اع ُتمد الثالث من أيّار في عام 1991 يوما ً عالم ّيا ً لحريّة الصحافة ،ونصّ اإلع�لان يومها على أ ّنه ال يمكن تحقيق حرّ يّة الصحافة إلاّ من خالل ضمان بيئة إعالميّة حرّ ة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية. وبات هذا اليوم من ك ّل عام موعداً لالحتفال بالمبادئ األساسيّة لحرّ يّة الصحافة ،وتقييم حرّ يّة الصحافة حول العالم ،والدفاع عن وسائل اإلع�لام ض ّد ما يهدّد استقاللها، والتعبير عن اإلجالل للصحافيّين الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارسة عملهم.
المحتكرون الجدد ص3
حناول أن تكون فضا ًء إعالميّاً مفتوحاً على الشأن السور ّي ،وتشارك السوريّني حياتهم يف بالد النزوح، ونسعى ألن تكون ساحة لتبادل الرأي وتبادل املعلومة ،حماولة جادّة للمساهمة يف صناعة إعالم سور ّي جديد وج ّدي ،يساهم بدوره يف صياغة وعي وط ّ ين سور ّي جامع ،يؤ ّسس لصياغة اهلويّة الوطنيّة اجلامعة .
سياسية ثقافية نصف شهرية
السنة الثانية
العدد - 30 -
/7أيار 2015 /
newspaper.allsyrians.org
12صفحة
اإلقامات في تركيا
االفتتاحية
أنواعها ،شروطها
التقسيم...
ُت��م��ن��ح اإلق���ام���ة ال��س��ي��اح��يّ��ة فــي تركيــا لمــدّة عــام قابلــة للتجديــد لطالبيهــا مــنالســوريّين ممّــن يحملــون جــوازات ســفر م��ات��ـ��ـ��زال ســــارية المفعــول ،وفيهـــا مـــدّة صالحيـــّة تتجـــاوز \ \14شــــهراً لمـــن يطلــب اإلقامــــة لمـــدّة ســــنة ،بمعنــى أنّ مــن كان بجــواز ســــفره أقــ ّل مــن ذلــك ال يمنــح إقامــة مدّتهــا ســنة بــل إقامــة لمــدّة تقــ ّل عــن المــدة المتبقيــّة بصالحيّــة جــواز ســفره بشــهرين. ص9
آخر سهم يف جعبة إيران
بقلم طفل سوري
نوتات بالدم
اعتادت نظرات شفقة عقيمة من عيون غبيّة ،واختفاء جيوبهم بح ّقها في األزمات ،اعتادت ترتيب أغراضها وتلبية حاجاتها بأقدامها ،تعايشت مع األلم واألمل؛ عزفت البيانو بشغف فيما مضى ،كانت أصابعها الزهريّة تقبّل السواد في البياض ،كانت أوتاره تعشقها وتبكي على فراقها ص8
حلب -رسائل سالم وإنسانّية...الوالء لإلنسان واحترامه
الجامعي “زياد ماجد” حوار مع :الكاتب واألستاذ ّ
تنموي لخلق مجتمع أفضل مبادرون..مشروع ّ
في «الثورة اليتيمة» كاتب وأستاذ جامع ّي لبنان ّي ساهم يف إع��داد دراس��ات حول قضايا التحوّل الدميقراط ّي يف لبنان وسورية والعامل العرب ّي خاص على األنظمة مع تركيز ّ االنتخابيّة واألح��زاب السياسيّة وم��ش��ارك��ة امل��رأة يف الشأن العامّ.
كان القدوم إلى حلب له رهبة كبيرة نتيجة األخبار الكثيرة التي يسمعونها عن حلب والدمار والخطر المحدق في ك ّل زاوية فيها ص7
حول الثورة السوريّة، أسبابها ،إرهاصاتها ،تسميتها ،وعن يُتمها ،ومستقبلها ،ومحاور أخرى ،ناقشناها مع الكاتب واألستاذ الجامعيّ في جامعة باريس ،وصاحب كتاب «الثورة اليتيمة.
