حلب. معروف السبسيب (ناشط جمتمع مدن ّي) تحاصر بقرار دوليّ ،لتم ّتعها بخصوصيّة ج 1حلب لن َ لدى النظام والمعارضة وتعتبر اآلن رمّانة الميزان ،أمّا موضوع الحصار فهناك تبادل لألدوار بين الطرفين بمباركة دوليّة للحفاظ على التوازن واستمرار عمليّة االستنزاف بما يخدم الشيطان األكبر أمريكا وطفلها ك بأنّ النظام يسعى لحصار المدلّل إسرائيل ،وال ش ّ حلب وفرض شروطه على المعارضة ومن يواليها. ج 2أحد األطبّاء طمأنني بمخزون جيّد من الدواء والمستلزمات الجراحيّة .أمّا من ناحية باقي المؤسّسات فأظنّ أنّ هناك من يعمل على هذا األمر. ج 3هناك من يعمل على خطط في كا ّفة المؤسّسات، وأظنّ بأ ّننا استفدنا ممّا مرّ به إخوتنا في حمص الحبيبة، وال أعتقد بأنّ هدنة حمص ستطبّق في حلب. ج 4وبذلك نستنتج أنّ الظروف مختلفة بين حمص وحلب عاكف البكري (ناشط جمتمع مدن ّي) ستحاصر ،وخاصّة أنّ النظام ج 1أعتقد أنّ حلب َ يضع ثقالً كبيراً عليها ويج ّند أعداداً كبيرة من الحلبيّين عن طريق االحتياط من أجل هذه المعركة ،والكتائب كعادتها مشرذمة وست ّتهم بعضها البعض بالخيانة إن ت ّم الحصار. ج 2أ ّم��ا عن موضوع م��اذا حضّرت المعارضة ومؤسّساتها المدنيّة؟ فال أعتقد أ ّنه ت ّم تحضير أيّ شيء، وكما نعرف دائما ً ننتظر أن تقع المأساة ومن بعدها نبدأ بالبحث عن الحلول. ج 3كما أ ّني ال أعتقد بوجود خطط بديلة ،أل ّنه لو كانت هذه الكتائب تتم ّتع بمصداقيّة لكانت صارحت المدنيّين المتب ّقين بخطورة بقائهم في حلب ،ولذلك ليس لديها أيّة ّ خطة بديلة ،وإن كان هناك فيجب أن تعرضها يطلعون عليها ،ألنّ أيّة ّ أو تجعل الناس ّ خطة ستكون حياة الناس من ضمنها.
إعداد :باسل العبداهلل www.allsyrians.org
العدد 21
ملف العدد
5
/24كانون األول 2014/
«اإلسالم هو ّ الحل ،مقولة سياسّية بامتياز وأنا أختلف معها»2/2 أمحد الرمح :كاتب وباحث وداعية إصالح دي ّ ين ،له ع ّدة كتب مطبوعة وعشرات احملاضرات واملقاالت ،عضو اهليئة التنفيذيّة للكتلة الوطنيّة الدميقراطيّة ،من مؤ ّسسي جلان اجملتمع املدن ّي.
ّ تخطئ إسالمي • أستاذ «الرمح» أنتم كباحث ّ مقولة «اإلسالم هو الحلّ» ألنّ فيها «قهر ّية» فكيف تجد في اإلسالم حلاّ ً؟ الرمح :مقولة اإلسالم هو الحلّ ،هي مقولة سياسيّة بامتياز وأنا أختلف معها لما تحتوي من قهريّة لآلخر على لون واحد للح ّل وازدراء التجربة األخرى ،وهي تحمل في طيّاتها إلغائيّة للرأي اآلخر ورفض التشاركيّة في المسؤوليّة الوطنيّة واحتكار للقرار الوطنيّ وهذا لم
وما قالته الصحف:
تتكرّ ر المرّ ات التي نشير فيها إلى «األزمة السوريّة» في محاولة لوصف حدث ما ،وفي ك ّل مرّ ة نستعمل تعبيراً اصطالح ّيا ً بأ ّنه «عمل غير مسبوق». نقلت «أ ب س نيوز» و «س ب س نيوز» قول (فاليري آموس) أمين عام األمم الم ّتحدة للشؤون اإلنسانيّة: «نفذت الكلمات التي تفيد بشكل كافٍ، الوصف ال�لازم ألعمال العنف الوحشيّ ، واالستخفاف بحياة اإلن��س��ان ،وه��ي السمة األبرز في هذه األزمة» وأوضحت قائلة «لقد لجأ النظام السوريّ إلى استخدام «البراميل ّ مكتظة بالس ّكان ومارس المتفجّ رة» في مناطق بح ّقهم أقسى أنواع التعذيب الوحشيّ واإلعتقال التعسّفيّ واعتدى عليهم بالضرب ،في حين احتجزت جماعات المعارضة المسلّحة رهائن محلّيّين من س ّكان المنطقة وقتلت مدنيّين ّ المفخخة. باستخدام مدافع الهاون والسيّارات ّ بحق وأضافت :لقد ارتكبت «داع��ش» المدنيّين جرائم كبيرة من قتل واستعباد واغتصاب وتشريد وتعذيب ،ممّا يدل على أنّ ك ّل األطراف المعنيّة في النزاع ال تزال تنتهك أبسط القواعد القانونيّة ،وهذا سيؤ ّدي إلى عواقب وخيمة ومدمّرة. ووصفت وكيل األمين العا ّم «آم��وس» الحالة التي يمرّ فيها البلد «بالرهيبة» وخصوصا ً على األطفال ،وتفيد التقارير أنّ اإلعدامات تجري علنا ً بالصلب وقطع الرأس وال��رج��م ح ّتى ال��م��وت ،خصوصا ً من قبل «داعش» وقد ازدادت هذه اإلعدامات بشكل كبير في األشهر األخيرة. وبيّنت صحيفة «الغارديان» أنّ األمكنة والمواقع المتعارف عليها تقليد ّيا ً كمالذات آمنة
newspaper@allsyrians.org
يعد ممكنا ً في الدولة المعاصرة .كما أ ّنها تعلن وصاية على المجتمع كما لو أ ّن��ه قاصر .ولآلخر تجاربه التاريخيّة يجب االستفادة منها ومشاركته في الح ّل الوطنيّ والمشروع الوطنيّ ،وتلك إشكاليّة برأي عند من يطرح هذه المقولة تجعل مخاصماتهم مع اآلخر مستمرّ ة ،وهذا مضرّ بالمشروع الوطنيّ .بالتالي ،أنا أقول األمثل أن نطرح (في اإلسالم حلٌ) وهذا يعطي طمأنينة لآلخر الشريك في الوطن على أ ّنه من الممكن أن نكون جميعا ً متشاركين ومساهمين في مشروع الخالص الوطنيّ .في اإلس�لام ح�لّ ،أيّ يمكن أنا وأنت وجمع أبناء الوطن أن نساهم في عمليّة التنمية والتحضّر والرقيّ االجتماعيّ والثقافيّ والسياسيّ والعلميّ واالقتصاديّ .وهذا يعيدنا إلى طرح ثقافة المشاركة التي هي السبيل إلنقاذ الوطن ،وأمّا ثقافة: أنا من أملك الصواب .ففي ال��دول المعاصرة دولة المواطنة الدولة المدنيّة ،فهي مشكلة وليست حلاّ ً .يملك اإلسالم أشياء عظيمة وجميلة تساهم في رقيّ المجتمع ونموّ ه وتق ّدمه ولكن ما يشوّ ه هذه الجماليّات اإلسالميّة القهريّة في طرح الحلول من قبل بعض اإلسالميّين. • ف��ي مقولة لكم إنّ «تطهير ال��ب�لاد من االستبداد...اليعفيك من مسؤول ّية تطهير العقل من االنفعال ّية والتخ ّلف والجهل» كيف تجدون العالقة بين التطهيرين؟ هل هي أسبق ّية أم تالزم؟ الرمح :ال يمكن أن نطهّر البالد من االستبداد قبل أن نطهّر العقول من التخلّف والجهل ،وعلم االجتماع
السياسيّ والتجربة التاريخيّة وح ّتى تاريخ الثورات يقول لنا :إنّ البدء بعمليّة إنضاج الوعي المعرفيّ والسياسيّ واإلصالح الدينيّ هي المق ّدمة الصحيحة والخطوة السليمة القتالع االستبداد« .ماكس فيبر» عالم االجتماع السياسيّ ،أ ّكد على ذلك حينما بيَّن أنّ البالد األورو ّبيّة التي لم يصلها اإلصالح الدينيّ بقيت متخلّفة مقارنة مع البلدان األخرى التي شهدت عمليّة إصالح دينيّ ،ويضرب على ذلك مثاالً بشبه الجزيرة اإليبيريّة .وك ّل ما وصل إليه الغرب من نهضة في ش ّتى الميادين اليوم يعود الفضل فيه إلى حركة اإلصالح الدينيّ التي قام بها «مارتن لوثر» و»كالفن» من قبل ،ث ّم تداعت بعدها اإلصالحات األخرى السياسيّة واالقتصاديّة والحقوقيّة إلخ ...وال يمكن أن نطهّر البالد من االستبداد إنْ لم يسبقها عمليّة تطهير للعقول من الجهل والتخلّف ،فتطهير عقولنا من الجهل والتخلّف ال يق ّل أه ّميّة عن تطهير بالدنا من الفساد واالستبداد فلوال األولى ما ابتلينا بالثانية، وألنّ الربيع العربيّ في بعض مناطقه ومنها سورية، ّ التعثر الثوريّ الذي قاد إلى لم يعمل على ذلك ،حدث الكفر الثوريّ ،أي ندم بعضهم على قيام هذه الثورات. ّ التعثر الثوريّ الخفيّة هذه المسألة برأي. فمن أسباب المتطرف «الجهادي» • تتنامى ظاهرة اإلسالم ّ ّ في العالم وتنتشر ،ما هو دور اإلسالم «المعتدل» في مواجهة هكذا ظواهر والحدّ منها؟ الرمح :قبل اإلجابة ،أحبّ أن أقول :إنّ المجتمع
مسؤول في األمم المّتحدة «لم تعد هناك كلمات تقال» (استنفذنا ّ كل ما لدينا من تعابير لوصف الصراع في سورية) في مناطق الصراع كالمستشفيات والمدارس وعربات اإلغ���اث���ة ال��ت��اب��ع��ة لألمم الم ّتحدة -لم ت��ك��ن ب��م��ن��أى عن ال��ه��ج��م��ات ،وق��د ت��ع��رّ ض للهجوم 70مرفقا ً طبّيا ً في البلد خالل األشهر التسعة األخيرة 60 منها بضربات قوّ ات النظام .. وتابعت «آم��وس» استناداً إلحصاءات قام بها أطبّاء من «حقوق اإلنسان» تفيد أنّ 150عامالً في الحقل الطبّي قد قتلوا بينهم 97 خالل أداء واجبهم الطبّي ،وذلك في الفترة نفسها. ّ ولخصت «آم��وس» أنّ تقديرات األمم الم ّتحدة أ ّكدت تضاعف عدد القتلى في سورية منذ شباط الفائت ليصل إلى 200ألف قتيل، مشيرة إلى أنّ «القتال هناك تسبّب بإصابة نحو المليون شخص بجروح ،واألرق��ام في ازدياد يوميّ ». وأعلنت مصادر حقوقيّة ومعارضة -في وقت سابق -إلى أنّ «عدد المفقودين بلغ 90 ألفاً ،والمعتقلين إلى 252ألفاً». ونقلت صحيفة «واش��ن��ط��ن بوست» أنّ 12,2مليون س���وريّ بحاجة للعون والمساعدات اإلنسانيّة ،أي بزيادة 3ماليين عن شباط الماضي ،لتذ ّكر أنّ نصف س ّكان سورية تقريبا هجروا منازلهم ،ولجأ نحو 3ماليين شخص – نصفهم من األطفال – إلى دول مجاورة هربا ً من أعمال العنف في مناطقهم ،وفقا ً إلحصاءات األمم الم ّتحدة، كما ويجري تدريب غيرهم من األطفال على أعمال قتاليّة -بعضهم ال يتجاوز الخامسة من العمر -في قواعد عسكريّة. ويعيش معظم الالجئين خ��ارج البالد ظروفا ً معيشيّة صعبة ،بينما تتش ّكى الدول المستضيفة من األعباء الكبيرة التي تتحمّلها جرّ اء استضافتها أعداداً هائلة من السوريّين. فيما رجّ حت األمم الم ّتحدة أن يصل عدد الالجئين ألكثر من 4ماليين شخص مع نهاية العام الحاليّ ،باإلضافة لنزوح أكثر من 7
ماليين شخص بين المدن السورية في ظروف ال تق ّل سوءاً عن الالجئين في بلدان الجوار. وأوردت «الغارديان» في استطالع رأي أنّ المجتمع الدوليّ قد تخلّى عن مهامّه تجاه الشعب السوريّ ،وأ ّنه يسير باالتجاه اآلخر «لذلك أنا مصمّمة على العمل معا ً لنظهر أ ّنهم على خطأ ،وبأ ّنهم ليسوا وحدهم» قالت «آموس». ومن المقرّ ر التصويت في مجلس األمن التابع لألمم الم ّتحدة على قرار من شأنه تمديد فترة تسليم المساعدات اإلنسانيّة للسوريّين عبر الحدود في المناطق التي يسيطر عليها المتمرّ دون. مشروع ال��ق��رار ،ال��ذي ترعاه أستراليا واألردنّ ولوكسمبورج ،والذي أُطلق عليه تسمية «الوضع اإلنسانيّ المدمَّر» ويهدف إلى معونة السوريّين الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة ،بما في ذلك المساعدات الطبّية. وأوضحت أنّ قرار تمديد اإلذن لوكاالت ّ ومنظمات اإلغاثة التي تساعدهم األمم الم ّتحدة على تقديم المساعدة اإلنسانيّة ح ّتى 10كانون الثاني 2016س ُي ّتخذ دون الحصول على موافقة من حكومة نظام األسد في سورية. وستكون آليّة تسليم المساعدات عبر خطوط النزاع بين القوّ ات الحكوميّة والمتمرّ دين ،ومن خالل أربعة معابر حدوديّة ،معبر واحد في العراق ،وآخر في األردن ومعبران اثنان في تركيا. مصادر صحفيّة «أ ب س نيوز» و»س ب س نيوز» كشفت مغادرة السيدة فاليري آموس منصبها كوكيل لألمين العا ّم لألمم الم ّتحدة ورئيس مكتب تنسيق الشؤون اإلنسانيّة في شهر آذار .2015وعزت صحيفة «نيويورك تايمز»سبب مغادرتها إلى طلب ق ّدمه «ديفيد كاميرون» رئيس الوزراء البريطانيّ ،لألمين العا ّم لألمم الم ّتحدة «بان كي مون» في لقاء بينهما ،وتسمية السيّد «أندرو النسلي» في الموقع الذي تشغله «آموس» حال ّياً. والجدير بالذكر ،أ ّنه يجب أن يتنافس عدد من المر ّ شحين لشغل هذه الوظيفة ،لكنّ الواقع الوظيفيّ يجعلها من نصيب «بريطانيا» بحسب توزيع المناصب المتق ّدمة في سكرتاريّة األمم الم ّتحدة للدول ذات النفوذ ،وأنّ منصب الوكيل يكون دائما ً من نصيب «بريطانيا».
ترمجة وإعدادّ : بشار حممّد
الغربيّ كان سعيداً بتنامي هذه الظاهرة وقدومها إلى سورية ألسباب كثيرة :منها أ ّنه تخلّص من هذه البؤر الجهاديّة في مجتمعاته ليضربها ،كما يفعل اآلن من خالل التحالف ،ومنها :ليضرب المشروع اإلسالميّ الحضاريّ الذي يراه خطراً على مشروعه .وأتذ ّكر هنا كالم الخبير األمريكيّ «غراهام فولر» الذي قال يوماً: إ ّننا وأنظمة االستبداد ننمّي ونساعد الظواهر المتطرّ فة إسالم ّيا ً بالتم ّدد لنضرب حينئذ التيّارات المعتدلة ونتخلّص منها أل ّنها الخطر الحقيقيّ على مشروعنا. وأنا لم يعد يعجبني هذا التوصيف (معتدل) و(وسطيّ ) ألنّ الك ّل ي ّدعيه ،ولك ّني أؤم��ن باإلسالم العقالنيّ والمنهج اإلنسانيّ فأنا إنسانيّ المنهج .إنّ دور المدرسة العقليّة كبير ،ولك ّنها حوربت ومُنعت من طرح آرائها علما ً بأ ّنها التيّار األساسيّ الذي يعمل على المشترك مع الشركاء في الوطن .وقبل أن نتح ّدث عن اإلسالم المعتدل الب ّد من إذكاء ودعم اإلسالم الوطنيّ فعندما ينضوي الجميع لينخرطوا بمشروع وطني ديمقراطيّ مدنيّ ويكون اإلسالميّون الوطنيّون إحدى دعائمه هنا تصبح الثورة أش ّد عوداً ويعود الحاضن االجتماعيّ لها ونساهم جميعا ً في إخراج وطننا من محنته .العقالنيّة السياسيّة والمشروع الوطنيّ وإعالء قيمة اإلنسان والحرّ يّة والكرامة والعدالة االجتماعيّة في المجتمع كفيلة بإنهاء ك ّل ظاهرة متطرّ فة. •
األستاذ أحمد الرمح شكراً جزيالً لكم.
حاورهّ : بشار فستق
خاص مع رئيس مجلس لقاء ّ محافظة حلب الحرّة التقت صحيفة «كلّنا س��ور ّي��ون» م��ع رئ��ي��س مجلس محافظة حلب الحرّ ة للدورة الثالثة األستاذ «ب��ش��ي��ر علّيطو» وال��ذي عرّ فنا بداية عنه «بشير عليطو أب��و ال��خ��ي��ر» ،ابن مدينة ت ّل رفعت من مواليد عام ،1964 م��ت��زوّ ج درس في جامعة دمشق كليّة العلوم األساسيّة عمل قبل الثورة في مجال الصناعة والتجارة ،شارك في الثورة منذ بدايتها األولى وبعد تحرير مدينة تل رفعت ساهم مع بعض الناشطين بتأسيس أوّ ل مجلس محلّي في المدينة بهدف مساعدة األهالي بعد تو ّقف المؤسّسات الخدميّة في المدينة ،انتخب عضواً لمجلس محافظة حلب الحرّ ة للدورة الثانية ،ث ّم ت ّم انتخابه رئيسا ً لمجلس محافظة حلب الحرّ ة لدورته الثالثة.
