حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح ،ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ ين س��ور ّي جامع، يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية العدد - 19 -السنة األوىل
/26تشرين الثاني2014 /
12صفحة
من حلب «دي ميستورا» يطرح مبادرته ما بني الطائف والطوائف ،ضيّعنا اهلويّة الوطنيّة
تكليف حكومة وســقوط ائتالف ،الفشــل من جديد
newspaper.allsyrians.org
الطريق إلى المؤتمر الوطني العا ّم ال يمرّ عبر ّ مؤتمرات «الطوائف» َّب فشل المعارضة السوريّة في قيادة الثورة السوريّة ،وغياب سب َ مشروع وطنيّ جامع يلتقي حوله السوريّون ،وأمور أخرى كثيرة شة أساسا ً في زيادة تفتيت البنية االجتماعيّة السوريّة ،هذه البنية اله ّ والتي لم تتصلّب تاريخ ّيا ً بما يكفي لكي تقاوم ّ الهزات التي تصيب المجتمعات عادة ،وال يكفي هنا لتفسير هذه الهشاشة أن نتح ّدث فقط عن مسؤوليّة النظام طوال ما يقارب خمسة عقود ودوره في تعميق هذه الهشاشة وتكريسها ومحاصرة وسحق ك ّل ما يمكن أن يواجهها ،إذ الب ّد هنا أيضا ً من الرجوع إلى تاريخ سوريّة خالل القرون الماضية ،هذا التاريخ الذي لم يُتح للشعب السوريّ ّ المتمثل أن يرسّخ مرتكزات دولته ضمن هذا الظرف االستثنائيّ ّ منظمة مكانها، بغياب الدولة بصيغتها الحديثة وحلول عصابة ّ وتسخر ك ّل إمكانات المجتمع لتعميم عصابة تملك ك ّل أدوات القمع هذا القمع ،وبغياب ك ّل ما يمكن أن يش ّكل حصانة أليّ مجتمع في وجه أزماته ،كالمؤسّسات والقانون والجيش ،ضمن ك ّل هذا انفجرت الثورة السوريّة. كان الحلم بوطن جديد هو الدافع إلطالق الشعارات األولى للثورة السوريّة حول وح��دة الوطن والشعب وح��ول الحريّة والديمقراطيّة وحول كرامة اإلنسان ،لكنّ العنف الشديد الذي جوبهت به طالئع الثورة السوريّة استطاع أن يزيح هذه الشعارات عن واجهة الثورة ليتق ّدم خطابٌ آخر خطابا ً كلّنا يعلم من أين يستم ّد مفرداته.
كلّنا سوريون -عدسة زياد عيسى
تحقيقات العدد
المبادرات الدولّية في صيغتها الجديدة
-اجلنود األطفال يف سورية
ص6
-يف اخليام وحتت القصف
ص6
-طلاّ ب سوريّون يف بالد اللجوء
ص7
إن وجد الدواء! -ضحايا األسعارْ ،
ص7
االقتصادي في تح ّديات النم ّو ّ المستقبل ص8 التحول يتط ّلب النجاح في عدّ ة أمور منها: إنّ بلوغ هذا ّ الداخلي واستعادة األمن واالستقرار والتقدّ م أ_تسوية النزاع ّ وبخاصة إصالح البنى في عمل ّية إعادة التأهيل والتنمية الشاملة ّ التحت ّية وتحديث الهياكل االقتصاد ّية واإلفادة من آخر التطبيقات والمبتكرات العلم ّية والتقن ّية الحديثة. د .حممّد حاج بكري
كسر «التابوهات» الثالثة ص9
ان��ت��ش��رت ظ��اه��رة المساكنة الجنسي) بين التحرر (كمثال عن ّ ّ السور ّيين القاطنين في تركيا .واألمر يكاد ينطبق على السور ّيين المنتشرين في أنحاء أوروب��ا ،سواء كانت المساكنة تحدث بين �وري ،ومن المه ّم سور َّيين اثنين ،أو بين سوري وآخر غير س� ّ ّ اإلشارة إلى أمور عديدة ساعدت في انتشار هذه الظاهرة ريم احلاج
السلطة :بين الضرورة ُ والحاجة االجتماعّية
ص 10
المشــكلة األســاســـ ّية في الســلطة ه��ي االع��ت��ـ��راف بما ّ حـق وواجـب عند تقـوم بـه من طرفيهـا ،فـإذا ك��ان االعتراف متبـادالً وتا ّمـا ً اســتقامت الســلطة كعالقــة أمر ّيـة مشروعة
عبدو نيب
ص2
استباحة جعلت من سور ّية ساحة لكل ّ فنون اإلرهاب ،كما دفعت وتدفع بماليين السور ّيين للهروب خوفا ً من الموت، محولة سور ّية التي لم تعرف اإلرهاب ّ عالمي لكل ّ إرهاب ّيي العالم ،ح ّتى أضحت مسرحا ً ألكثر من سابقاً ،إلى مركز جذب ّ المتطرفين ثالثة آالف أور ّب ّي مهووس بقطع الرؤوس البشر ّية ،ولعشرات اآلالف من ّ الشيشان ّيين والتونس ّيين والجنس ّيات األخرى. لؤي حاج بكري
بين جحيم دانتي وجنّة داعش
ص3
جحي ُم السور ّيين ابتدأ منذ عقود خمسة ماضية بتو ّلي األسد وطغمته المجرمة مقاليد السلطة ،لك ّنهم بثورتهم وانتفاضتهم ضدّ الظلم واالستبداد األسود كانوا على موعد مع جحيم آخر على غرار جحيم دانتي الذي م ّثلته لوحة «بوتشي ّلي» ،فهم يدركون منذ اليوم األول للثورة بأنّ المواجهة لن تكون ه ّينة أو ّ مأمونة العواقب مصطفى اجلرادي
إعالن سورية ال ّثورة السور ّية التي أعاد ِ وح الر َ ت ّ إل�����ى ال��ش��ـَّ��ع��ب �وري ،هي ال��س��ـ��ـ� ِّ أه����� ُّم ح�����د ٍ ث في ص4 ت���اري���خ س��وري��ة شــعب عظي ٌم أدهـش العال َم ك ّله ،الســترجاع وعيه وإرادتـه وثقته المعاصر ،قام بها ٌ والتحول إلى ذا ٍ ت حاضر ٍة وفاعل ٍة بعد عقو ٍد من إقصائه وتهميشــه. بنفســه، ّ بالتعرف على بعضهم بعضا ً من دون فمنذ انطالقتها شــرع الســور ّيون ّ ً ً حواجـز ،وصـاروا يتواصـلون ويتفاعـلون ُمنهـين حقبـة طويلة من االنعزال والجهل ببعضهم ،وأخذوا يتبادلون معاناتهم وآالمهم ،ويســتردّ ون ذواتـهم التي كلّنا سوريون بدَّ دها القمع واالســتبداد.
