حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح ،ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ ين س��ور ّي جامع، يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية العدد - 16 -السنة األوىل
األربعاء /15تشرين األول2014 /
12صفحة
كيف ميكن للسوريّني استعادة هويّتهم الوطنيّة؟ هـل يدفـع األكـراد مثـن األجنـدات اإلقليميّـة؟
التزوير خطر يته ّدد الوثائق الرســميّة الســـوريّة
newspaper.allsyrians.org
النكوص إلى الهوّيات القاتلة وموت الهوّيات الكبرى هل ي ّتجه الشرق األوسط الكبير ،ليصبح الشرق األوسط الجديد، كما أسمته يومها وزيرة خارجيّة أمريـكا «كوندا ليزا رايس»؟؟؟؟ وهل سنو ّدع الخريطة الجيوسياسيّة الحاليّة للمنطقة ،لنستقبل خريطة أخرى ،تخلِف الخريطة التي صاغها «سايكس وبيكو» في بدايات القرن الماضي؟ إذا كانت الخريطـة الجيوســياســيّة الحـاليّـة للمنطقـة قـد صـاغتها الدول االســتعماريـّة حينها ،ولم تعلم بها الشــعوب إلاّ بعـد وضعهـا حيّز التنفـيذ ،إلاّ أنّ الصيغة الجـديـدة ســتكون الشــعوب هذه المرّ ة ،هي التي ســتن ّفذها بيدهـا ،لتخدم ما يـريـده اآلخرون منهـا. في الحرب التي يشـت ّد ســعيرها في ســـوريّة والعراق واليمن ....ويلفح وهجها الشــديد كامل المنطقة ـ عرب وغير عرب ـ ثمّة ما هو أكبر من بقاء النظام الســوريّ ،أو رحيله وما هو أكبر من تم ّدد (داعـش) ،أو زواله ،ثمّة ما هو قادم ليُحيل هذه المنطقة إلى خراب معمّم ،ليعـاد صيـاغتها بعده من منظور جديد ،ووفق مصالح الدول الكبرى. ك ّل مــا من شـــأنه أن يزيد من خطوط االنقســام ســيت ّم إشــعاله ،سننقسم ونتحارب طائف ّياً ،ومذهب ّيا ً وقوم ّيا ً وعشــائر ّيا ً وعائل ّيا ً ومناطق ّيا ً و ...وعندما ال نجد ما يمكننا أن نتقاتل به ،أو من أجله ،وأنّ ك ّل ما حولنا قد أصبح خراباً ،ســيهرع من تب ّقى م ّنا بعد ك ّل هذا الموت ،ألن يرهن ك ّل شيء لآلخر ،الذي ســيأتي ليكســب ك ّل شيء.
كلّنا سوريون -سراقب -عدسة ليث العبداهلل
تحقيقات العدد
ّ تشكل المنطقة العازلة مخرجاً هل الكردي تركّياً من الغضب ّ
-وقائع عشرة أيّام سراقب
ص6
-أرض امليليشيا
ص6
-خميّم األمل -درعا
ص7
-البقاء أو السفر ،املطرقة والسندان
ص7
الشهادات المز ّورة في سورّية أكاديمي وبيع لألوهام فساد ّ
ص8
المزورة :وهي شهادات بيع الشهادات ّ مســجالً في الجامعة التي ال أصل لها ،و ُتمنح للزبون دون أن يكون ّ يرغب بشراء شهادتها ،وكثيراً ما يلجأ هؤالء إلى الحصول على تلك الشهادات لتحسين واجهتهم االجتماع ّية ،أو للعمل في جنبات الخاص القطاع ّ احملامي أمحد صوّان
الشعوب السورّية ص3 هناك مجموعة من األف���رادُ ،تش ّكل جماعة ،تعيش في إطار واحد من الثقافة وال��ع��ادات ،ضمن مجتمع واح��د وعلى حسها المشترك بهو ّيتها ،وفي نظرتها أرض واحدة ،وتتشابه في ّ لألخر – أي آخر – مختلف عنها ،وفي التفاصيل الصغيرة والكثيرة حممّد اجلرف لشكل العالقات االجتماع ّية.
إشكالّية الدولة بين ّ الحق والعنف انطالقا ً من نظرة مكيافللي المتشائمة األمني للطبيعة البشر ّية اعتبر العامل ّ ص 10 هو العامل األساس لتكوين الدول فهو األساسي لنشوء الدول والمجتمعات البشر ّية هو يرى بأنّ الدافع ّ رغبة الجماعات في التخ ّلص من األخطار وأهوال الحروب عبدو نيب
ص2
إنّ موقف الحكومة الترك ّية بعدم التدخل لؤي حاج بكري البري في األراض��ي السور ّية بشكل منفرد، ّ الدولي بإقامة منطقة عازلة على حدودها وضمن ومطالبتها الجديدة للتحالف ّ األراضي السور ّية ،في ظل ّ ما يجري على حدودها من معارك بين «داعش» واألكراد شعبي غاضب ،في معظم مناطق السور ّيين ،وفيما تعكسه تلك المعارك من ردّ ّ ّ اّ التركي المتقاعس ،ال يمثل إل محاولة الكردي من تركيا ،رفضا ً للموقف التواجد ّ ّ السوري المتفاقم بالنسبة إليهم ترك ّية للتخ ّلص من األزمة التي يش ّكلها الوضع ّ
الالجئون السورّيون في غزّة ص5 يجب أن ال ننسى أنّ الفلسطيني ّين السور ّيين والذين كانوا في سور ّية هم السوري ّأول من وقف إلى جانب الشعب ّ في طلبه للحر ّية والديمقراط ّية والحياة المدن ّية جنبا ً إلى جنب إلسقاط النظام، وكالمعتاد ،الدكتاتور ّيات ّأول ش ّماعة ألخطائها هي القض ّية الفلسطين ّية والته ّكم الفلسطيني والتف ّنن بتهجير وتشريد واعتقال وتعذيب الشعب ّ سوسن يوسف
أرض الميليشيا ص6
ص5
ّأول الميلشيات في الظهور هي كتائب البعث ،وهو جناح مس ّلح تابع لحزب البعث، ظهر منذ اندالع الثورة حيث قامت الفرق الحزب ّية في الساحل بتسليم السالح للشباب (نيسـان )2011وتنظيم حراســتهم للمباني التابعة للنظام ،بغرض ترهيب سوسن يوسف األهالي وتخويفهم م ّما يحصل ،وجعلهم يعتقدون بأنّ ما يحدث هو مؤامرة مسـ ّلحة، يتاقض هؤالء أج��راً ،والتحق معظمهم لم َ الوطني الحقاً ،عادت بميليـشيا الدفــاع ّ هذه الميليشـيا للظهور حال ّيا ً ولكن بـشـكل قليل ومن الجدير بالذكر أنّ خدمات المتطوعين فيها تبدأ بحواجز على الطرق اآلمنة وتنتهي على الجبهات الســاخنة ّ ّ موظفي الدولة. ومعظمهم من أليمار الذقاني
منذ سنوات وربّما عقود يت ّم العمل بحماس وتصميم على سحق ك ّل مقوّ مات التالقي والتعايش واالندماج بين مكوّ نات هذه المنطقة، سحق يجبله الدم وترتفع فوقه رايات التاريخ السوداء ،سحق بالغ العنف والقسوة ،ك ّل هذا لكي تصل هذه المكوّ نات إلى االقتناع أنّ تعايشها مع بعضها قد أصبح مستحيالً ،عندها ستعمل الدول األخرى على تكريس هذا التناحر الشديد بصيغة جديدة ،خريطة جديدة ،تؤسّس لقرن آخر من التخلّف والتبعيّة. لعلّـه من أهـ ّم ســمات الخريطـة الجديـدة لهـذه المنطقـة ،هي أ ّنها ســتكون مفصّـلة لضمان تبعيـّة مكوّ ناتهـا إلى أعـلى حـ ّد ممـكن ،وســتنشـأ كيـانـات متنـاحرة ،وشــديدة العـداء ،وســتكون المنطقـة مبنيّـة على صيغـة تؤسّــس لحـروب طويلـة ،وربّمـا ســتلعب بعـض هـذه المكوّ نات دوراً وظيفيـّا ً يشــبه إلى حـ ّد كـبير الدور الذي لعبتـه إســرائيل طـوال القـرن المـاضي ،ولـن يـكون أمـام مكـوّ نات ـ تفصـل بينهـا أنهـار من الـدم والويـالت والثـارات ،ومنفصلة قوميّـا ً أو طائفيـّا ً أو مذهبيـّا ً أو ...أو ـ إال أن تتنـازل وتتنـازل ،و ُترتـهن للقـوى الكبـرى ،لكي تبقى على قيد الحياة. لع ّل طمس الهويّات الكبرى الجامعة ،والتي كان يمكن لها ْ اشتغلت عليه األنظمة أن تبعد بالدنا عن شبح التفتيت ،هو ما العربيّة خالل القرن الماضي ،فاستحالت هويّاتنا الفرعيّة إلى هويّات كبرى ،ولم تستطع القوى السياسيّة والثقافيّة واالجتماعيّة أن تتص ّدى لهذا الطمس المتعمّد ،وبالتالي لم نستطع أن ننجز أوطانا ً ً قابلة للتطوّ ر والحياة. في لقاء للعالمة السيّد «هاني فحص» والذي رحل قبل أيّام، مع مُع ّد ومق ّدم برنامج (في العمق) ب ّ ُث على قناة الجزيرة ،قال الشيخ «هاني» بالحرف الواحد ما يلي: «يجب أن نتجـاوز االنتمـاء للهويّـات الفرعيـّة ،ويجب أن يكون الربيـع العربيّ مدخلنـا لتجـاوزه ،أن يبدأ هذا التجاوز من ســوريّة ،وفي حال بدأ من ســورية ،فإ ّنه ســيترك أثره على ك ّل البالد العربيّة. أنا أتم ّنى على الثوار الســوريّين الحقيقيّيـن أن يكونوا بمســتوى المــستقبل الذي سـيحملونه عبر حماية التع ّدد ،ومنع القوى المضا ّدة للثورة من أن تلبس لبوس الثورة ،فتف ّكك المجتمع السوريّ ،إذا استطعنا أن نكون في سوريّة ديمقراطيّين ،تعدديّين، فإنّ ذلك سوف ّ يؤثر على وضع ك ّل الفئات والطوائف في البالد العربيّة».
ب ّسام يوسف
2
العدد 16
/15تشرين األول 2014/
قراءة سياسية
ّ تشكل المنطقة العازلة هل الكردي مخرجاً تركّياً من الغضب ّ
مع التق ّدم الملحوظ لإلسالم التكفيريّ في األراضي السوريّة ،ومع ازدياد سيطرتهم على مناطق جديدة، رغم ضربات التحالف الدوليّ الجوّ يّة المر ّكزة ،ورغم المقاومة المحلّيّة التي تعاظمت بالمكوّ ن الكرديّ ، الذي ال يمكن معه ،الحديث عن أيّ رضوخ شعبيّ للتنظيم ،تعود التحليالت المتعلّقة بوجود تنظيم «داعش» والتسهيالت التي مُنحت له إلى االرتفاع من جديد ،مضافا ً إليها في هذه المرّ ة ،الدور التركيّ وسعيه في تحقيق المصالح األساسيّة لحزب العدالة والتنمية ،في تقوية النفوذ اإلسالميّ ب��إدارة شؤون المنطقة ،وفي ضرب السعي الكرديّ إلقامة مناطق حكم ذات��يّ مرتبطة بحزب العمّال الكردستانيّ في
األراضي السوريّة ،مترافقا ً مع التصريحات األمريكيّة المطالبة بموقف تركيّ أكثر حزما ً تجاه التنظيمات اإلسالميّة والتكفيريّة بخاصّة ،وبتوجيه الدعم العسكريّ واإلنسانيّ نحو االعتدال السوريّ ،فيما تعود للوراء ،تلك التحليالت السابقة حول دور نظام األسد في تنمية الوجود التكفيريّ في سورية ،بدءاً من خلق المناخات المناسبة الستجالب الوافدين ،وصوالً إلى عدم استهداف المناطق المختلفة لتمركز وانتشار
تنظيم «داعش» ،فيما يقوم التنظيم بالتم ّدد في المناطق الخارجة عن سلطة النظام دون اقترابه من المناطق التي يسيطر عليها النظام ،مكتف ّيا ً بخوض المعارك مع النظام ،حول مواقع النظام العسكريّة الواقعة ضمن منطقة انتشاره العريضة في الشمال السوريّ .فهل يمكن القول بأنّ ح ّل المعضلة السوريّة أصبح م ّتجها ً نحو تكريس ما هو قائم على األرض ،في ظ ّل غياب أيّ توافق دوليّ أو إقليميّ على إيجاد ح ّل سياسيّ ؟ أم أنّ المتغيّرات القادمة ستحمل ما هو مختلف وربّما أكثر تعقيداً ،في ظ ّل غياب أيّة مؤ ّ شرات على وجود ح ّل سوريّ عسكريّ أو سياسيّ ؟
أيّ��ا ً كانت تلك التحليالت المترافقة مع األحداث الجارية في ذلك القسم ال��واس��ع م����ن ال���ب�ل�اد، وما ينتج عنها م���ن ع��م��ل��يّ��ات تهجير وتشريد، مسبوقة بالقتل والذبح ،إلقامة دول���ة الخالفة ال��ط��ال��ب��ان��يّ��ة، ف����إنّ ال��ح��دي��ث ع��ن األس��ب��اب دون الخوض ف���ي ال��ن��ت��ائ��ج وال����ح����ل����ول، ال ي���ب���دو إلاّ ضربا ً من ضروب الكالم المشابه لكالم نائب الرئيس األمريكيّ في التنصّل من مسؤوليّة ما يحصل ،فالدولة التي يسعى إليها أولئك القادمون من ك ّل بقاع األرض، كمشروع لإلسالم التكفيريّ في العالم ،لن يح ّقق التوجّ ه ض ّدها بالضربات الجوّ يّة وحدها ،سوى في تزايد أعداد القادمين لتحقيقها ،كما في اإلعالن األخير لحملة التطوّ ع من قبل تنظيم طالبان الباكستانيّ ،كذلك فإنّ موضوعة
تلك الدولة ،سواء أكانت باقية أم كانت ورقة بيد قوى أخرى ،وسواء تم ّكنت من التم ّدد أم بقيت في حدودها الحاليّة ،وسواء نجحت في استقطاب بعض الس ّكان المحلّيّين أم لم تنجح ،فإ ّنها لن تكون سوى وجها ً آخر للمعاناة األكثر قساوة في حياة السورييّن ،فالسوريّون الذين يتعرّ ضون ومنذ المطالبة الشعبيّة برحيل األسد، ألبشع عدوان يش ّنه حاكم على شعب ،مخلّفا ً ح ّتى اآلن مئات اآلالف من الضحايا ،وك ّل ذلك الدمار الواسع في معظم المدن والبلدات ،وك ّل تلك األرقام الكبيرة من النازحين والالجئين ،ها هم يتعرّ ضون لعدوان آخر يتمثل في التكفيريّين الوافدين ،لتتزايد أعداد الضحايا والمعتقلين ،ولتتضاعف أعداد المهجّ رين ،وصوالً إلى حدود النزوح الجماعيّ كما حصل في مدينة عين العرب (كوباني) والقرى المحيطة بها. إنّ موقف الحكومة التركيّة بعدم التدخل البرّ ي في األراضي السوريّة بشكل منفرد ،ومطالبتها الجديدة للتحالف الدوليّ بإقامة منطقة عازلة على حدودها وضمن األراضي السوريّة ،في ظ ّل ما يجري على حدودها من معارك بين «داعش» واألكراد السوريّين ،وفيما تعكسه تلك المعارك من ر ّد شعبيّ غاضب، في معظم مناطق التواجد الكرديّ من تركيا ،رفضا ً للموقف التركيّ المتقاعس ،ال ّ يمثل إلاّ محاولة تركيّة للتخلّص من األزم��ة التي يش ّكلها الوضع السوريّ المتفاقم بالنسبة إليهم ،في حين ال تلقى تلك المطالبة، سوى المزيد من المواقف المتر ّددة للدول المشاركة في التحالف ،إضافة للتصريحات الروسيّة حول عدم شرعيّة تلك المنطقة دون قرار من مجلس األمن ،مع
موقف أمريكيّ أكثر عجزاً ،في االعتماد على حرب طويلة بال مقاتلين ،تظهر رغبة في إضعاف قوّ ة التنظيم دون القضاء عليه ،ح ّتى يتم ّكن السوريّون من القضاء عليه بأنفسهم ،في الوقت الذي تتوسّع فيه سيطرة ذلك التنظيم بدالً من أن تتقلّص. تلك المواقف التي ال يمكن النظر إليها ،إلاّ كاستمرار ٍ للشلل الدوليّ حيال الوضع السوريّ ح ّتى في تشعّباته الجديدة ،رغم تو ّفر ك ّل األسباب إلنهاء ذلك التنظيم، وبالسرعة التي تمنع المزيد من المآسي ،التي وصلت ّ فالخطة الدوليّة إلى حدود الكوارث اإلنسانيّة الكبرى، القائمة على دعم قوى االعتدال السوريّ ،والموقف األمريكيّ الضاغط على تركيا لالنفتاح أمام دعم هذه القوى دون سواها ،يش ّكل بال شك مخرجا ً مناسبا ً لعدم ّ التدخل البرّ يّ الدوليّ في األراضي السوريّة ،لكن ذلك المخرج ،ال يحتاج على ما يبدو ،إلاّ إلى اإلسراع في توجيه ك ّل الجهود اإلقليميّة والدوليّة ،وليس التركيّة وحدها ،ليس في تحقيق منطقة عازلة على الحدود السوريّة التركيّة ،إلقامة المخيّمات عليها ،هربا ً من الموت ال��ذي يالحق السوريّون من قبل األط��راف المعتدية ،والتي قامت بتهجيرهم ،بل في دعم السوريّين لتحقيق األمن واالستقرار في مناطقهم التي خرجوا منها ،بدءاً من المناطق التي ال تقع تحت سيطرة النظام والتنظيم ،وصوالً إلى تمكينهم في التحرّ ر الكامل ،من ك ّل أشكال االعتداء القائمة في طول البالد وعرضها، من قبل (الدواعش والحوالش) ،كما من قبل ميلشيات ّ الممثلة بالنظام القابع في دمشق. اإلجرام
لؤي حاج بكري
الدولي واقع التحالف ّ
«معارضة سياسّية تؤّيد وشعب مقهور يرفض» شهد العالم عبر تاريخه الطويل نماذج وأمثلة التع ّد وال تحصى من الثورات والتغيّرات االجتماعيّة وجميعها شهدت فترة إرهاص وإعداد أوصلتها في نهاية المطاف إلى أهدافها المنشودة ،بحيث نرى دائما ً في تلك الثورات أن المسار السياسيّ والعسكريّ يسيران جنب إلى جنب ،وعند تق ّدم أحد تلك المسارات يتق ّدم اآلخر حتما ً ،لكنّ المهت ّم والمتابع للشأن السوريّ يجد أنّ الثورة على األرض تبعد مسافات طويلة عن ِّ الممثلة لها ،أمام الرأي العا ّم المعارضة السياسيّة الدوليّ ،وال يوجد أيّ نوع من االرتباط بين المجالين، ويمكننا القول في التجربة السوريّة إنّ تلك القاعدة التوازي بين المجالين العسكريّ والسياسيّ -غيرموجودة أساساً .والسبب بسيط وواضح للجميع ،وال ّ ويتمثل في كون معظم يمكن إنكاره من قبل عاقل، المعارضة السياسيّة لم تكن وليدة الداخل السوريّ والمقصود من ذلك أنّ ه��ؤالء قضوا معظم سنين حياتهم مشرّ دين من قبل نظام األسد والجئين في بلدان العالم المختلفة في الفكر والتوجّ ه ،ولذلك راهنت غالبيّة أعضائها على الدول العالميّة وابتعدت عن
الداخل متناسية أنّ الشعب السوريّ هو من فجّ ر هذه الثورة وال أحد يستطيع حسمها غيره. إنّ هذا الشرخ الكبير بين الشعب والمعارضة السياسيّة سبّب نكسات هائلة في تاريخ الثورة على مدى ما يقارب األربع سنوات ،وح ّتى اليوم لم يدرك ّ كممثلين للثورة ه��ؤالء المعارضون أنّ وجودهم السوريّة يح ّتم عليهم قيادة مرحلة تاريخيّة كبرى
newspaper@allsyrians.org
وبالغة الخطورة بالنسبة للسوريّين .إنّ الشعب احترم ينسها ،أل ّنه شعب كبير تضحياتهم في الماضي ولم َ يق ّدس ك ّل مناضل ض ّد الظلم ،ولكن بالمقابل ال يغفر الخطيئة التي تست ّغل وتستثمر تطلّعاته المح ّقة في الحياة والحرّ يّة المنشودة. عند اإلعالن عن تشكيل االئتالف كجسم سياسيّ ّ يمثل غالبيّة الطيف السوريّ ،لم يستقبل بأيّة فرحة أو تفاؤل من قبل الداخل ،ليس لشيء وإ ّنما أل ّنه تش ّكل وفق سياسة المحاصصات والمحسوبيّات التي فرضتها الدول الداعمة كشرط لالعتراف به ّ ممثالً للسوريّين، وهذا ما رفضه الشعب السوريّ وسيظ ّل يرفضه طالما ال يح ّقق أهداف الثورة .لذلك ومنذ تشكيله زادت الفُرقة السياسيّة بين أبناء الوطن الواحد ،وح ّل المال السياسيّ مح ّل الهدف السامي ،ولم يعد هناك شخصيّة ّ الممزق وطنيّة يمكن االعتماد عليها في قيادة الوطن إلى برّ األمان على الرغم من كثرتهم في صفوف المعارضة ،وك ّل ذلك سبّبه الفرقة الحمقاء الناتجة عن التخوين المتبادل والض ّخ غير المحدود لألموال من قبل الداعمين المتنافسين فيما بينهم لتحقيق أجندات ومصالح دولهم المستقبليّة ف��ي المنطقة .وف���ي ظ�� ّل ذلك أصبحت ثورة الشعب السوريّ آخر ه ّم الداعمين الدوليّين الذين يصطادون في الماء العكر ،ولألسف وق��ع رج���االت س��وري��ة في هذا الشبك عن قصد أو غير قصد ولم يعودوا يستطيعون التخلّص منه. إنّ الحديث في مجال المعارضة السياسيّة السوريّة واسع وكبير ال يمكن لهذه الكلمات البسيطة أن ّ تغطيه، لكنّ التقصير والخطأ الواضحين في العمل يح ّتم علينا النقد الب ّناء لتصحيح المسار ولفت النظر إلى مكامن الخطأ وأسبابه ،والتي جعلت الكثير من السوريّين ّ بممثليهم في الخارج ويصلون في هذا يفقدون الثقة المجال إلى مرحلة اليأس من أيّة نتيجة يمكن استجداؤها
منهم ،وخاصّة بعد موافقتهم الصريحة على ضربات التحالف (العربيّ – الغربيّ ) .هذا التحالف الذي وقف صامتا ً أمام قتل النظام المجرم للشعب السوريّ على مدى أربع سنوات بكا ّفة أنواع األسلحة المحرّ مة دول ّياً، ولم يحرّ ك ساكنا ً رغم ك ّل نداءات االستغاثة إلنقاذه من براثن نظام مارس بح ّقه ك ّل أنواع اإلرهاب الممنهج وأعمال التطهير العرقيّ مدعوما ً بميليشيا طائفيّة من ك ّل بقاع العالم. ّ تدخل ال��دول الغربيّة والعربيّة في سورية إنّ بحجّ ة القضاء على اإلرهاب لم َ تلق قبوالً لدى الشارع السوريّ وما هي بنظرهم إلاّ سيناريو جديد لدعم نظام األسد وتثبيته في الحكم ووأداً للثورة ،مع قتل المزيد من الشعب السوريّ ،فال يوجد إرهاب في سورية إلاّ إرهاب األسد وال مجازر غير مجازره التي ارتكبت ّ بحق شعب أعزل وأمام نظر على مدى أربع سنوات العالم وسمعه. من هذا المنطلق وجب على السياسيّين السوريّين ّ ممثلين للشعب وثورته المجيدة ان يتب ّنوا باعتبارهم فكر الشارع السوريّ وأن ال يخرجوا عن مساره ألنّ هذا األمر يُنظر إليه من قبل الداخل على أ ّنه تآمر على ثورتهم ومشاركة في سفك دمائهم ،وما المظاهرات التي خرجت في أنحاء سورية من ّددة بهذا التحالف إلاّ رسالة واضحة عن رفضهم المطلق له ولموقف االئتالف منه ،فالشعب السوريّ بدأ ثورته على الظلم وهو من ينهيها وأيّ ّ تدخل خارجي ليس ض ّد األسد ومجموعاته الطائفيّة البغيضة لن يُقبل داخل سورية
ولن تكون له قاعدة شعبيّة ونتيجته ستكون الفشل الحتميّ . إنّ مبدأ الوصاية الذي ينتهجه الغرب والعرب على الثورة السوريّة سيفشل فشالً ذريعا ً ألنّ العالم لم يدرك بعد أنّ الشعب الحرّ ال يمكن أن يقبل العبوديّة أبداً ولم يتعلّموا من دروس الماضي التي تقول :إن الشعوب إذا انتفضت ض ّد جلاّ ديها لن تعود أو تستكين حتى تتح ّقق أهدافها .فكان األولى بطائرات التحالف ّ تتدخل للدفاع عن وأخص بالذكر العربيّة منها أن الشعب السوريّ الذي قتل على مدار الساعة خالل أربع سنوات وارتكب بح ّقه المجازر التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث والمعاصر ،باإلضافة إلى تدمير المدن وتشريد وتهجير الماليين من العائالت. إنّ تم ّنيات السوريّين بنيل المساعدة من إخوتهم العرب بعد ط��ول انتظار سقطت مع سقوط أوّ ل صاروخ من طائراتهم على منازل المدنيّين ،ولذلك لم تختلف نظرة السوريّ إلى الجيوش العربيّة فمثلها مثل الجيش األسديّ الطاغي الذي ت ّم تأسيسه وتنظيمه وتسليحه من أموال الشعب ليستخدم في أوّ ل اختبار له في ضرب شعبه ،فكم كان األم��ل كبيراً لو أنّ الطائرات العربيّة المشتراة بالمال العربيّ ويقودها طيارون عرب ّ تدخلت إلنقاذ شعب أعزل ار ُت ْ كبت بح ّقه ك ّل أنواع القتل والتشريد من قِبل نظام ال يعرف الرحمة وال اإلنسانيّة ،لكنّ األمر مختلف تماماً ،فتبيّن أنّ األخوّ ة واإلنسانيّة ال يمكن أن تتح ّققا أو ُتطلبا من األعداء أو من أصحاب الثورات المضا ّدة.