وفي ر ّده عن سؤال حول الخطط والبرامج التي تنوي المحافظة إنجازها خالل هذه المرحلة قال :سنعمل خالل هذه الدورة على تكريس العمل ّ المنظم والتأسيس لعمل مؤسّساتي صحيح ،يكون نواة لبناء دولة الجماعيّ حقيقيّة صلبة ال تكون مرتبطة بحزب أو شخص وال يعتمد بقاؤها بحزب أو شخص. وعن عالقة المحافظة بالحكومة أوضح «علّيطو» قائالً :إنّ العالقة يح ّددها التعاون والشفافيّة ،وهي متناسبة طرداً مع ذلك ونطالب الحكومة أن تقوم بمهامّها على الشكل األمثل. وأمّا بالنسبة لتطوير العالقة مع المجالس المحلّيّة بعد تراجعها خالل الفترة الماضية ،فأشار «عليطو» إلى أ ّنه يت ّم اآلن التواصل مع المجالس المحليّة في باقي المحافظات من أجل توحيد الرؤية والتنسيق معها؛ وأمّا عن المجالس المحلّيّة في محافظة حلب تحيداً فر ّد «عليطو» بقوله :نسعى ألن نرفع كفاءتها ،وبدأنا بإعادة هيكليتها وتوحيد هذه الهيكليّة كخطوة أولى ونحاول أن تكون هذه المجالس هي المشرفة على كا ّفة النشاطات والمراقبة على كا ّفة األعمال ضمن بقعتها الجغرافيّة وأن تكون ّ ممثلة فعليّة لمجلس محافظة حلب الحرّ ة في منطقتها ،وأضاف «عليطو» أنّ األمر األه ّم هو تأمين موارد لمجلس المحافظة وللمجالس نفسها لكي تستطيع أن تق ّدم الخدمات وتكسب ثقة المواطنين. وعن الصعوبات التي تواجه المحافظة خالل بداية هذه الدورة قال «عليطو» :إنّ أه ّم تح ّد يواجهنا حال ّيا ً هو أنّ صندوق المحافظة فارغ تماما ً وهذا يعرقل عملنا. بالنسبة للمشاريع التي تقوم المحافظة بإنجازها حال ّيا ً أوضح «عليطو»: نقوم حال ّيا ً بصيانة بعض الطرق وتنفيذ مشاريع مياه الشرب ،ونتيجة نقص التمويل -كما أشرنا سابقا ً -ال نستطيع تنفيذ أيّ مشروع.
بدر حسني
www.allsyrians.org
6
العدد 21
/24كانون األول 2014/
السوري في ماردين العامل ّ الخاص ،كما نعاني من غالء المعيشة حيث األسعار مرتفعة مقارنة بأجورنا. صغارنا يف أعمال ّ شاقة
مكتوب على الالجئ السوريّ أن يشقى في أيّة مدينة يلجأ إليها ،وكأ ّنما قُ ّدر له العذاب أينما ح ّل فبيوت إيجاراتها مرتفعة ،وموا ّد غذائيّة بالكاد يستطيع شراء نصف حاجته منها ،واستغالل في العمل من قبل أرباب العمل ،فأجر العامل السوريّ ال يبلغ نصف ما يأخذه العامل التركي بالرغم من أنّ الجهد المبذول من كليهما واحد. اشتباكات ث ّم هجرة التقينا بأحد الالجئين السوريّين الذي تكلّم بحسرة عن معاناته المستمرّ ة ح ّتى اآلن حيث قال: اسمي عبدهللا حسين من دمشق كنت مقيما ً في مدينة مسرابا ونتيجة لالشتباكات المستمرّ ة بين قوّ ات النظام والجيش الحرّ أضطررت لترك بيتي مع عائلتي والمجيء إلى تركيا واإلقامة في ماردين منذ سنتين ،وقد عانيت والزلت من عدم دفع أجرتي وأنا (معلّم بالط) وعندما يدفعون ال يدفعون كامل ّ بالقطارة ،وأجورنا ال تتناسب أبداً مع أجرتي بل عملنا وأق ّل من أجرة أمثالنا من األتراك ،فإذا كانت أجرة العامل التركيّ خمسين ليرة تركيّة تكون أجرتنا خمس وعشرين ليرة ،وبالنسبة لبيوت األجرة يوجد العديد منها ،ولك ّنها ال تؤجّ ر للسوريّين ،وإذا أُجّ ْ رت، يطلب أصحابها أجرة مرتفعة ج ّداً ،وهنالك الكثير منهم حوّ لوا حظائر حيواناتهم إلى بيوت وأجرّ وها للسوريّين ،ويكون الالجئ مضطرّ اً للسكن فيها بعد أن يُجري عليها بعض التعديالت ومن حسابه
نعمل بنفس ساعات العمل والتعب نفسه ،لكنّ أجرته أق ّل من أجرتي بكثير وال تأمين على عمله أيضاً. معاينة وأدوية جمّانيّة ولكن 71ألف الجئ
يح ّدثنا «زندان» والتعب واإلرهاق باديان عليه بالرغم من صغر س ّنه فيقول:
ّ منظمة إغاثيّة تركيّة لنعرف ماهي توجّ هنا إلى الخدمات التي تق ّدمها لالجئ السوريّ فأفادتنا بالتالي:
اسمي «زن��دان عيسى» من مدينة الدرباسيّة السوريّة ،عمري ثمانية عشر عاماً ،منذ سنة وسبعة أشهر التجأنا -أنا وأهلي -إلى ماردين ،اشتغلت بداية في ف��رن ،وك��ان عملي يمت ّد من الخامسة صباحا ً ح ّتى الثامنة مسا ًء وبأجر قدره :عشر ليرات تركيّة يوم ّيا ً ولم تكن هنالك عطلة أسبوعيّة وبعد ذلك اشتغلت في مح ّل لبيع اللبن والجبنة والزلت، دوام��ي من السابعة صباحا ً ح ّتى الخامسة مسا ًء وبأجرة هي خمس وعشرون ليرة تركيّة في اليوم، في موسم الزيتون نعمل من الخامسة صباحا ً ح ّتى السادسة مسا ًء وبنفس األجرة ،فنقوم بتنزيل الزيتون من السيّارات أنا وأربعة أشخاص آخرين ،وأسبوع ّيا ً نقوم بتنزيل خمسة وعشرين ط ّنا ً من الزيتون ،أتم ّنى أن تتحسّن األوضاع في بلدي كي أعود وأعمل عملي في الفرن.
لدينا في محافظة ماردين واح��د وسبعون ألف الجئ سوري مسجّ ل ،منهم أربعة آالف وخمسائمة ّ يتوزعون على الجئ في مركز مدينة ماردين والبقيّة البلديات التابعة للمحافظة على الشكل التالي:
رأي مواطن ترك ّي «محمود جانشي» مواطن تركيّ مقيم في ماردين عامل في مصنع للمياه المعدنيّة ،عند سؤالنا له عن رأيه بوضع الالجئين السوريّين في ماردين أجابنا: تكلفة المعيشة في تركيّا مرتفعة ،فمثالً رجل لديه أربعة أطفال وبيته أجرة تكون معيشته صعبة بشكل عا ّم ،أمّا بالنسبة للسوريّين فمعيشتنا بالنسبة لهم ّ الشاق واألجرة صعبة ج ّداً فنحن تعوّ دنا على العمل المتوسّطة ،أمّا السوريّين فوضعهم يرثى له ألنّ العمل هنا ّ شاق وأجرتهم قليلة فأنا مثالً راتبي الشهريّ ألف وخمسمائة ليرة تركيّة وبيتي باألجرة ولدي أوالد وبالكاد أسيّر أموري ،أمّا الالجئ السوري فأجرته قليلة بالمقارنة مع عمله وبالكاد تصل لنصف أجرتي وهذا مخالف للعدالة فأنا والالجئ السوريّ كالنا
-
قزلتبه :اثنان وثالثون ألف الجئ
-
نصيبين :ثمانية آالف الجئ
-
مديات :خمسة آالف الجئ
-
مخيّم مديات :ثالثة آالف ومائتا الجئ
-
مخيّم نصيبين :ألفان وتسعمائة الجئ
ّ يتوزعون على بقيّة المدن الصغيرة البقيّة وهم بالمئات. الالجئون في المخيّمات نق ّدم لهم ك ّل ما يحتاجونه، أ ّم��ا الذين يقيمون خ��ارج المخيّمات فالجمعيّات الخاصّة تق ّدم لهم مساعدات كالسلاّ ت الغذا ّئية ،أمّا نحن فال نق ّدم لهم سوى العالج أي نتك ّفل بعالجهم ّ في المشافي كما نتك ّفل بحق األدوية ونحن نعلم بأنّ السوريّين يعملون بشكل غير رسميّ لذلك يتعرّ ضون للغبن كثيراً ،فيما يتعلّق بأجرتهم وال يتقاضون نصف ما يتقاضاه العامل التركيّ وعملهم غير مؤمّن عليه أيضاً. وتستم ّر املعاناة في ظ ّل عدم وجود ّ ممثل حقيقيّ للشعب السوريّ ، فإنّ هذا الشعب سيظ ّل يعاني ،في الداخل من البراميل المتفجّ رة واإلعتقاالت والموت جوعاً ،وفي الخارج من الظلم والنظرة الدونيّة له وهضم حقوقه ،دون أن يأمل هذا الشعب بأيّ ح ّل أو فرج في المستقبل القريب.
ماردين -احملامي :علي كولو
يومّيات البرد واألسعار والغارات الزراعيّة التي ُتدار آالتها بمادة المازوت. زراعيّاً
مع دخ��ول فصل الشتاء القاسي ت��زداد أزمات وهموم وأعباء أهالي ريف حلب الجنوبيّ المحرّ ر، ألنّ موجة البرد القارس أتت مصحوبة بغالء فاحش اجتاح المنطقة .فوق ك ّل هذا وذاك ،قصف ودمار وتشريد بسبب ما تش ّنه طائرات األسد بشكل يوميّ من غارات ،أمام عجز هيئات الثورة المختلفة في ايجاد حلول لهذه المآسي المستمرّ ة منذ ثالث سنوات. ك ّل شيء مرتبط باملازوت يقول فرج أبو يوسف (أحد أبناء قرية جزرايا) ذهبت اليوم لشراء برميل مازوت مكرّ ر ،وفوجئت أنّ سعره بلغ 19ألف ليرة سوريّة ،هذا السعر مرعب، وال يمكن لي شراءه حيث ال أملك دخالً ثابتاً .كذلك، أ ّكد أبو عبدو (مدرّ س من قرية تل حدية) جئت لتبديل أسطوانة غاز وإذ بسعر األسطوانة ثمانية آالف ليرة سوريّة فاضطرّ رت لشراء كاز مكرّ ر بسعر 110 ليرة سوريّة لليتر الواحد .ويذكر األستاذ نوّ اف (مشرف على مدرسة بناة المستقبل في قرية طالفح) أنّ :المدرسة تض ّم ثالثمائة طالب وطالبة ،وهم بال تدفئة وال شبابيك بعد قصف طيران نظام األسد للمدرسة ،واآلن يعاني الطلاّ ب البرد القارس ،وقد ترك بعض المعلّمين المدرسة لعدم وجود رواتب، ونحن على وشك اإلغالق نتيجة ك ّل هذه الظروف السيئة. وقال األستاذ حسن (معلّم في مدرسة قرية طالفح) ذهبت لشراء مدفأة لعائلتي المكوّ نة من س ّتة أطفال، وكان سعرها تسعة آالف ليرة سوريّة ،وإنيّ في حيرة من أمري ،كيف يمكنني تأمين مدفأة؟ وأضاف :إنّ ارتفاع سعر المحروقات ،وخاصّة المازوت أ ّدى لرفع جميع األسعار ،ألنّ ك ّل شيء مرتبط بالمازوت، من الخبز وصوالً لوسائط النقل ،والتدفئة ،والمشاريع
newspaper@allsyrians.org
وقال حسين فرحان (م��زارع من طالفح) ترك ارتفاع المازوت أثراً كبيراً على أسعار المنتجات الزراعيّة ،ألنّ معظم األراض��ي في منطقة ريف حلب الجنوبيّ باتت ُتروى عبر اآلبار ،أو بنتح ماء ّ مضخات ،ويُستخدم المازوت نتيجة نهر فويق عبر انقطاع الكهرباء لريّ المحاصيل ،لذلك ارتفعت بعض المواد الغذائيّة األساسيّة وبلغت أسعاراً باهظة، كالبطاطا التي بلغ سعر الكيلو غرام الواحد منها 100 ليرة سوريّة. ويذكر المحامي علي الخلف (من أبناء قرية زمّار ّ تعطلت غالبيّة المداجن في وصاحب مدجنة) لقد ريف حلب الجنوبيّ نتيجة قصف الطيران ،ولعدم قدرة بعض مربّي الدواجن على االستمرار في العمل بمنشآتهم الرتفاع األسعار من الصوص إلى العلف وصوالً لوسائل التدفئة في هذا الشتاء البارد ،لذلك قفز سعر صفط البيض ( 30بيضة) ليصل إلى 600ليرة سوريّة ،وكيلو لحم الفروج إلى 400ليرة سوريّة. طبّياً وال تق ّل معاناة المواطنين من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة ،عن تلك المآسي ،هذا ما أشار إليه الدكتور جالل (طبيب من بلدة الزربة) لـصحيفة «كلّنا سوريّون» حيث وصف الحالة التي تتعرّ ض لها منطقة ريف حلب الجنوبيّ بـ «المعاناة البالغة نتيجة نقص الطاقة ،وخاصّة الكهرباء على العمل الطبّيّ في المشافي الميدانيّة ،والحاالت التي تصلنا وكثرة المصابين ،إلى استشهاد الجرحى وعجزنا عن
فعل أيّ شيء».