لم تفشل األحزاب السياسيّة فحسب ،بل فشلت ال ُنخب الثقافيّة واالقتصاديّة والدينيّة في إرساء صيغة وطنيّة يمكنها أن تحمي المجتمع السوريّ في أزمة كهذه ،كان علينا أن نتعمّق في فهم الدرس العراقيّ جيّداً وأن ندرك أنّ ما ينتظر سوريّة يشابه إلى ح ّد كبير ما جرى في العراق ،ال بل ،أفظع إذا الحظنا وجود عامل دخول قوّ ات أجنبيّة في العراق. يمكن القول اآلن ،إنّ ما تملكه سوريّة من ركائز إقامة المشروع الوطنيّ يكاد يقارب الصفر ،وربّما سيكون األفجع إنْ قلنا إنّ معيقات هذا المشروع وعقباته قد أصبحت أكبر بكثير من نقاط قوّ ته. لع ّل الرافعة األه ّم التي يجب أن نعمل عليها لقيامة سوريّة هي وعيّ السوريّين بحقيقة المخاطر التي ته ّددهم وته ّدد وطنهم بك ّل وجوهه ،يجب أن تلعب ال ُنخب الثقافيّة واالقتصاديّة والسياسيّة والدينيّة دوراً مه ّما ً في صياغة هذا المشروع الوطنيّ الجامع، مشروع يعيد تشبيك ما ته ّتك من النسيج االجتماعيّ السوريّ ، ويعيد ثقة السوريّين بالدولة الواحدة الديمقراطيّة. من هذا المنظور تبدو المؤتمرات التي ّ تمثل مكوّ نات المجتمع السوريّ (طائف ّياً) هي مؤتمرات في السياق الخاطئ بغضّ النظر عن نوايا أفرادها ،هذه المؤتمرات التي يُسوَّ ق لها على أ ّنها مق ّدمة لمؤتمر وطنيّ عا ّم ،لك ّنه من السهولة القول إنّ الوصول للمؤتمر الوطنيّ العا ّم ال يتطلّب أبداً المرور عبر هذه المؤتمرات ،وأنّ التحضير لمؤتمر وطنيّ عا ّم يتطلّب صياغة مشروع وطنيّ وليس صياغة تمثيالت طائفيّة. لعلّه من اإلجحاف الكبير أن نص ّنف مؤتمر «كلّنا سوريّون» الذي عُقد في القاهرة في آذار 2013ضمن هذه المؤتمرات لسببين رئيسيّين: أوّ الً – َمن حضروا هذا المؤتمر كانوا ّ يمثلون ك ّل المعارضة السوريّة يومها وليس معارضي طائفة ما. ثانيا ً – كان هدف هذا المؤتمر هو منع الوصول لهذه الصيغة من المؤتمرات عبر إلغاء ربط طائفة ما بالنظام ،هذا الربط الذي عمل عليه النظام لتكريس صورة الحرب األهليّة في الثورة السوريّة ،ولوضع مكوّ نات المجتمع السوريّ في حالة حرب فيما بينها ،وبالتالي كان هدف المؤتمر األساسيّ هو إعادة وضع النسيج السوريّ كلّه في مواجهة النظام ،وال يخفى على أحد من السوريّين وغير السوريّين النتائج الكارثيّة التي تر ّتبت عن فشل هذه المحاولة وبقاء مكوّ نات المجتمع السوريّ رهينة مشاريع اآلخرين وليست رهينة المشروع الوطنيّ . إ ّننا بأمسّ الحاجة لمؤتمر وطنيّ عا ّم يلتقي فيه السوريّون ونخبهم على مشروع وطنيّ يعيد انتماء السوريّين إلى وطنهم ّ متأخرة. أوّ الً ،انتما ًء يُعيد غيره من االنتماءات إلى مراتب أخيراً ،إنّ الوصول إلى المؤتمر العا ّم عبر المؤتمرات الطائفيّة هو تأسيس لمحاكاة الصيغة اللبنانيّة وهذا مايجب أن يقف ك ّل ب ّسام يوسف السوريّين ض ّده.