حممّد القاسم
www.allsyrians.org
قراءة سياسية
يُخطئ الكثيرون عندما ير ّدون ظواهر كـ «التع ّددية ال��ث��ق��اف��يّ��ة» و»االن��ب��ع��اث ال��ه��ويّ��ات��يّ » إل���ى الفكر الليبراليّ ،ذل��ك أنّ الفكر الليبراليّ ير ّكز على اإلنسان الفرد كمرجعيّة ،وعلى حرّ يّة الفرد وكرامته ،وفردانيّة األنا ،لذا توصف الليبراليّة بـ «الفرديّة» .أمّا االتجاهات الفكريّة التي ظهرت في م��رح��ل��ة م��ا ب��ع��د ال��ح��رب العالمية الثانيّة ،كالنسبيّة والمجتمعاتيّة، الثقافيّة، والتع ّددية الثقافيّة ،والتي أُدرجت ضمن أُطر مفاهيميّة حديثة ،أطلق عليها اسم «ما بعد الحداثة» ،فهي تتميّز ب��إع�لاء أه ّميّة الجماعات وال��والءات الجماعيّة ،وهي م��ن ه��ذه ال��زاوي��ة ،ش ّكلت تعارضا ً كبيراً مع األسس الفكريّة لليبراليّة الفردانيّة.
العدد 16
الشـــعوب الســـورّية
هذه اإلشكاليّات أثارها الواقع السوريّ الجديد :هل يُش ّكل ك ّل مكوّ ن من المكوّ نات السوريّة شعباً؟ هل الشعب السوريّ عبارة عن شعوب سوريّة متع ّددة؟ يعود ج��ذر اإلشكاليّة إل��ى تع ّدد معاني المفهوم .فالشعب يرمز عند البعض إلى «األمّة « بكاملها ،فيُقال إنّ الشعب السوريّ هو جز ٌء من ك ّل الشعب العربيّ ،أو على األق��لّ ،فإنّ العرب السوريّون – ما يُش ّكل حوالي %90من الشعب السوريّ -هم كذلك .فهناك الكثير من التصوُّ رات التي تجمع السوريّين مع العرب بتراث تاريخيّ مشترك .لكنّ مفهوم الشعب قد ال يتطلّب بُعداً زمنياً ،لذا فقد يحمل الشعب داللة ً جماعة سياسيّة ،ذات إطار أُخرى باعتباره سياسيّ -جغرافيّ مشترك .أو قد يشير مفهوم الشعب إلى وحدة إثنيّة – ثقافيّة واحدة. في المعنيّين األخيرين ،هل نستطيع أن
/15تشرين األول 2014/
عين العرب(كوباني) ولحظة تفكير وبالتالي ،فإنّ النزعة القوميّة لألقلّيّة الناجمة بفعل العامل اللغويّ ،هي نزعة تعمل على دفع األقلّيّة إلى مقاومة سياسة بناء الدولة -األمّة. ه��ذا بالنسبة لألقلّيّات اللغويّة التي باتت تنظر إلى ذاتها من كونها أمما ً داخل الدولة -األمّة الواحدة .ولكن ماذا عن األقلّيّات األخرى، األقلّيّات الدينيّة والطائفيّةـ واألقلّيّات اإلثنيّة المهاجرة ) ك��األرم��ن ،وال��ش��رك��س، والتركمان ،واآلثوريّين)، هل يمكن اعتبارهم :شعبا ً داخل الشعب؟
نقول أنّ الكرد في الشمال السوريّ – على سبيل المثال -يُش ّكلون شعباً .أو أنّ الدروز في جنوب سورية يُش ّكلون شعبا ً آخر .ففي مثالي الكرد وال��دروز ،هناك مجموعة من األفراد، ُتش ّكل جماعة ،تعيش في إطار واحد من الثقافة والعادات ،ضمن مجتمع واحد وعلى أرض واحدة ،وتتشابه في حسّها المشترك بهويّتها، وفي نظرتها لألخر – أي آخر – مختلف عنها، وفي التفاصيل الصغيرة والكثيرة لشكل العالقات االجتماعيّة .هذه الخصائص والمشتركات هي ما يُشكل معنى «الشعب» ،وإالّ فما معناه؟ يعتقد الكثير أنّ اللغة هي العامل األه ّم من عوامل «انبعاث الهويّة» في مجتمع ما، العامل الذي ال يفتأ يُل ّح على بقاء النزعة القوميّة لألقلّية ،في مواجهة النزعة القوميّة للدولة ،وفي إصراره على جعل اللغة – وتاليا ً الثقافة القوميّة هي األس��اس المهيمن داخل نطاق اإلقليم،وعلى هذا األساسُ ،تطالب الجماعة اللغويّة بنيل االعتراف السياسيّ من خالل دفع النظام السياسيّ باتجاه الفيدراليّة ،فاللغة «أصبحت عامالً فاعالً بصورة متزايدة في رسم حدود المجتمعات السياسيّة في البلدان متع ّددة اللغة» ،
3
ما عدا اللغة المشتركة مع العموم ،فإنّ ك ّل مكوّ نات الشعب تنطبق على أيّ جماعة ثقافيّة موجودة داخل سورية تقريباً ،وهذا ما يدعو إلى خشية الكثير من السوريّين من طرح هكذا أسئلة جهاراً نهاراً ،وقد يكون خوفهم مبرّ راً، فباعتبار أنّ الشعب أحد ثالثة أركان للدولة ) مع اإلقليم ،والسلطة السياسيّة) ،وعلى اعتبار أنّ الشعب هو صناعة سياسيّة تتطلّب إدراة سياسيّة لها ،فهم يخشون أن يؤ ّدي االعتراف بتع ّدد الشعوب ،إلى تع ّدد الدول السوريّة ،وتاليا ً إلى تفتيت هذا الكيان غير المنجز أصالً! برأيي ،يجب أن نخطو هذه الخطوة في طريق بحثنا عن هويّتنا ،عن سؤالنا الرئيس: من هم السوريّون؟ دون خو ٍ ف أو وجل ،ولكن مع الحذر من عواقب قد تصل ح ّد الكارثة، وذلك من خالل وعي فكرة أنّ وحدة الدولة ال تقتضي أحاديّة الثقافة في المجتمع ،وفي أنّ التنوع ال يُفضي بالضرورة إلى تف ّكك الدولة، ذلك أنّ المشكلة ال تكمن في وج��ود فوارق واختالفات ،بل تكمن طريقة إدراة هذه الفوارق واالختالفات ،وبشكل ع��ا ّم ،ف��إنّ السوريّين فاشلون إدار ّياً!.
حممّد اجلرف
نجد في الثورة السوريّة ع ّدة نظريّات وأغلبها يندرج تحت قائمة تخوين اآلخر من خالل تب ّني نظريّة والسير ورائها ،ولكن هناك ما يستدعي وقفة لدى البعض الشامتين من النشطاء في حالة «كوباني» وبالرغم من انتقادهم «لداعش» .السؤال :إلى م ّتى سنرى المتلوّ نين وبائعي عقولهم. وفي الطرف المقابل نرى أنّ البعض يتهم «البي كي كي» ببيع الشيخ مقصود سابقا ً ذلك الحزب الذي يعتمد بالدرجة األولى على قوميّة األكراد وحلمهم لجذب أكبر عدد ممكن من األنصار في المناطق ذات األغلبيّة الكرديّة ،وهذه المرّ ة تحت مسمّى وحدة حماية الشعب والقضيّة هي قضيّة بيع وشراء بالنسبة لهم ،وهل سيتكرّ ر نفس سيناريو الشيخ مقصود اآلن في «كوباني»؟ وبحسب وجهة نظري هذا ممكن ولكن ال أعتقد أنّ الصفقة تشمل مدينة «كوباني» بح ّد ذاتها. وأمّا بالنسبة لـ «داعش» ذلك الفكر المتطرّ ف ليس على اإلسالم والثورة فقط ،وإ ّنما على اإلنسانيّة كلّها ويبدو أنّ النظام العالميّ يحقق ما يريد من خالل هذا التطرّ ف والفكر األحاديّ ،هذا من وجهة نظر البعض ومن لننس قليالً جداالت ونقاشات قد تطول وتقصر بحسب هذه النظريّات ،ولكن َ ك ّل ما يجري من أفكار في أذهاننا وك ّل األيدولوجيّات المتوارثة ،ونترك قليالً صراعنا مع أنفسنا واآلخرين والخروج من طوباويّة األصنام الجاهزة ولنف ّكر قليالً بتجرّ د وكحالة إنسانيّة عن الحالة الدائرة اآلن ،والسؤال المه ّم «أين هي إرادة الشعوب؟» يبدو أنّ التفاهمات السياسيّة أقوى من إرادة الشعوب المقهورة على مرّ التاريخ وخاصّة األكراد كجزء من التغريبة السوريّة. والكالم هنا ليس دفاعا ً عن أيّة جهة كانت في سورية ،األكراد لهم هللا مثلهم مثل باقي الشعب السوريّ الذي ُكتبت عليه المعاناة ،وعندما ك ّنا نقرأ عن السياسة نجد أخالق السياسة ،ولكن اآلن نرى أسوأ نتاج سياسيّ تاريخيّ على اإلطالق البعيد عن القيم واإلنسانيّة ،وما يدعو للقلق هو التعميم الحاصل -وعن كره البعض لألكراد نتيجة الحزب المذكور -يُنذر بنتائج وخيمة و يُع ّد منعطفا ً خطيراً للمعاناة الكرديّة ويُولّد الكره المتبادل ،والسؤال األه ّم نطرحه على الفكر البشريّ :إلى متى سنبقى ندافع عن أنفسنا من خالل ا ّتهام اآلخر وإلغائه؟ لألسف ،كلّنا متطرّ فون ألفكارنا.
نزهت شاهني
المعارضة المعتدلة بيضة القبّان الدفاع الوطنيّ لضمان االستقرار األمنيّ في المناطق المسيطر عليها النظام مقابل محاربة المعارضة (لداعش) ضمن األرضي السوريّة ،بعد أن ت ّم االتفاق في العراق مع الشريك الكوردي لمحاربة (داعش) في األراضي العراقيّة ،وبذلك تكون قد حرمت النظام السوريّ من تقديم نفسه كشريك في محاربة اإلرهاب.
بدأ مصطلح المعارضة المعتدلة بالترويج له بعد ْ قامت به الواليات الم ّتحدة األمريكيّة التسويق ،الذي المحارب األكبر لتنظيم القاعدة في العالم ،وبعد أن ْ أصبحت سوريّة هي أكبر تجمّع للتنظيم في العالم، حيث اعتبرت اإلدارة األمريكيّة أن (داع��ش) هي كاألفعى ،ويجب القضاء عليها وأنّ تلك األفعى رأسها ْ اعتبرت في سوريّة ،وليس في العراق وبعد أن السوريّين شركاء لها في مكافحة اإلرهاب في الشرق األوس��ط ،وليس كما فعلت في التجربة السابقة في العراق مع جيش الصحوات الذي تدرّ ب على أيدي ْ قامت بح ّل الجيش العراقيّ ، القوّ ات األمريكيّة بعد أن ولم تستطع خلق قوّ ة عسكريّة وأمنيّة تضمن سالمة وأمن العراق ،حيث اعتمدت في سوريّة مبدأ الشراكة مع المعارضة السوريّة بش ّقيها السياسيّ والعسكريّ ، وكانت قد ق ّد ْ مت دعما ً ملحوظا ً في المجال الثوريّ ، وفي مجاالت ع ّدة منها: المجالس المحليّة وغيرها من التجمّعات المدنيّة في
newspaper@allsyrians.org
الداخل السوريّ ،وساهمت بتدريب قيادات سياسيّة، وبعض من الدعم العسكريّ للمجلس العسكريّ سابقاً، ْ وانتقلت لتمويل الفصائل بشكل مباشر متجاوزة المجلس العسكريّ ،بعد أن فقدَ مصداقيّته بسبب وصول الدعم المق ّدم إلى المجلس العسكريّ ،وإلى بعض الجهات التكفيريّة منها( :جبهة النصرة وداعش وأحرار الشام) ،ليت ّم تبرير تو ّقف الدعم عن المجلس العسكريّ و أنّ المجلس العسكريّ غير أهل للثقة، وبذلك كانت قد حضّرت للمرحلة الحاليّة ،التي نمرّ بها اآلن ،وهي محاربة اإلرهاب ،وذلك بعد أن أع ّدت ّ الممثلة المعارضة السياسيّة والعسكريّة والمدنيّة بمؤسّسات مجتمع مدنيّ مختصّة بع ّدة مجاالت ،أصبح لديها معارضة شبه متكاملة على األرض لتكون شريكة لها في محاربة اإلرهاب ،ضمن الحملة التي ح ّددها «أوباما» بثالث سنوات ،وسيت ّم التشارك مع هذه المعارضة على التالي :نقوم بخلع ب ّ شار األسد ّ الممثلة وفق ضمانات لعدم انهيار المؤسّسة العسكريّة بالجيش ،و بعض الفصائل المساندة له مثل :جيش
وحرمت اإليرانيّين من المشاركة أيضا ً عن طريق القوّ ات الشيعيّة الموالية لها في العراق وتحجيم دورها في العراق والمنطقة بالعموم ،وهنا يأتي الدور السعوديّ بتدريب المعارضة المعتدلة ،التي سيت ّم انتقاؤها ،لتكون مؤهّلة لمحاربة (داعش) ،وسيكون مقاتل في آن التدريب بمعسكر ي ّتسع لـ 15ألف ٍ واحد ،أي أنّ السعوديّة ستقوم بتدريب جيش كامل يكون له قوّ ة فعّالة على األرض ،ألنّ الفصائل التي سيت ّم تدريبها لها خبرة سابقة في محاربة (داعش) بعد الحرب التي ش ّنتها عدد من الفصائل في حلب وريف إدلب على تنظيم (داعش) أ ّدى إلعادة إحياء العمل الثوريّ بعد حاالت النزوح والهرب والتصفية التي تعرّ ض لها ناشطون ثوريّون من قبل (داعش) ،وخلق مساحة للعمل في تلك المناطق إلعادة الحراك المدنيّ وااللتفات إلى النظام ،العدوّ األساسيّ للثورة السوريّة، وهنا بدأ ظهور تيّار معتدل خارج األيديولوجيّات التي كانت مطروحة في أيّام تواجد (داعش) بغالبيّة المناطق المحرّ رة ،وهي ذات طابع معتدل ،ح ّتى وإن كانت إسالميّة حيث بدأ الحديث عن إعادة العمل العســكريّ إلى ارتباطه بالعمل المدنيّ ،وبأهداف الثورة الســوريّة األســاســيّة (عدالـة ،حرّ يـّة، كرامـة) ،فكانت الواليات الم ّتحدة بشكل دائم تسعى لمعرفة كيفيّة إعادة الناشطين إلى الداخل السوريّ ، بعد أن فرّ القــسم األكبر منه إلى تركيّا ،فكان الحديث الدائم كيف ســنعيد الناشــطين إلى الصدارة ،وقيادة الشــارع الســوريّ ،ليكون العمل العســكريّ رديفا ً للعمل المدنيّ .
كما كان بسابق عهده ببداية انتشار العسكرة في الكثير من المناطق ،وكانت هذه الرسائل هي بمثابة تنبيه للفصائل التي أصبحت تتلوّ ن بتلوّ ن التمويل ،و نزعت الصفة الثوريّة عنها ،كما كان واضحا ً بإنزال علم االستقالل ،ورفع رايات إسالميّة ،وظهور مشاريع منها قيام دولة إسالميّة ،أو ما شبهها من مشاريع انفصاليّة أو دولة دينيّة ،وهنا بدأ الضغط على تلك الفصائل بقطع الدعم المق ّدم لها في حال كان للناشطين مأخذ عليها من أيّ ناحية ،وخصوصا ً الفصائل التي لها مشاريعها الخاصّة غير مشروع سوريّة الموحّ دة .
وبالعودة إلى بيضة القبّان التي هي اآلن المعارضة المعتدلة العسكريّة ،التي ستتحالف معها القيادة األمريكيّة ،فإ ّنه لن نستطيع الوصول لمعايير معيّنة عن تلك المعارضة ،ولكن لسهولة االختيار ،فإنّ الطريقة األسهل ستكون عن طريق المدنيّين ،وذلك بطرق سهلة وسلسة ،والتي هي قياس نسبة تفاعل ّ المنظمات الموجودة في الفصيل المراد تدريبه مع أماكن سيطرته ،ما مدى تفاعله مع المجالس المحليّة التي أسّستها الواليات الم ّتحدة ،أيّ مع شركائها من ّ الشق المدنيّ ،وليس العسكريّ ، وهكذا سيكون ل��دى ال��والي��ات الم ّتحدة شريك معارض متكامل مستع ّد أن يقوم بحرب طويلة األمد، ح ّتى ولو اضطرّ القتسام جزء من سوريّة للمحافظة على الشريك السوريّ لها مع حظر جويّ لهذا الجزء وحماية من الباتريوت التركيّ . ولكنّ السؤال األصعب هل هذه المعارضة المعتدلة عسكريّة كانت أم مدنيّة ستستطيع أن تكون هي بيضة القبّان للتوازن الدوليّ الذي سيتكوّ ن في الم ّدة القريبة، وتخرج من قوقعة ر ّد الفعل ،لتكون هي الفاعلة؟ أم سنبقى نقوم بردود أفعال على ما يحصل في سوريّة، منتظر ًة التغيّرات الدوليّة للتلوّ ن معها ،فقط ،بقا ًء على قيد الحياة.
زياد عيسى
www.allsyrians.org
4
العدد 16
/15تشرين األول 2014/
أحوال
عين العرب (كوباني) والتاريخ دعيت كوباني بهذا االسم بسبب الشركة األلمانيّة التي ن ّفذت س ّكة الحديد الواصلة بين اسطنبول وبغداد، أي أنّ تسمية كوباني ال أصل لها في اللغة الكرديّة. هذا ما أ ّكده الكاتب «جان دوست» عندما قال :كوباني كلمة ليست كرديّة ،ربّما جاءت من «»Company بمعنى شركة ،حيث كان لأللمان فرع من شركة الس ّكة الحديديّة هناك قبيل الحرب العالميّة الثانية وكان العمّال يأخذون الحجارة السوداء من مقلع في «مشتنور» إلى حيث يم ّدون س ّكة الحديد وما تزال آثار ذلك المقلع موجودة في الجهة الشرقيّة من «مشتنور». وعرب بينار ،كما كان يُطلق عليها أيّام العثمانيّين، أمّا عين العرب فهي تسمية حديثة ،نشأت وتطوّ رت أثناء االنتداب الفرنسيّ ،حيث كانت قبل ذلك قرية صغيرة. فعين العرب هي تعريب لكلمة عرب بينار والتي تعني «نبع العرب» كما يؤ ّكد «دوس��ت» ،والذي يضيف بأنّ الكرد أنفسهم يدعونها كانيا عربان أي نبع أو عين العرب وإلى اآلن تسمّى الحارة الشرقيّة باّسم كانيا عربان. إضافة إلى ذلك فقد أقرّ ت الحكومات السوريّة في عهد االنتداب الفرنسيّ اسم «عين العرب» واستخدمته، وقد قام المجلس النيابي بإقرار قانون نشره الرئيس هاشم األتاسي في 4كانون الثاني سنة ،1937جاء في ما ّدته األولى «يؤسّس في محافظة حلب قضاء يطلق عليه قضاء عين العرب وتجعل قصبة عرب بينار مركزاً له ».إذن أُطلقت كلمة عين العرب أوّ ل مرّ ة على تلك المنطقة سنة ،1937واحتفظت البلدة آنذاك باسمها التاريخيّ عرب بينار. اإلعالم وعني العرب منذ ثالثة أسابيع تقريباً ،أعلن «داعش» نيّته في الهجوم على عين العرب محاوالً السيطرة عليها
ألسباب استراتيجيّة ،فموقع المدينة على الحدود السوريّة التركيّة ،وكذلك وقوفها في طريق داعش بين مواقع سيطرتها في الشمال الشرقيّ والشمال؛ ولكن ما هو سبب التكثيف اإلعالميّ عليها؟
ال���س���وريّ���ة ال��ت��رك��ي��ة بـ «المرعبة» ،واعتبرت أنّ هذه المدينة يجب ألاّ تسقط بأيدي داعش.
في أوّ ل أيّام عيد األضحى ت ّم استهداف مدينة سراقب أر تركيز بأكثر من ثالثين برميالً متفجّ راً ،ومع ذلك لم َ الوكاالت اإلخباريّة على تلك المجزرة ،ح ّتى أ ّنني لم ّ متأخر من الليل. أدر بما حصل هناك إلاّ لوقت ِ
ليسارع الموفد الخاصّ لألمم الم ّتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى ّ حث المجتمع الدوليّ على التحرّ ك ال��ف��وريّ للدفاع عن المدينة ويقول «العالم ،وجميعنا ،سنشعر بأسف شديد إذا تم ّكنت داعش من السيطرة على مدينة تدافع عن نفسها بشجاعة لك ّنها باتت أقرب إلى العجز عن مواصلة القيام بذلك ،يجب التحرّ ك اآلن».
لماذا يت ّم تجاهل مجازر ،وتسليط الضوء على مجازر أخرى؟ هل ألنّ عين العرب تقطنها أغلبيّة كرديّة؟ وهل ت ّم فعالً اعتبار األكراد في سورية أقلّيّة، أم ألنّ الوكاالت تتبع لسياسات دولها في التركيز والتجاهل؟ من وجهة نظري ،أرى أنّ التركيز اإلعالميّ عليها يأتي لتعظيم دور داعش في نظر الشعوب ،كما فعل النظام حين سيطر على القصير والتي ال تتميّز بموقع استراتيجيّ حسّاس كما روّ ج إليه النظام ،بل كانت ّ خطته تعظيم القصير وتعظيم الجيش الحرّ هناك، ليحشد قوّ اته بعد ذلك وتت ّم السيطرة عليها ،ويُنظر إليه بأ ّنه هو الجبّار الذي استطاع إعادة أه ّم قرية في المنطقة الوسطى والجنوبيّة ،وهنا أيضا ً نرى الشيء ذاته ،تركيز إعالميّ هائل على عين العرب وتجاهل مدن أخرى على حسابها ،بعد ذلك تمكين داعش من السيطرة عليها ،وإظهار داعش أ ّنها بعبع العالم الذي ال يقهر ،ليح ّقق مديرو الحرب في سورية مآربهم الخاصّة في هذه المنطقة. القلق الدولي على عني العرب كما أسلفت ،كان هناك تركيز إعالميّ هائل على عين العرب ،رافق هذا التركيز تصريحات رفيعة المستوى من مسؤولين غربيّين حول المدنية. الخارجيّة األميركيّة وصفت المعركة على الحدود
ويأتي بعد ذلك إردوغان لمطالبة التحالف الدوليّ بشنّ ضربات تستهدف داعش في مدنية عين العرب والتي لم تستهدفها من قبل ،ويؤ ّكد على ضرورة ّ التدخل البرّ يّ هناك لمنع سقوط المدينة في أيدي تنظيم داعش اإلرهابيّ . أمّا البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق فصرّ ح بأ ّنه مستع ّد إلرسال قوّ ات من البشمركة لعين العرب إن وافقت على ذلك تركيا. ويضيف فابيوس وزير خارجيّة فرنسا بأنّ هناك ك في عين العرب ،يجب إيقاف أشياء كثيرة على المح ّ داعش. مآرب الغرب يف عني العرب بعد ك ّل هذه البعبعة اإلعالميّة والتصريحات الناريّة نندفع للتفكير بأهداف مديري حرب سورية في هذه المدنية بالذات. تتع ّدد اآلراء ،فمنهم من يرى كما أسلفت بأنّ النيّة هي تعظيم وتأليه داعش ،لحشد دوليّ أكبر ،وذلك
علمي ،أم؟! إعجاز ّ
عندما تسمع أو تقرأ عن َمجْ مع لهيئة اإلعجاز العلميّ في القرآن والس ّنة ،يتبادر إلى ذهنك أنّ هنالك علماء اختصاصيّون يُجرون تجاربهم في مختبراتهم ليستخلصوا ما هو مفيد لنا وللبشريّة في العلوم واختصاصاتها ،وعلى كا ّفة الصعد ،ولك ّنك ُتصاب باإلحباط ويأخذ منك اليأس ك ّل مأخذ ،عندما تتب ّدى لك الحقيقة، وتعرف أنّ هذا االسم الكبير والر ّنان ما هو إلاّ طبل أجوف تصدر عنه أصوات قويّة ،ولك ّنه نشاز بالنسبة لك ّل ما هو منطقيّ وعلميّ ،ومع ذلك تقع على كثير من اآلذان موقعا ً محبّباً ،ألنّ الضارب عليه يضرب بعصى من بين آالف العصيّ ،التي يضرب بها المق ّدس على مسامع شباب ه��ذه األمّ��ة، ليحوّ لهم بهلواني سيرك ،تضحك من تخلّفهم وتص ّفق لجهلهم األمم.