سألنا جمعة (أحد أبناء قرية حوير) الذي يعمل بائع بسطة مازوت عن األسعار ،فأفادنا :إنّ أسعار المازوت في منطقتنا المحرّ رة نحو 150ليرة سوريّة للّيتر النظاميّ ،الذي يأتي من قرية عضو مجلس الشعب السوريّ «أحمد درويش المبارك» ويشرف على تجارته شخص ّياً ،ولع ّل الهجمة التي ش ّنها الجيش الحرّ قبل يومين وقضت على سوقه التجاريّ ستمنع وصول الما ّدة عبر المهرّ بين ،وبالتالي سنشهد ارتفاعا ً حا ّداً في مادة المازوت والبنزين النظاميّين. نتائج ارتفاع األسعار: إنّ غياب األجهزة الرقابيّة لهيئات الثورة المختلفة، وخاصّة المجالس المحليّة ،وعدم إيجادها وسائل لضبط األسعار أو ردع تجّ ار األزمات ،أ ّدى البتزاز المواطنين ومصّ دمائهم وازدياد وتيرة مآسيهم. وحال الفساد المستشري في أوساط المشرفين على توزيع اإلغاثة ،واستمرار المحسوبيّات والتخبّط في ايجاد آليّة لتوزيع السلل اإلغاثيّة والمعونات األخرى، في ظ ّل معاناة المواطنين ،دون البحث عن مصادر ذاتيّة تح ّقق األمن الغذائيّ لمنطقة مشهورة بالزراعة. حيث كان قمحها يكفي لمحافظة حلب. ْ أغلقت ع ّدة مدارس لعدم تو ّفر وسائل التدفئة ،ح ّتى المدارس التابعة لحكومة النظام امتنعت عن تزويد المدارس بما ّدة المازوت ،عالوة على قطع رواتب المدرّ سين ،ممّا اضطرّ هم إلى ترك مهنتهم والبحث عن مصدر رزق آخر ،في ظ ّل غالء فاحش وبرد قارس. تحوّ ل المزارعون إلى زراعة أراضيهم بالمحاصيل البعليّة ،التي ال تحتاج إلى سقاية كالشعير والعدس والكمّون ،لعدم تو ّفر السيولة النقديّة ،والرتفاع أسعار المحروقات بشكل جنونيّ ،ووقوف الهيئات الثوريّة عاجزة عن تقديم مساعدات ،ممّا أ ّدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعيّة وبخاصّة الخضروات. العجز هكذا ،يح ّل فصل الشتاء بقسوته ،يصحبه غالء فاحش في األسعار ممّا يزيد من معاناة وأزمات وهموم أهالي ريف حلب الجنوبيّ المحرّ ر ،وفوق ك ّل هذا وذاك ،قصف ودمار وتشريد تش ّنه طائرات األسد بشكل يوميّ . مصطفى فرحان
تحقيقات
الخبر العاجل وقود المواقع اإللكترونّية
ْ نشطت ك ّل األشياء، في مرحلة ثورات الربيع العربيّ ْ نشطت الحياة باتجاه الموت ،والهرب من الموت ،الك ّل ينشط بطريقته الخاصّة ،السياسيّون والحقوقيّون ،ح ّتى ينزوين في البيوت ،المواقع اإللكترونيّة رصدت النساء لم َ الحيوات التي تمضي أو التي تأتي ،حرّ كتها، ك ّل تلك َ نشاطاتها ،بشكل يوميّ ،ولك َّنها بالمجمل صبَّت معظم اهتمامها على الخبر العاجل ،لست هنا بص ّدد اإلشارة إلى أيّ موقع أل ّني أقصدهم دون استثناء ،لذا توجّ هت بهذا السؤال إلى ثالثة من اإلعالميّين النشطين ج ّداً في الثورة السوريّة ،ليجيبوا على السؤال وفق رؤيتهم الخاصّة. السؤال :املواقع اإللكرتونيّة يهمّها اخلرب العاجل ،هل هذا يكفي كمهمَّة هلا؟ «آلجي حسين» أج��اب :الخبر العاجل هو بمثابة الوقود الذي ّ يغذي رحلة الوسائل اإلعالميّة إلى الشهرة والجماهيريّة ،وهذا ح ّقها الطبيعيّ أن تعتمد على هذا «الخبر العاجل» ح ّتى تق ّدم لمتابعها أكثر من معلومة. بطبيعة الحال ،المواقع اإللكترونيّة تأخذ الخبر العاجل كما هو أوّ الً ،سواء من وكاالت األنباء أو المراسلين أو المواقع األخرى أو شهود العيان ،والسماع أو غيرهم، وحين تأتي التفاصيل على الخبر ،وقتها ال يبدو خبراً عاجالً وإ ّنما خبراً كامالً يجيب عن أسئلة الخبر الس ّتة المعروفة. واستأنف قائالً :طبعا ً هذا ال يكفي ،ففي ك ّل موقع يجب أن تكون هناك كا ّفة المواد الصحفيّة ،من خبر وتقرير ولقاء وتصريح وتحقيق ومقابلة وغيرها ،إلاّ أنّ الخبر العاجل قد يه ّم قارئ المواقع اإللكترونيّ الذي يكتفي بقراءة عناوين األخبار بسرعة ،وليس مطلوبا ً منه معرفة التفاصيل ،إنّ هدف ومهمّة المواقع اإللكترونيّة توصيل المعلومة إلى القارئ بسهولة والمواقع السوريّة يبدو أ ّنها باتت تعتمد على الخبر العاجل بشكل كثيف ،كون وتيرة األحداث في سوريّة هي بمجملها أخبار عاجلة. أمّا «جوان سوز» فكان ر ّده على السؤال كالتالي :الب ّد بداية من القول ،إنّ تجربة المواقع اإللكترونيّة السائدة منذ انطالقة الثورة السوريّة لم يُكتب لها النجاح لألسف لك ّنها بقيت البوابة الوحيدة إلى العالم في ظ ّل قمع السلطات السوريّة (في دمشق) لش ّتى وسائل اإلعالم وهذا ما جعل منها إعالما ً من الدرجة الثانية من ناحية د ّقة الصور والفيديوهات وخاصّة أ ّنه ال يمكن ألحد تصوير أيّ مكان في مدينة خاضعة لسيطرة النظام السوريّ .أمّا فيما يتعلّق بالسؤال حول األخبار العاجلة فأردف «سوز» قائالً: برأيي الشخصيّ وكالة (رويترز) على سبيل المثال هي من أقوى الوكاالت العالميّة وهي بمثابة موقع إلكترونيّ ، لكنّ الفرق بين مثل هذه الوكاالت والمواقع السوريّة هو العمل بأسلوب أكاديميّ ،لألسف هناك آالف األخطاء في األخبار العاجلة على المواقع السوريّة وهي ناتجة عن كوادر ال تملك الخبرة الصحفيّة الالزمة ،وغالبا ً ما تكون األخطاء في صيغة الخبر ،ناهيك عن األخطاء الجغرافيّة في مكان الحدث واألخطاء اإلمالئيّة وأحيانا ً التأخير في نشر الخبر.وبرأيي الشخصيّ ،استطرد «سوز» ،األخبار العاجلة هي أه ّم من التقارير ،فبعض األحداث اآلنيّة ال صالً يمكن لك أن تجري عنها تقريراً صحاف ّيا ً أو تحقيقا ً مف ّ في حال مرور ساعات قليلة على وقوعه بسبب تداوله على وك��االت أخ��رى ،لكن تبقى المحاولة هي األه ّم، وخاصّة أ ّنه لم يكن لدينا إعالم في سوريّة سوى إعالم السلطة على مدار عقود ،واإلعالم الكرديّ الذي كان حرّ اً في السّر دون أن يصل لغالبيّة الناس. «عماد موسى» لم يختلف رأي��ه كثيراً عن رأي زميليه ،فقال :في سعي المواقع اإللكترونيّة وصفحات التواصل االجتماعيّ إلى جذب أكبر قدر من الجمهور ال��ق��ارئ ،فقد صبّت اهتمامها على األخبار العاجلة كوجبات خفيفة تعطي الخبر دون الولوج في تفاصيله، وتأتي أهميّتها في سهولة وسرعة قراءتها واستخدامها في منظومة الجوّ االت للمشتركين بها ،كما أنّ لتسارع األحداث و تواليها في أكثر من مكان و صعوبة الحصول على التفاصيل ،مُنحت األخبار العاجلة مهمّة كبرى في ايصال المعلومة إلى المتابعين لألوضاع ،لكن ما يُؤخذ عليها افتقادها للمصداقيّة غالبا ً وقلّة المعلومات المتعلّقة بالحدث .ويختم «موسى» موضحاً« :ال تنتهي مهمّة المواقع اإللكترونيّة عند الخبر العاجل ،بل ستكون عالمة نقص في أداء مهمّتها اإلعالميّة إن اقتصرت على الخبر العاجل ،فمهمّتها تقديم الخبر بتفاصيله والتأثير على الجمهور المتابع بالتحليالت والتحقيقات التي تكمن فيما وراء الخبر». من هنا ،كان الب ّد من التوجّ ه بالكالم إلى المواقع اإللكترونيّة بالقول :إنّ الخبر العاجل إذا كان حطب المواقع فإ ّنه يتحوّ ل إلى رماد بانطفاء النار ،والمواضيع الحياتيّة والفكريّة والثقافيّة ال تق ّل أهميّة عن الخبر العاجل، بل أحيانا تكون أه ّم. لونار حسن
www.allsyrians.org
تحقيقات
كيف نزرع البهجة لبراعم المستقبل؟ ساعة زمن وتصل بك السيّارة من مدينة «غازي عينتاب» التركيّة إلى مدينة «بهجة» لتلتقي هناك بأطفال يلعبون ويتعلّمون ،لك ّنك تلمح على وجوههم مسحة من الغربة ،ومن عيونهم ترشح تلك النظرة المليئة بالشوق واأللم واألمل والتي تميّز السوريّ أينما نزح. اهلويّة واألرض هي عيّنة من م��دارس أُنشئت في أغلب المناطق التي نزح إليها السوريّون ،حيث تمنح جهات تركيّة مبنى المدرسة ،ويتطوّ ع للعمل فيها معلّمون ومعلّمات سوريّون ،ليساهموا في تخفيف مأساتنا من خالل تقديم العلم والرعاية ألطفالنا .مائة وعشرون طفالً في مدرسة «براعم سوريا» من الصفّ األوّ ل وح ّتى الصفّ السادس في مرحلة التعليم األساسيّ ،يحصّلون المناهج المع ّدلة من قبل الحكومة المؤ ّقتة ،ويشرف عليهم س ّتة معلّمين ومدير ،وكلّهم متطوّ عون. استقب َلنا مدير المدرسة الشابّ «م��ازن حسّون» وأخبرنا أنّ الدوام في المدرسة ألربعة ساعات فقط، فهو يبدأ في الثامنة والنصف صباحا ً وينتهي في الثانية عشرة والنصف ظهراً ،ألنّ «البناء أصالً لمدرسة تركيّة قام مفتي مدينة «بهجة» مشكوراً بإعارته لنا، فهنالك طلاّ ب أتراك في الدوام المسائيّ » .وأضاف ّ منشق عن المدير «حسّون» وهو (مهندس إلكترون النظام) المدرسة غير مأجورة ،وهدفنا التربويّ النفسيّ في معالجة أطفالنا ال يق ّل أهمّية عن هدفنا التعليميّ . وأ ّكد «حسّون» أنّ الكادر التعليميّ لديه ك ّل الرغبة في العطاء ولدينا إرادة العمل ،ونأمل خيراً بما وعدتنا به الحكومة المؤ ّقتة ،من مستلزمات. وأ ّكد لنا المشرف التربويّ أنّ النشاطات التي تقيمها المدرسة تسعى لكشف مواهب التالميذ ،فتهيّأ لهم ما يم ّكنهم من إبراز أفكارهم وأحاسيسهم عبر الرسم أو الغناء أو الرقص وتمنحهم المكافآت التشجيعيّة ،وأضاف ّ نتدخل لكي نمنع القيم التي زرعها المشرف :أخالق ّياً، نظام البعث ،مثل أن يفسد التلميذ على زميله .نزرع فكرة االرتباط باألرض والهويّة السوريّة ،ونتعاون مع األهالي لننزع آثار القتل والنزوح عن أنفس أطفالنا.
العدد 21
/24كانون األول 2014/
يومّيات مخّيم تحت الحصار (مخّيم اليرموك نموذجاً)
في ظ ّل انشغال الرأي العا ّم العربيّ والعالميّ عن قضيّة تحرّ ر الشعب السوريّ وانصباب الدبلوماسيّة الغربيّة والدعم اللوجستيّ العربيّ للحؤول دون ترجيح ك ّفة الشعب ،والقوى الثوريّة الفاعلة على األرض من جهة ،والنظام وميليشياته الطائفيّة من ّ تتضخم معاناة الشعب السوريّ لتغدو جهة أخرى، في أحيان كارثة إنسانيّة ،وفي جغرافيّة أخرى أرضا ً منكوبة .بين هذين المعنيّين تغيّب حلول هذه القضيّة ببعدها االستراتيجيّ ،وتح ّل اإلمكانات التكتيكيّة سيّدة الموقف على س ّدة الحلول. قد يكون هذا التوجّ ه ضمن إطار تغييّب القضيّة السوريّة على حساب قضايا المنطقة لتؤلّف كلاّ ً موحّ داً ال ت ّتضح معايير تجزئته. يوم حصار كامل
605يوم.
عدد الشهداء
889شهيد.
شهيد تحت الحصار
751شهيد.
قطع كهرباء
985يوم.
قطع مياه كامل
67يوم.
من هنا نجد من نافل القول :إنّ ما يصلح تسميته صراعا ً محلّ ّيا ً بين قوى متطرّ فة من جهة في مواجهة طرفين متصارعين أساساً ،إ ّنما هو خطوة استباقيّة لتأجيل ح ّل استراتيجيّ يُنهي معاناة الشعب السوريّ كك ّل واحد غير منفصل عن القضايا العربيّة ،وفي صلبها القضيّة الفلسطينيّة مروراً بتغيّرات وثورات في المنطقة تطال كلاّ ً من تونس ،واليمن ،وليبيا، والسودان ،والعراق. الشباب الفلسطي ّ ين الالجئ جيد هويّته السوريّة
مخسون لرية سنويّاً قالت لنا إح��دى المعلّمات :ليس لدينا مواصالت زوجي يوصلني بسيّارة صباحا ً إلى المدرسة ويعيدني ظهراً ،ال نتقاضى روات��ب ،وح ّتى عندما جاء دعم كحقائب مدرسيّة وقرطاسيّة لم يكن كافيا ً إلاّ لنصف عدد التالميذ. خارج المدرسة ،التقينا بوالد أحد التالميذ ،فأفادنا بأنّ إدارة المدرسة طلبت بدالً سنو ّيا ً مقداره خمسون ليرة تركيّة ،صحيح هو ليس كبيراً ولكن أنا عاطل عن العمل وعندي ثالثة أوالد ،أضطرّ أحيانا ً إلى أن أرسلهم للعمل .سألناه عن األعمال التي يقوم بها أوالده فأجاب: يبيعون علب ّ دخان وأحيانا ً الخبز. تلميذ آخر (محمّد من الصف الثاني) قال لنا «أنا مبسوط كتير بالمدرسة» وأضاف بحماس «أحلى شي النشاطات .المدرسة ّ وزعت علينا ألبسة رياضيّة .ز ّي ّنا الصفّ أوّ ل يوم دوام ورسمنا علم الثورة». مشوع على الطريق في مدينة «بهجة» التابعة لمحافظة «عثمانيّة» صحيفة محلّية أسبوعيّة باسم «بهجه نين سِ سي» كانت قد نشرت في عددها الصادر صباح اإلثنين 15كانون األوّ ل الحالي تحقيقا ً صحف ّيا ً مصوّ راً وعلى صفحتها األولى بقلم (إ .دوغان) عن «مدرسة براعم سوريا» بعنوان «تعليم األطفال السوريّين» رغبة من الصحيفة في اإلضاءة على هذه التجربة ودعمها. وفي طريق العودة يخطر على بالك :أنّ حاجات مثل هذه المدارس بقدر ما هي بسيطة بقدر ما هي هامّة ،فمثالً ال توجد في المدرسة طابعة لتطبع أسئلة االمتحان! وأنّ هؤالء المعلّمين شموع تنير دروب المستقبل لألجيال السوريّة القادمة ،هؤالء المعلّمون الذين يق ّدمون العلم والمعرفة ألبناء الوطن ،وهم اليوم بحاجة أكبر في محنتهم كنازحين ليستمرّ وا في العطاء، فحرّ ي بنا أن نر ّد لهم ولو جزءاً من تعبهم. والحكومة المؤ ّقتة التي يفصلها عن المدرسة أق ّل من ساعة ،لم تزرها بعد.
كلّنا سوريّون
newspaper@allsyrians.org
7
بلغ عدد الالجئين الفلسطينيّين في سوريّة قبل 2011/3/15ما يقارب 470ألف ،حسب إحصائيّة ّ موزعين على عشر مركز اإلحصاء الفلسطينيّ مخيّمات تمت ّد من درعا جنوبا ً وح ّتى حلب شماالً ،أي ما يعادل %2.4من تعداد الشعب السوريّ . لم ينْ َء شبابه منذ بداية الحراك السلميّ السوريّ بتحييد إرادت��ه في االنخراط الحقيقيّ والمصيريّ في ظ ّل غياب المؤسّسات واألطر التنظيميّة لكا ّفة الفصائل الفلسطينيّة والتي تخبّطت منذ بداية الثورة في أخذ موقف حازم اتجاهها ،ممّا ألّف بمجمله موقفا ً براغمات ّيا ً غير واضح ،تارة تقف مع تحرّ ر الشعوب وترسيخ مبادئ الديمقراطيّة والعدالة االجتماعيّة، وأخ��رى متصالحة مع النظام تضمن جغرافيّة افتراضيّة لها في أحضان حكم البعث فيما اصط ّفت فصائل أخرى عالنيّة معه ،معلنة وقوفها ض ّد أيّ حراك سلميّ تحت مسمّى حماية المخيّمات ،ومن ث ّم تشكيل قوى مسلّحة تتبع في نهاية المطاف قوى أمنيّة تتجاذبها. كان لمخيّم درعا ومنذ انطالقة الثورة النصيب األكبر من الهجوم الوحشيّ الذي مارسته سلطات النظام ،فطالت الناشطين والبيوت فوق رؤوس ساكنيها. مع اتساع جغرافيّة الثورة السلميّ ،انخرطت مخيّمات حمص وحماة وريف دمشق في سعير نيران القذائف لتكون جزءاً من األراضي السوريّة. ق ّدمت هذه المخيّمات مئات الشهداء ،أطفاالً وشبابا ً ونسا ًء جرّ اء القصف العشوائيّ لها ،والمتعمّد حينا ً آخر بحجّ ة إي��واء نازحين أو مسلّحين احتضنتهم ّ بحق الس ّكان المخيّمات لتش ّكل مجازر جماعيّة المدنيّين ،ومخيّم اليرموك نموذج عن هذا الواقع فبتاريخ 2012/12/15أسفرت صواريخ طائرات
الميغ عن سقوط 113شهيداً.
االنقسام الداخليّ بين حركتي «فتح وحماس».
ح ّتى تلك اللحظات عانت المخيّمات من االعتقال التعسفيّ والترهيب والمداهمات وعمليّات السلب والخطف ّ بحق العديد من المدنيّين ح ّتى بروز ظاهرة التشبيح المزدوجة من قِبل عمالء النظام وأعوانه على حواجزهم االفتراضيّة.
مع تش ّكل األزم��ات ترتفع أص��وات المؤسّسات اإلنسانيّة إعالم ّيا ً كي تبسط ورداً أمام جثث وضحايا الصراعات كما يسمّونها ،ليغدو عملها صراعا ً مع الطرف األقوى في تقديم ما يمكن تسميته مساعدة إنسانيّة.
