حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح ،ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم ب��دوره يف صياغة وعي وط ّ ين س��ور ّي جامع، يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية العدد - 16 -السنة األوىل
األربعاء /15تشرين األول2014 /
12صفحة
كيف ميكن للسوريّني استعادة هويّتهم الوطنيّة؟ هـل يدفـع األكـراد مثـن األجنـدات اإلقليميّـة؟
التزوير خطر يته ّدد الوثائق الرســميّة الســـوريّة
newspaper.allsyrians.org
النكوص إلى الهوّيات القاتلة وموت الهوّيات الكبرى هل ي ّتجه الشرق األوسط الكبير ،ليصبح الشرق األوسط الجديد، كما أسمته يومها وزيرة خارجيّة أمريـكا «كوندا ليزا رايس»؟؟؟؟ وهل سنو ّدع الخريطة الجيوسياسيّة الحاليّة للمنطقة ،لنستقبل خريطة أخرى ،تخلِف الخريطة التي صاغها «سايكس وبيكو» في بدايات القرن الماضي؟ إذا كانت الخريطـة الجيوســياســيّة الحـاليّـة للمنطقـة قـد صـاغتها الدول االســتعماريـّة حينها ،ولم تعلم بها الشــعوب إلاّ بعـد وضعهـا حيّز التنفـيذ ،إلاّ أنّ الصيغة الجـديـدة ســتكون الشــعوب هذه المرّ ة ،هي التي ســتن ّفذها بيدهـا ،لتخدم ما يـريـده اآلخرون منهـا. في الحرب التي يشـت ّد ســعيرها في ســـوريّة والعراق واليمن ....ويلفح وهجها الشــديد كامل المنطقة ـ عرب وغير عرب ـ ثمّة ما هو أكبر من بقاء النظام الســوريّ ،أو رحيله وما هو أكبر من تم ّدد (داعـش) ،أو زواله ،ثمّة ما هو قادم ليُحيل هذه المنطقة إلى خراب معمّم ،ليعـاد صيـاغتها بعده من منظور جديد ،ووفق مصالح الدول الكبرى. ك ّل مــا من شـــأنه أن يزيد من خطوط االنقســام ســيت ّم إشــعاله ،سننقسم ونتحارب طائف ّياً ،ومذهب ّيا ً وقوم ّيا ً وعشــائر ّيا ً وعائل ّيا ً ومناطق ّيا ً و ...وعندما ال نجد ما يمكننا أن نتقاتل به ،أو من أجله ،وأنّ ك ّل ما حولنا قد أصبح خراباً ،ســيهرع من تب ّقى م ّنا بعد ك ّل هذا الموت ،ألن يرهن ك ّل شيء لآلخر ،الذي ســيأتي ليكســب ك ّل شيء.
كلّنا سوريون -سراقب -عدسة ليث العبداهلل
تحقيقات العدد
ّ تشكل المنطقة العازلة مخرجاً هل الكردي تركّياً من الغضب ّ
-وقائع عشرة أيّام سراقب
ص6
-أرض امليليشيا
ص6
-خميّم األمل -درعا
ص7
-البقاء أو السفر ،املطرقة والسندان
ص7
الشهادات المز ّورة في سورّية أكاديمي وبيع لألوهام فساد ّ
ص8
المزورة :وهي شهادات بيع الشهادات ّ مســجالً في الجامعة التي ال أصل لها ،و ُتمنح للزبون دون أن يكون ّ يرغب بشراء شهادتها ،وكثيراً ما يلجأ هؤالء إلى الحصول على تلك الشهادات لتحسين واجهتهم االجتماع ّية ،أو للعمل في جنبات الخاص القطاع ّ احملامي أمحد صوّان
الشعوب السورّية ص3 هناك مجموعة من األف���رادُ ،تش ّكل جماعة ،تعيش في إطار واحد من الثقافة وال��ع��ادات ،ضمن مجتمع واح��د وعلى حسها المشترك بهو ّيتها ،وفي نظرتها أرض واحدة ،وتتشابه في ّ لألخر – أي آخر – مختلف عنها ،وفي التفاصيل الصغيرة والكثيرة حممّد اجلرف لشكل العالقات االجتماع ّية.