اإلجابة على سؤال شنين المنطقيّ وهو :لماذا لم نكتشف ما اكتشفه شنين؟ ،ونعلم به طالما هو مكتوب عندنا قبل أن يكتشفه ،لكنّ األه ّم بالنسبة للدكتور ،أ ّننا تركنا عالم التشريح األلمانيّ شنين تب وقومه 20عاما ً في ضالل ،ليكتشف ما ُك َ عندنا منذ مئات السنين ،وبدهيّ أنّ الصورة معكوسة تماماً ،ويتابع الدكتور عبد الباسط [أنّ أغنياء العرب وح ّكامهم الجالسين على الكراسيّ ،كلّهم مقصّرون في نشر اإلسالم، موضّحا ً أنّ إثبات ليلة القدر ومعجزاتها ،يمكن نشره على العالم ،حيث ورد حديث لرسول هللا عن ليلة القدر (ليلة بلجاء -ال حرّ وال برد
هذا بعض ما قاله رئيس المجمع العلميّ لهيئة اإلعجاز العلميّ في القرآن وال ّس ّنة بمصر ،الدكتور عبد الباسط السيّد ،الذي ح ّل ضيفا ً على منتدى الشروق في الجزائر م ّدعيا ً أ ّنه إعجاز علميّ ،وعلينا أنْ نقنع الغرب به: «تقول عائشة( :إنّ رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم قال :إ ّنه خلق ك ّل إنسان من بني آدم على ستين وثالثمائة مفصل) ،ويتابع أ ّن��ه علم ّيا ً كان المعروف ٍ 340مفصالً إلى غاية سنة ،2006حينما توصّل العالم األلماني شنين الكتشاف مفصل مفاصل بسيطة داخل األذن مر ّكب من عشرة ٍ على يسار الدماغ ،ممّا يعني أنّ نفس العدد على الجهة اليمنى( ،ليصبح المجموع 360 مفصالً) ،والموضوع من الناحية العلميّة فيه الكثير من األخ��ذ وال��رّ د ،فمثالً ،ما هو تعريف المفصل؟ هل هو التقاء عظمين بينهما غضروف ،أم ليس من الشرط أن يكون هنالك غضروف ،ث ّم إنّ عدد المفاصل يختلف بين إنسان وآخر ،واأله ّم أنّ عدد المفاصل يختلف حسب تق ّدم السنّ ،فهو في الطفولة غيره في الشباب والكهولة ويتابع الدكتور: «أ ّنه بمجرد عرض الحديث النبويّ على جمل عالم التشريح األلمانيّ ،شنين قال ثالث ٍ (ً 20 سنة وأنا أشرح المفصل وهو مكتوب في كتبكم ،لماذا لم يكتشفه أحد؟ ،منكم هلل ،إ ّنكم ْ ترك ُتمُونا في ضالل) ،وليس ه ّم الدكتور هنا
newspaper@allsyrians.org
ال تضرب فيها األرض بنجم) وأنّ «ناسا»تعرف هذه الحقيقة منذ عشر سنوات ،وتخفيها خوفا ً من أنْ يُسلم العالم كلّه]. بهذه السطحيّة ،يتناول دكتورنا األمور؛ أمّا ما يقوله العلم ،فهو قرار لجنة المواقيت واألهلـّـة في دائرة قاضي القضاة األردنيّة، حيث ي��وضّ��ح الفلكيّ عماد مجاهد «أنّ ّ منظمة اإلحصائيّات الرسميّة المسجّ لة في الشهب العالميّة ،تثبت أنّ الشهب الداخلة للغالف الغازيّ لألرض لم تتو ّقف في أيّ يوم كان ومنها أيام الشهر الفضيل» .مضيفا ً أ ّنه ال يوجد «أيّ دليل علميّ » على تو ّقف نزول الشهب ،وتحديداً في ليلة القدر. بالمقابل ،هناك ع��دد من العلماء الذين يُعارضون أصالً فكرة وجود إعجاز علميّ في القرآن ،قائلين إ ّن��ه ليس بكتاب علوم، ومن أبرز الذين قالوا بذلك الفيلسوف والفلكيّ (أبو الريحان البيرونيّ ،الذي وضع القرآن في تصنيف خاصّ به وحده ،وقال« :إ ّنه ال
ّ يتدخل في شأن العلم وال يُخالطه») ،ومن األسباب التي جعلت البيرونيّ وغيره من علماء عصره ،ومن تالهم ،يقولون بعدم وجود إعجاز علميّ في القرآن ،وجود ع ّدة تفسيرات علميّة لظاهرة طبيعيّة وحيدة ،فالعلم دائما ً ما يتغيّر والنظريّات دائما ً ما تتب ّدل و ُتدحض ،فال يمكن القول بصحّ ة إحداها طيلة الزمن ،واعتبر العديد من الباحثين والعلماء أنّ اإلعجاز العلميّ ما هو إالّ إعجاز لغويّ ال صلة له بالعلوم، ويص ّنف ضمن العلوم الزائفة ،واألسئلة التي تطرح نفسها وبإلحاح: ل��م��اذا ال يُعت ّد ب��رأي مراكز البحوث والمجامع العلميّة في بالد الكفرة ،إلاّ عندما نريد أن ن ّتكئ على اكتشافاتهم وعلومهم لنحاول إثبات ما ن ّدعيه ،بأ ّنه موجود في كتبنا؟
ث ّم لماذا ال يكون لنا قصب السبق في اكتشاف ما ن ّدعي أ ّنه عندنا، ْ اكتشفت تلك وهل يا ترى فيما إذا المعاهد أو العلماء اكتشافا ً يناقض ما هو مكتوب عندنا سنأخذ به أو نتبناه؟ أم سنصفه بأ ّنه كفر وزندقة، وأنّ القائل به ملعون ،والمخزي والمؤسف أ ّنه غالبا ً ما يت ّم وضع العربة أمام الحصان ،أيّ توضع النتيجة ،ومن ث ّم يت ّم التالعب والتحايل وأحيانا ً ال ّدجل وتشويه الحقائق العلميّة ،والتي هي حصيلة قرون من البحث والتجريب في مختبرات مجهّزة بأحدث التقنيّات العلميّة ،التي دفع العالم الكثير من مق ّدراته ليصل إليها ،يت ّم تشويهها ونسفها من أجل أن نثبت به ما نص ْ ّت عليه نصوص أمّتنا، وليس أيّة أمّة أخرى ،باعتبار أ ّننا خير أمّة ْ أخرجت للناس. ختاماً ،ما فائدتنا من ك ّل ما ن ّدعي أ ّنه مكتوب عندنا ،إذا لم نستطع االعتماد عليه في صناعة إبرة خياطة أو كبسولة نستفيد منها في تسكين ألم رأسنا؟ من ك ّل ما يدور حولنا وما ْ ألقت به نسمع ونقرأ ،أليس حالنا حال عاجز الحياة على قارعة الطريق وأخرجته عن دائرة الفعل ،ليعيش حالة انفصال عن الواقع؟ فإلى متى سنظ ّل نلوك الصوف؟
أسعد شالش
لجعل الحرب في سورية تطول أكثر ،حيث صرح أوباما بأنّ الحرب على داعش قد تستغرق ثالث سنين، ليأتي بعده وزير الدفاع األسبق ليتنبأ بأنّ الحرب على داعش قد تمت ّد إلى 30سنة. ومنهم من يرى أنّ الورقة الكرديّة هي بيد تركيا بشكل خاصّ وهي تحاول أن تلعب وتتفاوض بها مع أميركا ،وآخر يرى أنّ الهدف هو التقسيم وهذه الحرب تساعد على تسريع خطط التقسيم أو بما تسمّى بـ»سايكس بيكو الجديد» ،وثالث يرى أ ّنها حجّ ة ّ للتدخل البريّ في سورية ،إمّا لض ّم مناطق من لتركيا سورية كحلب وإدلب ،أو للضغط على حزب العمال الكردستانيّ وإيصال رسالة له بأنّ إردوغان مازال باستطاعته أن يضيّق الخناق على الحزب أكثر ،ورابع ساذج يرى أنّ العالم المتسامح واإلنسانيّ ير ّكز إعالم ّيا ً على عين العرب إلقناع شعوبهم بالتوجّ ه والدفاع عن األقلّيّة الكرديّة. أخيراً يجب أن أذ ّكر بأنّ عين العرب هي مثلها مثل أيّ مدينة في سورية ،جميع س ّكانها سوريّين وإ ّنني أحزن على عين العرب كحزني على حلب أو دمشق أو غيرهما ،فقط اردت أن أسلّط الضوء على سبب التركيز اإلعالميّ على المدنية ونسيان أو تناسي نازحيها الذين يفترشون األراضي في مدنية «سوروج» التركيّة.
حممّد احلاج
«داعش» خزان متطرّف بغضّ النظر عن أصل تكوين «داعش» ،وكيف توسّع جغراف ّياً ،وكيف أصبح له هذا الوهج الكبير ،حدود البالد كانت مفتوحة لجلب المقاتلين المتطرّ فين األجانب ،وصفقات بيع النفط والمواد التي حصل عليها كانت ممكنة ،استطاع التنظيم بفعل فاعل أن يحصل على دعم عسكريّ وقوّ ة بشريّة ال يستهان بها. من كان وراء هذا الدعم؟ ولماذا سُمح للتنظيم أن يستمرّ وأن يكبر؟ ليس هو مغزى القضيّة ،ولكنَّ المغزى األه ّم .ّ.ما الفائدة؟ في المرحلة األولى ،استطاع التنظيم أن يجذب مقاتلين متطرّ فين من أصقاع األرض ،فتحوّ ل إلى ّ خزان كبير استطاع أن يحوي الكثير من األشخاص الذين قد يش ّكلون عبئا ً كبيراً على دولهم ،تحوّ ل هذا التجمّع إلى بؤرة عاثت فساداً في ك ّل مكوّ نات البيئة التي تواجد فيها ،البيئة التي ُهيّئت لتكون مسرحا ً كبيراً لتصفيات الدول التي أرادت أن تنهي خالفات وقصصا ً عالقة ،فساهم الجميع بتكوين هذا التنظيم الذي لم ولن يُترك ليصبح خطراً خارج الجغرافيا التي ُخلقت لهذا الغرض. بعد أن ت ّم اكتمال المرحلة األولى ،تحوّ لت أعين التنظيم ،وبشكل طبيعيّ كأيّ تجربة متطرّ فة حدثت ،إلى خارج الحدود المرسومة له ،فأصبح من الضروريّ التخلّص منه قبل أن تتحوّ ل تهديداته إلى واقع حقيقيّ ،فسارع المجتمع الدوليّ لعقد االجتماعات السرّ يّة والعلنيّة ،وبدأ ُي ِع ّد الخطط ويجمع الحلفاء لمحاربته. في خض ّم التجهيزات لمحاربة التنظيم ،ظهرت الكثير من الطروحات الدوليّة لبدء المرحلة الجديدة ،حاول األسد من خالل خطوط اتصاله أن يقنع الغرب بأنّ يكون الشريك األوّ ل في محاربتهم للتنظيم ،وفي المقابل تق ّدمت ّ بخطة عربيّة لمواجهة خطر التنظيم، جامعة الدول العربيّة بقيادة مصر وذلك على ثالث مراحل ،عزل األسد ،وتشكيل حلف عسكريّ يحارب التنظيم ،ويليها تشكيل حكومة توافقيّة ترتضيها جميع األطراف السوريّة. بعد الحديث الطويل عن عدم رغبة الدول الغربيّة بإشراك األسد في محاربة التنظيم ،خرج الرئيس األمريكيّ باراك أوباما ليعلن الحرب على التنظيم في ك ّل األماكن التي يتواجد فيها ،ورفضه القاطع لمشاركة األسد في هذه الحرب ،ورغبته بتسليح المعارضة السوريّة لمحاربة الدولة ،وأ ّكد على الح ّل السياسيّ في سورية ،ابتدأت ضربات التحالف الدوليّ بمشاركة عربيّة كبيرة في تاريخ 2014/09/23مخلّفة قتلى من المدنيّين يكاد يبلغ عددهم قتلى التنظيمات المستهدفة ،خرجت على إثرها بيانات وتصريحات من مختلف فصائل المعارضة تن ّدد بهذا التحالف وتعارضه ،وبالمقابل أعربت حكومة دمشق عن علمها المسبق بموعد وأهداف الضربة ،األمر الذي نفاه البيت األبيض . ملء الخزان ،إغالقه ،إجبار األسد على التنحّ ي ،توزيع الغنائم السياسيّة على جميع األطراف الدوليّة واإلقليميّة في الصراع السوريّ ،ثقب الخزان وحرقه ،إعادة اإلعمار ،هي رؤوس األقالم في المرحلة األخيرة من الصراع السوريّ الذي أزهق مئات اآلالف من األرواح السوريّة البريئة ،ووضع البلد في حالة يرثى لها ،وخنق البلد في ديون كبيرة ،وقتل الثورة السلميّة التي أشعلها أطفال درعا. مضر عدس
www.allsyrians.org
العدد 16
ملف العدد
5
/15تشرين األول 2014/
السوري في لبنان ...وأحابيل المناورات السياسّية أزمة اللجوء ّ يح ّفزه االنهيار االقتصاديّ الذي يمكن أن تتسبّب به زيادة أعداد الس ّكان بنسبة تفوق الـ 25في المئة في غضون ثالث سنوات .وقد لفت وزير ّ مؤخراً إلى أنّ الكلفة الشؤون االجتماعيّة درباس المباشرة التي يتحمّلها لبنان جرّ اء أزمة الالجئين تبلغ 7.5مليارات دوالر أميركيّ ،أو 17في المئة من إجمالي الناتج المحلّيّ .وقد تضاعفت البطالة في بعض المناطق ،بسبب تأثير المنافسة من العمال السوريّين على اليد العاملة اللبنانيّة. فضالً عن اإلنهاك الذي تتعرّ ض له الموارد الكهربائيّة والمائيّة التي ال تكفي أصالً لتلبية الطلب اللبنانيّ .
يفوق عدد الالجئين السوريّين والفلسطينيّين- السوريّين في لبنان المليون نسمة ،ويُتو َّقع أن يش ّكلوا ثلث عدد س ّكان لبنان بحلول نهاية العام ّ يتوزع الالجئون في مختلف أنحاء الجاري. البالد ،ويعيشون في أيّ مكان يتوافر لهم ،بما في ذلك في أكثر من 1200خيمة أقاموها بأنفسهم. من المقترحات التي ع ُِرضت منذ بدء األزمة في سورية إنشاء مخيّمات رسميّة إليواء الالجئين على طول الحدود اللبنانيّة-السوريّة .لكنّ هذا الح ّل مستبعد حال ّيا ً العتبارات متع ّددة ،لكن قد يت ّم تب ّنيه الحقا ً بصورة مختلفة .وقد أحدث إحياء االقتراح من جديد انقساما ً في صفوف المسؤولين اللبنانيّين ،إذ اعتبره وزير الصحّ ة الح ّل الوحيد، في حين تعهّد وزير الخارجيّة بـ»معارضته مهما اشت ّدت الضغوط» .وقد عارضته المفوضيّة العليا لالجئين التابعة لألمم الم ّتحدة ،من منطلق أنّ الدولة عاجزة عن تأمين البنى التحتيّة الالزمة واألمن الضروري لنجاح االقتراح. تختلف التفاصيل الدقيقة لألحكام الجديدة التي أقرّ تها الحكومة اللبنانيّة في حزيران الماضي، بين السوريّين والفلسطينيّين-السوريّين (أي الالجئين الفلسطينيّين القادمين من سورية) .فمن اآلن وصاعداً سوف يُق َبل النازحون فقط من «المناطق المحاذية للحدود اللبنانيّة التي تشهد معارك» ،بحسب ما جاء على لسان وزير الشؤون االجتماعيّة رشيد درباس، مع استثناءات «إنسانيّة وضروريّة» .فضالً عن ذلك، يُجرَّ د جميع الالجئين الذين يتوجّ هون إلى سورية ،أليّ سبب كان وبغضّ النظر عن م ّدة إقامتهم هناك ،من صفة اللجوء لدى عودتهم إلى لبنان .إلى جانب هذه القيود ،يواجه الفلسطينيّون-السوريّون أيضا ً مزيداً من األعباء النقديّة اإلداريّ��ة المرهقة التي توازي عمل ّيا ً حظراً شبه كامل على القدوم إلى لبنان.
أعالم حزب هللا وصور ب ّ شار األس��د ،إلى السفارة السوريّة ش��رق بيروت للتصويت في االنتخابات الرئاسيّة السوريّة التي اع ُت ِبرت على نطاق واسع بأ ّنها غير شرعيّة .وقد تسبّب اإلقبال الكثيف غير المتو ّقع بتعطيل حركة السير في العاصمة بيروت لساعات طويلة ،ووقعت صدامات طفيفة مع عناصر األمن اللبنانيّين المسؤولين عن حراسة السفارة السوريّة. لم تكد تمضي بضع ساعات ح ّتى أصدر تحالف 14 آذار المناهض لألسد في لبنان ،والذي يشغل ثلث المقاعد في الحكومة اللبنانيّة ،بيانات إدانة شديدة اللهجة معتبراً أنّ مشهد االقتراع في السفارة السوريّة هو «استفزاز» من تدبير االستخبارات السوريّة وحزب هللا .وطالب فريق 14آذار بطرد جميع السوريّين المؤيّدين لألسد من لبنان .وبعد أق ّل من أسبوع ،في الثاني من حزيران الماضي ،أص��درت الحكومة قرارها بفرض قيود جديدة على دخول السوريّين ،في حين علّلت المصادر الرسميّة األمر بـ»الهواجس األمنيّة» ،اعتبر مصدر دبلوماسيّ غربي أنّ واقعة االنتخابات في السفارة السوريّة هي على األرجح الحافز وراء القرار .وكذلك أعلنت المفوضيّة العليا لالجئين أنّ الحكومة تصرّ فت أمالً في «ضمان عدم تسبُّب تصرّ فات الالجئين (بما في ذلك ممارسة ح ّقهم في التصويت داخل سورية) بردود فعل مناوئة في لبنان أو بتأجيج العداء بينهم وبين المجتمعات المحلّيّة التي يقيمون فيها».
مزاج جديد يتبلور حال ّيا ً لدى صانعي القرار في لبنان للتعاطي مع مسألة الالجئين؛ فعلى الرغم من أنّ العناصر الكامنة خلف هذا االنقسام تتراكم منذ بداية األزمة السورية ،إلاّ أنّ حدثا ً واحداً يقف إلى ح ّد كبير خلف ترجمة هذا المزاج تحرّ كا ً على مستوى السلطة التنفيذيّة .فعلى الرغم من أنّ العناصر الكامنة خلف هذا االنقسام تتراكم منذ بداية األزمة السوريّة ،إلاّ أنّ حدثا ً واحداً يقف إلى ح ّد كبير خلف ترجمة هذا المزاج تحرّ كا ً على مستوى السلطة التنفيذيّة .ففي 28أيّار الماضي ،تد ّفق عشرات آالف السوريّين الذين رفعوا
ّ يتمثل التأثير ال��ع��ام للحرب السورية و»امتداداتها» الدمويّة التي تطال لبنان من حين آلخر ،في تراجع النمو في إجمالي الناتج المحلّيّ من سبعة في المئة في العام 2010إلى واحد في المئة في العام ،2014بحسب آخر التقديرات الصادرة عن صندوق النقد الدوليّ .والمعاناة األكبر في هذا اإلطار يتكبّدها القطاع السياحيّ ال��ذي يؤمّن في األزم��ن��ة الجيدة رب��ع الدخل الوطنيّ .بالطبع ال يتحمّل الالجئون أيّ ذنب في هذا كلّه ،لكن ،وكما هو متو ّقع ،يثير وجودهم االستياء ،كما أ ّنه أشعل من جديد مشاعر معاداة اآلخر التي سادت خالل 29عاما ً من وجود الجيش السوريّ .باختصار، ضاق اللبنانيّون على اختالف انتماءاتهم السياسيّة، ذرعا ً بما يحدث.
واقعة السفارة لم تكن على قدر كبير من األه ّميّة بح ّد ذاتها ،فقبل ذلك ،اع ُت ِبر وجود الالجئين مفيداً لفريق 14آذار على الصعيد السياسيّ .فقد كان وجود أكثر من مليون الجئ معدم بمثابة تذكير يوميّ بالمأساة التي خلّفتها حرب النظام على شعبه ،وكان بإمكان فريق 14آذار أن يلقي باللوم فيها على األسد وحزب هللا، خصمهم األساسيّ في الداخل .لكنّ جمهور هذا الفريق وسياسيّيه كانوا على موعد مع مفاجأة غير سارّ ة عندما رأوا أ ّنه يمكن تعبئة عشرات آالف الالجئين ض ّدهم، سواء من تلقاء أنفسهم أو بإجبار من جماعات سياسيّة ما.
أمّا فيما يتعلّق بالالجئين ،فإنّ سياسة الحكومة الجديدة تزيد من حجم المعاناة والمش ّقات التي يتكبّدونها؛ وليس واضحا ً ما هو عدد السوريّين الذين ُمنِعوا من دخول لبنان منذ صدور القرار في الثاني من حزيران ّ منظمة العفو الماضي ،لكنّ تقريراً جديداً وضعته الدوليّة ّ يوثق بعض الحاالت «المثيرة للصدمة» ،كما يُسمّيها ،التي تعرّ ض لها فلسطينيّون سوريّون ،ومنها حالة امرأة حامل هربت من مخيّم اليرموك في دمشق لك ّنها ُمنِعت عند الحدود من اللجوء إلى لبنان ،وكذلك فصل األوالد في لبنان عن ذويهم الذين يتوجّ هون لفترة قصيرة إلى سورية من أجل تجديد وثائقهم الثبوتيّة. يش ّكل الفلسطينيّون السوريّون أق ّل من خمسة في المئة من الالجئين القادمين من سورية .ومع توسّع القيود لتشمل الالجئين السوريّين في شكل عام ،غالب الظنّ أ ّنه ستكون للسياسة الجديدة تداعيات إنسانيّة واسعة النطاق.
تغيرت نظرة فريق 14آذار إلى نظرة قريبة من نظرة 8آذار الموالي لألسد الذي لم يكن مرتاحا ً يوما ً لوجود الالجئين السوريّين .وعلى وجه الخصوص، ولطالما ا ُّتهم المسيحيّون في فريق 8آذار (التيّار الوطنيّ ال��ح��رّ ) باعتماد خطاب ي��ح��رّ ك مشاعر (البارانويا) ومعاداة اآلخرين انطالقا ً من الحديث عن «مؤامرات» لتوطين الالجئين بصورة دائمة ،وبالتالي تغيير الديمغرافيّة الطائفيّة اللبنانيّة .وهكذا نتج عن ذلك نوع من االلتقاء في اآلراء والمصالح بين الفريقين، وذه��ب البعض إلى ح ّد المطالبة في العام 2013 بترحيل جميع الالجئين. هذا التالقي حول رفض وجود الالجئين السوريّين
هشام منوّر
الالجئون السورّيون في غزّة
بين سندان الحلم بالعودة ومطرقة الواقع المرير بلغ عدد الالجئين خارج سوريّة نحو 4ماليين الجئ ،حسب آخر إحصائيّة للمفوضيّة العليا لشؤون الالجئين التابعة لألمم الم ّتحدة ،كما تق ّدر المفوضيّة عدد النازحين داخل سوريّة بـ 4ماليين نازح ،كما أنّ هناك تو ّقعات بانضمام مليون سوريّ آخر إلى قائمة اللجوء بنهاية عام ،2015وخلصت المفوضيّة العليا لشؤون الالجئين إلى أنّ أكثر من 9ماليين سوريّ بحاجة للمساعدات ،وهذه اإلحصائيّات غير دقيقة كما هي على أرض الواقع فالعدد أكثر بكثير ممّا ذكرته المفوضيّة. لم تتطرّ ق أيّة جهة إعالميّة أو جهة مسؤولة إلاّ
للعودة إلى سوريّة بالرغم من مرارة الواقع ومعوقات تحول دون حلمهم في العودة. سأحاول في هذه الما ّدة تسليط الضوء على من ت ّم تجاهلهم وت ّم نسيانهم في زحمة المآسي التي يعيشها السوريّون في األماكن األخ��رى ،وهم وإن كانوا يتقاطعون مع ك ّل الالجئين السوريّين في األسباب التي دفعتهم إلى الخروج من سوريّة إلاّ أنّ ثمّة تفارق وحيد لعله يختصر بالقول إنّ أغلبهم فلسطينيّون سوريّون أو نصف فلسطينيّون ،ومعاناتهم ال تختلف عن معاناة باقي السوريّين في أصقاع بالد اللجوء العربيّة إلاّ أ ّنها أكبر وأش ّد قسوة.