نكبة عام 2012 بلغت حاالت االعتقال ذروتها عند التشكيل العلنيّ للحواجز المحيطة بالمخيّمات ،والتي استهدفت ناشطين وأعضاء في التنسيقيّات ومدنيّين مشتبه بانتمائهم للتنسيقيّات وال يزال المئات منهم يقبعون في أقبية المخابرات. تستثن الطائرات وال القذائف بيتا ً أو مؤسّسة، لم ِ فكان النزوح الجماعيّ ألهالي مخيّم اليرموك ،والذي ط��ال ال��ن��زوح القسريّ م��ا يبلغ 280ألف فلسطينيّ ،ناهيك عمّا يُق ّدر بنزوح 600ألف من قاطني المخيّم وأطرافه. م��ع دخ��ول تشكيالت الجيش الحرّ وتلوّ ناته إلى هذه الجغرافية واستيطانها أطراف المخيّم ،تب ّقى النذر اليسير من الس ّكان ليبلغ 22 ّ تقطعت بهم ألف مدنيّ محاصر السُبل باتجاه مأوىً خارجه ،وبقي مخيّم اليرموك رهينة النزاعات السياسيّة والعسكريّة بين أطراف داخليّة والنظام من الجهة األخرى. باستمرار عمليّات القنص من حاجز النظام المتاخم لمحاور القوى الثوريّة المتع ّددة والجيش الحرّ على األرض كان مثلث برمودا ،تقلّصت حاالت العبور لتتو ّقف نهائ ّيا ً في رمضان ،2013ويعيش ما تب ّقى من س ّكان هذا المخيّم على «النباتات المُبهَّرة»، وينتهي بقطع الماء أخيراً بعد قطع الكهرباء ووسائل االتصال عنه. مع بدء حاالت الهدنة «المفترضة» بين النظام وبعض القوى في مناطق ع ّدة من العاصمة دمشق، ومساع تكلّلت دخل المخيّم في زي��ارات مكوكيّة ٍ بالفشل رغم تع ّددها ،وينصبّ واب��ل الفشل على الس ّكان المدنيّين من قنص وقذائف ال تنتهي. غياب واضح للمرجعيّة السياسيّة كان لغياب المرجعيّة الفلسطينيّة وهيمنة األنظمة وتجاذباتها على القرار الفلسطينيّ ،حضرت خيارات الالجئ في فكرة وحيدة وهي خالص «الهجرة» بحثا ً عن لقمة العيش وطلبا ً للكرامة تار ًة وإيجاد لغة أخرى لالنتماء الفلسطينيّ لحظة تخلّي قيادته ومرجعيّته عن إيجاد الحلول ولو كانت جزئيّة في عودته لبيوت هُجّ ر منها. ابتلعت البحار شبّانا ً ّ تقطعت بهم السُبل تاركين وراءهم أُسراً انتظرت ل َّم الشمل أو َمدين ينتظر سداد دينه. الوجه اآلخر من مأساة الفلسطينيّ الالجئ تتأرجح بين عدميّة إيجاد ح ّل جذريّ له ،فمرّ ًة يكون للعدوان الصهيونيّ على م��دن وق��رى ومخيّمات السلطة الفلسطينيّة النصيب األكبر عن االنشغال بشؤون هؤالء النازحين ،وم��رّ ًة بمهامها في تسيير أمور المواطنين في ّ غزة والقطاع ،وأخرى في إنهاء حالة
من ّظمات إنسانيّة ومجعيّات أهليّة ختتنق تهت ّم «الهيئة العامّة لشؤون الالجئين الفلسطينيّين» بشؤون الجئي سوريّة ،وهي مؤسّسة غائبة «بالفعل»، «حاضرة» في تسيّير شؤونهم المدنيّة. بالترادف ُتعنى «مؤسّسة إغاثة وتشغيل الالجئين الفلسطينيّين »UNRWAم��ن خ�لال سعيها اإلغاثيّ الدائم لالجئين ينحصر في استجداء النظام بإدخال مساعدات إنسانيّة لقاطني المخيّم المحاصر ومساعدات ماليّة غير منتظمة االستحقاق للنازحين من كا ّفة المخيّمات األخرى بلغت ما يعادل $300 للنازح منذ بداية «األزمة» ،واقتصر الواقع التعليميّ على استئجار مدارس النظام «كمراكز تعليميّة» في تجمّعات النازحين ،فيما يجثم أهالي مخيّم اليرموك تحت وطأة الحصار. ّ منظمة التحرير الفلسطينيّة ق ّدمت ما قيمته علما ً أنّ $10لك ّل الجئ من الجئي سوريّة منذ اندالع الثورة السوريّة. احمليطات تبتلع األحالم أمام هذا الواقع المتناهي في العجز ،يقف الفلسطينيّ الالجئ في مواجهة نظام قمعي ،ال يميّز بين سوريّ وفلسطينيّ ،وبين مؤسّسات فلسطينيّة وسوريّة ُتعنى بشؤونه ،كونه فلسطين ّيا ً وسور ّيا ً في آن ،وأنّ ما وقع على الشعب السوريّ من تظلّم من قبل «الطغمة» في دمشقَ ،تكبّده الفلسطينيّ مضاعفاً ،وكي ال تضيع تضحيات الشهداء والمعتقلين والجرحى ومعاناة المحاصرين في المخيّمات ،ينتظر هؤالء الالجئون مخرجا ً بديالً عن موتهم تحت الحصار ،أو الغرق في أقاصي البحار أو االرتماء القسريّ في أحضان النظام ،أو الموت تحت وطأة النزوح والبحث عن كفاف العيش. لزوم ما ال يلزم ،مشكالت ،وحلول ال ي ّتضح ح ّتى اآلن ناظم معياري إليجاد حلول ولو مؤ ّقتة لالجئي سوريّة من الفلسطينيّين ،ما يضعهم في ك ّفة ميزان اإلنسانيّة المتناهي في التحيّز للك ّفة األخرى ،فمن شريك للدم السوريّ في التهميش واالضطهاد والقتل والتهجير ،تبقى ورقة التهميش في الك ّفة األرجح اآلن ،نتيجة غياب حقيقيّ لمرجعيّة متصلة غير منفصلة فلسطينيّة -سوريّة عن استحقاق ج ّدي لما يعيشه الالجئ مع اختناق الخيارات لديه، منطلقة من بديهيّة ح ّقه في العيش بأمان وانتماء. تبقى األسئلة مفتوحة عن مآل ومخرج حقيقيّ لهؤالء الفلسطينيّين وبرسم إجابات إسعافيّة وصادقة ووض��ع المجتمع ال��دول��يّ والمؤسّسات الحقوقيّة ّ والمنظمات البديلة عن النظام السوريّ أمام مهمّات ج��ا ّدة تبتغي المصير المشترك المنشود للشعب السوريّ ،وخلق ركائز عمل تخ ّفف عنهم مهمّة االنتحار االختياريّ قبل االنتحار السياسيّ من خالل بحث ممنهج وواضح من منظور دولة ديمقراطيّة مؤسّساتيّة ،ترى في الفلسطينيّ شريكا ً قبل ك ّل شيء في بناء سوريّة الديمقراطيّة الحديثة.
حكم احلكم
www.allsyrians.org
8
العدد 21
/24كانون األول 2014/
الحروب القادمة المتوسط غاز شرق ّ
رس��م عبد الرحمن منيف ف��ي رواي��ت��ه «ش��رق المتوسّط» تدمير األنظمة القمعيّة لإلنسان الذي يقع تحت سلطتها ،وتابع في «مدن الملح» وهو الخبير في مجال النفط ،كيف ُت َّ سخر موارد البالد لتزيد إنسانها تخلّفاً .ويبدو أنّ وجود الغاز الطبيعيّ في منطقة شرق البحر األبيض المتوسّط سيُؤجّ ج أتون العالقات فيها أكثر ،حيث بدأ فيها التنقيب عن الغاز ث ّم اكتشافه مع أفول القرن العشرين ،وأوجد ذلك تشابكات جديدة ما كانت دول المنطقة بحاجة إليها لتتأ ّكد من اقتراب مخاطر صراعات المستقبل العسكريّة ذات المنشأ االقتصاديّ المباشر. متويل اإلرهاب ت ّم االتفاق نهاية عام 1999بين مؤسّسة الغاز البريطانيّة والسلطة الوطنيّة الفلسطينيّة من أجل التنقيب في المنطقة البحريّة قبالة قطاع ّ غزة .بعد االكتشافات وحفر بئرين من قبل الشركة قُ ّدر احتياطيّ الغاز الموجود فيهما بأكثر من واحد ونصف ترليون قدما ً مكعبا ً قابالً للزيادة. وما حدث أنّ إسرائيل لم توافق على شراء أو بيع أو نقل هذا الغاز بحجّ ة أنّ األموال التي ستعود عن ذلك ستستخدم في «تمويل اإلره��اب» فتو ّقفت األعمال. ريثما تسمح األوضاع إلسرائيل بالهيمنة واالستفراد بالقطاع لالستيالء على حقوله البحريّة ،فاآلبار التي اكتشفتها إسرائيل وبدأت باستثمارها قرب مياه ّ غزة بدأ انتاجها بالنضوب بعد أن بلغ ثمانية وأربعين ميليار قدم
اقتصاد و قانون
احتياط ّي الغاز يف شرق املتو ّسط 122ترليون قدم مكعب. الفاينَنشل تاميز :إ ّن هذا احلجم سيجعل خارطة املنطقة تتغي
مكعب سنو ّياً.
أمّا في المنطقة شمال غرب حيفا والتي ت ّدعي ْ اكتشفت إسرائيل أ ّنها منطقتها االقتصاديّة فقد فيها حقلين هما :تامار ودالي باحتياطيّ يعادل تسعة ترليونات قدم مكعب؛ لكنّ حقل طاغوت الذي اكتشفته غرب البئرين السابقتين في تشرين األوّ ل 2010باحتياطي قُ ّدر بـ س ّتة عشر ترليون قدم مكعب ،أثار أوساطا ً لبنانيّة باعتباره يقع - ولو جزئ ّيا ً – في المنطقة االقتصاديّة اللبنانيّة، وأخذ الموضوع بُعداً دول ّيا ً عندما تح ّدث الرئيس «سليمان» بإصرار حول الدفاع عن «الثروة الطبيعيّة» و ق ّدم لبنان من أجل ذلك الوثائق – ّ المنظمة الدوليّة. الخرائط -المح ِّددة لحقوقه إلى ر ّدت إسرائيل بعقد اتفاقيّة ثنائيّة مع قبرص في كانون األوّ ل 2010تح ّدد فيها المنطقة االقتصاديّة البحريّة لكليهما ،وبتجاهل تا ّم لوجود لبنان أو غيره. وباشرت قبرص عمل ّيا ً باالستكشاف في «منطقتها» بالتنسيق مع إسرائيل ،وحفرت أوّ ل بئر ،وباحتياطيّ يصل إلى تسعة ترليونات قدم مكعب. ضبط النفس هنا دخلت تركيا المشهد لتعلن ألاّ ّ حق لقبرص في الثروة الطبيعيّة دون اقتسامها مع القسم التركيّ منها. ووصف إردوغ��ان (رئيس ال��وزراء التركيّ وقتها) ما تقوم به إسرائيل والقبارصة اليونانيّون بـ «جنون اكتشاف النفط في المتوسّط» وأنّ بالده ستبدأ أعمال
الحاضر الغائب «علي الشهابي»
التنقيب في المنطقة ولو لزم ذلك األمر «مرافقة السفن الحربيّة» وهذا ما حصل بالفعل ،فأرسلت إسرائيل طائرات مقاتلة في طلعات جوّ يّة إلى المنطقة فوق السفن التركيّة ،ور ّدت تركيا بطلعات من طائراتها المعترضة .عند هذا الح ّدّ ، تدخلت المفوّ ضيّة األور ّبيّة داعية األط��راف إلى «ضبط النفس» والعمل على تسوية الوضع في قبرص المقسّمة. أين النظام السور ّي من ك ّل ذلك؟ كشفت مؤسّسة أميركيّة مختصّة في آذار 2011 نتيجة مسح جيولوجيّ لمنطقة شرق المتوسّط ،تقييمها الحتياطيّ الغاز بما يعادل مائة واثنين وعشرين ترليون قدم مكعب ،ما جعل صحيفة مثل الفاي َننشل تايمز تقول:
شريعة الغاب تحكمنا
إنّ حجم الغاز الموجود سيجعل خارطة المنطقة (شرق المتوسّط) تتغيّر. ومع أنّ سورية مستوردة للغاز وتستهلك في توليد الكهرباء س ّتة ماليين طنّ في السنة من الوقود السائل الذي يمكن استبداله بالغاز ،فلم يحرّ ك النظام ساكنا ً في ك ّل ما يدور حوله ،بينما تعمل إسرائيل على اكتشاف وتطوير مواردها من الغاز في مياه شرق المتوسّط. وأعتقد أنّ النظام السوريّ سيظ ّل على هدفه في التشبّث بالسلطة وعدم حمايته ألرض أو ثروة البالد، ليبقى مثاالً على األنظمة التي وصّفها منيف في «شرق المتوسّط» وغيرها.
جمرمو سورية السياسيّون كانوا يشعرون حبالة من العظمة والفخر وغياب ألدنى حاالت تأنيب الضمري.
بعد نحو العام من إعدام حسني الزعيم ومحسن البرازي يُقتل سامي الحناوي في بيروت على يد حرشو البرازي انتقاما ً وثأراً البن عمّه محسن البرازي. يهرب الشيشكلي إلى السعوديّة وبعدها إلى ّ ليحط الرحال في البرازيل فرنسا ث ّم يبتعد أكثر ليُغتال هناك عام 1964على يد نوّ اف غزالة، كعقاب له -ولو بعد حين -على ارتكابه مجزرة جبل العرب التي راح ضحيّتها نحو 600مواطن.
َمن يعرف عليّ يعرف أ ّنه دمث األخالق ،طيّب المعشر ،روح ّ متوثبة ال تهادن ،سكنته قضيّة المواطنة والعلمانيّة واجتهد نقديّة يتوان في الوصول إلى أهدافه التي هي جزء من أجل ذلك ولم َ من أهداف ثورة الشعب السوريّ ،باكراً أدرك عليّ خصوصيّة العالقة بين فلسطين وسوريّة وج��دل العالقة بين المشروع التحرّ ري الفلسطينيّ والمشروع التحرّ ري الديمقراطيّ في سوريّة والمنطقة ،وكان كثيراً ما ير ّدد بأ ّنه سوريّ من أصل فلسطينيّ ، معارض بارز في سوريّة التي أحبّ وق ّدم من أجلها الكثير ،تميّز بصالبته في مواجهة ك ّل ما تعرّ ض له من تح ّديات،وكان رمزاً من رموز المخيّم ومعْ َلما ً من معالمه. علي الشهابي ناشط فلسطينيّ تولّد 1955متزوّ ج ولديه أطفال ،مدرّ س لغة انكليزيّة متقاعد ،عمل بالتدريس لصالح ّ منظمة «األنروا» ،وكذلك كان له معهد خاصّ للتدريس في مخيّم فلسطين باسم «معهد الخيّام». اعتقل عليّ في بداية شهر أيلول عام 2012من قبل فرع فلسطين العسكريّ وال يُعرف عنه شيء ،وهناك مخاوف حقيقيّة على مصيرهَ ،عرف عليّ االعتقال السياسيّ منذ عام 1975 وأمضى في المعتقل حوالي العام ،ث ّم اعتقل مرّ ة ثانية سنة 1982 بتهمة االنتماء لحزب العمل الشيوعيّ رغم أ ّنه كان خارج الحزب حين ت ّم اعتقاله ،وبعد خروجه من السجن أصدر كتابه األوّ ل عام 1992بعنوان «البنية الجديدة للعالم» ،وكتابه الثاني «سوريّة إلى أين؟» عام ،2005كما نشر عشرات المقاالت والدراسات. في عام 2006صاغ أفكاره في مسوّ دة للحوار لم يت ّم نشرها بعنوان «من أجل أن تكون سوريّة للجميع» وتضمّنت المسوّ دة الدعوة إلى بناء سوريّة على أسس الديمقراطيّة العلمانيّة التي تحمي الحرّ يّات العامّة والخاصّة للمواطنين ،والتنوّ ع والتع ّدد القوميّ والدينيّ ورفض التعصّب والطائفيّة ،ث ّم أعيد اعتقاله للمرّ ة الثالثة من قبل أمن الدولة في دمشق ،2006/8/10ها هو عليّ الذي اعتقل في السبعينيّات من أجل تغيير النظام مغيّب في الزنازين من أجل الهدف ذاته.
newspaper@allsyrians.org
يُعتقل رئيس الجمهورية نور الدين األتاسي ّ المزة لم ّدة 22عاماً ،دون محاكمة ويُودع سجن ليخرج منه مصابا ً بالسرطان .يعتقل صالح جديد أمين عام مساعد ووو ..........إلخ.
حسين الزعيم يُقتل حسني الزعيم ورئيس وزرائ��ه محسن البرازي رميا ً بالرصاص في الساعة الرابعة من فجر 14آب 1949على يد رج��االت قائد االنقالب الجديد سامي الح ّناوي بعد اعتقالهم وبدون أيّة محاكمة ،يت ّم توجيه التهم إليه ودون انتظار سماع دفاعه ،وعلى عجل خرجت الطلقات لتصرعه قتيالً .استغرقت عمليّة اعتقاله ومحاكمته وإصدار الحكم عليه وتنفيذه ،أق ّل من أربع ساعات وقُتل معه محسن البرازي الذي لم يعلم ح ّتى التهمة الموجّ هة إليه ،في إهدار واضح ألبسط القواعد القانونيّة والقضائيّة.
موقف اجملرمني من جرائمهم من المتعارف عليه أنّ المجرمين بعد ارتكابهم لجرائمهم ومحاكمتهم يشعرون بالندم على أفعالهم المدانة اجتماع ّيا ً وأخالق ّيا ً وقانون ّياً ،إلاّ أنّ مجرمي سورية السياسيّين كانوا يشعرون بحالة من العظمة والفخر وغياب ألدنى حاالت تأنيب الضمير ،ما يجعلنا نتو ّقف مل ّيا ً عند هذه الحاالت، فحرشو البرازي وفي ع ّدة لقاءات صحفيّة أبدى عدم ندمه على فعلته ،بل على العكس من ذلك، أبدى ندمه لعدم قتله ك ّل من شارك في قتل عمّه محسن البرازي وحسني الزعيم .ويتح ّدث سامي الح ّناوي بفخر وشموخ عن قتله لحسني الزعيم ومحسن البرازي ،ويعتبر نفسه «مخلّصا ً للوطن من المجرمين والخونة والفاسدين». موقف املواطنني من اجملرمني
حمسن الربازي وبعد أربعة أشهر ين ّفذ أديب الشيشكلي انقالبا ً عسكر ّيا ً ويطيح بسامي الح ّناوي ،الذي يُسجن لفترة وجيزة وبعدها يختار بيروت ليعيش فيها.
عبداهلل منديل
يُعتبر االستهجان الشعبيّ للجرائم األكثر نجاعة وتأثيراً على المجرمين ح ّتى ال يعودوا إلى جرائمهم ،ورادع�ا ً للبعض من ارتكاب الجرائم أصالً .المستغرب أنّ المجرمين كانوا ينالون ثوابا ً شعب ّيا ً وتأييداً منقطع النظير ويُعتبرون أبطاالً في أعين مجتمعاتهم ،ومنهم من تحوّ ل إلى أسطورة في الوجدان الشعبيّ ،فمثالً ،نوّ اف غزالة قاتل الرئيس السوريّ أديب الشيشكلي ُ شيّع بجنازة مهيبة حضرها أكثر من خمسة وعشرين ألف مشيّع في محافظة السويداء وعُومل كبطل واع ُتبر ما فعله مفخرة للمحافظة وقيل فيه الشعر واألهازيج ويغ ّنى له في األعراس والمناسبات الوطنيّة (مع العلم أنّ ما قام به هو جريمة متكاملة األركان).