عيد الع َمال
ليلة سبت النور
أبناؤنا في «صيدنايا»
إضرابات وأعياد في أوّ ل أيّام أيّار من ك ّل عام ّ تعطل الماليين من البشر؛ فيما يُعرف بعيد العمّال العالميّ ،أو اليوم العالمي للعمل .ماهي حكاية هذا العيد؟ يرتبط االحتفال باألوّ ل من أيّار كيوم للعمّال العالميّ بقضيّة «هايماركت »1886حين أطلقت الشرطة النار على المضربين الذين طالبوا بتخفيض ساعات العمل وتحديدها بأق ّل من ثمان ساعات يوم ّيا ً في شركة «ماكورميك» الزراعيّة فقُتل منهم أربعة عمّال ،أُعلن في اليوم التالي اإلضراب العام في شيكاغو ،الذي شارك فيه -باإلضافة إلى مختلف العمّال - المهاجرون والحرفيّون .وتجمّع عدد كبير من المضربين في ساحة «هايماركت» .عندما ّ بالتدخل لفضّ اإلضراب بدأت قوّ ات الشرطة انفجرت قنبلة ما أدّى إلى مقتل العشرات من األشخاص. تمّت محاكمة ثمانية أشخاص لم تثبت صلتهم بالتفجير ،وإ ّنما لموقفهم السياسيّ ،وحكم على سبعة منهم وصفوا بأ ّنهم «فوضويّون» باإلعدام. أصبحت قضيّة «هايماركت »1886مصدراً لغضب الناس في مختلف أرج��اء العالم، وفي السنوات التالية ،ظلت ذكرى ضحايا «هايماركت» في الذاكرة ضمن العديد من
اإلجراءات والمظاهرات الخاصّة باألوّ ل من أيّار. وأصبح هذا اليوم مناسبة دوليّة للتذكير بتاريخ ومكتسبات الحركة العمّاليّة العالميّة اجتماع ّيا ً واقتصاد ّياً ،ولتحتفل به أغلب دول العالم. تبقى المفارقة ،أنّ الواليات الم ّتحدة األميركيّة نفسها ،التي شهدت ذلك اليوم ،تحتفل بعيد العمّال في أوّ ل اثنين من أيلول من ك ّل عام! فقد أصدر الكونغرس األميركيّ عام 1958 تشريعا ً بجعل األوّ ل من أيّار يوما ً للوفاء! ربّما للتخفيف من التركيز اإلعالميّ والتمجيد الذي أضفاه اال ّتحاد السوفي ّتي في زمنه على هذا العيد؛ واستند الكونغرس في اختياره االثنين األوّ ل من أيلول ،إلى أحداث مدينة نيويورك عام 1882التي أدّت إلى وفاة عدد من العمّال على أيدي الجيش األمريكيّ خالل ما عُرف باسم «إضراب بولمان» يومها.
احملرر السياسي
ك��ان السجناء ال��مُ��زارون سيشعرون باإلحراج الشديد، إن فع َلتها إح��داه��نَّ ممّن يستطعن ال��زي��ارة ،وقامت باالتصال بالبرنامج كي تخبر زوجها كم تحبّه .فقد كان هذا ترفا ً معيبا ً وغير جائز ،ويمكن في حاالت التطرّ ف بإطالق األحكام ،اعتباره جريم َة سرق ٍة انطوت على حرمان أ ٍّم من ح ّقها بأن تقول البنها الغائب إ ّنها مازالت على قيد الحياة، وإ ّنها مازالت تنتظر عودته على باب البيت.