ال��س��وريّ��ة التي ن�����زح�����ت م��ن سوريّة إلى قطاع ّ غ����زة اإله��م��ال والتهميش ،وعدم ال��ح��ص��ول على حقوقهم كغيرهم من الفلسطينيّين ال��م��واط��ن��ي��ن، ت�������ده�������ورت أوض����اع����ه����م المعيشيّة أكثر في أع��ق��اب ال��ح��رب اإلس���رائ���ي���ل���يّ���ة األخيرة على القطاع. أمّ��ا بالنسبة لمعوقات العودة بالنسبة لالجئين السوريّي األصل وحاملي الوثائق في قطاع ّ غزة فهي ال تختلف كثيراً عن المعوقات في باقي البلدان العربيّة المستقبلة لهم ،أمّا المعضلة الكبيرة فهي الفلسطينيّون السوريّون الذين يحملون ج��وازات سفر السلطة الفلسطينيّة والتي ال يُعترف بها ح ّتى من حكومة ّ غزة ،واألدهى من ذلك أ ّنه عند خروجهم من سوريّة اعتبرهم النظام السوريّ عائدين ألرضهم األصليّة، وفي داخل القطاع يعاملون معاملة الالجئ وكما يقول المثل (ضيّعنا المشيتان).
ما ندر لذكر الجئي قطاع ّ غزة ويبلغ عددهم ألفي شخص ،نصفهم سوريّو األصل معظمهم من األطفال ً ّ عائلة والبقية فلسطينيّون يتوزعون على 246 والنساء سوريّون ،ناهيك عمّا سلف ذكره هنالك أسباب تدفعهم
newspaper@allsyrians.org
فتحت ّ غزة أذرعها لالجئين السوريّين بوعود كانت وال تزال حبراً على ورق لم يصل منها إلاّ الفتات، ممّا دفع الجميع لتفضيل العودة إلى سوريّة على البقاء، في ذ ّل اللجوء تعاني العائالت السوريّة والفلسطينيّة
يجب أن ال ننسى أنّ الفلسطينييّن السوريّين والذين كانوا في سوريّة هم أوّ ل من وقف إلى جانب الشعب السوريّ في طلبه للحريّة والديمقراطيّة والحياة المدنيّة جنبا ً إلى جنب إلسقاط النظام ،وكالمعتاد ،الدكتاتوريّات أوّ ل شمّاعة ألخطائها هي القضيّة الفلسطينيّة والته ّكم والتف ّنن بتهجير وتشريد واعتقال وتعذيب الشعب
الفلسطينيّ ،فاعتقل الكثير من الشباب الفلسطينيّين في أح��داث الثورة السوريّة ،واس ُتشهد ما يقارب العشرة منهم تحت التعذيب في سجون النظام السوريّ وقُ ْ ْ ُوصرت بهدف التهجير لم صفت المخيّمات وح يكتفِ النظام بذلك بل قام بإصدار قرار رسميّ من وزارة الداخليّة السوريّة بدمشق لعام2013والذي كان يطبّق قبل صدوره أصالً بعدم عودة الفلسطينيّين من حملة الجنسيّات األخرى أو جوازات السلطة إلى سوريّة والذين تركوها أثناء األزمة وح ّتى من يحمل وثائق السفر السوريّة والذين من المفترض أن يعامل يتوان عن تهجيرهم ومنعهم من معاملة السوريّ لم َ العودة بتاتا ً بش ّتى وسائل التعذيب والقتل واالعتقال والتجويع لدرجة أ ّنه في حاالت خلوّ المناطق التي كانت مأهولة بس ّكانها الفلسطينيّين السوريّين كان يلقي على المخيّمات البراميل المتفجّ رة ليمحو أيّ أمل لهم بالعودة إلى بيوتهم أو آثار بيوتهم ومدارج طفولتهم وأصدقائهم وأهلهم وربّما أزواجهم وأطفالهم ورائحة أزقتهم المفعمة بالمحبّة والسمر والتآخي التي ال يشبهها أيّ نسيج آخر على وجه البسيطة.
سوسن يوسف
www.allsyrians.org
6
العدد 16
تحقيقات
/15تشرين األول 2014/
أرض الميليشيا قبل الحديث عن الميليشيات التي نشأت في الساحل السوريّ ومن المناطق (الموالية عموماً) علينا إلقاء نظرة قريبة وحيّة على األعراف والقوانين التي كانت تحكم الجيش وقوّ ات األفرع األمنيّة قبل اندالع الثورة، ذلك أ ّنها كانت أقرب إلى العمل الميلشياويّ منه إلى العمل المؤسّساتي. حيث أنّ قوانين الجيش السوريّ قاسية للغاية ،ذلك بشكل رئيسيّ لحالة الطوارئ الممت ّدة طيلة أ ّنها تخضع ٍ الخمسين سنة الفائتة ،ولم يكن ألحد أن يستطيع التقيّد بها ابتدا ًء من الضبّاط الكبار وصوالً إلى أدنى الرتب، والتي لم تكن تشعر بوجود أيّ قانون يحكم خدمتهم في الجيش ،فهذه القوانين تعتبر أنّ أيّ شخص موجود في ّ يحق له أن يفعل الجيش هو عبارة عن (روبوت) ال شيئا ً إلاّ بأمر عسكريّ ،ح ّتى طعامه وشرابه يجب أن يكون بأمر عسكريّ ،كما أنّ اتصاله بالعالم الخارج أمر مستبعد للغاية وغير مقونن ،إلاّ في ظروف صعبة، ً ساعة مقابل مثالً :المتطوّ ع المتزوّ ج يعمل س ّتا ً وثالثين ً ساعة يغادر بها قطعته ،من ضمنها اثنتي عشرة وقت الذهاب واإليّاب ،وهذا أمر في غاية الصعوبة لعنصر قد يقضي ثالثين ً سنة في الخدمة التطوعيّة، هذا باإلضافة إلى الفساد الكبير الذي انخرط فيه معظم ضبّاط الجيش الذي أ ّدى إلى سرقة مستح ّقات الجنود من الطعام والشراب والملبس ،ولم يقف أمر فسادهم لهذا الح ّد ،بل تعمّدوا الضغط في كثير من األحيان على مرؤوسيهم في تدريباتهم وحياتهم اليوميّة لنيل المزيد من الرشاوى ،هذا يحيلنا إلى حال الجيش قبل اندالع الثورة ،فقد كان من المستحيل التأقلم مع هذه الحال إلاّ بالرشاوى وطبعا ً مخالفة القوانين ،الجميع يخالف القانون بما (سُمح له) أو بعبار ٍة أخرى حسب العُرف ،وهذا يجعل الجميع مدانا ً وضعيفا ً في قطعته العسكريّة وتحت التهديد ،ممّا يؤسّس لثقافة اإلذعان والتملّق ،ومن هنا نجد أنّ أكثر الخطوط خطور ًة على خدمة المتطوّ ع -ال بل على حياته -هي التعرّ ض لقيادته العليا أو رئاسة الجمهوريّة التي تحوّ لت إلى منصب إلهيّ في الجيش ،هذا األمر كان مضاعفا ً في أفرع األمن (األمن العسكريّ ،المخابرات الجويّة، أمن الدولة ،األمن السياسيّ ) حيث أ ّنهم انغمسوا من أعلى رتبهم إلى أدناها في الفساد ،فقد كانوا عبارة عن متنمّرين يبحثون عن الثراء ،وتنوّ عت مصادر ابتزازهم وفسادهم من تهديد أصحاب المحا ّل التجاريّة وابتزازهم بشكل مستمرّ من المسؤولين -الذين كان معظمهم فاسداً ،وبالتالي يرضخون لتهديداتهم -وصوالً إلى التحالف مع المهرّ بين والعمل معهم أيضاً( ،كان معظم عناصر األمن العسكريّ يعملون كمهرّ بين)،
ح ّتى وصلنا إلى درجة ،أنّ ك ّل عنصر أم��ن هو مشروع رج��ل أعمال أو جامع للمال .ك ّل هذا كان مسموحا ً في درجات متفاوتة؛ هناك قصّة مشهورة عن وزير الداخليّة «سعيد سمّورة» يوم كان رئيسا ً لفرع األمن العسكريّ في حمص :حيث أ ّنه جلب مهرّ با ً إلى االجتماع الصباحيّ للعناصر ،وقال لهم« :ال تكتفوا من ه��ذا الشخص بخمسين ليرة وإذا ماطل في أفعاله خذوا المبلغ واعتقلوه بعدها» .نعم هكذا كانت تسير األمور ،لكنّ شيئا ً لم يكن مسموحا ً به وال بأيّ شكل من األشكال ،وهو تناول هيئة الرئاسة أو التقليل من ألوهيّتها ،أو ح ّتى معارضة النظام بأيّ شكل ،ممّا يعني أنّ جميع المتطوّ عين في الجيش ،وباألخصّ قوى األم��ن ،كانوا عبارة عن ميليشيات ذات رداء رسميّ ،وهذا هو الشيء الوحيد الذي كان يميّزهم عنها .ومن أبرز مفرزات هذه الحالة هي المحسوبيّات الطائفيّة والعشائريّة في الجيش، والتي عملت القيادة على دعمها والعمل عليها ،بدأ بها رئيس المخابرات السابق «علي دوبا» حيث أ ّنه كان يقوم بترفيع الضبّاط العلويّين والذين ينتمون لعشيرته إلى رتب العميد واللواء والعماد ،وعوملت العشائر بتمييز واضح ك ّل واحدة عن األخرى ،إذ أنّ المتطوّ ع العلويّ يشعر جيّداً بهويّته العشائريّة ،وعلى هذا النحو باقي الطوائف التي كانت ُتعامل بشكل أسوأ بكثير. ح ّتى اندلعت ثورة الشعب السوريّ ،فما كان هناك من فرق بين ميليشيا الدفاع الوطنيّ وعناصر األمن الجوّ يّ مثالً في ش��يء ،إلاّ فيما يتعلّق بالرواتب، وبالنسبة ألهل الساحل فإنّ الجميع على السواء (جيش، أمن ،ميلشيات) والفرق الوحيد واألوحد ،والذي يميّز به الناس هذه التنظيمات هو المدخول الما ّديّ وخطورة الخدمة ،لذا كان من السهل ج ّداً اندفاع الناس إلى هذه الميليشيات واالنخراط بأعمال السرقة والنهب ،إذ أ ّنها ثقافة قديمة تربّى عليها (ابن النظام) منذ زمن، لكنّ مسألة القتل كانت مثير ًة لقلق عناصر الميليشيات وتخوّ فهم وأحيانا ً نفورهم ،ولألمانة فإنّ من قام بفظاعات ْ ْ ارتكبت ّ قامت بها بحق النساء واألطفال، المجازر التي فرق خاصّة ج ّداً من مجرمين ،وهناك شكوك باشتراك إيرانيّين متش ّددين فيها ،بعد مجزرة «البيضا» راح الكثير من عناصر الدفاع الوطنيّ يستهجنون ما حصل ويستنكرون هذه األفعال ويُنكرونها عنهم ،وسادت حالة من االستهجان الشعبيّ الواضح لهذه األعمال ،ومن
وقائع عشرة أيّام سراقب يف مرمى جنون النظام
كلّنا سوريون -ليث العبداهلل
بدأت حملة التدمير والقتل الهمجيّة على سراقب في 2014/9/ 24واستمرّ ت لعشرة أيّام اِس ُتخدم فيها الطيران الحربيّ والبراميل المتفجّ رة والحاويات، ّ المكثف. والقصف المدفعيّ حول العيد في منتصف ليلة 2014/9/24بدأت حملة القصف على المدينة فتعرّ ضت إللقاء البراميل المتفجّ رة، وهي المرّ ة األولى التي تتعرّ ض فيها المدينة للقصف بالبراميل ليالً ،وفي يوم الجمعة 2014/10/3صباحا ً تعرّ ضت المدينة للقصف من المروحيّات بأربعة براميل متفجّ رة نتج عنها استشهاد شابّ ودمار هائل في المنازل ،وفي الساعة الثامنة مسا ًء شهدت المدينة إلقاء برميلين متفجّ رين ممّا أ ّدى الستشهاد س ّتة مدنيّين: «أحمد أنور المحمّد ،سامر اإلبراهيم ،مصطفى العمر،
newspaper@allsyrians.org
مؤيّد النمّار ،وزوجة شاهر المنيرة (حامل)، وطفلها بليغ شاهر المنيرة» باإلضافة لعدد م��ن اإلص��اب��ات ودم��ار في المنازل، أمّ��ا في اليوم األوّ ل من أيّام عيد األضحى 2014/10/4فشهدت المدينة نفس السيناريو بمجموع س ّتة براميل، أربعة صباحا ً واثنان م����س����اءً ،م���ا أ ّدى الس��ت��ش��ه��اد خمسة مدنيّين اثنان لم يت ّم التعرّ ف عليهما إلاّ في اليوم الثاني وهما الشهيدان «يحيى الشيخ أحمد ،وبكر عباس» باستهداف أحد المشافي في المدينة. في 2014/10/5يوم األحد اس ُتهدفت المدينة من الصباح الباكر بالبراميل المتفجّ رة ما أ ّدى الستشهاد ثالثة مدنيّين «إبراهيم الشيخ علي ،ومه ّند مرسل بريك ،ومحمّد مرسل بريك». أطفال ....نساء ...وحتّى املقابر بلغ إجمالي عدد الغارات من الطيران المروحيّ والحربيّ 38غارة 6 ،غارات منها ليالً تسبّبت بقتل ً 54شهيداً بينهم 23طفالً وطفلة و 11امرأ ًة ،كما بلغ عدد الشهداء من الرجال 20رجالً ليكون مجموع عدد الشهداء 54شهيداً ،ونتج عن القصف إصابة 42طفالً و 19امرأة و 82رجالً ،ليكون مجموع اإلصابات
الواضح يومها أنّ من قام باألمر لم يتع ّدوا الخمسين ع�����ن�����ص�����راً، لك ّنهم ارت��ك��ب��وا المجازر أمام ك ّل المشتركين -أكثر من ألفي عنصر بالهجوم رغبةمنهم في توريطهم ،لكنّ معظمهم رفض بما فيهم عناصر حزب هللا اللبنانيّ ،إذ أ ّنهم صرّ حوا بالحرف الواحد« :إ ّننا نقتل الرجال فقط ال نساء وال أطفال».... 1ــ أوّ ل الميلشيات في الظهور هي كتائب البعث، وهو جناح مسلّح تابع لحزب البعث ،ظهر منذ اندالع الثورة حيث قامت الفرق الحزبيّة في الساحل بتسليم السالح للشباب (نيسان )2011وتنظيم حراستهم للمباني التابعة للنظام ،بغرض ترهيب األهالي وتخويفهم ممّا يحصل ،وجعلهم يعتقدون بأنّ ما يحدث يتاقض هؤالء أجراً ،والتحق هو مؤامرة مسلّحة ،لم َ معظمهم بميليشيا الدفاع الوطنيّ الحقاً ،عادت هذه الميليشيا للظهور حال ّيا ً ولكن بشكل قليل ومن الجدير بالذكر أنّ خدمات المتطوّ عين فيها تبدأ بحواجز على الطرق اآلمنة وتنتهي على الجبهات الساخنة ومعظمهم ّ موظفي الدولة. من 2ــ ميليشيا الدفاع الوطنيّ :ظهرت بعد مرور قرابة العام على اندالع الثورة وكانت وعود القائمين عليها بأنّ الخدمات لن تتع ّدى منطقة الساحل السوريّ ،لك ّنها اشتركت في ك ّل الجبهات الساخنة ،وكانت في بداية األمر سخيّة في دفع األموال لعناصرها على جميع مهمّاتهم على الجبهات الساخنة وفي تعويضاتهم عند الوفاة واإلصابة والعالج ،وجميع عناصرها التحقوا بدورات تدريبيّة في إيران .كان الهدف الرئيس منها جعل مرجعيتهم موحّ دة مع كتائب الشيعة األخرى، لكن سرعان ما نخرها الفساد وبدأ بعض عناصرها ك عنها الكثير من العناصر يشتكون سرقة رواتبهم وانف ّ ال يرتبطون ب��أيّ عقد أو إج��راء إجباريّ -كماأ ّنها معروفة بفوضويّتها وعدم التزام مقاتليها بالقتال وجبنهم ،ممّا جعل النظام يف ّكر مل ّيا ً اآلن في حّ ل هذه
مقاتل من محافظة الميليشيا( ،ت ّم تسريح ثالثة آالف ٍ الالذقيّة). 3ـــ جمعيّة البستان :تر ّكزت في ّ (مزة )86وكانت تجمع الشبّان وتج ّندهم لمواجهة المظاهرات والقيام بأعمال السرقة والنهب ،وسرعان ما تحوّ لت لميليشيا تشترك في أعمال القتال في دمشق وريفها ،تحوّ ل معظم عناصرها اآلن للعمل تحت لواء الميليشيات الشيعيّة في دمشق ،لها فرع في مدينة جبلة وهو المركز الرئيسيّ لمليشيا الدفاع الوطنيّ أيضاً. 4ـ��ـ ح��زب هللا ال��س��وريّ :مركزه بانياس يقبل المتطوّ عين العلويّين فقط ،ويخدمون تحت إمرة حزب هللا اللبنانيّ ،يخدمون بنظام «الشهر زائد أسبوع» أي: «شهر قتال مقابل أسبوع راحة» ويتقاضون ثالثين ألفا ً مقابل شهر الخدمة وخمسة آالف مقابل األسبوع، وهم غير مرتبطين بعقود دائمة أو ما شابه ذلك ،إلاّ أنّ خدمتهم محصورة فقط في الجبهات الساخنة. 5ـ ميليشيا «أحمد جابر» أو صقور الصحراء ،وهم عناصر قليلة العدد لك ّنهم منتقون بعناية شديدة ،مهمّتها حماية المراكز النفطيّة وخطوط النقل والتي يتعهّدها «أحمد جابر». ـــ أخيراً ال ب ّد من اإلشارة إلى أنّ العديد من رجال األعمال قاموا في بداية الثورة بتجنيد الشباب في صفوفهم وتسليمهم األسلحة لحماية مصالحهم وتع ّدى األمر إلرسالهم إلى القتال على الجبهات الساخنة، وقد بارك النظام هذه الخطوات ودفع باتجاهها ،لكنّ معظمهم اآلن منخرط في ميليشيا الدفاع الوطنيّ وهي الحاوية الرئيسيّة للميليشيات في الساحل السوريّ . بهذا نجد أنّ القتال مع أيّ ميليشيا بالنسبة البن الساحل السوريّ ،أسهل عليه بكثير من التطوّ ع أو الرضوخ لطلب االحتياط ،وبالرغم من ضغط المعيشة المتزايد على أهالي الساحل إلاّ أ ّننا نجد نسبة غير قليلة من الشبان الذين رفضوا القتال مع أيّ من هذه الميليشيات ،وح ّتى االستجابة لطلبات الجيش بالسوق اإلجباريّ ،أل ّنهم يعرفون دجل النظام وكذبه ولم يقعوا فريسة الكذب والغشّ الذي نشأ عليه نظام األسد البائد.
أليمار الذقاني
كلّنا سوريون -ليث العبداهلل
،143أمّ��ا ب��ال��ن��س��ب��ة ل����ل����دم����ار ال���ذي خلّفه القصف الذي تعرّ ضت له المدينة فكان عدد المنازل التي ُدمّ��رت دم���اراً كل ّيا ً ب��ال��ب��رام��ي��ل المتفجّ رة 36 منزالً وبالطيران الحربيّ 9منازل ،ليكون مجموع المنازل المدمّرة دماراً كل ّيا ً 45منزالً ،أمّا المنازل التي ُدمرت دم��اراً جزئ ّيا ً فقد بلغ عددها 72منزالً بالبراميل المتفجّ رة و 17منزالً بالطيران الحربيّ ليكون المجموع 89منزالً. هذا باإلضافة إلى المحلاّ ت التجاريّة فقد بلغ عدد المحا ّل التجاريّة التي ُدم ْ ّرت بالطيران المروحيّ 98 محلاّ ً تجار ّيا ً وبالطيران الحربيّ 50محلاّ ً ليكون مجموع المحلاّ ت المدمّرة 148محالً تجار ّياً ،هذا ْ تسببت في تدميره وتعرّ ض أحد مشافي المدينة لغارة دم��اراً كل ّياً ،أمّ��ا المدارس التي ُدم��رت بالبراميل المتفجّ رة دماراً كل ّيا ً فهي أربع مدارس ومدرسة واحدة بصاروخ من الطيران الحربيّ ليكون المجموع خمس م��دارس ،كما تعرّ ضت حديقتان للقصف بالبراميل المتفجّ رة. ح ّتى المقابر لم تسلم ،فقد طالها القصف ،حيث تعرّ ضت مقبرة للقصف بالبراميل المتفجّ رة وأخرى
بصواريخ الطيران الحربيّ ،ويكون عدد المقابر المدمّرة مقبرتين ،وتعرّ ضت أيضا ً غرفة توليد الكهرباء المحلّيّة للقصف بالبراميل المتفجّ رة. الكهرباء واملاء أمّا عن اآلليّات التي ُدمّرت ،فقد كان حصيلة عدد السيارات المدمّرة 52سيار ًة بالبراميل وبصواريخ الطيران الحربيّ ،وقد طال القصف أيضا ً عدد من الدراجات الناريّة ليحولها إلى (خردة) فكان مجموعها ً دراجة ناري ًّة ،وح ّتى المياه كان لها نصيبها في 35 القصف من قبل الطيران المروحيّ والحربيّ ف ُدم ْ ِّرت ّ 4 خزانات رئيسيّة للمياه ،وتعرّ ضت أعمدة الكهرباء للدمار أيضا ً فبلغ عددها 23عموداً كهربائ ّياً. واليزال النظام يواصل تدمير ك ّل شيء في سورية ....والي��زال يواصل قتله المجنون للسوريّين ... سراقب اآلن في مرمى هذا الجنون ...لكن من القادم؟؟ وإلى متى سيستمرّ السوريّون في دفع فاتورة جنون هذا النظام.
فلك اخلالد www.allsyrians.org
تحقيقات
العدد 16
7
/15تشرين األول 2014/
والسندان البقاء أو السفر ،المطرقة ّ يطرح بشكل مختلف. وم��ا ك��ان يبعث على الحياء والخجل ،بات اليوم ّ محط إعجاب حينا ً وحسد أح��ي��ان أخ����رى ،وحيث أصبح ه��ذا المسافر هو «ال��ع��اق��ل» هنا ،أمّ��ا من يرفض السفر فهو المثير للضحك والسخرية .وغالبا ً ما نجد صفة «الرومانسيّ الوطنيّ » تلتصق به. في السنوات األربع الماضية ،تغيّرت الكثير من األمور ،وبوسعنا القول أنّ السنتين األخيرتين تختلفان بشكل أكبر من حيث األوضاع المعيشيّة أو االجتماعيّة أو السياسيّة وح ّتى النفسيّة .ولع ّل من أقوى األحاديث المتطرّ ق إليها هو حديث السفر ،فقد أصبح موضوع البقاء في البلد أو الهجرة منه من أكثر األحاديث إثارة للجدل وللصراع. في بداية األمر كان موضوع السفر يطرح بحياء وخجل كبيرين ،وع��ادة ما ك��ان يناله االستهجان والرفض ،سواء من الفرد ذاته أو من قبل اآلخرين، وفي المجمل كان أغلب الذين يف ّكرون في الهجرة هم أفراد متضرّ رون بشكل مباشر أو مضطرّ ون له هربا ً من االعتقال ،أو من االنضمام إلى الخدمة اإللزاميّة أو غير ذلك من األسباب. أمّا ّ مؤخراً ،أي حين بدأ اليأس يتسرّ ب إلى النفوس، وبدأ إدراك أنّ الح ّل المنشود لن يكون قريبا ً بحال من األحوال ينتشر بشكل واسع بين الجميع ،وأ ّنه ال ب ّد من قضاء الكثير من الوقت الذي قد يتجاوز العشرات من السنين قبل أن يلوح أفق هذا الحلّ ،وحين بدأ الشعور بأنّ ما وُ لِد كثورة غدا حربا ً في أحسن أحوالها ،وحربا ً أهليّة في أسوئها .فقد تغيّرت األم��ور بما يقارب االنقالب رأسا ً على عقب ،وبغضّ النظر عن أنّ هذا التغيّر شمل ك ّل النواحي بال استثناء ،فإنّ هذا األمر ظهر بأكثر ما يكون في موضوع السفر ،حيث بدأ يُطرح هذا الموضوع كح ّل وحيد للحياة غداً ،وحيث أنّ أيّة فرصة لبناء مستقبل ما هنا ،وخاصّة لفئة الشباب ،باتت شبه مستحيلة ،وأصبح موضوع السفر
وف��ي واق��ع األم��ر ،إنّ ا ّتخاذ هذا القرار ،سواء أكان بالبقاء أو بالهجرة هو أمر ال يخلو من الصراع النفسيّ الداخلي الكبير ،وفي النهاية يبدو الفرد ،أيّا كان القرار الذي يختاره ،غير مناسب له ،ويتحوّ ل اإلنسان هنا إلى مطحون بين رحى البقاء أو السفر ،ويشت ّد الصراع على أش ّده حين يتساوى طرفا الميزان دون أيّ شيء يرجّ ح الك ّفة إلى طرف ما.