موقف السلطة من اجملرمني مجرمو سورية السياسيّون نالوا الحظوة واالحترام من السلطات ،فلم تعترض أيّة مؤسّسة سياسيّة على انقالب حسني الزعيم ،وال على انقالب سامي الح ّناوي، ول��م يُثر اعتقال ن�������ور ال����دي����ن األتاسي استهجان أحد ،ح ّتى رفاقه ف�����ي ال����ح����زب والموجودين في السلطة لم يوجّ هوا أيّ ل���وم لحافظ األسد الذي اعتقل رف������اق األم����س سامي احلناوي وخ���ال���ف ب��ذل��ك ق��واع��د الدستور والقوانين ،بل على العكس كانت وظيفة السلطة هي التبرير للمجرمين السياسيّين. أ ّم��ا موقف السلطة ال��ذي فاجأ الجميع ،فهو المباركة والحفاوة التي تعاملت بها مع جثمان نوّ اف أبو غزالة ،فقد أقيم له تشييع رسميّ كبير وكان في وداع جثمانه السفيران السوريّ واللبنانيّ في البرازيل ،واستقبل جثمانه في سورية وفد رسميّ ووفد من لبنانَّ ، ّ وممثل ممثالً بـوئام وهّاب، عن طالل أرسالن ،مع أنّ الم ّتهم مجرم محكوم عليه من قبل القضاء البرازيليّ ،وهو مجرم وفق قواعد القانون السوريّ أيضاً. قانون الغاب القارئ لتاريخ سورية الحديث يالحظ أنّ الطبقة السياسيّة الحاكمة لم تحترم يوما ً الدستور والقوانين و كانت العقوبة -إنْ وجدت -خارج إطار القانون وبشكل مزاجيّ وانتقاميّ وبعيدة عن أبسط القواعد القانونيّة والقضائيّة ،فالجزاءات التي كانت تن ّفذ لم يكن لها أدنى عالقة بقواعد التشريع .فعندما نقول إنّ العقوبة قانونيّة ،فنحن نقصد بالضبط أنّ العقوبة منصوص عليها في القانون ،وأن يحكم بها من قِبل جهة قضائيّة وفق القواعد واألصول المقرّ رة في القانون؛ إلاّ أنّ غياب القانون دفع بالمواطنين للّجوء إلى شريعة الغاب ،وأساليب غير قانونيّة م ّتبعة في المجتمعات التي تعيش حاالت ما قبل الدولة.
احملامي حممّد محو
www.allsyrians.org
مجتمع
العدد 21
/24كانون األول 2014/
النفسي! الطفل كرة في مالعب الدعم ّ
منذ أن بدأت األوض��اع بالتصاعد والتو ّتر المتزايد في حلب ،ومنذ أن بدأ الكثير باالضطرار إلى النزوح أو اللجوء ،وح��دوث القصف في بعض المناطق الشرقيّة في حلب ،وتعرّ ض المناطق الغربيّة للقذائف باستمرار، وتد ّني مستوى المعيشة ح ّتى أدنى مستوياتها ،وشبه التو ّقف في المدارس والتعليم ،وع��دم االستقرار الكامل النفسيّ أو السكنيّ أو االجتماعيّ ، وانعدام الشعور باألمان ،والخوف ال��دائ��م ،واألص���وات المتكرّ رة من أص��وات إط�لاق القذائف والطيران والصواريخ والرصاص وغيرها من األسلحة ،والكثير غيرها من األمور الضاغطة في المدينة ،وفي البلد ككلّ ،كانت أكثر الفئات عرضة لألخطار النفسيّة هي فئة األطفال، وكنتيجة لذلك قامت العديد من الجمعيّات وك ّل ّ المنظمات العاملة في هذه المدينة إلى االعتناء بالطفل في الدرجة األولى. ولكن ،هل ح ّقا ً يت ّم االعتناء بالطفل في حلب؟ هل ح ّقا ً يت ّم تقديم الدعم النفسيّ المناسب له، والمساعد له في تجاوز األزم��ات والضغوط النفسيّة التي تعرّ ض لها؟ وما الذي يُقام اليوم تحت اسم الدعم النفسيّ للطفل وكيف يت ّم القيام بهذا الدعم و َمن الذي يقوم بتقديم هذا الدعم؟ أسئلة كثيرة ُتطرح ،ويُخيّل للقارئ أنّ الدعم ّ والمنظمات النفسيّ ،حين يعلم أنّ عدد الجمعيّات
العاملة في هذه المدينة يتجاوز الخمسة عشر جمعيّة في المناطق الغربيّة فقط ،وأكثر من ّ ست ّ منظمات عالميّة ،سيخيّل إليه بأنّ الرعاية المق ّدمة له ربّما تتجاوز الح ّد أو المستوى المطلوب وأ ّنها في أعلى درجاتها احترافيّة وتخصّصيّة. ولكن بنظرة مقرّ بة نوعا ً ما سيالحظ أيّ مراقب أنّ نسبة الدعم النفسيّ الحقيقيّ واالحترافيّ والتخصّصيّ الموجّ ه للطفل ال يتجاوز نسبة
10%من نسبة الدعم النفسيّ المق ّدم في حلب الغربيّة كلّها ،وهذا إنْ تفاءلنا شيئا ً ما ،فالدعم النفسيّ المق ّدم ال يتجاوز األلعاب الترفيهيّة، حيث يقوم األشخاص أو الفرق المسؤولة عن الدعم النفسيّ بالطواف على األطفال سواء في المدارس أو في مراكز اإليواء أو في المناطق التي تتطلّب تقديم خدمات تخصّصيّة كهذه ،ومن ث ّم تقوم بتقديم مجموعة من األلعاب الترفيهيّة الجماعيّة ،وتعليم األطفال مجموعة من األغاني والرقصات التعبيريّة معها .ال أكثر وال أقلّ. ولكن هل هذا يُعتبر دعما ً نفس ّيا ً حقيق ّياً؟ دعونا نعرف بداية أنّ هدف الدعم النفسيّ هو البحث عن المشكالت التي من الممكن أن توجد عند الطفل والعمل على مساعدته في تجاوزها في مختلف الطرق والمناهج دون االعتماد على منهج معيّن والعمل على تحويل األطفال ذوي المشكالت أو االضطرابات النفسيّة التي تتطلّب ّ تدخل اختصاصيّ نفسيّ أو طبيب نفسيّ من أجل مساعدته بشكل تخصّصيّ أكبر ،فهل تح ّقق تلك األلعاب الترفيهيّة هذا الهدف المنشود من الدعم؟ وهل يت ّم تجاوز المشكالت النفسيّة عند األطفال عن طريق تقديم الدعم النفسيّ الذي يُق ّدم اآلن في هذه المناطق؟
الدائرة والمحيط
عندما نعيش ضمن دائرة ضيّقة يُخيّل إلينا أنّ العالم مُقتصر على ما تحويه هذه الدائرة من أشخاص وأماكن واهتمامات ،ولكن ماذا لو تجرّ أنا أن ننظر خارج هذه الدائرة؟ هل سنبقى على ما نحن عليه ،ذات الشخصيّات ،ونحمل ذات األفكار والمعلومات والتطلّعات؟ لع َّل معظمنا يسمع عن اختالف الحضارات من مكان آلخر ،وما يختلف معها من عادات وتقاليد كبيرة وصغيرة ،قد تبدو مستحيلة لشعوب ومن األساسيّات لدى شعوب أُخرى. نسمع الكثير من األقوال التي تدعو لالنفتاح على اآلخرين وعلى األمم األُخرى ،ولك ّننا فعل ّيا ً قليالً ما نخطو تلك الخطوة الج ُّد مهمّة ،عندما تلقي النظرة على عالم قد يكون مجاوراً لعالمك، ولك ّنك تمتنع عن القيام بهذه الخطوة وترى أشياء لك ببال ،كمن يجلس بمنزل منغلقا ً لم تكن تخطر َ على نفسه ومن ث ّم يقرّ ر أن يلقي نظر ًة لخارجه فيرى السهول والجبال والوديان ويشعر بمعنى الحياة. انغالقنا ضمن دائرة ضيّقة يحصر لنا مجال تفكيرنا واستيعابنا لألمور ،ولما يجري من حولنا، فستكون بالتالي قراراتنا وأفعالنا ناتجة عن قصر نظرنا وقلّة ّ اطالعنا ،فالبيئة أو المحيط الذي عليك شيئا ً فشيئا ً مفاهيم يحصرك بداخله يفرض َ وقيّم تغدو مع األ ّي��ام حتميّة ومُطلقة الصحّ ة، وف��ي ذات الوقت قد يكون داخ��ل محيط آخر
newspaper@allsyrians.org
قطعا ً ال ،وه��ذا ال يعني أنّ ما يت ّم تقديمه من ألعاب جماعيّة وترفيهيّة هي ألعاب ال فائدة لها على اإلطالق ،ولك ّنها ليست كافية أبداً ،وفي واقع األمر إنّ ما يت ّم تقديمه اليوم من أنشطة ترفيهيّة في المجمل له أهمّيته الخاصّة ضمن الدعم النفسيّ للطفل ويمكن أن نعتبر أنّ هذه األنشطة ُتعتبر الخطوة األول���ى م��ن خطوات الدعم النفسيّ االحترافيّ المتكامل على أن يت ّم استكمال مراحله بعد هذه األنشطة وبشكل متواصل، إالّ أنّ تلك المراحل ال تطبّق على األرض في معظم الجمعيّات أو ّ المنظمات التي تعمل في هذا المجال والتي تعتني بالطفل.
اليوم من المألوف ج ّداً أن تسأل أيّ جمعيّة عن عملها ،فيكون الجواب هو تقديم الدعم النفسيّ للطفل ،وفي الحقيقة فإنّ أكثر من عامين من هدر األموال والطاقات البشريّة للعاملين والطاقات عند األطفال كان عبر تقديم مشاريع مكرّ رة ومملّة في الدعم النفسيّ ،وأغلب الذين يعملون في هذا المجال هم من غير االختصاصيّين، والذي قد يؤ ّدي في أحيان كثيرة لزيادة الطين بلّة ،فبدالً من مساعدة الطفل ،قد تؤ ّدي انعدام الخبرة أو المعرفة في الدعم إلى إثارة مشكالت نفسيّة أو انفعاليّة عند الطفل ،وفي بعض األحيان تكون هذه النتائج كارثيّة ح ّقاً. ّ المنظمات واألمر الجيّد هنا هو التفات بعض إل��ى ه��ذه األخ��ط��اء واللجوء إل��ى الخطوات التخصّصيّة الصحيحة ،ولكنها خطوات بطيئة نوعا ً ما ،وه��ذا يُعتبر تغيّراً إيجاب ّيا ً في هذا المجال ،على أمل أن يت ّم تالفي جميع األخطاء التي وقع بها الجميع من أجل تقديم دعم نفسيّ حقيقيّ وتخصّصيّ للطفل.
ريم احلاج
الفعل هو ذاته ،ولك ّن اختالف أحد الظروف احمليطة به هو من جيعله صحيحاً أو خاطئاً. تنتشر مفاهيم مغايرة لتلك التي اعتبر َتها ك صحيحة وأ َّنه ال ش َّ في صحّ تها ،وتبدو تلك القيّم المغالطة لقيمك مُطلقة الصحّ ة أي��ض �ا ً ف��ي المحيط الذي تنتشر فيه!
قد يكون للقارئ فعل ،األولى هنا ر ّدتا ٍ متعصّبة ج�� ّداً ،تلك الفئة التي لم تفكر أن تخطو الخطوة األولى ل ُتلقي ببصرها على غيرها ،فسيقول أصحاب هذه الفئة أنّ هذا الكالم محضُّ ُترّ هات وأقاويل باطلة وأ ّنه بالتأكيد يحمل األفكار الصحيحة التي دونها تغدو أيّ فكرة ال وجود لها. وأمّا الفئة الثانية التي حاولت االختالط باآلخر وتفهّمه لتقصير المسافات وخلق صيغ تفاهم متبادلة بين اآلراء المختلفة ،فستبدأ بالقولُ :ترى أمر هل من الممكن أن أك��ون على خطأ في ٍ معين؟ هل من الممكن أن نكون كالنا مخط َئين أم مصي َبين ،أم تحمل آراؤن��ا نسبا ً من الخطأ والصواب؟ هذا النوع من التفكير ،الذي يدعو ك الدائم والتساؤل ،سيحمله بالتأكيد مُعتنقه للش ّ للبحث الدائم عمّا يوصله لحقيقة يرجوها ،أو ح ّتى ليثبّت وجهة نظر لديه. انفتاحنا على اآلخر سيغنينا بال شكّ ،سيفتح أمامنا آفاقا ً لم نكن ُندرك لها وجود ،قد ننبهر حينا ً ونسرح بأفكارنا لعوالم قادرة على أن تصنع م ّنا مُبدعين ،وقد يزيد من إيماننا بما عرفناه مسبقا ً ولربّما مع إضافات لم نكن نعلمها ،ويقول البعض إنّ نقيضك هو من يساعدك على فهم نفسك أكثر، وإدراك ما لها من جوانب إيجابيّة وسلبيّة ،فلع َّل النقيض أحيانا ً يعمل عمل المرآة المُكمّلة والمتمّمة للصورة ،ليس فقط المرآة التي تعكس لنا مالمحنا البحتة. قد يتساءل القارئ كيف لنا أن نعرف حقيقة
9
لفعل صغير أم لفكرة كبيرة؟ الصواب؟ سواء أكان ٍ هنا ،أو ّد أن أذ ّكر أنّ العقل السليم ينبغي عليه ألمر ما تسليما ً مُطلقاً ،فح ّتى بعض ألاّ يُسلّم ٍ البحوث العلميّة البح ّتة قد نجد لها في األيّام ما ينقضها أو يغيّر في الكثير من نتائجها ،وكما أ ّنه من الممكن رؤية كبار األُدباء والك ّتاب الذين يملؤون الكتب والمجلّدات في بحوث ومواضيع متناقضة وك ّل م ّنها يدعو في طيّاته لعدم صحّ ة ليس بجاهل أقوال اآلخر ،فالباحث والكاتب منهم َ ولو كان كذلك لما وصل لمرتب ٍة كهذه ،ولكنّ ّ واطالعه على انخراطه في مجتمعات معيّنة أمور معيّنة أوصله لالعتقاد والتفكير بطرق تختلف عن أقرانه .وأرى أنّ صحّ ة أيّ شيء تتبع لعوامل كثيرة ،منها المكان والزمان واألشخاص والظروف المحيطة ،فما ُندركه اليوم صحّ ّيا ً قد يكون بعد فتر ٍة من الزمن غير صالح للتداول، كأبسط مثال أكل المعلّبات بعد انتهاء صالحيّتها، مروراً بفعل قد يبدو مُستهجنا ً في مكان وطبيع ّيا ً مكان آخر ،كأن ترتدي (المايوه) في ج ّداً في ٍ شوارع المدينة أو على الشاطئ! أو أن تعزف الموسيقى بشوارع باريس أو شوارع حيّ شعبيّ ! فالفعل هو ذات��ه ولكنّ اختالف أحد الظروف المحيطة به هو من يجعله صحيحا ً أو خاطئاً. عندما ُنلقي بأبصارنا على العوالم المُحيطة بنا سنكون أكثر قدرة على تقبّل اآلخر والتعايش معه بسالم أكبر ،وبالتأكيد على اآلخر أن يبادلنا الفعل ٍ والتقبّل. وليتف ّكر ك ّل م ّنا في نفسه ،كيف يرى آراءه ك وأنّ ما ومعتقداته سليمة وليس فيها مجال للش ّ يعتقده يستند ألمور معيّنة واضحة وبيّنة ،وهناك آخر أيضا ً له آراء ومُعتقدات مُختلفة وبالتأكيد يقين ممّا يعتقد. لديّه أيضا ً إثباتات تجعله على ٍ وبالمُختصر ،عندما ُنبرر ألنفسنا تعصّبا ً باتجا ٍه مُعيّن ،علينا أن نبرّ ره لغيرنا فال أحد يتعصّب لشيء من ال شيء فك ّل ل ُه أسبابه التي دعته لهذا، و َمن يريد من اآلخر االستماع إليه وتقبّل أفكاره، عليه هو أيضا ً أن يستمع إليه ويتقبّل ما يبدر ع ّنه، عاملوا اآلخرين كما ُتحبّـذوا أن يُعاملوكم.