ص10
صولفيج
وما من إبداع إلاّ من خالل الذات ول��������د ن��ج��م��ي الس ّكريّ في مدينة حلب 1939بدأ ب��دراس��ة العزف على الكمان منذ ال���خ���ام���س���ة م��ن عمره مع األستاذ الروسيّ «ميشيل ب���وري���زن���ك���و»، بإشراف والده الذي كان يدرّ به يوم ّيا ً حوالي خمس ساعات
ص11
لقد عبّرت الثورة السوريّة عبر شعاراتها األولى، في أشهرها األول��ى ،عن أفق طموحاتها في ح ّل التناقض األس��اس بين درج��ة نموّ المجتمع ،في مجاالته جميعها ،وبين سلطة اﻻستبداد التي صارت معيقا ً مانعا ً وكاتما ً ﻻستحقاقات هذا النموّ ،ويمكن اختصارها بالمواطنة الديمقراطيّة العلمانيّة ،في وطن للجميع محرّ ر وسيّد على مجاله ،هذه اﻻستحقاقات التي تفترض بالضرورة تحرير المجتمع ،من خالل: فتح وتحرير الحقل السياسيّ ،وفتح وتحرير الحقل الثقافيّ الذي من طبيعته أن يشتغل على نقد وبناء القيم العامّة وتعميمها ،فتصير المواطنة عند عموم ً قيمة وح ّقا ً وواجباً ،فتتم ّكن -من موقعها السوريّين كضمير عا ّم -أن تضبط نشاطات القوى في الحقل السياسيّ . هذا المكوّ ن األصيل ،والدافع األصيل ،في الثورة السوريّة ﻻ يمكن أن ينتهي ،ولم ينته ،أل ّنه ليس خياراً يو ّفر عند الالعبين إمكانيّة التصرّ ف فيه ،لك ّنه يمكن أن ينطمر فيختفي ،ولقد انطمر واختفى بفعل إرادات الالعبين التي تخدم مصالح شخصيّة ّ توظف الحزبيّ واإلقليميّ والدوليّ لمصلحتها فتنخرط ،هي بدورها، في خدمة الحزبيّ واإلقليميّ والدوليّ ،الحال الذي يحصل في ك ّل يوم سوري ،ومع ذلك ،فإنّ الدافع األصيل في الثورة السوريّة ال يزال يتململ ويتوالد ويتحرّ ك تحت هذا الركام معبّراً عن نفسه بظهور وتكاثر المنابر اﻹعالميّة السوريّة ،ومراكز الدراسات السوريّة ،ولجان اﻹغاثة وغيرها ،وفي قلق البحث عن تعبيرات سياسيّة جديدة في بنائها ومنطوقها وفي عالقاتها ،بما هي ،جميعها ،نزوع إلى المعرفة، فالحريّة ،فالتضامن الوطنيّ ،فامتالك القوّ ة لبناء سورية الوطن ،وبناء دولة المواطنة. إنّ الذي انطمر واختفى هو الممارسة األولى، لموجة الثورة األولى ،في ناسها الذين اندفعوا إلى الحواري والساحات مبتهجين ومهلّلين لخالصهم من قمقم اﻻستبداد ،بريئين وفقيرين إلى ك ّل شيء ماعدا الحلم والحماس. أمّا وقد انتهى عهد الحماسة ،وعاد المجتمع السوريّ إلى انكفاء أكثر ،وفقر أكثر ،وخوف أكثر ،وموت أكثر ،وتشرّ د قد خرق ك ّل الصفات ،وقد صار إلى االنشغال بالسقف الذي يحمي ،وباللقمة التي تشبع، وبالح َيل التي تحميه من ك ّل أصناف القتلة ،لك ّنه أخفى، كعادته ،طعم س ّكر الحريّة خميرة إلى أيّام قادمة ،ال ب ّد ستأتي ،وربّما تكون على مرمى غده ،ﻻ يغيّر من هذه الحقيقة المر ّكبة :نهيق خبراء اإلعالم الذين بال خبرة ،الذين يلوكون مفاهيم لم ينشغلوا ،يوماً ،في معاناة إنتاجها ،وﻻ بمعاناة فهمها ،مثل :الحواضن يعن لهم االجتماعيّة والحرب األهليّة وغيرها ،ولم ِ السوريّ ،يوماً ،سوى أ ّنه قرص الغنيمة في عرس المقتلة. ً باختصار إذا ،وبغضّ النظر عن بهلوانات السياسة ومرتزقتها ،وعن اللعبة السمجة لمصالح اآلخرين والخادمين لها ،ثمّة حقيقة راسخة ال يغيّر منها تشبيح سياسيّ أو عسكريّ أو ثقافيّ ،يمكن تلخيصها بالقول: لقد انهار زمن ..وثمّة زمن قادم ،صحيح أ ّنه زمن يبدو اآلن مرتهنا ً لمصالح الالعبين اإلقليميّين والدوليّين، زمن يحاول البعض مصادرته وتفصيله على مقاسات مصالحهم ،لك ّنه ورغ��م ذلك ....وحين سيستعيد المجتمع السوريّ – إن لم يتهدّم بالكامل – قدرته على الفعل سيطلق ثورته في موجة ثانية ،وستكون ّ منظمات وأحزاب جديدة ،موجة أدواتها بالضرورة لن تكون إلاّ كما يريدها الشعب السورّ ي أن تكون، فأسماء الطغاة ونهجهم حفظها الشعب السوريّ جيّداً على اختالفها وتعدّد ألوانها ،وخميرة طعم الحريّة اليزال مخبّأ في فمه.
ب ّسام يوسف