أو السفر .وهذا طبعا ً ال يعتبر السبب الوحيد ،ولكن لنقل إ ّنه األكبر أو األش ّد ،عدا عن أمور أخرى ترتبط بالنواحي الشخصيّة لك ّل فرد ،كالخوف من المجهول أو من الوحدة ،أو الخوف من عدم الرجوع ثانية ،أو غيرها. أمّا القرار بالبقاء فهو ليس أق ّل صعوبة ،وأسهل ا ّتخاذاً ،فاألمر ال ب ّد واضح لدى الجميع ،واليأس استولى على ذواتنا ،فالبقاء هنا لم يعد يعني إلاّ شيئا ً واحداً ال غير في أعين الكثيرين «إ ّنه ليس أكثر من قضاء الوقت بانتظار الموت» ليس إلاّ الفراغ واجترار الذات دون أيّ أمل بالغد ،ورغم ذلك فإنّ ترك هذا الـ «الماضي» ليس باألمر السهل القيام به. وهكذا ،فإنّ كلاّ ً م ّنا نال ما ناله منه هذا الصراع، البقاء أم السفر؟؟؟ ويبدو أنّ األمر لن يتو ّقف هنا..
عليها أو ُهيّئ لنا أ ّننا اعتدنا عليها .أمّا القرار اآلخر، فإ ّنه سيح ّل هذا الصراع بشكل ظاهريّ ،ولكن هذا ال يعني أ ّنه قد ُح ّل فعالً بشكل جذريّ ،فإنّ ما يحدث فعالً هو تحوّ له إلى صراع من نوع آخر ،فربّما يغدو «هل أعود؟؟» أو يتحوّ ل إلى «هل أنا خائن؟؟» وربّما إلى شكل آخر غير ذلك. حينها ،وفي الحالتين ،سنجد أنّ أقسى المشاعر التي ستنال اإلنسان إنْ لم يستطع ح ّل هذا الصراع ،بشكل سويّ وليس تخديريّ ،هو تأنيب الضمير والشعور بالذنب .وفي النهاية ،إنْ حاولنا النظر بشكل أعمق إلى هذا السؤال سنجده يعني «هل أهرب أم أواجه؟» لهذا فإنّ ح ّل هذا الصراع لن يكون سهالً بشكل من األشكال ،إنْ لم يكن بشكل واع وسويّ . إنّ األمر يرتبط بأمور أش ّد عمقا ً ممّا يبدو ،وفي
وبغضّ النظر عن الوجهة المسافر إليها ،فإنّ األمر ال يرتبط بـ «إلى أين؟» بقدر ما يرتبط بـ «هل أسافر أم ال؟» فالفرد م ّنا عليه أن يختار ،هل يختار اليوم أم الغد؟ هل يختار لنقل «العقل» أم «العاطفة»؟ هل يختار «الوطن» أم «الحياة»؟ ودعونا نتح ّدث عن أنّ تلك النزعة إلى التخوين ال تزال موجودة ح ّتى اليوم بشكل واضح ،ودعونا نذ ّكر أنّ نسبة ال بأس بها من أولئك الذين يطلقون أحكام التخوين ذات اليمين وذات الشمال هم من األشخاص الغير قادرين على الهروب لسبب أو آلخر ،وعادة ما نجدهم ينسبون البطوالت إلى أنفسهم لمجرّ د البقاء ال غير ،وعادة ما ينفون رغبتهم بالهجرة أو السفر، بل نجدهم يؤ ّكدون على بقائهم ألجل البقاء أو ألجل «الوطن» ،وفي تلك اللحظة التي يتحوّ ل السفر فيها إلى متاح عندهم ،تتحوّ ل األحكام وتتغيّر.. ما أريد أن أذكره هنا ،أنّ أ ّيا ً م ّنا سيف ّكر مئة مرّ ة قبل أن يقدم على خطوة السفر ،ح ّتى لو كان يعلم أنّ هذا التخوين غير منطقيّ ،فإ ّنه ال ب ّد أن يترك أثره في داخله ،وال ب ّد أن يتركه معلّقا ً في الهواء ،بين البقاء
فإنّ أيّ قرار س ُي ّتخذ لن يوقف هذا الصراع ،فلو أ ّتخذ قرار البقاء لن ينهي هذا الصراع أبداً وسيظ ّل هاجسا ً يصعد ك ّل حين وآخر إلى السطح ،وخاصّة كلّما ازدادت األمور سوءاً ،أو عند ظهور مشكلة ما أو عند انخفاض القدرة على تحمّل أمور ك ّنا قد اعتدنا
أحيان يبتعد عن الشكل السطحيّ لهذه المشكلة ،وقد يصل في بعض األحيان إلى أعمق مشكلة قد تواجه اإلنسان ،وهي مشكلة الوجود.
ريم احلاج
مخّيم األمل في المنطقة الجنوبّية..أمان منشود وخدمات محدودة ً وخاصة أنّ المنطقة تكثر فيها الحيوانات للنازحين، البريّة السامّة كالعقارب واألفاعي ،في حين يفتقر األطفال في المخيّم إلى كافة الخدمات المخصّصة بهم من تعليم وترفيه ،مطالبا ً بضرورة إشراف الهيئات ّ والمنظمات الدوليّة المعنية بشؤون الالجئين واألطفال على المخيم ،وبأسرع وقت قبل حلول فصل الشتاء، ً وخاصة بأنّ المنطقة تشهد تساقطا ً للثلوج قد يصل أحيانا ً إلى 50سم». أمام إغالق باب اللجوء إلى األردن وجد المواطن السوريّ نفسه مشرّ داً بين المدن والقرى والبلدات التي تفتقد لألمن تدريج ّيا ً أمام آلة حرب النظام السوريّ ، وتعالت في اآلونة األخيرة نداءات إلنشاء معسكرات أو مخيّمات للنازحين في الداخل. كلّنا سوريون -سالي املساملة
رحلة اهلروب من املوت إىل التش ّرد وجد أبو عليّ نفسه نازحا ً في خيمة شيّدت على عجل إثر هروبه من البراميل المتفجّ رة والقصف العنيف من قبل قوات النظام السوريّ على مدينته «نوى» الذي أسفر عن سقوط العديد من أقاربه وجيرانه بين شهيد وجريح. تن ّقل أبو عليّ بين ع ّدة قرى بريف درعا والقنيطرة ّ بعد أن أُغلِ َق ْ ليحط رحاله ت أبواب اللجوء في وجهه،
مع أسرته وبعض جيرانه في قرية «العشة» السوريّة التابعة لمنطقة «الرفيد» في محافظة القنيطرة حيث ُتعتبر منطقة الشيك الحدوديّ العازل بين سوريّة واألراضي السوريّة المحتلة من قِبل إسرائيل ،والتي ُتعتبر أكثر المناطق أمنا ً في سوريّة في الوقت الراهن. ويعود ذلك لوقوع تلك المناطق خلف ّ خط إطالق النار المح ّدد بموجب اتفاقيّة وقف إطالق النار الموقع بين نظام األسد األب وإسرائيل منذ عام ،1974ممّا يمنح النازحين بعضا ً من األمان المفقود منذ ما يقارب الثالث سنوات من عمر الثورة السوريّة. أبو عليّ حصل على األمان لعائلته ولنفسه ،لكنّ الظروف المعيشيّة والحياتيّة في المخيّم بالغة الصعوبة،
newspaper@allsyrians.org
ويفتقد لكافة الخدمات واالحتياجات المعيشيّة ،وتشهد خيمته ازدحاما ً شديداً يُفقده بعض الشعور بالهدوء والوحدة اللذين باتا مفقودين لديه. معاناة ونقص حادّ يف كافة متطلبات املخيّمات اإلنسانيّة يقول أمين أبو حالوة مسؤول االرتباط الخارجي ّ «المنظمة السوريّة بين لجنة إغاثة درعا ومنظمة للدعم اإلنسانيّ » الذي أنشأت المخيّم« :يستقبل مخيّم األمل الهاربين من كافة المناطق الساخنة من حوران وال��ج��والن وري��ف دمشق ،حيث وص��ل ع��دد الخيم ً خيمة وما يزال تدفق النازحين إلى المأهولة إلى 250 المخيّم متسمرّ اً بشكل يوميّ وبأعداد كبيرة تفوق أعداد الخيم المتوفرة ،ولذلك يت ّم جمع أكثر من عائلة في الخيمة الواحدة. وأضاف« :يفتقر المخيّم لك ّل متطلبات وخدمات ً وخاصة من حيث تخديمه مخيمات اللجوء الدوليّة، باالحتياجات الضروريّة للحياة ،حيث يعاني من انعدام الكهرباء وش ٍّح بمياه الشرب والمرافق الصحيّة التي أُنشِ ئ بعضها بطرق بدائيّة ،وتفتقر إلى معايير النظافة ً إضافة إلى ع��دم وج��ود نقطة والخدمة الصحيّة، طبيّة لتوفير اإلسعافات األوّ ليّة واإلشراف الصحيّ
تقول الناشطة «سالي المسالمة» المتطوعة في فريق أورينتس اليف الين بالداخل« :يُعتبر وجود معسكرات للنازحين في المناطق اآلمنة في الداخل – كما هو حال مخيّم األمل – ح�ّل�اّ ً ج��يّ��داً فيما لو توفرت له كافة االحتياجات أس��و ًة بالمخيّمات الدوليّة، ممّا يُغني السوريّين الهاربين من الموت عن اللجوء خارج أس������وار ال��وط��ن بعد أن أ ُ ْ غلقت في وجهه جميع الطرق المؤديّة إلى اللجوء في المنطقة الجنوبيّة». وتشير إلى أنّ مخيّم األمل ت ّم اختيار موقعه بشكل جيّد ،فأسلحة النظام السوريّ لن تطوله حسب اتفاقيّة الفصل الموقعة مع الكيان اإلسرائيليّ وبالتالي سيش ّكل لألسف مكانا ً آمنا ً بجوار العدوّ األزليّ والذي نفتقده في ً ونتيجة لذلك يُعتبر من أه ّم أيّ مكان آخر في سوريّة،
المخيّمات في المنطقة الجنوبيّة ،لك ّنه يفتقد للح ّد األدنى من الخدمات الضروريّة كالمياه والكهرباء والصحة والتعليم ،في حين ال تكفي أعداد الخيم المتوفرة فيه إلى ربع األسر المتواجدة في المخيّم ،لذلك وجب تأمين تلك الخدمات بأسرع وقت ممكن ،وخاصّة بأ ّننا على أبواب فصل الشتاء». وتضيف المسالمة« :قمنا كفريق من المتطوعين لدى منظمة أوريانتس (اليف الين) بتوزيع الحقائب المدرسيّة واالط�لاع على المخيّم وخاصّة وضع األطفال الذين يعانون من نقص كامل باالحتياجات الضروريّة وتحديداً التعليم مع انطالق العام الدراسيّ الجديد فالعديد من األطفال يعانون من انقطاعهم عن الدراسة ،األمر الذي يسهم في انتشار األميّة بينهم بشكل مخيف». تشكل مخيّمات النزوح في الداخل حلاّ ً ناجحا ً فيما
كلّنا سوريون -سالي املساملة
لو توفرت لها كافة المستلزمات والخدمات الحياتيّة واإلنسانيّة ،لتغني عن اللجوء الذي ُغلقت أبوابه أمام الهاربين ،لكنّ طرق التهريب ما تزال تش ّكل الح ّل األنجع حال ّيا ً وتجارة بشريّة خطرة ،حيث فقد العديد من الهاربين حياتهم في رحلة اللجوء إلى األردن عبر طريق «رويشد» خالل الفترة الماضية.
درعا -سارة احلوراني
www.allsyrians.org
8
العدد 16
اقتصاد و قانون
/15تشرين األول 2014/
أكاديمي وبيع لألوهام فساد ّ «شهادات مز ّورة في سورّية»
تتجلّى مظاهر الفساد األكادمي ّي يف العامل بصور ثالث: - 1الجامعات الوهميّة: وهي جامعات ال يوجد لها مقرّ ات وال هيئة تدريس، هدفها األوّ ل واألخير هو الكسب الماديّ وحسب ،هذه الجامعات تدار من ق َبل أشخاص مزيّفين ومزوّ رين، و يت ّم الحصول على الشهادة من خالل هذه الجامعات الوهميّة بمجرّ د مراسلتهم ،ودفع رسوم مح ّددة ،ومن ث ّم تصل الشهادة إلى صندوق بريد الشخص الذي طلبها خالل أسابيع. - 2الفساد اإلداريّ و العلميّ ،والغشّ في االمتحانات: ّ ويتمثل هذا الفساد بالتحايل على شروط القبول الجامعيّ من خالل الغش و التزوير ،ممّا يُطيح بتكافؤ الفرص بين الطلاّ ب ،كما أنّ الغشّ في االمتحانات ،و تحوير النتائج بتدوين درجات مغايرة للحقيقة في سجلاّ ت الكلّيّة ،ممّا ينتج عنه إصدار كشوف عالمات ال تعكس الحقيقة. - 3بيع الشهادات المزوّ رة :وهي شهادات ال أصل لها ،و ُتمنح للزبون دون أن يكون مســجّ الً في الجامعة التي يرغب بشراء شهادتها ،وكثيراً ما يلجأ هؤالء إلى الحصول على تلك الشهادات لتحسين واجهتهم االجتماعيّة ،أو للعمل في جنبات القطاع الخاصّ .في السابق كان الحصول على الشهادات المزوّ رة يت ّم عبر دول عديدة ،وعلى وجه الخصوص :أوكرانيا وروسيا ومولدافيا والعراق ،ومصر وباكستان والسودان ،أمّا اليوم فقد تفاقمت هذه الظاهرة في الجامعات السوريّة، بدءاً من بؤرة الفساد األكاديميّ المتف ّ شي في جامعة تشرين ،ومنه إلى بقيّة الجامعات السوريّة.
اجلامعات السوريّة :رواج التزوير و املتاجرة كما يعرف ك ّل السوريّين ،فقد اعتاد عتاة الشــــبّيحة، ّ والموظفون الفاسدون أن يستوطنوا في ك ّل المفاصل الحيويّة في أيّة دائرة حكوميّة ،وعليه ،فقد باتت دوائر االمتحانات ،في كا ّفة الكليّات الجامعيّة في سوريّة تحت سيطرتهم ،ليمارسوا فسادهم للتكسّب الماديّ من أشكال الفساد المتنوّ عة ،ففي ظ ّل انشغال السلطة بقصف المدنيّين وإفناء الشعب ،ومع اهتمام األجهزة األمنيّة باالعتقاالت و التنكيل ،وجد العديد من المنتفعين في النظام السوريّ الفرصة مواتية لمزيد من السرقة، وجمع األموال ،ح ّتى غرست براثن الفساد في الجسد التعليميّ السوريّ ،وهكذا ظهر في اآلونة األخيرة سوق للشهادات الجامعيّة المزوّ رة في العاصمة دمشق وغيرها. بازار الشهادات السوريّة املزوّرة: امتألت صفحات الفيسبوك بالترويج لهذه التجارة: فالشهادة الجامعيّة ُتباع بـ 250ألف لير ٍة سوريّة، باستثناء شهادات الطبّ والهندسة المعلوماتيّة ،حيث يصل سعرها إلى 300ألف ليرة سوريّة ،وهي تحمل جميع األختام والتواقيع النظاميّة ،كما أ ّنها ممّهورة عال بأختام وزارة الخارجيّة للمصادقة عليها ،وبمعدل ٍ ال يق ّل عن .%80يؤ ّكد بائعو هذه الشهادات لزبائنهم، أ ّنها غير صالحة لالستخدام داخل سوريّة ،وإ ّنما هي مخصّصة لالستخدام في بلدان غير سوريّة ،فهي تفيد السوريّين في بالد االغتراب فحسب ،إذ ال يوجد لها أساس في سجلاّ ت الجامعة ،وبالتالي فهي ال تساوي قيمة الورق والحبر داخل سوريّة ،وإ ّنما تبدو قيمتها في الخارج ،حيث ال يمكن التأ ّكد من صحّ تها ،ال سيّما
«يعيش الزيتون ويسقط الرصاص» أوّ ل من رفع صوته مطالبا ً بالحريّة، ال��م��ظ��اه��رات في ه��ات��ف��ا ً ل��ح��رّ يّ��ة يوم جمعة يجتمع ف��ي م��ك��ان عمله سراقب ويخططون ال����م����ن����ش����ورات «م��ه��ي��ار م��وال��ي��د د ر س
ع��ال��ي��ا ً ف��ي س��راق��ب وراح يتق ّدم بعدها مراحلها األولى سوريّة .في ك ّل ال��م��ت��ظ��اه��رون الكائن في سوق للتظاهر وتوزيع إ ّن��������ه ال����ش����ابّ س���مّ���اق» 1987 ا لتجا ر ة
واالقتصاد في جامعة حلب. آمن مهيار بالحراك السلميّ واستغالل ك ّل شيء لخدمة هذا الحراك ،فهو أوّ ل َمن لوّ ن الجدران ورسم عليها وكتب عبارا ٍ ت تمجّ د الثورة وقيمها وتلعن االستبداد وظلمه .كان يحرص دائما ً أن يكون ضمن المجموعات التي تخطط وتن ّفذ وتقطع الطرقات ً متوجهة إلى حلب وقد نجح عندما تعبر األرتال العسكريّة سراقب أكثر من مرّ ة هو ورفاقه في إعاقتها وتغيير طريقها .انخرط في العمل االغاثيّ منذ بدايته وقد تجاوز همّه سراقب ،فمّما عُرف عنه إلحاحه في دعواته لإلضراب تضامنا ً مع بقية المدن السوريّة المنكوبة. ت ّم اعتقاله من متجره في سوق سراقب في 2011/9/24 حيث داهم أحد عمالء النظام ومجموعة من الشبّيحة واختطفوه من مكان عمله ليالً مع العلم أنّ هذا العميل كان قد وقع في قبضة مهيار ورفاقه لكنّ إيمانهم بالحراك السلميّ ورفضهم للقتل جعلهم يطلقون سراحه. أمضى مهيار ما يزيد عن السنة في سجن حلب المركزيّ ،ث ّم رُحّ ل إلى سجن إدلب وبعدها إلى دمشق وانقطعت أخباره منذ أكثر من سنة. ّ نظمت تنسيقيّة شباب الثورة في سراقب أكثر من مسائيّة طالبوا فيها بإطالق سراح الناشط السلميّ مهيار تخلّلها بعض الهتافات واألغاني والقصائد منها: أتوك يشهرون ألف بندقيّة ولمّا استحوذوك أعلنوا انتصارهم وأطلقوا الرصاص يحتفون بالقضيّة وأيّما قضيّة!! َ هتفت للحريّة؟؟ الحريّة تليق بك أيها «الجميل» وبك ّل المعتقلين السوريّين، الحرّ يّة لك ولهم ولسوريّة.
newspaper@allsyrians.org
وأ ّن��ه��ا م��مّ��ه��ورة ب��أخ��ت��ام وزارة الخارجيّة ،ومرفقة بكشوف العالمات التفصيليّة مع نسخة مص ّدقة و باللغة االنكليزيّة. معظم الزبائن هم طالبو اللجوء: في لقاء أحد الشباب الذين اشتروا إجازة مزوّ رة في الهندسة يقول« :تركت الدراسة قبل الحصول على الشهادة الثانويّة ،وأرغب بالسفر إلحدى الدول األوروبيّة ،هربا ً من الواقع في سوريّة ،وبواسطة هذه الشهادة حصلت على قبول من إحدى الجامعات ،إلتمام الدراسات العليا ،ث ّم أخذت الفيزا ،وبمجرّ د وصولي إلى أوربّا ،سأطلب اللجوء دون التفكير بالعودة». بعض الشباب المقيمين في أوربّ��ا يشترون مثل ه��ذه ال��ش��ه��ادات ،لتسريع الحصول على اللجوء، ألنّ األفضليّة بذلك تكون لحملة المؤهّل الجامعيّ . وهكذا نرى هذا الفلتان اإلداريّ ،واالنعدام األخالقيّ ّ وموظفيه ،والذين يعملون تحت لمسؤولي النظام
غطاء من قادة الشبّيحة ورؤساء األجهزة األمنيّة ،هذه الممارسات ُتنذر بكارثة حقيقيّة ،يستشعر بها حملة الشهادات الحقيقيّة ،حين يرون أشباه األميّين ينافسونهم في الحصول على اللجوء بحجّ ة الدراسات العليا، ويأخذون أماكنهم ،كما أنّ هذه األفعال تجعل الشهادة السوريّة مثار شكّ ،وتالحقها شبهة التزوير ،ممّا يُنذر بكارثة احتمال صدور قرارات دوليّة تسحب بموجبها بعض الدول االعتراف بالشهادة السوريّة .ومن بوادر ذلك ما أفاد به التصنيف العالميّ للجامعات ،الذي يع ّده موقع “ويب ماتريكس” اإلسبانيّ “،”webometrics
بتراجع ترتيب جامعة دمشق عالم ّيا ً من 3400في منتصف العام 2012إلى 5070في عام 2014لمّا كانت الثورة قد قامت لتصحح الخطأ ،ال لتكراره و تكريسه ،و التشجيع عليه ،وبما أنّ هذه الممارسات الخطرة ترقى إلى درجة الجريمة ،فإنّ الواجب يفرض علينا تسمية األمور بمسمّياتها ،حيث ال يمكن تسمية هذا العمل إلاّ :احتياالً وغ ّ شا ً وتزويراً ،وتدميراً لسمعة الجامعات السوريّة ومصداقيتها ،إ ّنه استهزا ٌء بك ّل الخرّ يجين ،الذين تعبوا وذاقوا األمرّ ين ،ليحصلوا على شهادتهم بجهدهم وتحصيلهم ،إنّ الشهادات المزوّ رة تورّ ث آثاراً سلبي ًّة ،تدمّر مستقبل الطالب الذي يعتمد عليها ،لكونها س ُت ْك َتشف عاجالً أو آجالً. من الوجهة احلقوقيّة و املسؤوليّة القانونيّة: إنّ هذا الفعل يُعتبر اقترافا ً لجريمة التزوير بالنسبة لمن يبيعها ،كما يُعتبر اقترافا ً لجريمة استعمال المزوّ ر لمن يشتريها. ممّا يُوجب التحذير لمن يبيع الشهادات المزوّ رة، ومن يشتريها و يحاول استخدامها بعواقب قانونيّة، ومؤيّدات جزائيّة ستطال ك ّل من يقترف ذلك. خالصة األمر أنّ الشهادات المزوّ رة ُت ّ مثل وهما ً معرف ّياً ،باإلضافة إلى ما تق ّدمه من نشر المزيد من الجهل في المجتمع السوريّ مستقبالً ،وإنّ من واجب ك ّل المنابر اإلعالميّة والصحفيّة ،تسليط الضوء على هذه المسألة ،والتوعية بأخطارها المستقبليّة.
احملامي أمحد صوّان
معالمنا األثرّية
بين النهب وعقود السرقة(...جامع يلُبغا) في ك ّل مكان من العالم هنالك معالم سياحيّة يُشتهرون بها مثل برج إي ّفل في فرنسا وتمثال الحرّ يّة في الواليات الم ّتحدة واألهرام في مصر، يفتخرون بها ويقومون بتجميلها وترميمها ويستغلّونها كمعالم أثريّة لجلب السيّاح ،لكن في زمن البعث األمر مختلف ،فال يه ّم التاريخ وال يه ّم الماضي وال المعالم األثريّة في بلدي ،ال شيء له قيمة إلاّ المال .وهاك ضحيّة الطمع والسرقة: جميل فيه ،ليبقى جامع (يلبُغا) الذي بيع وهُدم ك ّل ٍ بنا ًء مهجوراً تمّت من خالله صفقات سرقة فاقت 500مليون ليرة سورية، تحت مسمّى رامي مخلوف المالك الحصريّ لهذا المعلم الجميل.
التاريخيّة ،ليشيّد عوضا ً عنه مجمّع كبير وبجواره جامع حديث؛ فبدأ األمر بفتح باب للمناقصة وت ّم تقديم ثالثة عروض -لكي ال يت ّم حصرها في عرض وحيد -مق ّدمة من شركة ميسكا السعوديّة وشركة قصر الملكة اإلماراتيّة وشركة أخرى، حيث تبيّن أنّ الشركات الثالث هي شركات سوريّة وهميّة من أجل التالعب في هذا العقد، إلاّ أنّ شركة ميسكا المسجّ ل فيها شركاء سوريّون مغتربون ،وهم أصحاب التمويل ،وكان لرامي ّ منظمة وشرعيّة. مخلوف حصّة فيها كرشوة
ج��ول��ة سريعة يف كتب التاريخ تقول: إنّ جامع (يلبُغا) الذي بناه أمير دمشق في عهد المماليك سيف الدين يلبُغا وال���ذي سُ��مّ��ي على اسمه وشيّد عام 1347للميالد، ويع ّد هذا الجامع من أشهر جوامع دمشق ،وهو أحد الجوامع الكبرى التي بُنيت على نسق الجامع األمويّ ، وك��ان يحتوي على مكتبة كبيرة ج ّداً ،وُ ّثق جز ٌء منها وسُ���رق اآلخ���ر ،كما أنّ حجره المنقوش عليه كالم هللا وأسماء األمراء والملوك هُ��دم ما هُ��دم منه ،وسُ��رق ما سُرق، وقد بُني على تلّه كان يُشنق عليها المجرمون والخارجون عن القانون (لعلّه من أسباب الحقد لهدمه) وهو ثاني أكبر مساجد المماليك ،هذا المع َلم التاريخيّ كان -يوما ً ما -مركزاً لشيخ اإلسالم ابن تيميّة ،وبعدها حُوِّ ل إلى المدرسة السلطانيّة في زمن الشريف فيصل ،وفي زمن األسد األب هُدم ليصبح تحت مسمّى مجمّع دينيّ وجامع يلبُغا، ومن ث ّم إلى مجمّع تجاريّ ،ومن ث ّم إلى جامع باسل األسد ومجمّع يلبُغا ،ومن ث ّم أصبح هيكل عظم تعلّق عليه اللوحات الدعائيّة الخاصّة بشركة سرياتيل لمالكها رامي مخلوف! كيف ال وهو المالك بعقد غريب وشركات وهميّة؟! بدأت المناقصة على إكساء المجمّع ،الذي بُني بعد هدم جزء من الجامع ومسحت ك ّل معالمه
بعدها ت ّم إعطاء وزير األوقاف األوامر بالتعاقد ت ر ّد إلاّ بالتراضي مع الشركات الثالث ،فلم يأ ِ من شركة ميسكا ،فاس ُتبعدت الشركتان األخريتان بسبب «عدم جدية عروضهما»! وت ّم التعاقد مع األول��ى ،وهي التي أ ُ ْ نشئت من أجل هذا العقد، وقامت بالدراسات االقتصاديّة التي كلّفتها أمواالً طائلة على حساب الشركاء بمبلغ فاق 50مليون ليرة سوريّة. هنا حاول رجال رامي مخلوف تبييض وجه هذه الشركة عبر وسائل اإلعالم والترويج لها على أ ّنها شركة سعوديّة ،بمعنى أنّ أصحابها من أهل الس ّنة ويحترمون المق ّدسات والمعالم التاريخيّة ،لكنّ هذا كلّه لم يُسكت الجدل الدائر حول قيمة التعاقد إذ كانت قيمته 240مليون ليرة سورية في السنة، وحسب االقتصاديّين فإ ّنه يجب ألاّ يق ّل عن مليار ليرة سوريّة في السنة.