سارة ع ّز
حلم ّ سوري، كل طالب ّ المنح الدراسّية حُرم أكثر من 100ألف طالب جامعيّ سوريّ من أحالمهم في إكمال دراستهم الجامعيّة ،وذلك بسبب الصراع القائم في سورية منذ أكثر من ثالثة أعوام ،فمنهم من انض ّم إلى صفوف الثورة ومنهم من لجأ إلى إحدى الدول المجاورة للبحث عن حياة آمنة والبعض فضّل الجلوس في المنزل على الذهاب إلى الجامعة والتعرّ ض للمضايقات. الضريبة جيفارا نبي وهو أحد طلاّ ب كليّة اآلداب في جامعة حلب قسم اللغة العربيّة ،والذي كان يطمح الى إكمال دراسته والتخرّ ج من كلّيّته ث ّم العمل بشهادته كم ّدرس للّغة العربيّة ،لك ّنه دفع ضريبة مشاركته في المظاهرات السلميّة المناهضة للنظام السوريّ بحرمانه من مواصلة دراسته الجامعيّة. يقول جيفارا “بقي لي ما ّدتين ألتخرّ ج من الكليّة ولكن مشاركتي في المظاهرات المناهضة للنظام السوريّ ،جعلني مطلوبا ً من أحد الفروع األمنيّة للتحقيق ،ذلك ما حرمني من الذهاب إلى الجامعة خوفا ً من االعتقال” ّ المنظمات المتواجدة في تركيا التي يعمل جيفارا اآلن في إحدى تسعى إلى ترسيخ الفكر المدنيّ والقيام بع ّدة نشاطات مدنيّة تهدف إلى خلق جوّ للتعايش بين م ّكونات المجتمع السوريّ . األوراق الثبوتيّة و... ق ّدمت الحكومة التركيّة العديد من التسهيالت والمنح للطلاّ ب األجانب وخصوصا ً السوريّين من حيث القبول في الجامعات التركيّة، ففي جامعة كيليس التركيّة حصل الطلبة السوريّون على ما يقارب 100مقعد من أصل 145مقعداً مخصّصا ً لألجانب ،وفي جامعة غازي عينتاب نحو 237مقعداً من أصل 500مقعد. ويحتاج الطالب السوريّ إلى تقديم امتحان ( )YÖSوهو امتحان قبول الطلاّ ب األجانب في الجامعات التركيّة ويتضمّن أسئلة في الرياضيّات والمنطق ،أو آخر هو ( )Satللقبول الموحّ د في الجامعات األمريكيّة. يقول شهم حوري وهو طالب هندسة مواد (وهي مزيج بين الهندسة البيئيّة والميكانيك) في جامعة أنقرة التركية “وجود شهادتي معي وأوراقي الثبوتيّة سهّل عليّ الكثير من الجهد فتق ّدمت المتحان ( )YÖSوت ّم قبولي في جامعة أنقرة” بالرغم من هذه التسهيالت الكبيرة التي ق ّدمتها الحكومة التركيّة للطلبة السوريّين ،لم يستطع الكثير منهم استكمال دراستهم في الجامعات التركيّة ،فقد وقف تأمين األوراق الثبوتيّة -التي تحتاج أيضا ً إلى تصديق من وزارة الخارجيّة السوريّة -عائقا ً أمامهم، وكذلك عدم تو ّفر جواز السفر عند أغلب الطلاّ ب خلق مشكلة كبيرة. يقول فادي حسين وهو طالب في كليّة االقتصاد في جامعة حلب “لقد خرجت من سورية دون الحصول على أيّة وثيقة أو كشف عالمات من جامعتي التي كنت أدرس فيها ،ولم أستطع الحصول على جواز سفر من قبل مديريّة الهجرة والجوازات التابعة للنظام السوريّ بحجّ ة أنّ لديّ مشاكل أمنيّة ويجب عليّ مراجعة فرع األمن السياسيّ ” أين املنح الدراسيّة؟ أمّا بالنسبة للدارسة في إحدى الجامعات األور ّبيّة فهي مكلفة ج ّداً من حيث المصاريف ،فبعد مراسلة الجامعة والحصول على ورقة القبول المبدئيّ تحتاج إلى مقابلة في سفارة البلد الذي تتواجد فيه الجامعة إضافة إلى وضع مبلغ ماليّ يصل إلى 8آالف يورو لتضمن الجامعة أ ّنك تستطيع تغطية مصاريفك الجامعيّة. وهناك أيضا ً العديد من المنح الدراسيّة التي تصدرها الجامعات األور ّبيّة ولكن هذه المنح تحتاج إلى الكثير من األوراق الثبوتيّة مثل كشف عالمات وتوصيات من قبل أساتذة الجامعة التي كان يدرس فيها الطالب ،وأغلب الطلاّ ب ال يستطيعون الحصول على هذه األوراق لعدم قدرتهم على الذهاب إلى جامعاتهم بسبب الطرقات الصعبة والخطرة أو بسبب المالحقة األمنيّة ،وتعتبر شهادة التوفل أيضاً ،أو اإليلتس من الشهادات األساسيّة المطلوبة للحصول على منحة دراسيّة والكثير من الطلاّ ب السوريّين ال يمتلكونها. يقول عبد القادر زلخة وهو طالب في كلّيّة الحقوق في جامعة حلب “لم أستطع الحصول على كشف عالمات من كلّيّتي بسبب مشاكل أمنيّة ح ّتى أنّ بعض األساتذة في الجامعة ،من المؤيّدين للنظام السوريّ ،رفضوا إعطائي أيّ كتاب توصية من قبلهم” يضيف ضياء العبد هللا وهو طالب في كلّيّة الطبّ في جامعة حلب” أواجه صعوبة كبيرة في الحصول على الوثائق من جامعتي وتصديقها من الخارجيّة لعدم قدرتي على الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام السوريّ ،واشتراط الحصول على شهادة التوفل أو اإليلتس تش ّكل عائقا ً أيضاً ،واأله ّم من ذلك بالنسبة لطلاّ ب الطبّ المنح قليلة ج ّداً” واملعارضة؟! لم تستطع هيئات المعارضة (كاالئتالف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة والحكومة السوريّة المؤ ّقتة) أن تح ّل أغلب مشكالت الطلاّ ب الجامعيّين من حيث تأمين بعض المنح الجامعيّة أو البحث عن طريقة إلنشاء جامعة سوريّة في تركيا أو المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ليستكمل الطلاّ ب دراستهم .وسيم عبدو
www.allsyrians.org
10
العدد 21
/24كانون األول 2014/
اإلبصار بعين ساخرة
في اإلعادة إفادة
كان العنوان اآلخر املقرتح للفيلم «مخسة عشر سبباً لكرهي حزب البعث» أصيل» يتح ّدث عن زرع مبادئ البعث في األطفال «كالنبتة في األرض الطيّبة» ليترعرع األطفال على حبّ الوطن ،وحبّ «سورية – األسد»
سبقت سورية الكثير من دول العالم في التعامل مع فنّ السينما، هذه ليست مق ّدمة الستعراض تاريخ السينما في سورية وإ ّنما هي إشارة إلى الجمود والشلل الفكريّ الذي لحق بها بعد سيطرة حزب البعث على مناحي الحياة وف��ي مق ّدمتها الثقافيّة. تناول ه��ذا الموضوع ع��دد من السينمائيّين السوريّين ومنهم المخرج «عمر أميرالي» في عالم الفيلم الوثائقيّ ،ال��ذي أب��رز ص��ورة عن طريقة التفكير للحاكم الطاغية الذي مازال يعيش حالة الجاهليّة وحياة قبائل الصحراء ،حيث حكم العائلة وتوريث االبن في فيلمه الشهير «طوفان في بالد البعث» ذلك الفيلم الذي يسبر أعماق العقل المستب ّد ،وفي نفس الوقت يُبحر بالسخرية من طقوس هذا العقل ،وقد كان العنوان اآلخر المقترح للفيلم «خمسة عشر سببا ً لكرهي حزب البعث» اختار «أميرالي» قرية تقع على بحيرة (األس��د) وصوّ رها كنموذج مص ّغر لما يحدث في سورية من غسيل لألدمغة وخاصّة األطفال، ليفقدوا ك ّل مقوّ مات التفكير العقالنيّ ،وليهتدوا ببوصلة (الحزب والقائد) للوصول إلى برّ األمان فنرى فيه «دياب الماشي» عضو مجلس (الشعب) السوريّ ،الذي بلغ من العمر ما بلغ ،وهو أقدم برلمانيّ في العالم كما يصف نفسه -وهو يحكم تلك القرية كزعيم عشيرة -يُكيل المديح لحافظ األسد (القائد الخالد) والرجل الذي ( ..لم تنجب األمّة مثله من قبل ).. وه��ا هو المبدع «أم��ي��رالي» يترك له أن يسترسل إلى أقصى مدى في مديحه ،حيث يظنّ البرلمانيّ األقدم في العالم ،أ ّنه أمام جولة أخرى من جوالت تأليه الروح المق ّدسة التي أنعم علينا القدر بها ،فك ّنا الشعب الذي أحبّه هللا دونا ً عن باقي الشعوب ،إذ منحه القائد االستثناء!!! لم يكن البرلمانيّ العجوز ،ومن قبله الرقابة السوريّة -المطلوب موافقتها على التصوير-
يعلمون كيف سيستثمر «أميرالي» هذه السخرية في تعداد مناقب (القائد الخالد) وكيف ستكون عليه صورة الفيلم التي ال يتخيّلها الرقيب وهو يقرأ السيناريو ورق ّياً ،وكيف أنّ الفيلم في النهاية، سيكون مناسبة للسخرية من حزب البعث وقائده الذي رحل ،تاركا ً وراءه وريثا ً هزيالً ،ونقمة فكرة التوريث نفسها. لم يشأ «أميرالي» أن يتو ّقف عند ذلك النموذج من الرعيل األكبر لرجال قضوا عمرهم في المديح للحزب والقائد ،بل ذهب بكاميرته إلى مدرسة ابتدائيّة في قرية البرلماني األقدم ..مدرسة يصوّ رها لنا المخرج بحرفيّة ال تخلو من خبث لطيف ،حيث تتمازج تلك المدرسة في العديد من اللقطات مع سجن خلف نافذة ،الممرّ ات مظلمة، الشمس تصنع بقعة ضوء لتؤلّف مع قضبان النافذة صورة موحشة لمكان مريع يتعلّم فيه أولئك األطفال. ويزيد ك ّم السخرية حين نعرف أنّ مدير تلك االبتدائيّة هو أحد أبناء شقيق ذلك البرلمانيّ العجوز ،فيصوّ ره وكأ ّنه قد استلم عصا التتابع كما في السباق ،حيث يتهافت المهلّلون بحمد القائد ابن القائد ،ويتنافسون إلظهار الوالء المطلق «ألسد سورية الثاني» وفخر الشعب واألمّة. تترك كاميرا «عمر» انطباعا ً كأ ّنها تزيح ستاراً عن المستور ،لنرى ذلك المدير قد ق ّدم نفسه كأمين للحلقة الحزبيّة في القرية« ..بعثيّ
ولدى دخول التالميذ إلى الصفّ ينتابك شعور بأ ّنهم يدخلون إلى سجنهم ،ويستخدم «أم��ي��رالي» اإلضاءة الخافتة والنوافذ والقضبان ليضيف إلى هذا الشعور ،دليالً ع��ل��ى حبسهم األي��دي��ول��وج��يّ ، وترسيخ العبوديّة وتأليه الفرد؛ فنراهم ي��ر ّددون( :منحيي القائد ب ّ شار) وها هي عقولهم تتعرّ ض إلى استباحة ممنهجة من خالل االنتساب اإلجباريّ لك ّل التالميذ إلى ّ منظمة طالئع البعث ،حيث ينادي المعلّم في الصفّ يا (رفيقة) ّ ويطلب منها تعريفا ً لمنظمة طالئع البعث ،فتجيب ّ منظمة سياسيّة تربويّة ،قوامها (الرفيقة)( :إ ّنها األطفال في الجمهوريّة العربيّة السوريّة خالل المرحلة االبتدائيّة ،وتعمل على تنشئتهم تنشئة قوميّة اشتراكيّة). هي األيديولوجيا الشموليّة تتسرّ ب بالس ّم إلى عقول األطفال ،وهنا نرى «رفيقا ً طليع ّياً» يتح ّدث قائالً (إنّ ّ منظمة طالئع البعث تنمّي الروح الوطنيّة وتكرّ س االستعداد لبذل النفس في سبيل «القائد الوطن» والحزب والثورة). ّ المتمثل بالبعث العقيم وفي قيادة هو ذلك العفن خرّ بت البالد والنفوس لنصف قرن ،وها نحن اليوم نحصد حصيلة الشرّ لحزب ديكتاتوريّ وقيادة غارقة ح ّتى الرأس بالدم السوريّ . ع��اش المخرج فترة طوفان ال��ف��رات ذاك، وطوفان البعث الشيطانيّ ،لكنّ القدر كان رحيما ً به حين ج ّنبه معايشة طوفان الدماء الذي تحياه سورية اليوم. تحيّة لروحك الراحلة «عمر أميرالي» بعيداً عن طوفان الدم السوريّ بتوقيت أراد القدر فيه أن يكون خالصك بموتك.. فراس حمسن
الديني عند المسيحّية التطرّف ّ
رغم أنّ أغلب دول أوربّا وأمريكا تعتمد العلمانيّة في أنظمة حكمها، ورغم انتهاء عصر الحروب الصليبيّة ومحاكم التفتيش ،إلاّ أنّ ذلك ال يعني أنّ األصوليّة المسيحيّة انتهت تماماً، أو أن يحتفظ المتديّنون المسيحيّون بعلمانيّتهم وحرّ يّة ممارسة الطقوس الدينيّة واإلي��م��ان ال��ذي يرغب به اآلخر.
يتتالى ظهور وسيطرة اليمين المتطرّ ف في مختلف أنحاء أوربّا، يتبعها أص��وات تنادي بالمسيحيّة وع���ودة ال��دي��ن المسيحيّ كسابقه وااللتزام الحرفيّ بما يفرضه اإلنجيل ضمن الشعب اليمينيّ ،ال يبدو األمر حدثا ً عابراً، وناقوس الخطر قد ّ دق بالفعل ،ففي العام 2011 ضمن العاصمة النرويجيّة «أوسلو» عندما قام نرويجيّ ينتمي ألحد أح��زاب اليمين المتطرّ ف المسيحيّ بمجزرة راح ضحيّتها مئة شخص ،ليعي الغرب أنّ التطرّ ف لم يعد موجّ ها ً نحو المسلمين أو السود أو المهاجرين ،إ ّنما بلغ التش ّدد ليصل إلى الشعب نفسه الذي يختلف بآرائه عن اليمين المسيحيّ .
من الدويالت التفتت إلى أصولها العرقيّة ،وأيضا ً اندماج الدول األوربيّة في اال ّتحاد األوربيّ ،وهذا األمر أشعل اهتمام األور ّبيّين بأصولهم القوميّة ك ّل دولة على حدة ،كما أنّ انتشار البطالة في أوربّا والركود االقتصاديّ الذي تعرفه بين الفينة واألخرى ،إضافة إلى األزمة االقتصاديّة العالميّة، جعلت األور ّبيّين ينظرون بعين الريبة إلى األجانب الذين يرون فيهم مزاحمين لهم على الوظائف وخاصّة المسلمين منهم ،وانطالقا ً من هذه الظروف ظهرت دعوات إلى كبح جماح الهجرة والتضييق على المهاجرين ،بل أصبحت ردود الفعل العدائيّة ّ خالل ثالث سنوات فقط تمكنت أحزاب اليمين تجاه العرب برنامجا ً انتخاب ّيا ً لدى بعض األحزاب ّ المتطرّ ف في أور ّب��ا من تأجيج العداء ضد ك ّل اليمينيّة األور ّبيّة. ما هو أجنبيّ ،خصوصا ً العرب والمسلمين ،فقد ويبرز في واجهة هذه األحزاب ،حزب الجبهة أعلنت أح��زاب من اليمين المتطرّ ف من دول أوربيّة في مدينة «أنفير البلجيكيّة» ،سنة 2008الوطنيّة في فرنسا الذي تقوده «مارين لوبان» ابنة ّ المنظمات منظمة جديدة تهدف إلى مكافحة ما أسمته «جان ماري لوبان» ،الذي انفرد بقيادة تأسيس ّ ً بـ››األسلمة›› في أوربّا ،وتأتي تفجيرات «أوسلو» المعادية لألجانب ،خصوصا العرب المهاجرين األخيرة 2011على يد شابّ مسيحيّ ينتمي لهذا م��ن الجزائر وت��ون��س وال��م��غ��رب ،وق��د انض ّم التيّار المتطرّ ف لتكشف حجم األزمة التي أوصل «لوبان» إلى لواء اليمين المتطرّ ف أو ما يُعرف إليها المتطرفون اليمينيّون المجتمعات الغربيّة بخاليا النازيّين الجُدد ،وقد تب ّنوا عمليّات تدنيس تاريخ ّياً ،فإنّ من أبرز أسباب تنامي الفكر اليمينيّ قبور الجالية المسلمة في فرنسا سنتي 2009و المسيحيّ المتطرّ ف في العقدين األخيرين هو انهيار 2010كما يبرز أيضا ً حزب ‹›من أجل الحرّ يّة›› االتحاد السوفياتيّ ،فظهرت من صلبه مجموعة في هولندا الذي يقوده النائب في البرلمان الهولنديّ «خيرت فيلدرز» صاحب أزمة حرق المصاحف
newspaper@allsyrians.org
ثقافة
التي نتجت عن شريط محرّ ض ض ّد اإلسالم والمسلمين.
وخارج أسوار القارّ ة األور ّبيّة، يرتع اليمين المتطرّ ف في الواليات الم ّتحدة ،حيث تشير مراكز البحوث والرصد األمريكيّة المتخصّصة في هذا المجال إلى أنّ عدد المجموعات المتطرّ فة والعنصريّة ازداد كثيراً في السنوات القليلة الماضية ،خاصّة بعد أحداث 11أيلول ،2001حيث ازداد بنسبة أكثر من %60منذ عام ،2000 فارتفع عددها من 602مجموعة إل��ى أكثر م��ن أل��ف مجموعة في العام الماضي حسب تقديرات مركز ‹›ساوذرن بوفرتي لوو سنتر›› الذي لفت االنتباه إلى أنّ مثل هذه الحركات انتشرت وتوسّعت نشاطاتها خاصّة منذ انتخاب ‹›ب��اراك أوباما›› رئيسا ً للواليات الم ّتحدة في تشرين الثاني من عام 2008مُرجعا ً سبب ذلك إلى كونها استاءت كثيراً من وصول رئيس أسود إلى البيت األبيض ،ولكن هذا ال يعني أنّ أحداث أيلول هي األساس أو الفتيل الذي أشعل نار التطرّ ف اليمينيّ ،فتفجير المبنى الفيدراليّ في «أوكالهوما سيتي» والذي أودى بحياة وجرح مئات األمريكيّين جرى في العام 1995على يد رجل مسيحيّ ينتمي إلى «ميليشيا ميتشجن» والذي أُعدم الحقاً. ولذا ،ال يمكن اعتبار التطرّ ف واإلرهاب حكراً على دين أو قوميّة مح ّددة ،فالتاريخ المسيحيّ القديم والمعاصر مليء بالحركات المتطرّ فة واألعمال اإلرهابيّة والتفجيرات والحروب التي راح ضحيّتها العديد من ديانات وقوميّات مختلفة، أو من ذات االنتماء الدينيّ والقوميّ والوطنيّ ،عدا أنّ المتطرّ فين يعتمدون دوما ً مبدأ التكفير ،فالدين ال يكون إلاّ كما يرونه هم ،وإّال استوجب القتل والتعذيب.