إشكالّية الدولة بين ّ الحق والعنف انطالقا ً من نظرة مكيافللي المتشائمة األمني للطبيعة البشر ّية اعتبر العامل ّ ص 10 هو العامل األساس لتكوين الدول فهو األساسي لنشوء الدول والمجتمعات البشر ّية هو يرى بأنّ الدافع ّ رغبة الجماعات في التخ ّلص من األخطار وأهوال الحروب عبدو نيب
ص2
إنّ موقف الحكومة الترك ّية بعدم التدخل لؤي حاج بكري البري في األراض��ي السور ّية بشكل منفرد، ّ الدولي بإقامة منطقة عازلة على حدودها وضمن ومطالبتها الجديدة للتحالف ّ األراضي السور ّية ،في ظل ّ ما يجري على حدودها من معارك بين «داعش» واألكراد شعبي غاضب ،في معظم مناطق السور ّيين ،وفيما تعكسه تلك المعارك من ردّ ّ ّ اّ التركي المتقاعس ،ال يمثل إل محاولة الكردي من تركيا ،رفضا ً للموقف التواجد ّ ّ السوري المتفاقم بالنسبة إليهم ترك ّية للتخ ّلص من األزمة التي يش ّكلها الوضع ّ
الالجئون السورّيون في غزّة ص5 يجب أن ال ننسى أنّ الفلسطيني ّين السور ّيين والذين كانوا في سور ّية هم السوري ّأول من وقف إلى جانب الشعب ّ في طلبه للحر ّية والديمقراط ّية والحياة المدن ّية جنبا ً إلى جنب إلسقاط النظام، وكالمعتاد ،الدكتاتور ّيات ّأول ش ّماعة ألخطائها هي القض ّية الفلسطين ّية والته ّكم الفلسطيني والتف ّنن بتهجير وتشريد واعتقال وتعذيب الشعب ّ سوسن يوسف
أرض الميليشيا ص6
ص5
ّأول الميلشيات في الظهور هي كتائب البعث ،وهو جناح مس ّلح تابع لحزب البعث، ظهر منذ اندالع الثورة حيث قامت الفرق الحزب ّية في الساحل بتسليم السالح للشباب (نيسـان )2011وتنظيم حراســتهم للمباني التابعة للنظام ،بغرض ترهيب سوسن يوسف األهالي وتخويفهم م ّما يحصل ،وجعلهم يعتقدون بأنّ ما يحدث هو مؤامرة مسـ ّلحة، يتاقض هؤالء أج��راً ،والتحق معظمهم لم َ الوطني الحقاً ،عادت بميليـشيا الدفــاع ّ هذه الميليشـيا للظهور حال ّيا ً ولكن بـشـكل قليل ومن الجدير بالذكر أنّ خدمات المتطوعين فيها تبدأ بحواجز على الطرق اآلمنة وتنتهي على الجبهات الســاخنة ّ ّ موظفي الدولة. ومعظمهم من أليمار الذقاني
منذ سنوات وربّما عقود يت ّم العمل بحماس وتصميم على سحق ك ّل مقوّ مات التالقي والتعايش واالندماج بين مكوّ نات هذه المنطقة، سحق يجبله الدم وترتفع فوقه رايات التاريخ السوداء ،سحق بالغ العنف والقسوة ،ك ّل هذا لكي تصل هذه المكوّ نات إلى االقتناع أنّ تعايشها مع بعضها قد أصبح مستحيالً ،عندها ستعمل الدول األخرى على تكريس هذا التناحر الشديد بصيغة جديدة ،خريطة جديدة ،تؤسّس لقرن آخر من التخلّف والتبعيّة. لعلّـه من أهـ ّم ســمات الخريطـة الجديـدة لهـذه المنطقـة ،هي أ ّنها ســتكون مفصّـلة لضمان تبعيـّة مكوّ ناتهـا إلى أعـلى حـ ّد ممـكن ،وســتنشـأ كيـانـات متنـاحرة ،وشــديدة العـداء ،وســتكون المنطقـة مبنيّـة على صيغـة تؤسّــس لحـروب طويلـة ،وربّمـا ســتلعب بعـض هـذه المكوّ نات دوراً وظيفيـّا ً يشــبه إلى حـ ّد كـبير الدور الذي لعبتـه إســرائيل طـوال القـرن المـاضي ،ولـن يـكون أمـام مكـوّ نات ـ تفصـل بينهـا أنهـار من الـدم والويـالت والثـارات ،ومنفصلة قوميّـا ً أو طائفيـّا ً أو مذهبيـّا ً أو ...أو ـ إال أن تتنـازل وتتنـازل ،و ُترتـهن للقـوى الكبـرى ،لكي تبقى على قيد الحياة. لع ّل طمس الهويّات الكبرى الجامعة ،والتي كان يمكن لها ْ اشتغلت عليه األنظمة أن تبعد بالدنا عن شبح التفتيت ،هو ما العربيّة خالل القرن الماضي ،فاستحالت هويّاتنا الفرعيّة إلى هويّات كبرى ،ولم تستطع القوى السياسيّة والثقافيّة واالجتماعيّة أن تتص ّدى لهذا الطمس المتعمّد ،وبالتالي لم نستطع أن ننجز أوطانا ً ً قابلة للتطوّ ر والحياة. في لقاء للعالمة السيّد «هاني فحص» والذي رحل قبل أيّام، مع مُع ّد ومق ّدم برنامج (في العمق) ب ّ ُث على قناة الجزيرة ،قال الشيخ «هاني» بالحرف الواحد ما يلي: «يجب أن نتجـاوز االنتمـاء للهويّـات الفرعيـّة ،ويجب أن يكون الربيـع العربيّ مدخلنـا لتجـاوزه ،أن يبدأ هذا التجاوز من ســوريّة ،وفي حال بدأ من ســورية ،فإ ّنه ســيترك أثره على ك ّل البالد العربيّة. أنا أتم ّنى على الثوار الســوريّين الحقيقيّيـن أن يكونوا بمســتوى المــستقبل الذي سـيحملونه عبر حماية التع ّدد ،ومنع القوى المضا ّدة للثورة من أن تلبس لبوس الثورة ،فتف ّكك المجتمع السوريّ ،إذا استطعنا أن نكون في سوريّة ديمقراطيّين ،تعدديّين، فإنّ ذلك سوف ّ يؤثر على وضع ك ّل الفئات والطوائف في البالد العربيّة».
ب ّسام يوسف