هنا بدأ الحديث يدور بين مكتب الرئيس وفروع األمن ،فقرّ روا االبتعاد عن القمع كونه موضوعا ً حسّاسا ً متعلّقا ً بمُلكيّة وقف دينيّ تاريخيّ ،وألغي التعاقد مع شركة ميسكا ،التي تحتوي على شركاء أجانب وسوريّين مغتربين دفعوا أم��واالً طائلة لتكاليف الدراسة االقتصاديّة من أجل اإلكساء والرشوة لبعض ضعفاء األنفس في وزارة األوقاف، والتعاقد مع الشركة الثانية قصر الملكة الوهميّة والتابعة أيضا ً لرامي مخلوف بعقد قيمته 470 مليون ليرة سورية ،والذي ت ّم الطلب على دراسته م��ن قبل مجلس الفتوى والتشريع ،فاخترعوا بعض االع��ت��راض��ات الشكليّة؛ وبهذه الطريقة تكون مافيا آل األس��د ق��د ضمنت أن يكون العقد قد أُب��رم مع رام��ي مخلوف بحساسيّة أق ّل من رجال الدين ومن الشارع ،وبعدم دفع تكاليف ال��دراس��ات ال��ت��ي دفعتها شركة ميسكا وت ّم سرقتها والتعاقد من خاللها لصالح شركة قصر الملكة ،ومن ث ّم بدأت سرقات هذا المعلم التاريخيّ وبيع مخطوطاته وك ّل شيء أثريّ فيه ،وتمّت س��رق��ة م��ا ي��ق��ارب 400 مليون ليرة سوريّة ،كسعر للحجر الجديد واإلسمنت والحديد ،الذي ت ّم بيعهم بسعر زهيد من قبل الدولة لشركة قصر الملكة من أجل إكساء المجمّع ،إذ أنّ رجال مخلوف كانوا يقومون ببيعه في السوق السوداء وال يت ّم استخدامه. بقي المجمّع على هذه الحال منذ الثمانينات وح ّتى اآلن؛ ذكاء عجيب! كيف ال وهم المافيا الوحيدة ّ ويحق لهم البيع والشراء في الشرعيّة والرسميّة، المعالم التاريخيّة واالقتصاديّة دون أيّ سؤال، ومن يتجرّ أ على مسائلةَ :من حوّ ل جامع يلبُغا التاريخيّ إلى مجمّع مهجور ت ّم من خالله سرقة ما يتجاوز 500مليون ليرة سوريّة؟! لكنّ الحال تغيّرت اآلن ،وقد خرجت ثورتنا الكريمة لتستر ّد ما تمّت سرقته وتقتصّ من الحاكم ومن معه ،ولنعيد بناء سوريانا سورية الشعب...
أمري جنم الدين www.allsyrians.org
مجتمع
العدد 16
9
/15تشرين األول 2014/
أمريكا ترفض استقبال (نساء طروادة) بأنّ المخابرات أخذوهم إلى مستودع، غرفة داخل غرفة ،مكان ال يعرفه أحد ،أطلقوا عليهم النار وقتلوهم بدم بارد”. مزاوجة بين األصل والتحديث
“كان ذلك يوم سبت ،قيل لنا بأنّ المخابرات كانت تداهم المنازل عشوائ ّيا ً في حمص ووقعت حاالت اغتصاب وخطف ،لذا َ أخذنا أخي إلى البيّاضة .ك ّنا سبع نساء و 25طفالً .أخذونا في شاحنة (بيك آب) وكانت السماء تمطر علينا بغزارة وأخذ األطفال يصرخون ويبكون” .مقطع من مسرحيّة (سوريا :نساء طروادة) ّ منظمة بريطانيّة غير حكوميّة لالجئين أقامت ورشة للعالج بالدراما في العاصمة األردنيّة عمّان، ّ المنظمة حيث لبّت الدعوة 60امرأة نازحة ،وصفتهنّ بالشخصيّات المتفرّ دة .إحدى المشاركات فاتن ،التي وجدت نفسها على خشبة المسرح بعد شهرين ،تحكي حكاية هربها من حمص ،كجزء من إع��ادة تمثيل مسرحيّة يوروبيدس “نساء ط��روادة” والتي دمجت قصصا ً حديثة للسوريّين في النصّ القديم .وكجميع أفراد فريق المسرحيّة ،لم تكن لفاتن تجربة سابقة مع التمثيل ولم تدرس اليونانيّة القديمة ،وبالرغم من ذلك وجدت أنّ نصّ يوروبيدس يخاطبها مباشرة. وقد التقت سينثيا بي شنايدر ،الصحفيّة في مجلة “فورين بوليسي” النساء المشاركات في مسرحيّة “سوريا :نساء طروادة” وتح ّدثت إليهنّ عن معاناتهن ابتداء من خروجهنّ من سورية وانتهاء بمشاركتهنّ بهذه المسرحيّة والصعوبات التي ال تزال تواجههنّ في محاوالت عرضها في دول مثل الواليات الم ّتحدة األمريكيّة التي رفضت استقبالهنّ ألسباب غير منطقيّة. في نصّ “سوريا :نساء طروادة” تستمرّ فاتن (والتي ت ّم التح ّفظ على ذكر اسم عائلتها أو أيّة معلومة تعريفيّة عنها ألسباب أمنيّة) في سرد كيف عرفت بمقتل والدها وإخوتها على يد مخابرات ب ّ شار األسد “قال قريبي
تنتقل المسرحيّة بسالسة بين ط��روادة الحديثة والقديمة ،معطية معنى ج��دي��داً للمجاز ال��ذي يقول إنّ ال��ح��رب أزل��يّ��ة .ل��م يكن لدى “شارلوت إيغر” و “ويلي ستيرلينغ” و “جورجينا باغيت” ،القائمين على مشروع العالج بالدراما لالجئين السوريّين المقيمين في األردنّ ،أدنى فكرة عن مدى قوّ ة األثر الذي من الممكن أن تحدثه مسرحيّة درسوها على أ ّنها اختصاص كالسيكيّ .ب��دأت الورشة في الخريف الماضي حيث توافدت النساء السوريّات ببطء في البداية عندما ُدعين ليخرجن من منازلهنّ المعزولة والمتفرّ قة حول عمّان ،ولكن عندما انتشر الخبر ازدادت أعدادهن إلى حوالي الس ّتين ،وفي النهاية وقع ّ الممثلين. االختيار على 12منهنّ ليش ّكلن فريق عندما ظهرت حماسة النساء لهذه المسرحيّة ومعانيها العميقة بوضوح ،تحوّ لت الورشة من العالج نحو الدراما ،ومن طروادة إلى سورية .كان المخرج الرئيسيّ ال��س��وريّ عمر أب��و سعدة مكلّفا ً بإخراج المسرحيّة المعاد كتابتها ،بحيث يت ّم دمج قصص هروب واغتراب وموت النساء الحقيقيّة ،مع نصّ يوروبيديس القديم. خالل فترة الورشة والتدريبات ،تح ّدثت النساء السوريّات إلى مخرجين من أجل الوثائقيّ القادم “ملكة سوريا” ،والذي يؤرّ خ للمرحلة. تصف سعاد (ف��رد آخر من الفريق المكوّ ن من الجئين) للمخرجين كيف أنّ كلمات يوروبيديس، والتي كتبها منذ 2500عاماً ،خاطبتها وكأ ّنها ُكتبت اليوم ،تقول “عندما تستدير هيكوبا لتلقي نظرة أخيرة على طروادة ،تلقي كلمة عن كونها لن ترى وطنها مرّ ة أخرى ،أبكي عندما أقرأها ،فحين عبورنا الحدود إلى األردن قال لي زوجي استرقي نظرة أخيرة إلى سورية ،فمن الممكن ألاّ نراها مرّ ة أخرى أبداً”. سعاد هي صوت واحد لحوالي ثالثة ماليين الجئ خارج سورية ،ناهيك عن 6.4مليون مهجّ ر داخل ّ سورية ،ووفقا ً لمنظمة األمم الم ّتحدة العليا لشؤون
الالجئين فإنّ خمسة آالف سوريّ يهربون من سورية يوم ّياً .وفي األيّام األخيرة ازداد هذا العدد إلى 200 ألف تقريباً ،هربوا بسبب العنف الممارس من قبل “داعش” في المناطق الكرديّة من سورية .ومع تركيز اهتمام العالم على الحرب في العراق وسورية من الممكن أن تتفاقم أزمة الالجئين أكثر فأكثر ،حيث سيزداد العنف على النساء والفتيات .ولكن كما تساءل ديفيد ميليباند ،مدير اللجنة الدوليّة لإلنقاذ في نيويورك “هل نستمع؟”. روابط الوطن وقد اعتزم مختبر األداء العالميّ والسياسات في جامعة جورج تاون رفع هذه األصوات الكثيرة غير المسموعة في واشنطن بواسطة العرض المسرحيّ “س��وري��ا :نساء ط���روادة” .لذلك ت�� ّم توجيه دعوة للمشاركات في المسرحيّة لعرضها في “مهرجان آالف األصوات” ،ومن ث ّم نقلها إلى جامعة كولومبيا ،وذلك بعد االستحسان الكبير الذي القته بعد عرضها في عمّان وبيروت. لكنّ خيبة األمل كانت كبيرة عندما رفضت الخارجيّة األمريكيّة منح النساء تأشيرات دخول من نموذج “بي ”-3على أ ّنهم “ف ّنانون قادمون لتقديم برنامج عرض مميّز حضار ّياً” وذل��ك تحت البند “ 214ب��ي” من قانون الهجرة ،والذي يتطلّب إثباتا ً على “ع��دم وج��ود نوايا للهجرة”. لدحض العكس ،فإنّ على المتق ّدمين شرح “الروابط التي تربطهم ببلدهم األ ّم” وهو طلب مؤلم ألولئك الذين أُجبروا على الهرب رغما ً عنهم من منازلهم العزيزة عليهم في سورية .كيف يمكن لالجئين أن يلبّوا متطلّبات شروط منح التأشيرة دون أن يكون لديهم أيّ ّ حق بالعمل أو القدرة على امتالك عقار في دول اللجوء؟ (ولسخرية القدر فإنّ أطفالهنّ ال يعتبرون دليالً كافيا ً على “الروابط التي تربط”) .كما أضافت الحكومة األردنيّة عقبة جديدة ،طالبة من الالجئين المغادرين للدولة الحصول على موافقة رسميّة من وزارة الداخليّة للدخول مرّ ة أخرى. لكنّ القائمين على العرض لم ييأسوا ،فقد قرّ روا إيصال رسالتهم ولو عبر اإلنترنت ،حيث قاموا بتنفيذ ّ المخطط له في 19أيلول ال يردعهم شيء. العرض ومع أ ّنه كان حديثا ً افتراض ّيا ً أكثر منه عرضاً ،إلاّ أنّ نساء الفريق سهرن طوال الليل في عمان وهنّ
يتح ّدثن مباشرة إلى جمهور يفوق الـ 300شخصا ً في جورجتاون. وهكذا ازداد إصرار النساء على تقديم العرض في الواليات الم ّتحدة األمريكيّة ،لذا تق ّدمن ثانية بطلب تأشيرات .لكن هل من الممكن أن يحدث العرض الحقيقيّ ؟ وهل سيت ّم منحهنّ التأشيرات في المحاولة الثانية؟ كان ديفيد دوناهو ،النائب األوّ ل لمساعد وزيرة ّ البث من الخارجيّة للشؤون القنصليّة ،حاضراً في ليلة عمان ،لك ّنه لم يفصح عن شيء عندما أجاب بشجاعة لكن بخشونة على س��ؤال النسوة“ :لماذا رفضت تأشيراتنا؟” ،قائالً”:أحيانا ً بسبب القانون وبسبب نقص التمويل أو أل ّنك من بلد يعيش فوضى ،ال يمكنك أن تفعل األشياء التي تريدها .في هذا اليوم بالتحديد لم يوافقن متطلّبات القانون”.
“داعش” سرّ ها باتع وبعد ع ّدة أيّام فقط ،تجد الواليات الم ّتحدة نفسها في حرب ضمن سورية .والمثير للسخريّة أنّ وحشيّة “داعش” فعلت ما لم تفعله الكارثة اإلنسانيّة لالجئين السوريّين :دفعت الشعب والحكومة األمريكيّين للقيام بر ّدة فعل .لكن بعد أن تت ّم هزيمة “داعش” ،سيبقى األثر اإلنسانيّ المدمّر الناتج عن الصراع السوريّ ، وسيش ّكل الماليين الذين هربوا من الحرب تهديداً طويل األمد لالستقرار في المنطقة .لن يت ّم إسكاتهم، لكن هل سيسمع العالم صوتهم حينها؟ يُذكر أنّ النصّ األصليّ لمسرحيّة “نساء طروادة” كتبه المسرحي اليوناني يوريبيدس في العام 415 قبل الميالد ،وي��دور حول معاناة أربع نساء جرّ اء احتالل أثينا الدمويّ لجزيرة ميلوس خالل الحرب البولوبونيسيّة ،والتي نتج عنه حرب مدمّرة وأسى شديد لدى النساء األربع .إعداد :رهف موسى
المرأة السورّية في الثورة
مشاركة فاعلة وحاضر أسود ومستقبل غامض كان للمرأة السوريّة دور فاعل مع بداية الحراك الثوريّ ،لقد شاركت باالعتصامات أمام السفارة التونسيّة والمصريّة والليبيّة ببداية عام ،2011كما شاركت بمظاهرة الحريقة بتاريخ 2011-3-15؛ أوّ ل من أطلق شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» كانت السيّدة نائلة األطرش بتاريخ .2011-4-12 عملت المرأة في المجال اإلغاثيّ والطبّيّ وبجمع التبرّ عات وإيصالها لعائالت المعتقلين ،كما شاركت بكتابة الالفتات وتنظيم المظاهرات ،ونقل المواد الط ّبيّة لمناطق التو ّتر ،كما ساهمت بتهريب الناشطين الشباب حيث كان الوضع األمنيّ للنساء أفضل نسب ّيا ً من وضع الشباب ويتم ّتعن بقدر أوسع من حرّ يّة التن ّقل ،كذلك ال يمكن إغفال دورهنّ بمجال حقوق اإلنسان من خالل الدفاع عن المعتقلين وتوثيق حاالت االختفاء القسريّ والتعذيب. إنّ النظام السوريّ القائم على تغوّ ل األجهزة األمنيّة ،والبطش وتكميم األفواه ومصادرة الحرّ يّات جعل المواطن السوريّ الذكر قبل األنثى ال يجرؤ على مجرّ د التفكير بالحرّ يّة؛ إلاّ أنّ الثورة و ّفرت مساحة من الحرّ يّة م ّكنت المرأة من إطالق صوتها الرافض للنظام وللقيم الدونيّة التي كرّ سها خالل أكثر من أربعين عاماً ،استطاعت التعبير عن مطالبها بالحرّ يّة والكرامة والمواطنة ،كما شاركت النساء من مختلف المرجعيّات الفكريّة والدينيّة واإلثنيّة ،وعانت كالرجل من االعتقال والتعذيب واإلهانة واالغتصاب، وإنّ كانت الثورة قد أعطت المرأة مساحة من الحرّ يّة، فإنّ المرأة أعطت الثورة وجها ً مشرقا ً مدن ّياً. تن ّقلت النساء بين مختلف المناطق لتقديم مساعدات ط ّبيّة تارة وإغاثيّة تارة أخرى وللتنسيق للمظاهرات
newspaper@allsyrians.org
ثالثة ،وأعمال ومبادرات كثيرة ال يمكن حصرها، عملت في المناطق الريفيّة والمناطق األكثر فقراً والمحافِظة ،مح ِّققة حضوراً طيّبا ً وقبوالً اجتماع ّياً، دون النظر النتمائها أو الزيّ الذي تلبس أو عمرها، كانت في أوج نشاطها. إلاّ أنّ مساحة الحرّ يّة التي تو ّفرت خالل عاميّ 1011و 2012ما لبثت أن تضاءلت مع ازدي��اد وحشية النظام وازدياد العمليّات العسكريّة ،ومشاركة تنظيمات متش ّددة بتلك العمليّات وما رافقه من فرض توجّ هاتهم بمنطق القوّ ة ومنطق صاحب الفضل بالنصر ّ الحق بفرض سلطته على المناطق المحرّ رة، وصاحب فت ّم تحجيم دور المرأة وممارسة التضيق عليها ّ والتدخل بشكل مالبسها ،كان ذلك بالحركة والتن ّقل بالتوازي مع تهميشها من قبل الناشطين واستبعادها من ك ّل الفعّاليّات المدنيّة بحجّ ة «الظرف الخاصّ ، والخطر المحدق» .لم تستسلم ،ح ّتى لضغوط الدولة اإلسالميّة ،لقد قاومت النساء في مدينة الر ّقة سلطة الدولة ّ ونظمن العديد من الحمالت ،إلاّ أ ّنهن تعرّ ضن لضغوط من ع ّدة جوانب منها :الحاجة االقتصاديّة وسلبيّة الناشطين الذكور تجاه مبادرات الناشطات، واألكثر إيالما ً كان تعرّ ضهنّ للخطف والضرب من مجموعات نسائيّة بايعن (الدولة) ورضين بممارسة ّ بحق الناشطات ،ممّا أ ّدى إلى نزوح دور الجالد هؤالء النساء والتخلّي عن دورهن. إنّ صمت الناشطين والكتائب المعتدلة وقوى ّ بحق النساء وتهميشهنّ ،بل المعارضة عن التضييق تب ّنى ذات مواقف الجهات المتش ّددة بحجّ ة «الظرف الموضوعيّ » وحالة الحرب ،سمح لتلك الفئات بالتمادي تجاه النساء ،إلى أن تالشى دورهنّ ،وباتت
ال��م��رأة ف��ي المناطق ال��خ��ارج��ة ع��ن سلطة ال��ن��ظ��ام بين مطرقة ال��ت��ط��رّ ف وس��ن��دان عقليّة ذكوريّة وجدت ظرفا ً مواتيا ً لممارسة تسلّطها ،وبين االثنين حاجة اقتصاديّة وفاقة بسبب ظرف النزوح وفقدان العمل. لقد تضرّ رت المرأة أش ّد الضرر ،اضطرت بداية إلى النزوح من بيتها وفقدت عملها بااللتجاء للمناطق المحرّ رة هربا ً من بطش النظام لتجد مصيراً ال يق ّل قسوة عن وضعها السابق لتتابع رحلة النزوح بحثا ً عن مالذ آمن ومورد يج ّنبها الفاقة. لقد ساهم الناشطون بتر ّدي وضع المرأة عندما تب ّنوا آراء دخيلة على مجتمعنا وساهموا بتسويقها متجاوزين أهداف الثورة األولى ومتجاهلين شريكتهم بالوطن تحت حجج وذرائع واهية ترضي المموّ لين ومراكز القوّ ة وذكوريّتهم التي وجدت مساحة للتعبير عن التفوّ ق. إنّ الثورة السوريّة التي قامت ض ّد الظلم والقمع، ض ّد نظام فاسد ،لم تصل إلى مستوى ثورة ألجل حقوق اإلنسان والمواطن وألجل حقوق المرأة التي ّ يتجزأ من حقوق اإلنسان ومن عمليّة بناء هي جزء ال الوطن؛ لم تتبنّ صوت السالح الذي أصبح األعلى والوحيد في سورية ،باإلضافة إلى تشرذم المعارضة السوريّة وضعف ك ّل منها .هذا يعني أ ّنه حين تبدأ المرحلة االنتقاليّة سيحكم البلد من يح ّقق النصر،
ويبدو أنّ الجناح المسلّح من المعارضة من سيح ّققه. هنا ستخسر المرأة ،ألنّ المعارضة السياسيّة ستكون غير قادرة على فرض وجودها ،باعتبارها لم تح ّقق ذلك النصر ،وبالتالي فإنّ المرأة ستأتي بالدرجة الثانية. ولك ّني في الوقت نفسه أعلق آماالً كبيرة على وعي المرأة الجديد ،الذي تش ّكل خالل الحراك الثوري، واكتشافها لقدراتها ،وستستفيد المرأة من هذا الوعي ّ المنظم «التشكيالت المدنيّة الحقا ً من خالل العمل والسياسيّة بمختلف توجّ هاتها موضوع حقوق المرأة كشرط أساسيّ للتغيير» .لقد اعتبروا الحديث عن هذا الموضوع ضربا ً من الترف بوقت ال ي ّتسع للترف، وما يقال عن حقوق المرأة يقال عن القيم والشعارات التي تب ّنتها الثورة السوريّة منذ انطالقتها «الحرّ يّة، الكرامة ،العدالة ،المساواة ،المواطنة ،دولة القانون». الخطر اآلخر المتو ّقع حين تبدأ المرحلة االنتقاليّة، حيث يحكم البلد من يح ّقق النصر ،فإنّ كان النصر على يد الجماعات المسلّحة ،ستكون الخسارة الثالثة ّ متأخرة بقائمة األولويّات، للمرأة حيث ستكون بمرتبة والمؤ ّ شرات تنبئ بذلك.
كفاح زعرتي
www.allsyrians.org
10
العدد 16
/15تشرين األول 2014/
إشكالّية الدولة بين ّ الحق والعنف
تشتغل الدولة عبر ع ّدة مؤسّسات وأجهزة لفرض السلطة والنظام العا ّم بهدف الحفاظ على األم��ن والسلم والتعايش داخ��ل المجتمع .لكن كيف تمارس الدولة سلطتها؟ هل انطالقا ً من الترهيب والتخويف .أم انطالقا ً من العنف الالزم والضروريّ لبسط سيادة الدولة؟ وهو ما يسمّى العنف المشروع؟ فمكيافيللي آمن بأنّ الناس أشرار بطبيعتهم وأ ّنهم ال يفعلون الخير إلاّ للضرورة ويقرّ بأنّ الخطيئة أصيلة في اإلنسان وسهولة إفساد الناس، وانطالقا ً من نظرة مكيافللي المتشائمة للطبيعة البشريّة اعتبر العامل األمنيّ هو العامل األساس لتكوين الدول فهو يرى بأنّ الدافع األساسيّ لنشوء الدول والمجتمعات البشريّة هو رغبة الجماعات في التخلّص من األخطار وأهوال الحروب وقد نظر مكيافيللي للدولة كغاية في ذاتها وح ّتى تحقيق هذه الغاية ال ب ّد من اتباع المبدأ المعروف الغاية تبرر الوسيلة، باعتباره واحداً من أه ّم مرتكزات الحاكم القويّ في سبيل تحقيق الدولة. أمّا عند هوبز فالدولة تنشأ عن تعاقد يتخلّى بموجبه ك ّل فرد عن ح ّقه على ك ّل األشياء لصالح المجموعة في يد رئيس يجمع بهذه الكيفيّة القوّ ة المطلقة .لذلك فإنّ صاحب السيادة ال يرسي النظام إلاّ باسم مصلحته الخاّصة ،ليحافظ على سلطانه، الذي يمكن أن ينافسه عليه فرد آخر، يعتبر مجرما ً عندما يفشل ،أمّا في حالة النجاح يصبح ذلك الفرد صاحب السيادة .هذا يعني أنّ السلطة السياسيّة تتأسّس على الخوف وأنّ اإلنسان له ميل للطاعة من أجل إقامة السلم المدنيّ .
والعالقة داخل الدولة هي عالقة الك ّل بالالشيء لكن اإلكراه فيها يؤ ّدي إلى السلم وهكذا يتجسّد نموذج ميكانيكيّ عقالني في العالقة بين السلطة والمواطنين وجوهر المسألة بالنسبة إلى هوبز ّ يتلخص في أحد أمرين :خشية الموت العنيف في حالة الطبيعة أو إكراه القانون ،إمّا أن يفنى اإلنسان في حالة الطبيعة وإمّا الخضوع لسلطة مطلقة وال يوجد ح ّل ثالث .لكنّ الح ّل الذي ّ يتمثل في الطاعة المطلقة لسلطة مطلقة ليس حالًّ معقوالً إ ّنما هو ح ّل عقالنيّ يوصي به قانون الطبيعة ويحسب العقل الفوائد التي تحصل لإلنسان من خالله.