لينا احلكيم
األمَّة اليت ال يشعر أكثرها بآالم ُّ تستحق احل ّريّة االستبداد ،ال يب عبد الرمحن الكواك ّ ()1902 – 1855 إنَّ األمَّة إذا ضُر َبت عليها ِّ الذلَّة والمسكنة ،وتوالت على ذلك ِ القرون والبطون ،تصير تلك األمَّة سافلة ِّ الطباع ،ح ّتى إ َّنها تصير كالبهائم ،أو دون البهائم ،ال تسأل عن الحرّ يّة ،وال تلتمس العدالة، وال تعرف لالستقالل قيمة ،أو للنظام مزيّة ،وال ترى لها في أحسن أو أساء على الحياة وظيفة غير التابعيّة للغالب عليها، َ ح ٍّد سواء ،وقد تنقم على المستب ِّد نادراً ،ولكنْ ،طلبا ً لالنتقام من شخصه ال طلبا ً للخالص من االستبداد ،فال تستفيد شيئاً ،إ ّنما بسوق تستبدل مرضا ً بمرض؛ ٍ كمغص بصداع .وقد تقاوم المستب َّد َ ً شوكة من المستب ِّد األوّ ل ،فإذا مستب ٍّد آخر تتوسَّم فيه أ َّنه أقوى نجحت ال يغسل هذا السائق يديه إلاّ بماء االستبداد ،فال تستفيد أيضا ً شيئاً ،إ ّنما تستبدل مرضا ً مزمنا ً بمرض حديث ،وربّما ُتنال الحرّ يّة عفواً ،فكذلك ال تستفيد منها شيئاً؛ أل َّنها ال تعرف طعمها، فال تهت ُّم بحفظها ،فال تلبث الحرّ يّة أن تنقلب إلى فوضى ،وهي إلى استبدا ٍد مشوَّ ش أش ُّد وطأ ًة كالمريض إذا انتكس .ولهذا؛ قرَّ ر الحكماء أنَّ الحرّ يّة التي تنفع األمَّة هي التي تحصل عليها بعد االستعداد لقبولها ،وأمَّا التي تحصل على أثر ثور ٍة حمقاء فقلّما تفيد شيئاً؛ ألنَّ الثورة – غالبا ً – تكتفي بقطع شجرة االستبداد وال تقتلع جذورها ،فال تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى ممّا كانت أوّ الً. فإذا وُ ِج��د في األ َّم��ة الميتة َمن تدفعه شهامته لألخذ بيدها والنهوض بها فعليه أوّ الً :أن َّ يبث فيها الحياة وهي العلم؛ أي بخير منها ،فإذا هي علمها بأنَّ حالتها سيّئة ،وإ َّنما باإلمكان تبديلها ٍ علمت بطبعه من اآلحاد إلى العشرات ،إلى إلى ،...ح ّتى يشمل أكثر األمَّة ،وينتهي بالتحمُّس ويبلغ بلسان حالها إلى منزلة قول الحكيم المعرّ ي: ٌ حكومة *** فنحن على تغييرها قُدَ راء إذا لم تقُم بالعدل فينا وهكذا ينقذف فِك ُر األمَّة في وا ٍد ظاهر الحكمة يسير كالسيل، ال يرجع ح ّتى يبلغ منتهاه .ث َّم إنَّ األمم الميتة ال يندر فيها ذو ال َّشهامة ،إ ّنما األسف أنْ يندر فيها َمن يهتدي في أوَّ ل نشأته إلى الطريق الذي به يحصل على المكانة التي تم ِّكنه في مستقبله من نفوذ رأيه في قومه ،وإ ِّني أنبِّه فكر الناشئة العزيزة أنَّ من يرى منهم في نفسه استعداداً للمجد الحقيقيّ فليحرص على الوصايا اآلتية البيان: .1أن يجهد في ترقية معارفه مطلقا ً ال سيّما في العلوم ال ّنافعة االجتماعيّة كالحقوق والسياسة واالقتصاد والفلسفة العقليّة، وتاريخ قومه الجغرافيّ والطبيعيّ والسياسيّ ،واإلدارة الحربيّة، فيكتسب من أصول وفروع هذه الفنون ما يمكنه إحرازه بالتل ِّقي، وإن َّ تعذر فبالمطالعة مع التدقيق. .2أن يتقن أحد العلوم التي ُتكسبه في قومه موقعا ً محترما ً وعلم ّيا ً مخصوصاً؛ كعلم الدين والحقوق أو اإلنشاء أو الطبّ . .3أن يحافظ على آداب وعادات قومه غاية المحافظة ولو أنَّ فيها بعض أشياء سخيفة. .4أن يقلّل اختالطه مع الناس ح ّتى رفقائه في المدرسة، وذلك حفظا ً للوقار وتح ُّفظا ً من االرتباط القويّ مع أحد كيال يسقط تبعا ً لسقوط صاح ٍ ب له. .5أن يتج َّنب كل ّيا ً مصاحبة الممقوت عند الناس ال سيّما الح ّكام ولو كان ذلك المقت بغير ّ حق. .6أن يجتهد ما أمكنه في كتم مزيّته العلميّة على الذين هم دونه في ذلك العلم ألجل أن يأمن غوائل حسدهم ،إ ّنما عليه أن يظهر مزيّته لبعض من هم فوقه بدرجا ٍ ت كثيرة. .7أن يتخيَّر له بعض من ينتمي إليه من الطبقة العليا، بشرط :أنْ ال يُكثر التر ّدد عليه ،وال يشاركه شؤونه ،وال يظهر له الحاجة ،ويتك َّتم في نسبته إليه. .8أن يحرص على اإلقالل من بيان آرائه وإلاّ يؤخذ عليه خبر يرويه. تبعة رأي يراه أو ٍ .9أن يحرص على أن يُعرف بحسن األخ�لاق ،ال سيّما الصّدق واألمانة والثبات على المبادئ. .10أن يُظهر الشفقة على الضعفاء والغيرة على الدين والعالقة بالوطن. .11أن يتباعد ما أمكنه من مقاربة المستب ّد وأعوانه إلاّ بمقدار ما يأمن به فظائع شرِّ هم إذا كان معرَّ ضا ً لذلك. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من كتاب :طبائع االستبداد ومصارع االستعباد – الفصل الثاني عشر -مبحث السعي في رفع االستبداد.
www.allsyrians.org
العدد 21
ثقافة
11
/24كانون األول 2014/
حكايا الوقت
نوري إسكندر ،التجربة والصدى ر َخاص ق ّديش باقي رصاص؟ ببيوتكِن ِبجيابكِن .. بحقد الـ ِر ِبي َع حسابكِن ق ّديش باقي رصاص؟ باقي بصدري مطرح مخبّا بعدِو طفل تختلف الموسيقى الشرقيّة عن الموسيقى الغربيّة من حيث الشكل والمضمون فقوالب التأليف الموسيقيّ الشرقيّ تختلف عنها في الغرب ،أمّا من حيث المضمون فإنّ الموسيقى الغربيّة أو موسيقى ساللم النصف بُعد ،فقد أسّست لها قواعد علم (الهارموني) أي عزف أكثر من لحن بنفس الوقت وفق قواعد مدروسة وم ّتفق عليها ،أمّا الموسيقى الشرقيّة المؤلّفة من صيغ مقاميّة تتضمّن أبعادها الطنينيّة فيما تعارف عليه ربع البُعد ،فهي هي مازالت موسيقى اللحن الواحد (ميلودي) وح ّتى اآلن ال توجد أسّس لتطبيق قواعد علم (الهارموني) بالنسية لربع النغمة ،كتب الكثير من الموسيقيّين في الشرق وفق قواعد التأليف اآللي الغربيّ شكالً ومضموناً ،أمّا ما طرحه المؤلّف الموسيقيّ السوريّ نوري إسكندر في تجاربه، والتي كان يصرّ أن يسميها تجارب وأهمّها الثالثيّ الوتريّ ، وكونشرتو آللة العود مع أوركسترا الحجرة ،كونشرتو آللة التشيلّو مع أوركسترا الحجرة ،فقد رفض فيها الوقوف عند المقامات الموسيقيّة بأسلوبها التقليديّ ،فأبحر بين سطورها ّ لتدخل بحوار ينسج من الفكر والروح ونغماتها ،وطوّ عها حواراً عميقاً ،صداه نغمات موسيقيّة ،شرقيّة تتضمّن ربع الصوت في محاولة تأسيس علم «هارموني» ممّا يجعل الصيغة المقاميّة الشرقيّة تنفتح على مجاالت أرحب وأوسع تصويراً وإحساسا ً ف��ي محاولة جريئة إلخ��راج الجمل الموسيقيّة المتوارثة من عاديّتها ورتابتها وتقديمها بصيغة موسيقيّة أكثر تناسبا ً مع أحاسيس العصر وانفتاحها على العالميّة لقناعته أنّ الموسيقى التراثيّة ضروريّة إليجاد موسيقى عصريّة ،وهكذا استخدم كمانين أو أكثر مع عود أو «تشيلّو» للحصول على إمكانيّات تع ّدد األلحان وتوافقاتها «هارموني» وبذلك كان قلب الجسد الموسيقيّ السوريّ العريق القادم من ك ّل الحضارات والذي ينبض مع األرض ويحلّق في سمائها وسماء الكثير من ال��دول التي عرفت ابداعاته ،لكنّ رجوعه كان دائما ً إلى معشوقه األوّ ل «بلده». كتب الكثير من الموسيقى التصويريّة للمسلسالت واألفالم
التلفزيونيّة ،وأه ّم أعماله الغنائيّة «عابدات باخوس» للشاعر اليونانيّ التراجيديّ (يوريبيديس) .الموسيقار نوري إسكندر تلك الشجرة التي أثمرت مقطوعات وألحانا ً موسيقيّة عرفها الغرب قبل الشرق ،ولألسف لم يكن َ يلق أيّ اهتمام من قبل نقابة الف ّنانين سابقاً ،أل ّنه لم ينخرط في جوقة الناعقين على موائد الطغاة وعاش عيشة ضنك ،وقد عُرضت عليه اإلقامة في دولة السويد منذ سنوات إلاّ أ ّنه رفضها وفضّل أن يبقى يؤلّف موسيقاه في سوريّة األ ّم ،وبعد أن ذاق مرارة األزمة وقاوم ح ّتى ماتت المقاومة ،فبعد أربع سنوات من البطالة واالعتماد على راتبه التقاعديّ لتأمين كفاف يومه ،دفعه ضيق ذات اليد للهجرة إلى السويد ولم يكن الوضع الماديّ وحده هو السبب الرئيسيّ ،ولك ّنه الطموح ،فما زال في جعبته الكثير من األبحاث ويخشى بعد أن قطع السبعين من العمر أن تخونه قواه قبل أن يكمل تحليل الموسيقى الشرقيّة وخصوصا ً السريانيّة التراثيّة وإتمام تجاربه بالعالقات بين المقامات واألجناس الشرقيّة ،ولألسف برغم التكاليف القليلة التي كان يحتاجها لالستمرار في البحث الموسيقيّ لم يجد داعماً. تناول الوضع السوريّ الحاليّ من خالل موسيقاه ،حيث لحّ ن قصيدة للشاعر ابراهيم جرادة تتح ّدث عن حبّ الشام ومأساتها ،وقصيدة للشاعر الراحل حديثا ً أنسي الحاج الذي قرأ مأساة الحضارة في سوريّة منذ القدم وح ّتى اآلن ،لكن كلتيهما لم تريا النور ،فيبدو أنّ الحرب خنقت ح ّتى الموسيقى وأجبرت مشاعرنا أن تبقى مأسورة بصدورنا. هاجر نوري إسكندر إلى السويد منذ أشهر حامالً سوريّة ه ّما ً موسيق ّيا ً وصيغا ً مقاميّة شرقيّة مترعة بحزن موسيقيّ مرهف ،لم يجد من يعينه ليكمل مشروعه الفنيّ متم ّنيا ً أن يتابع مع الموسيقيّين والمؤلّفين السويديّين مشواره الموسيقيّ ، الذي لم يجد صدى يستح ّقه في وطنه الذي وهبه عمره كإنسان وف ّنان متميّز في إبداعه.
أسعد شالش
المرأة والمق ّدس
قراءة في تجربة الفنّان صفوان داحول وبنائيّة عالية ومتقنة؛ يعتمد الف ّنان في غالبيّة أعماله على المربّع والمستطيل كأساس في صياغة التكوين وتصميم اللوحة ويغدو البناء عبارة عن مجموعة من المستطيالت والمربّعات المتشابكة يتخلّلها بعض األقواس المتقاطعة دون أن تقع اللوحة في ف ّخ التناظر ،إ ّنه مهندس بارع على صعيد التصميم والبناء ،ال يميّز بين منتصف وطرف ّ يوزع العناصر على كامل اللوحة.
تش ّكل لوحات الف ّنان صفوان داح��ول نقلة مهمّة على صعيد الخطاب البصريّ وتحوّ الته ،فلوحته تملك صا ً يساهم في إعادة إنتاج الشكل ،ويغدو خطابا ً خا ّ الخطاب في لوحة الف ّنان منتجا ً جوّ ان ّيا ً عميقا ً يعمل في ساحة وجوديّة ينطلق من خاصّ قلق ليستنفر في النفس أسئلة تغيّبها الحياة بيوميّاتها وشؤونها. ّ المحطة األه ّم فيما افترضنا وجوده من لوحة الف ّنان خصائص شكليّة للوحة حمويّة. ولد الف ّنان السوريّ صفوان داحول في مدينة حماة عام ،1961بدأ حياته الف ّنيّة بدراسة التصوير في جامعة دمشق ،تخرّ ج من كليّة الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1983وحصل على الماجستير عام ،1985ث ّم تل ّقى دراسات إضافيّة في المدرسة العليا للفنون في بلجيكا عام ،1997لوحاته مقتناه في العديد من دول العالم. يف الشكل الفنيّ : ّ الخطي في لوحات الف ّنان داحول يتضاءل المفهوم ويتحوّ ل من الحضور المباشر والصريح إلى كونه ناتجا ً عن تجاور مساحات لونيّة مصمّمة بهندسيّة
newspaper@allsyrians.org
تمتلك لوحته إيقاعا ً عاليا ً صاخبا ً تفرضه صرامة البناء وهندسة الوحدات المستخدمة في التصميم ،ولك ّنه إيقاع غير رتيب يتصاعد تارة وينخفض ت��ارة وتتنوّ ع وح��دات��ه وفتراته بحسب الموضوع. يستخدم الف ّنان مجموعة األلوان الباردة والترابيّة، ت��غ��ل��ب ال��م��س��اح��ات ال��س��وداء على البنية ال���ل���ون��� ّي���ة وي��ع��ت��م��د اإلضاءات القمريّة في تنوير األشكال ،يفرش اللون مستخدما ً تقنية ال��ض��رب��ات القصيرة المتعاكسة ،ال يعتمد ع��ل��ى ح��رك��ة ال��ل��ون ومنهجيّة التلوين في بناء اللوحة ،وال نلحظ أيّ ت��ج��ري��ب ل��ون��يّ ح ّتى يكاد العمل أن يكون عمالً غرافيك ّيا ً خالصاً ،ل��وال بعض
ما سِ مِع صوت قِواص قديش باقي رصاص؟ ّ حطوا الـ ِبقي بصدري بتعيش روحي للمدى وأنتوا رح تعيشوا ومغمّسين ِبذِل
السك ْ ِت مِنْ ِك ْل يلّي ما حكاه َ ومِشِ يتِ ..م ْتل الـ ما مِشِ ي ْ وبقيت مِتل الـ ما بقي
وض��ل��يّ��ت ع��اي��ش وال��ه��وا َ بصدري بارد ..كأ ّني مت ْ ِت ِ . . شمّيت ريحة أرض.. ْ قامت الساعة وراجع َبعِد ما ْإل َح ْق صال ْة ال ّنا ْفلِة وتل ّبك ْ ِت مِنْ حسرتي ْ الفرضْ . ونسيت صلّي ِ ِعرفْ ..ما ِانِقال واللي ان َ
ولما َرحْ تِموتوا بتموتوا واِنتِوا رخاص..
هاألس َمر المع ِجون مِنْ وقِت الع َتب..
رحية أرض
وال ِكحِل َجرِّ ة َميْ ..والضحكة دَ َهب
َشم ْ ِّيت ريحة أرض.. وب ْ قيت ِم ْتل الـ ما عِ ِرفْ ِ
ِت وغِ ْ وينْ السنابل مال ْ فيت
وال َش َعر مِتل الـ مرحبا للريح وردِة دَ ْم والخ ِْد ِ والقامة قصب
وين المنا ِجل ضاعِ ت وف ْ ِنيت والبيدر الـ كان بفال صِ ْد ِرو
والعين ِم ْتل العيد ِت ْتمرجح
َسا َفر على هبِّة هوا
ِووالد َع العاصي ..تِجي تِسبح
مِرق ْ ِت َبع ِْد أوّ ل صال
يا مِجرِّ ح الفرحان ..يا َملفى الح ِِزن
و َت َرك القمح تـَ تِطحنو الدنيا حتى طواحين الهوا ِب ْك ْ يت .
يا ِك ْل كاس مِن المحبِّة ..ما انِسكب .
.