بالمقابل يندرج «ماكس فيبر» ضمن تصور السوسيولوجيا السياسيّة وهو تصوّ ر يسعى إلى ّ الحق والعنف .حيث مقاربة إشكاليّة الدولة بين ينطلق «فيبر» من مقولة ماركسيّة مفادها «ك ّل دولة تنبني على القوّ ة» فتبعا لهذا نجد الدولة تستم ّد سلطتها من القوّ ة التي تمارسها بهدف بسط هيبتها وسيطرتها ألجل الحفاظ على النظام العام واالستقرار االجتماعي ،وهذه القوّ ة هي حكر على الدولة وهذا ما دفع «فيبر» إلى أن ينعتها بـ «العنف المشروع» فهو عنف تمارسه الدولة باسم القانون. الباحثة الفرنسيّة «جاكلين روس» نجدها تميّز بين نوعين من الدول :فهناك الدولة التقليديّة وهناك الدولة العصريّة.
تتميّز الدولة التقليديّة بطبيعتها االستبداديّة، فهي دولة مطلقة وشموليّة تختزل ك ّل السلطات في يد واحدة وهذا ما يجعل منها دولة مستب ّدة تمارس العنف والقهر على مواطنيها الذين يتحوّ لون إلى مجرّ د رعايا ووسائل في خدمة الدولة .بخالف هذا تتح ّدد الدولة العصريّة ّ الحق والقانون، بطبيعتها الديموقراطيّة فهي دولة ّ الحق والقانون وذلك إ ّنها تستم ّد مشروعيتها من من خالل الفصل بين السلطات وعبر احترام مواطنيها باعتبارهم ذوات عاقلة وأخالقيّة .إنّ ّ الحق والقانون تنظر للمواطن كغاية في ذاته دولة وبهذا تتحوّ ل الدولة إلى وسيلة لخدمة المواطنين. العنف يعبّر في كثير من األحيان عن مشاعر ال ترتبط بالضرورة بالسياسة ،كالخوف من الموت والفناء ،والبحث عن الخلود عن طريق استمراريّة الجماعة .ويظهر العنف المضا ّد
للسلطة عند غياب الحرّ يّة؛ فالحرّ يّة تعني «القدرة على الفعل» أو «القدرة على التأثير». إنّ الديمقراطيّات الحديّثة لها طابع بيروقراطيّ بشكل رئيسيّ وبالتالي فهي تجنح إلى التقليص من فضاء الحرّ يّة ،بل تسعى إلى جعلها دون جدوى وفعّاليّة وبدون معنى ،سيّما وأنّ البيروقراطيّة تبدو وكأ ّنها «سلطة بدون هويّة سياسيّة» .إنّ المث ّقفين في الشرق ينشدون الحرّ يّة ويطالبون بها ،أمّا المثقفون في الغرب فيرون أنّ حرّ يّتهم ليس لها معنى ،وهذا ما أفضى في النهاية إلى أعمال العنف .إنّ المف ّكرين المحدثين الذين مجّ دوا العنف إ ّنما انطلقوا من أساطير وأوهام سياسيّة، فاعتبروا أنّ العنف قد يكون خلاّ قا ً ومنقذاً للجماعة كما هو الشأن عند جورج سوريل. ّ المنظرين في فلسفة القانون يذهب كثير من الذين ينتمون إلى المدرسة الوضعيّة إلى أنّ العنف ال يرتبط بالضرورة بالعمل السياسيّ بل يخضع لضوابط قانونيّة في غاية من التحديد والد ّقة ،فهانس كلسن ي��رى أنّ الدولة تتماهى مع نظامها القانونيّ .وأنّ النظام القانونيّ يح ّدد طبيعة السلطة وهويّة الشعب ويح ّدد القيم السياسيّة كما يح ّدد العنف الشرعيّ الذي يجوز للدولة أن تلجأ إليه إذا اقتضت ّ ينظم مجال الضرورة ذلك .فالقانون الحرّ يّة ويقيّد اللجوء إلى العنف بشروط متع ّددة ،وبالتالي فالعنف ال ّ يمثل ظاهرة يستحيل التح ّكم فيها وضبطها
ينتهي الفيلسوف الفرنسي «بول ريكور» ّ الحق والعنف إلى في تصوّ ره إلشكاليّة الدولة بين اعتبار أنّ الدولة هي تركيب تاريخيّ وعقالنيّ ، إ ّنها تنطوي في ذاتها على مفاهيم العنف والقوّ ة ّ الحق والحرّ يّة والقانون فالدولة والسلطة ومفاهيم كمعطى تاريخيّ جسّدت أشكال القهر والعنف واالستبداد وعبر هذه الوسائل أرست هياكلها، غير أنّ الدولة ال تش ّكل فقط معطى تاريخيّ للقهر والعنف إ ّنها كذلك معطى عقالني تقوم بتربية ّ والحق والقانون، المواطن تربية أساسها الحرّ يّة فالدولة في هذا المستوى تنظر إلى المواطن ككائن ّ المتمثلة في عاقل قادر على استيعاب مبادئها ّ الحق والحرّ يّة القانون وعليه فالدولة حسب بول ريكور هي تركيب تاريخيّ وعقالنيّ ينطوي في ّ والحق والقوّ ة والقانون المتسلّط ذاته على العنف والحرّ يّة.
عبدو نيب
إشكالّية العالقة بين اإلسالم والدولة والسياسة
إنّ الفصل بين اإلسالم والدولة ضروريّ ،إذا العامّة ،من جهة أخرى. أردنا أن نضمن للمجتمعات اإلسالميّة أن تصبح بالمقابل ،ففصل الدولة عن السياسة ،يمنح ً ً مسلِمة انطالقا من قناعتها الذاتيّة ،وليس انسياقا اإلمكانيّة للضعفاء للجوء إلى أجهزة الدولة وراء إرادة الدولة القهريّة .وهذا الفصل ال وجه ومؤسّساتها ،سعيا ً نحو حمايتها ض ّد تع ّديات ّ للتشكيك في صحّ ته وشرعيّته ،ألننا لو نظرنا إلى رجال الدولة ذاتها ،وإساءة استخدامهم لسلطتهم. المطلب المضا ّد أو النقيض له ،أي هدف تحقيق والمثال على ذل��ك ،حالة ال��دول ذات الحزب دولة إسالميّة تقوم بتطبيق الشريعة اإلسالميّة الواحد ،حيث تمتزج الدولة بالحزب ،وال يجد ً ً ّ بوصفها قانونا وضع ّيا ،سنجده ال يتمتع بالتماسك المواطنون مستويات للتوسّط والتظلّم .وهذا يدفع المنطقيّ من جهة أولى ،وليست له سابقة تاريخيّة المواطنين للسلبيّة واالنسحاب من التعاون مع ً من جهة ثانية ،وغير عمليّ واقع ّيا من جهة ثالثة الدولة ،لفائدة ممارسة المقاومة العنيفة ،كما حال وأخيرة .بالتالي ،فتطبيق الشريعة اإلسالميّة ،الجماعات السياسيّة التي يطلق عليها باإلسالميّة. من خالل سلطة الدولة القهريّة ،غير مرغوب هذه الجماعة يجب أن يسمح لها بالعمل السياسيّ إنّ الجهود الرامية إلى تحقيق الدولة اإلسالميّة فيه ،كما ال يمكن تحقيقه .من هنا ،فإنّ الدولة الحزبيّ العلنيّ والقانونيّ ،وإلاّ فإ ّنها سوف تلجأ ليس فقط محكوم عليها بالفشل ،المصحوب ّ ً ً ّ العلمانيّة ،إنما تمثل هدفا جديرا بالسعي إليه ،إلى ممارسة العنف السياسيّ ،في سعيها للسيطرة بتكاليف إنسانيّة وما ّديّة رهيبة ،ولك ّنها أيضا ً تقود وقابالً للتحقيق أيضاً. على الدولة أو االنقالب العسكريّ ،أو أيّة وسائل إلى عكس ما تسعى إليه ،أو ما هو مفترض فيها. إلاّ أنّ الفصل بين اإلسالم والدولة ال يعني أخرى غير دستوريّة. إ ّن��ه ال مانع ،بل من المطلوب أن يستلهم إطالقا ً الفصل بين اإلس�لام والسياسة ،إذ ال ث ّم إ ّنه من الضروري بالنسبة للمتديّنين ،أن المسلمون المبادئ اإلسالميّة ،ويقترحوا سياسات يمكنهما أن يُفصال ،كما ال يتعيّن أن ينفصال ،يجدوا للحكم الدستوريّ التبرير الدينيّ وحقوق وتشريعات تعبر عن عقائدهم الدينيّة ،لكن ال يجب والمطلوب هو تسهيل عمليّة تنظيم العالقة بين اإلنسان ،بوصفهما اإلطار الضروريّ لتنظيم أن يت ّم االكتفاء بالتأكيد على أنّ تلك المقترحات اإلسالم والدولة من خالل السياسة ،عبر إخضاع الدور العا ّم للدين. تتطلّبها أو تفرضها الشريعة .إنّ معايير تلك العالقة للضمانات الدستوريّة والقانونيّة، إنّ ال��ت��ح�� ّدي ال���ذي تواجهه المجتمعات الشرعيّة ،بنظره ،ال يمكن استمدادها من القرآن واعتبار أن مبادئ الشريعة تفقد سلطتها الدينيّة اإلسالميّة ،إ ّنما هو تحدي الفصل بين اإلسالم والس ّنة إلاّ من خالل الفهم اإلنسانيّ ،والذي يعني وقيمتها الدينيّة ،عندما يجري فرضها من قبل والدولة ،رغم االرتباط الموجود بين اإلسالم بالضرورة حتميّة االختالف في اآلراء واحتمال الدولة. والسياسة ،أل ّنه من شأن ذلك توفير دور إيجابي الخطأ ،سواء جرى تقرير األمر فيما بين جماعة من هنا ،ضرورة رفض تولّي الدولة ممارسة مالئم ومستنير للشريعة في حياة المسلمين العلماء والفقهاء ،محدودة النطاق ،أو في إطار السلطة باسم اإلسالم ،أو بكلمات أخرى أن تزعم والمجتمعات اإلسالميّة .وهذا ال��رأي يمكنني الجماعة اإلسالميّة األوسع. لنفسها سلطة إسالميّة ،ألنّ الشريعة عندما تسقط أيضا ً أن أسميه الحياد الدينيّ للدولة ،حيث ال إنّ الشريعة ،كانت وستظ ّل فهما ً إنسان ّياً، بيد البشر تصبح إنسانيّة ،ومن هنا فهي معرّ ضة تقوم الدولة ومؤسّساتها بمحاباة ومعاداة عقيدة ،ذا طبيعة تاريخيّة للقرآن والس ّنة .أمّا تفسير للتقدير والحكم اإلنسانييّن ،والخطأ بالمحصلة. أو مبادئ دينيّة ما ،وهذا من شأنه تحقيق غاية تلك المصادر والتعبير عنها بوصفها معايير إنّ التمييز بين الدولة والسياسة ،يفترض الشريعة في حياة المسلمين ،وليس نفي دورها للشريعة ،فقد كان دائما ً وسوف يظ ّل باستمرار وج��ود تفاعل مستمرّ بين أجهزة ومؤسّسات المركزيّ في حياتهم. جهداً إنسان ّياً ،قابالً للتح ّدي وإعادة التشكيل ،من الدولة من جهة ،والقوى السياسيّة واالجتماعيّة إنّ الجمع بين الفصل بين اإلسالم والدولة ،خالل بدائل إنسانيّة أخرى ،لفهم ذات المصادر. ّ صالح الدين داود والمؤثرة ورؤاها المتنافسة للمصلحة النشطة
والوصل بين اإلسالم والسياسة سوف يسمح لنا بتطبيق المبادئ اإلسالميّة في السياسة الرسميّة والتشريع ،ولكن من خالل إخضاع هذا التطبيق لضمانات الدستور وحقوق اإلنسان ،وهو ما ال يرضي بعض األطراف ،إذ اإلدراك السلبيّ العا ّم للعلمانيّة بين المسلمين ،ال يميّز بين فصل اإلسالم عن الدولة ،وارتباط اإلسالم بالسياسة. الفشل في إدراك هذا التمييز يدفع للتعامل مع فكرة الفصل بين اإلسالم والدولة ،بوصفها فكرة تعني اإلبعاد الكامل لإلسالم من المجال السياسيّ العا ّم ،إلى المجال اإلنسانيّ الخاصّ .
newspaper@allsyrians.org
ثقافة
الدين واإلرهاب منذ أواخر القرن العشرين ،بات ينظر إلى الدين اإلسالميّ على أ ّنه دين اإلرهاب ،يسعى للقتل والتدمير وفرض الدين ونشره بقوّ ة السالح وقتل المدنيّين الذين ال يندرجون تحت معاييرهم الدينيّة وإن كانوا يدينون بدين اإلسالم ،والذي يطلق عليه اليوم «اإلسالم المعتدل». ولكن بالعودة إلى الماضي سنجد تقاطعات أقرب للتشابه واالستنساخ ّ والمنظمات لمسارات نشر األديان التوحيديّة الثالثة ،إضافة للحركات التي ظهرت خالل التاريخ المعاصر أو القديم. فتحت ذريعة محو الخطيئة واآلثام التي غرق فيها بنو كنعان، وأنّ هللا قد أطال آناته عليهم كثيراً ولمئات السنين ،وكان قد أخبر هللا إبراهيم بأنّ نسله سيتغرّ ب لم ّدة أربعمائة عام « ،ألنّ ذنب األموريّين ليس إلى اآلن كامالً « (سفر التكوين ،)16 :15ومرّ ت أربعمائة سنة وشرّ بني كنعان في تصاعد مستمرّ ال يقف عند ح ّد ،فقدموا أطفالهم ذبائح بشريّة لإلله «مُولك» واإللهة «عشتاروت» ،ومارست كاهنات المعابد الزنا كطقس من طقوس العبادة ،وتو َّغلوا في السحر والعرافة واالتصال باألرواح ،فكان الب ّد أن يسري عليهم الحكم اإللهيّ « ال تدَع ساحرة تعيش « (سفر الخروج .)18 :22 فقام اليهود بعد وفاة النبيّ موسى قبل عبور نهر األردن ،واستالم يشوع بن نون القيادة ،بعبور النهر وقاموا بشنّ حروب أحرقوا بها مدنا ً كاملة برجالها ونسائها وأطفالها وح ّتى حيواناتها ،على أنّ هللا قد ّ سخرهم لتطهير األرض المق ّدسة التي وعدهم بها هللا ،فقاموا باقتحام المدن والقيام بمجازر في مدن ع ّدة منها( :أريحا ،وحاصور ،وعاي) الذي بلغ عدد قتالها اثنا عشر ألفاً ،وقد ورد عن اقتحام «حاصور في سفر يشوع اإلصحاح الحادي عشر» ضربوا ك ّل نفس بح ّد السيف. حرَّ مُوهم ولم َ تبق نسمة ،وأُحرق «حاصور» بالنار ،فأخذ يشوع ك ّل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بح ّد السيف ،حرَّ مهم كما أمر موسى عبد الرّ ب» (.)12-11 أمّا الدين المسيحيّ فلم يكن براء كذلك ،فمن القصص التي ُتروى عن اإلرهاب الذي كان يُمارس باسم الدين المسيحيّ وحماية وتطهير األرض ،قصّة الفيلسوفة «هيباتيا» في اإلسكندرية -مصر عام 415 م ،التي لم تكن تدين بالمسيحيّة وتنشر العلوم المعاصرة حينذاك وتقيم ُحلت وقُ ْ ندوات ومحاضرات فكريّة ،حيث س ْ تلت وسُلخ جلدها ،ث ّم أشعلت بها النيران وسط جموع من المسيحيّين الذين يهتفون بتطهير األرض والمجد للرّ ب ،ولكن بقيت هذه المواقف كحاالت تظهر بين الفينة واألخرى ،حيث أنّ مسير انتشار المسيحيّة غلب عليه الدعوة بالهداية والنشر السلميّ للعقيدة ،فقد حافظ المسيحيّون على سلميّة المسيح «سمعتم أ ّنه قيل عين بعين وسن بسن ،وأمّا أنا ،فأقول لكم :ال تقاوموا الشرّ بل َمن لطمك على خ ّدك األيمن فحوّ ل له اآلخر أيضاً، و َمن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً ،و َمن ّ سخرك ميالً واحداً فاذهب معه اثنين» (متى.)41-38 : واستمرّ الوضع كذلك نسب ّيا ً ح ّتى عام 1095م ،عندما توجّ هت أوّ ل حملة صليبيّة أطلقها البابا أوربان الثاني لتخليص القدس واألراضي المق ّدسة من المسلمين وإعادتهم إلى الدين المسيحيّ ،تالها سلسلة من الحمالت كانت بغاية نشر الدين المسيحيّ بقوّ ة السالح ،ث ّم الحملة الصليبيّة الثانية عام 1145م ،ح ّتى الحملة الصليبيّة التاسعة عام 1271م. وليس من الغريب أن نجد أنّ الدين اإلسالميّ كان قد ت ّم نشره كذلك بقوّ ة السالح ،حيث كانت الفتوحات اإلسالميّة بعد وفاة النبيّ محمّد (ص) ض ّد بيزنطة والفرس والقوط في السنوات ما بين (732–632 م) في العهدين الراشديّ و األمويّ واستكمل العباسيّون الفتوحات ،كان من نتائج الفتوحات سقوط مملكة الفرس وفقدان البيزنطيّين ألقاليمهم في مصر والشام وشمال أفريقيا ونشر اإلسالم ونشر اللغة العربيّة معه، ومن ث ّم ظهور الحضارة العربيّة اإلسالميّة ،فبعد وفاة محمّد (ص) في المدينة المنوّ رة بويع أبو بكر بالخالفة وحارب قبائل العرب في حروب الر ّدة وبعدها فتح المسلمون بالد الروم البيزنطيّين والفرس، ففتحوا الشام ومصر والعراق وفارس .وك ّل ذلك تحت ذريعة إعالء ّ الحق القويم الذي نزل رحمة للعالمين ولتقويم كلمة هللا ونشر الدين االعوجاج والتحريف الذي لحق باألديان التي سبقته. حيث قاد الرسول وأصحابه 82غزوة ،قُتل فيها الكثير من األسرى، فمثلاً عندما حاصر الرسول بني قريظة ،وأبدوا استعدادهم لالستسالم على أن يحكمهم أسعد بن معاذ «فحكم أسعد بن معاذ فيهم بحكم رسول هللا ،وهو أن ُتقتل الرجال ،و ُتقسَّم األموال ،و ُتسبى الذراري والنساء، فأمر بهم الرسول فسيقوا جماعات إلى موضع سوق المدينة حيث حُفرت لهم خنادق ،ث ّم أمر الرسول فضُربت أعناقهم في تلك الخنادق، وبلغ عدد القتلى منهم ما بين 600و 700يهوديّ » ،أمّا في حروب الر ّدة ،فقد قتل خالد بن الوليد من بني حنيفة المرت ّدين ،فقط واحداً رجل. وعشرين ألف ٍ وكذلك لم تكن الفتوحات اإلسالميّة من باب نشر الدين اإلسالميّ بالسالح بحسب المسلمين حيث «ال إك��راه في الدين» (س��ورة البقرة ،)256:إ ّنما اتخذت تحت ذريعة مشابهة «وقاتلوهم ح ّتى ال تكون فتنة ويكن الدين كلّه هلل» (األنفال.)39: ومن هنا نجد تشابه المسارات التي ت ّم من خاللها انتشار األديان التي غلب عليها طابع الحروب والقتل والتدمير والذي يسمّى اليوم باإلرهاب ،فليس اإلرهاب سمة ي ّتسم بها فقط الدين اإلسالميّ ،وإ ّنما هو صيرورة تاريخيّة مرّ ت بها األديان التوحيديّة الثالث.
لينا احلكيم
www.allsyrians.org
العدد 16
ثقافة
من ذاكرة الصحافة نشأت الصحافة السوريّة في العصر العثمانيّ المب ّكر بعناية الوالة وتحت رعايتهم ،فكانت صحف رسميّة تكتب أخبار الوالية ،وما يقع فيها من حوادث رسميّة كالعزل والنقل والترفيع ،وكانت أوّ ل هذه الصحف هي صحيفة «سوريّة» التي صدرت في دمشق في عام 1865م بعناية «راشد باشا» والي سوريّة ،ومثلها صحيفة «الفرات» في حلب التي صدرت عام 1867م بإشراف «حالت بك» وعنايته .وكانت صحف تلك الفترة يُكتب نصفها باللغة التركيّة والنصف اآلخر بالعربيّة. ث ّم صدرت بعد عشر سنوات جريدة «الشهباء»، فكانت أوّ ل صحيفة أهليّة في سوريّة أصدرها الحاج «هاشم العطار» ،وتولّى تحريرها «عبد الرحمن الكواكبي» ،لك ّنها كانت في البداية لتمجيد الحاكم وتعظيمه. وقد رحّ ب بصدور جريدة «الشهباء» عدد كبير من الصحف والمجلاّ ت في والية سوريّة ،لكنّ هذا التهليل والتعظيم للحاكم العثمانيّ لم يشفع للجريدة، فما أن بدأ الكواكبي يتكلّم عن الوطن والوطنيّة، ويطالب باإلصالحات ح ّتى أطبقوا على الصحيفة، وت َّم إغالقها نهائ ّيا ً بعد صدور أحد عشر عدداً منها. لكنّ الكواكبي لم يستسلم فأعاد بعد جهد كبير إصدار الجريدة من جديد باسم «اعتدال» ،وقد سارت على سيرة جريدة «الشهباء» نفسها في الدفاع عن اإلصالحات ،فانتهى األمر بإغالقها بعد صدور عشر أعداد منها. في العام نفسه الذي صدرت فيه «اعتدال» ظهرت صحيفتان :إحداهما باسم صحيفة «دمشق» لصاحبها أحمد ّ عزت باشا العابد ،والثانية في حلب باسم صحيفة «السالم» أصدرها الصدر األعظم «خير الدين باشا» ،وانتدب لرئاسة تحريرها «جبرائيل الدلاّ ل» وقد أرَّ خ صدورها الشاعر إبراهيم كرمة قائالً: قد طاب يا أهل الوفاء لديك ُم «السالم» عليك ُم
يتلو حوادثه
بعد ذلك صدرت جريدة أسبوعيّة إخباريّة أدبيّة علميّة في دمشق باسم «الشام» ك ّل يوم ثالثاء صاحب امتيازها «مصطفى أفندي واصف» ّ تمثل هذه الصحف المرحلة األول��ى لبدايات (والدة) الصحافة في سوريّة ،وكانت تصدر كلّها ّ المرخصة أسبوع ّياً ،لكن إلى جانب هذه الصحف كانت هناك صحف ُتطبع و ُت ّ وزع بالسرّ مثل جريدة «المنبر» التي أصدرها في حمص القلب الجريء الشيخ «عبد الحميد ال��زه��راوي» ،وهاجم فيها االستبداد في عهد السلطان «عبد الحميد».
11
/15تشرين األول 2014/
ليس أكثر مجازٌ َ أقولُ:
أقولُ:
ليس ضرور ّيا ً أن نطير ،وأفر ُد جناحي للغياب
أشياء كثيرة
وأطير ...أطير للعدم وال أعود
وكأ ّنني شارعا ً أو رصيفا ً
أقول:
أو بالداً أحفظها عن ظهر قلب
الشعر وحده ،يصطاد الريح من خيمة السماء
ُ تصادق الريح كأ ّنني شجرة حُزنا ً يشاكسُ األرصفة الباردة
فأخطف الريح بمكنسة الرواية وأمضي لمجاز لغويّ ٍ أش ّكل به منفى ل ُه صورة األرض األولى
ً لغة جميلة لقارّ ة مجهولة
أقولُ:
ت الحياة كأ ّنني انتحار لمفقودا ِ
الحبُّ ،يم ّكننا من تجنب االنتحار
رغم أ ّنني حينما أتأمّل وجهي بفجر األمس
وأبتل ُع علبة دواء كاملة من باراسيتامول
ُ أدر ُ لست سوى صورة المجاز بمرايا الشعر ك أنني المنكسرة.
وأوصي األطباء بقلبي ورئتي للغرباء أقولُ: الضباب صوت القتيل وأصر ُخ بالمقصلة عن حلم كان يلوك ُه قات ٌل ويلعن ُه مرّ تين في اليوم
لذا منذ وقت طويل ُ تركت الكالم للغائبين وصفقت باب الماء ورائي فما كان لي صار عليّ
وداد نيب
جائزة نوبل 2014 غصّت صفحات السوريّين الزرقاء بخبر فوز الكاتب الفرنسيّ باتريك موديانو بجائزة نوبل لآلداب، وعلى الرغم من أنّ معظم المتح ّدثين عن هذا األمر لم يسبق لهم االطالع على أعمال الروائيّ الذي حصل على الجائزة ،إلاّ أنّ متعة تضمين هذا الخبر بشيء من التش ّفي السياسيّ بخسارة أدونيس هو أم ٌر تاق إليه الكثيرون ،ولو كان ذلك في مضمار األدب والفنّ العالميّ .ولسنا هنا بصدد الحديث عن أدونيس ومواقفه تجاه الثورة السوريّة ،وال الحديث أيضاً ،كما يحلو لبعضهم ،عن ترف السوريّين في الخارج واهتمامهم ف��ي األدب متناسين واق��ع شعبهم تحت القصف والنزوح والموت المجانيّ ،ما يشغل هذا الحيّز هو آليّة تفكير المث ّقفين األدباء والك ّتاب السوريّين الذين، على مدار أربع سنوات ،غمرونا بعناوين إبداعاتهم الحديثة سواء أكانت روائيّة أم شعريّة ،وزخرت صفحاتهم بالعديد من المقاالت التي تناولت تلك األعمال بالنقد والقراءة األدبيّة .ولعلّها أعمال قيّمة فكر ّيا ً وإبداع ّيا ً غير أنّ مبدعيها تناسوا بشكل أو بآخر أنّ أرضيّة شعبيّتهم هي أرضيّة سوريّة بامتياز ،وأنّ هذه األعمال المستوحاة من المعاناة السوريّة تفتقر إلى المتل ّقي األوّ ل الذي لن يصله هذا اإلبداع ،تبعا ً لظروف الحرب والحصار المطبق ،فالمكتبات العامّة هُدمت، والمكتبات الخاصّة تعاني من صعوبة تحصيل جديد اإلصدارات ،فلم َّ يتبق لهذا المتل ّقي سوى نافذة االنترنت والكتب اإللكترونيّة .ويمكن السؤال هنا إذ طلب أحد السوريّين في الداخل نسخة إلكترونيّة لعمل إبداعيّ ٍ ما من كاتب سوريّ في الخارج ،فهل سوف يستجيب األخير إلى هذا الطلب؟ هنا ال نعني بكالمنا التطرّ ق إلى طلب متابع
ما تربطه عالقة سطحيّة مع الكاتب ،بل عن دائرة األصدقاء المقرّ بة للمبدع في الداخل السوريّ .قد يقول أحدهم إنّ هذا ينافي حقوق النشر وقد يعرّ ض العمل اإلبداعيّ إلى خسارة كبيرة ُتمنى بها دار النشر، وسوف تنعكس هذه الخسارة بالمحصّلة على الكاتب. صواب هذا التعليل ل���ذا سن ّتفق على سنقر نه غير أ ّننا
م�������ن بطلب ال�����ك�����ات�����ب ال�����س�����وريّ ك يتساءل دائما ً وأبداً عن سبب التدهور الذي ما انف ّ الثقافيّ الذي يعاني منه الشعب السوريّ ،وعن عدم اهتمامه ب��األدب والثقافة ،األم��ر ال��ذي يقابله ولعا ً بالكرة والمباريات .سنقول له كيف لنا أن نهت ّم إن كنت ،أنت السوريّ المث ّقف ،تحجب أفق إبداعك عن شع ٍ ب يعاني أربع سنوات من حروب طاحنة ،تزعم أ ّنك صوتهم ،فيغدون كاألطفال الذين يحملون الفتات ال يفقهون مضمونها ،الذي يختاره المصوّ ر ويقرنها
بصورهم للتأثير في العالم الذي يراقب عن بعد .إنّ اإلبداع عمليّة تنهض على أرضيّة تجمع ما بين المبدع والمتل ّقي وتعبّر عن رؤيا مجتمعهما للعالم ،والسيّما األعمال التي تعتمد على تأريخ األحداث الحاليّة التي مازالت تتفاوت في مصداقيّة مضمونها لدى شعبنا وفقا ً لتنوّ ع أيديولوجيّات الحرب وتع ّددها ،حيث تغدو فسحة خيال الكاتب محدودة في واقعيّة الحدث .وجدير بالذكر هنا أنّ رواية خالد خليفة «ال سكاكين في مطابخ هذه المدينة» قد راجت بشكل كبير بين أوساط السوريّين بنسختها اإللكترونيّة ،واختلفوا حول رؤية الكاتب لمدينة حلب وتركيبة س ّكانها وتاريخها الحافل بالمتناقضات، وتع ّد من أه ّم الروايات التي ير ّ شحها لك ك ّل سوريّ لالطالع عليها ،ربّما أل ّنها الوحيدة التي وصلت بنسخة الكترونيّة ،وهذا دليل على ّ تعطش السوريّين إلى أعمال مبدعيهم في الوقت الراهن. ما ذكرناه آنفا ً ال ينتمي إلى حيّز النميمة والتشهير، بل هو دعوة لك ّل الك ّتاب الروائيّين والشعراء إلى النزول من أبراجهم العالية في هذه الحرب اللعينة واالقتراب من الشعب الذي بات ما ّدة إبداعهم الحاليّ ،ونحن هنا ال نطالبهم بتخصيص جزء من أرباح إبداعهم المستوحى ّ ليعززوا من المعانة السوريّة ،إلغاثة هذا الشعب ،بل مفهوم الثقافة ولينشروا إبداعهم متناسين حقوق النشر ألجل ظروف الحرب ،وليقولوا للسوريّين حاولنا أن نكون صوتكم في الخارج ،ح ّتى إذا جاء يوم وتر ّ شح أحدهم لجائزة نوبل وفاز بها ،فإ ّننا سنتح ّدث في هذا األمر مطوّ الً وننشر في ك ّل مكان اهتمامنا بهذا الحدث القائم على ّ اطالعنا على نتاج الكاتب اإلبداعيّ ،سنقول حينها هو جزء من األدب السوريّ في زمن الثورة، ّ وكاتبنا السوريّ يستحق الجائزة .م ّي الفارس
النضال من أجل حقوق المرأة في الثورة السورّية ليلة الثالثاء -الخامس عشر من شهر نيسان، اقترح معهد الثقافات اإلسالميّة عرض فيلم وثائقيّ عن أوضاع المرأة في سوريّة ،تليه مناقشة مع مخرج الفيلم الذي ألقى الضوء على نضال المرأة الذي اشتعل بسرعة من خالل الثورة. «قصص حقيقيّة عن الحبّ ،والحياة ،والموت، وأحيانا ً الثورة» ،فيلم وثائقيّ ت ّم إنجازه من قبل «ليليبيث راسموسن» و»نضال حسن». ف��ي ع��ام ،2010وك��ج��زء م��ن المهرجان في «كوبنهاغن» ،شاركت المخرجة ،والف ّنانة التشكيليّة الدانماركيّة «ليليبيث راسموسين» في إخراج فيلم مع مخرج «قادم من هناك» ،كـ «نوع من أنواع اللقاء» ْ وجدت نفسها حسب هذه األخيرة .وهكذا فإنّ المخرجة ّ يتجزأ من سوريّة للعمل مع «نضال حسن»، جزءاً ال إذ أنّ موضوع الفيلم الوثائقيّ كان أصالً «حقوق المرأة» ،كان على الفريق التعامل مع بداية الثورة في سوريّة ،ممّا يجعل من التوثيق «قصّة حقيقيّة عن الحبّ ،والحياة ،والموت ،وأحيانا ً الثورة» ،إنجازاً في ح ّد ذاته. العنف ض ّد المرأة في بداية التصوير ،في 16من نيسان ،2011قامت «ليليبيث راسموسن» و»نضال حسن» بالتركيز على العنف ض ّد المرأة ،فيما تضاربت آراء ُ ص ّناع السينما
newspaper@allsyrians.org
على معالجة اثنتين من القصص التي صدمت الجمهور، «هدى أبو عسلي» التي كانت قد تعرّ ضت للضرب من قبل زوجها ،عادت إلى عائلتها التي قامت بقتلها ،تحت ذريعة جريمة ال��ش��رف ،و»جيهان ري��ك��و» ك��ان��ت ق��د تعرّ ضت للضرب من قبل زوجها ،ومقيّدة بالضغوط االجتماعيّة ،انتحرت مع أطفالها الثالثة« ،هذا العنف ض ّد المرأة ،نشارك به جميعا ً إذا لم نتكلّم ،و سوريّة تتساءل ساخطة حول هذا الموضوع من خالل ُ ص ّناع السينما ،بالنسبة «لنضال حسن» فإنّ «المنتحرة _ جيهان ريكو _ كانت بالتأكيد الشرارة التي أشعلت الثورة، مثل البوعزيزي في تونس». وبينما ك��ان على «ليليبيث راسموسن» العودة من جديد إلى الدنمارك ،كان المخرج السوريّ يواصل تصوير التح ّديات النسائيّة ،على مدى أشهر. تجمّعات مكوّ نة من خمسين شخصا ً من أجل حقوق المرأة ،تتحوّ ل إلى مظاهرات مكوّ نة من آالف السوريّين من أجل الحريّة في البالد ،النساء الالتي ت ّم
أصبحن في ذهاب وإياب سؤالهنّ في الفيلم الوثائقيّ َ إلى السجن« .نضال حسن» أيضا ً ت ّم إلقاؤه في السجن، وهناك سيكتب الجدول الزمنيّ لفيلمه الوثائقيّ . من إ ّنهنّ ال يتكلّ َ «ال يستطيع نضال السفر إلى الخارج ،لذلك أنا من يجب عليه الحديث عن الفيلم الوثائقيّ » ،تقول «ليلييث راسموسن» في غ��رف��ة اإلس��ق��اط ،يشير أحد الحضور إلى غياب النساء المحجّ بات في الفيلم ،ي��ق��ول المخرج م��وضّ��ح��اً« :لقد التقينا من، بهنّ ،لك ّنهنّ ال يتكلّ َ يخفن أمام الكاميرا، إ ّنهنّ َ امرأة شابّة دعتنا ،بينما لم يكن زوجها في المنزل، تح ّدثنا إليها ،وتناقشنا ،ولكنّ المعدات لم تكن معنا ،كان علينا العودة لتسجيل ك ّل شيء ،وفي اليوم الذي عدنا فيه كان الزوج هناك ،لم يكن يريد أن يت ّم تصويرهما، بالنسبة «للدنماركيّة» هذا الفيلم الوثائقيّ مه ّم« :من المه ّم إظهار هذا الذي ال يريد التح ّدث ،وخصوصا ً
النساء المع َّنفات ،قد يكون هذا سلب ّيا ً لصورة البالد، ولك ّنه موجود ،والجرائم ذاتها كانت ُترتكب في الدنمارك!». اإليمان والسياسة شادي ،منتج الفيلم الوثائقيّ كان موجوداً في باريس. يفسّر هذا األخير التغيير في توجّ ه الفيلم الوثائقيّ ، شاءت الظروف أن تجعلنا نتم ّكن من التعليق على قصّة «جيهان» بداية ال��ث��ورة ،ودخ��ول قسم من المشاركين معنا إلى السجن أجبرنا على تغيير االتجاه، وباعتباره هو نفسه كان قد سُجن في سوريّة ،يعتقد المنتج أنّ لديه رؤية واضحة لجميع هذه األحداث: «اندلعت الثورة في سوريّة من خالل عنصرين :ثورة النساء ض ّد النظام األبويّ ،وثورة الشعب ض ّد سياسة النظام». بقيت «ليليبيث راسموسن» على اتصال مع معظم شاركن في الفيلم الوثائقيّ « :معظمهنّ ال النساء الالئي َ يعشن اآلن «في تركيا ،في يعشن في سوريّة ،إ ّنهنّ َ َ ألمانيا ،في النرويج ،في لبنان» ...أن تكوني امرأة غ��ال ،وكنّ يُدركنّ ذلك متحرّ رة في سوريّة ،ثمنه ٍ تماماً» ت ّم عرض الفيلم الوثائقيّ في ع ّدة مهرجانات منها: «مهرجان كان السينمائيّ » في عام .2013
ترمجة :مها قطريب
www.allsyrians.org
12
العدد 16
مقامات
/15تشرين األول 2014/
م � �ق � �ام ال �ق �ص��ب
يا لونا ً ممزوجا ً باألعين واألنفاس العاشقة ْ األشواق ويا قبر
يا حبراً علي اجلندي ..انهضْ من قاع الهاوية الوهميّة يا راوية األحزانْ
ح ِّدثنا عن تلك المدن الشائك ِة المائيّة
ْ ُ الكلمات الهمجيّة واستشرى أكلت شفتيك في جلدك وخز األحرفْ ،لذع األوزانْ
عن عاشق ٍة -قالوا -طفلة
لوِّ نْ أفقك بالبحر القزحيّ وبالشفق الزاهي
ْ عن سرِّ األعماق
أقلِعْ عن تسويد رؤاك ،وهادنْ نفسك
كانت تولم في عينيها الضاحكتينْ
روّ ح عن دفترك المفتوح على الليل
للفجر الخمريِّ المحزونْ
وشرِّ عْ صدرك لإليمانْ
كانت تزرع في ليل غدائرها فلَّة
األحداث ح ّدثني يا ليل الريح المهووسة ْ ح ِّدثنا كيف تنام اآلن قريبا ً من نبع متجلّد ًة تنبت بين أصابعها األعشاب بال صِ فْ لي أعماق الغابة ،أغوار البحر ْ أوراق
ارسم لي لوحة َمن غابوا تحت الماء المالح
تمرق من عينيها األسماك الذهبيّة
قل لي ما شأن اللحظة في دنياهم،
ْ العشاق؟ هل مازالت تنتظر هناك مواعيد
أخبرني كيف اقتتلوا
وتحملق في ذعر بالعينين الفارغتين إلى كي يصلوا لكنوز القرصانْ ؟! ٍ النار الوحشيّة؟؟
ّ لكل مقام مقال
اإلعالم بين الحقيقة وتسويق األجندات
جائزة «بين بينتر»
لماذا هذا الض ّخ اإلعالميّ حول كوباني؟ وما هو الهدف من ورائه؟ وم��ن ص��اح��ب المصلحة ف��ي هذا التجييش اإلع�لام��يّ ؟ ه��ذه وأسئلة كثيرة أرهقت صفحات الـ «فيسبوك» وهي تتناول ما يجري هناك ،وما أستغربه هنا بدالً من أن نبحث في أسّ المشكلة ،وب��دالً من أن نرى ما يجري هناك وكأ ّنه مشكلة تمسّ الحالة السوريّة بك ّل تفاصيلها ،انقسمنا بين مستغرب لهذه التغطية اإلعالميّة ،وبين مستميت للتأكيد عليها، وتف ّتقت الصفحات الشخصيّة عن عبقريّات في التحليل السياسيّ والعسكريّ والتاريخيّ . ولألسف أن من يقرأ ويحلّل ويستنتج استناداً إلى صفحات «الفيسبوك» وما يجري فيها من ض ّخ إعالميّ ،يكون كالذي يناقش قضايا الحياة على سطح القمر خالل سهرة حشيش ،حين نقول ض ّخ إعالميّ علينا أن نستند إلى القنوات الفضائيّة الفاعلة والتي تمتلك أجندات مختلفة حول الحالة السوريّة ،والتي تحاول ك ّل منهنّ أن تسوّ ق لخطابها وأهدافها ،أمّا أن نبني تحليلنا على ر ّدة فعل شعبيّة عبر صفحات التواصل االجتماعيّ االفتراضيّة، فهذه مشكلة ،كما أ ّنها ال يُبنى عليها ،وهي في حالة عين العرب (كوباني) كانت نجاح ملفت للنظر لألكراد في تسويق قضيّتهم وش ّد العصب حولها ،وقد نجحوا في ذلك. وال ننكر أنّ قضية عين العرب (كوباني) القت ذات الض ّخ ّ المحطات الفضائيّة ذات التأثير (الجزيرة والعربيّة اإلعالميّ في و bbcوالفرنسيّة ووو) ولكن المتابع للحالة السوريّة منذ بداياتها يجد أ ّنه وفي ك ّل مفصل تأخذ أمور الصراع فيه منحىً طائف ّيا ً أو إثن ّيا ً في سورية ،تبدأ هذه القنوات تض ّخ حجما ً غير مسبوق من التغطية اإلعالميّة وتجعل من القضيّة وكأ ّنها مكسر عصا ،أو أن ما قبل لن يكون كما بعد. َمن م ّنا ينسى كيف ت ّم التعامل مع معركة الخالديّة وبابا عمرو وكيف أنّ هذه القنوات وغيرها تعاملت وكأنّ سقوط هذه األحياء يعني سقوط الثورة ،وكلّنا يعرف ما للوضع الطائفيّ في حمص من خصوصيّة ال ينكرها أحد. َمن منا ينسى كيف ت ّم التعامل مع معركة القصير وكأ ّنها من ستح ّدد مصير العالم كلّه وكيف ض ّخ اإلعالم حولها ما ض ّخ، وأيضا ً كان واضحا ً أنّ السبب الحقيقيّ لهذا الض ّخ هو إظهار البعد الطائفيّ والتركيز على دخول ميليشيا حزب هللا طرفا ً صريحا ً وواضحاً .وكذلك كان التعامل مع معركة يبرود في منطقة القلمون ،التي وصل األمر فيها إلى حدود تأليف األغاني واألناشيد المتبادلة. َمن منا ينسى كيف ت ّم التعامل مع معركة كسب ،وكيف ت ّم تضخيمها إعالم ّياً ،وأيضا ً السبب كان ألنّ كسب ذات غالبيّة أرمنيّة ،بمعنى أنّ بُعد المعارك هناك كان يجب أن يلبس لبوسا ً إثن ّيا ً قوم ّياً ،إلى الح ّد الذي جعل الجالية األرمنيّة في العالم كلّه تجتمع وتش ّد عصبها لنصرة كسب وما فعلته كيم كارديشيان من شحن عاطفيّ قوميّ كلّنا سمعنا به. هل علينا أن نذكر حوادث أخرى أم نكتفي بما ذكرنا... من هنا نقول ،ربّما من ّ حق األكراد أن يتداعوا ويسلّطوا الضوء على قضيّة ما تمسّ وجودهم ،ولكن كان من األحرى بنا أن نقرأ الموضوع من زاوية أخرى ،وكيف أنّ المجتمع الدوليّ واإلقليميّ وعبر أدواته اإلعالميّة يسوّ ق لفكرة تفرضها األجندات السياسيّة ،وأن نتعامل كسوريّين وليس كمكوّ نات سوريّة متصارعة ومتناحرة داخل الوطن الذي حلمنا به ذات يوم.
نور.ح عبداهلل
المدير العام
رئيس التحرير
توفيــق دنيـــا
بسام يوسف َ
newspaper@allsyrians.org
ص����در ح��دي��ث��ا ً ك��ت��اب «جهات الضغط والتأثير على دوائ��ر القرار في إسرائيل»
سلمان رشدي يشارك مازن درويش اجلائزة
م���ن ت��أل��ي��ف :ب��ره��وم جرايسي
شارك الكاتب سلمان رشدي الحائز على جائزة «بين بينتر» جائزته مع الكاتب والصحافي السوريّ مازن درويش المدافع عن حرّ يّة التعبير والمعتقل منذ عامين. وقال رشدي في بيان له قبل تسلّم الجائزة في المكتبة البريطانيّة« :مازن درويش حارب بشجاعة عن القيم المدنيّة وحرّ يّة التعبير وحقوق اإلنسان ..في واحد من أخطر األماكن في العالم ،إنّ استمرار احتجازه تعسفيّ وجائر ،وينبغي اإلفراج عنه فوراً». وجائزة «بين بينتر» تمنح سنو ّيا ً لكاتب بريطانيّ يدعم حرّ يّة التعبير أو يدافع عنها ،في تقليد خاصّ بالجائزة يتشاركها الفائز مع «كاتب دوليّ شجاع».
عدد ضحايا (إيبوال) تجاوز األربعة آالف شخص
يبحث الكتاب مواضيعه م��ن خ�ل�ال م��ح��وري��ن، ت��ت��ف��رّ ع ع��ن��ه��م��ا ع��� ّدة عناوين ،إضافة إلى المق ّدمة واالستنتاجات. المحور األوّ ل منه عنون بـ»دوائر الضغط والتأثير»، ويذكر فيها المؤلّف بروز عاملين لهما تأثير على ا ّتخاذ القرار ،هما :األوليغاركيّة االقتصاديّة و جمعيّات المجتمع المدنيّ والتي بدأت تظهر بكثافة في إسرائيل ،خاصّة في ظ ّل العولمة.
والمحور الثاني بعنوان «دوائر التأثير -مراكز أنّ ع��دد الوفيّات وجمعيّات اليمين». ارتفع إل��ى 4033يقع الكتاب في صفحة 68وهي الطبعة األولى ً ش��خ��ص��ا .وي���ؤ ّدي الصادرة عن الناشر :المركز الفلسطينيّ للدراسات الفيروس إلى وفاة اإلسرائيليّة «مدار» رام هللا لعام 2014 سبعة من ك ّل عشرة مصابين بالمرض.
ّ م��ن��ظ��م��ة أع��ل��ن��ت ال��ص��حّ ��ة العالميّة أن أكثر من أربعة آالف شخص تو ّفوا النزفيّة بالحمى التي يسببها فيروس (إيبوال) ح ّتى الثامن من تشرين األوّ ل، وسط مخاوف كبيرة من تف ّ شي المرض ف��ي ال��ع��ال��م دفعت دوالً ع ّدة إلى ا ّتخاذ اجراءات لمنع ذلك.
ه���ذا ،وق��د قسّمت ّ المنظمة الدول السبع إل���ى مجموعتين تض ّم األولى األكثر إصابة وهي غينيا وليبيريا وسيراليون ،والثانية نيجيريا والسنغال وفي حصيلتها الجديدة للوباء ،أعلنت ّ منظمة الصحّ ة وإسبانيا والواليات الم ّتحدة .وقد سُجّ ل في ليبيريا العالميّة أنّ 8399إصابة بالمرض سُجّ لت ح ّتى العدد األكبر من اإلصابات مع 4076إصابة بينها الثامن من تشرين األوّ ل في سبعة بلدان ،موضحة 2316وفاة.
نكـزة
السؤال هنا ترى هل سيعي من يطلقون على أنفسهم اسم (الحكومة المؤقتة) ...
حكومة بال أرض وبال شعب وبال سلطة ...أهمية الخروج من خدماتهم المجانية لنظام والي إيران في دمشق ...واساءاتهم المتكررة لمجمل الثورة السورية .والعودة إلى جوهر الفعل السياسي القائم على إعادة بناء الكيان السياسي السوري وذلك لتحقيق أهداف الثورة أو ما تبقى منها Humam Nasrini
مسعنا ،شفنا ..وبدنا حنكي حسني برو
مسعنا..
شفنا..
بدأت مرحلة (الجوجلة) الختيار رئيس جديد للحكومة السوريّة المؤ ّقتة ،وما زال االجتماع مستمرّ اً في استانبول ولم يخرج الدخان األبيض بعد ...المنافسة وكما تبدو الصورة ،باتت محصورة بين الرئيس السابق المُقال «أحمد طعمة» المدعوم من كتلة اإلخوان المسلمين في االئتالف والمتو ّقع أن تتحالف مع كتلة المجالس المحلّيّة (مصطفى الصبّاغ) أو ربّما يت ّم استبداله بالرئيس األسبق المُقال أيضا ً قبل إعالنه تشكيل حكومته «غسان هيتو» لو توافقت هاتان الكتلتان؛ وفي المقلب اآلخر أي كتلة «أحمد الجربا» مع ما تب ّقى من كتلة الديمقراطيّين يبرز اسم السيّد «إياد القدسي» والسيّد «وليد الزعبي» أمّا باقي األسماء فليست أكثر من ذرّ للرماد في العيون ،ونتائج الجولة األولى من االنتخابات ستوضح االسم القادم لفخامة رئيس مجلس الوزراء «المؤ ّقت» القادم.
هيئة التحرير حسين برو ّ - بشار فستق غزوان قرنفل -ثائر موسى -عزّة البحرة
االخراج الفني منير األيوبي
وعلى مدى ساعة من الزمن ق ّدم المر ّ شحون لرئاسة الحكومة السوريّة المؤ ّقتة برامجهم االنتخابيّة ك أ ّنها خطوة جيّدة عبر شاشة قناة الجزيرة ،ال ش ّ حكومة مؤ ّقتة تستأجر مقرّ اً من ثالثة طوابق في ومهمّة شكالن ّياً ،ولكن لمن ُتق ّدم هذه البرامج؟ وما غازي عينتاب ،رصيدها الماليّ معونات وهبات، هو دورها وتأثيرها في الرأي العام؟ ورصيدها السياسيّ كتل متصارعة ومحسوبيّات، ورصيدها الشعبيّ تراوح ما بين عدم االعتراف وهل للرأي العام دور ما في اختيار هذا الشخص من أغلب الفئات الشعبيّة ،وبين الدعم المطلق من أو ذاك بناء على برنامجه المق ّدم والمعلن؟ ّ الموظفين الذين ساقتهم الصدفة ووالءاتهم جيش كلّنا نعرف أنّ من سيختار معالي السيد رئيس الحزبيّة والشخصيّة ليكونوا من جيش العطالة الوزراء هم معالي السادة أعضاء االئتالف الوطني المق ّنعة التي أنتجتها الحكومة المو ّقرة ..حكومة لقوى المعارضة السوريّة المجتمع في استانبول منذ كهذه ،ومنذ حوالي أشهر ثالثة ،تتص ّدر المشهد ولم يومين بعد أن عاد جهابذته من أداء فريضة الحج ،تتو ّقف الحسابات من وقتها ،كتلة كذا مع كتلة كذا يعني وكما يقول المثل الشعبيّ : تساوي 52بينما كتلة سين مع كتلة عين تملك ،52 وهنالك كتلة كاملة هي كتلة ألركان ليست موجودة «زيتهم بدقيقهم» والزيت والدقيق هما لعبة باألصل ....يعني قتال عنيف وحسابات متداخلة التوازنات والكتل داخل هذا االئتالف. وتصارع على ميراث ،ولكن لألسف الميت ثور منهك القوى ال حول له وال قوّ ة. بدنا حنكي..
فريق العمل هلّ العبدال سكرتاريا :نور التدقيق اللغوي :فلك الخالد الموقع اإللكتروني :باسل العبداهلل
اآلراء الواردة في كلّنا سورّيون تعبّر عن رأي الكاتب و ال تعبّر بالضرورة عن رأي الصحيفة
www.allsyrians.org