خلّي الوقِت بيناتنا مِرسال
شِ ْ فت الجفا كذبة على حالي مغطي حكايا الوق ْ ِت وكان الحكي خجالن
ِيحمِل صباح الخير لعيونِك يرجع َع ِك ْتفو غِ الل ينزل بروحي ..يزورها ياخد حكي مِنها
يبكي على الموال ومِين قال اللّي انحكى ..هو الحكي؟ ِعرف ..يا ومِين قال اللّي ان َ أسمر بينقال؟ خلِّي الوقِت بيناتنا مِرسال م��ا الشمس مهما ق ْ ِسيت و ِكب ِْرت بيضل فِينا نِرتكي ِبخيال... . . ب��ع�دِك مِتل حِضن الحبيب الحبس بآخِر سنين ِ بعدِك مِتل صرخ ِْة حمص َبعْ دِو على سكوتِك حكي َبعْ دِو على شِ رودِك رقص بعدو الع ِِرس
ناطِ ر وقِت يغلى َ الغال َتشنشل صبايا مِن مصر منديلها بسحبة شِ عر وتسرق قلِب شامي َ وتزيِّن الفستان وشاال ِبضحكِة َع الخصر ويصير عرزالي قصر يا أسمر اللّي ك��ان معجون بسحِر وبك ِِي ْ ت َع غيابي صِ ِبح
ْ ونسيت َع غيا َبك عِ مِر بكرا على مه َلك رح يرجع المشوار ونضحك بوشِّ الموت ونغفا على ِك ْتف القهر
فادي جومر
ولد الفنّان السور ّي صفوان داحول يف مدينة محاة عام ،1961 بدأ حياته الفنّيّة بدراسة التصوير يف جامعة دمشق ،خت ّرج من كليّة الفنون اجلميلة قسم التصوير عام 1983 االضاءات هنا وهناك. يجيد الف ّنان السيطرة على المساحات الكبيرة فال نرى أيّ ملمح لفقدان السيطرة على العمل ،إلاّ أ ّن��ك ال تشعر بضرورة المساحة من حيث عالقتها بالطرح والشكل فضخامة بعض قياسات اللوحة يقلّل من إمكانيّة التواصل معها ويفقدها ج��زءاً مه ّما ً من مهمّتها فيغدو البصر غير ق���ادر على ضبط كامل اللوحة واستيعابها.
اللوحة ال تشي بالتحليق ،إ ّنها إغماضه الموت ،إ ّنها المرأة القناع ال المرأة الحلم.
يف اخلطاب البصريّ: بعد أن جرّ د الف ّنان حمّود شنتوت الفردوس وحوّ له إلى فضاء لونيّ ،أخرج الف ّنان صفوان داحول المرأة من هذا الفردوس وحوّ له إلى مكان ثالثيّ األبعاد ،إ ّنها تدخل المدينة (المدينة – الصندوق ،الصندوق – القبر) فهل تستطيع أن تبقى (المرأة -الحلم) بعد أن ان ُتزع منها فردوسها؟ لم تعد المرأة حالمة رغم تلك اإلغماضة في العينين ،ولم تعد فاتنة رغ��م المالمح الدقيقة وال��م��رس��وم��ة بعناية وم��ه��ارة ،إ ّنها شاحبة باهتة تفتقد للحيويّة ال تستطيع النطق وال تشي بالشهوة ،وح ّتى تلك ال��ح��رك��ات التي ترسمها يداها في فضاء
تفضي لوحات الف ّنان صفوان إلى عدميّة وجوديّة، تقف أمام اللوحة ويتملّكك هاجس الوراء تبحث عن خلف الشكل حيث المعنى يتربّص بك هناك. إ ّنها أسئلة وجوديّة قاسية تفرض نفسها على اللوحة، تضيّق هامش االمتاع رغم انسيابيّة األشكال واإلتقان في صياغتها ،إلاّ أنّ قسوة العدم تذهب بالمتعة وتأخذ النفس إلى صناديق محكمة اإلغالق. في لوحات الف ّنان صفوان داح��ول يغدو هاجس المعنى الوجوديّ حاضراً بقوّ ة ويعيد إنتاج الشكل ضمن شروطه ،يتح ّكم بمصير شخصيّاته وبالبنية اللونيّة الشاحبة والمتق ّ شفة. إذا ،إنّ الجدليّة الشكليّة والمفاهيميّة التي انطلقت منها اللوحة الحمويّة (المرأة -الحلم والمكان الفردوس) ّ خطت منحى جديداً عند الف ّنان صفوان داحول ،وبدأت بتحوّ ل تدريجيّ لتدخل في تحوّ ل وجوديّ نوعيّ إ ّنها المرأة -الحلم – القناع في المكان – الفردوس – الصندوق ،في لحظة سكونيّة ثابتة تقول :ال شيء ّ ّ يستحق ..ال شيء يستحق .سهف عبد الرمحن
www.allsyrians.org
12
العدد 21
مقامات
/24كانون األول 2014/
بدنا حنكي منذ األزل والبدء كان بالكلمة..
المرتجفة قلوبهم من الكلمة
هكذا جاء أوّ ل سطر في «االنجيل» كتاب المسيحيّين المق ّدس.. وأوّ ل آيات التنزيل في اإلسالم ،التي نزلت على النبيّ محمّد صلّى هللا عليه وسلّم ،كانت «اقرأ»... وهل بعد هذا يمكن ألحد ما أن يش ّكك في قيمة الكلمة ،وتأثيرها ودورها في اختراق السائد ،وخلخلة البنى الشموليّة لقوى الطغيان واالستبداد؟! منذ األزل وعلى مرّ العصور ،خاف الح ّكام من الكلمة ،خافوا من قوّ تها وتأثيرها ،منهم من قتل قائلها ،ومنهم من أحرق كتبه ،ومنهم من غيّبه في عتم الزنازين ،دائما ً ما يخاف الحاكم المستب ّد من الكلمة ،ودائما ً ما كانت الكلمة مصدر قلق ورعب لك ّل طغاة التاريخ. في سورية ،وبعد عقود من تغوّ ل االستبداد ،وتب ّديه بأكثر صور الديكتاتوريّة قمعا ً وقهراً وك ّما ً لألفواه ،كانت بداية خلخلة هذا البناء الشموليّ ،كلمة كتبها طفل على حائط مدرسته،
ّ لكل مقام مقال
بنات الشمس
ماهي أكثر كلمات بُحث عنها في 2014؟
يُقال إنّ ثمّة مدينة ال مثيل لروعتها تدعى «ماتشو بيتشو» أو «القلعة الضائعة» ت ّم اكتشافها حديثا ً حيث بناها شعب «اإلنكا» في القرن الخامس عشر و ُ ص ّنفت ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة ،غير أ ّنهم أطلقوا عليها لقب «مدينة بنات الشمس» حيث وجد جثث أعداد كثيرة من النساء مدفونة تحت ثراها وهذا يعود إلى أنّ شعب «اإلنكا» كانوا يعبدون الشمس فاعتبروا أنّ النساء هنّ بنات الشمس المق ّدسات ،لذا كانت هذه المدينة مكانا ً لتقديم القرابين من بنات الشمس آللهة الشمس ،وال أدري كيف تغلغلت تفاصيل هذه المدينة األسطوريّة في روحي لتكون حاضرة في الذاكرة؟ لع ّل مر ّد ذلك األمر هو شعوري بمدى التشابه األسطوريّ بين مدينة بنات الشمس وبين القسم الغربيّ من مدينتي التي أتجوّ ل في شوارعها يوم ّيا ً فال أرى إلاّ مدينة تع ّج بالنساء ال شباب فيها ،بعد تنفيذ النفير العا ّم لسحب االحتياط من شبابها إلى الخدمة اإللزاميّة تحت حجّ ة حماية الوطن من أهل الوطن ،باتت مدينة تفتقر إلى نصفها اآلخر إلى حيويّة الشباب وأحالمهم في الجامعة ،في األز ّقة ،في ك ّل مكان حيث يهرم الجمال على و ْقع خيبات االنتظار التي تقضم أطراف الروح يوما ً بعد يوم ،ال أعرف اليوم كيف قادتني قدماي إلى شوارع الجميليّة التي تتكئ على تخوم المعبر الموءود ،فكان لك ّل خطوة حكاية على حدود الغيم هناك ثمّة معبر بات كجدار برلين ال شيء يتم ّكن من اختراقه ،كنت أحاول أن أسترق السمع لع ّل أصواتهم تصلني ،أصوات من غادر إلى هناك من شباب هذه المدينة طوعا ً للدفاع عن أحالم الحريّة التي زارتنا يوما ً قبل أن تشوّ هها حربنا األبديّة ،هم هناك إلغاثة النصف الثاني من الشعب الذي تت ّم إبادته لمشاركتهم في المجزرة السورياليّة ،هم هناك شجاعة ونحن هنا على عتبات النسيان. في المساء أرسلت له رسالة أخبره بأ ّني كنت قريبة منه وكان بيني وبينه شارع وحسب ،ح ّدثته كيف دندنت على الطرف اآلخر من وجعه أغنية «بيني وبينك سور ورا سور وأنا ال مارد وال عصفور» ...قال :كنت أسمعكِ جيّداً ،ولكن حين ر ّددت لك السالم غرق صوتي في ضجيج البراميل ولم يصلك ،لك ّني ك ّل ليلة أتخيّل اليوم المشتهى ،أراكِ وأنت تقفين مع النسوة على الض ّفة األخرى من المعبر تبحثين عن وجهي بين الوجوه الذي أنهكها الشوق ،هنا في القسم الشرقيّ الملعون بالموت ال حياة في األز ّقة وال جمال في حضرة الحرب ،كم أشتهي أن أغرق في تأمّل الجمال وحسب. ُ قلت :أخاف أن تبتلعنا الشمس قرابينا ً لها مثل أسطورة بنات
اليوم ،وبعد سنوات أربع منذ الصرخة األولى ،نجد أنّ الكلمة ما زالت قادرة على خلخلة بنى االستبداد ،كلمة واحدة قادرة لتستنفر قوى الظالم لمعاداتها ومحاصرتها ومنع وصولها إلى الناس بأيّ شكل من األشكال ،فها هي ما بات يُعرف بالهيئات الشرعيّة المنتشرة كيفما كان في أرض سورية ،تالحق الكلمة من جديد ،تتبارى كتائب عسسها ومخبريها فيما بينهم الصطياد كلمة من هنا ومقال من هناك ،وليبدؤوا بتسطير قوائم بأسماء من يخالفهم نشر غوغل تقريره السنويّ ألكثر ما بحث عنه الناس خالل الرأي أشخاصا ً أو مؤسّسات إعالميّة ولتعود إلى الظهور قوائم المنع والمصادرة واإللغاء، عام ،2014وهو التقرير األكثر مصداقيّة من ذلك الذي يصدره ولتعود كذلك القرارات العشوائيّة ،بمنع ذاك الكاتب من الكتابة ،أو مصادرة تلك المجلّة ،أو فيسبوك أو آبل بالنظر إلى ممارسة الناس بعضا ً من الرقابة على منع توزيع تلك الجريدة ،وبتعبير ّ أدق :تعود عقليّة االستبداد لتفرض شروطها على الكلمة ما ينشرونه على صفحاتهم. واإلعالم. وكان من أبرز الكلمات التي ت ّم البحث عنها: من جديد ،الكلمة هي األقوى ،وهي الباقية ،وك ّل من يحاول أن يصادر الكلمة ،هم نلسون مانديل حق قد ّ المرتجفة قلوبهم ،الخائفون من كلمة ّ تهز عرش طغيانهم. اإليبوال ستبقى الكلمة ،وسنبقى ،ففي البدء كانت الكلمة. كيم كارداشيان ...
حسني برو
الدفء والسالم ألهلنا في الخيام ب��دأ فريق ص ّناع البسمة ال��س��وريّ ،حملة ج��دي��دة في مخيّمات ال��ن��زوح للسوريّين في داخل األراضي السوريّة. والفريق مجموعة من الصبايا والشباب السوريّين المتطوّ عين ال��ذي��ن ي��ح��اول��ون بجهودهم المخلصة رس��م البسمة على شفاه أطفالنا من خالل حماسهم وروحهم العالية وإيمانهم بأنّ المستقبل يصنعه األطفال. ّ المنظمون على حملتهم اسم «الدفء والسالم ألهلنا في الخيام» أطلق لاّ ً والتي ستكون في مخيّمات الشمال السوريّ ك على حد ٍة لم ّدة ثالثة أيّام في ك ّل مخيّم (مخيّم باب السالمة -مخيّم شمارين -مخيّم أكدا -مخيّم سجّ و -
ّ حل سحري للصداع
وج��دت دراس��ة حديثة ق��ام بها باحثون من جامعة «جون هوبكنز» وشملت 400مشترك ،أنّ تخفيض كمية الملح في الطعام اليوميّ من 9غرامات إلى الح ّد الذي تقضي الشمس قبل هذا اليوم المنشود فال شيء سيزيل جدران الطغيان ،به التوصيات ،أي 3غرامات، يبدو أنّ اآللهة ما عاد يرضيها ما ق ّدمناه من دماء على مدار كان كافيا ً للقضاء على الصداع عند أربع سنوات ،هل تص ّدقني إن أخبرتك أ ّني أنتظر الليل ح ّتى حوالي ثلث المشتركين الذين تمّت متابعتهم خالل شهور. تنام المدينة ويغفو بارود المدافع كي تحمل لي الريح أصوات د .باسل جنيدي التكبيرات ،أسمعها بوضوح ال يهمني تطرّ ف من ينطقها ،وال حروبهم وجبهاتهم ،يكفيني أ ّنهم على مقربة منكم ليغدو التكبير بابا نويل حالته تصعب سالما ً وشوقاً .قال :أال تخافين من تطرّ ف من يكبّر؟ على كل األساطير ..فقد قلت :لم أخف يوما ً من التكبيرات ،في السابق حين كانت وصلته إلى اآلن أكثر من تشتعل المظاهرات بعبارة «هللا أكبر» كنت أتماهى مع وقع خمسة ماليين رسالة من حروفها الثائرة بك ّل ما فيّ من مشاعر ال دينيّة ،فكيف لي أن أطفال سورية فيها طلب واح����د« ..ب��ي��ت يؤوينا أخاف من جملة «هللا أكبر» ح ّتى ولو نادى بها المتطرّ فون؟ ويد ّفينا ألنه صار لنا شي أربع سنين بالتهجير فإذا رأيت بأنّ مفهوم هللا هو الحرّ يّة ،هو الجمال ،هو الحياة والبرد »..لم يحسب المسكين بابا نويل حساب المشتهاة ،فإنّ الحرّ ية ستغدو أكبر ،والجمال أكبر ،والحياة المشتهاة هذا اليوم منذ الحرب العالمية الثانية ،و HAPPY في بالدنا أكبر .قال :إذاً ،كيف للموت أن ينال من أسطورة بنات CHRISTMAS الشمس الخالدات؟ مي الفارس
ّ
المدير العام
رئيس التحرير
توفيــق دنيـــا
بسام يوسف َ
newspaper@allsyrians.org
وكلمة صرخ بها ثائر في مظاهرة ما ،كلمة من هنا وأخرى من هناك ،زلزلت أركان أعتى نظام أمنيّ ديكتاتوريّ عرفه التاريخ البشريّ ،فالحقت أجهزة النظام ك ّل همسة وك ّل حركة ،قتلوا من قتلوا ،وغيّبت زنازينهم وأقبية عتمهم ك ّل صوت حرّ قال كلمة ،حاصروا الك ّتاب والف ّنانين والصحافيّين والطلاّ ب وووو ،ك ّل ما يمكن أن يساهم بكلمة ما في خلخلة بنى الدكتاتوريّة ،اشتروا البعض بالمناصب وبالمال والشهرة الزائفة ،ومن لم يفعل صار عدوّ هم األوّ ل ،ومصدر قلقهم.
Mayada M. Kayali
هيئة التحرير حسين برو ّ - بشار فستق غزوان قرنفل -ثائر موسى -عزّة البحرة
االخراج الفني منير األيوبي
مخيّمات أطمة -مخيّمات عين العرب) سيتضمّن البرنامج :توزيع المدافئ ّ والبطانيات على المستح ّقين من األطفال والنساء ،وكذلك والمالبس الشتويّة توعويّة ودعم نفسيّ لألطفال تقديم محاضرات ودروس الفريق المختصّ ،إضافة والنساء من قبل كادر وم��س��اب��ق��ات لألطفال إلى تقديم مهرجانات للمتفوّ قين ،وأخ��ي��راً وإع����ط����اء ه��داي��ا ل�لأم��راض الجلديّة إج��راء مسح كامل ومعالجتها (كالجرب ف���ي ال��م��خ � ّي��م��ات وال���ح���روق واآلف���ات واللشمانيا والتشوّ هات العالجات الالزمة لها. الجلديّة األخرى) وتقديم الدعوة عامّة لمن يو ّد المشاركة ويقول أعضاء الفريق :إنّ والذهاب مع الحملة وزيارة الالجئين السوريّين في مخيّمات الشمال السوريّ .
كتاب عن القبّاني
ّ مؤخراً كتاب «ن��زار والتأسيس صدر لنهضة شعريّة وفكريّة» للباحث الدكتور «إسماعيل إسماعيل مروّ ة». عن «دار الشرق للطباعة والنشر» والكتاب يقع في 243صفحة من القطع المتوسّط. وم� ّم��ا ج��اء ف��ي الكتاب «ل��م يكن ن��زار قبّاني إنســانا ً عاديّـا ً في ك ّل ما فعله وق ّدمـه وقالـه ،وذلك كان نتيجة طبيعيّة آلليّات التفكير الشرقيّ »...
يا نجمة الصبح فوق إنّ دور المبعـوث ال��ش��ام علّيتي ،األج���واد ال���دول���يّ ل��ل��س��ـ��ـ�لام في خذتي واألن���ذال خلّيتي، س��ـ��ـ��وري��ة ،يشــبه دور يا نجمة ،الشام وين وين ص�لاح قصّاص في فيلم علّيتي ،األج���واد خذتي التيتانيك @HachimMuhandis واألنذال خلّيتي ،ندراً عليّ وبمناســبة ك ّل هذا البرد :مخيّمات الشــعب إنْ عادوا ،حبابي ع بيتي ،لضوي المشاعل وح ّني الســوري ســـتبقى لألبـد ندبـة على جبـين العـالم ،العتاب ...يا ياب لو وضعتم لهم بدل الخيام حطب ســيكون ذلك http://www.youtube.com/watch?v=z9UxO1pUwM8 أغنية يا نجمة الصبح من ألبوم «إشراق» للف ّنانة أفضل @ YuonesAlanazالفلسطينيّة سناء موسى
فريق العمل هلّ العبدال سكرتاريا :نور التدقيق اللغوي :فلك الخالد الموقع اإللكتروني :باسل العبداهلل
اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة
www.allsyrians.org